رواية حب لا يتبع القلب من الفصل الاول للاخير بقلم اسماء محمود

رواية حب لا يتبع القلب من الفصل الاول للاخير بقلم اسماء محمود

رواية حب لا يتبع القلب من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة اسماء محمود رواية حب لا يتبع القلب من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية حب لا يتبع القلب من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية حب لا يتبع القلب من الفصل الاول للاخير
رواية حب لا يتبع القلب من الفصل الاول للاخير بقلم اسماء محمود

رواية حب لا يتبع القلب من الفصل الاول للاخير

صرخ فيها بغضب : عايز أقولك إنك مراتي شرعا وقانونا
شعرت بالصدمة مما تسمع، فنظرت لوالدها ووالدتها تستنجد بهم : بابي! ايه الكلام اللي بيقوله البتاع ده؟ وإنت ساكت عادي؟
جز يونس على أسنانه بغضب من حديثها البالي وحاول كبح جماح نفسه وحاول أن يكتفي بالصمت
إقتربت شغف من جدها : إنت جدو، يعني كبير العيلة وكبير البلد زي ما سمعت ممكن تفهمني ليه سايب حفيدك أبو طويلة ده يهرتل
الجد بهدوء : بس يا حبيبتي هو بيقول الحقيقة، هو فعلا جوزك
غضبت شغف كثيرا وهي تكاد تجن من الحديث وصمت الجميع كأنهم يؤيدون الحديث بصمتهم
شغف : الكلام دا مش معقول، الكلام دا تضحكوا بيه على عيلة صغيرة لكن أنا لا، أنا يمكن عشت حياتي في دلع ورغد بس مش تافهه إني أصدق أي كلام وخلاص
يونس يغضب من عنادها وأسلوبها الجديد على عائلتهم : لو سمحتي يا مرت عمي، خدي بنتك اللي هي مراتي وإدخلوا عند الحريم كفاية كدا
أكمل حديثه موجها لشغف : وحسابي معاكي لما أخلص
نظرت له شغف بتحدي أعجبه كثيرا وأعجبته شراسة الشخصية الأوروبية وكأن هذا هو ما تمناه
في الداخل
كانت شغف تصرخ علي والدتها : مامي، ممكن أفهم يعني إيه مراته؟ يعني إيه أنا شغف الإمام أبقى مرات الفلاح ده
حاولت والدتها تهدأتها ولكنها كانت تتكلم وتصرخ بلا توقف ووالدتها لا حول لها ولا قوة لا تستطيع أن تقف أمام ثورتها أو عنادها لا من قبل ولا حتى الأن فكيف ستفعل وتجعلها تقبل بالأمر الواقع؟
شغف : ماما ردي عليا ساكتة ليه؟ إزاي تجوزوني واحد من غير ما أعرف؟ وملقيتوش غير دا؟ مش عارفين حتى تستنضفولي إنسان تاني؟ حاجة شيك كدا غير دا؟
وقفت الجدة بغضب : لا إنتي إتخطيتي حدودك أوي يا بنت إبني، يظهر إن العيشة في بلاد الخواجات غيرتك على ناسك وأهلك حتى
شغف بجنون : أنا لسه مش مصدقاكوا، هو فيه حد كدا؟ معقول؟ إنتو مصدقين نفسكوا؟ 
الجدة لوالدة شغف : تربيتك تشرف يا مرات إبني، يا زين ما إختارتي التربية
توترت ولاء والدة شغف من إطراء حماتها وغضبها وهي الأخرى مصدومة في رد فعل إبنتها، وياله من رد فعل مبالغ فيه
كانت جميع السيدات تستمعن لما يحدث في عجب، ساء العائلة ونساء البيت في عجب من هذه الفتاة وتربيتها ووقاحتها مع الكبار لكن يتهامزن ويتلامزن  عليها
كانت الجدة تتعجب من حفيدتها وتربية إبنها لها، لقد أثبتت الأن أنها لم تعد تعرف إبنها بعد أن رأت حصاد تربيته أمامها حتى أنها لم تعمل أي حساب لوالدها
إنتهى الحديث في الخارج عند المندرة التي تجمع رجال العائلة معا وخرج يونس مع عمه ودلفوا للداخل وحسين في داخله يدعو أن يمر اليوم بسلام فقد يحدث ما لا بحمد عقباه فإبنته ليست بالفتاة السهلة
يونس بصوته كله : صوتكم عالي ليه؟ هي دي أصول رهيبة عيلتنا؟ وإنتي (يقصد شغف) صوتك ميعلاش مفيش حرمة صوتها بيعلى هنا، إنتي فاهمة؟
إبتسمت بإستفزاز : لا مش فاهمة، عاوزاك تفهمني؟ قولي هتفهمني إزاي؟
نظر لها بتعجب فنظرت هي بخبث وإقتربت منه وعلى وجهها إبتسامة ماكرة :قوللي بقي كنت بتقول إيه؟ مفيش حرمة صوتها يعلي؟ وأنا بذمتك يتقالي حرمة؟
كانت تقترب بدلال مفرط أمام الجميع بلا حياء والجميع بلا إستثناء في صدمه من فعلتها حتى والديها لم يتوقعوا تصرفها هذا
إنتفضت الجدة وضربت بعصاها الأرض وإنتفض معها قلب شغف
: إنتي بت قليلة الحياة، لا خشا ولا نظر دي حتى مش عاملة إعتبار للكبار
قالتها فتاة من بنات العائلة فنظرت لها الجدة نظرة أخرستها
أما يونس فشعر بالصدمة من فعلتها ونظر لها بشر ثم نظر لعمه : عمي إحنا هنشهر وندخل الليلة
نظرت له الجميع بصدمة من رد فعله
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
إنت هتعمل إيه؟ إنت إتجننت؟ أنا ممكن أقتلك لو مبعدتش عني، أنت متعرفش أنا ممكن أعمل إيه؟ 
كانت تتكلم بتلعثم وكلما يقترب منها تسرع خطاها للخلف وهي تحاول إظهار قوتها لكنه يفهم ذلك جيدا
فإبتسم بخبث : ممكن إيه؟ تموتيني ؟ تصدقي حاسس إني خايف وركبي بتخبط في بعضها وقلبي هينط من مكانه حتى شوفي سحب يدها عنوة ووضعه موضع قلبه
سحبت يدها بقوة وغصب : لا بقولك إيه؟ شغل الفلاحين دا مش هيخيل عليا، خليك جنتيل كدا ونتفاهم بلاش الهمجي دي
نظر لها بغضب : قلتي إيه؟ شغل فلاحين؟ أنا هوريكي الفلاح دا هيعمل إيه؟
خلع جلبابه الفلاحي وسحبها من يدها عنوة وقد أهانته بكلامها أهكذا ترى ذوي العادات والتقاليد وأصول يحي الجميع بها؟
صرخت شغف بقوة : إبعد عني يا مجنون يا زنديق
كمم فمها بقوة يديه : بس بقي بس ايه مش عارفة تفصلي؟ من ساعة ما جيتي وإنتي بتشخطي وتنطري دي بلوة إيه اللي وقعت فيها دي؟ الله يسامحك يا جدي علي الورطة دي
حاولت تحرير نفسها بقوة ولكنه بطبعه كرجل أقوى من تلك العصفورة لكنها لم تستسلم وظلت تعافر
أمسك يونس كلتا يديها وكبلها بين يديه وهو يتوعد لها
في الأسفل كان الجميع يستمع لصوتها وصريخها الغاضب وكلهم ترقب لما يحدث وما سيترتب عليه وما الدراما القادمة في حياة هذه العائلة التي لطالما عرف عنهم الهدوء والتفاهم
يبدو أن حياتهم ستتغير بوجود تلك الشغف المتمردة
في منزل مجاور من منازل تلك البلد الريفية المترامية الأطراف كانت تسكن سيدة أربعينية تسمى هنية والتي تعمل داية
وتعيش معها إبنتها روحية والتي تعد من جميلات البلد
دلفت والدتها من الخارج والتي يبدو أنها كانت في عملها كالعادة حينما يستدعيها أحد لتولد إحدى النساء
هنية : سالخير يا روح
روحية وكانت تحمل كوبا من الشاي : سالنور ياما
جلست هنية بإرهاق فإقتربت منها روحية : مالك يا ما شكلك تعبانة؟
هنية : إرهاق يا بنتي إنتي عارفة اليومين دول موسم بين الغيط وشغلانة التوليد والأرض محتاجة مراعية إنتي عارفة ملناش حد ياخد باله ولا يطل عليها ولا حتى علينا
روحية : يا ستي لينا ربنا فكك، المهم قوليلي أجبلك لقمة ولا كلتي برا؟
نظرت لها والدتها نظرات مريبة ولم تعرف كيف تخبرها بذلك ولكنها ستعرف عاجلا أم آجلا
شعرت أن والدتها تريد قول شئ وشعرت بترددها : قولي ياما عاوزة إيه؟
هنية بتوتر : أني هقولك بس خليكي هادية، واللي حصل حصل ولازم تقبلي بالأمر الواقع
روحية بقلق : فيه إيه ياما وغوغشتيني
هنية : سي يونس إبن العز اللي إنتي مشعلقة نفسك بيه هيتجوز الليلة
هبت واقفة بصدمة لدرجة أنها سكبت الشاي على نفسها ولكنها لم تشعر بأي وجع لأنها ما زالت مصدومة
هرولت والدتها بسرعة : يا حبيبتي، ليه كدا؟ لسعتي روحك، على إيه؟ حسستني إنه كان بيحبك ولا حتى مستعبرك؟ يا بنتي علطول اقولك انتي فين وهو فين؟ شعلقتي نفسك في احبال دايبة
كانت تتكلم والأخرى صامتة مصدومة هنية بخوف على إبنتها  مسدت على يدها : بتوجعك؟ إستني أجبلك مرهم
تركتها في صدمتها وهي تنظر أمامها بخوف ودمعة خفية سقطت من عينيها وهي تردد بصدق : خلاص إنتهت؟ إنتهت يا روحية؟ لا تنتهي لما أنا اللي أقول إنتهت، وإنت اللي بديت يا إبن الإمام
أتت والدتها بالمرهم ورأتها تتكلم مع نفسها بهمس، هي تعلم أن إبنتها متعلقة به رغم أنه لم يعيرها اهتمام وكانت ترفض من يتقدمون لها من أجله ولديها إصرار غريب انه سيتزوجها لكن اليوم وبعد أن سمعت أنه يتزوج من أخرى تأكدت أن أحلام إبنتها تبخرت ولكنها لن تصدق بسهولة بهذا التعلق الغريب
خارت قواها أمام جبروته وسمحت لضعفها وبكائها سمحت له أن يرى ضعفها ولعنت هذا الضعف الذي ظهر أمامها
شعر بنشوة الإنتصار عليها وإبتسامة جانبية : نخيتي ؟ هو دا اللي كنت عاوز أشوفه، عشان تتعلمي الأدب، ومن هنا ورايح كلامي اللي هيمشي وإنسي بقي عيشة الخواجات وعيشي حاضرك ومستقبلك.
نظرت له شغف بعد أن حرر تكبله لها وهي تفكر أنها لن تستسلم ولن تنهزم بهذه السهولة وستجعله يدفع الثمن
وها هي الفكرة
يتبع..........
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وأنا مش موافقة يا يونس
ترك ما بيده وإلتفت يطالعها بدهشة : هو إيه اللي إنتي مش موافقة عليه
أجابت بحدة : مش موافقة على اللي بيحصل كله، مش موافقة على الجوازة دي
إقترب منها وتكلم بحنان : ممكن أعرف ليه؟
نظرت له بضيق : دي مش من نفس مستوانا، البت دي جلابة مشاكل وقليلة الحيا ومش مناسبة ليك ولا في العيلة
يونس بضيق : بعد إذنك يا ما البت اللي بتتكلمي عنها دي تبقي مراتي، وبعدين إيه مش من مستوانا دي ؟ بنت الجنايني وإحنا ولاد البيه؟ دي بنت عمي يعني نفس إسمي الفرق هو خانة الأب بدل محمود مكتوب حسين إيه يا ما مالك
نفخت نجلاء بضيق : يا يونس، إنت إبني البكر، يعني أول فرحتي ومني عيني أشوفك وإنت متهني في جوازك، إنت تتمناك ست الستات بس مش دي، مش دي أبدا اللي تبقى مراتك
يونس بضيق : ياما لو سمحتي اهدي، انتي محسساني انك جديدة على الدار وعلى العيلة محسساني إنك متعرفيش عوايد عيلة الإمام اللي مفيش حد في البحيرة تما ما يعرفهاش، إنتي ناسية إنها مكتوبالي من يوم ولادتها؟ وإن كتابنا اتكتب وهي عندها ٨ سنين؟
نجلاء بحزن : أنا عارفة بس الكلام دا مر عليه سنين والسنين بتغير وأديك شوفت بروحك شغف البت الصغيرة اللي كبرت على ايدك بقت عاملة إزاي دلوقتي؟
نظر أمامه بشرود : إن كان على كدا إطمني ومتشيليش هم أنا كفيل بيها
نظرت له بحزن : كفيل بمين يا عين أمك، دي بجحة وعينها أوية إنت مشفتش كانت بتبجح في الحاجة ازاي؟ دي تربية الخواجات واللبس والمياعة، مشفتش كانت بتقرب منك إزاي تحت؟
تكلم بصراحة منهيا الحديث : أني راجل ياما، وأما أقولك كفيل بيها، يبقى خدي كلامي ثقة، اديني وقتي وترجعي تشوفي الطفلة الصغيرة اللي اتربت على أيدي، ان كانت هي ناقصة رباية فأنا وبعون الله هوريكي يونس محمود الإمام هيعمل إيه؟ وعايزك مترتيش معايا كتير ياما وإنتي عارفاني
صمتت نجلاء تبتلع بقية حديثها لكن في داخلها تعلم أن ذلك بسبب عادات وتقاليد عائلتهم ورغم كل ذلك هي لم تستطع ان تقبل شغف الإمام عروس لإبنها وترى انه كثيرا عليها وتتوعد لها في الأيام القادمة
إلتفت يونس يكمل إرتداء بدلته وهو يبتسم  لصورته في المرآة ويتوعد في نفسه لتلك الشغف : صبرك عليا يا قطتي العنيدة، أيامك معايا إبتدت
في غرفة شغف تجلس على السرير بغضب وبجانبها والدتها التي تحاول تهدأتها وإقناعها بشتى الطرق أن ترتدي فستان الزفاف فقد إقترب الوقت كثيرا ورغم ذلك لم تستطع ان تقنعها
شغف بغضب : أنا قولت لا ياماما، وبعدين إنتي حسابك معايا بعدين إزاي قدرتي تخبي عليا إنتي وبابا حاجة زي دي وسيبتوني اجي معاكوا على عمايا
ولاء : شغف إنتي لازم يا حبيبتي تكوني هادية وأيا كان اللي حصل فممكن يكون خير ليكي بس حاولي بقي تكوني ناضجة وتفكري بقي بعقل وتبطلي تعيشي بهمجية، دا خلاص بقي قدرك
صرخت بجنون : حرام عليكوا بقي حد يفهمني، اللي انتوا بتقولوه دا لا يمكن يتم إلا على جثتي، ازاي بتجوزوني بغير رضايا حتى لو حصل فده لاني كنت طفلة ومش عارفة معنى كل ده، لكن انا دلوقتي عندي ١٩ سنة والمفروض إني كبيرة وأقرر أعيش حياتي ازاي؟ بتقرروا عني ليه؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ولاء تحاول تهدأتها : طب بس اهدي، حرام عليكم اعصابي مشدودة من ساعة ما جينا كل واحد في العيلة بيرمي عليا الحمل وكلهم بيتهموني إني أنا اللي وصلتك للي إنتي فيه ومحسسني إني ببوظك مش عارفين يشوفوا في إني لأصلح إني اكون ام حتى نظرات حسين في الفترة الأخيرة تتهمني من غير ما ينطق بأي حاجة، ليه محدش حاسس بيا
صمتت شغف بحزن وهي تنظر لوالدتها بحزن وتنظر لها بأسف فهي مضغوطة هي الأخرى وهي تعلم أن لأحد هنا يحب والدتها لذا كان قرار والدها الرحيل والإنفصال عن العائلة لسنوات طويلة قبل أن يعود من جديد
ضمتها شغف بحزن وهي تحاول أن تخفف الضغط على والدتها التي عليها تحمل نظرات الجميع لها من جديد
شغف : حقك عليا يا روحي، أنا اسفة بس والله غصب عني، انتي عارفة إني بحب الحرية واحب اخد قراراتي بنفسي فجأة هتحبس في قفص تحت مسمى الجواز والخلفة وابقي نسخة من كل الستات اللي شفناها تحت دي، ومعنى كدا انسي حياتي واحلامي وكاريري وكل طموحاتي باي باي
اعتدلت ولاء وحاولت ان تتكلم بلين : شغف إنتي بتحبيني مش كدا؟
شغف بحب : دا سؤال يا ماما؟ بتسألي بنتك بتحبك ولا لا؟ أكيد لا
ضحكت ولاء وشغف وهم يحاولون تخفيف الضغط عن أنفسهم
ولاء : أنا عارفة إنه صعب اللي حصل والحياة الجديدة دي انا عارفة والله كل الضغوطات اللي هتواجهك زي ما واجهتني  قبلك لانك نسخة مني زمان مع شوية فرق بسيط بيني وبينك بس شوفتي حب ابوكي ليا عمل ايه لما شاف الكل يعاملني وحش، انا مش بقولك تعملي زي وتحببي يونس فيكي رغم ان دا حقيقي وعايزة كدا بس مش عايزة اغصب عليكي لكن حاولي تمرري الايام دي على خير شوية من عندك حاولي وبعدين الطلاق اتعمل ليه؟ أكيد فهمتي قصدي ايه؟
ابتسمت شغف بحزن
نزلت شغف ويدها في يد والدها كي يزفها ليونس عريسها
مع زغاريط السيدات وتهليل الرجال في الخارج وكلمات المباركات من الجميع 
تسلم يونس يد شغف من والدها وكان مبهورا من جمالها  وهي صامتة لا يصدر منها اي رد فعل ودهشة يونس علي صمتها لكنه قبل يدها وجبينها امام الجميع بصمت كانت والدته بجانبه تنظر لولدها بحزن وتنظر لشغف بغضب وكره 
لكنها لا تستطيع فعل شئ فقد تم الأمر وكان ما كان 
إقترب يونس بها من جده وجدته وقبل يدهم بحب وطاعة وإضطرت شغف ان تفعل مثله مرغمة وكان الجد سعيد بزواجهم ولين شغف بعد عاصفتها لكن الجدة كانت غير مقتنعة بعد ما فعلته شغف وكانت ترى أن رضوخها لما يحدث خلفه خطة ومصيبة ستقتل راحة هذه العائلة فما رأته من شغف يدل أنها عنيدة ولا تستسلم بسهولة لذا فهي ترى اللؤم في عينها واضح ولكنها توعدت ان تكون لها ولوالدتها بالمرصاد
من بعيد كانت تراقب ما يحدث بأعين حمراء من الغضب، لا تستطيع ان تراه لغيرها او ترى امرأة أخرى مكانها
مسدت على بطنها بحقد : وحياتك يا حبيبي وحياة اهميتك في حياتي لهندم ابوك على اللي غدره بيا، وهبكيه على السنيوره بتاعته ودا وعدي
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
إنت هتعمل إيه، إهدا كدا وقول هديت
ابتسم بخبث وهو يغمز لها : هساعدك بس عشان تغيري الفستان ولا إنتي نارية تنامي بالفستان؟
شغف بهدوء : ايوة هنام بالفستان عندك إعتراض؟
يونس بخبث : ايوة طبعا انا بسجل إعتراضي، إزاي عروسة وعريس وفي ليلة دخلتهم و إنتي
شغف : إمشي إطلع برا، إنت بنيأدم مش محترم إيه اللي بتقوله ده
حاول يونس أن يبدو هادئا كي لا يفقد صبره عليها وخصوصا أن تلك الليلة تكون موترة ومرهقة على الفتيات لأنها بداية حياتهم الجديدة
يونس : شغف! إحترمي نفسك وإنتي بتتكلمي معايا ولتاني مرا هقولك مفيش حرمة بترفع صوتها او تقل أدبها هنا، إنتي مراتي ومن هنا ورايح لازم تبقي هادية ومطيعة بدل ما هتشوفي وش الله في سماه هتكرهيني وتكرهي حياتك
شغف بسخرية : حوش دا انا ميتة في دباديبك
يونس : شغف أنا صبري قرب ينفذ بلاش تندمي، يلا يا حلوة يا شاطرة اومي غيري وتعالي خللي يومك يعدي
شغف بعناد : لا مش قايمة، ومش بخاف انا من التهويش، إنت مفكر نفسك مين؟ هتلر؟ فوق يا بتاع إنت، أنا بس إكراما لبابي ومامي عديت الموضوع لكن أنا يومين وراجعة برلين، أنا لا يمكن أستحمل أكون معاك في مكان واحد
مسح وجهه يحاول كبح ذرات غضبه يحاول أن يصل لنقطة صبر كي يعرف كيف يتعامل مع تلك الفتاة التي حتما ستفقده صوابه
حاول أن يتكلم حنين ولين : شغف إحنا ولاد عم ومتجوزين أدام الدنيا كلها وأنا فضلت محافظ على وعدي ليكي فاكراه؟
شغف بعناد : لا مش فاكراه، انا مش فاكره أي حاجة، يعني إيه طفلة تتجوز؟ عارف يعني ايه طفلة؟ يعني ما تعرفش اي حاجة في الدنيا كل حاجة بالنسبالها تعتبر إكتشاف ومغامرات وبعدها البنت دي كبرت ميولها اتغيرت تصرفاتها طموحاتها ايه كل ده بالنسبالكم إيه؟ هو إنتم ليه اصلا كدا؟
يونس بغضب وحاول أن يخفض صوته : إسمعي يا شغف لأخر مرة هقولهالك فاهمة لأخر مرة، عاداتنا وتقاليدنا سيف علي رقاب الكل الكبير قبل الصغير، دي عادات اتحطت لعيلتنا من سنين والأجيال مشيت على نفس الخطي من غير اعتراض سنين ورا سنين مش هتيجي احنا ونقول اشمعنا وليه؟ هنعمل زي اللي قبلنا ما عملوا، انتي مراتي من وانتي طفلة وتميتي سن النضوج تبقي حلالي ونشهر الجواز ودلوقتي كل حاجة مشيت حسب العادات والتقاليد نكمل حياتنا زي الباقي
شغف كانت تنظر له بصمت ولم تقتنع بمثقال ذرة من كل ما قال إكتفت فقط بالنظر له بإذدراء
يونس : أني الإبن الكبير للعيلة لكن مش اول واحد اتجوز، رغم ان من الشروط اني انا اللي اتجوز الأول بس حضرتك كنتي برا وعمي كان بيماطل كل لما جدي يكلمه ويطالبه بالأمانة بتاعتي اللي هي انتي وحجته لما تاخدي شهادة الثانوية وخلاص اتخرجتي كفاية عليكي بقي لحد كدا ونبدأ حياتنا
شغف : إسمع انا مش هتكلم كتير أنا إكراما لأهلي وافقت على المهزلة دي لكن لا يمكن هكون ليك ولا هتكون فارس أحلامي اللي بتمناه، إنت إبن عمي، إبن عمي وبس، إبن عمي وجوزي على الورق حتى الجواز هحاول أتعايش بس لفترة وبعدها تطلقني وارجع لحياتي وانت ارجع لحياتك وش فلك واحدة تعيش بشروطك وعاداتك وتقاليدك،. يا أبو عادات وتقاليد، شوف واحدة تعيشلك دور إسمها إيه دي اللي كانت في المسلسل اه أمينة وإنت سي السيد مش كان اسمه كدا برضه؟
تركته ودخلت الحمام ولم يهمه أيا من تهديداته وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها وإنعكاسها ولم تتحمل قناع القوة الذي ترتديه دائما وشعرت بالإنهيار التام ولكنها حاولت أن تتماسك أكثر
في الخارج كظم عيظه بصعوبة بالغة وقد جرحت كبرياؤه هذه الفتاة الوقحة المتجبرة، فكيف لها أن تفعل ذلك؟ ألا تعرف من هو؟ ألا تعرف صيته في هذه البلد ألا تعرف أن الجميع يهابونه كثيرا؟ ألا تعرف كم الفتيات التي يحبونه ويتهافتون عليه؟ ألا تعرف أن الجميلات يتراقصن على أنغامه؟
مسح وجهه بغضب وتوجه لتلك الزجاجات المخصصة في إحدى الأركان والتي دوما يخبئها كي لا يعرف أحد أنه يسكر ويشرب الخمر؟
فتح زجاجة وشرب بشراهة وهو يحاول أن يمحي تلك الكلمات التي هرتلت بها تلك الجميلة المغرورة؟ لديها غرور أقوى من غروره كان يعتقد أنها رضخت لأمره حينما رأي هدوئها ورضوخها امام الجميع في العرس ليكتشف أنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
في الصباح إستيقظت شغف وهي أشعر بثقل في أطرافها لتتفاجئ أنها نامت في الحمام من الإنهياز والتعب إنتفضت بقوة وتوقفت حينما لاحظت انها مازالت بالفستان وتذكرت انها حاولت خلعه بالأمس ولم تستطع ونامت مكانها
شعرت ان المكان هادئ فتعجبت سكونه وكيف تركها بالحمام أيكون قد إستسلم؟ وتركها ولكن ليس لديه أي ذوق حينما يلاحظ غيابها ولا يحاول أن يخرجها من الحمام
خرجت ببطئ من الحمام خشية أن تتصادم معه فتعجبت الغرفة كما تركتها بإستثناء ذلك الركن فكان يبدو فوضوي كثيرا
إقتربت منه لتتفاجئ بزجاجات الخمر منتشرة في الركن البعيد هذا ولكن ليس لهذا أثرا أين ترى ان يذهب في هذا الوقت؟
نظرت في ساعة المنبه أمامها فكانت تشير للخامسة إلا ربع
وتسائلت أين يمكن أن يكون قد ذهب باكرا هكذا؟
ولكنها لم تندهش من موضوع الخمر فهي تسميه فوضوي وتتوقع منه أي شئ ولكنه لا يهمها كل ما في الأمر أنها ستحاول الإنتظار حتى تحرر نفسها من هذا السجن
ذهبت تجاه حقيبتها وأخرجت منها بيجامة قطنية شبابية مريحة وحاولت فك فستانها وبعد معافرة وتعب خلعته بقوة فتمزقت أماكن معينة في الفستان ورغم ذلك لم يعنيها أن فستان زفافها تمزق فهي لا يعني لها هذا الزفاف في شئ
شعرت بسكينة في عدم وجوده نظرت للسرير بنعاس وإنبهرت من حجمه فقد أنستها هذه الأمور فخامة البيت وأساسه وإنبهرت به وإختياراته رغم أنها ليست مشابهة لإختياراتها لكنها لم تكن تتوقع أن عائلة فلاحين يمتلكون هذا المنزل الكبير والأثاث المريح فقط يكفي تفكير إنه وقت النوم والإستمتاع بوحدتي في الغرفة
دخل المنزل بحذر وهو يترنح من أثار الشرب كان المنزل خاليا في هذا الوقت يكون الجميع غارقون في النوم فلا يستيقظ أحد قبل السادسة او السادسة والنصف
لذا دخل للمنزل وهو مرتاح أن لأحد لاحظ خروجه او حتى دخوله
ولكنه لم يكن يعلم أنه هناك تلك الأعين تراقبه، وكانت تراقبه في صمت إلى أن دلف إلى غرفته وكانت والدته التي إشتعلت غضبا حينما خمنت أن ولدها لم يقضي ليلته مع عروسته ومن هيئته يبدو أنه كان يقضيها في إحدى الحانات المتطرفة في البلد
إزداد غضبها وحقدها على شغف وتوعدت لها أنها ستسود أيامها وتجعلها تندم على كل لحظة عذبت فيها ولدها بكلمة
ويبدو أن ليست نجلاء الوحيدة التي رأت يونس يدخل كاللصوص للمنزل وهو يترنح من الشرب فكانت جدته أيضا التي كانت تصلي الفجر قد رأته وإستغفرت ربها على ما فعلته تلك الفتاة بحفيدها وما ستفعله وتخلقه من دراما في حياة العائلة القادمة
دلف يونس غرفته وهو لا يرى أمامه من كثرة الشرب فبعد ان رفضته شغف وهددته وتاه مع الخمر تسحب وقضى ليلته في أحضان غيرها
كانت تنام على السرير والنعاس يغلبها تأملها بنهم وهو لا يرى أمامه وذكري الليلة ورفضها له يهاجمه وكبرياؤه فاقم غضبه
وإقترب منها وهو يترنح ليقترب منها وهي نائمة ويتأمل جسدها كأس مفترس يترصد فريسته ليلتهمها
أخذ يتحسس جسدها وكله رغبة بها ولا يدري أي شئ فعقله مغيب وملغي تماما كل ما يتذكره مرارة رفضها وقوتها التي جرحت كبرياؤه
لذا إقترب منها وأخذ يقبلها بشهوانية فإنتفضت فزعا على لمساته ورائحته النتنة وتبعده بكل قوتها عنه
شغف بغضب : إنت حيوان؟ إيه اللي بتعمله ده؟ إبعد عني
يونس بلا وعي : إنتي مراتي، يعني بتاعتي، ولا مش هبعد دا انا هقرب وهقرب بزيادة كمان
حاول لمسها فنفضت يده بقوة وتحدثت بغضب : إياك إيدك تتمد تاني ، هقطعهالك فاهم؟
يونس : نبقى نشوف موضوع القطع بعدين تعالي بس ما هو بمزاجك غصب عنك إنتي بتاعتي
شغف بتقزز : إنت مقرف، إنت حيوان
حاول أن يقترب فخرجت عن شعورها ومن خوفها صفعته بقوة فنظر لها بصدمة وصدم أكثر حينما
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
حاول لمسها فنفضت يده بقوة وتحدثت بغضب : إياك إيدك تتمد تاني ، هقطعهالك فاهم؟
يونس : نبقى نشوف موضوع القطع بعدين تعالي بس ما هو بمزاجك غصب عنك إنتي بتاعتي
شغف بتقزز : إنت مقرف، إنت حيوان
حاول أن يقترب فخرجت عن شعورها ومن خوفها صفعته بقوة فنظر لها بصدمة وصدم أكثر حينما قربت منه سكينا تهدده بها
شغف : لو قربت مني هقتلك
فإبتسم بخبث وإقترب وهو يتحسس أثر الصفعة على وجهه
فشعرت بالخوف ولكنها حاولت ألا تظهر ذلك فهددته بتردد ظاهر في نبرة صوتها : إنت فاكرني بهزر والله العظيم مش مش
لم تكمل جملتها حيث إنقض عليها محاولا أخذ السكين منها وهي متمسكة بها جيدا كي لا يأخذ أخر ما تبقى لديها من شجاعة
وبعد مناهدة طويلة ومجهدة إستطاع بقوته البدنية أن ينتصر عليها ورد لها الصفعة ضعفا (أي مرتين)
صرخت فيه بغضب : برضه مش هتلمسني إلا على جثتي
ضحك بسكر : أنا مفيش حد يقولي لا، وبعدين إنتي بتاعتي ملكي، يعني هاخد حقي بمزاجك أو غصب عنك
وإقترب منها وعلى وجهه إبتسامته الماكرة وهمس أمام وجهها : وأنا من رأيي بلاش تجربي الغصب معايا زي ما قولتلك هتكرهي نفسك
شغف بتقزز : أنا أصلا بكره نفسي إني مراتك، وهكره نفسي أكتر لو لمستني، أصل الأشكال دي مينفعش تتعامل بأدمية
وإقترب منها بغضب وأمسكها شعرها بقوة فتألمت : سيبني في حالي بقي حرام عليك
يونس بهدوء : حالك هو حالي، قولتلك قبل كدا إنتي مراتي شرعا وقانونا
شغف بهدوء : عرفت خلاص سيبني بقي
تعجب من هدوئها المفاجئ : أسيبك إزاي؟
أخذت نفسا عميقا وزفرته بضيق : إنت لازم تفوق الأول من اللي إنت فيه، وخليك جنتل معايا، أنا مش عايزة ده، عاوزه كل دا ينتهي وارجع لحياتي واحلامي، ممكن تكون إنسان معايا وتنفذلي ده؟ عاوزه أرجع برلين حياتي واصحابي ودنيتي هناك مش هنا، بالنسبة لجوزي وحياتي والجو ده، كنت طفلة وكبرت عيشتي اختلفت وتفكيري اختلف
نظرت له تستعطفه : يونس! حاول تفهمني، يمكن لو أنا إتربيت هنا، كان ممكن فكري يكون زيكم ويمكن اكون انا اللي كنت أتمنى نتجوز ونعلن لكن أنا إتغيرت وحياتي إتغيرت مش أنا شغف البنت الصغيرة اللي كانت بتفرح بأي حاجة وخلاص أرجوك كإبن عمي قبل أي حاجة ساعد بنت عمك وخليك شهم معاها لو لمرة 
كاد  أم يرق أمام توسلها لولا طرق على باب غرفتهم
نظرت له بتوتر وحالته التي يبدو فيها سكره الشديد
نظرت له بترجي فتوجه يفتح الباب ليتفاجئ بأهل المنزل أمام غرفتهم
صدم بشدة وخصوصا لوجود جده وجدته حاول أن يبدو طبيعيا خوفا من إكتشاف أمره
إندفعت نجلاء تدخل الغرفة لترى بعينها ما يحدث : فيه إيه يا يونس؟
إندفعت شغف بتوتر ترد مكانه : أبدا يا طنط مفيش كان يونس تعبان شوية مفيش حاجة
نظرت لها نجلاء بكره : إخرسي يا بت إنتي بكلم إبني
يونس بهدوء : مفيش يا جماعة، مفيش حاجة، زي ما شغف قالت تعبان حبة وإنتي ياما من هنا وطالع كلمي مراتي كويس دي مراتي 
نجلاء بسخرية : ماشي يا سبع الرجال، المهم بتتخانقوا ليه في الصباحية
يونس بغضب : الله ما قولتلك مفيش
نجلاء بغضب : بتداري عليها؟ لا فيه وفيه كتير اوي وأني مش هسكت واسيب كرامة ابني تتبعتر في الأرض
دلف الجد ليسكت الجميع إقترب من يونس ونظر له بغضب : كنت فين ليلة إمبارح يا يونس؟
نظر له يونس بصدمة ولم يعرف ماذا يقول وخاف أن ينكشف أمره ومع ذلك لم ينكر شئ وقد تمكنت منه الخمر فمرة ينكر ومرة يعترف وهذا لسبب أنه ليس بوعبه وطبيعته
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
خافت شغف كثيرا وحاولت التدخل لكن جدتها تدخلت ووبختها ونظرت لما ترتديه بسخرية وإلتمعت عينيها غضبا وهي تواجه يونس : بتقضي ليلة دخلتك في الأماكن المشبوهة يا يونس؟ بتسكر وتتمايص زي الصيع يا راجل، يا كبير اخواتك؟ اتصرف انت يا حج وشوف حفيدك،
تابعت وهي تنظر لشغف بغضب : ولا حفيدك ليه؟ تلاقي بنت الخواجات هي اللي منكدة عليه وطفشته مش كدا ولا إيه يا بنت إبني؟
كان الجميع صامتا وعيونهم موجهة لشغف التي كانت ترتجف من هذا الموقف ونظراتهم ورغم قوتها إلى أنها تشعر بالضعف والسند
بحثت عن والدها لتجد السند فوجدته حقا لحظتها إرتمت داخل أحضانها بضعف
 ضمها والدها وهو يطمئنها فهو يعرف ما تفكر به الأن وأنها طفلته المدلله وأن هذا كثيرا عليها وليست معتادة على ما يحدث، فقد ذكره ذلك بما حدث في بداية زواجه بزوجته ولكن الوضع كان مختلف لكن نفسها عائلته في نفس المكان كما كانت من قبل ولم تتغير
شعر ببشاعة ما فعله بإبنته في الماضي ولكنه كان يريد أن يتخلص من ضغط والده عليه فوافق وبعدها رحل كي يبتعد بها عنهم وعن عالمهم لعلهم يوما ومع السنوات ينسوا ما حدث لكن هيهات لتلك العائلة التي تسوقها العادات والتقاليد ولا يحكمها الدين
إنتزعتها جدتها من أحضان والدها بقوة : بت إنتي، بلاش دلع بنات مرء فاهمة؟
إقتربت ولاء : لو سمحتي يا حاجة براحة عليها، دي برضه لسه صغيرة وأول مرة تتحط في مسؤولية
الجدة : إنتي بتبرريلها؟ هو أنا بكلم مين، ما هي تربيتك، وتربيتك ماشاء الله
نظرت ليونس : إنت دخلت يا يونس؟
حسين : إيه الكلام اللي بتقوليه دا يا أمي؟
الجد بحزم : ماله الكلام يا حسين؟ ما يزعلش، إتنين متجوزين أدام الدنيا كلها المفروض إيه اللي يحصل من وجهة نظرك في أول ليلة في حياتهم؟ هيجبولنا أحفاد منين؟ بالمرسال ؟
شغف بسرعة : يا جدو! إنت مش فاهم
يونس : صوتك مسمعوش، سودتي وشي أدامهم
الجد : يلا كلنا نطلع من غير ولا كلمة، وإنت (أشار ليونس) مفيش طلوع من أوضتك غير لما أسمع البشارة يا..... يا راجل
شغف بصدمة : يعني إيه؟
يونس : إخرسي قولت
ولاء : براحة لو سمحتم، كلكم عليها كدا، شغف مش واخدة على الوضع ده
الجدة بسخرية : أومال واخدة علي إيه يا مرات إبني؟
نظرت لها شغف بعيونها فتنهدت ولاء : أنا بس طالبة منكم تعاملوها براحة وبهدوء لحد ما تتأقلم وتاخد عليكم
نظرت لحماها : عمي خلينا نأجل موضوع الدخلة ده
نظر لها الجميع بصدمة بلا إستثناء حتى زوجها ولكن شغف حاولت بث الأمل وإنتظرت أن يؤيد أحد طلب والدتها
ولكن كما توقعت لا أحد يهمه ما تقوله لا هي ولا والدتها
سألت نجلاء ساخرة : عاوزة تأجيلها ليه يا سلفتي ؟ حد قالك إنهم إخوات ؟
ثم تسائلت يشبه خبث ولدها : ولا يمكن يكون فيه حاجة كدا ولا كدا وبنتك تكون
إنتفضت شغف بعد أن فهمت تلميحات زوجة عمها : إيه الكلام دا يا طنط؟ إنتي
الجد إعتدل في حزم وضرب بعصاه الأرض عدة مرات فصمت الجميع وعم الهدوء أرجاء الغرفة
الجد بحزم : هنعرف كل ده، جوزها أولى واحد يعرف، دلوقتي بقي تاخد بعضك على الحمام وتفوق كدا ومتخرجش إلا وإنت رافع راسنا وراس عيلة الإمام مفهوم؟
خرج الجميع ونظر لها بغضب : إنتي يومك إسود، وعندك وصلنا لنقطة مينفعش أتعاطف معاكي فيها وكلام جدي زي ما طول عمره سيف علي رقبتي هيفضل كدا
صمت قليلا يحاول أن يبدو على طبيعته : أنا داخل الحمام أخرج ألاقيكي جاهزة خلاص إحنا أدام مسألة كرامة عيلتنا وكرامتي أنا شخصيا
تركها لتنهار أخيرا وتبكي بلا توقف
ثم لمعت في عقلها الفكرة وليس سواها
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
صباحية مباركة يا عروسة، أهي كدا العرايس ولا بلاش
نظرت لها شغف بحزن : إنتي مين؟
أجابت بخبث : محسوبتك روحية، خدامتك يا ست الستات
شغف : ماشي يا روحية، ممكن تحطي الفطار وتتفضلي
كانت تكظم حزنها وغيظها بداخلها وهي تكاد تشيط غضبا وعذابا، فكان من المفترض أن تكون هي مكانها، فهي الأجدر ليست تلك ولكن الصبر هو مفتاح حكايتها
قبل أن تخرج تسائلت روحية بخبث : أومال فين سي يونس، وجب يعني أباركله
أشارت شغف بلا إكتراث وحزن : في الحمام
روحية بغيظ : حمام الهنا، تؤمري بحاجة يا ست الستات؟
إبتسمت شغف بحزن : متشكرة، خدي الباب في إيدك
خرجت روحية وهي تكاد تميز غيظا ولكنها تحاملت على نفسها من أجل هدفها
هبطت للأسفل لكي تقوم بالعمل التي أوهمت الجميع أنها هنا من أجله
كانت نجلاء بالمطبخ وبجانبها ثلاث فتيات أخريات، إثنتين منهم زوجات لشباب العائلة أولاد عمومة يونس والأخرى مساعدة تعمل بأجر وكانت روحية مثلها في نظرهم لكنها كان لديها هدف أخر وهو التودد لكل أهل المنزل ومحاولة أخذ المكانة الحقيقة التي تستحقها والتي تستولي عليها تلك الفتاة الغريبة
نجلاء : طلعتي الأكل يا روحية؟
روحية بخبث : أيوة يا ست نجلاء، بس إيه العروسة دي؟ متكبرة على إيه؟ دي حتى ما قامتش تاخده من إيدي، قاعدة حط رجل على رجل على السرير بصراحة يا ست نجلاء أني مكنتش متوقعة إنك تختاري لسى يونس عروسة زي دي، دا سي يونس دا برنس البحيرة كلها تما
تكلمت إحدى الفتيات وكانت تسمي أمل : خليكي في حالك يا روحية، يا ريت متتدخليش في اللي ملكيش فيه، دي داخلياتنا وإحنا عارفينها، خليكي في اللي جاية عشانه
نجلاء بحدة لأمل : وهي قالت إيه غلط يا بت إنتي، صحيح غريبة بس من أول نظرة وقدرت تعرف البلوة اللي اتبلينا بيها
نظرت لروحية وتكلمت بحسرة : معاكي حق يا روحية والله، أنا كان تحت عيني عروسة ليونس تستاهله بحق وحقيقي حس ونسب وأخلاق وكمان تقول للقمر قوم وانا اقعد مطرحك بس نقول إيه حكم القوي، حكم العادات بقي اللي بلتنا بالبلوة دي، وخلتها تيجي من آخر الدنيا وتبقى مرات الكبير
روحية : لا ملكيش حق، كنتي وعيتي سي يونس دا شكله هيتعب معاها جامد وسي يونس برضه هيبة ومركز، أني خايفة البت دي تسيطر عليه، زي ما سمعت دي تربية خواجات، ودول يارب الستر من عندك بيلعبوا على الحبال
أمل بغضب : هو إنتي بتولعيها زيادة، ما تخليكي في حالك يا بت إنتي ولاحظي إن اللي بتحاولي تغلطيها بتكون بنت عمي ومرات إبن عمي يعني إنتي داخلك إيه في العيلة دي؟
روحية : يا ست أمل أني بقول بس اللي حسيته ناحيتها، وبعدين أني بحبكم وخايفة عليكم وخصوصا سي يونس مش عايزة هيبته ومركزه في البلد يقلوا أو ينتهوا
نجلاء بحدة : فشر، دي قبل ما تفكر تقل منه هكون خنقاها بإيديا دول
تركت أمل المطبخ وصعدت غرفتها وهي تستغفر ربها وتتمتم : مش هتتغيري أبدا يا مرات عمي، هتفضل الجلالة وخداكي كدا لحد إمتى؟ بس ليه كدا؟
نظرت لإنعكاسها في المرآة وتابعت بحزن : شغف بت عمي الظاهر حظها قليل كدا، من ساعة ما جت والغيلة كلها صفت ضدها ومحدش قادر يتكلم ويسكتهم عشان العوايد ما نرفعش صوتنا على الكبار حتى لو هم غلط، بس بصراحة البت مظلومة وهي عملت اللي أي واحدة في مكانها كانت هتعمله، يمكن لو كانت اتربت وسطنا كانت هتبقي زينا مستسلمة للعادات والتقاليد ولقدرها بس هي سافرت وعاشت برا فطبيعي تكون نست وعاشت وحلمت
تنهدت بحزن : زي ما غيرها حلم، وأحلامه اتدمرت يعني راح ضحية زيها، ضحية العادات والتقاليد
في غرفة يونس وشغف
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
خرج من الحمام وكانت بيتغى بإحدى أغاني الشعبية التي تتردد على ألسنتهم في البلد وكان يبدو أنه سعيد لأن العائلة صفت معه وحصل على حقه بها، وأحقيته بكونه زوجها شرعا وقانونا، قولا وعملا
ولكن لاح في عقله ما فعلته ومحاولتها للهرب لولا تأمينه للبيت ولم يكن يتوقع أنها ستهرب
رمي بصره في البلكونة موضع رميها الحبال ويبدو أنها كانت متمرسة تسلق الحبال
فإبتسم بسخرية وهو يجدها تجلس على السرير وما زالت بهيئتها شاردة ويبدو الحزن جليا على وجهها
إقترب منها وهو يبتسم بخبث وسخرية : صباحية مباركة يا مراتي
شدد على كلمة مراتي كثيرا فهيئتها تبدو وكأنه فعل جرما، أو أخذ شيئا منها ليس من حقه وهذا غير صحيح بالطبع
نظرت له مطولا وهي تكره النظر له بل تكره حتى الحديث معه، مجرد أن تتذكر فقط ما حدث وكل الأحداث التي ترتبت عليه تشعر بالإشمئزاز وودت لو صرخت لتغرق الدنيا بصراخها تود لو  أن كل ما يحدث ما هو كل كابوس بشع وستستيقظ وتجد نفسها في غرفتها في فيلتها في برلين وتجد أصدقائها حولها ووالديها يطمئنوها أنها بخير وأنها لم تركب الطيارة لهنا
ودت لو كان بيدها حق إختيار شئ من الماضي ودت لو أن محت تلك الذكرى وتلك الأيام التي تسببت لها بعجز اليوم، ذلك اليوم وهي ترى ذكرى بعيدة لطفلين سعيدين بالإرتباط الصغير بينهم الذي أدى لعجز اليوم لكل ما عاشته وأنه كان ضربا من الوهم
يونس بسخرية : مش سامعلك حس يعني؟ خير اللهم اجعله خير البسة كلت لسانك؟
نظرت له وعيونها لامعة من تكدس الدموع بها، ودت لو قامت وصرخت به لعله يشعر ما بها، ألهذه الدرجة هو جبل؟ لا يشعر؟ فضلت الصمت
إقترب يجلس بجانبها : عايزك بعد كدا تفكري ألف مرة قبل ما تفكري تعملي اللي عملتيه مرة تانية، الهروب من هنا بموتك، إنتي فاهمة، ياريت تقبلي بالأمر الواقع بسرعة ساعتها هتتعودي وهتبطلي أحلامك العبيطة دي، بدل ما تعذبي روحك وتعذبينا معاكي، فاهمة يا شغفي؟
لمس وجهها برقة محاولا تقريبها منه : بس طلعتي مزة بجد مش أي كلام، يعني اللي جوا أحلى من اللي برا
نفضت يده بإشمئزاز وقالت ببرود  : أنا جعانة، إبعد كدا
يونس : تصدقي وأنا كمان، بس جعان بيكي
شغف : إبعد إيدك، إنت مش خدت اللي إنت عايزه سيبني بقي
يونس : تؤتؤ مش قلتلك، إتعودي تبقي مطيعة، إتعودي تنفذي من غير إعتراض
قربها منه يضمها بشغف، كانت تشعر بالإشمئزاز وعقلها متضارب لكنها لا تريد إهانات أو معاناة وصراخ عليهم لأنهم في النهاية سيصفوا لآجله وليس لأجلها
لذا صمتت أمام رغبته رغم النيران المستعارة داخلها
كانت جسدا بلا روح، صامتة كالصنم يفعل ما يشاء بلا رد فعل منها فقط دموعها هي أقل تعبير عن نيران قلبها
بعد وقت قام من جانبها وتوجه ليأكل، جلس يأكل بنهم وهو مستمتع بالطعام وتركها وكأنها ليست موجودة وكأنه لم يفعل شئ
قامت من على السرير تجر نفسها ودخلت الحمام وبمجرد أن أغلقت الباب حتى إنهارت باكية، بكت وبكت وبكت حتى أنها شعرت بإنسحاب الهواء من حولها
وبعد أن هدئت نوبة بكائها وبعد أن شعرت بإختناقها من البكاء توقفت وفتحت صنبور المياه عن آخره كانت تريد مسح أثر لمساته، لم تود أن تترك نفسها بلا طهارة من فعلته وكأنها ليست أدمية، رغم أنها زوجته حقا لكنه يعاملها كأنها ألة هو المتحكم بها
تنفست بحزن شديد وهي تحاول التحكم في نفسها ومشاعرها فهم ليسوا بشر ليفهموا تلك المشاعر
فاقت على طرقه على الباب : شغفي؟
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
تنفست بحزن شديد وهي تحاول التحكم في نفسها ومشاعرها فهم ليسوا بشر ليفهموا تلك المشاعر
فاقت على طرقه على الباب : شغفي؟
وقع قلبها بين يديها، يوما واحدا تغيرت فيه حياتها، تغيرت كثيرا كأنها داخل كابوسا لكن قدرها لا يسمح لها أن تفيق منه
تعمدت ألا تجيب تعمدت أن تكون هادئة، فالصراخ لم يؤتي ثماره معهم، يبدو أن رحلة المعاناة ستكون طويلة ليست فقط لمجرد أياما معدودة كما وعدتها والدتها
وما المفيد في كلام والدتها؟ والدتها أكثر من عانت مع تلك العائلة
لماذا لم تنجح حيلة هروبها؟ هذا يعني أنها ستظل حبيسة العادات والتقاليد للأبد
طال صمتها وتعجب يونس من صمتها كثيرا فمنذ أن أتت وهي لا تتوقف عن الصراخ ماذا حدث؟ ما الذي جعلها هادئة هكذا؟
توتر وهو يفكر أنها تخطط لحيلة جديدة أو تخطط بتهرب من جديد ولكن لا كل هذا كان قبل أن يكسر غرورها وقد لاحظ أنها صامتة من أن أمسك بها وأخذ حقه منها عنوة
ولكن صمتها مخيف، طرق الباب مرة أخرى وكرة بعد مرة توتر أكثر ليهجم على الباب ويكسره ليتفاجئ بها
تتحمم وهي صامتة تقف كالصنم كأن لا حياة بها
والعجب أنها تتحمم بملابسها
أسرع يغلق الصنبور ويلتقط المنشفة بسرعة ويلفها بها
نظر لها بغضب : إيه الهبل اللي إنتي بتعمليه ده؟ كل دا عشان اتجوزتك؟ اومال لو أنا واخدك في الحرام هتعملي إيه؟ يا مجنونة
نظرت له بصمت ودموعها من تتحدث عنها، نظر لها بتفاجؤ من منظرها ولأول مرة يشعر بالذنب تجاهها 
لأول مرة في حياته يشعر أنه أخطأ في حق أحد 
منظرها كان يغني عن أي جواب، لاحظ شرودها ودموعها، لاحظ شحوبها، لاحظ أنثى غائبة عنها الحياة، ليست تلك الفتاة القوية التي قابلها أمس وكانت لا تهاب أحد، أين ذهب كل هذا؟ 
حملها بين يديه وخرج بها من الغرفة وهي صامتة لم تعترض حتى على حمله لها، وتركت الرياح تهوي بها حيث تشاء 
بدل لها  ملابسها وتركها رغم تعجبه لصمتها ولكنه لأول مرة يشعر بالذنب تجاه أحد 
نظر لها بهدوء : شغف! 
نظرت له وما زال الصمت حليفها 
يونس : أنا أسف 
نظرت له بسخرية ودموعها أسرعت تعرف طريقها للخروج 
يونس : بجد أنا أسف، بس رفضك ليا جنني يا شغف 
تابع : من وأنا صغير وأنا باخد اللي انا عاوزه، مش مجرد إني بتمنى، أنا أبويا مات يا شغف وأنا صغير، جدي حاول يعوضني عن موته فكان بيلبيلي كل طلباتي، كنتي من نصيبي بحكم العادات والتقاليد وتتحقق بجوازنا وبعدين إختفيتي، بقيت أخاف من الإنتظار عشان كدا كنت بمد إيدي وأنتش اللي أنا عايزه حتى لو بالغصب وسنين عدت وبقت عادة، شفتك عجبتيني وحلمت احلام كتيرة اتدمرت برفضك ليا وكانت لأول مرة في حياتي حد يرفضني او يخالف كلمتي  حقيقي أنا اسف 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
نظرت له شغف بحزن : مش هعرف أسامحك، إنت دمرت أحلامي وكسرتني
نظر لها بحزن وتابعت : انا برضه ما تعودتش جد يرفضلي طلب وحياتي طول ال ١٩ سنة كانت مستقرة وسعيدة لحد إمبارح، لحد ما إتفاجئت ببابا بيقولي إني متجوزة وجه وقت يسلمني لجوزي ويشهر جوازي أدام الدنيا، إتصدمت، عادات وتقاليد إيه اللي تجبر طفل وطفلة يتدبسوا في بعض للأبد الإنسان بيمر بمراحل كتير وفي كل مرحلة بتختلف نظرته للحياة وهو شاب غير وهو طفل، كنت مستنية منك توافقني لكن اللي صدمني إنت إزاي نظرتك للحياة ما إختلفتش، بتنفذ قرارات غيرك عمياني؟ ملكش خصوصية ملكش شخصية؟ إزاي تقبل بواحدة مشفتهاش بقالك سنين تبقي مراتك؟ تعرف إيه إنت عنها غير إنها بنت عمك وعلى الورق مراتك؟ 
مش مسامحاك يا يونس، إنت قتلت حاجات كتير كان ممكن أكون بكنهالك في يوم من الأيام 
أدارت وجهها للناحية الأخرى وأضافت : أنا منمتش من إمبارح وتعبانة ومصدعة، ياريت تسيبني عشان عايزة أنام 
أراد أن يعترض ولكن ليس بيده شئ كل شئ بداخله مبعثر 
أطفئ الضوء بالغرفة وتمدد بجانبها 
كانت تبكي بصمت والحزن باديا على ملامحها، وهو بجانبها يفكر ويعيد حساباته من جديد، هذه الشخصية التي يعيشها سيئة كثيرا  ولكن عليه إعادة التفكير من جديد لعله يكتشف شيئا جديدا فيه، وكان كلامها يسيطر على تفكيره ولأول مرة تلوح في داخله هذه الأفكار 
لماذا يسمح للأخرين في التفكير بدلا عنه لماذا يسمح لهم أن يقرروا عنه؟ 
أنهكه التفكير وراح في نوم عميق 
في الصباح إستيقظت شغف  على طرق الباب، نظرت بجانبها لم تجده تنهدت وقامت من مكانها وكانت نجلاء والدة يونس والتي نظرت لها من رأسها لأخمص قدميها بسخرية : ناموسيتك كحلي يا عروسة! 
تنهدت شغف وهي تحاول أن تكون هادئة أكثر : صباح الخير يا طنط! 
قلبت نجلاء عينيها داخل الغرفة متجاهلة شغف : أومال يونس فين؟ 
شغف لم تكن تعرف بالفعل أهو هنا أم خرج ولم يعنيها الأمر كثيرا ورغم ذلك أجابت : ممكن يكون في الحمام 
نجلاء :إيه ممكن دي يا مرات إبني؟ 
 شغف بهدوء : يا طنط أنا لسه صاحية، صحيت ملقتوش جمبي أعتقد إني مش بنجم يعني 
كانت سترد عليها ردا لاذعا تغيظها به ولكن خروج يونس من الحمام منعها 
خرج يونس وفي يده منشفته : صباح الخير ياما 
أزاحت نجلاء شغف بقوة متعمدة ودخلت : صباح النور والبنور على عيونك يا ضنايا 
نظر لوالدته بغضب وتوجه لشغف مادا يده لها يوقفها : إنتي كويسة يا شغف؟ 
نظرت له شغف نظرة جاهلا هويتها تركته مادا يده وإستندت بالباب وتركته مع والدته ودلفت الحمام 
نجلاء : مالها دي؟ 
يونس بغضب : وبعدين معاكي ياما؟ 
نجلاء بغيظ : وبعدين معاك إنت يا ابن بطني؟ بتنصرها عليا؟ 
يونس : ياما، بنصر مين على مين؟ دي حتى مش طيقاني وبتعاملني ببرود 
نجلاء : عشان إنت مش كاسرها بتتأمر علينا بنت الخواجات، ما إنت لو كاسرها 
قاطعها يونس : لو سمحتي ياما قولتلك بلاش الطريقة دي مع شغف، شغف مراتي وأني عارف بتعامل معاها إزاي وحياتي عندك خليكي برا الموضوع
نجلاء بحقد : بتقولي أني الكلام دا يا يونس؟ مكانش يتعز يا ابني؟ 
حاول يونس ان يكون هادئا مع والدته : نفسي أعرف شغف عاملالك عشان تكرهيها كدا؟ 
نجلاء بحقد : بجحة وقليلة رباية، متعرفش يعني إيه أدب مع اللي أكبر منها هتستني منها إيه؟ زيها زي اللي ربتها ما هي أمها كانت أكتر منها في البجاحة متعرفش أمها زمان كانت إزاي؟ دي كانت 
قاطعها يونس بغضب  : خلاصته ياما، أني مش هسمح لحد أيا كان مين هو يقلل من مراتي أو يمسها بأذى، إنتي عارفني ياما بلاش الأسلوب ده الله يخليكي، والله يخليكي بطلي تخلطي الماضي بدلوقتي وطلعي مرات عمي من راسك 
كادت أن تتكلم فقاطعها : أني راجل ومش هعيد كلمتي مرتين وزي ما كلمتي تمشي على مراتي المفروض تمشي على حضرتك، ولا إيه؟ 
صمتت نجلاء وهيوالدماء تغلى في عروقها والحقد والكراهية يتأكلاها ناحية الإبنة ووالدتها 
يونس مغيرا دفة الحديث : كنتي عاوزة حاجة؟ 
نجلاء بهدوء : كنت طالعة أطمن عليك
يونس فإبتسم مقبلا جبينها ويدها : أني زي الفل، إطمني يا ست الكل 
نجلاء حاولت أن تبتسم : طب يلا عشان ميعاد الفطار، وقول لمراتك تنزل عشان تتعود علينا وعلى عوايدنا، زيها زي سلايفها 
يونس : ماشي 
خرجت نجلاء وانهد يونس وتعجب من الكراهية الواضحة بين والدته وزوجة عمه والتي إنتقلت لتكون لإبنتها والتي هي زوجته شغف 
تحرك وغير ملابسه وتحرك طرق الباب على شغف : شغف يلا ننزل عشان الفطار 
شغف من الداخل : خارجه 
خرجت شغف بصمت وكانت قد إرتدت دريسا  بنصف كم يصل إلى ما بعد الركبة وصففت شعرها على هيئة كعكة متساوية جعلت يونس يقف مذهولا أمامها 
يونس : إيه ده؟ 
شغف بهدوء : معنديش هدوم أطول من كدا 
يونس :....... 
يتبع 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
خرجت شغف بصمت وكانت قد إرتدت دريسا  بنصف كم يصل إلى ما بعد الركبة وصففت شعرها على هيئة كعكة متساوية جعلت يونس يقف مذهولا أمامها 
يونس : إيه ده؟ 
شغف بهدوء : معنديش هدوم أطول من كدا
حاول يونس أن يتحكم في إنفعلاته وهو يتخيل رد فعل عائلته بالأسفل حينما ترى زوجته ترتدي هذه الملابس خارج غرفتها
شغف : يونس!
يونس : خير؟
شغف : خير إيه؟ سرحان في إيه؟
تنهدت وهي تحاول أن تضغط على نفسها وهي تتعامل مع كل شخص في هذه العائلة التي منذ أن جائت هنا ولم ينصرها أحد
يونس : بفكر في موضوع لبسك ده اللي مجاش في البال، وبصراحة خايف عليكي من أي إحتكاك تحت لو شافوكي كدا
حاولت أن تكون هادئة ولكن خانتها نبرة صوتها وهي تسأله ساخرة : خايف عليا؟ دا من إيه دا إن شاء الله؟
يونس محاولا الهدوء :وبعدين معاكي يا شغف؟
شغف : وفر خوفك يا يونس تشكر عليه لكني مش حساه ومش عايزاه، في عز ما كنت محتاجاه ملقتوش فمش محتاجاه
يونس : شغف، والله
قاطعته شغف بحدة خفيفة : يونس يلا ننزل
زفر بضيق من تلك العنيدة التي حتما ستفقده هدوئه مهما حاول ألا يفعل ذلك
يونس : إستني يا شغف
وقفت شغف وهي تزفر بقلة صبر وحزنها يسيطر على أعصابها لذا فأعصابها متوترة وهي لا تريد شفقة من أحد
وقف أمامها يونس : هخرج دقايق بس خليكي هنا
شغف : هتروح فين؟
يونس : راجع يا شغف
وتابع بتحذير : حذاري تخرجي بمنظرك يا شغف، هتخرجي الغول اللي جوايا من تاني
خرج وأغلق الباب خلفه وقلدته بغيظ ودبت الأرض بقدمها بغيظ : يا لهوي على السجن ده
تنهدت بأسي : يارب خلصني من السجن ده، وهون عليا كل اللي أنا فيه
خرجت للبلكونة تتنسم هواء الصباح لعله ينعش رئتيها
بدأت تراقب بعينيها الحياة الريفية من بعيد
كان منزل العائلة كبيرا مترامي الأطراف لم تتوقع أنه  بهذا الحجم والحراس يحيطونه بحرفية وقد فهمت هنا لم لم تنجح خطة هروبها من هذا المنزل ولقد تأكدت أن هروبها من هنا مهمة شبه مستحيلة
لكن بداخلها والجزء العنيد يرفض الإعتراف بذلك لأنه في قانونها لا مكان للمستحيل ولكن كله سيحدث مع الصبر، عقلها رافض تماما أن يقبل وجودها هنا للأبد
ذهنها يعيد لها ذكرى الثلاثة أيام التي قضتهم هنا في هذا المكان ومعاملة عائلتها لها بعد لقاء سنوات طوال
تنهدت وهي تتحدث كأنها تتحدث مع نفسها  : بجد لو الظروف مختلفة كنت وقعت في عشق البلد دي، بجد الريف حلو أوي
تابعت بسخرية : بس الناس فيها ميعرفوش يعني إيه إنسانية، كلهم عبيد لأسياد القوة، محدش فيهم عارف قيمة نفسه وبيريحوا نفسهم ويقدموا فروض الولاء من غير ما يفكروا، ودا طبعا اللي خلي اوروبا متقدمة عن هنا كتير
لم تنتبه لوجوده خلفها ولكنها إنتفضت حينما لمس يدها فصرخت بفزع : خضتني 
إبتسم وهو ينظر لها : سلامتك من الخضة
نفضت يدها منه وتركته ودلفت للداخل بغضب
دلف خلفها بحزن  : وبعدين معاكي يا شغف؟
شغف بهدوء : آسفة، كدا حلو؟ تكفيك الكلمة دي ولا تحب أنزل وأبوس جزمتك عشان ترضى.... وعيلتك كمان ترضى وتحل عن سمايا؟
كانت تلمح بكلامها على طريقة والدتها معها
كاد أن يجيبها لولا الطرق على الباب وكانت أمل : صباح الخير، ممكن أدخل؟
يونس : أدخلي يا أمل
دخلت أمل وهي تحمل عددا من الملابس في يدها
إبتسمت أمل في وجه شغف : صباح الخير يا قمر؟
إبتسمت شغف : صباح الخير
يونس :طيب أنا هسبقكم وأنزل، متتأخروش
شغف لم ترد وردت أمل : حاضر يا سي يونس
خرج يونس وبقيت أمل مع شغف التي إبتسمت لها وهي تقترب منها : أنا أمل يا شغف بنت عمك ياسر، مش فاكراني؟
تنهدت شغف : صراحة مش فاكرة أي حد هنا و
قاطعتها أمل : أنا عارفة إنتي بتفكري في إيه؟ بس والله أنا غيرهم وزيي زيك مكتوب كتابي من وأنا بنت صغيرة زيك بس إنتي محظوظة عشان اتعلمتي وحلمتي وحققتي حاجات كتير حلوة في حياتك أنا لا
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
نظرت لها شغف بحزن وتابعت أمل : بقولك إيه سيبك من كل ده، أنا عكس كل اللي هنا، إعتبريني صحبتك، ونسك في البيت ده
شغف نظرت لأمل وكأنها ترى فيها شغف الصغيرة بطريقة أخرى، شغف الطفلة التي لم تريد أن تغادر هذا المكان، التي حزنت لفراق عائلتها، رأت نفسها في أمل لو كانت قد بقيت هنا وتربت بينهم
زفرت بضيق مجرد التخيل يجعلها تنفعل يجعلها لا لا كل هذا لم يحدث
أمل : مالك يا شغف؟
شغف بحزن : ينفع أعيط؟
أمل بإستغراب : ينفع طبعا
وضمتها أمل وكل منهم في أفكارها، شغف مضطربة المشاعر وأمل حزينة عليها وعلى نفسها
بقيت شغف في أحضانها مدة لم تعرف ان تحددها
أمل : كفاية كدا، هناخد مخالفة
إبتسمت شغف من بين دموعها وشعرت بالراحة الكبيرة بعد هذا البكاء وهذا الدعم، شعرت أنها أفضل من ذي قبل بكثير
أمل بضحك : دا على كدا فاطمة ملاك جنبك 
نظرت لها شغف بعدم فهم فتابعت أمل بضحك : بنتي فاطمة، دي بتعشق النكد زي عنيها، زي اللي خلفتها، متقلقيش مسيرك هتتعرفي على إولاد العيلة 
ضحكت شغف وكأنها لم تكن تبكي منذ قليل وتذكرت صديقاتها وأحبت أمل وأخيرا وجدت ونيس لها هنا في هذا المنزل يفهمها ويقدر ألمها 
أمل : يا شغف يلا تعالي معايا هنا مش عايزين ننتص كلمتين أبوس إيدك 
تابعت بمرح : أني إتعودت، خايفة عليكي إنتي 
إبتسمت شغف : طيب يلا، لاحسن انا عندي حما بتموت لو مغلستش عليا 
ضحكت أمل وهي تمشي معها عند الدولاب : طيب وطي صوتك لأحسن البيت هنا مكهرب متعرفيش العصفورة اللي بتنقل الكلام بتقف فين؟ 
نظرت لها شغف بعدم فهم فرددت أمل : أيوة يا شغف، إوعي تدي سرك لحد هنا، هتخسري وهتتعبي، أحشري في قلبك ولا تفضفضي مع أي حد حتى لو كانت ستي، كلهم هنا مش هيفهموا داخلياتنا 
شغف : بس مش للدرجادي 
أمل بحزن : أكتر يا شغف، عيلة الإمام دي صعبة متفهميهاش إسأليني أنا، سرك هو جوزك، 
كانت تعرف ما بينها وبين يونس لذا تابعت : حتى لو مش بطيقوا بعض بس الميزة الحلوة في ولاد العيلة إنهم بيقدروا ستاتهم حتى لو بينهم إيه؟ عمره ما هيطلع سرك لحد، وحتى إنهم مش بيستحملوا حد يغلط فيكي 
لاحت إبتسامة على شفاه شغف تظهر لأول مرة وهي تتذكر دفاع يونس عنها بإستماته أمام والدته، رغم أنها كارهة له لكنها تعجبت فعلا من دفاعه عنها فقد سمعت ما دار بينه وبين والدته 
في الأسفل 
كان الجميع يتناولون طعام الإفطار بهدوء لكن هناك من لم يستطيعوا منع جرعة النكد مع أهم وجبة في النهار 
فاطمة : هي مراتك غابت كدا ليه يا يونس؟ 
يونس : معلش يا ستي لسه جديدة على عوايدنا. 
فاطمة بضيق : هي متعرفش عوايدنا بس أمل تعرف عوايدنا 
نظرت لمحمود : مراتك بقت بتتمايع يا محمود، إنت مش ظابطها ولا إيه؟ 
شرق محمود والطعام في فمه حينما تحول دفة الحديث عنه هو وزوجته 
ناوله يونس( وهو أقرب له) كوب الماء 
ابتلع الطعام : إزاي بقي يا ستي؟ أمل عمرها ما تخرج عن طوعي 
فاطمة : أومال مالها؟ هي إتعدت من الخوجاية ولا إيه؟ 
نظر محمود ليونس الذي بدوره نظر هو الاخر له وهمس له : ربنا يستر 
فاطمة: أني مش عاجبني اللي بيحصل ده، البيت دا طول عمره هادي وماشي بنظام، من يوم ما الإبن خالف العادات والتقاليد والهدوء فارقنا 
كان الحديث موجها لزوجة إبنها الصامتة وتبتلع الإهانات بصمت 
أمسك حسين بيد زوجته من أسفل طاولة الطعام وهو يغمز لها ويطمئنها بعينيه 
إبتسمت كأنه لم يحدث شئ 
تحمحم يونس : طيب أنا هطلع أشوفهم إتأخروا ليه؟ 
وهرب من الحصار وكاد يصعد السلم لولا أنه لمح طيفها 
توقف وهو يردد بصدمة : إنتي بتعملي إيه هنا؟ 
إبتسمت بخبث : حلوة صدمتك دي، ولسه مش هنقف عند الصدمة 
إقترب منها بغضب : عايز إجابة، بتنيلي إيه هنا؟ 
أمسكت يده بهدوء وهو متعجب من جرأتها ووضعتها أسفل بطنها وتستئلت بخبث : قولي بقي حاسس بإيه يا سي يونس؟ ولا أقولك يا أبو الواد؟ 
نظر لها بصدمة وهو غير مستوعب لأي شئ الأن وكأن سقط على رأسه دلوا باردا في ليالي الشتاء القارصة........ 
وكانت تلك هي أول فرصها لإسترداد حقها الذي سلبه هو منها بكل برود وكأنه لم يفعل شئ 
تفاجأوا بصوت خلفهم : إيه اللي بيحصل هنا ده؟ 
يتبع...... 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وكانت تلك هي أول فرصها لإسترداد حقها الذي سلبه هو منها بكل برود وكأنه لم يفعل شئ 
تفاجأوا بصوت خلفهم : إيه اللي بيحصل هنا ده؟ 
تلفت يونس بتوتر حينما سمع صوت أمل والتي كانت وحدها تهبط الدرج وقد رأت ما حدث
تنهد يونس وحمد ربه أن شغف لم ترى ما حدث، تعجب فعليا من نفسه كيف يفكر هكذا؟  ولكن ما صدر منه صدر لإراديا، من دون أن يتحكم فيه
أما روحية فقد كانت خائفة متوترة من أن تكشف على الأقل ليس الأن، لم تفعل أي شئ حتى الأن، لذا تمنت من الله ألا يعرف أحد شئ حاليا
هبطت أمل وإقتربت منهم وهي تنظر لهم بشك ونظرت لروحية بغضب وكره : إنتي بتعملي إيه هنا؟
روحية بتوتر : والله ما كنت بعمل حاجة، أنا بس كنت بطمن على سي يونس أصله كان طالع السلم بسرعة وكان هيقع
نظر لها يونس بسخرية وضيق وسخرت أمل أيضا : لا كتر خيرك، وهو بقي كان مستنيكي تسنديه؟
يونس : خلاص يا أمل إنتهينا، أنا اللي ما خدتش بالي
أمل بشك : ماشي يا ابن عمي
يونس : اومال شغف فين؟ منزلتش معاكي ليه؟
أمل : قالت هتحصلني، إنت عارف مينفعش أتأخر أكتر من كدا
يونس : طيب روحي، فعلا يسألوا عليكي وأني هستعجل شغف واجيبها وانزل
أمل: ماشي
 ألقت باقي  كلامها ساخرة قبل أن تتركه وتدلف عند العائلة : بس ابقي خد بالك المرا دي لتقع وممكن متلاقي حد يساعدك
صعد يونس لغرفته وهو يفكر في تلك المصيبة التي وقعت على رأسه حقا لا يعرف من أين خرجت له الأن، لقد حذرها آلاف المرات قبل ذلك من أن تقترب منه او من أفراد عائلته لكنها يبدو أنها ليست سهلة، لذا عليه تعليمها درسا قويا تحرم من ألا تستمع له ولتهديداته
دلف لغرفته في نفس الوقت الذي كانت شغف خارجة فإصطدمت به ووقعت أرضا، شغف بغضب : أعمى! والله شكلك أعمى شكل وفعل
تنهد يونس وهو يهندم نفسه بلا مبالاة مصطنعة  : المهم إني موقعتش، شكرا
غضبت شغف أكثر : إنت بنيأدم بارد
يونس بسخرية : أفادكم الله، كنت مستنيكي تقولي؟
كظمت غيظها ووقفت وهي تتأوه بغضب مكتوم
تنهدت وخرجت وتركته ليخرج خلفها : ساعة عشان تلبسي بس عباية وطرحة؟ اومال لو بتتزوقي هتاخدي وقت اد ايه؟
نظرت له شغف بغيظ وعضت شفتيها غيظا فضحك أكثر عليها وهو يتأملها بإعجاب واضح  قائلا بمشاكسة : تعرفي إن شكلك بيبقى حلو وإنتي متعصبة؟
نظرت له بلؤم : ماشي يا.... مدير لجنة التقييمات
نزل خلفها ودلفوا لينضموا للعائلة وكانت تلك العينان تراقبهم بغضب وحقد
وقف يونس وسحب لها كرسي بجانبه فتعجبت من ذوقه المفاجئ ونظرت له وجدته يبتسم وما زالت نظرة الإعجاب تلمع في عينيه : إتفضلي
كانت أعين الجميع تراقبهم بصدمة ولم ينطق أحد بشئ، إبتسمت ولاء وهي ترى حسين في يونس، الذي كان يخالف الأساليب والقوانين في المنزل من أجلها، وقد تمنت حقا أن يحب يونس شغف وشغف يونس ويكونوا مثلهم هي ووالدها، وكانت تراقبهم بعينها وبدعوات قلبها لهم بكل الحب، أما تلك الأعين الحاقدة صدمت من رد فعل إبنها وما فعله من أجل تلك الفتاة، تلك الفتاة مصيبة وصبت على رؤوسهم
وإجتاحتها  دقة قلب غير مريحة لها، وشهقت شهقة مسموعة وهي تفكر أن شغف من الممكن أن تغير يونس وتفعل معه مثلما فعلت والدتها مع سلفها  نظر لها الجميع وتكلم يونس وناولها الماء : مالك يما؟ 
نجلاء وهي تنظر لشغف بحقد قرأته شغف بوضوح فنظرت لها بتحدي لا تعرف على ماذا؟ ولكنها بادلتها النظر بعيون قوية أكدت لنجلاء أشياء كثيرة وكأن الزمان يدور ويعود من جديد 
الجدة : شغف! 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
نظرت لها شغف بإنتباه : بصي في طبقك 
لم تكن تعلم أن جدتها تراقبها، نظرت لها نجلاء وقد تلألأت دموع عينيها ففهمتها الجدة وفهمت تفكيرها لتطمئنها بعينها 
أكل الجميع في صمت تام وكلهم يتمنوا أن ينتهي الطعام ويقوم كل لعمله بدلا من ذلك الحصار 
إنتهى الطعام بالفعل وقام الرجال لعملهم وقبل ذلك إقترب يونس من شغف : شغف أني لازم أنزل مع اخويا وانفذ أوامر جدي، لو عوزتي حاجة ولا حد جرحك بكلمة كلميني 
كان يقصد بكلامه تلك روحية لانه فهم مقصد مجيئها لهنا وكان يتمنى ان يبقى أكثر ليهتم بالموضوع ولكن جده فاجئه 
رغم أن قلبها مشتت وعقلها ملئ بالتساؤلات المختلفة إبتسمت له لأول مرة، شعر بالتخدر أمام إبتسامتها حقا، أسرته تلك الإبتسامة مع ذلك الوجه الباسم وتلك العينين اللامعة، شعر مشاعر غريبة عليه
شعرت شغف بالخجل الشديد من نظرات أحدهم لها هكذا
ولاء إقتربت منهم و ضحكت بحب : مالك يا  يونس؟ متنح كدا ليه؟
حمحم يونس بإحراج : أني ماشي عن إذنكم
تحرك مسرعا للخارج وتوقف قليلا ليبتسم وهو يتذكر إبتسامتها وفكر لوهلة هل من الممكن أن يقع في ذلك الحب، الذي لطالما سمع عنه؟ ولكن هذا الحب للنقيين هل سيحظي بهذا الحب؟ أم بداية لسراب؟ هل يستحق هذا الحب؟
إبتسامتها شقت طريقه ليبتسم مثلها لكنه متوتر، قلق من ماضيه....... ماذا يفعل وما الذي سيحدث له؟
في الداخل
ضمت ولاء ابنتها بحب وهي تدعي لها بالسعادة وشغف تفكر لماذا إبتسمت ليونس وهي لم تسامحه بعد؟ لماذا سمحت لنفسها لهذا؟ من مجرد موقف خالف قوانين العائلة سعدت وغير فكرة اليومين الماضيين في حياتها؟
في المطبخ كانت روحية تنظف وهي تتذكر ضحكته وشروده بها وإهتمامه لمناداتها وما صدمها حينما سمعت همهمات أمل وحنان زوجات الأبناء يتهامسن على موقف يونس وما فعله لأجل شغف  زاد النيران في داخلها أكثر  وكل هذه الأشياء من حقها هي، لن تتحمل كل هذا، لن تتحمل
أمسكت السكينة بغضب ودت لو تقتل شغف تلك وتنهيها من تلك الحياة وتصرخ بها لما تأخذ ما ليس لها حق به؟
وكان كل تفكيرها أن تتخلص من شغف، وتعرقلها من ذلك الطريق وقبل أن تغير موقفها ورأيها وتحب يونس، هي تخاف كثيرا، فمثلما تغير يونس بيومين لأجلها من الممكن أن يفعل أي شئ ليجعلها تحبه وهذا ما لن تسمح به ولن يحدث طالما لم تحصل على حقها
وخطرت لها فكرة قررت تنفيذها لتكون أولى خطواتها للتخلص من تلك الفتاة
في غرفة المجلس جلست نجلاء بجانب حماتها وهي تكاد تميز غيظا وتحاول الجدة تهدأتها بلا فائدة
فاطمة : ما تهدي بقي يا نجلاء؟ كفاية يا بنتي هيجرالك حاجة من اللي بتعمليه في نفسك ده
نجلاء بحقد : يعني ما إنت شايفة يا ما اللي بيحصل، إبني ضنايا هيضيع مني، اللي محلتيش من الدنيا غيره، شفتي ياما؟ شفتي ابني يونس بيتحول واحدة  واحدة عشان يبقى نسخة من عمه حسين، هموت يما لو يونس سابني هموت، انا من غير يونس مش هيبقالي حس هموت والله هموت
فاطمة بحزن : مش عارفة إيه اللي جرا لعيالي وعيال عيالي وليه بيوقعوا في النسوان الغلط، بسبب غلطة حسين اتبلينا لولاء وسابني ورحل عشان خاطرها وبالسنين ولا سأل
نجلاء بحزن : طب إنتي كان عندك اللي يصبرك، عندك بدل الابن اتنين، طب انا؟ لا انا محلتيش غير يونس؟ اتصرفي يما، والنبي ورحمة إبنك لتتصرفي وتنقذيلي يونس من بنت الكافرة دي؟
فاطمة : الله يسامحك يا محمود، كان لازم تصمم على بنت حسين؟ ما كان عندك بنات العيلة، وبنات عم يونس مفيش اكتر منهم اقله امل ولا حنان للكبير مش تبلينا بدي، واني زمان وافقته قلت دي لحمنا ودمنا هتحن لينا احنا وهتعيش معانا، جه حصل اللي حصل وصمم حسين يفارق بالحرباية مراته وبنته وبقت البت امها تماما، اه يا ناري
نجلاء : اتصرفي قبل ما الواد يتقلب على بوذه ويصمم عليها زي غيره
فاطمه بهدوء : إطمني يونس تحت طوعنا وهيفضل كدا علطول
نجلاء بسخرية : ما كان حسين تحت طوعنا ايه اللي حصل ؟
تابعت بحقد : سابني وإختار بت الخواجات وتربية الخواجات
فاطمة : البت فعلا مش سهلة
نجلاء بغضب : مشفتيش بجاحة البت وكات بتبصلي ازاي؟
فاطمة :ما قدمناش غير الصبر، الصبر يا نجلاء 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
إعتذر قلبي عن الفرح.. فلقد قتل الفرح قلبي، وعن ماذا يبوح ولمن؟ 
Asmaa Mahmoud
في غرفة شغف بعد أيام ، أخيرا إستطاعت أن تتواصل مع أصدقائها القدامى والتي سعدت جدا بهم وأخيرا تنفست براحة وهي تتكلم بحرية مع من يفهموها 
كانت مكالمة فيديو  جماعية شباب وبنات يتمازحون ويتحدثون بعبث وشغف تشاركهم المكالمة بحماس 
وفجأة سألتها صديقتها سيفي عن موعد قدومها ومتى ستعود؟ شردت منهم شغف وظهر الحزن جايا علي ملامحها فسألنها عن سبب ذلك فحكت لهم ما حدث وما كان في الماضي 
صرن يتمازحون ويتضاحكون عليها غضبت عليهم شغف 
ولكنهم عندما استشفوا حزنها وعدم تأقلمها مع أحد وهروبها الفاشل قبل ذلك بدأو يفكرون في مساعدتها 
وقررن أن يهربنها بطريقة ذكية ولكن تحتاج للصبر 
وبدأوا في التناقش في الأمر وبدأ كل منهم في عرض أطروحته وشغف تختار بين ذلك وتلك 
تكلم شاب مصري ويسمى( نادي) : إذ يا عزيزتي آش إستمعي لخطتي 
شغف : إتحفني يا أبو النوادي 
بدأ في عرض خطته والتي يبدو أنها نالت إعجاب الفريق ليظهر إعتراض شغف وهي لا تعرف رد فعل العائلة إذا نفذوا تلك الخطة وحاولت الإعتراض لكن الفتيات حاولن إقناع شغف بشتى الطرق فيبدو أنهم لا يعرفون ما تمر به وقوانين العائلة وحظها العثر الذي دائما ما يخالف رغباتها 
كان نادي واثقا من نجاح خطته لذا هو من كان له وسائله في إقناع شغف وأخيرا وافقت بتردد وهي تفكر في رد فعل يونس أولا وتمنت داخلها أن تنجح تلك الخطة وتأتي بنتائج إيجابيه 
وفي لحظة شعرت بتناقض فرغم رغبتها المستتبة في الخلاص من ذلك السجن إلى أن بداخلها شئ يرفض، شئ يقول لها لا تفعلي ذلك، يونس ليس كما كان في السابق لا تخاطري ويونس أصبح يفعل لخاطرك كل الجميل قبل حتى أن تطلبيه لم تعرف حقا لما التناقض ولمن تسمع للمؤيد أم المعارض؟ 
إنتهت المكالمة وبقيت شاردة تفكر بالحيرة، من المفترض أن تكون سعيدة وتشجع أصدقائها يكفي أنهم يفعلون كل هذا من أجل مساعدتها 
ولكن لما هي ليست سعيدة؟ لما تبدو وكأن ما تفعله لن يريحها ويعديها لحياتها الجميلة التي دوما تتباهي بها؟ 
لقد مرت أيام على زواجها من يونس وقد أصبح شخص جديد ليس ما تعرفت عليه اول يومان، ولكنه شخص نبيل كانت تتمنى لقاء أمثاله يوما، شخصا يحرص لإسعادك لا يهتم لما تحكمه العادات ولا يهتم لأحاديث الناس 
لمعت دمعتها بحزن وهي تتسائل : ليه دخلت حياتي يا يونس؟ 
كان يونس واقفا على طرف الباب يتأملها، ويتعجب للحزن والحيرة الباديان على وجهها وصدم حينما سمعها تحدثت فجأة شعر بالحزن الشديد وكأن ما فعله معها كل هذه الأيام ليس لديه مقابل عندها 
كأن ما فعله معها لا يهمها وكانت تجاريه، حقا ما زالت لا تشعر ناحيته بشئ لم تشعر بندمه واسفه؟ رغم المعارضات من عائلته ، رغم كل ما فعل لم يحرك ساكنا داخلها؟ ألهذه الدرجة تكرهه؟ 
ولكن تسائل لما شعر أنها كانت سعيدة ومستمتعة بحبه؟ ألهذه الدرجة بدي غبيا سازجا؟ لعبت بمشاعره؟ ولكن هو من سمح لنفسه أن يكون ساذجا ولعبة بيدها، تذكر حديث والدته عنها وانها تفعل أي شئ لا يهمها وأنها تربت تربية غيره 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كان يريد أن يسألها لماذا فعلت به ذلك؟ ولماذا تلاعبت بعواطفه؟ لماذا تركته يتغير لأجلها؟ لماذا تركته هكذا؟ لماذا لم تقدر معارضته لأهله؟ 
وفجأة تذكر حديثها في أول ليلة بينهم أنه ليس لديه شخصية وأنه يسمح لغيره بالتدخل وتحديد مصير حياته؟ وتذكر كل كلام عائلته الذي كان في صفه دوما 
وربط له عقله الباطن تفسير تمسك به يونس كحجة على خداع شغف له 
يونس بغضب : يعني هي قررت تلعب بيا وتبعدني عن عيلتي عشان تنتقم مني، ودا يفسر تغييرها علطول وهدوئها اللي استغربته في البداية بس حبيته وبدأت أحبها وأشاغبها وأحاول أحببها فيا، دا انا كنت عامله خدي مداس، دا انا كنت بعارض قوانين كتير في البيت عشان خاطرها 
نظر أمامه بغضب : ماشي يا شغف، إنتي اللي بديتي والبادي أظلم يا بت عمي، زي ما دوقتي حلوى وحبي لازم تدوقي مري وكرهي ودا لسه حقيقي مشفتيهوش وكنت أتمنى متشوفيهوش بس لازم ولابد تشوفيه 
شغف في غرفتها حزينة كما هي، حائرة لم تتغير حيرتها أو تنتهي 
وقفت أمام المرأة وهي تنظر لإنعكاسها بلوم : كدا يا شغف تتفقي عليه وعايزه تخلصي منه بالطريقه دي بعد كل اللي عمله؟ دا بدأ يتغير بجد، مش معقول تسيبيه بعد كل ده، أني مش هنكر إني زعلانة وإن قلبي شايل منه، لكن انا شفت التغيير بعيني ولمسته بقلبي، مستحيل قلبي يغلط، لا لا لا لا شغف ركزي وانهي الحيرة دي فورا، دا قبل أي حاجة هو ابن عمك يعني كل اللي بتفكري تعمليه يضر بسمعته وسمعة عيلته اللي هي عيلتك رغم كل شئ ، لا يا شغف فكري  لا مش محتاجة تفكير انا هكلم نادي واقوله لا اني مش ممكن اعمل كدا المرا دي هختار عيلتي رغم كل اللي عملوه فيا بس هختارهم وأختار سمعتهم 
وفعلا حاولت أن تتواصل مع نادي ولكن كان مشغول في اتصال اخر، حاولت أن تنتظر لكن الوقت طال وطال حتى أنها لم تنتبه للوقت في يدها 
وأسرعت تأخذ حماما سريعا وترتدي عبائتها ولفت حجابها سريعا وقبل أن تخرج تفاجئت بطرق على الباب إعتقدت أنه يونس لانه موعد رجوعه ولكنها تعجبت يونس لا يطرق الباب فتنهدت وسمحت للطارق والذي كان يونس فعلا والتي تعجبت أنه كان يطرق الباب
إبتسمت إبتسامتها الجميلة التي تعودت أنه تريها له ولكنه نظر لها بسخرية وهو يتسائل لما انخدع بمظهرها وأسرته تلك البسمة التي كسرته الأن
تركها وتوجه للحمام إقتربت منه بتعجب وإحتضنته من الخلف وهي تتنهد وقد حسمت أمرها أن تعترف له بما كانت تنوي أن تفعل وعن قرارها وإعجابها به وأنها لن تفضل أي شئ عليه وستفعل ما بوسعها لإسعادها مثلما يحاول أن يسعدها
صدم من فعلتها اول مرة تتجرأ وتفعل ذلك ولكنه لن ينخدع ثانية فقد إكتشف حيلها ولم يعد يفرق معه شئ وجل ما يفكر فيه الأن هو كيف يذلها وينتقم منها
قاطعهم دخول أمل المفاجئ والتي لم تعرف بوجود يونس فصدمت وأحرجت وحاولت الخروج ولكن شغف أدركت فعلتها وشعرت بالخجل وأوقفتها
شغف بسرعة : تعالي يا أمل
تركهم يونس ودخل الحمام وهو يفكر فيما ينوي فعله
أمل : أصلك إتأخرتي علينا تحت وانتي عارفة مرات عمي نجلاء، إنتي قلتي ساعة هتقيلي وإتأخرتي عشان كدا 
تنهدت شغف وهي تستغفر ربها من تلك السيدة المستفزة ورغم انها تعرف كيف توقفها عند حدها لكنها لن تفعل لأجل يونس هي قررت وإنتهى الأمر 
ستتحمل أي شئ لأجل أن يكون يونس سعيدا
إبتسمت لامل وتحاملت على نفسها واعادت لف طرحتها وخرجت مع امل
وهبطوا سويا لكن وفجأة داست شغف بشئ لم تحدد هويته بسببه إختل توازنه وسقطت من على الدرج بقسوة تحت صدمة وزهول أمل التي صرخت بإسم شغف
خرج يونس بسرعة من الحمام وقلبه يؤلمه ليصدم من مشهدها البشع الذي يقطع نياط القلب
وشغف في عالم آخر بعد أن فقدت وعيها عن الحياة وغرفتها الدماء
وما حدث كان مفاجئا وبشعا في شغف والأسرة بشكل عام ويونس بشكل خاص
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
في الليل كان الجميع في المستشفى بعد أن تم نقلها للقاهرة 
كان يونس يجلس في ركن بعيد عن العائلة، حزين وغاضب في نفس الوقت، حزين عليها وقلبه يتمزق خوفا عليها وغاضب من نفسه ومن وقوعه في فخها، لا يعرف بماذا يفكر الأن وعلى ماذا ينوي، لكن كل ما يهم الأن هي وسلامتها
تنهد بحزن وهو يفكر لماذا وقع في حب تلك الفتاة؟ ولكن ما المانع في حبها؟ فهي زوجته وقدره فلماذا لا يحبها؟ ما ذنبه إن كانت هي لا تصلح لهذا الحب؟
ولكن من يتحدث؟ إنه هو من كان يتلاعب بالفتيات ويواعدهن وهو يعرف أنه لن يتزوج أيا منهن لأنه كان على يقين بوجود زوجة له حتى لو بعيدة عنه، لكنه كان يمتع روحه ويسلي نفسه حتى يرى تلك الجميلة التي تزوجها
ولكن مجرد ان رآها وعرف انها زوجته لم يقترب من إمرأة أخرى حتى ذلك اليوم الذي خرج فيه وعاد يترنح من أثر الثمالة لم يمس إمرأة ولم يكن مخمورا من الأساس بل كانت خدعة لم يشرب سوى كأسا أو إثنين ما لم يجعل متمرس مثله يثمل
بدأ يحبها بدأ يتعلق بها، بدأ يسحر من إبتسامتها، بدأ يفعل ما يحلو لها
إبتسم بسخرية وهو يفكر أنه كان يتراقص على أنغامها، مجرد أن تتعافي سيرد حقه منها ولن يسمح لنفسه أن يتمادى أكثر مع مثلها وسيحقق لها رغبتها حتى لو تلك الرغبة عارضت قوانين العائلة، فدوما هو يحطم القوانين فما الجديد في ذلك؟
كل ما يهمه الأن سلامتها من أجل أن يحقق الإنتقام منها لا شئ اخر هكذا اقنع نفسه مبررا قلقه عليها لانه لن يسمح لنفسه بأن يحبها أكثر من ذلك
كان حسين حزينا على ابنته ويبكي كثيرا عليها وزوجته بجانبه تواسيه وهي أكثر من تحتاج للمواساة
كانت نجلاء تراقب الوضع بضيق وهي تتمنى في داخلها أن تتخلص من شغف وتكون ماتت وإنتهت منها أخيرا لتريح إبنها من هذه الفتاة ونفسها وتشمت في سلفتها وهي تراها تتحسر على إبنتها
كان الجد حزين على حفيدته وخاف أن يخسرها، الخوف من الفقدان شئ صعب ومخيف، فقد جربه قبل ذلك في فلذة كبده فماذا لو جربه الان؟ سيكون أصعب بكثير فالحفيد أغلى من الإبن، صعب أن تفقد أحبائك هكذا، فرغم صرامته وجبروته وإلتزامه بالعادات والتقاليد حتى لو على حساب الأحباء إلى أنه سحب عائلته كثيرا وأكثر من أي شئ في هذه الحياة
وأمل كانت بجانب زوجها تبكي وحزينة على ما حدث في شغف وحظها العثر في هذه العائلة
كان الحزن جليا في عيون أحبائها وهم يراقبون الوقت ينتظرون خروج أحدهم ليطمئنهم عليها
وأخيرا خرج الطبيب فأسرعوا جميعا إليه بلهفة لسماع أخبار عنها......
أما في المنزل فكانت تبتسم بسعادة وهي تتجول في المنزل بحرية يبدو أن أيام سعادتها قادمة ولا أحد سيمنعها من الحصول على هذه السعادة، فلقد إنتهت شغف من أول جولة
إبتسمت ساخرة وهي تتجول بين الغرف لتختار غرفتهم وتدلف وهي تغمض عينيها تتخيل نفسها بين أحضان يونس وإبنهم حولهم حفيد العائلة ويحمل إسمهم ودمهم يجري في عروقه كم تمنت هذا الحلم كثيرا وحلمت به سنوات حتى إقتربت من يونس لتتحطم أمالها بعد خداعه لها
ولكن الأن إنتشلت حقها بيدها ولن تسمح لأحد بأن ينتزع هذا الحق منها
رددت بقوة : ولا حد
بدأت تتجول في الغرفة بحرية، إقتربت من السرير كان كبيرا جدا والدولاب كبير وكل أثاث الغرفة راقي وكبير وكل هذا النعيم لها هي
فتحت الدولاب وتتنسم عطر ملابسه وهي تتمنى وتتخيل لتفتح الجهة الأخرى وتزفر بغضب لان ملابس تلك الغريمة تفقدها أعصابها
ولكنها كانت مبهورة بملابسها والتي كانت ماركات عالمية مثل الملابس التي ترتديها عارضات الأزياء
إختارت فستانا قصيرا  وقررت إرتدائه
ثم وقفت أمام المرآة وصففت شعرها بمصفف الشعر الخاص بشغف ووضعت لمسات تجميلية مستخدمة أغراضها بلا حياء حتى إنتهت وإرتدت حذاءا مدببا من أحذيتها ووقفت تترنح كعارضات الأزياء
نظرت لإنعكاسها في المرآة بإعجاب وهي تردد : طول عمري مزة من يومي، والنبي أحلى من المعصعصة اللي اسمها شغف دي، على الأقل كلي منحنيات وتضاريس
ضحكت وهي تمتدح نفسها : طب ما هي دي الحقيقة انا فعلا احلى منها على الاقل على الطبيعة مش اللي علطول ملغمطة نفسها اشي احمر واصفر ومعرف ايه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
بلا هم مش عارفة يونس حبيبي اتجوزها على ايه؟
تنهدت وإبتسمت بتخيل : اه يا يونس، انت كنت مبهور بيا وانا طبيعية ما بالك لو شفتني كدا، الله في سماه هتتهوس وما هتسبني أبدا
إبتسمت بتأمل
أتى ذلك الصوت من خلفها بحدة : إيه اللي بيحصل هنا ده؟ إنتي بتعملي إيه هنا؟
تلفتت روحية خلفها بتوتر ووقع قلبها في يدها :......
في المستشفى خرج الطبيب وأسرعوا جميعا حوله ليطمأنوا على شغف
يونس بقلق واضح : طمني يا دكتور ،مراتي عندها ايه؟ وليه طولتوا كدا؟
الطبيب : إطمنوا هي كويسة بس هتفضل هنا لمدة ٢٤ ساعة نطمن عليها بس تحت الملاحظة
تكلم محمود بخوف : ليه يا دكتور َ؟ حفيدتي عندها إيه؟ طمنا يا دكتور الله يخليك
الطبيب : إطمنوا جرح في راسها وقدرنا نسيطر عليه يعني إطمنوا مفيش حاجة تخوف
حسين : أومال ليه هتفضل تحت الملاحظة ليوم تاني؟ متخبيش علينا يا دكتور
الطبيب : يا جماعة إطمنوا ان شاء الله خير
تركهم الطبيب وأسرع يونس خلفه وترك العائلة لتطمئن على شغف ولكن الممرضة منعتهم من ذلك
أما يونس فذهب خلف الطبيب : دكتور إنت نبرتك مريحتنيش طمني شغف عندها ايه؟ ما هو مش معقولة هنقلها من البحيرة لأكبر مستشفى في القاهرة وتغيب في العمليات كل ده وتخرج تقولي كويسة ماعندهاش حاجة، انت مخبي ايه يا دكتور؟
تنهد الطبيب : عندك حق، حالة مراتك مطمنش
صدم يونس بقوة وحاول الوقوف أسنده الطبيب
الطبيب : اهدي يا باشا، يعني انا مرضتش اتكلم أدام العيلة عشان محدش يجراله حاجة، كدا تجبرني مقولكش
حاول يونس التحامل على نفسه وتجاهل صدمته
: اسف يا دكتور، بس بالله عليك متخبي عني حاجة
الطبيب : طيب اتفضل اقعد عشان مضمنش ايه اللي يحصل بعد ما اقولك الحالة
جلس يونس علي المقعد وجلس الطبيب مقابل له
وتحدث بهدوء كي لا يقلقه : للأسف الهبدة كانت قوية وأثرت على دماغها، هي حصلها ايه بالضبط؟
يونس بحزن : وقعت من على السلم واتهبدت على راسها 
الطبيب : عشان كدا،  الوقعة كانت مؤلمة وأثرت على خلايا المخ و مركز الذاكرة 
تصنم يونس بصدمة وهو يبصر الطبيب بلا هدف ولم يكن يفهم ولكن رأسه لفت به عند كلمة الذاكرة
الطبيب : هي هتفضل تحت الملاحظة ٢٤ ساعة لحد ما نتأكد بالظبط من ذاكرتها لان احتمال كبير تكون فقدت ذاكرتها جزئي ولا كلي  لان بنسبة كبيرة هي هتفقد السيطره على حياتها وإنفعلاتها 
نظر له بصدمة : يعني ايه يا دكتور؟ 
الطبيب : انا عايزك تكون هادي ومتماسك ومين عالم يمكن تكون مفقدتش ولا حاجة، هي اللي هتوضحلنا دا لما تفوق محدش عالم، بنسبة كبيرة اللي بيوضح للحالات دي هي المريض، هي دلوقتي لسه خارجة من عملية كبيرة فهتفضل هنا لحد ما نطمن وان شاء الله مش اكتر من ٢٤ ساعة 
 نظر يونس بحزن.....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
إبتسمت بتأمل
أتى ذلك الصوت من خلفها بحدة : إيه اللي بيحصل هنا ده؟ إنتي بتعملي إيه هنا؟
تلفتت روحية خلفها بتوتر ووقع قلبها في يدها
حنان : بتعملي ايه هنا ؟
زفرت روحية وهي تردد: إنتي؟ خضتيني ،فكرت حد منهم رجع
إقتربت منها حنان : يعني مش خايفة اقولهم على الشغالة اللي جاية على أساس تخدمنا؟
ضحكت روحية بعلو صوتها : يعني بذمتك هتقوليلهم ايه؟ روحية بنت الداية حامل من ابنكم واني ساعدتها تدخل البيت؟
رفعت حنان جاجبها بسخرية :.......... 
ضحكت روحية : متقلقيش كل حاجة ماشية حسب الخطة، وإنتي حبيبتي يا نونة وخلاص قربنا، دي ما خدتش غلوة، دي طلعت بت نايتي اوي معقولة وقعة صغننة زي دي تفتحها دماغها؟ بس ان شاء الله تكون ماتت وتهون علينا بقية الخطة، تسهل علينا الباقي  
حنان بخوف : إسكتي انا مرعوبة حد يعرف، ساعتها مش هيكفيهم طلاقي، دا مش بعيد رقبتي تطير فيها، انا من ساعتها بفكر ومش عارفة انام بسبب اللي انا عملته، انا؟ أنا اللي احط الزيت على السلم؟
روحية : بطلي الخوف ده، بطلي هبلك بقي وقوي قلبك، وطمني نفسك هيتلهوا في ايه ولا في ايه؟ وبعدين  زي ما إنتي شايفة الكل هنا بيكره شغف
حنان : إفرض يا فالحة مماتتش، إيه اللي هي هيتم؟
تنهدت روحية : هي ان شاء الله ميتة، بس يعني بعد الشر لو مماتتش يبقى نعمل خطة بديلة وزي ما العيلة مش طيقاها، يبقى نزود العيار شوية ونزود بنزين على النار
حنان بعدم فهم : مش فاهمة، قصدك ايه؟
روحية وهي تنظر بشرود : نلبسها في فضيحة، فضيحة مش تخلي العيلة تتبري منها لا دي تمحيها من الوجود
فزعت حنان : يخربيت دماغك يا روحية، دي لو حاجة زي دي حصلت مفيش حاجة اسمها تتبري منها في عيلتنا، دي فيها دبح؟ دا يونس يدبحها ويتاويها
روحية بضحك : ودا المطلوب، في كلتا الأحوال هي ميتة، يبقى نستعجل عذرائيل شوية
حنان بخوف : وهتعمليها ازاي دي؟
روحية بخبث : نطمن بس الاول ميتة ولا عايشة، والخطة البديلة جاهزة في اي حال
حنان : اني بدأت اخاف منك، لا يا ساتر يا رب على دماغك دي؟ 
روحية : ولسه ولسه يا يونس ، دي اول حاجة بس عشان اوصلك هخلص من شغف وانهيهالك ويبقى كدا انا انتقمت منك على خداعك ليا ولبنات كتير، وبعد كدا اخد حقي وحق ابني اللي هو مكان شغف في حياتك وحياة العيلة وهو دا العدل
ولاء إنهارت باكية وهي ترى إبنتها الممدة على السرير أمامها وهي لا حول لها ولا قوة، كانت رأسها ملفوفة بمسحة شاش
اقتربت منها وامسكت يدها : شغف! شغف! ردي عليا يا حبيبتي، شغف وحياة ربنا تردي عليا انا مليش غيرك في الحياة دي، انتي كل حياتي، بنتي واختي وصحبتي، انتي كل حياتي، انتي محور حياتي، انا من غيرك أموت شغف يا نور عيني، انا بحبك، بحبك اوي، انا عارفة انك هتعاني في البيت ده، بس مكانش ادامي خيار تاني، مكانش ادامي أي إعتراض، صدقيني انا كنت مجبورة زيي زيك وابوكي كمان يا شغف، اوعي تاخدي على خاطرك مننا انتي روحنا انتي بنتنا الوحيدة وزي ما انا روحي فيكي ابوكي كمان روحه فيكي واكتر مني، انتي مش عارفة حالته عاملة ازاي برا؟ شغف قومي يا قلبي، قومي ولو مش عايزة تكملي في العيلة دي وعد مني هاخدك ونسافر ومستعدة اقف للدنيا كلها واكون فداكي بس تكوني بخير اومي اوعي تسيبيني لوحدي، هنرجع لحياتنا واصحابنا ودنيتنا الجميلة ماشي؟ أنا بوعدك اهو يونس لو مش عايزاه خلاص مش بالعافية انا لا يمكن اشوفك كدا واسكت
بكت ولاء بحرقة بكت على ابنتها الوحيدة التي لا ملاذ ولا أحد لها بهذه الحياة سواها، ليس لديهم احد سوى بعضهم، شغف على الرغم من كثرة الناس في عائلتها وجودهم في حياتها كعدمه فلا أحد يحبها ولا أحد يتمنى وجودها، وولاء أيضا ولدت يتيمة وعاشت يتيمة وبعد الزواج أيضا أصبحت يتيمة أكثر لولا زوجها وإبنتها لحقا كانت ستجن
قضى يونس الليلة هائما خائفا من فكرة واحدة خسارتها، لقد وجدها بصعوبة كبيرة فهل سيخسرها بهذه السهولة؟ نعم هي لا تريده ولكن لا تتركه هكذا 
هو يحبها لا يريد أن يصيبها مكروه، حتى لو لم تريده على الاقل تكون بخير 
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فلنبدأ من جديد وكأننا لم نفشل قط!
ولاء : يونس! أنا عاوزاك تطلق شغف
نظر لها يونس بصدمة : إنتي بتقولي إيه يا مرات عمي؟ إنتي واخدة بالك من كلامك؟
ولاء بحزن : أنا مدركة العواقب اللي هتحصل، بس أنا بنتي عندي أهم من أي شئ في الدنيا دي عشان كدا أنا عايزة أخد بنتي ونسافر
أراح رأسه بغضب وعقل مضطرب ولا يعرف ما ذا يرد؟ هل يتركها بعد ما عرفه ويحررها؟ أم يكون بجانبها تجنبا لإشتعال المشاكل والدراما التي ستحدث إذا طلقها؟ هو حقا ليس لعبة بيدهم تزوجها فيتزوجها طلقها فهل سيطلقها؟
قبل ذلك ببضع ساعات 
كان الجميع قد غادروا فقد حجز لهم يونس في فندق ليرتاحوا لكن ولاء الوحيدة التي رفضت وفضلت البقاء بجانب إبنتها
غادر يونس ليبقى وحده، ويفكر بذهن صافي، فهو ما زال حائرا لم يعرف على ماذا ينوي؟
لو كان الأمر بيده او بيونس القديم لإستمتع بألمها وأخذ حقه منها في لحظات الضعف هذه ولكن هو أخطأ وكان لابد أن يفهم من البداية أنها لن تحبه وإعتقد أنه من الممكن أن تحبه إمرأة مثلها
كان يتمشى على الكورنيش وكان الجو باردا ولكنه أراد أن يكون هادئا ساكنا ليفكر بعقل صاف، صف سيارته ونزل ليقف أمام الكورنيش والماء أسفله يتهاوي مع نسمات الهواء
وكأن الماء يعاني من إضطراب العواصف التي تعصف به فجأة بدون إنذار ليشرد وكأن المياة هي قلبه، قلبه المضطرب الذي فجأة أحبها وإنتظر أن تحبه ومع الوقت إعتقد أنها بدأت تكن له مشاعر الحب  وفجأة هبت العاصفة وإكتشف أنه قد غدر به وهبت الرياح تتهاوي بقلبه كيفما شاءت
رغم برودة الجو إلى أنه لم يمنع العشاق من التلاقي، نظر حوله يتفقد المكان ليجد المكان متكدس بالثنائيات ومع وضعيات رومانسية أمام النيل
فلتت إبتسامة ساخرة على محياه وهو يراقب المناظر، تنهد بقوة وهو لا يعرف إن كان سيشفق على حالتها أو ينتقم حقا!
ولكن المؤكد حالتها لم تتحدد للأن وأفكاره سيحددها بناءا على حالتها لذا عليه الإنتظار لكي تفيق شغف
أخرجه من شروده صوت هاتفه وكانت زوجة عمه فقبض قلبه لا يعرف ما السبب؟ وخاف أن يكون حدث شئ لشغف
أجاب سريعا : خير يا مرات عمي! شغف فاقت؟ ولا يكون حصلها حاجة؟
أغمضت ولاء عينيها عليها أن تتجاهل كل هذا من أجل إبنتها فهي تعرف ان يونس يحب شغف ولكن ليس بعد الأن هي لن تترك إبنتها هنا ولن تتركها تعاني مثلها : يونس! تعالالي عايزاك
يونس بقلق : إيه اللي حصل؟
ولاء بهدوء : لما تيجي هتعرف
أغلقت الخط وتنهدت وهي تنظر لشغف الغائبة عن الدنيا بحزن وهي تقترب لتمسك يدها : مش بعد النهاردة يا شغف، سلامتك عندي أهم من قوانين
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
الدنيا دي، وأنا النهاردة إتأكدت ان انا وانتي مينفعش نفضل في مكان مش مرغوبين فيه، هحققلك رغبتك يا نور عيني
تنهد يونس بعد أن أغلقت حماته الخط وأدار سيارته عائدا للمشفى وعقله يبحث في إتجاهات متعددة عله يتخلص من القلق الذي يسيطر عليه
عودة للحاضر
تنهد والحيرة تغلف عقله فإقتربت منه ولاء وربتت على يده : أنا عارفة إنك بتحبها
نظر لها يونس بصدمة : عارفة ؟عارفة ايه ؟ اكيد مراتي و
ولاء بهدوء : مش محتاج تبررلي يا يونس، أنا ملاحظة تصرفاتك، ملاحظة حسين تاني في العيلة دي، عمك عملها قبلك
نظر لها لم تجمعه معها مواقف كثيرة وبحكم قواعد وقوانين لم تكن له خلطة كثيرة بها وكأنهم  أغراب إلا بحكم المواقف هي التي تجمع بينهم، مواقف قليلة وكان هذا من ضمنهم، لكنه لم يرى فيه كلام والدته عنها
يرى سيدة هادئة جميلة، وطيبة فأين هذا الكلام الذي دائما يسمعه عنها من والدته فإبتسم ساخرا وقد فهم أنها غيرة نسائية أو مواقف سيئة بينهم لم يهمه الأمر
يونس : لما إنتي عارفة إني بحبها، ليه عايزاني أطلقها؟ ليه عايزة تاخديها وتمشي
ولاء بحزن  : لان إنتوا عيلة في بعض، إنما إحنا أغراب عنكم مش منكم
نظر لها يونس بتعجب : أغراب إزاي ؟إنتم أكيد من العيلة؛ إنتي مرات عمي وهي بنت عمي وشايلة لقب العيلة وغير كذا هي مراتي وشايلة إسمي ولقبي، يبقى فين الغربة في كدا؟
تنهدت ولاء : صدقني يا يونس، من زمان  وانا حياتي كلها كانت في ألمانيا وعيلتي نزلت مصر ودخلت الجامعة هنا، واتعرفت على عمك والمفروض إن عمك الوحيد اللي متنفذش عليه حكم العيلة لانه كان قرر يتمرد ويدخل جامعة بعيد عن بلده ويعيش ورفض يتجوز او انه يعترف بجواز العيال الصغيرين ده، حبني وحبيته وواجه عيلته كلها واتحداهم واتجوزني ، عارف انا عشت أسوأ ايام حياتي في البيت ده، معاملة زفت وكلام يسم ومقالب إستغفر الله العظيم مفيش بعد كدا، بس كنت بستحمل عشان عمك وبنت عمك جدك قرر وضغط على عمك في موضوع كتب كتاب طفل وطفلة وخاف يغضب عليه فوافق وقال إن لما تكبروا يحلها ربنا المهم باباه ميغضبش عليه لأنه اغضبه كام مرة قبل كدا  عديناها بس اللي حصل بعدها في يوم كنت حامل مكنتش أعرف إني حامل لاني كنت لسه في الأسبوع الأول وبسبب مقلب ممكن يكون صغير في نظر الكل أنا مش بس أجهضت أنا خسرت الرحم بتاعي، أنا خسرت أنوثتي، خسرت أمومتي، ما هو رحم الست ايه غير كدا ؟ من بعدها، عمك صمم مش بس هيسيب البيت دا هيسيب البلد كلها وياخدني ونمشي ورغم ان العيلة كلها انقلبت وابوك الله يرحمه حاول انه يثني عمك ويرجعه عن قراره لكن بسبب اللي حصل اخدني انا وشغف وسافرنا في ظلمة الليل عشان يوقف الدراما اللي بتحصل لان لو استني تاني كان ممكن يخسرني
من ساعتها واحنا بعيد لحد ما جدك كلم عمك بعد ١١ سنة وطلب انه يرجع
كان يونس يستمع لحديثها بذهول تام :معقول كل دا العيلة تعمله؟
ولاء : شغف، مهما كبرت لسه مش ناضجة يا يونس
يونس بعدم فهم : يعني ايه؟
ولاء : يعني عند شغف وإصرارها وصريخها وحيرتها دول نابعين من بنت لسه بعقل متوتر، يعني مراهقة، دي يدوب لسه تامة ١٨ سنة من كام شهر
يونس :١٨ دي في عرفنا يعني
قاطعته : عارفه يا يونس، عارفة ان البنت في السن ده في الأرياف بتكون متجوزة ومخلفة كمان ويمكن قليل اوي لو لقيت بنات عدت السن ده من غير جواز بس في ألمانيا لا في أوروبا لا في أوروبا هي لسه طفلة، وشغف أيا كانت أصولها هي إتربت في أوروبا وعلى أفكار أوروبا
صمت يونس قليلا قبل أن يسألها : طيب إنتي تقوليلي كل دا دلوقتي ليه؟
وقفت ولاء : عشان ابررلك انا ليه عايزاك تطلق شغف، وليه عايزاها تسيب البلد؟ يارب تكون فهمتني
تركته ودلفت لغرفة شغف وتستلقي على الكنبة المجاورة لسريرها وسمحت لدموعها أن تهبط وهي ترى حالة إبنتها وتتذكر نفسها قبلها وتفكر أن إبنتها من الممكن أن تكون مثلها او أسوأ
تنهدت وهي تفكر وتعرف ما الذي يجب عليها ان تفعل وما الذي ستواجهه وهي متأكدة أنها ستستطيع
أما يونس فبقي مكانه وهو يفكر ويعيد ما قالته ولاء في ذهنه وقد حسم قراره أخيرا
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
حمدلله على السلامة يا مدام!
فتحت عينيها ببطئ شديد وهي تشعر بألم في كل أنحاء جسدها
رؤيتها مشوشة تحاول أن تجمع أفكارها لتنظر حولها بتشوش واضح ولم تتبين أي شئ  حركت شفتاها بضعف : أنا فين؟
إقتربت الممرضة منها بإبتسامة : حمدلله على السلامه، خضيتي الكل عليكي
أخيرا إستطاعت أن ترى بوضوح بعض الشئ فنظرت للممرضة بإستفهام : أنا فين؟ وإيه اللي حصل؟
الممرضة بإبتسامة : إنتي في المستشفى، خضيتي الكل عليكي، دول كانوا قلقانين عليكي اوي
نظرت لها شغف وعقلها لم يعمل بعد فصمتت
وتركتها الممرضة وخرجت
في الفندق
كان الجميع يستعد ليذهب للمستشفى وقبل أن يخرج الجد محمود من غرفته طرقت نجلاء الباب لتدخل : خير يا بنتي؟ حصل حاجة؟
نجلاء بهدوء : عايزة أتكلم معاك شوية يا عمي ينفع؟
إبتسم محمود في هدوء : تعالي يا نجلاء
إقتربت نجلاء منه وقبلت يده في هدوء وجلست إلى جانبه في صمت
محمود وهو يدرس ملامحها : عينك عايزة تقول كتير بس اللي انا شايفه انك ساكته، زعلانة ليه يا نجلاء، مالك يا بنت أخويا
نظرت له نجلاء : بتحبني يا عمي؟ بتحب اخوك الله يرحمه؟
إبتسم محمود : الله يرحم الجميع، انما ايه مناسبة الكلام ده؟
نجلاء بحزن: فاكر يا عمي؟ فاكر لما كنت عيلة صغيرة كنت بتعشمني بإيه؟
قرأها محمود في عينها فتنهد : فهمتك يا نجلاء، إنتي ليه بتحاولي تنبشي في الماضي؟ اللي فات عدي ونسيناه، ليه بتفتحي فيه من تاني
نجلاء بحزن : مفيش ماضي بيتنسي يا عمي، صحيح هو ماضي بس مستحيل يتنسي لانه جزء مننا وهو هويتنا صح ولا اني غلطت؟
محمود : إيه اللي عندك يا نجلاء؟ ايه اللي جد؟
نجلاء : اللي جد يا عمي، إني بقيت أم، يعني مبقتش البت اللي زعلت على خيانة ابن عمها ليها وللعوايد
اللي جد إبني يونس، اللي جد إني شايفه يونس بيتسرسب من بين إيديا وأني واقفة أتفرج مش عارفة أمنعه ولا اقوله لا فيسمع كلامي زي زمان، يونس مبقاش عيل، يونس بقي راجل ومسؤول وبسبب العوايد أني خلاص بخسره
محمود : أني مش عارف أخرة قلقك دا ايه ؟ وإيه الداعي له؟ إحنا ماشيين بالأصول والعوايد، إيه بقي في كدا؟ يونس زيه زي أي راجل في العيلة بينفذ العوايد اللي كلنا مشينا واتربينا عليها، وبعدين اديكي قولتي معدش صغير، بقي مسؤول ومتجوز وان شاء الله قريب يمكن يفرحنا بخبر حلو ويكون اب، يبقى ملوش لازمة بقي خوفك اللي ملوش داعي ولا غيرتك من ولاء وبنتها إحنا مش هنخلص من الحكاية دي بقي؟
نجلاء بحزن : الله يسامحك يا عمي، يعني هي العيلة كانت خلصت بنات؟ مفيش الا بنت ولاء اللي تبلي إبني بيها؟ ويحصل فيه زي ما حصل في حسين قبله
نظر لها محمود بحدة : نجلاء! شغف قدر يونس من الصبى نسيتي ولا إيه؟ 
نجلاء بقهر : إيه يا عمي بقي؟ هي غنوة والكل بيرددها؟
محمود بغضب : ما تلزمي أدبك يا بنت أخويا شوية، نسيتي ولا إيه؟
نجلاء بغضب : يا عمي أني ممكن أنسى أي حاجة وأروح لأي مدى عشان خاطر يونس، أني يونس ده روحي لو جراله حاجة ولا بعد عني، دا أني اروح فيها
محمود بضيق : نهايته عايزة ايه؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
نجلاء : شغف مش مننا، وهي مش زينا ولا عايزة تكون زينا، هي خلاص خدت على عيشة الخواجات، أني إترجيتك مرة يا عمي قبل ما هما يجوا من السفر قولتلك هما نسيونا، اعتبر الموضوع محصلش، وانت صممت رأيك
محمود بغضب : إياك فكراني هسيب ابني عايش العمر كله متغرب بعيد عني
نجلاء : خلاص ابن عمي الغربة خدته، ممكن في اي وقت يقولك اني راجع ألمانيا شغلي وما عرف ايه وما درك ايه؟ طول ما ولاء حداه مش هتسكنه وسط عيلته هيفضل غريب وواخد على الغربة انما ابني لا
محمود : إحنا إتأخرنا يا نجلاء، يلا نمشي
نجلاء : ليه يا عمي؟ سيبها ترجع لحياتها واحنا لحياتنا، وحياة ابن ابنك الغالي مش غالي بردك يا عمي؟ مس ده ريحة الغالي؟
محمود بحدة : وشغف دي برضه بنت الغالي، غلاوة ولادي كلهم واحدة ايا كانت الغلطات اللي حصلت بس معزتهم كلهم واحدة وعمرها ما نقصت أبدا، يونس حفيدي، وشغف حفيدتي وأمل حفيدتي وكمان حنان حفيدتي وكلهم احفادي، الكل عندي غلاوة واحدة، ليه بتحطي كل واحد لواحده؟ اعقلي يا بنت اخويا ويلا بينا نطمن على مرات ابنك بدل النبش في اللي لا يودي ولا يجيب وخلاص شغف مننا وبنتنا ومرات ابننا ولما ربنا يريد هتكون ام أحفادك، ياريت تفوقي بقي وتفهمي ان العوايد عوايد لا يمكن تتغير
نجلاء بسخرية : لا يمكن تتغير؟ بإستثناء حسين مش كدا؟ إتحداها ووقف في وشها وقال لا يهمني لا عادات ولا تقاليد اني هختار اللي قلبي شاور عليها مش كدا يا عمي؟ فين العوايد اللي لا يمكن تتغير؟
محمود بحزن : يلا يا نجلاء أني مش حمل مناهدة
نظر لها بحدة : ياريت تعدلي سلوكك مع مرات ابنك وتفكري مية مرة قبل ما تكرري الحكاية دي تاني، شغف قدرها هو يونس ويونس مهتكونش له مرة تانية غير شغف وبس واللي حصل زمان مش هيتكرر تاني، واللي حصل خلاص حصل ما سمعش بقي لت وعجن كتير في الموضوع ده ويلا عطلتيني
تركها وخرج، جلست مكانها بحدة وهي تندب حظها وتبكي ولدها الذي خسرته وغرق ولن يستطيع النجاة
نجلاء بغضب وحقد : برضه يا عمي مش هسمح لده يحصل شغف المرا دي لازم تخرج من حياة ابني للأبد أيا كانت الطريقة حتى لو إضطريت اعمل اللي عمر ما حصل قبل كدا بس عشان اخلص منها وتخرج من حياة ابني وعيلتي للأبد
ولاء بلهفة : شغف قلبي، عاملة ايه يا روحي؟ حمدلله على السلامه يا نن العين؟
إبتسمت شغف رغم ألمها وأحست بطمأنينة : ماما! إنتي كنتي فين؟ وهو إيه اللي حصلي؟
ولاء بحب : متفكريش في اي حاجة، المهم انك بخير وكويسة وزي الفل، ما يهمنيش اي حاجة تانية
ضمتها لقلبها لتبث لنفسها الأمان انها بخير وأمامها رفعت رأسها لأعلى تشكر الله في داخلها على عودة روحها
جلست بجانبها : حمدلله على السلامه
إبتسمت لها شغف : الله يسلمك يا روحي، انا كويسة ما تقلقيش
ولاء : بأمانة إنتي كويسة؟ يعني حاجة بتوجعك ؟بتشتكي من حاجة؟
ضحكت شغف على والدتها : فيه إيه يا لولا؟ إيه اللهفة دي؟ هي أول مرة ادخل المستشفى ولا ايه؟ نسيتي لما كنتي بتيجي تستلميني من قسم الحوادث انا والعربية؟
ضحكت شغف وتوقعت ان تشاركها والدتها الضحك ولكن بدل عن ان  تضحك بكت وبقوة كبيرة ضمتها أكثر
قلقت شغف : مالك يا ماما؟ هو فيه ايه؟
ولاء بحزن وبكاء : قلبي كان مقبوض، كنت خايفة اخسرك بجد يا شغف، إنتي قلبي وروحي، إنتي بنتي وحياتي، متتصوريش الساعات اللي فاتت انا قضيتها ازاي؟
شغف بحب : يا حبيبتي يا ماما، أنا اسفة، انتي عارفة اني مش بحب جو العياط والكأبة ده فحبيت اخليكي تفكي مش اكتر حقك عليا
ضمتها ولاء : حقك إنتي عليا
شغف : هو حد جراله حاجة؟ هو بابا فين؟ أنا مش شايفاه جراله حاجة؟
بكت ولاء فخافت شغف : ماما طمنيني بابا ماله، دا كان سايق بسرعة وتقريبا الفرامل باظت عشان كدا فقد السيطرة ولبسنا في أول جدار قابلنا، هو بخير مش كدا؟ 
توقفت ولاء عن البكاء بعد أن إستمعت لحديث شغف
التي تابعت : بس انا مستغربة، انا اول لما فوقت كان فيه ممرضة هنا وكلمتني بس كلمتني عربي، مصري يا ماما؟ هي عارفة ان احنا مصريين بنتكلم عربي؟ 
وقفت ولاء بصدمة : شغف! مالك يا حبيبتي؟ 
تعجبت شغف من رد فعل والدتها : إنتي اللي  مالك يا ماما؟ مالك مصدومة كدا ليه؟
ولاء : شغف!
شغف : نعم!
ولاء : إنتي عملتي حادثة؟
شغف : مالك يا ماما؟ اومال احنا في المستشفى ليه؟ بس بابا! بابا فين.؟ اوعي يكون جراله حاجة
ولاء بخوف : أنا فيه حاجة مش فاهماها او خايفة افهمها
شغف بإستغراب : حاجة ايه ؟
قبل أن تتحدث طرق الباب ودلفت العائلة وأولهم الجد محمود الذي تكلم بلهفة : الف حمدلله على السلامه يا بنت الغالي، رعبتينا عليكي 
ودلفت من بعده العائلة يهنئونها على سلامتها ويطمئنون عليها وكل هذا وهي لا تفهم اي شئ 
ولكنها نظرت للوجوه بتشوش  وسقطت فاقدة للوعي تحت صراخ الجميع  بعد أن فقدت السيطرة على تضخم أفكارها وتزاحمها داخل عقلها 
ودلف يونس مع الطبيب على صراخ النساء ليتفاجأ بها ملقاه فاقدة للحياة 
هرول إليها وهو لا يعرف ماذا حل بها ولم يفهم للأن كيف هي حالتها 
يونس بلهفة : طمنا يا دكتور
الطبيب :......... 
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
إنني لا أصلح للوسطية أبدًا، إمّا عُمقًا يستحيل عليك نسيانه معي، أو لا شيء تمامًا...
يونس بلهفة : طمنا يا دكتور ،إيه إللي حصلها ؟
الطبيب : لسه الذاكرة مش نشطة ،يا جماعة ما تقلقوش، دا طبيعي جدا إنه يكون فقدان ذاكرة
صدم الجميع بعد سماعهم ذلك ،ونظر الطبيب ليونس يطمأنه
ولكن ولاء كانت على أعصابها : يعني إيه يا دكتور ؟ يعني فقدت ذاكرتها؟
صمتت قليلا تستجمع كلام شغف ويؤكد شكوكها : بس يا دكتور دي فاكراني وفاكرة حياتها عادي ،بس زي ما قولت لحضرتك هي مفكرة إن دي حادثة و
قاطعها الطبيب يطمأنها : مش إجزام أنها فقدت الذاكرة يا مدام، ممكن يكون لسه العقل مشتغلش، لسه فايقة والخبطة كانت شديدة ودخلت جراحة صعبة، مش سهولة العقل يستوعب كل ده
أغمض يونس عينيه وتنهد بألم
حسين : هي هتصحي إمتى يا دكتور ؟
الطبيب : متقلقوش هي بخير، إحنا بس محتاجين يمر وقت عشان نطمن علي الذاكرة ونشوف نشاطها هيبقي عامل إزاي الكام ساعة دوول
نجلاء في نفسها : جات من عندك يارب، كويس ساعتها هتغور في داهية ،لازم يونس يركز في نفسه بقي ويسيب البت دي ،غوري في داهية يا قدم النحس إنتي
كانت تشعر بنشوة إنتصار غير عادية وهي تري إنهيار الأم وإبنتها وكانت تتمنى ألا يعودا للعائلة وتتخلص من كلتيهما
عاد الجميع للبلد وبقي حسين وزوجته برفقة إبنتهما أما يونس فقد عاد بالعائلة حتى يعود الجميع لأشغاله، ولكن كل منهم في أفكاره الخاصة، كل منهم يعيد أفكاره في أشياء كثيرة
خصوصا يونس كان يقود السيارة وهو شارد في القرار الذي إتخذه والذي كان يصب في المقام الأول في مصلحته لكن الآن وبعد أن رأي حالتها بأم عينه وكلام الطبيب جعلوه يعيد التفكير ولأول مرة يفكر في مصلحتها، الذاكرة أكثر الأجزاء التي لا يستطيع الإنسان التحكم فيها لأنها غير ملموسه، بإستثناء باقي الأعضاء لذا عليه أن يتركها تعيش الحياة التي تحياها وتحب إن تكون بينها ومنها
ولكن هذا القرار سيؤلمه شغف لم تعد أي إمرإة يعرفها في الحانات أو يواعدها بالزواج من أجل أن يحصل على هدفه ويتركها هكذا شغف صورة أخرى للمرأة في خياله 
خطر له عنادها صراخها، خضوعها، هدوئها ،تمردها ،لمعة الحماس، إبتسامتها الرقيقة، ثقافتها التي كانت تغدقه بها دوما
أدمعت عيناه حينما لفحته ذكريات حارة لهم حتى ولو لم تحبه لكنه وقع في حبها نعم، فلقد تعود وجودها أنسها، دق قلبه لها يؤلمه قلبه لدموعها، يتمزق لألمها ،هي ليست أمرأة عابرة دخلت حياته، بل عاصفة هزت كيانه، عصفت بأفكاره حياته مبادئه الوهمية وإلخ....... سيتركها ؟ ستسافر ؟
جده هذه المرة لن يتدخل ولن تكون العادات والتقاليد حاجز لان اول مرة يتعرض احد لمثل هكذا موقف، والمؤسف أن سقوط شغف كان مؤلما مصبوبا بالكامل علي رأسها
وفي لحظة فرمل السيارة وقد هبت في عقله مشهدها أرضا غارقة في الدماء وقد تسائل فجأة بصوت : إزاي ده حصل ؟
إنتفض الجميع وكادوا يتصادمون الجد بغضب : إيه التهور ده يا يونس؟ فيه حد يقف مرة واحدة كدا ؟
نظر له يونس بتيه والسؤال يتردد في عقله : إزاي حصل ؟
تسائلت والدته : مالك يا يونس ؟بتكلم نفسك ولا إيه يا حبيبي ؟
نظر له جده ولكن يونس يفكر ويفكر
وأعاد تدوير السيارة وقاد والسؤال عالق في أفكاره وفجأة ظهرت صورتها أمامه فقبض على المقود وهو يتوعد لها إن كان غير ذلك ماذا إذا؟ سيتهمها هكذا دون دليل؟
كانت تجري وخلفها مجموعة من الوحوش المرعبة، والمكان حولها ظلام دامس وصوت الهواء نفسه يدب الرعب في قلبها
، كل ما تفعله إنها تجري فقط وكلما نظرت حولها وجدت الوحوش تجري خلفها ولكن هي لا تبصر أين هي؟ ولا من سلط عليها تلك الوحوش، في كلا الأمرين لن يساعدها أحد في هذا المكان
والتساؤل هنا هي كيف أتت لهذا المكان؟ ومن أتى بها هنا
ظلام دامس صوت هواء يقبض قلبها وحوش تلحقها شعرت بإنقباض أنفاسها كلما تتخيل أن تغلبها تلك الوحوش وتلحق بها وقتها لن ترحمها وستنهشها لا محالة
فجأة ومن شدة الظلام سقطت أرضا في حفرة لم ترها بسبب الظلام وخوفها الذي سيطر على حواسها لم تستطع أن تخرج لم يعد لديها طاقة للخروج وكأنها إستسلمت للموت في كلتا الأحوال هي ميتة فهي ليست تلك الشجاعة التي دوما تتمناها أو تبين للجميع أنها لا تهاب شئ
كانت تردد وتصرخ فقط لعل أحدهم يساعدها
في المستشفى دلفت تجلس بجانب تلك النائمة شاحبة الوجه،وجهها متعرق كثيرا  قبلت يدها وهي تتأسف لها تذكرها أنها بجانبها ولن تتركها وتعدها أن يعودوا من حيث أتوا ولن يعودوا ثانية لوكر الأفاعي مرة أخرى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
بكت ولاء علي حالة إبنتها وهي تمرر يدها على وجهها وتمسح حبات العرق وتطمأن شغف 💘 وهي من تحتاج أن يطمأنها أحد 
دلف حسين وهو يحاول تمثيل الثبات أمام زوجته كي لا تنهار أكثر فهو يحتاج من يواسيه أكثر وهو يرى عائلته تنهار؟ 
لقد إبتعد ل١١ عاما، عاش حياة هادئة، شاغبة ورغم ذلك كانت مستقرة حتى عادت العاصفة لحياته ثانية، هو الوحيد في عائلته من نجي من براثن العادات والتقاليد لماذا كرر الخطأ في إبنته، رجلا ولديه قدرة تحمل تفوق الأنثى، وإبنته مازالت طفلة في نظره ونظر المجتمع لما قبل؟ لماذا ؟لماذا لم يبعد قبل أن تعاني إبنته هذا المصير
لقد أخطأ وقد توقع خطط غير ذلك، خطط للأفضل لعله كان يبحث عن حسين المتمرد داخل يونس المشاغب ،حسين الذي تمرد في الماضي على الزواج من إبنة عمه، من فتاة لا يحبها، فتاة لن تسعده ،فتاة لن تستطيع مشاركة أفكاره حماسه طموحه، تمرده 
إقترب من زوجته الباكية ليواسيها وهو من يريد لمن يواسيه
حسين بحزن : ولاء! هتبقي كويسة ،الدكتور طمني
وقفت ولاء تواجهه : بس أنا بقي عارفة إن بنتي تعبانة واوي كمان يا حسين، عارف دا معناه إيه ؟
حسين بحزن : أرجوكى يا ولاء خليكي متماسكة عشانها، وعشاني
حاولت ولاء تمالك أعصابها : صدقني مش بمزاجي يا حسين ،كل لما احاول بضعف وافتكر إنها بتروح مني
حسين ضمها يطمأنها : بس هي بخير ،ربنا نجاها
ولاء هزت رأسها نفيا : ربنا نجاها من الموت ،بس لسه لسه يا حسين، شغف ذاكرتها مش ثابتة، شغف فقدت ذاكرتها
حسين بقوة : أعتقد إن دا من حسن حظنا ورحمة ربنا لينا، قضى أخف من قضى
ولاء : الحمدلله
إقتربت من شغف الغافية بملامح بريئة غير عابئة بتلك الحياة
ولاء : حسين! إحنا هنمشي
حسين : هنمشي يا ولاء ،أوعدك هتكلم مع أبويا ولازم يتفهم وضعها ويقبل بإنفصال شغف ويونس، يظهر إن أنا الوحيد إللي نجيت نفسي من العيلة لكن محدش تآني يقدر يتمرد  ،مميزة مش كدا ؟
نظرت له ولاء بحزن : كنت بفكر زيك ،ولما شفت تعامل يونس لشغف فرحت وقولت إن  بنتي هتحب يونس وهتعيش مع إنسان يحبها ويفهمها ويحترمها ، لكن شغف بتتوجع وخلاص وكلام العيلة هيمشي وهيتحكموا فيها وفي يونس قبلها ومن النهاردة مش هقدر استحمل آكتر من كدا ،مش هقدر أشوف بنتي بتعيش إللي أنا عيشته يا حسين
حسين : اهدي يا قلبي ،اوعدك لما نرجع هتكلم مع أبويا وهنرجع المانيا وشغف معانا
ولاء بقوة : لا
نظر لها بإستغراب : لا إيه؟
ولاء وهي تجمع كل الأغراض، إحنا هنمشي دلوقتي ،شغف هناخدها ونطلع علي المطار
حسين بصدمة : فيه إيه يا ولاء إهدى ،الدنيا مش قفش اهدي
ولاء : لا يا حسين معنديش استعداد اقف اتفرج على نقاشات اعتراضات ملهاش اول من آخر وبنتي مش حمل صدمة تانية
حسين : مفيش اي اعتراض وخصوصا بسبب حالة شغف الكل هيفكر في حالتها هيشوفوا إن الافضل ليها الانفصال
ولاء بسخرية : بتضحك عليا ولا علي نفسك ؟ تفتكر بسهولة كدا عيلتك هتتخلي عن جبروتها وتقاليدها عشان كلمتين ولا حالة بنتي ؟ إنسي، انا هعمل خروج وأخد بنتي ونمشي حالا ونطلع علي المطار
حسين : ولاء! مينفعش، اني مش عامل عملة عشان اهرب بالطريقة دي
ولاء : حسين! انا بنتي وسلامتها هم اهم حاجة في حياتي، انا ربنا ما أرادليش بالخلفة بعدها وعشان كدا لا يمكن هوافق علي كلامك المرا دي ايا كان
حسين بهدوء : طب على الاقل ورقنا وباسبوراتنا وحاجتنا، إيه هنسافر إزاي من غيرهم ؟
ولاء : مليش فيه أتصرف ،أنا هرجع النهاردة المانيا
تنهد حسين ولم يعرف ماذا يقول أمام ثورة زوجته لكن هو عاجز فهي أم وهذا أكبر أعذارها لذا صمت وهو يفكر ماذا سيفعل؟
ولاء : حسين لو متصرفتش وسافرنا ، أنا هتصرف وهسافر أنا وشغف بطريقتي ،أنا رايحة للدكتور
تركته وخرجت وهو ينظر للغافية غير مدركة لما يحدث حولها
في المنزل وصل الجميع أخيرا
أسرعت فاطمة عليهم بلهفة : حمدلله على السلامه، طمنوني شغف أخبارها ايه؟
تعجبت نجلاء من تبدل حماتها ولهفتها علي شغف إبتسمت بسخرية وهي تتذكر عمها وهو يفاجئها برد فعله وحبه لشغف فمن المؤكد زوجته أيضا ستكون مثله، فلقد تخل عنها الجميع حتى يونس، ولدها وفلذة كبدها تغير ومهموم بسبب مرض شغف وحزين للغاية لكنها لن تستسلم لن تحتاح لاحد وتحارب وحدها حتى تبعد شغف وظلها الخادع عن ابنها وعائلتها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
إرتاح الجميع وإطمأنوا علي سلامة شغف لكنهم قلقين بسبب حالتها والحزن بادي على الجميع
مع سماعها لخبر نجاة شغف، شعرت بالغضب والحقد يأكلوها، وحنان شعرت بالخوف والرعب وتلوم نفسها في ما فعلته ومشاركتها لروحية في أفعالها الخبيثة، وندمت وخافت إن تجد نفسها مطلقة مشردة بعيدة عن زوجها وأولادها
وباتت تتخيل ذلك
روحية لم تستسلم مثلما وعدت وبالتالي بدأت في ترتيب خطتها الجديدة وتوعدت لشغف بمجرد رجوعها وأن أيامها بالفعل أصبحت معدودة وليس فقط أيامها بل حتى أنفاسها
عاد الجميع لأشغاله ولكن يونس لا يونس فقط يفكر بها، قلبه مقسوم نصفين، نصف يريدها، نصف يحبها ويتمنى قربها ولكن عليه إن يضحي ويتركها لعالمها، ونصف آخر غاضب، نصف لم يتقبل فكرة خداعه، نصف يريد إن ينتقم ويبرد نيران قلبه الملكوم
كانت أمل تشك في تصرفات سلفتها حنان وخصوصا توترها كلما أتت سيرة شغف وشعرت من تصرفاتها أن لها يدا في وقوع شغف ولكن ما دافعها لا تعرف، وليس لديها دليل لكنها قررت مواجهتها ولم تستطع الصمت أكثر من ذلك
كانت حنان تحمل أعواد القش وتجمعه عند كوخ للفرن البلدي في ركن من أركان الساحة الخلفية للمنزل   وكانت تساعدها عاملة من عاملات المنزل
إقتربت أمل وكانت تساعدها في حمل أعواد القش حتى إقتربت منها وصرفت الفتاة
أمل : مالك يا حنان ؟
حنان بهدوء :مالي يا عني يا أمل ؟
أمل : ساكتة سرحانة متوترة ،من إيه يا تري ؟
حنان بتوتر : هيكون فيه إيه يعني ؟ إني بس تعبانة شوية
أمل : تعبانة،؟ لا الف سلامة
حنان بتوتر : إنتي بتبصيلي كدا ليه ؟
أمل : أبدا أني بس مستغربة
حنان : مستغربة إيه؟
أمل :مستغرباكي يا حنان ،معدتيش بتكلميني زي الأول ،كنا بنرغي واسرارنا سوا مكناش أصحاب ولا سلايف ولا حتى بنات عم، كنا أكتر من الإخوات
حنان بسخرية : البركة في البونبوناية الجديدة، العروسة بتاعت الإفرنجي أخدت مكاني
أمل لم تعد تتحمل أكثر؛ حنان ليه عملتي كدا؟
حنان بفزع : عملت إيه ؟
أمل بشك : مالك إتخضيتي كدا ليه؟ لتكوني فعلا عملتي كدا ؟
بلعت حنان ريقها بصعوبة وخوف وهي تحت أنظار أمل وباتت تتخيل نفسها تلقى خارج المنزل مطلقة ومشردة إذا لم يقتلها زوجها قبل كل ذلك
أمل : ليه حاولتي تقتلي شغف
حنان.........
طرق الباب لتفتح وتتفاجأ به أمامها وتصدم إنه أمامها لتبتسم بخبث : يونس باشا بنفسه عندي في بيتي المتواضع؟
يونس : مش لاقيكي بتحومي في البيت قولت اجي أشوف جنابك عملتي العملة وبتستخبي
إبتسمت بخبث ولم يهزها كلامه : َاخدة إجازة، تحب انت كمان تاخد اجازة ؟
نظر لها بتقزز وتابعت بخبث : زي زمان ،مش كنت دايما تقولي عاوز أخد اجازة من الدنيا معاكي إنتي ؟
دلف بدون إن يجيب وهو يتفحص منزلها : مش شايف حد ،أها عشان كدا بتتكلمي بثقة ،عشان أمك مش موجودة ،ما هي متعرفش بنتها المحروسة وعمايلها
نظرت له بغضب وهي تري سخريته : عاوز إيه يا يونس ؟
لوا زراعها : يونس بيه يا بت ،نسيتي نفسك ولا إيه ؟
لمعت دمعتها : طبعا ناسية نفسي ،هو أنا لو مكنتش ناسية نفسي كنت حبيتك  ؟ هو إنت ليه كدا ؟ ذا انا حبيتك، عمرك ما هتلاقي بنيأدمة تحبك الحب إللي حبيتهولك، أنا نسيت نفسي ولغيت كل العقل و صدقتك وصدقت إنك هتتحدى الدنيا عشاني وعشان اكون ليك وفي حياتك مراتك وحبيبتك وام عيالك ،مش دا كان كلامك ليا؟ مش دي وعودك يا يونس بيه؟
تنهد يونس : كان كلام ،كان بس مجرد كلام، حجة عشان أطول إللي أنا عايزه ،آنتي تبقي عبيطة لو صدقتي ،أنا من أول ما وعيت على الدنيا وانا وشغف لبعض مكتوبين لبعض، شغف مراتي من وانا عيل ما وعاش للحياة لسه، يمكن كنا عيال بس كان رسمي وجواز موثق وجه الوقت والسن إللي يردلي مراتي وتكمل حياتها معايا ،أيا كانت حياتها إللي فاتت وعلامها وغيره بس هي كانت مراتي وهتفضل مراتي ،أما آنتي كنتي تصبيرة ،وبعدين بقي آنتي إللي كنتي هتموتي عليا ودا كان واضح في تصرفاتك، فبلاش والنبي دموع التماسيح دي، انا يوم ما أتجوز أتجوز واحدة سلمتني نفسها بسهولة؟ واخلف منك إنتي ؟
كانت كلماته كسكين تغرز في قلبها وتكسرها ولكنها لن تضعف ولن تصمت عن حقها وما تفعله هو الحق ولن تتراجع أو تشفق فلابد ان يشرب من كأس ظلمه لها لذا ستطعنه في شغف وستقتلها من حياته للأبد وستنتش حقها وتنتزعه بالقوة وهذا هو العدل
روحية : أني بقي مش هسيبك ،وإللي في خيالك اعمله ،أعمل كل ما بدالك هات اخرك معايا وأنا مش بس هحاول دا أنا هوصل لمدى عمرك ما هتتخيل إني أوصله عشان أخد حقي واوصل لهدفي بس بطريقتي مش بطريقتك ومتجيش في الاخر وتقول أي
تأكد أنها من فعلت ذلك وتقصدت موت شغف لذا
يونس : وأني مش هسيبك تعملي إللي في دماغك ،وهاتي إنتي اخرك ،لأني وربنا المعبود يونس الامام ملوش آخر وكل شوية هتتفاجئ بيا ،عايزك تعملي ما بدالك واني بعون الله كفيل ادفنك مترحك من غير ما يرفلي جفن، بس اني عايز أشوف اخرك ،واعتبريه تهديد صريح مني ليكي
ابتسم بخبث لترى يونس القديم : إوعى تنسي مين يونس الامام وممكن يعمل إيه لو حس بس بنملة تحاول تقرصه واهي نملة ممكن ببساطة يفعصها لكنه بيحب المغامرات شوية لا شويتين تلاتة أربعة خمسمية ماشي
خرج من عند روحية وهو يتنهد وتحدث في الهاتف بشئ ثم أغلقه وهو يتوعد روحية أنه لن يمر ما فعلته بشغف مرور الكرام
وتنهد   بألم على محبوبته وما عانته وأدرك الان إنه لا يستحق شغف وأشفق عليها وتيقن أنها يجب ألا تحب إنسان مثله وإنها في هذه الحالة بسبب ماضيه
شعر بألم يعتصر قلبه وقلق لا يعرف مبرره وصوت يتردد داخل قلبه صوتها يستنجد بها وكأنها تغرق
لامس قلبه بألم وهو يردد إسمها بخوف وفي نفس اللحظة
رن هاتفه ومجرد إن سمع الطرف الآخر حتى إنتفض في سيارته
وهب بغضب : إنت بتقول إيه ؟إزاي دا حصل؟ ومبلغتنيش من الأول ليه ؟
يتبع

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا