رواية اسرار بين جدراننا من الفصل الاول للاخير بقلم اسماعيل موسي
رواية اسرار بين جدراننا من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة اسماعيل موسي رواية اسرار بين جدراننا من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية اسرار بين جدراننا من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية اسرار بين جدراننا من الفصل الاول للاخير
رواية اسرار بين جدراننا من الفصل الاول للاخير
الطفله دي فيها حاجه مش متزنه، عينيها شكلها غريب جدا وكمان مظهرها، الجمال ده انا مشفتوش قبل كده، الشعر ناعم سايح على ظهرها لا وكمان اصفر طبيعي مش مصبوغ.
نفسي اسألها انت ايه الي جابك هنا يا بنتي؟ اصل الطريق دا مقطوع، في النهار عز الفرافير محدش بيعدي منه وكمان قريب من المقابر
لكن انا بطبعي شاب مسالم، مش بحب ادخل في شؤون الغير، عشان كده واصلت طريقي، فكرت يمكن في حد كبير معاها وهي منتظراه
الطفله مشيت ورايا على مسافة خمسه متر، كل ما التفت الاقيها خلفي.
قلتلها فيه حاجه يا شاطره؟
الطفله ابتسمت، قالت انا تايهه ممكن توصلني لأهلي؟
بصيت في الساعه كانت اتنين الضهر، ميعاد نومي، انا من عشاق القيلوله
سألتها منزلكم قريب؟
الطفله اه، قريب
ضحكت، طالما انتي عارفه طريق بيتكم ليه ما تروحيش لوحدك؟
الطفله بصتلي بحزن قالت مش هقدر اروح لوحدي من فضلك وصلني البيت
مكنش قدامي حل تاني غير اني اوصلها بيتها وارجع انام
مشيت ناحيتها، مسكت ايدي، شعرت ببروده بتسري في جسمي مع ان الجو حر نار
فين البيت؟
الطفله قالت تعالى معايا
رجعنا من نفس الطريق لحد ما قربنا من المقابر، الطفله سحبتني ناحية درب بيمر وسط المقابر
انا قلت اكيد بيت الطفله خلف المقابر، فيه بيوت كتير هناك وسط الحقول ناس عايشه ومحدش دارى بيها
مشيت معاها لحد ما وصلنا وسط المقابر، هناك كان فيه كلب عفي وواضح انه شرير
الطفله لزقت في جسمي من الخوف
الكلب متحركش من مكانه، لكن كان بيبص ناحيتنا بحقد وكرهه شديد
بعد ما عدينا الكلب الطلفه ضحكت، قالت ممكن تروح دلوقتي ان هوصل بيتي لوحدي
قلتلها مستحيل يعنى انا وصلت هنا عشان اسيبك، لازم اسلمك لأهلك بأيدي
كمان فكرت يكون ليها اخت حلوه تشكرني على موقفي الشهم لأنى دايما بعيش قصص الرومانسيه فى خيالى وعمرى ما قابلتها لحد دلوقتى
الطفله قالت بقلة حيله وهي بتبصلي بشفقه ماشى
فضلنا ماشين لحد ما دخلنا وسط الحقول، انا مش شايف منازل قدامي لكن الطفله كانت عارفه طريقها كويس
بعد شويه ظهرت بقعه خلاء فيها أشجار كبيره وضخمه علي شبه مثلث
البنت سابت ايدي وقالت خلاص انا وصلت بيتي، روح
اروح فين سألتها؟
فين بيتك؟
شاورت تحت شجره، قالت بيتي هنا
قلت من فضلك دا مش وقت مزاح ولا ضحك الجو نار وانا مفرهد
فين بيتك؟
قالت هنا والله
هنا ازاي؟ انا مش شايف حاجه لو دا بيتك حقيقي ادخلى فيه
الطفله شدتني ناحيتها، باستني على خدي، مشيت خطوتين وقفت، فجأه الأرض انشقت وبلعتها.
اختفت انا قعدت اصرخ بعلو صوتي، واجري في مكاني وانا بقول بسم الله الرحمن الرحيم يارب
فضلت اجري ناحية المقابر عشان اروح، اقدماي بتخبط في بعض، هو فيه كده يا سمعه انت اتجننت، عفريته في وضح النهار؟
الخوف منحني قوة جباره خلتني اوصل المقابر ركض رغم بعد المسافه
لقيت الكلب الي شفته في طريقي اول مره، لكنه المره دي كان معترض طريقي
مسكت حجر انا بعرف اتعامل مع الكلاب كويس، عمرى ما سمحت لكلب يعضنى ، حاولت اخوفه بيه لكن الكلب متحركش من مكانه، بحثت عن عصايه لحد ما لقيت واحده
قربت منه، قلت ابعد والا هلسوعك ضرب
مفيش لحظه والكلب هجم على، وخربشني، عضني في وركي
هربت منه بالعافيه وانا بحدفه بالطوب
فضل ماشي ورايا لحد ما وصلت البيت
كان لازم اروح لدكتور بسرعه، والدتي اول ما شافتني صرخت
هدومي كانت متقطعه، جسمي كله بيجيب دم
في المستشفى الدكتور عالجني واداني حقن الكلب قال هتمشي عليها شهر كامل، ربما يكون الكلب الي عضك سعران
مكنتش عضه كبيره، كنت قادر امشي واروح الشغل عادي
لكن بعد تلت ايام، حصلت حاجه غريبه، جروحي بدأت توجعني وظهر عليها أثر عفونه غريبه، روحت لاكتر من دكتور ولا واحد فيهم عرف السبب، حالتي كانت بتتطور بسرعه، بقيت بمشي بصعوبه بالغه
يتبع
اتألم، لا استطيع النوم، جسدي يؤلمني، أشواك تنزرع كل لحظه في جراحي، قيح اسود
اتقلب على فراشي، كل الأطباء أكدو انها جراح عاديه لكنها ترفض الالتأم، تقاوم المضادات الحيويه.
جلست والدتي بقربي، قلتلك اتجوز يا اسماعيل
انا بغيظ، ايه علاقة الزواج بالمرمطه الي انا فيها، انتي مش شايفه جسمي عامل ازاي؟
انا بقالي يومين لحالهم سايبه الطيور من غير آكل يا سماعين
هو ده كل الي شاغلك يا أمي، الدجاجات؟ يارب ثعلب يخلصك منهم
متدعيش كده
انا اصلا غلطانه اني قاعده جنبك وسايبه مشاغلي
روحي يا أمي روحي لمزرعة الفراخ بتاعتك الا كل الي فيها ستة ديوك واربعة عشر دجاجه
انت عرفتهم ازاي؟
طلعت على السطح صدفه يا أمي، غريبه دي؟
لا مش غريبه بس هم بقي 18 دجاجه بعد ما حضرتك طلعت على السطح
امي ان تعبان من فضلك سيبني انام
حاضر
الباب اترزع، تنهدت، كنت متوجع فعلا، جراحي تؤلمني، لكن النوم لا يأتيني
علي باب غرفتي سمعت خربشة اظافر احاول فتح الباب، انزعجت، صرخت أبتعد
لكن الخربشه تواصلت حتي شعرت بها رأسي ثم سمعت افتح الباب
لو كان قط، او حتي كلب، كيف يصدر صوت اسمعه؟
نهضت من علي سريري، حملت قدمي المصابه وفتحت الباب
تلفت يمنه ويسري مشفتش حاجه
اخيرا لمحتها، قطه صغيره وجميله دخلت بين قدمي
انحنيت، حملت القطه في حضني، انتي بقا القطه الي والدتي
بتتكلم عليها؟
ادخل واقفل الباب
رميت القطه بعيد بعد ما سمعت صوتها
اقفل الباب بسرعه
اقفل ايه بس
بسم الله الرحمن الرحيم، ارحل من هنا
بقلك اقفل الباب بسرعه
لحظه واحده، دا صوت البنت الي اختفت في الأرض
انتي الي في بالي؟
ايوه اقفل الباب يلا
مش قافل الباب انتي شبح، عفريته
انا سيبا يلا بقا معنديش وقت اقفل الباب
أظهري طيب
ظهرت سيبا، بس مكنتش طفله، كانت فتاه شابه، جميله جدا
اقفل الباب مقفلش ليه
نام على السرير بسرعه
انام على السرير انتي مجنونه؟. مش ممكن دا يحصل، امي لو دخلت علينا هتدبحني
انت، انت مفكر ايه
نام على السرير عشان اعالجك
الجراح الي اتصبت بيها مش جراح عاديه الملعون كان عايز يخلص منك
تمدد يلا علي السرير
طلعت مرهم دهنت بيه كل جسمي، انت كده هتبقي فله
سلام بقا
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
سلام ايه استني، انتي ايه حكايتك؟
والدتك هتدخل دلوقتي لو شافتني هتبقي مصيبه
والدتي لسه خارجه مش هترجع غير بعد شويه
والدتك على الباب دلوقتي سلام يا سمعه
استني؟
البنت اختفت، والدتي دخلت تجري على غرفتي انت بتكلم نفسك؟
لا يا والدتي كنت بفكر بصوت عالي
والدتي صرخت، استني بس دقيقه، انت ازاي وقفت كده ومشيت عادي؟
بصيت لقيت نفسي ماشي ناحية باب الغرفه عادي جدا، كأن مفيش فيه حاجه
الحمد لله، قالت والدتي دي معجزه
ايه الي حصل؟
فكرت بسرعه ملقتش غير مبرر واحد
قلتلها القطه الي كانت هنا، لحست جراحي وانا نايم فجأه لقيت نفسي كده زي ما انتي شايفه
انت بتهزر يا ابني، اتجنت مثلا؟
لا والله يا امي زي ما بقلك كده
امي ضربت ايديها في بعضها، كنت تقول انك بتستعبط بقا ومش عايز تروح الشغل
او انك عايز تتجوز
يا ادي الجواز الي انتي ماسكه فيه ياأمي، مش عايز اتجوز
لو جبت ليه أجمل نساء المعموره مش هجوز
أجمل ايه؟ انت منمره علي علي هند بنت تحيه
دي معصصه جدا يا والدتي مش كيرفي
بعد الجواز هتبقي تلاته كيرفي في بعض
غيري الموضوع يا والدتي من فضلك
اطلعي على السطح، اختاري كده اقوي ديك وادبحيه احتفال اني قمت بالسلامه
انت كل همك بطنك؟
يا والدتي انا هفتان من المرض حرام عليكي
حاضر يا اسماعيل حاضر
بقلك يا أمي انتي مشفتيش القطه وانتي داخله عندي؟
شفتها، كانت بتجري لبعيد وكان فيه كلب اسود بيجري وراها
بتتكلمي بجد يا أمي؟
ايوه
انا لازم اخرج دلوقتي حالا
غيرت هدومي وجريت ناحية المقابر
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
كان الوقت عصر، الجو ساكن مع نسمة هواء تسمعك حفيف الأشجار، الطريق خالى كأنه لم يمر خلاله انسان قبلى، حقول الذره التى تقطعها غيطان الفلفل وبقايا البرسيم تحيط بالمقابر، ومكنة مياه قديمه وبعيده صوتها يصل اذنى، المقابر تنتصب امامى شاهد على ما يكونه الإنسان بعد مده من الزمن، وشجرة توت بين المقابر افرعها تراها عينى، مش لازم اخاف من اى شيء، مفيش عفريت بيطلع فى النهار
البنت العفريته انقذتنى لازم اثبتلها انى مش اقل شجاعه منها
ياه يا اسماعيل لو والدتك تعرف انك خرجت عشان تنقذ قطه؟ مش هتخلص منها، هتدخل فى متاهات ملهاش اخر
المقابر كانت خاليه، يبقى البنت اكيد فى بيتها تحت الأرض وسط أشجار الصفصاف والكافور، اخدت الطريق الترابى وقابلتنى قمريه كانت بتنقر القش وتجمعه لعش ليها، كان الحماس اخدنى وتوقعت الاقى البنت هناك، لكن الحيز كان فاضى، قعدت على الأرض، اكيد العفريته هتظهر دلوقتى مش هينفع تسيبنى قلقان عليها، مر الوقت ولم يظهر اى شيء
الظلام زحف ومعاه الخوف راح يتملكنى، رجعت على البيت عقلى بيغلى من الأفكار وقفتنى والدتى على باب البيت
اسماعيل كنت فين؟
مكنتش يا والدتى عادى حسيت بخنقه وخرجت اشم هوا
انت بتشم يا اسماعيل؟
بشم هوا يا امى هوا، نسمة ريح مش إلى فى بالك يعنى
انا طبخت ليك الديك إلى قولت عليه، أكبر ديك عندى، ادخل كل ""
مليش نفس يا امى، كلى اننى هبقى اكل بعدين
حدجتنى امى بنظره مستعره وعرفت انى مش هخلص منها
انا ادبح وانضف واطبخ أكبر ديك عندى إلى الفراخ مش هتبيض بعده وحضرتك ملكش نفس؟
خلاص يا امى هاكل حاضر
ومالك كده بتقولها من غير نفس؟ اسمع يا ولد انا والدتك مش مراتك تتأمر وتشخط فيها براحتك
على الطاوله الصغيره ظهر الديك والذى اتضح انه مجموعه من العظام والارجل ولا لحم فيه، فكرت ان دا ديك متشرد مستحيل يكون من فراخ والدتى إلى كلها مربربه وبتمشى تتهز من التخن والعافيه
دا اكبر ديك عندك يا امى؟
قالت والدتى بحسره كأنها خسرت أكبر معاركها للأسف ايوه
دا الديك الضخم إلى كان بيأذن قبل الفجر كل يوم ويصحينى اصلى، شفت انت ارتكبت ذنب كبير ازاى؟
امى؟ ابصقى فى وشى احسن من التقريع ده؟ انتى بتسممى الاكل عليه
كان هذا اليوم الذى قررت فيه ان أقضى على دجاجات امى واحده تلو الأخرى عندما اصعد إلى السطح
اسماعيل؟ انت لازم تتجوز حالك مش عاجبنى، انت خرجت العصر رجعت المغرب '
قلتلك مش هتجوز بنت عطيات يا امى حتى لو الدنيا ولعت
ليه أن شاء الله؟ البنت طالبه جامعيه بتساعد والدها فى شغل الحسابات، جميله وعفيفه ودايما بتسأل عليه
امى شيلى موضوع الجواز دا من دماغك انا مش بفكر اتجوز حاليا خالص!
اشجينى!؟ تكونش بتفكر تحضر الدراسات العليه؟ انت اخدت اداب جغرافيا بالعافيه وعلى ايدى
امى؟ انت مش ملاحظه ان المصطلحات بتاعتك أصبحت راقيه ومثقفه فجأه!؟ انتى كنتى لحد فتره قريبه بتتلخبطى بين دكر البط ودكر الوز، ايه إلى جرى يا امى!؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
نهضت والدتى بغيظ ورفعت حاجبها، دى اهانه كبيره يا اسماعيل، بتلقح على امك عشان واخده اعداديه بس؟
ربنا يسامحك يا ابنى، دا آخرة إلى بناخده من الوقوف فى ضهر أولادنا ومساعدتهم للوصول لتحقيق أحلامهم
لم يخفى على ان نبرة والدتى متغيره جدا وان تلك الكلمات لا أعرف من أين سمعتها واخدت فى تلك اللحظه قرارى الثانى بعد قتل الدجاجات سأقوم بقتل الشخص الذى لعب فى اعدادات عقل والدتى بتلك الطريقه المرعبه
على سطح المنزل بعدما انتصف الليل عددت عشرين دجاجه وديك بلدى ثمينه وتخينه
لم تنقص مزرعة والدتى اى دجاجه وعرفت بالصدفه انها ابتاعت ديك من تاجر فراخ، ديك ضعيف ومسلوع لم يتناول طعامه منذ اسبوع كان ذلك الديك الذى التهمته
بعد أن أنهيت العمل عدت من نفس الطريق كان اختفاء الفتاه التى اسميتها سيبا لأنى وجدته اسم يليق بعفريته امر محير بالنسبه لى، سيبا ظهرت فجأه واختفت فجأه وليس هناك امر افجع لرجل من ظهور أنثى تعجبك فى حياتك واختفائها فجأه
ودار فى عقلى الكثير من الحكايات، ربما تزوجت عفريت اخر أكثر جمال وبهاء منى، عفريت لائق لا يتلعثم بعد كلمتين معها. اعرف حظى منذ ايام الطفوله، ولا اعرف ما الذى جرى
لست الشاب الذى قد يقنع فتاه ان تقع فى حبه او حتى صداقته، الكل ينفر منى بعد اول مقابله وطوال عمرى لم اتحدث لفتاه وجه لوجه الا مره واحده، سرت ببطيء والأمل لازال يحبونى ان احظى بنظره من سيبا، انا اتأمل وجهها مره اخرى برويه واحفظ معالمها
قلت فى سرى يارب لماذا لا يخبرنا الراحلين بموعد رحيلهم ان يمنحونا الفرصه لنشبع من معالمهم التى لن نراها مره اخرى؟
عدت إلى المنزل والحسره تتملكنى، كانت قصه جميله انتهت قبل أن ابدأها
فى دفترى الكثير من القصص الغير مكتمله، دفترى مليان عنواين لم يكتب سطر اسفل منها، تشعر انها جزر متفرقه لن تجتمع ولن يلم شملها
انت قدمتلها خدمه وهى ردت الخدمه بلاش تفكر فيها اكتر من كده لحد ما الشك وصل بيا ان اعتقد انه كان مجرد حلم ولم أرى به فى الحقيقه
مش تقول احم قبل ما تدخل؟
صرخت والدتى مع أول خطوه وضعتها فى المنزل
همست مكنتش اعرف ان عندنا ضيوف؟
وهتعرف ازاى؟ انت لسه راجع من الشغل متأخر عن ميعادك المعتاد ربنا يكون فى عونك
على الأريكه التى ابتاعتها امى لاستقبال ضيوفها كانت تجلس فتاه باهتتة الملامح، بيضاء الوجه نحيفه متحجره، نظراتها ثابته مثل خنجر وانت تتأملها تشعر انها رأت بنفسها وفاة كل عائلتها امام عيونها حتى تصل لتلك الدرجه من التجمد والصلابه
اسماعيل موسى صفحة الكاتب على الفيس بوك
مظهرها لائق بعيد عن العشوائيه، بسيط لكنه يتمتع بالاناقه، كانت تعرف ما يلائمها بالضبط دون أدنى ثغره
قابضه كف بكف، واضعها يديها على حجرها، ضامه الكتفين، مشدودة الظهر، فى عيونها رائحة البحر وطعم البندق ورفرة الطيور المهاجره، قدميها تحتك ببعضها، أفعل ذلك عندما أشعر بالتوتر، لا اعتقد اننى رأيت أنثى بمثل تلك الملامح من قبل، ذات مره ان لم تخونى الذاكره فاتنى موعد مع فتاه تشبه تلك الملامح من زمن بعيد
قلت مرحبآ واعتذر
همست والدتى تعالى يا اسماعيل سلم
نظرت والدتى بغيظ، تحرجنى دائما، سلمت على الفتاه المحرجه
الانسه فرحه المشرفه الاجتماعيه الجديده فى المدرسه الاعداديه، وصلت هنا تسأل عن إمكانية تأجير منزلنا الملاصق من أجل سكنها، قالت واردفت والدتى بسعاده الناس شكرو فينا وقالو مفيش مكان اريح ولا آآمن من بيتنا تعيش فيه وتكون مطمنه على نفسها
مفيش مشكله، الانسه فرحه تشرفنا ان شاء الله ولا احتاجت اى حاجه انا موجود
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فى غرفتى ارقد على السرير واحدق بسقف الغرفه، بعض الفرص لا تتكرر، ارفع قميصى وانظر إلى الجروح التى التئمت ربما رحلت سيبا لكنها تركت بصمتها فوق جسدى، تلك الندوب تذكرنى بها، اسأل نفسى لماذا كل هذا الاهتمام بكائن غير بشرى؟ وماذا انتظر من رجوعها؟
أشعر باللخبطه ولا أجد رد، تطرق والدتى الباب، اسمح لها ان تدخل، تقابلنى بأبتسامه، من النادر ان تضحك والدتى ورثت منها تلك العاده، ملامح وجهى تحمل تكشيره حتى عندما احاول ان اضحك لا أنجح
خير يا امى؟
تجلس والدتى على طرف السرير، اتفحصها بنظره عميقه، ستبداء الحديث عن الزواج، لا أجد داخلى رغبه بلومها. هنعمل ايه مع البنت دى يا اسماعيل؟
اهمس اعملى إلى انتى عايزاه يا امى
تتواصل والدتى كلامها، البنت غلبانه صعبت عليه، متغربه عن بيتها ولازم اساعدها
اصمت، مزاجيتى لا ترغب بأى مجادلات، انا اديتها مفتاح البيت، اول ما توصل حاول تساعدها تنقل حجاتها داخل البيت "" حاضر يا امى
تصل الانسه فرحه اساعدها فى نقل الأغراض، الملابس، اصاصيص الزهور، الكتب
تشكرنى فرحه بخجل
اتمنى لها يوم سعيد وارحل،داخل غرفتى اغمض عينى وانام افتح عينى بعد الفجر، غرفتى مبعثره، مقلوبه، ملابسى ملقاه على الأرض، خزانة الملابس مفتوحه، انهض وانظر، مين دخل غرفتى؟ وازاى مشعرتش بكل ده
افتح باب الغرفه واصرخ على والدتى، انتى دخلتى غرفتى؟
تزعق والدتى وهى تقطع البرسيم بالسكين، لا
أقف فى منتصف الغرفه، هذا عمل غير بشرى، ترتسم ابتسامه على شفتى، سيبا لازالت حاضره، لكن دى مش سيبا
يراودنى تسأل إلى عمل كده كان بيبحث عن ايه!؟
انا لا أملك شيء خاص بالعالم الآخر، اعيد ترتيب الملابس والاغراض، ارتدى ملابسى واذهب إلى العمل، المح فرحه تسير تجاه المدرسه وعلى وجهها ملامح قلق، ارتياب البدايات اسير بعيد عنها حتى تختفى فى الزقاق.
الساعه قريبه من الثامنة صباحآ، الطريق ملون بالأطفال الذين يقصدون المدرسه، اتخيل اننى المح فتاه صغيره تشبه سيبا تسير بين التلاميذ، ابتهج لكن سرعان ما تختفى الطفله.
يحلق غراب اسود ويهبط على شجرة تنهض إلى جوار مكان عملى، ينعق الغراب عند اقترابى، الغراب يحدق بى، ينظر نحوى ويواصل نعيقه بغضب، اشرد لحظه، أعود ببصرى تجاه الغراب أجده يقتحم عش ويختطف طائر صغير، المح قمريه ترفرف هاربه، اتخيلها القمريه إلى صادفتنى فى الطريق تجمع عشها، يحلق الغراب فى فمه الفرخ الرضيع ثم يبتلعه على فرع شجره يابس.
اصابنى الاشمئزاز، حاولت أن اقطع طريقى بسرعه، عبرت الغداف الأسود فبدرت منه التفافه، تعرف كيف ينظر إليك انسان فجأه؟ أجل، كانت نظره انسانيه واضحه، الغراب نظر إلى بعيون بشريه، ثم نظر أمامه كأن شيء لم يحدث وواصل تفصيص الفرخ الصغير وهو يقبض عليه بمخالبه ومنقاره ينقر لحمه والفرخ يصرخ من الألم
ثم عادت اليمامه بعد أن هربت وكانت تقترب من الغداف وتبتعد وهى تشاهد طفلها يأكل كانت تحاول الاشتباك معه لكن بخوف
نخر الرضيع اخيرا ومات، تركه الغداف يسقط على الأرض ثم حلق بجناحيه على مسافه منخفضه واختفى
رأيت القمريه تحرك رضيعها الميت وشعرت ان يومى أصبح سيء جدا
انتهى العمل وعدت من نفس الطريق، طريق المقابر، وكان الطريق حالى كالعاده كنت اعرف اننى لن اقابل سيبا ولن أراها، تفحصت المقابر وانا الوم نفسى واذا بصوت ينادى على
سر فى طريقى مباشرتآ، احرص ان لا تبدر منك اى التفافه انت مراقب
حاولت أن اتمالك نفسى، مجرد سماع صوت سيبا جعلنى ارتاح، سيبا لن تسمح لأى أذى ان يصيبنى
من يراقبنى؟ الطريق خالى تماما لكن على بعد عشرين خطوه رأيته، الغداف الأسود يقف على فرع شجره كأنه حارس مقبره فرعونيه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
اسمع صوت سيبا واتعجب، انا فى عينى الغراب التى لا تغلق، تقول سيبا امشى على طول انت فى خطر
اى خطر؟ واين انت؟
أرى فراشه ترفرف بعيد عنى، تقول سيبا هذه انا
اقول لماذا لا يسمعك الغراب اذا يراقبنى؟
تقول سيبا بهمس استخدم تعويذه خاصه، نوع من التواصل أنشأت قناه مخفيه
لماذا يراقبنى الغراب؟
تهمس سيبا انت كثير الأسأله، اصمت من فضلك هتفضحنا
اقول مره اخرى لماذا يراقبنى الغراب؟
تهمس سيبا فى خوف، مش غراب انه الأمير بتريد ابن عمى
اصرخ أمير من الجان؟
تقول سيبا اجل
اهمس فى خوف، بيراقينى ليه؟ انا عملتله ايه؟
تهمس سيبا فى غضب، اصمت من فضلك دى قصه طويله والطريق قرب يخلص ''
اتوقف وانحنى على الأرض امسك رباط الحذاء، ترسو سيبا على فرع شجره
يراقبنى الغداف بتركيز، انا اكبر فى عينيه
سيبا ليه الأمير بتريد بيراقبنى؟
تقول سيبا، انا وريثة ابى الوحيده، بتريد يعتبرنى ملكه، ابى موافق، فى الأيام الاخيره عرف الأمير بتريد اننى اذهب لأرض البشر، فى عشيرتنا الذهاب لأرض البشر خطيئه ارسل الأمير بتريد حارسه الشخصى، الكلب الذى رأيته وباقى القصه عندك، الحارس اخبره عنك فحضر بنفسه لرؤيتك
اقول، الأمير بتريد ابن عمك شرير
تهمس سيبا وعصبى جدا ومتهور مش عارفه ازاى ساب الحرب الدائره بيننا وبين مملكة اراهين ووصل عشان يراقبك
اقول فيه خطر عليه؟
تهمس سيبا ايوه خطر كبير عليك وعلى كل عيلتك انا جيت أحذرك ويلا امشى عشان الأمير ميشكش فى حاجه
اواصل السير وعقلى يغلى من الأفكار ينتهى الطريق وتختفى سيبا،
يواصل الغداف مراقبتى حتى اصل منزلى، أعرف الان انه ليس غراب، جسدى يرتعش من الخوف
يعاين الغراب منزلى ثم يطير لبعيد ويختفى فى جو السماء
ادخل المنزل وأغلق كل الشرفات والنوافذ، تصرخ امى فيه ايه يا اسماعيل؟
عايز تخنقنا يا ابنى؟
احرك ستارة النافذه وانظر إلى الخارج، اتأكد ان الغداف رحل
سؤال يدور فى عقلى كيف احمى نفسى واحمى والدتى؟
اشغل القرأن الليله بطوله واذهب للعمل واترك المذياع شغال
أعود من عملى، لا اتخذ طريق المقابر، اسير فى الطريق العام، افتح باب المنزل، الاثاث مقلوب، أجد على السطح دجاجات والدتى، ولا أجد والدتى فى اى مكان
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
انتظرت عودة والدتى، ثم بحثت عنها فى كل مكان، لا يمكن أن تختفى والدتى فجأه، لم أجد اى أثر لوالدتى.
لم تظهر سيبا ،كانت حذرتنى من الأمير بتريد، هل معقول ان أمير الجان اختطف والدتى؟
حضرت فرحه لبيتنا عندما وصلتها الاخبار التعيسه، قالت إنها لن تتركنى حتى نعثر على والدتى، كان هناك شيء غريب فى عيون فرحه، شيء يأثرك ولا يسمح لك بالرحيل، مضى اسبوع وبدا ان غياب والدتى امر مؤكد وليس حلم، ورغم احزانى الا ان فرحه قبضت على روحى ولم أفلح فى الفكاك منها، لم تفارقنى فرحه ولا لحظه وبتنا مقربين من بعض مع اختفاء سيبا الأبدى وقعت فى أسر فرحه، وكما تمضى الأفراح، تمضى الأحزان أيضآ، تعلقت بفرحه وبت أقضى معظم وقتى معها وكأن فرحه حضرت لقريتنا من اجلى
عندما فاتحت فرحه فى امر الزواج ترددت واختلقت أعذار من قبل فلننتظر بعض الوقت، احترت فى امر فرحه وكان معظم الليل قد مضى وانا مضجع على سريرى عندما حضرت سيبا، كان حضورها قصير ومرعب، اخبرتنى سيبا ان فرحه ليست بشريه وانها عشيقة الأمير بتريد السريه، همست سيبا فى عيون فرحه سحر اوقعك فى سحرها ولن تهرب منه ابدا، فرحه لن تتزوج منك ابدا، انها تخدم بتريد وولائها له، واعطتنى تميمه احرص على وضعها فى عنقى حتى يختفى تأثير سحر فرحه، منذ وضعت التميمه فى عنقى اختفى تأثير فرحه وروحت أراها انسانه عاديه وارى طبيعتها الجنيه، عيونها التى تتغير الوانها بأستمرار، ظهورها المفاجئ، كنت اتعامل بحذر وانتظر تعليمات سيبا
كانت ليله كلها رعب التى اخبرتنى فيها سيبا ان الأمير بتريد اختطف والدتى ويحتفظ بها فى سجن سرى، فعل ذلك كى لا اتزوج سيبا، وسيلة ضغط رخيصه، لكن سيبا قالت ليس هناك ضمانه ان تعود والدتى اذا تزوجت من بتريد
بتريد لن يترك والدتك يا اسماعيل الا اذا وقفت ضده
سألتها كيف افعل ذلك وانا بشرى ضعيف؟
همست سيبا الأمر معقد، تزوجنى وحينها ستمتلك بعض قوة الجان، كما أن فى عيون فرحه سحر فأن فى جسد سيبا قوه تمنح لمن يتزوج بها
ستتركنى عشيرتك؟ حكمك من أجلى؟
همست سيبا، لن اترك شيء، انا احبك ولا أرغب فى الزواج من بتريد، تزوجنى كى تنقذ والدتك ولما لا تنقذ مملكتى من يد بتريد
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ترددت كلمت سيبا فى ذهنى، نتجوز، لطالما انتابنت رغبة فى الزواج من سيبا، والأن أصبح زواجى منها ضرورة لإنقاذ والدتى، حتى لو كانت لدى فرصه ضئيله فأنها تستحق المحاوله
نتجوز يا سيبا، انا موافق، همست سيبا وانا موافقه، مكنتش اعرف ترتيبات الجواز هتكون ازاى
لكن سيبا كان ليها رأى واضح، بتريد مش لازم يعرف اننا اتجوزنا يا اسماعيل، هيحاول قتلك بكل الطرق ومش هقدر أحميك ولا اساعدك
انا ههرب من عشيرتى وهخفى اثرى وانت كمان لازم تعمل كده، سيب بيتك بعد ما تحصن كل غرف المعيشه، مش لازم اى كيان يقدر يدخل البيت أو يفتش جواه
انشر ملح امام كل باب وفسحايه، ضع مصحف داخل كل غرفه وقطعة خبز يابسه داخل وعاء او صندوق وومنحتنى أوراق شجرة يكرها الجان امرتنى بنشرها داخل البيت
لا تتخلى عن تميمتك والبس هذا الخاتم فى اصبعك
لأول مره ودعتنى سيبا بقبله وشعرت ان حياتى تغيرت
غادرت المنزل بعد أن صليت الفجر فى المسجد، لم احمل معى متاع او اثاث او اى شيء يشير لرحيلى ولم اخبر اى انسان عن وجهتى
استأجرت شقه فى منطقه مزدحمه وسط المركز والصقت صورة فراشه على الباب ثم جلست على المقهى انتظر سيبا
قالت سيبا انها ستعثر على الشقه فى هيئتها البشريه ولن تستخدم قوى الجان وان ده هيخلى فرصة العثور عليها مستحيله
ظللت جالس على المقهى حتى غروب الشمس ثم لمحتها تظهر خلال الطريق المزدحم تسير بتلكع وتنطر حولها
تزوجنا تلك الليله بعقد رسمى وانغلق علينا باب شقتنا
كان جسد سيبا يشع انوار وروائح بريه
كانت أخبار العشيره تصل الينا عن طريق قناه سريه انشأتها سيبا وكنت قد بدأت ادرس السحر فى الكتب وعن طريق الانترنت، كنت كمن تعلق بقشه ويبحث عن ان شيء لينقذه
على ان اكون حازم وسريع، كان واضح ان بعض قوى سيبا انتقلت الى، استطعت ان احرك الأشياء عن بعد، ان اتواصل دون أن اتحدث، ان اسمع اشياء تحدث بعيده عنى، أصبح نظرى فى غاية القوه، قالت سيبا القوة التى تنتقل إلى لن ترحل لأنها قوه اصليه، بل ستزداد وتنمو مع الايام
وكانت حريصه ان لا تحمل او تنجب اطفال، قالت ان ذلك سيضعف قضيتنا وقد يستخدم وسيلة ضغط علينا
وكنت اسألها كيف سننتقل إلى هناك؟
كانت سيبا تقول بحزن، بتريد سيقوم بنقلنا فى الوقت المناسب، سينقل المعركه لأرضه امام شعبه
ثم وصلنا خبر وفاة والد سيبا واستيلاء بتريد على العرش مضت ايام قضتها سيبا فى حزن وتعاسه، حاولت أن اخفف عنها، لكن مصيبتها كانت كبيره، ثم وصلتنا اخبار العشيره وكيف كان بتريد يعاملهم بعنف ويصدر قوانين ظالمه غاشمه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
كان بتريد يحكم شعبه بالحديد والنار، قضى على معارضيه لتولى كرسى الحكم، القى بهم فى السجون، ساعده على ذلك قوته التى استمدها من نسله الأصيل، كان بتريد يقضى على خضومه بضربه واحده مما ساعده على كسب العديد من الحروب، حتى أصبح اسطوره، الامير والملك الذى لم يهزم من قبل، ظهرت أساطير عديده حول الملك بتريد وان هناك من يقوم بمساعدته، وان التميمه التى فى عنقه أعدها له مستشاريه من السحره، لم يكتفى بتريد بذلك، من أجل ترسيخ حكمه وبعد هروب سيبا واختفائها تزوج ابنة الملك ساجيل أقوى ملك فى ممالك الجان تحالف ضمن له السياده فى ممالك الجان كلها.
______
من جهه أخرى إصاباتنى سيبا باليأس عندما اخبرتنى ان تعلمى السحر لن يفيد فى مواجهة بتريد، لأن هناك سحره فى أرض الجان أيضآ، كان كل يوم يمر علينا يزداد الأمر سوء، كنت اسمع سيبا تهمس برعب، لم اكن اتخيل ان بتريد يتمتع بكل تلك القوه وان احلامى فى مواجهته والانتصار عليه باتت محض حلم مستحيل، بتريد سيقضى على من اول نظره
بالنسبه لى لم تكن مواجهة بتريد غايه، كل ما كنت أرغب به إنقاذ والدتى، سعيت فى ذلك الأمر عند كثير من السحره وخبراء الجان الذين كانت تصل إليهم اخبار بتريد وممالك الجان، كان إنقاذ والدتى من أرض البشر مستحيل، الكهف الذى حبست فيه والدتى محصن ضد سحر البشر ولا يستطيع اى واحد منهم مساعدتى
علمت لاحقا انهم يخشون بتريد ولا يرغبون فى معادتها كان بتريد يبطش بهم عن طريق حراسه وغيلانه، سمعت ان بتريد هو ملك الجان الوحيد الذى تمكن من السيطره على عالم الجان والبشر
استقرت حياتى مع سيبا مع مرور الوقت وانجبت طفلى الأول ادم، كنت ننتقل من مكان لمكان ولا نستقر فى مكان واحد، بتريد كان يرسل حراسه إلى الأرض بحثا عنا وكانت سيبا تخفينا عن عيونهم بوضع تمائم قديمه على صدورنا
وتحول حلم المواجهه لهرب واختفاء من بتريد، اهرب من أجل حياتى ومن أجل سيبا
بلغت الثلاثين من عمرى، مضى عامين على اختفاء والدتى لا أعرف أن كانت حيه ام ميته وقلبى داخلى صدرى يغلى من اليأس والغيظ، أصبح محور حياتنا الهرب من بتريد.
&________
ربما كانت صدفه عندما وجدت ساحر وافق على مساعدتى فى إنقاذ والدتى، كان رجل عجوز وقال سأساعدك، معظم السحره نسيو ان أرض البشر للبشر وان بتريد اخل بالنظام القائم منذ قرون عديده، راح يعلمني السحر وكان يكرر فى كل مره حتى لو مت يا اسماعيل فأن شرف سحرة الأرض يقع على عاتقك، واستمرت دروس السحر شهور عديده حتى جاء اليوم الذى وصلنى فيه الساحر بوجه متكدر مغتم، كنا وصلنا لمرحله عميقه من الصداقه ولم يخفى على انه تعرض لمضايقات من حراس بتريد لكنه تخلص منها، كنت اعرف ان الساحر يخفى عنى امر أكبر وصدق ظنى
فى الليله الاحقه تعرض الساحر لهجوم من حراس بتريد بمساعدة سحرة الأرض
حارب معلمى بشرف لكنه تعرض للخيانه قبل موته ارسل إلى معلمى رساله لكنها لم تصلنى الا بعد ردح من الزمن
عندما وصلنى خبر موت معلمى كدت افقد وعى تبخر اخر امل لى فى عودة والدتى، تفحصت الغرفه التى قتل فيها
عددت أثنى عشر مارد محترق وسبعة غيلان واميرين من الشياطين العلويه
سخر بتريد كل قوته للتخلص من معلمى وكان وجود الشياطين امر محير بالنسبه لى خاصه انهم من قادو الهجوم على الساحر، رأيت المعركه من خلال الرموز الاسينينه، شعل من نار أطلقت على بيت الساحر تصدى لها ثم دفقات من الازيز الشهباوى منعها الساحر عن طريق جدار الحمايه لكن الهجمات استمرت حتى تحطم الجدار قبل نهاية المعركه اختفت عائلة الساحر وكانت تلك التى قضت على عزيمته
كنت اعرف عائلة الساحر، تناولت الطعام معهم أكثر من مره
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
زوجته الجميله، ابنته العشرينيه ذات الملامح الاوربيه، كان المنزل متفحم، رماد، حرص حراس بتريد على اخفاء الحقيقه
لم يثاور اى شخص بشرى شك أن المنزل تعرض الحريق قضى على كل العائله، عندما عدت إلى منزلى ترجتنى سيبا ان نرحل لبعيد، ان ننسى امر الانتقام ونحافظ على حياة طفلنا ادم.
&________
ارتحلنا من مكان لمكان وكانت سيبا تراقب وكلما لاحظت ما يدعو للريبه او الشك نهرب لمكان اخر
فى مره رأيت سيبا شارده العقل، تائهه، سألتها فيه ايه يا سيبا؟
همست بشرود، أصلها غريبه، كل ما نروح مكان الحراس يوصلونا بسرعه، حراس الجان معندهمش المهاره يعملو كده
كمان بتريد اكيد نسى امرى مش عارف ليه كل الاصرار ده على تعقب مكان وجودنا وسرعة الوصول اليه
بتفكرى فى ايه يا سيبا؟
قالت سيبا فيه ساحر بشرى بيساعد الحراس هو الى بيخبرهم على مكان وجودنا
تذكرت وصايا الساحر، احذر من سحرة البشر أكثر من الجان نفسهم، لا يوجد داخل صدور سحرة البشر سوى الشر
وكنت لا أعرف حتى الآن إن داخلى قوه تمكننى من مواجهة السحرة الأرضين
هربنا مره تانيه إلى أن وصل الأمر حد الازعاج، كنا نقضى عام فى مكان واحد ثم أشهر، ثم شهر ثم اسبوع، تقلصت المده وأصبحت نجاتنا محل شك
&_______
كانت سيبا تلهث عندما دخلت البيت، قالت لازم نتحرك فورا يا اسماعيل، انا شفت العلامات، الحراس قريبين جدا
سبنا كل حاجه ورانا، سيبا حملت طفلنا ادم وتقدمت الطريق، بعد ما فتحنا الباب رجعت لورا وعلى وشها صدمه، بصت عليه وهمست برعب وصلو
انا لابس التميمه وانتى وادم، حصل ازاى؟
هسمت سيبا برعب معرفش، خد ابننا واهرب يا اسماعيل، اهرب لبعيد، سيبنى انا اواجهم
قلت مش ممكن امشى واسيبك '' وضعت سيبا يدها الرقيقه فوق فمى، انا هلحق بيكم اوعدك
كنت اعرف ان سيبا فقدت معظم قواها الجنيه بعد الزواج منى، انتقلت تلك القوه داخلى، كنت اعرف انها ضعيفه
وان الوقت وقت التضحيه وانها ميته لا محاله وكنت اعرف انها اخر مره أراها فيها
حضنت ادم وقبلته، همست فى اذنه متخفش انا هحميك، ادم متنساش ابوك ابدا، خد حق والدك وحق والدتك وحق جدتك
نزعت التميمه والقيتها على الأرض، قبلت سيبا بعيون يائسه
خرجت من باب المنزل واغلقته بالقوه خلفى
القصه بقلم اسماعيل موسى
لمحت كيانات تركض تجاه المنزل، ولمحت شيطان يقف خلفهم ومن بعيد ظل اسود صغير
رأونى كما رأيتهم فتوقفو لحظه، نظرو تجاه الشيطان الذى هز سيفه بتوعد
حضرتنى سكينه وهدوء، رنت كلمات معلمى فى ذهنى لا يمكن لجان ان يهزم بشرى قلبه عامر بالإيمان
أطلقت طلاسم وتعاويذ، كان هناك طلسم ميت علمنى اياه الساحر ذكرته من الخوف
كان عددهم عشره، لكن ما زاد قلقى الكيان المظلم الصغير الذى يقف بعيد عنهم
اطلق اوامرك ننفذها سمعت الصوت جوار اذنى، كان مارد عملاق مفتول العضلات يقف إلى يمينى، لم يكن مظهره مرعب بل بشرى عملاق، لم اكن متأكد مما اريده فقلت ان نقضى عليهم جميعا، همس المارد امرك
المره الأولى والاخيره، عابد يسدد دينه وانطلق المارد للحرب
كانت الحرب الأولى التى أشارك فيها وسحقت بسحرى وقوتى أربعة حراس واحرقت الشيطان، لكن الكيان المظلم هرب
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
كان الملك بتريد قد أنهى الحرب يجلس امام خيمته يتصبب عرق، يمر أسرى الجيش المهزوم أمامه وتقطع رؤسهم واحد تلو الآخر، لا يمنح بتريد الرحمه، كل الممالك المغلوبه تعرف ذلك، بتريد يقضى على خصومه، يحرص على تحطيم كل مملكه يحتلها، نظر بتريد نحو السماء ورأى الشمس فتذكر سيبا، صرخ فى مستشاره لماذا لم يخبرنى اى شخص عن نتيجة الحمله؟
همس المستشار برعب، كنت فى خضم معركه كبيره أيها الملك المبجل ولم نرغب بازعاجك بمشاكل بسيطه ''
انفتح فم الملك وهم ان يقول كلمه لكنه منعها، ماذا حدث؟ لماذا لا أرى سيبا امامى؟
همس المستشار سيبا هربت
هربت؟ وبلع الملك بلعومه، هربت؟ ثم برقت عينيه واتسعت بما يكفى لابتلاع رجل
اين كتيبة المداهمة؟ لقد اخترتهم بنفسك اليس كذلك؟
أجاب المستشار بخوف اجل '
صرخ بتريد اين هم؟
قال المستشار، قتلو جميعآ، تدخل شريك لم نحسب حسابه وقام بمساعدة سيبا'
من هو، سأل الملك ويده على سيفه
عابد، نطق المستشار الكلمه وهو يتحثث رأسه، عابد من؟
المستشار '' الأمير عابد يا مولاي الذى اختفى عندما سحقنا مملكته، مملكة الجان الأحمر.
نظر الملك بتريد تجاه مستشاريه، كيف وصل عابد إلى الأرض؟
انقذه ساحر يا مولاى
واين هذا الساحر؟
قتل يا مولاى، قتله حراسنا
لماذا ظهر عابد اذا اذا كان الساحر مات؟
همس المستشار، كان يسدد دينه يا مولاى، طلسم ميت
اين سيبا الان؟
بتردد همس المستشار، هربت يا مولاى مع زوجها
الملك بتريد، زوجها البشرى؟
المستشار ' اجل يا مولاى
إذآ ونهض الملك' ' لا وجود لك بيننا، جز بتريد رأس المستشار
احضرو سيبا بأى ثمن، لن اقبل اى فشل اخر.
________&
سننتقل لمكان اخر' ' رددت سيبا وهى تحتضن طفلها ادم، سيرسلون حراس اخرين' '
لن ارحل، اكتفيت من الهرب يا سيبا، لن يحدث إلا ما كان مقدر له ان يحدث
اسماعيل؟ كانت حرب صغيره، انهم مجرد حراس هواه، من سيأتى لاحقا سيكونون مرده متوحشين!؟
لم ارحل قلت، اكتفيت من الهرب، حان وقت الموت بشرف
اسماعيل؟ همست سيبا بخجل، لا تجعل نثر واحد يجعلك تنسى الخطر '
لا تمتلك القوه لمحاربة بتريد بعد، لن تمتلكها ابدا، تضخم بتريد وأصبح لا يمكن محاربته' '
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
هذه ارضى وليست أرض بتريد يا سيبا، نحن نؤمن بالله، الله يحمينا
سيبا بتردد، ارجوك، دعنا نرحل، لدينا طفل صغير، نحن بمفردنا
إلى متى سنرحل ونهرب؟ فى كل مره يعثرون علينا، على الاقل الان نعرف كيف نواجه الخطر، أعرف اعدائى امنحينى الفرصه للتخلص منهم
همست سيبا، لا أفهم ماذا تعنى؟
قال اسماعيل، السحره الارضيين يساعدون بتريد، على ان اخضعهم
سيبا!؟ كيف سيحدث ذلك، لازلت ضعيف يا روحى ''
لدى خطه، الكيان المظلم الصغير الذى رأيته يرحل، كان ساحر يساعد بتريد، لابد أن انتقم منه، ليس لدى أغلى من العائله
ثم ريت على كتف سيبا، امنحينى بعض الثقه، لا تخرجى من المنزل مهما حدث، سأعود بعد فتره قصيره
__________
كان البيت مظلم رغم ان الشمس فى كبد السماء، تشعر ان الشر ساكنه وان الضباب يحيط به
فى الشارع تجرى الناس خلف ارزاقها، على باب المنزل يقف شخص نحيل اصفر الأسنان يمتلك نظره حاده لئيمه
عندما وصل اسماعيل امام المنزل، اخبر الخدم الساحر عن الخطر، كانت تحيط به هاله من الضوء، أمرهم ان يفحسو له الطريق فلم يعترضه الحارس، اكتفى بفحصه بنظره مطوله
تردد اسماعيل لحظه، أدرك ان الساحر يعرف بوجوده
وضع يده على خاتمه ولمس تميمته، ساعدنى يا الله، الشر يحيط بى من كل جانب ووالدتى مختطفه فى أرض بعيده لا يعرفها غيرك
تذكر تعليمات الساحر فقام بتحصين نفسه قبل دخول غرفة الساحر الذى كان يجلس على الأرض يحرك عصيان البخور داخل وعاء فخارى
ايه إلى جابك هنا؟ انت عارف انك مش هتشوف الشارع تانى؟
لمح اسماعيل الخدمه، الجان الذين يخدمون الساحر، نظراتهم، قوتهم
ابتسم الساحر واكمل، حضرت وحيد دون حراسه؟ لهذه الدرجه تستهين بقوتى؟
لم يكن اسماعيل يعرف كيف يحضر جيش يحرسه او جان يسيرون معه
همس اسماعيل، انت تساعد عدوى سأقتلك
صرخ الساحر، بتريد لن يسمح بذلك، وصلته اشارتى، سأقوم بأسرك هنا بينما سيقوم حراسه بأعتقال زوجتك
شعر اسماعيل ان قلبه يسقط على الأرض ويتدحرج أمامه، معقول ان يخسر كل شيء قبل أن يبداء؟
اقترب حراس الجان من اسماعيل لكن تحصينه منعهم من لمسه فأكتفو بتشتيت انتباهه
اطلق الساحر طلاسمه وأطلق اسماعيل طلاسمه، تقابل السحر مع السحر
ضحك الساحر المعادى، سحر ابيض، سحر يرشون لا يقتل ''
شعر اسماعيل بخناجر تخترق جسده، احس بالألم لكنه سرعان ما زال واختفى
كانت تلك اللحظه التى أدرك فيها بقدرته على الحرب والانتصار، ها هو يقف امام ساحر اسود وجه لوجه، انت تساعد على قتل عائلتى، يامعين صرخ اسماعيل بكل صوته ومعه انطلقت طاقه من الضوء غمرت الغرفه
بيدى اقتل الشرير، بيدى اتخلص من الظلم، بيدى اسحق من يعادينى
وضع الساحر يده امام عينه لم يعد قادر على رؤية اى شيء وقبل ان يفهم ما حدث اخترق خنجر قلبه وسقط على الأرض
__________''' '' '
اختفت سيبا خلف المنزل بين مجموعه من الأشجار، لم تتمكن من الهرب ابعد من ذلك، احاط حراس بتريد بالمنزل ويوشكون على اقتحامه، إلى متى سيصمد المنزل والتحصين لا تعرف، تنظر تجاه الشارع تنتظر النجده
راح دخان يرتفع من داخل المنزل وكل حارس يرفع سيفه
أخرجى يا سيبا، أمرنا الملك ان نحضرك حيه، لا نمسك بشر
احمى طفلك، زوجك مات
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
وانا خارج من غرفة الساحر رمقت الحارس بنظره عميقه والقيت عليه طلسم النسيان الأبدى، كنت سعيد لاننى اتذكر تلك الطلاسم التى لم اتخيل انها لازالت فى عقلى
عندما وصلت المنزل كان الدخان يتصاعد منه، أعرف سحر الجان والشياطين، أعرف حضورهم المقيت، كان الحراس يحيطون بالمنزل، اخفيت نفسى عنهم، ورغم الحريق والقلق داخلى اخترت ان اباغتهم من الخلف، واخترت أقوى الحراس كانت قوة السحر داخلى بدأت تتضخم، الرموز والطلاسم تتشكل فى عقلى بسرعه كبيره، أطلقت طلاسمى واحد تلو الآخر تقيد، حرق، سحق، هبة عاصفه شديده، هرج ومرج، ضباب وغبار اخفانى عنهم، لم يتبقى سوى خمسة حراس حاربتهم ولم يمضى وقت طويل حتى تخلصت منهم بحثت عن حارس الطليعه لكنه هرب وعرفت ان الخبر سيصل لبتريد
دخلت المنزل بسرعه بعد أن عاد كل شيء كما كان لم إحدى سيبا داخل المنزل ولم اسمع صراخ ادم
جلست على الاريكه استطلع الأمر، وقبل ان افتح دائره دلفت سيبا من باب المنزل
ركضت نحوها وقمت باحتضانها، قالت سيبا كانو قريبين جدا، الحمد لله انك بخير
سنرحل قلت، اعدى كل شيء، لن نبقى هنا دقيقه واحده، ارتحلنا مره اخرى لمكان بعيد، لكن تلك المره لم يصل الجان الينا، رسالتي للسحره وصلت وامتنعو عن مساعدة بتريد، بعد زمن طويل
أيقنت ان الحرب خساره لكن سيبا زرعت داخلى فكره جديده
انت تحارب بشكل جيد دون تعليم، المهاره توجد داخلك، انت من الذين مقدر لهم ان يصنعو طريقهم الخاص، حكت لى عن رحله لابد أن اقوم بها وانتى اذا عدت منها ثم اردفت بحزن ستكون شخص آخر قادر على حرب بتريد، لا يمكن أن اطلب منك ان تظل ساكنآ ووالدتك محتجزه فى مكان بعيد، رأت سيبا كيف ان الوحده تقتلنى ولا تمنحنى اى اختيار
سافتح لك الطريق يا زوجى، كن حذر، ستكون بين العالمين، لا هنا ولا هناك، ستقابل اناس اخرين، ستعيش فى عالم آخر
قصدت جبل شايب البنات واحتجت يوم كامل لصعوده
كانت المغاره التى اختفى فيها شمعون تطل على البحر والوادى، النقوش تغمر كل جدار فيها، حضنت حقيبتى أطلقت طلاسم الانتقال، دارت بيا الدنيا، احتضننى حاجز لزج دائرى يعج بالذرات مثل الممر القانى فى الصحراء
كانت هناك شجره ضخمه لا أعرفها جلست تحتها احاول ان استجمع جسدى المرتعب
أخرجت رغيف خبز تناولت قطعه منه، حطت على الشجره عصفوره جميله، أطلقت شقشقه محببه
انت اسماعيل؟
قلت برعب اجل
قالت كنا ننتظرك، اخبرونا عن مجيئك، اتبعنى من فضلك
حلقت العصفوره امامى وسرت خلفها، عبرنا وادى قاحل ثم ظهرت بعض الخضره، حلقت العصفوره نحو مغاره
قالت هناك، اذهب هناك واختفت.
صعدت التله المنحدره وصلت المغاره قبل غروب الشمس
القيت حقيبتى على الأرض
كنت متعب جدا ورغبت فى النوم، اخيرا نمت
سعمت همسات حولى، أكثر من صوت، صوتين، انه هو ''
صوت، لكنه مختلف عن الوصف
صوت اخر المهم انه هنا
صوت اخر، هل تعتقدى انه سيتمكن من عبور المراحل
صوت ضعيف واهن سنرى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
انهض، انهض، قد يبدو حلم لكنه مؤلم،، افتح عينى اجدنى فى مكانى لا أحد إلى جوارى، الوقت ليل، الجو ساكن ، صامت اللهم الا من صوت الريح الذى يزمجر خارج المغاره، حتى الآن لم يظهر احد، قالت سيبا ان الرحله ستكون مرهقه وان ما يحدث فيها سيقرر مستقبلى، وحتى الآن لم اقابل سوى عصفوره ناطقه، ربما كنت متسرع لكن الليل مضى ولم يظهر احد، لم أغادر المغاره، خشيت ان يحضر احد فى غيابى، ومضى يوم آخر ويوم اخر وانا فى حيره من امرى، تجرأت وتفحصت المنطقه الوادى والتله والأشجار واحضرت بعض الفاكهه كان الوقت عدوى وقلبى يأكلنى على زوجتى وطفلى
ربما حضرت فى المكان الخاطيء؟ ربما لا يوجد أحد وكان الأمل لازال لدى، اعيش بمفردى فى مكان موحش والايام تمضى
ربما تعرضت سيبا لخدعه من قبل بتريد وسأحبس هنا بقية حياتى
بعد مضى شهر أيقنت اننى ساقضى حياتى كلها فى هذا المكان الموحش، الطعام نفذ منى، شعر لحيتى طال وشعر رأسى، لا أعرف ليل من نهار، بعد أن فقدت الأمل قبل الغروب رأيت طيف شخص يقترب من المغاره، قلت انه مجرد حلم ودلفت للداخل وجلست لكنه اقتحم المغاره ووقف امامى
انت حقيقى سألته؟
قال لا تفقد الأمل ابدا، حتى لو رأيتها مظلمه ولا يوجد ضوء او طريق لا تفقد الأمل، تمسك بأملك حتى آخر نفس يا اسماعيل، كان هذا درسك الأول
بعض المعارك لا تكسب بالقوه، تحتاج للصبر، تحتاج الآمل والعزيمه
سنخرج الان للبريه سترافقنى لبعض الوقت، قلت حاضر
بدلت ملابسى بأخرى احضرها الشاب، هبطنا التله نحو الوادى القاحل عبرنا خط الاشجار واختفت الأعشاب ثم باغتتنا عاصفه رمليه كادت ان تكنسنا فى طريقها، كانت مده قصيره رغم ذلك شعرت ان بلعومى جاف لا استطيع ان أبتلع ريقى
اقتربنا همس الشاب عندما ظهر امامنا كوخ وحيد وعلى بعد عشرة فراسخ منه كوخ اخر
تحول الجو لبرد قارس، وكانت الاشجار تحيط باالاكواخ من كل جهه والفاكهه تنمو فى كل مكان
نزع الشاب قميصه وأخرج فأس ومد لى واحده، ثم توجه ناحيت كومه كبيره من الأخشاب، سنقطع الاخشاب وننقلها داخل الكوخ
قلت يعيش احد هنا؟
قال الشاب، لما العجله؟ ننهى عملنا اولا ثم تعرف كل شيء
احتجت وقت كى اعتاد قطع الاخشاب، لم يكن سهل كم توقعت، ومضى الوقت وانا اقطع الاخشاب ولم يظهر احد
ارتفعت خلفى كومه من الأخشاب المعده للاشتعال، قلت الا يكفى هذا؟
قال الشاب، سنقطع كل الأخشاب، توقف عن الثرثره من فضلك
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أنهينا تقطيع الأخشاب، كنت منتهى من التعب والقيت بجسدى على الأرض وانا اتألم من الوجع
قال الشاب ليس الأن، لم يحن وقت الراحه
قلت انا متعب جدا، دعنا ننال قسط من الراحه
جذبنى الشاب من يدى، لم ننهى عملنا بعد، الحق بى من فضلك
خلف الكوخ الآخر وجدت كومه أخرى من الخشب، أصابني اليأس والاحباط
بداء الشاب يقطع الخشب، تأخرت بعض الوقت ثم تذكرت سيبا وادم، لحقت به على الفور ورحت اعمل فى حماس، ابتسم الشاب عندما لمحنى، أنهينا تقطيع كل الاخشاب، اتبعنى، سار الشاب امامى وسرت خلفه وبدأنا بنقل كل الأخشاب داخل الكوخ الأول، الكوخ من الداخل بسيط لكنه مريح، توجد عجوز مسنه فى الداخل راقده على ما يشبه سرير، رحبت بالشاب وقالت تأخرت
رفع الشاب يده، لكننى حضرت ووجدتك حيه، نظرت المرأه تجاهى، من هذا؟
قال الشاب غريب يريد مساعدتك
قالت المرأه لماذا قد أرغب بمساعدته؟
قال الشاب لديه قضيه، عدوه بتريد
انهضت المرأه جسدها، بتريد؟
قلت بتريد اختطف والدتى ويحاول قتل زوجتى وطفلى
زوجتك بشريه؟
قلت لا اميره من الجان اسمها سيبا
صمتت المرأه لحظات، سيبا ابنة الملك مهران؟ كنت اعرفها حينما كانت طفله
مات الملك قلت، بتريد يحكم الان، والدتى متحتجزه لديه
قالت المرأه، الاخبار تصلنا، بتريد أصبح ملك الملوك، لديه يد فى كل مكان
كيف اساعدك؟
قلت لا أعرف، طلبت منى سيبا ان احضر هنا، طاوعتها لكن لا أعرف كيف
همست المرأه، اذا ارسلتك سيبا هنا يعنى رغبتها فى تعليمك سحر الجان
قلت لا أعرف، ساعدينى من فضلك
ضربت المرأه يديها فى بعضها، كبر عمرى قالت لكن لا نرد من يقصدنا
يا اوسيل؟
على صوتها حضرت فتاه غريبة اطوار ودخلت الكوخ، قالت المرأه اوسيل، هذا الشاب سيكون تلميذك، علميه سحر الجان ولا تتركى اى شيء
نهضت ووصلت باب الكوخ، قالت اوسيل ودعهم
قلت أشعر اننى لم أراهم مره اخرى
قالت بحزم ودعهم
قلت مع السلامه
اطبقت الفتاه يديها اختفى كل شيء وجدت ظلام أكاد لا أرى اى شيء لكن سمعت صوت اوسيل
سحر الجان يعتمد على العقل، السرعه والذكاء، ولا يتقنه الا قله من الجان، توجد به طلاسم تحرك جبال وتخسف أرض وتشعل قرى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تعلمت على يد اوسيل سحر الجان تحت قناديل السماء وسحاب يجرى كما النهر وعلى الربوه كان القمر واقف يشاهدنا ناشرا اشعته الفضيه على الوادى ببزخ، تعلمت السحر بسرعه، حفظت كل الطلاسم وعرفت متى أطلقها.
ولم تتركنى اوسيل الا بعد أن علمتنى طب الأعشاب واحتجت وقت طويل لاحفظ الأسماء الغريبه للعشبات، كان الوقت يمضى بسرعه لكن لم الحظها فى تلك البلاد البعيده يختفى الشعور بالوقت.
تلقفنى الشاب فور عودتى، لم يتركنى كى استريح، كان قلق بشكل مبالغ فيه وادخلنى حلبت المبارزه فورا، كانت أول مره امسك فى يد سيف، علمنى كيف يقاتل الجان، خدعهم ومكرهم، قاتلت كما يقاتل الجان وانتصرت احيان على الشاب
لكنه قال ان ذلك غير كاف للانتصار على بتريد، بتريد يقاتل مثل الوحش ولن يرحمك
قلت ما الحل؟
قال الشاب علمتك كيف تحارب الأمر يقع على عاتقك الان
ثم طلب منى قبل مغادرتى ان انال بركة المرأه العجوز
دلفت داخل الكوخ، تأملتنى المرأه بعنايه، جسدك تحسن قالت
لكن أشعر داخلك ببعض النقص
ستنتظر اسبوع اخر قبل المغادره، استعد جيدا، ليلتنا ستكون طويله
عندما حل الليل حملت سيفى وكان فى انتظارى مرده من الجان قامت المرأه العجوز باحضارهم لتلك الأرض المنسيه
عليك أن تهزمهم جميعا قبل رحيلك، يوم، شهر سنه ارنى قوتك.
حاربت بقوه وكنت فى كل مره اهزم بسهوله حتى اصابنى اليأس، من احاربهم مجرد مرده ما بالك ببتريد ملك الجان
وكان المرده يضربونى بقسوه واصبت بجراح متعدده
استمتعت المرأه بازلالى وهزيمتى وعندما فقدت الأمل القت إلى قشة النجاه
هناك سيف اذا قبل بك ستتمكن من المبارزه بصوره جيده
عرفت انه سيف قديم، مجرد اسطوره داخل مغاره فى جبل بعيد متجمد
قالت لا يسمح السيف لكل من يقترب منه أن يلمسه، السيف يختار صاحبه
تمنت لى حظ سعيد، ارتحلن خلال فيافى ووديان كان هناك من يرافقنى لكنى لا أراه، شعرت بذلك خلال نومى
ثم تذكرت الصوت
الصوت الانثوى الذى سمعته داخل المغاره عندما وصلت إلى هذه البلاد الغريبه
وكان الصوت لا يتحدث الا عندما أكون نائمآ ويتسأل هل يسمح السيف لشخص مثل هذا بحمله؟
فيرد شخص آخر، من خلال المتابعه لاحظت ان الصوتين مرتبطين ببعضهما ويظهران فى وقت واحد
عندما افتح عينى أجد الطريق الذى على ان اتبعه مرسوم امامى، مخطوط على الرمال، اسير تحت وشاح من الضباب يجعل الرؤية مغبشه
ظلال الأشجار تترتعش كالاشباح على احجار الوادى، اسير على غير هدى وكل الذين يعرفونى يلحقو بى، لا آمل لى فى النجاه والحياه تراقصنى مثل غانيه
من بعيد تزمجر الريح فتكنس الأرض بسطوتها وتزحف أوراق الأشجار التى انتهى عمرها فى جنازه بلا معزين، فالكل موتى، والطريق طويل، وكيف يقطع الطريق من لازاد له وغراب ينعق بصوت يملاء السماء يومض الليل الأسود بقطع من الفحم تتسلق ما تبقى من ثوب النهار
إلى متى سأسير بغير هدى؟
اسمع صوت إلى جوارى يهمس اقتربنا، اصرخ الم يحن الوقت بعد أن تظهرو
اذا كنا أصدقاء فهذا الوقت المناسب لظهوركم
يهمس الصوت انه يسمعنا، اهتف فى الوادى نعم اسمعكم واريد رؤيتكم
بلا تردد تظهر شابتين بملابس مزركشه يحلقن فى الهواء كفراشتين
نحن أصدقاء سيبا، نحن الاختان الخارقتان وتضحك الفتاتين
سنصعد معك الجبل
رحلتنا تنتهى امام الكهف، ننتظر خارج الكهف، اذا خرجت سنسافر معك إلى بلاد بتريد
كان الجبل عالى قاسى منحدر رغم ذلك صعدته بسهوله دلفت من باب المغاره المفتوح كان هناك سيف مغروس فى الصخر يظهر الجزء العلوى منه
وضعت سدى على مقبض السيف