رواية هيبة نديم وليلي الفصل الخامس عشر 15 بقلم مريم محمد
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الخامس عشر 15 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل الخامس عشر 15 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل الخامس عشر 15 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل الخامس عشر 15
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الخامس عشر 15
_ ناعمة "1"_ :
توقّفت سيارة الأجرة أمام بوابة الفيلا الكبيرة، تلاشى ضجيج الطريق خلفهم، بينما ظلّ صمتٌ ثقيلٌ يملأ المقعد الخلفي ..
أدار "عمر البدري" رأسه نحوها، كانت "راندا منصور" ما تزال تبكي، الدموع تنساب على وجنتيها في هدوء، بلا صوت، بلا رجفة ..
زفر ببطء، ونادى صوته الهادئ باسمها:
-راندا!
رفعت يدها، مسحت آثار الدموع، ثم التفتت إليه بنظرة متعبة، منهكة، لكنها صافية، ثم قالت بصوتها ذي البحة المميزة:
-شكراً يا عمر.
رفع حاجبيه قليلاً وردد:
-شكراً على إيه؟
ابتسمت رغم أن حزنها كان أسبق من أيّ تعبير، وقالت:
-على كل حاجة.. على التوصيلة على الأقل… شكراً!
ردّ لها الابتسامة وقال بكياسته المعهودة:
-العفو يا راندا هانم. دي أقل حاجة ممكن نقدمها لبرنسيس في رقتك وجمالك.
سكتت لثوانٍ محيّاها يصطبغ خجلًا، أشاحت بوجهها عنه للحظات عيناها على باب المنزل، نظرت له من جديد وقالت بلطفٍ:
-طيب انت لازم تنزل معايا.. لازم تدخل تشرب حاجة وترتاح من السكة.. مش هقبل أعذار.
رد "عمر" مبتسمًا بدعابة:
-بصراحة لو ماكنتيش عرضتي عليا كنت أنا هطلب منك.. موبايلي فصل شحن ومشيت من الفندق منغير ما أبلغ حد. وكمان قلقان على ريهام عاوز أطمن عليها.
-طيب اتفضل معايا بقى لو سمحت!
وفتحت باب السيارة من جهتها مترجلة منها بهدوء، سارت تجاه المنزل، بينما يدفع "عمر" أجرة السائق، ثم يلحق بها، تفتح لهما إحدى المستخدمات ..
-حمدلله على السلامة يا مدام راندا.
-بابي فين رجاء؟
-البيه خرج من الصبح بدري واتصل من شوية وقال راجع على العشا.
-وعمتو فاتن؟
-الست فاتن في أوضة المكتب بتاخد قهوتها.
أومأت "راندا" ملتفتة نحو "عمر" وأردفت:
-طيب خدي عمر بيه الصالون وقدميله حاجة يشربها! .. ثم خاطبته هو بلهجتها الرقيقة التي لم تخلو من الحزن بعد:
-عمر هستأذنك هاروح أشوف عمتو وراجعة لك.
عمر بابتسامته الجذّابة:
-اتفضلي.. مستنيكي.
قبل أن تتركه أمرت الخادمة بجلب شاحن لهاتفه، أخذته الأخيرة إلى البهو الفسيح، جلس "عمر" فوق أحد المقاعد الوثيرة، دقائق وجاءت الخادمة حاملة صينية صغيرة، قدّمت له قهوته ثم ناولته الشاحن الذكي وذهبت ..
تجرّع "عمر" كأس الماء أولًا، ثم ارتشف فنجان قهوته على ثلاث مراحل، سرعان ما أستعاد نشاطه، رفع هاتفه عن الشاحن ليجري الاتصال بشقيقته، لكنه تفاجأ بكمّ هائل من إشعارات الرسائل والمكالمات الفائتة جميعها تقريبًا من ابن خالته "نديم" ..
فتح الرسالة الأخيرة وقد كانت صوتية، برز صوت "نديم" الخشن محتدًا وثائرًا: "عمـر.. كلّمني حالًا بقولك. أبوك مصمم ياخد ريهام.. أنا حضرت لها شنطتها فعلًا وأخرتها بما فيه الكفاية. مش هقدر آخرها أكتر من كده!!" ..
شخصت عيناه بينما يستمع لكلمات ابن خالته، ولا إراديًا هبّ واقفًا وهو يجري الاتصال به مباشرةً، رد "نديم" من الجرس الثالث:
-عمر!
-إيه إللي حصل؟ .. باغته "عمر" بصوتٍ خافت متخم بوحشيةٍ دفينة
جاوبه "نديم" بصوته الأجش:
-إللي حصل زي ما حكيت لك. أبوك بعت حراسة مخصوص عشان تاخد ريهام.. انت فين أصلًا يا بني آدم كل ده؟؟؟
تخطّى "عمر" سؤاله تمتم من بين أسنانه المطبقة بشدة:
-سيبتهم ياخدوها يا نديم؟ سيبتهم ياخدوها؟؟!!
رد "نديم" بصرامة قاطعة:
-ده أبوها إللي طلبها.. كنت عايزني أعمل إيه؟ أنا لو عندي بنت وطلبتها هاخدها غصبًا عن عين أي حد.. مقدرش أمنعه يا عمر. انت الوحيد إللي كنت هتقدر تعمل ده.
لم يستطع "عمر" ردًا عليه، من شدة غضبه المتفاقم كالنار في الهشيم، أخبره "نديم" باقتضاب:
-في أخبار كتير لازم تعرفها. بس أهمها إن أبوك رجع وأخد أختك. وساب لك رقم عشان تتواصل معاه. هاتلاقيني سايبهولك في رسالة.
لم ينتظر "عمر" لسماع المزيد، أغلق الخط معه واستعرض من جديد قائمة الرسائل، عثر على بُغيته، أجرى الاتصال بالرقم الذي تركه له "نديم".. ثوانٍ وأجابه صوتٍ يعرفه جيدًا، بل يحفظه عن ظهر قلب:
-عمر!
عمر بصوتٍ كالجليد:
-أختي فين؟
-مش هي دي ازيك يا بابا إللي كنت مستنيها.. أينعم ماكنتش مستني منك واحشني. بس ماتخيلتش جحودك يوصل لكده!
تمالك "عمر" أعصابه بصعوبة بالغة وهو يرد عليه:
-عاصم يا بدري.. انت من زمن جدًا خسرت صفتك كأب بالنسبة لي.. دلوقتي حالًا في اللحظة دي. كل إللي بيربط بيني وبينك حاجة واحدة بس.. ريهام. ف قولّي ودّيت أختي فيــن؟؟؟
عاصم بهدوء: أختك دي تبقى بنتي.. وأنا مقدر مشاعرك ومش هافتح مواضيع مالهاش لازمة دلوقتي. وكمان مش ناوي أسلبك حقك في أختك أطمن.. لو عايز تشوفها هابعت لك التفاصيل في رسالة. قدامك نص ساعة.
وأغلق معه ..
في اللحظة التي عاودت "راندا" الظهور ثانيةً، كان يتأهب للمغادرة، فأستوقفته مشدوهة:
-إيه يا عمر!
خاطبها "عمر" بلهجة حادة على قدر من التوتر:
-أنا لازم أمشي يا راندا. كده اطمنت عليكي إنك في بيتك وبخير.. أشوفك على خير.
-طيب استنى بس فهمني. حصل حاجة؟
-مافيش حاجة بس ريهام محتاجالي.. لازم أروح لها حالًا.
هزت "راندا" كتفيها ببطءٍ قائلة:
-طيب يا عمر.. عمومًا انا متشكرة جدًا على كل حاجة.. شكرًا على وقفتك جنبي.
في ظرفٍ آخر ما كان ليذهب ويتركها على هذا الحزن البيّن، خاصةً وهو يرى الدموع تتلألأ بعينيها، لكن نداء الدم الذي صدح بأعماقه طغى على كل مشاعره، فأكتفى بابتسامة مؤازرة منحها إيّاها قبل أن يصافحها ويسارع في الخروج ..
بقيت "راندا" مكانها تحدق في إثره الفارغ، ما إن اختفى تمامًا حتى تحررت من تحفظها، سمحت لنفسها بالانهيار الآن ..
ارتمت فوق أريكة الصالون مجهشة ببكاءٍ حار لم تعرف سجيته من قبل قط.. الآن فقط تختبره بفضل زوجها.. الرجل الوحيد الذي تمكن من قلبها ..
وهو "نديم الراعي".. لا غيره ...
________________________________________________
كان الهدوء يخيّم على الجناح الفندقي، يثقل الهواء بصمتٍ مشحون، لا يشوبه سوى صوت أنفاس "ليلى" المتوترة ..
وقفت أمام المرآة، تنظر لانعكاسها بعينين شاردتين، بينما "نديم" اقترب منها بهدوء، يحمل الحسم، يحمل القرار ..
مدّ يده بثبات، تناول السترة من على المقعد ووقف خلفها، يساعدها في ارتدائها كأنما يحاول أن يحميها لا أن يلبسها فقط، أنامله مرّت على ذراعيها، تغلّفت بالعناية ..
قال بنبرة خافتة وهو يضمّها بحنانٍ من الخلف:
-فكّي بقى. ماتكلضميش كده.. قلتلك هاعوضك بأجازة أطول وبرا مصر كمان.
استدارت ببطء تنظر له دون أن يفك ذراعيه حولها، بعينين امتلأتا قلقًا وكأنهما تستنجدان باليقين في ملامحه تساءلت:
-طيب أنا مش فاهمة.. انت بتقول مش راجعين البيت. يعني رايحين فين؟
جاوبها وهو يمسح على شعرها برفقٍ:
-رايحين الشقة إللي كتبنا فيها عقد الجواز.. فاكرة؟ هناك محدش هايعرف يوصل لك.. ده مجرد تأمين ليكي عشان لو راندا اتجننت وفتحت بؤها بأي كلمة انتي تكوني في أمان لحد ما أتفاهم أنا وعمي.
عبست بوهنٍ قائلة بصوتٍ كالأنين:
-وليه ده كله كان من الأول يا نديم؟ ليه بابا يعرف بالطريقة دي؟ ليه؟
نديم بجدية: ليلى.. مش قلتلك لازم تثقي فيا؟ أنا وعدتك إن حتى لو عمي عرف مافيش أي حاجة هاتتغيّر بينك وبينه. وهايوافق وهايبارك جوازنا كمان.. أنا بتعهد قصادك بكده.. أنا عمري كذبت عليكي؟
هزت رأسها نفيًا وقالت:
-بس أنا.. أنا خايفة يا نديم.. كل حاجة بتحصل بسرعة أوي!
نظر في عينيها بقوة قائلًا بصوته الواثق:
-ممنوع تخافي. طول ما أنا معاكي. مش هسيبك.. فاهمة؟ ولا ثانية.
وأمسك بيدها في قبضته الكبيرة، يده دافئة، مطمئنة، كأنها تحتوي نبضها قبل أن تحتوي جسدها، همّت أن تقول شيئًا… لكنه باغتها هامسًا قرب أذنها:
-أنا بحبك!
ودنى ببطء ليضع فوق شفتيها قبلة بطيئة، عميقة، لا تشبه قبلاتهم السابقة ..
لم تكن لحظة حميمية عابرة، بل وعدٌ طويل بالاستمرار، بالبقاء، بالحماية. شفتاه لامستا شفتاها في رفق، ثم شدّة آنّت على إثرها، ثم إذعان تام منها ..
إذعان ممزوج بالثقة، بالحب، بالرغبة في الذوبان داخله ..
رفعت ذراعيها مطوّقة عنقه، بادلته القبلة كأنها تُسلّمه مفاتيح قلبها كلها، يديها تمسكتا بوجهه، فمها يذوب ويمتزج في شفتيه كليّةً، تنفست أنفاسه كأنها تبحث فيها عن الإجابة التي عجزت الكلمات عن نطقها ..
بينما همس لها وشفتاه لا تزالا تلامسان بشرتها:
-ثانية كمان وهانبات هنا للصبح. مش هقدر أقاوم الحضن والرقة دي كلها.. يلا أحسن لك!!
ابتسمت رغم القلق، عيناها انطفأ منهما الخوف قليلاً، وهي تهز رأسها في صمت موافق ..
مدّ يده، شدّ على كفها، وقادها خارج الغرفة ..
خلفهما كانت حقائب السفر تُدحرج على الأرض، يحركها عمال الفندق في صمتٍ معتاد ..
أمّا هما فكانا يسيران في ممر الطابق متشابكي الأيدي، وصولًا للأسفل، سجلا الخروج عبر قاعة الاستقبال، ركبا السيارة المجهزة لهما، جلسا في الخلف ..
وتقرّبت "ليلى" من "نديم".. أفسح لها في حضنه فتكوّرت ملقيّة برأسها فوق صدره الصلب ..
النافذة عكست وجهها المستند إلى كتفه، بينما تنكمش أكثر بحضنه، كأنها تلتمس حصنًا يُشبه الوطن، دفنت وجهها في عنقه، شمّت عطره، وابتلعت تنهيدة خافتة وهي تهمس له بضعف على قدر عشقها:
-أنا كمان بحبك.. أنا بحبك يا نديم!
في هذه اللحظة لم يكن يسمعها جيدًا.. كان يفكّر بينما عيناه تنظران عبر النافذة المغلقة ..
اللعبة بدأت للتو.. والخطوة التالية هيّ الأصعب.. الأصعب على الإطلاق! ............................................................................................................................................................ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع ...
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا