رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثامن عشر 18 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثامن عشر 18 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثامن عشر 18 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامة رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثامن عشر 18 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثامن عشر 18 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثامن عشر 18

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثامن عشر 18

بمكتب طوفان بالمصنع
أثناء إنشغاله بالعمل صدح رنين هاتفه، جذبه ونظر الى الشاشة، سُرعان ما خفق قلبه بقلق وقام بالرد سريعًا يسمع الى مُحدثه بعد الترحيب:
الدكتورة دخلت بيت “مرعي بدران”.
وقف سريعًا يسأله:
من إمتى؟.
أجابه:
لسه داخلة دلوقتي.
تحدث إليه بأمر:
خليك عندك وأنا جاي فورًا
خرج سريعًا من المكتب، توجه الى سيارته يشعر بقلق عارم كذالك غضب… يقود بسُرعة جنونية ليصل فى ظرف بضع دقائق.
༺༻
بينما بداخل ذلك البيت
توقف ذلك الجبان مرعي أمام دُرة رغم غلاظته لكن أمام نظرة عين دُرة القاسية، تبدل كُل غطرسته الى خوف، لو كان سابقًا ربما ما كان تملك منه ذلك الشعور وكان تبجح بها، لكن هي الآن ليست فقط دُرة إبنة” مختار غُنيم” بل زوجة “طوفان مهران”
دب الخوف بشدة، لكن أظهر الثبات ببجاحه مصحوبة بغطرسة طفيفة:
خير يا دكتورة إيه سبب الزيارة الكريمة.
نظرت له بإستحقار قائلة بإستهزاء مباشر:
زيارة كريمة… هو أمثالك يعرفوا معني الكرم أساسًا تفتكر إني ممكن أفكر فى زيارة واحد شاهد زور أنا جاية عشان أفكرك إن الدم عمره ما بيضيع … حتى لو اللى شهدوا بالزور الحق وباعوا ضميرهم… عمره ما هيضيع… أنا جاية أقولك إن السُكات انتهى… واللي حصل هيتفتح تاني، سواء برضاك أو غصب عنك…وإن كان بابا زمان سامحك عشان خاطر ولادك وفى الآخر والست على دمه بشهادة زور،أنا بقي مش هرحمك يا مرعي وهدفعك تمن شهادتك الزور،وأول التمن هو….
صمتت دُرة حين خرجت تلك السيدة التى رغم سنوات عمرها لا تتخطي الأربعون لكن هزمها سوء الحظ مع رجُل بغيض، إقتربت منها بإنكسار مدت يدها تُصافحها بتردُد قائلة:
دكتورة دُرة الدار نورت ببنت الغاليين، أنا كنت بسأل الست كريمان دايمًا عنك والله.
بتواضع مدت دُرة يدها وصافحت تلك السيدة قائلة ببساطة:
مُتشكرة جدًا ماما قالتلى إنك بتسألي عني دايمًا.
إبتسمت تلك السيدة لها بمحبة بينما نظرت دُرة الى تلك الفتاة التى فتحت لها الباب قائلة:
دي بنتك الكبيرة.
نظرت لها السيدة ببسمة قائلة:
أيوه… “زينة” بنتِ الكبيرة خلصت الدبلوم السنة دي، والله جايبه مجموع كبير وكان نفسها تدخل معهد صحي بس…
توقفت تلك السيدة عن إسترسال حديثها حين إكتشفت انها أخطات وسينالها عقاب لاحقًا من زوجها الواقف صامتً… نظرت نحوه بخوفٍ مُركب مع حسرة فى قلبها، وابتلعت ريقها في صمتٍ مُذل وهي تضع يدها على كتف ابنتها بحركة لا إرادية كأنها تواسيها على قلة حظها
بينما مرعي، ازدادت تجاعيد وجهه تعبيرًا عن الضيق، وكذالم كلمات زوجته التى أحرجته أمام دُرة، فزم شفتيه وقال بنبرة خشنة يخفي بها ارتباكه الملحوظ:
خير يا دكتورة مقولتيش سبب الزيارة.
قال ذلك ثم وجه وجهه بسرعة ناحية زوجته التي خفضت بصرها وانكمشت بجانب ابنتها كمن يستعد للصفعة، أما زينة، فوقفت جامدة تنظر نحو دُرة بعينين فيهما دهشة وإعجاب من طريقة حديثها القوية، لوهلة تمنت لو كانت مثلها… قوية، لا تهتز، لا تخاف، تُجيد انتزاع حقها من بين أنياب القسوة…
لكن كيف.. وبمن ستسقوي
بأبيها… الذي لا يرى فيها سوى عبئًا
الذي يكسر أمها بنظرة
الذي لا يهاب الله ولا الناس
كيف ستقوى وهي نبتة تنمو في أرض يترعرع بها الخوف
لاحظت دُرة تلك النظرات قرأتها جيدًا، فهاتان الإثنتين يفهمن بعضهن البعض بالعين، بلغة الألم المشترك بينهن، غص قلبها عليهن، لكن
رفعت رأسها بثقة، قائله بحدة بنبرة تهديد مباشرة دون أن ترفع صوتها:
أوعي تفكر إنك هتصعب عليا مرة تانية، واللى بابا زمان إتعاطف معاك عشانهم أنا متأكدة إنه هيبقي عدم وجودك أفضل لهم…
قبل أن تستكمل دُرة بقية وعيدها، توقفت حين سمعت صوت من خلفها يُلقي السلام ثم:
السلام عليكم… مساء الخير، مُتأسف إني دخلت بدون إستئذان بس الباب كان مفتوح.
إستدارت دُرة نظرت نحوه، كذالك تلك السيدة بخنوع منها رحبت به قائلة:
طوفان بيه إيه الزيارة الكريمة دي.
بينما تحولت نظرة مرعي الذي كاد أن يتبجح
إلى خنوعٍ مُذل، كأن الأرض ابتلعته تحت وطأة عيني طوفان، وانكمشت عضلاته المفتولة كمن ضُرب في مقتل، يبتلع ريقه بوجلٍ لا يُشبه هيئته ولا صوته الجهوري المعتاد.
إقترب طوفان من دُرة نظر لها بنظرة هادئة عكس ما بداخله من إعصار… جذب يدها قائلًا:
الزيارة لازم تكون خفيفة.
بالفعل لم تُجادله، وسارت معه الى أن غادر الإثنين.
بينما لم يستطيع مرعي فقد التحديق إليهما كأنه
انتزع منها آخر ذرة أمان كان يتوهمها في جبروته، وأصبح عاريًا أمام نفسه، لا أمامهم فقط
بينما عيني زينة كانت تراقبهما وكأنهما خُلقا من عالم آخر… عالم الحرية التى تتمناها.
❈-❈-❈
بمنزل طوفان
كانت وجدان تجلس مع إحد نساء العائلة تطلب منها المشورة بأحد شؤونها الخاصة، بالفعل أعطتها النصيحة التى أرضت حيرتها، بذلك الوقت توقفت شُكرية على عتبة الباب وأشارت لها،نهضت وجدان مستأذنه وخرجت من الغرفة وجدت شكرية تقف على مقربة من الباب من ملامح وجهها شعرت بالقلق،تحدثت لها:
فى إيه يا شكرية شاورت لى.
تفوهت شُكرية بتسرع وغصة قلب قائلة:
الست قريبتي اللى تبقي جيران هي ودار بدرية أم حاتم… من هبابه إتصلت عليا، وبتسألني على جود، أنا استغربت ولما سألتها بتسألني ليه، جالتلى إنها شافت جود خارجه جنب حاتم وكان مسندها.
لم تُخبرها بالحقيقة انها كانت غائبة عن الوعي، إنتفض قلب وجدان، وإرتجفت يدها وهي تُخرج هاتفها من جيبها قائلة بإرتعاش:
من إمتى الحديت ده.
أومأت شُكرية قائلة:
معرفش نسيت أسألها.
نظرت وجدان للهاتف الذي يرن ولا رد، زاد القلق بقلبها قائلة:
هطلع أغير العباية اللى عليا وإنتِ إدخلي للست اللى فى المندرة جولي لها أي حاچه، ونادمي عالسواج يجهز العربية.
هزت شُكرية رأسها قائلة:
حاضر بس إهدى شوية أكيد هتبجي بخير.
تنهدت وجدان بألم قائلة:
ياريت تبجي بخير،من يوم ما إتجوزت وجلبي بينشال ويتنفض من ناحيتها دايمًا.
ربتت شُكرية على كتفها قائلة:
ده بس عشان بعدت عن عينيكِ طول الوجت كانت جدامك.
تنهدت تشعر بوخزات قوية، ظرف دقائق كانت تخرج من الباب الداخلي للمنزل
بنفس الوقت
ساد الصمت بين طوفان ودُرة، التى تشعر بتوتر ليته تحدث بأي شيء لكن صمته يجعلها متوترة، وصلا الى داخل المنزل، ترجل طوفان أولًا وقف لحظات حتى ترجلت هي الاخري،بمجرد أن إقتربت منه اعطى لها ظهره وتوجه لدخول المنزل،بنفس الوقت كانت تخرج وجدان وخلفها شُكرية…نظر اليهن حتى أقتربن منه ملامح وجه والدته تبدوا مُتجهمه بوضوح،وقف أمامها سائلًا بإستفسار قلق:
خير يا ماما مالك رايحة فين إنتِ وشُكرية.
نظرت له وسردت له ما قالته لها شُكرية كذالك أخبرته بإرتجاف:
بتصل عليها مش بترد…حتى الست بدرية كمان مبتردش.
شعر طوفان هو الآخر بالقلق قائلًا:
هتصل على حاتم.
بالفعل وقف ينتظر رد حاتم الذي رد عليه بلهفه دون مقدمات سأله طوفان بإستفسار:
جود موبايلها بيرن ومبتردش.
توتر حاتم قائلًا:
جود تعبت شوية وأنا معاها فى المستشفي.
خفق قلب طوفان سائلًا:
مستشفي ليه، قولي إسم المستشفي.
اجابه حاتم باسم المشفي ثم تحدث بهدوء:
شوية ثم تحدث بهدوء محاولًا طمأنته:
هي كانت فقدت الوعي فجأة، لكن الدكتور طمنا وحالتها مستقرة دلوقتي الحمد لله، بس محتاجة راحة ومتابعة.
سأله بنبرة غاضبة مكتومة:
ليه ما اتصلتش بأي حد مننا؟ لو مكنتش أمي عرفت كده فجأة كنت هتخبي علينا.
تلعثم حاتم قائلًا:
كنت مشغول بيها.
أنهى طوفان المكالمة دون تعليق، ثم استدار نحو والدته وقال بعزم:
يلا يا أمي أركبي عربيتي، وخليكِ إنت هنا يا شُكرية.
اومأت شُكرية من خلفها بقبول:
ربنا يعديها أبقي اتصل عليا طمني علي8ل .
وجدان رفعت عينيها للسماء بدعاء صامت، ثم ركبت السيارة بقلبٍ يئن من الخوف، يتردد في أذنيها صوت جود وهي تضحك… تلك الضحكة التي باتت بعيدة، كأنها تناديها من عمق مجهول.
بينما عمدًا تجاهل طوفان دُرة التي شعرت بوخز وقلق على جود فلابد من سبب قوي لذهابها للمشفى، تنهدت بآسف يبدوا أن عمتها أظهرت جحودها لـ جود وجود تبدوا رقيقة وحاتم شخصيتة جافية تعلم عنه هكذا منذ صغرهم
دلفت مع شكرية الى داخل المنزل نظرت لها شُكرية سائلة:
محتاجه حاجة مني يا دكتورة.
هزت رأسها بنفي قائلة:
لاء شكرًا أنا هروح أوضتي أخد شاور يكون طوفان وصل المستشفي وأتصل أطمن منه على جود.
༺༻
فى المستشفى، كانت جود مستلقية على الفراش، غافية وجهها شاحب لكن ملامحها هادئة…
بينما حاتم يجلس بجوارها ممسكًا بكفها، يتأملها بندمٍ لم يعترف به بعد.
ترك يدها وإستقام واقفً حين فُتح باب الغرفة ودلف طوفان بقلق عارم ثائلًا:
جود…
نظر له حاتم وقبل أن يتحدث دخلت خلفه وجدان توجهت نحو الفراش مباشرةً تنظر نحو جود بلوعة، كادت دمعة عيناها ان تسيل لكن حجبتها حتى لا يتأثر طوفان ويفتعل الخلاف مع حاتم… حتى إخفاء تلك الدموع لم يُلجم غضب طوفان وذهب نحو حاتم أمسكه من تلابيب ثيابه قائلًا:
قولى عملت فيها وصلها لهنا،أوعي تكون مفكرني مُغفل وصدقت لما قالت ان الميه السخنة وقعت على ايدها،انا عديتها بمزاجي لكن….
قبل أن يتهور طوفان ويصفع حاتم،كادت وجدان أن تذهب نحو طوفان،لكن سمعت همس جود فنظرت لها،ابتسمت بدمعة بعينيها وهي ترا جود تفتح عينيها،تتحدث بوهن:
طوفان…
-طوفان
تلك الكلمة سمعها طوفان فأثرت على غضبه،دفع حاتم بقوة وذهب نحو جود إنحني يُقبل جبينها يرسم بسمه،إبتسمت له بوهن قائلة:
حاتم معملش ليا حاجه أنا فجأة حسيت بالأرض بدور بيا ووقعت بعدها محستش بحاجة غير دلوقتي.
بعدما كان يتملكه الغضب من رد فعل طوفان المبالغ فيه وكاد يتهجم عليه بنفس طريقته،لكن إستيقاظ جود خفف حِدة الموقف،لكن أثر عليه نُطقها لاسم أخيها،كان المفروض أن تنطق بإسمه هو،كذالك حديثها معه الواهن أثار بداخله شعور غريب غير مفهوم،بينما نظرت وجدان الى جود سائلة:
لما كلمتك الصبح زي كُل يوم ليه دريتي إنك عيانه.
إبتلعت غصة فى قلبها وصمتت بينما نظر طوفان الى حاتم بضيق سائلًا:
الدكتور اللى كشف عليها قال إيه سبب اللى جرالها… أومأ حاتم قائلًا بنزق:
الدكتورة قالت إنها حامل.
-حامل
صدمة مدوية صدح أثرها فى عقل جود، طفل ينمو فى أحشائها وهي تشعر بحسرات فى قلبها، رسمت صورة لتلك الكلمة وذلك الخبر حين يحدُث، صورة فرحة لها مذاق ناعم ورقيق، لكن ككل الأماني التي رسمتها تضيع عرض الحائط والواقع مُر تتجرعه بقبول هي التي واقفت على ذلك الزواج من مجرد لقاءات قليلة تركت بداخل قلبها البرئ وعقلها الذي كان ملئ بقصص العشاق الوردية، فاقت من ذلك على صخرة الواقع القاسية
من مُدللة من الجميع الى إلى امرأة تُجبر على النضج قبل أوانه، تُخبئ وجعها خلف ابتسامة شاحبة، وتُقنع من حولها أن كل شيء بخير، بينما بداخلها تنهار كل يوم بصمت.
بعد وقت أمام تلك الغرفة التى تمكث جود خرج طوفان بحجة كشف الطبيبة على جود، بذلك الوقت صدح رنين هاتفه أكثر من مره، ينظر الى الشاشة ولا يرد… لكن بالخطأ ضغط على ذر الرد دون قصد بنفس الوقت كان خروج تلك الطبيبة لم يهتم وإقترب منها سائلّا:
دكتورة ممكن أعرف سبب مرض جود بالضبط.
أجابته بعملية:
سبق وقولت لزوج المريضة ان اللى خصلها واضح إنه إنهيار عصبي، ممكن يكون ضغط شُغل كمان معاه ضغط نفسي، والمفروض تبعد عن الضغط لان حالة الحمل بتاعتها واضح إنها هتبقي صعبة.
تفهم طوفان حديث الطبيبة كما توقع حالة جود سببها الضغط النفسي…فكر للحظات ثم إتخذ القرار…غادرت الطبيبه رفع طوفان الهاتف تفاجئ أنه ضغط بالخطأ فكر للحظات لو تحدث مع دُرة الآن قد يتعصب أكثر،أغلق الاتصال،ثم إتصل بـ شُكرية التى أجابته…تحدث بهدوء:
جود الحمد لله بقت كويسه،أنا عاوزك تنضفي أوضتها عشان هتجي معانا،الدكتورة خلاص كتبت لها على خروج،ساعه أو ساعتين بالكتير هنكون فى الدار.
أغلق الهاتف وتنفس بقوة يحاول تهدئة عصبيته، ثم دخل الى الغرفه لم ينظر نحو حاتم، إقترب من الفراش ونظر لـ وجدان
تبادل الإثتين النظرات ذات المغزي فهما بعضهما، حتى أن واجدان كأنها قرأت عقله وأومات برأسها موافقة على قراره… نظر نحو جود قائلًا:
أنا إتصلت على شُكرية فى الدار وقولت لها تجهز أوضة جود كمان قالتلي إنها جهزت أكلات بتحبها جود.
سئمت ملامح حاتم وتحدث بإعتراض:
قصدك إيه، جود هترجع معايا و…
قاطعته وجدان بعدما رأت حرب العيون الدائرة بين طوفان وحاتم… حاولت تلطيف الجو قائلة:
الدكتورة جالت إن جود محتاجه إهتمام ورعاية وأنا مبقتش صغيرة،وهي محتاجة اللى يراعاها خليها تجي عندي كام يوم على ما تسترد عافيتها.
حديث وجدان الهادئ أربك حاتم وكاد يعترض لكن حديث جود حسم القرار وهي تنظر الى حاتم بقلب بدأ يعلم طريق القسوة:
أنا فعلًا محتاجة أشبع من حضن ماما وحشني…كام يوم.
كاد يعترض وهو يتبادل معها النظرات المُتباينه الواضحة بالخذلان من ناحيتها، والقسوة من ناحيته لكن قرارها ربما يكون الأفضل الآن،
هُدنة لاستراحة مشاعر قبل أن تتحول الجروح لندوب يصعب الشفاء منها لاحقًا.
باستسلام تفوه حاتم صوت خافت ورضوخ:
تمام… بس أكيد هبقي على تواصل معايا… لحد ما صحتك تتحسن.
رفعت جود عينيها نظرت له بسخريه وابتسمت ابتسامة باهتة، قائلة بتهكم لم يفهمه:
ـ أكيد … متقلقش بيت أهلي صحتي هتتخسن بسرعة.
لو كان يفهم مغزي حديثها المُبطن لكان رفض ذهابها معهم، لكن هو كما توقعت لا يفهم فى المشاعر… او يتجاهل عمدُ والان رغم ضيقها عليها أخذ هُدنة بعيد دون ضغوطات نفسية.. رغم ذلك بداخلها تمنت لو رفض حاتم وأصر على ذهابها معه الى منزله لكن ككل السابق تتمني فقط الطفيف من مشاعره وهو يجحد.
༺༻
بعد وقت قليل
ترجل طوفان من السيارة،سريعًا توجه ناحية جود وحملها،رغم قدرتها على السير لكن أرادت الشعور بالدلال الذي إفتقدته.
دخل الى غرفتها وضعها على الفراش برفق، ثم نظر لها مُبتسمً بذلك الوقت دلفت دُرة الى الغرفة، نظرت نحو طوفان لكن هو تجاهل وجودها، مزح قليلًا مع جود ثم غادر للرد على إتصال هاتفي.. غادر بينما نظرت جود نحو دُرة التي تُتابع بعينيها طوفان، تبسمت على يقين أن ليس فقط طوفان هو ما يعشقها هي كذالك لكن تُكابر، شعرت بحسرة ليت حاتم به جزء من شجاعة طوفان.
بينما إبتلعت دُرة غصة تجاهل طوفان لها غصبً… وإبتسمت لـ شُكرية التى دلفت الى الغرفة تحمل صنية طعام قائلة بمرح:
أنا لما طوفان قالي إنك هتجي معاه لهنا قولت إنك محتاجة تغذية وأنا اللى طبخت لك بيدي الوكل لازمن تتغذي كويس ومتجوليش هسمن،تنسي الحديت ده لازمن تتغذي عشان الروح اللى ببطنك.
أستغربت دُرة حديث شُكرية وسألت جود مش سمينة فعلًا بس إيه حكاية الروح اللى فى بطنها…
كانها بلهاء،وفجأة عاد لها العقل لكن سبق ذلك بسمة شُكرية وهي تقول:
جود “حِبلة” عقبالك يا دكتورة ما ناخد البُشري مِنيكِ.
-ماذا…حِبلة
-بهذه السُرعة
بتلقائية وضعت يدها على بطنها، وعقلها يستوعب أيكون ما تشعر به من بعض الأعراض
هي الأخرى حامل…
نفض عقلها ذلك وهمست لنفسها قائلة:
مستحيل مش بالسرعة دي.
وعقلها يُعارض:
وليه مستحيل… جود اتجوزت بنفس ليلة جوازك واهي حامل…
– والحل بتلك الحيرة
هكذا سأل عقلها
والجواب سهل لكن هي ترفض التصديق وعليها المعرفة باليقين.
❈-❈-❈
بعد قليل بغرفة النوم
مازال عقل دُرة يستوعب فكرة أن تكون مثل جود “حامل”
بخضم ذلك دخل طوفان الى الغرفة نظر نحوها وهي مُمدة على الفراش تعمد تجاهل الحديث معها وضع هاتفه وبعض مُتعلقاته على طاولة جوار الفراش، ثم ذهب نحو الحمام، دقائق وعاد نصف عاري، مازال يتجاهلها خفض إضاءة الغرفة
أزاح غطاء الفراش وتمدد عليه، يُعطيها ظهره محاولًا السيطرة على مشاعره المتأججة بالغضب… يخشى أن تنفلت منه كلمة أو رد فعل قاسٍي…يتسارع نبضه مع أنفاسه التى تختلط مع صمت الغرفة، يتظاهر بالهدوء واللامبالاة… هي على عكسه تمامًا،
نظرت نحوه تشعر بغصة تخنقها….تنهدت بصوتٍ مرتجف، وتحدثت بصوت واضح:
“مرعي” هو اللي حاول يسمّمني بالمبيد الزراعي يا طوفان.
توقفت لحظة تتنفس بثقل، ثم أكملت، وعيناها لا تفارق ظهره:
بسببه، لحد النهاردة بعاني من صعوبات فى التنفُّس يا طوفان..
لوهلة، كاد يُغمض عينيه لكنه فتحهما بذهول، ثم استدار تلقائيًا نحوها، ينظر باستفسار غاضب… لكنها لم تترك له فرصة للسؤال، واستطردت بسرعة، كأنها تُزيح حملًا جاثمًا على صدرها:
أنا شوفتُه يومها… كان مكمم وشه، بس عرفته… هو كان عايز يحرق شجر الليمون بالمبيد، مش حسام…
حسام فعلًا اتأخر، ولما بابا وصل كان لسه بيحضر المُبيد.
توقفت ترفع يديها تسحب خصلات شعرها خلف أذنيها قائلة:
هو كان مغلول… وفكر إنه يحرق الشجر كنوع من العقاب لبابا… لما فوقت وبدأت صحتي تتحسن، قولت لبابا…. وبابا واجهه… أنكر في الأول، لكن لما بابا هدده بالشرطة، خصوصًا إن الشجر في المكان اللي اتسممت فيه نشف بشكل غريب، وهو مهندس زراعي ويفهم، فعارف إن ده مش طبيعي… مع كده صمم على كذبه.
سكتت لحظة، ثم همست بمرارة:
بابا خاف لو قدم فيه بلاغ يتحبس، ويتشرد عياله… فطرده من الأرض، ومنع عنه الشغل فيها وفي أرض عمتي.
نظرت إليه نظرة مباشرة حادة:
هو شِهد زور… أكيد خد تمن شهادته… والسلاح اللي ضاع… لو مش ضياع السلاح كان سير القضية هيختلف أكيد… والقاتل ياخد عالأقل عقاب… مش..
صمتت، بينما أغمض طوفان عيناه بندم يعلم ذلك لو تعلم أنه ربما كان سببً فى ضياع ذلك السلاح.
إزدرد ريقه وأخيرًا تحدث:
مرعي شخصية حقيرة ومرواحك عنده هتستفادي منه إيه يا دُرة، القضية خلاص إتقفلت.
تجرعت دُرة غصة قوية قائلة:
أنا عندي شك إن مرعي هو اللى أخفى سلاح الجريمة ممكن….
قاطعها بعصبية قائلًا:
ممكن إيه يا دُرة مرواحك لـ مرعي مالوش أي لازمة وطالما كان هدفك إن القضية تفضل مُستمرة ليه مقدمتيش طعن على حكم المحكمة، ولا كان فى دماغك هدف تاني هو…
صمت طوفان، بينما تعصبت دُرة قائلة:
اللى إتقتل كان بابا وحسام اللى كُنا خلاص هنتجوز بعد أيام..
شعر طوفان بالغضب وجلس ينظر لها وفاجئها بسؤال:
حسام… يا ترا هدفك تحقيق العداله عشان خاطر باباكِ ولا حسام اللى كان جوازكم بعد أيام… أمتى حسام بقي له مكانة فى قلبك يا دُرة.
والسؤال كان مفاجئ والجواب منها كان بتسرع وكأنه عِتاب:
لما وصلي رفض باباك ليا… لما جه بيتنا مخصوص يقول لـ بابا إنه مستحيل يوافق على جوازك مني، وبعدها إنت إستسلمت و….
قاطع بقية حديثها وهو يجذبها عليه بقوة يُصمت صوتها بقُبلاته… لا تعلم أنه تخلي حِلم حياته بالعمل ك، وكيل نيابة من أجلها وتقبل مساومة والده له…وحين رضخ كانت بداية الضياع.
❈-❈-❈
باليوم التالي صباحً
بقسم الشرطة الذي يعمل به حاتم
منذ ليلة أمس وذهاب جود مع طوفان وهو لم يذق عيناه النوم، شعور غريب بالغيظ او الغضب… ولماذا لا يعلم… بالتأكيد السبب هو غباء جود التى دائمًا تُظهر أمامه أن طوفان ذو أهمية خاصة وكأنه الفارس الوحيد، بينما بالحقيقة هو موالس…
نظر الى ذلك الساعي الذي وضع أمامه كوب القهوة ومعه كوب مياة قائلًا:
قهوتك يا باشا تطلب مني حاجة تانية.
هز رأسه بـ لا
غادر الساعي بينما حاتم مازال عقله شاردًا، يشعر بضياع، ما بدأوه إنتقام ينقلب على حياته كـ لعنة أصبح مُشتتً، يشعر بروحه تنطفئ… جزء منه تعتم بعد معرفته بمقتل أخيه إنتظر القضاء والقانون، لكن هو أكثر من يعلم أن الأثنين ضُعفاء أمام الادلة والشهود ومُلابسات القضية… لولا معرفة طوفان بذلك وتلاعب بالقانون ربما كان تعاقب القاتل بعقاب أقل شيء كان ضياع شبابه خلف قُضبان السجن لسنوات… لكن طوفان تلاعب بالقانون كذالك ضياع سلاح الجريمة
بخضم ذلك، وهو يُلقي اللوم على طوفان شعور لو كانت جود صادفته هل….
قبل أن يُكمل بقية هزيان عقله
فُتح باب الغرفة وطلت من خلفه من تقول بدلال:
حضرة الظابط فاضي ولا بيحارب الأشرار.
نهض مُبتسمً بترحيب قائلًا:
أهلًا يا “ماهيتاب”.
ترحيب فاتر هكذا شعرت فهو نطق بإسمها كاملًا عكس عادته يُناديها بلقب الدلال” ماهي”
نظرت الى ملامح وجهه بوضوح يبدوا عليه الإرهاق….إقتربت منه بدلال رفعت يديه وضعتهما حول ذقنة قائلة بدلال:
دقنك كبيرة يا حضرة الظابط مفيش عندك وقت تحلق دقنك..كمان بقالك كام يوم مفكرتش تتصل عليا زي عادتك….
نظر لها للحظات كأن صورة جود تجسدت أمامه لكن سُرعان ما تلاشت… حين أغمض عيناه وابتعد عنها يشعر كأنه لا يمُلك القوة الكافية لمواجهة نفسه..
بينما جلست ماهيتاب وضعت ساق فوق أخري، وباغتته بسؤال:
قولي إيه آخر أخبارك مع مراتك اللى بسببها هضيعني من بين إيديك… واضح إني كنت غلطانة لما صدقت حجتك إنك تتجوز من غيري عشان تنتقم من اللى والس على قضية قتل أخوك، إيه بدأت تميل لها وتنسي حُبي لك اللى خلاني أستحمل وأسيبك تتجوز من غيري انا خلاص مبقتش قادرة أتحمل يا حاتم… قول الحقيقة… قول إن مشاعرك إتغيرت وكفاية تتلاعب على كل الأوتار.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا