رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل التاسع عشر 19 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل التاسع عشر 19 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامة رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل التاسع عشر 19 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل التاسع عشر 19 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل التاسع عشر 19
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل التاسع عشر 19
❈-❈
بعد مرور أسبوع
بمنزل ريفي كبير وعتيق… بـأحد قُرى المنيا القريبة من بلدة طوفان
كانت تلك الزالفة اللسان تنظر الى تلك النساء التي تعمل بنشاط بين جنبات ذلك المنزل منهن من يُنظفن الدار وأخريات يقومن بفرش الدار بمفروشات أخرى…حتي سمعت من تأمرهن:
شهيلوا شوية، خلاص زمان الطيارة نزلت المطار وساعتين يبجوا إهنه وانتم لساكم حتي مخلصتوش فرش الدار، ولسه الوكل كمان.
تهكمت بإستهزاء تهمس لنفسها قائلة:
كأنه الفارس المغوار چاي.. أهو راچع يتنك علينا إنه واخد الدكتوراة من بره، كانه كان بياخدها فى الطاقة النووية ولا علوم الفضاء، ده فى المساخيط(الأثار) والأدب الأغريقي…اللى نزاعاتهم كلياتها كانت بسبب النسوان و…
قبل أن تستكمل تهكمها، إقتربت منها تلك السيدة وقفت أمامها تنظر لها بتمعُن، ثم تحدثت بنُصح:
“خلود”
واجفة إكده ليه، إطلعي إتحممي وإلبسي عباية چديدة… بلاها السروال الواسع اللى زي العفريته اللى عليكِ تشبه خلجات الميكانيكيه اللى بيشتغلوا فى تصليح العربيات
تهكمت خلود بإستنكار وهي تنظر الى زيها…ثم تحدثت بنزق:
ده مش سروال ولا عفريتة يا مرات عمي ده كرديچان وموضة حديثه كمان،وعاچبني،وبعدين إنتِ شيفاني عِفشة عشان أتحمم.
نظرت لها زوجة عمها قائلة بمحبة:
لاه والله إنتِ تعرفي معزتك عِندي كيف بناتي،بس النهاردة عاوزكِ تبجي زينة الصبايا،خلاص واد عمك رچع من السفر،ولازمن تبجي جدامه ملكة منورة إكده،هو كان عايش بجاله فترة فى بلاد باره وهناك البنات بيبرقوا ويزغللوا عيون الرچاله.
رفعت خلود حاجبيها بإستهزاء قائلة بإستخفاف:
بيبروقوا ولا بيضلموا وأنا مالي،وأها جولتي واد عمك،يعني لا چوزي ولا خطيبي عشان أتزين وأبان جدامه ولا أزغلل عنين الرچالة..أنا مش فى دماغي الحديت الفارغ ده.
صقكت زوجة عمها أسنانها بغيظ من ردها قائلة:
هتفضلي إكده طول عمرك… ولسانك زالف.
أبتسمت خلود ببرود قائلة ببعض من الكِبر:
عاجبني لساني الزالف، أهو أحسن ما أبقي ضعيفة.
نظرت لها زوجة عمها وكادت تسبها لكن تعلم أنها باردة ولن تهتم، تركتها وإبتعدت عنها بغيظ قائلة:
لو وجفت معاكِ الشغالين هيأنتخوا وخلاص الغالي على وصول.
تهكمت خلود بإستهزاء وإستسخاف من حديث زوجة عمها، قائلة:
عقول فاضية، ده ناقص يتقال فى واد عمي أشعار… الاحسن أشتري دماغي وأهرب من هنا على الجنينة أنا وقهوتي وكتابي.
بالفعل بداخل مظلة بالحديقة جلست تحتسي قهوتها ثم شردت بين طيات ذلك الكتاب الخاص بمغامرات الخيال العلمي.
.لم تنتبه الى ذلك الذي تسلل الى المظلة وقف للحظات ينظر لها قبل أن يضحك بسخرية قائلًا:
كُل البنات بيقروا القصص الرومانسية والروايات العاطفية،لكن إنتِ مختلفة عن الجميع،بتقري فى قصص خيال علمي.
لإندماجها بالقراءة لم تشعر به شهقت بخضة حتى أن الكتاب وقع من يدها على الطاولة أمامهاو،نظرت له لوهلة شعرت كأن ملامحه تغيرت عن ما برأسها،أربع سنوات غياب،لم تراه سوا ببعض الصور عبر الهاتف،لكن وجهًا لوجه مختلف،لكن مهلًا مازالت تلك النظرة المُتعالية واضحة كذالك نبرته التهكمية…زفرت نفسها قائلة بنبرة استهجان مبطن بإستهزاء :
على فكرة الإثنين زي بعض
الروايات العاطفية هي نفسها القصص الرومانسية ،ولا القاعدة فى اليونان خلتك مبقتش تعرف تفرق بين المفردات اللغوية.
ضحك بقبول قائلًا:
لساكِ لسانك زالف يا خلود يا بِت عمي وتردي عالكلمة بعشرة.
نظرت له وضحكت هى الأخري قائلة:
وإنت لساك بتسأل أسئلة سخيفة يا “جلال” يا واد عمي.
تبادل الإثنين الضحك مد جلال يده لها تبسمت وهي تُصافحه وهو يمزح قائلًا:
يدك ناعمة عكس شخصيتك الخشنة.
ضحكت قائلة:
وإنت يدك خشنه عكس شخصيتك الـ
نظر لها بنظرة تحذيرية أن تُشاكس بطريقة غير لائقة،فضحكت قائلة:
عكس شخصيتك الإزدواجية.
ضحك وهي الأخرى ضحكت،
هنالك من رأتهما من بعيد خفق قلبها فرحً تظن أن ضحكاتهم لبعض أنها مشاعر، لكن الخقيقة مختلفة فكلاهما غير مُقتنع بالمقولة الشهيرة والسائدة
“البنت لـ واد عمها من وهي فى اللفة”
وعلى أحدهما التحرُر من الآخر.
❈-❈-❈
بمنزل كريمان
كانت تجلس بتلك الشُرفة المُطلة على الحديقة، خفق قلبها حين هبت نسمة صيفية شبه حارة، تجمعت الدموع بعينيها وهي تنظر الى المقعد المقابل لها تنهدت بإشتياق وهي تتذكر جلوسها مع “مختار” هنا لأوقات كثيرة، حتى تلك الحديقة التي مازال أثار يد مختار بها تلك التكعيبات والأحواض الخاصة بالنباتات الذي زرعها، وكلماته وهو يزرعها يتغزل بها
حُب دام أكثر من خمس وعشرون عام
مودة كانت طاغية بينهم، أحبها وأصر عليها، رغم الضغوطات الذي تعرض لها، ظنوا أن زواجهم لن يستمر هي لن تتحمل الحياة وسط مجتمع له قوانين جامدة وصارمة.. هي من تعودت على السهولة والدلال، بقائها بمنزل واحد مع حماتها التي كاتت ترفضها بإستماتة الى أن كسبت وِدها بل وأوصت مختار عليها أن يظل شاكرًا لله أن أعطي له فرصة مقابلة تلك الكريمة الأخلاق، نالت حب وإحترام من حولها غصبً لأخلاقها، هنالك من ظن أن بوفاة مختار قد ترحل الى القاهرة وتستكمل حياتها هناك، لكن لا لن ترحل من هنا حتى بموتها ستظل هنا جوار رفيق قلبها ودربها، ذكريات وامنيات كانت بينها وبين مُختار، لن تنتهي برحيله بل باقية فى قلبها، قلبها الذي إنتكس برحيله لكن هنالك أمانتين تركهما لها مازالا يحتاجان لها، بالأخص تلك المُتسرعة التى بلحظة تلغي عقلها ولا تُفكر فى العواقب
تنهدت تبتسم للحظة وهي تتذكر
أحلام حلمت بها مع مختار… وتحققت بأبناء، فى البداية دُرة الهشة العنيدة لمجرد العند فقط لا أكثر كذالك مُتسرعة وذلك أسوء عيوبها
باسل… باسل الذي يُشبة مختار كثيرًا ليس فقط بالشكل بل فى الصبر والتحمُل… تعلم أن مقتل والده أثر كثيرًا عليه، شعر بإنكسار لكن يُخفي ذلك وهو يتحمل مسؤولية ما تركه مختار، يستكمل من خلفه مثلما أراد أن يكون النسخة الثانية من والده لذلك يهوى الزراعة والأرض،رغم أنه أصغر من دُرة لكنه بالعقل أكبر منها،وقور مثل والده لا يتسرع بل يتمهل بصبر يكبت حُزنه فى قلبه ولا يجعل أحد يشعر بذلك.
ذكريات وذكريات والقلب يتمني العودة والبقاء فى الماضي،لكن أعادها من ذلك الحاضر الذي سمعت صوته وهو يقترب منها مُبتسمً… إبتلعت تلك الغصة القوية فى قلبها، ضغطت على عينيها تُخفي الدموع.. ورسمت بسمة مودة، حين جلس باسل على ذلك المقعد أمامها يتنهد بإرهاق قائلًا:
من الصبح مقعدتش، خلاص خلصت تجهيز الأرض و….
قاطع بقية حديثه، صوت رنين هاتف كريمان،نظر بتلقائية نحو الهاتف،لوهله خفق قلبه حين قرأ الأسم على شاشة الهاتف…بينما تبسمت كريمان وقامت بالرد:
مساء الخير يا سُجى أخبارك إيه.
على الجانب الآخر تبسمت سُجى تتحدث معها بود وتقدير،حتى جذبهما الحديث حول الطب والتمريض،تتبادلان بعض المعلومات التى إكتسبتها كريمان من قراءة ومتابعة الأبحاث الطبية حتى عن بُعد وسُجى التى بشرتها:
أنا الحمد لله وصل جواب التنسيق وقبلت فى كلية الطب،حبيت أبشرك.
إنشرح قلب كريمان بإعتزاز قائلة:
الف مبروك يا دكتورتنا المستقبلية.
مودة وتقدير وصداقة غريبة تنمو بينهن دون تدبير،فقط القدر جمعهمن صدفة.
إنتهت المُحادثة بينهن،وضعت كريمان الهاتف ثم نظرت لـ باسل قائلة بأمومة:
أكيد جعان،هقوم أحضر لينا الغدا سوا.
إبتسم لها قائلًا:
وإنتِ لسه متغدتيش ليه،إفرضي كنت إتأخرت.
إبتسمت له قائلة:
كنت هستناك لحد ما ترجع أنا مش بعرف أكل لوحدي.
غص قلب باسل وهو يتذكر نفس الجملة كانت تقولها لوالده،لكن كتم الغصة فى قلبه قائلًا:
من شوية كنت بتكلم مع درة على الموبايل،بقولها تعالي إتعشي عندنا وهاتي طوفان معاكِ قالتلي حاسة بأرهاق وما هتصدق ترجع للبيت عشان تنام.
ضحكت كريمان قائلة:
نفس الشئ معايا لما أقولها تجيب طوفان وتجي نتعشي فى ليلة مع بعض تتحجج بالارهاق والنوم،حتى إمبارح كنت بكلمها بالليل وكنت سامعه صوتها بتتاوب.
ضحك قائلًا:
يظهر لما سافرت مع طوفان جسمها أتعود عالكسل.
هزت كريمان رأسها بنفي قائلة:
لاء قلبي حاسس فى سبب تاني،هيبان.
كاد يستفسر باسل لكن تحدثت كريمان:
دُرة مش من النوع الكسول،فاكر تيتا كانت بتعاني معاها لما كانت بتدرس فى القاهرة،كانت تقولى دي شبه مبتنامش طول فترة الامتحانات هتركز إزاي دي،كنت بقولها هي تشبة جدتها والدة مختار الله يرحمها كانت كده لما يكون فى دماغها هدف متنامش.
ضحك باسل قائلًا:
بس جدتي كان فيها صحة عن دُرة أنا وعيت عليها رغم إنها كانت كبيرة فى العِمر بس كانت صحتها كويسه،حتى يوم ما توفت انا جالي ذهول إزاي ماتت بالبساطة دي وهي كانت جامدة.
تنهدت كريمان قائلة:
مختار كمان وقتها جاله حالة ذهول ومكنش مصدق بس هو الموت كده قريب مننا فى لحظة…يلا كفاية رغي عن دُرة بكرة هي بنفسها هتقطع الشك باليقين.
رغم عدم فهم باسل،لكن تحدث بسؤال:
نفسي اعرف ليه دُرة أصرت تدرس الطب فى القاهرة رغم كان سهل تدرسه هنا وتبقي قريبة مننا.
زمت كريمان شفتيها بحركة عدم فهم ثم تفوهت:
أنا نفسي معرفش السبب هي وقتها أصرت ولما أعترضت عشان صحتها مختار دعمها وقال ممكن لو إعترضنا تحس بإننا بنفرض سُلطتنا عليها وتفكر إننا ضد مصلحتها،كمان إنها هتبقي تحت رعاية ماما،وماما بصراحة شديدة عننا حت يأوقات هي اللى كانت بتفرض سيطرتها عليها،ودُرة كانت بتتقبل منها.
❈-❈-❈
ليلًا
دلف حاتم الى المنزل يجُر قدميه يشعُر بالإرهاق البدني، توقف لوهلة يُفكر بالدخول الى شقة والديه لكن توقع ربما يجد والدته مُستيقظة لا يود الجِدال مع أي أحد، صعد الى أعلى فتح باب الشقة ودخل، لوهله كاد يُخطئ لسانه وينادى “جود” لكن توقف لسانه، دلف بخُطى بطيئة نحو غرفة النوم توجه الى الفراش يشعر برتابة وهو يُلقي بجسده عليه، ينظر الى سقف الغرفة يشعر بالآرق… زفر بقوة ومرر يده على وجهه المتعب، يشعر أنفاسه بطيئة، مُنهكة… كأن كل لحظة تمر تُضيف ثُقلًا جديدًا يجثم على صدره
امتدت يدُه بتلقائية إلى الوسادة المجاورة جذبها ثم ألقاها ونهض من فوق الفراش، غادر الغرفة ذهب الى الحمام، نزع ثيابه وقف أسفل المياة وقت لا بأس به
يُغمض عينيه والماء ينهمر فوق رأسه، يحاول أن يُفرغ عقله، أن يُطفئ شيئًا ما يشتعل داخله
فتح عينيه فجأة يلوم نفسه على تلك الحالة منذ متى وهو مُذبذب هكذا،دائمًا كان حاسمً، مد يده وأغلق صنبور المياة بعنف قليل… التقط المنشفة، جفف خُصلات شعره دون اهتمام لتجفيف جسده ،ربما بقاء المياة عالقة بجسده تُعطيه بعضًا من البرودة الجسده،تأمل انعكاسه في المرآة للحظة، لم يتعرف على ملامحه، كأنها لشخص آخر…
منذ متى أصبح هكذا مثل الشريد
تنهد ببطء، ولف المنشفة حول خصره، ثم خرج من الحمام بخطوات ثابتة، لكن داخله كان عاصفة من المشاعر المتضاربة، ارتدى بنطال النوم فقط ، ثم تمدد على الفراش،وضع يده على بطنه،رغم أنه يشعر بالجوع،لكن لا يوجد لديه شهية لتناول الطعام، تذكر قبل أيام حين كان يعود منتصف الليل يجد جود مُستيقظة،رغم أنه لم يكن جائعًا لكن كانت تسأله وهو يتضايق وأحيانًا يتعصب بلا داعي..
شعر بضجر وجذب وسادة وضعها على رأسه يشعر بضجر…
حاول النوم لكن فشل لوقت طويل عقله ينشغل بصورة جود ويحاول رفض ذلك… حتى أنه تذكر تلك الليلة الذي كان فيها مُصابً وعلم سبب إحمرار يدها
كان هنالك سببً
هي والدته التى أخبرته أنها لم تقصد سكب القهوة فوق معصم جود وأنها ربما فعلت ذلك عمدًا كي تضعهم بصورة سيئة أمام والدتها وأخيها تكسب تعاطف، تلك الذكري جعلت من عقله يغفوا وهو يتنهد قائلًا:
كده كفاية دلع يا جود.
❈-❈-❈
بـ منزل مرعي بدران
ليالي الصيف طويلة، كما أن والدها لن يعود الا مع نسمات الفجر كعادته السهر خارج المنزل، عدم وجوده هو راحة جميع من بالمنزل
سواء هي أو أختها الأخرى وأخيهم الصغير…
إستغلت ذلك، ذهبت الى تلك الرُدهة فتحت شباكها كي يأتى بنسمة ليلة لطيفة تُرطب الحرارة… فتحت التلفاز بدأت بالتنقُل بين القنوات تبحث عن شيء يُسليها حتى وجدت أحد الافلام الكوميدية إستقرت على القناة وإندمجت مع الفيلم، تضحك بقلب صافي… لكن فجأة صدح رنين هاتفها النقال ذو الإصدار القديم، هو يقضي الغرض فقط وهو الإتصال والرد… جذبت الهاتف وإستغربت من سيتصل عليها بهذا الوقت فكرت بعدم الرد، بالفعل تجاهلت لأكثر من رنين وبسبب عودة الرنين خشيت أن تسمع والدتها أو أحد بالمنزل رنين الهاتف، وضعت الهاتف فوق أذنها وقامت بالرد ليرتعب قلبها هلعًا وهي تسمع صوت ذلك البغيض الذي يقول بإستهجان:
مبترديش ليه من أول مرة،ولا الفيلم عاجبك وواخد عقلك.
قال ذلك وذكر إسم الفيلم التي تُشاهدة،إزداد الهلع فى قلبها سقط الهاتف من يدها ونهضت واقفة تتلفت حول نفسها بترقب مُرعب، رمقت شباك الردهة بخطوات مُرتعشة توجهت نحوه تخشي النظر الى الخارج فتجد ذلك البغيض، تخشى ان تمد يديها وتُغلق النافذة فيقبض عليها البغيض، لحظات كفيلة بأن تجعل قلبها يتوقف، تود الصُراخ ولا تستطيع وضعت يديها فوق فمها تكتم ذلك…تخاف على والدتها واخويها من البطش،لكن أنقذها والدتها التى نظرت نحو وقوفها بالردهة قريبه من النافذة سائلة:
واجفة إكده ليه يا زينة،وفاتحة شباك الصاله هيدخل ناموس للدار.
شهقت بقوة تكاد تصرخ،إستغربت والدتها من ذلك،وإقتربت منها بخوف حين شهقت هكذا وضعت يدها على كتفها وجدتها ترتعش لم تُلاحظ ذلك الهاتف على الأرض،بل شعرت بالقلق من ملامح وجه زينه التى سقطت بين يدها شبة غائبة عن الوعي،إنخلع قلب والدتها ونهضت سريعًا أجلستها على آريكه خلف ذلك الشباك وتوجهت للمطبخ لحظات كانت فيها زينه صماء تود ان تقول لوالدتها لا تبتعدي عني،وصوتها مكتوم،وعيناها تنظر الى فتحة تلك النافذة تنتظر أن ترا وجه وليد بين لحظة وأخري،وبعقلها لو حدث ذلك لن تبقي على وجه الحياة من الخوف..بعد لحظات عادت والدتها تحمل كوبً من المياة،إقتربت منها لاحظت نظرات عينيها نحو النافذة،جلست جوارها بقلق أسندتها قائلة:
خدي إشربي المية بسُكر وحطيت فيها كام نقطة ماية ورد هيردوا روحك،كل ده بسبب خضيتك معليشي…حقك عليا كان لازم أتنحنح الاول.
وزينة تسمع وبداخلها ضعف متوغل،تتمني لو تتحدث وتخبرها أنها ليست السبب،لكن الخوف بقلبها جعلها تصمت.
بينما بـ منزل عزمي على الجهة الاخري كان وليد بقمة سعادته وهو يسمع لحديث والدة زينة عبر ذلك الهاتف الذي مازال مفتوحً…شعر بنشوة فائقة،جعلته يشعر بزهو وهو يتسبب بكل ذلك الخوف بقلب زينة
تلك الحمقاء الذي علم أنها تستمع لأحد الافلام عبر سماعة لأصوات التلفاز عبر الهاتف…
زهو وشغف ينموان بداخله من شِدة تأثيره على زينة
تلك الفتاة البريئة الذي لسوء حظها بسببها أصبح قاتل إثنين،وشهور قضاها بسجن الاحداث… ولولا الحظ ساعده لكان إنتقل من ذلك السجن الذي كان فيه البقاء للأقوي،الى سجن آخر قد لا يجد البقاء فيه،فالبقاء للأشرس والأكثر إجرامً،وهو قتل مرة
وهي المرة الاولى بعدها تجعل القلب فى تبلُد يستمد قوة ولا يخاف بعد ذلك من القتل،لكن مازال جبانً وتذكر دُرة حين وقفت أمامه وهددته الرعب سيطر عليه،نفض ذلك سريعًا وهو ينظر الى شاشة ذلك التلفاز أمامه وصورة لإمرأة عاريه بأحد الأفلام الأجنبية الممنوعة،شعر بإثارة يود العثور على امرأة مثلها …لعق شِفاه وهو يُفكر وإتخذ القرار لما لا يتزوج…
فكر بوالده الذي قد يعترض ليس فقط بحِجة أنه مازال صغيرًا كذالك من أين سيُنفق على زوجته… لكن تبسم وهو يعلم ان هنالك من ستسانده وبالنهاية سيرضخ والده جبرًا.
❈-❈-❈
بـ شقة إبتهاج
نهض عزمي من جوارها مُتسللًا بهدوء،ظنًا أنها لم تشعر به…ذهب الى إحد الغرف فتحها ثم دخل الى الغرفة…ذهب الى ذلك المكتب وجلس خلفة فتح أحد الادراج الموصودة فتحها بمفتاح خاص.. أخرج علبة من المعدن وضع بصمة إصبعه، ثم نظر لها… لحظات قبل أن يفتحها… نظر الى ذلك السلاح الذي ظهر بالعلبة… لحظات قبل أن يتردد بإمساك السلاح
لوهلة شعر برعشة فى يده لكن تمسك بالسلاح بقوة فتح الخزنة الخاصة بالرصاص، كانت فارغة تمامً، عاد وضعها بالزيناد ثم وضع السلاح بالعلبة مرة أخري وهو يتذكر كيف وصل له ذلك السلاح الذي تسبب ضياعه فى نُقصان أدلة القضية… سلاح الجريمة ضائع وغير مُرخص، ساهم ذلك بتخفيف عقوبة وليد.
وضع السلاح بالعلبة مره أخرى وأغلقها ببصمة إصبعه
غير مُنتبهًا ظل دقائق…بينما بغرفة النوم،شعرت به يتسلل من جوارها،لحظات ظلت بالفراش ثم نهضت رأت أين ذهب بالشقة كما توقعت دخل الى تلك الغرفة،سريعًا عادت للفراش وجذبت هاتفها فتحته على أحد البرامج ظهر أمامها الغرفة والمكتب بوضوح
رأت تلك العلبة ومحتواها…وذلك السلاح بيده.
أغلقت الهاتف حين عاود وضع السلاح بالعلبة…
فكرت لحظات…لما يحتفظ بذلك السلاح بتلك العلبة هنا…
لحظات ولحظات تُفكر حتى إهتدى عقلها
لكن نفت ذلك:
مستحيل يكون ده السلاح اللى وليد قتل بيه.
وعقلها يؤكد:
لاء هو أكيد، طب وصل له إزاي… وذلك هو اللُغز
لكن طرأ لعقلها فكرة شيطانه وهي تهمس بعقلها:
لو السلاح ده إتصاب بيه طوفان…
توقفت لحظة قبل أن تبدل القرار هامسة:
لاء مرات طوفان.
❈-❈-❈
باليوم التالي
مساءً
بمنزل حاتم
نظر له والده مُبتسمً يقول:
وصلت فى وقتك، بدرية هتحضر لينا العشا إتعشي معانا.
أومأ ببسمه
بعد قليل جلسوا يتناولون الطعام بصمت لدقائق قبل أن تقطع بدرية الصمت وجهت نظرها نحو حاتم قائلة:
هي مراتك هتفضل فى دار أهلها لحد ما تولد ولا إيه مكنوش شوية تعب، ولا هناك دلع وهنا مشغلينها فى صُخرة.
رفع حاتم رأسه ونظر لها قائلًا:
أنا إتصلت عليها يا ماما وخلاص إتفقت معاها هروح أجيبها بكرة الصبح.
تهكمت بدرية قائلة:
ليه خليها لحد ما تولد، طبعًا هناك دلع و…
قاطعها زوجها وهو ينظر لـ حاتم قائلًا بإرشاد:
خليها عند أهلها لحد ما ترتاح يا حاتم و…
نظرت له بدرية باستهجان وقاطعته بتعسُف:
يسيبها فين، عشان يرجعوا يفضحونا إننا مش قادرين نأكلها، الست لها الشرف تفضل فى بين جوزها حتى لو مريضة ومحتاجه اللى يخدمها، ويجوا أهلها يخدموها هنا، كان غلط إنها تروح دار أهلها، بس هقول إيه، مبيفهموش فى الأصول وحابين يظهروا أنهم أعلى مننا طبعًا.
نظر لها زوجها بغضب قائلًا:
بلاش إفتعال مشاكل يا بدرية وبلاش تدخلى بين إبنك ومراته ونسايبه.
كادت تتهجم لكن صدح هاتف حاتم الذي يشعر بضياع وأصاب حديث والدته عقله بالثوران لكن ذاك الهاتف كان من القسم نهض للرد وغادر بعدها مباشرةً، بينما نظرت بدريه لزوجها بإستهجان قائلة:
بتبص لى اكده ليه، انا مش عاوزه نبجي ماعيرة فى بلد بحالها.
هز رأسه برفض وهو يشعر بالآسف على حال حاتم الذي وضع نفسه بين حجري الرحا.
❈-❈-❈
بمنزل طوفان
بغرفة جود
دخلت شكرية تحمل صنية طعام، وتبسمت لـ جود التى كانت تنهي حديثها عبر الهاتف، تبسمت له قائلةبدلال:
الحلوة جود كانت بتكلم مين وشها نور.
إبتسمت جود قائلة:
ده حاتم كان بيتصل يطمن عليا، وحتى قالى إنه هايجي بكرة ياخدني، كفايه قاعدة هنا بقي أنا بقيت كويسة كمان النهاردة كنت مع ماما عند الدكتورة وقالت لى أتحرك عادي، هرجع لـ.
قاطعتها وجدان الذي دخلت قائلة:
ترجعي لإستعباد بدرية ليكِ من تاني، أوعي تفكري إنك هناك بعيدة عن عنينا ومش عارفين إن بدرية بتعاملك بإستعباد، دلوقتي إنتِ حِبلة ولازمك راحة أنا هقول لـ طوفان يـ…
قاطعتها جود قائلة:
منين جبتي الكلام ده يا ماما، وبعدين انا خلاص إتفقت مع حاتم.
نظرت شكرية نحو وجدان التى هزت رأسها وكادت تعترض، لكن بنفس الوقت دلفت دُرة الى الغرفة مُبتسمة
صمتن، بينما تحدثت دُرة مع جود وبطريقة غير مباشرة كانت تسألها عن بعض الاعراض التى تشعر بها هل مرت عليها، وإجابات جود كانت دليل…
دقائق ودلف طوفان الى الغرفة مُبتسمً يقول بمرح:
كل ستات الدار متجمعين هنا.
إبتسمت له جود قائلة بدلال وهو يقترب منها ينحني يضع قُبلة على رأسها، عيناه على دُرة التى تنظر له، لكن تجاهل نظرها له وتحدث بدلال لـ جود
جود التي تمنت لو كان حاتم يمتلك جزءً ممن حنان طوفان.
كذالك تمنت دُرة هي الأخرى نيل دلال طوفان، لكن هو يتعمد تجاهلها، فقط مجرد أحاديث قليلة امامهم فقط.
༺༻
بعد قليل بغرفة طوفان
تمددت دُرة على الفراش تنظر الى باب حمام الغرفة حتى فتح طوفان الباب، أدارت وجهها، الناحية الاخري لاحظ طوفان ذلك فتبسم، أخفض ضوء الغرفة ثم ذهب نحو الفراش وتمدد عليه مُتعمدًا تجاهل دُرة التي زفرت نفسها تنتظر أن يقترب منها ويضمها لكن هو لم يفعل ذلك بل أغمض عيناه ومثل أنه قد ذهب الى النوم، شعرت درة ببعض التقلصات فى بطنها… نهضت توجهت نحو الحمام… ظلت لوقت
وضعت يدها فوق بطنها بقرار قائلة:
خلاص لازم أقطع الشك باليقين، بكرة هجيب إختبار حمل وأتأكد.
بينما طوفان إستغيب دُرة شعر بالقلق وكاد ينهض من فوق الفراش لكن سمع صوت فتح باب الحمام، أغمض عيناه، بينما دُرة عادت للفراش نظرت نحو طوفان تنهدت بـهمس خافت، سحبت الغطاء وتمددت على الفراش تنظر نحو طوفان داخلها إشتياق الى أن يضمها الى صدره وهي تتدلل …
بينما طوفان يشعر بحنين يود ضمها لصدرة لكن منعه كبرياءه… أغمض عيناه وإستسلم لغفوة… بعض وقت فتح عينيه نظر نحو دُرة كانت غفت…
تبسم وشدها يضمها لصدره، فتحت دُرة عينيها حين شعرت بذلك، تبسمت وهمست:
طوفان.
إبتسم وضمها لصدره وعاد يغفوا مره أخري.
༺༻
في صباح اليوم التالي
فتح عيناه تبسم حين رأي دُرة غافية رأسها فوق عضد يده، لحظات ظل ينظر لها يشعر بإنشراح فى قلبه، يتذكر ليلة أمس حين إستلقى على الفراش وتجاهلها عمدًا كالايام السابقة… إقترب برأسه منها وضع قُبلة ناعمة فوق شفتيها، سُرعان ما إبتعد عن شفتيها برأسه للخلف بعدما شعر بها تتململ، لحظات ينظر لها، بينما هي كأنها شعرت بأنفاسه قريبة منها تململت قبل أن تفتح عينيها بنُعاس وأغمضتهما مرة أخرى، لكن فتحتهما حين شعرت بـ طوفان يسحب يده من أسفل رأسها…
نظرت نحوه تبسمت له وهو كذالك،للحظة قبل أن يُخفي بسمته وينهض من على الفراش لكن هي سبقته قبل أن يدلف الى الحمام قائلة!
صباح الخير.
أجابها وهو يُعطيها ظهره،مُتعمدًا ثم دخل الى الحمام…شعرت ببرودة في قلبها رغم دفء الصباح، وكأن ابتسامته التي لمحَتها للحظة لم تكن إلا طيفًا عابرًا لشعور تفتقده.. جلست على الفراش، تسند ظهرها إلى الوسادة، تحدق في الباب المغلق وكأنها تنتظر تفسيرًا لما يفعله، لماذا يقترب منها حين تغفو، ويبتعد حين تفتح عينيها..
ظلت جالسة على الفراش الى أن خرج من الحمام، توجه الى خزانة الثياب وبدأ بإرتداء ثيابه صامتً، وهي تنظر له بصمت لمح نظرها له من إنعكاس المرأة، بينما هي فاض بها الصمت فتنحنحت قائلة:
عربيتي عطلانه بقالها يومين عند الميكانيكي ممكن تتصل عليه يسعف فى تصليحها لاني بتصل عالسواق بيتأخر على ما يجي لى المستشفى.
اومأ لها قائلًا:
تمام هتصل عليه وخدي عربيتي على ما يخلص تصليحها أنا مش محتاجها.
تفوهت بإستفسار!
أخد عربيتك وأنت هتروح شغلك ومشاويرك بإيه.
اجابها دون أن يلتفت، وهو يضبط ياقة قميصه أمام المرآة:
أنا هاخد عربية تانية عشان مسافر القاهرة النهاردة.
اتسعت عينيها وبتسرُع منها تحدثت بنبرة سؤال:
وهتاخدني معاك.
اجابها بنفي وتبرير:
لاء… إنتِ بتضايقي من السفر، وأنا مش هغيب يومين تلاته بالكتير وكمان إنتِ السفر الطويل ممكن يكون غلط عليكِ.
نظرت له بعدم فهم سائله:
والسفر غلط عليا ليه.
إبتسم بخباثة قائلًا:
الطريق فيه مطبات كتيره.
مازالت لاتفهم وسألته:
وفيها إيه المطبات دي، ما…
قاطعها وهو يقترب وإنحني عليها جالسًا على طرف الفراش.. وضع قُبلة على إحد وجنتيها يتلاعب بأنفاسه فوق وجنتها، هامسًا:
إفرضي إنك حامل.
فهمت أخيرًا، لكن أنفاسه وهو مكار يتلاعب بالهمس الناعم، ويده تسير فوق فوق يديها بنعومه، الى أن وصلت إحد يديه وإستقرت فوق بطنها مع قوله ذلك… فاقت من تلك المشتعر ورفعت يديها تدفعه بهما قائلة:
غلطان أكيد، وعادي أنا أساسًا مش عاوزه أسافر عندى هنا شغل خلاص السمسار اللى باسل كلمه إتصل عليا وبعت لى لوكيشن أكتر من مكان ممكن أعمل فيه مركز البصريات بتاعي.
إبتسم ونهض من فوق الفراش يُعيد هندمة ثيابه قائلًا:
برضوا بلاش تجهدي نفسك، يلا همشي أنا بقى عشان الحق اوصل عندي مواعيد كتير النهاردة أشوفك بعد يومين، بلاش تطاوعي نفسك على قلة الأكل، وبلاش الاجهاد الكتير.
نظرت له بغيظ، ضحك طوفان ويخرج من الغرفة، بينما دُرة قذفت الوسادة خلفه قائلة:
كُل اللى فى دماغه إنى حامل كأنه خبير ولا دكتور….
قطعت حديثها حين فتح طوفان الباب مره أخرى ودخل قائلًا:
نسيت السجاير والموبايل.
نظرت له ولم تُعقب، بينما تخابث طوفان قبل أن يخرج من الغرفة قائلًا عن عمد:
إسألي جود عن الدكتورة اللى راحت لها، سمعت إنها شاطرة، كمان بلاش اتغذي كويس.
غادر طوفان مُبتسمً بينما دُرة قذفت وسادة أخرى قائلة:
بارد مُستفز.