رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل العشرون 20 بقلم سارة بركات
رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل العشرون 20 هى رواية من كتابة سارة بركات رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل العشرون 20 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل العشرون 20 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل العشرون 20
رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل العشرون 20
كان فيليب مشدوهًا مما يحدث! .. يطالع جواد الغاضب أمامه ولكنه شعر بالغضب أيضًا وقام بإبعاد يد جواد عنه بقوة وأردف:
- إنت فاكر نفسك مين عشان تمسكني بالشكل ده؟
قام جواد بتكوير كف يده اليمنى ووضعه خلف ظهره وأردف بثبات وقوة وهو يطالعه في عُمق عينيه:
- أنا شخص عمرك ماهتقابل حد زيه، وبالنسبة للي حصل واللي انت كررته تاني مش هعديه.
تدخل أندريه بضيق وأردف:
- في حاجة اسمها عقل .. نتناقش ونفهم إيه اللي حصل؟
التفت جواد نحو صوفيا وأردف:
- أهي عندكم أهيه تقدروا تعرفوا السبب منها.
ثم تركهم وصعد لغرفته تحت أعين فيليب الغاضب جدًا.
التفت أندريه لصوفيا:
- حبيبتي، ماذا حدث؟
قصَّت لهم ماحدث بعدم فهم لأي شيء .. دخل جواد غرفته وكان يبحث عن شيئًا ما في حقيبته كانت حقيبة بلاستيكية صغيرة جدا فتحها جواد بهدوء بعدما جلس على فراشه وقام بفتح كف يده اليمنى ليظهر بها بعضًا من خصلات شعر فيليب والتي استطاع جواد انتزاعها منه وبمهارة .. وضعها بها وأغلقها بهدوء وأخذ نفسًا عميقًا ثم أخذ أخرج هاتفه من جيبه بسرعة وأخذ يتصل برقمٍ ما:
- أريد أن أقوم بحجز طيران لمصر في أقرب رحلة.
قام بإعطائهم بياناته وقام بحجز رحلة طيران بعد ساعتين .. قام بتجهيز حقيبته وخروج من غرفته ووجد أمامه صوفيا التي تطالعه بصدمة بسبب حقيبته التي يُمسكها..
- إلى أين تذهب؟
أردف بملامح مبهمة:
- أنا عائد حيث أتيت.
- صِدقنِي جواد، إن عمي لم يأمر أحد بفعل شيءٍ لنا، كيف سيؤذينا؟
- لا يَهُم، لكن من الواضح أن من فعل ذلك يكونُ شخصًا قريبًا منه جدا، يجب أن ينتبه جيدًا.
ثم ابتعد عنها وأعطاها ظهره، أغمض عينيه يحاول التحكم بمشاعره لا يريد الإلتفات للخلف لا يريد أن يضعُف هناك أشياءٌ مهمة أيضًا يجب أن يعود لمصر لأجلها يخاف أن يضعف إذا التفت لأنه لا يدري ماذا سيفعل بهاّ! من المُحتمل أن يقوم بكسر عضمها من كثرة ضمه لها كانت تأتيه الكثير من الأفكار وأولهما إتمام زواجهما، ولكنه استفاق لنفسه يريد فقط أن يُنهي ما بدأه .. وأهمهم الوصول لوالدته ثم عودة حبيبته إليه! .. فإن كان فيليب والده كما يظُن فإنه بالتأكيد سيستطيع الوصول إليها.. يجب أن يتأكد من ذلك أولا ثم سيعود وسيقوم بإحراق كل شيء! .. كان أن يتحرك خطوة ولكنها أوقفته..
- جواد.
التفت إليها يطالعها بهدوء .. اقتربت منه وأردفت باستفسار وحزنٍ في آنٍ واحد:
- لماذا قمت باتهام عمي بفعل ذلك؟
أردف بغضب:
- لأنه كان سيقتلني ويقتلـ....*صمت قليلًا ثم أردف* .. لقد فعلها من قبل صوفيا في مصر بأحد المطاعم كان سيقتل شخصًا عزيزًا علي ثم أرسل لي خطابًا بعدها يُخبرني أن ذلك هو عقابي على عدم إتمام إحدى الصفقات بشكل جيد!.
استأنف بقوة:
- من يحاول الإقتراب من أي شيءٍ يخصني يكون عدوي، أنا لا أثق به هو وأخيه وأي شخصٍ يعمل معهم.
ظلت تطالعه بهدوء وأردفت بثقة:
- إن عمي لا يمكنه أذيتي جواد، وأنا أثق به تمامًا ولكن على مايبدو أنك أنت من يجب ألا أثق به.
ابتسم جواد بحزن وهو يطالعها ثم التفت ورحل دون أن ينظر خلفه مرة أخرى ... كانت تتابعه بعينيها وهي تشعر أن هناك خطبٌ ما .. سارت خلفه بهدوء حتى خرج من القصر وشعرت أن قلبها يتمزق ولا تدري ما السبب، تريد أن تقول له لا تتركني! خُذني معك! ..
وعند تلك اللحظة هيطت عبراتها من مقلتيها وانتبه فيليب لها أثناء خروجه هو وأندريه من غرفة المكتب ..
- صوفي، ماذا هناك؟
لم تلتفت إليه وهي تبكي ولكنها شعرت بالضعف عندما جعلها تلتفت إليه وبكت بقوة وألقت بنفسها بين ذراعيه تبكي فقط على رحيله الذي آلم قلبها ولا تعلم ما السبب .. ذهب جواد لغرفته بالفندق وترك حقيبته وأخذ بعض الأشياء المهمة ثم خرج من الفندق وذهب في طريقه إلى المطار .. بعد مرور عدة ساعات هبطت الطائرة في مطار القاهرة الدولي، وخرج جواد من المطار وكان رجاله بانتظاره ولكنه تفاجأ بوجود عاصم أمامه أيضًا.. وقف الإثنان أمام بعضهما لعدة ثوانٍ ولكن عاصم ابتسم وقام بفتح ذراعه له ..
ضمه جواد وأردف:
- هحكيلك كل حاجة لما أرجع.
أردف عاصم باستفسار:
- رايح فين طيب؟
- إسكندرية.
عقد عاصم حاجبيه باستفسار وتابع تحدث جواد مع رجاله حيث أعطاهم حقيبتين صغيرتين وكل ما سمعه:
- دول عينتين لل DNA نتيجتهم تطلع في أسرع وقت.
هز رجاله رؤوسهم وركب سيارته والتي قام أحد رجاله بقيادتها .. وضع يده يدلك المنطقة بين عينيه بهدوء وهو يقرأ الرسال النصية التي قد وصلته في وقت محاولة هروبة هو وشمس من العصابة التي كانت تطاردهما في روسيا والتي كانت من أحد رجاله.
- جدة حضرتك نقلوها للمستشفى بشكل مفاجئ، واحنا بنراقب الوضع ومنتظرين أي نتيجة.
بعد مرور عدة ساعات وصل جواد للمشفى التي توجد به جدته ولكنه لم يدخل .. ظل يراقب الوضع عن بُعد .. التمعت عيناه عندما رأى خاله بيشوي يخرج من المشفى يبدو عليه أنه يحمل الكثير من الهموم على عاتقيه .. فقد كان متوسط الطول ذو شعرٍ أبيض ممتلئٌ قليلًا إلى حدٍ ما.. وعندما تأكد من خروجه خرج من سيارته ودخل المشفى في إتجاهه نحو غرفة جدته ولكن قبل ذلك ذهب إلى غرفة ما وقام بالتنكر على هيئة مُمرض وارتدى قناعًا طبيًا يُخفي نصف وجهه، وذلك لوجود خاله كريلس وزوجته وأطفاله أمام غرفة جدته .. وأثناء دخوله هز رأسه لخاله كريلس يُحيِيه ثم دخل الغرفة وأغلق الباب خلفه .. كان جسدها الهزيل الواضح عليه التقدم في العُمر موصل بالأجهزة اقترب منها وجلس بجانب سريرها يطالع ملامحها بتأثر أسفل قناعه .. يقول الأطباء أن حالتها تسوء ... لا يمكن أن تسوء قبل أن يُعيد إليها ابنتها .. لا يُمكن .. قامت بفتح عينيها ببطئ وتقابلت عينيهما ..
- جواد؟
قام جواد بانتزاع القناع الطبي وابتسم لها بهدوء ..
أردفت بارهاق وألم:
- إيه يابني؟ فينك؟ بقالي فترة بروح السوق مش بتيجي تساعدني في الشيلة وتيجي تقعد معايا شويه تشربلك كوباية شاي لحد ما أحفادي يجولي .. إنت مباقتش عايز تقابلني ولا إيه يا ولد؟
أخذ جواد نفسًا عميقًا وأردف:
- أعذريني يا ست كريستين، كان عندي شوية مشاكل.
أردفت باستفسار:
- وحليتها؟
هز رأسه نافيًا ..
- متقلقش، هتتحل انت بس اصبر.
هز رأسه ثم ظل صامتًا يُطالعها ..
- متبصليش كده عشان مضعفش، وانت راجل حليوة كده وأنا أخاف على نفسي.
قهقه جواد بخفة ثم عاد يُطالعها مرة أخرى ..
- أيوه كده اضحك، محدش واخد منها حاجة.
تنهد جواد بعمق وأردف:
- عندك حق.
ظلت تطالعه بهدوء وهي صامته .. ثم أردفت:
- بتفكرني ببنتي الله يرحمها وجوزها..
ظل منصتًا إليها وهي تتحدث ..
- مش عارفة فيك منهم .. ساعات بحسك مرة قالب عليه ومرة قالب عليها، معلش يابني يمكن من كتر مابنتي وحشاني بشوفها في كل اللي حواليا.
قهقهت بخفة ثم تألمت ..
- إهدي.
- متخفش عليا.
ظل الإثنان صامتان قليلًا ..
أردفت بإرهاق وهي تراه شاردًا هكذا:
- لقيتها؟
هز رأسه وأردفت بابتسامة:
- أنا مبسوطة عشانك أوي يابني، يا رب تلاقي السعادة معاها.
أردف بتأثر:
- دعوتك دي جميلة أوي.
انتبهت كريستين على الآذان يُرفع في مسجدٍ قريبًا من المشفى .. وأردفت بصعوبة:
- وانت كمان ادعيلي دعوة جميلة وانت بتصلي يا جواد .. ادعيلي أشوف بنتي لما أموت.
خرجت الدموع من مقلتيها ..
- إنتِ محتاجة ترتاحي شويه، أشوفك وقت تاني.
ثم اعتدل وكاد أن يذهب:
- أشوف وشك بخير يابني.
التفت اليها وأردف بابتسامة:
- إن شاء الله.
خرج من الغرفة وهو يخفي وجهه ثم خرج من المشفى جلس بسيارته وهو يحاول منع عبراته من النزول .. لا يستطيع التحمل! .. لطالما حياته كانت هكذا! .. يعيش في خفاء لا يوجد لديه عائلة أو بمعنى آخر عائلته لا تعلم بوجوده تمامًا ولن يصدق أحد ذلك لأن الجميع يعلم أن آسيا قد ماتت قبل أن تُنجب أطفال .. أخذ نفسًا عميقًا وذهب للمسجد للصلاة لعله يرتاحُ قليلاً وبعد أن انتهى ظل جالسًا في المسجد يقرأ في المصحف الشريف قليلًا وفي ذات الوقت يدعوا لجدته من كل قلبه أن تُصبِح بخير وبعد أن انتهى ظل في سيارته أمام المشفى عند البَحر يفكر بشرود يتذكر لقائه بجدته عندما مثَّل أنه يريد مساعدتها في حمل حقائب التسوق والتي بدأت صداقتهما من هنا .. أبتسم بهدوء وهو يتذكر حنانها وعطفها عليه وأيضًا ربتها على كتفه عندما تشعر أنه ليس بخير .. تلك المشاعر البسيطة التي عاشها مع والدته لفترة بسيطة فقط ولكنها ظلت على باله دائمًا لم تُمحَى من ذاكرته .. يتذكر أن طفولته كانت تتلخص في حماية والدته له من شيءٍ ما وأيضًا هروبهما من دولة إلى دولة أخرى عن طريق البحار! .. لم يكن يعلم ممن كانا يهرُبَان ولكن صبرًا لكل وقتٍ آذان كما يقولون، شرب قهوته الفرنسيه وهو ينظر أمامه بشرود باتجاه البحر ولكن قاطع شروده أحد رجاله والذين تبعوه بعدما قاموا بتنفيذ مهمتهم وهو تقديم العينات لتحاليل ال DNA.
- جواد بيه.
التفت اليه وهو يطالعه باستفسار..
- آنسة صباح عايزة تكلمك.
التقط جواد منه الهاتف وأردف:
- إزيك يا صباح عاملة إيه؟
- بخير الحمدلله، وأخيرًا حضرتك ظهرت .. أنا ماصدقت إن بابا قالي إنك رجعت من بره .. حمدالله على السلامة.
أردف بابتسامة هادئة:
- الله يسلمك، أخبار الشغل معاكِ إيه؟ في حد من الزملاء بيضايقك؟
- لا بالعكس خالص كلهم متعاونين جدا الحمدلله.
- طب الحمدلله.
صمتت قليلاً وهو أيضًا ظل صامتًا ينتظرها أن تتحدث..
- لو عايزة تتكلمي في حاجة أنا موجود.
حمحمت بإحراج وأردفت:
- بص هو عاصم كان عايز يتقدملي وكده وأنا مُحرجة أكلم بابا فأعتقد إنت أحسن حل إنك تفتح مع بابا الموضوع وخاصة إنه بيعزك أوي وكان في بينكم عِشرة.
ابتسم جواد بهدوء ثم أردف:
- مافيش مشكلة أول أما أرجع القاهرة هكلمه إن شاء الله.
- إن شاء الله.
ظلت صامتة ثم أردفت بصوت متحشرج:
- كان نفسي شمس تبقى معايا في لحظة زي دي.
أردف جواد بابتسامة:
- إن شاء الله هتكون معانا.
...............................................................
تجلس في غرفتها المنعزلة عن العالم وهي تنظر أمامها بشرود تفكر في ماضيها المؤلِم .. كيف تمكنت من البقاء على قيد الحياة هكذا طبقًا لِمَا مرَت به؟؟ .. يا الله لقد واجهت الكثير من الصعوبات كان من الممكن أن تجعلها مجنونة ولكن صبرها كان لأجل طفلها وصغيرها الذي أعاد لها الحياة مرةً أخرى ..
منذ أعوامٍ كثيرة مضت:
مرت أيام منذ أن وضعت طفلها وكان باب القبو مفتوحًا ولكنها لم تكن تستطع الصعود بسبب ارهاقها وألم جسدها بسبب الولادة وأيضًا كانت تقوم بإرضاعِ صغيرها دون أن تأكل شيء فلم يكن يوجد شيء تكسب قوتها الجسدية منه .. كانت جالسة تقوم بضم صغيرها والذي قد نام بسلام بعد أن شَبِعَ من جوعه .. وظلت تطالعه في ملامحه إنه يشبه والده كثيرًا تنهدت بحزنٍ لأنها لم تتعافى من موت زوجها الآن لم يتبقى لها سوى صغيرها أما بالنسبة لعائلتها فهم لا يعلمون بوجودها لأنهم يعلمون بوفاتها والذهاب إلى مصر بدون أوراق سيكون صعبًا كثيرًا حيث أنها ستسافر هاربة في سُفُنِ الشحن حتى لو أخذت أشهر وسنوات في رحلتها تلك ولكنها ستفعلها الأهم هو أن تهرب من ذلك المُختَل .. انكمشت في مكانها عندما نزل ماتيوس للقبو وابتسم ابتسامة خبيثة لها ..
- يبدو أن وجودكِ هُنا قد أعجبكِ.
لم تُجبه ولكنها كانت تنظر لجواد بحنان ولا تنظر لماتيوس الذي أردف بغيرة:
- لقد حمِلتِي بنُسخة صغيرة منه .. عيشي أيامك القادم معه فلن يبقى معكِ كثيرًا وريثُ فيليب ذاك.
طالعته بعدم فهم:
- ماذا تقصد بوريث فيليب؟
- ألا تعلمين أن زوجكِ الحقير ذلك كان سيصبح زعيمًا للمافيا الروسية في الأيام القادمة .. والآن قد مات ومن المفترض أن وريثه ذلك الطفل و........
قاطعته آسيا بغضب:
- ماذا تقول عن زوجي يا هذا؟؟ إن فيليب كان شخصًا بسيطًا يعمل في شركة للهندسة! .. إن زوجي بعيدٌ تمامًا عن كُل ماتقول.
قهقه ماتيوس بخبث وهو يطالعها:
- الحقير .. ألا تعلمين أنه قد قام باستغلالك عندما كُنَا في مِصر! كان يتركني معكِ ليكمل مهماتنا التي آتينا لأجلها ثم يعود ويتعامل كأن شيئًا لم يَكُن، قرر البقاء لشهر إضافي للبقاء معكِ عدة أيام فقط لأنه قد أُعجِبَ بكِ .. مثلي!.
أردفت بصراخ:
- كفاكَ كذِبًا .. لقد سئمت من حديثك السيء عن زوجي .. إياكَ ثم إياك أن تتحدث عنه هكذا مرة أخرى .. ثم إنني أحبُ فيليب ولن أنساه أبدًا ومهما حاولتَ التحدث عنه بسوء لن أكرهه أبدًا.
شعر ماتيوس بالغضب كثيرًا .. لاتزال تريد فيليب! ..
- هل مازلتي تحبينه؟
أردفت بتحدي:
- من قال أنني اكتفيت من حبِه؟ إن زوجي بقلبي ولن أنساه أبدًا.
شعر ماتيوس بالغصب يكبر داخله لأنها مازالت تُفضل فيليب عليه .. أخذ سوط مصنوعُ من الجلد وتفاجأت مما فعل وقامت بوضع جواد خلفها وحاولت أن تحميه بجسدها وأخذت كل الجلدات التي كان يجلدها بها ماتيوس بغضب تحت صرخات وبكاء الرضيع في الغرفة.
ماتيوس بغضب:
- حسنًا إذا، يبدو أنكِ ستبقين هنا تحت إقامتي لمدة طويلة لا نعلم ماهيتها.
لم تكن تستطيع الحديث حيث أن جسدها كان ينزف بقوة وتنظر لطفلها الذي يصرخ وهي تبكي في صمت خرج ماتيوس من القبو وقام باغلاقه خلفه وبكت بقهرٍ على ضعفها الجسدي فالولادة والحمل دون تغذية جيدة قد أخذا منها كل طاقتها إنها تحتاج لفترة طويلة لإستعادة طاقة جسدها وذلك يستحيل بسبب ضعف غذائها.
في الوقت الحالي:
قامت بمسح عبراتها وهي تتذكر كم عانت بسبب ضعف جسدها وعدم قدرتها على حماية نفسها بل كل ماكانت تستطيع فعله هو حماية طفلها فقط .. ظلت هكذا لأربع أعوام .. تعانِي من ضعف غذائها لانها وبعد فِطامها لطفلها كانت تجعله يأكل طعامها البسيط لكي يشبع .. طفلها المحجوز معها في ذلك القبو .. تتذكر تلك السيدة العجوز التي أتت لتنظيف القبو والتي ساعدتها في الهرب من ذاك المكان بصعوبة بالغة ولكن مع الأسف قد انتهى الأمر بمقتل تلك العجوز بعد اكتشاف ماتيوس للأمر وظل بعد ذلك يلاحقها! .. ظلت تهرب منه عبر السُفُن المحملة بالبضائع والتي تذهب إلى دولة معينة كانت هكذا تتنقل عبر البحار مع جواد دون وجهة معينة تقوم بترجي المارة المتنقلون من مرفأ إلى آخر لكي يعطونها طعامًا تُطعِمُ طفلها إياه.
أردفت بحزن:
- أتمنى إنك تكون بخير يابني.
ثم عادت غائبة في ذكرياتها السيئة التي جعلتها تتذكر ماضيها وتتذكر كل شيء، وذلك عندما رأت ماتيوس يقوم بتعذيب فتاة شابة بقسوة بنفس القبو التي كانت به ولكنها تلك المرة ساعدتها على الهرب قبل أن يقتل تلك الفتاة وتتمنى أن تكون الفتاة قد وجدت عائلتها ولكنها تعتقد أن ذلك صعب لأن الفتاة كانت فاقدة للذاكرة تمامًا لأنه على مايبدو أن ماتيوس قد فعل شيئًا بعقل تلك الفتاة كان هناك جهاز يُخفيه في إحدى حقائب عمله .. هل يا تُرى إستخدم ذلك الجهاز على عقل تلك الفتاة؟ ذلك ليس بغريب على رجل مافيا مثل ماتيوس.
آسيا بتنهيدة:
- ربنا معاكِ يابنتي وتكوني وسط أهلك.