رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الواحد والعشرون 21 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامة رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الواحد والعشرون 21 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الواحد والعشرون 21 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الواحد والعشرون 21
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الواحد والعشرون 21
بأحد القُرى السياحية لأحد الشواطئ
بـ ڤيلا خاصة
بصعوبة فتح عيناه يشعر بصداع قوي كذالك ألم بكامل جسده، تجولت عيناه بغشاوة على المكان، زفر نفسه وهو يحاول النهوض بصعوبة يضع يديه حول رأسه، سار بخطوات متعثرة، كأن الأرض تميد أسفل قدميه، يتكئ على جدران المكان باحثًا عن أي بصيص نور يرشده. الهواء ملوث برائحة الدخان التى تعبئ بالمكان… لمح من خلال الضباب الذي يغشي بصره كأن ظلًا يتحرك في نهاية الممر،اتكئ على يده حتى إستطاع الوقوف،ضغط على أسنانه محاولًا تذكُر،أين هو… كيف وصل الى هذا المكان…. لكن رأسه شبه ممحية، تضج بالألم والفراغ في آنٍ معًا…،توجه الى نهاية الممر … سُرعان ما أغمض عيناه من قسوة الضوء… نظر أمامه البحر قريب، عقله مازال غير مستوعبً أين هو، وكيف وصل الى هنا، كذالك ذلك الصداع الفتاك برأسه،
إنتفض جسده بقوة حين شعر بتلك اليد التى قبضت على ذراعه بقوة مباغتة، كأنها تُعيده من غيبوبة غامضة إلى واقعٍ أكثر غموضًا… التفت بفزع، سرعان ما تهكم عليه الآخر قائلًا باستهزاء:
مالك يا ريان باشا مكنتش أعرف إن دماغك خفيفة كده، إنت إمبارح مستحملتش السهرة وهيست من أول سيجارة.
-سيجارة
بسؤال أعاد ريان تكرارها ثم أكمل إستفسار قائلًا:
سيجارة إيه، أنا فين، وإنت مين.
ضحك الآخر قائلًا:
بالسرعة دي لحقت تنساني إحنا إتقابلنا إمبارح فى البار بتاع الفندق… أكيد هتفتكر حفلة امبارح، كنت برينس.
ذهول كذالك عدم فهم ووعي،نظرات ذلك الوضيع بها اختلاط ما بيين
الاسمئزاز والرغبة البائيسة.
❈-❈-❈
بمكتب طوفان
إندهش من رد فعل جلال الذي قال بذهول:
مش معقول هي مش لسه بتدرس فى الجامعة.
أجابه:
أيوه فاضل لها سنه عالتخرج،والنصيب كده.
-نصيب إيه
قالها جلال ثم أكمل بتوضيح:
المفروض كنت تستني لحد ما تخلص دراستها.
تنهد طوفان قائلًا:
أنا مكنتش موافق عالجوازة أساسًا،بس هي فاجئتني ولما أمي عرضت عليها واقفت،وأنا زيك إتصدمت وتمت الجوازة… نفس يوم جوازي.
إستغرب جلال أكثر قائلًا:
أنا سمعت حكايات فى الفترة الأخيرة، قولي إيه حصل بالتفصيل، كمان موت حسام، صحيح أنا وهو مكنش بينا إستلطاف،كان شخص عنده عنجهية وغطرسة، بس لما أبويا قالى إنه إتوفي حزنت عليه.
إتكئ طوفان بظهره على المقعد وتنهد بآسف وسرد له ما حدث الى ان إنتهي برزواجه هو ودُرة،كذالك جود وحاتم.
إستغرب جلال قائلًا:
فعلًا القدر له تدابير عجيبه،وأنت بقي على كده طبعًا سعيد إن حبيبة العُمر رجعتلك.
تهكم طوفان بين نفسه،حقًا يكفي قلبه أن دُرة أصبحت من نصيبه لكن عِنادها وكِبريائها كذالك تقلُباتها المزاجية كثيرًا ما تفسد سعادته مثل ليلة أمس
التي كانت بدايتها حالمة وهي بين يديه ينبادلان الغرام،…لكنها فجأة انقلبت، انسحبت من بين ذراعيه وكأن نارًا مستها، حدقت فيه بعينين تومضان بعتبٍ غريب، وتحدثت بصوتٍ حاد:
إمتى رجعت، مش كنت بتقول لسه عندك شغل فى القاهرة… ليه بتحسسني دايمًا إني لعبة في إيدك.
سئمت ملامحه، لم يفهم ما الذي حدث.. قبل لحظات كانت تهمس إسمه بحبٍ وتتنهد بشوق فما الذي تغير فجأة.
اقترب منها، حاول لمس كتفها لكنها تراجعت، فزاد ذلك حيرة، بل وضيقًا خفيًا بدأ يتسلل إلى أعماقه… إبتلع ذلك بصبر قائلًا:
حبيت أعملهالك مفاجأة.
تهكمت عليه قائلة:.
مفاجأة مش لطيفة، ومن فضلك إبعد عني.
تضايق من طريقة حديثها لكن لن يستسلم ونظر الى صدرها وكتفيها وبعض علامات الحب واضحة عليهم،وتعمد إحراجها قائلًا:
درة بلاش طريقتك دي معايا،أنا مغصبتكيش، إنتِ كنت لسه من شوية دابية بين إيديا و…
قاطعته بعينين دامعتين:
من شوية كنت ناسية، دلوقتي افتكرت… إنك دايمًا بتكدب عليا، وكمان إستغليت إني كنت نايمة.
شعر طوفان بصدمة… كأن جدران الغرفة تضيق عليه… لكن لم يتركها هكذا تعمد إحراجها أكثر قائلًا:
غريبة إنك تنامي بقميص نوم مكشوف وكمان مش إسود.
نظرت لجسدها سُرعان ما شعرت بالخجل وسحبت الدثار عليها تُفكر بماذا تُبرر ذلك، تنحنحت قائلة بتعلثُم:
عادي الجو حار وكنت زهقانة.
نظر نحو شُرفة الغرفة وضع يدها على كتفها يلعب بأنامله بذاك الحبل الرفيع لقميصها قائلًا:
الأوضة فيها تكييف سهل تشغليه.
شعرت بتوتر قائلة بنزق:
المرة الجاية هشغله، تسمح تبعد إيدك عني.
إبتسم وتقبل تقلبها بل وأغاظها حين جذب بنطاله وقام بإرتدؤه ونهض من فوق الفراش قائلًا:
بلاش تشغيله دلوقتي، هروح أخد شاور بارد، وإنت كمان خدي شاور بارد ومش هتحسي بالحر، كده كده ابواب البلكونه مفتوحة والناموس هيدخل يعمل حفلة ويزود العلامات اللى على صدرك وأكتافك.
نظرت الى كتفيها وصدرها، سُرعان ما شعرت بالحرج لكن أخفته خلف غضبها وظلت صامته بينما هو ضحك وهو يغلق باب الحمام…
عاد من ذلك على سؤال جلال:
قولي أخبارك إنت إيه واضح إنك بقيت راجل أعمال، غريبة مع إنك كنت حابب تبقي وكيل نيابة.
تنهد طوفان بإستسلام قائلًا:
القدر يا جلال.
تنهد جلال هو الآخر مُتفهمً:
فعلًا القدر يا طوفان، أنا كمان عملت زيك وحاولت أتمرد بس واضح إن القدر دايمًا هو اللى بيجبرنا نتقبل فى النهاية ونتخلي أو عالأقل نستسلم، أنا كمان راجع للقدر إني أورث العمودية من أبويا، غير كمان ممكن القدر ده يخليني أستسلم لرغبة أمي، نفسها تجوزني لبنت عمي مستخسره تطلع لحد غريب.
إبتسم طوفان قائلًا بمزح:
مبروك مقدمً يا حضرة العمدة بالرفاء والبنين.
ضحك جلال قائلًا:
إنت خلاص صدقت إني ممكن أستسلم بسهولة كده، طبعًا جلال الهمامي مُناضل حتى النصر.
ضحك طوفان قائلًا:
فى القدر مهما ناضلت.. المكتوب مكتوب.. هترفع راية الاستسلام غضب عنك
❈-❈-❈
بمنزل والدة دُرة
بعد جلسة طويله بين دُرة وكريمان، كانت أشبه بتحقيق من كريمان مع دُرة عن حياتها بالفترة الأخيرة، تحدثن فى موضوعات كثيرة بعضها حساس وآخر مجرد إستفسار عابر ، لكن مازال
ذلك التردُد يُسيطر على عقل دُرة ولكن كريمان تعرف دُرة جيدًا حين تكون حائرة بأمر يشغل رأسها…وها هو السؤال المُنتظر من دُرة التى قالته بتردُد:
ماما هو إنت لما كنتِ بتبقي حامل كُنتِ بتحسي بإيه
قصدي يعني إيه هي الأعراض اللى…
قاطعتها كريمان بصدمة:
نفس الأعراض اللى إنتِ بتحسي بيها، يلا طلعي الإختبار من الشنطة وقومي إقطعي الشك باليقين.
لوهلة تملك دُرة الغباء وسألتها بلا فهم:
شك إيه باليقين.
زفرت كريمان نفسها بضجر قائلة:
مش معاكِ فى الشنطة إختبار حمل، قومي إستعمليه عشان تتأكدي إنك حامل.
إرتبكت دُرة قائلة بسؤال وجواب غبي:
عرفتي منين إن معايا إختبار حمل في الشنطة…إنتِ بتقري المستقبل.
إبتسمت كريمان قائلة:
لاء… بقرأ وشك باين عليك، حتى من غير ما تستعملي إختبار حمل متأكدة إنك حامل وإنتِ كمان عندك شبه يقين بس مش عارفة إزاي إنت المفروض دكتورة، يعني حتى من باب العِلم بالشئ تبقي عندك معرفة، بس عقلك هقول إيه، قومي إستعملى الاختبار عشان تقتنعي، وكمان لازم تتابعي مع دكتور أو دكتورة عشان حالة صدرك متأثرش عالجنين.
شعرت دُرة بالغيظ قائلة:
مش يمكن تكهناتك غلط.
ضحكت كريمان بإصرار قائلة:
ليه خايفة تتأكدي إنك حامل، معتقدش طوفان عنده إعتراض،بل متأكدة إنه يتمني تقولى له إنك حامل، دُرة بلاش تخلي الماضي يضع عليكِ زهوة فرحة حقيقية.
تدمعت عين دُرة وهي تنظر لـ كريمان نظرة يشوبها العتاب:
ليه بحس إنك واخدة اللى حصل كأنه شيء عادي إنى أتجوز من طوفان رغم إنه ساهم بشكل كبير فى ضياع الحق فى قضية قتل بابا.
غص قلب كريمان ونهضت من مكانها جلست جوار دُرة ضمتها من كتفيها، والدموع تنزف من عينيها قائلة بلوعة:
محدش قلبه إتكسر قد قلبي يا دُرة، موت مُختار كسر قلبي وضهري، بس لازم كان لازم أقف من تاني وأتحمل عشانك، وعشان أخوكِ إنتم أمانة مختار اللى سابها ليا، ومش معني إني بظهر إني كويسه أبقي كده إتقبلت اللى حصل، أنا لو بأيدي مكنتش إستنيت حكم المحكمة وروحت بأيدي خدت تار مختار، بس أنا مسؤولة عنك إنتِ وأخوكِ، بحاول أبان إني قوية، بس لازم أبقي قوية لو ضعفت كان زمان باسل هو كمان ضعف، تعرفي يا دُرة مختار قبل ما يموت بساعات قالي إيه؟.
نظرت لها دُرة وعينيها تسأل:
قالك إيه.
أجابتها وهي تبتلع غصة خانقة فى قلبها:
قالي عندى إحساس كبير جواز دُرة وحسام مش هيكمل…عندي إحساس إن دُرة مُترددة وفى لحظة هتاخد القرار وأنا مش هتعرض وقتها وهساندها،دُرة معندهاش أي مشاعر ناحية حسام غير إنه إبن عمتها،فى شئ حصل هو اللى خلاها وافقت على كتب الكتاب.
ذُهلت دُرة من قول كريمان، وسالت دموعها، هي كانت كذالك فعلًا، لو تأخر مقتل والدها ليوم واحد لأخبرته أنها لا تود ذلك الزواج، وتريد إنهاؤه قبل بداية قد تكون خاطئة ولها عواقب لاحقًا.
غصبًا تبسمت شفاه كريمان حين رأت نظرة عين دُرة، ضمّتها، ثم مدت يدها تُجفف دموعها قائلة:
مُتأكدة… لو مكنش عندك مشاعر لطوفان، عمرك ما كنتِ هتتقبلي جوازك منه… أو حتى على الأقل كنتِ هتمنعي نفسك عنه… وشخصية زي طوفان كان مستحيل يفرض نفسه عليكِ أو يغصبك في موضوع زي ده، لأن لو مفيش رضا… مش هيبقى في روح، ولا أمان، ولا حتى لحظة ممكن تتبني عليها حياة.
صمتت لحظة، ثم نظرت لـ دُرة بعمق، تحاول الوصل الى عقل دُرة ثم أكملت:
أنتِ بتحبيه يا دُرة، بس لسه خايفة تعترفي لنفسك… وده طبيعي… بس متنسيش، إن أوقات اللي بنحبه مش بيبقي محتاج تصريح، بيبقى محتاج نديه فرصة… الحُب ساعات بييجي في شكل طوق نجاة، وساعات بيبقى إعصار، وساعات بيبقى فى حضن ساكت وسط الفوضى… طوفان مش سهل، بس اللي شُفته في عينيه ناحيتك… مشاعر حُب حقيقي.
❈-❈-❈
فى شقة إبتهاج
كان باب الشقة مغلقًا، لكن ليس بإحكام… دفعه عزمي بهدوء ودلف إلى الداخل…
توقف في الرُدهة، وعيناه تستقران على ابتهاج التي أسرعت نحوه بخوف ظاهر، تضم نفسها إليه،شعر برعشة جسدها الناتجة عن الرعب.
لكنه لم يبالي بإدعائها المُتقن، وسأل بنبرة حادة:
ايه اللي حصل.
أجابته بإدعاء الذعر، تتلعثم قليلاً وكأن أنفاسها لا تسعفها:
أنا…أنا كنت نازلة أشتري شوية حاجات محتاجاها، مغبتش يمكن ساعة أو أقل… ولما رجعت، لقيت باب الشقة مفتوح.
ضيق عزمي عينيه وهو يتفحص ملامحها، جيدًا بتمعُن يبحث عن شِق صغير في قناع الخوف الذي ترتديه…وتحدث بنبرة هادئة تحمل تهديدًا مُبطنًا:
ولما لقيتِ الباب مفتوح… دخلتِ ليه.
اتسعت عينا ابتهاج، وتظاهرت بأنها تبتلع ريقها بصعوبة:
كنت مفزوعة…ومفكرتش قولت يمكن أكون انا نسيت أقفله كويس وأنا خارجة… دخلت بسرعة، لقيت الشقة زي ما إنت شايف كده، كنت هصوت وألم الجيران، بس خوفت إنت بعد كده تلوم عليا.
دفعها بعيد عنه
وتقدم خطوة، نظراته تجوب المكان بعين خبيرة، ثم فجأة سألها دون أن يلتفت:
لاحظت إن كالون الباب مش مكسور.
تجمدت للحظة قبل أن ترد:
أكيد اللى فتحه خبير وإستعمل طفاشة ولا حاجة تفتح الباب من غير ما يكسر الكالون.
أدار رأسه نحوها ببطء، ثم قال ببرود:
مُمكن.
رمشت عينيها بإضطراب ، وصوتها بدأ يفقد تماسكه:
أنا خايفة أوي، أنا حاسة أن روحي راحت مني ومعرفش إزاي إتصلت عليك.
اقترب منها حتى كاد يلامس وجهها، وهمس:
ومعرفتيش إيه ناقص من الشقة.
ردت بخوف:
لاء أنا مش قادرة أتلم على أعصابي.
تابع ملامحها بجمود وتحدث بإستهزاء:
مش قادرة تتلمي على أعصابك، لكن مخوفتيش تدخلي الشقة، مش يمكن كان الحرامي لسه جواها
بلعت ريقها وارتدت خطوة للوراء:
ما أنا قولت لك إني خوفت أصوت او أستنجد بالجيران لا تتعصب عليا، دخلت وأنا برتعش وقلبي كان هيوقف، قولت يمكن يكون الحرامي لسه هنا يخاف ويهرب من غير ما ياخد حاجه من الشقة.
نظر إليها طويلًا،نظرة تهكمية… ثم أدار ظهره واتجه نحو غرفة المكتب:
ماشي يا إبتهاج شوفي إيه اللى ناقص من الشقة عشان نعرف الحرامي كان هدفه إيه.
توترت إبتهاج وهي تنظر نحوه وهو يدخل الى تلك الغرفة رغم خوفها لكن لمعت عينيها، ثم توجهت نحو غرفة النوم…
بينما لم يحتاج عزمي الى تدقيق، فأمامه أدراج المكتب مكسورة، نظر داخل إحد الأدراج، تفاجئ بأختفاء تلك العلبة الذي كان يضع بداخلها السلاح، شعر بغضب عارم، وخرج يُنادي على إبتهاج بصوت جهور، لم ترد، سمع نواحها توجه نحو غرفة النوم، وجدها تجلس أرضًا تنوح وهي تضرب ساقيها بقوة قائلة:
الصيغة بتاعتي إتسرقت ، كمان مبلغ كُنت شيلاه على جنب.
نظر لها مازال بعقله بعضً من الشك…أن تلك السرقة قد تكون من تدبيرها،لكن ماذا ستفعل بذلك السلاح.
❈-❈-❈
بمنزل طوفان
دلفت دُرة الى المنزل، تشعر شعور خاص، بعدما تأكدت من ما كانت مُترددة من تأكيده،داخلها حسمت قرارها ستُخبر طوفان،أو بالأصح ستُأكد شكه…
تقابلت مع شُكرية فى الردهة،تبسمت لها بترحيب
قائلة:
الحجة وجدان فى المندرة من شوية كانت حاسة بصداع وجولت لها أكيد بسبب وجع عينيها…مبترضاش تلبس النضارة بتقول إنها بتخيلها.
تبسمت دُرة قائلة:
المفروض تلبسها ومع الوقت هتتعود عليها.
أومأت شكريه بتوافق، بينما تفوهت دُرة:
هروح أشوفها.
إبتسمت شكرية وغادرت، بينما توجهت دُرة الى المندرة، دلفت مُبتسمة، بعد إلقاء التحية، جلست مع وجدان يتسمران حول وجع عينيها، لكن فجأة سئم وجه دُرة حين سمعت ذلك الصوت البغيض يتحدث بعشم:
كيفك يا عمتي.
نظرة عين وجدان تبادلت بين دُرة وذلك الوضيع الذي تعمد الإقتراب من وجدان وإنحني وكاد يمسك يد وجدان، لكنها سحبت يدها ونظرت له بغضب:
إنت إيه اللى جابك هنا يا وليد، مش طوفان،آمر إنك ممنوع تدخل الدار، إزاي الغفير اللى عالباب سابك تدخل.
شعر وليد بالحرج والغضب لكن أخفي ذلك قائلًا:
وحشتيني يا عمتي، كمان فى موضوع مهم ومُتأكد إنت الوخيدة الللى هتقدر تقنع أبوي يوافق على غرضي..
❈-❈-❈
رغم برودة المياة
لكن يشعر بها تسيل حارقه على جلده يزفر نفسه بغضب وضيق، أزاد من برودة المياة لكن لا فرق، إلتقط انفاسه بقوة.. محاولًا تهدئة اعصابه ونفض غضبه…
فجأة كأنه سمع صوت سُعال لم يهتم للحظات ظل أسفل المياة حتى شعر أنفاسه تُختنق… فأخرج رأسه من أسفل المياة، يفتح عينيه ببطء وقد بدأ الضيق يحاصر صدره أكثر… لكن
تكرر صوت السُعال مجددًا…
هذه المرة لم يكن هادئًا…
خرج من أسفل المياه تتساقط من شعره على وجهه المشتعل، وقلبه يخفق بعنف…
وصوت السعال القوي يتكرر وكأنه نداء خافت، ضعيف، لكنه مستغيث…جذب منشفه
خرج سريعًا من الحمام، لوهلة وقف مُتجمدًا مصدومًا حين رأي دُرة محنية قليلًا تتألم بوضوح وهي تضع إحد يديها على صدرها ويدها الأخري أسفل بطنها، تسعُل بشدة، تئن بألم ودموعها تسيل وهي تنظر الى خطين من الدماء يسيلان فوق ساقيها…
فزع في عينيه،كأن قلبه توقف لوهلة، وعيناه لا تصدقان ما يراه…
ركض نحوها، مشاعره تتخبط بين الذهول والخوف وقلبه يكاد يخرج من صدره:
دُرة!
قالها بصوت خافت، كأنه لا يستطيع تصديق ما يحدث أمامه.
🌷🌷🌷