رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة الفصل الثالث 3 بقلم نور الشامي

رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة الفصل الثالث 3 بقلم نور الشامي

رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة الفصل الثالث 3 هى رواية من كتابة نور الشامي رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة الفصل الثالث 3 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة الفصل الثالث 3 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة الفصل الثالث 3

رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة بقلم نور الشامي

رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة الفصل الثالث 3

كانت تقف سحابة في مكانها كأن الزمن جمد لحظة نزول ذلك الشاب من السيارة السوداء الفاخرة و عينيه الحادتان ووقفته المتحدية وملامحه التي تحمل شيئا من أسد... كان يشبهه في كل شئ لكن فيه غربة لم تألفها  فهي تعرفه جيد هذا فهد ابن عم أسد الذي اقترب منها بخطوات واثقة وقال بصوت هادئ ساخر: 
سحابة.... مش كفاية اكده...ينفع برده ال بتعمليه دا..مغيش واحده تسيب بيت جوزها في انصاص الليالي بالطريجه دي.. ارجعي معانا... ابنك محتاجك وانتي مش هتعرفي تمشي خطوة لوحدك.
نظرت اليه سحابه  بعناد ورددت بحدة:
 مش هرجع... مش هرجع غير بإرادتي... ومش هسيب نفسي لعبة في إيدكم.. خلاص انا مش عايزاكم.. مش عايزه ابجي معاكم نهائي.. سيبيوني في حالي بجا حرام عليكم 
تنهد فهد ببرود ثم التفت للحرس وأشار على الطفل وتحدث بلهحه حازمه :  
ـخدوه وحطوه في العربية يلا دلوجتي وبراحه عليه 
انفجرت سحابة بصراخ ورددت: 
ـ لع... ابني... سيبوه سيب ابني يا فهد اتجي الله.. خرام عليك ليه اكده... انا عايزه ابني 
حاولت سحابه  الاندفاع نحوهم لكن فهد وقف في وجهها ومد يده ليوقفها ثم قال بجفاء:
 ابنك في بيته... معزز مكرم عايزاه؟ تجيله هناك... لكن انك تاخديه وتبهدليه اكده في الشوارع مش هيوحصل.. انا وابوه بجالنا سنين وسمين متمرطين في بلاد بره علشان كل ال اهنيه يعيشوا كويسين مش علشان تاخدي الولد وتبهدليه بعد كل دا 
القي فهد كلماته بحزن وكان الطفل قد بدأ في البكاء يناديها بصوت باكي فـ صرخت بكل ما فيها من ألم واندفعت تحاول الوصول إليه لكن فهد وقف في وجهها ومدّ يده يمنعها  وقال بنبرة حاسمة:
ـبس... خلصنا تعاليله هناك لو عايزه تشوفيه 
القي فهد كلماته وذهب وترك سحابه التي تجمدت الكلمات في حلقها وارتجفت شفتاها بينما دموعها سالت رغماً عنها ولم تحملها قدميها اكثر من ذالك فجلست علي الارض تبكي بحرقه وبعد فتره في إحدى زوايا القصر كان الليل قد أسدل ستائره لكن صوت البكاء الصغير ظل يخترق السكون...كان فارس يجلس على طرف السرير يحتضن دميته بشدة ودموعه تتساقط على خديه بينما جدته تحاول تهدئته بحنانها المعتاد لكن قلب الصغير كان ثائرا لا يهدأ فـ دفع باب الغرفة بهدوء ودخل أسد يتبعه جهاد وعلى الفور ارتفع بكاء فارس كأنما اشتعلت النار بداخله وصرخ بعينين غاضبتين:
برا..... مش عايزكم... أنا بكرهكم... أنتوا السبب... أنتي 
 وأشار بإصبعه الصغير نحو جهاد مرددا: 
إنتي خطفتي بابا من ماما... إنتي السبب ف كل حاجة وحشة انا مش بحبك وبكرهك 
شهقت جهاد وتراجعت للوراء كأن الطفل سدد لها طعنة في القلب أما أسد فتجمد مكانه للحظة ثم تنهد وقال بصوت هادئ:
كلكم سيبوني معاه شوية بعد اذنكم 
نظرت له زينب بحزن لكن أطاعته وخرجت معهم  ببطء تاركين الغرفة لهما فـ اقترب أسد من السرير وجلس على الأرض مقابله رفع عينيه نحو الصغير المشتعل غضبا وردد:
أنا عارف إنك زعلان... وأنا كمان زعلان من كل ال بيوحصل  بس انا هرجعهالك والله العظيم وهخليها تعيش معاك اهنيه ومفيش حاجة ف الدنيا هتمنعني إني أرجعلك أمك... دا وعد مني ليك يا فارس.. بس اهدي بجا وبطل عياط ونام علشان انت اكده هتتعب وانا وعد هرجعلك سحابه لحد اهنيه 
ارتعش قلب الطفل وهدأ أنينه شيئا فشيئا حتى سقط برأسه الصغير على الوسادة، يهمس:
أنا عايز ماما دلوجتي .. عايزها دلوجتي حالا 
رد أسد وهو يمرر يده على شعره :
 حاضر ... جريب جوي يا بطل... بس ارتاح دلوجتي، علشان لما ماما تيجي تلاجيك قوي اكده ومستنيها
أغمض فارس عينيه والدموع لا تزال تبلل رموشه ثم انساب في النوم ببطء بينما أسد جلس إلى جواره يراقب أنفاسه الصغيرة تهدأ وعيناه تتوعدان العالم أن يعيد له حضن أمه مهما كلفه الامر وبعد فتره فتح أسد الباب بهدوء فرأى جهاد تجلس على طرف الفراش ووجهها مدفون بين كفيها زدموعها تسيل في صمت فتقدم منها خطوة، ثم ناداها بصوت خافت:
جهاد...مالك اكده في اي عاد 
رفعت جهاد رأسها بسرعة وقد احمر وجهها من البكاء وحاولت مسح دموعها المرتبكة ثم تمتمت بصوت مختنق:
 أنا آسفة يا أسد... والله مكنتش عايزة أوصل الولد للحالة دي...  هو بيكرهني... وأنا مش عايزة أعيش مرفوضة في بيت واحد معاه...لو حابب نطلط وأسافر... أنا موافجه والله بس مش هايزه اعمل مسافه بينك وبين ابنك وام ابنك 
اقترب اسد  منها أكثر حتى جلس إلى جوارها وقال بنبرة حاسمة:
 اوعي تجيبي سيره الطلاج مره تانيه فارس صغير وزعلان... ومسيره ينزل أنا بحبك ومش هسيبك وعارف إنك جلبك طيب و
واكيد ابني هيحبك مع الوجت 
نظرت إليه جهاد بعينين غارقتين في الندم والخوف وتمتمت بصوت مكسور:
 بس أنا تعبت يا أسد... أنا مش قد كل دا والله 
امسك اسد  بيديها برفق وهمس:
 وأنا جمبك... هنعدي كل دا مع بعض.. بس بطلي عياط بجا واهدي شويه 
القي اسد كلماته ثم اقترب منها أكثر حتى صار وجهه قريبا من وجهها ومسح دموعها بإبهامه برقة ثم طبع قبلة هادئة على شفتيها وبعد دقائق معدوده انفتح باب البيت  بعنف وظهرت سحابه وهي تترنح داخله كانت ثيابها ممزقة والدم ينزف من رأسها وعيناها تشتعلان كالنار حتي دوي صوتها في أرجاء البيت مردده بصراخ:  
اسد... انت فين... انا عايزه ابني.. هو ابني فين أنا عايزة ابني دلوجتي حالا 
هبط أسد من أعلى السلالم عاري الصدر تتطاير شرارات الغضب من عينيه ووقف أمامها بثبات وصوته خالي من الرحمة وهتف:
ابنك؟! دا ابني أنا... امشي لوحدك بس الولد مش هيمشي معاكي
تقدمت نحوه ودموعها تغمر وجهها و صرخت بحرقة:
ابنك؟! دا انت مكنتش تعرف عنه اي حاجه! أنا كنت ليه الأم والأب... كنت حضنه وسنده جاي دلوجتب تفتكر انه ابنك... مش همشي من اهنيه غير وهو معايا 
أجابها اسد ببرود قاتل:
مش هتاخديه.... عايزة تجعدي معاه اجعدي واتقبلي ال حوصل مش عاجبك؟ الباب مفتوح امشي لوحدك
نظرت سحابه حولها بجنون ويداها تبحثان عن شيء  حتي  أمسكت بسكين من على الطاولة ورفعتها أمام صدره:
يا تجيب ابني... يا هجتلك دلوجتي حالا 
ضحك اسد ضحكة فارغة من الإحساس وردد بسخريه :
اعملي ال يريحك... اجتليني
اهتزت نظراتها ثم همست والدموع تسيل على وجنتيها:
انا خصيمك عند ربنا يوم القيامة.. حسبي الله ونعم وكيل فيك 
وفجاه في لحظةٍ خاطفة مزقت سحابه شرايين معصمها أمامه ليسقط السكين من يدها وتتهاوى على الأرض.. تسمرت قدمي اسد ثم صرخ بقوة و صوته يهز الجدران مردفا :
سحـــابه 
اقترب أسد منها بسرعة وهو يلهث من الصدمة، ركع إلى جوارها وحمل جسدها النازف بين ذراعيه وهو يهتف بجنون:
حد يحيب الحكيم بسرعه... يلا بسرعه اتصلوا بالحكيم 
ارتفعت الأصوات في القصر وركض الجميع بينما الدم ينزف من معصم سحابة كأن حياتها تتسرب بين يديه ووجهها الأبيض ازداد شحوبا وعيناه تفيض بالرعب فـ ظل يحتضنها ويضغط على الجرح بيده المرتجفة حتى دخل الطبيب على عجل، وبدأ بفحصها وعالج النزيف وسط صمت مشحون.... مرت الدقائق كأنها دهر وحين انتهى الطبيب مسح جبينه وقال بصوت حازم:
حالتها مش مستقرة... النزيف كان شديد، ولازم تهتموا بيها كويس الفترة الجاية الضغط النفسي ممكن يخليها تنهار تاني
أومأ أسد برأسه وهو لا يزال ينظر اليها بحزن  لكن قبل أن يتحدث دوى صوت زينب بغضب عارم وهي تقترب منه وفهد مردده: 
 انتو السبب.... انت وهو... انتو الاتنين السبب في كل المصايب دي مبسوطين اكده بال بيوحصل... رجعتوا ورجعتوا معاكم الخراب للبيت 
أشارت لهم بأصبعها وقد غطت الدموع عينيها ثم صرخت بوجه أسد:
وانت بتجول ابنك؟! إنت شوفت الولد إمتى.... دي ضحت بحياتها علشانه وانتو كلكم كنتوا فين.. كنت فين يا ابن بطني... في بلاد بره بتجمع فلوس.. مين جالك اننا عايزين فلةس لو هتجيب معاها الخراب دا 
ثم التفتت إلى فهد وصفعته بكلماتها:
 وانت يا فهد... جلبك فين؟ دي أم... تاخدوا منها ابنها كأنها حرامية... دا انا كنت بجول دايما ان مفيش اطيب من جلبك اي ال حةصل يا ابني... الغربه قست جلوبكم اكده ليه عاد مبجاش عندكم لا رحمه ولا جلب 
ثم زفرت بحرارة وهي تشير لهم بيدها:
امشوا من وشي... مش عايزة أشوف وش حد منكم جدامي  دلوجتي... امشوا يلا 
نظر فهد إلى الأرض بينما أسد وقف متصلبا لا يعرف إن كان يستحق البقاء أم الرحيل ثم تحركا ببطء خارج الغرفة تحت صراخها ودموعها ليتركا الباب خلفهما مغلقا أما زينب فعادت إلى سحابة وجلست على الأرض بجوارها تمسك يدها بحنان وهي تهمس ببكاء:
معلش يا بنتي... أنا معاكي... والله معاكي ومش هسيبك تاني أبدا 
في صباح اليوم التالي خرج فهد من غرفته وهو عابس الملامح رأسه مثقل بالأفكار والأحداث. وبينما كان يهم بالنزول لمحها من بعيد... كانت تسير بهدوء في الممر و شعرها الطويل منسدل على ظهرها وعيناها تحملان مزيجا من العناد والوجع فـ توقف للحظة يحدق بها...هي ملك  ابنه عمه... وأخت أسد... لم يتمالك فهد  نفسه واندفع نحوها وقبل أن تنبس بكلمة أمسك بذراعها وسحبها بعنف إلى غرفته فرددت بعصبيه:  
فهد.... سيبني! إنت بتعمل إي عاد 
لكنه لم يستجب و أغلق الباب خلفه بعنف واستدار يواجهها  و صوته مخنوق بالغضب وهتف:
ليه.... ليه بتعامليني اكده من وجت ما رجعت من السفر... ليه بتتجنبيني.... بتعملي كأني غريب
ابتعدت عنه وهي ترفع ذقنها بكبرياء ونظرت اليه بقلب ينزف لكنها أخفته خلف جمودها مردده: 
 عايز مني إي يا فهد... بعد تسع سنين... تسع سنين استنيتك... وفضلت أحبك... وانت؟ اخترت الفلوس! اخترتها.. وخسرتني.
حاول الاقتراب منها لكنها صدته فقال:
 أنا بحبك... والله العظيم لسه بحبك وعمري ما حبيت واحده غيرك 
صرخت ملك بحدة وهتفت :
الحب مش لعبة يا فهد.. مش على مزاجك.. الكون مش تحت أمرك تيجي تحب لما تفضى؟ لع أنا خلاص مش عايزاك... وهتجوز واحد تاني... واحد يستاهلني
اشتعلت النار في عينيه وانقض على يدها يمسكها بعنف وصوته خرج غاضبا:
مستحيل... مستحيل أسمح لحد يقربلك... غيري 
انتفضت ملك بعصبية وسحبت يدها من قبضته وهي تصرخ:
انت اتأخرت! وأنا مش لعبه في إيدك... هتجوز واحد غيرك جظام عيونك وال عندك اعمله بجا 
القت ملك كلماتها ثم فتحت الباب بعنف وخرجت تاركة خلفها قلبا محطما  وفي صباح يوم جديد دخل أسد الغرفة بهدوء كانت سحابة مستلقية على الفراش شاحبة الوجه، تغرق في نوم ثقيل لا يخلو من الألم فـ اقترب منها ببطء وجلس على طرف الفراش يتأمل ملامحها المتعبة ثم مد يده ببطء ولمس وجهها بحنان وكأنه يعتذر بصمت بعدها نزلت عيناه نحو يدها المصابة فمرر أنامله عليها بلطف يتأمل الجرح بمرارة حتي تنهدت سحابة بضعف ثم فتحت عينيها فجأة وحين وقعت عيناها عليه شهقت بفزع: 
ابعد عني... ابعد.. عايز مني اي عاد 
مد اسد يده ليهدئها وردد: 
اهدي يا سحابة... فارس في أوضته ومش عايزه يشوفك اكده 
ازدادت نظراتها حذرا وخوفا ورددت؛ 
انت مالكش صالخ بيا... طلجني وخلاص
ظهرت على وجهه علامات الحزن الحقيقي ثم تنهد قائلًا:
مش عايز أطلجك... إحنا نجدر نحل ا بينا بهدوء.... أنا عارف إني غلطت... بعترف جدامك اهه مش بنكر.. انا فعلا ظلمتك كتير جوي 
نظرت إليه سحابه  بعينين دامعتين لكنه أكمل: 
أنا مستعد أوافج على أي شرط تجولي عليه... هديكي كل ال نفسك فيه، بس افضلي اهنيه... متسيبيش فارس هو محتاجك
قالت سخابه بجفاء:
مش عايزة حاجة... ولا هعيش في بيتك.. انا كل ال عايزاه ابني وبس
رفع اسد حاجبيه وأسرع في الكلام مردفا :
خلاص هكتبلك البيت ده باسمك يبجى بيتك إنتي مش بيتي وإحنا ال عايشين فيه معاكي .. بس وافجي بلاش تسيبي فارس لوحده.. علشان انا كمان مش ناوي اخليه يبعد عني 
نظرت سحابه إليه مطولا وقلبها يضج بصراعات لا تهدأ وكانت على وشك أن ترد...لكن الباب انفتح فجأة. دخلت ريم بخطوات واثقة وبمجرد أن وقع نظرها على أسد ركضت نحوه واحتضنته قائلة بلهفة:
ينفع كده؟ ترجع من السفر من غير ما تيجي تسلم على مرتك
تجمدت سحابة في مكانها ونظراتها بين الاثنين وقلبها يهوى في قاع الخيبة حتي شهقت بصمت و 

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا