رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة الفصل الخامس 5 بقلم نور الشامي
رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة الفصل الخامس 5 هى رواية من كتابة نور الشامي رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة الفصل الخامس 5 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة الفصل الخامس 5 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة الفصل الخامس 5
رواية جبروت في قلب صعيدي اسد وسحابة الفصل الخامس 5
كان فارس جالسا في حضنها يختبئ من الخوف يبلل كتفها بدموعه الصغيرة وهي تمسح على رأسه بحنان تهدئه بكلمات دافئة علها تطفئ ما في قلبه من فزع وردد بخوف:
هو انتي هتجتليني؟
قالها بصوت باكي مرتعش وهو يتشبث بملابسها أكثر فـ ابتسمت له ريم رغم الألم في عينيها وربتت على ظهره مردفه:
لع طبعا يا حبيبي مستحيل أجتلك... دا أنا بحبك وهجيبلك حاجات حلوة كتيره جوي
وقبل أن تنهض لإحضار قطعة شوكولاتة كانت على الطاولة دوى صوت إطلاق نار في الخارج تبعه صوت ارتطام الباب بقوة واتسعت عيناها وجمدت في مكانها وقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها حتي انفتح الباب بعنف واقتحم المكان أسد يتقدمه فهد وعدد من الحراس وجميعهم يحملون وجوها صارمة ونظرات مشتعلة فصرخ فارس فجأة وركض نحو الداخلين وهتف:
بابااا
انحنى أسد سريعا واحتضن ابنه بقوة، ضاما إياه إلى صدره كمن استعاد روحه وردد:
انت كويس؟ حد عملك حاجة.... حد لمسك
قالها بصوت ملهوف مرتعش وهو يتفقد الطفل من رأسه حتى قدميه ووقفت ريم تنظر إليهما بصمت ثم قالت بهدوء مشوبٍ بالمرارة:
متخافش... أنا مش زيك. مستحيل أأذي طفل صغير
تحول وجه أسد في لحظة ونهض واقترب منها بخطوات غاضبة ثم أمسك يدها بشدة وعيناه تلمعان بالغضب:
بس أنا... أنا هجتلك
ابتسمت ريم بسخريه وهي تلامس وجهه مردده بابتسامه:
وآهون عليك برده تجتلني
وفجاه تدخل فهد بسرعة و جذب أسد للخلف وأبعده عنها ثم وقف أمامها وقال بصوت حازم:
احنا فاهمينك كويس يا ريم. وعارفين إنك بتلعبي معانا بالطريجه دي علشان تخوفينا بس لو قربتي من الولد تاني... أنا ال هجتلك
رفعت ريم ذقنها بشموخ وصوتها اهتز بالغضب وهتفت :
زي ما جتلتوا جوزي صوح احنا لسه بنبدأ. ومهما حوصل... مستحيل أسيبكم. وهنتجم منكم
نظر إليها أسد بسخرية وضحكة خفيفة خرجت قبل أن يقول:
ابجي وريني هتعملي إي عاد
انهي اسد كلماته ثم أمسك يد ابنه وخرج دون أن يلتفت خلفه وخلفه فهد والحراس تاركين ريم واقفة في منتصف المكان والنار تتقد في صدرها وفي صباح يوم جديد وفي صباح يوم جديد...كانت سحابة جالسة في غرفتها تقلب في هاتفها بملل قبل أن تجري اتصالا سريعا ورفعت الهاتف إلى أذنها وهمست بنبرة خافتة:
متقلقش... مش هتأخر.... هاجي في الميعاد ان شاء الله
أنهت المكالمة وهي تنهض من على طرف السرير تهم بالخروج لكن خطوات خفيفة جذبت انتباهها ورفعت عينيها لتجد جهاد واقفة عند باب الغرفة تنظر إليها بنظرة مشحونة ورددت بحده :
احنا لازم نتكلم يا سحابة.. دلوجتي حالا
رفعت سحابة حاجبها في استنكار وهتفت:
نتكلم؟ عن إي بجا ان شاء الله
خطت جهاد للداخل وارتجف صوتها وههتفت :
انتي متعرفيش أنا بحب أسد قد إي... مجدرش أعيش من غيره لحظه واحده.. هو كب حياتي لو سابني انا هكوت ومهما وصفتلك والله ما هتستوعبي انا ازاي بحبه
أغمضت سحابة عينيها لوهلة ثم فتحتها ونظرت إليها بجمود:
والمطلوب مني إي بجا ان شاء الله
جهاد بحده:
تسيبيه... وتبعدي عنه خالص... اطلجي وامشي انا حاولت معاه كتير جوي علشان نرجع نسافر تاني بس هو رفض.. فلازم انتي ال تمشي
ضحكت سحابة بسخرية ثم اقتربت منها خطوة ورددت بحدة:
انتي ازاي بجحه اكده .... متجوزة جوزي وكمان عايزاني أنا ال أسيبه؟
ردت جهاد بانفعال وهي تلوح بيدها:
علشان أنا أحق بيه منك.... انا ال كنت معاه طول التسع سنين ال فاتوا
تقدمت سحابة نحوها وهي تصرخ:
وأنا؟! أنا ال عيشت في نار سنين أنا ال اتعذبت واتمرمطت وأنا ال كنت كل يوم بعيط وهو مش موجود اصلا وانتي جاية دلوجتي تاخدي كل حاجة بالساهل وكمان عايزاني اسيب جوزي
تراجعت جهاد خطوة وهي تصيح:
أنا مش هسيبه... وجيت أحذرك بالذوق بدل ما أتصرف معاكي بالعافية
اشتعلت عينا سحابة بالغضب لكن قبل أن ترد انفتح باب الغرفة بعنف وظهر أسد من بعيد يقترب من الغرفه وفي لمح البصر، التفتت جهاد نحوه ثم أمسكت بكوب زجاجي من على الكومود و ضربته بالحائط فتكسر وأخذت شظية حادة وجرحت بها ذراعها ثم صرخت وهي تسقط على الأرض:
اااااه.. ساعدوني.. ليه اكده ياسحابه.. حرام عليكي انا عملتلك اي
اندفع اسد نحوها سريعا مرددا:
جهاد!..... إي ال حوصل.. مالك اي ال عمل فيكي اكده
وقفت سحابة مصدومه تتنفس بعنف وعيناها تتحركان بين جهاد التي تئن على الأرض والدم يسيل من ذراعها وبين أسد الذي جلس جوارها يحاول إسعافها وبعد فتره أسند أسد جهاد بحذر وقادها خارج الغرفة بخطوات ثابتة ثم أجلسها على الأريكة المجاورة ووضع يده على كتفها ليطمئنها قائلا بنبرة هادئة رغم غضبه المكتوم:
ـارتاحي دلوجتي... أنا هتصرف
هزت رأسها وهي تذرف دموعا مصطنعة ثم مسحت خديها بكفّها المرتجف وقالت بصوت متهدج:
هي ال عملت فيا اكده يا أسد... والله ما عملتلها حاجة دي هجمت عليا من غير سبب
ضاقت عينا أسد وهو يزفر بضيق ثم التفت عائدا إلى الغرفة بخطوات متسارعة وما إن فتح الباب حتى وجد سحابة تستعد لمغادرة المكان فوقف أمامها مانعا إياها من المرور وهتف بنبرة غاضبة:
ـرايحة فين؟! إزاي تعملي اكده في جهاد
تطلعت إليه سحابة بدهشة ممتزجة بالغضب ثم أجابته ببرود يخفي وراءه جرحا عميقا:
معملتلهاش حاجة... وعايز تصدج صدج مش عايز إنت حر
شدد اسد على أسنانه واقترب منها حتى كاد يلامسها وهو يقول بلهجة حادة:
مش هتمشي ومتتكلميش بالاسلوب دا تاني
رفعت سحابه رأسها في تحدي وقالت بثبات:
لع همشي... عندي مشوار مهم وهروح يعني هروح انت ملكش انك تجولي اكده اصلا
أشار اسد بيده نحوها وهو يتقدم خطوة أخرى مرددل :
وإنتي المفروض تستأذنيني الأول... أنا جوزك وبطلي العناد ال انتي فيه دا بجا
ضحكت سحابة بسخرية مؤلمة ورددت:
جوزي؟! أنا مش بعتبرك جوزي أصلا روح للممثلة ال اتجوزتها وسيبني في حالي بجا واها لو ريم عملت حاجة في ابني تاني... والله ما هسكت.... أنا مش مجبورة أستحمل مصايبك ولا بلاوي الناس ال جايبهم يدوسوا على حياتي
تجمد وجه أسد للحظة قبل أن ينفجر صوته غاضبا:
مصايب إي؟! انتي عبيطة ولا إي ؟! إنتي عارفة كويس مين ال جتل الراجل ال كان هيتجوز ريم... بلاش تستعبطي بجا.. ليه محسساني انك انتي البريئه المظلومه في موضوع ريم دا
ارتجف وجه سحابة وانطفأ بريق عينيها للحظة ثم نظرت إليه بنظرات مضطربة لا تعلم ما إن كانت صدمتها مما قال أم من جراءته حتي استدارت دون أن تنطق وفتحت الباب محاولة الخروج واسد لا يزال يحدق في أثرها حتي أشار إلى أحد الحراس واقترب منه بصوت خافت صارم:
راقبها... وعايز أعرف كل حركة بتعملها لحظه بلحظه
أومأ الحارس بطاعة بينما كانت سحابة تغادر المكان وخطواتها مثقلة بتلك الحقيقة التي باتت تلاحقها الآن أكثر من أي وقت مضى وفي المساء كان الليل قد بسط أجنحته على المكان والسكون يلف الحديقة الواسعة إلا من صوت خطوات فهد المتثاقلة وهو يتمشى ذهابا وإيابا ممسكا بهاتفه ويتحدث بانفعال متصاعد فقال وهو يضغط على أسنانه مردفا:
بطلي العناد ال انتي فيه دا يا ملك... أعمل إي أكتر من اكده يعني... أنا رجعت وبرده مش راضية تسامحيني ولا حتى تردي عليا بكلمة....انتي عارفه زين اني كان لازم اسلفر حتي لو غصب عني... كان عاجبك واحنا مش لاجيين ناكل؟!
ساد الصمت لثواني ثم تابع بصوت أعلى وقد بدأت نبرته ترتجف بالغضب:
يعني خلاص.... مش فارق معاكي؟! مش مهم اي حاجه عندك اكده
وفجأة ودون تردد القى بالهاتف أرضا بعنف فارتطم بالصخور وتبعثرت أجزاؤه. في تلك اللحظة ظهر أسد من بين الظلال يقترب بخطوات هادئة وصوت منخفض:
فيه إيه يا فهد.... مالك اكده
تنهد فهد بعمق وركل حجرا صغيرا تحت قدمه ثم نظر إلىه وقال بمرارة:
اختك يا أسد...ملك مش راضية تسامحني ولا تكلمني... أعمل إي تاني كان عاجبها زمان وإحنا بنعافر في لقمة العيش... بس لما قررت أسافر علشان أبني نفسي... اتقلبت عليا... انا عملت اي عاد لكل دا مش فاهم
وقف أسد إلى جواره يضع يديه في جيبه وعيناه تتأملان السماء الملبدة ثم قال بصوت هادئ:
بكرة تفهم كل حاجة... الزمن كفيل يوضحلها ال في جلبك
ظل فهد صامتا لثواني قبل أن يحول نظره إلى أسد فجأة ويقول:
وأنت؟... إي حكايتك مع سحابة
أطرق أسد برأسه قليلا وزفر بضيق ثم أجاب بصوت مبحوح:
م عارف... كنت فاكر إنها مش مهمة بالنسبالي بس الموضوع طلع مش إني عايزها علشان فارس وبس انا عايزها علشاني أنا كمان مش عايزها تبعد... أنا حاسس إني تايه من غيرها
ابتسم فهد بخفة وهز رأسه:
يبجي بتحبها...وأنت أصلا ساعة ما اتجوزتها مكنتش بتكرهها...
انت كنت معجب بيها بس عنيد زي عادتك!
وقبل أن يرد أسد ظهر أحد الحراس من بعيد يقترب منهم بخطوات ثابتة وفي يده ظرف مغلق وتوقف أمام أسد وقدم له الظرف باحترام:
اتفضل يا بيه... دا الشخص ال سحابة هانم كانت جاعدة معاه النهاردة
تجمدت ملامح أسد وحدق في الظرف بين يديه ثم تمتم بصدمة:
شخص مين؟... سحابة كانت جاعدة مع مين عاد
فتح الظرف بسرعة وأخرج الصور واحدة تلو الأخرى وما إن وقعت عيناه على ما فيها حتى اتسعتا بذهول وسقطت إحدى الصور من بين يديه دون أن يشعر..وبعد فتره وقف أمامها عاري الصدر و عيناه تتقدان غضبا واحتقارا ويده تقبض على مجموعة من الأوراق النقدية ورفعها ورماها في وجهها دون أن يرمش وصوته يجلجل في المكان مرددا :
عايزة فلوس؟ خدي مش دول ال خونتيني علشانهم.. اهم معاكي دلوجتي
تجمدت سحابة في مكانها وتبدلت ملامحها بين الصدمة والإنكار وتمتمت بصوت مرتجف:
انت بتجول إي؟ خيانة إي عاد ال بتتكلم عنه
اقترب اسد منها بخطوات ثقيلة وكل خطوة منه كانت كسكين يمزق صمتها ونظر إليها نظرة حارقة ثم قال بصوت مبحوح، يقطر مرارة:
أنا عرفت كل حاجة… وانتي عاملالي البريئة طول السنين، وانتي أصلا بتخونيني.. وانا ال كان ضميري بيأنبني علي ال عملته فيكي.. انتي طلعتي متستاهليش اي حاجه خالص
انهي اسد كلماته ومد يده عنوة ووضع المال في يدها المرتجفة ثم أكمل بسخرية جارحة:
مش دي ال كنتي عايزاها؟ خدي فلوس اهي
دفعته سحابه بدموع حارقة وانكسار لا يمكن إخفاؤه وهتفت:
انت فاكرني واحدة رخيصة علشان تتعامل معايا اكده
ضحك اسد ضحكة قصيرة مشوبة بالقهر والخذلان ثم قال وهو يحدق في عينيها:
إنتي أرخص واحدة شوفتها… واتعاملت معاها ومن النهاردة، لما أعوز أقربلك بعد اكده هدفع تمنك بالفلوس يا مرتي الحلوه المظلومه
رمى اسد دفعة أخرى من النقود في وجهها ثم مد يده نحوها محاولا انتزاع ما تبقى من كرامتها لكن الزمن تجمد عند تلك اللحظة ومزق ثيابها فصرخت سحابه وهي تدفعه بعيدا مردده:
الشخص ال انت بتجول اني بخونه معاك دا وجايبلي صوره يبحي رأفت... شخص انا هشتغل عنده علشان استقل بنفسي.. علشان لما اطلج وامشي من اهنيه انا وابني يبجي معايا فلوس اعىف اصرف عليه.. انت فاكرني اي.. واحده رخيصه.. انا محترمه ومستحيل اعمل اكده مش علشانك.. علشان نفسي.. وخد الفون اهه شوفه واتاكد من كل حاجه بس من اللحظه دي انا مش عايزاك.. انا بكرهك.. سيبني في حالي بحا انت عايز مني اي... عايز تموتني.. عايزني اجتل نفسي.. عايزني اعيش طول عمري تعيسه... والصبح بتجولي علي جوز ريم.. ايوه انا... انا ال جتلته.. بس جتلتله ازاي. علشانك.. انت كنت بتموت وانا مش بعرف اسوج كان لازم اوصلك المستشفي وخبطته فضب عني... جسما بالله غصب عني وجولتلك كتير بلاش تتهم نفسك انك انت ال عملت اكده.. وسيبني اعترف علي نفسي وانت رفضت وبسبب كل دا اجبروك تتجوز ريم.. انا كنت بحاول انقذك باي طريجه... ومستعده استحمل نتيجه ال عملته واروح اجول للشرطي اني انا السبب مش انت بس كفايه.. كفايه يا اسد ارحمني انا تعبت.. انا ماشيه.. مش هجعد اهنيه خلاص
تقدمت سحابة نحو باب الغرفة و يدها على المقبض والدموع لا تزال معلقة في عينيها وأنفاسها تتسارع وقلبها مثقل بالكلمات التي قالتها والجرح الذي لم يندمل بعد.لكن قبل أن تتمكن من فتح الباب سحبها أسد من ذراعها بقوة جعلتها تستدير رغما عنها وجسده التصق بها كأنما يريد أن يمنعها من الرحيل بأي طريقة وردد:
ـاستني... بالله عليكي متسبنيش اكده... أنا آسف... آسف على كل حاجه ... خليكي اهنيه
حاولت سحابه أن تدفعه وان تبعد يده عن ذراعها لكن يدها كانت ترتجف وقلبها يخونها ونظرت إلى عينيه المشتعلتين فاهتزت بداخلها كل جدران الغضب ورددت:
سيبني يا أسد... كفايه... أنا مش جادرة أكمل
لكنه لم يتركها بل ضمها إليه بقوة أكبر وكأن دفء جسده هو آخر حائط يمكنه الاحتماء خلفه وهتف:
لع... مش هسيبك... انتي لازم تفضلي معايا... متبعديش عني يا سحابة... بلاش تروحي بالله عليكي
ثم اقترب منها ببطء ويداه ترتجفان وهو يرفع كفه ليمسح دمعة سقطت على خدها وهمس:
انا بحبك... وغبي إني فهمت دا متأخر
لم تمنعه سحابه حين انحنى وقبلها قبلة مرتجفة كأنها اعتراف أخير فحاولت أن تبتعد أن تذكر نفسها بكل الألم لكنها فشلت بين ذراعيه وشعرت بأنها ما تزال تنتمي إلى هذا القلب رغم كل شيء.... حتى اختفى الفاصل بين الانكسار والحب، بين الندم والعشق ورغم كل الانكسارات... كان قلبه قد بدأ يستكين وروحه المضطربة وجدت في عينيها ما هدأ من عاصفته وضمها إليه بقوة، كأنه يخشى أن تفلت منه من جديد فاستسلمت له هي الأخرى رغم كل الألم ورغم كل الذكريات التي حفرت جراحها في أعماقها ولم تكن تعلم أهو حب أم مجرد ضعف أما هو فكان يظن أن لحظتهما تلك ستبقيها معه للأبد فهمس لها وهو يمسح دموعها:
أنا مش هسيبك تاني... وعد
لكن وسط هذا الهدوء الغريب تسلل شعور ثقيل إلى صدره كأن شيئا ما ينذر بالخطر و تجهمت ملامحه فجأة وأدار رأسه نحو الباب... ورائحة حارقة تسللت إلى أنفه منبعثة من الغرفة نفسها فـ تراجع بخطوة ثم قال بقلق:
فيه ريحة دخان جامده
اقترب اسد من الباب ببطء وعيناه تتابعان ذلك الخط الرفيع من الدخان الذي بدأ ينساب من تحته و لحظة واحدة فقط، كانت كافية لتتحول السكينة إلى فزع ففتح الباب بعنف، وفجأة...اندلع اللهب فتراجع على الفور وقلبه يرتجف والشرر يتطاير أمام عينيه والغرفة بدأت تشتعل والجدران تلتهمها ألسنة النار والدخان الكثيف بدأ يخنق الهواء فصرخ وهو يركض نحوها:
سحابة النار جومي معايا بسرعة وفجأه