رواية المتحكم في عشقنا من الفصل الاول للاخير بقلم ايه محمد
رواية المتحكم في عشقنا من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة ايه محمد رواية المتحكم في عشقنا من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية المتحكم في عشقنا من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية المتحكم في عشقنا من الفصل الاول للاخير
رواية المتحكم في عشقنا من الفصل الاول للاخير
" بالله عليـك ما تلمسـني اعتبرني زي أختك!!
ابتعـد عنها يقول بضيق:
_ أول مره؟
أومـأت برأسهـا تقـول ببكاء:
_ اه والله، أبـويا اللي أجبرني، بالله عليك اعتقني لوجه الله..
_ جوز أمك؟
قالت بقهر:
_لا ابويا.. ابويا اللي أنا من دمـه..
صاح " عيسي" بغضـب:
" منتصـر!!! أنت يا زفـت "
دلف منتصـر ينظـر بقلق تجـاه زعيـمه يسأله :
" خير يا قائد! "..
" كررت نفس الغلطـة تـاني، أنا مبحبش الغباء "..
" الغلط يتصلح يا قائد في لمح البصـر، اخرجي يا بت أنتي برا "..
قال عيسي بضيق:
" لحظه.. أنتي ليـكي اخوات؟! "..
هزت رأسها نفيا فسألها من جديد:
" عاوزة ترجـعي لأبوكي! "..
" احسن من الشارع يا بيـه "..
" لا مش أحسن مش ناقصه غبـاء.. تاخدها للبنسيون و تديهـا أوضه هناك، و شوفلها شغلانه في مطعم تبعي "..
قالت ببكاء:
" ربنا يجبـر بخاطرك ويعلي مراتبك يا بيه يا رب "..
أخذهـا منتصـر للخـارج وظـل عيسي مكـانه ينفخ دخـان سيجـاره بضـيق وصاح غاضبـا:
" منتصـر!!! "..
عاد منتصـر راكـضا تاركا تلك الفتاة بالخـارج وهو يتمتم بضيق:
" اركب جناحات واللي اعمل مني سبع نسخ!! "..
" اؤمر يا قـائد! "..
" الغـي صفقـة مؤمن زيـدان "..
نظر له منتصـر بصدمه:
" دي فيها رقاب يا قـائد!! احنا واخـدين نص المبـلغ! و بعدين البضـاعه جـاهزه و علي التسليم!! "..
وضـع عيسي قدما فوق الأخري و قال بغرور:
" وأنا لقيت مشتـري تاني وهيدفـع مبـلغ أكبـر، وبالنسبة لمؤمن فأنا مبحبش الظـلم، اديـله فلـوسه "..
سأله منتصـر بضيق:
" أنت كدا هتخـلق عداوة جـديدة بينك وبين ابن زيـدان يا عيسي!! هو احنا ناقصيـن عداوات!! و ميـن بقي المشتـري التاني!! "..
قال عيسي بخبث:
" سليـم مغـاوري "..
فـتح منتصـر عينه بصدمـه:
" أكبر عدو لمؤمن!! دا أنت كدا هتولعهـا بين الإتنين "..
" و هو دا بالظبط اللي أنا عـاوزه.. خليها تـولع بين الإتنين، حاسس بملل عاوز اتسلي شـوية، اي متسلاش!!
قـال منتصـر بضيق:
" لا إزاي يعنـي و دي تيجـي!! حيث كدا بقي نتقابل بكـرا الصبح "..
" رايح فين!! "..
" هروح اسلم علي مراتي قبل ما أموت.. سـلام يا قـائد! "..
تحـرك منتصـر للخـارج بضيق وظـل عيسي بمفـرده، بدل ثيـابه ثم أخذ مفـاتيح سيـارته و تحـرك بهـا عائدا لمنـزله الأسـاسي حيث يسكـن ومـعه والدته..
.........................................................
" خـاله زينـات!! يا خـاله خليهـم يدخـوني... يا خـاااله! "..
خـرج عيسي من سيـارته يقتـرب بغضـب من تلك التي تحـاول دفع حراس أحجامهم يفوقـون حجمها أضعاف ورغم ذلك تتدافع بينهم بإستماته وتنـادي بإسم والدته، سأل بغضب:
" في اي!! انتي مين؟! "..
إلتفت لله تقتـرب منه بلهفـه:
" عيسي!! أنا.. أنا أختك "...
نظر لها بتعجـب ثم قال بتفكير يحـاول تذكر اسمهـا:
" فـريده!! "..
هزت رأسها نفيا تقـول بإبتسامة:
" فردوس "..
سألها بضيق:
" اي اللي جـابك هنا!! عاوزة اي يعني!؟ "..
اختفـت ابتسامتهـا وقالت بحـزن:
" ماما ماتت.. ممكن اتكـلم معاك شوية لو سمحت! "..
نظر لها بضيق ثم فتح بـاب سيـارته فأتجـهت سريعا تجـلس بداخـلها و التف هو ليجلس بالجـهة الأخري وفتـح له حراسه البوابـة الخـارجيه يسيـر في الطريق الطـويل الذي يؤدي في النهـاية لقصـر القائد...
دلفـت فردوس تنـظر حـولها بإنبهـار، اشار لهـا عيسي لتجـلس فجـلست كما اخبـرها وهو أمامها فسألته بإهتمام:
" اخبار الخاله زينات اي!! كنت حـابة اشوفهـا، أنا جايالك انت بس عاوزة ابقي اسلم عليها "..
تأفف عيسي و سألها بضيق:
" في اي يا فردوس، اي اللي جـايبك بعد كل السنين دي!؟ "..
قـالت بإحراج:
" عيسي أنا... أنا و حنـة أخـتي هنطـرد من البيت علشان مدفعناش الإيجـار، و أبوك...
قاطـعها بحـده:
"متقوليش ابوك دي أنتي فاهمه!!"..
قالت بضيق:
" ما أنا كمان مش قادره أقول بابا "..
قال عيسي بسخرية:
" خلاص نقول عنه الزفـت.. حلو الاسم دا!! "..
قـالت بضيق:
" المهم.. الراجـل دا طفش من خمس شهور و سايب علينـا ديون كتير أوي، انا و حنة بنشتغـل بس مش عارفين نلاحق علي اي ولا اي.. و انا تعبت و مبقاش قدامي حل غير اني ألجأ ليك "..
أومـأ برأسه وقال بهدوء:
" ارجـعي بيتك و كل الديون هتتسد والايجـار، و هبعتلك فلوس كل شهر "..
جـاءت زينـات من الداخـل تقول بحـده:
" ترجـع فيـن يا عيسي!! "..
نظـرت لهـا فردوس بإبتسامـة واسعه وأقتربت منهـا فضمتهـا زينـات بحنـان ثم أخرجـتها من أحضانها وقالت بجدية:
" عيسي!! فيفي و حـنه هيجوا يعيشوا هنـا "..
سألها بإستنكـار:
" يعيشوا هنا فين!؟ "..
قالت فيفي بهـدوء:
" لسه في حاجه تـانيه عـاوزة عيسي فيهـا "..
نظر تجـاهها بضيق وملل فتابعت هي بتوتر:
" عـاوزاك تدور علي اخـواتك يا عيسي "..
" نعم يا اختي!! "..
اقتـربت منه تتابع حديثها بجدية:
" ماما قالتـلي قبل ما تمـوت ان.. انه يعنـي كـان متجـوز واحده عرفي بعد ماما، و لما البنت حمـلت هو اتخلي عنها بس هي خـلفت اتنين تؤام و بعـدين مشيت بسبب كـلام النـاس "..
قال عيسي بسخرية:
" اذا كان أنتي اللي أنا عارف بوجـودك من زمـان و قاطع علاقـتي بيكي هـروح أدور علي ولاده اللي أنا مش عارفهم!! ومش عاوزهم اساسا أنـا مش مدور علي حد "..
قالت فيفي بجدية:
" بس أنا عاوزاهم يا عيسي! أنا عاوزة يكـون لينا سند و ضهـر في الحيـاة، أنا عـندي ٢٤ سنه لما بيجيلي عريس ممبقاش عارفه اقوله يطلبني من مين!! انا بنام وانا مغمضه عين ومفتحـه عين، مش حاسه بالأمان أنا واختي.. انت اختارت متكونش موجود في حياتي بس يمكن هما يختاروني "..
قـال زينات بترجي:
" علشان خاطري أنا يا عيسي "..
تأفف عيسي بضـيق:
" الست دي اسمها اي وعنوانها! "..
أجابته فيفي بحمـاس:
" الورقة دي فيهـا كل المعلومات عنهـا.. ".
اخذ عيسي الورقة وأخرج هاتفه يصـورها ثم ارسلها لمنتصـر...
علي الجـانب الأخر كان يجـلس علي السفـرة ممسكـا بيد زوجته اليسري وبيدها اليمني كـانت تضع الطـعام بفمه، ارتبك عندما وجد هاتفـه يرن بنغمه خاصه لعيسي فأخرجه و هو يبتعد بضيق عن زوجته:
" أوامرك يا قائد "..
" بعتلك صورة، متنامش غير ما لما تجيبلي ولاد الست اللي اسمها في الورقة "..
" اعتبره حصل يا قائد "..
أنهـي منتصـر المكـالمه بضيق وهو يشد شعـره حتي كاد يأخذه بين يديه، نظـر لزوجـته بحزن و قال بضيق:
" نتقـابل بكرا الصبح يا نوسه.. سلام "..
أخذ جاكيتـه ثم رحـل لتنظر هي في أثره بغضـب و ضيق..
................................................
" في حد بـرا هيوصلك.. و دا رقمي الشخصي لو احتاجتي حاجه كلميني، متجـيش هنـا تاني يا فردوس "..
أومأت برأسها بحـزن ثم اتجهت لزينـات تضمهـا بحب ثم اخذت حقيبتهـا وتحـركت للخـارج بينمـا هو صعـد للأعلي تجـاه غرفـته و خلفـه والدته..
" يا ابني علاقاتك مع اللي حـواليك بتخسرهـا بسبب الفـلوس، فيها اي يعني لو كنت طبطت علي اختـك و خدتها في حضنك و قعدتها في بيتك!! يا ابني دي بنت و عايشـه لوحدها في منطقه عشوائيه، الناس هتنهش في لحمها "..
" مش من النهـاردة.. أنا هحط حراسها ليهـا هي وأختهـا و هبعتلها اللي تحتاجه.. تمام كدا!! "..
" لا مش تمـام!! اي هتفضل عـايش كدا بطـولك لوحدك!! انا ان عيشتلك النهاردة مش هعيش بكـرا يا عيسي.. لا جواز عاوز و لا عاوز تخلي اختك جمبك لحد ما عدلها يجيلهـا و لا حتي عاوز تدور علي اخواتك "..
ضحك عيسي بسخرية:
" الله أعلم أنا لو فضلت أدور ورا الراجل دا هيطلعلي كام أخ.. مش بعـيد لو روحت للتؤام دول يقـولولي الحق ابوك كان مخلف من الست اللي هناك دي علي أول الشارع "..
" طب اسكت متخنقناش وتجيب سيـرته، المهم انا لمـا كنت مع صافي هـانم ورتني صورة بنتها، والبت اي يا ولا طالعة من فيـلم اجنبي "..
قال عيسي بسخرية:
" صافي هانم!!! الله يرحم يا زينـات "..
أجابته بتهكم:
" ركز في اللي بقـوله، بقولك جيبالك عروسه! "..
تنهـد عيسي بتعب و هو يلقي بجسده علي فراشه:
" لا يا ماما "..
قالت بضيق ونفـاذ صبر:
" ماشي يا عيسي، موافقه علي رفضك بس بشـرط "..
" و اي هو بقي!؟ "..
" مترجـعليش كـل يـوم والتاني و قميصك في ريحه واحده شكـل يا حبيبـي "..
ألقت عليـه ثيابـه مع كلمه بضيق وغضـب فقال بتهكم:
" سبحان الله بغير لبسي قبل ما أرجع وبردو بتعـرفي!! انتي مرقبانـي يا زينـات!! دا المخابرات معرفتش تراقبني!! "..
نـظرت لـه بضـيق فتحرك تجـاهها يضـع رأسه علي قدمها وتمدد جوارهـا فمسدت هي علي رأسه بحـنان:
" نفسي أشيل عيالك يا عيسي، يا ابني دا أنت شعرك ابيض، هتعنس يا عيسي!! "..
" هو في راجل بيعنس يا زينات!! وبعدين مش خايفة تيجي واحده تاخدني منك يعني! "..
" يا حبيبي الأم بيبقي ليها مكـانة تانيه غير الزوجـة، دور علي بنت الحـلال يا عيسي اللي تكمل معاك باقي عمرك "..
تنهـد يغمض عينيـه بتعـب حـتي استسـلم للنـوم وأخيـرا فتركتـه زينـات لينعم بالراحـه و يغوص في أحـلامه، نفس الحـلم الذي رافقـه لسنوات وزائـرة أحلامه تجـلس أمامه مستنده بظهرها علي صدرها وهو يحيط جسده بيديـه، يتطـلع لخصـلاتها السوداء و تلك الخلصه البيضـاء تحـاول هي تخبئتهـا بيدهـا فأمسكهـا هو بيده و قـال بحب:
" بتخبيهـا ليه!! دي أكتر حاجـه بحبهـا فيكـي!! "..
فتح عينيـه علي صوت رنين هاتفـه و كان منتصـر فأجابه عيسي بصوت ناعس:
" لقيتهم!! "..
" اه لقيتهـم يا قائد في بيت عمك "..
" عمي!! عمي مين هو أنا ليا أعمام؟ "..
" اه يا حبيبي ليـك في طنطـا.. ف بكـرا الصبح بقي نشد الرحـال أنت وأنت علي السيد البدوي "..
" لا روحـله أنت "..
" عيسي الموضوع دا حساس أنا مش هروح أخد الشابين من وسـط بيتهـم وأقولهم معلشي أخوهم عاوز ياخدهم.. أنت لازم تيجي معايا "..
" بعد اذن المشاعر يا منتصـر، أنت الدراع اليمين لعيسـي ال... "..
قال منتصـر بسخريـة:
" مالك يا قائد مش فـاكر باقي الاسم ولا اي!!! ما علينـا بس الموضوع دا مش هينفع فيه القوة "..
أجابه عيسي بضيق:
" يبقي الصباح رباح "..
همس منتصر بغيظ:
" مـا كان من الأول ولا هو حرام ليك حلال فيا، دا أنت غتت"..
" طب مـا تسمعني بتقـول اي وتخليك راجـل!! "..
" بقولك نـوم العوافي يا حبيب قلبي، سـلام يا قائد "..
.....................................................
في الصبـاح التـالي...
كـان يتمدد في المقعـد الخلفي لسيـارته و بالأمام منتصـر ينظر له بضـيق من المرآة وهو يقـود السيـارة بتعـب بسبب ساعات نومـة القليلـه، يتحرك في طريقـه لمدينـة طنطـا..
وإن لم تكن سعيـدا، عكر مزاج الآخرين..
قـام بتشغـيل الأغاني بصـوت مرتفـع ففتح عيسي عينيه بإنزعـاج واعتدل في كرسيـه ينظر لـه بغضـب:
" اطفي الزفت دا "..
لم يكـن ليتجرأ منتصر علي عصيان أوامر القائد فأغلقها بضيق فسأله عيسي بإنزعاج:
" مالك يا منتصر!! "..
وأخيرا انفـتح منتصـر به يقول بضيق:
" امبـارح كانت ذكـري جوازي، و اليـوم اتضـرب من أوله لأخره، ونسرين مبتكلمنيش كمان و شكـلها ناوي يسيبلي البيت و يمشي "..
" وهو أنت يعـني بتلعب ما أنت في شغـل، دا دلع وكلام فاضي "..
نـظر له منتصـر بضـيق ثم أكمـل طريقـه حـتي أصـبح وأخيرا الإثنـين أمام منـزل ذلك العـم الذي ظهـر فجاءه بحيـاته...
تحرك منتصر للداخل اذ كـان البيت مزدحـم و تعلو بـه صوت الأغاني والزغاريـد..
اقترب منعـم منهم يسـألهم بتعجب:
" أنتم مين يا بهـوات!! "..
اقترب منتصـر من الرجـل يصافحه ويسأله:
" حضرتك الأستاذ منعم!! "..
" أيوا أنا "..
اقترب عيسي يقول بضيق:
" أنا عيسي.. ابن اخوك "..
تسأل منعم بتعجب:
" يااه، بعـد كل السنيـن دي!! طب اتفضـلوا تعـالوا بعيـد عن الدوشـه دي "..
أخذهم منعـم لإحدي الغرف وعيسي ينظر حوله بضيق حتي جـلس و أمامهم جلس منعم فسأله عيسي بضيق:
" أنت اتجـوزت الست اللي كان اخوك متجوزها و مخلف منها عيليـن!! "..
اومأ منعم برأسه:
" اه اتجـوزتهـا، مهـو طلقهـا و اساسا مكانش متجـوزها رسمي يعني دي كانت ورقة عرفي "..
" وعيالها فين! ".. سأله عيسي.
" برا يا ابني، أصـل النهـاردة كتب كتاب بنتـي عقبال عندك "...
" طيب أنا عاوز أشوفهم، وعاوزهم يجوا معايا القاهرة علشان فردوس عاوزه تتعرف عليهم، يعرفوها وتعرفهم "..
" خلاص يبقي تحضـر كتب كتـاب بنت عمك الأول و بعـدين تتكلم معاها و تتفق معاهم هما، اعتبروا البيت بيتكم، هروح أجيبلكم حاجه تشربوها"
تحـرك منعـم للخـارج فبقي عيسي و منتصر الذي تراجـع برأسـه علي الأريكـه وهو يتمتم بضيق:
"قصدك بنتك اللي هتبيعهـا"..
نـظر له عيسي يسأله بتعجب:
" اي!! "..
اعتدل منتصر يقول بجـديـة:
" وأنا بدور عليـهم عرفت ان منعم دا اتجـوز ام اخواتك علي مراتـه اللي هـي كانت مخلفـه منه بنت، اللي هي العروسه دي.. المهم يعني عرفت ان عمك دا عنده عيب واحد.. الفـلوس!
العريس مش كبير أوي، عنده ٤٠ سنـه و هي ٢٥.. شغال في الإمارات بقاله عشر سنين و معاه كتيـر أوي، بس مش دي المشكله "
" اومال!! "..
" بنت عمك هتكون الزوجة التالته، وليه لا عمك قابض مهر مليـون جنيه "..
" أما عيـلة عاوزة الحرق صحيح، دا حاجه تعر يا جدع "..
ضحك منتصـر وهو يؤيده:
" جدتك معـرفتش تربي تقريبا كدا "..
" طيب تعـالا ندور علي اخواتي دول نشوفهم فين علشان نخلص أنا مبحبش الدوشه "..
تحـرك معه منتصـر للخـارج وبدأوا في البحـث عنهـم، تجـول عيسي و كـانت النظرات حـوله من جميـع من بالمنـزل، حتي ان احدي السيدات دفعـت ابنتهـا تجـاهه لتقـدم له مشـروبا باردا فقدمـته له الفتـاة بإضطراب ليأخذه عيسي و يتخطـاها مكملا جـولتـه حتي توقف أمام احدي الغـرف، كان سيتخطـاها لولا سماعـه لصوت شهقات عاليـه...
كـانت تدفن وجهها بين يديها وهي تبكـي و ينسدل شعـرها علي يديها و يخفي وجهها بشكـل كامـل، كان سيتخطـاها للمرة الثانيـة لولا رؤيـته لتلك الخصـله التي يعـرفها جيدا..
اقترب عيسي أكثر وكاد يقتحم غرفتهـا حتي و هو يدقق نـظره في خصلات شعـرها و لكن اوقفـه صوت أنثـوي قادم من خلفه..
" عيسي!!! "..
ألتفت عيسي لهـا، لم يتعرف عيسي عليها فقدمت نفسهـا:
" أنا فاتن، مامت عمـار و عمر اخواتك "..
انتبه عيسي لهـا وكـاد يسألها عن اخوته ولكنه وجـدهم بالفعـل يأتون من خلفـها ينظرون بتعجـب لأخيهم كما أخبرهم منعم منذ قليل..
كـانوا يشبهـون بعضهم لحد كبير ولكن يمكن بالنهاية التفرقة بينهم فقالت فاتن بإبتسامة:
" دا عمر، و دا عمـار... دا عيسي أخوكم يا حبايبي "..
اقتـرب عمار منه بحمـاس يضمه ويربت علي ظهره بقـوة فرفع عيسي يده يضمـه بهدوء:
" مكنتش أعـرف انكم كبار كدا، فكرتكم مراهقين! "..
قـالت فـاتن بإبتسامة واسعه:
" لا دول اصغر من فـردوس ب سنتين اتنين بس.. ٢٢ سنه، عمـار اتخرج السنـادي من كلية التجارة لسه معملوش حفلة التخـرج، و عمر لسه فاضله سنـه في كلية طب الأسنان في جامعة طنطا هنا "..
قال عمر بهدوء:
" و في كمان سنه امتيـاز "..
مد يده يصافحـه فصافحـه عيسي ثم و ضـع يده في جيبه يقــول بهدوء:
" الحقيقـة فردوس عاوزة تشوفـكم و أنا قولت أجيبكم ليهـا لحد هنا، حد عنده مشكـلة نروح القـاهرة!! "..
سبقتهـم فاتن بالحديث:
" يخلـصوا بس كتب الكـتاب وبعدين هيجـوا معاك يا ابني، هما من زمان عاوزين يشوفوا أختهم و يشوفوك بس أنا قولتلهم محدش يعرفكم فيهم، مكنتش أعرف والله انكم عارفين "..
قال عيسي بجـديه:
" لا أنا مكنتش أعرف، و عامة انا أصلا مشوفتش فردوس غير امبارح من ساعـة ما سيبت الحي..و فردوس عرفت لما امها ماتت "
نظرت له فاتن بصدمه فهي ظنت بأن فردوس تعيش مع اخيهـا، تحرك عيسي من امامهم و خرج ليجـد منتصـر يجـلس بين النساء و يسقف بيده معهم يشاركهم الغناء...
وهكذا بدي المشهد، شاب قـوي البنيه كمنتصر يرتدي بذلـة رسميـه غايه في الأناقه، يضـع نظارة الشمس و يجلس بيهم يسقف ويغني، ضاعت الهيبه!
اقتـرب منه عيسي يسحبـه بضيق واخذه بعيدا عن الجميع يقـول بحده:
" اسمعني كـويس، عريس الغفـله دا ميوصلش "..
نظر له منتصر بتعجب:
" يعني اي ميوصلش!! "..
" يعـني...
" اسمعني كـويس، عريس الغفـله دا ميوصلش "..
نظر له منتصر بتعجب:
" يعني اي ميوصلش!! "..
نظر له عيسي بأعين غاضبه ليرتبك منتصر ويتراجع خطوة ثم قال بجديه:
" اعتبره حصـل يا قائد "..
تحـرك منتصر سريعا من أمامه ليبدأ في التنفيـذ و عيسي جـلس بكـل هـدوء ينظر لهـاتفه فهو ينتظر اتصالا مهما منذ الصبـاح و أخيرا صدع رنين هاتفـه ليتركه لدقائق ثم اخذه بعدها بتكاسل يجيبه بهدوء:
" مؤمن... عاش من سمع صـوتك! "..
اتاه صـوت مؤمن الغليظ الغاضب فأبعـد عيسي الهاتف عن أذنه بضـيق، قام برج هاتفه ثم قربه من اذنه مره أخري يقول ببرود:
" شكلك واخد حباية الشجـاعة ومش عارف انت بتعلي صـوتك علي ميـن! "..
صك مؤمن علي أسنانه بغضب فهو لا يود إنشاء عداوة ولا بأي شكل مع عيسي القائد ليقول بصوت أقل حده:
" مفيناش من الغدر يا قائد!! "..
" دا بيزنيس يا مؤمن، و سليم دفع أكتر قصاد نفس البضاعه، وأنت عارف اللي يدفع أكتر هو اللي يشيـل، والله بقي انت مش قدها دا ميخصنيش! "..
" أنا قدها ونص وأنت عارف كويس أوي.. و أنا هدفعـلك قد اللي هيدفعـهوملك و أكتـر، بس البضاعه دي بتاعتـي يا عيسي "..
" تؤ، بتستغـلوا طيبتي وحنيتـي، طب خـلاص اعتبر البضاعـه بتاعتك "...
" التسليم امتي! "..
" هتعرف في الوقت المنـاسب "..
أنهـي عيسي المكـالمه وجلس يشعر بالملل لما يقرب الساعه ثم تحـرك لداخـل المنـزل فـوجد عمه يخـرج وقد بدي علي وجهه الخـو'ف والهلع...
" العريس بيقـول مش جاي!! "..
تصنع عيسي الصدمه وقال بهدوء:
" لا حول ولا قـوة إلا بالله، اي اللي حصل بس يا عمي!؟ دا النهاردة كتب الكتاب! "..
" والله ما عارف اي اللي حصل، المصيبه انه دافع مليـون جنيه وعاوزهم و انا اتصـرفت في المبـلغ، دا غير الفضيحـه!! "..
جـلس عيسي بهدوء يضع قدما فوق الأخري:
" مفيش فضيحه ولا حاجه يا عمي، عريس بنتك موجود و المليون جنيه اعتبرهم اتدفعـوا "..
" عريس! ودا هتجيبـوا منين في ظرف ساعة زمن!! "..
" أنا! و مهـر مليـون جنيه تاني غير اللي هدفعه، وياريت نكتب الكتاب ونشهـره علشان هاخد العروسه وأنا ماشي، ها يا عمي!! قولت اي؟ "..
ابتسم منعـم بتوتر:
" هقول اي يا ابني!! ألف مبـروك "..
.............................................................
" بـارك الله لكمـا وبارك عليكمـا وجمع بينكمـا في خيـر "..
لم يكـن يتوقـع أن يتزوج أبدا وكانت تلك نيتـه، هو لم يراها حتـي! لم يعرف اسمها سوي من دقيقـه، يحـاول اقناع عقله أنه أنقذها من تلك الزيجـه ولكنـه يعلم من داخله بأنه أكثر الأشخاص أنانيـه في هذه اللحظات، ربما تلك المره التي لم يستطع بهـا عقله التغلب علي قلبـه..
" اي يا عمي مش هشوف العروسه ولا اي!! "..
" اه يا ابني طبعا تعـالا"..
أخذه منعـم لغرفـة ابنتـه، خرجـت جميع الفتيـات لتبقي هي " زمرد " تنظر أرضا، ليس خجـلا وإنما تخفي عيناها المنتفخـه من أثر البكـاء...
صدمه ألجمته عندمـا وجد أمامه ملاكا أبيض، فستانها الأبيض الراقي و حجـابها و نقاب ابيض!!
لم يكن يعلم انها منتقبـه حتي!!
عندمـا استمـع لصـوت إغلاق البـاب اقتـرب منهـا يقـول بهدوء:
" لو مش هضايقك أشوفك! "..
رفـعت وجـهها لـه ورفعت يدها علي النقاب فأقترب هو وأمسك بيدها لترتجـف و تسحب يدها، الرجفه التي تؤكـد له بأن تلك اليد لم يمسها غريبا قط، رفـع هو عنهـا نقابهـا ليري.. ان كـانت هي نفسها زائرة أحلامـه، أو لا!!
همس بهدوء:
" زمرد "..
نظرت له بتساؤل ولكـنه لم يكن يناديها، فقط يكرر اسمها علي لسـانه للمرة الأولي..
هو لا يصدق حتي الآن تحقق ذلك الحـلم و ها هي تقف أمامه بنفس ملامحـها التي حفظهـا، وضع النقاب مرة أخري يقول بجدية:
" يلا بينا "..
تحـركت السيـارة بهم بعدما ودعـت أهلها لينطلق بها و معه أخـوته ومنتصـر للعودة للقـاهرة من جـديد...
كـان يحـاول منذ دقائق الخروج من بين أحضانهـا، فهي انهالت عليه بالمبـاركات والأحضان والقبـلات بهذه المناسبـة السريعـه، وأخيـرا تزوج ابنها الوحيـد و آتي بعروسه لتكـون سكنـا له..
التفت لإخوته يقـول بهدوء:
" البيت بيتكم "..
تحرك للأعـلي تاركـا لها حرية الإختيار إن كانت تود البـقاء معـه بغرفـته، أو سيبقى هو معها حيث تختار ولكن بعـد دقـائق دقت والدته البـاب ودلفـت وهي خلفهـا تسيـر ببطئ تنـظر حـولها بقـلق فأعتدل هو في جـلسته يتابعهـا بهدوء...
قالت زيـنات بإبتـسامة:
" هبعتلكم العشـاء.. "..
تحركت للخـارج وأغلـقت الباب خلفـها لتضطرب زمـرد و تتحـرك تبحث عن حقيبتهـا وعاد عيسي لوضعيته مستلقيا علي فراشـه بإرهاق..
فتحـت الحقيبـه تبحث عن شئ لترتديـه فأخذت فستان بيتـي مريـح واتجـهت للمرحـاض..
هو فقط يتابعها في صمت.
..............................................
"نسـرين!! حبيبتي أنتي فيـن!!"..
دلف منتـصر يبحـث عنها بضيق، كان يعلم بأنها ستترك المنـزل و سيبقي هو بمفرده، جلس بملل:
" ليه يا نوسه انتي عارفه اني مقدرش اقعد هنا من غيرك!! "..
آتته رسـاله علي هاتفـه، نغمة أخري خصصها لرسـائل عيسي ليعرفها علي الفور، تأفف بضـيق وهو يسحب الهاتف يقرأ الرساله..
" فنـدق ******** الزمـالك، أوضه ٢٠١ "...
تأفف بضيق وهو يجيبـه:
" دا اي دا بالظبط!! "..
" هتلاقي هناك واحـد، عاوزك تراقبـه كويس، عينك متتشالش عنه يا منتصر فـاهم!! "..
قال منتصر بحزن:
" يا عيسي أنا لازم اروح اجيب نسرين من عند مـامتها، هراضيها بس وبعـدين أروح اشوف الموضوع دا "..
" والله لو مكنتش قـادر تشوف شغلك يبقي تقعد جمب مـراتك أحسن!
دا شغـل و اللي مراتك بتعمـله دا دلـع، وعامة ميخصنيش، اللي اقوله يتنفـذ سامع!! "..
" أوامرك يا قائـد "...
تحـرك منتصـر بالفعـل تجـاه ذلك الفنـدق و هناك استقبـله العمال وكأنهم بإنتظـاره ثم آتـاه اتصـالا هاتفيا من عيسي:
" وصلت الفندق! "..
" اه بس لاقيت في ناس بتستقبلني وأدتني المفتـاح! هو في اي انا مش فاهم حاجه "..
" طيب اطـلع.. خليك معايا عشان لو حصـل حاجه أعرف وأجيلك "..
تحـرك منتصـر للأعـلي بـريب و اتجـه لتلك الغرفـة يفتح بـابهـا ليتفاجأ بهـا أمامه، عشقـه الأول والأخيـر..
اقـترب منها بحـب كبيـر يضمهـا لأحضـانه يعتذر منها:
" حقك عليـا يا نوسه أنا اسف والله "..
ابتسـمت بحـنان تضم وجـهه بين يديهـا تقـول بحب:
" انا بحبك أوي ومقدرش أزعـل منك.. "..
غمزهـا منتصر بخبث:
" بس اي القمر والحـلاوة و الجمـال دا، لا اتجرأنا ولبسنا قصيـر و حطي....
" أنت يا روميـووو!!!
فـزع منتصـر و هو ينظـر لهاتفـه ثم دفـع زوجتـه بعيدا عنـه يرفـع الهاتف علي اذنه مـرة أخري..
"أوامرك يا قائد"..
قال عيسي بخبث:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" لا قائد اي بقي والله النهـاردة ما يكون في قـائد غيرك، أنا حجـزتلكم الأوضة النهاردة و المطـعم كـله و مظبطلكم عشاء حـلو، صالح مراتك بقي "..
اومأ منتصـر بإمتنـان وقبل أن يشكـره انتبه لشئ ما ليصـرخ بغضب:
" مين اللي جـايب الفستان دا!! "..
ضحك عيسي و قـال بين ضحكاته:
" ماما اللي جابت اللبس والله ما عارف هي جابت اي حتي! بس شكـله عجبك "..
أجابه منتصر بضيق:
" اخرس يا عيسى يا... ".
وقبل أن يُكمـل بقية الإسم أنهي عيسى المكالمة بضيق فضحك منتصر بسخرية ثم أغلق هاتفـه و ألقـاه بعيـدا يقتـرب من زوجـته مجـددا يضمهـا بحـنان:
" يـلا غيري هدومك و تعـالي ننزل نتعشي علشان جـعان أوي، مـع أني مبقيتش أقدر أكل غير الأكل اللي بتعمـله ايديكي "..
قبـل يدهـا بحب فقـال بإبتسامة واسعـه:
" ماشي يا حبيبي ثانيـة واحده و هكون قدامك "..
.......................................................
خرجـت من المرحـاض فـوضع هاتفـه جانبـا، كان فستان قطـني من اللون الأسود يغطـي كـل جسدها، لم يكـن ضيق أو واسع كثيابهـا المعتاده، و عقدت شعرها بضفيـره تضعهـا علي كتفها بإهمـال..
ذهـبت لتجـلس علي الأريكـة تمسك بهـاتفها صامته تنتظر منه هـو الحديث ولكنه لم يتحـدث و عندمـا سمع صوت طـرقات البـاب اتجـه ليفتحـه قبـل أن تتحرك ثم أخذ الطـعام و وضعه علي الطـاوله و قال أخيرا:
" الأكـل يا زمرد "..
قالت بهدوء شديد:
" شكـرا أنا مش جعـانه "..
أقتـرب منهـا عيسى وجـلس أمامهـا، تعلقت عيناه بخصـلتها البيضـاء فرفـع يده يتلمسهـا يقول بهدوء:
" تعـرفي انها ملفته أوي.. يمكن بالنسبـالي، أعتقد بالنسبالك مميزة صح! "..
هزت رأسها نفيا تقول بخفـوت:
" بالعكـس أنا مبحبهاش "..
ابتسم يقول بصوت أقرب للهمس:
" عـارف "..
مد يده يـرفع رأسهـا لتتقابـل عيناها بخاصـته، طالعها بهدوء يتفحص ملامح وجههـا، توترهـا حتي نفـورها منه.. قال بتعقل:
" أنا مش عاوز منك غيـر انك تفضلي معايا في نفس الأوضـة، قدام ماما احنا كويسين و عايشيـن في الحب بذاته بكـل تفاصيـله، غير كـدا أنتي حره.. القصر دا أنتي الملكـة فيـه "..
قالت بدموع:
" فكرتك هتعاملني وحش بسبب اني تقريبا ابويا باعني ليـك! "..
" وأنا اشتريت بالغـالي يا زمرد، بصي علشان لازم تكـوني عارفه، أنا اللي عطـلت العريس و عرضت علي أبوكي اني اتجـوزك.. مكنتش عاوزه يظلمك زي ما أبو.. عمك ظلمني أنا واخـواتي كلهم "..
نظرت له بصدمـه بينمـا تحرك هو لخـارج الغرفـة ليتركهـا علي راحتهـا في يومها الأول ببيتـه، واتخذ غرفة أخري للمبيت...
.........................................................
" أول مره أشـوف تسليـم شحـنة مخـد'رات الساعـة ٦ الصبـح يا عيسي!! "..
كـان عيسي صامتـا يتابـع بعينيـه كل ما يحدث أمامه بتركـيز شـديد فهـو لا يأمن غدرهـم بأي لحـظه، ولا يثق بأحد، مؤمن و رجـاله!
حتي حراسـه هو نفسهم لا يثق بهـم بالكـامل.. أقترب من الأمـوال يتفحصهـا بخبـره فقـال مؤمن بسخرية:
" بتعرف الدولارات الحقيقـية من المزيفـة كمـان!! "..
لم يجيـبه عيسي بل سأله ببرود:
" بضاعتك تمام! "..
أومأ مؤمن وهو يحمـل حقيبـة المخدرات ينظر لهـا بخبث:
" زي الفـل "..
" يـدوب تلحق تـوزع بضاعتك، أصل نسيت أقولك ان مغـاوري معاه نفس البضـاعة بنفس الكميـه "..
أقترب منه مؤمن:
" أنت اتجننت يا عيسى!! "..
" تؤتؤتؤ.. كدا أصوات عـاليه علي الصبح! الناس نايمـة عيب "..
صرخ مؤمن بحـده:
" مينفعش يبقي معانا نفس الصنف في نفس الوقت، أنت كدا هتبـور البضاعه معايا! "..
ضحك عيسي يقول بسخرية:
" أنت فاكر نفسك فكهـاني!! الشاطر هو اللي هيصـرف بضاعته النهـاردة قبـل بكـرا.. و آه اللي بضاعته هتخلص الأول هو اللي يستاهل يكمـل شغل مع عيسى "..
" أنت بتلعب بينا بقـي!! "..
" دا أوامر جـايه من فـوق، الظاهر كدا ان انهم عامليـن جدول مقارنه بينك و بين مغـاوري، وأنت عارف اللي بيخسر بيروح فين! "..
ارتبـك مؤمن و تحرك للخـلف يشيـر لرجـاله بالرحـيل ليبدأ في توزيـع بضاعـته والإنتهـاء منهـا قبل منافسـه، وعيسي ينظر تجـاهه ببرود مستندا علي سيـارته، أشار لمنتصـر فأخذ الأخير حقيبـة المـال و وضعها بالسيـارة ليقـول عيسى بتسليـه:
" عجبتني اللعبـه "..
وضع نظـارة الشمس الخاصه بـه ثم اعتدل في وقوفـه يتحرك بكـل هيبـة تجـاه سيـارته يجـلس بالكرسي المجـاور لمنتصـر بينما أشار بيده لرجـاله ان يتحركـوا و كذلك فعل منتصـر..
تحرك منتصـر لداخـل القصـر فأستقبـته زينات بود:
" اخبـارك اي يا اللي مبتسألش في خالتك زينات أبدا، مع أني مظباك يا واد، قولي صالحت نوسه! "..
ابتسم بسعادة:
" اه يا قلبي صالحتهـا، ربنا يخليكـي لينا وميحرمناش منك أبدا يا زوزو.. "..
نظر لهـم عيسى بضيق ولكنه لم يتحـدث و جـلس ينظر لهاتفـه دقـائق ثم رفـع رأسه يسأل والدته:
" هي زمرد صحيت ولا لسه يا ماما!؟ "..
رفعت زينـات كتفهـا بمعني أنهـا لا تعـرف و كادت تتحرك وهي تقول:
" هروح أصحيهـا ".
" لا أنا هـروح أصحيهـا، قولي بس لعمر و عمار انهم يجهـزوا، هنفطـر ونروح لفردوس "..
تحـرك للأعلي بينمـا جلس منتصر علي طـاولة الطعام و زينـات تضع أمامه الطعـام وكأنها أم له...
بالأعـلي دلـف عيسى للغرفـة ليجـدها نائمـة علي الأريـكه فنظر تجاهها بتعجب، ترك لها الغرفة بأكمـلها لتنـام علي الأريكة بالنهـاية!!
قـرر تبديـل ثيـابه الرسيمـه بأخري كاجوال فتحـرك ليأخذ ثيـابه فـوجد خزانتـه قد تحـولت بالكـامـل، نظر تجـاه حقيبتها ليجـدها فارغـه، و قد أخذت نصف الخزانـة تقـريبا ابتسم بخـفوت ثم اتجـه للنصف الخاص به و أخذ ثيـابه ثم تحـرك لمرحـاضـه..
وعلي صـوت الضـوضاء فتحـت زمرد عيناها لتضطـرب عندمـا وجدتـه بالغـرفـة واعتدلت في جلستهـا...
خرج عيسى لينتبـه لها يسألها بجديه:
" تيجي معـانا تشوفي فردوس!! ".
أومـأت برأسهـا بحمـاس ثـم تحـركت تجـاه خزانتهـا تبحـث عن شئ لترتديـه فأخذت إدنـاء باللون الكافيـه وخمـار ونقاب بـاللون البيج و تحـركت للداخـل لترتديهـم و جلس عيسى يتابعهـا بهدوء..
خرجـت بعد قليـل لتقف أمام المرآة و وضعت خمارها ثم عقـدت نقابهـا من فوقـه و أخذت حقيبتـه ثم نظرت لعيسى تسأله بقلق:
" اتأخرت عليك! "..
" اتأخري براحـتك.. "
تحـرك عيسى و هي خلفـه تبتسم بتوتـر، أسرعت خطـواتهـا لتلحق بخطـواته الواسعه حتي جـلس هو علي طـاولـة الطـعام، ابتسمت زيـنات بسعادة و هي تقول:
" منـورة بيتنـا يا عروسه "..
ابتسمت زمرد لها و هز عيسى رأسه بيأس فهو لم يسمع منهـا منذ الأمس سوي بعض الكلمات فقط و بقية يومها تقضيه في هز رأسها فقط!!...
..............................................
" زيـن البيض ناقص مـلح "..
نـظر له زيـن وأخذ الملح و تحـرك تجـاه السفـرة يضـع له المـلح علي طعـامـه ولكـنه قال بضيق:
" أنت ممنوع من الملح يا دكـتور "...
" يبقي كدا مش هاكـل خالص... ".
هز زيـن خادمه رأسه بيأس ثم تحـرك للمطبخ من جـديد لينتهـي من أعمـاله، تحرك سليـم للمطبـخ بعد انتهاءه من طـعامه وأمره بهدوء:
" أوضتي محتاجـة تنضيف.. مش قولتلك عليها امبارح!!..
" اه معلشي كنت بغسـل السجـاجيد و ملحقتش، متقلقش يا دكـتور هترجع تلاقيها نضيفـه "..
اومأ سليـم برأسه ثـم تحرك تجـاه غرفـته يبدل ثيـابـه و ذهب للمستشفي حيث يعمـل، فدلف زيـن للغرفـة يلملم الثيـاب من الأرض ورتب الغـرفـة، وقف أمام المرآه ونظـر لنفسه ولحـاله...
رفـع يده علي ذلك الشال الذي يلفـه بإحكـام حول رأسه، ثم نزع تلك الذقـن الصناعيـه...
كـانت فتاة غايـة في الرقة والأنوثـه وانسدل شعـرها الأسود المموج علي ظهـرهـا لتبتسم بحزن ولكـنها اضطربت فجاءة علي صوت اغلاق البـاب..
" يا نهار اسود دا رجـع!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" يا نهار اسود دا رجـع!!
استغـفرت ربهـا ف سب الدهـر حرام، لملمت خصلاتها سـريعـا و وضعت الشال حـول رأسها ورقبتها ثم وضعت الذقـن و ألتقطـت المكنسـه و عـادت للعمل سريعـا قبل أن يدلف للغـرفـة، ألتفتت له لتسأله بتعجب:
" خير يا دكـتور.. اي دا اي الد'م دا!! "..
قال سليـم بضيق:
" كان في واحد عامل ايه حادثـه هنا قريب من البيت، عملتله الإسعافات الأوليـه لحد ما الإسعاف توصل، بس لقيت نفسي اتبهدلت فقولت أرجع أغير هدومي علي السريـع "..
تحـركت للخـارج تترك الغـرفة ثم اتجـهت للمطبـخ لتنشـغل بالعمل بـه بعيـدا عنه حتي ينتهـي، وبعـد دقائق خـرج سليـم من جـديد ثم عاد يسألها أو يسأله بتعجب:
" زين هو أنت قـولت لسامي البواب يشوفلك شغل في حته تانيـه ليه!!؟ "..
ابتلعت ريقهـا بتوتر وأجابته:
" أصل يعني حضـرتك عارف ان الشغلانه دي للستات أكتر وأنا قولتله يعني يشوفلي حاجه تانيه، بواب ولا حارس اسانسير أو حاجه من الحاجات دي يعني "..
" أنا مش حابب اجيب واحـدة ست وما صدقت لقيتك الصراحـه يعني، برغم اني أوقات كتير بستغربك بس أنا مرتاح اننا شباب زي بعض وأنت شايف اني عايش لوحدي "..
تـوترت زيـن و أومأت برأسهـا ثم قالت بهدوء:
" بس لو جـالي شغل أحسن أنا همشي.. أنا بشتغل هنا علشان كان عندي أزمة مـادية ويعني الحمد لله اتحلت و دا مستقبلي"..
اومأ سليم بهدوء:
"ماشي اللي أنت شايفه..".
.....................................................
تـوقف عيسى أمام منـزل فردوس، تحرك الجميـع لخـارج السيـارة و جميـع من بالحي ألتفت لتلك السيـارة الفخـمة و هؤلاء الأشخـاص الذين بدى عليهـم الثـراء و الغنـي...
أقتـرب عيسى من البـاب ليدقـه ليجـد فردوس أمامه فأبتسمت بسعـادة كبيرة تقترب منه تضمـه بحب فربت هو عليها بهدوء ثم أبعـدها و أشار لإخوته:
" اخواتك يا فردوس "..
نظرت فردوس تجـاههم بسعـادة فأقتـر عمر منهم ينـظر لها بدهشه:
" دي بجـد أختنـا! تصدق فينـا شبه من بعض!! "..
أقترب عمـار منها يصـافحها بهـدوء:
" ازيك يا فردوس "..
قالت فردوس بلهفـة:
" الحمد لله، الحمد لله.. اتفضـلوا يا جـماعه أهلا وسهـلا أتفضـلوا "..
جـلس الجميـع بالداخـل و خرجـت حنـه بعـد قليـل تلقي السلام و جلست بهدوء فقال عيسى بجـدية:
" أنتي ممرضة يا حنه صـح!! "..
أومأت برأسها فتحـدث مجددا:
" طيب أنا شوفتلك شغـل في مستشفي خاصـه، مستشفي كبيـرة ومعروفه لكـن لازم أول شهر تشتغلي في فرع بعيـد شوية للمستشفي و هناك بيكون فيه سكـن للمغتربين طبعا.. رأيك اي؟! "..
قالت زينـات بسعادة لتفكير ابنها في تلك المسكيـنه:
" فـرصة حـلوة أوي يا حنة "..
قـالت فيفي بحماس:
" والله حـلوة يا حنـة، أوعي تخسري الفرصـة دي "..
ابتسمـت حنـة وقالت بهدوء:
" تمـام يا عيسـى قولي بس المفروض أعمل اي وأجهز ورق اي "..
" طيب مستنيكـي تجهزي شنطتك و هاتي بس شهادة التخرج و هخـلي حد يعملك سي ڤي كويس "..
سألته بتعجب:
" شنطـة اي؟! هو أنا هبدأ امتي! "..
" من بكـرا الصبح، يدوب تلحقـي معاد القطر "..
بالنهايـة هو شهر واحد و تلك الفرصه لن تتكـرر لفتـاة مستواهـا المادي يكـاد يكـون صفـر، وهي الآن بعـد وفـاة والدتهـا أصبحت وحيده بالكـامـل، لا عائلـة ولا زوج برغم أنها في منتصـف عامها الثامن والعشريـن لذلك لن ترفض الفرصـه فأدلت بموافقتها ثم تحركت للداخـل لتجمـع أغراضهـا...
بالخـارج قـال عيسى بجدية:
" والشهـر دا يا فردوس إخواتك هيقعـدوا معـاكي فيـه "..
نـظرت بسعـادة كبيرة تجـاه التؤام ليبتسـم لها عمر و أقترب يجـلس جـوارها يسألها عن حيـاتها ودراستهـا و عن ذلك الحي وجيـرانها فسهـلت شخصية عمر الإجتمـاعيـه الطـريق لتنشأ علاقـة قويـه بين أخوه لم يعرفوا بعضهم أبـدا..
وبرغم غضب زينـات أصر عيسى أن يبقي إخوته بعيـدا عنه، فذلك الحي أكثر أمانا من بقائهم معـه....
بالنهـايـة عـاد عيسي ومعـه زوجـته وقد شعـرت بالملل أكثر في تلك الزيـارة، تحركت والدتـه ومعهـا حنـه لخارج السيـارة وكـادت زمرد تخرج فأمسك بيدهـا فنظرت تجـاهه بتساؤل لينظر هـو لوالدتـه يقـول بهدوء:
" السواق بالعربيـة التانيـه هيجـي دلـوقتي يوصل حنـه، أنا هخرج شوية أنا وزمرد "..
ابتسمت لـه زينـات وهي تشعـر بإنقبـاضه بداخـل قلبهـا لا تـدري بسببهـا.. تحـرك عيسـى مجـددا بهـا، فرفعت نقـابها بمـلل تستنشق بعض الهـواء، سألها بجديه:
" تحبي نروح فيـن! "..
رفعت كتفيـها بجهل:
" معرفش أماكن في القـاهرة أصلا.. ".
تـوقف علي جـانب الطـريـق فأنزلت نقـابها تنـظر جوارها تقـول بحماس:
" الله! دا النيـل.. ".
" نيـل القاهـرة غير.. تعـالي نقعـد شوية علي الكورنيـش "..
" لا عـاوزة أركب مركب زي اللي هناك دول "..
اومأ لهـا ثم خرج من السيـارة و خرجت هي لتسيـر بجـواره ثم تحـرك لتأجيـر المـركب ليحقق لها رغبتـها، بالفعل بعد قليل وقف يأخذ بيدهـا لتصعـد علي المركب وجـلست تنـظر حولها بإستمتـاع:
" ليه أجرته لينا لوحدنا كدا غالي أوي "..
" خلينا كدا مرتاحيـن أحسن و نتكـلم براحتنا "..
" نتكـلم في اي! "
سألها بجديـة:
" أبوكي كـان عاوز يجـوزك لواحد متجـوز اتنيـن علشان الفـلوس، وحتي جوزك ليا علشان الفلوس، ومشوفتش منك أي رد فعـل حتي، عياط وبس.. ليـه؟! "..
" دا أبـويا، كنت هعمل اي! أنا رفضت كتيـر والله بس هو كان مُصـر و كنت مجـبورة علي الجـوازة من أولها لأخرها، بس في النهـاية كنت هعمل اي!! "..
" أنتي بتحبي أبوكي ولا بتكرهيه!! "..
" مشاعري ناحيـته مـاتت من وقعت ما تأكدت انها بيعه مش جـوازه.. أنا عارفه انه بيحب الفلوس من زمـان بس عمري ما اتوقـعت انها توصـل بيه للحد دا.. بس اكتشفت انه كـان طمـاع في حاجات كتير والفلوس حاجه منهم "..
" زي اي يعني؟! "..
" زي مرات عمـي اللي اتجـوزها علي ماما.. كان عينه عليها حتي.......
بكـت قبـل أن تُكمـل حـديثهـا وقالت بين بكاؤها:
"أنا مبحبش أتكـلم عنه كدا أبدا، أنا كنت بحبـه أوي زمـان بس مع الوقت مبقيتش حابـه أشوفه حتـي.. كنت بفكـر أهرب من كتب الكـتاب بس مهانش عليـا.. مهانش عليا زي ما أنا هونت عليـه"..
أقتـرب عيسى يجـلس جوارها بدلا من قبالتهـا و رفع ذرعه يلفـه حول كتفـها يربت عليهـا:
" ميستاهلش تعيطـي علشانـه أساسا "..
ارتبكـت زمرد من اقتـرابه منهـا وحـاولت الإبتعاد فأنتبـه لمحاولاتها، هو لا يريد فرض نفسه أو وجوده عليها فتحرك عـائدا لمكـانه لتسأله هي بإرتباك:
" هو أنت اتجـوزتني ليـه؟! "..
" في سبب غير اللي قولتهـولك، بس هتعـرفيه في الوقت المناسب "..
نـظرت له بتعـجب فوجـهه هو عينـه ليـتابع المنـظر الطبيعي أمامه وكذلك فعلت هي تستمـتع بالماء و رحـلتها القصيـره، تنهدت بتعـب وألتفتت له تسأله:
" هو أنت ممكن تساعدني ألاقي شغل أنا كمان!! "..
نظـر لها بتعجب:
" وأنتي عاوزة الشغل في اي!! "..
تنـاست الأمر فجاءة وسألته بإهتمام:
" اه صحيـح، هو أنت بتشتغل اي!! "..
...........................................
كـانت تجـلس بالقطـار تمسح دمـوعهـا، وأخيرا انطـلق القطـار عن المحطـه فأرخت جسدهـا في كرسيـها فأمامهـا رحـلة طـويلـة، أغمضت عيناهـا ليأتي ماضيهـا أمام عينيهـا...
" صبـاح الخيـر يا ماما.. عاملة اي!! "..
قـالت يسـرا بتعب:
" الحمد لله يا حبيبتـي، عندك دروس النهـاردة! "..
" مالك!! شكلك تعبـان؟ "..
بكـت يسـرا تقـول بحزن:
" اتخانقـت مـع خالتك زينـات تاني، أو هي اللي اتخانقت معايا "...
سألتها بتعجب:
" طيب ليـه؟! "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
قـالت بآسي:
" علشان هرجـع لجـوزي "..
صرخـت حنـة بصدمة:
" اااي!! اي اللي حدف الراجـل دا علينا تـاني يا ماما!!! "..
قـالت يسرا بحده:
" متعليش صوتك، اختك تسمعك وتزعل وهي لسه صغيـرة، يا حبيبـتي هو اشتغـل و ساب الست اللي كان متجـوزها دي خلاص وعاوز يرجعلي "..
قالت حنة بسخرية:
" اه.. في الأول خـالتي زينـات اللي اتجـوزها بفضيحـه وبعدين يطلقها و بعـدين اتجـوزك و أنتي علي ايـدك عيـلة مكملتش خمس سنيـن وجـابك هنا والكل ميطيقكيش بسبب سمعة جـوزك اللي زفت بين كل الناس ويقعدنا أيام مش لاقيين اللقمـة ومفيش إيد تتمدلنا غير خـالتي زينـات، و بعـد ما تخـلفي بكام سنـه يسيبك و يغور في ستين داهيـه ونعرف انه اتجوز واحده عرفـي و بعدين سابهـا و دلوقتي عاوز يرجـع و أنتي توافقي كمـان!! "..
قالت يسرا ببكـاء:
" ضل راجـل ولا ضل حيطـة يا بنتي! "..
" الحيطـة دي اللي هتقـع فوق دمـاغنا كـلنا وبكرا تشوفي، و ان مكانش الراجل دا راجـع وفي دماغه حاجـه ميبقاش اسمي حنـة "...
انتفضـت حنة عن مقعـدها علي صـوت العكسـري فأخرجت تذكـرتها ليـراها ثم يبتعـد مكمـلا طريقـه، أخرجت منديـلا تمسح قطـرات العرق عنهـا ثم أعتدلت في جـلستها تنظـر للطريق جوارهـا و ألتفتت علي صوت البائـع:
" قرص بسمسم وقرص بعجـوة.. بخمسه جنيـه وطازة "..
أخرجـت محفظتهـا لتُخرج المـال الذي أعطتهـا اياه زينـات ثم اشترت طـعاما لهـا وجلست تتنـاوله وهي تفكـر بمستقبـلها و حياتهـا التي كُتب عليها البؤس بسبب ذلك الرجل...
..........................................................
" نـوسـه، أنا جيبتلك الطـلبات كلها.. أنتي فيـن "..
تحـرك منتصـر تجـاه غرفـته يبحـث عنهـا فلم يجـدها، تحـرك للمطبـخ ليتجـمد مكـانـه وهو يراهـا ملقاه علي الأرض تسبـح في بـركـة من الد'مـاء...
خـرجت تلك الد'ماء من رقبتها التي ذُبحـت بشكـل بشـع، كانت عيناها مفتوحـه تخـرج الدموع من طرفهـا، اقترب منتصـر منها بأيدي مرتجفـه يمدهـا يمسح عنها دموعهـا، يرفع جسدها المتيبـس تجـاهه يشعر ببرودتهـا يقـول بضحك:
" اي الهزار البايخ دا يا نـوسه!! قومي أنا مبحبش الحركات دي "..
هبطـت دموع منتـصـر وهو يهز جسدهـا بقوة و علت صـرخاته بإسمها:
" نوســــه! نسرين حبيبتي أصحي فتحي عينيكي!! نسرين متسيبينيش عشان خاطري أنا مقدرش اعيش من غيرك، نسرين انا معنديش لا اب ولا أم ولا اخوات، مليش غيرك متعمليش فيا كدا! "...
أخـرج هاتفـه ثم اتصل بعيسـى بأيدي مرتجفه مختلطـه بالد'ماء:
" الحقني يا عيسي.. نسـرين مبتردش عليا "..
فـتح عيسـى باب سيـارته يقـول ببعض الهدوء:
" طيب إهدي يا معتصم، أنا جايلك علي البيت وهطلب الإسعاف "..
تحـرك عيسى سريعـا بالسـيارة و بجـواره زمـرد تتمسك بكـرسيهـا بفـزع تسأله بخـوف:
" هو في اي!! "..
" منتصـر محتاجـني، هي مراته علطـول بتحمـل و بعدين بتفقد الجنين فأعتقد في مشكله زي دي.. اطـلعي معايا يمكن تساعديها "..
اومأت له برأسهـا وبالفعـل صعـدت معـه للأعلي، تحرك عيسى للداخـل يبحـث عن منتصـر ولكـن كان البيت هادئـا، تفقد جميـع الغرف ثم تحرك للمطبـخ ليأخذ صدمتـه هو الأخر و خلفـه زمرد التي أغمضت عيناها بفزع مما تـري أمامها...
إلتفـت منتصـر لعيسى ليسأله بلهفه:
" الإسعاف جت!! "..
أقتـرب عيسى منه بحـذر وحزن كبـير أثقل قلبـه في هذه اللحـظة وهو يري أمامه جـثة نسـرين و تمسك منتصـر بهـا فأقترب منهـا ومرر يده علي وجهها يغلق عينـاها ليصرخ منتصـر به بحده:
" بتقفـل عينيها ليـه يا عيسى!! متلمسـهاش أصلا"..
نظر لزوجـته من جديد:
" نسـرين فتحي عينك يا حبيبتي، يـلا قومي اعملي عشاء عشان عيسى جـه، افتحي عينيكي وردي عليا بقي يا نوسه.. مبتردش يا عيسى! "..
" منتصـر.. نسرين ماتت "..
صرخ به منتصـر بغضـب:
" اطلع برا يا عيسى، لو هتقـول كدا يبقي اطـلع برا بيتي "..
جـاء رجـال الإسعـاف فخـرج عيسى تجـاههم يقول بجـديه:
" دي جريمـة قت.ل أنا هبـلغ البوليس "..
ظـل منتصـر بمكـانه حتي آتت الشـرطـة و إمتلأ المنزل برجـال الشرطـه، اقترب عيسى من منتصر مجـددا وهو يسحـب منه نسـرين وتلك المره تجـاوب معه منتصـر وكأن عقله عـاد للعمل من جـديد، حاول عيسى مساعدته علي الوقوف لكن منتصر قال بدموع:
" مش قادر أقف يا عيسى "..
أخذ عيسى ذراعـه و وضعهـا فوق كتفـه و حـاوطه باليد الأخري و بكـل قوته رفـعه عيسى ليستند منتصـر علي الحائط بيده الأخري وأخذه عيسى للغرفـة، سحب فوطـه من الخزانـه وألتفت ليجـد زمرد خلفـه أخذتهـا منه وهي تنظر لهم بآسي ثم تحركت للمرحاض الخاص بالغرفـة تبللها ببعض المـاء ثم عادت تعطيهـا لعيسى، فأخذها وأقتـرب من منتصر يمسح له يديـه و وجهـه من آثار الد'مـاء...
جـلس عيسى أمامه وقال بـحده:
" حقها هيرجـع يا منتصـر.. دا وعد مني ليـك "..
قال منتصر بإستسلام:
" بس أنا عاوزها هي... أنا مليش حد غيرها يا عيسى، أنا ابن الملجـأ مكانش ليا هوية غيرها "..
قال عيسى بحـزن:
" لازم تفـوق علشان هي كمـان مكانش ليها غيـرك، أقف علي رجـليك يا منتصـر متقعش.. ".
تحـرك للخارج فتبعتـه زمـرد وخرجـت لتجـلس بالخـارج تنظر بآسي لذلك المنزل الذي دُمر الآن، نظرت لعيسى الذي وقف يتحـدث مع الشـرطي الذي سأله بجديه:
" حد كان موجـود غيركم!! "..
" لا، منتصـر رجـع لقاهـا كدا فأتصل عليا و أنا كلمـت الإسعاف واتحركـت، كنت قريب منه أصلا و المدام كانت معايا فجيبتهـا والإسعاف أول ما وصلـوا قولتلهم انها جريمة ولازم أبلـغ الأول... أنا عـاوز بس أعرف أحدد معاد الدفنـة إمتي، أنا مش عاوزهـا تتبهـدل "..
" هتروح المشـرحه ويطـلع تقـرير الطب الشـرعي الأول وبعد كدا تقـدروا تستلمـوا الجثـة، حضـرتك شاكك في حد معين "..
" لا.. الأسئـلة دي هيجـاوب عنها منتصـ.....
أتي منتصر من الداخـل وقاطـع حديث عيسى يقول بحده:
" لا يا حضـرة الظابط، أنا مش شاكك في حد، أنا مليش عداوات مع حـد و لا زوجـتي ليهـا "..
" ممكن تكـون محاولة سرقة بردو، عامـة احنا هنبدأ في القضيـه و هنوصل للي عمل كدا، بإذن الله العداله هتـاخد مجراهـا... البقاء لله يا أستاذ منتصر، شد حيلك "..
...............................................
في نهـاية اليـوم خـرجت من القطـار لتقف في المحطـه بإضطـراب، تحـركت للخـارج تبحث عن سيـارة أجرة لتجـد من ينـاديهـا بإسمهـا:
" أنسـة حنـة!! "..
نظـرت حنـة تجـاه ذلك الرجـل بتعـجب فأقترب هو تجـاهها يقول برسمية:
" أنا الدكـتور خـالد عبد الشافي، عيسـى كلمني أستقبلك في المحطـة وأوصلك لحد المستشفي، وكمـان قالي أديلك رقم تليفوني لو احتاجتي أي حـاجه كـلميني فـورا "..
سألته بتردد:
" هو حضـرتك شغال في المستشفي دي!! "..
هز رأسه نفيا:
" لا، أنا شغال في المستشفي الحكـومي، بس هي قريبة من المستشفي الخاص فـلو احتاجتي حاجه هكون قريب منك معظم الوقت، ماشي متتكسفيش عيسى موصيني عليكي "..
أومـأت برأسها وقالت برسميه:
" شكـرا ليك يا دكـتور خـالد.. "..
أخرجت هاتفـها وأعطته اياه ليكتب لهـا رقم هاتفهـا ثم أوقف لها سيـارة أجرة و أخبـره بالعنوان بالتفصيـل ثم أعطـاه المـال فتحرك السائق مبتعـدا بهـا تجـاه ذلك السكـن الجـامعي، وعاد خـالد لمنـزلـه ليجـد ازدحـام شديد أمام المنزل فركض ليقف بجـوار والده الذي قال بحرج:
" والله ما عارف طريقهـا يا عالم، أعمل اي بس!؟ "..
قـال ضاحي بحده:
" اسمع كويس، لو بتك دي مرجعتش و جوزتهـالي برضاك يبقي تـاري هاخده من ابـنك اللي واقف جمبك ده.. قدامك شهر واحد يا عبد الشافي بيه"..
أخذ خـالد والده للداخل وهو ينظر لضاحي بحـده وغضـب، جلس والده علي الأريكـة يقول بحيره:
"هتكون راحت فين بس بنت الكـلاب دي!! لو لقيتهـا أنا اللي هخلص عليها بيدي"..
تحـرك خالد تجـاه غرفـته بدلا من الدخـول في جدال أخر لا داعي لـه مع والده، ارتمي علي فراشـه يتذكـرها بحزن وألم...
" زين، لازم تهـربي حـالا، مش هجوزك ليه، مش هتتجوزيه "..
" إنت بتقول اي يا خـالد!! أهرب يعـني اي دا أبوك يدبحنـي كيف الفرخه "..
" مش هيلاقيكي.. أنا خسرت واحده مش هخسر التانيه فهـمتي، إطـلعي يا زيـن علي محطـة القطـر وروحـي القاهـرة... خدي الفلوس دي معاكي باتي في لوكـنده و يومين وهكـون عندك أدبرلك مكان وأتصرف "...
أومـأت برأسها ثم ضمت شقيقـها بكـل حب، فهي ان تزوجـت ذلك" ضاحي "فكأنها تقدم نفسها للموت بكل رضا ولذلك قررت موافقة أخيها والهرب...
تنهد خالد بتعب:
" يا تري أنتي فين!! "..
.......................................................
بعـد مرور عدة ساعـات..
" لا.. لا مش هدفنها دلـوقتي، نسـرين بتخـاف من الضلمـة، لما الصبح يطـلع، خلاص الفجر قرب يأذن "..
استسـلم عيسـى وجـلس بجـواره في طرقـات المشفـي، وضع منتصـر رأسه المتعبه علي كتف عيسى فربت عيسى علي ظهـره يقول بحزن:
" كـله مقدر ومكتـوب...
قـال منتصـر بخفوت:
" أنا عارف مين اللي عمل كدا يا عيسى...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" لا.. لا مش هدفنها دلـوقتي، نسـرين بتخـاف من الضلمـة، لما الصبح يطـلع، خلاص الفجر قرب يأذن "..
استسـلم عيسـى وجـلس بجـواره في طرقـات المشفـي، وضع منتصـر رأسه المتعبه علي كتف عيسى فربت عيسى علي ظهـره يقول بحزن:
" كـله مقدر ومكتـوب...
قـال منتصـر بخفوت:
" أنا عارف مين اللي عمل كدا يا عيسى...
نـظر له عيسـى فأبتلـع منتصـر غصتـه يقـول بألم:
" من شهـر ونص في شخص بيهـددني، عاوزني أسلمـه ورق شغل وملفـات خاصـة بتاعت الشركـة وأنا طبعا رفضـت، بس كانوا بيهددني أنا، بحياتي أنا مش بيهـا! "..
شدد علي قبضتـه وهو يتـذكر تلك التهـديدات، وصـورتهـا وهي علي الأرض لم تفـارقـه بعد، اشتدت حدة ملامحـه وبرزت عروق يـده، وقال بصوت حاد غاضب:
" لكـن وربـي نهايـته علـي إيدي، وقبا ما يبـات جسمها في التربـة هكـون مخلص عليـه "..
أوقفـه عيسـى ثم أخـرج هاتفـه يضعـه أمام عينيـه فأخذه منتـصـر وهو يـرى ذلك الشخص بقفص يجـلس ينـظر أمامـه بخـوف يضم قدمـه إلي صدره حتي أن رجفـته كانت واضحـه للكاميـرات، تحرك المصـور ليري منتصـر قفصـا أخر يسبق ظهـور ما بـه صوت زئيـر علمه منتصـر علي الفـور يهـمس بصـوت متوعد:
" تـايجر!! "..
أخذ عيسى هاتفـه مرة أخري يقـول بصوت مختنق:
" أنا كنت عاوز أخليـه وجبـة عشاء لذيـذة لتايجـر، بس تايجـر بيحب اللحمة نص سوا "..
قال منتصـر بحده:
" ومحدش غيـري هيجهـز العشاء لتايجر النهـاردة، بس خلـيني.. أكرم نوسـه الأول "..
جـلس منتصـر وقد لانت ملامحه الحادة وحل محـلها الحزن الشـديد والقهـر وهو ينظـر تـجـاه المشرحـه لا يصدق حتي أين يجـلس هو!!
سيعـود لديـاره ولن يجـدها، سيمرض ولن تداويـه فهي سكنـه ومسكـنه وحبـه الأول الذي عشقه في الطفـولة والصبا والشبـاب...
خـرج من المشـرحه وتحـرك تجـاههم يقـول بجديـه:
" مسـاء الخير أنا دكـتور سليـم مغـاوري، أولا البقـاء لله "..
لم يجيبـه أحدهما حيث نظر كلا منهمـا للأخر بصدمـه عند سماعهـم للإسم، حسنا فالمدعو" سليم مغـاوري " يعمل في تجـارة المخـد'رات بإسمه فقط دون أن يُظهر وجهه، فقط اسمه الثنائي لا أكثـر، أشار عيسـى بعينه لمنتصـر بالصمت فعاد منتصـر لسليم يقـول بهدوء:
"ونعمه بالله"..
أكمل سليم حديثه برسميـه:
" قبـل القت.ـل كان في محـاولة بالإعتد'اء، والواضـح إن دا كان الهـدف الأساسي للجـاني.. الضحيه كانت متعلمه اي فن من فنون القتال او الدفاع عن النفس؟! "..
اومأ منتصر برأسه:
" أيوا، هي مكانتش ضعيفـه، هي كانت رياضيـه وكانت بتلعب ملاكمـه بس بعد الجواز وقفت، يعني بقالها سنه بالظبط "..
أكمـل سليم بجديه:
" فشـل الجاني في محـاولة التعد'ي عليهـا خلاه يلجأ للقتـ.ل، لو كان الهجوم الهدف منه القت.ل في البدايـة كان الجاني هيستخدم سلا'حه لكنـه استخـدم سكينـه من المطـبخ عندك وبرغم كدا السكيـنه مش عليها غير بصمات الضحيـه، لكن لقينـا خصـلات شعـر بين ضوافرها و بنسبة ٩٠ في الميه دا شعر الجـاني، أو شعر حد من اللي قرب من الضحيه بعد الوفاة "..
قال عيسى بجديـه:
" منتصـر وأنا بس اللي قربـنا منها، بس أنا ملمستش ايديهـا خالص، ومنتصـر لما وصل كانت اتوفت،و مراتي مقربتش منها خالص و كمان هي محجبـه فبنسـبة ١٠٠ في الميـة دا شعر القا'تل "...
تنهـد سليم يقـول بحذر:
" مطـلوب مني أخد عينة من حضرتك و الأستاذ منتصـر و كمان المدام بتاعت حضرتك "..
أقتـرب منتصـر من سليم يمسكـه بغضـب يصـرخ به بصوت غاضب:
" قـصدك اي!! أني قت.لـت مراتي!! "..
دفعـه سليم بضـيق يحـاول أن يحتوي الموقف و يتفهم ما يمر بـه منتصـر فقال بحده:
" استاذ منتصـر أنا طبيب شـرعي، مش ظابط وأنا بنفذ اللي بيطـلب مني علشان التحقيقـات، و قـاسم باشا أمر ان الجث.ـة متخرجش قبل ما نثبت ان الDNA بتاعكم أنتم التلاته مش متطـابق مع العينة اللي أخدناها من الضحيـه "...
تأفف منتصـر بضيق وهو يتراجـع للخـلف يستند بظهـره علي الحـائط، لا يستطيـع التحمـل، سيفقد عقـله قبـل نهاية اليـوم بكـل تأكيـد..
تحـرك للداخل في الطريق المؤدي للمشرحـه ليمنعه سليم:
" مينفعش تدخـل دلوقتـي "..
صاح منتصر بإنفعـال:
" هو اي اللي مينفـعش!! عاوز أشوفها.. فين أم مديـر المخـروبة دي!!! "..
قـال سليم بضيق:
" لو عملنا التحـاليل حضرتك هتقدر تشوفهـا، مش هتاخد وقـت صدقني هنخـلصها في أسرع وقت علشان نخرجـلك الجثمان.. بعد انكم يا جمـاعة تفهموا الوضع.. دي جر'يمة قت.ل...
نصيحـه مني أعملـوا التحـاليل لأن لو البوليس وصل لحـاجه جديدة هيفضلوا متحفظين علي الجثـه "..
جثـة، جثمـان، لا يـصدق منتصـر أن تلك الكلمـات تقال عن حبيبتـه فأنهار أرضـا يستند بظهـره علي الحائط يدفن رأسه بيـن قدميـه وبكـى بتعب و انهيار وآسي، وحزن أسر قلبـه و فتته...
قـال عيسـى بهدوء:
" هنعمل اللي أنتم عاوزيـنه، أنا هروح أجيب زوجـتي من البيـت "..
أومأ لـه سليم ولكن قبل رحيـله قال بهدوء:
" الأستاذ منتصـر ممكن يستنـي في مكتـبي لحد ما حضرتك ترجـع "..
" متشكـر يا دكتور سليم"..
انحـني عيسـى يجـلس أمام منتصـر الذي فقد أعصـابه فربت عيسى علي ظهـره بحزن:
" تعـالا اقعد في المكتـب.. يـلا يا منتصـر "..
وقف عيسى يمد يـده لمنتصـر فتشبث منتصـر به واستند عليه يتحـرك بتعب تجـاه المكـتب، تركه عيسـى بالداخل ثم تحـرك بسـيارته سريعـا عائدا لقصـره..
جـلست والدتـه تبكـي بحزن شديـد و بجـوارها زمرد تواسيهـا وتحاول التخفيـف عنهـا، اقتـرب منها عيسـى وجـلس بجوارها فمالت تجـاهه ليأخذها بين يديـه يربت عليها:
" كـل واحد ليه عمره يا ماما "..
قالت زينات بحزن:
" قلبي وجعـني عليها أوي يا عيسى، دي كانت زي النسمـة وعمرها ما أذت حد و لا وجعـت حد بكـلمه، ليه يحـصل فيها كدا يا عيسـى ليـه!! "..
قال عيسـى بحزن:
" بسببي"..
تطـلعت الإثنتـان لـه بصدمه ليكمـل بغضـب يحـاول كتمه بداخله:
" أنتي عارفه ان معتصم عارف عن شغلي كـل حاجه، واللي عاوزين يشتروه علشان يوقعـوني كتير، و منتصر كان في حـد بيهـد'ده علشان يخرج أوراق مهمه من الشركـة و الشغل وهو رفض "...
اتجـه بأنظـاره تجـاه زمرد يُكمـل حديثـه:
" منتصر مش بس شغـال عندي و دراعي اليميـن، هو بيعتبـرني أخوه ومستحيـل يخوني، بس طبعا متوقعتش ان الموضوع يوصل لمـو'ت مراتـه عشان شوية أوراق!! همـا كانوا بينفـذوا تهد'يدهم ليـه و نسرين راحت ضحيه "..
قـال عيسـى بآسي:
" ماما أنا هدفن نسـرين في مدافن السيدات بتاعـة عيـلة والدك "..
أومـأت زينـات برأسها موافقه وهي تحـاول التحكم في شهقاتهـا وبكاؤهـا لتسأله زمرد بحيـره:
" فين أهلها؟! "..
قالت زينات بحسره:
" هي ومنتصـر كانوا في ملجـأ واحد، ميعرفوش لا أب ولا أم.. ملهـاش حـد، مكـانش ليهم غير بعـض "..
قـال عيسـى بجديه:
" زمرد محتاجيـنك في المستشفي، أنا وأنتي و منتصـر هنعمـل تحليل مطابقه لعينة شعر لقـوها في ضوافر نسـرين، البوليس مش راضي يخرجها من غير ما نعمل التحـاليـل، منتصر كان بيتخـانق بسبب كدا بس أنا مش شايف قدامي غير اننا نخرجها بقي كفاية مرمطـه "..
ألتفـتت تبحث عن خمـارها ونقابها وقد تركتهم منذ آتي بهـا من بضعة ساعات، من وقتها تجـلس بجـوار والدته تواسيهـا عندما علمت بالأمر..
وضعت خمـارها سريعـا وفوقـه نقابهـا ثم اتجـهت تربت علي زينـات بحزن:
" بالله عليكي يا طنط كـفاية عيـاط، صلي الفجر و ادعيـلها بالرحمـة "...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
وقفـت زينـات تقـول بجديه:
" أنا هاجي معاكم، عاوزة أشوفها يا عيسـى"..
هز عيسى رأسـه برفـض و أقتـرب تجـاهها يقول بحزن:
" مش هتستحمـلي يا ماما و هتتعبـي، خلـيكِ هنـا و صلي وادعيلها "..
" لا يا عيسـى هاجي، ملهـاش لا أم ولا أخت يقفـوا علي غُسـلها، أمك مش ضعيـفة وأنت عارف.. دقيقـة واحده هغير هدومي، أوعي تمشي "..
اومأ لها بإستسلام ثم جـلس علي الأريكـه بتعـب، ينظـر للأعلي بشـرود، تدمـرت حيـاة منتصـر بلحـظة واحـدة، لفـظت نسـرين أنفاسها الأخيرة و رحـلت عن عالمنـا وأغمضت عيناها عن دُنيـانا، وهذه هي نهايـة الرحلة مهما طـالت...
ابتعـد عن اخوتـه لسنـوات لئلا يكـونوا نقطـة ضعف أو تهـديد لـه، ولكن بلحـظة ضعف تزوج منهـا و وضعها هي أمام المخـاطـر بأكمـلها، إن أحبها حقا مـا كان ليتزوجـها هو فقـط أراد زائـرة أحلامه و أراد منـع ظُلم عمـه المماثل لأبيـه.. هي بريئـه، بسيطـة عاديـة تحـاول الإندماج في عالمه الباهت المزيـف، لا يملك مشاعر الحب ليقدمهـا لهـا، هي نقيـه وهو كان يـري نفسـه ملاكـا لرفضـه أي فتاة تُجـبر عليـه و يساعدهـا، ولكنـه كان يتغافـل عن معصيـته مع غيـرهم من سمحـوا لـه بما لا يحـل لـه أبدا..
اعتـدل يلتقـط أنفاسـه ليـجدهـا أتت أمامـه بكوب من المـاء البـارد وشطـيرة صغيـرة علي حاملة الطعـام الصغيـرة:
" أنت علي فطـارك من إمبـارح ولسه بكرا اليـوم طـويل، أنا بصراحه معرفش حاجه لسه في المطبخ وإلا كنت عـملتلك حاجـة تانيه "..
أمسك بيدهـا وربت عليهـا بهدوء ثم أخذ الطـعام يتنـاولـه و احتسي كـوب الماء البـارد لعلـه يُطفئ نيـران قلبه، سحبـت يدهـا بهدوء وابتعـدت تبحث عن هاتفـها الذي تركـته لتشحـنه من فتـرة، أخذته مع وصـول زينـات بذلك الرداء الأسـود...
دلفـت زينـات لذلك المكـتب ولم تشعـر بنفسهـا إلا وهي تضم منتصـر تربت عليـه بحنان و هو تشبث بـهـا ازداد بكاؤه وكأنه انتظر من يشـاركه الضعف والبكـاء بدلا من قوته الزائفه التي اصطنعهـا أمام عيسـى..
سحـب عيسـى والدتـه لتجـلس علي الكرسـى المقـابـل لمنتصـر في النهايـة هو ليس ابنهـا الحقيقـي، قال منتصر بخفوت:
" الدكـتور خد مني العينـه، روحـله أنت و مراتك علشان نلحق ندفـن قبل الضهـر مش هبهدلها الليل و اليوم كـله، كفايـه عليها كدا "..
تحـرك عيسـى للخـارج يسحـب زمـرد خلفـه و بالفعـل أنتهـي الأطبـاء من تلك الإجراءات خـلال ساعـات قليـله، وأنتهـي الغُسـل فـدلف منتصـر يقتـرب منهـا بأعين مرهقـه من كثـرة البكـاء، جثا علي ركبتيـه ليصبح وجهه أمام وجهـها وقـال بين دموعه:
" هتوحشيني يا قلب منتصـر، كنتي نعم الزوجـة يا نوسـه، راضي عنك و أتمني مكونش ظلمتك في يـوم، لو دا حصـل سامحيـني "....
ابتعـد عنهـا بصعوبـه و بـدأت مراسم الدفـن، كان يُغلق ذلك القبـر تاركا روحـه وأنفاسـه بداخـله، ابتعـد الجميـع حتي ان عيسـى أرسـل زوجته و والدته مع أحد حراسه الموثوقيـن وبقي خـلفه...
قـال منتصر بتعب:
" روح أنت يا عيسـى أنـا قاعد شوية"..
" هو أنا سألتك هتقعد شوية ولا كتير!! أنا هفضـل معـاك مش هتحرك من غيـرك "...
تحـرك منتصـر معـه بعد مرور سـاعـة أخرى، أصر عيسـى عليه أن يأخذه لقصـره ولكنـه رفض رفضـا قاطعـا يقول بصـوت مليئ بالغضـب والتوعد:
" خـدني عنده... خليني أبرد نـاري يا عيسـى"..
نـظر عيسـى أمامه بملامح جـادة تخـفي خلفهـا الكثـير من الغضـب و الدهاء والمكـر، تخطـت سرعته الحـد المسمـوح بـه ولكنه يعلم بأن هذا الطـريق خاليـا من السيـارات، وأخيـرا توقف أمام مبـني قديم، تستطـيع من الخارج سماع صوت زئيـر ذلك النمـر الجائـع..
ابتسم عيسـى بخبث وتحـرك للداخـل وخلفـه منتصـر، فتح لهـم الحراس البـاب فتحرك الإثنـان بهيبـة و حضور طاغي برغم يومهم المتعب وكل ما مروا بـه..
اقترب منـتصر ينظر بتشفي لذلك الذي تصبب عرقـا وهو ينظر بخـوف يري مصيـره بين أسنان ذلك النمر الجـائع فقال بصوت مرتجـف:
" أنا.. والله ما قولتلـه يقت.لهـا، هو اللي غـبي.. خلينا نتفـاوض يا منتصـر!!!، متنـسـاش أنا نبيـل الصيـرفي.. ورايا اللي أكبر من عيسـى اللي أنت بتتحـامى فيـه "..
" صـح، عندك حـق خلينا نتفـاوض "
كـان عيسـى يجـلس بعيـدا يتـابع المشهـد أمامه و لا ينـوي التدخـل بأي شكـل حتي إن أثـار نبيـل استفـزازه بكل الطـرق، تحـرك منتصـر لداخل القفـص و بدون أي مقدمـات كور قبضـته و لـكم نبيـل بقـوة لدرجـة أنه سمع صـوت تكسـر عظـام فكـه و ارتطم جسد نبيـل بالأرض بألم حاد في وجـهه ولم يكـتفي منه منتصـر بل أنقص عليـه بوابـل من الضـر'بات المؤلمـة و هو يراها أمامـه، يراهـا غارقـة في الد'ماء، يري مو'تتها القاسيـة...
خـرج منتـصر و أحضر زجـاجه من الماء ثم أفرغهـا علي رأس ذلك الفاقد لوعيـه فابتعد نبيـل للخلف يقول بتعب:
"كفـاية، كـفايـة.. اؤمره يبعـد يا عيسـى"..
رفـع عيسـى نظراته تجـاهه بكبـرياء و غرور فهـو يعلم جيدا بأن منتصـر حتي في هذه اللحظه سيمتثـل لأوامـره ولكنه قال بغضب:
" أنا بحـرم نفسي اني أخد حق واحده كنت بعتبرها أختي علشان منتصـر يطفـي نا'ره ويكتفي منك.. أنا اللي جايبك هنا يا نبيـل مش منتصـر... لتكـون فاكـر اني مكنتش عارف بتهـد'يداتك!! بس أنت بالنسبـالي حشـرة متسواش، أنا عارف من قبـل ما البوليس يكتشف ان اللي أنت باعته مكانش نـاوي علي قتـ.ل، بس نصيبك الأسود هو اللي وقعـك تحت ايـد عيسـى و منتصـر "..
نـظر عيسـى تجـاه منتصـر يأمره:
" اخرج يا منتصـر، خلي تايجـر يرحب بضيفنـا "...
تحـرك منتصـر للخـارج وأشـار عيسـى بعينه للحـراس فأقتـربوا من ذلك القفص يحـركوه فأصبح بـاب القفصيـن متقابـليـن وبمجـرد فتحـهم سيصبح قفصـا واحدا، أشـار عيسـى لمنتصـر أن يفعـلها بنفسـه، فتحرك منتصـر يقف فوقـهم يسحب البابيـن و قد علت صوت أنفـاسه وهو يُشــاهد ما يحـدث فقد أقتـرب منـه تايجـر و علت صـوت صرخـات نبيـل المرتعبــه وكـاد يُغشي عليه من خـوفه حتـي شعـر بسهـم يصيب ذلك الحيـوان فترنح تايجـر قليلا ثم سقط...
نـظر نبيـل تجـاه مصدر ذلك السهـم ليجـده هو بنفسـه:
" عيسـى "..
نـظر له عيـسـى بتقـزز ليهبـط منتصـر من أعلي القفصـين ومد يده يربت علي تايـجر:
" متزعلش مني يا صاحبي، بس متنفعكش اللحمـة الفاسـدة "..
نـادى عيسـى أحد حـراسه أو يمكننا القـول الحارس الخـاص ب تايجـر وأشار له أن يأخذه للداخـل:
" و... سيبـوه هنا البوليس قدامه دقيقـتين بالظبـط "..
تحـرك عيسـى وخـلفه منتصـر وقبـل خروجهم للسيـارة ألتقوا بقـاسم الذي قال بحده:
" مكـانش في داعي للتصـرفات دي يا عيسـى بيه "..
ابتسم عيسـى يقول بسخرية:
" يا رب بس يوصـل عندكم للإعد'ام يا قاسم باشا، ولو دا محصـلش يبقـي هضطر أوسخ إيدي بد'مـه، القضـية لسه متقفلتش، أنا عاوز الواد اللي عمل كدا بأوامر نبيـل "..
أكمل حديثه بسخـرية أكبر:
" ولا أني أشك أنكم توصلوا قبـلي يا حضـرة الظـابط.. "..
تحـرك عيسـى من أمامه و بالطبـع خلفه منتصـر لينـظر قاسم تجـاهه بضـيق و اتجــه للداخـل ليفتح عينيه بصدمه:
" دا الراجـل بينازع!!! "..
.........................................................
كـانت تحـك ذقنهـا الصناعيـه بضـيق وتأفف، انتفضـت علي صوت فتح الباب وإغـلاقـه بقـوه و غضـب بدي علي ملامحـه، نظرت تجـاهه بريب فهو متغيـب منذ البارحـه ويبدو أنـه يواجـه مشاكـل بعمـله...
ولكنـها لم تهتـم وبدأت في تسخـين الطعام الذي أعدتـه مسبقـا وبدأت في وضـعه علي الطـاولـه فرأتـه يعـود من جديد يجـلس علي السفـرة يتنهـد بتعب، فضولهـا لم يمنـعها أبدا من التدخـل في شئـونه:
" مالك يا دكتور؟! "..
تأفف سليم يقـول بضيق:
" الحـالة كانت زي الزفت امبـارح، بنت مكمـلتش خمسـة وعشـرين سنـه جـايـه مد'بـوحه... جوزهـا كانت حـالته صعبـه أوي، أنا لولا بحب شغـلي و شاطر فيه كـان زماني في مستشفي الأمراض العقـليه من اللي بشـوفه "..
قـالت زيـن بآسي:
" ربنا يرحمها، اهي استريحـت من الدنيا وقرفها "...
نظـر تجاهه سليـم بضيق:
" أنت يا ابني بائس ليـه كدا!! شغال هنا بقـالك يجـي شهرين وعمري ما شوفتك مره بتنـزل تخرج و لا ليك أهل ولا صحـاب بيكـلموك!! "..
أرتبكـت زين من تطـرقه للمـرة الأولي عن حيـاتها فقـالت بتوتر:
" أصل أنا شخص إنطـوائي مبحبش الناس ولا الزحمـة و لا بحب الدوشــه "...
كـانت كل تلك الصفات عكس شخصيـتها الحقيقـية، فالملل يكـاد يقتـلها في هذا المنـزل ولكنـها تخشي أن يجـدها أحد من أهلهـا أو ضاحـي و أهلـه، ولولا فقـدانهـا لهاتفهـا لكانت تواصلت مـع أخيـها ولكن سـُرقت حقيبتهـا في محطـة القطـار بالقاهـرة....
قـال سليم بمـلل:
" عاوز أحلق دقنـي بس المكـنه بتاعتـي باظت، مش معـاك واحده أظبط بيهـا نفسي دلـوقتي علي ما أبقي أشتري واحده"..
حكـت رأسهـا بتردد تقول بحيره:
" لا أنا.. اه دي استخدام شخصي وأنا بصراحه مبحبش اشارك حاجتي "..
نـظر سليـم تجـاهه بضـيق وعاد ليكمـل طعامـه بمـلل و ارتكـنت زيـن علي طـاولة المطبـخ تأكـل أظافرهـا بمـلل حتي انتهـي فأقتـربت تنظـف السفـرة و تحـرك هو يغسـل يديـه ثم عاد يـُلقى بجـسده علي الأريكـه وهي انسحـبت كعـادتها بعدما يعود من عمله و ينتهـي من الطـعام تذهب للغـرفة ولكنـه أوقفهـا..
" زيـن هاتلي التيشـرت الأبيض من الدولاب "..
خلـع قميصـه و ألقاه لهـا فأخذته بإرتبـاك وهي تنـظر أرضا و بعـدما ابتعدت عنه هربت دمـعه منها تهمس ببكاء:
" يا رب اغفـرلي، يا رب اغفرلي.. "..
وقفـت أمام خزانتـه تبحـث عمـا يـريد أخذتـه فألتفتت لتصطـدم بجسـد كالحـائط، يقف كالسد المنيـع أمامهـا، رفعت عيناها له تنـظـر له بتعـجب بينما هو ابتسم يرفع يده يسحـب عن رأسها ذلك الشـال يقـول بسخـرية:
" التمثليـة طالت وبوخت اوي علفـكرا... "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
"التمثليـة طالت وبوخت اوي علفـكرا... "..
" أنا.. أنا.. هفهمك كـل حـاجه "..
أقتـرب سليـم تجـاهها يُكمـل ما بدأ و سحـب ذلك الذقن المصطنـع يرميـه علي الأرض، إمتلأت أعين زيـن بالدمـوع و حـاولت الإبتعـاد ولكنه منعهـا يسألها بصوت أقرب للهمس:
" اي اللي يخـلي بنت زيك تقعـد في بيـت واحد عازب بالتمثيليـة دي!! "..
رفـع يده يتلمس خصـلاتها فأبعدت يده ثم دفعـته بكل قـوته في صـدره ليبتعـد عنها وبالفعل ابتعد سليـم للخـلف ولكـن بإرداتـه فقوتهـا أمامه لا تُذكـر..
تحـركت زيـن لخـارج الغرفـة سريعـا وتحرك هو خلفهـا يرتـدي ثيـابه يناديهـا بغضب:
" أقفي عنـدك "...
أرتبكـت زيـن لكنـها أكمـلت سيـرها تجـاه غرفتـها وعادت بعد دقـائق بعدمـا لملمت خصلت شعرها و وضعت فوقـه حجـابا ليعـلو صوت ضحكـاته، و انتظرت هي بضيق حتي ينتهـي من سخريـته...
" أنت عـارف من أمتي!! "..
" من أول ليلـة قعـدتي فيـها هنا، أنتي مين و عاوزة اي بالظبط!! "..
" عـاوزة أكل عيش والله مش أكتر، أنا.. أنا هربت من أهلي من ٣ شهـور، أول ما وصلت القاهرة اتسـرقت.. بعد يوميـن من الجـوع واللف في الشوارع طلبت أكـل من واحد بـواب عمارة، إدالي ١٠٠ جنيـة وقالي أمسح سلم العمارة كـله، ومن هنا قولتله لو عندك أي شغلانه أنا موجوده، بعرف أطبخ وأغسل و اعمل كل حاجه، جـابلي شغـل في بيـت ناس كدا بس الزفت ابن البيه الكبير مكانش سايبني في حـالي فسيبـت المكان كـله علي بعضـه وأنا ماشيه في ارض الله لقيـت احتفـالات و ناس بتوع عرايس و مهـرجين وقفت اتفـرج لحـد ما جت بنت من بتاعة العروض ولـزقتلي علي وشـي شنب، من هنا جـاتلي الفكره، لما لقيت شغل هنا اترددت كتير بس بسبب ان جيبي مكانش فيه جنيـة واحد و أسباب تانيـه أنا وافقـت، خصوصا لما عرفت انك بتقضي معظم اليوم بـرا البيت "...
جـلس سليـم علي الأريكـة وهي وقفت أمامـه كالمذنبـة تخفض رأسها أرضا ليسألها من جديد:
" ليـه هربتي من أهلك؟! "..
مسحـت دموعهـا تقول بتعب:
" ملهاش لزمـة الأسئلـة دي يا دكـتور سليم، أنا مش جاية في أذي، وكمان أنا عمري ما مديت ايدي علي حاجه هنا، أنا لازم أمشي "..
قال ببعض الهدوء:
" أنا حـاولت أعرف عنك كتيـر، دورت في حاجتك ملقيتش حتي بطـاقة، عاجبك المرمطـه اللي أنتي فيهـا بعيد عن أهلك دي!! ارجـعي بيتك يا بنت الناس عيب "..
قالـت ببكـاء:
" الممرمطـه دي أهون بكتيـر صدقنـي "..
سألها بحيـره:
" طيب مفيش أي حـد خالص يسـاعدك!! ملكيش صحاب ملكيش قرايب تروحيلهـم!! أنتي منين اصلا!؟ "..
قالت بخـفوت:
" الأقصر "..
فتح عينيه بصدمـه لم يكـن يتوقـع إجابتها تلك فصمت ولكنهـا عادت تقـول بحنين:
" أخويا هو اللي هربنـي "..
أخرج هاتفـه يقـول بتفكير:
" هربـك من إي!! "..
تنهـدت بتعـب وجـلست تقـول بقـلق:
" قضـية قت.ل "...
............................................................
كـان يتمـدد علي فـراشه بتعـب، دلفـت زمرد للغـرفة وحمـلت ثيابه التي ألقـاها أرضا، ودلفـت للمرحاض تضعها في سلـة الثـياب، بـدلت ثيـابها ب بيجـامة خريفيـه بأكمـام طويـله و رفعـت شعـرها ثم عقدته بالأعـلي..
اعتدل عيسـى في جـلسـته ثم تحـرك ليخـرج من الغـرفـه فنادتـه زمـرد:
" لو خـرجت من أوضتك هروح أنا كمان أي أوضة تـانيه "..
ألتفت ينظـر لها بتعجـب، رفع حاجـبه وهو يعـود للداخـل يقـول بجـديـه:
" لو فضلت هنا يبقي مش هتنامي عـلي الكنبـه "..
نـظرت تجـاهه لدقائق وكأنها تفكـر فقال بصدق:
" متقلقيش، أمان "..
لم تثق بـه كليـا ولكنهـا تحـركت تجـلس جـواره فرفـع هو رأسه يسندها علي ذراعه يدقق النـظر لها فأخفضت نظرها بخجـل وهي تحـاول اخفاء بسمتهـا و بسبب خفضها لرأسها سقطـت تلك الخصـلة التي يعشقها لتذكـره بزائـرة أحلامه، رفع يده بدون وعـي ليتلمسها ولكنها ابتعـدت تنظر له بحدها ترفع اصبعهـا لها كأنها تحـذره:
" مفيناش من الغدر "..
ضحـك عيسـى بسخـريـه وهو يستمتـع بمشاغبتهـا تلك التي يعهدها منهـا للمرة الأولـي و يبـدوا أنها بدأت تعتـاد عليه وعلي وجـوده..
عـاد لموضـعه مره أخري ينـظر للأعلي ينتظر أن يداهـمه النوم أما هي فأخذت مصحفهـا و بدأت تقـرأ بصوت خافت ليستكيـن قلبـه و تسقط عينـاه في النوم وتبعتـه هي أيضا بعـد عشـرون دقيقـه بعدما أغلقت مصحفهـا و اختطفها النـوم سريعـا بسبب إرهاق ذلك اليـوم..
في الصبـاح التـالي فتحت عينيهـا لتجـد عيسـى يجـلس علي الأريكـه يسحـب الطـاولة تجاهه ويعمـل علي اللابتوب الخـاص بـه، طالعته بهـدوء ثم تحـركت تجـاه المرحـاض، لم تأخذ وقتـا طويـلا و هي تخـرج مجـددا ممسكـه بفرشاة الأسنان الخاصـة بهـا و باليد الأخري تُمسك ظهرها بألم وتقول بغضب:
" المفـروض تنشف الحمـام طـالما في حد عايش معاك، حرام عليك ضهري كان هيتكـسر "..
رفع عينـه لها ببطـئ ينـظر تجـاهها، تزداد جراءة تلك الفتاة عليـه كل يـوم أكثر من اليوم السـابق رفع حـاجبـه وهو يراهـا ترمقه بنظرات حادة ثم تعـود للداخل من جـديد ممسكـه بظهرها ويبدوا أنها سقطـت لأنه ترك الماء علي الأرض بعد انتهي من استحمـامه..
عاد لعمـله وهـو يحـاول كتم ابتسـامتـه، خـرجت بعد قليـل ترتـدي فسـتان محتشـم واسـع ممسكـه بفوطه تحـاول تجفيف شعـرها و بعدمـا انتهـت قامت بتضفيره ثم تركـت علي كتفـها، نظـرت لعيسـى تسأله بتلقائيـه:
" حـلو كده!؟ "..
طالعها بهدوء:
" عسل يا عسـل "..
ابتسمت بخجـل ثم تحـركت للخـارج وقبل أن تترك الغرفـة ألتفتت تسأله بهدوء:
" تحـب تفطـر حاجه معينـه؟! "..
رفع رأسه يستنـد بها علي الأريكه وغمزها يقـول بخبث:
" عسل "..
توترت زمـرد وأرتبكـت فكـادت تتحرك ولكنهـا توقفت علي صـوت ضحكـاته فألتفتت تنـظر له بغـضب، ترك اللابتـوب ثم تحـرك معهـا للخـارج و قد شابك ذراعهـا بذراعـه يقـول بجـديـه:
" أنا ومـاما رايحيـن لمنتصـر أكيد حـالته دلوقتي زفت، متخـرجيش برا القصـر و لا تخرجي للبـلكونات ماشي!! "..
أرتجفت يداهـا بشكـل ملحوظ لينظر لها بتعجب و هي تقول بهدوء مزيف:
" لا أنا مش عاوزة أفضل لوحدي أنا هاجـي معاكم "..
سألها بحيـره:
" أنتي كويسـه!! "..
أومأت برأسهـا:
" اه بس أنا بخـاف أفضل لوحـدي.. ".
وضـع يده علي وجنتـها يقـول بـهدوء:
" طيب روحي إلبسي النقـاب علي ما أشوف زينـات "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تحـرك عيسـى تجـاه غرفـة والدتـه بينما ركضت هي عائدة لغرفتهـا تـرتدي خمارها و نقابهـا ثم اجتمـعوا ثلاثتهـم في الأسفل بعد دقـائق....
طـال وقـوفهم بالخـارج أمام البـاب، طرق عيسى الباب بقـوة للمـرة الأخيـره وقد قرر ان لم يخـرج منتصـر بعد دقيقـه سيقـوم بكسـر البــاب ولكن فتح منتصـر الباب و نظـر لهـم بأعين منتفخـه و وجـه شاحـب..
تحـرك الثـلاثـة للداخل فأرتمـي منتصـر بجسده علي الأريكـه و بجـواره زينـات التي ربتت علي صدره بحنان:
" عامل اي يا حبيبي!؟ "..
نـظر لها منتصـر بأعين متعبه يهمس:
" بتعذب "..
ومـا الصديق سوي أخ لم تنجبـه أمك، تضعه الحيـاة بطريقك ليكـون لك سنـدا وقت الضعف، عزوة وقت الفرح، معيـنا وقت البـلاء...
لم يكـن بالأمر القليـل أن يجـلس عيسـى علي ركبتيـه أمام منتصـر يقـول بقلب مـتألم لأجلـه:
" عارف إن الوجـع كبيـر، بس اللي مش هقبـل بيه إنك تحس انك لوحـدك، أنت مش دراعي اليمين يا منتصـر، أنت عكـازي اللي بتسـند عليه، وعيسـى ال.... عيسـى القائد مش هيسمح إن عكـازه يتكسـر أبدا.. عندك واحد معترفش بإخواته اللي من دمـه و مش قادر يعترف غير بيك أنت، و عندك أمي أهي اقسم بالله يا جدع بحسها بتحبك أكتر مني "..
ضحك منتصـر بين دمـوعـه فأقتربت زمرد قليـلا تود الحديث، نظرت لعيسـى خوفا من أن يمنعها من الحديث لصديقـه ولكنه شجعهـا وهو يعلم بأنهـا ستتحدث ضمن الحدود، فقالت بهدوء:
" ربنـا بيبتلي العبـد علي قدر تحمـله، كل واحد في الدنيـا متوزعله نصيبـه ٢٤ قيراط ممكن ياخدهم كلهم في زوجـة أو صاحب أو عيلة أو شغـل، ويمكن حتي ميكـونش ليه كتير في الدنيـا ونصيبـه الأكبر في الأخـرة ولعل النصيب دا جنـة عرضها السموات والأرض...
ربـنا سبحـانه وتعالي قال:
( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)..
خليك من الصابـرين يا أستاذ منتصـر، اصبر علي الفقـد دا و بلاش تسقط في الإختبار وتضعف، لازم تخرج أقوي علشان لسـه الدنيـا دار ابتـلاء و هنفـضل كدا لحد ما نموت "......
ابتسـم عيسـى لهـا ثم عاد بأنظـاره تجـاه منتصـر يقـول بجديـه:
" صحيح مش نبيـل دخل المستشفـي وحالته خطـر، وشه اتشوه دا أنت يتخـاف منك علي كدا يا منتصـر!! "..
قال منتصر بغضب:
" كان نفسي أخلص عليه يا قائد، كان نفسي أنا اللي اقطـعه بإيدي حتت و أكله لتايجر "..
قـال عيسـى بهدوء:
" خلاص يا جماعه منتصـر رجـع ألف مبروك، وأنتي يا ماما بعد إذنك يعني تشيلي شوية حنان ليـا "..
ضحك منتصـر وأخيرا ضحكـه خافتـه و هو يتمسك بيـد زينــات:
" ملكش دعـوة دي أمي أنا "..
ربتت علي يـده بحـنان و نظرت للتعـب الواضح علي عينيـه وجهه فقالت بهدوء:
" هقـوم أعملك حاجه تاكـلها وبعديـن تدخل تنـام، غمض عينيك وخليها تروح في النـوم يا منتصـر ماشي!!؟ "..
اومأ برأسـه يقول مبستمـا بحزن:
" أنا فعـلا عاوز أنام بس أنا مدخلتش جـوا من إمبـارح، هدخل أنام في الأوضة التـانيه ولما أصحي هاكل انمـا دلوقتي مش قـادر.. البيت بيتكم "..
سحبـه عيسـى يُرغمـه علي الجـلوس يشيـر لزوجـته:
" شوفي أي حاجة جوه ياكلهـا.. وأنت أقعد هتاكل الأول وبعـدين تنـام "...
تنهد عيسـى بتعـب و هو يتمدد علي الأريكـه واضعـا رأسـه علي قدم والدته التي رفعـت يدهـا تضعهـا علي عينـه، حركـتها الدائمه معه منذ كـان صغيـرا، حاول تنـظيم أنفـاسه وهو يـراها تقف تنـظر له بإبتسـامتها الواسـعه و قد تركـت خصـلاتها حره، زائرة أحلامه التي تشبـه زوجته أو ربمـا هي نفسـهـا، لم يقتنـع عقلـه بأنه كان يعـرفها قبل أن يلتقي بهـا، بنفس ملامحـها تلك التي حفظهـا....
بينمـا منتصـر يتابعهـم بإبتسـامة خافتـه ليهمس بصوت يكاد مسموع:
" شكرا علي وقفتك معايا يا قائد "..
اعتـدل عيسـى ينـظر لـه يبتسـم له بخفـوت حـزنا لحـالـه وقبـل أن يتحـدث عـادت زمـرد من الداخـل وهي تحمـل ما وجـدته بالثـلاجه من معلبـات و قامت فقط بتسخيـن الخبـز، أشار لـه عيسـى بأن يتنـاول الطـعام فأقتـرب منتصـر يأكـل بعض اللقيمـات علي قدر شهيـته ثم ابتعـد لا يشعـر بأي طعم في فمـه...
قـالت زينـات بيأس:
" طيب قـوم نام شويـة، مش همشي إلا لما عينك تروح في النـوم.. يـلا يا ابني قـوم ربنا يريح قلبك "..
تحـرك منتصـر بتعب للغـرفـة و ضـع رأسه علي وسادتـه يُغلق عينيـه بتعـب وبعد صعـوبه استسـلم للنـوم وأخيـرا...
قال عيسـى بهدوء:
" يـلا نمشي احنا، هبقي أعدى عليه تـاني بعد الشركه "..
تـحركـوا للخـارج و تحـرك عيسـى بهـم منطـلقا لقصـره من جـديـد، توقف بالسيـارة و ترجـل منهـا يتحـرك للجهة الأخري يسـاعد والدتـه علي النـزول، خرجـت زمـرد من البـاب الخـلفـى تسـأل عيسـى:
" أعملك اي علي الغداء؟ "..
ضربتهـا زينـات علي يدها بخفـه تقـول بضيق:
" مفيش عـروسة بتطبـخ، ولا عريس بيروح الشـركة بس هنعمـل اي بقي!! "..
" الدنيـا حالها اتغير يا طنط هنعمل اي! "..
" بدل ما ياخـدك يفسـحك في حتـه، وبدل ما تمسكي في خناقـه وتقوليـله شركه اي!! دا أنتو عالم مملـه بصحيـح، أنتوا كدا في أول اسبـوع بعد سنـه هنلمكم من محكمـة الأسـرة "..
" لا لا يا طنط ربنا يسـتر "..
استنـد عيسـى علي سيـارته يتابـع حديثـهم بيأس، تحركـت والدتـه للداخـل فنظـر عيسـى تجـاهها بإبتسامة خافـته يقتـرب ليُمسك بيدها:
" تعالى معايا"..
"فين! الشركه؟"..
" اه.. اركبي يلا "..
" طب حتي هلبس حـاجـة تانيـه "..
سحبهـا عيسـى يفتح بـاب السـيارة يحثهـا علي الجـلوس فجـلست علي مضـض و نظـرت تجـاهه بضـيق..
" لبسي مش مناسب علفكـرا "..
" أنا شايفه مناسب "..
" لا بجـد مش حلو، أقولك روح أنت الشركـة و ودينـي عنـد أختك و عمر وعمـار أسلم عليـهم "..
قـال بضيق:
" لا "..
" عيسـى أنت ليـه مبتحبش إخواتك، أنت أكبـرهم علفكرا المفـروض تعوضهـم عن أبوهم "..
سألهـا بسخريـة:
" وأنا ميـن يعـوضني!! علي الأقـل همـا ولاده الشرعييـن، إنما أنا.. أنا أكتر واحد اتظلم فيـهم "...
" الظلم مفيهـوش مُزايـده، كل واحد فيكم اتـظلم من نفس السبب بس عدي بالتجربه بظروف مختلـفه، ودلوقتي لما ربنا جمعكم من تاني المفروض تكـونوا في ضهر بعض و تنسـوا ال....
قال عيسـى بحده:
" أنسى اي يا زمرد!! أنسى اني جـيت الدنيا من جـر'يمة اغت.صاب!!! "..
............................................................
" آنسـة حنـة! "..
إلتفـتت حنـة بتعجب لتـري من يُنـاديهـا فهي جـديدة بالمشفـي بالكـاد تعـرفت علي فتاتيـن، ولكنها تعـرفت عليه علي الفـور و تحركت تجـاهه تحيـه برسميه:
" دكـتور خـالد، إزاي حضرتك "..
" أنا بخيـر يا حنـة إي أخبـار الشغل معاكي!! "..
" الحمد لله كويس أوي و المستشفي حلوة و السكـن بردو كـويس "...
" طيب كـويس الحمد لله "..
" حضرتك بتعمـل اي هنا؟ "..
انتبـه خالد ونظر بسـاعة يده ثم قـال بإنهاك:
" كان في حـالة متابعـة معايا و إتنقـلت هنا فالدكـتور المشرف عليهـا دلوقتي طلب يقابلنـي.. معادي معاه دلوقتـي، بعد إذنك "..
" تمـام، ربنـا يوفقك "..
ابتسـم له ثم تحـركت عائده في طريقهـا تتنهـد بتعب ثم أوقفتهـا إحدي الفتيـات التي تعـرفت عليهـا بالصباح:
" اه حنـة.. البنات كـلهم جـايين حنتي بليـل هستنـاكي تيجـي مـعاهم "..
سألتها حنـه بتعجب:
" محدش هيكـون في شقة السكن!! "..
" لا لا كلهـم هيقضـوا معايا اليـوم.. أنا مروحـة كنت جاية أخلص موضوع الأجازة "..
ابتسمت لهـا حنـة تهنئهـا بتلك المناسبـة السعيدة:
" مبـروك يا حبيبتي ربنا يتمم بخيـر، ان شاء الله هجيلك "..
تحـركت حنـة تُكمـل سيـرها، دقت باب إحدي الغـُرف ودلفـت لتتفاجـأ بثـلاثة شبـاب أمامها، تعرفهـم جيدا يطالعونـها بصدمه، تدارك أحدهم تلك الصدمه يقول بسخريـة:
" يا محاسن الصدف يا... عشيقـة أبويـا "..
حنـه بصدمه:
" أنتوا!!!..
يتبـع..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" يا محاسن الصدف يا... عشيقـة أبويـا "..
حنـه بصدمه:
" أنتوا!!!.. "
اقتـرب الأخـر ينـظر لها بتفحص:
"لا بس كبرنا واحلوينـا"..
تنهـدت حنـة بضيق و قررت تجـاهلهـم وبالفعـل تحـركت للداخـل تُمسك بملف المريضـة و بدأت في تدويـن الأرقـام علي الأجهـزة بجـوارهـا، ثـم أقتـربت تأخـد بعض الأدويـة لتضعهـا بالمحـلول المتصـل بوريد المريضـة، كادت تتحـرك للخـارج و لكنها وجدت من يعترض طريقهـا فرفعـت رأسهـا بضيق ثم ربتت علي كتفـه تقول بغضب:
" عيب يا كـارم.. عيب أنا في مقـام أمك بردو "..
تحـركت حنـة للخـارج وهي تتنفس الصعـداء لتمكنـها من الوقـوف أمامه، فهي لم تعـد تلك الصغيـرة صاحبـة ال١٧ عاما بـل هي الآن شابـة ناضجـه و ان كانت ستخـوض تلك الحيـاة بمفردهـا فرغما عنها عليها التحـلي بالقـوة...
وبعدمـا ابتعـدت عنهـم بمسافـة لا بأس بهـا جلست في إحدي الزوايـا تنـظر حولها ب تيـه وقد داهمتهـا ذكرياتها المؤلمـة...
" هو بيقـول اي يا ماما!! جواز اي دا اللي بيتكـلم فيـه؟! "..
أقتـرب شريـف زوج والـدتها منهـا يقول بحده:
" زي ما سمعـتي كدا، اي هو أنا برميكي في النـار!! انا بجوزك جـوازة مكونتيش تحـلمي بيها أنتي وأمك يا اختـي "...
ابتعـدت حنة عنـه تقـول ببكاء:
" حرام عليـك جواز اي أنا حتي لسـة قاصـر، يعنـي أنت تقبـل الكـلام دا علي فيفـي!! "..
" كلهـا سنـة و تبقي ١٨ سنـه مش مفتـري أنا يعنـي!! "..
أقتـرب يُسـر منه تقـول بقهر:
" طب استنـي عليها حتي لما تخـلص الثـانويـة العامـة، بالله عليك يا شـريف البت لسه صغيـرة "..
فـاض الكيـل بـه وأقتـرب منها بشر يدفعهـا بغضب لتسقـط أرضـا:
" أنا مباخـدش رأيـك لا أنتي ولا هي، أنا بقـولكم إن كتب الكتاب بعـد إسبـوع "..
بكت يسـرا بألم وسألته بحيـره:
" ازاي وهي لسه قاصر! "..
" هنكـتب ورقتين عُرفي دلوقتي و لما تتم ال١٨ نبقـي نوثق الـورقة في المحكـمة "...
" حنـة!!.. حنـة! آنسـة حنة أنتي كويسـه!! "..
أنتفضـت حنـة علي صوته فـرفعـت رأسهـا لـه و تعود لأرض الـواقـع، وقفت فجـاءة لتشعـر بدوار يهاجـمها و غيمـة سوداء تمنـع عنها رؤيـة من حـولها و سقطـت أرضا فـاقدة لجميـع الحواس...
خـالد بقلق:
" حنـة!! "..
...................................................
" يعـني اي!! قت.لتـي ميـن!!! "..
جـلست زيـن تقول بقهـر:
" القصـة طـويلة أوي وصعبـه، أنا عـارفة إني غلطـت وفتحـت الباب للـد'م بين العيـلتيـن، هي مش قضيـة متقلقش يعني أنت مش متستر علي مجر'م أو حاجه، محدش يعـرف أني خلصت عليـه "..
سألها بتعجـب وإهتمام:
" طب وإزاي فتحـتي باب الد'م!! يعني تـار بقي وكـدا طالما محـدش يعرف إنك عمـلتي كدا!!؟ "..
قالت بتعـب:
" هحكيـلك... أنا كـان ليـا أخت أكبر منـي بسنتيـن، كانت حـلوة أوي و مؤدبـة وهاديـة علي عكسـي علشان كدا كان الكـل بيحبهـا و أنا كمان كانت روحي فيهـا، لحـد ما في مـرة كـان أبويا و أمي وخـالد برا البيـت وقالتلـي هتروح تجيبلنـا شويـة حاجات من الدكـان نتسلي فيـهم وإحنا قاعديـن.. بس ياريتهـا ما خرجت و لا راحت المشـوار دا!! "..
" حد اتعـرضلها!! "..
كتمت بكـاؤها وهي تومئ برأسهـا فسألها بحيره:
" اتعـد'ي عليهـا؟! "..
قالت ببكاء:
" أيـوا.. مش قادرة أنسي شكـلها وهي راجـعه البيت مكسـورة و ضعيفـه و كأن الحيـاة وروحها اتسحـبوا من جسمهـا وأنا كنت لوحـدي مش عارفـة أتصـرف إزاي، بقـلة خبـرة منـي أخدتهـا و غيرتلها لبسهـا و خليتهـا تاخد شاور، كان المفروض أطلع بيها علي المستشفي أو القسم بس أنا مكنتش عارفـة أعمل حاجه وفضـلت جمبهـا وهي لا بتنطق ولا بتعيط لحـد ما أهـلي رجعـوا البيت "...
" محدش صدقهـا صح!! "..
هزت رأسها بالنفي:
" لا طبعـا صدقوهـا.. أنا أهلي مكانش في أحن منهـم، ماما دخلت الأوضـة علشان تطمن علينـا وطبعا أول ما شافتنـا قلقت أوي و قربت تسألنا في اي!! أنا ساكته و نـور ساكته لحـد ما ماما شافت فستانهـا اللي علي الأرض و علي صوت صريخـها بابا و خـالد دخـلوا الأوضـة وأنا حاضنـاها وهي مخبيـة نفسهـا فيـا مش قادرة تشوف اي حـد، جسمي كـله كان بيتـرعش من الموقف و بابا فضل مصدوم وساكـت و ملامحه كانت زي ما يكـون كبر ١٠٠ سنـه وفضـلنا كتير ساكتيـن لحد ما خـالد هو اللي اتكلم وقـال إن لازم نوديهـا المستشفي ولازم دكتور يطـلعلنا تقـرير بحالتها ونرفـع قضيـة عليـه بس...
توقفت عن الحـديث فسألها هو بإهتمام:
" بس اي!! "..
" بابا قـال إنـه هيروح لأبوه ولكبير عيلتهـم و يجبـروه يتجوزها و يطلقها في نفس القاعـده و بعدين ياخدنا ونسيب الأقصر كلها.. خالد رفض واتعصب و هو بابا اتخـانقـوا خناقة كبيـرة يومهـا بس في الأخر خـالد أخدهـا بالعربيـة هو وبابا وراحـوا المستشفي و رجـعوا قبـل آذان الفجـر بشـوية، أخدت نـور وفضلت جمبهـا في سريرهـا و ماما قاعدة قصادنـا مبطـلتش عياط و خـالد و بابا بـرا وفجـأءه حسيـت جسمهـا بيبـرد وشهقت شهقـة مكـتومـة و جسمهـا انتفض مبقيتش فاهمه مالهـا فناديت لخـالد اللي عرف إنها.. بتنـازع!!
خـالد حاول كتيـر أوي ينعش قلبهـا بس هي استسلمـت بسرعـة أوي، استسلـمت للموت "...
" لا حول ولا قوة إلا بالله، البقاء لله "..
قالت بدموع:
" ونعم بالله "...
تحـرك سليـم يُحضـر لها زجـاجـة ماء واقترب يضعهـا أمامها فأخذتها بأيدي مرتجـفه تتجرع منهـا لعلها تهدأ قليـلا، ألتقطت أنفاسهـا لتُكمـل حديثهـا:
" بـابا و خـالد مقـدروش يسيطـروا علي أعصابهم بعـد وفـاتها و بعـد الدفنه علطـول كانوا في بيت الحيـوان دا وحصلت خـناقـة كبيـرة، لدرجـة إن البجح اعترف إن هو اللي عمـل كدا و شايف إنه ميتعابش غير علي اللي كانت برا بيتها في وقت متأخـر، بابا كان هيخـلص عليه، كان معاه سلا'ح بس خالد اللي منعـه وراح لكبيـر البـلد علشان نعمـل قاعدة عرفي نرجع بيها حق نور "...
قـال سليم بغضب:
" والقـانون فين!! "..
" مكناش هنعـرف نثبت أي حـاجة وطبعا اعتـرافه دا مكـانش هيفيدنا لأنه قدام القانون هينكـر كل حاجه "..
وقف سليـم يقول بحده:
" لا أكيد كان هيبقي في طريقـة نثبت بيهـا!!، لو مكـانش بالطب الشرعي كان هيبقي أكيد هو سايب دليل وراه "..
تنهـدت زين تقول بتعب:
" أنا أخويا دكـتور.. كان عارف ان مفيش في ايدينا حاجه نثبتهـا، الشارع اللي كانت فيه مكانش فيه كاميرات مراقبه و لا كان في حـد شاهد.. اه كنا هنثبت اللي حصلها بس مش هنقدر نثبت عليه حاجه، لكـن لما نقعده قدام كبـرات البلـد وقدام أبوه وأخوه وجده اللي إعترف قدامهم بكـل حاجه هنقدر ساعتهـا نـذله ونبيعـه اللي قدامه واللي وراه، يعني مثـلا ممكن يكتب علي نفسه وصولات أمانه بمبالغ كبيـرة و لما ميقدرش يدفعهم نقدر احنا نسجـنه بيـهم، بس ملحقناش علشان للأسف مات "..
" وأنتي اللي خلصتي عليه.. إزاي!؟ "..
" بجـرعـة مخـد'رات زايده "..
سألها بصدمه:
" وجبتي المخـد'رات منيـن!!! "...
صمتت ولم تجيبـه فسألها بصوت أعلي حاد:
" جيبتيهـا منيـن!! "...
......................................................
تـوقف بالسيـارة أمام الشركـة بعد صمت دام بينهـما بعـد جملتـه الأخيـره، قبل خـروجه مدت يدهـا بتردد تُمسك بيده وقالت بهدوء:
" أنا آسفـة لو ضايقتك.. بجد والله أنا بتمنالك الخير وعاوزاك تكـون مبسوط مش أكتر "..
تمسـك بيدهـا يقـول بهدوء مزيف:
" لو عاوزاني أكون كويس متفتحيش السيرة دي قدامي أبدا "...
أومـأت برأسهـا فترك يدها ثم تحـرك لخـارج السيـارة وخـرجت هي تقـرأ اللافتـة الموضوعـة.." شركـات آل عيسـى "...
نظرت تجـاهه تسأله بتعجب:
" ليـه مسميهـا كدا!! "..
قـال بهدوء:
" علشـان مش نـاوي إن الكـل يعملي حـساب لوحـدي، عاوز من قبـل ما يكـوني لي إبن يكـون ليه الكيـان الخاص بيه.. آل عيسـى المقصود بيهم ولادي "..
اتسعـت ابتسامتهـا وهي تتأمـله، كيفـه ظنتـه قاسي متبـلد المشاعـر، كيف يتعـامل بجـفاء مع الجميـع وهي تشعـر بأعينه تفيض حنانا يكـفي العالم بأكمـله، خللت اصابعها بين اصابعه فتمسك بهـا وتحـرك بهيبتـه و بكـل ثقـة، والجميـع ينظـر له بإحتـرام و بعض الخوف الذي استشعـرته زمرد بأعينهـم...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تـوقف عيسـى بمنتصف الشركـة يقول بهدوء:
" أحب أعـرفكم.. المدام زمرد مراتـي "..
حياهـا الجميـع بإحتـرام و أقتربت بعـض الفتيات منها تصافحـها و أقترب بعض الموظفين من عيسـى يهنئونه بزواجـه المفاجئ وبعدمـا أنتهوا تحـرك بهـا تجـاه مكتبـه، دلفت ترفع نقابها وتنـظر لمكتبـه الراقي تقـول بإعجاب:
" ما شاء الله، مكتبك حـلو أوي! "..
ابتسم عيسـى وهو يجـلس علي كرسيـه وقبل أن يتحـدث إلتفت الإثنين علي صوت طرقات البـاب ودلـوف سكرتيـرته تحمـل بيدها بعض الأوراق، توقفت قليلا ترمق زمرد بنظـرات لم تعجب الأخيرة أبدا، وبدلا من الوقوف أمام المكتب تخطتـه و اتجهـت تقف بجـوار زين تضع أمامه الأوراق وأنحنت بطريقه أثارت تعجـب زمرد وهي تقول:
" مطـلوب توقيعك هنا يا مستر عيسـى "..
اعتدلت تطـالع زمرد تقـول بتأفف:
" ولا حضـرتك مشغـول!! واو... زوقك هايـل يا مستر "..
كـانت تطـالعهـا بطـريقه اثارت حنق زمـرد التي أقتـربت منهـم وبكـل تلقـائيـه كانت تجـلس علي قدم عيسـى وتلف يدها حول رقبتـه لتثير استفزاز من أمامهـا تقول بإبتسـامة صفراء:
" ميرسي أوي يا قمـر.. متقلقيش مش هشغل عيسـى و هخليه يوقع علي الأوراق "..
تدارك عيسـى صدمـته وكتم ضحكـاته يحيط خصرها بيده و يوجـه حديثـه لسكرتيرته:
" نص ساعـة وتعالي خديهم.. "..
تحـركت الأخيرة وهي تكتم حـقدهـا للخـارج وأغلقت الباب خلفهـا فأنتفضـت زمرد بعيدا عن عيسى الذى طـالعهـا بضحكـات مكتومـة تقـول بغيظ من تصـرفات الفتاة ليس إلا:
" أنا كنت مستنيـة الحتة الصفراء دي من أول ما رجلي دبت في الشركـة.. بس علي ميـن دا أنا أغيظ بلد "..
تعـالت ضحكـات عيسـى يسألها بخبث:
" مالها ضايقتك في اي بس!! "..
" اه هتضايقني أنا هتضايقك أنت ليه دي كـان فاضلهـا ثانية وهي اللي كانت هتبقي علي رجلك "..
" دي غيرة ها!! "..
" لا طبعـا أنا بس مبحبش السهوكـه "..
سألها بضحك:
" واللي أنتي عملتيه من شوية مكانش سهوكه؟! "..
" نعم!! أنت جـوزي علفكـرا إنمـا هي اللي... استغفر الله العظيم يا رب، استغـفر الله، قولي الحمام منين عاوزة اتوضي وأصلي الضهر قبل ما أنفجر فيكم "..
أشـار لها تجـاه المرحـاض الخـاص بمكتبـه وهو يتأملهـا بهـدوء، ذلك السلام النفسي الذي يشعـر به تجـاه تلك الفتـاة، تقبلـه لهدوئها و غضبهـا، خجـلها وجرائتها، تمـر كـل أفعالها علي قلبـه كالنسمـة الباردة في بداية الشتاء بعد صيف جـاف، تدينـها يأسره، يأخذه معهـا في عالم ساكـن لا ضجيج بـه، كغيمـه صافيـه افرغت ما بها من أمطـار، هي رائحـة الأرض بعض ليلة شتويـه وربيع تفتحـت به الأزهـار، هي الضحكـة الأولي لطفل رضيـع، هي لمسه ناعمة احتضنتـه وغمرته بدفئ وملأت قلبـه بشعور خاص يعهـده للمرة الأولي...
ربمـا هي الحب.. الحب الأول..
انتهـت من صلاتهـا ثم فتحـت هاتفهـا تقرأ بعـض الآيـات القرآنيـه بصوت هادئ وهو لا زال يطـالعهـا حتي أنتبهت له، نظرت له بتعجـب وسألته:
" مالك يا عيسـى؟! "..
انتبـه لها وفاق من غفـوته يهز رأسه ب لا شيئ ثم أنتبـه للأوراق يحـاول قرأتها بتركيـز ثم قـام بتوقيعهـا و بالفعـل آتت سكرتيـرته وأخذت الأوراق وهي تبتسم ابتسامتها المزيفـه لتطـالعها زمرد بضـيق، أقتربت تجـلس علي الكرسي مقابل عيسـى تقول بملل:
" شغلك ممل أوي علفكـرا "..
" معلشى هو دا اللي بيـأكلنا عيش "..
" أنت عـارف أنا كنت فاكـرة اني بحب شغل الشركـات أوي و بصراحه مكنتش حابة كليتـي بسبب ان هي مبيكونش فيها كدا، بس بعـد كدا حبيتها أوي "..
سألها بتعجب:
" صحيح يا زمرد أنتي خريجـة اي!! "..
" كليـة الصيدلة"..
نظـر لها بصدمـه:
"أنتي دكـتورة!!"..
" أنا صيدلانيـه قد الدنيـا علفكـرا، بس مشتغلتش من بعد الكـلية لأن مفيش تكـليف "...
سألها:
" طيب ليـه مثلا مشوفتيش صيـدلية تشتغلي فيها تعملي لنفسك إسم أو حتي شركة أدوية!! "..
أرتبكـت ومرت ذكـرى أمام عينيها تداركتها سريعـا لكن لاحظهـا عيسـى فسألها بشك:
" في حاجه منعتك! "..
" لا أنا بس مكانش عنـدي حماس أوي للشغل "...
سألها بذكـاء:
" أنتي تقديراتك اي يا زمرد؟ "..
" امتيـاز الخمس سنين الحـمد لله "...
" طيب واحده عندهـا شغف الخمس سنين انها تجيب إمتياز و كمـان بتحب مجـالها ليه ميكـونش عندها شغف للشغل!! "..
" عادي.. النصيب "..
ابتسـم وهو يحـاول تصـديقهـا وعاد للأوراق أمامه فسألتـه بمـلل:
" هي الشركـة دي مفيهـاش كافتيـريا أو أي حتـه أشتـري منها حاجه اشربها.. "
" اه فيـه في الدور الأول، روحي بـرا خلي واحده من الموظفيـن توديكي "..
تحـركت وهي تُنزل نقابهـا علي وجـهها وقبل أن تخـرج من الباب ألتفتت مُتذكره تـنادي بإسمه:
" عيسـى! "..
رفـع نظره لها بتساؤل لتقول بحرج:
" أنا مش معايا فلوس "..
أخـرج محفظتـه يخرج لها ورقتين فئـة المئتيـن يمد يده لهـا بهم يقول بهدوء:
" هاتي اللي نفسك فيه "..
اقتربت تأخذهم تسأله بإبتسامة واسعه:
" اجيبلك حـاجة معايا!؟ "..
هـز رأسه نفيـا فتحـركت للخـارج تتجـول بعيناها في شركـته كم تبـدو فخمـة والجميـع يعمـل بكـل تركيـز وجد و النظـام يسـود المكـان، اتجـهت لإحدي الفتيـات تطلب منها بهدوء:
" ممكن تقوليـلي فين الكافتيـريا!! "..
نـظرت لها المـوظفه و قفت عن مكتبـها تقول بود:
" تعـالي يا فندم أوصلك، وأنا بردو هجـيبلي حاجه أشربهـا "..
" ماشي بس بلاش فندم دي أنا أسمي زمـرد، وأنتي؟ "..
" اسمي آلاء "..
تحـركت الفتاتيـن تسألهـا زمرد بإهتمـام عن الشركـة وأعمالها وبالطبـع مـالكها...
وأمام الكافتيـريا خرج شـاب يحمـل المشـروبات وأعطـاها لأصحابهـا ثم توجـه لهم يسألهم بضيق:
" ها هتشـربـوا اي!! "
قـالت آلاء بتفكيـر:
" اعمـلي فنجان قهـوة علشان التركيز ضايع خـالص "..
ألتفت تجـاه الأخري التي تجـمدت في مكـانها وهي تطـالعه بصدمه فتعـجب نظرتهـا له ثم تحـول تعجبـه للصدمـه هو الأخري، يعـرف تلك العينين حـق المعرف, ة بل يحفـظها و يتذكـر كل رمش بهـا، تراجعت زمـرد للخلف وهي تري بعينـاه أنه تعـرف عليهـا، وخـرج هو سريعـا ينظر لها بلهفـة:
" زمرد!!! زمـرد!! "...
ألتفـتت زمـرد تبتعـد عنه وأسرعت في خطـاها وهو خـلفـها ينـاديها بصخـب وصوت عالِ إلتفت الجميـع علي آثـره وهي تـركض تجـاه مكتـب عيسـى و الأخيـر خلفهـا يصـرخ بجنون...
انتفض عيسـى علي ذلك الصوت الذي ينـادى بإسم زوجـته وبمجرد فتحـه للباب وجـدها ترتمـي بيـن يديـه فجـلس بهـا أرضا يسألها بصدمه:
" في اي!! "..
لم تُجيبـه إذ تحـركت بخـو'ف للداخـل تتمسك به تخفي نفسها خلف جسـده ونظر هو بتعـجب لذلك الذي يركض تجـاههم يصرخ بإسمها من جديد:
" زمـرد، أنتي زمرد! "..
يتبـع....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" زمـرد، أنتي زمرد! "..
صـرخ عيسـى بـه:
" هـو في اي!! أقف عـندك، تعـالوا وقفوا الحيـوان دا!! "..
بالفعـل أقتـرب منه شابيـن يقيـدون حركـته بأمر من عيسـى الذي طالعه بغـضب برغم عدم فهمـه لما يحـدث، إلتفـت لزمرد يمسك بيدها المرتجـفه يسألها بدهشه:
" أنتي تعـرفيه!! "..
قالت بصوت مرتجـف:
" رجعنـي البيت يا عيسـى.. "..
سحـبها عيسـى للخـارج وقال بحده للشابين:
" خلوكم ماسكـينه علي ما ابعتلكم الأمن "..
تحـرك عيسـى للخـارج ممسكـا ب زمـرد التي التفتت تنـظر للخلف بخـوف، أجلسها عيسـى بالسيـاة ثم اشار لفرد الأمن يأمره:
" إطـلع خد الحيـو'ان اللي ماسكينـه فـوق وإرميهولي في اي مخزن أو جراش هنا علي ما افضاله، حسك عينك يهرب منكم!! "..
دلـف للسيـارة ينـظر لها بحيـرة ثم أنطـلق بهـا بغضـب، أما هي فكـانت تجـلس يتمـلكها شعـور الخوف، تحـاول السيطـرة علي يدهـا المرتجـفـة و دموعهـا المنهمـرة، رفعت نقابهـا عنها تحـاول إلتقاط أنفاسهـا وهي تلعـن ذلك الشخص الذي لم يتركهـا للراحة أو العيش ب سـلام أبدا، فهي ذاقت المعاناة علي يده من قبـل و اختـارته الحيـاة ليظـهر أمامها من جـديد...
" مين دا يا زمـرد؟ فهميني!! "...
" دا.. دا كـان معايا في الكليـة، كـان بيحبنـي "...
وبرغـم ضيقه إلا أنه سألها بحيره:
" وليـه خايفـة منه كدا!!! "...
" عيسـى الشخص دا مجنـون.. عنده هـوس غير طبيعـي"...
عـودة للماضـي...
" زمـرد مش هتسمعـيني المره دي كمـان!! "..
تأففت وهـي تتحرك بعيـدا عنـه ولكنه تحرك خلفهـا ملتصقـا كالعلـكة و أعترض طريقها من جـديد يقـول بصوت وأيدي مرتجـفه ممـا زاد تعجبها منه:
" أرجـوكي اسمعـيني لأنك لو مشيـتي أنا هتصـرف بطريقـة هتأ'ذيني وتأ'ذيكي "..
كـانت حركـاته المتوتـرة عنـوان واضح لشخص مضطرب ربـما، تحـركت مره أخري ترمقـه بتعـجب وهي تتخـطي بوابـة الجـامعـه وهو خلفهـا...
تلك المنطقـة تُسمـي ب" الشاملـة" و هو مُجمـع للمستشفيـات منها مستشفي طنطـا التعليـمي و عادة ما يكـون ذلك المكـان مزدحمـا بالمرضي واقاربهـم، كلا في عالـمه لا ينتبـه أحد للأخر، خطـوات سـريعـه و صـراخ و ضحكـات و صوت ابواق السيـارات و أمن الجامعـة و طـلاب الطب...
أقترب علي غفـلة منها يغـرس تلك الإبـرة و يدفع ذلك السائل سريعـا لجسـدهـا و سريعـا ما اسندهـا قبل أن تفقد الوعـي بأول سيـارة أجره أمامـه...
" اطـلع علي شـارع الإستاد "..
تحـرك السائق تجـاه ذلك الشارع والذي لم يكـن بعيـدا فبعـد عشـرة دقائق توقف بـه السائق بنهـاية ذلك الشـارع المتمـدن ولكن بنهـايته تنتهي المبـاني الفاخرة والمطـاعم الراقيـة وتبدأ الحقـول في الظهـر، وأمام بيت ما تـوقف بهـا وأخذها للداخـل و السائق ينـظر له في ريب و لكنـه لم يتدخل!!..
بعـد نصف سـاعة كـانت تفتح عينيها لتجـد نفسهـا أمامه مقيده علي كرسي وهو ينـظر لها بهيـام و كان ذلك قبل أن تـرتدي النقـاب..
" أنت اتجـننت!! أنت إزاي تعمل كدا!! "..
" بحبك، بحبك يا زمرد.. بحبك"..
"أنت مجنون بجـد والله مش طبيعي!! يا أخي وأنا مبحبكش سيبني في حـالي!!"..
قال بضحك:
" عارف إنك بتهزري، عـارف إنك بتحبيـني، بصي حـواليكي يا زمرد دا بيتنـا، هنفضل هنا أنا وأنتي مع بعض، هجيبلك كل المحـاضرات و تذاكري و مش عاوزك تعملي حاجه أنا هعمل كل حاجه هنا ماشي، ومتقلقيش مني أنا مش هعمـل حاجـة تضايقك و مش هقرب منك متخافيش، أنا بس عاوزك قدامي "..
تسـرب الخوف أكثـر لداخلها وهي تري هيستيـرية ذلك المجنـون ربمـا ان تجـاوبت معه ستستطيـع التحرر منه، فسألته بخفـوت:
" طيب وهتفضـل رابطني كدا، فكـني وأنا أوعدك مش ههرب "...
نـظر لهـا بشـك وأقتـرب منهـا يُمسـك بيديهـا يضغط عليهم بقـوة لم يقصـدها ولكنها آلمتهـا بشده فتراجعت بظهرها للخلف وهي تكتـم بكاؤهـا وتحـاول التماسك..
كـان يتحـرك بنظراتـه علي وجههـا كأنه يرسم لوحـة داخل عقله بملامحهـا..
" هفكك بس هقفـل باب الأوضه "..
أنتفض جسدها وهو يقـف فجـاءة يدور في الغـرفة و يضـع يده علي رأسه في محـاولة تذكر شيئـا ما، اتجـه للخـزانـه ثم أخذ منهـا فستـانا يضـعه علي قدمهـا يقول بإبتسامة واسعـه:
" دا هيكـون تُحفـة عليكـي.. هيكون تُحفـة، هتلبسيـه صح!! هتلبسيـه؟ "...
أقتـرب منها يمسـك فكها بيديهـا فتأوهت بألم وهي تومئ برأسهـا إيجـابا لتخـف قبضتـه يتحسس وجنتهـا برفق:
" أسف.. اسف "..
أقترب يفك وثاقهـا وهو يقول:
" هستنـاكي برا، جايب لينـا أكل، هنقعد سوا.. ".
تحـرك للخـارج فركـضت تُغلق البـاب تنـظر حـولها بحيـره وهي تهمس بخوف:
" اه يا مجنون يا إبن المجـانين!!! اعمل اي دلوقتي بس!! هي كانت ناقصاك! "..
لم يكـن بالغـرفـة شرفـة واحده، فقط ذلك البـاب فلم يكن أمامها سوي أن ترتدي ذلك الفسـتان اللعيـن وتتحرك لتتناول الطعـام مع ذلك المجنـون!!
خـرجت لتجـده جالسا بإنتـظارها وبمجـرد أن رأها ركض تجاهها ففزعت تتحرك للخـلف..
" إهـدي إهدي متخـافيش "..
" إهدي أنت بس "..
" حـاضر هحـاول أوعدك... تعـالي اقعـدي "..
جـلست زمـرد وهي تنـظر للطـعام بقلق فهي لا تأمنه ولا تثق به لتتنـاول طعاما يقدمه هو، هي لم تكن تفكر بالطعـام علي أي حـال هي فقط تجـولت بعيناها في المكـان تبحـث عن باب، هاتف او اي شـيء معدني تستطيـع تخـويفه بـه مثلا!!
أخفضت نـظرها للسفـرة لتجـد الشوكـة الخاصه بالطعـام فسألته بخفوت:
" ممكن مايـه!! "..
استغـلت إلتفاتته ليُحضـر الماء الذي لم يكـن بعيـد و خبأت تلك الشوكه بثيابهـا ثم أمسكـت بالملعقـه بتوتـر و هي تحرك الطعام دون تنـاوله..
وضع أمامها المـاء فأرتشفت البعض ثم تركت الكـوب، وهو جـلس يطـالعهـا وقال بجديه:
" أنا عمـري ما هأذيكي يا زمرد، يعني مثـلا عمري ما هحطـلك حاجه في الأكل علشان اقرب منك "..
حمـل معلقته وأقترب يأخذ من طبقهـا يتنـاوله بهـدوء ثم أشار لها:
" تقدري تاكـلي دلوقتي "..
" هو، هو أنا مش هرجـع لأهلي!! "..
عبس وجهه واستطـاعت رؤية الغضـب وهو يحتل ملامحـه و اضطراب جسده ويده التي تحركت تمسك بالأطبـاق يقـربها لهـا...
" كلي.. خدي رز دا طعمه حـلو أوي وخدي فراخ يلا كلي.. بقوولك كـلي!!! "
قال كلمـته الأخيره بصوت غاضـب وهو يدفـع الأطبـاق لتسقط أرضـا فصـرخت زمرد و وضعـت يدها علي فمهـا تنظر له بأعين متسعـه، بينما هو جلس يتنفس بصعـوبة وهو ينظر للأرض المتسخـه...
"أرجعك تاني.. أرجعك علشان أتقدم وابوكي يرفضني تاني، أرجعك عشان اكلمك ومترديش عليا، أقولك بحبك و تتجـاهليني!!
إنتي هتعيشى هنـا معايا، هتفضـلي هنا معايا أنا، لما تعرفيني هتحبينـي ماشي، لما تقربي مني هتعرفي قد اي أنتي كنتي غلطـانه في حقي"..
" بس الدنيـا مبتمشيش كدا "..
صـرخ بهـا وأقتـرب يسحبهـا بغضـب تجـاه الداخـل:
" أنا دنيتـي بتمشي كـدا "..
دفعهـا علي الكـرسى يقيـدها من جـديد فضـر'بته بساقهـا ليسقـط علي ظهـره فـوقفت تـركض للخـارج تجـاه البـاب تحـاول فتحـه لكنها وجـدته خلفهـا يسحبهـا فأخرجت الشوكـة وضر'بتهـا بقوه في كتفـه ليصـرخ متألمـا و فزعت عندما رأت الد'مـاء تسيـل منه ولكنهـا تداركت الأمر فإصابه كتلك لن تودي بحيـاته.. دفعتـه وألتفتت مرة أخري تحـاول فتح البـاب والهـرب ولكنـه سحبهـا من قدمهـا لتسقط أرضا متألمه وأصطدم وجـهها بالأرض فنز'فت شفتهـا السفليه، أخرج هو الشوكـه من يده متألمـا هو الأخر ثم رمـاها بعيـدا وأقتـرب يفحصـها...
" أنا آسف، أسف وجعتك!! "..
نـظرت تجـاهه بصدمه ورفعت يدها تكتم الد'م في ثيابهـا فأخرج من جيبـه منديـلا وضعه علي فمهـا فأبعدت يده تقول ببكاء:
" لو بتحبني يبقي هتسيبني أمشي، حرام عليك مش بالعافيه هي "..
أقتـرب منهـا يضم وجهها بيديه الملوثـه بدمائه يقـول بصوت خائف:
" لا لا مش بالعافيه، أنا أسف اني اتعصبت عليكـي، بس أنتي اللي عصبتيـني، أنتي وعدتيني إنك مش هتحاولي تهربي "..
هزت رأسها بيأس فهي في حضـرة شخص مجـنون بكـل تأكـيد.........
عـودة للحـاضر...
كـان يصف سيـارته علي جانب الطريق يستمـع لما تقـولـه بهـدوء شديـد يحـاول خلف ذلك الهدوء إخفاء جزء من شخصيـته لن تُعجبهـا أبدا، لكنه لم يستطـع التحمـل فتحـرك لخـارج السـياره وأولاها ظهـره يخشي بقيـة حديثها...
ترجـلت من السيـارة و وقفت أمامه تقول ببعض الهدوء بعدما مسحت دموعها عن وجنتها:
" عيسـى، أنا معنديش حاجه خايفـة أقولهالك.. يعنـي القصـة مخدتش الشكـل اللي أنت متخيـله "..
" يعنـي مقربلكيش؟ "..
هزت رأسها نفيا فسألها مجددا:
" يعني مروحش أف.جر دماغه وأرتكب جنايـه دلوقتي!! "..
ضحـكت بخـفه وهزت رأسها نفيـا بينمـا طالعها هو بغضب يقول بتوعـد:
" هكتفي بكـسر ايديه ورجليـه الإتنيـن.. بس كمليلي الأول "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
↚
" لا يا عيسـى!! دا مريض نفسـي لازم يرجـع المصحه "..
" مصحه!! "..
.............................................
" يعنـي اي مش هتتكـلمي!! أنتي كنتي مستخبيـة وهربانـة في بيتـي يعني أنا كنت متستر عليكـي!! حقي أفهم كـل حاجه "..
" المخد'رات دي وقعت في طريقـي و خلاص، عامة حضرتك متأ'ذتش بسببي و كفاية أنا همشـى أصلا "..
" تمشي تروحي فين!! هتفضـلي هربانه لحـد إمتي!! أنت هتفضلي هنـا لحد ما أشوفلك صرفـه "..
" لا.. أنا كدا كدا كنت ناوية امشي، شكرا علي مساعدتك بس حقيقي أنا مش هينفع افضل هنا بعد ما أنت عرفت الحقيقه "...
" علفكـرا أنا عـارف حقيقتك بقـالي كتير أوي، لو كنت نـاوي علي حاجه مكنتش هستني دا كـله، أنتي تطمني هنا وتخـافي من اللي برا... أنتـي بنت لازم تخـافي علي نفسك "...
قالت بتوتر:
" بس إزاي يعني يا دكتور سليم! "..
قال بضيق:
" عادي زي ما كنا.. أنت هتهتمي بالبيـت و مرتبك زي ما هو.. و هحـاول أساعدك "..
" إزاي!! "..
" هكـلملك عمـي.... سليـم مغـاوري "...
نظرت له بإستنـكار تسأله بتعجب:
" يعني اي!؟ أومال أنت ميـن! "..
" أنا سليـم صادق مغاوري.. ابن اخوه "..
حمـل هاتفـه وتحـرك تجـاه التـراث واحتـارت هي ماذا تفـعل أتذهب خلفـه أم تبقي بمكـانهـا، فقررت الجـلوس و انتظـاره لعله حقـا يستطيع مساعـدتها في ذلك الأمر...
طـالعته وهو يتحـدث مستنـدا بظهـره علي الجـدار و جهه تجاه الداخل....
" ايوا يا سليـم، طالما أنت بتقـول إنها مش لابسه في القضيـة يبقي هربت ليـه!! "..
تعجـب سليم فهو لم يسألها، تحرك للخـارج يسألها نفس السؤال:
" لما محدش عارف ان أنتي اللي عملتي كدا.. هربتي ليـه!!!؟ "...
.................................................
" الحمد لله علي سلامتك يا آنسـة حنـة "..
قـالت بألم:
" الله يسلمك يا دكـتور خـالد، معلشي تعبتك معايا أنا مش عارفه دوخـت فجاءة كدا ليه "..
" يمكن علشان مأكلتيش بقـالك فترة!! "...
" أنا فعـلا مليش نفس لأي أكـل خالص الفتـرة دي "...
جـلس خـالد علي الكـرسي أمامها حيث كانت تتسطـح علي الفراش في إحدي غُرف المشـفي تتصل بأوردتها إحدي المحـاليل المغذيـه....
نظـر خالد لها مُعاتبـا ولكنه لم يُعلق و جـلس صامتا ينوي البقاء لدقائق ثم العودة لعمـله و لكن يبدو أن للقدر رأي آخر وأعلن رنين هاتفـه عن إتصـالا..
" دا عيسـى.. الـو! "..
" خـالد، حالا تروح لحنـة و تاخدهـا عندك البيـت.. لو جـرالها حاجـه هعتبرك أنت اللي آذيتها "...
" إهدي بس يا عيسـى وفهمني في اي!! حنة قدامي أهي أنا عندها في المستشفي "...
" تمام، خدهـا وأمشي قبل ما حد يعـرف إنها معاك، مش عاوز مخلوق يعرف مكـانها يا خـالد فاهم!! "..
" حاضر متقلقش، أنا هتحرك حـالا "..
أغلق خالد هاتفـه و وقف يسحب المحـلول من يدهـا ثم أخذ بقيتـه و سألها بجديه:
" هتقـدري تمشي!؟ "..
سألته بتعجب:
" هو في اي!! "...
" عيسـى قالي أخدك عـندي البيت "..
" نعم!!!! "...
" متقلقيش أنا عايش مع أبويا وأمي، هناك حماية ليـكي يا حنة، أكيد حصل حاجه خلينا نتحرك الأول وبعدين نبقي نفهـم منه "..
" أيوا بس هدومي وحـاجـتي كلها في السكن!! "..
" هو قال حـالا، مفيش وقت ترجعي، لازم نتحرك دلوقتي... يـلا بقولك "..
قال جمـلته الأخيـرة بحده فانتفضت عن الفـراش تتحـرك معـه للخـارج، رفعت نظرها له قائلـة برجاء:
" عاوزة أكلم عيسـى"..
" لما نوصل البيت "..
بـالفعـل دلفت مع داخـل السيـارة و تحرك بهـا تجـاه منـزله، تـوقف أمام بيـت كبيـر ب بـوابـة عاليـة و لافـتة صغيرة تحمـل إسم والده...
صف سيـارته ثم تحرك وهي خلفه تنظر حـولها بحذر فهي لا تثق بمن حـولها حتي خالد نفسـه لكنهـا تحاول أن تثق به لثقة عيسـى به لا أكثر...
" مـاما! تعـالي أنتي فيـن؟! اتفضـلي يا حنـة أدخـلي "..
دلفت تقف في منتصـف المنزل تقـريبا حتي وجدت سيـدة في الخمسينـات من العمـر تقتـرب منهـا بوجـه بشوش مريـح تبتسم بخـفوت:
" نـورتي يا حبيبـتي تعـالي اتفضلي اقعدي، خـالد كلمنـي و فهمنـي حكايتك "..
جـلست حنـة وأخيـرا وأمامها تلك السيدة التى بدأت في التعرف عليهـا والحديث لها بنبـرة هادئة، تبـدو متعبـة و ثيابهـا السوداء أكدت لها بأن هذا المنزل ودعَ حبيبا من فترة قليـلة....
" تعـالي ادخـلي ارتاحـي أنا جهزتلك الأوضـة وحطيتلك اسدال وكام عباية وطرحه من بتـوعي تلبسيهـم هنا في البيت... الحمـام اللي جمب الأوضة دا كان بتاع بنـاتي هتلاقي فيه كريمات و شامبوهات وحاجات كتير تقدري تستخدميهم لو حابـة "...
اومأت حنة بهـدوء و قد تفهمت أن تلك السيدة ربما فقدت بناتها الصغار فلم تـود سؤالها لئلا تجرحـها وذهبت لتلك الغـرفة بعدما شكرت الإثنين...
دلفـت للغرفـة وقد كـانت لفتيات تلك السيدة، نظرت للصور المتعـددة بالغرفة وللخـزانة المُغلقـة.. اقتربت من إحدي الصور لتري إحداهما تحتضن الأخري لتتذكر أختها تهمس بحنين:
" يا تري أنتي فيـن يا فيفي!! "..
...........................................
اقتحـم عيسـى المنـزل غاضـبا منذ أن هاتفـه عمـار منذ قليـل وأخبـره بمـا حدث و زمرد بجـواره لا تفـهم اي شئ حتي أنها خشيت سؤاله من ملامحـه الحـادة و القسوة التي أتخذت مكـانها في تصرفـاته...
انتفـض عمـار و عمر في ذلك المنزل حيث تركهـم عيسـى ليبقوا بجـوار أختهم ولكنهـا بالحقيقـه ليست كذلك..
أقـترب عيسـى يلكم أخيه بغضـب فتحـركت زمرد بخـوف تجـاه عمار الذي طـالع عيسـى بحده و غضـب ليصـرخ عيسى بها:
" زمـــرد... إرجعـي ورا سيبيـه يمكـن يتعلم المسئوليـة، مهمـة خايبة زي دي تفشـل فيها أنت والخـايب التاني "..
أنتفض عمر للخلف بخـوف فتحرك عيسـى تجاه يسحـبه من ثيابه ودفعـه ليسقط بجوار أخيه:
" أنتوا شوية عيال وأنا اللي غلطت لما اعتمدت عليكم.. فين السنيـورة!! "..
أشـار له عمر للداخـل فتحرك عيسـى للداخل بينما اقتربت زمرد بحيـره تسألهم:
" هو في اي!؟ أنتوا عملتوا اي!! "..
قال عمار بغيظ:
" ابقي خـلي جوزك يقولك "..
تأففت زمـرد تتحـرك للداخـل لتـري فردوس المُقيدة علي كـرسي وعيسـى يدفعه بغضب لتقـع الفتاة علي الارض صارخه بألم واختلطـت معها صرخـة زمرد:
" عيسـى!! اي اللي بتعملـه في أختك دا!! "..
صرخ عيسـى بجنون:
" دي مش أختـي، مش أختـي، أنا أختي مخـطـو'فـة.. بس و رب محمد لو فـردوس جرالها أي حاجه لأحر'قهم كلهم واحد واحـد.. و دا مش مجـرد تهـديد "..
تحـرك عيسـى تجاه الفتاة التي نظرت تجاهه برعب ليهمس بصوت متوعد:
" وأكيد أنتي عارفة كويس عيسـى القـائد.. "..
" أنا معرفش هي فيـن، كل مهمتي كانت أخد مكانها و أهد'د حنـة إنها متتكلمش، هما قالولي انك متعرفش شكلها أساسا!! "...
حطـم عيسـى كل ما أمامه ثم تحـرك للخـارج من جـديد يجـلس أمام إخوتـه يلتقط أنفاسـه بعنف وعقلـه يضع كافـة الإحتمالات لما قد تمر به أخته...
" اتفضـلوا فهمـوني اي اللي حصل! "..
قال عمـار بضيق:
" سمعتنـا وإحنا بنتكـلم.. ".
أقتربت زمرد تسألهم بنفاذ صبر:
" أنتوا لازم تفهمـوني كل حاجه!!! "...
............................................................
" طب وعهـد الله ما هحلك النهـاردة! وهخـلي الرجـالة دي كلها تتفـرج عليكي يا حلوة "..
" دا لما تبقي تشوف حلمـة ودنك يا أبو كرش "...
فتح سـلا'حه الأبيض يقتـرب منهـا ليُهد'دها بـه لتبتسـم فـردوس وهي تنظـر لعينـه بتحـدي:
" بس متنسـاش.. متنساش أنا أخت مين "..
وكـأنها أخذته من محيط الشر و سحبته لمستنقع الخـوف فقـرر إخافتها فقط دون أن يُلحق بها الأذي وبمجـرد إقتـرابه ضـر'بتـه فردوس في يده وسحبت ذلك السلا'ح ببـراعة وكأنها متمرسـه:
" يا ويلك و سواد ليلك، اي اللي جاب المطوه في ايدي مش معقـول، كنت ما صدقت أبطل يا أبو كرش "..
قـال الرجل بغضـب:
" يخربيتك دا أنتي جبروت! "..
أقتربت منـه تهمس له بمكر:
" ابقي اسحب رجـالتك بـرا بهدوء عشان اللي مشغلك ميعرفش انهم وقعوا وانت واقف مش واخد بالك "..
فتح عينيـه بصدمـه وألتفت للخلف ليجد الثلاث رجـال علي الأرض، و من الظـلام آتي شخصـا حـاولت فردوس التعرف عليـه فهي تتذكر أنها ربما رأته مره أو اثنتيـن...
" استـاذ منتصـر!!!
يتبع....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" استـاذ منتصـر!!!
أنت اللي عملـت كدا!! اخس عليك مكنش العشـم!! مطمرش فيك كوباية الشاي أم تلات معالق سكر اللي طفحتهالك عندنا في البيت!؟ "..
نظر لها منتصـر بضـيق ثم ألتفـت يسحب ذلك الذي حـاول التسـلل والهرب قبل أن يفتـك به منتصـر:
" قـول للي مشغلك إن نهايتـه قـربت علشان القائد وراه رجـاله مش شوية شنبات علي الفاضي "..
" اوب اوب اوب.. قصف جبهـات "..
قـالتها فـردوس وهي تضـحك علي ذلك الذي فر هاربا من بين يدي منتصـر فطـالعها منتصـر بضيق فهو يعـرف هذه الفتاة ويعرف كم هي ثرثـارة وفوضويـة وهو مُتعب للغايـة ورأسه يؤلمه لأبعد حـد..
تحرك منتصـر للخـارج وركضت هي خلفـه تقـول بحرج:
" معلشي بقي أنا والله مكنتش بصالك في كوباية الشاي بس كان في أزمة سكـر ساعتهـا و الدنيا غاليـة أنت عـارف، بس متغلاش عليك والله صدقني أنا مش بخيـلة "..
فـتح منتصـر باب السيـارة فنـظرت له تُكمـل حديثهـا وهي تتحرك للداخل:
" شكل حضرتك زعلت، خلاص أنا هعزمك علي كوباية المره دي بأربع معـالق سكر ولا تزعل نفسك خالص والله، بس قولي هو مين القائد دا!! ها!؟ مين القائد! "..
أخرج منتصـر هاتفـه يتجـاهلهـا يتصـل بعيسـى ليُخبـره بأنه وجد أخته المفقـودة...
" أيوا يا قائـد.. أنا رايح البيت التاني "..
انتفض عيسـى من مكـانه فتلك إشـاره بأنه وجد الفتـاة فسألـه عيسـى بهدوء مزيف:
" أنت كويس؟! "..
نـظر منتصـر بطرف عينه تجـاه الفتاة ليصطدم بوجـهها يتطـلع له بأعين واسعه ليقـول بتأفف:
" كويس يا قـائد متقلقش "..
" خـلاص خليك هناك.. قضي اسبـوعين تلاته خفف عن نفسك "..
" لا هو يـوم هبص علي البيت واتطمن وارجع يا قائد "..
" منتصـر نفذ الله بقولهولك "..
أجابه بتعـب:
" أوامرك يا قائـد "...
أنهـي عيسـى المكـالمه فعـاودت هي الحديث من جـديد:
" القائد دا حد بيكراش عليا صح!! أكيد مهو محدش هيسأل فيا غير حنـة و دي خايبـة زمانها لايصه من غيـري ومقضياها عياط مش عارفه أنا مين الصغير أنا ولا هي، بس هي يا حبيبتي قاست في حياتها وتعبت، منه لله بـقي جوز أمها اللي هو أبويا، إلهي ربنا يخده مطـرح مهو قاعد ولا يلاقيكش تربه يترمي فيـها... ولا يكونش اللي خطفني دا كان طمـعان في الكافية فاكره بتاعي ميعرفش إنه بتاعك أنت!! وعشان كدا أنت اللي أنقذتني، أكيد حسيـت بالذنب والمسؤ.....
" بس... بس اكتمـي بوقك دا، إي!! مبتفصليش؟! صدعتيـني.. بت انتي أنا مش عاوز اسمع صوتك لحـد ما نوصل "..
قالت بضيق:
" طيب هات تليفونك أكلم حنة "..
" أولا.. حنة مش في البيت، ثانيـا إحنا مش رايحيـن بيتك إحنا رايحيـن مكـان أبعد شـويـة "..
سألته بتعـجب:
" فين!! ويعني اي حنة مش في البيت؟! "..
" رايحيـن بور سعيد، أنا هجيبلك تليفـون تكلمي أختك بس مش عـاوزك تكلمي مخلوق غيرهـا و تنبهي عليها هي كمـان متقولش مكانك لأي حد "...
" وهي فين!! اختي فين!! "..
" حنـة في الأقصر "..
" طيب وديني عنـدها.. وديني ليها دلوقتي عاوزة أتطمن عليها "...
" للأسف اختك اتعـرف انها في الأقصر علشان كدا لا هي هتخرج من البيت اللي إحنا سايبنها فيـه و لا أنتـي هينفع تروحي هناك "...
" هو خطفنا دا ليـه علاقـة ب عيسـى!! طيب أنت بتساعدنا ليه؟! ومين القائد دا!! "..
" معنـديش معلومات أكتر من اللي قولتلهـالك، ودلوقتي حطي راسك علي جمب كدا ونامي عشان الطريق طويـل "..
.........................................................
قال عمـار بغيظ:
" مشيتهـا ليـه يا عيسـى!!! كان ممكن نخطفهـا ونساوم بيها اللي خطف فردوس!! "...
أجابه عيسـى بسخريـة:
" طالما رمـاها علي اخوات عيسـى القائد يبقي متهموش في حـاجه.. اقعدوا واهدوا فردوس في أمان، أنا مشيتها علشان متأكد انهـا هتجـري علي اللي مشغلها.. عامة أنتم تقـدروا ترجـعوا لبيتكم، أنا جيبتكم بس علشان أجاريهم من البداية "..
اقترب عمر يجـلس أمام عيسـى يتحدث بجدية:
" احنا عاوزين نشوف اختنا يا عيسـى و عـاوزين نعرف مين الناس اللي خطفوها دول و ليـه أصلا!! "..
" أولا.. أنا معرفش لحد دلوقتي مين اللي خطف فـردوس وليـه جاب البنت دي مكانهـا وليه عمل عليا الفيـلم دا كلـه.. فردوس متعرفش عني غير اني أخوها، عمرها ما قابلتني ولا شافتني في الحقيقـة، شافتني بس في الصور علي الانترنت، علي عكسي أنا كانت عيني عليهـا هي وحنـة من زمـان، من حتي لما كنت يدوب 17 سنه ممكـن و بدأت أكون واعي اكتر انها أختي و ان اللي محسوب علينا أب دا عمره ما هيحميهـا، أنا عارف كويس ان اختي مكـانش عليها اي ديون و لا كانت محتاجه لفـلوس أساسا لأني اشتـريت كافيـه قريب من هنا و خليت منتصـر يشغلها فيه و بعد فتـرة خليته يشغلها مديـرة للكـافيه دا و كان معاها فلوس تكفيهـا هي وأختهـا... لمـا البنت دي وقفت قدام القصر ومثلت انهـا فردوس عملت اني مصدقهـا طبعا بإعتبار ان اي عدو ليا هيكون في دماغه اني معرفش شكلها و كذلك فهمت ماما، و كمـان ليلة ما عمر وعمار كانوا بايتين في القصر فهمتهـم كل حاجه و قولتلهم هسيبكم تـروحوا تقعدوا معاها يمكـن نعرف اترمت علينا من أنهي مصيبـة بس طبعا الدكـتور وأخوه كانوا أفشـل من بعض، البنت كانت مهدده حنـة طبـعا و علشان أنا حسيت انها مصدر تهديد كان لازم اخرجها من هنـا، وقبـل ما تسافـر قـالتلي اللي حصـل و ان فردوس كانت مخطـوفة من قبل ما البنت تجيلي بيوم واحد بس "...
سألته زمرد بحيـرة:
" طيب لقيت فردوس إزاي!! "..
" مش أنا اللي لاقيتهـا، منتصـر هو اللي لقـاها و هيخرجـها برا القاهره خـالص، بس.. كلنا بخير هنتصـرف علي أساس ان فردوس لسه مخطـوفة "..
" ليـه ما احنا لقيناها وخلاص!! ".. تعجب عمر..
قـال عيسـى بغضب:
" لا ما خلصناش.. دي أخت عيسـى القائد، مالك ياض أنت وهو خـرع كدا ليـه!!! دمكم مش حامي ليه جاتكم نيـلة شكلكم شبهه "..
قال عمار بحده:
" عيسـى!! بلاش تقـول كلام من دا.. متنسـاش إن احنا اتكوينا بنفس النار دي "..
أجابه عيسـى بضحك:
" نـار اه... أومال لو مكانتش أمك اتجوزته عرفي بمزاجـها!! "..
صـرخ عمـار به واقتـرب يمسكه من ياقتـه:
" عيسى إحترم نفسك! "..
لكمـه عيسـى ليسقط عمـار أرضـا يمسك بوجهه يتنفس بعنف وينظر له بغضـب فطـالعه عيسـى بضيق ثم سحب يد زمـرد يقول بأمر:
" خد أخوك يا عمر و ارجعوا طنـطا، ولما فردوس تبقي ترجع أنتوا عرفتوا مكـان شقتهـا "...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تحـرك عيسـى يأخذها خلفـه بينمـا هي نظرت تجـاههم بحـزن في النهايـة هم اخوتهـا تربت مع في بيت واحـد.
جلست في السـيـارة بضيق وغضب منـه، هي وعدته بأن لا تُحدثه بالأمر ولكنها لن تستطيـع الصمت فقالت بصوت حـاد:
" علفكـرا الست اللي أنت كنت بتهينهـا دي هي اللي ربتنـي "..
" يعني أعملها اي!! أو أعملك اي يا زمـرد؟!! "..
" يعني تحتـرمها يا عيسـى!! "
قالتها بصوت مرتفـع فنظر لها بأعين محذره عقبها بقـوله:
" أوعي تفكـري تعلي صوتك دا عليا أنتي فاااهمه؟! "..
قالت بصوت خافت حاد:
" زي ما أنت ملكش ذنب إن نتيجـة جر'يمة بشعه زي اللي حصلت لوالدتك، عمار وعمر ملهومش ذنب اذا كانت اتجـوزت عرفي ولا لا.. دول اخواتك اللي أنت بتخسرهم دول "..
" وهما مش في صفي اصلا عشان أخسرهم و أقفلي بقي السيـرة دي ومتفتحيهاش تـاني..مش هعيد كـلامي تـاني يا زمرد "..
تأففت بضيق و صمتت فلا فـائدة من الحديث معـه وظل تتابع الطـريق بعيناها حتي سألته بملل وهي تشيح بنظرها عنه:
" دا مش طريق القصر، إحنا رايحين فين!! "..
أجابها بهدوء مزيف:
" أنا قفـلت القصـر.. حاجتنا اتنقـلت وماما مستنيـانا في بيتنا الجـديد "..
ألتفتت تتابـع حديثـه بتعجب فهو لم يخبرها بتفكيره بالأمر حتي، متي اتخذ القرار!!! ولما لم يُشاركهـا به حتي، يا لحماقتهـا وهي من ظنته يُعطيها أهمية بحيـاته!!
بالنهاية هي كسـائر ممتلكـاته، غرض من أغراضه التي سيـأخذها معه من قصـره لبيتـه الجديد..
وبالطـابق الثاني من إحدي العمارات السكنيـه الفارهه والفخمـة دلفـت زمرد وهي تنـظر حـولها لتلك الشقـة الواسعه، وقعت عيناها علي التي آتت من الداخل تقول بإبتسامة واسعه:
" الشقـة حلوة أوي يا عيسـى و واسعه أوي ومريحـة، بجد أنا قلبي مرتاح هنا أوي عن القصـر.. بس ليه مقولتليش؟! "..
ابتسم عيسـى يقـول بهدوء:
" كنت عاوز أعملهالكم مفاجأة يا ماما اي رأيك؟! "..
نظـرت تجـاهه بتعجب، ظلمته بتفكيـرها فحتي والدته لم يُخبرها، هل أرادها مفاجأة حقـا!!..
تجـولت في الشقـة رفقـة والدته وهـو خلفهـم، عبـارة عن صـالتيـن واسعتيـن و غرفـة كبيـرة كصالون لإستقبال الضيـوف، و غـرفـة رئيسـية مُلحق بهـا حمامها و غرفـة للثياب، غرفتيـن أخرتين للنوم، مطبخ واسع وحمـامين آخرين...
قـالت زمرد بهـدوء:
" مبـروك عليك يا عيسـى "..
تحـركـت تجـاه الغرفـة وهو تتبعهـا بعيـنه لتسأله والدته بتعجب:
" في اي مالها زمرد شكلها زعلان، أنت مزعلها ولا اي را عيسـى!! "..
أومأ برأسه يتأفف وهو يعـود بظهـره للخلف لتنهـره والدته:
" حرام عليك دي لسه عـروسة، يا ابني أبوها كـان قاسي عليها خليك أنت الحنين.. قـوم صالحهـا يـلا أنا طلبت أكلـة سمك إنما اي هتاكـلوا صوابعكم وراهـا "...
ضحك عيسـي بسخريـة وهو يتحـرك للداخـل خلفهـا، بحث عنهـا بالغرفـة لم يجـدها فشعـر بحركـتها في غرفـة الثيـاب، كانت تقف بجـوار حقيبتها تُفـرغهـا فأقترب عيسـى تجـاهها..
" زمردة أوعي تحتـلي الأوضة كلها "..
نظرت له بضيق:
" اي زمـردة دي! مبحبش الدلع دا "..
قال بتفكيـر:
" طب اي رأيـك لو أقولك يا زوزو؟!! "
سألته بتأفف:
"وأنت عـاوز تدلعـني ليه بقـي!!"..
ضحك عيسـى بسخريـة وهو يقتـرب يسحب خصـرهها تجـاهه لتصطدم بـه يقـول بخبث:
" لما أقولك زمردة يبقي دلـع!! أومال لو قولتلك إنك زي القـمر!! "..
اضـطربت تحـاول الإبتعـاد عنه ليتمسك بها بقـوة يقول بتحذير بصوت هادئ خدر كل انش بهـا:
" متبعـديش "..
" عايـز اي؟!! "..
" عاوزك متزعليش، مش عاوز البوز دا.. عاوزك متربطيش علاقتنا بأي حاجه تانيـه "..
" بس إحنا مش عايشين لوحدنا "..
" عارف علشان كدا بقولك تفصـلي علاقتنـا عن أي حاجة وأي حـد.. سيبي الشنط و تعـالي نتعشـى "..
تحـرك عيسـى يسحبها خلفـه تزامنا مع مـوعد وصول الطـعام فأخذه عيسـى وجـلس الجميـع علي الطـاولة عل ذلك الجو الأسـري الهادئ يمنح قلبهـم القليل من السـلام...
..............................................................
" كـل الحكـايـة ان بقي في تـار بين العيلتيـن، والأكيد ان اللي قت.ل واحد من عيلتـنا وطبعا أغلب الشـك إنه خالد أخويا أو أبويا...سمعتهـم وسمعة ابنهم اللي مات كانت فارق كبير طبعا بالنسبالهم انها تنتشر في كل البلد وتفضل لسنين فيعمـلوا اي بقي!!! ينتقموا في واحده ست، ياخدها مراته و يذلها ويذل أهلها بيهـا و علشان كدا المفروض كنت أتجوز اخو المجـر'م دا.. بس أخويا مقبلش و هو اللي هربني... يا دكتور سليم أنا مش عاوزة مساعدة أنا بس عاوزة أمشي من هنا علشان مبقاش ينفع أفضـل أكتر من كدا "..
" خلاص نـكلم أخوكي يجيب أهلك ويجوا هنا يتطمنوا عليكي يا بنت الناس "..
" مش عاوزة، أنا همشي وخلاص "...
أقترب منها سليم يسألها بحده:
" يا بنتي ما تقـولي مخبية اي أنا عاوز أساعـدك "..
" لا شكـرا أنا مش محـتاجة مساعـدة خـلاص "..
" مش هتمشي "..
" يعني اي يعني هي بالعافيـة!! "..
" اه بالعافيـة وهوصل لأهلك بأي طريقه "..
" وهي تفرق معاك في اي أنا مش فاهمه!!! "..
" تفرق معايا إني حبيتك يا متخلفه "..
" اي!! "
يتبع..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" تفرق معايا إني حبيتك يا متخلفه "...
" اي؟! لا.. لا أنت متعرفنيش أصلا، أنت متعرفش عني اي حاجه، أنت قولت متعرفش عني حاجه إزاي هتحبني!! "..
" في الأول سيبتك هنا علشان أفهم بس ليه بنت ممكن تعمـل كدا وكنت شاكك ان وجودك هنا ليه علاقة بشغلي مثلا بس لقيتك بعيدة عن كل البُعد عن شغلي و مراقبتي ليكي اتحـولت لإهتمـام، أنا عيني مغفلتش عنك لحظـة من وقت ما جيتي هنا، سواء وأنا هنا أو وأنا في شغلي "...
" إزاي؟ إزاي يعني وأنت في شغلك!! "..
" كاميـرات المراقبه.. "..
" اللي أنت بتقـوله دا جنـان، أنا ماشيه "..
وقف سليـم وقـال بحـده:
" مفيش خروج من هنـا ودا أخر كـلام عنـدي "..
تحرك سليم تجـاه باب شقتـه وأغلقها ثم أخذ المفتـاح وعاد تجـاه غرفتـه وهي تنظـر في أثره بصدمه..
" دا مجنـون دا ولا اي!! اي العبط دا!؟ أنا مش فاهمه حاجه! هو عاوز اي بالظبط! "..
عاد لغـرفتهـا وأغلقتهـا من الداخـل تسيـر تجاه فراشها ببطئ و هي تفكـر في تصـرفه و عقلها مُنشغل بالكثير من الأمور الأخري، أين ستذهب وماذا ستفعل للعيش، هل حقا ستُقضـي بقية حياتها بعيدا عن أهلها، هل ستقضيـه في خدمة البيوت بعدما كانت أميرة متوجة في منزل أبيهـا!!!
بينما في الجـهة الأخري من المنزل كان يتحدث لعمـه مكالمة فيديو..
" سليم أنت أخدت بالك من إسم البنت!! "..
" مهو دا اللي مخليني عاوز أساعدها يا عمي بس مش عارف ازاي، أنا مسيبتهاش تمشي، هتفضل هنا حتي لو بالإجبـار لحد ما أعرف أتواصل مع أخوها.. "..
" التحقيق الرسمي لجريمة الق.تل لسه شغال بس مفيش أي دليل ضدها، أنا هشغل رجالتي ليل ونهار يعرفوا اي جديد ولو فعلا في دليل هيوصلوا ليه قبل البوليس و يخلصوا منه وبالنسبـة للي اسمه ضاحي دا اللي عاوزين يجوزهولها أنا ممكن أمحيه من علي وش الأرض "..
" لا يا عمي مش عاوز يبقي في قضيـة جديدة، هو مش هيأذيها طالما مرجعتش، وزين مستحيـل ترجع تـاني حتي لو اضطريت احبسها هنا عمرها كله "..
" لا مش هتضطر لحاجـة، هنوصل لأهلها و الموضوع هيتحل و البنت وأهلها هيتجمعوا من جديد "..
" بإذن الله "...
أنهي سليم المكـالمه وأتجه لفراشـه يُلقي جسده عليه لعـله يستطيـع التفكيـر و الوصول لقـرار صحيح، هو حاول منعها بأكثر من طريقـة، ربما فرضه عليها بالبقاء هو أمرا خاطئ ولكنـه لن يتركها تذهب لمصير تجهـله أبدا....
.................................................
" أنا جـعانة "..
" حاضر هنزل أجيب حاجة تطبخيها "..
" أنا أطبخ!! يا علي الثقة يا جـدع! صدقني والله أنا يدوب بعرف أسلق بيض و غالبا بسيبه لحد ما يفرقع في الحلـة "...
أجابها بعصبيه:
" يوووه أعملك اي أنا يعني!! "..
" في اختراع اسمه أكل جاهز علفكـرا، يا أخي راعي إني كنت مخطـوفة و سايبني علي لحم بطني ولا حتي عزمت عليا بساندوتش شاورمـا!! روح يا شيخ ربنا ينتقم منك، اه يا ربي ذنبي اي ان ابويا يطـلع جاحد وأخويا يسيبني وميسألش فيـا، أعمل اي بس نصيبي كدا، أنا هقوم يا ابن الحلال أشوف رغيف حاف أكله ولو ملقتش هربط بطني بإشارب و عوضي علي الله "..
تنهـد منتصر بضيق وهو يتحـرك تجاهها ينظر لها بتقزز:
" أولا أنا مبحبش الرغي، ثانيا جو الإستعطاف والشحاته دا تبطـليه، ثـالثـا أنا وأنتي مش جايين هنا نتساهر و لا نتفسح، أنتِ وأختك في ناس وراكـو و احنا لسه لحد دلوقتي مش عارفين هما مين ولازم نحميكم"..
سألته بإنتباه:
"أنتوا ميـن!"..
" ركزي في اللي يهمك، أنا نـازل و هبعتلك أكل "..
" وهترجع إمتي؟! "..
" وأنتي مالك؟! أرجع وقت ما أنا عاوز أنتي هتشاركيني!! "..
" يا اخي عنك ما رجعت جتك نصيبـه أنت بتزعقلي ليـه يا جدع أنت!! أنت فاكر نفسك اشتريتني بفلـوسك ولا اي جتك الهم "..
تحركت غاضبـه لداخل الغرفـة وأغلقت البـاب بقوة خلفهـا وكذلك غادر منتصـر الشقـة ليسـير في الطرقـات هائما لا جهة له...
......................................
" يعني في اتنين سليـم مغـاوري، العم اللي بيتاجر في المخد'رات و أعماله كلها غيـر قانونيـه، و ابن أخوه الدكـتور "..
" ايـوا يا قائد بالظبط كدا "..
اومأ له عيسـى فتحـرك الحـارس للخـارج وهو يفكـر في تلك المتاهـه وقبل أن تأخذه أفكـاره وجد حارسه يدلف من جـديد:
" مؤمن اتقبض عليـه يا قائد وهو بيصـرف البضاعـه "..
اعتدل عيسـى يرسم ابتسـامه خافتـه علي شفتيـه وتحـرك للخارج ليجـد رجـاله حيث يقف هو في مقـر عملـه فـوقف الجميـع فـور رؤيتـه ينتظروا أوامره:
" كل رجـالة مؤمن اللي متقبضش عليهم يبقـوا قدامي هنا في ظرف 24 ساعة.. "..
_أوامـرك يا قائد..
تحـرك عيسى للخـارج تجـاه سيـارته ثم جلس يُخرج هاتفه ليتحدث بأريحيه:
" قاسم باشا.. بكـرا في نفس المعاد هتلاقي رجـالة مؤمن عندك، ومبروك عليك الترقيـة يا حضـرة الظابط "..
تعـالت ضحكـات قاسم وهو يقف متحـركا تجاه النافذة الخاصه بمكتبـه:
" جمـايلك كتـرت يا قائد، بس المفروض ان البضاعـة اللي أنت سلمتها لمؤمن كانت مضروبة بس المعمل الجنائي أثبت انها مُخد'رات!! "..
" اه مهو اللي المعمل فحصها دي عينه حطيتهـاله هدية، أخدتها من خزنـة مؤمن نفسه "..
" يخربيتك أنت وصلت لخزنـته إزاي!! وصلت اساسا ازاي لبيته أو عرفته ازاي!؟ "..
" إجابة مختصـرة.. عيسى القائد "..
ضحك قاسم يقول بخبث:
" بس اللي أعرفه إن القائد اليومين دول عريس جديد و كمـان دراعه اليمين مش موجود جمبه "..
ضحك عيسى علي حديث قاسم ليجيبه بجديه:
" يمكـن علشان زي ما منتصر مُخلص للقائد في غيـره كتيـر، أنا مش نايم يا قاسم ورجالتي حوالين الكـُل، و قريب أوي هوصل لسليم مغـاوري واللعب هيكون علي المكشـوف وهيتسلم زيه زي قبله كـتير "..
" بنتعـلم منك يا قائد "..
ضحك عيسـى وهو يُنهي المكـالمة ثم تحـرك تجـاه شركـته لينتهـي من أمر ذلك المجنـون بدون حتي أن يَعـرف بقية قصتـه..
ألا يكـفيه أنه نظـر لزوجـته بل وأخت.طفها وأثار الخوف والذعر في قلبها!!
وبعد نصف ساعـة كان يقف أمامه وهو مُقيد ملقي علي الأرض في أحد المخازن القديمـة، جلس عيسـى أمامه يقـول بإستفـزاز:
" أنا جـوزها "..
تابعـه الشـاب بأعيـن دميمـه غاضبـه، لا تـدري هل ذلك جنون الحب أم هـوس أم لعنة حب أصابت ذلك الشاب، فبرغم غضبـه وعروقه المنتفضـه كانت أثـار جنونـه واضحـه ليراها عيسـى ليُدرك مدي هـوس ذلك الرجـل بزوجـته وعند تلك النُقطـة اقتـرب عيسـى يتابعه عن قـُرب بغضب حقيقي:
" أنت عارف اللي أنت عملته دا عقابـه اي عنـدي؟! أنت فاهم اللي بيبص لحاجـة ملكي بيجرا فيه اي؟! فما بالك بقي لـو مراتي!!! لا وبتـجري وراها وبتخوفهـا في نص شركتي و قدامي؟! دا أنت بجح بقي!؟ "..
" أنا الأحق بيها مش أنت، أنا اللي بقالي سنيـن بحبها مش أنت، أنا عملت علشانها حاجات كتير غلط، وعلشان تكون ليا هعمل مليون حاجه غلط ولو كـانت اني أقف في وشك أنت "..
" كويس إنك عارف ان وقوفك في وشي غلط، بس اسمحلي أقولك إنه أكبر غلط و الناهيـة بالنسبالك وهتعـرف لما أسيبك مع رجالتي يومين "..
" يومين أو عشرة، لما هخرج من هنا، زمرد مش هتكون لغيـري، أنا بحبها، بحبها بشكل لو فضلت عمرك كله عمرك مـا هتقدر تحبهـا زيي "..
" لما تبقي تُخرج بقي يا حيليتهـا "..
لكمـه عيسـى بقـوة ليسقـط الشاب أرضا فاقدا للوعي لينظر عيسى له بسخرية:
" دا أنت مفكش نفس يا جدع!! "..
نظـر لأحد الحراس الذي تركه مع الشاب يأمره:
" الواد دا يتروق فـاهم!! لحد ما أشوف أخرتها معاه "..
اومأ له الحارس فتحـرك عيسـى للخـارج مُتعبا، لا يـدري لما أيامه طويلـة وثقيـله بهذه الفتـرة، ربما شيئا واحدا يجعله يشعـر بالراحه، يأتي بالسكـون لقلبـه والهدوء لروحه، وكأنه يبتعـد بها عن ضوضاء العالم بُرغم انه تمر سوي بضعه أيام لكن ذلك الشعور يأسره من اللحظات الأولي معهـا..
ارتسمت ابتسامـة خفيفـة علي شفتيـه وهو يقـود سيارته عائدا لهـا..
كـانت الشقـة هادئـة فعلم أنها بالغـرفة وكذلك والدته فتحرك بهـدوء تجـاه غرفتـه يدلف ليجدهـا بغرفـة الثيـاب من جديد منشغـلة بترتيب ثيابهـم..
" مساء الخير "..
انتفضـت زمـرد فهـي لم تشعـر به عندما دلف للغـرفه..
" بسـم الله الرحمن الرحيم، أنت رجعت أمتي!! "..
قال بتعجب:
" لسـه راجع، مالك اتخضيتي كدا!! "..
" مش واخده علي المكـان وأنت دخلت فجاءه، شوف أنا ظبطتلك كل هدومك أهي و فاضل بس حاجات بسيطـه في هدومي هخلصهـم، عاوزة مصـروف للبيت علشان أنزل أشتري بقي شويـة حاجات لأن المطبخ فاضـي، وكمـان أنا دورت ملقيتش أي أدوات للتنضيف هنا فمحتاجه بردو اشتـري و...
صمتت عندمـا تفاجأت بضمـة عيسـى لها وصوت تنهيدته وهو يبتعـد يطبع قبله رقيقـة علي وجنتها ثم أخذ ثيـابه المنزليـه وتحرك تجاه المرحـاض...
حـاولت تدارك صدمتها و رفعت يدها تُعيد خصلاتها خلف أذنها لتظهر وجنتها التي احمرت خجـلا من فعلتـه تلك...
بعدمـا بدل ثيابـه تحرك للفراش يُلقي بجسده المتعب فـوقه ليُحـاول النـوم يواجه صعوبته به كعـادته، خرجت زمرد تتفادي النظر لـه ثم جلست بجـواره تتصفح هاتفـها فنظر لها عيسـى يسألها:
"هو أنا المفروض بقي أجيبلك الخضار وأنا جاي كل يوم و الحاجات دي!!"..
نظـرت له بتعـجب ليُكمل حديثه:
" أصلي بصـراحه أخدت شوية وقت علي ما أستوعبت اني اتجـوزت، أنا مكنتش ناوي خالص "..
سألته بتعجب:
" ليه؟! "...
" علشان أنا مبحبش المسؤليـات الكتيـر، والجـواز مسئوليـة و علاقـة ليها إحترامهـا ولازم لما اتجـوز أكون شخص قادر علي كل مسؤلياتي ناحية الست اللي معايا و مقصرش، بس أنا أوقات كتيـر أوي بنسي نفسي في الشغل، أنا لازم أحافظ علي اللي وصلتلـه يا زمرد لأن تعبت أوي فيه، أنا بدأتها من صبي علي القهوة وكنت أقعد اذاكـر في ركن كدا علي جمب لحد ما أخدت شهادة، كان عندي دكـتور في الجامعـة بيحبني جدا و معجب بتفكيـري و خدني اشتغـلت عنده في شركتـه الخاصـه من قبل ما اتخرج، وبعد ما اتخرجت علطـول خلاني مديـر، ومع الوقت بنيت شركتي بنفسي، كانت مكتب صغيـر و في ظرف خمس سنيـن بقـت الكيان اللي أنتي شوفتيـه دا و لسه.. لسه عاوزه يكبر أكتر و يكون ليهـا أكتر من فرع و يكون ليا أكتر من مصنع و خط انتاج، ليا فرع واحد بس برا مصـر عاوز أكبره.. وكل دا بيكـون علي حساب وقتي.. علشان كدا مكنتش عاوز اتجـوز، مش عارف اي اللي حصل في اللحظة اللي شوفتك بتعيطي فيها قبل كتـب الكتاب..
سألته بصدمه:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
"قبل كتب الكتاب!؟ إمتي؟!"..
" لما كنتي مقضيـاها عياط في أوضتك، أنا كنت شايفك و لما عرفـت اللي أبوكي ناوي يعمله معاكي اتصرفت، مكنتش حابب إنه يظلمك، زعلك مهانش عليا معرفش ليـه، في حاجه شدتني ليكي من أول مره شوفتك فيها "..
طالعته زمرد بتعـجب ثم تنهـدت تقول بحيره:
" مش عارفه لو كانت الجوازة دي كمـلت كان هيجرالي اي!! كان زماني دلوقتي في بلد غريبـة مع واحد تاني متجـوز غيري اتنين وعنده عيال كمان.. برغم ان بابا معاه فلوس وربنا موسعها عليه في رزقه بس مش عارفه ليه يعمـل فيا كدا علشان الفلوس، لما قالولي ان العريس مش جاي وان ابن عمك اللي انتي عمرك ما شوفتيه هو اللي هيتجوزك مكانش فارق معايا، زي اللي خرج من حفرة و وقع في واحدة تانيه زيهـا بالظبط وكنت فاكره انك.. هتكون زيه.. زي والدك، عمرك ما هتحترم الجواز و لا هتحترمني و كلها كام شهر و تسيبني بعيل علي دراعي و مش هشوفك غير بعد كام سنه ترجع تقنعني انك ندمان و بردو ترجع تسيبني تاني"..
"لا، متشبهنيش بيه تاني...عمري ما هكون زيه"..
" ودا اللي أنا اكتشفته في الكام يوم اللي فاتوا يا عيسى، أنت حد محترم رغم كل حاجه "..
غمزها عيسـة بمشاكسه:
" مش محترم أوي يعني "..
وضع عيسـى رأسه علي قدمهـا و أمسك بيدها يضعها فوق رأسه:
" أنا من زمان عندي صعوبة في النوم "..
مررت أصابعهـا بين خصلات شعـره وسألته بإهتمام:
" بتشوف كوابيس؟! "..
ابتسم يتذكر أحلامه فهز رأسه نفيا يقـول ببساطه:
" عيني مبتروحش في النوم بسهـولة، بس بعد كدا بنـام كويس "..
أغمض عينيـه وصمت وكذلك صمتت هي الأخري تتابعـه بهدوء لا تشعـر سوي بالسكيـنه لجواره وقربهمـا.. وذلك الشعور الذي بدأ يسـري بداخل كلا منهمـا لا تفسير له سوي اسم واحـد وهو الحب..
.....................................................
في الصبـاح التالي..
خرجـت فردوس من غرفتهـا تتأفف بضيق من ثيابهـا التي ترتديها منذ أيـام...
" لا حس ولاخبر من امبارح يكونش طلعوا خلصوا عليه!!، طب يجيبلي التليفون ويجيبلي لبس الأول دا اي دا مفيش ذوق خالص!! "..
دلف منتصـر بعد مرور ساعة كاملـة وهو يحمل بعض الأغراض وكانت تنتظره هي علي أحر من الجمر وها هي فرصتها لتُفجر غضبها وغيظها بـه:
" أنت يا بنى أدم أنت معندكش دم!!! ازااي تسيبني كدا ومتسألش فيا ولا كأنك رامي كلبه هنا!!!؟ لا خليتني أكلم أختي ولا سيبتلى تليفـون و لا أعرفلك طريق ولا أعرف حد هنا، أنت اللي ساعدتني أنا مشحتش منك المُساعدة علفكرا!! "...
ألقى منتصـر الأغراض واتجـه يجـلس علي الأريكـه يتجـاهلها يشعـر بألم لا يُضاهي بعظامه فقد قضي ليلتـه أمام البحـر و تسربت البروده لعظامـه ولا طاقـة له بالمجـادلة الآن... يتمني فقط أن ينتهي كل ذلك فأخرج هاتفـه يُرسل لعيسى رساله:
" يا قائد أنا عاوز أرجع القاهرة متقلقش أنا هعين كذا حارس ثقة يحرسوها و هتأكد ان كل حاجه متوفرة ليها، بس أنا عاوز أرجع شقتي "...
لم تصل الرسـالة لعيسـى فتيقن منتصر بأنه لا زال نائما ربمـا، أغمض عينيه يُريح رأسه علي الأريكة قبل أن ينتفض علي صراخها:
" أنت يا بنـى أدم!!! "..
صرخ بقي غاضبا:
" ما تخرصي بقي يا بت أنتي!!! اتنيـلي خدي الشنطـ فيها لبس و أكل، تاكلي وتسكـتي خالص مسمعلكيش نفس "..
ربمـا ان كانت فتاة أُخري لكـانت بكـت من إهانته ونبرة صوته المخيفـة و القاسيـه، ولكنها ببساطه" فردوس " التي قالت بصـوت كاد يصمه:
"لا بقولك اي أنت تقف عوج وتتكلم عـدل، ولو أنت مش عارف مين هي فيفي يبقي هعـرفك! أنا محدش يعلي صوتـه عليا وإلا لسانه دا هلعبه بيه نط الحبل"..
تنهد منتصـر بضيق يتحرك تجـاهها لتقف أمامه بالمرصاد، مئة وخمسون سنتيمتر في مواجـهة شاب ضخم الجسد بطول يكاد يبلغ المائة وتسعيـن سنتيمتر يتقدم تجـاهها وهي لا ترمش حتي ولا تخافه مقدار شعـره، ربما نبرته المخيفـه أربكتها قليل ولكنها أخفت ذلك الإرتباك خلف ملامح صلبه...
" اسمعي علشان أنا معرفش هنفضل في وش بعض كدا قد اي، أنا مبحبش الدوشه ولا أحب البنت اللي لابسه توب الرجـاله و صوتها عالي.. هتتعاملي بإحترام و زي باقي خلق الله هعاملك عدل، غير كدا هتاخدي علي دماغك أنا مش جايبك هنا أربيكي ف خلي المدة دي تعـدي علي خير "...
" علشان أحترمك يبقي لازم أنت الأول تتعامل معايا بإحترام لأني مش تحت أمرك يا منتصـر بيـه "..
" أنا بدأتها معـاكي بإحترام بس أنت اللي لسانك طويـل وغاوية تثبتي انك بنت مجـدي ال.... ولا بلاش "..
" صح، معاك حق و الد'م بيحن كمـان، وأنا بقي مستغنيـه عن خدماتك و صدقني بنت مجدي قدرت تحمي نفسها سنين وهي لوحدها هي وامها واختها اللي نسمة الهواء كانت بتأثر عليهم، انما انا كنت بنت مجدي بحق و خليني اشوف بقي مين عـاوز يأذيني أنا وأختي "..
تحـركت فردوس تجـاه البـاب ليخرج منتصـر خلفها يسحبها للداخـل فيندفع جسدها اثر دفعـه لها ثم أغلق الباب ونظر تجاهها بحده:
" لما اتحركتي من هنا هتأذي اخواتك كلهم.. ".
" اخواتي!؟ "..
" اه اخواتك كلهم.. حنة و عيسى و عمر و عمار.. مجدي عنده تلات ولاد غيـرك، وحنة اختك من الأم، يعني حركة واحدة و تواصل واحد غلط مع اختك هيضيع كل حاجه عملناها "..
" عيسى صح!! أنت تبع عيسى "..
" اه.. أنا مديـر أعماله، وعلفكـرا عيسى هو صاحب الكافية و هو اللي خلاني اشغلك مديرة فيه علشان متحتاجيش فـلوس و تعيشى حياة كريمة، اخوكي عينه كانت حواليكي دايما مش زي ما أنتي فـاكرة، و علفكرا هو اللي بيحمي حنـة بردو برغم انها مش اخته بس علشانك انتي "..
تراجعـت فردوس تتحرك لداخل الغرفـة تختفي من أمامه قبل أن تخونها دموعها أمامه فهي تكره الضعف والبكاء أمام أحد..
كتمت شهقاتها وهي تستند بظهرها علي باب الغرفة من الداخـل وهي تهمس لنفسها بتأنيب:
" يا غبية بتعيطي علي اي!! طلع ليكي ضهر وسند في الدنيـا، أخوكي هو اللي بيحميكي، أخوكي خايف عليكي، هو اللي خلاني ممدش ايدي للناس، بس.. بس ليه كان بعيـد!! ليه اختار نبعد كدا عن بعض!! ليه؟ "...
..................................................
" حلـو يا حبيبتي البيـض بالسمنه؟! بتحبي حاجـة تانيه اعملهـالك!؟ لو مش عاجبك الفطـار قوليلي.. "
"لا يا خـالة تسلم ايدك والله أكلك جميـل"..
ابتسـم خالد وهو يتابع أعين والدته التي فاضت بالدمـوع، يري شوقهـا لبناتهـا، خاصة" نور "التي ذهبت غدرا فتلك الفتاة أمامه تُشبهـها لحد كبيـر، كنا أنها عطوفه و هادئـة مثلهـا، و جوارها شعور بالدفء يغمُر الجميـع..
دلف والده سريعـا يقول بقـلق:
" كل عيـلة "الشيخ" جايين وشاكلهم مش ناوي علي خير أبدا "..
انتفضـت والدة خـالد وأتجهت تقف جـوار إبنها بفزع:
" ليكونوا اتفقـوا خلاص علي اخد تا'رهم من ابننا، والله مش هو اللي ق.تل الزفت عمران "..
قال خالد بضيق وهو يربت علي يدها:
" هو أصلا كان يستاهل الق.تل، بس الحقيقة إنه ميت بجـرعة مخـد'رات زيادة، لكن مفيش حد من أهله مصدق الحكاية دي و كلهم فاكرين ان ابنهم انق.تل "..
كانت حنـة تنظـر لهم بصدمـة و بعض الشفقـة أيضا برغم أنها لا تعرف القصـة، ولولا توضيحه الأخير ما كانت لتمتلك شفقة تجاههم و لأصابهم الخوف والذعر...
سألت والدته بخوف:
" و هنعمل اي دلوقتي!؟؟ "..
اقترب عبد الشافي يقول بجدية:
" لازم تمشي من هنـا يا خالد، لازم تسيب الأقصـر، هتخرج دلوقتي تروح شقـة خالك تبيت فيها علي ما أجهزلك تذاكر الطيارة و تطـلع علي....
قاطعه خالد بضيق:
"هطلع علي بورسعيد يا بابا، حنـة لازم توصل لأختها "..
تهللت أسارير حنـة و لمعت عيناها، هل ذكر اختها الآن!! هل وجدها عيسى حقا؟! هل ستراها وأخيرا!!...
" أختك موجودة في بور سعيـد يا حنة، بابا اسمعني مش لازم اي حد يعـرف اني رايح هناك أبدا "..
" أنا هشيع راجل ولا اتنين يقولوا انهم شافوك راكب القطر اللي رايح لأسوان، هنضللهم شوية لحد ما توصل الأمانه لأخوها من تاني و بعـدين هدبر لينا مكان نعيش فيه بعيد عن الأقصر خالص، مبقاش لينا عيشة هنا خلاص و العالم دي مفيش معاها تفاهم، نتفاهم علي اي اصلا دا ابنهم قا'تل بنتي بالحيا و التانيه هربت مني بسببهم، هما اللي حطوا سك.ينتهم التلمه علي رقبتنا وعاوزين ياخدوا تا'رهم كمان!! "..
جـلست والدته وهي تنظر لولدها، الوحيد المتبقي معها بخوف وحسرة، هل سيُفارقها هو الأخر!!
لم يبقي لها سـواه فهو أصبح وحيدها الآن...
ربت خالد علي كتفها يتفهـم ما تمر بـه والدته فقال بحنان:
" كل حاجه هتكـون كويسه يا ماما، زين وهترجـع و هنخلص من الهم دا.. حق نور ربنا رده لينـا و خلاص مش عاوزين نزعل نفسنا، حتي لو هنسيب البيت اللي جمعتنا فيه أحلي السنين "..
" مش مهم البيت يا ابني، كدا كدا الذكريات هتفضل معانا، و بجودك يا حبيبي ولما اختك ترجع بالسلامة هترجع الفرحة لقلبنا من تـاني، في اي مكان المهم نتجمع من تـاني "..
أفزعهم صوت طرقـات عالية علي البـاب، فتح خالد الشاشـة التابعة لكاميـرات المراقبـة ليظهر العديد من الأشخاص أمام الباب..
اقتـربت حنة تتمعن النظر لتتفاجأ بشخص ربما تعـرفه جيدا!!!
" كـارم!! "..
سألها خالد:
" مين؟! "..
" كارم... ابن جوزي "..
..................................................
جلست بتعـب علي كرسى بداخل مطبخـه بعدما وضعت أمامـه طعام الإفطـار كالعادة، لكن المختلف هذه المره أنها لا تضع ذلك الذقن الصناعي بل ترتدي جلباب واسع و حجـاب...
" أنتي ليه رافضـة ان اجيبلك أهلك لحد هنا، انتي خايفه ترجعي وفهمت ليه، ليه خايفه هما يجوا هنا!! "..
" علشان هياخدوني ويرجعوا، أكيد مش هيسيبوني معاك هنا، وبعدين أنا معرفش هما هيسامحوني علشان هربت ولا لا، متنساش هما فاكرني هربت علشان الجواز مش بسبب الجر'يمة "..
" خلاص هجيبلك أخوكي، هو مثقف ومحترم باين عليه من كلامك، أكيد هيتفهم اللي حصل "..
" لا مش هيتفهم، حياتي مع أهلي خلاص أنتهت يا دكتور سليم وأنا لازم أشق طريقي، فأرجوك سيبني بقي أمشي "..
" والتحقيق اللي لسه مستمر في القضيـة "..
" هما ملاقوش اي دليل أصلا"..
" ما أنا بقـولك التحقيق لسه شغال، يعني يمكن في اي لحظة يلاقـوا دليل، ويمكم كمان بعد ما القصية تتقفل حد يلاقي الدليل و ترجع تتفتح من تاني "...
" أنت بتخوفني ليه؟! "..
" علشان أنتي لازم تحلي مشكلتك مش تهربي منها "..
" بس دي فيها إعد'ام يا دكتـور، يعني ملهاش حل، ملهاش غير هروب وبس "..
" وأنا شايف إنك بنت ملكيش إلا أهلك، لو انتي مش هينفع ترجعي يبقي هما يجولك هنا "..
" لا.. مش عاوزة "..
فاض به الكيـل فصرخ بها:
" يا بنتي أفهمي بقي، أنت بتد'مري نفسك بنفسك!! "..
انتفضـت زيـن و تحركت للخارج تقف أمامه تحـاول إن تواجه موجة الغضب تلك:
" مش هينفع، أنت اللي مش عاوز تفهم!!.. أنا.. حامل ".
" اي!!! "..
إلي لقاء قريب...
آية محمد..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
مش هينفع، أنت اللي مش عاوز تفهم!!.. أنا.. حامل ".
" اي!!! "..
" في الشهر التالت "...
حـاولت زين تمـالك دموعهـا، حاولت أن لا تنهـار في هذه اللحظـة أمامه و ذكـرياتها تأخذها لذلك الوقـت...
فأرتمت بجسدها تضع رأسها بين يديها تقـول بصوت مختنق:
" أنا مكانش عندي النيـة إني أمو'ته، بعـد وفـاة أختي بيومين خـرجت الساعـة خمسة الفجـر كدا، كان النهـار طالع و إحنا أصلا قريـة قريبة من المدينـه بس قرية و الفلاحين بيخرجوا بدري في الوقت اللي زي دا فمكنتش خايفـة، أنا كنت مخنـوقة ومحتاجـة بس أتمشى شويـه، والله كنت هقول لخـالد يخرج معايا بس كانت أول مرة ينام من يومين "...
صمتت لا تعـرف متي اخذها البكـاء في وصلـة جديدة من القهـر و الحزن لأجل حالها، اقتـرب سليـم يضع أمامهـا كوبا من المـاء يسألها:
" متقوليش إنه كـان إعتد'اء زي ما حصل لأختك!!! "..
نظـر له وقالت بحسرة:
" ومن نفس الشخص "..
احتلت الصدمـة ملامحـه، يجـلس الإثنان أمام بعضهما البعض في صالـة منزلـه و أخذ الصمت محـله و توقف الزمـن لثوانـي بالنسبة لها و عاد هو لمـاضيـه المؤلـم...
عودة للماضي...
" شوفتوا الفضيحه يا أهل البـلد!! بيقـولوا الراجـل خلص علي مراتـه و بعـدين انت.حـر!! بيقـولوا كان معاها واحد "..
" تستاهـل.. تستاهل بس هو كان خلص عليها وخلاص يعني مكنش لازم يمو'ت نفسه، ساب عياله لمين بقي!! "...
" بيقولوا اخـوه هيجي ياخدهم بس بدريـة صاحبة البيت طردتهم و محدش من أهل البلد راضي ياخدهم عنده "...
كـان يجـلس بهـا، فتي في الثانيـة عشر من عمره و علي قدمه تجلس أخته الصغيرة صاحبة الخمسة أعوام، ارتفعت حرارتهـا حتي كادت تبـلغ الأربعيـن و هو أيضا يرتجـف من برودة الطقس و عينيه مغمضـة و جسده يأن ألمـا...
" بابا!!! مين دول!! "..
" لا حول ولا قوة إلا بالله، معرفش يا خـالد تعالا يا ابني نشوف "...
أقترب عبد الشافي تجـاه الطفليـن و بجـواره خالد صاحب الخمسة عشر عاما، فتح سليم عينيـه ببطئ ينظـر لهم بذعر يقول ببكاء:
" والله ما عملنا حاجه، مخدتش حاجـة من الأرض والله ما خدت حاجه "..
" اهدي يا حبيبي مفيش حاجه، انت ابن مين و مين دي و بتعمل اي هنا دلوقتي دا الفجر لسه مأذن!! "..
قال سليم ببكـاء:
" أنا ابن صادق مغاوري.. ".
" لا حول ولا قوة إلا بالله، هي مش الست بدرية قالت انك هتفضـل عندها لحد ما يعـرفوا أهلك فين يا ابني!! اي بس اللي حصل؟! "..
أجابه سليم ببكـاء:
" أنا أهلي مش من هنا! أنا معرفش حد والعمة بدريه خرجتني أنا وأختي، سلمي سخنه مولعه مكالتش بقالها يومين غير خيـار من الغيط اللي هناك دا "...
" يادي المصيبة دا الخيـار لسه مرشوش، قوم نروح بيها الوحده"
"يلاهوي دا أنت كمان قايد نار!!، تعـالا شيل يا خالد البت عنه "..
أخذ خالد الصغيرة يحملها بينمـا حمل عبد الشافـي سليم وذهب بـه لأقـرب مشفي لمداواتـه ثم عـاد بـهم لمنزلـه بعـدما تأكد أنهم بخيـر...
" أنا هروح لصاحبة البيت يمكـن تعرف توصلني لأي حد من أهلك ولو متعرفش هروح المركز أشوف كدا هيقولولي اي و لحد ما الكلام دا يخلص هتفضل هنا أنت وأختك "..
اومأ له سليم وهو يُغلق عينيه بإرهـاق شديد متسطـحا علي فراش في إحدي الغرف بمنزل عبد الشافـي و بجـواره أخته تتدثر بـه مُتعبه هي الأُخري...
" حضريلهـم أكل يا هناء علي ما يصحـوا "..
قالت بشفقـة:
" حاضـر.. ربنا يتولاهم يا رب، الناس مبقـاش في قلوبهم رحمة خالص!! محدش من جيرانهم يسأل عليهم!! يا تري ملهومش أهل يا عبد الشافي!! "..
أجابها زوجها بحيـره:
" والله مش عارف، كل اللي أعرفه ان أبوه أصله مش من البلد خالص و جه من كام سنه خد الشقـة ايجار عند الست ناديـة هو و مراته وكان معاه الواد ومراته حامل في البت لسه.. كل جيرانه ميعرفوش ليه قـريب ولا صاحب و محدش سأل فيهم، الواد خد أخته وجري بيها علي الأرض الزراعيه و قـاعد فيها بقاله كام يوم خايف من المنظر اللي شافه لما ابوه خلص علي امه وبعدين مو'ت نفسه، ربنا يتولاهم بصحيح يا هناء، احنا هنعمل اللي علينا و نخلص ضميرنا قدام ربنا، وان حكمت نربيهم وسط العيال وأهو نكسب فيهم ثواب "..
" و احنا هنقدر يا عبد الشافي!! دي من ساعة ما زين اتولدت من أربع سنين وإحنا بنوفر مصاريفنا بالعافيه "..
" مهما ليهم رزقهم في الدنيا بردو يا ست الكل و ربك هيدبرها، خلي بالك منهم بس و اديهم العلاج في وقته "..
" في عينيا متقلقش عليهم، قوم أنت لشغلك بقي يلا "..
اومأ لهـا عبد الشـافي وتحرك لعمـله وظلت هنـاء في المنزل في حيـرة وتغبط بيـن خدمة أطفالها الثلاث و هاذين الطفلين المريضيـن و لكن بالنهايـة هي أتمت دورها علي أكمل وجـة لمدة يومين حتي استعاد الطفليـن عافيتهـم...
قـالت هناء بضيق:
" يا زين اهمدي، سلمي جسمها ضعيف مش مستحمله اللعب والجري دا كله "..
وقفت زين تقـول بتذمر:
" اسمي زينـة مش زين "..
قالت هناء بضيق:
" لا يا حبيبتي اسمك زين مش زينة، وعلفكرا اسم زين ينفع بنت و ولد، زي اسم ليل كدا "..
" خلاص سموني ليل أحلي "..
اقتـرب سليم يقول بمشاغبه:
" أنا هقولك يا ليل.. "..
ابتسمت زين بسعـادة وركضت وهي تكرر الإسم فقـالت هناء بضيق:
" لا يا حبيبي متلغبطهاش، أنا عاوزاها تحفظ اسمها علشان لو لاقدر الله تاهت مننا تبقي عارفه انها زين عبد الشافي الشافعي، مش ليل أو زينـة "..
" حاضر يا خالتو أنا أسف "..
" طب روح نادي لخالد قوله يسيب الكتاب شوية و يجي يسـاعدني "...
ضحك سليم يقول بسخرية:
" خالد عاوز يبقي دكـتور، عشان كدا بيذاكر كتير، أنا مبحبش المذاكرة"..
" لا لازم تذاكر كويس علشـان تحقق أحلامك لما تكبـر، بس احنا دلوقتي في الأجازة يعني مفيش مذاكره فروح قوله لو مجاليش دلوقتي هخلي الشبشب يسلم علي وشه "...
ضحك سليم و هو يركض يبحث عن خـالد ليُخبره بالذهاب لوالدتـه قبل أن تتم معاقبتـه بطريقـه يعلمها الجميع جيـدا....
عودة للحـاضر...
تنهـدت سليم بتعـب يسألها بمزيج من مشاعر الحزن والألم والشفقة:
" حصل ازاي.. احكيلي اي اللي حصل بالظبط ".
.............................................
كـانت تحـاول تحريـر نفسها من بين يديه القوية المحيطـه بها ولكنهـا فشلـت، يتشبث بهـا وكأنه سيفقدها بعد دقائق أو هناك عدو يقف أمام الباب يُريـد أخذها من بيـن يديه ولكنهـا لم تعلم بأنهـا كانت زائـرة لطيفـه له الليلة بداخل أحلامـه، فتح عينيه وأخيرا بعد نوما مريحـا ليجدها أمامه أول ما وقع نظره عليـه ليبتسـم بإستمتاع وهو يري نظراتها المنزعجـه:
" وعلي اي بقي جـايب كل السرير دا مش فاهمه لما أنت مش هتديني مكان اتنفس حتي! "..
ضحك عيسى يقول ببراءه مزيفه:
" هو الإنسان بيحس بنفسه وهو نايم يعني! أعمل اي طيب؟ "..
" بعـد كدا تنام في الناحية بتاعتك وأنا هنام في الناحية دي، من غير استعباط يا عيسى "..
" مهو أنا وأنا بتقلب بلاقيني فجـأه جمبك أعمل اي يعني! أنتي اي اللي مضايقك طيب؟! "..
" مش مرتاحـه "..
" تمـام.. اللي يريحك "..
تصنع عيسـى الحزن و ابتعـد يتجـه للمرحـاض و تركهـا لتأنيب الضميـر فالبنهاية هو زوجهـا و تتعـامل معه أبعد ما يكـون عن زوجـة له..
أخذت هي ثيابا لهـا ثم اتجهت للمرحاض الأخر بخارج الغرفـة و بدلت ثيابها بعد حماما دافئـا ثم اتجـهت للمطبخ ولكنهـا وجدته خاليا إلا من بعض الأطعمـة المُجمـدة والتي لن تصلح للإفطـار..
فعـادت لغرفتهـا وأخذت إسدال الصلاة تضعه، خرج عيسـى يسـألها بتعجب:
" هتصلي اي دلوقتـي مش صليتي الفجر؟! "..
" لا أنا هنـزل أشتـري فطـار "..
" طب والنقاب؟! "..
" ما أنا هربطه فوق طرحه الإسدال "..
نظـر لها عيسـى بإشمئزاز وتراجـع للخلف بعـيدا ثم تحرك تجـاه غرفة الثياب يقول بصوت حاد:
" لا طبعـا مش هتنزلي كدا، عامة متقلقيش أنا هروح الشركة و هبقي أعدي علي السوبر ماركت يبعتلكم شوية حاجات للبيت "..
" طب وأنت مش هتفطر!؟ "..
" هفطـر في الشركـة "...
" طب وليه السكرتيرة تجيبلك فطـار و أنا مجيبش يعني!! "..
كتم ضحكـته وهو يسألهـا بخبث:
" اي المشكـلة!؟ "..
" أنا مراتك يعني أنا اللي أفطرك، معروفه يعني "..
اتجه عيسـى يسحبهـا بين يديـه يضمهـا، يقف الإثنين أمام المرأه هو خلفهـا يحتضنها بيديه فنظرت هي أرضا بخجل و هو يتابعها في المرآة يسألها بهدوء:
" وهو ينفع مراتي تبقي دايما عاوزاني بعيد! "..
" أنا أسفـة بس أنا لسه مش متعودة، معرفش ليه بحسك كأنك تعرفني من زمان علي عكسي أنا "..
أدارها ينظر لعينيها مباشـرة يسألها بجدية:
" عاوزة تعرفي اي تاني عني؟! "
" خد أجازة و خلينا نقعد سوا شـوية، نخرج أو حتي لو هنقعد في البيت و نتكلم ونعرف بعض، احنا كل ما بنقعد سوا شوية بتحصل حاجه "..
" الفترة دي الشغل تقيل فوق دماغي، و كمـان حصلت مشكلة مع خـالد و كلمني من شوية وقالي إنه هيروح بور سعيد مع حنة، و لقيت منتصر باعتلي رسالة انه عاوز يرجع و مرديتش عليه، فأنا هخلص شغل و هسافر علشان أجيب اخواتي، في النهاية سواء منتصر او خالد دول رجـاله طول بعرض مينفعش اسيبهم معـاهم اكتر من كدا، حتي لو هما أكتر ناس بثق فيهم "..
" حنة أختك!؟ "..
" زي أختي بالظبط، لو تعرفي هي اتظلمت ازاي من اخو ابوكي هتفهمي أنا ليه بهتم بيها "..
" خلاص خدني معاك بورسعيد "..
" تصدقي فكـرة و نقضي شهر العسل هناك "..
" لا ركـز أنا هاجي معاك علشان يبقي في فرصه نتعرف علي بعض، بص اعتبرنا هنبدأ في مرحـلة الخطوبة، يلا نقرا الفاتحه "..
نظر لها عيسى بضيق و قال بغضب:
" الفاتحه دي هقراها علي روحك لو ممشتيش من قدامي دلـوقتي "..
تحركت من أمامـه للخارج ولكنها عادت بعد قليل تقول بإبتسامة:
" ممكن تبقي تجيب دقيق و بيض علشان عاوزة أعمل كيكه، وأهو نبقي نتسلي في الطريق "..
" اكتبي الحاجات اللي محتاجاها علي ما أخلص لبس "..
" ما قولتلك أجي معاك ولا هي ناقصـه فرهده "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تحرك عيسـى يبحث عن شيئ ليلقـيه بوجهها فلم يجـد أمامه سوي زجـاجة العطر الخاصه بهـا فصرخت بـه:
" لا يا عيسـى دي ب 300 جنية.. "..
عض علي شفته السفليـه بضيق وهو يضعهـا مكانهـا ثم تحرك لداخل غرفة الثياب وركضت هي للخـارج من جديد...
خرج علي صوت رنـات هاتفـه فرفعـه ليأتيه صوت المتحدث و قد كان أحد حراسه المخلصين له..
" لقينـا زين الشافعي يا قائد.. ".
اتسعـت ابتسامة عيسى، وأخيـرا!! بعد ثلاثة أشهر..
" هي فين!! "..
" في بيت الدكـتور سليم مغـاوري، بقالها شهرين عايشه معاه.. لوحدهم "..
" أهلا!! لا خير ان شاء الله مهي مش معقـول المصايب كلها ترن فـوق دماغي مرة واحده، بص المراقبه من بعيد مش هتنفـع، حاول تعرفلي وضعهم اي يعني عايشه معاه بأي صفـة.. فاهمني طبعا"..
" متقلقش يا قائد أنا عـرفت ان شقتـه فيها كاميرات مراقبه بمجـرد ما نعمل هاك هنعرف كل حاجه "..
" 24 ساعه.. اكتر من كدا هتزعل مني "..
" متقلقش يا قائد "..
ألقي عيسـى هاتفـه يكـاد رأسه ينفجـر، وقبل أن يعبر عن غضبه آتاه اتصـالا من منتصـر فأجابه بضيق:
" ايوا.. خير "..
" أنـا عاوز أرجع.. ".
" ولو أختي جرالها حاجه!! "..
" قـولتلك هتصـرف في الموضوع دا "..
" لا يا منتصـر، أنا مش بثق غير فيك.. اصبر انا بليل هكـون عندك و خالد هيجيب حنـة بردو "...
" النهـاردة إزاي!! إنت مش عارف ان سليـم مغـاوري عنـده بكره عمليـة كبيـرة!! وهـو دلوقتي أكيد خايف بعد ما مؤمن اتقبض عليـه ورجالته اختفـت، أكيد خوفه دا هيخليه يغلط في حاجه "...
" سليم مغـاوري قديم في الشغلانه، مش واقعه زي دي اللي تخـوفه، و بعدين الإتنين كانوا أعداء يبقي اي اللي يخوف سليـم يعني!! بالعكس دا الجو فضيله أكتر من الأول... برغم اني وقعت مؤمن و سليم في نفس المشكله إلا إن سليـم متهزش لأن ليه اسم كبير في السوق و طبيعي لما يكون في بضاعه عنده وعند مؤمن في نفس الوقت يبقي مؤمن هو اللي يخاف و يقع، و دا اللي حصـل "..
" طب وبعديـن يعني مش هنقـدر عليه خالص!! "..
" لا إزاي بقي!! هيقـع بس لما اللي سانده هو اللي يقـع "..
" وأنت عارف مين اللي سانده!! "..
" أه عارف.. بس مش وقته دلوقتي أنا هسيبهم براحتهم الفترة دي لغايـة ما أعرف مين اللي كـان خاطف فيفي "..
" الواد اللي أنا ضر'بتـه دا بعد ما خـرج رجـالتنا فضلت وراه، فكرته هيجـري علي اللي مشغلـه بس لقيته رجـع علي بيتـه ومبيخرجش منه "..
" كنت متوقع منه ميروحش للي مشغله، طلع ذكي بس اللي كنت حاسس انها هتوصلنا هي البت اللي كانت عامله نفسها فردوس، بس المفاجأة انها مجرد بت شغاله في شقـة مفروشة "..
" خلاص يبقي نخ.طفها ونقررها "..
" لا ما أنا دورت وراهـا تخيـل كدا مين اللي مشغلهـا!!! "..
سأله منتصر:
" هيكون مين يعني!!! "..
قال عيسـى بسخرية:
" اللي اسمه بعد اسمي في البطاقـة "..
سأله منتصر بصدمه:
" اااي!! أبوك؟! وكان عاوز أختك ليـه هيشغلها معاه ولا اي!!! "..
" تفتكر!! "..
" من غير زعل! يعملها عادي "..
" عامة دي مجرد افتراضات، رجـالتي وراه يفهمولي هو شغال في الحكاية دي بس ولا شم نفسه كدا ازاي بعد ما كان مش لاقي ياكل!! "..
" أبوك شكـله مبقاش سهل يا عيسى و وراه حد تقيـل، والموضـوع كبير.. و اختك دي لازم تفهم عشان كل شوية تقف قدام باب الشقة تقولي هسيبلك البيت وامشي!!! عيسـى انا مليش خُلق بجد ليها! "..
" معلشي استحمل شوية "..
" حاضر.. سلام "..
أنهي عيسى المكـالمه وهو يقول بسخرية:
" أومال لما تعرف اني ناوي اجوزهالك هتعمل فيا اي!!"..
......................................................
" يعنـي جوز امك هو اللي أجبرك!!! تتجـوزي راجل أكبر منه هو أصـلا!! فين أمك و فين أهل أبوكي!! ملكيش عم ولا خـال!!! "..
" كلهم قاطعوا امي لما قبلت تتجوز الراجل دا "...
" يقاطـعوا أمك، انما انتي بنتهم!! "...
" لما جوزي مـات مكانش ليـا ورث لأن الجواز كان عُرفي مش متوثق.. ورقة ملهاش لازمة اتقطعت قدامي، يعني قانونيـا أنا عزباء.. مش أرملة "..
" فهمت، أنتي في نظر الناس الآنسة حنة، و بسبب الحيوان دا و بسبب اللي حصل صعب تفهمي ناس في مجتمعنا دا إنك مدام حنة "..
" بالظبط.. أنا بصراحه معرفش كارم كان بيعمل هنا اي هو واخواته، ولا فاهمه هو كان جاي ليه لحد بيتك، مش عارفه حاجه ومش فاهمه "..
" بكل بساطه، كارم دا يبقي ابن خالة الشخص اللي اتعد'ي علي اختـي... اه انتي كنتي متجـوزة جوز خالـة الكلب دا.. وهو فعلا و ولاده مش من هنا وكانوا بيجوا بس زيارات مش اكتر، فأنتي ضـُرة بنت العيـلة دي أو بمعني أصح زي ما قالوا من سنين انك اللي جيتي خطفتيه من عياله ومراته عشان الفلوس و كنتي السبب في موته كمان "..
" أنا كنت مجبـورة.. و ولاده عارفين اني كنت مجبـورة، كنت بستنج.................. خلاص، خلاص مش عاوزة افهم حاجه، رجعني بس لبيتي.. أو خليني أكلم فيفي أو أكلم عيسـى "..
" حاضر "..
.................................................
" وقت ما شوفته قـدامي حسيت رجلي مش شايلاني، كنت خايفـة بس في نفس الوقت كان جوايا كمية غضـب و محتاجه أخلي الغضب دا يخرج في مكانه الصـح، محسيتش بنفسي غير وأنا ماسكه قوالب الطوب الأحمر وبرميـها عليـه لحد ما اتصاب بواحده.. اللي متعرفوش ان عمران دا كان مد'من أساسا و اللي عرفته انـه وقت ما اعتد'ي علي اختي ضاع منـه كيس من المخد'رات كان نازل في الوقت دا علشان يلاقيـه و كان واخد منه ساعتها.... اتجنن و سحبنـي لجوا بيت قديم و كان مصيري زي اختي في النهاية، برغم اني قاومت و عيطت وصر'خت بس في النهاية معرفتش احمي نفسي معرفتش... مكنتش زي نور، متقهرتش قد ما جوايا كنت عاوزة حاجة واحده بس، هي حقـي وبس.. حقي هاخده بنفسي و بإيـدي، قدرت أسرق منه باقي كيس المخد'رات، ورجعت البيت ومحدش حس بيا غير علي عصر اليوم دا كانوا فاكرين اني نايمـة و سابوني أرتاح.. بس أنا فضلت أيام مبيغمضليش عيـن.. كنت عارفه انه هيرجع يدور علي الكيس من تـاني، سيبتـه لحد ما يتجنن عليه أكتر، كنت بشوفه من سطح بيتنا و هو رايح جاي علي نفس البيت القديم يدور علي الكيس.. و في أقصي مراحل الجنان دا روحت وراه من تـاني "...
" أنتي مجـنونه صح!!! تصرفاتك كلها غلط، أنتي اللي حطيتي نفسك في الموقف دا بجنانك و دلوقتي بترجعي تاني لنفس الموقف!! "..
" حقي وحق أختي كان لازم يرجع، وكانت قدامي فرصـه مش هينفع أخسرها أبدا... أنا أول ما رميت الكيس قدامه جري عليه زي المجنـون و فعلا أخد كميه كبيـرة، بس أنا فضلت وراه وخليتـه ياخد باقي الكيس كلـه.. شوفته قدامي وهو بينازع، كان بيستنجـد بيا و هو بيموت، هو اللي حط رجله علي أول طريق الموت وأنا زقيته عشان أسرع خطاه "..
" ليه مقـولتيش لأهلك!! "..
" وأقهرهم أكتر؟! أكسرهم من تـاني!! "..
" طب ما أنتي هربتي و سيبتي البيت!! "..
" بس هما عارفين اني هربت مغلوبه علي أمري، أنا عارفه ان بابا عنده اني أهرب أهون من اني اتجوز اخو الكلب دا صدقني يا دكتـور سليم انا هروبي مش هيدبح أهلي زي انهم يعرفوا حاجه زي دي "..
" و أهلك مصيرهم يلاقوكي يا زين، ولازم تعمـلي حساب اليوم دا كويس، لازم تعملي حساب انهم يمكن يجوا بعد كام شهر يلاقوا بطنك قدامك أو بعد كام سنه وفي ايدك العيل دا.. ساعتها هتقولي كل حاجه "..
" مش هيلاقوني.. "..
" واللي في بطنك!! هتعملي فيه اي!! هيكون مين أبـوه؟! هتربيه لوحدك ازاي!! "...
" لو ربنا مقدرنيش هسيبـه في دار أيتام "...
تنهـد سليم بتعـب وهو يحـاول بكـل الطرق إيجاد الحل لتلك الكارثـة، وبرغم ثقل الكلمات إلا أنـه قالها بكل هدوء:
" إحنا هنتجـوز، و هتقـولي لأهلك ان الحمل دا في شهرين مش تلاته وأنا هدبر الموضوع مع المأذون متقلقيش بحيث نكتب جوازنا بتاريخ قديم "..
" لا طبعا "...
وقف سليم يصـرخ بحده:
" أنا مبعرضش و مبطلبش منك أنا بقولك اللي هيحصل يا ليل، واي كلمـة زيادة هاخدك من إيدك علي بيت أبوكي و اللي يحصل يحصـل، والزفت اللي اسمه ضاحي دا اللي واضح اوي انه بيستغل موت اخوه علشان يوصلك لو فكر بس يهوب ناحيتك انا اللي هقفـله هو وعيلتـه وساعتها بقي هقلبها د'م علي دماغهم كلهم "..
" مش فاهمه!! ليه تعمل كدا علشان واحده متعرفهاش "..
" مين قال اني مش عارفك!! أنا عارفك كويس اوي يا غبية بس انتي اللي مش فاكراني!!! أنا سليـم! أخو سلمي صاحبتك وانتي صغيرة! سليم اللي عاش في بيتكم سنتين اتنين، مش فاكراني علشان أنا سيبتك وأنتي ست سنين بس أنا منسيتش حد منكم، لا انتي ولا نور و لا خالد و لا نسيت بابا عبد الشافي ولا ماما و لا هقدر انساكم أبدا!! أنا عيشت في بيتكم كأني ابنهم بالظبط، عيشت كأني أخوكي و أخو نور، أنا اللي وصلتلك أول يوم حضانه وأنا اللي كنت منقيلك شنطة المدرسه، طب فين صورنا سوا كانت مع ماما!! طيب أنا الوحيد اللي كنت بناديلك ليـل و ماما كانت بتفضل تزعقلي.. مش فاكره حاجه خالص!! "...
قالت بصوت مرتجف:
" الصور!! أيوا ماما حكتلي عنكم بس أنا مش فاكره حاجه "...
" أنا مش عاوزهم يتكسـروا و خلاص مش هنقولهم، هنتجـوز دا الحل اللي عندي ودا الحل اللي هيتنفذ و النهاردة، موافقه؟! "..
" هتتجوزني رد جميـل لأبويا!! "..
" جهـزي نفسك، هجيب المأذون وأنا راجع من الشغل "..
" مينفعش تتجـوزني وأنا حامل، لازم أولد الأول، ربنا سبحانه وتعالي قال « وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ»...
"يبقي هنضطر قدامهم نزيف قسيمة جـواز و أول ما تـولدي هكتب عليكي علطول من غير ما حد يحس بحاجه"..
" بس..
"انتهي النقاش..
....................................................
كاد يتحـرك لخارج شقتـه ولكنه توقف علي صوت رنين هاتفـه ليجده خـالد...
" استر يا رب... أيوا يا خالد "..
" ع.. عيسى دي أنا، حنـة "..
" أنتي كويسـه؟! مال صوتك! "..
انتبهـت زمرد لـه واتجهت تقف جـواره تحـاول سماع الحديث لا تدري بأنها تلتصق بـه، فحاوطـها بذراعه بضيق يحتجـزها بين صدره و يده حتي كادت تختنق وهي تحاول الإفلات...
" متخـافيش يا حنة، أنا كنت باعت وراكي حد من رجالتي لحمايتك و هو اللي أخد باله ان في ناس وراكي، علشان كدا كلمت خـالد يجيلك المحطـه و عيني كانت عليكي طـول الوقت "..
" طيب ومين اللي بيراقبني مش فاهمه!! "..
" لسه مش متأكد، بس متقلقيش ان شاء الله لما هتوصلي بور سعيد هكون في انتظارك هنا "..
" فيفي كويسه؟! عاوزة أكلمها "..
" حاضر هخـلي منتصر يكـلم خالد و يخليكي تكلميهـا "..
" شكـرا يا عيسـى، بجد مش عارفة من غيرك اي اللي كـان ممكن يحصل "...
" لا متشكرنيش، أنتي وفيفي عندي واحد.. سلام "..
أنهي عيسـى المكـالمه ثم سحب تلك المُشاغبة يُوقفهـا أمامه يُحاصرها عند البـاب يسألها بضيق:
" بنغير بقي من حنـة صح!! "..
" مبغيرش، بس دي مش أختك بلاش الحنية الزياده دي، مشوفناش يعني الحنية دي "..
" وهو أنتي مدياني فرصه! "..
" يا سلام وهو دا معناه تقعـد ترفع في صوتك كدا مع اي واحده!! "..
" أنا رفعت في صوتي!! هنتبلي علي بعض!! "..
" عيسي متستعبطش أنت مبتشوفش نفسك بتكـلم الناس ازاي ولا كأنهم شغالين عندك، حتي منتصـر في عز أزمته هريته أوامر، نفذ يا منتصـر من غير كلام، اشمعني دي بتكلمهـا كدا يعني!! "..
" بصراحه.. كنت ناوي اتجـوزها "..
" اي؟! "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" بصراحه.. كنت ناوي اتجـوزها "..
" اي؟! "..
" كنت.. كنت في الماضي زمان، دلـوقتي لا، أنا لو كنت أتجوزتها كنت هظلمها وأظلم نفسي لأني مبحبهاش "..
" يعني اي! ما أنت أتجـوزتني وأنت مبتحبنيش!! "..
ابتسم عيسـى و اقترب يطبع قبلـه رقيـقه علي وجنتها يقول بهدوء:
" أنتي حاجه تانيـه، يـلا سلام "..
تحـرك عيسـى للخارج وتركهـا تنظر في أثـره بإرتبـاك، أغلقت البـاب وعادت للداخل تجـلس تُفكـر في أمره، ومن لها سواه!!!
فحتي أبيـها يهاتفهـا فقط ولم يُفكـر في زيارتها برغم أنها بالنهايـة عروس!!!
..........................................................
وأخيـرا تركت غرفتهـا بعدما قضت بهـا عدة ساعـات معظمهـا في البكـاء و لم تتحرك من مكانها سوي لشعورها بالجـوع...
تحركت فردوس للخـارج لتجـد منتصـر ممتد بجسده علي الأريكـة يبدو نائمـا، يضم ذراعيه لصدره و استطـاعت تبين رجفتـه بوضـوح و تعرقـه الزائد، أقتربت فردوس بقـلق تجاهه و برغم ترددها إلا أنها وضعت يدها علي جبهته تتحسس حرارته لتجدها بالفعـل مرتفعـه...
تحـركت سريعـا للداخـل تبحث عن منشفـه نظيفه و ماء بـارد ثم أخذتهم لتضع المنشفه المبلله علي جبهته..
" أنت يا جدع أوعي تموت هنا!! "..
اتجـهت لغرفتهـا تُحضر الأغطيه الثقيـله لتساعده علي الدفء ثم جـلست بجـواره تنظر له بمـلل، تذكرت جوعها فأتجهت للحقائب التي أحضـرها وأخذتها تتحرك للمطبخ ثم عادت بعـد قليل بالعديد من الشطـائر بيدهـا وجلست تتناولهم بإستمتـاع...
وغفت علي الأريكـة قبل أن يقتلهـا الملل جوار ذلك المريض الذي جاء لحمايتهـا، انتفضت عندما تحـرك، برغم كل المسافة بين الأريكتيـن وأعتدلت وهي تتابعه وهو يرفع عنه الأغطيه والمنشفـه....
" أنا سخنت!؟ "..
" كنت فوق الأربعين تقريبـا.. أنت المفروض تاخد علاج بس أنا معرفش اذا كان في صيدليات قريبه ولا لا فمرديتش أخاطر و أنزل "..
صمت منتصـر وهو ينـظر لها أو ينظر خلفها حيث الباب الرئيسى للشقـة يري ظلا خلفـه و حركـة خفيفه ولكنه بحكم خبرته استشعـرها فتحـرك يبحث عن جاكيته و رفعـه يأخذ سلاحه من داخـله فشهقت هي بصدمـه ولكنه أشار لها بحـده أن تصمت...
أقتـرب منهـا يسحبهـا من يدها خلفـه واشار لها يقول بهمس:
" ورا الكنبـه دي ومتطلعيش.. ".
تحركـت فردوس بـقلق حيث أمرها بينمـا هو استـدار علي صوت دفـع الشخص للبـاب فرمي بجسده خلف الأريكـة الأخري يتفادي سيـل الطلقات النارية التي انطلقت تجـاهه وصوت الشخص يقول بتحذير:
" سيب البت أحسنلك بدل ما أخلص عليك!! "
تحرك الشاب لجهـة اليمين فتحرك منتصر للجهـة الأخـري مختبئا خلف جسد الأريكـة وفجأه انقض علي الفتي من خلفـه يُمسك بذراعه وفي ثواني صر'خ الشاب متأ'لما مع صوت تكسيـر عظامه...
لينطلق صفيـرا عاليـه وتصفيقا من فردوس التي وقفت تُحيي منتصـر بتشجيـع بينمـا هو نظر لها بضيق يسألها بسخريـة:
" تحبي تتعلمي السواقـه يا فردوس!! "..
................................................
كان قد مر عدة ساعـات علي جـلوسهم بشقـة قريبه ذلك، وعليهم قضاء ساعات أخري أو ربما يومـا كاملا أخر معه بمفـردهم حتي يجـد لهم والده طريـقة للسفـر بدون أن يعرف أحد بمكـانهم...
" تسلم إيديكي علي الأكل "..
" يسلمك من كل سوء "..
ابتسم خـالد وهو يحمـل الأطباق يتحرك بهـا للداخل فتحركت خلفه تسأله بتوتر:
" هو إحنا مينفعش نسافر بالقطر أحسن بدل ما نستني؟! "..
" لا أنا ولا أنتي ينفع يتعـرف مكاننا يا حنة، أنا عارف إنك مش مرتاحه بس دا وضع مؤقت "..
" مش مرتاحـه خالص، لأن لا دا وضع يصـح ولا ينفع، بحـاول أفهم بس ليـه بيحصـل كدا معايا.. أنا بدفع ثمن غلطـة ماما هي اللي عملتها، دا حتي هي ماتت وسابتني لسه بدفع في تمنها دا "..
قالتهـا بيأس فسـألها هو بحيره:
" تفتكـري مقولـه ان الشخص حياته بتتغير كل 15 سنه دي حقيقه!! "..
" يعني اي!! "..
" يعني مثلا أنا قضيت أول 15 سنه من حياتي كويسين الحمد لله، و بصراحه ال15 اللي بعدهم كمان، سبحان الله أكتر من تلاتين سنه عايش مبسوط و مرتاح و حققت كل اللي كان نفسي فيـه، هاجي دلـوقتي و انقم كل النعم دي علشان كام شهر تعبت فيهم "..
" مش بجحـد النعمة والعياذ بالله، أنا بس.. تعبت والله و الإنسان طـاقة، وأنا كل اللي كنت عـاوزاه أعيش في هدوء ، بدعي ربنـا ينعم عليا براحه البـال "..
ابتسم خـالد يقول بهدوء:
" ربنا يرزقك براحـة البـال "...
ابتسمـت هي الأخري و تحركـت تجـلس بالخارج وتابعهـا هو من مكـانه حيث استطـاع رؤيتها من داخل المطبخ المفتـوح، كم تلك الفتاة بسيطـة و رائعـة و قـوية!!
ليست هشه كما تبدو ولكنها تحملت المزيد، طاقتهـا قد استنزفـت ولم تُمهلها الحياة وقتا لإعادة ملئ هذه الطـاقـة...
جميـلة، رقيقـة، بريئـة المشاعر، لا يدري ما مرت بـه فكلماتها كانت متقطـعه وكأنها تقص له كابوسا ما، كابوسا لا يتلائم مـع فتاة في نعـومتها أبدا...
اعتدل خالد وهو يفرك رأسه بتعجـب، هل كان شاردا بها للتو يُحصي صفات تلك الحسـناء داخل رأسه؟! حمحم بحرج من نفسـه حتي وتحرك للخـارج يجـلس علي بعد منهـا....
بعـد دقائق انتفض كـلا منهما علي صوت صـرخـات عاليـة فتحرك خـالد للخـارج وهي خلفه حيث الطـابق الأعلي ليجـدا شخصـا يقف علي الباب يتحدث في هاتفه بغضب....
" الإسعاف لسـه موصلتش، هات العربيـة تحت البيت و أنا هنزل بإيمان يا عبد الله "..
آتاه صوت الأخر علي الهاتف:
" الإسعاف قدامها دقيقتين يا يوسف استهدي بالله وأدخل هدي مراتك، لو روحنا بالعربية هتولد مننا في الطريق بسبب الحادثـه الطريق كله واقف "..
صعـدت حنـة للأعلي تقـول للرجل بإهتمام:
" أنا ممرضة ممكن أدخلها!! إحنا جيرانكم تحت "..
" ادخلي بالله عليكي لو تعرفي تساعديها بأي حاجه "..
تحركـت للداخـل لتجـد السيده علي فراشهـا تصـرخ بألم فأقتـربت منهـا حنة تفحصهـا ثم قـالت بتوتر:
" أنتي بتولدي! مش هنلحق حتي الإسعـاف! "..
ركضـت حنة للخارج لتجـد خالد يقف مع زوج الفتاة فقالت بجـدية:
" دي بتولد، مش هتلحق.. دكتور خالد يولدها وبعدين تبقي تروح المستشفي "..
قال خالد بصدمه:
" مين! أنا مش بتاع نسـا أنا!!! "..
قالت بغضب:
" وهو دا وقتـه يا خالد أنت أكتر واحد هتعرف تتصرف ولازم تتصـرف "..
سحبـته حنه للداخـل فتحرك خلفهـا يقول بصدمه:
" أنا مولدتش حد قبل كدا!! مولدتش "..
" بس علي الأقل دارس.. يـلا اتصرف الست هتروح مننا "..
تحـرك خالد يقول بتـوتر:
" مساء الخير، أنا دكـتور خـالد، لو معندكيش اعتراض أكشف عليكي يعني "..
صرخـت إيمـان به بغضـب:
" مين العبيط دا!!! يا يوسـف وربي لما أخلص من اللي أنا فيـه لأوريك النجـوم في عز الضهـر "...
قالت حنة بضيق:
" اخلص يا دكـتور خالد "..
أقترب خـالد بالفعـل منها وقد أدرك الوضـع وبدأ في مساعـدة السيـدة و حنة بجـواره تساعـده و اقتـرب يوسف يُمسك بيد زوجـته التي تمسكت به بخوف و ألم حـاد بكـل جسدها حتي كادت تفقد وعيها لعدم قدرتها علي التحمـل و لكنهـا عادت لرشدها عندما استمعت لصـرخات الصغيـر حيث وضعه خـالد بين يديهـا بعدما تأكد أنه بخيـر ثم أكمـل ما استطـاع فعله....
" الإسعاف وصلت!!؟ "..
هز يوسف رأسه:
" ايوا ايوا، طالعين علي السلم، هي كويسه صح!! "..
" تروح المستشفي ودكـتور النسائيـة يفحصهـا وهو هيطمنك عليهـا، لكن هي والبيبي بخيـر بشكل عام "..
قالت إيمـان بتعب:
" ربنـا يرزقكم ويراضيكم بالذرية الصالحـة "...
نـظرت لهـا حنـة بإرتبـاك ثم ابتسمت لها لتطمئنهـا عندما أقترب رجـال الإسعاف و وضعوها علي الحـامل وهي تحتضـن رضيعهـا بتعـب...
تحـرك خـالد و خلفـه حنة للأسفل واتجـه هو ليُبـدل ثيابه وأنزوت هي في زاوية علي الأريكـة تعـود للماضي...
" شكـلك حامل يا حنة "..
" ازاي أنا باخد الحبوب اللي أنتي قولتـيلي عليها، أنتي متأكده يا فيفي!! "..
" لا.. بس نتأكـد، أنا هروح أجيبلك اختبار من الصيدلية "..
" اقعدي هنا تروحي فين، أنا اللي هنزل أجيبـه.. أنتي لسه صغيـرة مينفعش تروحي تشتري حاجه زي دي "..
قالت فردوس بضحـك:
" حبيبتي أنا عديت ال 15 سنـة يعنـي كبيـرة مش صغيـرة، وبعدين الصغيرة دي أنتي واقفه تاخدي نصيحتها وهي اللي قايلالك تاخدي الحبوب أصلا "..
" أنا مش عارفة أنتي بقيتي عامله زي اللي عندها أربعين سنـة كدا ليه؟!.. أنتي بتجيبـي المعلومـات دي منين يا بت ها!! "..
" الحق عليـا إني ساعدتك "..
" ساعدتيني في اي!! ما أنا متنيـلة علي عيني أهوه شكلي حامل فعلا!! أنا لو حملت هتضيع عليا الثانويـة، دي الإمتحانات باقي عليها أربع شهور! أعمل اي؟ "..
" ثانوية اي يا منيـله أنتي كمـان!!! أنتي يا بت هيوثقوا ام الجـوازة دي امتي؟! بدل الورقة العرفي اللي ملهاش اي تلاتين لازمة دي!! "..
" لسه باقي علي عيـد ميلادي شهـر ونص وهتم ال18 "..
" طب ما سهلـة مفرقتش خـلاص يكتب رسمي من دلوقتي عادي أي مأذون هيمشيها مجتش علي الشهر ونص دول "..
" طيب خلينـا دلوقتي في موضوع الحمـل دا، أنا هنزل أجيب الإختبـار وآجي علطـول، خليكي هنا استنيني "..
تحـركت حنـة في خطي سـريعـة تجاه الصيدليـة لتُحضـر ما تـريد و هي تتمني مع كل خطـوة بأن يكون ذلك الإختبـار سلبي...
مرت دقائق قبل أن تخـرج من المرحـاض تُمسك به بأصابعها المرتجـفة فأخذته فردوس من بين يديهـا تنظـر لـه ثم قالت بحزن:
" شرطتين.. أنتي حامـل يا حنة "..
" طب.. طب وبعدين هعمـل اي!! "..
" العمل عمـل ربنا، نصيبك كدا مهي ملهاش حل يا حنـة غير ان الجوازة الشؤم دي تبقي رسمي بقي!! "..
" أنتي مصدقه نفسك يا فردوس!!! أنا وأنتي عارفين ان الجوازة دي مش هتبقي رسمي أبدا وكون اني قاصر دي حجه بس عملها أبوكي قدام أمي عشان تخضع ليـه، في الأخر حمدي هيرميني رامية الكلاب و هيرجع لبيته ومراته وعيـاله.. وأنا اللي هشيل العيل دا لوحدي!! مش هيكون ليه أب يا فيفي!! أنا مش هعرف أربي لوحدي! مش هعرف اشيل مسئوليته.. أنا حيـاتي انتهت كدا خلاص و اتدمرت و مستحيل هعرف اكمل الثانوية و لا هدخل جامعه "..
" إهدي.. تعـالي اقعدي، تعـالي يا حبيبتي استهدي بالله وخدي نفسك "..
هزت رأسها رفضا ببكـاء و سحبت حقيبتهـا:
" أنا هرجـع البيت لو اتأخرت هيعرف ويزعقلي "..
" متمشيش وأنتي في الحالة دي! طيب أنا هاجي معاكي أوصلك وأرجع.. يلا عشان أبقي مطمنـه عليكي "..
لم تمنعهـا حنة فهي علي وشك الإنهيـار إن لم تكن قد فقدت كل حصـون قوتهـا في هذه اللحظـات، مسئوليـة كبيرة تقـع علي عاتقهـا تفقـد معهـا كل أحلامهـا، هي تري أمامها شاشة سوداء كُتب عليها بخط عريض" حياتك "..، في النهاية هي مجرد مراهقة لم تبلغ الثامنة عشر بعـد و تلك التي تُساندهـا مراهقة أصغر منهـا في الخامسة عشر من عمرها...
فقـد تُوفي والدها قبل ولادتهـا و بعد ذلك بعـام تزوجـت والدتها من" مجـدي " وأنجبت منـه فردوس.. كان يُعطيـهم القليل من الأموال، بالكاد تكفيهـم حتي ملّ منهم حسب قولـه ثم هجـرها ليعـود بعـد سنـوات وتقبلته علي مضض لأجل كلمات المجتمع الفاقد لكل الحواس "ظل رجـل ولا ظل حائط!!" و هو في نيتـه ينوي الإستفادة من صبيـة في بدايـة شبابهـا بأحقر الطرق...
عودة للحـاضر، كانت تتصبب عرقا برغم ان الطقس لم يكن حـارا، بل بدأت برودة الشتاء وأخيرا التسلل بين نسمات الصيف الحـارة وإنعاش قلوبنا وأجسادنا... تحركت تأخذ كوبا من المـاء تحـاول الهروب من ذكرياتها و لكن ذكري أخري تسللت لعقلهـا من جديد..
" أبويا مات يا خرابة البيـوت، مـات من بوزك يا فقـر أنتي وأهلك الطماعين "..
قالت ببكاء:
" أنا والله ما كنت عاوزة اتجـوزه حتي، انا مليش ذنب، مليش ذنب "...
قال كـارم بضيق:
" غـوري من هنـا، مش عاوز امي لما ترجع من الأقصر تشوف خلقتك، لو شافتك هتخلص عليكي، مش عاوز اشوف خلقتك تاني خالص"..
قالت ببكـاء:
" أنا عاوزة ورقة الجـواز، بالله عليك عاوزاها اثبت اني كنت متجـوزة "..
" هو دا اللي فارق معاكي طبعا، عاوزة تثبتي انك مراته عشان تورثيه، يا شيخه عيب عليكي دا لسه متدفنش، هعايب علي عيـلة!! "..
" لا والله مش عاوزة حاجة.. بس، أنا حامـل "...
" شايفاني بقي قدامك بريـل علشان اصدق الفيلم الحمضان دا، غـوري من هنا بدل ما أقسم بالله أخلص عليكي وأدفنك قبل منه! "...
تحـركت حنـة للخـارج وظل تسيـر في طريق بلا نهايـة حتي اصبحت في شارع حـي ليصطدم بها المـاره وهي لا حـول لها، شـاردة وأمامها غمامـه تمنع عنها الرؤيـة و سائل دافئ يسيـل علي قدمها و تذكرت صوت ارتطامها بالأرض و تجمع المارة حـولها وصرخة سيدة لا تعرفها...
" يلهوي دي بتسقط!! "..
تألمت حنـة فعادت للواقع لتجـد نفسها قد جُر'حت بسك.ين تمسكـه بين يديهـا، نظر خالد لها بتعجب ثم رأي الجـر'ح..
" اي دا اي اللي حصل، ارفعي ايديكي لفـوق علي ما أجيب حاجه نربطها "...
رفعت يدهـا حتي عاد لهـا يربط لها جرحهـا ويضغطه حتي يتوقف نزيفـه ليسألها بتعجب:
" معقـوله سرحانة لدرجـة تعوري نفسك!! "..
" أنا أصلا مخدتش بالك اني ماسكـة السك.ينـة، مش فاهمه اي اللي حصل "...
" حصل خير، ابقي خدي بالك "..
................................................................
" يـلا، دوسي بنزين زي ما علمتك بالظبط "..
قالت بحماس:
" متقلقش هشرفك "..
ضحك منتصـر بسخـرية وهو يقف خـارج السيـارة يُملي عليها تعليماته و منذ دقـائق كان قد قيـد ذلك الشاب الملقي أرضا خلف السيارة من يده بحبـل طويل أحكم ربطه علي حقيبة السيـارة الخلفيـة، وبمجرد أن تتحرك فردوس ستسحـبه خلفهـا، أو ربما تُخطئ وتعـود للخلف!!
وكانت هي اكثـر من متحمـسة للفكـره..
فتح منتصـر السيـارة يجـلس جوارها يُملي عليها تعليمـاته فتحركت ببطئ للأمام يحتك جسد الشاب بالأرض و مع زيادة سرعتها صـرخ بهم الشاب بالتوقف...
" هقول كل حاجه يا باشا بس كفاية بالله عليك كفاية "..
ابتسم منتصـر بخبث ثم تحـرك لخارج السيـارة و هي خلفـه تنظر للشاب بإنتصـار و كأنها أحبت ما فعلت وزاد حماسها أكثـر عندما رأت خضوعه بعد تعذيبها له..
جلس منتصر أمامه يسأله بجدية:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" مين اللي باعتك!! "..
" م.. مجدي باشا هو اللي باعتني "..
سألت فردوس بتعجب:
" مجـدي مين؟! أنا معرفش غير مجـدي واحد، ان شاء الله ميكونش هو!! "..
قال الشاب بخوف:
" هو، أبـوكي.. هو اللي كان مخلينا نخطفك أساسا وهو اللي بعت البنت اللي شبهـك علشان يقلب عيسـى باشا في فلوس و كمـان كان عاوز البت التانيه عشان تشتغل معاه "..
" حنة!؟ تشتغل معاه اي!! "..
قال منتصر بسخريـة:
" في شقـة مفروشـه "..
فتحت فرودس عيناها بصدمه تنقل نظرها بين الشاب ومنتصـر و هي تحـاول استيـعاب مدي حقـارة من تخمل اسمـه، أخفت تأثرها وحزنها رغم ذلك وقالت بسخرية:
" وهو فاكر انه هيقدر يقف قدام عيسى و رجـالته "..
اقتـربت تُربت بقـوة في حركة لا إرادية علي كتف منتصر تقول بحده:
" روح قـوله إن أنا وحنـة بقينا في حماية راجـل و هو عيسـى، اللي وراه رجـاله زي ما أنت شايف يودوه ورا الشمس "..
بادلها منتصـر نظرات الثقـة وقال بإحترام لأخت رئيس عمله رغم كل شئ:
" نفذ كـلام الهانم يا روح أمك.. سكتك خضـرا "..
فك منتصـر وثـاقه فركض الشاب بعيدا عنهم قدر المستطـاع حتي أصبح علي الطريق العام، فتلك العمارة السكنية تبتعد قليلا عن المدينة والإزدحـام و تبتعد بمسافـة ما عن البحـر...
تعجب منتصر يسأل بضيق:
" إحنـا مكاننا اتكشف ازاي بالسهولـة دي؟! "..
قـال فيفي بجـهل وهي تأثـرت بالجو الإجر'امي:
" أكيد في بينا خاين يا باشا! "..
نظـر لها منتصـر ولأول مره لا يغضب بل ضحك بسخـرية علي حديثها و تحرك أمامها يقـول بجدية:
" إحنا لازم نغيـر مكاننا، تعـالي ورايا "..
" أنا محتاجه موبايل أسجـل المغامرة دي عشان أنزلها علي صفحتـي علي التيكتوك "...
" عندك صفحـه علي التيكتوك، شغـاله بقي!! "..
" لا طبـعا عاملاه برايفت، احنا من عيلـة محافظة حـتي أبويا زي ما أنت شايف كدا حاجة تشرف "..
ضحك منتصـر ولكنه استطـاع بسهـولة سماع حسرتهـا و شعر بألمهـا الذي أخفته خلف ستار الضحك والسخـرية، فأبتسم يقول بهدوء:
" اخت عيسـى القائد مينفعش تكون غير بنت محترمه و متربيه، بس لو اللسان يتقص شويـة!! "..
" يتقص!! ليه شايفني لسـاني طـويل ولا اي!! اما أنك أعمي البصر صحيح "..
" مش معقوله بجد! "..
تركهـا وتحـرك تجـاه المبني و ظلت هي مكانها تنظـر تجاهه بغيـظ:
" بـارد... بس كاريزما "..
..............................................
في المسـاء عـاد عيسـى لمنزله أخيـرا ليجـد زوجتـه تجـلس في الداخل بجـوار والدته يتحدثان فأتجـه لغرفتـه بهـدوء يفتح اللابتوب الخاص بـه ممسكـا بهاتفـه فقد أتته مكالمه ينتظرها من بداية اليوم...
" مفيش حاجه اتبعـتت.. "
" في خلال ثواني يا قـائد "..
انتـظر عيسـى دقيقـة أخري ثم اقتـرب يُشاهد تسجيـلات الكاميـرا الخاصه بمنزل سليـم... تمعن بنظره وهو يـري سليـم يقتـرب منها حين نزع عنها تلك الذقن الإصطناعيـة، ظل يُشـاهد التسجيـلات الأقدم حتي أدرك بأنها كانت تخدعه بأنها رجل ربمـا ولكنهـا منذ يوم تقـريبا وهي تخلت عن تلك الثياب الرجالية بعد مناقشة حادة دارت بينهـم، ربما عندما اكتشف الطبيب حقيقتها..
" ايوا سايبها في بيته ليه مش فاهم!! "..
تحـرك عيسـى ذهابا وإيابا بالغرفـة وهو يُفكر بالطريقة التي سُيخبر بهـا خالد عن أمرها ولكنه في النهاية أخرج هاتفه ليتصل بـه...
" إزيك يا خـالد، و حنة أخبارها اي؟! "..
" كويسين الحمد لله، متقلقش بكرا الصبـح هنتحـرك، بس مش بالطيارة هنتيجي بالعربيـة "..
" لا.. تعالوا بالقطر، العربية سهل تتبعهـا "..
" تمام زي ما تشوف "..
" تعـال علي القـاهرة، هبعتلك عنـواني، خلي بالك كويس من حنـة، وراها ناس يا خالد يمكن لو وصلولها معرفش أجيبها تـاني "...
" ناس ميـن!؟! "..
" لما توصل هفهـمك كل حاجه، متقلقش رجـالتي حواليكم لو حصل اي حاجه هتلاقيهـم... ولما تيجي ليك أمانه عندي "..
سألها خالد بلهفه:
" زين!!! لقيتها؟! "..
" وصلت لمكانها، هي هنا في القاهرة بس لسه هروح أجيبها، بكرا هتشوفهـا "..
تهللت أساريـر خالد وعاد قلبه للحياة من جـديد..
" الحمد لله.. الحمد لله، هي كويسه صح؟! جرالها حاجه، كويسه يا عيسـى؟! "..
" قولتلك أنا يدوب وصلتلها يا خـالد بس هي كويسه متقلقش عليهـا، هي دلوقتي في حمايتي لحد ما أنت توصل، خلاص هانت يا صاحبي "..
" أنا مش عارف أشكرك إزاي يا عيسـى، بحمد ربنا علي الصدفه اللي خلتنا أصحاب.. مش هتأخر عليك هتحرك أول ما النهار يطلع، مش هتأخر "..
" ماشي خلي بالك.. سلام "..
أنهي عيسـى المكـالمة وتحرك للخـارج فأصطدم جسده بزمرد التي تراجعـت بصدمه وهي تصرخ:
" حـرامي... حرامي، إلحقـونا "..
" حرامي اي يخربيتك هتلمي علينا النـاس!! إهدي دا أنا!! "...
" بسم الله الرحمن الرحيم، أنت رجعت امتي يا عيسى!!
"لسه واصل، وخـارج عندي مشوار مهم"..
" رايح فيـن!!، جيت في اي وهتمشي في اي دلوقتي مش فاهمه!! "..
" ما قولت عندي مشوار "..
سألته بتعجب:
" في اي يا عيسـى مـالك؟! "..
" مفيش حاجه يا زمـرد قولت مره، عندي شغل مش فايق بس "..
تحـرك للخـارج ونـظرت هي في أثـره بحزن فهو لم يعاملها بتلك الطريقه من قبـل، كان حنونـا متفهمـا لعلاقتهم برغم كل شيئ، أكثـر منها حتـي برغم انه هو من أنقذهـا و لم يكـن مضطـرا أو مجبرا علي ذلك..
هل ملّ الأمر،أو شعـر بالإستياء منهـا لأجل تقبلها البطئ لعلاقتهم!
...........................
"كـانت صامته، علي عكس عادتهـا، ربما حزينـة من أفعـال والدها، أخرج هاتفـه يبحث عن رقم خالد وقد أرسله له عيسـى ثم هاتفـه ليأتيه الرد بعد دقائق..
" ازيك يا خالد، أنا منتصـر "..
" ايوا مهو عيسى بعتلي رقمك و مسجـله عنـدي، اي الأخبار"..
" والله الدنيا مش تمام في واحد هجم الصبح علي الشقـة وكان معاه سلا'ح، بس اتصرفت معاه و غيـرت المكـان اللي احنا فيه.. "..
" دا كدا المفروض تسيبوا بور سعيد خالص "..
" اه، غالبا هنرجع القاهرة أو اي حته تانيـه، المشكلة اننا متراقبين وعيسى بس كان عاوز يبعدهم لغاية ما يعرف مين وراهم و بما إنه عـرف خلاص فأظن هنرجـع، وجـودهم مع عيسـى هيخلي اي حد يفكر مليون مره قبل ما يقربلهم "..
" هو عيسى عرف مين!!! دا منبهني أخد بالي كويس من حنة بالذات! بس أنا مش فاهم اي اللي بيحصل بالظبط "..
" عيسى هيبقي يفهمك علشان أنا مليش أقولك، المهم دلوقتي حنة صاحية؟! عاوزها تكلم اختها "..
" حاضر هشوفهـا "..
تحـرك منتصـر تجـاه غرفـة فردوس يدق بابها وكذلك فعـل خـالد لتخـرج له حنـة تنظر له بتساؤل فقال بهدوء:
" دي أختك.. "..
ابتسمت حنـة بسعـادة واشتيـاق وأخذت الهاتف تضعه علي أذنهـا:
" فيفي!! حبيبتي أنتي كويسـه!! "..
علي الطرف الأخر نظرت فردوس بتعجـب عندما وجدته أمامها يمد يده لها بهاتفـه ولكن صوت حنة الصادر من الهاتف لم يعطيها مجال للأئلة لتصرخ بسعادة:
" حنـة!! "..
" أنتي كويسه؟! جرالك حاجه؟ "..
" أنا كويسه زي الفل، طمنيني أنتي عليكي، اي اللي حصل معاكي انتي بخير "..
" أنا الحمد لله، وحشتيني أوي يا فيفي وحشتيني، كنت مرعوبة عليكي، كنت حاسة اني بموت، لولا مساعدة عيسى الله أعلم كان اي اللي هيحصل من تاني "..
أجابتها فردوس بإمتنان:
" أنا مكنتش متوقعه إنه واخد باله مننا كدا بجد، أنتي عارفة ان هو اللي حط قدامي شغل الكافيه اصلا؟! كنت بقولك معجزة، و كمـان طلع عندي اخين غيره!! "
" ايوا ما أنا عارفه وشوفتهم كمـان "
"اي دا طيب احكيلي كل حاجه بسرعه"..
" لما نتقابـل نتكلم براحتنا "..
" لا ما إحنا براحتنا اهو ورانا اي يعني، احكيلي "..
نظـر لها منتصـر بضيق فها هي قد استولت علي هاتفه، ان اعطتهـا اختها الفرصـة للحديث فلن تتوقف قبل الصبـاح، ارتمي بجسده علي الأريكـة بمـلل و تركها للثرثرة كما تشاء..
وعلي جانب أخر نظرت حنة بحرج لخالد الذي ابتسم لها يقول بهدوء:
" خدي راحتك، أنا هدخل أنام و اعملي حسابك هنتحرك بعد الفجر علطول "..
تـركهـا خـالد لتبدأ حنة في إخبـارها بكـل ما حـدث و تقاطعهـا فردوس بمزاحها المعتـاد لتعـود الضحكات وأخير لوجـه حنـة ولكن لم تدم تلك السعادة عندما أخبرتها فردوس بأمر والدها و ما ينوي علي فعله بهـا وعن رغبته في أخذها لذلك العمل واستغلالها بهذه الطريقة البشعـة...
لم تُجيبهـا حتي و أنهت المكـالمه و خرجـت لتضع لتُعطـي خالد الهاتف ولكنها لم تجـده فوضعته علي الطـاولة ثم عادت تجاه غرفتها...
انتفضـت بسبب انقطـاع الكهرباء بشكل مفاجئ ليسـود الظلام بالمكـان حولهـا و تسمرت قدماها بالمكـان تنـادي بصوت خافت:
" خـالد!! دكـتور خالد أنت نايم ولا صاحي!! "..
حاولت التحرك ولكنها تخـاف الظلام بشكـل مبالغ بـه فجـلست مكـانها ترتجف وبدأت في البكـاء، حلها الوحيد للتعامل مع جميـع مشاكلها....
بعد دقائق خـرج خالد لتصـرخ هي بخـوف عندما شعرت بالحركه حولها وقد ظنته نائما..
سألها بفزع:
" حنة!! أنت فيـن! أنتي كويسه؟! "..
قالت بخوف:
" أنا قـاعدة في الأرض مش عارفه اتحرك خالص، أنا بخاف أوي من الضلمة "..
" وفين تليفوني؟! "..
" علي الترابيزة "..
" طيب متخافيش هشغل ال.......
لم يُكمـل حديثـه اذ تعثـر بهـا و سقط فـوقهـا لتصـرخ حنة بصدمه وألم أيضا فأبتعـد عنهـا خالد بحرج:
"أنا اسف والله مش شايف حاجه، هروح أجيب التليفـون"..
كاد يتحـرك ولكن التفت الإثنان فجـاءة علي ضوء شديد يأتي من الخـارج فأرتعبـت حنة وأمسكت بذراع خالد تسأله برعب:
" اي دا!! "..
" دا أكيد نور الإيمان، او نور العلم.. او حرامي جاي يسرقنا "..
" طب روح اضربه او خلص عليه "..
" أنا دكتور مش شغال مع سلاحف النينجا "..
صوت طرقـات خافته جعلهـم يلتفتون للباب من جـديد..
" دكـتور خالد! أنتم كويسيـن؟! "...
سألته بريب:
" الحرامي عارفك!! "..
أجابها بضيق:
" حرامي اي دا صوت يوسف جارنا اللي فوق، هروح أشوفه عاوز اي "...
تحـرك خالد يفتح لـه البـاب فسأله يوسف بإهتمام:
" حضراتكم كويسين!! أنا سمعت صـوت حد بيصـرخ هنا "..
" اه دا بس النور قطـع و.... و المدام بتخاف "..
" طيب الحمد لله انكم بخيـر، اتفضل الكشاف دا خليه لو معندكوش واحد لأن النور لسه قدامه ساعتين، أنا كدا كدا كنت جاي أخد هدوم لإيمان وللبيبي "..
" هما أخبارهم اي، كل حاجه تمام!! "..
" ايوا الحمد لله، الفضل لحضرتك بعد ربنا، هو بس الدكـتور قالها تبات النهاردة و هنرجع بكرا الصبح "...
" الحمد لله ربنا يقومهالك بالسلامة "..
شـكره يوسف و تحرك للأسفل واخذ منه خالد مصباح الضوء الكبيـر وأعطـاه ل حنة:
" خديه بقي خليه في أوضتك و أنا هـاخد الموبايل "..
" شكـرا يا خالد "..
ابتسم خالد وهو يتابعها تعـود للغـرفـة و تحرك هو ايضا يعبث بشعـره يقـول بتعجب:
" هو أنا مبسوط كدا ليه!! "...
...................................................
" دي قسيمة جـواز بإسمي وإسمك، بس مزيفة طبعا، ماقلقيش محدش هيقدر يعرف انها مش حقيقيـة، يعني من النهاردة قدام كل الناس أنتي مراتي، و دا هيبقي حقيقة بمجرد ما تولـدي،و كمان حاجه الجـواز دا مش هيكون مشروط،يعني هيكـون جواز كامل..اعتبري الست شهور اللي جايين هما فترة تعـارف أو خطوبة بيني وبينك "
اومأت برأسها و هي تطوي الورقـه ثم قالت بهدوء مزيف:
" أنا حضرت الأكل، غير هدومك علي ما أسخنه "..
برغم ثقـل الأمر علي قلبهـا و فكرة أنها ستكـذب لأشهر طويلـة أو ربما لبقية حيـاتها، وأيضا تفكـر في طفلها الذي سيأخذ اسما غير اسمه، كيف ستخبره يومـا ما بالحقيقـة، قالت لنفسها:
" خليكي في الحاضر يا زين.. خليكي في الحاضر دلوقتي، الحاضر هو سليـم "..
ابتسمت بحزن وإمتنـان وهي تضع أمامه الطـعام و قبل أن يبدأ في طعامه سمع طرقات علي الباب فقال بهدوء:
" استني أنا هفتح "..
تحرك سليـم يفتح الباب لتفاجأ أو ربما تملكته الصدمه لرؤيـة عيسى، رجل الأعمال المعروف مؤخرا يقف أمامه:
" عيسـى باشا!؟ خير!! "..
" عاوزك في موضوع مهم "..
" طيب اتفضـل.. اهلا وسهلا "...
جـلس عيسـى بهدوء وبدأ بحديثه بدون اي مراوغه:
" زين الشافـعي... تخصني "..
شعر سليم كيف علم بأمرها وبرغم ذلك هو بكـل براعه لم يُظهر صدمته تلك و قال بصوت حاد:
" مش فاهم حضرتك.. مراتي تخصك ازاي!! "..
وقف سليـم فتفاجأ عيسى و وقف أمامه هو الأخر يسأله بصدمه:
" مراتك!!! "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
"مش فاهم حضرتك.. مراتي تخصك ازاي!! "..
وقف سليـم فتفاجأ عيسى و وقف أمامه هو الأخر يسأله بصدمه:
" مراتك!!! "..
" اه مراتـي! ممكن أفهم حضـرتك تعرفها منين! زين أصلا مش من هنا "..
" أنا صاحب أخوها "..
تحـركت زيـن للخارج بعدمـا استمعـت لحديثهـم تنـظر لعيسـى بحرج و تحدثت بخفوت:
" عيسـى! هو.. هو خالد عرف مكـاني!؟ "..
أجابهـا عيسى بحده:
" اه عرف، أخوكي بكـرا هيكـون قدامك هنا هو اللي يتصـرف معاكي "..
قال سليـم بحده:
" يتصـرف معاها يعني اي اتكـلم كويس!! "..
اقترب عيسـى يقول بحده:
" اه يتصرف.. يتصرف مع اللي بيقول علي اخته انها مراته وهو من يومين بس كان فاكـرها راجل و بيشتغل عنده!! "..
نظـر الإثنيـن لبعضهـم بصدمـة ليضحك عيسى بسخريـة و هو يجلس من جديد ثم سألهم بضيق:
" و دلـوقتي هتفهمـوني كل حاجه ولا أعرف بطـريقتي!! "..
سأله سليم بصدمه:
" أنت عرفت إزاي!! "..
" بطـريقتي.. قدامكم اختيـارين يا تفهمـوني كل حاجه، يا هاخدها من هنا حتي لو عافيـه "..
" عافيـة!! ليه حضـرتك فاكر نفسك مين؟! أولا اللي واقفه دي مـراتي علي سنة الله ورسـوله، متجوزين من تلات شهـور وكنـا قاعدين في شرم الشيخ حوالي تلات أسابيع وبعديـن حصلت بينـا مشكـلة و اختفت معرفتش أوصلهـا فرجعت القاهرة، و بعد ما رجعت بأسبوع لقيتها عاملـة في نفسها كدا علشان هي ملقتش مكان تروح فيه وعرفت من البواب اني محتاج راجل بيعرف في شغل البيت يساعدني فيه.. بس أنا كنت عارف ان هي وسايبها براحتها لحد ما المشكلة تتحـل "...
" ما شاء الله، بعد ما اختها ماتت بأسبوع هربت وقومت انت واخدها بصدر رحب كدا واتجوزتها وقولتلها يلا يا حياتي نروح شهر العسـل!! "..
" أومال اسيبها في الشارع!! "..
" لا حنين بصحيـح! اي واحدة ماشيـة في الشارع مش لاقيه مكان تروح تتجوزها!! عبيط أنا بقي علي كدا!؟ "..
اقتـربت زين تقـول بهدوء مزيف:
" بس أنا كنت عارفـة سليم يا عيسـى "..
وقف سليـم يقول بجدية:
" وأنا كمـان أعرف زين كـويس أوي، جوازنا كان ليـه أسباب و أنا متأكد لما خالد يقف قدامي بكرا هعرف أشرحله أسبابي كويس أوي يا أستاذ عيسـى "...
وقف عيسـى من جـديد وتجـاهل سليم وأتجه يقف أمام زين يقول بجديه:
" اتأكـدي اني علشان خـاطر أخوكي مستعد أحميكي من أي حاجة وأي حد مهمـا كلف الأمر "...
ثم تحـرك للخـارج تحـت نظرات سليـم الغاضبـة تجـاهه ولكن عيسـى لا يهمه أمر سليم أو نظراته الغاضـبة، كل ما يُشغل عقـله هو كيف سُيخـبر خالد بأمر زواج أخته، لا يعرف حتي ان كان سيُخبره أم سيتـركه يكتشف الأمر بنفسـه...
عـاد عيسـى وأخيرا لمنزلـه بعد يوم مُرهق، وجـد والدته تجـلس بالخـارج بإنتظـاره أمام أحد البرامج التليفـزيونيه المفضـله لديها فرحبت به بحب:
" الحمد لله علي السلامة يا حبيبي، اتأخرت كدا ليـه يا عيسـى؟! "..
" الله يسلمك يا ماما.. كان عندي مشوار مهـم و زي ما أنتي عارفة الشغل فوق دماغي كله بسبب غياب منتصـر "..
" ربنا يعينك يا ابني، هقـوم أسخنلك الأكل "..
سألها بتعجب:
" زمرد فيـن!؟ "
"قالتلـي هتنزل تتمشي شـوية، زمانها راجعه"..
" الساعه 11!! و بعدين ازاي تنزل من غير ما تقـولي! "..
" أنا حسيتها مخنوقـة، عاوزة تشم شويـة هواء فسيبتهـا بس مش عارفه اتأخرت ليه.. زمانها راجعه مش هتتأخر عن كدا متقلقش "..
تأفف عيسى بضيق وهو يخـلع عنه سُتـرته ثم رمـاها ارضا بغضب و تحرك للخارج من جـديد، ألن ينتهـي هذا اليـوم!!!!
فضل البحث عنها سيـرا بدلا من السيـارة، فهي لم تبتعـد بالتأكيد ان كانت خرجت للتمشيـه، ظل يهـاتفهـا ولكنها لم تُجيب إتصـالاتـه..
وقف بمنتصف الطريق يفكـر جديا في العودة لسيارتـه فقد أقتربت الساعة من الثانية عشر وهي لم تظهر او تجيب اتصالاته!!
ولكن قبـل أن يُعيـد أدراجه لمحـها تقف بعـيدا بجـوارها رجلا عجـوزا يمتلك عربة صغيرة لبيع الطـعام السريع علي جانب الطريق...
أقتـرب منها ينظر لما تفعـله بصـدمه فقد كـانت تُسـاعد ذلك الرجل في عمله وكأنها تعمل معه منذ سنـوات وتقدم الطـعام للزبـائن بكـل ود...
أقتـرب عيسـى منها يسحبهـا من يدها بغضـب:
" هو اي دا!!! "..
نظـرت له زمـرد بضيق وهي تسحب يديها:
" متشدنيش كدا إحنا في الشارع "..
" والله! لا كويس إنك عارفة إننا في الشارع وإن الساعه دلوقتي 12 و حضرتك برا البيت ومن غير إذني، لا وبرن عليكي مبترديش و كمان مش عاجبك رد فعلي!! المفروض أعمل اي أقف اسقفلك!! "..
" أولا الموبايل في الشنطـة فمسمعتوش و مخدتش بالي من الـوقت، ثـانيا أنا كنت نازلـة اتمشي شوية وراجعه مكنتش ناوية علي التأخيـر "..
أوقف عيسـى سيـارة الأجري قبل أن ينفعـل أكثـر وأمرها بحده:
" ادخلي "..
أجابـته برفض:
" عيسى أنا مش هروح معاك طـول ما أنت بتزعق كدا!
قال بسخـرية:
"حضرتك مراتي مش صاحبتي ولا حتي خطيبتي عشان تقوليلي الكلمتين دول، فحالا قبل ما افقد اعصابي اقعدي في التاكسي يا زمـرد.."
جـلست أمام نـظراته الغاضبـة ولهجته الحاده برغم سخـريته وكل تفكيـرها معه ومع غلظتـه تلك، ربما هو محقـا ولكنـها لم تتعـمد فعل شيئ لا يُرضيـه...
كـانت تعلم بداخلها أن تلك الليلة لن تمـر مرور الكرام عليهـم فهـو حاد الطبـاع و حـاول بكـل طاقته أن يكون معهـا حنونا متفهـما ولكنهـا هي من أخرجت تلك الحده في تصرفاته معهـا...
ربمـا تلك النزاعات بينهـم ستُقـرب المسافات إن استطـاعا التعامل معها، أو إنهاء أمر زواجهم و يكتشف كلا منهم بأنهم غير ملائمان لبعضهـم بأي شكـل..
وربمـا عليهم إيجاد حلا الآن...
بمجـرد غلق البـاب اتجـهت زمرد تجـلس بجـوار زينـات والتي لفت ذراعهـا حول زمرد عندما وجدت عيسى يأتي خلفها بأعين غاضـبـه و كانت هي من بدأ بالحديث:
" إهدي يا عيسـى متكبرش الموضوع يا ابني "..
" لا يا ماما هو كبيـر، الهانم فاكرة نفسها في طنطـا!!! فاكرة ملهاش راجـل تستأذنه!! نقـاب اي بقي اللي لابساه وأنتي مش عارفه ان الست لازم تستأذن جوزها قبل ما تخرج؟! وحتي لو خرجتـي يبقي بالعقـل يا دكـتورة مش لحد الساعة 12!! "...
" أنا مش محبوسه هنا يا عيسـى! "..
صرخ بها بغضب:
" متحوريش الكـلام علشان تقلبي الترابيـزة، أنا لسه لحد دلوقتي هـادي ومفقدتش أعصابي "..
" كدا وهادي!! أومال اما تتعصب بقي هتمد إيدك عليا يعني ولا اي!! "..
صرخ عيسـي بصوت حاد غاضب:
" ما تتعدلي يا زمرد مالك اي اللي حصل، ما كنتي كويسـه!! "
أجابـته بضيق:
" أنت النهـاردة اتصـرفت معايا بطريقـة مش كويسـة، أنا كنت بسألك رايح فيـن وأنت اتضايقت، تخيل أنا زوجتك يعني عادي اسألك السؤال دا، بس لا ازاي عاوزة تسألي القائد بجـلالته هو رايح فيـن ويجـاوب!! تخـيلي يا ماما زينـات إنه زعقلـي عشان بس سألته كدا وسابني ومشي!! "..
قالت زينات بلوم:
" لا يا عيسى ملكش حق، الكلام أخد وعطا مش كدا "..
جـلس عيسـى ينـظر تجـاههم بضيق و قد أخفت زمـرد وجهها في زينـات التي ضمتهـا بحب حتي استمعت لكلمات عيسى الهـادئة:
" صح.. صح يا ماما عندك حق... أنا داخل أنام تصبحـي علي خيـر، يلا يا زمرد "..
نظـرت زمرد تجـاهه بخـوف وقلق فأقتـرب عيسـى يسحب يديهـا بنفس وتيرته من الهـدوء و العقلانيـة المزيفـة فتحـركت خلفه بإضطـراب وهي تكرر الشهـادة..
بمجـرد إغلاقـه للبـاب تحركـت زمرد بعيـدا عنه تجـلس علي الأريكـة بزاوية الغرفـة و تحمل مصحفها بين يديها فأقتـرب منها وأخذه من بين يديها و وضعه بهـدوء علي الطـاولة بجوارها....
" اعتذري الأول وبعـدين أعملي اللي أنتي عاوزاه، إنما متفكريش انك هتتهربي مني بالطريقة دي يا زمرد "..
" أعتذر عن اي يا عيسى؟! اني نزلت اشم شوية هواء!!! "..
" اه إنك نزلتي من غير إذن وإنك اتأخـرتي "..
" تمام أسفة "...
" وأنا قابـل إعتذارك بس لازم تسمعيني كـويس... أنا مش حابسك هنا يا زمرد و طبعا ليكي الحق تخـرجي سواء معايا أو لوحدك وأكون عارف مكانك وأكون قادر أتطمن عليـكي، مخوفتيش علي نفسـك؟! يعني أنا مهرب أختي و التـانيـة وديتها الصعيـد علشان خاطر أحميهـم علشان في الأخر أنتي تعملي التصـرف دا!! "..
" أنا مفكـرتش في كل دا، أنا كنت حابة أخرج أتمشي شوية و بعـدين ساعدت عمو دا علشان كان تعـبان و فضلت واقفه معاه والوقت أخدني و ركنت التليفون في الشنطة، وأنت مش فاضي ليا يا عيسى! "..
" أنا مش فاضي يبقي تتصلي بيـا وهبعتلك سواق بحراس بالعربيـة أو هفضي نفسي وأجيلك أو هقولك أستني لما أكون فاضي "...
" حاضر بعد كدا هبقي أكلمك "...
أقتـرب عيسى جوارها يقـول بجدية:
" أنا كنت خايف عليكي وأنا متعودتش أخاف يا زمرد، أنا دلوقتي بعترف إني جوازي منك في التوقيت دا كان مخاطـرة، مكانش لازم أتعلق بحـد جديد "..
قالت بحزن:
" أنا أسفة لو زودت مسؤلياتك "..
هز رأسا نفيا وأمسك بيدهـا يضعها علي صدره:
" مكانش ينفع يخاف ولا ينشغـل و برغم الخوف اللي ماليه إلا إن القلب دا لأول مرة يكـون فرحان و مرتاح كدا، كل المشـاعر دي جوا قلبـي اللي مبقاش عارف يتعامل خلاص.. أنا عارف إني مشيت أميال في علاقتنا وأنتي يدوب كام خطـوة "..
" مهو أنا مش فاهمـة، مش فاهمة إزاي قدرت تاخد الأميـال دي، عيسى أنا حمدت ربنا إنك أنقذتنـي من جوازتي دي، و حمدته مليون مرة إن كان نصيبي أنت و شوفت فيك راجـل محترم برغم كل حاجه قدرني واحترمني وحفظلي كرامتي وعزة نفسي، وكنت فاهمة إن هناخد وقتنـا ونعرف بعض و نحب بعض كمـان، والمشاعر اللي أنت بتتكلم عنها دي أنا مش قادرة أشوفها غير إنك بتدور علي حقوقك الشرعيه وأنا..
قاطـعها عيسـى بعدما ابتعـد عنها بـل وقف علي مسافـة منها يسألها بإستنكـار:
" اي؟! "...
" فاطمـة قالتلي ان....
" فاطمـة مين؟! "..
" واحدة صاحبتي "...
" وصاحبتك تعرف اللي بيني وبينك ليـه؟! إذا كان أنا يوم ما دخلتك بيتي قولتلك أمي متعرفش عننا حاجه! أمي اللي هي هتعيش معانا في نفس البيت؟ تروحي تقولي لصاحبتك!! هي تعرفني منين!! تعرف أنا حاسس ناحيتك ب اي منيـن؟! هي متعـرفنيش علشان تُحكم عليـا إني بضحك عليكي بكلمتين علشان خاطر رغباتي، مش دا اللي هي فهمتهولك يا زمرد!!! "..
قالت بحزن:
" أنا آسفـة "..
" وآسفك مش مقبول المره دي "..
تحرك عيسـى ليُنهـي الجـدال واتجـه لغرفـة الثياب يأخذ منها ثياب مريحـة ثم تحرك لخـارج الغرفـة بأكملها وقد قرر ترك الغرفـة لها فبقيت زمرد و حيرتها بمفردهم..
....................................................
في اليـوم التـالي...
" فاضل كتيـر! "..
" نص ساعـة ونكون في محطـة مصر "...
اومأت برأسها بمـلل شديـد فقد انتصف النهـار و لازال الإثنين بالقطـار فقـد تحركوا بعد صلاة الفجر مبـاشرة و هـا هي خطبـة يوم الجمعـة تتمكن من سماعها من مذيـاع يدوي صغير يحمله أحد المسافـرين...
_عسليـه يا أستاذ، خد عسليـة للمدام...
" شكرا مش عاوزين "...
نظـرت لـه حنة بعبـوس ثم استدنت بذقنهـا علي يدها وعادت تنظر للخارج من جديد بعـدما كانت اعتدلت وهي تنظر لما يحمله ذلك البائع بحمـاس قتـ.لـه خالد الآن ولكن عـاد البائـع يقول من جديد:
" شكلك زعلت المدام "..
نظـر خالد تجـاه حنة يسألها بإربتبـاك:
" عاوزة؟! "..
أجابتـه بحرج:
" لا شكـرا "..
استطاع خالد تميز حرجهـا فأخذ من البائع اثنيـن ثم أعطـاهم لها يقـول بهدوء:
" جربيهـا كدا أهو نتسلي في الطريق "..
أخذتهـا حنة بإبتسامة واسعه وهي تنـظر له بإمتنـان، لا تدري متي طـالت نظراتهـا لـه و شعـور بالإرتبـاك سرى بداخلهـا، وحزن رحيـله أخفته بداخـلها...
وأخيـرا تـوقف القطـار بالمحـطه فأخر هاتفـه يطـلب سيـارة من أحد تطبيقـات التوصيـل فأتته بعـد دقائق...
" الزمـالك يا اسطـا "..
علي الجهـة الأخري كـانت تفتح عيناهـا بصعـوبة كبيـرة، حاولت تحريك جسدها ومنعتهـا ألامهـا حتي وجدت يـد تساعدها ترفعهـا من خصـرها لتستند بجسـدها علي ظهـر الفراش فنظـرت لهـا فردوس بإضطـراب ثم انتفضت تبحث عنـه:
" أنتي مين؟! فين منتصـر! "..
أقتربت زمرد تحـاول مساعدتها ولكن دفعتها فردوس بكـل ما تبقي لها من قـوة:
" أبعـدي عني، فيـن منتصـر!! عملتـوا فيه اي؟! "..
أجابتها زمرد بشفقـة:
" أنا مرات عيسـى أخوكي "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" كدابـة، عيسى مش متجـوز أصلا.. وسعي ابعـدي عني، أنا فيـن! عملتوا فيا اي؟ منتصـر فين خليني أشوفـه "..
" يا حبيبتـي إهدي محصـلش حاجه أنتي كويسـة و منتصـر برا "...
" أوعي أنتي بتـكدبي، وسعـي بعيد عني "...
تحـركت فردوس بألم للخـارج وهي تدفـع زمـرد التي وضعت نقابهـا علي وجهها ثم تحركـت خلفهـا، دفعت فردوس الباب لتـري منتصـر أمامهـا يجلس علي الأريكـة وبجـواره عيسـى بالفعـل فأقتربت منـه بأعين دامعـة وضعفت قواهـا أكثر حتي كادت تسقط فأسندهـا عيسى ثم حملها عن الأرض و تحرك بهـا يضعها علي الأريكـة و بدلا من الإبتعـاد عنه ظلت فردوس متمسكـه بـه فضمهـا عيسى بقـوة يربت علي رأسها بحنان و هي تشبثت به وبدأت في البكـاء تُخفي وجهها بصـدره..
" أنا مكنتش عاوزة فـلوس أنا كنت عاوزاك أنت،كان نفسي يكـون ليا سند وضهـر، يكون ليا حضن أترمي فيه يا عيسـى، كان نفسي لما أتعب مفكرش كتير وأقع وأنا عارفه اني هلاقي اللي يقومني من تـاني و يسندني، أنت ليه سيبتنـي وأنا مليش غيـرك، أنا مكانش ليا ذنب في أي حاجه "..
سألها بحزن:
" كنت أخدك من أبوكي؟! "..
" هو مكانش أب، مكـانش أب أبدا يا عيسـى، كان محـتال سابنا محتاجين و مش معانا اي حاجه نسند بيها نفسنا و اما رجـع كان علشـان يستغل حنـة و يأذيهـا و لما الموضـوع أنتهي سابنا من تـاني وماما ماتت من القهر و الزعل علي بنتهـا ومستقبلها اللي ضـاع، هما وقعـوا وكان لازم أنا أفضل واقفه علي رجلي، بس أنا مش قـادرة علي دا و مش عـارفة، ولولا الكافية كـان زماني بمد إيدي لكل الناس "..
" لا مكنتش هسمح بـكدا أبدا، ومن النهـاردة أنتي مش هيكون عليكي أي مسئوليات و هتعيشى أميرة في بيت أخـوكي وهعوضك عن كل الوحش، و صدقينـي هيندم علي كـل اللي هو عمله دا "...
تركـته فردوس و ابتعـد تنظـر له وقد إمتلأت عيناها وكل وجهها بالدموع:
" أنت مش فـاهم وجودك جمبي هيفرق إزاي في حياتي، بس.. أنا مقدرش أسيب حنـة "..
" لا طبعـا مش هتسيبيهـا و هتفضـلوا معايـا، الشقـة اللي فوقنا هي نص مساحـة الشقة دي أنا كتبتها بإسمك و هتقعدي فيها أنتي وأختك، والله وأنا بنقل هنا وأنا عامل حسابي إني هاخدكم بس أبوكي كان ليه خطط تـانيه "...
" هو كـان ممكن يخليهـم يأذوني كدا يا عيسـى؟! "..
نظـر لها عيسـى بحيـره ثم نظـر تجـاه منتصر فأنتبهـت لـه فردوس فقد كـان مضمد الرأس و اليـد و هناك علامات جروح متفرقـه علي وجهه...
فـلاش بـاك...
" يـلا يا فـردوس هنتأخـر "..
"مش هتحرك غير لما تقـولي هنروح فين؟! مهو أنا هفضل زي الجاموسه اللي ساحبها وراك طول اليوم؟!"..
" محتاجيـن نتحرك قبل ما الفجر يطـلع، هنرجع القاهرة خـلاص، وجودنا هنا كان لحد ما عيسى يعرف مين اللي ورا كل القصة دي و خلاص مفيش داعي نفضـل هنا "..
" يعني اي؟! أنا لسه متفسحتش! هو أنا كل يوم باجي بور سعيـد؟! "..
" اي التلوث السمعي دا!؟ حضرتك كنتي مخطو'فـة ودلوقتي هربانة وأنا متكـدر معاكي و تقوليلي فسحه!! ليه واخد بنت أختي حديقة الأسماك!! "...
" والله إنك بومـة.. خـلاص نصلي الفجر و نتحرك فاضل عشر دقـايق "...
" تمام روحي إعمليلك شوية ساندوتشات عشان تتلهي فيهم في الطريق ومتقرفنيش "..
" أوفر صراحه يا جدع مش كـدا، عن.يف في الرأ.........
صرخـت فردوس مع كلمتهـا الأخير آثر دفعـة قوية علي بـاب شقتهـم جـعلت بابهـا يكاد يسقط فوق رؤوسهم لولا أن سحبهـا منتصـر خلفـه ويسحب سلا'حـه بنفس الوقت ولكن جحظت عينـاه بصدمه عند رؤيـته للعدد المُقتحم للمكـان...
"إرمي السـلا'ح يا حـلـو، خلاص دي القاضيـة و هناخد البت يعني هنـاخدها"...
قال منتصـر بغضب:
" علي جثتي. "..
أقترب الرجـل وقد بدا لعـوبا، خبيثـا.. قـال بنظرات مـاكره:
" ما هي علي جثتك فعـلا، بس لأجل التعب واللف وراك أنت والسنيـورة يبقي نتسلي شويـة، يلا نـزل السلا'ح في الأرض "...
" فكـر مليون مرة قبل ما تلعب معـايا وأعرف أنا ورايا ميـن الأول، لا أنت ولا رجـالتك اللي أنت بتستخبي وراهم دول هتخوفوني "..
أشار الرجـل بعينـه لرجـاله فأقتـربوا يأخذوا فردوس يسحـبوها بالقوة يقيدون حـركتهـا و حاولت هي الإفلات منهم بكـل طاقتها ولكن أين هي وجسـدها الضئيل أمام أجسـادهم الضئيلـة...
وكـل ما يُفكـر بـه منتصـر بأن والدها لن يترك رجاله لأذية إبنته بالتأكيـد...
" طبـعا أنت فاهم إننا مش هنتمـادي، بس مفيش داعي ندلع الرجـالة شوية، قـدام كـل ضـربة هتصـرخ فيها أو يطلعلك صوت هناخد من لبسها الجميل دا حاجه.. بس كدا هنلعب شوية لحد ما النهار يطـلع.. يـلا يا رجـالة "..
إنهـالوا عليـه بالضر'بـات القوية والقاسيـة وهو يحـاول كتم تأوهاته رغم الألم و لكن رغما عنه صرخ متألما عند ضربة قاسيـة بصدره فصـاح الشاب بإستمتاع:
" عااااش... يلا نبدأ بالطرحة "..
نـازعت فردوس الباكيـة و هي تحـاول الفرار من بين أيديهـم وهي تنـظر لمنتصر و قد غطـت الد'مـاء كل وجهه بالكـامل وبالكاد يلتقط أنفاسـه ورغم ذلك قال بضعف:
" لا... متقربش منها "..
ابتسم الرجـل بخبث وهو يُشير لرجـاله بالتوقف:
" استنـوا، الحكـاية شكلهـا هتحـلو أكتـر، اي يا منتصـر نكمـل ضرب ولا تريح نفسك، كدا كدا مش هنعملها حاجه هنتفرج بس "..
" أنا قدامك.. محدش يقربلها "...
بـاك....
قـالت فردوس ببكـاء:
" ولولا إن في ناس جهـم لحقونا كان ممكـن يروح فيـها، هو قـالي إنهم تبعـك بس مش عارفـة اي اللي حصل بعـد كدا "....
أجابها منتصر هذه المره:
" واحد منهم إدالك حقنة مخـد'ر علشان لما ياخـدوكي متعمليش أي شوشـرة، هي اللي تعبتك كدا "...
قـالت فردوس بإمتنان:
" أنا مش عارفه من غيرك كان هيحصل اي! "..
" كـان زماني نايم في بيتي سليـم مش متدشول كـدا "..
قالهـا منتصـر بمزاح فأبتسـمت علي حديثـه وتابعته وهو يقف متحـركا تجاه الباب ثم ألتفت لعيسى يقول بهدوء:
" بكرا هـكون في الشركـة.. ".
ابتسم له عيسـى وأومأ بهـدوء، بمجـرد فتحـه للبـاب انتبـهوا جميعهم علي صـوت حنـة التي خرجـت للتو من المصعـد...
" فـردوس!! "..
حـاولت فردوس الوقـوف ولكنها لم تقـوي علي الحركـه، فركضت حنـة للداخـل لا تري أمامها سـوي أختهـا و أقتربت منها تأخذها بين يديهـا بإشتيـاق...
" وحشـتيني أوي يا حنة، وحشتيني أوي "..
" أنتي كويسـة؟! مالك ليه جسمك بيرتعش كدا "..
" أنا كويسة الحمد لله، خـلاص كل حاجه بقت كويسه ة هنعيش في الشقة اللي فوق شقة عيسـى وهنبقي كلنا عيلـة، محدش هيقدر يأذيني طول ما أخويا معـايا "..
قـال عيسى بهـدوء:
" محدش هيقدر يأذيكم طـول ما أخوكم معاكم ".
قالت حنة بإمتنـان:
" مش عارفه من غيرك كان اللي ممكن يحصلنا، ربنا بعتك لينا مُنقذ حقيقي هفضل شايلة جميلك دا طـول العمر يا عيسى "...
" لسه بقـول عليها اختي ودي تقـولي جميـل!!! قومي، قومي خدي فردوس الأوضة هي تعبانة شوية خليكي معاها هتفضلوا فيها لحد ما الشقة تتنضف "....
تحـركـت فردوس مع أختها و أتجهت زمـرد تُسـاعدها فقـالت فردوس بمزاح:
" تعالي يا مرات أخويـا ساعدي عمتك تعـالي "..
قالت زمرد بضحك:
" علفكرا إحنا ولاد عم "...
سألتها فردوس بصدمه:
" بجد!!! لا طب يبقي تيجي تحكيلي بـقي "...
تحـركـوا ثلاثتهـم للداخـل.. بينمـا في الخـارج اتجـه عيسـى لخـالد الذي وقف بمكـانه لم يخطو لداخل المنزل إحتـراما لأهله، ضمـه عيسى بإشتيـاق:
" وحشتنـي يا دكـتور، اي الغيبة الطويـلة دي!! تعـال أدخل "..
رحب بـه منتصـر أيضـا ولكنه استأذن بالرحيـل و تحرك بالفعل مغـادرا المنزل...
" تعـال اقعد "..
" لا مش هقعـد، خـدني علي أختي علطـول، عاوز اشوفها، أنا كلمت أبويا وأمي، هما خلاص علي وصول، أنا هجيبها علي ما هما يوصلوا "....
سأله عيسى بهدوء:
" أنت تعـرف دكتور شغال في الطب الشرعي اسمـه سليم صادق مغـاوري "...
" أيوا.. أعرفه كويس، بس بقالنا فترة متواصلنـاش، يمكن أكتر من سنة "..
قال عيسى بحيرة:
" مش عـارف بس أعتقد ان زين كانت علي تواصل معاه، لأنها لما هربت راحتلـه و... وهو اتجـوزها "..
" اتجوزها!! يعني اي! طب لما هو لقاها أو هي راحتله ليه مكلمنيش!؟ "..
" جايز خافت يا خالد انكم تخلـوه يرجعها وتضطر تتجوز الشخص دا و... في كمـان حاجه عاوز أقولهالك "..
" اي تاني؟! "...
" أنا يعتبر لقيـت زين بالصدفـة، هي مكـالمة متشفـرة معظم الكلام اللي فيها كان مش واضح..دكتور سليم دا ليه عم اسمه سليم مغـاوري تعرفه! "..
" ايوا، زمـان سليم قعد عندنا سنتين لحد ما عمه دا جه من برا وأخده، كان اسمه سليم مغاوري "..
" دكـتور سليم كان بيطـلب منه يدور علي أدله في قضية قت.ل عمران، قـاله انـه مش عاوز أي دليل ضد اللي قت.لـه، لأن زيـن هي اللي قت.لتـه "..
" ااااي؟! ازاي يعـني!! "...
" معرفش يا خالد، المكالمة مكانتش مفـهومـة، كانت متشفرة و دا أقصي حاجه قدرت أوصلهـا، أنا أساسا كنت براقب الدكتور علشان أوصل لعمه، لأن عمه دا تاجـر مخد'رات كبيـر "..
" اي المصيبـة دي يا عيسى!! أعمل اي!! و ديني عندها خليني أفهم منهـا ومنـه "..
أومـأ له عيسـى و بالفعـل تحرك معـه، وكـأن المشاكل لا نهـاية لها و حيـاة عيسى ومن معه مليئـة بالمتـاعب، الطريق طـويل و الصحبـة قليلـة فأصبحت الرحـلة شاقـة مُتعبـة...
بـعد عدة طرقـات علي البـاب فـتح سليم الباب و هـو يعلم جيـدا من الطـارق، نظـر له خالد بـلوم و كانت نظراته أكثر من كافيـه لتمنع سليم عن الحـديث و أكتفي فقط بدعوتهم للدخـول:
" اتفضـلوا "..
" أختي فيـن يا سليـم!! "...
أتت زيـن من الداخـل تنظـر تجـاه أخيهـا بأعين دامعه، لم تستطـع إطاله النظر لـه فخفضت عينيها أرضـا و وقفت تنتظر عقابـه علي فعـلتها...
أقترب خـالد يقف أمامهـا ينظر لها بتأنيب و وصدي صوت صفـعة قاسيـه وقعت علي وجنتهـا ثـم سحبهـا لصدره يضمهـا بإشتيـاق و حزن وآسى لأجل حـالهم..
" والله ما كنت هخـلي الجـوازة تكمل، مكنتش هسمحـلهم، أنتي موثقتيش فيا يـا زيـن "...
كانت تأخذ أنفـاسهـا بصعـوبة بيـن يديـه فأبتعـدت تنـظر له بأعين زائغـة، حاولت التماسك وتشبثت بثيـاب خالد فأقتـرب سليـم يـأخذ بيدها يقول بإرتباك:
" متقلقش... هي بس.. دا بسبب الحمـل "...
نظـر خالد تجـاهه بصدمه، هو لم يتخطي صدمة زواجـها حتي الآن لتأتيـه صدمة حملها، ماذا سيُخبر أبيه!!!..
قـال سليـم بهدوء مزيف:
" زيـن لما كلمتنـي قالتلي إنهـا مش هترجـع تاني الأقصـر و....
قاطـعته زين تُكمـل كذبته:
" سليـم حـاول كتيـر يقنعني إنه يكـلمكم يا خالد بس أنا منعته وكـان أسلم حل طبعـا علشان نفضـل سوا هو الجـواز، هو فكر كويس قبل ما يعرض عليا وأنا وافقت و بقالنـا شهـرين ونص.. ".
" وجوزتي نفسك وكأنك ملكيش أب، كأنك يتيمـة وهو بيعطف عليكي، و البيه كان بيرد الجميـل صح!! اتجـوزك شفقة "...
قالت بتعب:
" حتي لـو سليـم اتجوزني شفقـة، لكنه في النهاية بيحترمني وبيقدرني، وجوازنا بالنسبالي ناجح مش فاشل، أنا عارفـة إني غلطـت لما هربت بس أنا مكانش ينفع أتجوز ضاحي دا، إزاي النار دي هتطفي بين العيلتيـن بجـوازة!! ما أكيد مصيري معاهم كان هيبقي سواد، أنا مش أنانيـة إني اختارت أعيش يا خالد "....
" إختارتي تعيشـى بعـد ما وسختي إيدك بيـه!!! أنتي اللي قت.لتـي عمران يا زين؟!!!! "...
" كـان يستاهـل "....
" كـان يستاهـل بس مش بإيدك أنتـي!!! إزاي قدرتي أصلا تعـملي كدا!! و بعدين دا مـيت بجـرعة مخد'رات!! جبتيهـا منين!! "..
كـانت الكذبـات كثيـرة ومتتـاليـة و لم تكن تعـلم بأنها ستكـون بتلك الصعوبة، مع كل كلمـة تنطق بهـا تشعر بثقلها علي لسانهـا، يغزو الألم قلبهـا، تشعـر بالذنب وهي حياتها الهادئة أصبحت مليئـة بالذنـوب فلم تجـد أمامهـا سوي أن تبكـي لتُفرغ كـل ما بداخلها...
تابعهـا سليـم بشفقـة فأقتـرب يقف أمامهم يقول بجـدية:
" خالد سيبني أنا أفهمك كل حاجه لأن زين نفسيتهـا تعبانـة و وضعهـا ميستحملش "....
بـدأ سليم في الحـديث يراقبـه كلا من خالد و عيسـى، شعر عيسـي بكذبـاته ولكنه في النهاية لا يملك دليل قوي ضده و تأييـد زيـن له جعـله يتغاضي عن الحقيقة الكـاملة ليتـرك الأمر لخالد يتعامل معه بطـريقته...
وفي النهاية تمكـن سليم بإقناع خـالد بأمر زواجـه من أخته و أن قتـ.لها لذلك الشاب كـان دفاعا عن ذاتها وليس إنتقـاما، وهروبهـا خوفا من العادات و خوفـا من انتقام عائلة الشاب منهـا وليس لعـدم ثقتهـا به...
" أنا مش هقـول إن تصرفات زين كانت صح، بالعكس يمكن معظم قراراتها كانت غلط بس هي صغيـرة، وكانت خايفـة، وكانت قرارتها كلها في قلب الموقف مكانش عندها رفاهية التفكير، أنا كل اللي عاوزه إننا ننسي اللي فات وأنا أوعدك ان أختك معايا في أمان واللي أنت شايفـة إعمله يـا خالد "...
" هننسى إزاي؟! و القضيـة؟! "..
" متقلقش، محدش هيوصـل لحاجـة، أولا مفيش أي أدلة ضدها، ثانـيا لو فيه إعتبره اتبخر "...
وقف خـالد يبتعـد عنهم قليـلا ليُفكر بالأمر، ربمـا كل ما يحدث خطـأ لكن زواجهـم قد حدث بالفعـل و الجر'يمة قد انتهـت و لا فرار الآن من العواقب...
اقتـرب عيسـى يقف جـواره يقول بهدوء:
" خليك مع أختك هي محتجـالك، اتحطت في مواقف أكبر منها بكتير يا خـالد و العتـاب دلوقتي ملـوش داعـي "..
أومـأ برأسه ثم ألتفت لسليم يسأله بضيق:
" ولا وجودي هيضايقك يا دكـتور سليم!؟ "..
قال سليم بهدوء:
" البيت بيتك طبعـا تشرفني "...
تحرك عيسـى للخـارج بعدمـا ودع صديقـه وبقي الثـلاثة بمفـردهم فقـالت زين بهدوء:
" هروح أجيبلك لبس تقعـد بيـه "...
تحـركت زيـن لغرفة سليم الذي لحق بهـا بعـد دقائق ليجـدها جالسـه تأخد أنفاسها بصعوبة فسألها بإهتمام:
" مالك!! "..
" مفيش حسيت بدوخة مرة واحـدة، خد لو سمحت لبس لخـالد.. كويس إننا نقلنا حـاجتي كلها هنا بس أنا هفضل بالإسـدال ازاي!؟ "..
" مش هينفع تفضلي بيـه طبعـا "..
" ومش هينفع أفضل من غيره، أنا ممكن ألبس تيشرتات وبناطيـل من اللي كنت بلبسهم دول "..
" أحسن حـل إنك تلبسي من عنـدي، هتلاقي عندي تيشرتات بكـم واسعه وهنقـول إنك مستوليـة علي دولابي وهزار وكدا "..
" ماشي "..
" أنتي مالك شكلك تعبان أوي لي كدا!! عرقانـه ليه كدا!! "..
قالت بدموع:
" أنا بطني بتتقطـع.. وحـاسه.. حاسه اني.. ".
صـرخ بصدمه:
" أنتي بتنـز'في!!! "...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" أنا بطني بتتقطـع.. وحـاسه.. حاسه اني.. ".
صـرخ بصدمه:
" أنتي بتنـز'في!!! "...
لم ينتـظر سلـيم و حمـلها يخـرج بها سـريعا من الغـرفة فنـظر تجـاهه خالد بتعجب تحـول لصدمـة عندما أدرك الأمر فركض خـلفه..
" في مستشفي قريب من هنا!! "..
" أيوا.. خمس دقايق بالعربيـة "...
نـظر خـالد لأخته بحـزن فأخذها بين يديه في الكرسي الخلفي للسيـارة بينمـا أنطلق سليـم بكـل سرعتـه ليختصـر الدقائق الخمس في دقيقتـين أو ثلاث ثم توقف أمام المشفـي...
ركض بهـا الإثنـين للداخـل يضعـاها علي الفـراش لتسألهم الممرضه:
" حامل في الشهـر الكام؟! "..
قـال خالد بجـدية:
" إديلهـا ********** واستعجـلي دكـتور النسا بسرعـة"...
"إزاي يعني مينفعش أديلها حاجه"....
أقتـرب الطبيب الخـاص بالمشفي يقـول بجديـة:
" إديلها الحقنـة اللي قالك عنهـا... حضرتك تخصص نـسا؟! "..
هز خالد رأسه نفيـا وانسحـب للخـارج يتركها مع الطبيب وكذلك فعل سليم الذي جـلس بـلا وعي وبعقـل شـارد، يخشي حدوث شئ يكشف الحقيقة..
......................................................
عـاد عيسـى للمنـزل وأخيـرا يشعـر ببعض الراحـة، جـلس بالخـارج ليشعـر بيد تمتد إلي رأسه فأنتفض مبتعـدا ينظر خلفه يجدهـا زمرد فقـال بحده:
" اتجـنبيني أحسـن "..
تحـرك تجـاه غرفتـه فتحركـت خلفـه تقـول بحزن:
" عيسى أنا بجـد آسفـة والله مكانش قصدي أضايقك "..
" اخرجـي برا يا زمرد "..
نظـرت زمرد تجـاهه بحـزن ثم تحـركت للخـارج لتجـد حنـة تُساعد فردوس علي الخروج من الغرفـة فأتجهت تُساعدهـم ثم جـلست جوارهم بآسي، خرجـت زينـات أيضـا تنظر لهـم بغضب:
" ايه يا بت أنتي وهي البؤس دا!! مالك منك ليهـا؟! "..
قـالت فردوس بضيق:
" مبدأيا كدا أنا عاوزة تليفـوني و عاوزة هدوم عشان أنا هدومي دودت عليا خلاص "...
اومأت حنـة تؤيدها:
" وأنا كمان، بفكر أقوم أروح شقتنا أجيب لبسهـا نلبس منه و كمـان أنا محتاجة أشحن موبايـلي و.. بصراحة أنا جعـانة أوي "..
قـالت زمرد بإبتسامة:
" طيب اي رأيكم تدخـلوا تاخدوا لبس من عندي و تاخدوا شـاور كدا أكون عملتلكم شوية ساندوتشات تتسلوا فيهـا علي ما أحضر الغداء، ومتقلقوش هتلاقوا فيه لبس بالتيكت لسه جديد "..
قالت فردوس بضحك:
" قد اي أنتي مرات أخ عظيمـة! "..
ضحك عيسـى من خلف بـاب غرفته وهو يستمع لحـديث أخته ومزاحهـا فأنضم لهـم يقول بهدوء:
" خدي الفيزا وأنزلي هاتي اللبس اللي أنتي عاوزاه أنتي وحنـة.. و الموبايـل هجيبهولك أنا "..
أخذت الفيزا منه تقـول بهدوء:
" مش عاوزة الفلوس قد ما عاوزاك تيجي معايا "..
قال عيسى بفزع:
" مستحيـل... أنا أروح مع بنت وهي بتشتري لبس!! ليـه اتجننت؟! مستغني عن عمري؟! طب دا أنا بروح مع مـاما اللي هي أصلا بتخلص مشوارها في محلين تلاته و بببقي بموت "...
نظرت له فردوس بغضـب وضمت يديهـا لصدرها تقول بعنـاد:
" لا هتيجي معانـا ولما نخلص هتعزمنـا علي العشـاء كمان "...
قالت زينات بإبتسامة:
" خلاص يا عيسـي، هما يعملوا بردو زي ما زمرد قالتلهم و بعـدين يتغدوا و يرتاحوا شويـة، وبعد المغرب خدهم و أنزل هاتلهم اللي هما عاوزينـه "..
اومأ برأسـه يقـول بتعـب:
" حاضـر، خلاص أنا هصـلي الضهر وأدخل أنام.. هحاول أنام "...
تحـرك عيسى للغرفـة فنـظرت زينـات تجـاه زمرد تقول بـلوم:
" ازاي تسيبيـه ينـام برا أوضتـه؟! المفروض كنتي تصالحيـه في وقتهـا، يا بنتي متباتيش وجوزك متخانق معاكي، وطالما أنتي اللي غلطـانة يبقي تصالحيه "..
أقتـربت فردوس تسألهم بفضـول:
" عملتي اي يا خايبة تزعـلي الواد الحليوة العسـل دا منك!! "..
قـالت زمرد بتعب:
" متشغلـوش بالكم يا جماعة أكيد هنتصـالح.. المهم تعالوا يـلا أجيبلكم اللبس "...
........................................
وكأن أنفـاسهـا لا زالت بالمكـان، توقف منتصـر أمام خزانتهـا يأخذ ثيابهـا يضمهـا لصـدره بإشتـياق، نظر حـوله و كأنه يستمـع لصـدي ضحكـاتها بالمنـزل، كأنه بجـواره...
ارتمـي منتصـر علي فراشـه بتعـب وإرهاق فهو لم يغـفو تقريبا منذ يـومين، ممتن بكـل جوارحـه لإرهاقه الذي دفعـه للنوم بـدلا من التفكيـر و الغوص بين ذكريـاتـه وقبـل ذلك آتته علي هاتفـه رسـالة بصـوت إشعار يعلمـه جيدا فصاح بغيـظ:
" حسبي الله، يـارب يا تريحني و تاخدني، يا تريحني وتاخـده.. استغـفر الله العظيم "..
فتـح هاتفـه ليقرأ الرسـالة:
" العشاء عندي النهـاردة.. خدلك كام ساعة نوم و أصحي فوق و كـلمني "..
قرأها بأعين ناعسـه فترك الهاتف بلا إجابـة و ذهب في نـوم عميق لعله يُريح جسـده قـليلا...
في جهـة أخري أنتهـت فردوس من إرتداء ثيـاب زمـرد وهي تقـول بضيق:
" أنتي رفيعه يا زمـرد وأنا جسمي مليـان، واساسا لبسك مخـلع وأنا بحب الستر، مينفعنيش أنا هـروح ألبس حاجه من عند خالتي زيـنات "..
قـالت حنـة بآسي:
" وأنا شوفيلي إسدال، مينفعش ألبس كدا وعيسى موجود "..
" ماشي يا حنـة أنتي عندك حق، بس أنتي يا فيفي مالك ما البيجاما حلـوة عليكي اهي!! وبعدين ما تحبي الستر دي حاجه جميـلة بس أنتي في بيتك يعني "..
أجابتها فردوس بإبتسامة:
" ماشي بس أنا لسه مش متعـودة و كمان بقولك أنا تخينة عنك و أنا بحب اللبس أوفر سايز... "..
" طيب بصي عندي كذا فستان بيتـي نقي اللي يعجبك "..
" أخجـلتيني بكـرمك والله "..
ضحـكت حنـة علي أختهـا حتي دمعـت عيناهـا وأتجـهت لها تضمهـا دون مُقـدمات فربتت فردوس علي رأسها بإبتسامة تقول بمرح:
" قد اي أنا أخت حنـونة، للدرجـادي متقدريش تعيشـى من غيـري، يا تري مين كان بيحميكي في غيابي "..
" الدكـتور خالـد، بجد هو أكتر شاب محترم قابلتـه، مهذب بجد "..
سألتهـا فردوس بخبث:
" مهذب.. أمممم، ومال عينك بتطـلع قلوب كدا!! "..
قـالت حنة بصـدمة:
" قـلوب اي أنتي عبيطـة!! لا طبعـا يا فيفي بطـلي جنـان"..
نـظرت لها فـردوس بشـك و زمرد بجهـل بينمـا صاحت حنة بغضـب:
"والله ما فيه حاجه هو أنا لحقت أعرفه أساسا!!! همـا كلهم علي بعض كـام يـوم، ما أنا ممكن أقول عنك نفس الكـلام"..
تعـالت ضحكـات فردوس تنـظر لأختها بسخرية وأجابتها بحنق:
" منتصـر دا لو يطـول يخنقني كان خنقني من زمـان، وبعـدين أنا حكيتـلك إنه شوية وهيولع فيـا، أنتي يا حبيبتي اللي كنت بتتعـاملي ولا كأنه خايف عليكي بجـد، وأنتي بتتكلمي عنـه بؤبؤ عينـكي يبقي قد كدا، إنما منتصـر دا اللهم احفظنـا، هو لولا بس حركة الجدعنة اللي عملها معايا لكنت زمـاني اتبليت عليه وقايلـة لعيسـى إنه اتحرش بيا "..
اقـتربت زمـرد تقـول بشفقـة:
" عيسى مكـانش هيصدقك أساسا لأن منتصـر دا كـان بيعشق مراته وهي لسه متوفية أول الأسبوع "..
نظـرت فردوس تجـاهها بصدمه تقول بحـزن:
" لا حول ولا قوة إلا بالله، يعـني هو في عز حزنـه وتعبـه كان بيحميـني؟! يا ربي قد اي كنت بايخـة معاه!! "..
ربتت حنة علي ذراعهـا تقول بهدوء:
" يا حبيبتي هو أنتي يعني كنتي تعـرفي، ربنـا يصبـره ويرزقـه باللي تعـوضـه "..
نـظرت لهـا فردوس لدقيقـة قبل أن تُجيبهـا بـهدوء:
" ربنا يصبـره، أنا هـاخد الهـدوم وأروح أخد الشاور "..
تحـركـت فـردوس للخـارج بينمـا استأذنت حنـة لإستخـدام الحـمام الخـاص بغـرفـة زمـرد..
وقفت زمـرد تضـع الثـياب بمكـانها وشـردت بعيسـى لتتنهـد بحـزن وهي تفكـر ما يجب عليها فعـله ليُسامحهـا، تحـركت بيأس تجـاه غرفتـه وفتحـت الباب لتجـده علي فراشـه يُحــاول النوم فدلفـت ثم جـلست بجـواره فأعتدل ينـظر له بملامح جامده...
" أنا آسفـة يا عيسـى، اعتبـرني عيـلة... أو اعتبرني بنتك وغلطت وأنت فهمتها الصح "...
نجحـت في إستمـالة قلبـه هذه المره فـلم يغضـب بل قـال بهـدوء:
" أنا محبش أبدا حـد يعرف اللي بينـي وبينك يا زمـرد، بصـي أنتي مـراتي و أنا معـجب بيكـي، اه أكيد معجب بأدبك وأخلاقك و إنك قـريبة من ربنـا و إنك محتـرمة، ومعجب بيكي ك سـت زي القمـر... الحقـوق بقي والواجبـات وكـل الكـلام دا أنا حاطـه في مكان بعيد، بعـد فترة... إحنا منعـرفش اي حاجه عن بعض أصـلا، والإنجذاب اللي بينا ممكن يـروح في أي لحـظة، طيب ليـه أنا أخدت أميـال وأنتي خطـوات لإنك ببسـاطه بشكل حرفي فتـاة أحلامي.. اه والله مش بهـزر، أنا عارفك و عارف شكـلك من قبـل ما اقابلك، شايف الخصله البيضا اللي في شعرك وحاببهـا من قبـل ما ألمسها في الحقيقـة، أنا حـلمت بيكي كـتيـر و صدقيني أنا مش فاهم تفسير دا اي.....أنا شوفت شعرك قبل كتب الكـتاب لكن وشك كـان بعـده فأنا كنت مصدوم برغم كل شئ، علشان كـدا أنا مش حاسس انك غريبـة، مش حاسس انك أول مرة تكوني جمبـي، هو دا السبب... مش علشان براوغ ولا حاجـة ولا الكـلام اللي صاحبتك بتقـولـه، أنتي جيتي كمـلتيلي حيـاتي بوجـودك، و زي ما قولتلك كمان قبـل كدا أنا مكـونتش ضد الجـواز علشان متعقـد أنا بس علشان الجواز مسئوليـة حابب أكون قدها، ولما جيتي بيـتي أنا حسيت إني مستعد للمسئولية دي "..
" هـو أنا المفـروض أقولك اي بجـد بعد كلامك دا!!؟ بجـد أنا عمري في حيـاتي ما قابـلت حد زيك، يتمشيلك مليون خطـوة يا عيسـى "..
" يـاااه، كدا الواحد ينـام وهو مرتاح البـال "..
" بس بـردو علفكـرا دا مش معناه إني مش زعلانه إن في أول جـوازنـا بيحصـل كل دا و مش عارفيـن نخرج سوا، أنا بحب الخروج والله واتحرمت منه كتيـر بسبب الزفت اللي اسمـة كريم المجـنون دا "..
" اهو مرمي في المخـزن بتاع الشركة لحد النهاردة "
" ابعـتـه مصحـة دا مجنـون بجد مش طبيـعي، أنا ملحقـتش أكمـلك اصـلا عمايـله بسبب كـل اللي حصل معاك "...
وبـرغم أنه تقـريبا أخذ تقـريرا مفصلا عن حيـاة ذلك الشاب إلا أنه أراد سماعهـا فقـال بإهتمام:
" يلا إحكيـلي "..
" أخر حـاجة قـولتهـا لما معـرفتش أهرب منـه ورجـع تـاني ربطـني في الأوضـة، ومكـانتش المشكـلة في كدا أنا فضـلت مربـوطة طـول الليـل لحـد ما سمعـت صـوت تنهـيدات قـويـة، حد بيعيـط و أنا طبعـا واثقـة إني مفيش غيـري في المكـان، خوفت أوي ساعتهـا وأنا مش فاهـمة و حاسه بالخطر حواليا و المشكله إني مربوطـة مش هعـرف اساعد نفسـي لا منه ولا من أي خطر تـاني، هو كان خرج وقفل عليـا، الأوضـة كان فيهـا كرتونـة كبيـرة وفجـأة لقيتها بتتحرك، الموضوع اتحـول من فيلم اكشن لفيـلم رعب، يمكـن علشان انا بحكيـلك كدا بإستهزاء شويـة بس أقسملك إني كنت بتشـاهد وخلاص يا حاجه هتهجم عليا وأموت يا همـوت من الخوف "..
" مش ندمـان إني خليت رجـالتي يروقـوه.. كمـلي "..
" الكـرتونـة إتقلبـت و خرجت منهـا بنـت في نفس سنـى تقـريبـا، فقـولت هو مهوس بيها وبيا في نفس الوقت ولا هو بياخد كل واحده يتهوس بيها شوية ولا اي؟!!! "..
فـلاش باك..
" أنتي ميـن!! "..
" أنتـي اللي ميـن؟! "..
" أنا مخطـو'فـة، المجنون دا خط.فنـي، هو اللي عمـل فيكي كدا؟! أنتي كمـان مخط.ـوفة!! "..
" أنا اخته "..
" هو اللي عامل فيـكي كدا!!!! "...
" كـريم عقـله مش متـزن، أنا حـاولت أمنعه قبـل ما يخط.فـك ف عمـل فيا كدا، بس هو والله مش واعـي، صدقيني هو عقليا مريـض "..
" أنتي كـدا بتطمنـيني يعنـي!! هتعـرفي تخرجينـي من هنا ولا لا!! "...
" كـريم بيبقي واخـد حذره كـويس أوي، بس لازم تحـاولي تهربي "..
" يعني اي بيبقي واخـد حذره!! ليـه هو عمل كدا قبـل كدا!! "..
" اه.. أنتي رابـع بنت "..
" أنا اللي هربتـهم.. هو مش هيأذيكي بس مش هتعـرفي تخرجي بسهـولة من هنا "...
" الأول كنت بخـرجهم من غير ما يعرف بس لما كشفني عمـل فيا كدا أنا كمان... هو بيخـرج الساعـة أربعـة بعد العصر دايما في نفس المعاد و دا الوقت الوحيد اللي هنعرف نمشي فيـه من هنا "..
" يـعني هبـات هنا!! "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" للأسف ايوا، ويمكن تفضلي كام يوم علي ما نعرف نخرج "..
" مفيش اي تليـفون!! "..
" لا "..
بـاك..
سألها عيسي بإهتمام:
" و فضلتي بايتـه هناك!! "..
" اه.. مكانش في حل تـاني "....
" طـب وبعـدين!! "
كـادت تتحـدث ولكن قاطعـها دقات عاليـة علي باب الغـرفـة فخرجـت لتجـدها والدة عيسـى تقـول بهـدوء:
" يـلا أنا عمـلت الرز واستـوي، جهزي السفرة بقي انتي والبنات "..
" ماشي يا ماما تسلم إيديكـي "..
اقتـرب منها زينـات سريعا تسألها بفضـول:
" اتصالحـتوا؟! "..
اومأت لهـا زمرد بإبتسامـة واسعه فضحكت زينـات بخفة تقول بسخرية:
" حماس الشبـاب، يلا ربنـا يهدي سركـم يا حبيبتـي "..
تحـرك عيسـى للخـارج يتجـاوزهم ينظـر لوالدتـه التي قـالت بضحك:
" شوف الواد بيبصلي ازاي مش عاوزني اعرف عنكم حاجـة!! "..
ضحك عيسى بسخرية والتفت لهـا:
" لا وأنتي يا ماما بيستخبي عنك اي معلومه، دا انتي زينات بردو "..
" اه يا حبيبي زينـات مش عاجباك ولا اي "..
" لا لا مقـدرش أقـول كدا طبـعا، يلا أنا هروح أنام "..
قاطعته زمـرد:
" لا أنا هحط الأكـل متـنامش، عـلشان هننزل نشتـري الحاجات بـردو "...
تـابعهـا عيسـى بإقتضـاب فهو حقـا يكـره مرافقـة أي إمرأة عند التسـوق، يري أن أمـورهم دائمـا تحتاج لتفكيـر شاق ومجهـد، بالنسبة لـه فهو يخـتار ثيابه ويبتاعهـا في دقائق معـدودة، قد تبدو متشابهـه في أغلب الأوقات ولكنـها تُعـبر عنه، عن ذاتـه وشخصيتـه...
بـعد الإنتهـاء من تنـاول الطعـام، بـدل الجميـع ثيـابهم وبالطبـع انتظـرهم عيسـى في السـيارة لأكثر من خمسـة عشر دقيقـة ويعتبـر ذلك في عداده الزمني وقتـا طويـلا للغـاية يجعـله يغضب عليـهم ولكنه عنـدما رأي حمـاس أختـه ابتسـم بهـدوء و تحـرك بالسيـارة وسألهم:
" ها حابيـن مكـان مُعيـن!! "..
أجابتـه فـردوس بحمـاس:
" اي مكـان مش فـارقة المهم يكـون حاجـة عليها القيمة كدا، احنا دلوقتي بقينـا عايشين في الزمـالك يعني.. وكمـان عاوزة موبايـل دا لو مش هخليك تعلن إفلاسك النهـاردة يعني "..
ضحك عيسى بخفـة يقـول بإبتسامة:
" فـلوسي كلها تحت أمرك يا أنسـة فردوس "..
أجابتـه بإبتسامة واسـعه:
" المـقربيـن منـي بيقـولولي يا فيفي "..
" وأنا من المقربين؟! "..
" طبعا دا أنت الشق.. الروح بالروح يعني "..
سألها عيسى بصدمه:
" شق!! "....
................................................
ربمـا تظنهـا النهـايـة سيـدي، ولكنها الحيـاة، تتأرجح ما بيـن سعـادة و شقـاء، أخذ و عطـاء...
إقتـرب خـالد يجـلس بجـوار أختـه المتمدده علي فـراشهـا بمـلامح بـاهته إثـر ما مرت بـه، ثـلاثة أشهر من الحزن، الهروب، العمـل الشاق، بـداخلهـا جنيـن من مُجـرم قت.لتـه هي بنفسـها، لا سـلام أو أمان بداخـلها، حتي عـادت لها الحيـاة لتفتح أبوابهـا من جـديد..
عاد أخيهـا و سيعـود والديهـا و أصبح لهـا زوجـا أمامهم جميعـا و بعـد أشهر قليـلة سيصبح زوجهـا بشكـل رسمـي كما وعدها....
" ربنـا يعوض عليـكم "...
سـألته زيـن بتعـب:
" بـابا هيجـي إمتي؟!! أنت قـولتله يا خـالد؟ "..
هز خـالد رأسـه بنفـي و وضـع يده خلف ظهـرها يُسـاعدها علي الجـلوس:
" لا مقولتلـوش، وبصـراحة قلقـان من رد فعـله يا زيـن.. أنا بصعـوبة قدرت أتفهـم اللي حصل، مش عارف بقي هو هيقدر ولا لا.. بس أنا معـاكي وهنعـدي الفتـرة دي سـوا "...
" حياتنـا ممكن تـرجع زي الأول؟! "
"قـادر ربك يخـرجنـا من المحـنة دي، خـلاص كل حاجه خلصـت يا زيـن والقصـة انتهـت و هنبـدأ حياتنـا كلها هنا من أول وجـديد و هنسيبهم بقي هناك يضـربوا دماغهم في الحيـط علشان العـادات الغلط دي هي اللي فرقتنـا طول الوقت دا، أنا كـل اللي عـاوزه منك إنك تهتمـي بصحتك و بحيـاتك الجـديدة مـع سليـم و تنسـي يا زيـن"..
اومأت برأسهـا وهي تبـكي فضمهـا خالد بآسي بيـن يديـه يُخبرها بصوت أقرب للهمس:
" أول ما تستقـر أموري هنا هـنروح لدكـتور نفسي، موافقه؟! "..
هـزت رأسهـا من جـديد تُخـبره بموافقتهـا فربت علي رأسهـا بحنـان، بنفـس اللحظة دلف سليـم وهو يحمـل بعض الأوراق بيده لـيري حدة الموقف فقـال بصدمه:
"خيـانه!!"..
نـظر له خـالد بضـيق بينمـا ابتعـدت زين تمسـح دموعهـا واقتـرب سليـم يجـلس علي الجهـة المقابـلة لخـالد، يشـعر بأنه مفترض بأن يُلقي بعض الكلمـات الآن...
" متـزعليش نفسـك.. بكـرا ربنا يكـرمنا و.. و بعدين احنا كنا عارفيـن ان الحمـل ضعيف لسه وقدر الله وما شاء فعـل.. احنا هنرجـع البيت وهترتاحي وهتبقي كويسـة "...
بـرغم أن حـديثـه كان جيـدا ولكن لم يشعـر خالد بالراحـة تجـاهه، ربمـا بسبب طـريقة زواجـهم لا يحمـل الإثنين حبـا حقيقيـا تجـاه الأخر، ربمـا مجرد إمتنـان ورد ديـن...
" بقـولك اي ما تسيب زيـن معـايا الفترة دي وبردو علشـان ماما تاخد بالهـا منهـا، اسبـوعيـن كدا ولا حاجه "..
أجابه سليـم بحيـاديه:
" اللي زيـن حباه..بس هو أصلا أنتم هتقعـدوا عندي في الشقـة "..
" لا.. أنا مأجر شقـة أصلا في نفس العمـارة بتاعـة عيسـى و اتفقـت معاه من شـوية.. "..
" يعنـي اي يعنـي أنا هتكـلم مع أبويا عبد الشافي "..
" والله لتقعد ساكـت علشان أبوك عبد الشافي أساسا مش هيبقي طـايق يبص في وشك.. اصبر خلينا نعـدي الموقف دا علي خيـر بقي "..
" علي رأيك.. ربنا يستر "..
قـالت زيـن بهدوء:
" أنا هـروح مع خـالد "...
قـال سليـم بسخـرية:
" شوف باعتـني في أول لحـظة إزاي؟! خلاص يا ستي روحـي معاه بس همـا إسبوعيـن بس، هجيلك كل يوم بعد الشغل اتطمن عليـكي وأروح "...
ربما كلاهما يحتاج لفترة الأءبوعين تلك لإعادة ترتيب أولوياتـهم.. في النهاية لا يعرف الإثنين بعضهما ولم تراه زيـن من سنوات طويلـة ويكفيها ما مرت بـه ليأتيها الآن زواج وزوج لا تقبل بهما، عليـها الإستعداد للأمر تفسيا وتهيئة ذاتهـا..
..............................................
" الله حلـوة أوي البيجاما دي يا فيفي هاتيها "...
" لا أنا بحب الحاجات الأوفر سايز، الحاجات الملزقة دي متعجبنيش"..
"دي كيـوت أوي والله هتبقي حلـوة عليكي"..
تسألت حنه بهـدوء:
" حاسة المكـان هنا أسعاره غـاليه أوي، أنـا بقول كفاية كدا "...
أجابتها فردوس بضحك:
" رخيص ولا غالي، أنتي أصلا همـا بيجـامتين اللي أخدتيهـم "...
هي بالفعـل تشعـر بالحرج، برغم أنها تملك ما يكفي من المـال لشراء ما تحتاج الآن ولكن كان رفض عيسـى واضحـا من البدايـة...
اقترب عيسـى يقف بجـوار زمـرد يري ما تحمل ليهمس لها:
" حلوة البيجـاما هاتيها "..
نظـرت له ثم رفعـت الملابس تُجيبـه بتفكير:
" حـلوة بس أنا عندي الاستـايل دا "...
" يا سلام؟! اومـال فيـن بقي مشوفناش حاجه ليه؟! "..
أجابته بحرج:
" مهو أنا بتكسـف، أصلا طـول عمري بلبس حاجـات زي دي في البيت بس دلـوقتي بتحرج "..
سألها بدهشه:
" طـول عمرك فيـن؟! في بيت أبوكـي مع اخواتي!! "
أجابته بتـوتر:
" لحـد بدايـة الجامعـة كدا بقيـت ألبس واسع "...
نـظر تجـاهها بضيق وغضـب حـاول التحـكم بـه أمام نظراتها الخائفـة تبتسـم له بخـفوت لتزيـل التشاحن بينهـم تقول ببراءة:
" لو عاوزني اخـدها هاخدها "..
قال بضيق:
" وعلي اي تركنيها مع اخـواتها.. أنا هروح أتجوز عليكي احسن "..
ضحـك بسخريـة وهو يتحـرك مبتعـدا للخـارج من جـديـد فظـلت مكـانها تنـظر للفتيـات بآسـى حتي انتهـوا من الشـراء ثم وأخيرا إنتهـوا من التسـوق فقال عيسـى بتعب:
" يـدوب بقـي، هنشتـري التليفـون لفيفي و نشتـري أكل ونروح علشان منتصـر هيتعشي معانا النهـاردة ".....
تحـرك عيسـي وخـلـفه فردوس تبتسـم وهي تحمـل الحقـائب وخلفـهم حنـة وزمـرد الذي تابعـت بقية اليوم بصـمت وهي تُفكـر بأمر ما آثار الذعـر بداخـلهـا..
وأخيـرا عادوا للمنزل بعـد ساعات من التسوق.. إلتقـي عيسـى بخـالد أمام الباب الخـارجي للمبني السكـني الخاص بـه و بداخل السيـارة كانت تجـلس زيـن بالخلف وسلـيم الذي فتح البـاب ثم إتجـه يُلقي التحيـة..
" عـاوز المفتـاح يا عيسـى بعد إذنك "..
أخذه عيسى وتوقف بـه بعيدا عنهم يسألـه بتعجب:
" مش قولت هتقعـد عند سليم لحد ما حد يجي ينضف الشقـة! "..
أجابه خـالد بتعب:
" أهلي خلاص علي وصـول و كمـان زيـن خسرت الجنين بسبب الضغط النفسي اللي حصـل فأنا هخليهـا معانا هي لما هتكون في وسطـنا هتكـون أحسن.. مش مشكـلة أنا بكـرا الصبح هشوف حـد ينضفهـا "..
" لا خلاص متشغلش بالك، انا كدا كدا كنت هشوف حد للشقة اللي قصادك هتقعد فيهـا حنة و فيفي فهخليهم يبعتـوا كذا حـد.. إطـلع وأنا هحصلك بالمفتـاح "..
" شكـرا يا عيسـى علي وقفتك جمبي "..
" لا علي الشكـر فأنا كدا هشكـرك علي حاجات كتير يا صاحبـي بس أنا بقول مفيش بينا الكـلام دا، اطـلع يلا وخلي بالك من اختك "..
" تسـلم يا صاحبي "..
تحـرك خـالد للداخـل يُسـاعد زيـن علي الصعـود و بالخلف تحرك سليم يحمـل أغراضهـا..
تابعتـه حنـة بإضطـراب وضيق فهـو لم يُلقي عليها التحيـة حتي!! لم تعـلم بأنه سيسكـن معها بنفس المبنـي فلم يُخبر عيسـى أحد بالأمـر، تفاجأت قليلا ولكن بداخلها جزء يشعر بالراحة وربما السعادة الخفية أيضا...
بعـد دقائق من وضع الطعام علي السفرة وأخيرا رن جرس الباب معلنا عن وصول منتصـر فأستقبلـه عيسـى الذي يعلم بأنه ربما لميتناول الطعام من ساعات ولن يتركه هو لوحدته والجلوس للبكاء، ربما يرى البعض ان اسـلوب عيسى خاطئ ولـكنه خير من يعلم صديقـه..
بالطبع كانت والدة عيسى في قمة ساعدتها لرؤيتها لإبنها الذي لم تولـده يجلس جوارها علي طاولة الطعام فوضعت أمامه ما يُكفيـه لأيام ربما تتابـعه أعين كالصقر تتربص لكل حركاته، للمرة الأولي تري ذلك الحزن التي غفلت عنه من البداية، ربمـا أحب زوجته كثيـرا.. كم كانت محظوظة تلك الزوجة!! كثيرا ربمـا..
ضربتهـا زمرد بخفه في قدمها لتُبعـد عينيها عن منتصـر وعيسى يتابـع ما يحدث بهدوء شديـد، هو بداخله يتمني أن يتزوج منتصر بأخته فهو لن يأمن لها مع أحد مثـله ولكنه مؤمن بالنصيب، النصيب نفسه الذي جعل زمرد زوجـة لـه..
"متغيبش عـني يا منتصر ابقي تعـالي واسأل عليا"..
" حاضـر يا خالتي.. يـلا سـلام "..
وهـا هو يعـود لمنـزلـه، جلس عيسـى بجـوار والدتـه و أختـه الشـاردة و قد تركـتهم كلا من حنـة و زمرد منذ قليـل....
رن هاتفـه فنـظر ليجـدها زمـرد فتعجب لذلك ثم تحـرك لداخل غرفـته ليجـدها تقف بإنتـظاره فسألها بدهشه:
" في اي!!! "..
" شايف الصورة دي!! "
"دي جثة مين دي!!"
"دي جثة واحد اتجوز علي مراته"..
فتح عينه بصدمه ثم تعالت ضحكاته وهو يقترب منها يسألها بخبث:
" طب واي علاقتنا بيه!! "
" أصل صورتك هتنزل جمب صورته قريب لو كررت اللي أنت قولته دا "..
ضحك عيسى من جـديد وهو يسحبهـا تجـاهه يسألها ببراءة مصطنعه:
" وهو أنا قولت كـدا ليه؟! عشـان عرفت إن ولاد عمك اللي هما اخواتي عارفين شكلك وحافظيـنه كمان "..
" أنا قولتلك أنا مش منتقبـة من كتيـر، وبعدين دول زي إخواتي مينفعش تغير عليا منهم "..
" طب ما حنة زي أختي "..
" اه حنة اللي أنت كنت نـاوي تتجوزها "..
" كانت لظروف معينه، قـوليلي بقي كنت بتتصلي بيا عشان كدا بس!! "..
" لا علشـان في حاجه عاوزة أقولهالك، بصـراحة كدا.. في شـاب.... يعنـي.. هو "..
سألها بحده:
" شاب مين؟!!!!! "..
" في شـاب إسمـه عيسـى وأنا بصـراحه كدا معجبـة بيـه، هتسـاعدني أقوله؟! "..
ابتسم بخبث يُجاريها في الحديث يقول بتفكير:
" امم... رأيي خليـكي دايـركت وقـوليهاله في وشـه علطـول، وهو مستحيـل يرفض بنت زي القمـر زيك كدا "..
ابتسـمت زمـرد بخجـل فأقتـرب عيسـى منها ولكن قبـل أن يتمـادي في الأمر انتفض علي صـوت طرقـات عاليـة علي بـاب منـزله فخـرج سريعـا ليجده منتصـر قد عـاد من جـديد:
" في مصيبـة يا عيسى "...
ويتبـع...
آية محـمد..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" في مصيبـة يا عيسى.. أبـوك مش نـاوي يتهـد!! بكـرا عـاوز يهـرب مجموعه من البنات بـرا مصـر و... لازم نتحـرك دلـوقتي علشـان في حاجه كمـان "..
اشتـدت عروقـه و تغيـرت ملامح وجهه الهادئـة لتُصبـح أكثـر جـديـة، تحـرك للداخـل ليُبـدل ثيـابـه ثم خـرج سريعـا يقـول بنبـرة أمر:
" فيـفي.. محـدش يخطي بـرا باب البيـت "..
أومـأت فـردوس التي وقفت في الزاويـة تستمتـع لما يحـدث ثم إنتفضـت علي صوت إغـلاق عيسـى للبـاب، أصبحت الأجواء مضطربة ومتشاحـنة فأرتصت الثلاث فتيـات بجـوار بعضهـن البعض و أمامهـم زينـات التي قالت بتعب:
" حسابه مع ربنـا هيكون عسيـر، قومـوا يا بنات نـاموا بلاش شد الأعصاب دا "..
انتهـي اليوم المُرهق وأخيـرا، ربما بتلك الفترة أصبحت أيامهم جميعهـا مُرهقه و لكنهـا بالنهاية أيام و تمـر..
كان الليـل طويـلا بـعدما انتظـره الجميـع لينعمـوا ببعض الراحه والسلام وجدوه كغيـره لم تغـفو أعينهم حتي..
خالد، زين، عيسى، زمرد، منتصر، فردوس و حتـي حنة، كان النائم الوحيد بتلك الليلة هو سليـم فبرغم كـل شئ سيئ حـدث فإجهـا'ض زين أزال الكثير من العقبـات أمامهـم....
هـو بالفعـل يُحبهـا.. زيـن.. ولكنه عندمـا أخبرها بذلك كـان استمتـاته منه لإقناعهـا بالمثول لرأيـه فهـو يرغب حقـا في مساعدتهـا، يكفيـه ما رآه والده" عبد الشافي " من الآسي مع ابنته الأكبر، ذلك الحادث الأليم و وفاتها بعـد ذلك، يكفيـه ذلك الرجـل من الألم لن يدعـه يتألم من جـديد، في النهـاية زين ليست فتاة سيئة بل هي أكثـر من رائـعه فقط ما تمر به هو السئ، يحبهـا ولكن لأجـل ما فعـله والدها معه، حب إنسـاني...
في الصبـاح البـاكر...
كـان كـلا من عيسـى ومنتصـر الشارد بجـواره علي مقـربه من منطقـة حصـار الفتيـات المفترض خروجـهن بعـد نصـف ساعـة، خلفهـم عدد كبيـر من الحراس ثم انضـم بعـدها قـاسم وعدد من رجـال الشرطـة...
ثم وأخيرا ظهـر المُخبر الخاص بهـم وقـد وضعه عيسـي بيـن رجـال والده ليمدهم بالمعـلومات المطـلوبة...
فاق منتصـر من شروده يسأل عيسى بملامح جامده:
" هتحبس أبوك! "..
قال عيسـى بسخريه:
" أنا معرفش يعني اي أب "..
أقتـرب قاسم من عيسـى يقول بجـديه:
" سيبلي الأمور من هنا يا عيسـى "...
سأله عيسى بتجـاهل:
" قدرت توصـل ميـن اللي وراه! "..
أجابـه قاسم بتعب:
" من إمبـارح وأنا بحـاول، كل اللي وصلتله إنه راجـل خليجـي تقيـل، ملهـوش أي سجـلات تبع الداخليه، بيجي مصر كل فتـرة تحت مسمي السيـاحة ".....
" وإزاي بيقـدر يخرج البنات!؟ "..
" يا عيسى هو شغال علي الخفيف، بياخد بالخمس أو ست بنـات بس بجـوازات سفـر مضـروبة.. بس علي الهادي كـدا علشان محدش يكشفـه "..
" مهـو سته الشهر دا و سته كمـان شهـرين يعني دي مهـزله بتحصـل وللأسف أنتم نايمين علي دماغكم يا حضرة الظابط.. أنت بتعمـل اي!! أنا اللي بوصل لكل حاجه وأنت مكـانك قاعد!! "..
" يعني اي قاعد مكـاني!! الجر'يمـة مبتنتهيش يا عيسى ومبتخـلصش، في اليوم اللي بتخلص فيه من كيـان بيظهـرلك كيـان غيـره.. الضلمـة في البلد اكتر من النور يا عيسى بيـه و بعـدين أنا لسه ماسك القضيـة من يوميـن بس واللي أنت عملته هو جـزء من مهمـتك مع الشرطـة اللي أنت بنفسـك اخـتارتها من سنين "...
تقـدم منتصـر يقف بينهـم يقـول بحده:
" مش وقتـه الكلام دا.. خلـونا نركز علي اللي إحنا جايين علشـانه "..
تـوقفـوا عن التشاحن و أنتظـروا لدقائق حـتي استطـاعوا رؤيـة أحـد الأفراد من علي مسافـة بعـيدة يتحـرك لخارج ذلك المبني الذي وضعـت به الفتيـات...
تحـرك عيسـى ومنتصـر برجـالهم وبقي قـاسم ينتظـر اللحظة المنـاسبة لهجـومه الأخيـر...
كم كـانت تلك اللحظة قاسيـة علي عيسـى ولكنه لم يستطـع سوي الشعـور بالغضـب والكـره الذي كتـمه بنجـاح في داخـله واظهر البرود التـام وهو يقف امام والده يقول بسخريـة:
" مجـدي!! مالك كدا متلهـوج لتكـون بتعمـل مصيبه؟! "..
نظـر مجـدي تجـاه عيسى بصدمـة فتلك هي المره الأولي التي يلتقـي بها ب عيسـى منذ سنـوات طويـلة، اللقـاء المنتظـر بين الإبن وأبيـه قـد آتي وآخيـرا...
" عيسـى!! أنت اي اللي جـابك هنـا! مش عملت اللي أنت عاوزه وخـدت أختك! "..
" فضـلت عمري كلـه بتجنبك علشـان لحظـة ما هشوفـك مش هعرف ارجع عن قـراري إني أربيـك، خـلي الكل يشهـد بقي عن إبن هو اللي هيعاقب أبوه عن كل عمايله السـودا سواء فيـه، او في اخواته التلاته أو في كل ست اتجـوزها ورمـاها أو في اللي عملته في حنـة واللي أنت عاوز تعمـله وتكرره تاني مع كل بنت من دول!! "..
ضحـك مجـدي يقـول بسخـرية:
" أو في اللي هعمـله في فـردوس!! مش تبـارك لأختك يا عيسي، لسه مكتوب كـتابها من نص ساعـة "....
أجابه عيسـى بسخـرية:
" و دي تفوتنـي بردو يا مجـدي!!! ما أنا عارف يا جدع و عارف كمـان إن رجـالتك دلوقتي وصلوا شقتـي، متخافش في هناك اللي هيقوم معاهم بالواجـب و يسقيهم شـربات كمـان "..
برغم غضب مجـدي إلا أنه أجاب بثقـه:
" والله هتخبيهـا مش أنا اللي هجيبها يا حبيبي، جوزها اللي هيجيبهـا بالقـانون، عـادي أنا أبوهـا ويحقلي أجوزها "..
" ابقي إقرا في القانون الأول يا مجـدي وبعدين ابقي تعـالا كلمني "...
ظل مجـدي يُراوغـه حتي يستطيـع حراسه تهريب الفتيات من باب خلفـي ولكن كـان قاسم في استقبـالهـم وتعـالى صـوت تبادل النيـر'ان وعلي اثـره رفـع مجدي سلا'حه بوجـه عيسى...
" صدقني انا ورايا ناس تقيلة أوي! "..
" وراك ميـن! الشيـخ صبيح اللي جوزت بنتـك لإبنه، متقلقش هما الإتنيـن دلـوقتي مقبوض عليهم وقريب هتشرف معاهم في ابو زعبل، يلا بقي نـزل السلاح دا بدل ما تلبس قضية قت.ل لإبنك الغير شـرعي و تبقي فضيحتك بجلاجل علي كل لسان، مش مقامك يا جدع تموت مشنوق بعد كل دا "...
صاح مجـدي بحنق:
" مش هسيبك يا عيسـى، والشيخ صبيح مش هيسيبك وأوعي تفكر إن قضية تافهـه زي دي اللي هتقعدني في السجـن، بكرا أطـلع وكـله هيجي علي أختك في الأخر "..
ابتسـم عيسى يقول ببرود:
" هنشوف يا مجـدي، صدقني فردوس أنا خبيتهـا ورا سـور كبيـر أوي، لو راجـل وريني هتوصلها إزاي "...
تحـرك عيسـى وأخيرا من أمامه بينما أقتربت رجـال الشرطـه وقيـدوا مجـدي ومن معـه لينتهـي أمره بالذهاب للسجـن...
قال عيسي بتعـب:
" عـندنا اجتماع في الشركة كمان ساعـة.. متتأخرش ثانية واحدة "...
أومأ منتصر بهدوء:
" أوامرك يا قائد.. ".
......................................................................
" البـاشا بعتنـي أرجعـكم الشقـة، بس هو قالي لو حابين تفضـلوا في القصر براحـتكم "..
أقتربت زمرد تسأله بخـوف:
" هو عيسى كويس؟ "..
قال الحارس بإحترام:
" أيوا يا هانم متقلقيش، العصابة إتقبض عليهـا والباشا اتحرك علي الشـركة، وقالي ابلغـكم بالرسالة دي "..
قالت زينـات بهدوء:
" إحنـا هنرجع الشقة يا ابني "..
" أوامرك يا سـت هانم .. هستنـاكم "..
تحـرك الحـارس للخارج فعادوا للجـلوس من جـديد كمـا فعـلوا طوال الليل بجوار بعضهم البعض تواسي كلا منهما الأخري....
أقتربت زمـرد من فردوس تُمسك بيدهـا:
" لعلـه خير يا فردوس، المهم إنك بخيـر يا حبيبتي ولحقنا الموضـوع، متتعبيش نفسك وسيبي أمورك لله "..
كانت فردوس شـاردة فرفعت عينيها بتعـب تري الجميع يواسيها هي التي اعتـادت علي رسمة البسمه علي وجوه من حـولهـا، تجولت بعينيها في صالة القصر الواسعه تـقول بحنق:
" يعني عيسى عنـده القصر دا كـله ومقعدنا في الشقـة دي! "..
ضحـكت زمرد ثم أجابتهـا بحنان:
" المكـان ميهمش في حاجه، المهم إننا مع بعض يا فـيفي، وصدقيني الشقـة مريحة أكتر من القصـر بكتيـر، يـلا قومي نروح ننـام كلنـا تعبـانين "..
" بقـولك اي يا زمرد بمـا إنك تعـرفي إخواتي التانيين ممكن تكـلميهم عاوزة أشوفهم "...
" حاضـر عيوني ليـكي، يلا قومي"..
ثـلاثة من السيـارات المليئـة بالحراس المدربين علي أعلي مستـوي، أمامهـم سيـارة وخلفهم سيـارتيـن، كل ذلك لأجـل حميـاتهم...
شعـور رائع هو، العـودة للمنـزل..
خطـت فردوس للداخـل وألقت جسـدها المُرهق علي الأريكـة تتخذهـا فراشا للنـوم، فأغلقت زينات الأضواء وتركتهـا لترتاح، بينمـا ذهبوا بقيتهم لغرفهـم...
في الطابق العـلوي كانت عـاملات النظـافة تعمـل بكـل جهـد لتنظيـف الشقتيـن.. كانت بدايـتهم في شقـة فردوس و حنه كمـا طلب منهم خـالد فهو الآن في وضـع لا يُحسـد عليـه....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
"بـابا ارجـوك أنت مقولتش أي حاجة من ساعة ما وصلت، قـولي بتفكـر في اي!!"..
قـال عبد الشافي بتعب:
" الناس هتقول أختك هر'بت مع واحد يا ابني "..
" نـاس مين يا بابا!! خلاص إحنا مش هنـرجع تـاني الأقصـر ولا بلـدنا، وحياتنا هتبدأ من هنا، من المكـان دا.. أنا كلها إسبـوع وهمضي عقد إيجـار الشقـة مع عيسـى، و زيـن هترجع لبيت جـوزها و حياتها بس بعد كام يوم لحد ما نفسيتها تتحسن من اللي حصـل، سليـم قالي إنه هيحـاول ياخد أجـازة أول ما ترجعـله البيت.. صدقني كـل حاجه هتكـون كويسـه "...
قال عبد الشافي بحيرة:
" أنا كنت شايـل مبلغ لجـوازة إخواتك البنـات يا خالد، خد نصـه حطه بإسم زين في البنك و النص التـاني هفتح بيـه مكتـبه علشان اساعدك في المصاريف "..
" فكـرة حلوة أوي يا بابا، انا هاخد خطـوة في الموضوع دا ولو عـليا متقلقش ان شاء الله هشتغـل بردو قريب في مستشفي كـويسة.. بس دلـوقتي زين محتاجـاك أوي يا بابا، إدخلها طبطب عليها وقـولها كلمتين "..
أومـأ عبد الشافي بـرأسه وتحرك للداخـل وخـالد خلفـه، بالطبـع لم يُخبـره بأمـر القـت.ل وإلا لفقـد والده اعصابه بالكـامل، اكتفي بالتفاصيل القليـلة فقط...
كـانت علي الفراش، في احضان والدتهـا التي تشبثت بهـا فهـاهي استعـادت جوهرتهـا الضائعـة، تحـرك عبد الشافـي تجاه الجهـة الأخري من الفراش يجـلس بجوارها في صمت فنـظرت له زين بأعين دامعـه فأخذها عبد الشافي بين أحضانه لتنفـجر بالبكـاء تفرغ كل ما بجعبتهـا، كل الآسى و المصاعب التي واجهتهـا، كل الألم بدأ في التبخـر، لم تكـن فقط عائلتهـا التي عـادت لهـا، بـل الحيـاة، تتمني لو تُخبرهم بالحقيقـة ولكن بعض الأمور من الأفضل أن تندثر تحت التـراب...
" ربنـا هيبعتـلك تاني يا حبيبتي عيـال يملوا عليكي الدنيـا.. والواد سليم دا حسـابه معايا عسيـر، إزاي يهـاودك في الجـنان دا!! وهو أنتي فكـراني هسلمك ليهم ولا اي! انا يا بنتي عمري ما كنت هقدر أعمل كدا، أنام ازاي وأنا مش متطمـن عليكي، أنا يا بنتي دوقت في غيابك دا وجع أكتر من اللي دوقته في مو'ت أختك، علي الاقل أنا عارف إن أختك راحت للي خلقهـا، قلبي حاسس إنهـا في نعيم الجنـة... إنما أنتي كنت خايف عليكي من الدنيـا أوي "..
" وأنا كنت مر'عوبـة وأنا لوحـدي، مكنتش عارفة أصلا إزاي هكمـل حياتي من غيـركم يا بابا "...
" الحـمد لله إن ربنا بعتـلك سليـم.. اللي عملته زمـان جنيتـه دلـوقتي، بس كان أولي يكـلمني يا بنتي "..
ارتبكـت فقالت بكـذب وهي تشعـر بالحزن لفعلها ذلك:
" أنا اللي أصـريت، سليـم مكانش عـنده حل غير اني افضل معـاه عشان يكون متطمن عليـا، هو كان خايف عليا من كل حاجه ومن كلام الناس اللي حوالينا بردو فقـالي نتجـوز وافضل معاه وأنـا وافقـت بعد ما عرفت ان دا احسن حل ".....
" حقك عليـا أنا يا بنتي، أنا ضغط أهل البلد عليا عشان أوافق علي الجوازة و خـوفي علي أخوكي منهـم.. مع إن إحنا اصحاب الحق وإحنا اللي من حقنا نخوفهم وندوس عليـنا، أنا سكت عشان ربنا رد حق اختك و الظالم مـا'ت واتحر'ق قلب أهله عليـه "...
" خلاص يا بابا متجيبش سيرتهـم، خلاص كل حاجه خلصت، خليني في حضـنك بس نفسي اغمض عينيا وانام مرتـاحه "...
ضمهـا والدها يغمض عينيه هو الأخر بسـلام فقـالت والدتها بهـدوء:
" ربنـا يرجع الراحـة لقلوبنـا كلنا من تـاني، أنا هنزل أنا وخالد نشـتري خضار وخـزين و هجيبلك فرخة بـلدي تقوي قلبك كـدا.. يـلا يا خـالد "..
قال خالد بإبتسامـة هادئة:
" مـاشي وهجيبـلهـا مانجـا تعمليلها عصير هي بتحبـها "..
" هنجيبـلها كل حاجه يا حبيبي "..
.........................................................
قـد تأتي الريـاح بمـا لا تشتهـي السُـفن..
زواج، اتفـاق، انجـذاب، صداقة، حـب..
علاقـات متعـددة والمُسميـات أكثـر والوقـت هو المُتحـكم في تطـورهـا، وربمـا بعد مـرور اسبـوعين قـد تتغـير كل الأقدار، ربمـا بدايـات جديدة أو نهـايات اخري!!
كـانت تسنـد بظهرها علي قـدمه بينمـا يجـلس هو خلفهـا يحيطـها بيـديـه، فقط يُطـالعها وهي تقـرأ في كتابهـا الجديد الذي ابتـاعه لهـا، يُشاركهـا بالقرأه تارة و يعبث بخُصـلاتها السـوداء تـارة أخري....
صـرخت زمرد بحماس:
" طـلع صاحب البطـل هو اللي معاه دليل البراءة، كان مخبيـة علشان يعرضه في اللحظة الأخيرة، شوف خبيث ازاي مخلاش اي حد يعرف إنه معاه معـلومة عشان ينقذ نفسه هـو و صاحبـه... هي بجد الصداقـة كدا يا عيسى! "..
" اه طبـعا.. كـدا وأكتر كمـان، يعنـي بالنسبالي خـالد و منتصـر ممكن أفديهم بحياتـي "...
" طيب منتصـر انت اتعـرفت عليه بأي شكـل مش مهم، دلوقتي خـالد اللي من الاقصر دا تعرفه منين!! "..
أجابها عيسى بإبتسـامة:
" في الفترة اللي خالد كان بيدرس فيها هنا أنا كنت بشتغل في كافتيريا الجامعه بردو جمب دراستـي، هو أكبر مني فكنت بسمـع دايما نصايحـه و بقينا أكـتر من صحـاب، بعـد فترة واحد من دكـاترة الجـامعه شغلني في بيزنس خـاص بيه وفي فترة قليـلة كـان بيعتمد عليا في كـل حاجه تقريبـا، بس أنا من جوايا مكنتش حابب اشتغل عند حد، كنت اكتفيت من خدمة الناس و عاوز يكـون ليا شغـلي، ولما بدأت اموري كانت متيسـرة، اه تعبت بس لـولا كرم ربنا مكنتش عملت حاجه يا زمـرد، أنا اتعوضت عن كل تعب السنين في الشغل دا و الشركة اللي بنيتهـا بنفسي دي، عشان كدا بخـاف اي حاجه تحصل تبوظـه، وعاوز ولادي من بـعدي يكبروها اكتر وأكتر، علشان كدا شركتي إسمها آل عيسى "..
قـال بإبتسامة هادئـة:
" قولتلي قبـل كدا، يوم ما جيتلك الشركـة فاكـر!! "..
" لا مش عـاوز أفتكـره اليوم دا، لما قابلنا الزفت دا اللي اسمه كـريم "..
فتحت عينيها بصدمه وسألته:
" صحيح يا عيسـى!! انت عملت معاه اي!! "..
" سلمته للبوليس هما بقـي يقولوا مجنون ولا لا "..
" أنا نسيتـه خالص بجـد!! أنا كنت وعـدت أخته إني مش هسجنـه "..
" بعـد ما كان عاوز يمـو'تك!!! كان عـاوز يحر'قك يا زمرد!!
فـلاش بــاك...
" لازم نتحـرك دلـوقتي حـالا، هـو قدامه نص سـاعة ويرجـع "..
" بس الباب مقفول من برا!!! "...
" في باب خلفي، بس أنا مش معايا المفتاح، هنحاول نكسر القفل و نخـرج منه "
بالفعـل تحركت الإثنتين تجـاه ذلك البـاب وتوقفن لثواني يبحثن عن أداة لكسر قفل البـاب، من سوء حظهم فقد عاد كريم مبكرا هذه المره وتفاجئ بهم يحاولون الهـرب فصـرخ بجنون:
"زمرد!!!"..
اقتـرب يمسك بيـدها فصرخت بألم آثر قبضته القويـة، تركها لتسقط علي الأرض واتـجه يأخذ أختـه للخارج غا'ضبـا فسحبت يدها بضيق وهي تصرخ به:
" كفـاية بقي يا أخي!! كفاية جنان؟ اه أننت مجنون يـا كريم، من ساعة ما مراتك طفشت بإبنك وأنت عندك عقـده!! أنت بتعذ'ب الكل وأنت فاكر إنك مش بتأ'ذيهم وبتحبهم؟!!!
كل واحده منهم بتشوف فيها حاجه شبـه مراتك تقـوم تخطفهـا وأنا علشان أحميك زي الهبلة أهربهم بشرط محدش يشتكيك للبوليس، بس طفح الكيل خلاص!!! والجـنان دا لازم ينتهي "
كـانت تُحـاول إفاقته ذهنـه الغائب ولكنـها لم تعلم بأنها استحضـرت اكثر لحظاته قسـوة، ليشتعل الغضب و تُثير الجنـون أكثر ليقول بصوت هامس:
"صح، الجنان لازم يخلص"...
تحرك للخارج لدقائق فنظرت الإثنتين لبعضهم البعض بقلق وخوف، خوف زاد واشتد عنـدما عاد مجددا وهو يحمـل إناء بـه سائل علمت من رائحتـه انهـا مادة قابل للإشتعـا'ل أفرغ منه علي ثـلاثتهـم و زمرد فقط تنظر له بصدمـه وقد بدأت صفحات السيناريو الأسوء من تلك الدرامـا...
و بإشعـاله للنيـر'ان وجـدوا العديد من الاشخاص يقتحـمون المكـان، كانت النير'ان قد نـالت من بعض ثيـاب زمـرد و اصابت كتفها الأيمـن فحمـلها احد أفراد الشرطـة للخارج لتـجد والديهـا و عمـار و عمر الذي اقتـرب يخـلع جاكيتـه ويضعه عليهـا...
الشئ الوحيد الذي تذكـرته قبل الإغمـاء هو نظراتها لذلك الحرق الذي أصاب جسدها الناعم...
بـاك...
" وبعـد كدا هرب.. وشوفتـه بقي في الشركة عنـدك "..
سألها بإهتمام:
" طب والحرق دا كبير؟! "..
سألته بحـزن:
" يفرق معاك الموضوع دا أوي!! "..
سألها مجددا بهـدوء:
" ممكن أشوفه؟! "
بأيدي مرتجـفـه رفعـت يدهـا تكشـف جزء من كتفـها ليظهـر آثـر ذلك الحـرق واضحـا، كانت تحـاول وضع يدهـا لتخبئـته ولكنه أمسك بيدهـا يقـول بإبتسامة هادئه:
" لو كنـت عارف إنك اتصابتي كان زمـاني مو'لع فيـه مش اتصرفت بشكـل قانوني "..
طبع قبـل هادئه علي تلك النـدبه ثم ابتعـد يتحرك للخارج يقـول بهـدوء:
" هروح اتكلم شوية مع فيفي قبـل ما نروح القسم "..
اومـأت بهدوء وخجـل ثم تحـركت هي الأخري للخـارج خلفـه لتنشغل بأعمال المنزل و عقلهـا وربما قلبهـا ايضا ينشغل به فقط وبالتفكيـر بـه..
بالأعلي إلتقي عيسـى ب سليـم والذي بات يتـردد كثيـرا علي منـزل خـالد حيث اقامت زين طيـلة الأسبوعين الماضيين، صافحـه عيسى بهـدوء ثم ألتفت يدق باب الشقـة المقابـله فخرجت له فـردوس بعد قليل وكانت قد ارتدت ثيابها استعداد للذهاب لقسم الشرطـة فسألها عيسى بهدوء:
" جاهزة، عارفـة هتقـولي اي كويس؟! "..
أومأت برأسهـا وقبل ان يتحدث عيسى قالت بهدوء:
" متقلقش يا عيسى، انا معنديش ذرة مشاعر ناحية الراجل دا، أنا يمكن بكرهه أكتر منك بكتير، أنا اللي عشت معاه فيكم وأنا اللي عانيت اكتر واحده، فكرهي ليه أضعاف "..
أخذ عيسى بيـدها ثم تحـرك للأسفل فلا داعي للحديث الآن، أخذها لمركز الشرطـة و بعـد دقائق كانت تجلس وأمامها والدها تنظر له بكـره و أمامهم الضابط..
" أستاذة فردوس، الأستاذ مجـدي بيقول إنه ملهوش علاقه بقضيـة البنات، وإن في الوقت دا كـان بيتم عقد جـوازك علي خيـري صبيـح باريش... دا صحيح؟!
قبل أن تتحـدث قـال مجدي بتسرع:
" أنا محتاج أقعد مع بنتي لوحدنا يا حضرة الظابط ".
قبل أن يُجيب قـاسم قاطعتـه فردوس تقول بثقة:
" مفيش داعي يا حضـرة الظابط لأن الراجـل دا كداب.. مهـو يا فـندم مش معقـول الكـلام دا وأنا ست متجـوزة "..
صاح مجدي بصـدمه:
" اااي؟! "..
قالت فردوس بثقـة:
" دي حقيقـة يا فـندم، و زوجـي برا معايا.. الاستـاذ منتصـر عـلي إدريس....
ويتبع...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" دي حقيقـة يا فـندم، و زوجـي برا معايا.. الاستـاذ منتصـر عـلي إدريس "...
صـرخ مجدي يحـتد ويعترض غاضبـا:
" يعنـي اي؟! وامتي؟! وازاي من غير موافقتي، يا باشا مينفعش البنت البكـر تجـوز نفسها من غير ولي، مينفعش من غير موافقتي "..
أجابه قـاسم بغضب:
" وكذلك، أنت ملكش الحق إنك تجـوزهـا من غيـر موافقـتهـا يا مجـدي "..
قالت فردوس بهـدوء وثبـات:
" يا قـاسم بـاشـا، حضـرتك الراجل دا بقـالي كتيـر أوي معرفش عـنه اي حـاجة، وكمـان أنا أخويا الكبير هو اللي جـوزني بصفتـه المسؤل عني طبعـا بعد ما أبويا اتخلي عني.. فياريت القـانون يقول رأيه في حاجه زي دي، البنت اللي أبوها سابهـا وجالها اللي يطلبها في الحـلال تعمل اي!! "..
ألتفـت قاسم تجـاه مجـدي يقول بحده:
" اعتقد اني كـدا عملت اللي أنت كنت عـاوزة، برغم إنك متاخـد تلبس في القضيـة.. صدقني يا مجـدي لبـساك يعنـي لبسـاك، و بالمناسبـة.. أنا الشاهـد الأول علي عقد جـواز المدام فردوس و الأستاذ منتصـر "..
ابتسـم قاسم بإنتصـار وهـو يري نظرات مجـدي الغاضبـة، فها هي الثغرة الوحيـدة التي ظنهـا قد تُنجيـه عرضته لخطـر أكبـر، لم يظنه لن يتمكـن من إقناع فردوس بالشهادة لأجلـه، فبرغم كل شيئ هي الوحـيدة التي عاشت معه، لم يعرف أن ذلك السبب كان أقوي دافع لها للشهادة ضـده...
تحـركت فـردوس للخـارج لتجـد عيسـى ومنتصـر بإنتظـارها، نظرة سريعـة مرتبكـة تجـاه منتصـر ثم وجهت عيناها لعيسى تقـول بهدوء:
" الظابط عـاوزك جـوا يا عيسى"..
اومأ عيسـى برأسـه وتحـرك للداخل بينمـا هي اقتربت تجـلس مكـانه وبجـوارها يقف منتصـر يستند بظهـره علي الحائط، كل منهـا قد عاد لذلك اليوم من اسبوعين..
"نـاوي يجـوزها بكـرا.. وهو يقدر يعمـل كدا يا عيسـى، بس متقـلقش أنا كلمت قـاسم و هنتصرف في الموضوع"
" وإن معرفناش؟! و إن عمل كدا؟! ساعتهـا فردوس هتعـدي بنفس اللي حنـة مرت بيـه!! اللي أنا لحـد النهاردة مش عارف أثبت إنها كانت متجـوزة!! وساعتهـا لا هبقي عرفت أحمي دي ولا دي "...
" طيب إهدي، متفكرش بسلبيـه كدا و خليك عمـلي.. أنا عارف إنك خايف عليها بس أنت عيسى القائد و المره دي أنت موجود، متقارنهاش بحنة لأنك ساعتها مكنتش معاها "...
" جـواز فـردوس هـو الحـل الـوحيد، لازم تحط احتمالات كتيرة يا منتصـر، ما ممكن يهربـوا بكرا؟! يمكن يعـرفوا إننا وصلنا للي هيعملوه فيغيـروا المكـان!! ساعتهـا...
قاطـعه منتصـر بتعجب:
"أول مرة أشوفك خايف كـدا يا عيسـى!!! مالك دا إحنا عـدينا بأكتـر من كدا بكتـير"...
أجابه عيسـي بآسى:
" خايف عليهـا، أنا لا خايف من مجـدي ولا من عمـايلـه بس خايف تحصـل حاجه أكبر منـنا، متنسـاش إننا لسـه مش عارفيـن مين اللي معـاه المره دي، ما يمكـن حد أكبـر من ما متخيـلين و ساعتهـا تضيع بقي بـعد كدا دا، الحـل إني أجوزها فعـلا.. والنهـاردة"..
أقتـرب منتصـر يجـلس بجواره يسأله بتعجب:
" طب أنت عندك خطـة في دماغك؟! يعني ازاي هتجوزها النهـارده؟! مين طيب! "..
نظـر لـه عيسى ثم صمـت لدقائق حتي استـوعب منتصـر فصاح بحـده:
" أنا!!! بس أنا مش عاوز أتجـوز.. أنا بحب نسرين ومش هينفع يكـون في حيـاتي واحدة غيـرها، لو اتجـوزت أختك هظلمها يا عيسى "...
" وأنا مطـلبتش منك تتجـوزها يا منتصـر.. وممكن خلال الكام ساعـة الجاييـن نكتشف إن مفيش حـل تـاني و بردو مش هطـلب منك "..
تحـرك عيسـى بعيـدا عنه وظل منتصـر مكـانه حائرا، أي ساعـات قادمه؟! فها هي تقـترب من الثانيـة عشر، أعطـاه عيسى كـامل الحريـة ولكنه يشـعر بنفسـه مُقيـد، هو لـن يتركهـا لهم في النهاية ولكـن! الزواج منها؟!!
كـان عيسـى يُعـاني من كثـرة التفكيـر في تلك اللحـظة، يخشي الإخفـاق هذه المره، فبـرغم مروره بمواقف اكثر خطـورة و قضـايا أكثر تعقيـدا لكن عنـدما تعلق الأمر بعائلـه بات أكثـر صعـوبة، يخشي مجـهولا لا يعرفه، فماذا لو كـان ذلك الرجـل الذي يعمل مجدي لصالحه أكثر خطورة مما يتـوقع؟! ماذا لو تمكن حقا من أخذ فردوس!!!
أقترب منتصـر مجـددا، فهو لازال يـُريد المساعدة ولكـن ليس بهـذه الطريقـه.. قال عيسى بهدوء:
" سلـيم مغـاوري، واحد من أكبر تجـار المخـد'رات في البـلد، عارف ليـه لحد دلـوقتي محدش عـارف يعمـله حاجـه؟! بعـد ما قدرت أوصـله و أعرف مكـانه وكنا خلاص هنتحـرك لحـد ما عرفنـا إن بيسنـده حد تقيـل أوي في الداخليـه، قـاسم قـالي الناس دي فـوق القانـون و سحب نفسه من القضيـة "...
" سحب نفسه من القضيه ويعـني اي فوق القانـون؟!! "..
" خلينا واقعيـين يا منتصـر، في حـاجات كتيـر أكبر مننـا "...
" وأنت خـايف من بكرا علشان كـدا؟! عشان المـوضوع يخص أختك "..
أومـأ عيسـى برأسـه بتعـب ثـم وضـع وجـهه بيـن كفيـه، نـظر منتصـر له بإضطـراب ثم قـال بشرود:
" قـوم هات مأذون وأقنع أختك وتعـالا... "..
رفـع عيسى رأسه ينظر لـه بدهشـه ثم عبس وجـهه يقول بضيق:
" لا.. اطلب إيديهـا بأدب "..
تشنجـت ملامح منتصـر ولكنه وقـف يقـول بحده:
" بعد إذنك يا قـائد بطـلب منك إيد الآنسـة فردوس، ربة الصون والعفاف "..
سأله عيسى بحيره:
" هنلاقي مأذون فيـن دلـوقتي!!!! "...
عـودة للحاضر......
وقفـت فـردوس عنـدما رأت أبيهـا مجـددا، يأخذه العسـكري لداخل السجـن من جـديد، مر أمامهـا ينظـر لها ولمنتصـر بضـيق ثم ابتعـد عنهم وتخـلصوا أخيرا منـه ومن أفعاله التي كـادت تُحيـل حياتهـم لجحيـم...
قـال عيسى بهـدوء:
" كدا خـلاص.. يـلا بينـا يا منتصـر أنت هتتغـدي عندنا النهـاردة "...
" يـا ريت علشـان بطـني نشفت من أكـل الشـارع "..
ابتسـم عيسـى وتحـرك تاركـا الإثنـين خلفه فأشار لها منتصـر بصمت أن تتحـرك أمـامه فتحـركـت بالفعـل وهي تشعـر بالملل من ذلك الصامـت، الممل، المقيـت..
وكأنـه تزوج من أنثي الغـوريـلا الغليظـة فبـات يلعـن حظه!!
اعطـاه الرب فتـاة أيقـونه في الجمال مثلهـا هي، ألا يُقيم الليل ليحـمد ربه علي مثـل هذه النعمه؟! يا له من احمق...
هـكذا كـانت تُفكـر فردوس ولكـنها قالت ببلاهه:
" عاوزة مفتـاح شقتك "...
سألها منتصـر بتعجب:
" ليه!! "..
" كدا هبقي آجي اي وقت فاضية فيـه أعملك أكـل وأسيبهـولك في التلاجة "..
" لا شـكرا متتعبيش نفسك "..
" ولما تمـوت منـي بسبب قلـة الأكل أبقـي اترملت في أول عمري!! "....
أجابهـا بسخـرية:
" أنا بـاكل علفكـرا عـادي بس باكـل من بـرا "...
" وتتخـن بقي؟! و العضـلات دي تـروح والهيبـة تروح؟! يعنـي اي أنا ميفعـش جوزي ميبقاش رياضي ومهتم بنفسـه، أنا موافقتش عليك من فـراغ "..
" اه يعني أنتي واخـداني شكـل وجسم دا اي الإستغـلال دا!! "..
قالت ببـراءة:
" لا والله عيسى قـالي إنك طيب وغلبان فقولت اكسب فيك ثـواب "...
ضحـك منتصـر واتجـه يفتح لهـا الباب الخلفي للسيـارة فغمزته قائله بضحك:
" لا وجـنتل مان كمان "..
جـلست بالداخل فألتفت لهـا عيسي يقول بحنق:
" يا بت بطلي تدلقي عليـه خليكي تقيـله "..
" جـوزي يا عيسى هو حد غريب، بقـوله أروح أعمله كام أكل مش راضـي "...
" تروحي فين يا بت!! مكانش كتب كتاب يعني، لسه يا اختي فرحكم بعد سنـة ونص يعـني متخطيش باب بيته غير وقتهـا وبس "...
" هروح لما يكـون في الشـركة "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" وأنا يعني مش واثق فيه!! أنا أقسم بالله ما واثق فيكي أنتي، اتهـدي وإتلمي يا فيفي ماشي!! "
قالهـا بحده ففضلت الصمـت وإلتفـتت تبحث عن منتصـر الذي بقي بالخـارج يفحص إطـارات السيـارة ثم دلف وأخيرا يقـول بهدوء:
" الفردة اللي الناحية دي مهويـة شوية فنبقي نعملها في الطريق "..
أومـأ عيسـى برأسـه وتحـرك بالسـيارة ليعـود بهـا لمنزلـه وأخيرا بعـد إنتهاء كل تلك الأحداث القاسيـة...
......................................
" مـالك!! "..
سألها وهو يضـع حقيبتهـا بالداخل فاجـابته:
" مش حـاسـه إن ينـفع، أنا عارفـة إني فضلت في البيت دا كتيـر بس ساعتها كـان الوضع مختلف بالنسبـالي "..
" زيـن.. وأخيـرا بعـد شهور أهلك بـدأ يبـان عليهـم الراحـة و حياتهم بـدأت تستـقـر، بلاش نعمل اي تصـرف يطلع مننـا يخليهم يشكـوا فينا، عـامة أنا وأنتي مش هنفضـل لوحدنـا... تعـالي أدخلي بس في حد عـاوز أعرفك عليـه "..
تحـرك سليـم للداخـل يبحـث عنهـا، أختـه الوحيدة وأقـرب الأشخاص لـه فهي صديقتـه ومؤنستـه الوحيدة لسنـوات طفولتهـم وصباهـم...
خـرجت سلمي وهي تحمـل بيدها معلقـة الطـعام الكبيـرة فتركـتها علي الطـاولة وأقتـربت تـرحب ب زيـن:
" يا أهلا وسهـلا نـورتي بيـتك، اي القمـر دي يا سليـم وقعت واقف"..
قال سليم بهـدوء:
" دي سلمي اختي، جـوزها مسافـر شهـر هتفضـل فيه هنـا معـانا، بصـوا بقي أنتم الإتنين هتقعـدوا في الاوضة الكبيرة بتاعتي وأنا هنام في الأوضة الصغيـرة "..
احتجـت سلمي تقول بمزاح:
" إي دا هـو أنا جيـت أفرق الأحبـاب ولا اي؟!!! "..
قال سليـم بإبتسامة:
" لا طبعا محدش يقـدر بس علشان انا حاببكم تتعرفـوا علي بعـض.. بـلا بقي استعجـلي الغداء بالله جعان أوي ولسه هرجع المستشفي "..
" يا حبيبي الأكـل جاهز، أدخلي يا زيـن غيري هدومك هكون حطيته علي السفـرة وأنت خليك بقي بلبسك طـالما نازل تـاني بقي "..
أومـأ برأسـه ثم ارتمي بجـسده علي الأريكـه و تحـركـت زين للداخـل، جـلست علي الفراش بعدمـا اغلقت البـاب خلفهـا و بدأت في البكاء تُحـاول كتم صوتهـا لئلا يسمـعه ايا منهـما...
هي لا تـريد تلك الزيجـة أبدا، يبدو الأمر مريبـا بالنسبة لله ان تتضطـر للبقـاء مش شخص لا يُحبهـا أو تُحبـه، شخص تزوجـها شفقـة، تزوجـها ردا للمعـروف الذي قدمه والدها له ولأختـه..
أيـن فارس أحلامها الذي ستحيـا معه أجمـل قصة من قصص العشـق و يأتي ليأخذها من أبيـها، بفستان أبيض فخم و زفـاف كبيـر يجتمـع به كـل أحبتها، أين أحلامها، أين ذهبت وتبخـرت!! ولأجل ماذا!! لأجل ذنب لم تقتـرفه هي!!!
................................................
" عيسـى عازم النهـاردة عريس أختـه، صحيح والله موضوع جـوازهم دا يخـلي الواحد يستعـد لأي حاجه ممكن تحصـل، ربنا يوضع في قلب كـل واحد فيهم الحب للتـاني، هو أبوها هيتحكـم عليها إمتي يا خالد!! "..
" مش عارف لسـه معاد القضيـة يا مـاما، بس يارب ياخد حكـم كبيـر، الراجل دا شيطـان "..
" واي شيطـان، مش كفايـة اللي اللي عمـله في أختهـا، لا كمـان عاوز يكسب من ورا التـانيـة هي كمان "...
قـالت والدته بآسى:
" والله ما حد صعبان عليـا في كل الحكايـة دي زيهـا يا حبة قلبـي، البت لسـه صغيـرة علي اللي هي فيـه دا، اتظلمـت معـاه وهي ملهاش ذنب، عارف البت حنة دي بتفكرني بمين؟! "..
أجابها بهدوء:
" ب نـور الله رحمهـا.. نفس هدوئهـا "..
" عشان كـدا بحـب اقعـد معاها، طول ما أنت في الشغـل وأبوك مع العمال في المكتبـه بخليهـا تطلع تقعـد معايا بتسـاعدني في عمايل الأكل "..
" طيب كـويس، أهو لاقيتـي حد يسليـكي، أنا أصلا هيبقي عندي زحمـة شوية في الشغل الفترة الجـاية وإحتمال أطبق يومين وتلاته في المستشفي "..
" ربنـا يقـويك يا حبيـبي يا رب، متقلقش انا بقعـد مع الست زينات شوية و مع البنات شـوية و حنـة بتطلع تقـعد معايا، هي لسه مرجعتش الشغـل، عيسى قالها ترتاح شوية وهو هيعرف يشغلها علطول "..
" أحسن خليها تـرتاح.. عمـلالنا غداء اي صحيح! هروح أنادي بابا من المكتبـه ونتغـدي عشان أرجع المستشفي "..
بالأسفـل دلـف عيسـى و خلفـه منتصـر وفردوس وألتفـوا جميهـم بعد دقـائق علي طاولـة الطـعام وبـدأت زيـنات كالعادة تضـع الطعام بكثرة أمام منتصـر:
" أنت وشك خاسس كدا ليـه؟! "...
" فين الخسسان دا يا طنط ما أنا زي الفـل أهو؟! "...
" وشك ممصـوص لا أنت مش عاجـبني "...
تنهـد منتصـر بتعـب، ربمـا بإمتنـان أيضا لإهتمـام الجميـع به خـلال الفترة الماضـيـة، وضعـت أمامـه فردوس بعض الطـعام تقول بضيق:
" عشان تسمع كـلامي "..
ابتسـم لها منتصـر يقـول بسخرية:
" والله أشك إنك أنتي اللي حطيتي الفكره دي في دماغها، أنا مش خاسس أنا باكل أصلا أكل مليان سعرات، مش عشان قاعد لـوحدي أبقي مباكلش، أساسا أنا باكـل مع عيسى في الشركة، اشمعنا هو مبتقولوش ليه كدا، أنتي اللي مسخـناهم عليا "..
كانت تجـلس بجـواره فأقتربت تهمس له:
" هتجيب المفتـاح ولا أسـرقه "..
أجابها بهمس:
" أقسم بالله أنا لولا عارف إن دماغك لاسعه لكنـت شكيت فيكي دلـوقتي، أنا أخاف علي نفسي منك "...
قالت بهدوء كأنها تطمئنه:
" لا متقلقـش خلي عندك ثقـة فيا، أوعي تخـاف علي نفسك وأنت معايا "...
ضحـك منتصـر بسخـرية ثم أكمـل طعامه تحت نـظرات عيسى الغاضبـه وإبتسـامة فردوس، شـردت بـه وهي تتذكر تلك الليله بكل تفصيـلة بها...
فـلاش باك...
" والله أبوك دا أعر حاجـة حصلت في حيـاتنا، عاوز يبيعني!! طب والله لأبيعه اللي قدامه واللي وراه "...
" اسكـتي ركزي في اللي بقوله... أنا دلوقتي شايف إنك لو اتجـوزتي هو مش هيقـدر ينفذ اللي في دماغك"..
" وماله يا اخويا بس هـلاقي منيـن عريس الساعه اتنين بليـل!! أنت فاكرني جورجيـنا "..
" مهـو.. إي رأيك في منتصـر "..
ضحكت تقـول بسخرية:
" وماله حـلو والله بس مش هيبلعـني دا لو عشت معاه في بيت واحد "..
" لا متقلقيش هو لو أخدتيه عليكي مش هيعملك حاجـة "..
أجابته بشرود:
" طب والله حـلو مش وحش، طول بعرض بعـضلات، ومعاه مسد'س هبقي أخده اتصـور بيـه، خلصانه يا أخويا أنا موافقـة "..
نـظر لها عيسـى بآسى ثم تحـرك سريعـا ليعـود للجميـع...
عودة للحاضـر..
بعـد جلسـة لطيفـة عائـليه تحـرك منتصـر وأخيـرا للخـارج فتحـركت هي لتـودعـه فألتفت يقول بهدوء:
" شكـرا علي الأكل يا فردوس تسلم إيدك "..
إبتسـمت له أيضـا وقبـل ان تتحدث أمسك بيدها ثم ترك لهـا نسخـة من مفتاح شقتـه يقول بهـدوء:
" أنا بكـون في الشغـل من الساعه 9 لحد الساعة 4.. مش عـاوز نكون هناك في نفس الوقت، مش علشان حاجه أنا مبيهمنيش كلام حد أنتي مراتي بس علـشان عيسى ميتضايقش "...
أومـأت له برأسهـا بـهدوء هذه المره ثم انتـظرت ذهابه وعادت للداخـل..
لم تنتـظر كثـيرا وتحـركت في اليـوم التـالي تجـاه منـزل منتصـر في تمـام الساعة الثانيـة عشر، وقفت بغرفـته تبحـث عن الشئ الوحيد الذي آتت لآجـله.. صورة لزوجته العزيزة، ظلت تبحـث بكل الغرفة ولم تجـد شيئا حتـي انتفضت علي صوته يأتي من الخلف:
" بتدوري علي اي!! "..
" أنت اي اللي جابك دلوقتي!! "..
" جـاي أعرف السبب الأساسي لإصرارك علي إنك تيجي هنـا، هي ماتت يا فردوس عـاوزة اي أنتي؟! "..
قالت بهـدوء وهي تتحرك تجـاهه:
" عاوزة أعـرف هي أحلي مني ولا لا.. عاوزة أعرف أنت حبيتهـا ليه عشان أعرف أخليك تحـبني "..
" أنا لو كنت شايف إن الجواز بيقوم علي الحب بس مكنتش عمري وافقت علي جوازنـا "..
" ليه؟! علشان مش هتحب واحدة غيرها صح!! "..
قـال منتصـر بتعب:
" نسـرين ميته من تـلات أسابيـع، لو لقيتيني قـدرت انسي البنت اللي حبيتها لسنين واتجـوزتها وعيشت معاها في البيت ده بالسهولة دي يبقي اتوقعي مني انسـاكي أنتي في غمضـة عيـن.. هي عارفه عني اللي أنتي مش عارفاه، هي اتقبلت فيا اللي أنتي عمرك ما هتتقبـليه "...
" خيـرني، قـولي وأنا هتقبـل زيهـا وزيادة، علشان هي حست مـعاك بالحب وأنا حسيت اللي أكتر من كدا، بالثقـة والأمان اللي عمري ما حسيـته من قبل ما اقابلك أنت وعيسى"..
قـال بسخريـة:
"هتتقبـلي فيـا اي!!
إني كنت مـدمن؟!
ولا أن أمي رقـاصة..
ولا إني مش عارف ميـن أبويا لحد النهاردة؟!
ويتبـع...
آية محمد...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
"هتتقبـلي فيـا اي!! إني كنت مـدمن؟! ولا أن أمي رقـاصة.. ولا إني مش عارف ميـن أبويا لحد النهاردة؟!"..
" عيسى قـالي وأنا مفكـرتش ثانيـة واحدة غير في مـوضـوع الإدمـان لكن هـو طمنـي وقـالي إنه واثق فيـك، وأنا كمان واثقـة فيك "..
ابتعـدت فـردوس وجـلست تتنهـد بتعـب ثم لثواني استـوعبت حـال الغـرفة فصـرخت بتقـزز:
" اي دا!!! اي المنـظر دا!! اتفضـل إمشي يا منتصـر علشـان أنا ورايا هم ما يتلم هنا "...
وبـرغم تعـمدها لتغـيـير مجري حـديثهم إلا انـه أقتـرب يسحبهـا لـه يقـول بحده:
" أنا ممكـن اضعف وأرجـع في اي لحـظة، أنا نفسي مش ضامـن و ممكن أذيـكي، ممـكن مقـدرش أحبك العمـر كله.. أنا مقدرتش أحمـي نسـرين ومش هقـدر أحميكـي "..
أبعـدت يـده تقـول بهـدوء:
" أنا مش هخليـك تضعف وهـعرف أخليك تحـبني، ونسـرين ماتت علشان دا عمـرها مش علشان أنت قصـرت معاها، أنت حـمايتي يا منتصـر، أنا كمـان علفكـرا مريت بحاجات كتيـر، حاجات تخليني اخرج من الكتب الورديـة اللي مليانه شمـوع باللون الوردي و أعيش في الواقـع، أنا الواقـع بتاعي مخليني مش شايفـة غيرك أقدر أحس معـاه بالآمـان، دا مش حب لأني بقيت اشوف الحب ضعيف قصـاد مشاعري ناحيتك "..
ابتعد يسألها بإستنكـار:
" فيـن العقل دا من فردوس المجنـونة "..
" عمـري ما كنت مجنـونة، أنا شيـلت أمي وأختي وأنا الصغيرة يا منتصـر، المسئولية خلتني عاقلـة وأقوي من الظروف اللي اتحطيت فيهـا، بس في النهاية أنا عاوزة السنـد والضهر اللي اتحامي فيـه "...
عـاد ليقتـرب منهـا مره أخري ثـم ضم وجـهها بكفيـه واقتـرب يطبع قبـلة رقيقـة هادئـة وصادقه علي جبهتهـا:
" انتي هتكـوني زوجـة هايلـة "..
وضعت يدهـا علي جبهتهـا تقول بضيق:
" وأنت زوج نص كم "..
ضـحك منتصـر بشده يدفعهـا بخفـه:
" يا بنت الناس اتلمـي شوية عيب بقي، دي قبـلة بريئة لبنوتـه هنعتبرها بريئـة.. المهم موضوع شغل البيت اللي أنتي عاوزة تعمليه دا مش عاجبني.. أنا كدا كدا هشوف حد ينضف، هسمحلك بس بالأكل عشان طبيخك حلو "..
" يا جـدع والله ما في ست هتدخل هنا غيـري، يلا روح شوف شغلك عاوزاك تبقي ملياردير لـو رصيدك في البنك قل هخلعك "..
" ماديـة حقيـرة صحيح "...
" امشي يا جـدع بقي خليني اخلص عيسى هيخـلص عليا لو اتأخرت.. يلا امشي "..
" حاضر.. سلام "....
تحـرك منتصـر للخـارج و بقيـت هـي تسـاعده في الحصول علي حيـاة أكثـر راحـة، هي تري الأمر بعقـل أكثر نضجـا وتفهـما حتي هي أختارت خدمتـه بنفـس راضيـة، كل شئ بداخلها يقودهـا تجاهها، منذ عُقد بينهـم ذلك العـقد المقـدس وهي تفكـر في كـل الطرق لإستمـالته حتي إن كانت ستجـاهده لأجل حيـاة سعيـدة جواره....
الأيـام لا تتوقف و الحيـاة تمضـي، عيسـى و زوجـتة زمرد، تلك الفتـاة التي ظـلت تأتيه باحلامه لسنـوات لتأخذ مكـانتها بقلـبه من قبـل حتي أن يلتقي بهـا، و بعـد أن وجدها وأخـيرا جعلهـا زوجتـه واخذها لبيتـه ليتقـرب منهـا فتبتعـد حتي رأت بنفسهـا أن لا سـلام سـوي بجواره...
لم تكـن ترغب بـه وهو ايضـا، لا يـوجد حتي تجـاذب بينهـمـا، تشعـر بقـلة الحيـلة والحـزن حـتي باتت باهتـه وضعيفـة أما عنـه فقد أنهك نفسه بعمـله حتي تقـل فترة جـلوسه بالمنـزل، يتركـها مع أخته الوحيـدة و يبقي في مشفـاه بجـوار الجثث يحـادثها لعل أحدهم تستفيق وتُجيب تساؤلـه....
بعـد مرور شهـر كـامل استقـرت حياتهـم من جـديد، ابنتهـا و ها هي تعيش بإستقـرار مع زوجـها وخـالد يعمـل في مشفـي خاصـة براتـب مُرضي، أما زوجها فأخيرا أفتتح مكتبتـه الراقيـة و تردد الزوار عليها ليأخذوا منها الكتب و غيرهـا من المستلزمـات ليستريح فؤاد زوجـها وقد وجد اخيرا مصدرا جـديدا من المـال، كافي بالنسبـة له ولزوجـته... كل تفكيـرها الآن هي تزويـج ابنهـا الوحيد الذي أصبح عمـره 35 وثلاثـون عاما ولم يعـرف إمرأة يومـا!!!...
عـاد منتصـر لمنـزلـه ليجـده كالعـادة نظيفـا ورائحـته منعشـة، بينمـا طاولته مليئـة بطـعام يكفيـه و بالطبـع رسـائل فردوس التي بـاتت أكثـر شاعـرية هذه الأيـام، هو لن يظلمهـا يوما ولكن بالنهايـة قلبـه ليس ملكا لـه، لا زال يتذكر زوجـته و يحبهـا.. كثيـرا...
............................................................
"عيسـى أنت نـايم؟!"..
أجابهـا بصـوت ناعس:
" لا، بس هنـام "..
" أنا كنت عـاوزة أقـولك حاجـة "..
" سامعك "..
" مامتك كـانت بتقـولي إنها عـاوزة تشوف أحفـادها "..
" معـلشي ابقي قوليلهـا ان شاء الله وخلاص "..
" لا مهـو أنا كمـان عاوزة أشوف أحفادها "..
إلتفـت عيسى ينـظر لها بإستنكـار وتعجب وسألها بحيرة:
" يـعني اي "..
" عـاوزة أقـول لعيالي إني بحـب أبوهم "..
ضحـك عيسى يسألها بصدمه:
" اااي؟! دا أغرب إعتراف شوفتـه في حياتي!! "...
ابتسـمت تقـول بهـدوء وصدق:
" أنت أحسن حاجه حصـلت في حيـاتي يا عيسـى، أنا عارفـة إني أخدت وقت طـويـل علشان أقـول كدا بس أنا بجـد بحبك "....
تـحرك عيسـى بحمـاس كبيـر يقـول بجـديه:
" قـومي غـيري هدومك هننزل دلـوقتي هوريكي حاجـة في الشارع اللي ورانا "..
سألتـه بتعجب:
" حاجـة اي!!؟ "..
" قـومي بس يلا أنا هروح أجيب العـربيـة وهستناكي تحـت "...
تحـرك عيسـى للخارج بحمـاس وسعـادة وهي أيضـا تحركت سريعـا ترتـدي ثيابها ثـم اتجـهت للسيـارة ليتحـرك بهـا عيسـى لدقائق قـليلـة ثم تـوقف بهـا أمام أحد المحلات المُغلقـة فسألته بتعـجب:
" اي دا يا عيسـى؟! "..
أردف بحمـاس:
" تعـالي "..
فـتح عيسـى الأبـواب وتحرك للداخـل وهي خلفــه لتتضـح لهـا الرؤيـة بالكـامل عندما اضاء لهـا عيسـى المكـان يقـول بإبتسامة:
" صـيدليـة الدكـتورة زمـرد.. إي رأيـك!! "..
إلتفتت زمـرد تنـظر له بصـدمه و اتسعـت ابتسامـتها تضحك بدون تصـديق:
" دا! دا بجـد؟! صيـدلية بتاعتي أنا؟! "..
قـال عيسى بإبتسامة:
" هي لسـة مخلصتـش أنا كـنت بجهـز كل حاجه علشـان أعرف أقـولك كلمـة بحـبك كدا تكـون محترمه، بس أقسم بالله ولا تيجي حاجـة جمب الكلام اللي أنتي قـولتيه، والله وأنا كمان نفسي اشوف عيالي بقي "..
ضحـكت زمرد بخجـل فأقترب عيسي يضمهـا برفق يهمس بـهدوء:
" أنا بـحبك يا زمرد "..
هـا هي بدايـة في صفحـات جـديد من كـتاب الـحياة الخاص بـهم، بـداية حيـاة جـديـدة، تـوبة جـديـدة أقسم عيسـى بداخـله أن لا يعـود لذنوبـه السابقـة فبـعدما أعطـاه الله كـل تلك السعـادة لن يُغضبـه هو عمـدا، بـل تقـرب أكثـر طالبا المغفـرة وألتفت لـزوجتـة و والدتـه و إخوتـه يهتـم بجميـع من حـوله ويهـتم الجميـع بـه...
بـعد مـرور ستـة أشهـر..
في شركـة آل عيسى..
" حنـة جايلهـا عريس "..
رفـع منتصـر رأسه لعيسـى يسأله بإهتمام:
" عارف موضوعها؟! "..
هـز رأسه نفيـا وأردف بحيـره:
" بفكـر أكلمه كدا أقابـله برا في كافيه ولا حاجه و أفهمـه وهو بقي حـر "..
تنهـد منتصـر يقـول بضيق:
" عيسى إنت لازم تشـوف حل جذري للمـوضوع دا، أكيـد اللي اسمه كـارم دا محتفظ بكـل الأوراق بتـاعة أبوه، بما فيهم ورقة الجـواز دي "...
" أنا قلـبت الدنيا علي الورقة..في واحـدة من الخدامين اللي في بيتهـم قالتلي إن كـارم ولـع في ورقـة الجواز دي علشان خاطر ميكـونش لحنـة اي نصيب في الورث و كمـان علشان يريحوا قلب أمهم "...
" تفتكـر مجـدي كان معـاه نسخـة من الورقـة!! مهـو مجدي مش غبي بردو وطبيعي يكون معاه نسخه علشان يضمن حقـه "..
" لا مجـدي مش معـاه حاجه، لو معاه كان هيساومنا عليها من زمـان "...
" الـموضوع دا صعـب أوي بجـد ومتقفـل من كل الإتجـاهات للأسف "..
" أصـلا حنـة قايـلاها صـريحـة إنها مش عاوزة لا تقـابل عرسان ولا عـاوزة تتجـوز خـالص بس أنا تحـت تهديد فيفي إني مسمعش كلامها "..
ضحك منتصـر بيـأس علي تصـرفات زوجتـه المندفـعه فهي تفعـل ما تـريد دائمـا، بطريقتهـا، بدون اي مقـدمات، بـدون تفكـير بالعواقـب...
سأله عيسـى بسخرية:
" اي اللي يضحك دلـوقتي؟! "..
" لا بضحك علي فردوس بس، أنا فاضـلي في الحياة شوية طاقـة بيخلصوا عليها "..
" بمنـاسبـة فردوس بقي، إي موضـوع المصـروف اللي أنت بتديهـولها دا؟! أنت تديهـا فلوس بتاع اي أنت!! "..
" مش مصـروف ولا حاجه هي كـانت داخلة جمعيـة وبـعدين دلوقتي علشـان مبقاش في شغل فهـي قالتلي إنها عاوزة تسد الفلوس بتاعتها، فأنا بقيت اديهـا كل عشر ايام تقريبا تدفعهـا و بزودلها شوية لو نفسها في حاجه، مش بصرف عليها يعني، وبعـدين يعني اي بتاع أي أنت دي؟! دي مراتي! "..
" دي مراتك بس مش في بيتك، الأولي كانت تطلب مني أنا "..
" معلشي تلاقيها اتكسفت "..
" أولا دي فـردوس يعني مبتتكسفش، ثـانيا هتتكسف مني أنا وأنت لا ليـه إن شاء الله أنا أخوهـا وأنت يدوب واحد كاتب كتاب يعني "..
" اه والله أنا يدوب جوزها فعـلا.. عيسى أنت عاوز اي دلوقتي!! "..
" متصرفش عليها يا حبيبي غير لما تبقي في بيتـك، لسـه قدامك سنـة علي ما تبقي تصرف بقي بـراحتك "..
قـال منتصـر بـتردد:
" اه هـو موضوع السـنة دا مينفعش يبقي ست شهـور! "..
نـظر له عيسـى بتعـجب تحول بخبث وهو يسأله:
" البت فيفي وقعتك ولا اي! "..
أجابه منتصـر بضحك:
" لا مش كدا، هـي بس قالتلي أتكـلم معاك وأقـولك نخليها ست شهور كمان بدل سنه، هي متعرفش إني أنا اللي حطيت المدة دي و مش عاوز أقولها عشان متفهـمش إني كـان عندي مشكلة في الموضوع كله أصلا "..
" قولها إني رفضت "..
" ليـه؟! "..
" أنت جـاهز لحيـاة جديدة و جـواز ومسئولية و بيت!! أنا عن نفسي لسـه شايفـك بتحـارب في اللي فـات، أنا عـارف إنك بتحتـرم فردوس و بتعـزها وإنها بقي ليها مكـانه غاليه في قلبك بس لما هي تسألك عن مشاعرك ناحيتها وقولتلها كدا هي مش هتكون مبسوطة، فـيفي بتفكـر في إنها لما تكون معاك هيكـون ليها مساحة أكبر إنهـا تقدر تخليك تحبهـا زي ما هي باين عليها أوي إنها بقت تحبك لدرجـة كبيـرة يمكن أنت أصلا جيت تقولي كدا علشان متجرحش حبهـا دا، وأنا مش عاوزك تعمل حاجه انت مش مقتنع بيها مية في المية، خصـوصا لو هيبقي فيهـا ضرر علي اختي "...
" هي بتعـمل كل حاجه علشـان تخليني مـرتاح، مش عاوزاني أحس إني اتجبـرت علي الجـوازة وأنا للحق بكـون مرتاح معـاها، فردوس شخص سلـس مش معقـدة بالنسبالي وبحس إنها دايمـا فاهمـاني، دمهـا خفيف وبتضحـك طـول الوقت بس بردو مش تافهـه.. فاهمني؟! "..
أومأ عيسى بإبتسامـة هادئـه ثم أردف بتعقل:
" ولكـن بردو مردتش عليا.. هل أنت اتخطـيت ولا لا!! وأنا طبعـا مش بطلب منـك تنسي نسـرين.. أنا عاوزك بس تصدق إنك ممكن تحب تـاني عادي و عامة أنا شايف إنك بتاخد خطـوة بس متـوافقش فيفي في النقطة دي بالذات.. أنتم لسه محتاجين وقت "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
↚
تمكـن عيسى من إقنـاع منتصـر وبالفعـل أخبر فـردوس بذلك بعـد أن عـاد من عمـله في مكـالمة هاتفيـه أنتهـت بمشاجـرة بينهـم أدت لمخـاسر كبيـرة...
" والله خسـارة فيك صينيه المكرونـة البشامـل اللي أنا كنت ناويـة أعملهالك بكـرا.. عندك المكرونه أبقي قرقشهـا بقي، ولعلمك مفيش جواز بعد سنـة، بعد خمس سنين أبقي كلمني ويا عالم هرد عليك ولا لا "..
حـاول كتم صوت ضحكـاته وهو يسألها بإستنكار:
" وإشمعنا خمس سنين يعني!! "..
" علشان يا بيـه أنا قـررت إني أشتغل وأحقق ذاتي وكاريري "..
" كاريرك!! دا هزار الكلام دا صح؟ "..
" لا مبهـزرش، أنا قـررت إني أرجـع تاني أفتح الكافيـة، أصلا عيسى كتبه بإسمي وأنا لازم أدير أموالي بنفسي "..
" ما شاء الله بقيتي تقـرري من دماغك ولا كأن ليكي راجل تسأليه!! "..
" لمـا أبقي في بيتك بقي ابقي اسألك "..
أردف منتصـر بحـده:
" لا مهو أنا مش خطيبك علشان تسمعيـني الكلمتين دول أنا جوزك ولازم لما تفكـري في حاجه زي دي تيجي تتكلمي معـايا، مش تيجي تقوليلي أنا قـررت وأنت بقي رأيك في الزبالة ميهمنيش "..
" بس أنا مقولتش كدا، طبعا رأيك يهمني بس أنا مفكـرتش إنك هتعترض وبالشكل دا، مش فاهمه يعني لو اتكلمت بهدوء هيحصل اي!! "..
" اقفـلي يا فردوس وموضوع الشغل دا تنسيه.. "..
أنهي المكـالمة بضيـق وهي كذلك نـظرت للهاتف بغضـب وقبل أن تنفـجر من غضبهـا ثم تحركت لخـارج المنـزل حيث كانت بمفردهـا....
كـان قـرارها هو التجـول قليـلا حـول المنـزل لتفريـغ غضبهـا منـه وبـدون أن تنتـبه كانت تقطـع الطـريق لتصـطدمها أحد السـيارات..
سقطـت أرضا متألمـه لا تشعـر بمن حولها ثم استسلمت للظلام الذي داهمـها وأخفي عنها النور...
......................................................
" اي دي؟! "..
" ورقـة طلاق.. طلاقنا "..
" لا ما أنا بعـرف أقـرأ يا زيـن؟! بس مش فاهم يعني اي عـاوزة تطـلقي؟! "...
قالت بإرتبـاك وهي تحـاول تفـادي النظر لعينيه مبـاشرة:
" أولا يا سليـم أنا ممتنـة فعلا للي أنت عملته معايا، أنت أنقـذتنـي.. مهما عمـلت عمري ما هقـدر أوفيلك حقك.. لكـن أنا بقيـت شايفـة إن جوازنا دا خلاص ملـوش داعي.. أنا من الأول مش حاسـه بأي مشاعر ناحيتك و كذلك مش حاسـه منك بأي حاجه... يمكـن لو انا للحظة حسيت إنك انجذبت ليا أو في حتي مجرد إعجـاب بيا كنت هتغـاضي النظر عن مشاعري ومكنتش هقول الكـلام دا.. بس انا بقيت حاسه إني بحـرمك من إنك يكون ليك حياتك العاطفية أو الزوجيـة المستقـلة..وعلشان كدا أنا أخدت القـرار دا ومستنية أسمع رأيك وهحترم قرارك "...
" هتسمـعي رأيي بعـد ما كلمتي محـامي أو مأذون وعملك ورقـة الطـلاق ومضيتي عليها كمـان!!! أنا كـل ما بحـاول اخد خطوة معـاكي أنتي اللي بترفضـي.. قولتلك تعـالي نسافـر سوا..زين أنتي حتـي مبتقعديش معايا علي سفرة الأكـل!! تجـاذب اي اللي هيحصل وأنا تقـريبا بشوفك مرة في اليوم ساعة العشاء وبعدها تدخلي أوضتك وتقفلي علي نفسك الباب!! مع إني يوم ما قولتلك نتجـوز قولتلك هيكون جواز طبيعي من غير اي شروط علشان صحه العقـد... ست شهـور يا زين ولحد النهـاردة كل ما بفكر أجيبلك حاجه بقف محتار مش عارف أصلا أنتي بتحبي اي من كتر تجنبك ليـا.. رفضت الأكل كذا مره وقولتلك طالما هتقعدي معايا يبقي مش هاكل وكنت بتدخلي وتسيبيني أضرب دماغي في الحيط، حتي يوم ما باخد أجـازة بتقعـدي ساكته ومبتتكلميش... أنتي حـتي وقت الأزمـة نفسهـا مكونتيش كـدا، بعد ما كل حاجه اتحـلت وخلاص أهلك بقوا حواليكي وأخوكي بقيتي كدا "...
كـانت عيناهـا ممتلئه بالدمـوع وهي تستمـع لحديثـه، كانت قاسيـه بالنسبـة لهـا، الأيام و الشهور وكـلماته وبرغم ذلك لم تتغير ملامح وجهها كثيـرا، باهتـه فقدت حيويتهـا... أردفت بهدوء:
" وعلشان كدا أنا شايفـه إني أعفيك من كل دا أحسن و ننفصل بهدوء"..
"واللي أنا شايفـه مناسب إنك محتاجـة دكـتورة نفسيـة، زي ما أخوكي قـالك قبل كدا"..
" وأنا مش هقـدر أحـكي لحد وأفتكر كـل دا.. فخلاص أنت مينفعش تعيش مع واحـدة من غير روح.. أنا حـاولت يا سليم والله حـاولت بس مش قادرة.. لا قادرة أخرج من اللي أنا فيه ولا قادرة أكمل معاك حياة طبيعيـة "..
" يـا زين أنا عـاوزك تبقي كويسه، وأنا مش عاوز حاجه منك يا ستي خلينا صحـاب، بس كلميني وعرفيني عنك و عن حياتك واعرفي عني حاجـة غير اي الأكل اللي أنا بحبه وخلاص، أنا مش هضغط عليكي وعد مني بس حـاولي و اسمعي كلامي وسبيني أحجزلك عنـد دكتورة كويسـه "..
" طيب تعـالا معايا "..
" مين قالك إني هسيبك أصلا!! هكـون معاكي في كل سيشن هتروحيــه بس توعـديني متقوليش الكلام دا تـاني.. أصل عيب يبقي قدامي بنت زي القمر كدا ومعجبش بيها دا أنا أبقي عبيط بقي "..
ابتسمت لـه بهدوء لمجـاملته ثم اقتربت تأخذ الورقة وقامت بتمزيقهـا تهمس بهدوء:
" أنا أسفـة "...
أقترب سليم يجـلس جوارها وسألها بهدوء:
" إي رأيك تقومي تغـيري هدومك ننزل نتعشي برا "..
اومأت برأسها وأردفت بإبتسامة خافته:
" وعاوزة آيس كريم "..
" عنيا.. يا سلام إحنا عندنا كام زيـن يعني!! يلا قـومي اجهزي بسرعه عشان ميت من الجوع "..
" حاضر مش هتأخر عليك "..
........................................................
" فـردوس مجـدي.. كلموني من تليفـونها هي فين!! "..
سـأل منتصـر بقـلق وهو بالكـاد يلتقط أنفـاسه، أخبـرته موظـفة الإستقبـال فـركـض يبحث عنهـا وبداخـله العـديد من التساؤلات، توقف علي رنين هاتفـه فأخرجـه يجيب بتعب:
" اه يا عيسى أنا وصـلت بس لسـه معرفش هي فيـن ولا عارف حصلها اي.. بدور عليهـا أهو "..
كان الأخير يقـود سيـارته بسـرعه جنـونيـة كادت تودي بحيـاته لكـنه لا يهتم الآن سـوي بأختـه.. سوي بتلك الفتاة التي أطغـت بمزاحهـا علي كل الآسي الذي مروا بـه....
بقـلب مضطـرب وعقـل يمر بأسوء التخيـلات في تلك اللحظـة، بالنهـاية ما مـر بـه ما زوجتـه الأولي لم يكـن أمرا هينـا أبدا لا يـتخيـل حتي أن يفقـدها، وإن كان لم يصـل بمشاعره معها لنصف ما احتفـظ به بقلبه لزوجـته الراحلـه ولكـنه لا يستطيـع إنكـار ما يحمـله بداخله من إهتمام تجاه تلك الفتـاة....
حـرك منتصـر مقبض الغـرفة المغـلقة ودلف للداخل يبحث عنهـا بإضطراب:
" فـرودس! "..
رفعـت فردوس عينيهـا لتجـده أمامهـا فنـادته بخـوف:
" منتصـر.. هو أنا هموت؟! "..
أقتـرب يجـلس جـوارها يـردف بقلق:
" اي اللي حصـل؟! أنتي كويسـه؟! فين الدكـاترة اللي هنـا!!!
" مش عـارفـة أنا عمـلت أشعـة من شويـة وسابوني ومشيـوا، ورجـلي بتوجـعني أوي مش قادرة أقف عليهـا "..
وقف منتصـر يقـول بإنفعـال:
" يعني اي مشيوا وسـابوكـي!! "..
" لا اقعـد متسيبنيش وتمشـي، خليك معايـا... أنا كنت خايفـة أوي، كنت حـاسه إني هموت خـلاص والناس اتجمعـت حواليـا وجابوني هنـا "...
جـلس منتصـر بجـوارهـا يضمهـا للمره الأولي فقـالت بتعب:
" أوعي حضن مرة واحده، أنا كدا اتأكدت إني بودع خلاص، واجهني بالحقيقه قالولك اي برا!! ".
ضحك منتصـر وابتعـد ينظر لهـا بيأس فتمسكت هي بـه لتضع رأسها علي كتفـه تسأله بتعب:
" كنت خايف عليا؟! "..
أجابها بهـدوء:
" كنت مرعـوب يا فردوس.. الحمد لله إنك كويسـه، هتطمن عليكي بس وبعـدين هعلمك الأدب عشان تبقي تخرجي من غير ما تعرفيني تاني "...
" أنت هتشـلني يا جـدع أنت!! أنت مش كنت متخانق معايا وقافـل السكـة في وشي هكلمك استأذنك كمـان!! دي مصيبـة اي دي!؟ "..
" بس اكتمي خـالص مش عاوز اسمع صوتك، خلينـي أكلم أخوكي أطمنـه عليكي قبل ما يعمل حادثه هو كمان "....
وقبـل أن يُكمـل حديثـه اندفـع عيسـى لداخـل الغرفـة وخـلفه خـالد، حنـة، والدته و زمـرد، جـلس عيسـى بجوار فردوس يضمهـا بقلق ينظر لها بتفحص:
" حصلك حاجه؟!! أنتي كويسـه؟! "..
اومأت له فردوس بإبتسامـة فأقتـربت حنة تضمهـا وهي بالكاد تلتقط أنفـاسها من كثـرة البكـاء:
" إزاي تخـرجي ومتقوليش لحـد، كنا هنتجنن عليكي "..
تأوهت فردوس تقـول بخبث:
" الدكـتور قالي الزعـل وحش أوي أوي عليا، أنا بقـول توافقي علي العـريس وتفرحي قلب أختك العيانه "..
دفعتها حنـة بخفـه في كتفهـا وابتعدت عنها تنظر لها بضيق تقول بتحذير:
" دي أخر مرة تخـرجي من غير ما تكوني قايله لحـد فينا علي مكانك... فاهمه ولا لا!!! "...
" بقـولكوا اي ما تحطـولي جهـاز تتبع أحسـن!!! "..
دلـف الطبيب وقـد كان منقـذا لهـا من تأنيب الجميـع لهـا، سأل بتعجب:
" اي يا جماعه العدد دا كلـه، الموضوع مش مستاهل يعني، في شـرخ بسيط في رجـليها هنعمـل جبيـرة متدوسش عليها لمدة إسبوعين و خـلاص الموضوع بسيط ان شاء الله "..
بعـدما أنتهي الطبيـب من عملـه أخذهـا عيسـى بيـن يـديه يحملهـا للخـارج ثم تحـركت السيـارات تجـاه منزل عيسى من جـديد...
تحرك عيسـى ليحمـلها من جديد ولكنـه وجد منتصـر بالفعل أقترب ليُساعـدها، فأقتربت زمرد من زوجهـا تقول بهدوء:
" سيبـه هو يسـاعدها "..
تنهـد عيسى بضيق:
" طيب هـركن أنا العربيـة، اطـلعي أنتي وراهـم "..
تحرك كلا في اتجـاهه وبقيت حنـة تنـظر في أثرهم بتـعب وحزن وحيـرة، ماذا لو فقـدت أختهـا أيضا اليوم!! كان اختبارا قاسيا بالنسبـة لهـا..
" متقلقيش... هي كويسه "..
يكفيـها ما مـرت به، لن تتحمل ان تقف الآن وتستمـع لمواساتـه و تنظر له فهـي كل ما تـريده هو ان تنسـي ملامحه، أن لا تجمعها صدفـه بـه، فهي تجـاهد قلبها اللعيـن منذ ستة أشهر لنسيـانه...
" ان شاء الله، معلشي بقي يا دكـتور تعبناك معانا "..
" أنا معملتش حاجه.. ألف سلامة عليهـا.. و مـبروك "..
سألته بتعـجب:
" مبروك علي اي!! "..
" هتتخطبي قـريب!؟ "..
" لا.. دا كان حد متقـدم وأنا رفضـت بس عيسى و فردوس مصممين إني اقابلـه، بس أنا عنـد قـراري "..
" هو العـريس اللي مرفـوض ولا المبدأ!!! "..
" المبـدأ "...
اومـأ لها بـدون أن يُضيـف حرفـا أخـر وتحـرك للداخـل فتحـركت خلفـه وهي تحـاول منـع نفسهـا من البكـاء من جـديد ف.. حنـة هي حنـة تواجـه كل مشكـلاتها بالبكـاء، لكن.. الحـب من طرف واحد يستحق البكـاء..
في الأعلي كـانت تحيط رقبتـه بيديها لتتشبث بـه وتنظر له بإبتسـامه تتأمل ملامحه عن قـرب فأقترب يهمس لها:
" أنا عارف إني حـلو بس مش كدا الناس تقول اي؟! "..
" أنت قمر.. ويقولوا اللي يقولوه محدش ليه عندي حاجه "..
ضحـك منتـصر ثم وضعهـا علي فراشهـا ثم أخذ وسادة يضعها خلف ظهرها وأخـري تحـت قدمها المصـابة يقـول بهدوء:
" نـامي كويس.. بكـرا هجيبـلك فطـار وأجي أفطر معاكي.. اجيبلك اي!! "..
" طعميـة وفول وبطاطس ومسقعـه وبابا غنوج.. وماية سلطه عشان بحبهـا "..
" عشان تفتح نفسك أصلها مسدوده "..
" اه فعلا عنـدك حق، أهو خليني أخس شوية "..
أقتـرب يمـازحها:
" لا متفقناش علي كـدا أنا عاوزك كدا زي ما أنتي"..
"قصـدك إني زي القمر صح!! قول قول متتكسفش محدش معانا"...
" طبعا وأنا اقدر اقو.....
احم احم.... خلصـتوا فيلم عشق مليئ بالدسم دا!!!
ابتعـد منتصـر و تحرك قليلا للخـارج بإتجاه بـاب الغرفـة:
" اه أنا خلاص اتطمنت عليهـا.. "..
تحـرك منتصر بحـرج مغـادرا لمنـزله و تابـع عيسى فردوس بحـده فنظرت له بتعجـب ترفـع كتفيـها في براءة مزيفـه...
" نـامي وارتـاحي.. كلامنا الصبـح "..
...............................................
في الصـباح التـالي...
تفاجـأ منتصـر بأن الجميـع اجتمـع بشقـة فـردوس و حنـة لتنـاول طعام الإفطـار سويـا، لم يهتم وتحرك يبحث عنهـا ليجدها تجـلس علي الأريكـة بجوار والدة خالد فألقي التحيه وألتفت يسألها بإهتمام:
" عاملـة إي النهـاردة؟! "..
" الحـمد لله، أحسـن.. حاسة إن كل الناس مهتمه بيا، انا بقيت محور الكون بجـد "..
ضحك منتصـر ثم أعطـاها حقيبـة مليئـة بالأطعمه السريعـه المختلفـه والمسليـات..
" جايبلك كـل حاجه تقـريبا، اتسلي بقي ومش عاوز رجلك تلمس الأرض، فاهمه ولا لا؟! "..
" حاضـر انا اساسا مش قادرة اتحرك "..
في الداخـل وقف عيس جـوار زوجته المنهمكـه في تحضـير الطـعام يسـألها بحيـرة:
" يعني بعـد ما ظبط كل حاجه هلغي!! "..
" يا عيسـى حنـة بتشتغل و فردوس لازم حد معاها و مامتـك متقـدرش تلاحق علي شغل الشقتين و ميـن هيهتم بفردوس؟! معلشي هنبقي نسافر في وقت تاني، أنا أساسا كنت تعبانه مش قادرة "..
" مالك؟! "..
" معـرفش بس هـروح أعمل تحليل أنيمـيا كدا "..
سألها بإبتسامة:
" مش يمكن تكـوني حامل؟! "
إمتلأت عيناها بالدمـوع وألتفتت تقـول بحزن:
" لا مش حامل.. يا ريت بس مفيش حمـل ولا حاجه "..
تحرك عيسى ليقف أمامهـا يسألها بهدوء:
" أنتي بتعيطي ليـه دلـوقتي؟! بقـالنا قد اي متجـوزين إحنا علشان تعيطي علي الموضوع دا؟! أنتي المفروض دكتـورة وعارفـه إن الخمس ست شهور دول ميعتبروش تأخير اصلا "...
" أنا عـارفـة ومش زعلانه ولا حاجه، أنـا بس حـاسه إني بفكـر في مليـون حاجه... الموضوع دا و بـابا اللي بقاله شهـرين مكـلمنيش خـالص!! وأخر مرة روحنا طنطـا قالي أبقي أكلمه قبل ما نروح..طيب هو مبيردش عليا اروحله إزاي؟! هو ما صدق خلص مني يعني! ليه هو أنا كنت بعمله اي!! ".....
" طيب مكـلمتيش عمـار ليه تسأليه؟! "..
" سألته قـالي إن عادي الوضع في البيت طبيعي، يعني بابا بيتجـاهلني، مش عاوز يعرف عني حاجه ولا يشوفني تاني!! "..
أقتـرب عيسى يضمهـا برفق فهـو حقا لا يملك من الكلمـات ما يواسيها بـه، فهـو لا يعرف حتي ما معني كـلمة أب...
بعـدما هدأت قليلا تركـته لتُكمـل ما تفعـله فأبتعـد عيسـى يُفكـر في فعل شيئ لإسعـادهـا، وقف جوار النافـذة منشـغلا بالأمر حتي قطـع خالد تفكـيره:
" عيسى... أنا كنت عـاوز أتقدم ل حنـة "..
ويتبع...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" عيسى... أنا كنت عـاوز أتقدم ل حنـة "..
إلتفـت عيسـى ينـظر له بهدوء ينتـظره ليُكمـل حـديثه فأكمل خالد يقـول بحيره:
" مش عارف أصلا هي هتـوافق ولا لا، أنا من فتـرة بفكـر و حاسس إني إتشديـت ليها من ساعة ما شوفتها، بس اللي كان بيخليني اتردد انهـا رافضة فكـرة الجواز تاني نهـائي "
"تـاني!"...
" أنا عـارف كـل حاجـه، حنـة كانت ضحيـة اللي حصـل دا يا عيسـى، إذا كـان مجـدي كان عـاوز يعمـل كدا في بنتـه اللي من دمـه.. بس أنا لا عـاوز أفتكر ولا عاوزها تفتكـر كل دا.. فأنت اتكـلم معاها و رد عليـا "..
" أهلك عارفيـن ولا لا يا خالد؟ "..
" لا مش عارفيـن غير انها كانت متجـوزة ومش عارفين إني هتقدملها "..
" خـد موافقتهـم الأول وبعـدين هتكـلم مع حنـة واللي فيه الخيـر يقدمه ربنـا... يلا تعالا خلينا نفطـر "....
تجمـع كل أفراد العائلـة والأصدقاء أمام الطـعام الذي أعدته كلا من فـردوس وحنـه بإقـتراح عيسـى، لا يـدري كيف تطـورت غيـرته تجـاه فردوس في تلك الفترة الزمنيـة القصيـرة، من داخله تـمني زواج منتصـر بهـا ولكنه الآن بات يكـره تلك الزيجـه و بات يكـره منتصـر بحد ذاته...
اتجـه عيسـى يجـلس بجـوار فردوس يسألها بإهتمام:
" أحسن دلـوقتي؟! ناقصك حاجه أجيبهالك!! "..
" لا أنا زي الفـل والله.. أختك أجمد من الحـديد متقلقش"...
ابتسـم لها ثم بدأ في وضع الطـعام أمامها تـاركا منتصـر في المقابل يجلس بجـوار خالد وينظر لـه ساخـرا، يُفسـد عليه مخططـاته، لنـري لأي مـدي سيتمكن في التدخل بيـنه وبين زوجـته..
تأففت حنـة وهي تتابـع هاتفها ثم نظـرت لأختها تقول بآسف:
" أنا معـرفتش أخد أجـازة يا فيفي، مش عارفـة أعمل اي قـولتلهم إني عندي ظرف وقالوا مفيش بديـل ليا "..
أجابتها فردوس بهدوء:
" روحي شغـلك يا بت أنا كويسه والله، وبعـدين زمرد و طنط زينـات معايـا، متشيليش همـي يا حنـون "...
ابتسـمت لهـا حنـة ولكـنها لم تشعـر بالراحـة فهي بـرغم كونهـا تكبرها سنا إلا أنها تشعـر دائما بالنقيـض، فردوس هي الداعـم الأكبـر لها، تهتم لأمـرها رغم كـل شئ وبرغم ذلك لا تستطيـع هي حتي مساعدتهـا مع إصابتها تـلك..
من داخـل تلك الأفكـار إقتحـم هو عقلهـا، ألا يكفيـه السيطـرة علي قلبهـا المسكـين و الآن باتت تُفكـر به، كم كانت حمـقاء لم تتحكم بمشاعـرها، هي فقـط ضعيفـة، هشـه ولا تفعـل شئ سوي البكـاء!!
" بعـد إذنكم، هغيـر هدومي وأروح الشغـل "..
في البـداية حنـة ومن بعـدها تحرك الجميـع أيضـا لأعمـالهم وتبقـت زمرد و زيـنات و والدة خـالد بجـوار فـردوس ليهـتموا جميعـهم بهـا...
...........................................................
بنهـاية اليـوم عـاد منتصـر لمنـزلـه، للمرة الأولي من شـهور يعـود ليـجد منـزله كمـا تركـه، للمرة الأولي لا يتعثـر بـرسالـة منهـا تتركهـا له ربمـا تغازله او تعـاتبه أو حتي تمـزح بهـا بكلمات مشاغبـة، بـرغم كـل مشاعـره تجـاهها إلا أنه لازال يحمـل بداخـله حبـا كبيـرا تجـاه زوجتـه ربمـا لن يتجـاوز، ربمـا تلك المدة لم تكـن كافيـه..
أخـرج هاتفـه بعدمـا ارتمي بجسـده علي الأريكـة ليتصـل بهـا ليأتيـه الرد بعـد لحظـات:
" جـوزي اللي وحشتـه موت صح!! "..
" طبعـا، طمنـيني عليكـي في وجـع في رجـلك ولا حاجـه!! لو تعبـاكي نروح للدكتـور تاني؟! أوعي تدوسي عليهـا "..
" لا أنا كـويسـه الحمـد لله، الوجـع خفيـف والدكـتور خالد بص عليها وقالي دا طبيعي "..
" الدكـتور خـالد عمل اي!! "..
" هو.. جه من شوية كـدا علشان ينـادي لوالدته فهــو دخـل و سألني عاملـة اي فقـولتله علي الوجـع يعني فمسك رجـلي من الجبيـرة والله و حركها كدا وقالي لا الوجع الخفيف دا طبيعي... دا دكـتور يا منتصـر "..
" والله أنا مش عـارف هلاقيها مـن أخوكي ولا من تصـرفاتك و دلوقتي بقي دكـتور خالد.. مهو دكـتور بقي يبقي يدخـل ويخرج علي كيفـه "..
ضحـكت تسأله بدهشه:
" اي دا يا منتصـر أنت غيـران.. يا روحي قد اي كيوت والله "...
" كيـوت آه دا أنا هطـلع روحك بس لما اشوفك، يا انا يا أنتي، يتقفـل علينا باب واحد بس وربي لأطلع عليكي القديم والجـديد "...
" اي يا عم الشـرير مالك، اي هـو أنا يعني بتعـامل مع خالد دا خالص، هو بس عشان تعبـانه وهو دكـتور في الشقة اللي قصادنا أهو يبقي أحسن ما أروح أدفع كشف بقد كدا، دا ببلاش بدون مصاريف الشحن حتي "...
" بعيـدا عن العتـه اللي أنتي قـولتيـه، دلـوقتي أنتي مش شايفـة إن أخوكي بقي واقف لينـا زي اللقمة في الزور؟! أخوكي بيغير عليكي مني علفكـرا "..
" عشـان هو بيحبـني أوي "...
" يـا سلام وأنا اي!! "..
سـألته بهـدوء بصـوت أقرب للهمس:
" وأنت اي!!؟ اي يا منتصـر! "
...............................................
صـرخ عيسـى بصدمه:
" زمـرد!!!! "..
أنتفضـت تلتفـت له تسأله بهلع:
" في اي يا عيسـى مالك!!! "..
" أنتي اي اللي عمـلاه في شعـرك دا؟! اااي دا!! "
"مالـه..صبغتـه النهـاردة وإحنا قاعديـن مع فردوس، مش حـلو ولا اي!!"...
" لا مش حـلو شيـليهـا بسـرعه إدخـلي إغسلي شعـرك دلوقتي "...
" أشيلها اي دي قدامهـا أقل حاجه تلات شهـور، وحشـه أوي بجـد!!؟! "...
تأفف وهـو يقتـرب تجـاهها ينـظر لهـا، لملامحها المستاءة و عينيها المليئـه بالحيرة فقـال ببعض الهـدوء:
" حـلو بيـكي، أي حـاجة هتكـون حـلوة عليـكي يا زمـرد، لكـن أنا بعشـق كل حاجه فيكي زي ما أنتي "..
ابتسـمت تقـترب منه:
" عـادي قولت تغيـير بـردو علشـان بقيـت حاسـه إن حيـاتنا بقـت روتيـن أوي، كل الأيـام شبـه بعض ودايمـا حاسـه إن في حـاجة ناقصـه في حيـاتنـا "...
تابعهـا بإهتمـام يُحـاول تفهـم ما تمـر بـه وأقتـرب يأخد يـدها ثم اشار لهـا لتجـلس و جلس بجـوارها يتنهـد يحـاول تنظيم كلمـاته:
" أنا مش مستعجـل علي موضوع الأطـفال دا يا زمرد، حتي لو مش مكتوبلنا خلاص مش عـاوز "..
بكـت تقـول بحزن:
" أنت مسمي شـركتك" آل عيسـى "، أنت عـاوز يا عيسى متحـاولش تراضيني بكـلام من ورا قلبك، أنا مش نـكديه علفكـرا بس أنا خايفـة، لما بقـولك غير كدا بكـون بكـذب عليـك... حتي مامتـك مبقتش نفسهـا في حاجه قـد إن يكون عنـدك طفـل، خلينـا نروح لدكتـور نتطمن"...
" بـرغم إني مش مـوافق علي الفكـرة دي وقولتلك دا قبـل كدا بس حـاضر يا زمرد هعملك اللي أنتي عـاوزاه "..
رفـع يده يمسـح دمـوعها ثم تحـرك للخـارج فأوقفتـه تسأله بتعجـب:
" رايح فين!! "..
" هخـرج أتمشي شوية مع نفـسي "...
" طيب ممكـن تاخدني شوية مع نفسـك؟ "..
ابتسـم عيسى وأومـأ لها بهـدوء:
" هستنـاكي في العربيـة "...
تحـرك عيسـى لتلحـق بـه زمـرد بعـد دقـائق قليـله تجـلس بجـواره بهـدوء فسـألها بإهتمـام:
" تحـبي نروح فيـن؟! "..
" بصـراحـة أنا نفسي أوي أكل حواوشـي "...
" إدينـي في الرومانسيـه "...
ضحـك عيسـى بينمـا يتحـرك بالسيـارة يتابـع الطريق بتـركيـز بينمـا هي تستنـد برأسها علي كتفـه، ضيق عيسى عينـه وهو يتـابـع المرآه أمامـه وصـرخت زمرد عندمـا وجدته انحـرف بسـرعه كبيـرة عن الطريق فسألته بصدمه:
" في اي يا عيسـى!!! "..
" في نـاس ورانا مس.لحـين... انزلـي تحت ومتطلعيش خـالص يا زمرد فاهمه!! "..
أومـأت برأسهـا في خـوف وبدأت في الدعـاء بصـوت خافـت متلعثم بينمـا أخرج عيسـى هاتفـه يتـصل بخـالد:
" حـالا تاخـد فردوس و حنـة و أمي وتنـزل هتلاقي حـراسي مستنيـنك تحت هكـلمهم دلـوقتي هيـاخدوهم القصر هناك آمان، خليك معاهـم يا خـالد أوعي تسيبهـم "....
سأله خـالد وهو يـركض للخارج:
" أنت فين يا عيسـى؟! "..
" أنا بـرا مع زمـرد وفي ناس ورانـا، مش معايا سـلا'ح بحـاول أتوهم بالعربيــة، سيبـك مني منتصـر هيتصـرف خليـك بس مـعاهم زي ما بقـولك "...
أنهـي عيسـى المكـالمـة واتجـه خالد بالفعـل يدق البـاب المقابـل لشقتـه لتخـرج حنـة وهي تضـع حجابها بعشوائيـه وقد شعـرت بالفزع بالفعـل و اكتمـل بحـديث خالد:
" لازم نمشـي من هنـا دلوقتي.. أنتي وفردوس بسرعه تكونوا تحت "...
" اي اللي حصـل!!! "
" مفيش وقت أفسرلك دلوقتي، يلا يا حنـة بسرعة "....
أومـأت له سـريعـا ثم تحـركـت للداخـل لتجـد فردوس بالفعـل قد استيقظت تسألها بقلق:
" في اي؟! حد حصله حاجه؟! عيسى كويس؟ "..
" معـرفش، خالد بيقـول لازم نمشي من هنا، فين الإسدال بتاعك!؟ "..
" متعلق ورا البـاب.. انا هكلم منتصر "...
أخذت هاتفهـا تتصـل به ولكنهـا تذكرت مكـالمتهم الأخيـرة عندمـا لم يُعطيهـا جوابه لتُدرك بأنهـا لم تنجـح في مساعـدته في تخطي زوجته وتقبلهـا هي كزوجـة له، لم تنجح في استمـالة قلبه وعاطفته، وضعت الهـاتف جانبا بحـزن ثم أخذت إسدالها ترتديـه وكذلك فعـلت حنه وعادت لتـأخذها تُحـاول مساعدتها علي السير...
في الأسفـل انتـظـرهم خـالد وبجـواره زينـات تضع يدهـا علي قلبهـا الذي يكـاد يتوقف خـوفا علي ولدهـا تتمتم:
" ربنـا يستـر عليك يا عيسى أنت ومراتك "..
سألتها فـردوس بقلق:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" هو اي اللي بيحصـل!!؟ عيسى وزمـرد فين! "..
" معـرفش يا بنتـي، مش فاهمـة حاجـة، خالد بيقول في مس.لحيـن وراهم بالعربيـة "...
دلف أحد الحـراس المخـلصيـن لعيسـى يقـول بجدية:
" لازم نتحـرك حـالا، متقلقـوش مفيش خطر عليكم بس لازم ناخـد إحتياطنـا هنتحرك لمكـان آمان لحـد ما القائـد يجيلنـا.. اتفضـلوا "...
تحـركت فـردوس بقـلب مضطـرب وهي تستـند علي أخـتها تكـاد تموت خـوفا وبمجـرد أن جـلست بالسيـارة أخرجت هاتفهـا لتتصـل بزوجـها لتـجد خط الإتصال الخاص بـه مشغـولا..
" أكيـد عرف اللي بيحصـل.. ربنا يستـر، يارب استر يا رب ورجعلي أخويـا ومراتـه بخيـر واحمي منتصـر يا رب "...
علي الجهـة الأخري كـان عيسـى قد ابتعـد كثيـرا بسيـارته وبـرغم ذلك لم يُبطـئ من سـرعته، اعتدلت زمرد لترفع جسدها ولكنه صرخ بها:
" مكـانك... إحنا متراقبيـن، هيظهـروا في اي وقت دلـوقتي "..
" وهنعمـل اي يا عيسـى!؟ ميـن دول أساسا! "..
" مش عـارف، أنا بقـالي فتـرة بعيـد عن كل دا مركز في شغلي وبس، مش عـارف ميـن، مجـاليش أي معلومـة عن حد.. "
"ربنـا يستـر"...
" متخـافيش، كنا هناكل حواوشي أهو دلـوقتي هيتعمل مننا حـواوشي "..
" ولازمتهـا اي متخـافيش بقي يا قائـد "..
ضحك عيسـى بسخـرية وهو ينظر لهـا ثم ألتفت ينـظر للطريق أمامه وقد امتـلأ بالسيـارات التي تحـولت حـوله تحيط بسيـارته فأبتلعت زمرد غصتها تقول بخوف:
" هنمـوت خلاص!! "..
ابتسم عيسي يقـول بثقـة:
" دول رجـالتي.. خلاص اطـلعي "...
رفعـت زمرد جسدهـا تنـظر حولها بصـدمه، كأنه اسطـول من السيـارات و عشـرات الحراس حـولهـم، خرجـت من السيـارة كما فعـل عيسـى وتحـركت تقف بجـواره، من إحدي السيـارات خـرج منها منتصـر وتحـرك بهـدوء تجـاه عيسـى يقول بجـدية:
" نبيـل الصيـرفي... هرب قبـل تنفيذ حكم الإعد'ام "..
قـال عيسى بغضـب:
" يبقي هو اللي حابب إن نهـايته تكـون علي إيدي أنا "..
أوقفـه منتصـر يقـول بغضـب كالجحيم:
" محـدش هينفذ الإعد'ام في اللي قت.ل مراتي غيـري يا عيسـى، أنا اللي هنـفذ.. ولـوحدي "..
تحـرك منتصـر عائدا لسيـارته ثم انطـلق بهـا بعيـدا عنهـم فأشـار عيسـى لحراس، لتتحرك ثلاث سيـارات مليئـة بالحراس خلف منتصـر و تبقت سيارة أخيـره تحـركت خلف سيـارة عيسـى، الذي انطـلق هو الأخر بسيـارته يتنهـد بتعب لعـودة المصاعب من جـديد...
..............................................
" مسـاء الخير، بعتذر لو جيتـلكم في وقت متأخر بس عمـلت صينيـة الكيكه دي فقـولت أجيبلكم ومنه نتعـرف "...
أقتـربت زيـن من خـلف سليـم الذي وقف أمام البـاب و من الخـارج تري تلك السيـدة غريبـة المظهـر، بثيـاب برغم أنها واسعه إلا أنها كـانت بالخفه التي ابرزت جسدها وبوجـهها وضعت مساحيق التجميـل بشكـل إحترافي، تقدمت زين تقف بالأمام وسألتهـا بهدوء:
" هو مين حضـرتك؟! "..
" أنا جميـلة جـارتكم الجـديـدة "...
" أهلا بيكي نـورتي، أنا زيـن و دا الدكتور سليم جـوزي "..
" وحضـرتك دكـتور اي بقـي، أصـل أنا بقـالي يـومين دايخـه خالص وعملت تحـليل قالولـي مفيش، أبقي أجي ليك تكشف عليا "..
نـظرت لهـا زيـن بضيق لطريقـة حديثهـا وقـالت بهـدوء:
" دكـتور شـرعي.. "..
" يوه يا سـاتر.. لا ان شاء الله متكشفش عليـا أبدا.. اتفضلوا الكيكه بالهنا والشفـا "..
أخذتهـا منها زين مع ابتسامة بسيطـة ثم أغلقت البـاب، تحركت جميـله تجاه المصعـد وهي تبتسم بخـبث:
" دكـتور شـرعي.. حلو دا ينفعـنا في شغلنـا، بس خليـني أتسـلي الأول شـوية وهو زي القمر كدا "..
بالداخـل تسألت زين بتعـجب:
" اي الوليـه المخلعـه دي "..
" وليـة مخلعـه؟! "..
" أيـوا شكـلها مـريب كـدا مش مريحــه، اعمـل اي بقي المفـروض مرجـعش الطبق دا فـاضي.. احطـلها فيه اي بقي؟! "..
تحـاول بدء محادثـة معه بدلا من تجنبـه طيلـة الوقـت، بالنهـاية كان محقا بكـل حديثـه وبرغم ذلك اقتـرب هو منهـا يقول بتفكيـر:
" إعملي بـردو حاجه حـلوة و ابعتيلها منهـا.. مثـلا باستافلور بتعـرفي تعمليهـا "..
" ايوا بس مفيش مـربي و كمـان هحتاج شوية حـاجات.. بكـرا الصبـح هطلبهـم من البواب "...
" وتطـلبيهم ليه، ادخـلي غيري هدومك ننزل نجيبهـم ونسـهر نعملهـا سوا..يـلا من غيـر تفكيـر "..
دفعـها من كتفيهـا يجعلها تسيـر أمامه تجـاه غرفتهـا وقال بجديـة:
" يلا غيـري هدومك بسـرعة "..
بـدلت ثيابهـا سـريعـا فلم تهـتم ماذا تـرتدي، لم تعـد تهتم حتي بمظهـرها ولم تبتـاع ثيـاب جديـدة من فتـرة، لا تستخـدم مستحضـرات العناية بالوجـه.. لم تعـد تهتم بكـل شئ، لا شئ يجعلهـا سعيـدة...
وبـرغم ذلك ابتسـمت بهدوء وهي تجـلس بجـواره في السيـارة.. أمام محـاولاته من اجل تلك العلاقـة لم تستطـع إكمـال إنهيـارها و عليها الدفع بنفسها للمحـاولة ايضا....
" تيجـي نعمـل حاجه مجنـونة!! "..
" زي اي؟! "..
" يعنـي.. هقف بالعربيـة هنا و مثـلا شايفـه مجمـوعة البنـات اللي قاعديـن هناك دول، هتروحي تقوليلـهم حاجـة تخليـهم يخافوا، عاوز اشوف رد فعلهم من وأنا هنا "...
" اي دا لا طبعا هو أنا أعرفهم، وبعـدين هقولهم اي اصلا؟! لا لا خلينا نجيب الحاجة ونروح "..
" اي دا مين اللي بيستسلم!! زين؟ لا مش معقول مش مصدق "..
نظـرت له بضيق ثم نـظرت مجددا للفتيـات و بغضب تحـركت لخارج السيـارة و تابعهـا هو بحماس...
وقفـت زيـن أمامهـم وتحـدثت ببعض الكلمات جعلـت الفتيات يقفـن جميعا وعلي وجههم ملامح الذعـر ثم تحـركن بعيدا عن المكـان بأكمله، عادت زين بكـل ثقة وجـلست بالسيـارة من جـديد بكـل هدوء فسألها سليم بصدمه:
" اي دا يا فنـانه!! عملتي اي بالظبط!! "..
نظرت له تقول بتحـدي:
" اعتقد دلـوقتي جه دوري يا دكـتور سليـم... تمام حضـرتك هتقف في نص الطريق وهتـرقص رقصة البطـريق "..
صاح سليم بصدمه:
" اااي!! "..
.....................................................
" اي دا؟! دا القصـر؟! بس دا مكانش الطريق بتاعـه؟! "..
" دا طريق مختصـر مفيش كتيـر يعرفـه.. "..
تحـرك عيسى لداخـل القصـر وأخيـرا فأنتبهـت لـه والدته التي تحـركت بتعـب تجاهه تنـظر له بقلق:
" الحمد لله، الحمد لله إنك بخيـر يا ابني، الحمد لله انكم رجعتم بالسـلامة يا عيسـى "...
أخذها عيسـى وجـعلها تجلس من جـديد ثم جلس جوارها يقـول بهدوء:
" انا كـويس متقلقـوش، معـلش قلقتكم بس أول ما حسيت بالخطـر مكنتش خايف غير عليكم لأنكم لوحدكم علشان كدا خليت خالد يجيبـكم هنا "...
سأله خالد بإهتمام:
" هو في اي يا عيسى؟! مين الناس دي؟! "..
" دا.. نبيل الصيـرفي اللي قتـ.ل نـسـرين مرات منتصـر، هرب من السجـن "...
سألته فـردوس بقلق:
" منتصـر أكيد ميعرفش الكلام دا يا عيسى صح!؟ "..
" للأسف منتصـر هو اللي قـايلي و رفض إنه يخليني اتصـرف معاه.. طلب انـه يتصـرف بنفسه.. بس متقلقيش يا فيفي حراسي معاه و كلمت قاسم هيتصـرف "..
بـرغم قدمهـا التي تؤلمهـا بشـدة الآن إلي أنهـا وقفت تتحـرك تجـاهه تسـأله بتعـجب:
" يعني اي قاسـم هيتصـرف!!طب وأنت مش هتتصـرف؟! هتسيبـه يـروح يا يت.قتـل يا إما يق.تلـه هو وياخد إعد.ام صح!! ".
" زمـرد منتصـر تحت عينيـا، أنا لازم أرجـع زمرد بنفسـي وأتطمن عليكـم "...
" تمـام أنت جيبت مـراتك واتطمنت وأنا هروح أتطمن علي جـوزي "..
صـرخ عيسـى بغضـب:
" فـرودس اقـفي مكانك مش ناقص جـنان.. منتصـر مش هيحـصله حاجه وأنـا مش سـايبه لـوحـده، مش عاوز كـلام كتيـر "...
جـلست فـردوس تبكـي، للمرة الأولي تواجـه مشكـلة بالبكـاء، فما بيـدها حيـلة الآن!!
ليس بيدها سوي إنتظـاره يأخذ إنتقـامه من قاتل زوجـته، المرأة التي يُحـب!!"..
تحـرك عيسـى من جـديد وأصـبح القلق مشتركـا بين الجميـع حتي كـادت فـردوس تفقـد عقلهـا و حنـة تُحـاول تهـدئتهـا لكن بلا اي نتيجـة وطـال الإنتظـار حتي آذان الفجـر فأقتـربت زمـرد تربت علي رأس زمرد بحنان:
" فيفي قـومي اتوضي وصـلي الفجـر "..
" عيسى كلمك؟! "..
هزت زمرد رأسهـا بنفي وهي الأخري تكـاد تمو.ت خوفا وقلقا ولكنهـا استطـاعت التماسك ولو قليـلا...
إلتفـتت فردوس لخـالد الذي جلس بمفـرده في زواية بعيدا عنهـم وسألته أيضا:
" معـرفتش حـاجة يا دكـتور؟! طمني بالله عليك "..
" للأسف موصلتش لأي حاجـة "...
تحـركت فـردوس ببطـئ تجـاه إحدي الغـرف لتقـوم بتأديـه صلاتهـا ففعـلت ثم جـلست لدقائق في حـاله من الصمت، حتي عيناها توقفت عن البكـاء، تحـركت من جـديد وجلست بنفس مكـانها يتابعهـا الجميـع بقلق، خوفـا من أن يصيبهـا سوءا...
وأخيـر عـاد عيسـى، إلتفت الجميـع علي صوته خطـواته يتحـرك للداخـل، بجـواره منتصـر يتحرك بهـدوء..
إلتفتت فـردوس تنـظر له، ثيـابه ملـوثه بالد.مـاء و يده مضمـدة، تحـاملت علي قدمهـا وأقتـربت تقف أمـامه وسألته بقهـر:
" اي؟! انتقمت خلاص؟ خدت حقـك يا منتصـر ولا لسـه؟قت.ـلت ولا لسـه فيه الروح تروح تخلص عليـه!! ومش مهـم أنا بقي اللي وقفت حياتـي كلها عليك وحبيتك برغم انك محبتنيش أبـدا "...
قـال عيسـى بهـدوء يُشير للجميـع:
" تعـالوا نطـلع فوق هما محتاجين يتكلموا لوحـدهم "..
بـعد تحـرك الجميـع تحـركت هي تجـاهه ولكن خانتهـا قدماها فـكادت تسقط لولا يديـه التي تمسكت بهـا، أقترب منهـا منتصـر يحملهـا ثم وضعهـا برفق علي الأريكـة القريبة منهـم...
" حـق نسـرين رجـع يا فـردوس "..
تـزايد بكـاؤها ودفعتـه بعيدا عنها تقول بقهر:
" طلقني يا منتصـر.. "
ويتبع...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" طلقني يا منتصـر.. "
" بس أنا اختـارتك أنتي يا فـردوس.. أنا مقت.لتـوش، هـو اللي حاول يخلص عليا والله حتي شوفـي "..
مد ذراعه لهـا فأنتبهـت له تضع يدها برفق علي ذراعه وقد استعـادت بعد هدؤها بعـد كلماته الأولـي وسألته بإهتمام:
" اي اللي حصـل؟! "..
فـلاش بـاك...
" طب اللي يهـرب يلـم نفسه لحـد ما الدنيـا تهـدي حواليـه، مش أول ما تـهرب تسن سنـانك علينا من تانـي، اي يا نبيـل نسيت تايجر ولا اي!!! "..
إلتفت نبيـل بصدمـه عندما وجـد منتصـر خلفـه ولكنه لم يسأله كيـف توصل لمكـانه عندمـا رأي حراسـه مُقيـدون بواسطـه حراس آخرين يعـرفهم جيدا، حراس القائد..
" خوفت صـح!! كنت اتـعد'مت أهون علي الأقل كـنت رحمت نفسـك مني ولا أنت مبتحرمش!! "..
اقتـرب منتصـر يتـرك المُقدمات والحديث الذي لا داعـي لـه وأخذ يُكيـل لـه الضـربات المؤلمه الواحدة تلو الأخري دون اي فـواصل، لا يـري أمامه سـوي صـورة زوجتـه التي قُتـلت غـدرا...
لم يبـتعد إلا عندما رأي عيسـى و خلفـه قاسم وقـوات الشـرطـه فأبتعـد نبيـل يـأخذ سـلا'ح منتصـر من بين ثيـابه يصـرخ بجنون:
" محدش يقـرب مني وإلا هخـلص عليكم.. محدش يقـرب مني "...
نـظر له منتصـر بسخـرية و مد يـده لأحد الحراس فأعطـاه سلاحـه ليصـوبه منتصـر تجاه نبيل:
" محـدش هيقـرب غيري، أنا كفـاية عليك "..
صـاح قاسم بتحـذير:
" لا يا منتصـر.. سيبـه أنا هتصـرف معاه "..
" أسيبـه علشان يهـرب تـاني يا حضـرة الظابط!! هو مش ليه حكـم إعـد'ام.. خلاص أنا هنفـذ "..
" هتتعـرض للمسائلة القانونيـة يا منتصـر.. وأنت يا نبيـل إرمي السلاح مش هتستفـيد حاجـة باللي بتعمـله دا!! "..
أجابه نبيـل بغضب:
" ما أنا كـدا كدا ميت، يبقي مش هموت لـوحدي بقي "..
يـده الممسكـه بالسـلا'ح تجـاهد لإطـلاق الرصـا'ص وعقـله كأنـه توقف عن التفكيـر و لثـانيـة واحده استمـع لصـوتها وكأنهـا تتحـدث من داخـله أو تقف بجـواره لا فاصل بينهـما تُهمـس بإسمـه فقـط.. لم تكـن نسـرين هذه المره بـل كانت تلك الصغيـرة التي أيقظت بداخـله مشـاعر لم يختبـرها حتي في زواجـه الأول، كأنه يـراها ويري نفسه من خلف القضبـان وهي تتكـر عليه نفس سـؤالها الأخير لـه تسأله إن كـان لها ولو مكانا صغيـرا بقلبـه...
أخفض منتصـر سلاحـه و تراجـع خطوة للخـلف ولكنـه هاجمـه نبيـل بـطلقه نـارية بالكـاد اصابت ذراعـه فأمسك منتصـر ذراعه بألم و قـبل أن يتأخذ أحد ردة فعـل كانت رصـاصه قاسم تستـقر بصـدر نبيـل يقول بضيق:
" طلبها ونـالها "..
نـظر عيسـى له بضيق وأقتـرب يفحص ذراع منتصـر يقول بهـدوء:
" هنـربطـها بس دي شظيـه، مفيهاش حاجـة "..
أومـأ له منتصـر بتعـب وقبل أن يتحـرك سأله عيسى:
" سيبته لـيه؟! "..
" علشان عنـدي اللي أخاف أتحبس وأسيبهـا... مش عـاوز يبقي حبهـا ليا يبقي سبب تعبهـا، حب فـردوس ليا هو أحلي حاجـة حصلت معايا، أنا اللي محتاجها مش هي "...
ابتسـم عيسى بهـدوء ثم تحـرك للخارج رفقـة منتصـر وعاد به للقـصر...
بـاك...
" أنت حـلو أوي يا منتصـر "..
ضـحك منتصـر واتسعت ابتسامتهـا ينـظر لعينهـا التي إلتمعـت بحبـها لـه، أقترب منهـا يطبع قبله رقيقـه علي جبهتهـا فنظرت له بضيق:
" مش هتتغـير أبدا "..
تعـالت ضحكـاته و اعـتدل يـُمسك ذراعـه بألم يقـول بحسـرة:
" أنا عـاوز دكـتور يشوفلي دراعي دا بجد "..
" دكـتور خـالد هنا خليـه ينضفلك الجرح قبل ما يلتهب "..
سكـن جسد منتصـر و نظر أمامه لدقيقـه ثم وجـه عينيه لها يسألها بإستنـكار:
" دكـتور مين اللي هنا يا قلبي؟! "..
ابتلعـت ريقها تقول بتوتر:
" دكـتور خالد.. هو اللي جابنا هنا وأنا والله مقولتلوش عيسي اللي قـاله، وبعدين كان واقف هنا مشوفتوش "..
أجابهـا بضيـق:
" مكنتش شايف غيرك "..
" والله أنا ما عارفه افرح ولا ازعل من الجـمله، قوم يا منتصـر ناديلهم والله ما عارفه عيسى مفضيلنا الجو علي اي! "..
" تعـرفي إن أهم مميـزات البنت إنها تكـون تقيـله "..
" إحلف والله أنا خمسـة وسبعين كيـلو كدا تقيـلة صح! "..
نـظر لهـا منتصـر بتقـزز ثـم تحـرك بعيـدا عنهـا يقـول بيأس:
" مفيش فـايدة، فيـن دكـتور خالد دا يجـي يعمـلي ايدي خلـوني أروح أنام "..
أخـرج منتصـر هاتفـه ليتصـل بعيسـى فآتي بعـد قليل و خلفـه خـالد و بعـد دقائق كـان الجميـع بالأسفـل و خالد يجـلس جوار منتصـر ينظـف له جرح ذراعـه وفـردوس تنـظر له بآسـى:
" محتاجيـن مستشفس نتحط فيها إحنا الإتنيـن "...
أجابتهـا زينـات بضحـك:
" علي رأيك يا بنتي والله، بس يـلا الحمد لله إنكم بخـير "..
قـال عيسى بهـدوء:
" السـاعة بقـت سبـعة، خـلونا نـرجع البيـت أنا تعـبت عاوز أنـام شوية وأعتقـد كلنـا تعبانين يا عيـلة مفيهـاش غير مصايب وبـس، أنا نفسي ناخـد نفسنا يوميـن بس حتي!!! "..
ضحـك خالد وأقتـرب يسـير جـواره للخـارج و بالخـلف منتصـر يُسـاعد فـردوس علي السيـر و البقيـة خلفهـم، عائـلة جـذابة للمصـائب حولهـا، لا يمـر يـوما دون قصـة جـديدة بينهمـا وبين الحياة الطبيعيـة سدا يمنعـهم من السـلام والراحـة...
.......................................................................
بعـد شهـر..
" يعـني اي يعنـي الكيـلو ب40 جنيـة ليه هي الطمـاطم فاكره نفسها مانجـا ولا اي!!! أما أنتوا شوية حـرامية بصحيح!! "..
أقتـرب البائـع منها يصيـح بغضـب:
" بقولك يا ست يا تشتـري بالسعر اللي أنا حاطه يا تتكلي علي الله، مش ناقصـه مناهـدة علي الصبح "..
" لا هشتـري و 25 عشـرين يا هفـرج عليك الخلق كلهم وأقولهم إنك بتزور في الميزان يا حـرامي "..
نـظر البائع حـوله بغضـب خوفا من أن يخسـر زبائنـه، إقتـرب سليم يقف جـوارها بعد أن حصل علي المشتريات التي أخبرته بإحضـارها فنظرت بداخل الحقيبة وهي تلتقط أنفاسهـا بصعـوبة فسألها بتعجب:
" أنتي كنتـي بتجـري ولا اي؟! "..
لم تجيبـه بل ألتفتت للبائع تنظـر للميزان بتـركيز ثم أخذت منه الخـضار وأعطـته المال وهي تحدجـه بنظرات غاضبـة، حتـي سليم جوارها كان يتابعهـا بتعـجب..
" بقـالك يـومين بايت في المستشفي ليـه؟! "..
" شغل مهـم والله، مش قولتلك اقعـدي اليومين دول عنـد أهلك بدل ما تفضـلي لوحدك؟! "..
" لا كنت مشغـولة في تنضـيف الشقـة، أول امبارح روحت في معادي عند الدكـتورة وطولت شوية و بعـدين رجعت مخـرجتش غير لما أنت كلمتني انك جاي، قولت بقي أقابلك تيجي معايا أجيب الخضـار قبل ما تطـلع "..
" طب قوليلـي عاملة أكل اي النهـاردة؟! "..
" لسـه معملتش، هعملك مكرونة بالبشاميل "...
" الله أنا بحبهـا أوي "..
" ما أنا عـارفه عشان كـدا قولت هعملهـا لما تـرجـع "..
غمزها سليم يسألها بمشاكسه:
" دا حب دا ولا اي؟! "..
" تؤ، إهتمـام "..
ابتسـم يقـول بهدوء:
" واي يعنـي و هو الإهتمام اي غيـر وسيلـة للتعبيـر عن الحـب... ما علينا من المسميـات يا زيـنـة "...
" اي حكـاية زينـة دا!! إسمي زيـن وبس "..
" عاجبنـي زينـة أكتـر و عـارف إنه بيـوترك وأنا بحب أشوفك متوترة "..
دلفـت لجواره بالمصعـد و نظرت لـه بتـوتر بالفعل تـدافع عن نفسها:
" علفكـرا مبتوتـرش ولا حاجه، بس مش فـاهمه ليه ممكن تكون بتحب توتـرني!! غلاسه وخلاص!؟ "..
إلتفت يخطـو تجاهها يقـول بثبات:
" علشـان دا معنـاه إن ليا تأثيـر عليكي، وأي راجل هيحب كدا، بحب أشوف في عينيكي إن قـربي منك بيلغبطك.. إحساس حـلو صدقيني "..
" كـلام كتب و فلسفـة فـارغه والله "..
قـالتها وهي تتجـاهله تخطـو لخارج المصعـد ثم أخرجت مفتـاح الشقـة و تحـركت للداخـل تجاه المطبـخ وهو خلفهـا فألتفتت تأخذ منه الأغراض وقالت بهدوء:
" أدخـل غير هدومك ونام شويـة علي ما أحضرلك الغداء و آه علفكـرا ماما بكـرا عازمانا علي الغـداء متقـوليش عندي شغـل، هي عاوزاك تقعـد مع خالد تقنعـه يشيـل موضـوع حنة دا من دماغـه "..
" أنا مش عـارف ماما رافضـه ليه بجد! "..
" علشـان هي في مقام أخت عيسـى و هـي برغم كل اللي عيسـى عملـه خايفـه، هي شايفـه إن كل اللي حـواليه بيتأذوا بسببـه، حتي مرات منتصر صاحبـه ماتت بسببـه "..
" اه مرات منتصـر دي كانت عـندي في المشرحه أنا اللي مطـلع التقـرير بتاعهـا، كانت جريمـة بشعه "..
" ربنـا يرحمها ويغفـرلها، بس أنا عاوزاك يا سليم تقعـد دع ماما هي وتقنعهـا توافق، البنت كويسه ومحـترمة و متعلمـة كـويس ومثقفـه وأنا بجـد شايفاها مناسبـه لخالد، دا طبعا غير إني شايفه حب خـالد ليهـا و زعلانه علي زعـله، حاول تقنع مـاما يا سليم بالله عليـك.. يعني في الأول والأخر.. لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنـا "..
يبـدو أن شمس الحيـاة بدأت في الإشراق من جـديد بالنسبـة ل زيـن، فأصبحـت أكثر إهتماما بذاتها وبمن حـولها، أكثر حيويـة و نشـاطا وهذا يُعجبـه، بل يـجذبه تجـاهها، إهتمامه بهـا أصبح رغبتـه الداخله وليس مجـرد واجبـه كالوقت السابق يحرص فقط علي تأديتـه...
" إن شاء الله المـوضوع هيتم، هحاول أقنعهـا بـكرا و خيـر بقي، يـلا أنا هدخل دلـوقتي أنام شويـة "..
ابتسـمت وانشغـلت بمـا حولهـا تبدأ في تجهيـز الطـعام حتي انتبهـت علي صوتـه يناديهـا فتحـركت للداخـل لتري ما يـريد..
" نعـم؟ "..
" أنتي نقـلتي حاجتك هنـا؟ "..
" اه، هو.. دي نصيحـة الدكـتورة، هتضايق؟! "..
إلتفت ينـظر لها بتعجـب وأجابها سريعا:
" لا طبعـا "..
ابتسمـت بتـوتر وكادت ترحـل ولكنها توقفت علي سؤاله المتعجب:
" أنتي اشتـريتي هدوم جديـدة؟! "..
" أيـوا.. لبس بيتـي و كام طقـم خروج "..
" جـبتي فـلوس منيـن؟ "..
" أخدت من بـابا "..
عبسـت ملامحـه وسألها بحده:
" يعني إي أخدتي من بـابا؟! ليـه مش قـادر أصرف عليكي ولا عـارف أجيبلك هدوم؟! ليه مطلبتيش مني عمـري ما كنت هرفض!! "..
" أنا.. بصـراحه اتحرجـت، أنا بـاخد منك مصـروف البيـت و متعودتش أنا اللي أطلب "..
تنهـد سليم ينـظر لها بإنزعـاج و أردف بحـزم:
" أنا محـدش يصـرف علي بيـتي ولا علي مراتي يا زيـن حتي لـو بابا.. حقـك عليا أجيبلك كل اللي أنتي عـاوزاه ومفيش حاجه اسمهـا اتحرجـت "..
" معـاك حق، أنا أسفـة "...
تنفـس ليـعود لهـدوئه ثم أقتـرب يقف أمامهـا وأمسك بيدهـا يقـول بهدوء:
" لما تحتاجي اي حاجـه تقـوليلي وأنا هسيبلك زيادة علي مصـروف البيت بعـد كدا "...
رفعـت عينيهـا له، كيـف يمكـن له التصـرف معهـا بكـل ذلك الود، وكأنه لم يُجبـر علي الزواج منهـا، بحـثت بعينيه عن النـدم علي قراره فلم تجـده رأي ندم ذلك وهو يفعـل كل ما بإستطـاعته لمساعـدتها علي التخـلص من ذلك الإكتئـاب الذي شخصتهـا بـه الطبيبـه..
في البدايـة تـركهـا لراحتهـا، تركها لعزلتها و صمتها الدائم و بكـاؤها المستمـر، بمجـرد ان خطـت هي خطوة واحده لمحاولة إنقاذ زواجهم كان هو بالمقابل يفعل أضعاف ما تفعـله، وكأنها لم تنفر منه يوما، لم تتجاهله بالأيام والليالي!! لم تسـرق منه الحق بالزواج من فتاة يُحبهـا...
سحبـت يدهـا و ابتسـمت بخفـوت تتحـرك للخـارج تتركـه ينظر في أثـرها كالمعتـاد..
.........................................................
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" روح أقعـد جمب إخواتك يا عيسـى وسيبني أشـوف اللي ورايا "..
" يعنـي موحشتكيش؟ ولا كأني بقـالي أسبـوع مسافـر "..
إلتفتت تنـظر له بحـب، لم تشتاقـه!! بل فعـلت حتي كـادت تجـن لغيـابه، كانت تلك المرة الأولي التي يذهب بهـا عيسى في سفـر طويل لأجل عملـه و بقيت هي بـدونه تنتظـره بكل لحظة، غمزها عيسى يقول بخبث:
" خلاص عينيكي قـالت كل حاجه "..
ابتسمـت وعادت لتدفعه للخـارج:
" يلا روح أقعـد مع اخواتك بقالك كتير مشوفتهومش "..
تـراجع بظهـره وبصعـوبة تمكن من رفـع عينيه عنهـا فهـو اشتاق لها حقـا، تحـرك للخـارج ليجلس مع اخواته الذيـن قرروا فجـاءة زيـارته و زيـارة اختهـم و ابنة عمهم...
بـالخـارج كـان منتصـر يجـلس علي الأريكـة يأكل أظافـره يُحـاول السيطـرة علي غيـرته فهم بالنهاية اخوتهـا، ربمـا لأنه نادرا ما يـراها معهـم، لم يعتـاد رؤيـتها جوارهم، لم يعتاد فقط..
نـظر له عيسـى بخبث واتجـه يجـلس جوار عمـار حيث جـلست فردوس بيـن التؤاميـن و بذلك ضمت الأريكـة أربعتهـم و أمامهم منتصر يـرسم ابتسامـة علي وجـهه، فقـط ضحكـاتها وسعادتهـا جوارهم هي ما منعته عن أخذهـا من بينهـم...
" أخبـار الجيش اي يا دفعـه؟ "..
أجابه عمـر بضيق:
" ادعيـلي اخلص بقي علي خيـر "...
" ربنـا معاك، بتبقي فتـرة صعبـة أنا عـارف بس هانت خلاص "...
سألته فـردوس بتعجـب:
" اي دا أنت دخلت الجيش يا عيسى؟! إزاي وأنت مكنتش تعـرف إن عندك إخوات!؟ "..
ضحـك عيسى وأجابهـا بسخرية:
" ما الحكـومة عارفـة هيفيد معـرفتي أنا في اي بقي!؟ "..
ضحـكت فردوس و نظـرت لعمـار تقول بشفقة:
" كلها سنـة وشوية وعمـار هو كمان يدخل الجيش "..
ابتسم عمار بهدوء ثم ألتفت يهمس لعيسـى:
" عاوز اتكـلم معاك شوية "..
اومأ لـه عيسـى و تحـرك وخلفه عمـار تجـاه التـراث، وقف الإثنان لدقيقـه ينـظران للطريق بالأسفـل، تنهد عمـار وأردف:
" أنا عـندي فشل كـلوي.. "..
إلتفت عيسـى ينظـر له بصدمـه فأكمل عمار محافطظا علي نفس وتيرته من الهدوء:
" الدكـتور اقتـرح أغسل مرة و بعد كدا أكمل علي أدوية بس بعـد كدا قالي لا لازم أغسل مرتين في الأسبوع، لحـد ما ألاقي متبرع لأن حتي الغسيـل مش هيكمل معايا كتيـر "...
لم يستطـع عيسى التفكيـر كثيـرا فقد اصابه الحـزن لأجل أخيه الذي بالكاد يبـلغ ثلاثة وعشرون عاما..
" مش الإنسـان ممكن يعيش بكليـة واحده أصـلا؟!! "..
أجابه عمـار بآسى وهو يُحـاول إخفاء دموعه:
" أنا أصلا عايش بكـلية واحده يا عيسـى.. ".
" يعنـي اي؟! انت مولود بكـلية واحده ولا أنت كنت تعبان بردو قبل كدا؟! "...
" أنا اتـولدت بكـلية واحده كـانت تعبانه بس كنت باخد علاج و كانت أموري تمام.. لحد من خمس سنين مبقـاش في حل غير إن حـد يتبرعلي.. وساعتها عمر اتبرعلي وكنت قولت خلاص الكابوس انتهـي، مكنتش متوقـع إن دا هيحصل تـاني "..
صمت عيسـى لثواني ثم أردف بحـزم:
" خلاص أنا هتبـرعلك... أنت تفضل هنا و تأجل الكلية السنادي هنـروح أحسن مستشفي متقلقش و هنحل الموضوع "..
" وبعـدين يا عيسى.. هيـرجع يحصل فشل تاني وأدور علي متبـرع تالت؟! خلاص هو دا نصيبي وأنا راضي بيـه، أنا مش بقـولك علشان كدا أنا بس كنت عـاوز أوصيك علي عمر، عمر ذكـي و مجتهد بس طايش مش واخد الحيـاة جد، انا عاوزه يبص لمصلحته ومحدش هيهتم إنه يكـون أحسن غيرك "...
" اللي أنت بتفكـر فيه دا علي جثتي، مش هقف أتفـرج عليك، بقـولك اي أنت معـاك جواز سفر؟! هنسافر برا مصر في أقرب وقت.. جهز نفسك "..
" أنا خايف.. أنا مقولتش لحـد غيرك علشان مش عاوز اسمع مواساه من حد "..
اقتـرب عيسى منه يضمـه بقـوة للمرة الأولي وربت علي ظهـره يقول بحزم:
" وأنا مش هواسي علشان أنت هتبقـي كويس، أخوك موجود وهيتصـرف متخـافش، ان شاء الله هتبقي كويس و هتكمل الكلية و هتتخـرج و هفتحلك عيـادة محدش يحلم بيها، سيبك من عمر دا صايع أنا عارف مش محتاج توصيه دا محتاج يتربي أصلا، أنت فاكرني مش عارف أنـه طايش وبتاع بنات، لا أنا عارف بس مستني يخلص الجيش و هاخده الشركة أسحله في الشغل، متقلقش عليه "..
تحـرك الإثنين بعـد دقائق للداخـل وعيسى بـداخله يخشي فقـدان أخيـه، أخرج هـاتفه يُرسل لخـالد رساله:
" لما تخلص شغل عـدي عليا، عاوزك ضروري "..
خـرجت زمـرد تقـول بإبتسامة:
" يلا يا جمـاعة العشاء جـاهـز، فردوس تـعالي ساعديني قومي "..
" حـاضر يا زوزو... ".
سـاعدتها فـردوس و جـلسوا جميعا حـول طاولة الطعـام ليجـدوا أصناف الطعـام المختلفه لتنـاسب جميع الأذواق، جلست فردوس تضـع الطعام لمنتصـر بحـب فأقترب يهمس لها:
" حطيلي حاجه أنتي اللي طبخاها عشان وحشني أكلك "..
ابتسمت له بحـنان فهـي منذ اصابتها لم تذهـب لمنزله ولم تعـد له الطعام كما اعتـادت، فبدأت تضع له مما حضـرت هي بنفسهـا ليتناوله بإستمتـاع...
في المسـاء بعـد رحيـل الجميـع، جلس عيسى وأمامه خـالد يستمع لـه فأومأ خالد يسأله بهدوء:
" طيب عمر عنده اي مشاكـل زي دي؟! "..
" أعتقـد لا "..
" لازم تعمـلوا تحاليل المطابقة في أسرع وقت يا عيسى و عاوز عمـار يجي نعمل شوية فحوصات نعرف اي سبب الفشـل المره دي و بـردو لازم ندور علي حلول تانيـه لأن مش أكيد إنك مطابق وينفع تتبـرع "..
" ما أنا أخوه "..
" مش شرط "..
" يعنـي اي؟! لازم أدور علي متبـرع تاني؟؟ طب دا سهل نلاقيـه؟! "..
" لا مش سهـل، المفروض مش أنت بس اللي تعمل تحاليل التطابق، المفروض أنت و والدك و عـمك و والدة عمار و كمان فردوس وزمـرد "..
شـرد عيسى وهو يعـود بظهـره للخلف واضعا يديـه علي رأسه يحـاول التفكيـر في أمر أخيه، فكيـف سيتمكـن من انقـاذه الآن!!..
في اليـوم التـالي...
تحـرك عيسـى لداخل ساحـة الزوار في السجـن..رفـع مجدي رأسه ينـظر لإبنه البكـر بهـدوء وبإبتسامة خبيثـه زادت من غضب عيسـى ولكنه تمكن من كتم غضبه وجلس بهـدوء مزيف:
" أتمنـي الحياة في السجن تكـون عاجباك "..
" جـاي ليه يا عيسـى؟ معقـوله قلبك حن لأبوك "..
" جـاي أقولك إن ابنـك بيمـوت.. عمـار تعبـان ومحتاج متبرع بكليـة "...
" يـاااه.. عمار دا أنا مشوفتوش من وقت ما كان في اللفـة، عنده تقـريبا 25 سنه!! "..
" 23 "..
" طيب، أول ما أطلع علطول هتبرعله، دا ضنايا بردو "..
" تطـلع فين!!! أنت محكوم عليك 13 سنه "..
" والله كل حاجه ليها مقابل "..
" حتي حياة إبنك!! بلاش مسئوليات وبلاش حتي تحبه ولا تكـرهه أنت كدا كدا بصمت بكرهك لينا احنا الأربعه، بس دا موضوع حيـاة أو مـوت!! "..
وقـف مجدي بـلا إهتمام بحـديث عيسـى و أردف بسخرية:
" معاد الزيارة خلص... سلام يا عيسى "..
لأي مدي يمكـن أم يتضاعـف كره عيسى لذلك الرجـل!! تحـرك للخارج غاضبا ينظـر لساعة يـده، علي معـاد ليلتقي ب عمـار الذي آتي بمفـرده هذه المره ليذهبا سويـا للمشفي...
" أخوك هيـرجع الجيش إمتي؟! "..
" بكرا بـليل "..
" بعـد بكرا الصبـح تجـيب حاجتك وتيجـي، هتعيش معايا لحـد ما نخـلص كل التحـاليل و بعـد كدا نسافر أنا وأنت "..
اومـأ عمـار برأسـه بهـدوء حتي قاطعهـم خالد الذي دلف يحمـل بعض الأغـراض لأخذ العينات منهـم فجـلس أمامهم يقول ببسمة هادئة:
" جاهز يا دكـتور؟ نبدأ! "..
اومأ عمـار برأسـه ومد لـه ذراعه ليبدأ خـالد في أخذ عيـنات الدم و الفـحوصات الأخري اللازمة للمطـابقة حتي أنتهـي فتحـرك عيسى مع أخيـه للخـارج...
" أنا هـرجع أنا طنطا دلوقتي علشـان أقـولهـم زي ما قولتلي "..
" لا تعـالا الأول اتغـدي وبعدين ارجـع "..
" لا لا يدوب عشان المواصلات بتاخد وقـت عايز ألحق اقعد مع عمـر شوية قبل ما يرجع الجيش "..
" تمـام.. معاك فلـوس قد اي؟ "..
" معايا متقلقش.. يلا سـلام "..
" سـلام "..
رحـل عيسـى عائدا لشـركته ليتـابع أعمـاله، تـوقف أمام المدخـل الرئيسـى للشركـة ينظـر للافتـة الكبيـرة" آل عيسـى "، ظـل شاردا بهـا لدقائق وهو يُفكـر بأمره وأمر زوجتـه فقـد مر أكثر من سبعـة أشهـر منذ زواجـهـم، يُخبـرها بأن أمر الأطفـال لا يُهمه ولكن بالحقيقـة الأمر لم يكـن هينا أبدا وفكـره أن لا يـرزقهم الله بطفـلا أثارت القلق بـداخله، ربما عليه المثول لأمرها والذهاب لطبيب كمـا تُخبره دائمـا وهو قد سبق و وافقها ثم عـاد ليُخبرها بالإنتظـار شهرا أخر، ها قد مر ذلك الشهـر وستعـود زمـرد للحديث عن الأمر من جـديد..
أخرج هاتفـه يتصـل بها فأتي صوتها بعـد دقيقة:
" اي يا حبيبي "...
" مشغـولة دلوقتـي؟! "..
" لا أنا قـاعدة بلعـب في الموبايل شويـة بس بتسأل ليه أنت هترجع دلوقتي؟ أنا لسه محضرتش الغداء "..
" زمرد.. جاهزة دلـوقتي نروح لدكـتورة علشان موضـوع الحمل!! "..
اضطـربت زمرد وتمسكت بهـاتفهـا و شعرت بالخوف و لكن رغم ذلك أردفت بهـدوء:
" اه.. اه نروح دلوقتي "..
" ماشي يا حبيبتي، البسي أنا جايلك في الطـريق "...
اومأت برأسها وكأنه يراها ثم أنهت المكـالمه تتحرك تجـاه خزانتهـا، كانت خائفـة.. لا تعرف إن كان تأخر حملها طبيعيـا أم هناك سببا يمنعهـا!!
كانت تفـكر في كافة الإحتمالات في تلك اللحظات، بماذا ستُخبرهم الطبيبـه؟! ستصبح أما أم لا!!!
بعـد نصف ساعـه كانت تجـلس بداخل السيـارة بجـوار عيسـى الذي تحرك بصمـت، صمت أقلقهـا!! نظـرت للكدمه الصغيرة بيده و اللازق الطبي الذي يُظهر بأنه أجري تحليلا بالفعـل.. إذا أجري عيسى تحليلا!!
" عيسى؟ هو أنت عملت تحليل؟ "..
نظر عيسى للاصق بيـده وأومأ برأسه يجيبها بهـدوء:
" بس دا علشان حاجه تانيـة، هقولك عليها بس مش دلوقتـي "..
" حاجـة اي؟!! لا متخبيش عليا قولي دلوقتي؟ أنت كويس؟ "...
" أنا كويس يا حبيبي، التحليل دا مش عشاني.. متقلقيش بس خلينا دلوقتـي في موضوعنا وبعدين هحكيلك كل حاجه، أكيد هحكيـلك "..
أومأت برأسها و بعـد دقائق توقف عيسـى أمام عيـادة الطبيبـة فتحـرك الإثنين لخـارج السيـارة ثم أمسك عيسى بيدها يتحركان لداخل المبني ينظر لعينيها بإبتسامـة ليطمئنهـا...
جـلست زمـرد جواره بإنتظـار دورهم وللمرة الأولي لا تستطيـع التنفس خلف نقابهـا من فـرط توتـرها...
حـان دورهم فدلف عيسى وهي خلفه يجلسان أمام الطبيبـة فرفعت نقابها تلتقط أنفاسهـا فرحبت بهـم الطبيبـة بنبرة هادئه وهي تري القلق باديا، خوفا من سماع ما لا يطمئنهم...
" مـدام زمـرد صح... أهلا بيـكي "..
أومأت لها زمـرد بإبتسامـة فسألتهـا الطبيبـة بهدوء:
" بتشتكـي من اي يا زمرد؟ "..
أردف زمرد بصوت خافت:
" إحنا متجـوزين بقالنـا 7 شهـور و مفيش حمـل، أنا عارفة إن الفترة يمكن مش كبيرة بس أنا قلقانه، أنا جاية بس أتطمن "...
" إن شاء الله تخـرجي متطمـنه، اتفضـلي معايا "..
تحـركت زمرد خلفهـا وأجرت الطبيبـة فحـصها ثم عادت لتجـلس من جـديد تسـألهم بهدوء:
" أنتـي عنـدك أي أمراض يا زمرد؟! "..
" لا، الحمد لله "..
" وأستاذ عيسـى؟ "..
أجابها عيسى بالنفي:
" لا "...
سـألتهم مرة أخري:
" في صلـة قرابة بينكم؟ "..
أثار ذلك السؤال القلق فيما بينهـم ينظر كلا منهما للأخر وأومـأ عيسى برأسه يجيبها:
" اه.. بنت عمي "..
" اي يا جمـاعه القلق اللي علي وشكم دا أنا لسه بعمل تشخيص "...
قال عيسى بثبات:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" مفيش قلق ولا حاجه يا دكتورة، كملي من فضلك "..
أكمـلت الطبيبـة اسئلتهـا وتبـادل الإثنين في إجابتهـا حتي أنتهـت وأخيرا تقول بهـدوء:
" هكتب لكم تحـاليل تعملوها وترجعوا بيها زي النهـاردة ان شاء الله، بس مبدأيا أنا شايفـة إن مفيش داعي للقلق خالص "...
ابتسـمت زمـرد فأومأت لها الطبيبـة بأن لا داعي لقلقهـا بالفعـل، تحـرك عيسى خلف زمـرد للخارج ثم اتجـه ليُحضـر سيـارته وتحـرك بهـا، كانت صامتـه طوال الطريق حتي توقف عيسـى أمـام أحد المطاعم الفاخـرة فنظرت حولها بتعجب:
" اي دا اي اللي جابنا هنا؟! "..
" هنتغـدي، مش ملاحظة إننا مبنخرجش خالص مع بعض؟ "...
" ملاحظه طبعا، بس علي أمل تخطفني في يوم ونقضيـه لوحدنا، والله أنا بدأت أقتنع بنظريـة فردوس، الإهتمام لازم يتطـلب "...
أجابها عيسى بضحك:
" فردوس مبتطلبش الإهتمام من منتصـر، منتصـر تحت تهـديد السلا'ح تقريبا "..
" بالعكس والله، منتصـر فعلا مهتم بفردوس أوي.. دي لو عملت اي حـاجة بسيطه تلاقيه بيشجعها و بيحتفل بيها وبيعتبرها عاملـة إنجـاز.. ربنا يحفظهم يا رب "..
" ممكن اسألك سؤال! أنتي بتحسي إن منتصـر بيهتم بيها.. أكتر ما أنا بهتم بيكي؟ "..
تنهـدت زمـرد تجيب سؤاله بسؤالا غيره:
" ليـه بتقـارن بينا وبينهـم؟ همـا ظروفهم غيرنا و طباعهم غيرنا يا عيسى.. طمـوحات منتصـر مش نفسها طموحاتك و إحتياج فردوس مش زي احتياجي أنا.. أنا شايفـاك بتسعـي لحيـاة أحسن يا عيسى وأنا شايفاك بتكبر في شغلك علشان طمـوحك وعلشان تسيب بصمتك يعني مش كل اللي بتفكـر فيه الفـلوس وبس.. بتهتم بكل اللي حواليـك، بتحـاول تعوضني دايما عن الوقت اللي بتقضيـه بعيد عني في الشغل والسفريات، فـ لا أنا شايفـة إنك أكتر حد بتهتم بيا في حياتي و مبفكرش في اي حـاجة تانيـه "...
ابتسم عيسى لهـا وأخذ يدها يُقبلهـا بحب ثم أردف بهدوء:
" طيب يلا انزلي علشان نتغـدي "...
تحـركت زمـرد و بجـوارها عيسى لداخل ذلك المطعـم لتجـد الجميع يـرحب به فنظرت زمرد له بتعجب تسأله:
" هو أنت تعرف صاحب المطعم؟ "..
" تؤ.. أنا صاحب المطعم "..
غمزهـا عيسـى فتحـولت صدمتها لذهول ودهشه وهي تنـظر حولها لذلك المكـان الفاخر، وبرغم كل أمواله فهو يختـار حيـاة متوسطـة في شقـة عـادية بالنسبة لثروته تلك تاركا حياة القصور المزيفـة...
" المنيـو يا فنـدم "..
رفـع عيسى رأسه للنادلـة ليتحدث ولكن الصدمه منعته عن الحـديث، فهو يعـرف تلك الفتاة التي ترجته قبـل أشهر عـديدة بأن يتركهـا، أن لا يتقرب منها ففعل عيسى بل هو من أعطـاها ذلك العمل حتي.. لاحظت الفتاة صدمته تلك فقالت برسمية:
" هسيبكـم براحتكم ولما تبقوا جاهزين تطلبوا أنا في خدمتكم "...
أومأ لها الإثنين فتـراجعـت وقـضي عيسى بقيـة يومه شاردا يتذكـر تلك الفتـرة، يتذكر ذنوبـه حينهـا.. يتذكر ذلك الظلام وقد كـانت شمسه زمـرد...
...........................................................
" يا سليـم إفهمني، والله أنا مش وحشـة و والله حنـة دي بنت زي الفـل، بس ليـه إبني مياخدش واحده مسبقلهاش جواز؟! لا وحتي جواز عرفـي مش متوثق "..
فاض الكيـل، قضي سليم أكثر من ساعة جـوارها يحـاول إقناعهـا، نظرت زيـن لوالدتها بغضب وصرخت بضيق:
" ما تفكـري في بنتك اللي هربت وكانت هتترمي في الشـارع وربنا رزقهـا براجـل واتجـوزها وبيعاملها أحسن معاملـة!!، ماما لو كانت نـور عايشه كان زمانها هي اللي محطوطه في موقف حنـة دا "...
أردف سليم بحده:
" زين إهدي الكلام ميكـونش كدا... بصي يا ماما خالد بيحبهـا بلاش تكسري بخاطره، وافقي علي الأقل علشـان خاطر سعادته هو "....
تنهـدت والدة خالد بتعب وحيـرة ثم أردفت وأخيرا:
" خـلاص، علي خيرة الله ربنا يوفقـه ويسعده، أنا مش عاوزة حاجة أكتر من راحتـه.. خلاص يا سليم قوله إني موافقـه "...
في تلك اللحـظة دلـف خـالد ليـجد الجميـع في صـالة المنزل فأتجـه ليصافح سليم ثم ضم أختـه بحـب يسألها بإبتسامة هادئة:
" عاملـة اي؟ "..
" الحمد لله يا حبيبي "..
ذهـب خالد بنـظره تجاه والدته ينظر لها بعتـاب ورغم ذلك ابتسم بحـزن وجلس صامـتا، أقترب سليـم من زين يهمس لها:
" عاملة اي؟! "..
نظرت له تقـول بتعجب:
" الحمد لله "..
طالعهـا بضيق ثم ألتفـت يبتسـم لخالد يغمزه يقول بمشاكسه:
" أخبارك اي يا عريس؟ "..
" عريس اي بقي ما خلاص "..
تنهـدت والدتـه ثم أردفت بهدوء:
" خلاص يا خـالد، أنا موافقة علي حنـة، هي بـردو بنت مؤدبة و هادية و تناسبك "...
اتسعـت عيناه وطـالعها بصدمه ثم اتسعـت ابتسامته وعلي صوت ضحكـاته فرحا يسألها بعدم تصديق:
" بجـد!! بجد موافقة أكلم عيسى تاني! "..
دمعت عيناها لسعادته وأقتربت تضم وجهه بيديها:
" ألف مبـروك يا حبيبي "..
ضمهـا خالد بحـب وهو يشكـرها بإمتنـان وتعالت دقات قلبـه، أخيرا سيحصـل عليها و يتقدم لخطبتها!!!
غمزه سليم:
" أنا اللي اقنعتهـا "..
" تسلم يا سليـم روح ربنـا يسعـدك في حيـاتك أنت وزيـن يا رب ويرزقكم بالذرية الصالحـة "...
ابتسـم سليم لسعادته تلك ثم ألتفـت لزين يغمزها بمشاكسـه فتحـركت بتوتـر تجـاه الداخل تردف بتذكر:
" يلا... يلا علشان نتغـدي "..
في المسـاء عـاد عيسى لمنـزله ممسكـا بيد زوجته بعد أن قضي بقية يومه معهـا، بعـد أن بدل ثيـابه تحـرك للخـارج علي صوت طرقات علي باب شقتـه ليجـده خالد..
" إزيك يا خـالد إتفضـل "...
" أنا.. عاوز معاد أجيب أهلي وأجي أتقدم لحنـة "...
ابتسـم عيسى بهـدوء برغم سعـادته لذلك الأمر وأردف:
" هفـاتح حنة في الموضوع وأرد عليك... قولي بس التحاليل أخبارها اي؟! "..
" لحظة هتصـل بالمعمل "..
" طيب تعـالا ادخل نقف في البلكـونة، أنا لسه مقولتش لحد "...
دلف الإثنـان و اخـرج خـالد هاتفـه ليتصـل بالمعمل فآتاه الرد بعـد قليـل ليـرسل له المعمل النتائج علي أحد وسائل التواصل...
فأمسك خـالد النتائج يقرأها ليردف بأسف:
" لا يا عيسى، أنت مش هينفـع تتبرع "..
أخفض عيسـى رأسـه يقول بحزن:
" أخـويا بيمـوت يا خـالد صح؟! عمار مش هيعيش فعلا!"..
إلتفت الإثنـان علي صـرخة فردوس التي سألتـهم بصدمه:
"هو مين دا اللي بيمـوت!!"....
تحرك عيسى تجـاهها يأخذ بيدهـا وهي تطـالعه بنفس صدمتهـا تلك، خـرجت كلا من زينـات و زمـرد التي تفاجأت بوجود خالد فعـادت لترتدي حجابها و نقابهـا سريعـا...
" إهدي يا فيفي، خـدي نفسك بالراحـة إهدي "..
ولكنها لم تكن تفعـل سوي البكـاء بصوت مرتـفع و بحسرة و حزن حتي كاد قلبها يتمزق:
" عمـار مش هيعيش ليـه؟! ماله عنده اي!! عالجه يا عيسى بالله عليك حتي لو هنسفره برا "..
" مش هسيبـه والله "..
سألت زمـرد وهي تبكـي أيضا:
" هو ماله يا عيسى أنا مش فاهمه حاجه "..
قال عيسى بآسى:
" عمـار كان عـايش بكـلية واحده.. و للأسف هو دلوقتي عنده فشل كلـوي و بيغسـل مرتين كل اسبـوع بس لازم حـد يتبرعلـه "..
مسحـت فردوس دموعها تقول بثبات:
" أنا هتبرعله.. يلا نروح المستشفي دلوقتي وأنا هتبرعـله "...
" لو متطابقه معاه ولـو مفيش خطر عليـكي وجـوزك موافق هنضطر إنك تتبرعيله أنتي لأن أنا عملت التحاليل ومنفعتش "...
" طيب يـلا نعمل التحـاليل، ان شاء الله مفيش خطر ولا حاجه، أصلا عادي ان الإنسان يعيش بكلية واحده وأنا معنـديش أي أمراض.. هينفع يا عيسى أنا معـنديش مشكله "..
" ومنتصـر لازم تقوليله! "..
صرخت فردوس بغضب:
" لو مش موافق يبقي يطلقني هو حر "..
كـانت تكتم بكاؤها بيـن يديهـا وهي تتذكـر معاناة عمـار المرة السابقـة، مسحت دموعها وقالت بصوت مختنق:
" أنـا مش مطابقـة.. ودلـوقتي عيسى كمان مش مطـابق و بـابا و عـمي عمرهم كبيـر بس لو اضطـرينا يبقي.... "
قاطعها عيسى يقول بغضب:
" أنا روحت لمجـدي.. عـاوز يخرج من السجن مقابل إنه مجرد يعمل التحـاليل "...
همست زينات بحقد:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" حقيـر "...
نـظرت فردوس لخالد وتحـدث متجاهله حديثهم:
" فصيلة دمي A موجب، دكتور خـالد نقدر نعمل التحـاليل إمتي؟
" كـويس نفس الفصيلـة وباقي التحاليل دلـوقتي لو عاوزين!! "..
أردف عيسى بحزم:
" جـوزك يوافق الأول "..
نـظرت له فردوس وأجابته بحـده:
" تمـام اتصل بيـه دلوقتي "..
تنهـد عيسى بتعـب وأخرج هاتفـه ثم تحـرك للتراث، أجابه منتصر بعد دقيقـة:
" اي يا عيسى؟ "..
" تعـالالي البيت، أنا وفردوس عاوزينك في موضوع "..
" هي كويسـه؟ "..
" ايوا تعـالا بس ومتتأخرش "...
بعـد أقل من نصـف الساعـة دلف منتصـر ينظر بحيره لتجمعهم في ذلك الوقت حتي وقعت عيـنيه علي فردوس و عينيها التي أنتفخت من كثـرة البكـاء فتحـرك تجاهها بريب يجـلس جوارها:
" في اي؟! اي اللي حصل يا فردوس؟! مالك؟ "..
ازداد بكـاؤها و هي تسـتند برأسها علي صدره فضمهـا يربت عليها ونظر لعيسى بحيـرة يسأله بقلق:
" في اي يا عيسـى؟! "...
أخبـره عيسـى بكـل القصـة وعن رغبـة فردوس في التبرع لأخيهـا وبإنتهـاء حديثه حل الصمت علي الجميـع وتوجهت أعيـنهم لمنتصـر، تنفس بعمـق وأخـرجها من بيـن يديه ينظـر لها يهمس لها:
" أنـا معاكي في اللي أنتي عـاوزاه.. بس أوعـديني مبقاش وحيد تاني "...
لا تستطيـع قطـع وعدا لـه برغم أنها تعـلم أن نسبـى نجـاح عمليات كتلك ناجحـه، لا خطر عليهـا ولكنهـا لن تستطيـع قطـع ذلك الوعـد، توسلتـه بعينيهـا وقد استطـاع قرأتهـم ببساطـه فسقطت دمـوعه يضمهـا مرة أخـري لدقيقـة ثم ألتفت لخـالد:
" أعمل اللازم يا خـالد "..
أردف خـالد بهدوء:
" متقلقوش يا جمـاعة مفيش أي قـلق علي فـردوس، خوفكم دا مفيش ليه داعي "..
خـلال يوميـن وبعد الإنتهـاء من كـل الفحـوصات اللازمـة و تطـابقت فردوس بالفعل مع عـمار بنسبة كبيـرة، جـلس عيسى علي الأريكـة أمام فراش فردوس الذي جلست عليه قبـل العمليـة بدقائق تقـول بملل:
" هو فيـن منتصـر؟! اتأخر كل دا ليـه! "..
" راح يخلص شوية ورق تبعك، اقعـدي هروح أشوفـه "..
تحـرك عيسى للخـارج ليجـد عمار في وجـهه فسأله عيسى بتعجب:
" أنت مش في أوضتك ليه؟! بتعمل اي هنـا المفروض ترتاح "...
ابتلع عمار لعابه يسأل عيسى بتردد:
" أنا مش أناني يا عيسى صح!! إني وافقت علي ان فردوس تتبرعلي؟ "..
" لا طبعـا، فيـن الأنانية في إنك تختار تعيش!! أنت وأختك هتبقوا كويسيـن، الإخوات يا عمار بيضحـوا بروحهم علشان بعض مش بس بجزء من جسمهـم، أنا عارف إن مفيش حد كان معانا يفهمنا بس الحياة قدرت تعلمنا كويس كل دا، مخدناش من قسوة وجحـود مجدي وعرفنا نحب بعض "...
" وأنا فعلا بحبك أوي يا عيسى.. عاوز أدخل لفردوس شوية قبل العملية "..
ابتسم له عيسـى يجيب بهدوء:
" ماشي وأنا هروح أشوف منتصـر فين "..
تحرك عمـار لداخـل الغـرفـة ليجـدها تجـلس علي طرف الفراش تنظر حولها بملل فأتجـه يقف أمامهـا مبتسمـا لتـردف هي بحمـاس:
" علفكـرا أنا قـولت لطنط زينـات تعملنا كل واحد فرخاية لوحده ومحدش منهم هياكل معانا، خلينا نشوفلنا يومين دلع بقـي، ومامتك كانت زعلانه إن عيسـى منعهـم يجوا معـانا بس أنا قولتلهـا الأحسن انها تعملك الأكل اللي أنت بتحبه "...
ضحـك عمـار وأقترب يُمسك بيدها ثم وضع قبلـة رقيقة علي جبهتهـا يردف بإبتسامة:
" شكرا يا فيفي "...
ابتسمت له بحنـان ورفعت يديها تضم وجهه تقول بحب:
" أفديك بعمـري والله، أنت مش عارف أنتم بالنسبالي اي يا عمـار، ربنـا يقومك بالسلامة و جسمك يتقبل الكليـة و تعيش شبابك يا حبيبي.. ان شاء الله هـنبقي زي الفـل يلا بقي متخليناش نقلبها دراما وروح أوضتك عشان لو في علاج هتاخده قبل العملية تاخده.. يلا متسيبش سريرك "..
اومأ لها برأسه ثم تحـرك للخـارج ليـأتي منتصـر بعـد دقائق يحمـل أدوية من المفترض أن تأخذها بعد الجراحه، تحرك يضعهـا في أماكنهـا بالترتيب بحرص شـديد وهي تتابعه بتعجب:
" أنت اشتغلت مع التمريض هنا ولا اي!! "..
" شششش.. خليني أركز "..
" تركز اي يا منتصـر سيبك من الحـاجات دي و تعـالا أما أحضنك قبل ما أدخل العملية "...
إلتفت ينظر لهـا يقول بضيق:
" إتلمي أنتي داخله أوضة العمليات "..
" أنت يا ابني حد مديلك علي دماغك ولا مكنتش حاضر وإحنا بنكتب الكتاب ولا اي!! أنا مراتك علفكرا! "..
" شششش اسكـتي وتعالي اقعـدي "..
نظـرت له بضيق ثم جـلست وجلس هو بجـوارها ممسكا بيدها ثم بدأ يتـلو بعض الآيات القـرآنيـة لتطـالعه هي بإبتسامة واسـعه تهمس بحب:
" أنا بحبك يا منتصـر "...
دلفـت حنة في تلك اللحظـة وهي تـدفع عامود مُعلق به أحد المحاليل الطبيـة ثم اتجـهت تأخذ بيد أختها بصمت فهي الوحيدة التي عارضتها ولا زالت ترفض الأمر..
وضعت بهـا" الكالونا "الطبيـة و قامت بضـبط سرعتـه وأردفت بصوت مختنق:
" يـلا.. الدكـتور مستنيكي "..
تحـركت فـردوس خلفهـا ثم ألتفتت تبتسـم لمنتصـر الي بادلها بإبتسـامة ليطمئنهـا ثم جـلس بمفـرده بداخل الغـرفـة، لا يعـرف إن كان عيسى بتزويجها له قد أنقـذه من العودة لذلك الظلام وقد كان ضائعا بـه لأعوام من قبل، أم أن فردوس نفسها فتـاة فـريدة من نوعها استطـاعت هي ضمـه لجوارها و لعالمها ليُصبح شغوفا بها لذلك الحـد...
بعـد عدة ساعـات خـرجت فردوس وأخيـرا يـدفع الممرضـين سـريرها المتنقـل تجـاه الغـرفة من جـديد، اتجـه منتصـر وحنة لهـا يتحـركان معها، كانت فـاقدة تماما لوعيهـا....
" هتفـوق خلال سـاعة، مفيش قلق عليها "..
ذهب الجميـع من حولهـا وتبقـي الإثنين ينـظروا لهـا، كان من المفترض أن تبقي حنـة جوارها و يعـود منتصـر لجوار عيسـى ليكن بجواره تحسبا لأي أمر طارئ ولكن نظـرات منتصـر لفردوس جعـلت حنة تتحرك بإستسـلام عائدة ل عيسـى...
اقتـرب منتصـر من فردوس يُمرر يـده علي وجههـا و دقـات قلبه المتسـارعة تضـرب صدره بقـوة يهمس لهـا:
" أأقول أُحبك يا قمـري! آه لو كـان بإمكـاني.. فأنا لا أملك في الدنيا إلا عينيـكِ وأحـزاني "...
...........................................
" عمـار هيطـلع عنايـة لحـد ما وضعـه يستقـر ونشوف رد فعل جسمـه، بس خير ان شاء الله يا عيسى متقلقـش "..
" عاوز أشوفه يا خـالد "..
" صعـب دلوقتي يا عيسـى، اصبر ساعتين تلاته هخليك تشـوفـه "...
تحـرك خـالد للأعلي حيـث غرف العنايـة وبقيت حنـة تقف علي مسافـة من عيسى فأردفت بهدوء:
" خيـر ان شاء الله "..
تنهـد عيسى بتعـب وتحـرك وهي جـواره تجاه غـرفة فردوس فأوقفـته حنة تـردف بخفوت:
" فـيفي طـلبت مني أنفذلها حاجـة أول ما تصحي... لو تفتكـر الشاب اللي كان متقدملي من شهـر هو كلمني تاني فأنا قـررت أعرفـه ظروفي و هو معـندوش مانـع وأنا قـولتله إني موافقـة.. فيفي شالت همي كتير أوي برغم ان المفروض العكس لأن أنا الكبيرة وهي حياتها دلوقتي بقت مستقرة مش عاوزة أكون سبب تاني لزعلها، وهو دا كان طلبها إني أوافق، بس محبتش أبلغها بموافقتي دي قبـل ما أقولك "...
أردف عيسى بتردد:
" بس... بس خالد طالب إيديكي مني، خالد بيحبك "..
توسعت عيناهـا تسأله بصدمه:
" اي!!! "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أردف عيسى بتردد:
" بس... بس خالد طالب إيديكي مني، خالد بيحبك "..
توسعت عيناهـا تسأله بصدمه:
" اي!!! "...
صمـت عيسى لدقائق يتـابع ملامحهـا المصدومـه ثم أردف بهدوء:
" لكن في النهـاية اللي أنتي عاوزاه أنا هعملـه.. ".
تحـرك عيسى للداخـل وهي خلفه تجـلي في زاويـة الغرفـة شاردة في أمرها بينمـا جلس عيسـى و منتصـر علي الأريكـة القريبة للفـراش يتابعـن فردوس بمـلل حتي بدأت في الحركه فتحـركوا ليقفوا جوارها لتتمتم بضيق:
" اتلم يا منتصر "..
نظر عيسى لها بتعجب وأقترب منها، بينما فتح منتصـر عينيه بصدمه وهو يضع يديه علي وجهه...
" بطـل قلة الأدب "..
إلتفت عيسى ينظر لمنتصـر بضيق بينمـا صاح الأخر يدافع عن نفسه:
" ورب الكعبه أنا معملتش حاجـه "...
تحـرك بحـرج يحـاول إفـاقتها فهـو يعـلم زوجتـه، ليست خجـولة بأي شكـل و الآن مـع التخديـر يُمكنـها التمـادي لأقصي درجـه..
وضعـت حنة يـدها علي وجـهها تكتم ضحكـاتها وقد احمر وجهها خجـلا، اتجه عيسى يجلس جوارها فأستـفزته ضحكاتها المكتـومة ليُصيح بضيق:
" اسكتي أنتي كمـان بدل ما أولع فيها دلوقتي "..
دلف خـالد للغرفـة وتعـجب لرؤيتـه لضحـكات حنة ولكنه إبتسـم وشرد بها لثـواني ليتجـه عيسـى يقف أمامها يُردف بنبـرة جافه:
" ما هي ناقصاك أنت كمـان "..
تعجـب خالد يسأله بتيه:
" أنا عملت اي! أنا جاي أشوف الحالة "..
" طيب ركز مع الحـالة يا دكـتور، مع الحاله يا حبيبي، المشرحة مش ناقصه قُتلـه "..
تحـرك خـالد متعجـبا تجـاه فردوس بينمـا تابعتـه حنة بإبتسامـة هادئه وحيرة تملكتهـا وحزن بدي يسـري بداخلهـا عندمـا تذكـرت أمر ذلك الشاب الذي تقـدم لخطبتهـا أكثر من مرة حتي وافقـت بالنهاية رغمـا عن قلبهـا..
ولكنهـا كانت تخشي الوحـدة فأختها ستتزوج بعـض بضعة أشهـر و ستبقي بمفـردها لا صاحـب لهـا، وهو أخبرها بأنه يُصـدق قصتهـا و لا مانـع له وبدي لها مهـذب وأخلاقه عاليـه فـوافقت علهـا تبدأ حيـاة جـديدة و تنسـى أمر خـالد و لكنها ببساطه بعـد ما أخبرها به عيسى لن تستطيـع فعل ذلك الآن...
وأخيـرا عادت فـردوس لوعيها برغم أنها بدأت تهذي ببعض الكلمـات ولكن وضعهـا كان سيئـا عندما بدأت في التقيئ فأقتـربت لها حنـة لتهتم بهـا ولكن الأمر لم يتوقـف حتى بعـد ثلاث ساعات..
" هـو اللي بيحصـل دا طبيعي يـعنـي!! "..
سألها منتصر فأومأت حنة برأسهـا:
" هتبقي كويـسة دلوقتـي "..
تحـرك عيسـى للخـارج بقـلق فـلم تأتيـه أي معلومة عن وضـع أخيه حتي الآن وأختفي خـالد منذ ما يقـارب الساعتيـن، إلتفت علي صـوت إغلاق الباب ليجـدها حنـة تردف بقلق:
" لو في مشكله مع عمـار أكيد دكتور خالد هيقـولنا. متقلقش يا عيسى ان شاء الله خير "...
" أنا هروح أشوفه مش هستني الإحتمالات، أنا غلطت لما مسافرناش برا "..
" طيب خلينا نـروح نتطمـن عليـه أحسن "..
تحـرك كلاهمـا لغـرفة العنـايـة ليـجدا خالـد بالداخل فألتفـت لهـم، تنهـد بتعب ثم ابتعـد يتـرك مكانه لعيـسى:
" أهو يا دكـتور عمار، عيسـى هيطمنك بنفسه علي فردوس "..
نظـر عمـار بتعـب لعيسـى فأبتسم عيسى يردف بهدوء:
" متقلقش هي كويسـة وفاقت وقاعديـن معاها علي ما أنت تخرج من هنا، أنا جاي بس أتطمن عليك "..
ابتسم خالد يومئ له:
" ومتقلقش عليه، عمار زي الفـل وهيخـرج خلاص من العناية كمان عشر دقايق، مفيش أي داعي للقلق "..
آتي الليـل بعـد يـوم مرهق، استعـادت فردوس وعيهـا بالكـامل وجلس منتصـر أمامهـا يُطعمهـا و تكـورت حنة بجسـدها علي الأريكـة تقـرأ وردها من القـرآن الكريم و بالغرفـة المجـاورة جـلس عيسـى بجـوار عمـار يُعطيـه الهاتف ليُحادث والدتـه..
.................................................................
وقفـت جميـلة أمام البـاب تهـندم ثيـابها وخصـلات شعـرها ثم قامت بطـرق البـاب بخفـه، آتي سليـم بعـد دقيقـة واحـدة وعلي عينيه آثـر النـوم..
" يقطعنـي يا دكـتور مكنتش أعرف إنك نايم، بس لسه بدري يعني "..
" خير يا ست جميـلة، محتاجة حاجة!! "..
" مفيش أصل كنت قـاعدة لوحـدي مش لاقيه حاجه أعملها وقـولت آجي أقعـد معاكم شوية "..
" معلشي والله بس المدام مش موجودة "..
طالعته بخـبث وأردفت بأريحيه:
" وأي يعنـي هـقعد مع حضرتك شوية أنا أصـلي برتاح في الكلام معاك أكتر من المدام، متزعلشي يعني هي قفيلـة شوية "..
تسمـر سليم مكـانه عندما تحركت للداخـل وجلسـت علي الأريكـة و نظرت له بإبتسـامه وهي تداعب خصلات شعرهـا..
تحرك تجاهها يجلس علي مسافة منها يسألها بضيق:
" ما تجيبي من الأخر كدا يا ست جميـلة، أنتي عاوزة اي؟! "..
ضحكـت بخفه ثم أردفت:
" أنت شايف إي؟! "
ضحك سليم بسخرية وأجابها بحده:
" بصي أنا راجل محتـرم و بيحترم الست اللي معاه بقـولك قومي اتكـلي علي الله وملكيش دعـوة بيـا "..
أقتـربت منـه تُحادثـه بنبـرة لعوبة:
" وهي يعني البـومة اللي أنت متجوزها دي تستاهل تعمل كدا علشانها "..
ابتعـد يدفعها بعيدا عنه يُكمل بنفس حدته:
" أولا مراتي مش بومـة، وآه هي تستاهل فأتفضلي برا "..
وبرغم ذلك عادت لتقتـرب منه من جـديـد ليتفاجأ الإثنين ب زيـن التي دلفت للتو ونظرت لهـم بصدمه، ازدرد لعـابه ينظر تجـاهها بتـوتر بينمـا جميـله أؤدفت بتلعثم:
" طيب أنا هروح أجيب العلاج اللي أنت قولت عليه يا دكتور، مع السلامه "..
تحركت جميـلة للخارج فتابعتها زين بأعين حادة أثارت الرعب بداخل الأخري، بينمـا وقف سليم يتابـع رد فعلها وموقفها مما حدث بأعين متعجبـه..
تحـركت تجـاه الغـرفـة فتحـرك خلفهـا وقـد فقد عقله الآن من بـرودها ولد يعد يتحمـله..
أمسك بذراعهـا يسحبها لتلتفت لـه فصرخ بها:
" أنتي مفيش دم خالص!!! اي مش شايفـة اللي حصل؟! مش حاسـه بأي حاجه! أنتي حجر!! "..
" المفروض أحس ب اي! "..
" تحسي ب اي؟؟؟ ليـه هو أنا مش جـوزك! مش أنتي مراتي والمفـروض لما تشوفي موقف زي دا يبقي في أي رد فعل!!! "..
" أنا واثقة فيك أصلا وعارفه إنها ست مش كويسة "..
" والمفـروض أنا اتبسط بقي!! "..
" عاوزني أعمل اي يا زيـن أروح أجيبها من شعرهـا يعنـي!! ".
" ومتجيبيهـاش ليـه!!! "..
صرخ بهـا غاضبا فصرخت به هي الأخري بقلة حيلة:
" عشان دي قد الجامـوسه وأنا مفييش نفس أضربهـا ولو كنت دخلت معاها في خناقـة كانت هتبهـدلني، هو اه أنا اه مش طايقاها ولا طايقة اي واحده تقرب منك وتقريبا كدا بحبك بس دا مش معناه أضحي بحياتي عشانك يعني!!! "..
" وأنا كمان بحبك، وغوري بقي من وشي "..
جـلس كلا منهمـا علي طرف الفـراش يعطي ظهره للأخـر يتنفس بـغضب، حتي أدرك الإثنين ما تفوهـا بـه فألتفتا بنفس الوقت:
" أنت قولت اي؟! "
"أنتي قـولتي اي؟!"..
اتسعـت ابتسامـة سليـم يتحرك تجاهها ولكنها طالعته بغضـب وتحركت لخـارج الغـرفة فتحـرك خلفهـا يُمسك بيدها فألتفتت لـه تنظـر أرضا..
" بصيلي "..
رفعـت عينيها ليجـدها مليئة بالدموع فسألها بتعجب:
" بتعيطي ليه؟! "..
" أنت ليـه تحب واحدة بومة زي ما هي قالت!! أنا عملت اي يخليك ترفضها أنا حتي كل الوقت بعيدة عنك"..
" زين أنا حتي لو مكنتش متجوزك فأنا مقبلش إني أعمل كـدا أصلا! أنا عارف ربنا يا زيـن حتي لو أنا بغلط بس في حـدود وبعـدين أنتي مش بومـة يا حبيبتي أنتي بتمري بمشكـلة وأنا معـاكي لحد ما تبقي كويسـه "..
مسحـت عينيهـا وأنفهـا بأكمام ثوبهـا وسألته بصوت خافت:
" أنت قولت حبيبتي صح!! "..
تابعهـا بتقـزز ثم اتجـه يأخذ منديـلا و أعطاه لها وأردف بضيق:
" وشكلي هرجع في كلامي "..
ضحكت بيـن دمـوعها وجـلست تقـول بجدية:
" أنا عاوزة أكمـل معاك يا سليم، بص أنا مش عاوزة نقعـد في الشقـة دي، عاوزة نبدأ من الأول تـاني في شقـة تانيه، عاوزة أعمل أظبط كل حاجه فيها بطـريقتي وأحس نفسي فيها "..
" بس دا هياخـد وقت، لكـن هعملك اللي أنتي عـاوزاه، إي رأيك نعمل فرح؟! "..
" وعاوزة دبـلة ومحبس"..
"دا أكيـد"..
ابتسـمت لـه وهي بداخـلها قد استعـادت لو بعض السكـون لحياتها المليئة بالضجيج، وإن كانت تلك الحيـاة روتينيـه مملـة تجلس بغـرفتها لساعات طويلـة ليآتي هو في نهـاية اليـوم يُضفي عليـها من طاقته وحيويتـه لتبتسم من جـديد..
كل ما تتمناه هي ألا تكون مصدرا لإستنزاف طاقته تلك وأن تتمكـن من التعبير بصـدق عن مشاعرها التي تحملها بداخلها تجـاه والتي تعرفت عليـها في الآونة الأخيـرة، لتـدرك بأنها طـوال كل تلك الأشعر كانت تقـع به تدريجيـا ولكنها لم تشعـر بحماسه الحـب الأول و لوعته بسبب ما مرت بـه..
لو إلتقت به في وقت أخر لكانت هامت به عشقا، ممتنه بداخلها إنها ومن أعماق قلبها استطاعت استكشاف ذلك الحب و قد حان وقتـه...
" طيـب أنا بردو بقـول نعمل فتـرة خطـوبة كدا نتعرف علي بعض "..
" ن اي!!! إحنا عايشين مع بعض بقـالنا عشر شهـور يا زين!!!، إستهـدي بالله بلاش الأفكـار الشيطانيه دي بس "..
" اي يا سليم، أنا محتاجه أخد التجربة من أولها، لأن دا هيفـرق في نفسيتي، يعنـي مثلا تستأذن بابا عشان نخرج و تجيبلي ورد، أنت مثلا عمرك ما جيبتلي ورد "...
" وموقفي اي من أبوكي وأنا رايح أستأذن منه؟! معلشي يا بابا أنا بستأذنك بس أخد مراتي و نخرج شوية مع بعض! "..
" عادي يعـني اي المشكله مش هبقي في بيته؟! "..
" إنسي.. اللي في دماغك دا مش هيحصـل والله، أنا مش هعرف أصلا، أنا اتعودت أرجع ألاقيكي هنـا، صوتك في البيت حواليا.. كل دا والله مقدرش أستغني عنه، حتي لما أنتي قولتيلي نغير الشقة مش فارق بردو معايا المكان بس طالما أنتي معايا مفكرتش كتيـر، فمتجيش دلوقتي تقوليلي همشي!! "...
" عارف أنا اتأخرت ليـه عند ماما؟ "..
" ليه!! "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" خالد هيبات في المستشفي وقـالتلي أبات معاها، قالتلي أقعد لحد وقت متأخر وبعـدين أكلمك أقولك إني هبات، وفعلا كنت هعمل كدا بس مكنتش مرتاحـة، كنت عاوزة أرجع وأشوفك.. أنا خايفة أوي يكون اللي بيحصل بينا دا مجرد تعود! "..
" معـتقدش، بس عارفه الحب أصلا أنـواع، حتي لو دا حب تعـود و عشرة فهو مش أقل مثلا من الحب اللي من أول نظرة.. زين أنا لما قولتلك بحبك من كام شهر علشان خاطر أقنعك تفضلي هنـا أنا فعلا كنت حاسس بمشاعر ناحيتك، اي اللي كان مخليني مستنيكي كل دا أصلا؟ بس مكنتش عاوز أبينلك مشاعري دي عشان مشتتكيش أو ألغبطك "..
" علفكـرا يا سليم أنت شبه أبطـال الروايات أوي، أوقات بحس إن إحنا مش حقيقيـن، وإننا جزء من روايـة أصلا "..
" ويمكن حد دلوقتي بيقـرأ قصتنا ومستني النهاية، هي بالنسبالهم النهاية السعيـدة بس بالنسبالي دي البداية يا زينـة.. كلمة بحبك مش نهاية لا.. دي بدايتنا مع بعـض "......
...............................................
في الصبـاح التـالي...
أردفت فردوس بتعـب:
" بس أنا كنت عاوزة أشوف عمار قبل ما أخرج!! هو كويس صح؟! "..
أومأ عيسى بـرأسه:
" أيوا كويس والله والعملية كانت ناجحـة و مامتـه و عمك معـاه أصلا من بدري، منتصـر راح يخرج العربيـة هو اللي هيوصلك، أنا وحنة هنفضل هنا و زمرد مستنياكي في البيت هي وماما "..
" ياه عمك الغلس دا شبـه مجـدي بجد، فيهم كرش من بعض بجد بكـرههم، طب والله تلاقيه مدفعش ولا حنية في فلوس العملية "..
" كتر خيـره إنه ربـاهم وكبرهم وعلمهم كويس، أبوكي معرفش يعمل كـدا معـايـا أنا وأنتي، إحنا اللي اتحرمنا من الأب في حياتنـا "..
ضمتـه فردوس تقـول بإبتسامة وشعور تام بالأمان:
" بس أنا دلوقتي مش حاسه إني اتحرمت من الأب، أنا بحس إني بنتك يا عيسى وأنت أبويا "..
قبـل رأسها يدرف بحنان:
" صح أنتي بنتي.. ومظنش هحـب ولادي أكتر منك "..
" ربنـا يرزقك يا رب يا عيسى "..
ابتسـم عيسى لهـا ثم ساعدهـا للجلوس علي الكرسي المتحـرك وتحرك بهـا للخـارج حيث ينتظرهم منتصـر والذي اتجـه يحملها ثم وضعها بسيـارته بهدوء و ودع عيسـى ثم انطـلق بالسيـارة...
عاد عيسى بنـظره للمشفي بضيق فهـو يكره عمه و لا يريد البقاء معـه فقـرر البقـاء بمقهي قـريب لبعض الوقـت...
جـلس متعـبا علي بإحدي الطـاولات بالزاويـة بعيدا عن الضوضـاء حتي آتاه صـوت فتـاة تستأذنه للجلـوس...
" أستاذ عيسـى.. ممكن أقعـد! "..
رفـع عيسـى رأسـه ليجـدها نفس الفتـاة التي إلتقي بهـا قبل أيـام في المطعـم.. أشار لهـا عيسى بالجلوس فأردفت بهدوء:
" أنا شوفت حضرتك في المستشفي، يعني مش براقب حضرتك ولا حاجه "..
" بتعمـلي اي في المستشفي؟! "..
" بتـابع الحمل، مهو المطـعم اللي حضـرتك خليتني أشتغل فيـه بيديني تخفيض تبـع المستشفي.. أنا اتجـوزت من تلات شهـور أنا و محمـود هو بيشتغل في محل قدام المطعـم اتعرفت عليه لما اشتغلت "..
" مرجعتيش لأبوكي! "..
" لا.. "
"أحسن ومترجـعيش، ركزي في حيـاتك دلوقتي مع جوزك، ربنا يوفقـكم و.. شكـرا علشان مقولتيش حاجه قدام زمرد.. هي مراتي"..
" هقـول اي، حضرتك أصلا مأذتنيش في حاجه بالعكس أنت ربنـا بعتك ليـا و حياتي بقـت أحسن من بعـد ما اشتغلت في مطعمك وقابلت محمود وبرغم الظروف اتجـوزنا وربنا هيكرمنا قريب، مكنتش متخيله إن هخـلص من عمايل أبويا، الحمد لله "..
" لا.. أنا أذيتك، حتـي لو يومها محصلش حاجه بس أنا.. أذنبت أكتر من مرة بنفس الطريقـة و دلوقتي بتعـاقب، بس صعبـان عليا إن زمرد بتتعذب معـايا، أنا والله ندمت و استغـفرت وتوبت.. بحب مراتي و مش شايف غيـرها.. هي زي ما أنتي شوفتـي كدا منتقبـة و متدينـة، هاديـة و بتنصح اللي حواليهـا بهـدوء، الأول كـنت بتضايق من نور الأوضـة كل يوم ساعة الفجـر وهي قايمة تتوضي وتصلي بس دلـوقتي بقي دا المنبة بتـاعي.. أقون و أتوضي وأنزل أصلي في المسجد و لما أرجع ألاقيها قـاعدة بتقرأ في المصحف فأروح أعقد معاها ونفضل نتكـلم لحد معاد الشغل، دايما هي اللي بتديني كـل حاجه حلوة، وكـل اللي بتتمنـاه هو إنها تكـون أم... عنـدي إحساس قـوي إن ذنـوبي دي هيكـون عقابي فيهـا بالشكـل دا وكل الزعل اللي هي بتمر بيـه دا بسببي أنا "..
" كل اللي هقولـه إن النبي ﷺ قال: التوبة تجب ما قبلها، وقال عليه الصلاة والسلام: التائب من الذنب كمن لا ذنب له... فأنت تـوبت و عزمت علي إنك مترجـعش تـاني للذنب و ربنـا غـفور رحيـم.. حتي لو هو ذنـب كبيـر، إن الله يغفـر الذنوب جميـعا، فخـد بالأسبـاب و تابعـوا مع دكـتور وربنا هيـكرمكم و يجعلكم خلف صالح إن شاء الله "...
رفـع عينيـه للأعـلي يـرجو المغفـرة ثم تنهـد بتعـب وابتسم لها بخفـوت:
" شكرا يا... هو أنتي إسمك اي صحيح؟! "..
" مروة، و العفـو يا أستاذ عيسى أنا معملتش حاجه، ربنا يريح بـالك، مبسوطة إنك اتغيـرت للأحسن، أنا لازم أمشي دلـوقتي وإن شـاء الله يعنـي لو لينا لقـاء تاني أتمني تكـون وقتهـا حققت اللي بتتمنـاه "...
تحـركـت سـريعـا فهي بالفعـل تأخـرت، تاركـة خلفهـا عيسـى الذي ظـل ساكنـا لدقيقـة ثم ابتسـم براحـة، إحتسي ما تبقي من قـهوتـه و رحـل هو الأخر عائدا للمشـفي..
لسـوء حظـه إلتقـي بعمـه علي بـاب المشفي فصافحـه و تنـاولوا أطراف الحـديث علي عجـل و بالكـاد هرب منه عيسـى عائدا للأعلي...
................................................................
" تمـام هنعـيد التحـليل دا تاني بعـد أربعـة وعشـرين سـاعة، و بقيـة التحاليـل ضيفوهـا للملف كدا تمـام خلاص "...
إلتفـت خـالد لعمـار يسأله بجـدية:
" هو عيسى راح فيـن!! "..
" مش عارف "..
دلـف عيسى للغـرفة بتلك اللحظة ليلتفـت الإثنـين لـه فأبتسـم عيسى وأقتـرب يجـلس علي الكـرسي جـوار عمـار يربت علي كتفه برفق:
" إي لسـه حاسس بوجـع!! "..
" لا دلـوقتي كويس، حاسس إني عـاوز أنام "..
أردف خـالد بهدوء:
" مهي المسكـنات هي اللي هتخليك عـاوز تنـام رغمض عينيك و إرتاح أنا كدا كدا هاخـد عيسـى و هبعتلك الأنسة حنـة تتابعك "..
أشار خـالد لعيسـى ليتحـرك معـه للخـارج، وبينمـا الإثنين يتحـركـان ببطئ تجـاه غرفـة المكتب الخاصة بخـالد أردف بجدية:
" ممكـن عمار يحـصله فشل تـاني "..
إلتفـت عيسى لـه ينظر لـه بصدمـه مختلطـة بالحزن لأجل أخيه يتسأل بيأس:
" طيب مفيش حاجه نقـدر نعملهـا!! "...
" فيـه بس التكـلفـة عاليـة و كمـان العلاج دا مش متوفر في مصـر، لو كـدا هنجيبـه من بـرا "...
" تمـام مفيش مشكـلة.. قولي كدا متقـوليش هيحصل فشل تـاني يا سـاتر عليك! "..
" أيـوا يا عيسـى بس هو محتاج تـلات كورسـات من الأدويـة دي و الكورس الواحـد ممكن يكـلفك فـوق ال 2 مليـون جنيـة "...
تنهـد عيسى وأردف بجدية:
" خـالد قولي اي المطـلوب أعملـه ملكش دعـوة بالفلوس أنا معايـا.. دا أخويا يا خالد هسيبـه يمـوت!! "..
" مقـولتش حاجـه بس أنت.. أنت كتـبت القصر اللي حاطط فيه تحويشـة عمرك بإسم فردوس، أنت بنفسك كـنت قايلي إن مش معاك سيـولة غير في الشركـة ومش هينفـع تاخد منهـا "...
" معـايا متقلقش... خير ان شاء الله المهم عمار "....
" شايل مسئوليـة كل اللي حواليـك يا عيسـى، لسـه فاكـر أول مرة قابـلتك في كافيتيريـا الجامعـة.. كنت وقتهـا مستقل نفسي إني أكبر منك وباخـد مصـروف و أنت شايل مسئوليـة نفسك و والدتك، علشان كدا مش مستغـرب نجـاحك و فخـور بيك "..
ابتسـم عيسى و ابتعـد خطـوة يضـم ذراعيه أمام صدره يسأله بخبث:
" أنت بتشكـر فيا عشـان أظبطلك الجوازة ها!! "..
ضحـك خالد وأردف بتوتر:
" لا اسكت هي ان شاء الله الجوازة تمشي.. إن شاء الله لما تكـلم حنة توافق "...
حك عيسـى رأسه يـردف بحيرة:
" هو بصراحه يعني أنا كلمتهـا "...
بـرغم توتره سأله خالد بلهفـة:
" ها؟ وافقت!! أو قالتلك هتفكر! "...
" لا.. بس سيبلي المـوضوع شويـة هحاول فيـه "..
تبـدلت ملامح خـالد للجديـه يسأله ببعض الحده:
" لا فهمنـي رفضت ليـه!! "..
" هي مرفضتش يا خالد.. بص حنـة وافقت علي العريس اللي كان متقدملها، بس لمـا أنا قولتلها عنك أنا حسيتهـا زعلت وأتسرعت في موافقتها دي، أنا كنت مستني عمار بس يطـلع وهتكلم معاها.. هي المشكلة بس في فردوس هي اللي بتضغط علي حنـة.. و حنـة بتسمـغ كلامها لأنها بتحس بالذنب إن تقـريبا فردوس هي اللي متوليـه مسئوليتهـا، مش موضوع ماديات بس بوجه عام لكن دا علشان شخصية فردوس أقوي من حنة بكتيـر"..
"بس كـدا غلط، فردوس بتضغط عليها ليـه!! دا جواز يا عيسى"...
" فـردوس مش عـاوزة تسيب أختها للوحـدة بعـد ما تتجوز، بعـد ما فردوس تمشي حنة هتفضـل لوحـدها، فهي بتضغط عليها علشان عاوزاها تاخـد خطوة في حيـاتها، وهي مقتنعـة بالعريس دا أصلا من وقت ما حنة قالت عليه "..
صـاح خالد بحـده:
" يبقي هقنعهـا بيا و هقنـع أختها، والعريس دا لـو قرب منهـا هجيبـه تحت مشرطي "...
تحـرك خـالد مبتعـدا ليتبسم عيسى بخـبث و ويعـود لغرفـة أخيـه...
..........................................................
بعـد مرور عـدة أيـام...
استعـادت فـردوس عافيتهـا وكذلك عمـار و الذي لا يملـك أدني فكـرة عن تكـلفـة أدويتـة وقد تكفـل بها عيسـى بالكـامل....
انهمـكت زمـرد في الأيام الماضية بأعمـال المنـزل و رعايـة فردوس ثـم قـررت بنهـاية اليـوم الذهاب لصيدليتهـا وقـد تركـت رعايتهـا لطبيبتيـن من نفس فئتهـا العمرية علي أن تتابع هي من وقـت لأخر...
مضـت بضعـة ساعات وهي لا زالت ساكنـه تنظـر لشاشة الحـاسب الآلي حتـي قطـع شرودهـا صـوت عيسـى...
" سرحـانة فيـا! "..
انتبهـت له زمـرد و ابتسـمـت تسأله بتعجب:
" راجـع بدري النهـاردة... وحشتك ولا اي! "..
ابتسم عيسى وجلس أمامهـا وأمسك بيدهـا يطبع قبـلة هادئـة علي باطنهـا:
" بتوحشيني في كل لحظة أصلا.. النهـاردة معادنا عند الدكتورة أنتي ناسية ولا اي!! "..
اضطربت وسألته بحيرة:
" هي نتيجـة التحاليل طلعت!! "..
أومأ برأسـه وأردف بهـدوء:
" اه من إمبـارح.. يـلا نمشي! "..
سألتـه بحده:
" ومقولتليش ليـه!! التحاليل فيها حاجه صـح! "...
" مش عارف يا زمرد مفتحتهاش أصلا و مش هفهم فيها حاجه، بس علشان أنتي هتفهـمي فأنا مقولتلكيش، هنـعرف عند الدكـتورة.. يـلا "..
تحـرك عيسـى قبل أن يشتـد الحديث بينهـم، هي غاضبه وهو يعـلم ذلك ولكنـه لن يتجـادل معها الآن، هو فعـل ما رآه صـوابا، تحركت زمـرد خلفـه تنـظر تجاه بضيق، هو لا يُعطيـها حتي حق المشاركـة بالقرارت الخاصـة بهم، كان بإمكانه إخبارها عن رغبته بإنتظـار موعدها لتقرأ لها الطبيبـة التحاليل! ولكن هيهـات فهو عيسى القائد...
بـعد قليـل..
وضعت الطبيبـة التقـارير الخـاصـة بهـم في الملف مرة أخري وأعادتها لهـم تردف بهـدوء:
" بصـي يا مدام زمـرد أنا هكتبلك علي شويـة أدوية هتاخـديها بإنتظـام لمدة شهـرين وترجـعيلي تـاني "...
سألتها زمرد بحزن:
" هي اي المشكلة اللي عنـدي! "...
" مشكلة ليها علاقة ببطـانة الرحم، بنسـبة كبيـرة يا زمرد أنتي حصـل معاكي حمل من أول زواجك لكـن الحمل دا مثبتش في بدايتـه، من بعد الأسبوع الأول علطـول يعنـي أول ما بتبدأ البويضة انها توصل للرحـم... فإحنا دلـوقتي هناخد العـلاج دا و نلتزم بكـل التعليمات و ترجعيـلي بعد شهرين، وحالتك بسيطـة متقلقيش "..
اومـأت زمـرد وفضـلت الصمـت بينمـا أنهي عيسى الحـديث بهـدوء و إبتسـامة خافتـه و أمسك بيد زوجتـه ثـم رحل بهـا...
علي حالتها من الصمـت جلست بجـواره بالسيـارة، إلتقطت نفسـا عميقا ثم أردفت بخفـوت:
" ممـكن نقعـد في أي كافية علي النيـل! "..
إبتسم عيسـي يومئ برأسه يؤيـد فكـرتها تلك ثم أردف يُمازحها:
" مـع إن مفيش ولا مرة قررنا نخرج أنا وأنتي إلا ولقينا الدنيـا اتقـلبت "..
" والله يا عيسى نفسي نسيبهـا مقلوبة ونسافر أنا وأنت في أي مكـان، أنت عارف أنا محسيتش خالص إني عروسه أصلا "...
" حقك عليا أنا، أنا عارف دا غلطي أنا يا زمـرد بس والله هعوضك عن كـل دا وقـريب "..
جـلست بإرتيـاح وتنهـدت تردف بمشاغبه:
" هيييح لما نشـوف.. بس المهـم دلوقتي تخـرجني و تغـديني عشان جعانة أوي و تشربني عصير مانجـا وبعـدين تاخـدني أشـتري شويـة حاجـات علي حسابك طبعـا وبعدين تجيبلي آيس كريم ونروح "...
" بس كدا دا إحنـا عينيا للدكتورة "...
..........................................................
في المساء...
" يا بنتي إرحميني وكـلي بقي!!! ليكي علاج هتاخديه يا فيفي إخلصي "..
" قولتلك عاملـة ريجيم مش هاكل الأكل دا أنا "..
" ريجيـم اي يا بنتي اللي هتعمليـه دلوقتي!! يا حبيبتي لازم تاكـلي كويس، عدي بس اسبـوع كمان ولا حاجه وأبقي اعمـلي!! "...
" حنـة ريحيني وريحي نفسك، أنا مش هاكل.. إمشي بقي سيبيني أرتاح، وبعـدين أنا قولتلك ملكيش كلام معايا صح ولا لا!!! "...
" ولما متكلمش معاكي أروح فين!!! أكلم الحيطـان!!، كـل دا عشان عيسى قـالك علي حوار خـالد دا "..
" أيـوا.. مـاله خالد مش فاهمه!! "..
" ملوش يا فردوس وأنا مقولتش حاجه، لكن أنا سبق واتقدملي شخص وإديتـه كلمتي وخلاص مقتنعه بيـه، و بعـدين أحمد جه وقعـد مع عيسى و أخوكي بنفسه قالك إنه كويس، وأنا خلاص هبلغ عيسى بموافقتي النهائيـة النهاردة بحيث نقرأ الفاتحه بـقي ونعمل شبكة في نفس اليوم "...
" هتنـدمي يا حنة، أنتي بتحبي خـالد و متنكريش علشان أنا متأكدة زي ما أنا شايفاكي قدامي إنك بتحبيه من وقت ما كنتي معاه في الأقصر...
ممكن بس تيجي تقعـدي علشان أنا حاسه إني السبب في كل اللي بيحصل دا... حنة أنا كنت خايفة عليكي من مشاعرك دي وكنت أكتر حد مصمم علي أحمد دا علشان خاطر تنسي وتكملي في حياتك ومتفضليش واقفه عليـه، أنا خليتك تتسرعي صح!! أنا عارفة إني ضغط عليكي بس والله كنت كل اللي عاوزاه إنك تكوني مبسوطة "...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ابتسمت حنة وأجابتها بهدوء:
" أنا متسرعتش يا فيفي، أنا أستنيتـه 7 شهـور، معاه هنا في العمارة ومعاه وقدامه في المستشفي، مهو لو كان عاوزني كان يبقي من بـدري... بس خلاص مفيش نصيب "...
" نعلقلـه إحنا بقي حبل المشنقـة عشان أخد وقته! "...
سألتها حنة بنفاذ صبر:
" فـيفي أنت لو جـالك حد دلوقتي قالك إنه بيحبك وعاوز يتجوزك هتعملي اي!! "...
" أنتي عبيطة بتقـارني اي ب اي!! حبيبتي أنتي لسه مقرأتيش فاتحـه انما أنت متجوزة و بعـدين حتي لو همشي في المثل بتاعك دا.. أنا بعشق منتصـر إنما أنت العكس بتحبي خالد مش أحمد "...
" وأحمد بيحبني وأنا مقتنعـه بيـه ف خـلاص يا فيفي لو سمحتي إقفلي الموضوع، أنا مش هينفع أروح أقول للراجل لا خلاص الدكـتور خالد أخيرا جاي دلوقتي يقول إنه عـاوزني.. اسكتي ومتفتحيش الموضوع دا تاني و إدعيلي ربنا يوفقني في حياتي الجاية دي و خلاص "...
" ربنا يعينك علي المهلبيـة اللي في دماغك "...
تجـاهلتها حنة وأردفـت بإبتسامة:
" بمنـاسبة المهلبية، إي رأيك أقوم أعملك طبقين علي ما تتغـدي أنتي بتحبيها "...
" مش قولتلك مش هاكل مرة!! أنا محتاجة أخس خمسة كيلـو "...
طـالعتها حنة تشـعر بالغضـب منهـا، تحـركت لخارج الغرفـة تجاه التراث تأخذ هاتفهـا ثم أجرت اتصـالا هاتفيـا ليأتيها الرد بعـد دقيقة:
" أيـوا يا حنـة، فردوس كويسه؟! "..
" أنتي تيجي تشوف حـل مع مراتك دي، مش راضيه تاكل قال اي عاملة رجيم.. أنا بقالي ساعة بتحايل عليها فلو سمحت تعـالا أنت أكلها لأني هلبس وأنزل عندي نباطشيـه "....
" خلاص يا حنة أنا جايلها دلوقتي روحي أنتي شغـلك أنا هقعد معاها "...
" تمـام أنا هسيبلك المفتاح تحت مع طنط زينات "..
" طيب"...
بـدلت حنة ثيـابهـا سريعـا ثم أخذت حقيبتهـا وعادت لغرفـة فردوس مرة أخري لتخبرهـا بذهابهـا فودعتهـا فردوس بملل و وأغمضت عينيهـا لتحاول النوم ولكنها لم تستطـع فهي حقا تشعر بالجـوع...
ولكـن بعد منتصف الساعـة شعـرت بحـركـة مريبة بالخـارج فأعتـدلت ترفـع الغطـاء عنها ثم تحـركت للخـارج تسحب منامتها القصيرة للأسفـل، أخـرجت رأسهـا من خلف البـاب تدور بعينيها بحثا عن مصـدر الصـوت...
ظهـر منتصـر أمامهـا فجأه فصـرخت وتـراجعت للخلف و كادت تسقـط و لكن إمتدت يده تحيط بخصـرها تمنعها من السقـوط، كـانت ستصـرخ عليه لـدرجـة تجـعله اصم ولكـن بدلا من ذلك إبتسـمت وهي تغـرق بعينـاه العسليـه التي تطـالعها بشغف...
" خضتني! "...
" سلامتك من الخضـة "...
إعتدلت تُبعـد يديه تسأله بتعجب:
" مقـولتليش ليه إنك جـاي! مش انا لسـه مكلماك من ساعتين! "...
" لا مهو أنا مكـنتش عامل حسابي إني جاي، بس سمعت طراطيش كلام كدا إنك مبتاكليش كويس فقولت أجيبلك حاجه بتحبيها يمكن تغيـري رأيك "...
أشار للحقيبة التي أحضرها من المطعم المفضل لها ولكنها تماسكت وحركت رأسها رفضا:
" لا أنا عاملة دايت، أنت مش شايف أنا تخنت إزاي!! "..
ابتعـد منتصـر يطـالعها فشعـرت بالخجـل من مظهـرها ولكنه أردف بإبتسامة:
" أنا مش شايف غير بنت زي القمر "...
ابتسمت بخجـل:
" طيب ممكن تخرج هغير هدومي وأجيلك "...
تعـالت ضحكات منتصـر يسألها بصدمه:
" مين مكسوف!! فردوس!؟ مش معقول والله "..
" لا مش مكسـوفـة بس عيسى هيعلقني والله "..
أردف منتصر بضيق:
" عيسى بقي خنيق والله، المهم غيري و تعالي هحط الأكل علي السفرة "..
أجابته بحده:
" قولت مش هاكل يا منتصـر "..
" مش هعيـد كلامي تاني يا فردوس.. تعالي علشان تاكـلي، دا مش وقت دايت و زفت!! "...
" لا أنا بقالي اسبـوع مبتحركش و حنة و زمرد مبيعملوش حاجه غير انهم بيأكلوني وأنا مش عاوزة أتخن أكتر من كدا.. ولا أنت هتستني لما الناس تتريق عليا وأنا معاك! "..
" يتريقوا عليكي وأنتي معايا!!! اللي يفكـر يبصلك أصلا مش هيلاقي عينيه دي تـاني يا فيفي.. بصي تعـالي أقعدي كدا بلاش نتخـانق.. قوليلي اي اللي مضايقك أنتي ومتفكريش في كلام الناس "...
جـلست فـردوس وهو جوارها فأردفت بصوت خافت:
" أنـا أصلا طول عمري مضايقـة من موضوع وزني دا و جـيت دلـوقتي.. جيت دلوقتي اتجـوزت واحـد معندش تلاته جرام وزن زيـادة وحتي مراتك كانت زي القمر "...
" نسـرين الله يرحمهـا كـانت مريضـة سكر أصلا والعلاج بتاعها كان فيه أدوية بتعلي الحـرق و غير كدا هي كانت بتبقي مضطرة تحافظ علي أكلها وبتحرم نفسها بس علشان صحتها وعلشان كمان دا كان مأثر معاها في موضوع الحمل... بس أنتي دلوقتي لسه خارجه من عملية وجرحك حتي لسه ملمش كويس كمان فمينفـعش تفكري في ريجيـم... و فيفي أنا والله شايفك زي القمر ممكن ميفرقش معاكي رأي أي حد تاني!!! ممكن تصـبري لما تبقي أحسن و بعـدين أنا بنفسي هاخدك لدكتورة تغـذية وأحجزلك في أحسن جيم.. بس علشانك أنتي تبقي راضيه عن نفسك مش أي حاجة تانيه "...
" يا ويـلي من حلاوة كـلامه يا ناس!!! "...
" يا ويـلي أنا من حلاوتك يا قـمر والله مش فاهم لما أنتي تقـولي الكلام دا غيـرك يقول اي!! طب دا أنا يا بختي بيكي والله "...
" بس الله الرحمن الرحيم ميـن اللي بيقول الكـلام الحلو دا كلـه!! منتصـر أنت كويس!! "...
طـالعها منتصـر بإبتسـامه وهو يحك عنقـه يشـعر بذلك الإضطـراب بداخـله، مرحبـا بشعـوره ذلك وهو يختبـره معها، تلك الفتاة آثـرته بكـل الطرق بـدون أي مجهـود منهـا، فقـط بكونها فردوس أُغرم بهـا...
" أنا مغـرم بيكـي أقسم بالله! "...
لمعـت عيناهـا بـل أنها بكـت بصمـت ورغم ذلك ارتسمت ابتسامـة واسعه علي شفتيهـا تُجيبـه بحـب:
" وأنا كمـان.. أنت أحن راجـل وأحن زوج و أنا مش عاوزة حاجـة من الدنيا دي غيرك "...
تـرك يدهـا وضمهـا بحب ولـولا أنهـم منتصـر و فردوس لكـان أنتهي اليـوم ب عشـاء رومـانسي علي ضوء الشمـوع و ودعته بحـب ولكن إنتفض الإثنـان علي صوت صـرخه أفزعتهم حقـا و قد كان مصدرها عيسى الذي آتي للإطمئـنان علي أخته...
أردف منتصـر بخوف:
" أقسم بالله مستعد أصلح غلطـتي"...
" أنت بتعمـل اي هنا!!! في بيتي يا منتصـر و مع مين مـع أختي يا صاحب عمري!!! ليه يا منتصر الضربة تيجي منك أنت!! "..
أردفت فردوس بملل:
" اي يا عيسى الأوفر دا هو يدوبك قالي مغرم يعنـي!! "..
رفع عيسى قدمه يأخذ حذائه يلقيه تجـاهها فأبتعد فردوس تختبأ خلف منتصـر تستمع لصـراخ أخيها:
" وأنت كنتي عاوزة يقول اي أكتر من كـدا يا كلبة "...
كتم منتصـر ضحكاته لكن عيسى أكمل بضيق:
" أنتم وضعكم دا مش عاجبني علفكـرا "..
أردف منتصر بهدوء:
" كل الحكاية إني كنت جايبلها أكل و بعدين قعدنا شوية و كنت بتطـمن عليها بس "...
صمـت عيسى وتحـرك أمامهم ببطئ ذهابا وإيابا و الإثنان يطـالعانه وكأنهم مذنبـان حتي نطق عيسى وأخيرا:
" فرحـكم بعـد شهـرين.. موافقيـن!!! "..
نظر الإثنيـن لبعضهما البعض بصـدمه ولكن سرعان ما ابتسم منتصـر واومأ برأسه:
" أنا موافق "...
بينمـا فردوس هزت رأسها رفضا:
" مش قبل ما حنـة تتخطب "..
جـلس عيسـى وسألها بحيرة:
" أختك شكـلها بتحـب خالد و اللي هي بتعمله من ورا زنك يا ست فيفي هو أكبر غلـط.. وأنا مش عارف أقنعها "...
أردفت فردوس بندم:
" وبصراحة أنا حاولت أقنعها بردو مش عارفـة "..
أردف منتصر:
" طيب ما أحنا ممكن نفـهم أحمد دا كل حاجه وهو هيبعـد من نفسـه "...
أجابه عيسى:
" لازم حنة تكـون موافقة علي اي حـاجة هنعملهـا يا منتصـر، إحنا ملناش الحق إننا نتصـرف بالشكل دا من غير موافقتهـا... خالد اللي لازم يتلحلح شوية ويقنعهـا بيه و لو دا حصل أنا هفهـم أحمد كـل حاجه... ركزوا بقي أنتم في شقتكم والفرش و أنتي تكتبيـلي قايمة كاملة بكل اللي محتاجـاه عشان ننزل نجيب كله مرة واحده و ننجز... و آه فستانك هيبقي هديتـي ليكي متفكريش فيه و أنت يا عريس أعتبر شهر العسل إتحجز "...
ابتسم منتصـر ولكن عيسى إقتـرب منه يهمس له بتحذير:
" لو في يوم زعلتها هتبقي لعبت في عداد عمرك.. فاهم!! "...
تحـرك عيسى للخـارج يطـالعه منتصـر بصدمة بينمـا فردوس أخذت حقيبة الطـعام وجلست تتنـاول منها بنهـم...
.................................................
بعـد مرور عـدة أيـام...
تحـركت حنة بتعـب للأعلي حيث شقتهـا لتـجد ورقـة صغيرة أمام الباب...
" أنا علي السطـح لما تيجي من الشغل اطلعي صحيني! "..
تأفتت حنـة فهي تـُريد النوم حقـا ولكنها تحركت للأعلي تبحث عن أختها تحاول أن تستوعب أنها ربما قضت ليلتلها علي سطـح المبني!!!
لكنهـا بالأعلي لم تجـدها، لم تجد سـوي بعض اللوحـات المغطـاه بقماش أبيض و من الغرفـة الوحيدة ظهر خالد أمامها...
لم تفهـم ما يحدث حقا ولكنها استنتجت أن أختها ليست بالأعلي فأستـدارت لترحل ولكنـه أوقفهـا...
" حنة!! لحظة واحـدة "..
إلتفتت مرة أخري بتوتر و قد اثلجت أطرافهـا و كانت خطـواتها الصغيرة التي اتخذتها تجـاهه صعبه للغاية وبرغم ذلك سألته بثبـات:
" خير يا دكـتور "..
" بصي هو أنا كنت عاوز أقولك حاجه، بس أنا مش عـارف إزاي فأتصـرفت "...
تحرك سريعـا تجاه اللوحة الأولي، كان رسومات كراكتاريـة بسيطـة، بتلك اللوحـة رأت فتـاة تقف بمحطـة القطـار خلفه وهو ينـظر لها...
" أنا أصلا كنت معجب بيكي من أول مرة شوفتك فيها "....
تحـرك للوحة الثـانيـة ليجـدها صـورتها عندما شعرت بالتوعك بالمشفي وكان هو جوارها..
" وهنا حسيت قد اي أنا مهتم بيكي! "..
تحرك للوحة الثالثـة وكانت عبارة عن فتاة تقف أمام جرس منـزل صغير:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" و هنا كنت فرحـان إنك جاية بيـتي، حتي لو مكنتش فاهم ليه عيسى طلب مني كدا.. و لما كارم جه وعرفـت إنك كنتي متجوزة و فهمت قصة جـوازك.. صدقتـك و مشكتش في صدق حديثك في لحظة "...
باللوحـة الرابعـة كانت صورتها تقوم بإعداد الطعام في مطبخ يُشبه نفس مطبخ شقـة خاله...
" و هنـا كنت بفكـر قد اي هبقي محـظوظ لو رجعت مل يوم لقيتك في بيتنا أنا و مطبخنا.. و تكوني حلالي يا حنة!! "....
وقبل أن يرفـع القماش عن اللوحة الخامسة أوقفتـه حنة بصوت خافت:
" لو سمحت يا دكتور خـالد!! الكلام دا مفيش منـه داعي، أنا في حكم المخطوبة دلوقتي! "...
" وأنا مش قـادر أقتنع و مش عاوز أصدق إن دا بيحصل!! حنة أنا والله كنت عاوز أتقدم من زمان بس خايف من رد فعلك و أنتي علطول كنتي بتقولي إنك رافضة المبـدأ.. كنت خايف من الرفض فوقفت علي أرض محايدة "...
" لا.. أنت كنت ضامني يا دكتور، كنت ضامن إني هفضل موجـودة، وفاكر إنك بالنسبالي أصلا فرصه مقدرش ارفضها!!!! "...
" لا!!! والله أبدا عمري ما فكرت كدا! أنا اللي كنت خايف من الرفض، مكنتش عارف هتقبلي ولا لا!.. أنتي اللي بالنسبالي فرصـة يا حنة و أول حب لشاب عمره 35 حياتـه كلها بين دراسـة وشغل مكـانش فيها مجال لأي مشاعر بس أنتي جيتي من أول نظرة غيرتي كل دا.. حتي لو هتفضلي رفضاني يا حنة خليكي عارفـة كدا كويس، أنتي بالنسبالي كنتي حاجه عاليه خايف مطولهاش مش العكس زي ما أنتي فاكره!!! "...
" دكـتور خالد.. كل شئ قسمة ونصيب وأنا نصيبي جـه و إن شاء الله ربنا هيرزقك باللي أحسن مني "..
قـاطعته حنـة فأومأ خالد بيـأس وبتلك اللحـظة تدخـل جميـع من بالغـرفة و للحقيقـة جمعت تلك الغرفـة الكثير من الأشخاص...
عيسـى وخلفه منتصـر و من ثم زمرد وفـردوس و من بعـد زين و زوجـها سليـم و قد رتبوا جميـعهم للأمر لمساعدة خالد...
اردفت فردوس بيأس:
" طب فكـري تاني يا حنة! "
أردف عيسى بهـدوء:
" اللي أنتي عاوزاه هو اللي هيحصـل "...
أقتربت زمرد تُمسك بيدها تردف بحنان:
" بس يستـاهل تديـله فرصـه "...
أقتـربت زين تقف جـوار أخيهـا:
" يا ست والله بيحبك! "...
وقف عيسى أمامها يهمس لهـا:
" خـالد ميعرفش إنك بتحبيه، محدش فينا ليه الحق يقولـه، بس صدقيني لو جوازتك من أحمد كملت هتبقي بتظلمي نفسك و بتظلمي أحمد.. "..
صمـتت حنـة تنظر للجميـع، وقفـت بعينيهـا علي خـالد، ذلك الذي أحبـته بصمت كل تلك الأشهـر، هي فتاة بسيطـة ربمـا ستنـسي حبهـا له وتمضي حيـاتها مع شخص آخر، ربمـا يسألها حفيدها بيوم هل أحبت بصدق يومـا!! و تتذكـره و تبتسم بألم...
ألا يكفيهـا ما أخذته من الألم بحيـاتها!! والآن لن تأخذ ذلك الطريق بنفسها، ستختاره وتخـتار نفسهـا معه، ربما تأخر قليلا، ربما هو أناني بشكـل ما و هي قررت تلك المرة أن تسعـي لسعادتها، تصغي لدقات قلبها التي تنـاديه....
" هقـول لأحمد إي! "...
" مش هتقـولي حاجه... أنا اللي هقـول، أنا أخوكي يا حنة "...
ابتسمت حنـة تقـول بإمتنان:
" أنت أكتر من أخ يا عيسى، و علشان كدا قـول للدكـتور خالد لو عاوزني يبقـي يتقدم رسمـي و يجيب والده و والدتـه و بعـد كدا يبقي يعمـل حسابه علي ضوابط الخطـوبة.. التسيب دا لا يمكـن اسمح بيـه "...
أعطـته نظـرة أخيـرة وابتسمـت بخجـل قبل أن تستـدير و ترحـل تاركه إياه ينظـر في أثرها بصدمه يتسأل:
" يعني اي!؟ ناجح ولا ساقط كدا!! "..
أقتـرب عيسى يكتم ضحكـته:
" هات والدك و والدتك وتعـالا بكرا الساعه 6 "...
تحـرك عيسى وخـلفه زوجتـه و منتصـر و فردوس التي لحقت بهـم و تبقـت زيـن التي أردفت بتعجب:
" أعتقد إنها كدا هتوافق خلاص يعنـي... مبـروك يا خلـودة، يا ريت تنجز بقي عشان أنت قربت تعجز "..
دفعهـا خالد بعيدا عنها بضيق فأخذها سليم بين يـديها فسحبهـا خالد مجـددا و تحرك بها ينـظر له بغيـظ ألا يكفيه أنه أخذهـا منه بحجـته تلك أنها زوجته!!!
.................................................
بعد عدة أيام..
بـرغم خوفهـا من فكـرة الزواج للمرة الثانيـة، وبرغم التجربة الأليمـة التي مرت بهـا حنة إلا أن الغرفـة لم تسع أجنحـتها وهي تنـظر لخاتم الخطبـة بيـدها، و بإصـرارها علي ضوابط الخطـوبة أصر خالد علي عقـد قرآنهم بعـد شهريـن، بيوم زفاف منتصـر و فردوس....
ولكـن قبل ذلك الزفاف كان عليهم جميعـا التجهـز لزفاف زين وسليـم وقد آتي موعـده سريعا بعـد أسبوع واحد لا أكثر...
" مش هتلبسيـه يا زمرد إنسي "..
" يا عيسى أنا أصلا مبجيبش لبس ضيق، أنا لبس بجد محترم "...
" مش ضيق بس ملفـت يا هانم "..
" والله ما ملفت دا هـادي خالص، يا عيسى بالله عليك الفستان عاجبني أوي وحـلو عليا "...
" لا لا... لا مش موافق... مش قادر أوافق والله نفسي أعملك اللي أنتي عاوزاه بس لا شوفي حاجه تانيـه "..
" أقولك حاجه أنا مش رايحة الفرح و متكلمنيش بقي تاني "...
" أحسن بـردو "...
" طب.. طب هلبس نقـاب أسود هيقفل اللون شوية.. عشان خاطري بقي وافق عشان خاطري! "..
" استغفر الله العظيم... خلاص يا زمرد إلبسي اللي أنتي عاوزاه "...
" طيب إبقي إلبس جرافتـه بيج بقي لون الفستـان "..
حمل الكـوب جـواره وكـاد يرميها بـه ولكنها صـرخت تحمي وجهها خلف يديهـا:
" يا مصيبتي عـاوز يخلص عليا وأنا في عز شبـابي!! "..
ترك الكوب و تعـالت ضحكـاته فنظـرت له بضيق وأقتـربت تقف جواره تضع يدها بخصرها:
" اي يا استاذ عيسى مزقلتنيش بالكوباية ليه!! افتحلي دماغي! "...
سحبهـا عيسـي تجاهه يهمس لها:
" مقـدرش يا قلب الأستاذ عيسى "...
في مسـاء يوم الزفـاف...
ابتسـم سليـم وهو يتحـرك لداخل غـرفة الفـندق ليأخذ عـروستـه، كـان أنيقـا للغـاية وإزادات وسامتـه بإبتسامتة الواسعـه تلك....
بـداخل وقفـت زيـن تنتـظره بفستـانها الأبيض الثقـيل، ربمـا رأته زين مبالغا به قليلا ولكن ما الضـرر من المبالغـة في فستان زفافها الذي ستـرتديه لمره و واحده بالعمـر!!!
بدت كالأميرات رغـم كل شيئ بحجـاب أنيـق لكـنها بدت مرتبكـة حقـا تشعـر بأنها تسـرعت بالأمر ولا مجـال للعـودة، لا مجـال للهرب...
أقتـربت فردوس تسألها بتعجب:
"مالك يا زيـن؟!! اي دا إيدك ساقعه كدا ليـه؟!"..
" مفيش.. خايفة بس شكلي يكون مش حلو "...
" لا طبعـا أنتي زي القمـر مفكيش غلطـة حقيقي "...
ابتسـمت لهـا زيـن وألتفـتت علي صـوت طـرقات سليم علي البـاب فأتسعـت إبتسامتهـا تردف بحماس:
" سليم "...
تنـاست زيـن توترهـا و تحـركت تجاه البـاب فأمسكت بهـا فردوس تردف بحده:
" بت أقفي هنا واتقـلي كدا "...
ضحـكت زين وأومأت لهـا و وقفـت بنهاية الغـرفـة بينما اتجـهت فـردوس لتستقبـله ممسكـه بهاتفهـا لتقـوم بتصـويرهم...
ابتسم سليم للكـاميرا ثم اتجـه بعينيه بيحـث عن زوجته حتـي رآهـا كالملاك الأبيض بنهـاية الغرفـة فأتسعت إبتسـامه و قـام بالتصفيـر بمشاغبـه لتكتم زين ضحكتهـا تُحاول الحفاظ علي وقارها كعـروس ولكنها لم تتمالك نفسها عندما أقتـرب سليم يضمهـا ويرفعهـا عن الأرض، أنهت فردوس تسجيـل الفيـديو و تحركـت للخـارج فأقتـرب سليم يهمس لزوجته:
" عمر صورتك دلـوقتي ما هتروح من بالي وهتفضل أحلي حاجة شوفتها في حياتي "..
ابتسمت زين بخجل وهي تنـظر لـه بحب، قامت الحياة بتعـويضها عن كل الأيام المريرة بقطعتها الخاصه من السكـر المُحلي....
...............................................
" سيبلي رف واحد يا مفترية أحط فيـه هدومي!!! "...
" ما أنا سيبتلك يا منتصـر والله أهو الحته دي مش هتقضيك يعنـي!! "..
" لا مش هتقضي أنا لبسي كله فـورمال لازم يتعلق مش هينفع يطبق كل فوق بعضه كدا "...
دلفـت زمرد للغرفـة تحمـل حقيبـة ثيـاب أخري تسألهم بحيرة:
" هنحط دي فيـن!!! "..
نظر منتصـر لفردوس بحنق وصاح بهـا:
" اي يا فيفي!!! هو الجهاز كله هدوم بس!! "..
" والله إن كان عاجبك بقي لـو مش عاجبك يبقي خـلاص نأجل الفرح علي ما نبقي تكبـر الدولاب "..
أمسك منتصـر بثـيابه وألقاها أرضـا ثم أشار لزمرد:
" تقـدري تحطيهـم هنا عادي مش مهم أنا "..
ضحـكت فردوس و أقتـربت تحمل ثيابه تقـول بحب:
" يا حبيبي لا خلاص والله هحطـهملك متقلقش هتصـرف أنا "...
ابتسم منتصـر وربت علي رأسها:
" خلاص ماشي أنا هروح أنا الشغـل و هخلي البواب يشتريكـم غداء "..
" ماشي أعمل حساب حنـة هي زمانها جاية "..
" حاضر "...
تحـرك منتصـر للخـارج فابتسمت فردوس تنـظر في أثـره فأتجهت زمرد تربت علي ذراعها:
" يلا يا حبيبتي مش وقت تتنحـي، وريني هتتصـرفي ازاي في الحوسه دي، إخلصي فاضل أسبوع علي الفرح والشقة تضرب تقلب! "..
" شقة اي اللي بتفكري فيها، فكـري في فستـان فرحي يا هانم اللي جوزك مورانيش شكله لحـد دلوقتي ولا حتي عارفـة شهر العسل هروح فين! والله شكله هيسوحني ويوديني الموزمبيق! "..
" أخوكي هيعمـلك أحسن حاجه متفكـريش كتيـر، وأخلصي بقي أنا تعبت "..
" تعبتي اي إحنا لسه بدأنا!! "..
" فرهـدت من كتر اللف معـاكي من الصبح، أنا عاوزاكي تتجوزي عشان أنا أستريح شوية "..
ضمتهـا فردوس تشكـرها بإمتنان:
" ربنا يخليكـي ليا يا زوزا "...
مـر ذلك الأسبوع المرهق بسـرعة كبيرة، وآتت اللحظة التي أنتظرتها فردوس وهي رؤيـة فستانهـا العزيز، وضعـه عيسى بغـرفتها ولم يُخبـرها و جلس بالخارج وبجـواره زمرد و حنـة و زينـات ينتظرنها بفارغ الصبـر فقد رفض عيسى أن يـروا الفستان قبلهـا...
عـادت فردوس للمنزل وأخيـرا تُردف بتعـب:
" هدخل أغير هدومي و أجي نتغـدي معلشي اتأخرت "...
دلفـت فردوس لغرفتهـا سـريعـا ثـم عادت لهم بعـد قليل وهي بالكـاد تلتقط أنفاسهـا تشير للداخل بأيدي مرتجفه:
" دا... دا اي اللي جوا دا!! دا فستاني! "..
يتبـع....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" دا... دا اي اللي جوا دا!! دا فستاني! "..
ابتسم عيسـى لهـا وأقتـرب يضمها بحنان:
" مبروك يا فيفي"..
صـرخت فردوس بسعـادة:
"عيسي دا تُحفـة، دا أحلي فستان شوفتـه في حيـاتي.. دا حلو أوي أوي أوي!!"...
تحـركـت زينـات وخلفها زمرد و حنة للداخل ليقـفن ثلاثتهم لدقيقـه وينظـرن بأعين مندهشـه بفستـان الزفاف الغايـة في الرقي والفخـامة والجمال...
باللون الأبيض النـاصـع مرصـع بالآلئ اللامعـه بالأعلـي بينمـا من منطـقة الخصـر للأسفل واسـع بشكـل فخـم لامع بطـريقـة راقيـه و أكمـام فراشـة و طـرحـة طويـلة من نفس تصميـم الفستان...
لم ينسي عيسى الأحذيـة و حجـابها و العـديد من أدوات التزيين الأخري لأجل عروسه الصغيـره...
" ما شاء الله... جميـل أوي "...
قالتهـا زمـرد فأومأت حنة بأعين دامعه تردف بحنان:
" فردوس هتبقي زي القمر فيه "...
باليـوم التالي، يوم الزفـاف..
لم تكـن فـردوس تبدو كعـروس عـاديـة بل كانت ملكـة متوجـة تُزف لـملكهـا الذي أخذهـا من يد أخيهـا يضمهـا بحـب وبرغم ثقـل فستانهـا رفعـها منتصـر ودار بهـا بسـرعه فأرتفـعت أصوات هتافات الأصدقاء والأقـارب..
من سبـعة أشهـر كان يظـن بأنه سيعـود للطريق المظلم من جـديد و سينتهـي بـه الأمر بالموت بطريقـة غامضه أو ربمـا منتحـرا ولكن آتت تلك الملكـة الصغيـرة لتتمسك به بقـوة تأخذ لعالمهـا المليئ بالألوان الزاهيـرة ليختلط بألوانها تلك و يعـود قلبه للحياة من جـديد...
بالزاويـة وقف خـالد يسحـب منديـلا تلـو الأخـر يُعطيـه لحنـة التي لم تتوقف عن البكـاء، كانت دمـوع الفرح تسيـل علي وجنتيهـا وهي تـري سعـادة أختها الصغيرة و سعـادة زوجها وحبه لهـا، أردف خالد بإبتسامة:
" عقبـالنا... مش كان زمانا بنتكتب كتابنا معاهـم! "..
" إزاي كنـت هبقي مشغـولة بكل دا مرة واحده!! ما نستني براحتنا كدا لسـه شوية "..
" لا مش لسه شوية، هو أخرك شهر علي ما فردوس ترجع من شهر العسل، عشان أنا مش قادر أستحمل ضوابط الخطوبة والله "..
تـركـها خالد وأتجه يقف مع الشباب فكتمـت ضحكـاتها و ذهبت لتقف مـع النسـاء..
كـانت تلك الأمسية من أجمـل لياليهـم، سعـادة منتصـر بفـردوس وكأنهـا جوهرة غالية فـاز بهـا، ما يشعـر به تجـاهها فـاق كل الحـدود...
......................................................
في اليوم التالي...
" قـولتيـلي الدواء تاعبلك معدتك؟ "..
" أيوا، هو من أعراضه أصلا فكنت بفكـر أخد البديل بتاعه أعراضه أقـل، لأني مش مستحمله، حضرتك شايفـة اي!! "..
" أنا شايفـة بيبي يا زمرد "..
اعتـدلت زمـرد تنـظر للشاشـه تتمسك بيد عيسي الذي جلس جـوارها وتقـدم أيضا ينتقل بعينيـه بين زوجتة و الطبيبـة و تلك الشاشـه الصغيرة التي ثبت عينيه عليهـا عندما أشارت الطبيبـة...
" شايفيـن الحاجـة الصغيـرة دي! يا بنتكـم يا إبنكم إن شاء الله.. مبـروك يا مدام زمرد أنتي حامل في شهر "...
سألها عيسـى والذي لم يستوعب الأمر بعد:
" يعني العيل في معدتها!! "..
نظـرت له الطبيبـة بتعجـب وكذلك فعـلت زمرد التي انفجـرت في الضحك تسأله بصدمه:
" اي اللي أنت بتقـولة دا!! لحظة و اي اللي أنتي بتقوليـه دا!!؟ أنا حـامل؟ أنا بس لسه مخلصتش كورس العلا...
"أنا قـولتلك إن مشكلتك بسيطـة أنتي اللي كنتي مكبـرة الموضوع ومقتنعتيش، أنتي حامل يا زمرد اتبسطي"..
نـظرت لعيسى بأعيـن دامعـه لتجده يبتسـم بإتسـاع ولازالت عيناه عالقة علي الشـاشـة، انتبـه لهـا فهربت دمعه من عينـاه فأقتـرب يضمهـا يُخبأ وجـهه بـها..
ابتسمـت الطبيبـة وتركـتهم لدقيقـة، فهمس عيسى لزمرد:
" شكـرا.. شكـرا علشان خليتيني أحس بالشعور دا، أنا أسعد واحد في الدنيا "..
" أنا مش مصدقه ، ربنـا إستجـاب لدعواتك كل ليلـة في قيام الليـل "...
" الحمد لله.. الحمد والشـكر لربنـا، بصـي بقي مفيش هـزار هتحـافظي علي نفسك و مش هتتعبي نفسك في أي حاجة، فاهمه!! "..
" حـاضر، ان شاء الله ميكونش في أي مشاكـل "..
" تـعالي نشوف الدكـتورة.. قومي علي مهلك "..
ضحكت زمرد بخفـة وهي تنهـض عن الفراش ثم تحـركت معه للخـارج ليجـلسا أمام الطبيبـة التي أردفت بهـدوء:
" دي الروشتة بتاعتـك.. عاوزة راحـة تامة، مش بقولك نامي علطـول بس عـاوزاكي مرتاحـة، خصوصا الشهرين الجـايين دول "...
أومـأت لها زمـرد بإبتسامـة واسعه و وجـه متوهـج فأكملت الطبيبـة تعليمـاتها بالكـامل ثم اصطحـب عيسى زوجـته للخـارج...
" زمـرد.. أنتي بتخـافي من الأماكن العاليـة! "..
نظـرت له بتعجـب وأجابته:
" لا عادي، بتسأل ليه!! "..
" لا مفيش... صحيح قـوليلي مين أول حد هتقوليـله الخبر الحلو دا!! "..
ابتسمت وأجابته وهي تفـكر:
" طبعا ماما زينـات و حنـة وبابا... ياريت فـردوس كانت هنا "..
" طيب حلو تعـالي نكلم فردوس بقي نقولها "..
ضـحكت زمرد واتجـهت تحتضن ذراعه بيديهـا تسأله بخفوت:
" أنت غيران عليها صح! "...
" أنا بموت "..
" بعـد الشر عنك.. دي سنـة الحياة يا عيسى، المهم إنها مبسوطة "...
" ربنا يسعـدها، هو إحنا هنروحلها إمتي! عاوز أديهم تذاكر شهر العسل "..
" صحيح يا عيسى ما تقولي بقي هما هيروحوا فين!! "..
" مش مكـان محـدد، أنا عاملهم برنامج سفـر هيلف في معظم دول أوروبـا.. حاجز الأوتيـلات و مظبطـلهم كل حاجه، ان شاء الله يتبسطـوا "..
صـاحت بحماس:
" الله دي هتبقي حـلوة أوي بجد، أكيد هيتبسطوا، فردوس هتفرح أوي "..
" قـوليلي بقي هنـروح إمتي!! "..
ضحـكت زمرد وهي تنـظر لساعة هاتفهـا:
" تعـالي هنرجع البيت نلاقي مـاما وحنة مستنيـنا علشان نتحرك، وعمر وعمار هيجوا معانا بردو وبعـدين يرجعوا طنطا بقي"..
" خـلاص تعـالي نروح إحنا علي هناك وهمـا يقابلونا، أنا هبعتلهـم عربية "...
" ماشي هبعت لفـردوس أقولهـا "...
" طيب "..
أجابهـا عيسى بإقتضـاب ثم تـحرك بسيـارته، كانت سـرعته بسيطـه، يبتسـم كل دقيقـة و الأخري وبداخله ألاف الصـور، زوجتـه التي تجلس بجواره تحمـل طفلا له بداخلهـا، كيف ستبدو بعد بضعة أشهـر، كيف سيبدو صغيـرة، هل ستكـون فتـاة و تصبح مدللته!! ماذ سيُسميهـا!!!..
وزمرد تحـتضن بطنهـا بسعادة تحمد الله بداخلهـا أن استجـاب لدعواتهـم ورزقهم وقر آعينهـم...
.................................................
كـانت تُحـاول فهم الطريقـة التي يعمـل بهـا جهـاز الميكـروويف الجـديد الخاص بهـا ولكنها سئمت ولم تفـهمه، أردفت بضيق:
" هسخن الأكل في الفـرن وخلاص "...
أقتـرب منتصـر يبحث عنهـا..
" فيفي تليفـونك بيـ... أووه أنتي لابسه هدومي ليه بقي ان شاء الله!! "..
" براحتي، هدوم جوزي وأنا حرة فيها "..
أخذت الهـاتف منه تنـظر لرسائلها..
" عيسى و زمـرد جايين بعـد ربـع ساعـة، يـدوب أدخل أغير هدومي ممكن تاخد بالك من الأكل اللي في الفرن دا "...
" أكل اي أنتي بتطبخي في صباحيتنا! "..
" لا دا من عشاء إمبارح، هنرميه يعني! بسخنه عشان نتغدي، ولا مش عـاوز منه!! "..
" عادي اي حا.....
رن هـاتفه فأخذه ليجـده عيسـى، ابتسـم منتصـر بخبث وأجابه:
" حبيبي أبو نسب "..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" أختي فيـن! برن عليها مبيجمعش "..
" بتسخنلي الأكل، معلشي مشغولة بتهتم بيا "..
أجابه عيسى بغيظ:
" مهـو العيـد الكبير قرب صحيح "...
ضحـك منتصـر فهـو استطـاع بسهـولة استفـزازه وبرغم ذلك كتم ضحكاته واردف بهدوء:
" إحنا مستنينكم "..
" تمام بـركن العربية وطـالع أهوه "..
بـالفعل بعـد دقـائق تحـرك منتصـر ليستقبلهـم فدلف عيسـى ينـظر حوله بتعجب:
" اي دا شقتك اتغيـرت 180 درجه! "...
اردف منتصر بإبتسامة:
" كله علي ذوق فيفي، و زمـرد بردو تعـبت هي وحنة علي ما ظبطـوا كل حاجه "...
ابتسمت زمرد وجـلست جـوار عيسى، آتت فردوس بعـد دقائق تـرحب بهـم فأجلسها عيسى جـواره يهمس لها:
" لـو ضايقك في حـاجه إديلي رنه هاجي أكسرلك دماغه، متشيليش هم "...
" ملحقش يضايقني يا عيسـى إحنا مكلملناش نص يوم جواز "...
" تحسبا فيمـا بعد يعني "...
حمحـم منتصـر وأردف بحده:
" فيفي هـاتي حاجه لعيسـى يشربها، وقومي من جمبـه قبـل ما يقنعك تروحي معاه دلوقتي "..
" بس يا خفيف، أنا بنصحها دي أختي.. أقعـدي يا فردوس أنا عاوز أقولكم حاجه... أولا دي تذاكركم لشهر العسل.. الأسبوع الأول في اسبانيـا و التاني في باريس في فرنسـا و منها هتطـلعوا عشر أيام علي سويسـرا واخر حاجـة خمس أيام في روما في إيطـاليا.. هبعـتلك التفاصيل و كـل حاجه محجـوزة ومأكدلكم الحجـز و إن شاء الله تتبسطوا "...
كانت تطـالعه بفـاه مفتوح فرفـع عيسى يـده يُغلق فمها ينـظر لها بتعجب:
" في اي!! "..
" هو أنا اللي هروح الأماكن دي!! عيسى أنا كان اقصي طموحاتي أروح دهب!! "..
ضحـك عيسـى وأقترب يهمس لها:
" ولما تخـلصوا هبقي أخدك أنتي وأخواتك نـروح كـوريا والهند لو حابة علشان بس أثبتلك إن المسلسلات العرة اللي بتتفرجي عليها دي مش حقيقه "..
" قلبي هيقف من الفرحـة "...
ضحـك عيسـى وربت علي رأسها:
" لا أستني عشان في خبر حلـو كمان.. احم أنتي هتبقي عمتو قريب ان شاء الله "..
اتسـعت ابتسامـة فردوس وضمـت عيسى وهي تصـرخ بحماس:
" يا حبيبــــــي ألف مبروك يا عيسـى! "..
اتجـهت فردوس تضـم زمرد بسعادة كبيـرة حتي أدمعت عيناها:
" مبـروك يا زمرد الحمد لله ربنـا إستجـاب لدعواتك، الحمد لله يا قلبي ربنـا يقومك بالسلامـة وتجيبيلنا أحلي نونـو في الدنيـا "..
اتجـه منتصـر يُبـارك لعيسـى سعـيدا لسعادتـه تلك، يضمـه يربت علي ظهره:
" مبـروك يا قائد "..
" الله يبـارك فيك يا منتصـر "....
.................................................................
بـعد ثمانيـة أشهر...
" اسمـع كلام أبوك.. واسمـع كلام أمك "..
" أسمـع كلام عمك منتصـر ياض "..
صاح عيسـى بخبث:
" اسمع كلام حماك منتصـر يا إلياس "..
نـظر له منتصـر بضيق واتجـه يقف أمام زوجـته التي إمتـدت بطنهـا أمامهـا في شهرها السابـع وصاح بضيق:
" اللي هيقرب من بنتي مش هرحمه "..
أكمل عيسى حديثه بتحدي:
" هجـوزهاله يا منتصـر، وأما نشوف بقي يا أنا يا أنت "..
دفـعت فردوس منتصـر بتعب وأقتربت تقف جـوار عيسى الذي لف ذراعه حـولها فأبتسمت له وأردفت تؤيده:
" صح، إبن خالها أولي بيها "..
بمـرور عدة أعـوام تأكدت نـظرية عيسـى التي قالها علي سبيـل المزاح، حتي أصبح الأمر واضحـا أمام الجميـع في قصة حب جـديدة بيـن إلياس وآيـلا، الإبنة المدللة للجميـع إذ رزق الله عيسى بأربعـة ذكـور، أردات زمرد أن تحصـل علي فتاة ولكن عيسـى دائما ما حـمد الله لكونهم ذكـور فهو لن يتحمـل أن يأخذ أحد ابنته منه يوما ما، تخيل كم سيكـون متعلقا بـها!!
أما فردوس فأنجبت أيـلا و وياسيـن، و رزقت حنـة بتؤام ذكريـن.." نور و نـوح "...
صاح إليـاس غاضبا:
" أيلا!! أنا مش قـولت زفـت تغيري السكشن بتاع المعيد دا!!! "...
وقف منتصـر يتابع المشهد، ذلك الأحمق يصيح علي إبنته بحضـوره!!
" مالك يا نجم! أنت هتزعقلها وأنا واقف! مكانتش خطوبة دي اللي مقوية قلبك كدا!! اقلعي يا بت الدبلة إرميها في وشه "..
بكت أيلا و وقفت خلف أبيها:
" والله يا بابا قال اللي مش هيحضـر هيشيله المادة "..
إلتفت منتصـر يردف بضيق:
" يشيـله المادة ليه هو فاكر نفسه عميد الكلية، دا حتة معيد لسه متخرج من سنتيـن.. لحظة هو دا المعيد اللي كان متقدملك! "...
صرخ إلياس بإنفعـال:
" أيوا هو "..
تأفف منتصـر وألتفت له:
" ما تهـدي يا ابني مالك عامل زي الجـاموسه كدا ليـه! جتك نيـلة وأنت شبه مجدي كدا "..
إقتـرب عيسى الذي تابع المشهـد من بدايته ولم يتدخـل ليصيح بإنفعـال:
" أنا مش قولتلك متقولش كدا لإبني تاني! "..
دلف جميـع أبنـاءه في ذلك الوقت ليقفوا جـوار عيسـى فتراجع منتصـر يجلس علي كرسيه ساحبا إبنته جواره يتمتم بضيق:
" عاملي روبـاطية هو وعيـاله!! أنتي اي بس اللي رماكي الرمية السودا دي!! "..
همست آيلا بحزن:
" بحبه أعمل اي بس! "..
" بس بس متقوليهاش قدامي قومي اتنيلي روحي شوفي أمك بتعمل اي "..
تابعهـا إليـاس بعينيه يطالعهت بغضب وحده فصرح منتصر بغيظ:
" هخزقلك عينيك دي لو بصيتلها كدا تاني "...
اتجه إلياس يجـلس بضيق أمام منتصـر:
" يا عمي والله المعيد بيضايقها، أنا قولتلها تغير السكشن ومتروحش غير لما تعمل كدا، أنا كدا غلطـان!! أنا غلطان يا بابا! "..
ابتسم عيسى يجيبه:
" لا يا حبيبي أنت مبتغلطش "..
اتجـه إليـاس يجـلس جـوار أبيـه فلف عيسى ذراعيـه حولـه وبجـواره بقية أبناءه فأبتسم منتصـر بسخرية:
" مبسوط انت كدا!! "..
اومأ عيسى بسعـادة ينظر لأبنـاءه يهمس بحب:
" أيوا.. آل عيسـى.. آل عيسى القائد "...
تمت..