رواية قلبي بين الاشواك من الفصل الاول للاخير بقلم قوت القلوب
رواية قلبي بين الاشواك من الفصل الاول للاخير هي رواية من كتابة قوت القلوب رواية قلبي بين الاشواك من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية قلبي بين الاشواك من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية قلبي بين الاشواك من الفصل الاول للاخير
رواية قلبي بين الاشواك من الفصل الاول للاخير
••مقدمه••
قاسيةٌ هى أشـواك الـوّرد ..
لكن أشواكه خُلقت لحمايته ..
ماذا يحدث إذا تحول الحامىَّ إلـى خنجرٍ يَطعن بالقلوب ...
أنّ تأتى الجِراحُ ممن يتوجب عليـهم الحمايه ...
فهل تتفتح الورود وسط النار ....؟؟؟؟
أم تهـرب منها بعيداً وتعيش بلا حمايتها الزائفه ...؟؟؟؟
الفصل الاول 1
* ليله زفاف *
تعلقت الزينات بكل مكان ...حاوطت الأزهار السلم الزجاجى لقاعه الأفراح الضخمه فى بهاء .... تعالت الأضواء الكريستاليه تتراقص لفرحتها ...
ها هم المدعون يجلسون بإنتظار قدوم العروس ..كان مشهد مبهج من الطراز الأول ....
تعالت أصوات الموسيقى الصادحه مع دقات الدفوف التى دقت القلوب معها .. فها هما العروسان يطلان ببهائهم ...
تعالت أصوات التبريكات للعروسيين ليبدأ حفل الزفاف وسط دموع هذا الكهل الضعيف الذى تعلق ببصره بتلك العروس الحسناء ....
جلس العروسان تتعالى إبتساماتهم فاليوم أول يوم فى بناء هذه الأسرة الجديده وتكوين عُش هادئ لحياتهم سوياً ....
كان الخجل سمه لها فى هذه الليله ..كذلك رهبه هذه الحياه الجديده التى تدق أبوابها ... جعلتها تطلب من خبيره التجميل إسدال طرحه من الشيفون على وجهها ربما تمنع خجلها المتزايد فى هذه الليله ....
نظر العريس إلى عروسه بإبتسامه ثم أردف بفضول شديد ..
_ حلو موضوع الطرحه إللى على وشك دى ... بس خلينى أشوف وشك الحلو ...
مدت أطراف أصابعها البيضاء بخجل شديد لتقوم برفع الطرحه من فوق وجهها ثم أعادتها إلى الخلف ...
نظر العريس نحوها بأعين متسعه بإنبهار واضح فقد أتمم تلك الزيجه دون رؤيتها مسبقاً لكنه تذكر حديث والدته معه ...
" متقلقش عروستك دى قمر ملكه جمال إوعى تضيعها من إيدك ..."
تهدج صدره إعجاباً بتلك الفاتنه مردفاً بأعين متفحصه ..
_ ومخبيه عننا الجمال ده كله ليه ....؟؟؟
إبتسمت "ورد" بخجل شديد لتتابع بعيونها والدها الباكى من بعيد ...
( "ورد" ... فتاه رقيقه حساسه جداً .. بيضاء البشره ذات وجه ممتلى وعيون زرقاء بلون السماء الصافيه ... تشبه والدتها الراحله إلى حد كبير .. متوسطه الطول .. دوماً تجذب الأنظار لشده بهائها و حُسنها .... بنت وحيده ليس لها أخوه أو أخوات أشقاء .. دللها والدها الطيب دون أن يضغط عليها يوماً فهذه طبيعته ... غمرها بحبه وحنانه دللها منذ نعومه أظافرها بعاطفته وطيبه قلبه ...
لكن مع دلاله لها إلا أنها لم تكن متطلبه بل أثنى الجميع على حسن خلقها وتربيتها ...
لم تعصى يوماً والدها فقد كانت تستمع لطلبه منفذه إياه بمحبه وعطاء كما علمها ، إعتادت على هذا الحنان المغدق والرعايه من والدها المحب .."
نظر العريس "حسام" إلى عروسه محاولاً فتح مجالاً للحديث معها ..
حسام: مش بتقولى حاجه ليه يا "ورد" ...؟؟؟
ورد: حقول إيه ...؟!!
ضحك حسام بجرائه وهو يغمز بإحدى عينيه مردفاً ...
حسام: لاااااا ...النهارده مش يوم كسوف خالص ....
توردت وجنتيها بقوة وشعرت بتخوف وإضطراب واضح لتعيد بصرها تجاه والدها الذى مازالت دموعه لفراقها تبلل وجهه النحيف ...
( "عبد المقصود العالى" ... والد ورد ... رجل قصير القامه هزيل الجسم .. يقف من بعيد بعيون باكيه لفراق صغيرته "ورد" بزواجها اليوم من "حسام" ...."
نظر "عبد المقصود" تجاه تلك المرأه التى تقف إلى جواره وقد إتسعت إبتسامتها لتملأ الكون كله وهى تنظر تجاه العروسين السعيدين بفرحه غامرة ....
بصوت حزين مهتز وجه إليها "عبد المقصود" حديثه قائلاً ...
عبد المقصود: حتوحشنى أوى يا أم محمد ...
زمت "ناهد" شفتيها بغضب وهو تكظم غيظها منه متحدثه بحده من بين أسنانها ...
ناهد: والله يا "عبد المقصود" أنت غاوى تعصبنى وتعكننى فى يوم زى ده ... إيه حكايه أم "محمد" إللى طالع لى فيها دى كل شويه ... يا تنادينى بإسمى يا تقولى أم "حسام"... هو مش "حسام" إبنى الكبير برضه ولا إيه ...؟!!!
بحنو بالغ حاول "عبد المقصود" إسترضاء "ناهد" ..
عبد المقصود: خلاص يا ستى متزعليش ... أم "حسام" أم "حسام" ...بس أنا بحب إسم إبنى منك .. عشان كده بقولك يا أم "محمد" ....
بنفور شديد رمقته بجانب عينيها وهى تملى تعليماتها بحده تجاهه ...
ناهد: وأنا قلت لك يا تنادينى بإسم إبنى الكبير يا تقولى "ناهد" وخلاص ....
عبد المقصود: ماشى يا أم "حسام"... بس أنا بحب إسم أبو "محمد" ...
بقله صبر أردفت "ناهد" بغير تحمل لحزنه المبالغ فيه ...
ناهد: خلاص يا أبو "محمد" ... متضايقناش فى يوم حلو زى ده ... إحنا ما صدقنا فرحنا ...
عبد المقصود: حاسس إن "ورد" لسه صغيرة وإستعجلنا أوى بجوازها من حسام إبنك ....
زفرت "ناهد" بعصبيه وهى تنهر "عبد المقصود" ...
ناهد: اللهم طولك ياروح .... صغيرة إيه بس ما هى عروسه قد الدنيا أهى ولسه مخلصه جامعتها ... وبعدين يعنى هو "حسام" إبنى عيبه إيه ...؟؟
عبد المقصود: "حسام" ربنا يبارك لك فيه .. مفيش منه .. أنا بس "ورد" هى إللى حاسس إنها لسه صغيره على الجواز ... ومتعرفش حسام كويس ...دى وافقت عليه عشان أنا طلبت منها كده .. وهى مش بتحب تزعلنى ...
ناهد: ميبقاش بس قلبك ضعيف أمال .. كل بنت مسيرها للجواز و"حسام" إبنى لو لفت الدنيا كلها مش حتلاقى ظفره ... ده طول حياته عايش فى أستراليا ... مش أى كلام يعنى ...
عبد المقصود: ربنا يهنيهم ....
لوحت "ناهد" بكفها بإرتياح ..
ناهد: أيوه كده ...إدعيلهم إنت بس ....
إنتهى حفل الزفاف و إستقل العروسين سيارتهم المزينه متوجهين نحو شقتهم الجديده التى قد حضرتها لهم "ناهد" ...
بينما إستقل والد العروس وزوجته "ناهد" و إبنهما الصغير "محمد" سيارته ليوصل العروسين ويطمئن على "ورد" ويعودوا إلى منزلهم بعد ذلك ....
____________________________________
بيت عبد المقصود ...
بعد الإطمئنان على "ورد" و"حسام" وإيصالهم إلى شقتهم الجديده ، عاد "عبد المقصود" وزوجته وإبنه الصغير "محمد" الذى لم يتجاوز العامين إلى بيتهم بأحد أحياء القاهره القديمه ...
ربما كان يملك "عبد المقصود" مالاً وفيراً إلا أنه لم يترك ذلك الحى الذى نشأ وترعرع به ليقيم بيته الكبير بتلك البقعه قريباً من القلوب الطيبه التى نشأ وسطها ...
وصل "عبد المقصود" إلى بيته وهو يدعو زوجته "ناهد" للترجل من السيارة بعد أن قام بصفها بالمرآب الخاص به ...
عبد المقصود: الحمد لله ...تعالى يا أم محمد ...
زفرت ناهد بعصبيه من ذلك الرجل غليظ الفهم الذى على ما يبدو يتعمد مضايقتها بإطلاق هذا الإسم دوماً عليها ....
ناهد : يا راجل إنت غاوى تعصبنى !!!!! ...قلت لك أم حسااام .. أم حسااااام ...
زم "عبد المقصود" فمه بخفه كاظماً ضيقته من عصبيتها متذكراً إصرارها بندائها بإسم ولدها الأكبر "حسام" قائلاً بنبره تميل للإعتذار ...
عبد المقصود : خلاص يا أم حسام .. نسيت ... إدخلى نيمى محمد جوه .. شكله تعب من السهر ...
تحركت "ناهد" بإنصياع لطلب زوجها مردفه ..
ناهد: حااضر ..
____________________________________
فى إحدى البنايات السكنيه الحديثه ...
شقه ورد وحسام ...
دلف "حسام" إلى داخل الشقه وهو يأشر بإبتسامه عريضه نحو "ورد" قائلاً بحبور ..
حسام: إدخلى يا عروسه .. نورتى بيتك ....
دلفت "ورد" بمشاعر مختلطه بين التوتر والإضطراب والرهبه بذات الوقت فزوجها مازال غريب عنها ولم تألفه بعد ...
نكست رأسها خجلاً وهى تخطو أولى خطواتها إلى داخل الشقه لتدلف نحو غرفه المعيشه ممسكه بطرف فستان زفافها الأبيض ثقيل الوزن حتى جلست بطرف الأريكة بخجل شديد حينما أغلق "حسام" باب الشقه ليزيد ذلك من توترها ورهبتها ...
تقدم "حسام" ليقف قباله "ورد" متسائلاً بإبتسامه ليقطع هذا الصمت الخَجِل ....
حسام : أنتى مكسوفه ولا إيه ...؟؟
أجابته "ورد" بخجل تام متحليه ببسمه خفيفه فوق ثغرها ...
ورد: يعنى ..!!!
تمعن "حسام" بملامحها رائعه الجمال التى لم يكن يتخيلها بالمرة فيبدو أن حظه السعيد قد إبتسم له بزواجه من تلك الفاتنه التى بالتأكيد ستسعده بفتنتها فائقه الحد ...
تحدث "حسام" بنبره جريئه وهو يحث "ورد" على رفع رأسها المنكس للأسفل ..
حسام: ما ترفعى وشك الحلو ده خلينى أشوفك براحتى .. إنتى عارفه إننا ملحقناش نتعرف على بعض كويس وجوازنا جه بسرعه ...
إبتلعت "ورد" ريقها الجاف وهى ترفع من رأسها تجاهه ليكتسب حمرة خجل غير طبيعية زمن نظرات "حسام" المتفحصه الجريئه نحوها ...
لم يكن "حسام" الوحيد الذى يتمعن بملامح "ورد" فهى بدورها أخذت تنظر لتقاسيم وجهه الغير مألوفه إليها جيداً تتملى به فهى لم تستطيع التحقق من ملامحه من قبل ...
فقد كان "حسام" شاب طويل قمحى البشرة ذو أنف حاد وعينان عسليتان له شعر أسود طويل يصل إلى رقبته ..."
تعجبت "ورد" من هيئته التى تأثرت بسفره خارج البلاد لإقامته بأستراليا منذ سنوات طويله لتحدث "ورد" نفسها قائله ...
(مش شبه مامته خالص .. مختلف أوى .. يمكن بس العينين ... صحيح وأنا حعرفه إزاى !!! ...ما هو من ساعه ما عرف إن مامته حتتجوز بابا وسافر أستراليا مع أبوه لأنه كان رافض جواز مامته بعد إنفصالها من أبوة ... ويا دوب جه على معاد الفرح .....)
زاغت عينا "حسام"هامساً بصوت خفيض ...
حسام ( دى طلعت أحلى من إللى ماما قالتلى عليه بكتير .. بكتير أوى ....)
تذكر "حسام" حديثه مع والدته قبل الزواج من "ورد" ....
(( ناهد : يا حسام دى قمر .. ملكه جمال والله طاوعنى ومش حتندم ...
حسام : بس أنا مش بفكر فى الجواز دلوقتى خالص يا ماما ...
ناهد: ومتفكرش ليه بس ... طاوعنى و أسمع كلامى وأنت مش حتندم .. وأول ما تشوفها حتنسى كل إللى أنت بتقوله ده .... وحتشوف ... ))
ليميل "حسام" فمه بإنبهار تام قائلاً ببريق لامع بعيناه المتفحصتان ..
حسام : فعلا يا ماما ... عندك حق ...
وقف "حسام" لفتره ينظر إلى ورد متمعن بكل تفاصيلها محدثاً نفسه غائباً فى الواقع الخيالى بالنسبه له ...
حسام : مكنتش فاكر إنها جميله كده بعيونها الزرقاء وشعرها الناعم الذهبى وجسمها الملفوف ده .... دى مش بنى آدمه زينا لأ ... أعمل معاها إيه دى بس ....!!!
كانت نظرات "حسام" إلى "ورد" تتغير شيئاً فشيئاً لتصبح شهوانيه للغايه مما جعل "ورد" تخجل أكثر وأكثر ، زاغت عيناها كثيراً بعيداً عن نظراته التى تدارك فيها نفسه بعد قليل قائلاً ....
حسام : ااا .. مش حتدخلى تغيرى هدومك يا عروسه ولا إيه ...؟؟؟
ورد: أيوة ... داخله أهو ....
دلفت ورد إلى غرفه النوم حامله فستانها الثقيل وهى تلهث من شده التوتر ... جلست على طرف السرير تحاول إستجماع أعصابها فهى الآن زوجته ولا داعى لهذا الخوف ...
بينما تابعها "حسام" برغبه حتى غابت عن ناظريه ، زفر "حسام" ببطء مسيطراً على أعصابه وتوجه نحو المطبخ أولاً .....
___________________________________
بيت عبد المقصود العالى ....
كان الوقت إقترب من أذان الفجر ليتهيأ "عبد المقصود" مرتدياً جلباباً مريحاً قبل أن يتجه صوب باب البيت حين لحقته زوجته "ناهد" بإستنكار شديد ...
ناهد: إنت بتعمل إيه يا أبو محمد ...؟!!
عبد المقصود : حنزل أشم شويه هوا وأصلى فى المسجد وأرجع ....
رفعت ناهد حاجبيها بإندهاش من تصرفات زوجها الغير موزونه إطلاقاً لتهتف بإستنكار وهى تأشر على الساعه بتعجب ...
ناهد: تنزل تتمشى ... دلوقتى ...؟؟!!!
عبد المقصود : أيوه ...حاسس البيت وحش من غير "ورد" فقلت أنزل أشم شويه هوا وأصلى يمكن أرتاح ....
ناهد: ما تصلى هنا ... إحنا من الصبح بره وتعبنا أوى فى الفرح ...!!
عبد المقصود : لأ ...دى عاده ومش عايز أقطعها أبداً .... حصلى وأرجع ...
زمت "ناهد" شفتيها بلا إهتمام لتردف بلا مبالاه ...
ناهد: على راحتك ...
____________________________________
شقه ورد وحسام ...
إحتارت "ورد" فيما ترتدى ... أخذت تبحث عن شئ مناسب لكن كل هذه الملابس تخجلها تماماً مجرد فكرة رؤيتها ما بال إرتدائها ....
بعد حيره أختارت قميص نوم أبيض طويل ومعه روب بنفس اللون إرتدتهم وأغلقت الروب بإحكام ..
وضعت فستانها الكبير بداخل الخزانه وإنتظرت قدوم "حسام" لكنه تأخر كثيراً ...
حضرت "ورد" إسدال الصلاه حتى يتسنى لهم الصلاه أولاً فهى دوماً كانت تحلم بأن تبدأ حياتها بهذه الصلاه مع زوجها ...
ومع تأخر "حسام" لوقت طويل ولم يأت بعد خرجت من الغرفه لتبحث عنه وترى إلى أين ذهب ولماذا تأخر كل هذا الوقت .....
__________________________________
المسجد ...
توضئ "عبد المقصود" وجلس بإبتهال فى إنتظار إقامه الصلاه فهذا ما تعوده كل يوم ...
أثناء إنتظاره لصلاه الفجر أخذ يسبح لله ويستغفر له حتى إقامه الصلاه ....
فى هذه الاثناء دخل شاب إلى المسجد وما أن دلف إلى الداخل ووقعت عيناه على "عبد المقصود" أسرع تجاهه لإلقاء التحيه عليه بحفاوه ...
" السلام عليكم .."
رفع "عبد المقصود" وجهه تجاه صاحب الصوت لتعلو وجهه إبتسامه صادقه مرحباً بهذا الشاب متمعنا ً بملامحه الهادئه الواثقه لتتجلى لمعه بريق بعيناه تنم عن الذكاء والفراسه والقوة ...
عبد المقصود : وعليكم السلام ... إزيك يا "يوسف" يا إبنى ...؟؟
يوسف: الحمد لله .. إزاى حضرتك يا "عبد المقصود" بيه ...
بإستنكار شديد أجابه "عبد المقصود" ماهراً إياه عن تلك الألقاب والتفاخر الذى لا يحبذه مطلقاً ...
عبد المقصود: يا بنى لا بيه ولا باشا .. بلاش الألقاب إللى ودتنا فى داهيه دى ... قولى يا أبو "محمد" ...
يوسف: وهو مقام حضرتك بالكلام ... حضرتك بس إللى متواضع زياده عن اللزوم ....ده حضرتك من عيله "العالى" المعروفه طبعاً ...
عبد المقصود: وهو الواحد بياخد إيه من الدنيا غير رضى ربنا ...
يوسف : الحمد لله ...
عبد المقصود: أمال بقالى فترة مش بشوفك فى المسجد ... خير يا إبنى لعله خير ...؟!!
يوسف: أبداً كنت بس تعبان شويه ومش بنزل من البيت ...
ابو محمد: وأنت دلوقتى أحسن الحمد لله ....
يوسف: الحمد لله ... أحسن كتير ...
ابو محمد : وأخبار شغلك إيه ...؟؟
هنا تذكر "يوسف" جميل "عبد المقصود" بمساعدته للعمل بتلك الشركه ليردف بإمتنان شديد ...
يوسف: أنا مش عارف أشكر حضرتك إزاى على جميلك معايا ...لولا حضرتك مكنتش عرفت ولا أعيش ولا أشتغل الشغلانه دى وأعرف أصرف على أهلى ...
عبد المقصود: يا أبنى أنا بس قدمت لك الشغل والباقى كان بتعبك وإجتهادك .. وربنا يعلم أنا بحبك قد إيه زى إبنى محمد بالضبط ...
يوسف: ربنا يخليهولك يا أبو "محمد"... هو حضرتك معندكش غير "محمد" ...؟؟
عبد المقصود: "محمد" ده إبنى الصغير عنده سنتين بس .... لكن عندى بنتى الكبيرة "ورد" ..كان فرحها النهارده عقبالك يا إبنى ...
يوسف : متشكر .. ألف مبروك ... بس مش فرق كبير أوى بين الإثنين ...؟؟؟
عبد المقصود :"ورد" بنتى الكبيرة من مراتى الأولانيه الله يرحمها ..لكن "محمد" إبنى من زوجتى التانيه بقى .... عشان كده فيه فرق ما بين الإتنين ...
يوسف: ربنا يبارك لك فيهم ....
وأقيمت الصلاه ليستعد الجميع بالوقوف معتدلين لبدايه الصلاه .....
__________________________________
شقه ورد وحسام ...
فتحت "ورد" باب الغرفه باحثه عن "حسام" ، نظرت فى غرفه المعيشه فلم تجده ...
ثم سمعت صوتاً قادماً من المطبخ فإتجهت نحوه لترى ماذا يفعل كل هذا الوقت هناك ...
المطبخ ...
دلفت "ورد" لتجد "حسام" واقفاً بمنتصف المطبخ يحمل زجاجه غريبه الشكل قاتمه اللون ، وأخذ يشرب منها بشراهه ..
فور أن رآها "حسام" وضع الزجاجه سريعاً فوق المنضده الخشبيه المستطيله بداخل المطبخ ...
اقتربت منه "ورد" متسائله ....
ورد: إيه ده ... إنت بتشرب إيه ...؟؟؟
* حلبه مصارعه *
ورد ...
بحثت "ورد" عن "حسام" الذى تأخر كثيراً عنها لتجده بالمطبخ يقف حاملاً زجاجة غريبه الشكل قاتمه اللون يشرب منها بشراهه وقد شعر بالإرتباك فور رؤيتها ليضعها مسرعاً فوق المنضده المنصفه للمطبخ ...
إقتربت منه "ورد" متسائله بشك ....
ورد: إيه ده ... إنت بتشرب إيه ...؟؟؟
حسام : ولا حاجه .. دى حاجه كده بتنشطنى شويه ... النهارده يوم مش عادى ... وأنا من ساعه ما شفتك وأنا مش على بعضى ....
تسائلت "ورد" مستفهمه فهى لم تدرك بعد ما يقصده وما نوع هذا المشروب الذى يحمله بين يديه ...
ورد : أيوه .. يعنى بتشرب إيه ... ؟؟؟
تبدلت طريقه حديثه اللطيفه بأخرى تميزت بالبجاحه وعدم الإكتراث بتساؤلها ...
حسام : مالك !!!! ... بقولك حاجه كده تنشطنى ... ما هو إللى يشوفك مينفعش يبقى إنسان طبيعى بصراحه ...
ورد: حسام ... بالله عليك مش عايزين نبدأ حياتنا بنغضب ربنا ... إوعى تكون بتشرب حاجه حرام ..؟!!!!
دار "حسام" بعيناه بتملل قبل أن يجيبها مستهزءاً من طريقتها بالحديث ...
حسام: إنتى حتعملى لى فيها ست الشيخه ولا إيه ..؟؟ أنا عشت عمرى كله بره وده عندهم عادى يعنى .. بلاش تحبكيها بقى ..
صدمت "ورد" حقاً من تأكدها من إحتسائه للخمر لتردف بغير تصديق ..
ورد : ده فعلا خمره ... إنت إزاى بتعمل كده !!!!...حرااام ...!!!
حسام: بقولك إيه .. أنا مش بحب الطريقه دى ... مش كل حاجه حتحبكيها كده من أولها ... وتقوليلى حرام ومش حرام ...
لم يكن هذا ما تمنته بزوجها ، فقد تمنت بزوج يخاف الله بأفعاله لكن "حسام" متهاون للغايه يستحل هذا الحرام ولا يشعر بهذا الذنب العظيم ...
رفعت "ورد" إصبعها محذره "حسام" ...
ورد: إنت عارف إنت كده بتعمل إيه !!! ... إنت بتغضب ربنا ... أوعى تفتكر أنى ممكن أعيش معاك وأنت فى الحرام ده ...!!!!!
سقط من وجه "حسام" قناع اللطف والحنو ليظهر وجه مقيت متجبر وهو يهتف بسخط تام من تصدى "ورد" لأفعاله ونهرها لما تشتهيه نفسه بتحكمها بالحلال والحرام ....
حسام: لا بقولك إيه ....؟ إنتى مراتى .. فاهمه .. يعنى ليا حقوق عليكى ... براضاكى بقى غصب عنك ميهمنيش ...
بتفاجئ تام وإندهاش شديد عقبت "ورد" برفض تام وقد أخذ تنفسها يضطرب لأنفعالها الشديد ...
ورد: إنت بتقول إيه يا بنى آدم إنت ؟؟؟ .. إستحاله تقرب لى طول ما أنت بتشرب القرف ده ...!!!
بوقاحه شديده وجرأه غريبه لم تعتاد عليها "ورد" مطلقاً أردف "حسام" بتهكم ...
حسام: نعم ..!! ....... إنتى مراتى وحقى حاخده منك ...!!!
ورد: إستحاله فاهم .. إستحاله تلمسنى ولا تقرب منى حتى .. فاهم ...
أنهت عبارتها محذره "حسام" لتستدير متجهه لغرفه نومهم مبتعده عن "حسام" الذى شعرت به تهديداً لإستقرارها النفسى بوجودها بقربه ...
لكن تحذير "ورد" لم يلاقى نفعاً لدى "حسام" بل تملكته رغبته الذكوريه فى فرض قوته وسيطرته وتملكه لها ، فأسرع بخطواته تجاهها ممسكاً من ذراعها من الخلف بقوة وعنف ، حملها عنوة فوق كتفه فلن يتنازل عن حقه بها لتلك الليله ...
تفاجئت "ورد" برد فعل "حسام" ليثير الفزع بنفسها وحمله لها بغته جعلها تثور وهى تضرب بقدميها بقوة تحاول الفرار منه بأى صورة ...
أفلتها حسام من شده حركتها الملتويه وفور أن وصلت أقدامها الأرض وشعرت بصلابتها أسفلها حاولت الركض بخفه تبحث عن أى شئ بطريقها يمكنها الإحتماء به ..
لكن سرعتها كانت أبطء من حركته حين عاد وحملها مرة أخرى لتبدأ ورد بتسديد اللكمات الضعيفه له محاوله الهرب من بين قبضتيه القويتين ...
وكانت الغلبه لهذا الثور الذى عميت عيناه تماماً عن الهواده لتسيطر رغبته وقوته على تلك الضعيفه ليدفع بها إلى إلى داخل غرفه النوم بقوة ...
أفلتها من يده ومن ثم أغلق الباب بالمفتاح ووضع المفتاح بجيبه حتى لا تستطيع "ورد" الفرار منه ...
أخذت تتراجع إلى الخلف تحاول أن تلتمس بأى شئ يعصمها من ثوره هذا المجنون فعيناه تتوهجان ببريق غادر مخيف ...
أردفت "ورد" بنبره مهتزه للغايه ...
ورد: "حسام" ... مينفعش إللى إنت بتعمله ده .... حرام عليك كده ...!!!
حسام: لا حرام عليكى إللى أنتى عاملاه فيا ده .. إنتى مراتى ولا نسيتى؟!!!! ... وليا كل حقوقى كزوج ...
إبتلعت "ورد" ريقها الجاف وهى ترتجف بقوة محذرة "حسام" من أن يقترب منها رغماً عنها ...
ورد: لا مش كده يا "حسام" ... مش كده ... اااه ..
لم تكد "ورد" تنهى عباراتها إلا وكان "حسام" قد إنقض عليها كالثور ممسكاً شعرها بقوة يجبرها على الحركه معه ...
أخذت "ورد" تصرخ بقوة وهى تركل "حسام" بكل قوتها بساقه محاوله إبعاده عنها ...
صرخ "حسام" متألماً من ركلاتها القويه وإضطر لترك شعرها للحظه ..
لكنه عاد يمسكها من ذراعها مره أخرى بقوة ، ظلت تتحرك بعشوائيه تحاول الهرب من قبضه يده القويه ....
لم تجد بُد من أن تصرخ عالياً تلك المرة فربما ينجدها أحدهم من براثن يده التى تبطش بها ...
بدأت بالإنهيار وإزداد بكائها حده فهى تيقنت هزيمتها بتلك اللحظه وهى تعلم تماماً ماذا تعنى هزيمتها فى هذه المعركه ...
ورد: ااااه ... إلحقونى .... حد يلحقنى ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
اسرع "حسام" بوضع يده فوق ثغرها بسرعه يمنع صرخاتها من التحرر ..
إشتعلت عيناها الزرقاوتين ليصبح لونهما أحمر نارى أثر بكائها الحاد ، ظلت تنظر برعب نحو "حسام" الذى أصبح كالثور الهائج نحوها ...
ألقاها بقوه فوق السرير فقد تملكته فكرة واحده فقط إنها لن تسمح له بقربها برضاها وهو لن يتوانى عن أخذ مراده رغماً عنها ولو بالقوة ...
ورد : سيبنى بقولك ... إبعد عنى ...!!!
نظراته إليها تلك النظرات الممزوجه بين القسوة والرغبه والوقاحه كانت كفيله بأن تدب بنفسها الضعيفه الهلع على الفور ليتقدم نحوها بخطوات حيوان شرس لاقى فريسته المنشودة ليردف بنبره يملؤها الفحيح كلأفعى السامه ....
حسام : أسيبك !!! ....أسيبك إزاى ؟؟؟ .... ده أنا مصدقت بقيتى تحت إيدى ...
لم يتبقى لها سوى سلاح واحد فقط ... التوسل ... لتهتز نبرتها المتوسله وسط دموعها التى بدأت تتساقط بغزارة
ورد : بالله عليك يا "حسام" مينفعش كده !!! ... مش بالعافيه ... لأ ....
حسام : أنتى إللى أجبرتيني على كده ... وأنا خلاص طلعت فى دماغى ومش حسيبك النهارده ...
كانت نهايه عبارته بدايه لملحمه قاسيه بدأها بالإقتراب منها دفعه واحده وهو يلقى بجسده الثقيل فوقها ...
حاولت التملص منه بإستماته لكنها كان أقوى وأشد منها ، أنفاثه الكريهه أخذت تحاوطها بإختناق وهى تحاول جاهده الهروب منها لكن قوة "حسام" أجبرتها على البقاء ...
أخذت تركل بشده ولم ينقطع صوتها عن الصراخ المتواصل فربما ينجدها أحدهم ، وبقوة غاشمه أخذ "حسام" يثبت "ورد" بقوة لكنها ظلت تتحرك وتتلوى وتركل كثيراً فلم يجد بُد سوى أن يضربها حتى تنصاع له ...
رفع يده بقوة ليهوى فوق وجنتها الحمراء ليزيدها إلتهاباً وإحمراراً ، سالت بعض قطرات الدماء من جانب فمها إثر تلك الصفعه التى تركت بصمات واضحه لأصابعه فوق وجنتها البيضاء الممتلئه ...
إزداد بكائها من شده الألم الذى تشعر به فلم يعد ألماً نفسياً فحسب بل تعدى بالألم الجسمانى أيضاً لكن ذلك لم يمنعها من محاوله الهرب مراراً من ذلك الوحش الذى يحاول إفتراسها ومنعها من الحركه ...
صفعها عده مرات حتى تستكين له ، قاومت كثيرا لكن "حسام" أقوى منها فكانت له الغابه دائماً ....
فهذه الليله كانت أشبه بمصارعه عنها كليله زفاف .....
____________________________________
المسجد ....
بعد انتهاء المصلين من أداء فريضه صلاة الفجر وقف "عبد المقصود" برفقه "يوسف" قبل مغادرة المسجد ...
أبو محمد: أبقى خلينى أشوفك يا أبنى ...
يوسف: أكيد يا أبو محمد ... أنا كل يوم هنا بصلى الفجر ...
للحظه شعر "عبد المقصود" بدوار خفيف وصداع مفاجئ جعله يترنح قليلاً ليهرع "يوسف" لإسناده بحرص متسائلاً بتخوف وإهتمام ...
يوسف: مالك يا أبو محمد أنت كويس ....؟!!!!
ابو محمد: اه .. دوخه خفيفه وعدت الحمد لله ... الواحد تعب النهارده أوى ...
يوسف: ألف سلامه على حضرتك ... أنا حوصل حضرتك للبيت ...
ابو محمد: لا يا أبنى مفيش داعى ...
يوسف : إزاى بس ... وعموماً طريقنا قريب من بعض .. أهو نتمشى شويه ....
ابو محمد: كتر خيرك يا أبنى ....
شعور "يوسف" بالإمتنان لهذا الرجل لما قام به معه منذ سنوات طويله وحتى الآن أرسخ بداخله حباً وتقديراً له ، فلم يكن إهتمامه مفتعلاً إطلاقاً ...
رافق "يوسف" "عبد المقصود" حتى وصلا لبيته ليصافحه "عبد المقصود" بود بالغ قائلاً ...
ابو محمد: معلش يا أبنى تعبتك معايا ...
يوسف : لا تعب ولا حاجه .. ده ربنا إللى يعلم معزه حضرتك عندى قد إيه .. وإن حضرتك فى مقام والدى الله يرحمه ... ده جميلك فى رقبتى دين مقدرش أوفيه ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أبو محمد: جِميل إيه يا إبنى بس ... إنت تستاهل كل خير ...
إبتسم "يوسف" مجامله قبل أن يترك "عبد المقصود" عائداً إلى بيته ليستعد للذهاب لعمله بالشركه ....
___________________________________
شقه حسام ....
كانت أغراض الغرفه مبعثره بصوره عشوائيه حزينه ،جلس "حسام" على طرف الفراش منكساً رأسه بين كفيه بصمت ..
بينما جلست "ورد" أرضاً بأحد أركان الغرفه متكوره على نفسها ممزقه الملابس ....
كان وجهها مختلطاً بألوان عدة من آثار مستحضرات التجميل التى تلطخت ببكائها الحار ، وآثار صفعات "حسام" لها التى جعلت وجهها بين الحمرة واللون الازرق مع جروح عميقه بفمها أثر هذه الصفعات ....
رفع "حسام" رأسه وأخذ يهز ساقيه بصوره عصبيه حين قام متوجهها نحو "ورد" بغضب ، والتى ما أن رأته مقبل نحوها نظرت إليه بإرتعاب شديد وإرتجفت أوصالها من قربه ثم تكورت أكثر وأكثر على نفسها ...
نهج صدره "حسام" بقوة وهو يرفع إصبعه تجاه "ورد" محذراً إياها بتهديد غليظ ...
حسام : عارفه لو نطقتى بكلمه واحده من إللى حصل ده ... حقتلك بإيدى فاهمه ...
إبتلعت "ورد" ريقها وهى تحاول أن تشرأب بعنقها إعتزازاً فلن تقبل بهزيمتها أمام هذا المتوحش لتهتف بنبرات ثائره متقطعه محاوله التحلى ببعض القوة ..
ورد : إقتلنى .. أنا عندى أموت أرحم من أنى أعيش مع واحد زيك ... إنت فاكر إنى حسكت ومش حتكلم .. لا يا "حسام" .. أنا حتكلم وأقول على كل حاجه حصلت ...
حسام : على الله فاهمه .. على الله تفتحى بوقك بكلمه واحده .. حتشوفى منى إللى عمرك ما شفتيه ...
بإستهزاء شديد أكملت "ورد" بنبره يغلبها التحدى من وضع "حسام" المخزى ...
ورد: حتعمل إيه تانى .. بعد ما ربنا غضب عليك من كتر الحرام إللى إنت عايش فيه وبقيت عاجز ... فاهم .. عاااااجز ....
ترددت صدى كلمه (عاجز) بأذنيه فأعماه غضبه من أن تفضحه وتتكلم عن عجزه المخزى وأنه لم يستطيع أن يقوم بواجباته كزوج ... ستفضح عجزة ... هذا ما سيطر على تفكيره ....
إقترب منها بغضب عارم خوفاً من الفضيحه وأن تطعن فى رجولته ....
أخذ يضربها بقوة وعصبيه ، أعمى تماماً وتملكه الغضب والغيظ منها خشى من الفضيحه والعار الذى سيلاحقه طوال عمره ، ضربها بقوة غاشمه حتى أنها لم تستطع الحركه والهرب ...
حملها وألقاها بعيداً لتسقط أرضاً فوق ساقها اليمنى لتشعر بألم بالغ بها ، حاولت أن تزحف إلى الخلف لتحتمى بالفراش بعيداً عنه بطشه قائله ...
ورد: كفايه يا "حسام" ... كفايه ...
لكن "حسام" أصم أذنيه وجل ما يفكر فيه هو خوفه من فضيحته أمام الناس ....
أخذ يضرب فيها بقوة حتى إرتمت على أرضاً مسجيه دون حراك أو مقاومه ...
لكنه لم ينتهى ظل يضرب ويضرب حتى خارت قواه من الضرب ...
أفاق ليجدها كالجثه الهامده لا تصدر أى صوت مطلقاً .... فقط غارقه فى دمائها ... ملقاه على الأرض بسكون تام ...
حينها أفاق فنظر إليها فى ذُعر مما فعله بها ... خشى أن يكون قد قتلها دون وعى منه ...
نظر حوله برعب وأسرع نحو باب الغرفه فى فزع ...
أخرج المفتاح من جيبه بتوتر فسقط على الأرض فإنحنى يلتقطه بإرتجاف ثم أمسكه محاولاً فتح الباب وهو ينظر نحو ورد مفزوعاً ...
توجه إلى المطبخ حيث ترك جاكيت سترته منذ قليل مخرجاً منها هاتفه باحثاً عن رقم والدته للحاق به ...
بعد عدة دقات وصله صوتها الناعس ...
ام حسام: ألو ...
حسام : إلحقينى .. إلحقينى يا ماما ..... !!!!!
إنتفضت "ناهد" من نومتها بفزع وهى تتسائل بتخوف ...
ام حسام: حسام ...!!! إيه إللى حصل ..؟؟
حسام : أنا فى مصيبه ... مصيبه يا ماما ...
بقلق بالغ أجابته بعصبيه من عدم إيضاحه ما حدث ...
ام حسام : حصل إيه ... أتكلم على طول ..؟؟
حسام : ضربتها .. ماتت ... ماتت .. أنا قتلت ورد يا ماما ....!!!
إتسعت عيناها بصدمه وهى تشهق ضاربه صدرها بقوة ...
ام حسام: يا نهار إسود .... أنت بتقول إيه ...؟؟
حسام : بقولك موتها ... محستش بنفسى وموتها ... قتلتها ... أنا رحت فى داهيه خلاص ..
____________________________________
شقه يوسف ...
دلف "يوسف" إلى شقته بعد عودته من صلاته ليجد والدته جالسه بإنتظاره ...
نظر لها بعيون معاتبه فهى متعبه للغايه ولا يريدد أن يثقل عليها بقلقها عليه لتلك الدرجه كل يوم ...
يوسف : إيه إللى مصحيكى بدرى كده يا ماما ...؟؟
ام يوسف: كنت مستنيه أطمن عليك يا أبنى .. مش عارفه حسيت قلبى مش مطمن قلت أستناك لحد ما ترجع ..
دنا منها "يوسف" يقبل رأسها بحنو مردفاً ...
يوسف: متقلقيش عليا يا ست الكل .. أنا الحمد لله كويس ... أنا بس كنت بوصل الأستاذ "عبد المقصود" بيته كان تعبان شويه بعد الصلاه ..
ام يوسف: الراجل ده الله يكرمه ... شوف وقف معانا إزاى بعد وفاه أبوك وهو لا يعرفنا ولا نعرفه .... ربنا يكتر من أمثاله ويبعد عنه ولاد الحرام ...
يوسف : أه والله يا ماما .. ده لولا رعايته لينا ولا كنا عرفنا نعيش ولا نتعلم خصوصاً إن بابا الله يرحمه مكنش ليه معاش ولا أى حاجه نصرف منها ...
ام يوسف: خد بالك منه وأسال عليه .. راجل زى ده ميتعوضش ... وإنت كمان يا أبنى تعبت عشانا أوى ...
يوسف : الحمد لله كله جه بفايده ... أمال فين "دعاء" هانم مقضياها نوم ولا كإن عندها جامعه بدرى ...!!!
ام يوسف: حصحيها أهو تصلى وتفطر معاك وتروح كليتها ...
أشفق "يوسف" على حال والدته ممتلئه القوام فهى تعانى من خشونه بالغ بقدميها ولا تستطيع الحركه جيداً ليمنع والدته بلطف ...
يوسف : لا يا أمى خليكى أنتى عشان رجليكى ... أنا حروح أصحيها وأنتى إدخلى إرتاحى شويه ...
ام يوسف: يريح بالك دايما يا أبنى ويرزقك بنت الحلال يا رب ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
* قتلتها ....!!! *
حسام ...
أخذ "حسام" ينفعل بقوة وهو مازال يحادث والدته عبر الهاتف قائلاً ...
حسام : بقولك موتها ... محستش بنفسى وموتها ... قتلتها ... أنا رحت فى داهيه خلاص ..
نهضت "ناهد" من فراشها وهى تحذر ولدها من التصرف بأى تصرف مجنون قائله ...
ام حسام : أنت عملت إيه يا مجنون إنت !!! ... إستنى متعملش أى حاجه أنا جايه لك ...
أنهت "ناهد" مكالمتها مع إبنها لترتدى ملابسها بسرعه لتلحق له وترى ماذا سيفعلان بتلك المصيبه التى وقعت برؤسهم ...
أخذت تمام بسخط تلعن ولدها وتصرفاته الهوجاء قائله ..
أم حسام : إنت هببت إيه بس دلوقتى ... يوووه يا "حسام" ...
عاد "عبد المقصود" من المسجد ليفاجئ بـ"ناهد" ترتدى ملابسها على عجاله ليسترب بالأمر ، تقدم نحوها بضع خطوات بقلق وهو يتسائل بتعجب ...
ابو محمد: إيه ده .. إنتى بتلبسى ليه دلوقتى من بدرى كده ...؟!!
إرتبكت "ناهد" فور سماعها لصوت "عبد المقصود" فهى لا تدرى بم تخبره حقيقه لتحاول إصطناع إبتسامه واهيه وهى تردف ...
ام حسام : مفيش أصل حسام إتصل ... وعايزنى اروح .. ااا ...
لم يكن "عبد المقصود" منتظراً لسماع أكثر من إسم "حسام" ليتوجس خوفاً على إبنته ويدب القلق بقلبه ...
تحرك مسرعاً دون إنتظار سماع توضيحها تجاه الخارج لتهتف "ناهد" به ...
ام حسام : إستنى يا أبو محمد .. خدنى معاك ...
أسرعت "ناهد" بخطواتها لتلحق بزوجها قبل أن ينطلق بسيارته لتجلس إلى جواره لاهثه إثر ركضها خلفه للحاق به ...
أسرع "عبد المقصود" محرماً سيارته متجهاً صوب شقه إبنته العروس التى لم يمر عليها سوى ساعات قليله بتلك الشقه ...
إضطرابه بسبب تلك المكالمه التى كان توقيتها مسبباً للقلق والذعر بنفسه متيقناً بأن هناك خطأ ما لطلب "حسام" حضور أمه بعجاله بهذا الوقت ليتسائل "عبد المقصود" دون الإلتفات إليها بقلق شديد ...
ابو محمد: إيه إللى حصل يا "ناهد"...؟؟
بكذب واضح تجلى على ملامحها الباهته ..
ام حسام : متخفش .. كل حاجه تمام ...
ابو محمد: تمام إزاى إنتى مش شايفه وشك عامل إزاى ...!!!!
ام حسام : عادى يعنى يا أبو محمد .. دلع عرايس بس .... حنعمل إيه ....
ضيق " عبد المقصود" حاجبيه بشك غير مصدق لما تتفوه به زوجته ...
ابو محمد: بيتدلعوا علينا ليله فرحهم ...!!!
ام حسام : يوه .. أنا عارفه بقى ....
ابو محمد: ماشى ... ربنا يستر ...
صف "عبد المقصود" سيارته أمام البنايه التى تقع لها شقه "ورد" و "حسام" ، تلك البنايه الجديده كلياً خاليه من السكان فهى لم يسكن بها سواهما حتى الآن ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أسرع "عبد المقصود" صاعداً نحو شقتهم بصدر ناهج من سرعته التى يجتاز بها درجات السلم ولحقت به "ناهد" مباشرة ....
طرق الباب الذى سرعان ما فتح ووجد أمامه "حسام" وقد شحب وجهه متلوناً باللون الأصفر ، لكن ما أفزع "عبد المقصود" حقاً هو رؤيته لبعض قطرات الدماء تلوث قميصه الأبيض ....
جن جنون "عبد المقصود" لرؤيته لتلك القطرات الحمراء المخيفه ليدفع بـ"حسام" نحو الداخل صارخاً بصوت عالٍ ....
ابو محمد: بنتى فين !!!!!! ... عملت إيه فى بنتى ...؟!!!!!
ظن "حسام" أن أمه قد أبلغته بما حدثها به بمكالمته معها ليترجى "عبد المقصود" مرتعباً من رده فعله ....
حسام : والله ما كنت أقصد أقتلها ...!!
ذُهل "عبد المقصود" ووقف مصدوماً للحظات مما سمعه للتو ليتشتت بصمت يحاول إستيعاب ما حدث لينقبض قلبه بقوة غير مصدقاً لما يتفوه به هذا الأحمق ...
ابو محمد: إيه ....؟؟ إنت بتقول إيه ...؟؟ قتلتها ...؟؟!!!!!!!!!!!!
حسام : والله يا أبو محمد .. أنا بس ...
أزاح "عبد المقصود" "حسام" من طريقه بقوة لا تتناسب مطلقاً مع ضعف بنيته صارخاً بلوعه ...
أبو محمد: بنتى ...!!!! بنتـــــــى ...!!!!
دلف "عبد المقصود" إلى غرفه النوم ليجد "ورد" مسجيه أرضاً ، جسدها مغطى بالدماء السائله على الأرض من تحت رأسها بمشهد مروع ...
تملكه الفزع لرؤيه إبنته بهذا المنظر البشع فقد تخيل أنه الآن يطمئن على إبنته بزواجها قبل أن يتوفاه الله ...
لكن ما حدث أنه ألقاها لحتفها ... ألقاها فى النار بيديه ....
دنا "عبد المقصود" من "ورد" محاولاً السيطره على نفسه بألا ينهار إلى جوارها وهى جثه هامده ...
نادى بإسمها فى ضعف يترجى أن تنهض وتجيبه فهو لن يتحمل خسارتها أبداً ...
أبو محمد : "ورد" ..."ورد" .. ردى عليا يا بنتى ... ردى عليا يا حبيبتى ...
إنحنى "عبد المقصود" ليمسك برأسها ويسندها إلى صدره بيداه المرتعشتان ، ضمها بقهر وقد إنهمرت دموعه الموجعه لفراق إبنته الوحيده ...
ابو محمد: ااااه يا بنتى ... اه ... النهارده كنت بزفك لفرحك ولا لقبرك ...ردى عليا يا "ورد" ... ردى عليا يا بنتى ... لا مش حتروحى منى لا ... لا مش حتروحى زى ما أمك راحت منى ... قومى يا غاليه ... أنا مقدرش أستحمل الدنيا من غيرك .. أنا مقدرش على فراقك زى ما فارقت أمك ....
وقفت "ناهد" من خلفه تحدثه بنبره مستهزئه غاضبه ...
ام حسام : هو ده إللى مأثر فيك !!!! ... أمها الغاليه ... أما صحيح ناس تخاف متختشيش ... ولما هى الغاليه ... أنا أبقى إيه بقى إن شاء الله ... هه ..!!!!! .. ما ترد عليا ؟!!!! ... ما كفايه بقى إللى بتعملوه إنت وبنتك ...!!!!
اقتربت "ناهد' من "ورد" لتهزها بيدها بعنف وقد إعتلت قسماتها تعبيرات مشمئزه وهى تنهر "ورد" بقساوة ..
ام حسام: قومى .. قومى وبطلى تمثيل بقى ..... قومى يا هاه .... غاليه ...!!!
أنهت جملتها الأخيره بسخريه و إستهزاء وهى تنظر إلى "عبد المقصود" ....
ام حسام : ما كفاياك دلع فيها بقى .. ما خلاص كبرت وبقت شحطه أهى .. الدور والباقى على أبنى "محمد" خليله شويه من دلعك وحنيتك دول ولا هو مالهوش نصيب يعنى .... !!! وإنتى يا "ورد" .. قومى يلا .. أنا متأكده إنك مفيكيش حاجه وبتستعبطى علينا ....
أوقفها "عبد المقصود" بضيق شديد يبعد يدها القاسيه عن ابنته ...
ابو محمد: كفايه .. كفايه ... مش شايفه نتيجه عمايل إبنك .... مش شايفه عمل فيها إيه ... هى كانت عملت له إيه ..؟؟ ما تردى .. عملت له إيه..؟؟ أنا حوديها دلوقتى المستشفى .. وحساب ابنك ده معايا بعدين إما سجنته .........
المهم أطمن على بنتى الأول ....
ام حسام : أنت بتقول إيه .. إنت...أأ.....
وقبل أن تكمل حديثها أمسك "عبد المقصود" إسدال الصلاه الخاص بـ "ورد" ليغطيها به ثم حملها بصعوبه متجهاً بها إلى المستشفى .......
إقترب "حسام" من والدته بتخوف وعيناه تتابع "عبد المقصود" الذى حمل "ورد" وخرج مسرعاً بها ثم قال بفزع شديد ...
حسام : إلحقى يا ماما ده حيبلغ عنى .. أنا كده رحت فى داهيه رسمى ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ام حسام : إستنى بس أنا رايحه وراه المستشفى .. متقلقش محدش يقدر يأذيك وأمك عايشه على وش الدنيا ...
حسام : انا خايف .. خايف أوى ...
ام حسام : الله ..ما قلت لك متخفش ... بس قولى .. إنت ضربتها أوى ليه كده .. هى عملت لك إيه ....؟؟؟؟
حسام :مكنتش فى وعيى .. شربت شويه ومدرتش بنفسى بعمل إيه ...
ام حسام : يوووه ...ما أنا قايلالك متشربش قدامها ...أهى عملتلك فيه الشيخه "ورد" ..كنت شويه شويه وهاتلها الموضوع بالتدريج ....
حسام : إللى حصل بقى ...
أرادت "ناهد" أن تتيقن من أن "عبد المقصود" وإبنته مازلا بقبضتها لتسأل ولدها أولاً ليطمئن قلبها ...
ام حسام : ده كان قبل الدخله ولا بعدها ...؟؟
إرتبك "حسام" من سؤال والدته وخشى أن يلحق بوصمه عار على رجولته ليجيبها بكذب ...
حسام : هه ... لا .. بعدها .. بعدها ...
لتتسائل "ناهد" بسؤال متوارى له مغزى ....
ام حسام : طب إيه ... ؟؟ طمنى ...!!!!
حسام : كله تمام يا ماما .. إبنك راجل .. ده سؤال برضه .. إطمنى ..
رفعت "ناهد" كتفيها براحه وقد إرتسمت إبتسامه منتصره فوق شفتيها وهى تردف بثقه ....
ام حسام : طيب كويس ... أهى كده راجعه لك راجعه لك ... أمال إيه ... يلا أنا رايحه المستشفى وألحق الراجل المجنون ده ليعمل حاجه ...
حسام : ماشى .. أنا قاعد جنب التليفون .. طمنينى ...
____________________________________
شقه يوسف ...
خرجت "دعاء" أخت "يوسف" الوحيده ومازال النعاس يغلب جفونها تلقى تحيه الصباح على والدتها بصوت ناعس للغايه وهى تحك شعرها بفوضاويه تتمنى لو تنال بعضاً من النوم بعد ....
دعاء: صباح الخير يا ماما ...
ام يوسف: صباح الخير يا بنتى ... يلا حضرى الفطار عشان أخوكى ميتأخرش على الشغل ..
دعاء: حاضر ثوانى أهو ...
يوسف بضحك: بلاش ثوانى من بتاعتك الله يكرمك .. عندى شغل مهم وكده مش حلحق ....
دعاء: والله أنا غلبت معاكم فى البيت ده ... ممرمطنى كلكم ولا كأنى الخدامه إللى إشتريتوها .. وكل واحد فيكم هاتى يا "دعاء" ... شيلى يا "دعاء"... حطى يا "دعاء" ..
لم تصمت "دعاء" إلا بعد أن أسرع "يوسف" تجاهها مهدداً لها بالضرب ...
يوسف: هو الواحد مش حيسلم من لسانك ده .. يا ساتر أنتى إيه ..
بمزاح لطيف أجابته "دعاء" تحاول إستفزازه ...
دعاء : أنا "دعاء"..
يوسف: أنتى تانى .. يلا حضرى الفطار ...
دعاء :والله من غيرى البيت ده دمه تقيل ولا ليه أى لازمه ...
يوسف بضحك: اللهم طولك يا روح .. يا بت روحى حتأخر كده ..
دعاء: أهو .. أهو ... حنبتدى .. روحى يا "دعاء" هاتى يا "دعاء" ..ودى يا "دعاء"...
ركض "يوسف" خلف "دعاء" التى أسرعت بخوف مصطنع فور رؤيته يتجه نحوها ...
ثم عاد مرة أخرى لوالدته ومازالت الإبتسامه تشق وجهه بسعاده ...
يوسف: كِبرت أوى يا ماما ...
ام يوسف: ربنا ما يحرمكم من بعض ولا من حنيتك عليها ... ويفرحنى بيك يا رب
يوسف: آمين يا رب ...
طلت دعاء برأسها من المطبخ ...
دعاء : سامعاكم على فكرة ... مش بقولكم .. متقدروش تستغنوا عنى أبداً ...
ثم حركت حاجبيها لهم ضاحكه ...
ضحك "يوسف" ووالدته على أخته "دعاء" فهى فرحه هذا البيت بالفعل ....
تناول يوسف إفطاره وتوجه نحو الشركه حتى لا يتأخر ....
ام يوسف: ربنا ينور لك طريقك يا إبنى يا رب ...
عقبت "دعاء" مصطنعه الحزن قائله ...
دعاء : طب وأنا طيب ... أى حاجه طيب على الصبح .. ده أنا حبيبتك ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ام يوسف بإبتسامه: إنتى ... ربنا يهديكى ... وينجحك و نخلص منك بقى ....
دعاء: مش عارفه الدعوة دى قالبه على تريقه ليه ... بس ولا يهمك .. كل إللى منك حلو يا ست الكل ...
ام يوسف: اااه ... قومينى يا بنتى أدخل جوة رجليا خلاص مش مستحمله وجعها ...
دعاء: تعالى .. إتسندى عليا ...
ام يوسف: أيوه كده .. شايفه الأدب حلو إزاى ...
دعاء : هو أنا نطقت .. اللهم طولك يا روح ... بقولك يا عسل أنتى .. ما تجيبى قرشين أحسن أنا مقشفره على الآخر ...
ام يوسف: يا بنت .. حسنى ألفاظك مش كده ..
دعاء: حاضر .. بس هاتى بقى أى حاجه .. أنا مفلسه على الآخر ..
ام يوسف: خدى .. ربنا يكرمك يا "يوسف" يا أبنى زى ما أنت مش مخلينا محتاجين حاجه ....
بإمتنان شديد عقبت "دعاء" وقد إنتبهت لشئ ما ...
دعاء : آمين يا رب ... إلا بقولك يا ماما .. ما إحنا ظروفنا بقت كويسه أوى الحمد لله ما تيجى نخطب لـ"يوسف" بقى ..
ام يوسف: أه والله يا بنتى ... بس مش عارفه هو رأيه إيه فى الموضوع ده ..
دعاء: سيبيه عليا بس وأنا أول ما حيرجع حكلمه ... يلا حبيبتى أنا رايحه الكليه مش عايزة حاجه أجيبهالك ...
ام يوسف: لا يا بنتى ..أعوزك طيبه ... خدى بالك من نفسك ...
تركتها دعاء متوجهه لجامعتها فهى مازالت بعامها الأول وعليها الإهتمام بالدراسه والمذاكرة ..
ام يوسف: ربنا يفرحنى بيكم ويبارك لى فيكم .. ويعوضك خير يا "يوسف" على حرمانك وتعبك السنين إللى فاتت دى يا رب ...
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
* الكاذبان *
المستشفى ....
وقف "عبد المقصود" أمام غرفه الطوارئ فى إنتظار الإطمئنان على "ورد" ، فمنذ أن دلفت إلى الداخل لم يطمئنه أحد عنها ولا يعلم بعد ماذا حدث لها ليقف بتوتر وخوف شديد ....
لم تسقط "ناهد" نظرها عنه بل ظلت تحملق به بتوجس شديد تتمنى لو أن أحدهم يخرج لهم ليقطع هذا التوتر بالإنتظار فهى تخشى أن مكروه يصيب "حسام" بسبب تلك المعتوهه "ورد" ....
قطع إنتظارهم الطويل خروج الطبيب من غرفه الطوارئ ليسرع "عبد المقصود" متعلقاً بذراعه برجاء شديد كالطفل الصغير حين تحدث بنبره مهتزه خائفه للغايه ....
ابو محمد: دكتور طمنى بالله عليك .. أخبار "ورد" بنتى إيه ...؟!!!
تطلع به الطبيب لوهله ثم تسائل بمهنيه ..
الطبيب : أنت والدها ....؟؟
ابو محمد: أيوه أنا ...؟؟ طمنى الله لا يسيئك ...
لم تتوانى "ناهد" أن تقفز إلى جوار زوجها تسترق السمع بتلهف خوفاً من أن تكون ماتت بالفعل ووقتها سينساق "حسام" للشرطه لا محاله ...
أجابهما الطبيب وهو يتطلع بوجوههم بتأثر شديد ...
الطبيب : للأسف حالتها مش كويسه أبداً ... بس إن شاء الله حتتحسن وتبقى كويسه إطمن ...
تهللت أسارير "عبد المقصود" بفرحه لتيقنه أن "ورد" مازالت على قيد الحياة ليهتف بسعاده ...
ابو ورد: بنتى عايشه الحمد لله .. الحمد لله ..
الطبيب : للأسف هى إتعرضت لإعتداء شديد جداً .. وده سبب لها شرخ فى أيدها اليمين و كسر فى رجلها اليمين وجرح فى رأسها .. دة غير االرضوض والكدمات .. وبعض الجروح سطحيه الحمد لله بس حتاخد وقتها وتلتئم وتبقى كويسه ..
ابو محمد: الحمد لله .. قدر الله وما شاء فعل ...
الطبيب : بس للأسف ...
تجهمت ملامح "عبد المقصود" لسماعه تلك الكلمه من الطبيب ليردف بتخوف ...
ابو محمد : خير .. فى إيه يا دكتور ... ؟!!
الطبيب : هى لحد دلوقتى مفاقتش .. أظن ده نوع من الإغماء و إللى حيحدد ده الدكتوره النفسيه لأن واضح إنها إتعرضت لإنهيار نفسى شديد .. يعنى هى إللى رافضه تفوق .... زى ما تكون نايمه كدة ....
ابو محمد: أى حاجه مطلوب مننا نعملها حنعملها .. المهم "ورد" تقوم بالسلامه ...
الطبيب : إن شاء الله .... الدكتوره النفسيه حتمر عليها عشان تقيم حالتها بالضبط وتكتب تقريرها عشان نبدأ العلاج ... لكن من الواضح إنها إتعرضت لضرب شديد جداً .... والعنف إللى من الدرجه دى أنا آسف إنى أبلغ حضرتك إننا بلغنا النيابه وهى حتيجى تحقق فى الموضوع ده ...
ابو محمد: طبعاً طبعاً .. فاهم يا دكتور ... لازم إللى عمل كده ياخد عقابه ..
أنهى "عبد المقصود" عبارته وهو يرمق "ناهد" بعينيه قاصداً ولدها المدلل "حسام" بنظرة ذات مغزى جعلها تتوتر للغايه ...
لم تتمالك "ناهد" غضبها من تهديد "عبد المقصود" الواضح بالإبلاغ عن ولدها لتسرع بالإتصال بـ"حسام" لتبلغه بالأمر ...
ام حسام: أيوه يا حسام .. تعالى المستشفى ..
حسام: طمنينى إيه ... ؟؟ ماتت ...؟؟
نظرت "ناهد" تجاه "عبد المقصود" الذى مازال يتحدث مع الطبيب حتى لاينتبه لحديثها مع "حسام" فأخفضت صوتها للغايه مستكمله حديثها ...
ام حسام: لا متخافش لسه عايشه .. تعالى بس عشان نخلص الموضوع مع أبوها أحسن حيعملوا بلاغ ...
إرتعب "حسام" مما قد يحدث له لو أن "عبد المقصود" أبلغ عنه بالفعل ليهتف بإنهيار ...
حسام : يا نهار إسود ... حيبلغ ...!!!
نهرته "ناهد" بحده حتى يتمالك أعصابه قائله ...
ام حسام : أمسك نفسك كده أمال .. يلا مستنياك ... سلام ...
إستدارت "ناهد" مره أخرى نحو "عبد المقصود" فهى تود أن تلهيه عن هذا المحضر فهى لن تخسر ولدها مطلقاً ....
ام حسام: جرى إيه يا أبو "محمد" .. إنت ناوى على إيه ...؟؟
ابو محمد: حكون ناوى على إيه يعنى ... ؟.. مصلحه بنتى طبعاً .. بس المهم أطمن عليها الأول ...
حدجها "عبد المقصود" بنظرة جامده قبل أن يدلف إلى داخل الغرفه التى تقبع بها "ورد" التى لا تدرى عن كل ما يحدث حولها ...
زمت "ناهد" شفتيها بغيظ وهى تغمغم بسخط تسُب "عبد المقصود" على نواياه التى يبيتها لولدها "حسام" لكن ليس بيدها شئ الآن سوى إنتظار مجئ "حسام" أولاً للتفكر بحل بتلك المشكله التى لم تحسب لها حساب وعليهم تدبر أمر هذا الرجل ...
____________________________________
شركة الأقصى ....
بعد فترة من الغياب عن العمل عاد "يوسف" لعمله بالشركه ليقابل فور دخوله لزميله وصديقه "شريف" ليلقى عليه التحيه أولاً ....
يوسف: السلام عليكم ...
شريف: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ... حمد الله على السلامه ...
" شريف شاب ثلاثينى نحيف أبيض البشرة ذو شعر بنى مميز يتمتع بخفه ظل وروح محبه .. إجتماعى جداً تعرف على (يوسف) بالشركه وتصادقا بسرعه ليرتبط كل منهم بالآخر فى العديد من المواقف التى قربتهم ووطدت من صداقتهم... "
يوسف: الله يسلمك يا "شريف" .. أخبارك إيه ...؟؟
شريف : أنا كويس الحمد لله .. إنت إللى عامل إيه بعد دور الأنفلونزا الجامد ده ...؟!!!
يوسف: الحمد لله ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بلوم لطيف أخذ "شريف" يطلب من "يوسف" الإهتمام أكثر بصحته وتغذيته ...
شريف: الصراحه يا "يوسف" لازم تاخد أى حاجه تقوى مناعتك شويه .. إنت الدور بيجيلك من هنا ويرقدك على طول ...
يوسف: أنا كده من صغرى .. الحمد لله على كل حال...
حاول "شريف" إخبار "يوسف" بصورة ملتويه عن سفرهم المقرر إلى أوروبا ...
شريف: لا .. إتجدعن كده ... أمال لما تسافر حتعمل إيه ... ؟؟ ... دى أوروبا يا أبنى ..
تعجب "يوسف" لسماعه خبر سفره دون علمه ليردف بتساؤل ...
يوسف: أسافر .. أسافر فين ...؟؟
شريف: نسيت اقولك مش إحنا إختارونا نسافر تبع لجنه المشتريات مع الوفد الإيطالي ندرس العقود قبل التوقيع ...
صدم "يوسف" لهذا القرار المفاجئ فهو حقيقه لا يستطيع السفر مطلقاً ...
يوسف: بس أنا مقدرش أسافر و أسيب أمى وأختى ... دول ملهمش حد غيرى ...
شريف : دول أسبوع ولا إتنين بالكتير مش فتره طويله يعنى ...!!!
يوسف : طب ما تروح أنت كفايه ...
بطريقته المازحه خفيفه الظل أجاب "شريف" صديقه المتجهم قائلاً ...
شريف : كان على عينى ... أنا خيبه فى الإنجليزي زى ما أنت عارف والعقود كلها مكتوبه بالإنجليزى ولو سافرت لوحدى حبوظ الدنيا ...
يوسف: أنا مش مصدقك والله ... يا جدع أنت ما تاخد كورس ولا حاجه ..!!!
شريف: طب ما تعلمنى أنت ينوبك فيا ثواب .. ده إنت الإنجليزي بتاعك إيه ...
يوسف : ححاول معاك .. بس برضه لازم تاخد كورس .. بيرفع معانا فى الشغل أوى ...
لمعت عينا "شريف" ببريق مميز وخفه ظل معهوده وهو يرحب بحفاوة زائده عن الحد بعودة صديقه بعد غياب لعده أيام ...
شريف: ماشى ماشى ... المهم إن إنت جيت دلوقتى المكتب كان مضلم من غيرك ..
رفع "يوسف" حاجبه الأيمن وقد فهم مقصد "شريف" المتوارى خلف ذلك الترحيب المبالغ فيه ليردف مازحاً ...
يوسف: المكتب برضه ... ولا وحشك الغداء كل يوم ...!!!
شريف: ما أنت عارف مبحبش أكل لوحدى ... والمطعم إللى تحت ده أكله حلو أوى .. يرضيك صاحبك يروح جعان ...
يوسف: لا يا سيدى ..فى البريك ننزل نتغدى زى كل يوم ...
شريف : أيوه كده طمنت قلبى ...
ضحك "يوسف" من محبه "شريف" العجيبه لتناول الطعام على الرغم من نحافته الظاهره ليبدأ عمله الذى تراكم عليه لأسبوع كامل ....
____________________________________
فرنسا ....
تقدمت نحو منضده الطعام حيث جلس والديها يتناولون كوب من الشاى الصباحى لتلقى عليهم تحيه الصباح بإسلوبها المميز الذى يدل على رقيها البالغ ...
لامار: صباح الخير يا بابا .. صباح الخير يا ماما ....
" لامار فتاة سمراء جذابه ذو عينان عسليتان وأهداب طويله وشعر أسود فحمى أعطاها سحر وجاذبيه ... مرحه للغايه تحب الضحك ولها العديد من العلاقات الإجتماعيه نتيجه تعرفها الدائم وبسرعه على أصدقاء جدد .. مما سهل لها التفكير فى إنشاء شركه جديده خاصه بها ..."
ام لامار: صباح الخير يا "لامار" ..رايحه فين من بدرى كده ...؟؟
لامار: رايحه أشوف توضيب الشركه وصل لحد فين ... نفسى أبدأ الشغل بقى ..
والد لامار: مستعجله على طول كده يا بنتى ...
لامار : طبعاً مستعجله .. ده أنا بدأت أحدد أول الإجتماعات كمان بس مستنيه آخر فرش فى الشركه عشان أبدأ ...
ام لامار: يااه .. يا بنتى أنتى بتلحقى تعملى ده كله إمتى ...؟!!
رفعت "لامار" هامتها بثقه وهى تتغنج بوقفتها بإعتزاز بقدراتها الإجتماعيه المييزة بكسب الأصدقاء ...
لامار : أنا واحده بيزنس وومن دبلوماسيه وبنت راجل دبلوماسى على أعلى طراز عايزانى أعمل إيه يعنى ...!!
نظرت والدة "لامار" نحو زوجها المعجب بإبنته وتفكيرها العملى لتلومه بشده قائله ...
ام لامار: إنت يا "نشأت" إللى عملت فى البنت دى كده ...
بإعجاب واضح أجاب "نشأت" زوجته متفاخراً بإبنته الوحيده ...
والد لامار: "لامار" مش زى أى حد .. لازم تكون واثقه من نفسها كده .... دى عندها معارف أكتر منى فى السلك الدبلوماسى ....
عقبت والدة "لامار" ضاحكه ...
ام لامار: فعلا والله .. إنت بتقول فيها ...
تطلعت "لامار" بساعه يدها لتهتف بعجاله ...
لامار: أنا كده إتأخرت .. يلا سلام بقى ..
قبّلت "لامار" والديها بسرعه ثم إتجهت نحو مقر شركتها الجديده لتطمئن على آخر التطورات فى تجهيز المكتب لتبدأ عملها ...
____________________________________
المستشفى ....
دلف "عبد المقصود" لغرفه إبنته ليتمزق قلبه حزناً على هيئتها النائمه بإستكانه فوق هذا السرير المعدنى البارد وقد إختفت ملامحها تماماً وسط تلك الفافات من الشاش الأبيض حول رأسها وتلك الجبائر التى إحتلت ذراعها وقدمها ...
لمعت عيناه بدمعه حزينه ترقرقت على جفنيه من هيئه إبنته الغاليه ...
دنا منها قليلاً متمعناً بالنظر فى وجهها الجميل ، وجهها الذى تبدلت ملامحه تماماً فقد تورم كلياً أحاط اللون الأزرق والأحمر قسمات وجهها الجميل لتختفى كل ملامحها بصورة محزنه للغايه ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
امسك يده إبنته بحنان أبوى بالغ هامساً بقربها ....
ابو محمد: سامحينى يا بنتى ... أنا إللى طلبت منك تتجوزيه .. معرفش إنه حيوان وحيعمل فيكى كده !!! ... أنا كنت بفكر فى مصلحتك .. وإنك تتجوزى وتفرحى زى البنات إللى فى سنك ... معرفش إنى ظلمتك أوى للدرجه دى ...!!! بس أنا أعرف منين ؟!! ده كان فى منتهى الأدب والرجوله .. مش عارف إيه إللى قلبه كده ؟؟!!!!!!! .. سا محينى يا بنتى .. فوقى عشان خاطرى ... أنا مقدرش أستحمل إللى إنتى فيه ده ...
أسند "عبد المقصود" رأسه بحافه الفراش شاعراً بالأسى والأسف على حاله وحيدته الغاليه ....
خارج الغرفه ....
وقفت "ناهد" برفقه "حسام" الذى وصل للتو وقد توجس من رد فعل "عبد المقصود" تجاهه بعدما فعله بـ"ورد" ...
ام حسام : كويس إن أنت جيت ..
حسام : أنتى جبتينى ليه ؟!!! .. أنا خايف ليقبضوا عليا ...!!!
ام حسام: متخفش ..."عبد المقصود" ده مش من النوع القوى يعنى .. نقدر نضحك عليه ونخليه يتنازل عن المحضر ...
تسائل "حسام" بغير إقتناع لما تقوله والدته ...
حسام : إزاى يعنى .. مش شايفه منظر "ورد" ..؟؟
ام حسام: ما أهو أنا جبتك عشان كده تتمسكن عليه وتفهمه إنها عصبتك وكان غصب عنك ... وهو مش حيهون عليه جوز بنته يترمى فى السجن ...
أكمل "حسام" بغير إقتناع مرة أخرى ..
حسام : إنتى شايفه كده !!! .. وده حيدخل عليه برضه ..؟؟؟
ام حسام: أمال أنا بقولك إيه ... ده طيب وينضحك عليه بسرعه ..
لمعت نظرة خبيثه بعينا "حسام" مردفاً بموافقته لوالدته ...
حسام : ماشى .. إللى تشوفيه ...
ام حسام : يلا إدخل معايا الأوضه وإعمل نفسك متأثر من حاله "ورد" ...
حسام : بس كده ... متقلقيش ....
داخل الغرفه ....
أخذ "عبد المقصود" يربت على كف صغيرته محاولاً بث الطمأنينه بها و إشعارها أنه إلى جوارها ولن يتركها لأى شئ يظلمها بعد الآن ....
دلف "حسام" ووالدته إلى داخل الغرفه محاولين تمثيل تأثرهم بما حدث لـ"ورد"....
ضيقت "ناهد" عيناها وعقصت ملامحها كمن يبكى تأثراً برؤيتها لـ"ورد" وما أصابها ...
ام حسام: حبيبتى يا بنتى ... حتبقى كويسه خالص إن شاء الله ...
تلا حركات "ناهد" المصطنعه إقتراب "حسام" من "ورد" راسماً قناع المحبه والعشق المتيم شاعراً بالذنب لما إقترفته يداه بحبيبته دون قصد ووعى منه ...
حسام: "ورد" حبيبتى .. فوقى بالله عليكى ...
فور أن سمعت "ورد" لصوت "حسام" وهى مازالت تغيب بإغمائتها عن الواقع حتى إرتعشت يدها بيد والدها الذى شعر برجفتها على الفور كما لو أنها فزعت لسماع صوته مما جعل "عبد المقصود" يزجره بغضب ...
ابو محمد : إنت جاى تعمل إيه هنا ؟!! .. مش كفايه إللى عملته فيها !!!!! ... إبعد عنها ملكش دعوه بيها ...
ام حسام : جرى إيه يا أبو "محمد" .. يعنى هم أول ناس ولا آخر ناس يحصل بينهم سوء تفاهم ... وحد الله كده ..
ابو محمد: لا إله إلا الله ... خلى إبنك يبعد عن "ورد" وملهوش دعوه بيها .. كفايه إللى عمله .. ومش حسيبه على فكرة ....
نظر "حسام" بتخوف نحو والدته التى لكزته بمرفقه وهى تشير له بعينيها على التقدم بالإعتذار لـ"عبد المقصود" ليفهم "حسام" مقصدها على الفور فيدنو من زوج والدته يدعى التأثر والحزن ...
حسام : يا عمى .. أنا غلطت وإتهورت غصب عنى ... بس أنا زى إبنك برضه ودى غلطه ومش حتتكرر تانى ...
ام حسام: أيوة يا أبو "محمد" ..و"حسام" إبنى زى إبنك برضه ميرضكش يتبهدل عشان غلطه صغيره ...
نهض "عبد المقصود" من جلسته بإنفعال شديد هاتفاً بغضب ...
ابو محمد: صغيره .. بقى كان حيموت بنتى وتقوليلى غلطه صغيره ...!!!!!!
ام حسام: وأهى كويسه أهى وحتقوم بالسلامه ... ده بدل ما تهدى ما بينهم ...
ابو محمد: أنا مش حسيب حق بنتى أبداً ....
قاطعت حديثهم إمرأه أربعينية ترتدى معطف الأطباء الأبيض فى حده ...
"مينفعش كده يا جماعه .. ده مش كويس عشان المريضه .. متنسوش إن إحنا فى مستشفى برضه ..!!!"
صمت الجميع بعد تدخل هذه الطبيبه التى بدأت بالتعريف عن نفسها فوراً ...
الطبيبه : أنا الدكتورة "سماح" ..الدكتورة النفسيه فى المستشفى وجيت عشان أشوف الحاله بتاعه المريضه وأعمل التقرير ... بس من الواضح إن الحاله باينه من الحوار الغريب إللى أنا سمعته ...
ابو محمد: يا ريت تطمنينا الأول على حاله "ورد" وتقوليلنا هى حتفوق إمتى ...؟
سماح: طيب لو سمحتم سيبونى لوحدى معاها وحبقى عايزة أشوفكم كلكم وأسالكم على إللى حصل ....
خرج الجميع من الغرفه وبقيت "سماح" فقط ومعها إحدى الممرضات التى لحقتها مباشرة بعد دخولها ...
سماح: لو سمحتى عايزه حد يعمل لها كشف عذريه لأن واضح إن فيه إعتداء عنيف هنا ولازم نحدد كل حاجه قبل الشرطه ما تيجى وتقفل المحضر ..
الممرضه : حاضر يا دكتوره ...
____________________________________
خارج الغرفه ...
وقف "عبد المقصود" بنفس إنفعاله يهدد "حسام" بحده ...
ابو محمد: أنا مش حسيب حقها فاهم ...!!!
ام حسام: يا أبو "محمد" زى ما أنت خايف على "ورد" ومصلحتها انا كمان خايفه على "حسام" وعلى مصلحته ... ومينفعش نبقى أهل ونعمل كده فى بعض ..!!!!!
ابو محمد: يعنى أنتى عايزة إيه دلوقتى ....؟؟
ام حسام: تتنازل عن المحضر ...
صمت "عبد المقصود" للحظات متفكراً ثم هتف بالموافقه قائلاً ...
ابو محمد : موافق ..حتنازل عن المحضر بس بشرط ...
ام حسام بإستنكار: شرط ...؟؟ شرط إيه ....؟؟!!!!!!!
ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
المستشفى ...
وقف "عبد المقصود" قباله كلاً من حسام وأمه متحدثاً معهم بحدة وقوة تفاجئت بها "ناهد" بشدة حتى "عبد المقصود" نفسه تعجب لقوته التى طرأت عليه ...
لكنه لن يترك غاليته تضيع منه بتلك الطريقة ويجب أن يأخذ حقها من هذا المتوحش الغير آدمى ليقف مهدداً إياهم ولا ينتوى نيه التراجع مهما حدث ...
ابو محمد: أنا مش حسيب حقها فاهم ...
ام حسام: يا أبو محمد زى ما أنت خايف على "ورد" ومصلحتها أنا كمان خايفه على "حسام" وعلى مصلحته ... ومينفعش نبقى أهل ونعمل كده فى بعض ..
ابو محمد: يعنى أنتى عايزة إيه دلوقتى ....؟؟
ام حسام: تتنازل عن المحضر ...
صمت "عبد المقصود" لبعض اللحظات متفكراً بتأنى قبل أن يهتف بالموافقه ...
ابو محمد : موافق .. حتنازل عن المحضر بس بشرط ...
ام حسام بإستنكار: شرط ....؟؟ شرط إيه ... ؟؟
أعلى "عبد المقصود" من عنقه بصرامه لم تعتادها "ناهد" منه مطلقاً خلال سنوات زواجهم ...
ابو محمد: "حسام" يطلق "ورد" ...
شعر "عبد المقصود" أن تلك هى رغبه "ورد" خاصة وقد شعر بخوفها المكنون لحظه دخول "حسام" الغرفه منذ قليل ، لكن "ناهد" شعرت بأن كل ما خططت له يضيع سدي لتهتف بصدمه ...
ام حسام : يطلقها .... ؟؟!!! إنت بتقول إيه ؟!!!!!!!!! .. إنت واعى للى بتقوله ده فرحهم كان إمبارح ..!!!!!!!
ليؤكد لها "عبد المقصود" أن هذا ما يريده بالفعل وهو يعي تماماً لعواقب هذا الشرط المفاجئ ...
ابو محمد: أنا معنديش إستعداد أخسر بنتى لأى سبب ...
تهدجت أنفاس "ناهد" بقوة فخسارتها الآن فادحه للغايه لتحاول إثناء "عبد المقصود" عن هذا الشرط المجحف لها ولولدها ...
ام حسام: إهدى كده وإفهم الأمور كويس .. لأن أكتر حد حيتضرر فى موضوع الطلاق ده هو بنتك "ورد" .. الناس حتقول عليها إيه ...؟
ابو محمد: مصلحه بنتى وحياتها أهم عندى من أى حاجه فى الدنيا ...
ضمت "ناهد" شفاهها بغيظ وهى تعقب بتحدى وقد جحظت عيناها بإنفعال ..
ام حسام : طب لو مطلقهاش .... ؟؟؟!
ابو محمد: يبقى خلاص هو الجانى على نفسه ... أنا كده كده مش حسحب البلاغ إللى قدمته المستشفى وحقول لهم إن "حسام" كان عايز يموتها ...
هتف بتلك اللحظه "حسام" بإرتعاب شديد مترجياً "عبد المقصود" ألا يفعلها ...
حسام : لأ... أبوس إيدك يا ابو محمد .....
ثم نظر "حسام" نحو والدته مستنجداً
حسام : ماما .. إلحقى ...
أخذت "ناهد" تقلب نظراتها بين "حسام" المرتعد خوفاً وبين "عبد المقصود" المتشبث برأيه بقوة عجيبه لتهتف بغيظ مرغمه على ذلك ...
ام حسام : ماشى ... حيطلقها ... بس لما تتنازل الأول ...
ليجيبها "عبد المقصود" بإصرار شديد ...
ابو محمد: لأ ... يطلقها الأول اتنازل فوراً عن المحضر ...
أمسكت "ناهد" نفسها من ألا تنفلت منها ما يظهر ما بداخلها من غضب مشتعل فهذا غير الذى تخيلته ورسمته فى مخيلاتها مطلقاً ...
ثم ردت من بين أسنانها ...
أم حسام : ماشى يا أبو محمد ..."حسام" حيطلقها ... ماشى ...
____________________________________
فى غرفه ورد بالمستشفى ...
أوقعت الطبيبه النفسيه "سماح" بالكشف عن "ورد" وحالتها النفسيه لتتحقق من السبب النفسى المسبب لهذه الإغماءه حتى تستطيع مساعدتها ....
لكنها أيقنت فى داخل نفسها أن السبب لابد أن يكون من هذا المدعو زوجها كما سمعت قبل قليل قبل دخولها غرفه "ورد" ....
خرجت "سماح" من غرفه "ورد" لتجد ثلاثتهم ينتظرون أمام باب الغرفه وقد بدا على ملامحهم الإنفعال والضيق لتردف بمهنيه شديدة ....
سماح: لو سمحتم عايزة حضراتكم فى المكتب عندى ...
ابو محمد: حاضر .. يلا بينا .....
أنهى "عبد المقصود" عبارته ناظراً نحو "حسام" ووالدته وكأنه يهددهم بضرورة الذهاب معها لينصاعا لهما مرغمين على تلك الجلسه لإنهاء تلك الأزمه ....
____________________________________
مكتب الدكتوره سماح ....
أشارت لهم "سماح" بالجلوس بينما جلست هى خلف مكتبها ممسكه بقلمها لتدون أهم المعلومات التى ستستخلصها منهم للوقوف على حاله "ورد" بدقه ...
سماح: إتفضلوا أقعدوا .. ممكن أفهم إيه إللى حصل لـ "ورد" بالضبط ...؟؟؟
أسرعت "ناهد" بالإجابة على سؤال الطبيبه وقد رسمت إبتسامه كاذبه على ثغرها قبل أن يتفوه "عبد المقصود" بشئ يدين ولدها ..
ام حسام: ولا حاجه ... النهارده كان فرحهم وهم بس إتدلعوا على بعض شويه ... بتحصل عادى ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
حدجها "عبد المقصود" بنظرات غاضبه فكيف قلبت كل الحقيقه بكذبها الواهى حتى لا تورط ولدها ليهتف بها بإنفعال شديد ...
أبو محمد : هو إيه إللى عادى !!!!! ... النهارده يا دكتوره كان فرح بنتى "ورد" و"حسام" .. وبعدين لقينا "حسام" بيكلم والدته بيقولها إنه ضرب "ورد" وبقت زى ما إنتى شايفه .... رحت البيت عنده لقيتها غرقانه فى دمها من ضرب "حسام" ليها وجبتها على هنا ...
تابعت "ناهد" حديث "عبد المقصود" بغيظ شديد وترقب لرد فعل تلك الطبيبه حين وجهت "سماح" سؤالها التالى لـ"حسام" ...
سماح : و إيه سبب إنك تضربها بالصوره دى ....؟؟
فرك "حسام" كفيه بإضطراب وهو ينظر لوالدته أولاً قبل أن يجيب بإرتباك واضح ...
حسام : إحنا .. اااا ... يعنى كنا لسه ما أخدناش على بعض .. هى بس إستفزتنى وأنا إتعصبت .... غصب عنى مدرتش بنفسى والله ...
سماح: طيب ممكن لو سمحتم أقعد مع الأستاذ "حسام" لوحدنا ...
أومأ "عبد المقصود" تفهماً ليدعو "ناهد" للخروج من مكتب "سماح" بينما ظل "حسام" بالداخل منتظراً أن ينتهى من تلك الجلسه التى تسبب ضيق نفسه بشده ...
حاولت "سماح" الإبتسام برسميه لتحث "حسام" على التحدث بينما تشعر بالغضب من داخلها لتصرفه المتوحش مع تلك الضعيفه ....
سماح: أظن كده تقدر تتكلم براحتك ....
بإنكار شديد حاول "حسام" الثبات على ما تفوه به منذ قليل كما أوصته والدته ...
حسام: مفيش حاجه أقولها غير إللى أنا قلتها ...
سماح: طيب وطبيعه العلاقه بينكم إيه ....؟؟
إستمر "حسام" بإنكار ما حدث فهو لن يثبت شئ يمس رجولته وبالتأكيد "ورد" لن تتفوه بشئ فعليه الكذب فلن يكشف كذبه أحداً ...
حسام: لا ... "ورد" مراتى ... أيوة طبعاً .. إحنا بس شدينا فى الكلام .. بس ...
سماح: فهمت .. عموماً متقلقش يا أستاذ حسام .. بإذن الله زوجه حضرتك حتفوق وتبقى كويسه ...
هز "حسام" رأسه بتوتر عده مرات ليستأذن خارجاً من المكتب ليدلف بعدها "عبد المقصود ليتحدث بدوره مع "سماح" ليصف لها حاله "ورد" الحقيقيه لتساعدها على الشفاء مما وصلت إليه ....
ابو محمد: بصى يا دكتوره .."حسام" و"ورد" ميعرفوش بعض كويس وهى وافقت على الجواز منه عشان أنا قلت لها أنه كويس وأنى نفسى أفرح بيها ... ده حتى جه من السفر قبل الفرح بيوم بس ... عشان كده أنا حاسس أنى ظلمتها .. أرجوكى إعملى أى حاجه عشان "ورد" تفوق ...
شعر "عبد المقصود" بدوار شديد مرة أخرى ليجلس بإنهاك فوق المقعد ممسكاً برأسه التى بدأت تؤلمه إثر هذا الصداع الذى تملكه مرة أخرى ...
حين إستطردت "سماح" حديثها قائله ...
سماح: عموما حضرتك أنا بدأت أفهم ليه "ورد" رافضه الواقع بالصوره دى ... لأنها حساسه جداً و إللى حصل النهارده فى ليله فرحها سبب لها صدمه كبيره ... بس أحب أوضح لحضرتك إنها لما تفوق محتاجه رعايه من نوع خاص عشان نقدر نعيد التوازن تانى لنفسيتها بعد الصدمه الكبيره دى ...
ابو محمد بألم: طبعاً إللى تشوفيه حنعمله .... لو سمحتى معندكيش أى حاجه مسكنه للصداع لأنى تعبان جداً ...
أخرجت "سماح" حبه مسكنه من درج مكتبها ومدت بها إلى "عبد المقصود" ...
سماح: أيوه حضرتك ... إتفضل .. أكيد النهارده كان يوم مرهق ليك جداً ....
أبو محمد : جداً جداً...
تناول "عبد المقصود" ذلك القرص المسكن محاولاً التخفيف من أثر هذا الألم قبل أن يعود لـ"ورد" مرة أخرى ...
____________________________________
المطعم ....
جلس "يوسف" متعجباً من "شريف" الذى كان يتناول طعامه بشراهه لا تتناسب وحجمه الضئيل مطلقاً ...
يوسف: سبحان الله يا أخى .. مع إن إللى يشوفك ميفتكرش إنك بتحب الأكل أوى كده ....
شريف: يا راجل ... محدش واخد منها غير اللقمه الحلوة ...
ضحك "يوسف" ساخراً من صديقه الذى يستحوذ الطعام على كل تفكيره ..
يوسف: اللقمه الحلوة !!! ... ده بس إللى أنت عايزه من الدنيا ..؟!!
توقف "شريف" عن مضغ الطعام ليجيب "يوسف" بوله مازحاً ...
شريف: لأ طبعاً ... يا سلام بقى لو ربنا يكرمنى كده بواحده حلوة ونحب بعض من أول نظره زى ما بيقولوا ونتجوز وتطبخ لى هيا بقى ...
يوسف: يبقى أنت مش عايز عروسه إنت عايز طباخ .. أنا عموما مش بقتنع بموضوع أول نظره ده .. لازم الواحد يكون عارف إللى قدامه كويس عشان يحبه ...
لوح "شريف" مستنكراً حديث صديقه معقباً ...
شريف: يا عم إنت عايش فين !!! ... موضوع الحب من أول نظره ده مؤكد .... ياما ناس وقعت ولا حدش سمى عليها ... إنت قلبك إللى بيختار مش عقلك ...
بإقتناع تام بأنه ليس هناك ما يسمى بالحب من النظرة الأولى فالعشق لابد وأن يتوغل بالقلب ولن يتوغل بالقلب إلا بعد أن يعرف الشخص الذى يقابله جيداً حتى يعشقه ... فكيف سيعشقه وهو لا يعرفه بعد ...
يوسف: لأ طبعاً غلطان ... لازم الجواز والإختيار يبقى بعقلك .. بلاش كلام الناس الضعيفه إللى إنت بتقول عليه ده ... الواحد يقدر يتحكم فى اختياراته كويس ويدرسها زى العقود إللى بندرسها فى الشركه كده ....
شريف بسخريه: عقود ...!!! هو أنت حتعمل مناقصه على عروسه ....!!
يوسف: خليك إنت فى أوهامك دى ... وحنشوف فى الآخر ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
شريف: بس ألاقيها بس ... الواحد داخل فى الثلاثين أهو ومش لاقى بنت الحلال إللى تلمنى من أكل الشارع مع أمثالك ...
يوسف بصدمه: بقى كده !!! ... طيب أبقى شوف مين حيهاودك ويتغدى معاك تانى ....
نهض "يوسف" من مقعده مستعداً للذهاب حين أمسكه شريف من ساعده متوسلاً ...
شريف: خلاص يا يوسف بالله عليك ... أقعد مبحبش أكل لوحدى كفايه عيشتى لوحدى أنت ما صدقت يا أخى ولا إيه ..؟؟!!! ... إلا الأكل .. هزر فى أى حاجه إلا الأكل ... أقولك .. أنا سحبت فكره العروسه أهو .. بس خلينا نتغدى ...
ضحك "يوسف" من خفه دم صديقه المعهوده وبساطه تفكيره وجلس مره أخرى يستكمل تناول طعامه معه فقد أصبحت عادة يوميه بالنسبه لهما ...
____________________________________
حسام وأمه ....
إنصرفا من المستشفى بضيق بعد طلب "عبد المقصود" وإصراره على أن يطلق "حسام" إبنته "ورد" ....
ام حسام: إتفضل قدامى خلينا نخلص ....
حسام: مش عارف حظ إيه ده ...؟؟
ام حسام: حظ !!! ... لا مش حظ ...دى غباوة .... أنا مش مفهماك كل حاجه !!! ..... دلوقتى حنتصرف إزاى ؟!!!!!! .. و أهو حط لنا العقده فى المنشار ولازم تطلقها ..!!!
بتملل شديد من لوم والدته المستمر أردف "حسام" ...
حسام: خلاص بقى ... مكنتش فى وعيى ... مع إنها خسارة والله ..
ام حسام: المهم دلوقتى تطلقها ونجيب ورقه الطلاق عشان يتنازل وبعد كده كل حاجه حيبقى ليها ترتيب تانى ...
حسام: ماشى يا ماما .. يلا خلينا نخلص ...
____________________________________
المستشفى.....
مكتب سماح....
دق باب مكتبها لتسمح للطارق بالدخول ...
سماح: إدخل ...
الممرضه: اتفضلى يا دكتورة التقرير إللى حضرتك طلبتيه ...
سماح: شكراً ...
نظرت "سماح" بتمعن بذلك التقرير الذى طلبته والذى يخص حاله "ورد" ، ذاك التقرير الذى طلبت به إثبات ما إذا كانت عذراء أم لا لتتسع عيناها بصدمه غير مصدقه لما قرأته ....
سماح بدهشه: إيه ...؟؟ أمال جوزها بيقول ليه كده ... معنى كده أنها لسه عذراء ... أكيد فيه حاجه مش مفهومه خلته يعتدى عليها بالشكل القاسى ده ...
____________________________________
غرفه ورد....
جلس "عبد المقصود" إلى جوار إبنته بإنهاك شديد وحزن دامس على حالتها التى وصلت إليها بسببه ، أمسك يدها الصغيره بيد يديه محاولاً التحدث معها لحثها على الإستيقاظ من هذه الإغماءه الطويله ....
ابو محمد: بنتى ...قومى بقى متتعبيش قلبى أنتى عارفه أنى ماليش حد فى الدنيا غيرك ... قومى .. قومى قوليلى إنك سامحتينى حبيبتى .. و أوعدك مش حظلمك كدة تانى ... أنا خلاص حبعدك خالص عن إللى إسمه "حسام" ده وحيطلقك و تبقى حره ... مش حضغط عليكى تانى بس فوقى وأرجعى لى ... كل إللى أنتى فيه ده مش حيحصل تانى ....
بكى بوهن على حال إبنته وما وصلت إليه بسببه ...شعر برعشه يدها فى يده وكأنها تطمئنه عنها ....
رفع بصره تجاه وجهها المتورم وأحس بأنها تتألم فضغط على زر التمريض على الفور لتلبى أحد الممرضات طلبه مهروله ...
ابو محمد: هى مالها إيديها بترتعش وكأنها بتتوجع ....
الممرضه: ثوانى حنادى الدكتور يشوفها حالاً ...
دلف الطبيب بعد قليل ليفحص "ورد" قائلاً ...
الدكتور : إطمن حضرتك هى بدأت تستجيب وبتفوق إن شاء الله .. حخلى الدكتوره "سماح" تكون موجوده عشان تتعامل معاها أول ما تفوق ...
أرسل الطبيب فى طلب "سماح" للتعامل النفسى مع حاله "ورد" حين تفيق ....
ورد...
أحست بثقل كبير فى جسدها وألم غير محتمل ... حاولت أن تفتح عينيها المثقلتان لكنها لا تستطيع ... لكنها مازالت تسمع صوت والدها الحانى يتحدث إليها ويطمئنها ... نعم هى فى أمس الحاجه إليه وإلى طمأنته .. حاولت كثيراً وهاهى تفتح عينيها المتورمتين بألم يعاكسها ضوء ناصع يؤلم عينيها فتغلقهما مره أخرى بشده ...
ثم تحاول هذه المره فربما ترى والدها فهى تريده الآن .. تريد أن تتأكد من وجوده وأنه ليس حلم عابر ....
فتحت عيناها محاوله إدراك أين هى؟!! ...فبالتأكيد عرفت لأول وهله من هذا المكان وألوان الحوائط ورائحه المطهرات القويه أنها بالمستشفى ...
نظرت إلى حالها بضيق لترى جبيره يدها وقدمها مسببان ثقلاً لا تستطيع تحريكهم ...
لكن هناك ألم لا يجبر ... ألم بداخلها كبير للغايه ...
بحثت عن مصدر الصوت الذى تنتظره ..ها هو يقف أمامها ممسكاً بيدها بحنان عيناه ممتلئتا بالدموع ينظر إليها بحب تنتظره بشغف ..
ابو محمد: "ورد" ... حبيبتى ... حمد الله على السلامه ...
لم تستطع "ورد" الرد كأنها فقدت شهيتها للكلام حتى دموعها تحجرت لا تستجيب لها لتعبر عن حزنها وآلامها ...فصمتت ..
ابو محمد: ردى عليا يا بنتى .... طمنينى ....
فقط نظرت إليه بحزن و إنكسار ونكست رأسها للأسفل ....
سماح: "ورد" ... عامله إيه دلوقتى ....؟ .. أنا الدكتوره "سماح" .....
مدت "سماح" يدها لتربت على كتف "ورد" و التى ما أن رأت حركه يدها تمتد ناحيتها حتى حاولت الإبتعاد بذعر وخوف ...
أرجعت "سماح" يدها فهى لا تريد توتر "ورد" الآن ...
سماح: خلاص ... خلاص .. متخافيش ... أنا بس بطمنك إن أنتى كويسه ومتخفيش والدك أهو جمبك ومعاكى وأنا كمان لو إحتجتى مساعدتى ...
ابو محمد: كلنا جمبك يا بنتى ومحدش حيقدر يقربلك ولا يأذيكى تانى ... و"حسام" ده إنسيه نهائى ... ولا حتى حخليكى تشوفيه ....
وكأن "ورد" كانت تنتظر هذا النوع من الإطمئنان حتى تستجيب دموعها فى صمت لتسيل على خديها للتنفيس عن هذا الحزن المكتوم بداخل صدرها ...
إبتسمت "سماح" لهذا التعبير وسقوط دموع "ورد" فهذا مؤشر جيد وخطوة إيجابية ولو مؤقته لإظهار حزنها بالتدريج ... فذلك سوف يساعدها فى جلسات العلاج النفسى لهذه المحطمه الصغيره .....
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
إنتهى الفصل الخامس ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• العروس ••
بيت يوسف ....
أخذت "دعاء" تحضر طعام الغذاء بينما جلست والدتها على المقعد الموضوع بالمطبخ تتحادث مع إبنتها بإنصات بالغ حين تسائلت "دعاء" وهى تتلمس ذقنها بتفكير ....
دعاء: طب إيه رأيك يا ماما فى "علا" ....؟؟
ضغطت والدتها عيناها بتمعن تحاول تذكر من هى تلك الـ"علا" التى تتحدث عنها ثم أردفت بعدم معرفه ...
أم يوسف: مين "علا" ...؟؟
إتسعت عينا "دعاء" بإندهاش وهى تذكر والدتها بتلك الفتاه ...
دعاء: "علا" يا ماما بنت طنط "سهير" ... جارتنا إللى تحت ....ناظره المدرسه ...!!
ام يوسف: ااه .. إفتكرتها ... بس دى صغيره أوى على أخوكى "يوسف" ...!!!
فغرت "دعاء" فاها بصدمه ولمعت عيناها الواسعتان ببريق مندهش وهى تشهق بغير تصديق ...
دعاء: يا واقعه بيضاء ... أنتى بقالك قد إيه يا حاجه مطلعتيش بره البيت ده ....؟؟!!! دى أصغر منه يجى كده بثلاث أو أربع سنين بالكتير ...
تعجبت أم "يوسف" من عدم إدراكها لذلك لتعقب مبرره ذلك ...
ام يوسف: والله !!!!! ... الواحد يا بنتى من يوم ما رجليا تعبتنى ومبقتش أخرج ولا أعرف حاجه عن حد ... بس هم ناس كويسين وفى حالهم خالص ...
بصوتها المرتفع ونبرتها الشقيه إستكملت "دعاء" حديثها ...
دعاء : أه .. أينعم "يوسف" أخويا قمر كده وقوى ورياضى وعسل والبت "علا" دى أأقل منه بصراحه بس هى كويسه والله ... رغايه شويه بس كويسه ...
عقبت أم "يوسف" ممازحه إبنتها وهى تتهكم على وصف "علا" بالثرثاره قائله ..
ام يوسف: هى برضه إللى رغايه ... ميصحش يا بنتى تتكلمى عن الناس كده ...
دعاء: بهزر والله ... بس إيه رأيك فيها ...؟؟
ام يوسف: والله هى أمها وأبوها أحسن ناس وعلى قد حالهم زينا والبنت على ما أفتكرها كانت كويسه والله ...
دعاء: خلاص ..نبقى نكلم "يوسف" لما يرجع من الشغل ولو عجبته نروح أنا وأنتى نزورهم وكده يعنى .. شغل حموات بقى ...
ضحكت أم "يوسف" مؤكدة حديث إبنتها ..
ام يوسف: أنتى بتقولى فيها .. ده إللى يشوفك كده يقول أنتى أمه .. مش أنا ..
دعاء: الله ...مش أخويا حبيبى ... أمال إيه يعنى نرميه كده وخلاص ...
ام يوسف: ترمى مين ؟!!!! ... يا بنت صونى لسانك إللى متبرى منك ده لو أخوكى سمعك حيبهدلك ..
إلتفتت "دعاء" حولها متصنعه الخوف من مجئ "يوسف" فجأه ثم أردفت بمزاح شقى ...
دعاء: أه صح ...
____________________________________
المستشفى ...
تقابل "عبد المقصود" بمكتب "سماح" وقد تغلب عليه القلق من حاله "ورد" التى لا تتحسن مطلقاً ليتسائل بتوجس ...
أبو محمد: هى حتفضل كده يا دكتوره مبتتكلمش معانا ...؟!!!!
سماح: لا ده بس وضع مؤقت وأنا حبدأ معاها الجلسات عشان منتأخرش عليها فى العلاج وأحاول أخليها تتكلم وتحكى عن إللى حصل لها عشان ترتاح ...
ولمرة أخرى شعر "عبد المقصود" بدوار عنيف تلك المرة وتزايد بألم رأسه بصورة ملحوظة ظهرت جلياً على ملامحه المتألمه ، إسترعى ذلك إنتباه "سماح" على الفور ...
سماح: خير يا أبو محمد .. إنت كويس ...؟!!
لم يستطع "عبد المقصود" إخفاء تألمه الواضح كعادته ليجيبها بتألم ..
ابو محمد: شويه صداع ودوخه تانى ...؟؟
سماح: لا إنت لازم تكشف .. مش معقول تبقى فى المستشفى ومتكشفش ... أقله قيس الضغط يمكن ضغطك عالى ولا حاجه ...!!!
بتفهم لوجه نظر الطبيبه فهى مصحه للغايه بهذه النقطه فهو يشعر بالإنهاك والإعياء منذ قبيل زفاف "ورد" وعليه أن يطمئن على حاله ...
ابو محمد: ممكن صح ... أروح أنا أقيس الضغط وأرجع أطمن على "ورد" ... شكراً يا دكتوره ...
سماح: لا شكر على واجب ... أنا كمان حروح أطمن على "ورد" وأحاول أتكلم معاها ....
____________________________________
بعد أن تبعثرت آمالهم أدراج الرياح وهوت مطامعهم أرضاً إنتهى "حسام" من توقيع وثيقه طلاقه من "ورد" بعدما أجبرهم "عبد المقصود" على ذلك بوضع تحرير "ورد" من قبضه "حسام" بمقابل حريته وعدم الإبلاغ عنه ....
وقف "حسام" برفقه والدته التى لم تنكف عن التوبيخ واللوم منذ لقائهما بالمستشفى ليزفر بتملل وهو يزم شفتاه بضيق قائلاً بلا إكتراث ...
حسام: أنا حروح على شقتى ...
لمعت عيناها ببريق غاضب وهى توبخه بصوتها الحاد ...
ام حسام: تروح شقتك !!!!!!! ... يعنى إنت تورطنى وتسيبنى ..؟؟
إلتف "حسام" نحو والدته يصرخ بها فلم يعد يتحمل كل هذا التوبيخ أمام مرأى ومسمع من الماره حولهم ...
حسام : أنا إللى ورطتك .....؟؟!!!!!!! أنا إللى أجبرتك على الجوازه دى من واحده لا أعرفها ولا تعرفنى ... أنا إللى جبتينى على ملا وشى من أستراليا عشان أتجوز بنت جوزك بسرعه !!!! ... جرى إيه يا ماما مإنتى فاهمه ...!!!!!
أخفضت "ناهد" من صوتها قليلاً لكنها إستمرت تعنفه بنفس الحدة فخسارتها الآن كبيرة للغايه ...
ام حسام: يعنى أنا دلوقتى بقيت أنا الغلطانه .... ؟!! ... أنا كنت بضمن لك مستقبلك ... لكن إنت ضيعتنا بقله عقلك دى ... كنت أصبر شويه وأمسك نفسك ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
صمت "حسام" فعلى الرغم من ضيقته منها إلا أنها محقه تماماً ، هو بالفعل كان يسعى للثراء بأى صورة وكان زواجه من "ورد" سيحقق له ذلك وبسهوله تامه ليتغاضى عن توبيخها اللاذع قائلاً ...
حسام: أنا ماشى ... وحروح أقعد فى شقتى ...
لم تجد "ناهد" بُد من الهدوء نوعاً فعليها التفكير وحُسن التصرف لتملى عليه تعليماتها قبل أن يعود لشقته ...
ام حسام: طب حود على البيت إطمن على "محمد" والمربيه الأول وبعدين روّح ... وأنا حروح المستشفى أدى "عبد المقصود" الورقه بتاعه الطلاق عشان يتنازل عن المحضر ونخلص ...
حسام: ماشى .. سلام ...
____________________________________
المستشفى ...
غرفه ورد ....
حان موعد مرورها بمريضتها "ورد" فربما تستطيع كسر ذلك الحاجز النفسى الذى يعيق اخراج مكنونات نفسها المهشمه و التعبير عما يجول بداخلها ...
دلفت "سماح" وقد إرتسمت إبتسامه خفيفه فوق ثغرها وهى تدنو من "ورد" المستلقيه بصمت شديد تحملقان بالسقف بنظرات بارده لا حياة فيها ....
حاولت "سماح" كسر حاجز هذا الصمت قائله ...
سماح: "ورد" ... أنا جيتلك تانى ... إرتحتى شويه ...؟!!!
لكن كان الصمت إجابتها لتعيد "سماح" توجيه حديثها إليها حتى لو لم تتجاوب معها ، فبالتأكيد ستنفعل بلحظه ما وتبدأ بالتحدث وإخراج كل ما في جعبتها ...
سماح: أنا عارفه إنك متعرفنيش كويس بس ا؟عتبرينى واحده صاحبتك وفضفضى معايا شويه عن إللى مضايقك ... عارفه ... إحكى لى عن أى حاجه عن الفرح .. عن باباكى ... عن جوزك ....
أنهت "سماح" كلمتها وترددت صدى كلمه ( جوزك) فى أسماع "ورد" ، تلك الكلمه كانت موجعه قاسيه للغايه ، كلمه أثاره حنقها وترقرقت الدموع بمقلتيها فور سماعها ، أهذا هو من يسمى زوجها ...؟! أهذا من المفترض أن تقترن حياتها به بقيه عمرها ..؟!! ستظل تحيا مع هذا الحقير المتوحش شارب الخمر ....
رؤيه "سماح" لتلك العبرات بعينا "ورد" كانت إشاره إستجابه لحديثها معها لتستكمل حديثها ...
سماح: أنا عارفه إنك متضايقه وزعلانه .. إتكلمى معايا شويه .. جربى يمكن ترتاحى ... قوليلى .. إنتى عرفتى حسام إزاى ...؟!!
نظرت لها "ورد" بإنكسار محاوله التحدث مع "سماح" فقد شعرت بالراحه لوجود هذه السيده إلى جوارها الآن لتخرج الكلمات بنبرة خفيضه منكسرة للغايه ....
ورد: أنا معرفوش ... هو إبن مرات بابا ...
سماح: ومشفتيهوش أبداً قبل كده ...؟!!!
ورد: لأ .. كان مسافر أستراليا ...
سماح: ها وبعدين ...
حاولت "ورد" رفع جزعها للأعلى بإنهاك لتساعدها "سماح" على ذلك ثم بدأت تقص لها ببطء متذكرة ما حدث ...
تذكرت كيف أن "حسام" تقدم لطلب يدها من والدها عن طريق والدته فرحب به والدها لدوم شكر زوجته به وبأخلاقه ، تذكرت يوم طلب منها والدها أن تتفكر ملياً بزواجها من "حسام" وهذا ما لم تفعله مطلقاً فقد كانت "ورد" تثق تماماً بصورة مطلقه وعمياء برأى والدها وأن إختياره سيكون أفضل من إختيارها فهو لا يريد سوى سعادتها ، كانت واثقه أنه يدرك الكثير عنها ... لكن ما لا يعمله والدها هو بالفعل هذا الشخص الغريب الذى ظن به خيراً لم يستحقه ...
شعرت "سماح" أن "ورد" فتاه بسيطه بريئه للغايه ، بريئه في زمن لا يناسبها مطلقاً لتنتظر منصته بإصغاء تام لـ "ورد" تحثها على إستكمال حديثها ...
سماح : كويس ... يعنى إنتى شفتى إن والدك راجل مدرك وكنتى واثقه فى إختياره لما وافق على "حسام" ... إيه بقى إللى حصل إمبارح وخلى "حسام" يخرج كدة عن شعوره ...
زفرت "ورد" بإرتعاش وهى تتذكر تفاصيل تلك الليله المؤلمه الطويله التى لن تنساها مطلقاً مهما حيت ...
بدأت تسرد لها بواقع ما حدث وسط إندهاش شديد وربما صدمه مما تسمعه مؤكدة عليها بأن ما تسرده لها من تفاصيل سيظل سراً بينهما ولن يعرفه غيرهما فقط فإستطردت "ورد" بحريه بكل التفاصيل لتلك الليله المشؤمه حتى إنتهت تماماً ...
سماح: يمكن كانت تجربه قاسيه جداً ...بس أكيد فيه درس كبير إتعلمتيه .. مفيش حاجه بتحصل لنا من غير سبب .. أنا عايزاكى تكونى قويه وتحاولى معايا نتغلب على إللى حصل ده وترجعى أحسن من الأول ...
بتحسر على حالها أجابتها "ورد" بيأس تام ...
ورد: أحسن من الأول !!!! .... أنا حاسه إن كل حاجه فى عنيا وحشه أوى ... دى كانت ليله فرحى ... عارفه يعنى إيه ليله فرحى .. اليوم إللى بتستناه كل بنت عشان تفرح .. بقى أسوأ وأبشع يوم فى حياتى ....
سماح: واحده واحده حنعدى الأزمه دى مع بعض ....
إكتفت "ورد" بدموعها رداً على ما تشعر به بينما سعدت "سماح" بقدرة "ورد" على التعبير عن كل ما حدث و إعتبرت ذلك بدايه إستجابتها للخطه العلاجيه الموضوعه لها لتتخطى هذه المحنه ...
وإكتفت بهذه الجلسه مؤقتاً ....
خرجت "سماح" من الغرفه وظلت "ورد" بمفردها ... إنهارت باكيه بنشيج تتقطع له القلوب ... شهقاتها العاليه والمسموعه إستطاعت "سماح" سماعها من خارج الغرفه بعدما أغلقت الباب ...أومأت "سماح" بخفه فتعبير "ورد" عن حزنها أفضل من كتمان ذلك ... طلبت "سماح" من الممرضه ألا تسمح لأحد بدخول الغرفه حتى تهدأ أولاً ...
كما طلبت أن ترسل لها والدها حين عودته ...
____________________________________
عبد المقصود ...
ظن أن وجوده بالمستشفى فرصه سانحه للذهاب لأحد الأطباء المتخصصين لمعرفه سبب هذا الدوار الذى يلازمه منذ فترة ...
إستغل "عبد المقصود" وقت جلسه "سماح" و "ورد" ليتجه لأحد الأطباء بالمستشفى ليطمئن عن حاله ...
دلف "عبد المقصود" لغرفه الطبيب الذى جلس خلف مكتبه بعمليه شديد منتظراً المريض التالى ...
ابو محمد: السلام عليكم ....
الطبيب : وعليكم السلام ... إتفضل ... خير ... بتشتكى من إيه ...؟!!
ابو محمد: أنا حاسس بصداع بقالى كام يوم ودوخه فبقول يمكن الضغط عالى شويه فممكن بس حضرتك تقيس لى الضغط وتطمنى ...
الطبيب : تمام إتفضل يا فندم ......
نهض الطبيب من مقعده حاملاً الجهاز الخاص بقياس ضغط الدم بينما إستلقى "عبد المقصود" على السرير الخاص بالكشف ليفحصه الطبيب جيداً ...
بعد أن إنتهى الطبيب من فحص "عبد المقصود" عقب ببعض التساؤلات ...
الطبيب : هو ضغطك مش عالى بالصوره إللى تتعبك كده !!! .. ممكن تقولى إنت حاسس بالأعراض دى بقالك قد إيه ...؟؟
ابو محمد: مش فاكر بصراحه .. لأنى أساساً مريض ضغط عالى ومن وقت للتانى ضغطى بيعلى وبيجيب لى شويه صداع .. بس بقالى كام يوم الصداع زايد معايا شويه ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
الطبيب : طيب عشان نطمن أكتر .. ممكن حضرتك تعملى التحاليل دى والأشعة إللى حطلبها منك وترجع لى تانى ..
ابو محمد: قلقتنى يا دكتور .. هو فيه حاجه ولا إيه ...؟؟
الطبيب : لا متقلقش .. ده بس عشان نطمن أكتر وبما إننا فى المستشفى الموضوع ده حيبقى سهل جداً ..
ابو محمد: إللى تشوفه يا دكتور حعمل التحاليل والأشعة وأجيبها لحضرتك ...
____________________________________
ناهد ...
وصلت للمستشفى بعد أن تركت "حسام" منذ قليل لتهاتف زوجها أولاً ، وبعد عدة محاولات أجابها "عبد المقصود" أخيراً..
ام حسام: ألو .. أيوة يا أبو محمد ... برن عليك من بدرى كنت فين ....؟؟
ابو محمد: ولا حاجه ... كنت مع "ورد" ...
ام حسام: طيب أنا تحت فى الإستقبال ... تعالى عاوزاك ضرورى ...
ابو محمد: نازل أهو على طول ....
انتظرت "ناهد" قليلاً حتى أقبل نحوها بخطواته المتباطئه منتظراً منها إخباره بما توصلت له ...
ابو محمد: عملتى إيه يا أم "حسام" ..؟؟
دارت بعينيها بضيق وهى تلوح بأحد الأوراق بوجهه قائله ...
ام حسام : ورقه الطلاق أهى ..
شعر "عبد المقصود" بالراحه فور إمساكه لورقه خلاص "ورد" ...
ابو محمد: كويس أوى ... حطلع أطمن على "ورد" وأرجعلك نروح سوا عشان نطمن على "محمد" ....
ام حسام : ماشى ... مستنياك متتأخرش ...
إطمئن "عبد المقصود" سريعاً على حال "ورد" التى وجدها نائمه ، ثم مر بمكتب "سماح" فور أن علم بأنها تنتظره هناك ...
طلبت منه "سماح" إبقاء "ورد" بالمستشفى لفتره حتى تستطيع إكمال جلسات العلاج النفسى ....
توجه بعد ذلك نحو المنزل للإطمئنان على الصغير "محمد" و إنهاء هذا اليوم الطويل ....
___________________________________
شقه يوسف ....
تأخر "يوسف" كثيراً عن موعده لتهتف به والدته حين عودته بقلق ...
ام يوسف: إتأخرت ليه كده النهارده يا "يوسف" ...؟؟
ألقى "يوسف" بجسده بإنهاك مردفاً ...
يوسف : الشغل النهارده كان كتير بصوره متعبه ... بقالى أسبوع مرحتش بقى ...
ام يوسف: ربنا يقويك يا حبيبى ....
إعتدلت "دعاء" بجلستها وهى تدعى التأثر قائله ..
دعاء: مبقناش نشوفك خالص .. بتوحشنا ... بتوحشنا أوى والله ..
إرتسمت إبتسامه عريضه على محيا "يوسف" وهو ينظر تجاه "دعاء" بنظرة تفحصيه غير مصدقه لهذا التأثر المزيف ...
يوسف: أيوه ... أنا عارف الدخله دى وراها حاجه ... أؤمرى ..
توسطت "دعاء" خصرها بكفيها بإستنكار ...
دعاء: يا سلام ... ليه يعنى .. مينفعش أقولك كده من نفسى يعنى ... مش أخويا وبتوحشنى ....
يوسف: والله ...!!
أدركت "دعاء" أنه قد كشفها تماماً لترتبك بحديثها ...
دعاء : يعنى ....!! أصل ....!!!!
يوسف بإبتسامه : قولى قولى .. هاااا ...
دعاء: عايزة أطلع رحله ...؟؟ بالله عليك متقولش لأ ... إله ربنا ينولك إللى فى بالك ...
يوسف: أنتى حتشحتى ... أنتى عارفه مش بحب موضوع الرحلات ده ...
دعاء بطفوليه وهى تتصنع البكاء تحاول ترجى "يوسف" أن يوافق ولو لمرة واحدة ...
دعاء : بلييييز .... إله يا رب تحج ....
يوسف بضحكه اظهرت بياض أسنانه الناصع ....
يوسف: بحب أشوفك وأنتى بتعملى كده .....
دعاء: ليه ....؟؟؟
يوسف: عشان بتبقى شبه المجانين ....
وقفت "دعاء" بتذمر من تهكم "يوسف" قائله بسخط ...
دعاء : بقى كده ... طب وربنا منا قايلالك على العروسه ...
ضيق "يوسف" بين حاجبيه بإستراب متسائلاً...
يوسف : عروسه ...!!! عروسه إيه ... ؟؟
ام يوسف: لا أبداً يا إبنى ... هى كده مسحوبه من لسانها على طول ...
دعاء: بقى كده ... طب أنا داخله أنام ... ويكون فى علمكم .... أنا حموتكم كلكم ... وححطلكم المسدس فى الشوربه ... هاه ...
دلفت "دعاء" إلى غرفتها متصنعه الغضب فهى بالفعل تود الذهاب لهذه الرحله فلقد تعبت كثيراً من تصنع هذه البهجه وهى تشعر بوحدتها دائماً ومسؤليتها التى حملتها مع أخيها منذ صغرهم بالإهتمام بوالدتهم المريضه ...
ضحك كلا من "يوسف" ووالدته ....
يوسف : مجنونه ...
ام يوسف: ربنا يهديها ...
يوسف: إيه حكايه العروسه دى .. هى "دعاء" جاى لها عريس ولا إيه ...؟؟؟
ام يوسف: لا أبداً ... دى عروسه عشانك إنت ... نفسنا نفرح بيك بقى ...
يوسف: تفرحوا بيا ولا تخلصوا منى ...؟؟ بصى يا ماما أنا مش حتجوز إلا لما أطمن على "دعاء" الأول ...
ام يوسف: ومالها "دعاء" ؟!!!!! ... ماهى برضه حتبقى تحت رعايتك وعينك ...
يوسف: مينفعش يا ماما .. دى أمانه فى رقبتى ....
ام يوسف: بس آن الأوان أفرح بيك وبعيالك بقى .. وبعدين العروسه دى كويسه أوى ...
يوسف: إنتوا كمان إخترتوا العروسه ...
ام يوسف: دى بنت جارتنا .. "علا" بنت "سهير" ناظره المدرسه ...
يوسف: خلى موضوع الجواز ده شويه كده يا ماما .. مش بفكر خالص فى الموضوع ده دلوقتى ..
ام يوسف: طب فكر طيب ... دى بنت كويسه و محترمه ...
يوسف بملل: حاضر يا ماما ...
ترك "يوسف" والدته بعد تناول الطعام ليرتاح فى غرفته وينال قسطاً من النوم ليستطيع الإستيقاظ لصلاه الفجر فى المسجد كما إعتاد منذ صغره مع والده رحمه الله ...
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• لن أنسى ••
المستشفى ....
أخذت "ورد" تنتفض بإرتجاف شديد فى نومها وكأنها ترى كابوساً يطبق أنفاسها ... إستفاقت فجأه مفزوعه لتتأكد أنها مازالت بالمستشفى بعيداً عن "حسام" ... وأن كل ما رأته ما كان إلا حُلماً لا أكثر ...
تمتلكتها نوبه بكاء أخرى حتى أنهكت قواها وبدأت تلك النوبه تضمحل حتى هدأت نفسها قليلاً لكنها لم تكن قادره على إيقاف سيل الدموع الذى مازال ينهمر من زرقاوتيها المتورمتين ...
تذكرت ذاك اليوم الذى جلست به برفقه والدها وهو يسألها بحماس عن رأيها بزواجها من "حسام" فصغيرته عروس الآن ..
(( ابو محمد: ها يا "ورد" إيه رأيك ...؟؟؟
ورد: بس أنا مشفتش "حسام" ده خالص يا بابا ....
ابو محمد: والله يا بنتى شكله راجل محترم .. هو عايش فى أستراليا بقاله كتير وعامل شغل كويس ليه مركزة زى ما أم "حسام" بتقول ...
ورد: إللى تشوفه يا بابا ... أنا بثق فى رأيك دايماً ....
ابو محمد: على خيرة الله .. هو كمان جهز هنا شقه وحينزل أجازة نعمل الفرح وتسافروا سوا ...
ورد: إن شاء الله ...))
عادت "ورد" إلى الواقع لترى نتيجه تسرعها بقرار الزواج دون أن تعرفه أو تعرف عنه شيئاً فقط لأنها تريد البُعد عن زوجه أبيها وظنت أن ولدها الذى كان رافضاً لزواج والدته من والدها أفضل من والدته ومن العيش معها تحت سقف واحد ...
____________________________________
بيت عبد المقصود العالى .....
لم تمرر "ناهد" طلاق "حسام" و "ورد" بتلك السهولة بل ظلت تؤنب زوجها على تسرعه بحكمه على ولدها و الإشتراط عليه بطلاقهما فقد حاولت "ناهد" لشهور طويله التمهيد وإقناع زوجها بقبول هذا الزواج الذى لا مثيل له ...
ام حسام: مبسوط إنت دلوقتى يا أبو "محمد" ... يعنى كده تفرق ما بينهم عشان غلطه صغيره ...؟؟
لم يكترث "عبد المقصود" لثرثرتها التى ظلت لساعات وأجابها بهدوئه الشديد ولا مبالاه أثارت حنقها للغايه ...
ابو محمد: من جهه مبسوط أنا مبسوط جداً .. وأنتى عارفه ومتأكده إنها مش غلطه صغيره .. ونقفل بقى كلام فى الموضوع ده عشان ميحصلش بينا مشاكل أكتر من كده ...
إبتلعت "ناهد" لسانها بغيظ فلن تسمح لنفسها بخسارة كل شئ ولن تتسبب بأزمه تقع بينها وبين "عبد المقصود" الآن لتلتزم الصمت بغيظ شديد وهى تردف مجبرة ...
ام حسام : حاضر يا أبو محمد ... حاضر ... حتعمل إيه فى المحضر ...؟؟؟
ابو محمد: بكره الصبح وأنا رايح المستشفى لـ"ورد" حعدى على القسم و أتنازل عنه .. وأبقى أنا كده وفيت بوعدى ..
إتجه نحو غرفته تاركاً إياها تحترق من بركان غضبها المستعر بداخلها فقد أتت الدنيا بعكس ما كانت تريده وتدبر له على الإطلاق ....
دارت حول نفسها عدة مرات تريد التنفيس عن هذا الغضب لتتصل بولدها تخبره بما حدث بينها وبين "عبد المقصود" منذ قليل ...
حسام: أيوة يا ماما ... إيه الأخبار ...؟!!
ألقت "ناهد" نظرة بإتجاه غرفتهما أولاً لتطمئن أن "عبد المقصود" لا يستمع إليها ثم أجابت بخفوت شديد ...
ام حسام: أيوه يا "حسام" ... خلاص إطمن .. بكره حيروح ويتنازل ...
حسام: متأكده يا ماما ...؟؟
ام حسام: لا متقلقش .. الراجل ده مبيكدبش ... حيروح متخافش ... بس بقولك إيه إنت لازم تصلح إللى إنت عملته ده ...
بحيرة شديده وضيق تملك نفسه أجابها ...
حسام : إزاى بس ...؟؟
ام حسام: مش عارفه ... عموماً كام يوم بس تطلع "ورد" من المستشفى وأكون لقيت حل .. مش لازم نخسر كل حاجه دى لوحدها معاها فلوس على قلبها قد كدة ... ده غير نصيبها فى ورثها من أبوها ده ... يعنى حاجه متتسابش ...
لمعت عيناه ببريق طامع وقد عادت وتيره الهدوء لنفسه مستمتعاً بما سيصل إليه إذا إستطاع إصلاح ما أفسده مع "ورد" ليجيبها بإيجاب شديد ...
حسام : و أنا معاكى ..
ام حسام: خلاص يبقى إتفقا .. يومين تلاته كده ونشوف حنعمل إيه ... يلا سلام بقى دلوقتى أحسن حد يسمعنا ...
أنهت مكالمتها لتدلف إلى داخل غرفتها بعد أن إرتسمت إبتسامه مزيفه على محياها تشعره بها أن هذه المشكله لم تغير بينهم شئ ، فهى لا تريد خسارة كل شئ ....
____________________________________
اليوم التالى ....
أقبل "يوسف" من صلاه الفجر كعادته ليقابل "دعاء" التى تنتظره منذ خروجه من المسجد محضره له طعام الإفطار على الطاوله ...
نظر نحوها "يوسف" بإستراب شديد فليس من عادتها أن تستيقظ مبكراً إلى هذا الحد ، وما زاد تعجبه هو نشاطها الزائد وتحضير الفطور وإنتظاره بتلك الإبتسامه العريضه ليدرك بفطنته أن هناك شئ ما خلف كل هذا الإهتمام ...
يوسف : هو إيه الرضا ده على الصبح ...؟؟
دعاء: والله لو عملتلكم إيه مش عاجب برضه ...!!!
يوسف: لا يا ستى .. أنتى كلك بركه ... بس هو الأكل ده كله لله فى لله كده ...؟!!
لم تجد بُد سوى أن تخبره بما تريده صراحة فلا داعى للإلتفاف حول الأمر كثيراً ...
دعاء: أصل .... اااا ... بص بقى ... من غير لف ولا دوران .. نفسى أروح رحله إسكندريه دى .. ميرضكش يبقى كل علاقتى بيها صور من النت والتليفزيون وعمرى ما شفتها ...!!!
يوسف بجديه: طب وماما يا "دعاء" ... حتسيبيها كده طول اليوم لوحدها ... ما إنتى عارفه هى مش بتقدر تقف على رجليها من التعب ....
رغم شقاوتها ومعارضتها الدائمه له بمزاح إلا أنها لا ترفض له أمر ولابد أن تنصاع لرأيه حتى لو كان ذلك ضد رغبتها ...
نكست عيناها بتعاسه وتملل وهى تردف بإنصياع وهدوء ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
دعاء : حاضر يا "يوسف" .. إللى تشوفه ....
لم يتعامل معها يوماً كأخ أكبر بل كان يشعر أنها إبنته ليمسك بمرفقها بحنو ليطيب خاطرها بوعد حقيقى ...
يوسف: معلش .. و أوعدك حعوضك بخروجه حلوة قريب ...
إبتسمت "دعاء" بحزن فقد كانت بالفعل تود الذهاب لهذه الرحله مع أصدقائها بالجامعه لكنها لن ترد له أمر وحاولت تغيير مجرى حديثهم قائله بهدوء ....
دعاء: طب أفطر بقى قبل ما الأكل يبرد وأنا حـ....
قاطع حديثهم حين أتت والدتهم تتكئ إلى عصاها ببطء ...
ام يوسف: خليها تروح يا "يوسف" ... وأنا متخفش عليا حنرتب أنا وهى كل حاجه قبل ما تروح وهو يوم واحد وحترجع فى نفس اليوم ... متحرمهاش عشانى ...
تهللت أسارير "دعاء" من الفرحه وهى تقفز بطفوليه نحو والدتها لتعانق والدتها بإنفعال وفرحه شديده قائله ..
د
عاء : حبيبتى حبيبتى يا ست الكل ... ربنا يخليكى لينا يا رب .. إلهى تحجى وتفرحى بيا ...
ضحكت أم "يوسف" لرد فعل "دعاء" خفيف الظل ، بينما شعر "يوسف" بالقلق تجاه والدته فكيف يتركاها إثنيهما طوال اليوم بدون رعايتهما لها وهى لا تستطيع التحرك بهذا الشكل ...
يوسف بقلق: بس يا ماما ... أنتى متقدريش ... تـ...
ام يوسف: متقلقش ...حنرتبها إحنا مع بعض .. متخفش بقى ...
يوسف: خلاص إللى تشوفوه ... حفطر أنا بقى وألحق أروح الشغل عشان متأخرش ...
____________________________________
المستشفى ...
سأزيل الشوك من طريق الورد ، سأحمى غاليتى الناعمه من تلك الأيادي الخشنه وذلك هو أول طريقى ، أن تنتهى تلك الزيجه وتتحرر "ورد" من ذلك الخطأ ...
مر "عبد المقصود" أولاً بقسم الشرطه للتنازل عن المحضر الذى قدمه بالمستشفى ضد "حسام" بعد أن أمسك وثيقه طلاق "ورد" الرسميه بيديه ...
ثم إتجه بعد ذلك إلى المستشفى ليلقى نظره على غاليته المسكينه ...
فتح باب غرفتها ليجدها نائمه بسكينه ، كم يتألم قلبه لما أصابها ، تلك الفتاه التى لم تعنف يوماً أصبحت هشه محطمه بسبب هذا المتجبر الوحشى ...
ضم "عبد المقصود" شفاهه بتحسر ثم توجه لمكتب "سماح" ليطمئن عن علاجها النفسى ...
ابو محمد: صباح الخير يا دكتوره ..
سماح: صباح الخير يا أبو محمد ...
ابو محمد: أخبار "ورد" إيه النهارده أنا عديت عليها لقيتها نايمه ....
سماح: إحنا بدأنا معاها العلاج النفسى بجلسه بسيطه كده والحمد لله كانت كويسه جداً ... بس إمبارح بالليل تعبت بكوابيس فإضطرينا نديها حبايه منومه كعلاج مؤقت عشان تستغرق فى النوم شويه بس برضه زى ما قلت لحضرتك خليها فى المستشفى على الأقل إسبوعين تاخد جلسات مكثفه للعلاج النفسى .. وبعدين تخرج ونبقى نكمل باقى الجلسات بجدول محدد ..
ابو محمد: أه طبعاً .. إللى فيه مصلحه "ورد" حعمله على طول .. أنا حتى خليت "حسام" يطلقها عشان متحسش إنها فى ضغط ...
سماح: إللى عرفته إن جوازها من "حسام" كان فجأه وملحقتش تتعرف بيه صح ...؟!!!
ابو محمد: أيوه مظبوط ...
أومأت "سماح" رأسها بتفهم فيبدو أن والد "ورد" إتخذ خطوة سليمه تماماً فى علاجها النفسى لتشيد بهذا التصرف المصيب ...
سماح: كويس أوى ... أظن إن موضوع الطلاق ده حيريحها كتير جداً ... وحيساعد فى علاجها النفسى بصورة كبيرة ...
ابو محمد: أنا قلت كده برضه .. وجاى مخصوص أبلغها بالخبر ده ...
سماح: تمام .. ممكن حضرتك تبلغها أول ما تفوق وأنا إن شاء الله معادى معاها بعد الضهر عشان جلسه النهارده ...
بحفاوة شديد شكر "عبد المقصود" مجهود "سماح" مع ابنته فيبدو أن جروح "ورد" النفسيه عميقه للغايه وستسبب لها ضرراً بالغاً ووجود "سماح" معها ربما يجعلها تتخطى تلك الأزمة وتعود كسابق عهدها ...
ابو محمد: شكرا لحضرتك يا دكتوره على إللى بتعمليه مع "ورد" ...
سماح: بعيداً عن الطب أنا فعلاً حبيتها و إرتحت لها زى ما تكون أختى الصغيره ..
ابو محمد: ربنا يجعله فى ميزان حسناتك يا رب ... حروح انا اطمن عليها يمكن تكون صحيت ...
____________________________________
غرفه ورد ...
بدأت تستفق من نومتها المتعبه طوال الليل لتجد والدها يجلس إلى جوارها فى حنان منتظر إستيقاظها ليبتسم لها بمحبه ..كم شعرت بالهدوء والراحه عند رؤيته ، وجوده فقط سنداً لها ولروحها ، عيناه المرهقتان مصابيح تضئ طريقها الممتلئ بالأشواك لكن يكفيها وجوده لتشعر بالطمأنينه والأمان ....
دنا "عبد المقصود" من جبهتها ليطبع قبله حانيه إهتز لها قلبها المتألم أغمضت عينيها تلتمس من حنانه قوة لتكمل دربها فعلاجه بقربها يسكن ألامها و يتغلغل بها بصورة أقوى من أى علاج بالأدوية والمسكنات التى تتناولها ..
ابو محمد: عامله إيه النهارده حبيبتى ..؟؟؟
أجابته "ورد" رغم إعيائها الشديد ...
ورد : الحمد لله يا بابا ...
إبتسم "عبد المقصود" إبتسامه حزينه على حال إبنته ثم أردف يزف لها خبر طلاقها فربما يسعدها ما فعل ...
ابو محمد: عندى ليكى خبر حيفرحك أوى ....
ورد : خير إن شاء الله ...
ابو محمد: "حسام" طلقك .. وورقه الطلاق أهى ...
تعمقت نحوه بنظرة ثابته وتهدجت أنفاسها بغير تصديق لتضئ عينيها ببريق حياة مرة أخرى ...
لم تصدق "ورد" نفسها ، لم تظن أنها حين تستمع إلى خبر طلاقها ستكون بمثل تلك السعاده ...
ترقرقت دمعه بزرقاوتيها لكنها دموع مختلفه تماماً فقد كانت دموع من شدة فرحتها بخلاصها من هذا الشخص المنفر المتوحش ..
نعم لم تعرفه جيداً لكنها فى ليله واحده رأت فيه كل الصفات التى تكرهها على الإطلاق ....
شعر "عبد المقصود" بالسعادة لرؤيه إبتسامتها تعلو شفتيها المجروحه ، شعر بأنه أعاد إلي صغيرته الحياة مرة أخرى ....
أخذ يتحدث معها بموضوعات عده محاولاً إخراجها من حاله الحزن والإنكسار التى أصابتها فى تلك الليله اللعينه ...
إنتهى الوقت سريعاً وإنتهت زيارته لها وأخبرها أنها ستبقى بالمستشفى أسبوعين آخرين حتى تسترد عافيتها ثم يعودان بعد ذلك إلى بيتهما مره أخرى ...
إرتاحت "ورد" لخبر بقاءها بالمستشفى فهى لا تود مقابله زوجه والدها فى هذا الوقت أبداً .. فهى تفضل الإبتعاد عنها قدر الإمكان فالطالما لم ترتاح لها لكنها كانت رغبه والدها للزواج من هذه السيده ولم تعارضه "ورد" فربما تسعده هذه المرأه ....
____________________________________
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فرنسا ....
مكتب لامار .....
دلفت "لامار" إلى مكتبها الجديد ترتدى تنورة سوداء أنيقه وكنزه حريريه بيضاء برباط من العنق مميز للغايه أكسبها رقى وعمليه شديدين ...
ألقت تحيه الصباح على مساعدتها الجديده "ليزا" بفرنسيه طليقه ...
لامار : صباح الخير "ليزا" ...
ليزا : صباح الخير مادموازيل(آنسه) "لامار" ....
لامار : هل هناك أى ميعاد اليوم ...؟؟
ليزا: نعم .. هناك موعد واحد فقط ...
لامار : حسناً .... فعندى اليوم موعد على الغذاء ولا أريد أن أتأخر ...
ليزا : حسناً ....
دلفت "لامار" إلى داخل غرفه مكتبها الخاصه لتنهى بعض الأوراق قبل إنصرافها لموعد الغذاء الذى ترتبط به ..
بعد قليل دلفت "ليزا" لمكتب "لامار" لتخبرها بوصول صاحب الموعد الذى أخبرتها بخصوصه .....
ليزا: مادموازيل (آنسه) "لامار" ...مسيو (أستاذ) "آدم" وصل هل أدخله إليكِ ....؟؟
لامار: حسناً ....
دلف إلى داخل مكتبها شاب متوسط الطول أبيض البشرة ذو أنف مدبب وعينان بنيتان وشعر يماثلهما تماماً ...
تقدم بعمليه نحو مكتب "لامار" يمد يده مصافحاً إياها قائلاً بفرنسيه تتمتع بلكنه غريبه نوعاً أرجعت "لامار" ذلك ربما لنشأته بضيعه ما بعيداً عن باريس ...
آدم: صباح الخير مادموازيل(آنسه) ... أنا "آدم" من شركه (النجوم الزرقاء) للعطور ...
إستكملت "لامار" حديثها معه بالفرنسيه مشيرة له بالجلوس أولاً ...
لامار : أهلاً .. تفضل بالجلوس ...
آدم: يسعدنا أننا نتعامل سوياً مع شركتكم للتسويق والتصدير .. فلقد سمعنا عن علاقاتكم الرائعه التى سوف تساعد شركتنا فى تسويق العطور ...
لامار : تأكد أنكم لن تندموا بالتعامل معنا مسيو (أستاذ) "آدم" ....
آدم : معى بعض الكتالوجات لعرضها عليك ..
فتح "آدم" حقيبته ليخرج الكتالوجات التى تبرز منتجاتهم من العطور حين وجد أوراقاً فقط ولم يجد الكتالوجات فعلى ما يبدو أنه قد نسي وضعهم بالحقيبه معه قبل خروجه من الشركه ...
تمتم "آدم" بلهجه مصريه دون وعى منه ظناً أن "لامار" فرنسيه لا تدرك اللغه العربيه ...
آدم: يا نهار إسود على دماغى ... أقولها إيه دى دلوقتى ...؟؟
قهقهت "لامار" بضحك هستيرى بصوت عالٍ للغايه ثم أردفت بلهجتها المصريه الخالصه ...
لامار : بالراحه كده على نفسك ... إنت مصرى ...؟؟؟ مش تقول يا راجل ...!!!
إندهش "آدم" للغايه بل صدم من نطقها بالعاميه المصريه ليهتف بأعين متسعه ...
آدم: إنتى مصريه ....؟؟!!!
أجابته "لامار" بفخر وإعتزاز شديدين ..
لامار : مصريه بنت مصريه ... بنت مصرى ...
آدم : غريبه ... كنت فاكر إنك فرنسيه .... و إيه إللى جابك فرنسا ....؟؟
لامار: أنا عايشه هنا بقالى أكتر من 20 سنه ... والدى الدبلوماسى المعروف "نشأت يحيي" سفير فى السفاره المصريه هنا ...
آدم: أنا إتشرفت بيكى جداً والله ..
هدأت "لامار" من ضحكتها لتكتفى بإبتسامه خفيفه وهى تردف بلطافه ...
لامار : نكمل بالمصرى أسهل بقى ..
أجابها "آدم" ممازحاً إياها ..
آدم: يبقى كتر خيرك والله ...
لامار : أنا من حبى لمصر عندى إستعداد أنى أعمل شغل مع كل المصريين هنا .. وإن شاء الله حتنبسط أوى من الشغل معانا ..
آدم: ده شئ أنا متأكد منه .. أينعم إنتوا لسه شركه جديده بس سمعت عن شبكه العلاقات إللى عند حضرتك .. ودى حاجه تخلينى متفائل جداً بالتعاون معاكى ...
لامار: أكيد إن شاء الله ... أنا كمان حنزل مصر قريب أعمل شغل هناك مع شركه جديده ...
آدم: أكيد حيبقى شغل ممتاز ... وعموماً أنا سعيد جداً بمعرفتك وسعيد جداً بالشغل معاكى وإن شاء الله بكره حجيب لك الكتالوجات عشان نتفق على طريقه الشغل والتسويق إللى حضرتك تشوفيها مناسبه ....
لامار : تمام ...
____________________________________
المستشفى ....
لجلسه أخرى جمعت بين "سماح" و"ورد" وإستماع بإهتمام لكل ما تتفوه به "ورد" عقبت عنه "سماح" بسؤال متحير ...
سماح: وأنتى إنبسطتى من خبر الطلاق ده ...؟؟!!!
هنا وبدون أدنى تفكير أجابتها "ورد" إجابه قاطعه لم تتردد بها للحظه واحده ...
ورد: أكيد ... ده يمكن أكتر خبر فرحنى فعلاً .. أنى حبعد عن الشخص ده ومش حشوفه تانى .. أنا مش عايزة أشوفه تانى ابدااااااااا ...
كانت كل كلمه تخرج من فم "ورد" يحمل آسى وحزن شديد ، دون إدراك ما مرت به تستطيع رؤيه تحطمها وألمها فحاولت "سماح" وضع بعض التفاؤل بالمستقبل أمام أعين تلك المحبطه المنكسره ...
سماح: بكره إن شاء الله تتجوزى وتفرحى مع الأحسن منه ....
مجرد ذكر فكرة الزواج أمامها وجدت نفسها تلقائياً تتذكر ليله زفافها ، تلك الليله التى كانت بالعمر كله ، ليله لن تنسى مطلقاً لتهتف بفزع رافضه برفض مطلق لإعادة ليله مثل تلك بحياتها مرة أخرى ...
ورد : لأ ... لأ طبعاً ... إستحاله .... إنتى بتقولى إيه ..!!!!! ولا عمرى حكرر التجربه البشعه دى تانى ...
ثم أضافت بنبره متألمه موجعه : أنا !!! ... أنا أتجوز تانى .. وأعيش المأساه دى تانى ... لا .... لا طبعاً ...
سماح: بس مش كل الناس زى "حسام" ... مش كل الناس وحشه كده ... مش معنى إنك مريتى بتجربه سيئه مع شخصيه زى دة .. إن إنتى تحكمى على كل الناس بنفس المنطق ...
علت عينا "ورد" نظرات يائسه للغايه وهى تردف بصوت مرتجف ...
ورد : أنا خلاص معنديش القدرة أنى أتعامل مع إللى زيه ...ولا مع غيره ... أنا جوايا وجع وشرخ فى قلبى كبير ... مقدرش حتى أحاول ... مقدرش أعيد التجربه دى تانى ...
شعرت "سماح" بأنها تضغط على "ورد" الآن بفكره تجربه جديده فتوقفت تماماً عن الحديث معها بتلك النقطه .. و بدأت تتحدث معها عن مواضيع أخرى حتى تستعيد "ورد" هدوئها قليلاً ...
بعد وقت قليل مستكملات حديثهن ..
سماح: تفتكرى عشان والدك ترمى نفسك مع واحد متعرفيهوش بالشكل ده ...؟؟
ورد: أنا مقتنعه إن بابا مكنش عايز غير مصلحتى بس "حسام" هو إللى طلع .... وحش ميتعاشرش ... عايش فى الحرام ...
بكت "ورد" مره أخرى لتذكرها هذه الليله المشؤمه فمازال لا يسيطر على تفكيرها سوى تلك الليله وما حدث بها ، تلك الليله التى تظن انها لن تنساها أبداً ..
فكلما تحدثن بأى موضوع تعود أدراجها وتفكيرها لتتحدث عما حدث فى هذه الليله وكأنها لن تنتهى ولن تخرج منها مرة أخرى ستبقى بقيه حياتها حبيسه تلك الليله فقط ....
ورد: مكنتش عايزاه يقرب منى غصب عنى .. كنت خايفه منه .. بس هو كان أقوى منى ... ضربنى ووجعنى ... حاول إنه ... يعنى ...
سماح: حاول إيه ... إللى أعرفه إنه يعتبر مقربش منك ... وإنك لسه عذراء زى ما إنتى ...!!
بحياء شديد إكتسى وجه "ورد" بحمرة غير طبيعيه وهى تحاول إيصال فكرة ما حدث لـ"سماح" دون التلفظ بالمعنى الحرفي لما حدث بينهما ..
ورد: هو ... يعنى ... من الخمره إللى بيشربها بقى عاجز ... لكن الإحساس نفسه أنه يقرب منى كده غصب عنى ... كنت حاسه أنى بموت ... إتمنيت فعلاً وقتها أنى أموت ... بس الحمد لله ربنا أنقذنى منه ...
رفعت "سماح" رأسها بتفاؤل لتتمسك بالعبارة الأخيرة التى تلفظت بها "ورد" ..
سماح: أيوه كده هى تجربه صعبه لكن لازم نبص للحاجات الكويسه إللى فيها .. إن أنتى لحد دلوقتى زى ما إنتى ... وربنا أنقذك من بين إيديه ... وكمان إتطلقتى منه ... إعتبريه تجربه سيئه وخلصت خلاص ...
ورد: خلصت ...؟؟!! خلصت بعد ما خلصت على كل حاجه حلوة جوايا ... إحساس بتتمناه أى بنت فى ليله فرحها ... عمرى ما حفكر أنى أعيد الإحساس ده تانى .. مش عايزة .... مش عايزة أتجوز تانى ابدااا ...
سماح : "حسام" ملقاش أى حاجه تانيه يدافع بيها عن عجزة ده إلا إنه يضربك وده دليل قوى على ضعفه لكن إنتى قويه ... مش لازم تستسلمى للضعف إللى جواكى ده وتحاولى تكونى أقوى وأقوى متبقيش صيد سهل للحزن واليأس .. عموماً كده كويس أوى النهارده وبكرة إن شاء الله حجيلك تانى نتكلم سوا ....
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• سأعود يوماً ••
كاد اليوم أن ينقضى ولم يتحرك "عبد المقصود" بعيداً عن غاليته وكيف ذلك وهى سبب حياته وفرحته ، تلك الفرحه التى أهدرت غدراً ...
بعد أن إطمئن على حال "ورد" لهذا اليوم متجاهلاً ألم رأسه الذى إشتد به منذ الصباح وقف أمام إحدى الصيدليات بطريق عودته ليبتاع بعض الأقراص المسكنه للآلام فيبدو أن ضغط الدم لديه غير مستقر وبالتأكيد سبب ذلك لا يتعدى قلقه على غاليته فإحساسه بالذنب يكاد يقتله فهو متيقن أن ما حل بـ"ورد" نتيجه إختياره هو الخاطئ ...
تناول أحد الأقراص المسكنه على الفور أثناء إتخاذ طريقه نحو المنزل ...
ظل يفكر فى حال إبنته وما وصلت إليه ، خاصه بعد طلاقها بيوم واحد من "حسام" ليحدث نفسه بحيره ....
ابو محمد: اكيد أنا ما إتسرعتش فى طلاقها ... مكنش ينفع أخليها تكمل مع إنسان همجى بالشكل ده ... بس هى برضه إتظلمت معايا فى موضوع طلاقها ده غير كلام الناس عليها .... أستغفر الله العظيم ... دبرنى يا رحيم ...
مر الوقت سريعا دون أن يشعر "عبد المقصود" بذلك لثقل همومه وكثره تفكيره فى مستقبل إبنته الذى اصبح ضبابى بالنسبه له فكيف ستتعامل مع الناس فهم ألسنتهم لا ترحم ...
إقترب موعد صلاة الفجر فبدلاً من أن يتوجه إلى البيت قرر الذهاب للمسجد لتستكين روحه قليلا ويصلى ويصفى ذهنه بذكر الله كما إعتاد دوماً ....
____________________________________
فى المسجد ....
بصفاء نفس شديد جلس " عبد المقصود" بهذا المكان الوحيد الذى يطهر قلبه من كل شوائبه وهمومه ، ليت تلك الراحه تعم حياته بأكملها ...
زفر بقوة وذهن شارد بتلك المسكينه التى أصبحت ملقاه بالمستشفى بين ليله وضحاها ، لم يجد سوى الإستغفار سبيلا ليتمتم به بسكون منتظراً حلول وقت صلاة الفجر ...
لم ينتبه "عبد المقصود" لصوت "يوسف" من خلفه وهو يلقى عليه التحيه بصوت شجى ...
جلس "يوسف" إلى جوار "عبد المقصود" وهو يعيد على مسامعه بصوت أعلى لينتبه له "عبد المقصود" ...
يوسف: السلام عليكم ... إزيك يا أبو محمد ...؟؟
ابو محمد: يوسف!!! ... وعليكم السلام ورحمه الله .. معلش يا إبنى مأخدتش بالى ...
إبتسم "يوسف" إبتسامه خفيفه تجاه "عبد المقصود" وهو يردف بود بالغ فهذا الرجل يقف مقام والده محبه وإحتراماً ...
يوسف: ولا يهمك .. مالك يا أبو "محمد" شكلك متضايق !!!! ... أنا قلقت عليك بقالك يومين مجتش المسجد ودى مش عادتك بصراحه ... خير إن شاء الله ...؟؟
نكس "عبد المقصود" عيناه بأسى وهو يردف بنبره منكسره للغايه ...
ابو محمد: الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه ...
كلماته لم تكن مطمئنه بالمرة ليعتدل "يوسف" بمقابله "عبد المقصود" متسائلاً بقلق وإهتمام شديد ...
يوسف : مكروه ....!! خير يا أبو "محمد"... طمنى إنت بخير ....؟!!
أجابه "عبد المقصود" بغموض أكبر لم يستطع به "يوسف" فهم أى شئ ...
ابو محمد: أنا كويس الحمد لله بس بنتى ...!!!!!!! ... الحمد لله على كل حال ..
ضغط "يوسف" على عيناه قليلاً محاولاً فهم عما يتحدث "عبد المقصود" ليردف مستفهماً ...
يوسف: بنتك مين ....؟؟ العروسه ....؟؟!!
بإبتسامه ساخرة جانبيه أجاب "عبد المقصود" بحزن عميق ...
أبو محمد : أيوه العروسه ....!! قال عروسه قال !!!! .. إتطلقت خلاص ...!!!
إتسعت عينا "يوسف" بصدمه شديده فهى لم يمر على زواجها يومان فقط ، كيف تطلقت ... ؟! كيف حدث ذلك ... ولماذا ...؟!!!
يوسف : إتطلقت .....!!!!! معقول ده .... ؟!! دى فرحها كان من يومين ...؟؟
لم يشأ " عبد المقصود" أن يزيدها ألماً على نفسه بإسترجاع تفاصيل ما حدث ليجيب بغموض أكبر ...
ابو محمد: مش عارف يا إبنى ... هو قدرها كده .... الأمر لله من قبل ومن بعد ...
دارت أسئله عديدة برأس "يوسف" حول سبب طلاقها بعد زفافها مباشرةً وقبل أن يتفوه بكلمه سُمع المنادى ينادى بإقامه الصلاه ...
فنحى أفكاره جانباً وإعتدل بالصف الى جوار "عبد المقصود" ليصلى الفجر ...
إلتزم بعدها "عبد المقصود" بالصمت التام فقد شعر بالإنهاك الشديد ليتجه بعد الصلاة مباشرة إلى المنزل فلا طاقه له بالحديث الآن ، خاصه وقد إشتد به ألم رأسه وتملك الصداع منه بشده وشعر برغبه قويه بالراحه والنوم فإستاذن من "يوسف" تاركاً إياه بعد خروجه من المسجد مباشرة ...
____________________________________
يوسف....
إتخذ طريق عودته بشرود تام متفكراً بحال هذا الرجل الطيب متألماً لرؤيته بهذا الحزن والإنكسار تأثراً بطلاق إبنته ليتسائل بغرابه عن سبب ذلك ...
يوسف: بنت زى دى يا ترى تتطلق ليه بعد فرحها على طول كده ؟!! ... معقول !!! ... يا ترى المشكله فيها ولا فى جوزها ؟!! ... دول حتى مكملوش أسبوع !!! ... بس أبو "محمد" ونعم الناس والأخلاق معقول تبقى بنته ...؟؟؟!!
نهر "يوسف" نفسه بشده على تفكيره بسوء بإبنه هذا الرجل الطيب ليحرك رأسه رافضاً موبخاً نفسه على ظنه السئ ...
يوسف : أستغفر الله العظيم ... إيه إللى أنا بقوله ده ؟!!!!!!!!!! ... أنا برضه أظن فى الناس كده ؟؟!!!! ..أنا بس الراجل الطيب ده صعبان عليا أوى انه يتكسر بالشكل ده ...
وصل "يوسف" بتلك اللحظه إلى البيت الذى يقطن به ليصعد درجات السلم ومازال ذهنه شارداً بـ"عبد المقصود" وطلاق إبنته حين فوجئ بصوت أحد الأبواب يُفتح فجأه إلى جواره وهو يعبر تلك الردهه المتوسطه لدرجات السلم ...
صوت صرير الباب المفاجئ إلى جواره جعله ينتفض فزعاً قليلاً فسكون البيت بهذا الوقت يضخم من الأصوات من حوله ...
يوسف: بسم الله ....!!!!
توقف "يوسف" عن حركته للحظه وهو يرفع ببصره تجاه باب الشقه الذى فُتح للتو ناظراً لتلك الفتاه المطله بملامحها الهادئه تردف بصوتها الرخيم المميز ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
علا : يوسف ....!!! أنا أسفه والله خضيتك مكنش قصدى ....
" (علا)فتاه خمريه جذابه متوسطه الطول هادئه الملامح لها أسلوب لبق للغايه بالحديث ، يعمل والدها محاسباً بإحدى الدول العربيه منذ فتره طويله ووالدتها ناظره المدرسه الإعداديه بالمنطقه ، تعشق "يوسف" منذ زمن طويل لكنها لم تُصرح له بذلك فخجلها يمنعها دوماً لكنها تنتظر فرصه حتى ينتبه لوجودها ليشعر بها وبعشقها المتيم له .. "
أجابها "يوسف" بعدما نكس عيناه أرضاً بتأدب بالغ ...
يوسف: لا أبداً .. أنا إللى كنت سرحان ...
تمنت لو أن يرفع وجهه نحوها وتلاقيه بتلك النظرات العاشقه المتلهفه نحوه لكنه دوماً بعيد عنها ، يعاملها بتحفظ شديد وتأدب مبالغ فيه ...
تسائلت "علا" بإهتمام شديد ..
علا : خير فيه حاجه ؟؟
يوسف: لا أبداً ...
لن تترك تلك المقابله تمر كغيرها ، يجب أن تستطرد بالحديث معه ، كم تعشق وجوده الذى لا يشعر بوجودها لتهتف بنبره ودوده للغايه لو أنه فقط يرفع بصره نحوها ليدرك وله عشقها المتيم بعيونها المسلطه نحوه ..
علا : معلش فتحت الباب مره واحده أصلنا رايحين نجيب بابا من المطار ...
يوسف: بجد .. حمد الله على سلامته ... بعد إذنك ...
أنهى بسرعه كعادته هذا اللقاء القصير لتزم "علا" فمها بقوة وتحسر على ضياع فرصه جديده لها معه ، بينما صعد "يوسف" درجات السلم إلى شقتهم بالأعلى وسط متابعه "علا" له بعينيها حتى غاب عن نظرها تماماً ...
سمعت صوت والدتها من خلفها قائله بإستراب ..
ام علا : بتتكلمى مع مين يا علا ...؟؟؟
إنتبهت "علا" لوالدتها من خلفها لتستدير على الفور وهى تغلق باب الشقه من خلفها ...
علا : ده ...ااا ... ده "يوسف" جارنا يا ماما ... تقريبا كان راجع من الصلاه...
ام علا : الشاب ده ما شاء الله عليه أدب وأخلاق والله هو وأخته ...
بتذمر شديد وقفت "علا" تتعجب بضيق بالغ ...
علا: أنا مش فاهمه ..... يعنى إحنا جيران بقالنا سنين أهو .... ليه مش بنزورهم ويزورونا ونود بعض كده ...؟؟
ام لمياء: يا بنتى هم مقتصرين أوى خصوصاً بعد وفاه أبو "يوسف" ووالدته تعبانه طول الوقت برجليها .. وأنا زى ما إنتى شايفه الحِمل عليا كبير من ساعه سفر أبوكى ده غير الشغل فى المدرسه ومفيش وقت لا للروحه ولا الجايه ... بس هم ونعم الناس بصراحه ...
ضيقت "علا" حاجبيها بترجى ...
علا : طيب ما نبقى نودهم ونزورهم كده ...!!
ام علا : إن شاء الله ... يلا نادى أخوكى عشان نلحق نروح نجيب باباكى من المطار معاد الطياره قرب ....
____________________________________
المستشفى ....
إستقبلت "سماح" يومها بالمستشفى بالمرور بـ"ورد" مريضتها وصديقتها الجديده أولاً والتى ما أن وجدتها مستيقظه أقبلت نحوها ببسمه خفيفه فوق ثغرها ..
سماح: صباح الخير يا "ورد" ...
ورد: صباح الخير ...
تمعنت "سماح" أكثر بملامح "ورد" الهادئه نوعاً ما قائله ...
سماح: لا أنتى النهارده أحسن كتير ...
أمالت "ورد" رقبتها بصعوبه بالغه وهى تردف ساخرة من رؤيه "سماح" لها بالتحسن ...
ورد : تفتكرى ...؟!!!
سحبت "سماح" المقعد إلى جانب "ورد" وهى تلومها بلطف لتحثها على تقبل الأمر بصورة أكثر تفاؤلاً ....
سماح: وبعدين يا "ورد" ... مش لازم تبقى متشائمه كده !!! ... بقى فيه واحده زى القمر كده تبقى زعلانه أوى للدرجه دى .....؟؟
بإيمان شديد وثقه بأرزاق الله المقسمه على عباده ...
ورد: كل واحد فى الدنيا له نصيب زى التانى بالظبط ويمكن كان نصيبى فى شكل بيعجب الناس ... بس حظى ......!!!
سماح: يا "ورد" مفيش حاجه بتيجى بالساهل كده حتى الورد الجميل إللى زيك كده بيبقى حواليه شوك .. لازم متخليش الشوك ده هو كل حياتك بالعكس حوليه لحاجه إيجابية تدفعك للأحسن ....
لم تكن مطلقاً من تلك الشخصيات السلبيه التى تلقى باللوم على كل ما يحيط بها ، لم تكن متشائمه أو كئيبه قط لكن ما أصابها بالفعل أثر عليها بصورة مخيفه ...
ورد: أنا بحاول والله بس مش عارفه أنسى ... ده أنا كل ما أغمض عينى بشوف "حسام" قدامى .... مش عارفه أنام ...
سماح: دى فترة مؤقته بس ومع الوقت حتنسى وتحبى وتتحبى وحياتك حتتغير ....
عقبت "ورد" بلا إهتمام برأى "سماح" العجيب وربما تحثها على ذلك دون درايه بالفعل بما تشعر به ، فالمصاب مصابها هى فقط ، هى من تألمت وتحطمت وليس غيرها ...
ورد: إللى أنتى بتقوليه ده صعب أوى .. يمكن كمان مستحيل ...
بفطنتها أدركت "سماح" مقصد "ورد" لتستكمل دفعها للأمام وتجاوز تلك المحنه ...
سماح: ليه مستحيل ....؟؟ هم يعنى إللى مروا بتجربه وحشه كانت هى بس إللى فى حياتهم ... ياما ناس عدوا بتجارب سيئه وقوتهم للأحسن ...
ورد: ده كلام ... مش على أرض الواقع ...
بذكاء شديد ألقت "سماح" تساؤل مفاجئ تاركه "ورد" تتمعن به ..
سماح: طيب لو أنتى شايفه إن كل الناس زى "حسام" ... أمال باباكى ده إيه ...؟؟
ورد: بابا ده مفيش منه فى الدنيا أبداً ... ولا فيه حنيته ولا طيبته وخوفه عليا ....
سماح: هو كده بالضبط زى ما الدنيا فيها "حسام" فيها باباكى ... مش كل الناس زى بعض ....
تركت "سماح" "ورد" تتمعن بحديثها لبعض الوقت فربما رغم عدم إقتناعها إلا أنها تعطيها الفرصه لرؤيه نظرة بعيده عن وضعها الحالى ...
لكن "ورد" ظنت أنها ستظل حبيسه تلك التجربه الفاشله طوال حياتها لكن عليها أن تدرك أن الدنيا بها "حسام" وبها أيضاً والدها هى لا تنكر ذلك ...
____________________________________
فلتسقط الراحه أرضاً و ينحى الجميع جانباً فليس هناك أهم من وردتى اليانعه التى تحتاج إهتمامى ورعايتى ...
فور إستيقاظه بعد أن غفا بإنهاك شديد إتجه "عبد المقصود" إلى المستشفى مباشرة غير مبالى بغير غاليته ...
طرق الباب بخفه وهو يطل بوجهه المتعب وإبتسامته المحبه العطوفه ...
ابو محمد: صباح الخير على أحلى ورده ....
ببسمه رقيقه فوق ثغرها المجروح أردفت "ورد" بنبرتها الحنونه الناعمه ...
ورد : بابا ... صباح الخير ...
بتفاؤل شديد دنا "عبد المقصود" من إبنته معقباً ...
ابو محمد: لا ... ده إحنا بقينا بنبتسم كمان أهو ...
ورد: ربنا يخليك ليا يا بابا ....
ابو محمد: أنا شايف إن أنتى بقيتى بتتحسنى أهو الحمد لله ...
بإمتنان بالغ أومأت "ورد" وهى تثنى على مجهود "سماح" معها ...
ورد: والله يابابا "سماح" دى إنسانه كويسه أوى ... وبجد برتاح أوى لما بتكلم معاها .. بس أنا زهقت أوى من النوم على السرير كده ....
ابو محمد: معلش هم بس كمان عشر أيام ونخرج من المستشفى على بيتك ...
تهدجت أنفاسها للحظات وهى تتسائل بتخوف واضح ...
ورد: بيتى ... !!! إللى هو إيه يعنى ..؟؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ملامحه المطمئنه أكسبتها راحه فوريه حين تلفظ بعبارته موضحاً ...
ابو محمد: بيتك ... بيتنا يا "ورد" ...
ورد : أيوه .. أنا إفتكرت إن لسه "حسام" .... يعنى .. اااا .. !!
ابو محمد: لا متخافيش أنا كمان حقول لـ أم "حسام" متخليهوش ييجى البيت نهائى وأنتى هناك ...
ورد: حبيبى يا بابا ... مش عارفه من غيرك كنت حعيش إزاى ....
ابو محمد: ربنا يفرح قلبك يا بنتى ...
شعر "عبد المقصود" بدوار مفاجئ و إستند إلى طرف السرير المعدنى لتفجع "ورد" برؤيه والدها بهذا الحال هاتفه بتخوف وفزع ....
ورد: بابا !!! .... مالك يا بابا ...؟؟؟
ابو محمد: مفيش يا بنتى ... حرتاح أهو ...
تلمس "عبد المقصود" المقعد بيده ليرتمى فوقه بتألم ظاهر على ملامحه الممتعضه محاولاً إخفاء تألمه عن صغيرته لكن رغماً عنه كان بادياً بوضوح إعيائه الشديد على تقاسيم وجهه الشاحب ...
أمسك بكوب الماء الموضوع فوق المنضده ليرتشف منه قبل أن يسند رأسه للجنب قليلاً متلمساً بعض الراحه ....
رؤيه هذا السند القوى يتراخى أمام أعينها جعلها تشعر بالخوف الشديد لتهتف بقلق عميق ...
ورد : بابا إنت تعبان ؟؟!! ... فيه إيه ؟!!! .. إيه إللى حصل ....؟؟
ابو محمد: أبداً يا بنتى متقلقيش ده بس من تعب اليومين إللى فاتوا الضغط عالى شويه ...
قلبت "ورد" شفتيها بحزن طفولى وهى تعده بأنها ستتحسن فقط حتى لا يشعر بالتعب ...
ورد: طب خلاص متزعلش نفسك أنا حبقى كويسه ومتشيلش همى خالص بس أنت متتعبش ....
ابو محمد: ربنا يراضيكى يا بنتى أنا ميهمنيش فى الدنيا غير سعادتك أنتى وأخوكى ....
مر وقت الزيارة كاملاً ثم خرج "عبد المقصود" من المستشفى وهو ينظر لتلك الورقه المطويه التى كان يحملها بجيبه ، تلك الورقه التى قد أعطاها له الطبيب والمسجل بها أسماء التحاليل المطلوبه والتى لم يتسنى له أن يقوم بها لإنشغاله بـ"ورد" ....
ابو محمد: مبدهاش بقى أروح أعمل التحاليل والأشعة دى وأبقى أوريهم للدكتور لما تطلع النتيجه وأشوف سبب الصداع والدوخه دول إيه ....؟؟
إتجه "عبد المقصود" لقسم التحاليل للقيام بهذا الفحص وإجراء التحاليل والأشعة التى طلبت منه لينتظر نتيجتها بعد يومين ....
____________________________________
شركه الاقصى ...
أمسك "شريف" بورقه يتمعن بها قليلاً ثم تسائل مستفهماً من صديقه المنكب فوق مكتبه يدقق بأحد العقود الموكله إليه ...
شريف: شفت الفاكس ده يا "يوسف" ...؟؟
يوسف: فاكس ..!! لا مشفتهوش خير ..؟؟
شريف: الشركه الإيطاليه باعته لنا عايزة المواصفات بالتفصيل ...
يوسف: كويس أوى ... يعنى هانت أهو ونمضى العقود ....
نهض "شريف" بخفه من فوق مقعده متقدماً نحو مكتب "يوسف" قائلاً بعمليه ...
شريف: أيوه يا "يوسف" بس الموضوع ده بالطريقه القديمه حياخد وقت كبير .. معنى كده إننا لازم نحضَّر المواصفات ونراجعها عشان نمضى العقد ...
ضم "يوسف" ذقنه بإصبعيه متفكراً ثم أردف ...
يوسف : مضبوط ... والموضوع ده قدامه على الأقل إسبوعين ...
شريف : يعنى إحنا كده قدامنا حوالى أسبوعين نحضر العقود ونحدد معاد السفر على طول ...
يوسف: مش عارف !!!! ... موضوع السفر ده صعب أوى ...حسيب أمى وأختى لمين بس ...؟؟
بوجهه المازح أجابه "شريف" ببساطه فعليه ألا يعقد الأمور ...
شريف: متكبرهاش بقى ... ده إحنا مش حنكمل أسبوع .. متعملهاش مشكله ...
يوسف: طيب سيبها على الله دلوقتى خلينا نخلص بس إللى المفروض نعمله هنا ...
إعتدل "شريف" بوقفته وهو يغمز بإحدة عينيه قائلاً بغموض ...
شريف: طب إيه ...؟؟؟
تطلع به "يوسف" بعدم فهم لمقصده ...
يوسف: إيه ....؟؟؟ عايز إيه ....؟؟
شريف: مش حناكل ولا إيه ...؟؟
فور إدراكه لمقصد صديقه هتف "يوسف" بإندهاش ...
يوسف: يا ساتر يا رب .. إنت جُوعت ...
شريف: أووى ...
أغلق "يوسف" الملف الموضوع أمامه قائلاً بمزاح ...
يوسف: يلا يا أخويا .. أنا اخاف على نفسى لتاكلنى ...
عقب "شريف" بمزاح مماثل وهو يتطلع نحو "يوسف" بتقزز ...
شريف: مش للدرجه دى !!! .. إنت مش النوع إللى بحبه ...
ضحكا الصديقين من ثم توجها إلى المطعم المجاور لتناول الطعام فى منتصف اليوم كعادتهم ... ليعودا بعد ذلك إلى مقر الشركه ليكملا عملهما حتى المساء ....
____________________________________
فى المساء ...
شقه يوسف ...
ألقى "يوسف" التحيه على والدته وأخته وهو يتمعن بهما حين وجدهم يتهامسون كمن يخططون لشئ ما ...
يوسف: مال شكلكم النهارده بيخطط لحاجه ...
دعاء : ولا بنخطط ولا غيره ... الرحله بس يوم الخميس وكنت برتب مع ماما حنعمل إيه ...
تذكر "يوسف" الرحله التى ستذهب بها "دعاء" برفقه أصدقائها قائلاً ...
يوسف: ااااه ...الرحله ... ماشى ماشى ...المهم فيه غدا النهارده ولا إيه ... ؟؟
دعاء: يا سلام ... إنت تؤمر ... أدخل بس غير هدومك كده عقبال ما أحضر لك الغدا ...
يوسف: ده إيه الرضى ده كله .. ماشى يا ستى ...
نظرت "دعاء" إلى والدتها كمن تطلب منها التدخل وإخبار "يوسف" عن مرادها الحقيقي ...
ام يوسف: لا هى بس مش عايزة تقولك إنها عايزة فلوس تجيب حاجات قبل الرحله ...
يوسف: اااه ... صح كده... خدى يا مستغله ... لما نشوف أخرتها ...
أخرج "يوسف" محفظته وأعطى "دعاء" بعض المال لتشترى ما يلزمها قبل الرحله فهو لن يتركها تحتاج لشئ مطلقاً دون أن يلبيه لها ...
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الثامن ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
↚
•• خطه ...!!!••
وظننا أن الوقت لن يمر من الألم لكن ما أسرع من مرور الأيام ، وظننا أن النسيان مستحيل لكن الوقت للنسيان كفيل ...
فبعد مرور أسبوع كامل على تلك الليله البشعه التى فرقت بين "ورد" و"حسام" وصولاً لنهايه الأسبوع بعد أن مر الوقت بكل ما فيه من لحظاته المؤلمه و البدايه الجديده ...
يوم الخميس ..
تقابل "يوسف" مع "عبد المقصود" بصلاة الفجر بكل ليله لكنه لم يجرؤ على سؤاله الذى شغل تفكيره كثيراً عن إبنته خوفاً من تدخله فيما لا يعنيه خاصه فى مسألة شديده الخصوصيه مثل هذه لكن لا ينكر أنها سببت عنده نوع من الفضول لمعرفه ما حدث فقط للإطمئنان على هذا الرجل ذو الأفضال والطيبه ...
وبتلك الليله خاصه بعدما إنتهى من أداء فريضته وإتخذ طريقه عائداً إلى منزله لترتسم إبتسامه مداعبه على ثغره وهو يتابع أخته الصغرى "دعاء" وهى ترتب حقيبتها بعشوائية تماثل حياتها الفوضاويه التى تعيش بها ...
يوسف: ده إيه النشاط ده كله !!! ... يا ريت كل يوم رحله عشان نشوف النشاط ده ...
رفعت "دعاء" كفيها ملوحه براحتهما أمام مرأى "يوسف" وهى تردف بإسلوب مازح مرح للغايه ..
دعاء: إيدى على كتفك .... لو على الرحلات معاك من الفجر ...
ألقى نظرة خاطفه على حقيبتها وهو يردف بنوع من الجديه ..
يوسف: خلاص حضرتى كل حاجه ...؟؟!!
دعاء: كله تمام متقلقش ....
ليبدأ "يوسف" تعليماته وتنبيهاته المشددة على مسامع "دعاء" التى تلقتها بود ومحبه فهى تدرك أن "يوسف" يتشدد بتلك التعليمات خوفاً عليها وليس تحكماً وفرض سيطرته بالقوة ...
يوسف: تليفونك معاكى ومشحون كويس ...؟!! أنا حكلمك كل شويه أطمن عليكى ..
دعاء: والله ما تخاف ... إنت وراك رجاله ...
تطلع بها "يوسف" بنظرة مازحه يسخر من إجابتها ...
يوسف: ما أنا عارف ...
إتسعت عينا "دعاء" الواسعه بشقاوة وهى تردف بنوع من التهديد اللطيف ...
دعاء: قصدك إيه بقى ؟!! ... أنت إللى بتجر شكلى على الصبح أهو ...!!!
يوسف: خلاص خلاص .. يلا عشان أوصلك للباص ...
هزت "دعاء" رأسها بطفوليه وهى تغمز بعينها بمرح ...
دعاء: ماشى كلام الحلوين ...
ضربها "يوسف" بخفه على رأسها ثم أردف مصطنعاً الجديه ...
يوسف: يا بنت إتأدبى ... يلا قدامى ...
أصطحب "يوسف" أخته إلى الحافله التى تنتظرهم ليطمئن أولاً على تحرك الحافله بأمان لتنظر صديقه "دعاء" نحو "يوسف" بإعجاب قائله بهيام لصديقتها وهى تجلس إلى جوارها ....
مريم: "دعاء" .... جوزهونى أبوس إيدك ...
رفعت "دعاء" رأسها بتعالى قائله ...
دعاء: بعينك ...
مريم: بقى كده ... وأنا إللى حاجزه لك الكرسى جمبى من الصبح وجايبالك شيكولاته .. خساره فيكى ...
دعاء: إيه شيكولاته ... سحبناها سحبناها ... تعالى أول الشهر وأنا أجوزهولك ...
إستمرت "دعاء" تمازح صديقتها الحميمه "مريم" حتى إكتُملت أعداد الطلاب بالرحله وبدأت الحافله فى التحرك نحو الإسكندريه .....
____________________________________
فى شركه الأقصى ....
تهللت أسارير "شريف" وهو يهتف فرحاً بصديقه ..
شريف: أبسط يا عم ... السفر إتحدد بقى كمان أسبوعين بالضبط ...
بهدوء شديد أجابه "يوسف" وهو يميل رأسه قليلاً حتى يستطيع النظر لـ "شريف" الذى يقف بمقابلته أمام مكتبه الذى يجلس خلفه ...
يوسف: كويس .. وحنقعد أد إيه ...؟؟؟
رفع "شريف" مقلتيه للأعلى متفكراً قبل ان يردف بتخمين ...
شريف: أسبوع تقريباً .. أو منين ما نخلص نرجع على طول ...
يوسف: تمام ... حظبط أنا أمورى هنا عشان والدتى وأختى إنت عارف ...
شريف: ماشى ...
عاد "شريف" بإتجاه مكتبه لينشغل هو الآخر بعمله قبل حلول موعد الراحه لتناول الطعام كالعاده ...
____________________________________
المستشفى ....
بعد مرور أسبوع كامل بدأت بعض التورمات فى الإختفاء وأخرى إضمحلت بشكل ملحوظ لتظهر عيناها الزرقاوتين كبحر من الموج الأزرق ، حتى جرح شفتيها المتوغل أصبح أقل حجماً وتأثيراً ...
إستندت "ورد" جالسه تتابع أحد المشاهد الهزليه المضحكه بالتلفاز الموضوع بغرفتها بالمستشفى كنوع من التسليه حين دلفت "سماح" تطل بوجهها الضحوك تجاه "ورد" ثم أردفت بإعجاب حقيقى ...
سماح: لا ده إحنا كل يوم أحلى من الأول ... ده أنا كده أغير بقى ...
كان بـ"سماح" جمال من نوع آخر ، جمال لا يقل ولا ينضب ، جمال يقبع بروحها العذبه ونفسها الشفافه ...
ولكن لم يمنع ذلك من ملامحها الرقيقه المحببه التى تدلف للقلب بدون حاجز أو إستئذان لتجيبها "ورد" بإعجاب مماثل ..
ورد: هو فيه زيك إنتى ... ده أنتى قمر ...
لم تجلس "سماح" بالمقعد المعتاد بل إتخذت موضع إلى جوار "ورد" بالفراش مردفه بأريحيه شديدة ...
سماح: مش عارفه ليه مش بعتبرك مريضه عندى وحاسه إننا بقينا أصحاب ده ماسك فى قلبى كدة ...
ورد: وأنا كمان .. أنا طول عمرى ماليش أصحاب ...
سماح : إزاى ده ...؟؟
لم تكذب "ورد" بهذا الشأن فهى كانت دوماً محط أنظار الجميع لكنها لم تكن صديقه لهم مطلقاً ، كانت دوماً تشعر بأنها تعيش بعالم آخر منزويه عن الجميع وربما يتخوف الجميع من مصادقتها حتى لا تقارن إحداهن بها ، لكنها كانت حقيقه تسعى لصداقه حقيقه بملء قلبها لكنها لم تجد سوى النفور منها ...
ورد: طول عمرى لوحدى كده ليا زمايل كتير بس ماليش أصحاب قريبين أوى ...
سماح : وأنا يشرفنى إننا نكون أصحاب ...
ورد: أنا مش عارفه من غيرك كنت إرتحت كده إزاى ...!!
تماثل "ورد" للشفاء و إرتفاع روحها المعنويه بهذا الشكل جعل "سماح" تستثمر ذلك فى تحفيزها على الإستمرار بالعلاج ...
سماح: أنا عايزاكى ترجعى أحسن من الأول كمان ... متخافيش من حاجه ...تتعرفى على أصحاب جداد وتعيشى حياتك ومتفكريش فى إللى فات خالص ...
ورد: يا ريت أقدر ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
سماح: أكيد ... وعموماً أنتى باقى لك أسبوع كمان فى المستشفى وتفكى إيدك دى ويتبقى بس رجلك والشرخ البسيط إللى فى إيدك التانيه .. أهو حتى تعرفى تتحركى شويه فى البيت لما تروحى ... وقتها حيكون العلاج مختلف وتبدأى حياتك ويومك من جديد وسط الناس ..
شعرت "ورد" لوهله بالتخوف مما هو قادم ، وكيف ستستمر حياتها بعد ما حدث ...
ورد: أنا خايفه أسيب المستشفى ...
سماح : لا دى خطوة ضروريه جداً إنك تواجهى الدنيا دى من تانى .... وأنا طبعاً حبقى معاكى خطوة بخطوه على التليفون .... ولينا جلسه كل أسبوع هنا فى المستشفى ...
أومأت "ورد" بتفهم لتتسائل بإستراب عن والدها الذى تأخر اليوم على غير عادته بالأيام الماضيه ...
ورد: هو بابا إتأخر النهارده كده ليه ....؟؟؟
سماح: الغايب حجته معاه .. يمكن جاى فى الطريق ... أنا حروح مكتبى بقى ورايا شغل كتير النهارده ...
____________________________________
بيت عبد المقصود العالى ....
شعوره ببعض التحسن بالأيام الماضيه جعله يتراخى نوعاً ما من عرض نتائج تلك التحاليل والأشعة على الطبيب كما طلب منه ، لكن مع إستيقاظه هذا الصباح شعر بدوار أقوى من سابقيه وعاد ذلك الألم مرة أخرى ليتخذ قراراً بعرض تلك التحاليل على الطبيب اليوم أثناء زيارته لـ"ورد" بالمستشفى ...
إرتدى ملابسه متحضراً للذهاب حين سألته "ناهد" بفضول ...
ام حسام: إنت خارج يا أبو محمد ...؟؟
ابو محمد: أيوه حروح لـ "ورد" المستشفى ويمكن أتأخر شويه ...
بإبتسامتها الغير مريحه للنفس عقبت "ناهد" ...
ام حسام: طيب أنا نازله وسط البلد عايزة أجيب شويه حاجات ضرورى ...
ابو محمد: ماشى .. حروح أنا بقى عشان متأخرش على "ورد" ....
إستقل "عبد المقصود" سيارته متجهاً إلى المستشفى ليقف بمنتصف الطريق بعد إحساسه بوخز مفاجئ جعله يشعر بخلل غريب بالرؤيه وكأن كل شئ أصبح ضبابى للغايه ...
صف سيارته جانباً حتى بدأت تلك الضبابيه أن تنقشع عن عيناه ليدير محرك السيارة مرة أخرى عائداً إلى البيت فهو غير قادر تماماً على الذهاب الى المستشفى ....
لم يكن مر وقت بعيد لكن حين عودته وجد "ناهد" قد خرجت بالفعل ليدلف إلى غرفته مباشرة باحثاً عن تلك الأقراص المسكنه التى إعتاد عليها كثيراً فى الآونه الأخيره ....
تناول بضعف وإعياء شديد إحدى تلك الأقراص ومن ثم أراح جسده الضئيل فوق فراشه قليلاً لإستعاده نشاطه فربما وقتها يستطيع الذهاب مره أخرى إلى المستشفى ....
____________________________________
فرنسا...
نظرت "لامار" لأحد تلك الملفات قبل أن تردف بالفرنسيه تجاه مساعدتها "ليزا" ...
لامار: جيد يا "ليزا" ... سأحضر أنا ذلك ... وأنتِ رتبى هذه المواعيد جيداً ...
ليزا: حسناً مادموازيل (أنسه) "لامار" ... حقاً ...مسيو (الأستاذ) "آدم" ينتظرك بالخارج ... هل أدخله ...؟؟!
لامار: حسناً ... دعيه يدخل ...
فتحت "ليزا" باب المكتب تدعو "آدم" للدخول الى "لامار" ...
ليزا: تفضل مسيو (أستاذ) "آدم"...
آدم: شكراً ...
بلحظه تحول حديث "لامار" الفرنسى الشيق إلى اللهجه المصريه ترحب بـ"آدم" بعمليه وجديه بنفس الوقت ...
لامار: أهلاً مسيو (أستاذ) "آدم" ... إيه الأخبار ... عجبك الجدول إللى عرضته على حضرتك ..؟!!
آدم: الصراحه ممتاز .. الطريقه والعرض بتاعه الشركه عندكم بجد مبهر ...
لامار : إن شاء الله دايماً نكون عند حسن ظنكم ..
تنحنح "آدم" بإرتباك قبل أن يردف بإبتسامه قد لاحظت "لامار" بها نظرات إعجاب خفيه ...
آدم: أنا بس ... كنت حابب أدعوكى إننا نتعشى سوا .. حاجه كده بره الشغل يعنى ...
بإندهاش بسيط وإعتذار دبلوماسي أجابت "لامار" برفض للدعوة بلباقه قائله ...
لامار : مسيو آدم .. أنا أسفه جداً أنى أرفض عرض حضرتك الجميل ده ... لأنى مسافره بكرة الصبح ... أوعدك أكيد لما أرجع من السفر أعوضها لحضرتك وعلى حسابى كمان ...
آدم: فى إنتظارك طبعاً .. وإحنا مصريين مينفعش إنتى إللى تدفعى ... عندنا الراجل راجل ..
لامار بابتسامه: وهو كذلك ...
آدم: شكراً ليكى ..
لامار: العفو ...
خرج آدم من مكتب "لامار" وتنفست الصعداء بخروجه فهو على الرغم من كونه مصرى مثلها وخبير فى الأعمال بالفعل إلا أنه ثقيل الظل تماماً ... ولهذا فهى تحاول وضعه دوماً فى مكانه الملائم فهى تحب العلاقات والصداقات بالفعل ، لكن هذا الشخص لا تدرى لم شعرت أنه من النوع المستغل للمكانه والمنصب .....
___________________________________
الاسكندريه ....
وصلت الحافله بطلاب الجامعه إلى الإسكندرية بعد عدة ساعات مرحه مبهجه ..
تحركت بهم الحافله نحو عدد من المعالم الرائعه بهذه المدينه الساحره حتى وصلوا إلى قلعه قايتباى ...
ترجل الطلاب من الحافله منهم من توجه إلى متحف الأحياء المائيه وآخرون للتصوير أمام هذه القلعه البهيه العريقه ..
بينما إتجه البعض نحو تلك الصخور الكبيره المطله على مياه البحر للنظر عن قرب لتلاطم الأمواج بها ...
شعرت "دعاء" برهبتها من أمواج البحر المتلاطمه فى الصخور فهى غير معتاده عليه وإزداد خوفها من أن تسقط فى الماء أو تنزلق قدميها فوق تلك الصخور ..
تراجعت إلى الخلف قليلاً لتجلس فوق هذا السور المحيط بتلك الصخور بينما إقتربت صديقاتها من الصخور الكبيره للإستمتاع بتلك الأمواج الرائعه ...
لم تشعر بجلوس أحدهم قربها إلا عندما إستمعت لصوته يتحدث معها بدون سابق معرفه ببعضهم البعض ...
" خايفه من المياه ولا إيه ... إنتى أسمك إيه ...؟؟"
نظرت له دعاء بإستراب وتقزز فمن هذا المتطاول الذى يعطى لنفسه الحق فى الجلوس والحديث معها بهذا الشكل ...
دارت بوجهها مره أخرى بإتجاه صديقاتها متجاهله وجوده تماماً حين إستكمل غير عابئ برد فعلها المحرج له ....
" مش بتردى عليا ليه بس ؟!!! ... أسمك إيه طيب ..؟!!"
إلتزمت "دعاء" الصمت وهى تتابع صديقاتها بلا مبالاه لهذا الذى يثرثر إلى جوارها حين هتفت "مريم" صديقه "دعاء" بصوت عالٍ ....
مريم : "دعاااء" ... ما تيجى ...ده المنظر تحفه ...
إقتنص هذا الشاب تلك الفرصه التى واتته على طبق من ذهب ليعقب بعد معرفته لإسمها ...
" (دعاء) ... إسمك حلوة أوى .. ما تردى عليا يا بنتى فيه إيه هو أنا حاكلك ..."
إلتفتت نحوه "دعاء" بغضب شديد من تطاول وتدخل هذا السمج بدون إستئذان مقتحماً جلستها وخصوصيتها قائله بحنق ....
دعاء: بنتك ....؟؟!!!! لااااا .. أنا مش بنتك ... أنا ستك وتاج راسك ... يا خفيف ...
تركته "دعاء" مجبره على الذهاب نحو أصدقائها متحامله على نفسها إرتعابها من السقوط فى الماء ...
أقترب الشاب منها حيث وقفت برفقه صديقاتها لكنه قرر التعرف عليها فقد جذبت إنتباهه وبشده هذه الفتاه المميزة ...
" مرزوق أحمد مرزوق ...."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ضحكت جميع الفتايات بصوت عال على إسم هذا الشاب الغير متداول ....
بينما أخفت "دعاء" ضحكتها المكتومه بعيداً عن وجه هذا الشاب حتى تثبت على مظهرها القوى الغير مبالى حين إستكمل الشاب ضاحكاً مدعياً المغلوب على أمره ...
مرزوق: أعمل إيه طيب .. لعنه وحلّت عليا وسمونى بإسم جدى .. ده أنا غلبان و أستاهل الصدقه والله ... متبقوش إنتوا وإسمى عليا ....
مريم: يا حراام .... والله صعبت عليا ... إنت عملت إيه فى دنيتك عشان يسموك "مرزوق" ...
بإدعاء الطيبه إستكمل "مرزوق" مزاحه ...
مرزوق: شفتى بقى ... قولى لصاحبتك إللى قلبتنى دى ... ده أنا أستاهل الشفقه والله ...
مريم: إنت معانا فى الكليه ...؟؟
مرزوق: أيوة .. أنا فى سنه رابعه وإنتوا ...؟؟
مريم: لا إحنا لسه أولى ...
أومأ "مرزوق" بتفهم مستكملاً حديثه مع تلك الفتاه التى لم تعترض إسلوبه للتعرف عليهن ...
مرزوق: ااااه ... وأنا بقول برضه الناس الحلوة دى أنا مشفتهاش معانا قبل كده ...
مريم: إنت قسم إيه ...؟؟
مرزوق: آداب تاريخ ...
مريم: لا إحنا لغه عربيه ...
مرزوق: لا كده بقى إنتوا إللى صعبتوا عليا ...
كانت "دعاء" تستمع إلى الحوار بين مريم ومرزوق دون أن تشترك معهم بالحديث فقط تستمع فى صمت ....
بإبتسامه جذابه باغتها "مرزوق" متسائلاً ...
مرزوق: مالك مش بتتكلمى معانا ليه ...؟ هو أنا دمى تقيل أوى كده ...؟
دعاء : لا أبداً ...
مرزوق: إحنا زمايل عادى يعنى .. ولاااااا .... أنا مضايقكم فى حاجه ..؟؟
أسرعت "مريم" تنفى ذلك مطلقاً وهى تلكز "دعاء" بقوة بمرفقها حتى تعدل من وجهها المقلوب منذ أن رأت هذا الشاب ...
مريم: لا أبداً .. هى بس "دعاء" مش بتحب الإختلاط قد كده ...
مرزوق: بجد ... آسف طيب لو كنت ضايقتك ...
دعاء: لا عادى محصلش حاجه ...
بعد إنتهاء جولتهم والمرور بعدد كبير من المعالم والمتاحف ومكتبه الإسكندريه و قرب الموعد المقرر للعوده .. إستعد الجميع بالصعود إلى الحافله للعوده مره أخرى إلى القاهرة ....
جلست "دعاء" إلى جوار "مريم" استعداداً لتحرك الحافله بهم حين إقترب منهم "مرزوق" طالباً من "مريم" تبديل الأماكن معه ليستطيع التحدث مع "دعاء" حين رفضت ذلك بصورة قاطعه ...
دعاء: لأ طبعاً .. .هو فيه إيه ....؟؟
مرزوق: عادى يعنى كنت عايز أتكلم معاكى بس ...
لوحت "دعاء" بإصبعها السبابه بغضب شديد لتضع حداً لتدخله وتطفله عليها بتلك الصورة ...
دعاء: لو سمحت كفايه كده أنا مش بحب الكلام ده ...
مرزوق بضيق: خلاص تمام .. متضايقيش نفسك ...
عاد "مرزوق" مره أخرى إلى مقعده بينما شعرت "مريم" بأن "دعاء" قد زادتها قليلاً فى رد فعلها مع "مرزوق" ...
مريم: كسفتيه يا "دعاء" والله ...
دعاء: أنا مش بحب كده وأنتى عارفه يا "مريم" ... بتضايق ..
مريم: ماشى بس كنتى يعنى قوليهاله بالراحه ..
تطلعت بها "دعاء" بتهكم وهتفت بضيق ...
دعاء: لا يا شيخه ... طب ما أروح أطبطب عليه وأعتذر له أحسن ...؟؟
مريم: خلاص خلاص ... براحتك ... بس الواد شكله كيوت كده مش شكل "مرزوق" خالص ..
دعاء: خلصنا بقى اقفلى على السيره دى .....
____________________________________
بيت عبد المقصود العالى ....
بصوتها الحاد نادت "ناهد" تلك المربيه التى تعمل بالبيت ...
ام حسام: "نجاح" ... داده "نجاح" ....
نجاح: أيوه يا ست أم "حسام" ...
ام حسام : خدى "محمد" و إنزلى هاتيله شويه حلويات من آخر الشارع ...
نجاح : حاضر ....
أمسكت المربيه بكف الصغير "محمد" وخرجت من البيت كما أمرتها "ناهد" لتلتفت "ناهد" نحو "حسام" الذى جلس للتو فوق الأريكة حين إستطردت "ناهد" قائله ..
ام حسام: وأدى الداده كمان مشيت ومفيش حد غيرنا هنا ...
حسام : إيه أمال جوزك راح فين ..؟؟
ام حسام : نزل من بدرى راح المستشفى عند "ورد" ...
تنفس "حسام" براحه وهو يعقب مؤكداً ...
حسام: يعنى إحنا كده فى الأمان ....
ام حسام : إطمن .. ركز معايا إنت بس ...
أخرج "حسام" من جيبه أحد الأقراص ثم إبتلعها سريعاً قبل أن يكمل حديثه مع والدته لترمقه "ناهد" بتقزز قائله بعصبيه ....
ام حسام: ما تبطل بقى القرف إللى بتبلبعه ده وتفوق لى كده ...!!!
حسام : يوووه يا ماما ... ما أنا معاكى أهو .... هو أنا إتكلمت ولا فتحت بوقى ...
ام حسام: ما أنت مش راضى تفوق لنفسك ....
عبد المقصود ...
شعر ببعض الراحه وقد زال الألم بصورة ملحوظه لينتبه لصوت "ناهد" الرنان تحدث ولدها بالخارج ليتقدم بضع خطوات حتى يستوضح حديثهم جيداً فعلى ما يبدو أن "ناهد" غاضبه للغايه ...
ام حسام: إحنا دلوقتى عملنا إللى "عبد المقصود" عايزة وطلقت "ورد" صح ...؟!!!
حسام: أيوه صح ...
ام حسام: يبقى أنت دلوقتى لازم ترجع "ورد" لعصمتك تانى برضاها أو غصب عنها ...
بإنتباه شديد وتلهف لما تخطط له والدته أردف ...
حسام : حلو ...إزاى بقى ...؟؟
أم حسام : أنا أقولك ... بس فتح ودانك معايا وتعمل إللى حقولك عليه بالحرف الواحد ...
حسام: وأنا من إيدك دى ... لإيدك دى ...
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• ليست فريسه ...••
أصبح الجو خالياً للتفكير بمخططهم الذى أفسده "حسام" من قبل وعليهم العودة للسباق مرة أخرى فـ "ناهد" لن تترك فرصتها السانحه دون أن تحقق مرادها ولو بشق الأنفس ...
ام حسام: إحنا دلوقتى عملنا إللى "عبد المقصود" عايزة وطلقت "ورد" صح ...؟!!!
حسام: أيوه صح ...
ام حسام: يبقى أنت دلوقتى لازم ترجع "ورد" لعصمتك تانى برضاها أو غصب عنها ...
بإنتباه شديد وتلهف لما تخطط له والدته أردف ...
حسام : حلو ...إزاى بقى ...؟؟
أم حسام : أنا أقولك ... بس فتح ودانك معايا وتعمل إللى حقولك عليه بالحرف الواحد ...
حسام: وأنا من إيدك دى ... لإيدك دى ...
ام حسام: إحنا لازم نشوف صرفه ونجيب بيها "ورد" عندك فى الشقه ولازم تردها تانى ... وبعد كده تمضيها على توكيل ..
حسام : توكيل !!! ...توكيل ليه ... ؟؟
إستكملت "ناهد" حديثها بتذمر من سطحيه ولدها التى لن تفيدها إطلاقاً ...
ام حسام: إسمعنى كويس .... أم "ورد" كانت شريكه "عبد المقصود" فى المصنع وكتبت نص المصنع بإسم "ورد" ... ده غير إللى حتورثه من أبوها .... والبت دى خايبه ويتضحك عليها بسرعه .... يبقى إحنا أولى بالفلوس دى ... تمضى هى على التوكيل ونبيع نص المصنع بإسمنا ما هو مينفعش نطلع من المولد بلا حمص زى ما بيقولوا ....
رفع "حسام" حاجباه إنبهاراً بتفكير والدته الدقيق وقدرتها على وضع مخططات كتلك ...
حسام : ماشى ...نشوف طريقه ونجيبها الشقه بس لما تطلع من المستشفى الأول ...ده حتى فرصه كويسه عشان تتأكد أنى تمام وإن إللى حصل ده ظروف وعدت ...
ضغطت "ناهد" عينيها دون فهم مقصد "حسام" بهذا الحديث الغامض لتردف مستفسرة عما يقول ...
ام حسام : إنت بتقول إيه ؟؟!!! ... أنا مش فاهمه حاجه ..!!!
لوح بكفه بلا مبالاه وهو يردف بتمتمه بحديثه الغير مفهوم مرة أخرى ...
حسام : متشغليش بالك .. المره دى مش حسيبها ... دى خلاص دخلت دماغى ومش حتطلع .. بفلوس بقى ولا من غير فلوس .. هى عاجبانى ...
حركت "ناهد" رأسها يمنه ويساراً بإنزعاج من هذا الضعيف ثم زفرت بعدم تحمل قائله ...
ام حسام: ربنا يشفيك ... أنا مش عارفه أنت بتتكلم على إيه ....؟؟ ... بس المهم "ورد" متروحش من إيدك المره دى ..
حسام : متخافيش ... مبقاش "حسام" لو سبتها تروح من إيدى ...
إنتبهت "ناهد" أن فرصتهما ما هى إلا شهور العدة فقط وإلا عليه أن يعقد عليها مرة أخرى كما تظن لتنبه "حسام" بجديه وتحذير شديد ...
ام حسام: "حسام" خد بالك عشان تردها قدامك فتره العدة بس ... بعد كده لازم تكتب عليها من أول وجديد ... فاهم ...
حسام: فاهم فاهم ...
____________________________________
لم يصدق "عبد المقصود" ما سمعته أذناه للتو ، كيف تخطط زوجته وولدها لإستغلال "ورد" بتلك الصورة ، كيف سمحت لضميرها الغافل بذلك التفكير المجرم ، أكل ما تفكر به هو مال "ورد" ...؟!؟
كم شعر بأنه خُدع بتلك المرأة التى إختارها لتعوض "ورد" حرمانها من والدتها بعد وفاتها ، كيف خدعته بحنانها الزائف وإهتمامها المصطنع بتلك السهوله ...
شعر بحقارة ما تفعله أمام المال ولا يهمها سوى مصلحتها ملقيه بغاليته ضحيه أفكارهم الشيطانيه ...
لا لن يترك صغيرته تشقى بطمع هؤلاء المستغلين لها ، قرر "عبد المقصود" التصدى لهذه السيده الطامعه و إبنها المستغل ، لن يترك إبنته "ورد" لتكون فريستهم بهذه السهوله لكنه لن يبين الآن ما قد عرف منهم حتى يتسنى له تحديد ما الذى سيفعله معهم بالضبط ....
إنتظر "عبد المقصود" قليلاً متمهلاً أن ينصرفا دون الإنتباه له أولاً من ثم تسلل دون ان يشعرا به أو يعلما بوجوده من الأساس...
فور خروجه إتجه مباشره نحو المستشفى ليطمئن على "ورد" أولاً ....
____________________________________
المستشفى ....
نظر "عبد المقصود" تجاه إبنته المبتسمه بنظرة إشفاق وتخوف من برائتها التى غرسها بها نادماً على ذلك بشده ، ليلوم نفسه بقوة على تربيتها بتلك الصورة الهادئه لتتفتح نقيه بريئه للغايه ، كيف ستواجه شرور الدنيا وشياطينها ، ليته رباها بإسلوب آخر فتستطيع وقتها التصدى لهؤلاء عديمى الشرف والأخلاق ...
بعد أن إطمئن على حالها مر بالطبيب لإستشارته فى أمر تلك التحاليل التى قام بها ....
قلب الطبيب بتلك الفحوصات وأوراق التحاليل بين يديه ثم تنفس بعمق قبل أن يردف ..
الدكتور: والله يا أبو "محمد" أنا عندى مبدأ أنى أصارح المريض بحالته ...
تفكيره المشتت تجاه "ورد" وقلقه عليها جعله يظن أن الطبيب يتحدث عنها فأردف بتخوف إهتز له قلبه ..
ابو محمد: خير يا دكتور ... "ورد" فيها حاجه ...؟!!!
الدكتور: "ورد" كويسه جداً وبدأت تتحسن وتستجيب للعلاج .... و الأسبوع الجاى إن شاء الله تخرج من هنا بعد فك الجبس إللى فى إيديها ... لكن ...!!
وللمرة الثانية ظن أنه يتحدث عن غاليته ليهتف بقلق ...
ابو محمد: لكن إيه يا دكتور قلقتنى ...!!!!
كعمله كطبيب توجب عليه قولها مباشرة صريحه حتى يتوجب على المريض إدراك ما يمر به ..
الدكتور: التحاليل والأشعة إللى قدامى دى مش كويسه خالص ... وللأسف الصداع إللى عندك ده مش من الضغط العالى ..
ابو محمد: أمال إيه ...؟!!!
الدكتور : للأسف .. زى ما توقعت .... دة كانسر ... المشكله إننا إكتشفناه متأخر أوى يعنى مرحلته متأخره ولازم نبتدى ناخد العلاج الكيماوى فوراً عشان نحاول نقلل من حده الورم فى المخ ...
لم يكن يتحمل صدمه أخرى الآن فيكفيه تلك الصدمه من قليل ، كيف سيتعامل مع الأمر بعدما علم بإصابته بهذا المرض الخبيث خاصه فى هذا الوقت
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
الذى تحتاجه فيه إبنته لحمايتها ورعايتها ، صدمه أخرى لم تكن فى الحسبان ..
كيف سيتركها ورده فى مهب الريح تحيط بها الأشواك ولا تستطيع مقاومتها ، تهدج صدره بقوة مردفاً محتسباً ...
ابو محمد: لا حول ولا قوة إلا بالله ... اللهم إنى لا أسالك رد القضاء لكنى أسألك اللطف فيه ....
الدكتور : أنا آسف جداً يا أبو "محمد" .. بس مكنش عندى اختيار تانى غير إنى أفهمك الوضع بالضبط ..
ابو محمد: كتر خيرك يا دكتور ... أنا راضى بقضاء الله ربنا هو اللطيف الخبير .... الحمد لله ... على كل حال ... الحمد لله ... بس لو سمحت يا دكتور أنا مش عايز أى حد من أهلى يعرف بالموضوع ده ..
الدكتور : زى ما تحب ... المهم نبدأ الجلسات على طول ... العلاج لازم ميتأخرش عن كدة ...
توقف تفكيره تماماً إلا من شئ واحد فقط هو ما يستحق منه الإهتمام والتفكير .. "ورد" ليردف مجيباً الطبيب ...
ابو محمد: أنا لازم أظبط أمور عندى الأول ... بعد كدة آجى آخد العلاج ... بس فيه أمور الأول لازم تتعدل ...
لم يحبذ الطبيب مطلقاً هذا التراخى الذى يلمح له "عبد المقصود" ليردف ناصحاً بقوة ...
الدكتور : منصحكش بالتأخير لأن الحاله متأخره جداً يا أبو "محمد" ..
ابو محمد: إن شاء الله ...
____________________________________
فى المساء ...
شقه يوسف ...
إنتظرت والدتهم عودتهم فهم قنديلها المضئ الذى ينير حياتها ...
أقبلت "دعاء" فرحه بعودتها ومازال الحماس يغلبها لقضائها هذا الوقت المميز والممتع ، دنت من والدتها تقبلها أولاً حين همست والدتها بحنان ..
ام يوسف: حمد الله على السلامه يا "دعاء" ...
دعاء: الله يسلمك يا ماما ... أما كانت حته رحله ...
ام يوسف: يا رب دايماً مبسوطه كده ...
تربعت فوق المقعد إلى جوار والدتها بفوضيتها المحببه لتردف بإبتسامه عريضه ...
دعاء: أه والله إدعيلى ... إلا بقولك ... وأنا طالعه قابلت "علا" وقلت أعزمها بكرة عندنا أهو برضه يمكن يحصل فى الأمور أمور والأخ "يوسف" يبتدى يحن ...
إستحسنت أم "يوسف" تلك الفكرة فربما يتقبل "يوسف" تلك الفكرة ويوافق على زواجه ويفرح قلبها به ...
ام يوسف: فكره برضه ... أهو أشوفها أنا كمان ... ده أنا من زمان أوى مشفتهاش .. و"يوسف" يقعد معاها يمكن ساعتها يوافق ...
دعاء: أيوه كده ونفرح بقى ....
ام يوسف: على خيرة الله ..
دلف "يوسف" قادماً لتوه من الخارج ملقياً التحيه عليهم ضارباً رأس "دعاء" بخفه ...
يوسف: السلام عليكم ... حمد الله على السلامه يا "دعاء" ..
دعاء: الله يسلمك .. قال يعنى سبتنى ده إنت كل دقيقتين بترن عليا ..
يوسف: الحق عليا بطمن عليكى ...
ام يوسف: إتأخرت أوى كده ليه يا إبنى ...؟؟
يوسف: بنجهز عقود جديده وكنت براجعها كويس قبل عرضها على مدير الشركه قبل السفر ...
بقلق شديد إستطردت أم "يوسف" متسائله ..
ام يوسف: إنتوا حددتوا السفر إمتى ....؟؟
يوسف: أيوة كمان أسبوعين ...
دعاء: حتغيب كتير يا "يوسف" ...؟؟
يوسف: أسبوع بالكتير ... عايزك تاخدى بالك من ماما كويس ..
دعاء: متقلقش ... ماما حبيبتى فى عنيا ...
يوسف: طب أنا حدخل أرتاح بقى .. أنا أكلت فى الشغل لما إتأخرنا ... يلا تصبحوا على خير ....
"وانت من أهله ..."
____________________________________
يشعر بالراحه خالى البال فقط لكن مثقل الهموم لن يقربها قط ، وكيف يهنأ بعد كل تلك المصائب متواليه ، لا ... لن يهنأ البال ولن يشعر بالراحه حتى يخلص غاليته من هؤلاء المتربصين بها ...
لقد حانت نهايته ولن يتركها ضعيفه بهذا الشكل لكن ما باليد حيله ، ربما ظهر كل شئ على حقيقته الآن حتى يستطيع إنقاذها قبل الرحيل ...
سار بالطرقات متفكراً مهموماً يحدث نفسه ...
ابو محمد: مش عايز أضيعك تانى يا بنتى مع إللى إسمه "حسام" ده .. وخايف عليكى أنتى ضعيفه مش قد شرهم .... لازم أتصرف بس إزاى بس !!!!! ... ومرضى إللى جه فجأه دة .. أنا مش مهم عندى أعيش ولا أموت بس أنتى يا "ورد" وأخوكى إللى لسه صغير ده أعمل فيكم إيه ....؟!!
هداه تفكيره بأن عليه بيع المصنع دون أن يُعلم أحداً ثم يضع المال كوديعه بالبنك بإسم "ورد" و"محمد" الصغير حتى يَسهُل على أولاده إيجاد ما يستطيعون التصرف به ...
إتصل على الفور بالمحامى الخاص به ليبدأ فى إجراءات بيع المصنع أولاً حتى يرتب ما يتوجب عليه فعله بعد ذلك لضمان حياة مستقره لأبناءه من بعده ....
____________________________________
مساء اليوم التالى ..
شقه يوسف ...
بطرقات خفيفه بباب الشقه وقفت "علا" بقلب مضطرب تنتظر أن يُفتح لها الباب بعد دعوة "دعاء" لها بالأمس لزيارتهم ...
كانت سعيده للغايه فكم تتوقت لتلك الزيارة منذ أمد بعيد ، فيا لحسن حظها لو قابلته اليوم ...
بأحلام اليقظه التى سرقتها تخيلت "علا" بأن "يوسف" هو من يفتح لها الباب ويقابلها بعيون تلتهب عشقاً كعيونها ...
أفاقت من حلمها الجميل بصوت "دعاء" المرح يرحب بها ...
دعاء: "علا" ... تعالى حبيبتى إتفضلى ....
علا : شكراً ....
مع تقدمها لخطوات بسيطه هتفت "دعاء" بصوت واضح يحمل نبره فرحه بقدومها ...
دعاء: ماما دى "علا" جت ...
أقبلت أم "يوسف" تتكئ على عكازها بخطوات ثقيله للغايه حتى توقفت قرابه أريكتها المفضله تنتظر "علا" التى أقبلت عليها بإبتسامه لتقابلها أم "يوسف" بمثيلتها مرحبه بها بحفاوة ...
ام يوسف: أهلاً أهلاً ... تعالى يا بنتى نورينا ...
علا : ده نورك يا طنط ... إتفضلى ...
أنهت عبارتها وهى تقدم علبه ما تجاه أم "يوسف" ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ام يوسف: إيه ده يا بنتى ...؟؟
علا: ده كيك بالشيكولاته أنا إللى عملاه حتعجب حضرتك أوى ...
حملتها "دعاء" بإنبهار شديد قائله ...
دعاء: واو ... شيكولاته ... أنا بحبها أووووى ...
شعرت "علا" بالتفاخر وهى تردف بتساؤل لطيف ...
علا: طب دوقيها كده وقوليلى رأيك فى عمايلى ...!!!
من فرط حماس "دعاء" لتناول تلك الحلوى الشهيه أسرعو نحو المطبخ لتحضر بعض الأطباق وبدأت بتقطيع الكيك الشهى لتتذوقه كلاً من أم "يوسف" و"دعاء" بتلذذ شديد ..
دعاء: تسلم إيدك بجد حلو جداً .. عمرى ما أكلت كيك شيكولاته حلو كده .. مش كده يا ماما ...؟؟؟
ام يوسف: جميل جداً بصراحه تسلم إيدك يا بنتى تعبتى نفسك ليه كده بس ..؟؟؟
بخجل شديد من إطراء أم "يوسف" و"دعاء" بما صنعته خصيصاً لهما أردفت "علا" ....
علا : تعبك راحه يا طنط ...
هل تساق السعادة لمشتهيها ، هل يكون المرء طيب الحظ بتلك الصورة ...
دق قلبها بقوة فرحاً بسماع تلك الخطوات التى أقتربت من باب الشقه لترفع بصرها نحو الدالف حين فتح الباب ... إنه هو ... معشوقها الوحيد .... "يوسف" ....
عندما أقبل "يوسف" ليدلف للشقه إستمع لصوت غريب لكنه مألوف على مسامعه للغايه ليطرق الباب مستئذناً للدخول أولاً فيبدو أن لديهم صحبه غريبه اليوم ...
دعته والدته بالدخول وهى تخبره بأن ضيفتهم ما هى إلا جارتهم الرقيقه ...
ام يوسف: تعالى يا "يوسف" ... مفيش حد غريب دى "علا" ...
يوسف: السلام عليكم ...
بمجرد أن تحرك لبضع الخطوات للداخل نهضت "علا" وقد علا ثغرها إبتسامه خافقه مع قلبها المضطرب لتلاحظ والدة "يوسف" و"دعاء" تلك الفرحه التى رسمت بأعينها فور حضور "يوسف" ....
مالت "دعاء" على أذن والدتها تهمس بصوت خفيض للغايه ....
دعاء: شكل الصناره غمزت يا أم "يوووسف" ... يا رب إبنك يتلحلح بقى ...
إبتسمت أم "يوسف" لحديث إبنتها مستكمله حديثها مع ولدها ...
ام يوسف: أقعد يا "يوسف" .. "علا" مش غريبه ... مش كده ولا إيه .. ؟؟
تلون وجه "علا" بحمرة خجله على الفور وهى تنحى عيناها قائله بإبتسامه خفيفه ...
علا : طبعاً يا طنط ...
مدت "دعاء" يدها بأحد الأطباق بوجه "يوسف" وهى تدعوه لتناول الحلوى معهم قائله بمزاح شقى ...
دعاء : يلا بقى دوق كيك الشوكلاطه إللى عملته علا بأيديها ....
رفع "يوسف" كفه رافضاً بلباقه قائلاً ...
يوسف : شكراً يا "دعاء" ما أنتى عارفه مش بحب الشيكولاته ...
عقصت "دعاء" ملامحها بشكل غريب وهى تردف بتعجب ...
دعاء : والله أنا مش فاهمه الناس إللى مش بتحب الشيكولاطه دول عايشين إزاى !!! .. دى أحلى حاجه فى الدنيا ...
ظنت "علا" أن "يوسف" من هؤلاء الذين يرفضون الأطعمة المصنعه خارج المنزل لتعقب مطمئنه إياه ...
علا : متقلقش يا "يوسف" .. دى أنا إللى عملاها مش جاهزة يعنى كل حاجه فيها مضمونه ...
بإبتسامه متكلفه للغايه حاول "يوسف" رسمها على محياه أجابها بدبلوماسيه حتى لا يكون فظاً معها فعليه التحلى باللباقه ليردف مجاملاً ....
يوسف: طبعاً أكيد جميله تسلم إيدك .. بس بجد أنا ماليش فى الشيكولاته نهائى مش بحبها خالص ...
علا : معقول ... غريبه ...
أمسكت أم "يوسف" طبقها وتناولت منه قضمه بسيطه ...
ام يوسف: فايتك حاجات حلوة كتير يا "يوسف" .. لو تحاول بس ..
قالتها أم "يوسف" وقد تعلقت عيناها بتلك الفتاه كما لو ترسل له رساله لا يفهمها إلا سواهما ...
مع عدم إنتباهها لموضع المنضده حاولت أم "يوسف" وضع الطبق من يدها لكن القدر لم يكن يحالفها فإنزلق الطبق من يدها وأختل توازنها ....
إنتبهت "دعاء" لتهرع تجاه والدتها تلحق بالطبق قبل أن يسقط أرضاً لتلقفه بيدها حينما أسرع "يوسف" تجاه والدته يسندها قبل أن يصيبها مكروة بسبب عدم توازنها ...
يوسف: على مهلك يا ماما ...
دعاء: أنتى كويسه يا ماما ....؟؟
ام يوسف: الحمد لله مفيش حاجه ربنا يخليكم ليا يا رب ...
لم تتحرك "علا" من موضعها لتقف مكتوفه اللأيدى تنظر تجاههم جميعاً دون إدراك ما يجب عليها فعله ...
قام "يوسف" و "دعاء" بإسناد والدتهم بعد فقد توازنها قبل أن تسقط أرضاً حين سألت "علا" بهدوء ...
علا : حضرتك كويسه يا طنط ...؟!!!
ام يوسف: الحمد لله يا بنتى ...
يوسف: طب بعد إذنكم حدخل أرتاح أنا بقى ...
"إتفضل ..."
إنصرفت بعد ذلك "علا" مودعه أم "يوسف" و"دعاء" وهى تدعو "دعاء" لزيارتهم يوماً ما لقضاء بعض الوقت معها ....
أغلقت "دعاء" باب الشقه من خلفها وهى تستدير بقوة تجاه والدتها تسألها عن رأيها وهى تصفق بكلتا يديها بمرح ..
دعاء: ها إيه رأيك ...؟؟
ام يوسف: والله شكلها طيبه وكويسه ...
دعاء : مش قلتلك .... لما نشوف بقى رأى الأستاذ يوسف إيه ...؟؟
أسرعت "دعاء" حامله بقيه الكيك ثم دلفت غرفه "يوسف" ممازحه إياه ...
دعاء: ما تاكل شيكولاطه يا عم .. البونيه تاعبه نفسها عشان توريك إنها شاطره كده تكسفها ...!!!!
يوسف: وبعدين بقى .. مش حنخلص من الموال ده .. بلاش وجع دماغ ... أنا مش عايز أتجوز دلوقتى خااااالص ...
رفعت "دعاء" أنفها بإستياء وهى تميل فمها جانبياً قائله ...
دعاء: يعنى ولا عايز تتجوز ...ولا عايز تاكل شيكولاطه .. إنت عايش ليه بس ...!!!!
تركته "دعاء" مبتسما فقد ازاحت عنه بمزاحها تعب اليوم الطويل ....
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل العاشر ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• فلتخرجى ... ••
تعاقبت الأيام حتى مر أسبوع آخر ، سبعه أيام تحامل بها "عبد المقصود" إخفاء ما إتضح له من حقيقه زوجته وإبنها حتى يستطيع التصرف دون المساس بـ"ورد" خاصه بعد معرفته بمرضه الذى زاده هماً وتوتراً ....
بعد أن إطمئن "عبد المقصود" لخروج زوجته من المنزل وأصبح الوضع هادئ إلى حد بعيد أجرى تلك المكالمه التى ينتظر إجرائها منذ الصباح لمحادثه المحامى الخاص به ...
ابو محمد: أيوه يا أستاذ حنفى عملت إيه ....؟؟؟
حنفى : كله تمام والمشترى خلاص جاهز .... إن شاء الله بكرة نروح نمضى العقود ونستلم الفلوس فى البنك على طول ...
وأخيراً أهلت الراحه ليضمن حق إبنته الغاليه وأخيها الصغير بعيداً عن تلك المستغله وولدها ، أغمض "عبد المقصود" عيناه براحه لوهله قبل أن يستكمل مكالمته قائلاً ...
ابو محمد: كويس أوى .. يا ريت برضه زى ما فهمتك محدش ياخد خبر إننا حنبيع المصنع ...
حنفى : تمام يا "عبد المقصود" بيه ...
بعد إنتهاء تلك المحادثه نكس رأسه قليلاً لتملك هذا الدوار من رأسه مرة أخرى لينتبه على صوت مزعج آت من خارج البيت ...
كان صوتاً أشبه بمجادله وربما حدة بالحديث تحول لإنفعال أحد العاملات بالمنزل بصوت عالٍ ينهر أحدهم بشده ...
قضب حاجبيه بقوة وهو ينهض من جلسته متطلعاً نحو مصدر الصوت الذى كاد يتحول لمشاجرة بباب بيته ....
تفحص الأمر قليلاً ليجد "نجاح" المربيه الخاصه بولده "محمد" تقف بإنفعال مع إحدى السيدات قرابه باب البيت ...
كانت سيده أربعينيه هزيله الجسم ترتدى جلباب أسود رث للغايه وتلف رأسها النحيل بشال أسود أيضاً كاد يلتهم معظم وجهها خلفه ...
كانت تلك السيدة منفعله للغايه محتده إلى حد كبير لا تتوانى ولا التراجع عن الذهاب مع محاولات "نجاح" المستمرة ....
تقدم نحوهم ببضع خطوات ليستمع بوضوح أكثر حين هتفت تلك السيدة بحده ...
السيده: أنا لازمن أشوفها دلوقتى ...!!!
نجاح: الست مش هنا خرجت والله ... يا ست إفهنينى بقى ..
جلست تلك السيده بإنفعال غير مبرر وإصرار واضح أمام البوابه قائله ...
السيده: أنا مش حمشى من هنا .. أنا قاعده أهو لحد ما تيجى ...!!!
إتسعت عينا "نجاح" بغير تصديق لإصرارها لهذا الحد وهى تضرب كفيها بعضهم ببعض بقله صبر حين دنا منهما "عبد المقصود" متسائلاً ....
ابو محمد: خير يا نجاح ...؟!!!
نجاح: الست دى مصممه عايزة الست أم "حسام".... وعماله أفهمها إنها خرجت عماله تزعق ومصممه برضه تستناها ...!!!!
ابو محمد: طيب روحى أنتى ....
تفحص برويه تلك المرأه الغريبه التى يرها لأول مرة ليتسائل بإستراب وفضول إنتابه لإصرارها وتشبثها بالبقاء بتلك الصورة...
ابو محمد: خير ... أنتى مين و عايزة إيه ...؟؟
نهضت السيده لتحدثه وقد لانت ملامحها بشكل غريب وتهدج صوتها حتى البكاء بلحظه واحده ...
السيده: عايزة الست فى حاجه ضرورى ...
ابو محمد: قولى طيب أنا جوزها ...
زاغت عينا السيدة قليلاً ثم هتفت بإنكسار مصطنع ونبره مهتزه مختلفه تماماً عن تلك الحاده المنفعله منذ قليل ...
السيده : معلش الست منبهه عليا إنى مجيش لحد غيرها ...
إنتابه الشك بتلك المرأة ذات اللكنه الغريبه فيبدو أنها ليست من قاطنى القاهرة فلها لكنه مميزة لم يسمعها من قبل ليصمت قليلاً قبل أن يرسم إبتسامه خفيفه فوق ثغره قائلاً بذكاء محاولاً إظهار ما تخبئه هذه السيده ...
ابو محمد: متقلقيش هى قايلالى على كل حاجه .. قولى بس إنتى عايزة إيه ....؟؟
تفكرت تلك السيده للحظه فيما داخلها ولم لا ... فهى تحتاج ذلك وهذا الرجل الثرى لن يبخل عليها خاصه وقد أخبرته زوجته بما بينهما لتردف بطمع ...
السيده: إذا كان كده يا بيه ... ماشى ... أنا جيت مزنوقه فى قرشين الفلوس إللى هى بعتتهملى معملوش حاجه .. وأنا عايزة فلوس مديونه ولازم أدفع ...
شعر بالغرابه لإرسال "ناهد" مالاً لتلك السيدة دون معرفته ليستكمل "عبد المقصود" وكأنه يدرك تماماً عما تتحدث لتستمر بالحديث بأريحيه معه ...
ابو محمد: ليه هى قالتلى إنها بعتت لك إللى يكفيكى وزياده ...
بإنفعال بسيط وإستكانه تميل للنحيب أردفت ...
السيده: زياده إيه يا بيه !!!! ... هو إنتوا واخدين منى هدمه ولا جزمه ده عيل !!! ... لحم ودم ...!!!
إتسعت عيناه بصدمه ليدب الشك بقلبه لكنه إستكمل لمعرفه الحقيقه كامله مقرراً مجاراتها بالحديث ...
ابو محمد: أيوه بس إحنا إديناكى كتير ...
السيده: لا يا بيه لا كتير ولا حاجه يا تراضينى كويس يا حروح أبلغ إنكم خطفتوا "محمد" إبنى ومش راضيين ترجعهولى أه ... ده أنا جايه من الشرقيه مخصوص مينفعش تمشونى كده إيد ورا و إيد قدام ....!!!!
حاول إستيعاب الأمر وربط بين الأمور وبعضها ليخرج بشرود محفظته ويمد يده لها ببعض المال ليدلف بعد ذلك للبيت مباشرة وهو يتذكر ما حدث منذ ثلاث سنوات ...
تذكر سعادته حينما أبلغته زوجته "ناهد" أنها حامل فقد كان متعجباً من سنها وأنها تجاوزت الخمس والأربعون عاماً إلا أنها حامل وبعد عدة أشهر تفاقمت بينهم مشكله أصرت فيها "ناهد" على ترك المنزل والذهاب إلى الشرقيه لدى عائلتها حتى أبلغته بخبر ولادتها لإبنهما "محمد" مبكراً ...
لكن الآن فهم الحيله وأنها قد أخذت إبن هذه السيده لتحتال عليه وتوهمه إنه إبنه حتى يتسنى لها أن ترثه .. مجدداً المال .. هو كل ما كانت تسعى إليه !!! ... كيف عُميت عيناه عنها طوال هذه السنوات ... كيف لم يرى طمعها وجشعها وإصرارها على زواج ولدها من "ورد" ... كيف لم ينتبه .....؟!!
وفى ظل حيرته عادت "ناهد" من الخارج للتو ليقابلها بنظرات غير مفهومه فأخذ يحدجها لفترة طويله يحدث بها نفسه فقد علم الآن لم كانت تكره إسم (أم محمد) .. فهو ليس ولدها من الأساس حتى تسمى به ....
ام حسام: واقف بره ليه كده يا أبو "محمد" ..؟؟؟
أطلقت شرراً بذكرها للإسم بتلك الصورة ليصرخ بها بإنفعال غاضب ....
ابو محمد: إوعى أسمعك تنطقيها تانى على لسانك فاهمه .... أنا أبو "ورد" وبس ... يا كدابه يا طماعه ...!!!!
إبتلعت ريقها بصعوبه لهذا الإنفعال الشديد لتقابله بحده حتى لا يتمادى بصراخه أكثر من ذلك ..
ام حسام: فيه إيه ..؟؟ إيه إللى حصل ... ؟؟ إنت عمرك ما كلمتنى كده ....؟؟
ابو محمد: وفوقت ... أخيراً فوقت .... أنتى إنسانه طماعه و إنتهازيه ... أنا عرفت كل حاجه ...وعرفت إن "محمد" مش إبنى ... من النهارده مالكيش مكان ولا عيش فى البيت ده ... غورى من هنا يلا ... إنتى طالق ... طالق ... طالق ...
لم تصدق "ناهد" ما تسمعه أذنها لتهتف بصدمه وعدم إستيعاب ...
ام حسام : عرفت ...!!!
لتستطرد بإستجداء وترجى شديد ...
أم حسام : إسمعنى بس ... أنا ...
لحقها "عبد المقصود" غاضباً يدفعها للخروج من البيت كاملاً ...
ابو محمد : أنتى إيه ....؟؟ حتألفى كدبه تانيه !!!! ... خلاص مبقتش طايق أبص فى وشك ... غورى من هنا وعلى الله أشوف وشك هنا تانى ... برررره ...
جرجرت ساقيها إلى خارج البيت تشعر بالقهر الشديد لطردها بتلك الصورة ساخطه على تلك الزيجه التى لم تستفيد منها بأى صورة ....
أخذت تتوعده بالإنتقام فلم يعد أمامها حل آخر غير "ورد" تلك التافهه التى ستحضر لها المال على طبق من ذهب ... يجب أن تنتقم منه فى هذه الفتاه ... لكن بعد أن تأخذ كل ما تملك هذه الضعيفه أولاً ....
____________________________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
شقه حسام ....
تفاجئ "حسام" بعودة والدته فقد تركته منذ ساعه أو أقل ليضيق عينيه بإستراب ..
حسام: ماما ...!! إيه إللى رجعك تانى ....؟؟؟
ام حسام: "عبد المقصود" ... طلقنى ...!!!
فغر فاه بقوة وقد صدمت ملامحه هاتفاً بعدم تصديق ...
حسام: إيه ...!! إتجنن ده ولا إيه ...؟؟؟
جلست "ناهد" بدون تركيز وهى تتحدث بصدمه لم تفارقها منذ طردها "عبد المقصود" من منزله ...
ام حسام: مش عارفه عرف منين موضوع "محمد" وطلقنى ... إحنا لازم نتصرف يا "حسام" لازم ... لازم أقهره زى ما قهرنى ...
حسام: واحده واحده هو حيروح مننا فين ...؟؟
ضمت شفاهها بغيظ وهى تضغط بكفيها بعضهم البعض ..
ام حسام: أنا متغاظه أوى يا "حسام" ...حاسه أنه غلبنى ... بس لأ ... هى .... هى مفيش غيرها "ورد" إللى حتكسره ... لازم ننتقم ...
حسام : متخافيش .. تطلع بس من المستشفى ونحاول نوقعها ...
ام حسام: أيوه كده .. هو ده إبنى حبيبى ...
إنتبهت "ناهد" للتو بالغرفه من حولها لتعلو نظرات مشمئزة من تلك الفوضى التى تعم شقته فهى لم تأتى إلى الشقه منذ ما يقرب من عشرة أيام وإكتفت بلقائه بأماكن عامه قريبه منها ثم أردفت بتقزز ...
ام حسام: إيه البهدله إللى إنت عاملها فى الشقه دى ...!!
حسام: يا ماما بقى ... سيبينى براحتى هو أنا كمان حقعد أنظف وأظبط فيها ... عموماً إنتى جيتى أهو إعملى إنتى إللى إنتى عايزاه ...
إنتفضت "ناهد" كالملسوعه أبعد هذا الثراء تبقى بتلك الشقه الكريهه تنظف وترتب خلف هذا الفوضوى ، أبعد أن كانت تأمر وتطاع يذلها الزمن ويحط من قدرها لتردف بإنزعاج ...
ام حسام: إيه ...!! وهو أنا كنت بعمل هناك حاجه لما أعمل هنا ....؟؟ لا إنت تشوفلك حد ينظف ويظبط الدنيا كده ... أنا حروح أقعد فى شقه مفروشه أحسن لى ... متنساش إن إنت حتجيب "ورد" هنا وأنا مش حينفع أقعد معاك ..
حسام بتملل: ماشى ماشى ...
____________________________________
شركه الأقصى ....
نظر "شريف" بتملل تجاه ساعه يده ثم أعاد بصره نحو "يوسف" المتعمق للغايه بهذا العقد الموضوع أمامهما ليزفر "شريف" بإختناق ناظراً نحو العقد بيد "يوسف" قائلاً ...
شريف: أبوس إيدك يا أخى أنا تعبت ... من الصبح قاعدين على العقد ده وأنا ولا فاهم حاجه ...
ترك "يوسف" العقد من يده وهو يرسم إبتسامه وهو يدرك تماماً مقصد "شريف" قائلاً بفراسه ..
يوسف: مالك يا "شريف" ... إنت جعان ولا إيه ...؟؟
إعتدل "شريف" وعلت إبتسامته تشق وجهه لفراسه صديقه وفهم مقصده ...
شريف: حبيبى يا فاهمنى ....
يوسف: بس ده لسه بدرى على معاد البريك ...
شريف: ما هو ده إللى مجننى ... إيه إللى مجوعنى بدرى ...؟!!!!
ضحك "يوسف" وهو يتراجع بجزعه للخلف قليلاً قائلاً ...
يوسف : طيب أصبر على نفسك شويه .. أنا مش فاهم مع كميه الأكل الرهيبه إللى بتاكلها دى مبتتخنش ليه ...؟؟
شريف: ده كرم ربنا بقى ... بس بقولك إيه ... بطنى وجعتنى من أكل الكشرى ... نغير بقى ...!!!!
يوسف: أنا لو أكلته كل يوم ما أزهقش ...
شريف: يا أخى معدتى حجرت ... ما المطعم عندهم أكل كتير .. إشمعنى الكشرى ده ...؟!!
يوسف: كل واحد و إللى يحبه بقى ...
رفع "شريف" أنفه ممتعضاً ليسخر من "يوسف" وما يحبذه ...
شريف: يحبه ....!! أما انت صحيح فقرى ... يوم ما تحب تحب كشرى .. ما تحب لحمه و لا فراخ ولا بطايه حلوة كده ...!!!!
يوسف: يا جدع إنت حد مسلطك عليا ... أنا حر ...
شريف: ماشى يا أخويا على راحتك ... بس ناكل ...
تطلع "يوسف" نحو الساعه المعلقه بالمكتب ثم أردف متمهلاً ...
يوسف: باقى ساعه على البريك .. إستنى شويه .. حتى نخلص العقد المعقرب ده ...
تكتف "شريف" وهو يزم شفتيه بضيق قائلاً ...
شريف: صابرين أهو ....
____________________________________
عبد المقصود ...
إستقل سيارته ليتجه إلى المستشفى شارداً بما حدث مع "ناهد" منذ قليل ، كم صدمه معرفته بتزييفها لحقيقه إبنهما وكذبها وخداعها له ، كم كان ساذجاً بتصديقها ، لكنه حمد الله أن ظهرت الحقيقه قبل أن يضع الوديعه بإسم "محمد" بالبنك غداً وأنه قد إتضحت له كل تلك الحقائق قبل وفاته وتورط "ورد" مع "ناهد" وولدها مره أخرى ....
____________________________________
المستشفى ...
نظرت "سماح" لتلك الحقيبه الصغيرة الموضوعه بمقدمه السرير المعدنى قائله بضيق بسيط فهى لا تنكر سعادتها بتلك الخطوة الجديده لـ "ورد" ...
سماح: خلاص حتمشى ....!!!
أومأت "ورد" بخفه وهى تردف بإيضاح ...
ورد: بابا زمانه جاى فى السكه .. حفك الجبس بتاع ذراعى ده و أمشى ...
سماح: معاكى رقم تليفونى العادى والخاص .. لو فيه أى مشكله كلمينى فى أى وقت ... ومعادنا هنا زى النهارده تمام ...
ورد: تمام .. بجد مش عارفه أشكرك إزاى يا "سماح" على إللى عملتيه معايا فى الأسبوعين إللى فاتوا ..
سماح: أنا بجد حبيتك زى أختى الصغيره يا "ورد" ... وده كان أأقل حاجه أعملها معاكى ... وأنتى دلوقتى بقيتى أحسن كتير من الأول ... ويا ريت متخليش أى حاجه تأثر فيكى وتزعلك بسرعه .. خليكى قويه ...
ورد: إن شاء الله ...
وصل "عبد المقصود" لطبيبه المعالج أولاً قبل أن يمر بـ"ورد" ليلقى التحيه فور دخوله ..
عبد المقصود: السلام عليكم ..
الطبيب : أهلاً يا أبو "محمد" ....
أثار الاسم غصه و ألما فى نفسه بعد إكتشافه أن "محمد" ليس ولده فطلب من الطبيب مناداته باسم غاليته "ورد" ...
عبد المقصود: قولى أبو "ورد" ...
الطبيب : زى ما تحب يا أبو "ورد" ... أخبارك إيه النهارده ...؟!!!
أبو ورد : الصداع بقى يزيد أوى وألمه صعب .. كنت عايزك تكتبلى نوع مسكن قوى يساعدنى ...
الطبيب : يا أبو"ورد" المسكن ده مش علاج .. إنت كده إتأخرت جداً فى جلسات العلاج إللى قلت لك عليها ..
ابو ورد: ورايا حاجات مهمه أوى أخلصها و آجى المستشفى هنا أقعد فيها وأخد العلاج وكل إللى انت عايزه ...
الطبيب : بس أنا بحذرك إن الفتره إللى جايه الموضوع ممكن يزيد عن مجرد دوخه أو صداع ... الموضوع ممكن ييجى بنوبات إغماء أو لا قدر الله غيبوبه ... وكده مش كويس أبداً ...
ابو ورد: ربنا هو الشافى المعافى ...إكتب لى بس نوع المسكن وإن شاء الله قريب أوى حتلاقينى هنا ...
لم يحبذ الطبيب إهمال "عبد المقصود" لنفسه وعلاجه لكنه كان مرغم على أن يلبى طلبه مؤقتاً ...
الدكتور: أنا مش موافقك بصراحه .. بس أدى إسم المسكن ويا ريت تسمع نصيحتى ... العلاج أهم حاجه ....و أى حاجه تانيه تيجى بعدين ...
ابو ورد: إن شاء الله ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
قالها "عبد المقصود" بلا إكتراث لحالته فما يشغله الآن هو "ورد" فقط ...
إتجه لغرفتها الخاويه فيبدو أنها ذهبت منذ قليل لإزاله تلك الجبيرة الموضوعه بذراعها فجلس قليلاً فى إنتظارها ....
دلفت "ورد" بعد قليل تمسك بعكاز تستند عليه ومازالت جبيرة قدمها كما هى بينما إستبدلت الجبيرة الموضوعه بذراعها بلفافه من الشاش الخفيف تعلقها برقبتها ...
إتجه "عبد المقصود" تجاهها يساعدها على الحركه قائلاً بمحبه عطوفه ....
ابو ورد: حمد الله على السلامه يا "ورد" ...
ورد: الله يسلمك يا بابا ...
ابو ورد: هى إيدك لسه مربوطه ليه كده مش خلاص فكيتى الجبس ...؟؟!
ورد: أيوه بس الدكتور ربطلى الرباط الضاغط ده وقالى يومين بس وأفكه ...
أومأ بإيجاب وهو يشير لحقيبه صغيرة أحضرها معه قائلاً ...
ابو ورد: الحمد لله على كل حال ... المهم أنتى بخير .. خدى الشنطه دى "نجاح" حضرتهالك فيها هدوم تانيه ... غيرى بقى هدومك عشان نروّح وتنورى بيتك تانى ...
ورد : حاضر يا بابا ...
أبدلت "ورد" ملابس المستشفى بملابسها التى أحضرها والدها وإرتدت فستانها الطويل ذو اللون الإسود يعلوه جاكيت باللون الوردى فكم إشتاقت للألوان بعدما تحلت أيامها السابقه بألوان المستشفى الباهته ...
أسدلت شعرها الذهبى لأول مره بعد إزاله عصابه رأسها من الشاش الذى أحاط برأسها منذ مجيئها للمستشف ، لكن وجهها مازال متعب ... نعم قد زالت آثار التورمات كلها ما عدا هذه الرقعه من اللاصق الطبى فوق حاجبها الأيمن .. لكنها مازالت جميله كما هى من الظاهر ...
تطلعت بإنعكاس صورتها بالمرآه وهى ترى ما لم يراه غيرها ، هى الوحيده التى ترى تلك الجروح الأخرى لم تزال جبيرتها بداخلها مازالت محطمه مهشمه .. لكنها لن تستسلم مثلما إتفقت مع "سماح" ...
خرجت من المرحاض يعلو وجهها بسمتها الرقيقه حين هتف بها والدها بإشتياق بعودتها ...
ابو ورد: بسم الله ما شاء الله ... إنك واقفه على رجلك تانى دى أكتر حاجه تسعدنى فى الدنيا ...
ورد بإمتنان: وأنى أشوفك مبسوط ... دى أكتر حاجه بتمناها فى الدنيا ... أنا حاسه إن فيه حاجه إنت مخبيها عليا مش عارفه ليه حاسه إنك تعبان ومش مبسوط يا بابا ...
ابو ورد: مين إللى قال كده !!!!! ... ده أنا مش قادر أوصف لك فرحتى النهارده قد إيه وأنتى خارجه من المستشفى ... عشان كده إحنا مش حنروح على طول ...
ورد: أمال إيه ....؟؟؟
ابو ورد: إيه رأيك أعزمك على الغدا زى زمان أنا وأنتى بس ..؟؟
إتسعت إبتسامتها العذبه بإشراقه وهى تجيب بالايجاب على الفور ...
ورد: بجد ...!! ... بس ..أأأ ....
ابو ورد: بس إيه ...؟؟
ورد: ورجلى دى حمشى كدة قدام الناس ..؟؟
ابو ورد: ولا يهمك وده باقى أسبوع واحد بس ونفك الجبس ده كمان وتبقى زى القمر ...
تحركت "ورد" مستنده على عكازها قائله بمزاح ...
ورد: ماشى .. بس إمشى معايا واحده واحده زى العواجيز بقى ..
ابو ورد بضحك: على أساس مين إللى عجوز .. أنا ولا أنتى ..؟؟
بفخر شديد به أجابته غاليته بمحبه وإمتنان لوجوده بحياتها ....
ورد: أنت ....؟؟؟!!! ... هو فيه فى الدنيا زيك أنت يا بابا .. ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك ابدااااااااا ...
نظر لإبنته بحزن بالغ كيف سيتركها ببساطتها وبرائتها ونقيها الشديد تصارع الدنيا بمفردها خاصه بعد ما حدث ، شرد للحظات حين تسائلت "ورد" بإهتمام ....
ورد: فيه حاجه يابابا ..؟؟
ابو ورد: لا يا بنتى ... يلا بينا ...
تحركا معاً وهو يسند إبنته إلى خارج المستشفى لتستقل "ورد" السياره بمساعده والدها من ثم ذهبا إلى المطعم القريب من المستشفى لتناول الطعام ...
جلسا بإحدى الطاولات بعدما ساعدها للجلوس أولاً ثم إلتف نحو المقعد المقابل لها لينظر لوجهها العذب الذى يملأ دنياه بالسكينه ....
مدت ورد قدمها المجبره أمامها فهى مازالت غير معتاده على الجلوس بهذا الشكل على المقعد فقد كانت طوال الوقت ممده بفراشها بالمستشفى ....
ابو ورد: المطعم ده مع إنه صغير إلا إنه بيعمل أكل جميل جداً .. حيعجبك أوى ... إختارى بقى إللى نفسك فيك وأنا حجيبهولك ....
مد ابو محمد يده بقائمه الطعام لهذا المطعم لتنظر بها "ورد" تحاول أن تختار الطعام الذى تشتهيه ....
____________________________________
شركه الأقصى ...
بتحايل شديد وقف "شريف" بمقابله مكتب "يوسف" يحثه على الإنتهاء من عمله فقد تأخرا على موعد طعامهما ....
شريف: يلا بقى .. الساعه خلصت من بدرى ... عايز أكل ...
يوسف: تمام .. ححفظ بس الملف ده وننزل على طول ...
شريف: أيوه كده .. عصافير بطنى بتصوصو يا أخى ....
أغلق يوسف الحاسوب الخاص به بعد حفظ الملف ثم تحرك برفقه "شريف" بإتجاه المطعم لتناول غذائهما ...
دلفا لداخل المطعم يبحثان عن إحدى الطاولات الشاغره لتناول وجبتهما حينما طرق إلى آذان "يوسف" صوتاً مألوفاً للغايه ينادى بإسمه ....
تلفت يوسف نحو مصدر الصوت ليجد "عبد المقصود" يلوح له بيده وهو يناديه بوجه مبتسم ...
تمعن "يوسف" قليلاً للتأكد أن هذا هو "عبد المقصود" بالفعل فقد لاحظ جلوس إحداهن معه لا يستطيع رؤيتها بوضوح فقد أولته ظهرها ...
ابو ورد: إيه ده ... ده باينه يوسف .... يوسف .... يوسف ....
إنتبه "شريف" بنداء أحدهم على صديقه ليلكزه بخفه ...
شريف: فيه حد بينادى عليك يا "يوسف" ..؟!!
يوسف: ااه ... ده أبو "محمد" .... تعالى يا "شريف" ...تعالى أعرفك عليه ...
شريف: مين ده ....؟؟
يوسف: حقولك يا أخى إمشى بس الراجل بينادى ...
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الحادى عشر ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• من النظرة الأولى ••
المطعم ...
دفع "يوسف" رفيقه بخفه ليتقدما نحو الطاوله التى يجلس عليها "عبد المقصود" بعدما أشار إليه بالإقتراب داعياً إياه بوجه مبتسم ...
ألقى "يوسف" التحيه عليهم وهو يرحب بـ"عبد المقصود" الذى تفاجئ بوجوده بهذا المطعم ...
يوسف: السلام عليكم ... أخبارك إيه يا أبو "محمد" ...
تغاضى "عبد المقصود" عن نعته بهذا الإسم فلا داعى الآن لإثقال الأمر على "ورد" أكثر من ذلك ليرحب بهذا الشاب الخلوق بحفاوة ...
ابو ورد: الحمد لله .. إنت عامل إيه يا "يوسف" يا إبنى ... تعالوا إتفضلوا نتغدى سوا أنا عازمكم ...
لم يشأ "يوسف" الإثقال على هذا الرجل الطيب ليرفض بشده عرضه السخى ...
يوسف: لا والله مش عايزين نزعج حضرتك ...
لكن "عبد المقصود" أصر وبشدة على مرافقتهم لهم ليردف بإصرار ...
ابو ورد: وده كلام برضه .. أقعد يا إبنى أقعد ... إتفضل إنت كمان ...
أشار "عبد المقصود" لـ"شريف" لمشاركتهم أيضاً ليومئ له "شريف" بإمتنان ...
شريف: شكراً يا فندم ..
أردف "عبد المقصود" معرفاً إياهم بـ"ورد" ...
ابو ورد: دى "ورد" بنتى .. أعرفك يا "ورد" ده "يوسف" ساكن فى آخر الشارع عندنا بس إنتوا عمركم ما شفتوا بعض قبل كده ..
للحظه كان يتركز إنتباه "يوسف" بـ"عبد المقصود " فقط لكنه حين إستمع إليه يقدم إبنته إليه إتجه بنظره نحوها راسماً إبتسامه رسميه للغايه ...
رفعت "ورد" رأسها بعدما تركت قائمه الطعام الخاصه بالمطعم من يدها واضعه إياها فوق الطاوله لترحب بـ"يوسف" ..
تلاقت عيناهما بنفس الوقت لتتلاشى تدريجياً تلك الإبتسامه الرسميه التى رسمها "يوسف" على ثغره ليشعر بإضطراب غريب تجاه تلك الفتاه جعله يطيل النظر بها على غير عادته مع جميع الفتيات ...
نظرت "ورد" لهذا الشاب مطولاً رغماً عنها وكأنها تعرفه ويعرفها منذ زمن بعيد ...
ألفه غريبه إجتاحتها تجاه هذا الشخص الغريب عنها جعلها تشعر بإضطراب لا داعى له ، إضطراب غير معتاد لكنه ممتع .. مبهج لقلبها الذى دق بقوة حتى أنها ظنت أنه يدق بصوت مسموع للجميع ...
وجدت نفسها تنجذب لمظهره الجذاب و القوه والفراسه التى تنبع من عينيه اللامعتين ...
بينما شعر "يوسف" بتوقف الوقت وخلو المكان إلا منهما بلحظه تلاقى لعيونهم فقط ...
سحرته بملائكيتها وبحور عينيها الزرقاء الصافيه ... شعر بأن روحه سحبت فجأه وكأنه يعرفها من قبل حق المعرفه ...
لم يستطع فهم ما هذا الشعور الغريب برؤيته لها ، حاول قطع تلك الحاله العجيبه التى إجتاحته بالتحدث لكنه أخفق تماماً وشعر بالتلعثم للحظه ...
أغمض عيناه لوهله ليخرج من هذا الإحساس الجارف المسيطر عليه فجأه ثم أردف بترحاب ..
يوسف : أهلاً .. وسهلاً ...
ضاعت كل كلماتها لحظه سماعه لكلماته البسيطه لتكتفى بإبتسامه هادئه وإيمائه لطيفه كرد لتحيته ...
جلس "يوسف" بهدوء إلى جوار "شريف" دون أن ينحى عيناه عن "ورد" .. لكنه تدارك نفسه ليعدل نظرته تجاه "عبد المقصود" وهو يكبح جماح قلبه المنفعل بالحديث معه ...
يوسف: أول مره أشوف حضرتك هنا يعنى ...؟!!
ابو ورد: لا قلنا بس نتغدى هنا .. و أهى صدفه جميله جمعتنا كلنا .. مش تعرفنى بالأستاذ ..!!!
أشار "عبد المقصود" نحو "شريف" الذى نسيه "يوسف" تماماً ، ليتنحنح بحرج شديد معتذراً بشده ...
يوسف : أه صح !!!! .. آسف .. ده "شريف" زميلى فى المكتب ... إحنا أصلنا بنتغدى هنا كل يوم .. ما هو زى ما حضرتك عارف الشركه قريبه أوى من هنا ...
ابو ورد: أنا كمان بحب المطعم ده جداً ... يلا إختاروا بقى تاكلوا إيه وميهمكوش ... إللى نفسكم فيه حجيبه كله عشان وردتى الحلوة النهارده ...
أنهى عبارته ناظراً نحو إبنته بحنان بالغ لتنكس "ورد" رأسها بخجل من طريقه حديث والدها عنها أمام هذان الشابان ..
ابو ورد: ها يا "ورد" ... تأكلى إيه ...؟؟
بدون أى تفكير طرأ بتفكيرها ما تشتهيه حقاً لتردف بتلقائية ...
ورد: كشرى ....
فغر "شريف" فاه ليردف مازحاً بإسلوبه الساخر المرح للغايه معقباً على إختيار "ورد" لذلك الطبق خصيصاً ...
شريف : لا إله إلا الله ... أنتى منهم ....؟!!!!
نظرت له "ورد" متعجبه فهى لا تفهم مقصده إطلاقاً خاصه وهى لا تعرفه جيداً بعد حتى يمزح معها ..
ضيقت بين حاجبيها بقوة مستفهمه ماذا يقصد بالضبط حين لحقها شريف بتوضيح على الفور ...
شريف: أسف معلش ... بس أصل معانا الأستاذ فقرى .. مبيطلبش إلا الكشرى لما معدتى باظت ...
أنهى عبارته مشيراً تجاه "يوسف" وهو يضع كفه خلف ظهره ، مما جعل أنظارهم جميعاً تتجه إليه ليردف "عبد المقصود" مندهشاً ...
ابو ورد: هو أنت كمان يا "يوسف" بتحب الكشرى ؟!!! .. دى "ورد" بتحبه جداً لدرجه إن كل ما نيجى نطلب أكل تقول عايزة كشرى ...
إبتسم "يوسف" لهذه المصادفه التى أسعدته للغايه دون أن يعلم ولم يسعد لتلك الصدفه الغريبه ...
يوسف : الصراحه يا أبو "محمد" أنا بحبه جداً وعندى إستعداد أكله كل يوم .. مش بزهق منه ...
إبتسمت "ورد" لتخفى إبتسامتها وهى تنظر للأسفل قليلاً بهدوء ...
ابو ورد: وأنت يا "شريف" عايز كشرى برضه ...؟؟
إنتفض "شريف" رافضاً بقوة وقد لاحت بوجهه علامات الإمتعاض المازح فهو لم يرتاح بعد من إصرار "يوسف" على تناوله يومياً ليهتف متصنعاً قله الحيله ...
شريف: لأ يا أبو "محمد" لأ !!! ... أنا تعبت ... عايز حاجه كده ترم البدن ...
ضحكوا جميعاً لخفه ظل "شريف" صاحب الجو المبهج ليطلب "عبد المقصود" الطعام للجميع ...
بعد تناول وجبتهم بهدوء تام إستأذن كل من "يوسف" و"شريف" فمازال لديهم عمل يقومان به ...
إتجه "عبد المقصود " بأنظاره تجاه غاليته متسائلاً ...
ابو ورد: مبسوطه حبيبتى ...؟؟!!
ورد: جداً يا بابا ....
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ابو ورد: طب يلا بينا نروح ...
أسند "عبد المقصود" إبنته وصولاً إلى السياره أولاً للعودة بعد ذلك إلى البيت ...
____________________________________
شركه الأقصى ....
تحرك "يوسف" بآليه وذهن شارد وهو يتجه لمكتبه فى صمت ليثير صمته هذا فضول "شريف" فهو لم ينطق حرفاً منذ ترك "عبد المقصود" وإبنته بالمطعم ليهتف بصديقه مخرجاً إياه من تلك الحاله الهائمه التى سيطرت عليه ...
شريف: إيييييه .. إنت رحت فين ...؟!!!
إنتبه إليه "يوسف" ليفيق من شروده قائلاً ...
يوسف: هاه .. بتقول حاجه ...؟؟؟
إبتسم "شريف" إبتسامة جانبيه ذات مغزى بداخل نفسه قائلاً ...
شريف: بقول حاجات ... سرحان فى إيه ... ولااااااا ... أقولك أنا ...؟؟
يوسف: قصدك إيه ...؟؟
شريف: القمر المدغدغ إللى شفناه تحت ... إللى من ساعه ما شفتها و إنت مش على بعضك ..!!
هتف به "يوسف" بحده فقد شعر بالإرتباك الشديد ربما لكشف ما يفكر به حقاً وربما لظنه بشئ لم يحدث من الأساس ...
يوسف: "شريف" .. إتلم ...!!!!!!!
رفع "شريف" حاجباه كاشفاً ما يعتمل من إضطراب بداخل نفس صديقه ربما هو بنفسه لا يدرى سببه حتى الآن ...
شريف: متزعلش أوى كده .. إنت بس مش شايف إنت كنت بتبص لها إزاى .... ولا عامل إزاى دلوقتى ... عشان أقولك إن الحب بيجى خبط لازق كده من أول نظره مش بتصدقنى ...
تهدجت أنفاس "يوسف" رافضاً بالمرة ما يتفوه به صديقه فلا شئ يسمى بالحب من النظرة الأولى ، إنه وهم يظنه البعض ، العشق لابد وأن يتوغل بالعقل أولاً حتى يتملك القلب وليس العكس ...
يوسف: حب إيه وهبل إيه !!!!!! .. هو أنا أعرفها أصلاً ... متتخيلش حاجات لايمكن تحصل ...
شريف: يا سلام ..!! ... لايمكن ليه بقى....؟؟ وحشه ؟!!! .. أبداااا ...دى بدر منور .. دى ولا الــ...
ثارت نفسه وهو يعدد مزاياها أمامه ليهتف به بغضب حاد مقاطعاً إياه ...
يوسف: وبعدين معاك يا "شريف" ...!!!
شريف: الله ... وأنت زعلت ليه كده بس ؟!!! .. أنا بهزر معاك .. خلاص خلاص متزعلش حسكت خالص أهو ...
زاغت عينا "يوسف" قليلاً بعد حديث "شريف" الغير صحيح بالمرة ، فهو متأكد أنه ليس هناك شئ من هذا القبيل ليستطرد موضحاً ما يظنه بالفعل ولا شئ آخر مما يعتمل بعقل صديقه هذا ...
يوسف: الراجل ده بعزه زى أبويا بالضبط وليه أفضال عليا وعلى عيلتى وجميل فى رقبتى مش حقدر أوفيه ... ده بعد وفاة أبويا كان هو إللى متكفل بينا من غير ما يعرفنا ولا نعرفه ... عرف بحالنا من الجيران وإن أبويا كان على باب الله ولا ليه مرتب ولا معاش ...
زاد إعجاب "شريف" بهذا الرجل الوقور بالفعل ...
شريف: يااه ... ربنا يجازيه خير ..
يوسف: مش بس كده .. ده هو إللى إتوسط لى هنا فى الشركه عشان يعينونى بعد ما إتخرجت من الجامعه .. لأن المدير يعرفه كويس ...
شريف: ليه هو الراجل ده يبقى مين ...؟؟
يوسف: إسمه "عبد المقصود العالى" ...
بإندهاش شديد أبدى "شريف" إعجابه بتلك العائله العريقه ...
شريف: العالى ..العالى .. !!!! دى عيله كبيره أوى وغنيه أوى ...
يوسف: أيوة هم ...
إستطرد "شريف" غامزاً ما بين الجد والمزاح يعدد مزايا تلك الجميله أمام "يوسف" مرة أخرى ...
شريف: طيب إيه المشكله .. لما يبقى الراجل كويس أوى كده .... وعيله محترمه ..... وبنته ما شاء الله عليها مشفتش فى جمالها وشكلها هادى وخجول ... زيك كده .. زعلان ليه لما بقولك تحبها ..؟!!
زفر "يوسف" مستكملاً الإيضاح لصديقه ربما يفهمه هذه المرة ...
يوسف: أولاً .. أنا مش بعترف بالحب والنظره الأولى والكلام الفارغ بتاعك ده ... ثانياً الأسباب كتيــييييـر جداً ... تقف بينى وبين واحده زى دى ...
شعر "شريف" بأن هناك أسباب حقيقيه تدفعه لرفضه هذا ليتسائل بجديه ...
شريف: ليه ....؟؟ ...ممكن تفهمنى ...!!!
يوسف: البنت دى إتجوزت من أسبوعين .. و ..... إتطلقت تانى يوم ....
شريف مندهشا: إيه ....؟؟ ليه ....؟؟
يوسف: معرفش .. أبوها مقالش .. وده سبب كبير يخلينى مفكرش حتى فيها ..
شريف: عشان إتجوزت !!! ... ولا عشان إتطلقت بسرعه ...؟؟!!!
يوسف: الإتنين ... أنا عايز البنت إللى أختارها تكون أول واحده فى حياتى ... وأنا أول واحد فى حياتها ...
بتهكم واضح من تفكير "يوسف" المحدود أردف "شريف" ...
شريف: وهى لو إتطلقت عيبها إيه ...؟!!! .. ميبقاش تفكيرك راجعى ..!!!
يوسف: الموضوع ده جوايا مسأله تقبل .. مش حقدر أتقبل فكره إنها كانت مع غيرى قبلى ...
شريف: ده إنت مُعقد يا أخى ... وفيه أسباب تانيه ولا خلاص كده ..؟!!!
يوسف: إنها غنيه ... وأنا على قد حالى ... مينفعش أتجوز واحده فى مستوى أعلى منى ...
شريف: مش بقولك مُعقد .. بس بس .. أسكت بقى متعصبنيش بأفكارك دى !!!! ... حكمت على البنت إنها لو عدت تجربه فاشله تفضل عايشه فيها طول عمرها لأنها بقت معيوبه !!!! ... وحكمت على ظروفها الماديه إنها لا ينفع تحب وتتحب من واحد من طبقه أأقل شويه ..!!!!
يوسف : إنت مش فاهمنى !!!! ... أنا عايز واحده تفهمنى .... تفهم عيشتى وتكون هاديه .. واحدة زى دى أنا مقدرش أعيشها فى نفس المستوى إللى هى عايشه فيه ...!!!
ضرب "شريف" بكل أعذار "يوسف" عرض الحائط رافضاً تفكيره بالمجمل ...
شريف: الحب مبيعترفش بإللى إنت بتقول عليه ده ....!!!
يوسف: قلتلك كل حاجه بتيجى بالإختيار الصح والعقل والتفكير .. الجواز ملهوش دعوة بالحب ...
بنظرة ساخره تطلع "شريف" نحو صديقه قبل أن يردف بتحدى لما سوف يحدث ...
شريف: تفتكر ؟!! ... بكره نشوف ...!!
وأكمل فى نفسه ... " ده إنت وقعت وأنا شفتك ... مكنتش قادر تبعد عنيك عنها ... بكره نشوف مين إللى حيغير مين ... ؟!!! "
____________________________________
ورد ...
ويعود الورد لمنبته وتعود الحياه إليه ...
دلفت "ورد" لداخل بيتها تشعر بالأمان والراحه الذى إفتقدتهما بشده ...
جلست قليلاً برفقه والدها ملتزمه الصمت لبعض الوقت لتتخذ القرار بسؤالها لوالدها هذا السؤال الذى شغل تفكيرها منذ لقائها به لتردف بنبره مرتبكه خفق لها قلبها الصغير بقوة ...
ورد: بابا ... هو مين "يوسف" ده ...؟؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ابو ورد: جارنا هنا أعرفه من زمان من سنين و هو صغير ... بشوفه كل يوم فى صلاة الفجر ..
مجرد ذكره بحرصه على الصلاة وخاصه صلاة الفجر التى لا يداومها منافق مطلقاً أطلقت دهشتها وإعجابها معاً فلم يعد هناك من يلتزم بذلك إلا نادراً ...
ورد : كل يوم ..!! .. بيصلى الفجر فى المسجد كل يوم ...؟!!
ابو ورد: أيوة يا بنتى .. راجل بجد .. شال مسؤوليه أمه وأخته بعد وفاة أبوه ... وإشتغل .. عزيز النفس بصراحه ...
زادت إعجاباً به وفخراً بما فعله منذ صغره لكنها تعجبت من عدم ذكر والدها عنه من قبل ...
ورد: بس أنت عمرك ما إتكلمت عنه ..؟!!!
ابو ورد: مجتش فرصه بس ... يلا إدخلى إنتى إرتاحى ... أنا خليت "نجاح" تنقل حاجتك فى الأوضه إللى تحت عشان رجلك .. عارف إن السلم حيبقى صعب عليكى ...
ورد: تسلملى يا أحن أب فى الدنيا ... أنا داخله أرتاح شويه ..
ابو ورد: وأنا كمان حاسس إنى تعبت من السواقه حطلع أنام شويه ...
مع شعوره بالإعياء الشديد وإزدياد الالم الملم به جعله منهك غير قادر على الوقوف لكنه أخفى ذلك عن غاليته ولم يشأ أن يسبب لها القلق ...
حاول أن يستريح قليلاً على فراشه بعدما تناول من تلك تلك الأقراص المسكنه التى وصفها له الطبيب ، معلقاً عيناه بتعب لينال قسطاً من النوم فربما يرتاح قليلاً ...
____________________________________
ورد...
دلقفت لغرفتها الجديده بالدور السفلى ومازالت متعجبه بإستراب من حالها بتفكيرها الزائد بهذا الشاب الغريب عنها وكأن بينهما ألفه غريبه دون أن تعرفه من قبل ...
والأكثر غرابه هو كيف تميل بهذا الشكل له بعدما تصورت أنه بعد ما حدث مع "حسام" إنها لن تستطيع مجرد التفكير بأحدهم مطلقاً ...
كانت تشعر بالسعاده فقط لمجرد رؤيته لمرة واحده .. إبتسمت بمفردها تتذكر نظراته لها وإبتسامته الساحره ..
لتحرك رأسها نفياً رافضه ما شعرت به لأول مرة ...
ورد: هو إيه ده ...؟؟!!! لا لا طبعا مينفعش .... أنا لسه طالعه من المستشفى بعد إللى عمله "حسام" معايا ... أكيد مينفعش أفكر فى حد بالصوره دى .. ما يمكن يطلع زيه وأنا أعرف منين هو أنا كنت أعرف "حسام" ... زى برضه ما أنا مش عارفه "يوسف" ده !!!! .. بلاش هبل ...كلهم زى بعض ...
تذكرت حديثها مع "سماح" تكراراً وتكراراً .. بأن ليس كل البشر مثل بعضهم البعض وربما تقابل شخص يحبها ويصونها وينسيها الماضى كله ..
ورد: معقول !!!! .. ممكن ده ؟!! ... لالا .. مش وقته الكلام ده خالص .. أنا أنام و أرتاح أحسن ....
إستلقت "ورد" محاوله النوم .. فيكفيها تفكير حتى الآن ويكفى أنها ببيتها وبعيداً عن "حسام" إلى الأبد ...
____________________________________
شقه يوسف ....
بصوتها العال وقبل أن تصل لغرفتها أردفت "دعاء" على عجاله ...
دعاء: ماما أنا خلاص عملت الأكل ... حدخل أنام شويه لحد ما ييجى "يوسف" ...
ام يوسف: طيب يا "دعاء" ...
أغلقت "دعاء" باب غرفتها وأطفات الأنوار تحاول النوم لبعض الوقت لتستعد للسهر الليله للمذاكره قليلا قبل الإختبارات ...
دق هاتفها برقم غريب لتنظر لشاشته بإستراب وهى تقلب شفتيها ثم أجابت هذا الإتصال بحرص شديد كما علمها "يوسف" ...
دعاء: السلام عليكم ..
مرزوق: وعليكم السلام ... "دعاء" ..!!
دعاء بتعجب: مين معايا ...؟؟؟
مرزوق: أنا "مرزوق" ...
إعتلتها مشاعر مزيج بين الدهشه والغضب لتهتف به بحده ..
دعاء : مين ....؟؟!!! إنت جبت رقمى منين وإزاى تتصل بيا كده ...؟؟
مرزوق: إهدى بس يا "دعاء" ... أنا جبت رقمك من "مريم" بالعافيه بس أنا كنت عايز أتكلم معاكى ضرورى ...
دعاء: لو سمحت أنا مبحبش كده ويا ريت متتصلش بيا تانى فاهم ...
أنهت "دعاء" المكالمه بغضب واضعه الهاتف إلى جانبها مره أخرى ...
حين عاد "مرزوق" بالإتصال مره تلو المره فقررت "دعاء" الرد لتوبخه بشده تلك المرة حتى لا يتجرأ ويتصل بها مرة أخرى ...
دعاء: لو سمحت قلت لك متتصلش بيا تانى أنا مش من النوع ده من البنات و"مريم" أنا حعرف أحاسبها كويس إنها إدتك رقمى ...
مرزوق: إسمعينى بس حقولك إيه وبعدها إللى إنتى عايزاه حعمله .. أنا بجد معجب بيكى وبأخلاقك جداً وخصوصاً رفضك للكلام معايا ومع أى حد وعجبتينى أوى لما رفضتى أنى أقعد جنبك فى الباص ونفسى أتعرف عليكى أكتر وتعرفينى أكتر عشان أول ما أخلص السنه دى أتقدم لك رسمى ... لأنى مينفعش أتقدم لك وأنا لسه بدرس ... أنا لا بتسلى ولا بلعب ولا عايز أضايقك بمكالمتى بس قلت دى طريقه كويسه نتكلم مع بعض ونتعرف على بعض من غير أى مشاكل ... يا ريت تفهمى قصدى صح ...
صمتت "دعاء" مستمعه لتبرير مرزوق لها وسبب محاولته الإتصال بها ... نعم جذبها هذا الشاب بطريقته وخفه دمه وصراحته معها ...
إحساسها بأن هناك من يحبها و يهتم بها وبالتحدث معها أمر أحبته ولطالما احتاجته جداً ..
لكنها كانت دوماً خائفه من كذب الشباب وخداعهم للفتيات مثلما تسمع عنهم وعن لعبهم بعقول الفتايات ...
لكنه لا يطلب شئ سوى التحدث عبر الهاتف فقط ليعرفوا بعضهم البعض ...
ماذا سيحدث لو أعطته هذه الفرصه .. وأعطت نفسها فرصه لخوض هذه التجربه ...
دعاء: والمطلوب منى .... ؟؟
مرزوق: ولا حاجه بس نتكلم سوا وتردى عليا لما أتصل بيكى .. لحد ما أنتى تحبى تتصلى بيا ...
دعاء: بس ...!!
مرزوق: لا بس ولا حاجه لو فى يوم ضايقتك لأى سبب أنا مش حتصل تانى أو أفرض نفسى عليكى .. تمام ..
دعاء: تمام ....
سعد "مرزوق" بإستجابه "دعاء" له وبدأ بالحديث معها عن نفسه وعائلته وهى أيضاً تحدثت عن "يوسف" أخيها ووالدتها ووالدها الراحل كبدايه تعارف ثم أنهت المكالمه محاوله النوم الذى جافاها ...
فقد إنشغل ذهنها بـ"مرزوق" وحديثه اللبق عن عائلته الثريه ووضعهم المالى الجيد الذى سيتيح له خطبتها بعد إنتهاء دراسته هذا العام دون أى مشاكل تعترضه سواء فى الإمكانيات الماديه أو موافقه والديه ..كما أن فرصته للعمل بعد دراسته مضمونه جداً ....
____________________________________
يوسف...
عاد "يوسف" فى المساء إلى المنزل .. وبعد تناوله للطعام مع أمه وأخته فى صمت من جميع الأطراف إستأذن "يوسف" للذهاب إلى غرفته ...
تطرق لذهنه حديث "شريف" اليوم ليهمس متهكماً ...
يوسف: قال حب من أول نظره قال .... هو فيه كده غير فى الحواديت والأفلام ...
لاحت "ورد" الناعمه بعينيها الصافيتان كأنه محلق فى سمائهما ...
إبتسامتها الخجوله ورقتها الحالمه وكأنها من الأميرات بالقصص الخياليه ...
تسائل بداخله ترى ما سبب تلك الجبيرة التى وضعت بقدمها وهذا الجرح الغائر بوجهها ...
يوسف: شكلها عملت حادثه ولا حاجه ... بس ليه إتطلقت تانى يوم فرحها ... ليه ....؟؟
نهر نفسه عن تفكيره به قائلاً ...
( .... أنا بفكر فى إيه بس ... مينفعش أفكر فيها ... مش حتناسبنى أبداً .. لا ... مش حرتاح وأنا عارف أنى مش أول واحد فى حياتها ...)
ليعود موبخاً نفسه مرة أخرى ...
( ... هو أنا مالى شاغل نفسى بيها ليه ... ده أنا يا دوب شفتها النهارده ... أنا معرفش عنها أى حاجه ...)
نفض "يوسف" "ورد" عن أفكاره فإنشغاله بها غير صحيح من كل الجوانب .. وعليه التركيز فى سفره الأسبوع القادم إلى إيطاليا فعمله ومستقبله أهم ...
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• سأنتظر اللقاء ....••
شغل التفكير ذهن الجميع حتى تلك اللبقه "علا" فظلت ساهره تحدث صديقتها "لمياء" تستكمل محادثتها التى طالت لوقت طويل جعلها تغلق بابها لتشعر بأريحية أثناء حديثها ...
زمت "علا" شفتيها جانبياً وهى تتفكر بإحباط وخجل ...
علا : مش عارفه أعمل إيه ؟!!! .. محرجه جداً ...
بضيق أردفت "لمياء" لسلبيه "علا" وخوفها الشديد على غير عادتها ...
لمياء : محرجه إيه ...!!! إتلحلحى شويه لا يطير من إيدك ...
علا : انا رحت قعدت معاهم شويه وعملتلهم شوكليت كيك .... بس أول ما شفته معرفتش أتكلم معاه خالص ..
لمياء : لازم إنتى تخليه ياخد باله منك .... ده شكله بتاع شغل وبس ... إتحركى هو أنا برضه إللى حقولك تعملى إيه ده إنتى مخك يوزن بلد ...!!!
تمعنت "علا" قليلاً بحديث صديقتها فهى دوماً قادرة على الحديث وسلب عقل مستمعيها بإسلوبها المتمكن والمتعقل لكن ذلك يذهب سدى عند رؤيته فقط ...
أردفت "علا" مقترحه سبيلاً للوصول لـ"يوسف" ...
علا : بفكر أجيب له هديه ... أو أخليه يساعدنى فى أى حاجه ...!!!
لمياء : لا إستنى شويه على موضوع الهديه ده لما تعرفى هو بيحب إيه ... لو حيساعدك يساعدك فى إيه يعنى ...؟!!!
لمياء: مش عارفه !!!! ... ممكن أخليه يقدم لى فى الشركه عندهم عشان أشتغل مثلاً ...
إستحسنت "لمياء" تلك الفكرة الرائعه لتهتف بإيجاب ...
لمياء : فكره حلو برضه .. و أهو لو قبلتى بقيتى معاه على طول ...
علا : صح كده .. وأنا برضه خريجه تجارة يعنى ينفع أقدم عندهم فى الشركه ...
لمياء : خلاص حضرى ورقك و إطلبى منه يساعدك .. و أهو مره تطلبى ومره تسألى وهكذا .... وده يكون فاتحه كلام كل شويه يمكن ياخد باله ...
علا : خلاص بكره أستناه وأساله وهو راجع من الصلاه ...
لمياء : كويس أوى ... سيبينى أنام بقى تعبت ...
ضحكت "علا" لما تفعله بصديقتها التى منعتها من النوم لمساعدتها بالتقرب لـ"يوسف" ...
علا : بقى كده ماشى ماشى ... روحى نامى تصبحى على خير يا أختى ...
لمياء : وأنتى من أهله .. مع السلامه ..
علا : مع السلامه ...
رفعت "علا" كتفيها بغبطه وهى تتخيل تقربها من "يوسف" الذى بالتأكيد سيشعر بما يعتمل بقلبها من عشق ولوع تجاهه ... نعم لابد من ذلك ...
____________________________________
فرنسا ....
بعد عودة "لامار" من مكتبها وترتيبها لتلك السفرة الجديده بجولتها الرائجه لإكسابها خبرات متجدده بمجال عملها ، دلفت بهدوء راقى لمنزلهم بالمساء لتلقى التحيه على والدتها التى كانت تجلس تتصفح إحدى المجلات الإلكترونية التى تحبذها للغايه ...
لامار: مساء الخير ...
والده لامار: مساء الخير حبيبتى ... شغلك ده أخدك مننا خالص ...
وضعت "لامار" حقيبتها الجلديه الفاخرة فوق المنضده ثم جلست تزيح شعرها الأسود للخلف مستطرده ..
لامار: ولسه يا ماما ... أنا حسافر بكره تانى ... عندى مؤتمر مهم حيفيدنى أوى فى الشركه ...
رفعت والدة "لامار" حاجبيها بإندهاش مردفه ...
والده لامار: ده أنا وباباكى مسافرين بعد بكرة معقول حنبقى كلنا كده بعيد عن بعض ...؟!!!!!
لامار: ده شغل بابا وأنتى فاهمه .... سفريات كتير وشغل دبلوماسى .... وأنا كمان لازم أخلى الشركه بتاعتى أكبر وأكبر ....
والدة لامار: ربنا ينولك إللى فى بالك وتلاقى نصك التانى بقى ...
تعالت ضحكه "لامار" الرنانه وهى تسخر من هذا المجهول الذى ستقترن به يوماً ما ....
لامار: نصى التانى !!!! ... ده إللى أتجوزه ده لازم دماغه تبقى فى حته تانيه ... ولسه ملقيتهوش .... بس أوعدك أول ما ألاقيه حمسك فيه بإيدى وسنانى وميهمنيش على فكره ...
والده لامار: بنتى ومجنونه وأنا عارفاكى ....
____________________________________
اليوم التالى ...
بيت عبد المقصود العالى ...
إستيقظ متعب للغايه فالألم أصبح شئ ملازم له بصورة مقيته ، تناول أحد الأقراص المسكنه فوراً فليس اليوم مناسب لأى نوع من التراخى إطلاقاً ...
فاليوم يجب أن يتمم بيع المصنع ووضع النقود بإسم "ورد" بالبنك كما خطط .. لكنه قبل ذلك يجب أن يوضح سبب ذلك لـ"ورد" ...
أخذ يفكر كثيراً كيف سينقل لها خبر أن "محمد" ليس أخيها وأنه قد طلق "ناهد" ... خاصه وهى بهذه الحاله الصحيه .. أسيرهقها بهذه المشكلات الآن ...؟!!
أم يكفيها ما تشعر به ولا يزيدها ألماً ...؟!!
أصبح قلقاً من مستقبل إبنته فهى على كل ذلك قد وصمت فى هذا المجتمع المتحجر بلقب (مطلقه) ...
إرتدى ملابسه سريعاً وتحرك نحو غرفه "ورد" بالدور السفلى متفكراً بإسلوب يبسط لها الأمر به ....
____________________________________
ورد ...
إستيقظت "ورد" بعد ليله طويله تخللها إستيقاظ متكرر كعادتها هذه الأيام فقد كانت أحلامها كلها مفزعه خاصه عندما يظهر فيها وجه "حسام" الذى أصبح يصيبها بالرعب ...
أبدلت ملابسها بصعوبه خاصه فمازال ذراعها مضمد بتلك اللفافه وجبيرة قدمها ثقيله للغايه ...
طُرق الباب بخفه بثلاث طرقات إتسعت لهم إبتسامتها فتلك طرقه والدها المميزة لتردف بنبره فرحه ...
ورد : إتفضل يابابا ...
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ابو ورد: صباح الخير يا وردتى ... عامله إيه النهارده ...؟!!!
ورد: الحمد لله ...
تمعنت "ورد" قليلاً بملامح والدها المتعبه لتهتف بقلق ...
ورد: مال وشك أصفر ليه كده يا بابا ...؟!!
ابو ورد: مفيش حاجه يا بنتى ... أقعدى كنت عايزك فى موضوع مهم ...
ورد: خير يا بابا فيه حاجه ...؟؟
ابو ورد: حصلت بس شويه مشاكل كده وأنتى فى المستشفى وو .... أنا طلقت أم "حسام" ..
لقد لاحظت بالفعل غيابها عن المنزل لكنها لم تتوقع ذلك مطلقاً لتهتف مندهشه بغير تصديق ...
ورد : إيه ...؟؟؟ ..بسببى مش كده ...؟؟
إحساسها بالذنب جعلها تظن أن ما حدث لها سبب تلك الفجوة بين والدها وزوجته لتسقط عيناها أرضاً بتحسر على ما فعلته بحياة والدها حينما نفى "عبد المقصود" ذلك على الإطلاق فلا سبب لها بغدر وكذب تلك المرأه ...
ابو ورد: لا يا حبيبتى .. مش أنتى السبب خالص ...المهم فيه مشوار مهم لازم أنا وأنتى نعمله النهارده ..
ورد: بجد ... مشوار ....!!! مشوار إيه ...؟؟
ابو ورد: أنا خلاص حبيع المصنع وححط الفلوس وديعه فى البنك بإسمك أنتى بس ...
لم يكن موضحاً بالقدر الكافى ليترك تساؤلات كثيرة بعقلها ، لم طلق زوجته بتلك السرعه ولم سيبيع مصنعهم ووضع المال بإسمها بالبنك ... لم سيقدم على تلك الخطوة المفاجئه والتى لا سبب ولا مبرر لها ...
ورد: ليه عملت كده يا بابا ...؟؟
ابو ورد: حبقى أفهمك كل حاجه بعدين .. بس دلوقتى تيجى معايا البنك عشان نخلص إجراءات الوديعه دى ... إنتى دلوقتى مش قاصر ولازم تيجى معايا ..
ورد: بس يا بابا ...؟!!!
ابو ورد: مش عايزك تجادلينى إسمعى الكلام على طول .. مش عايز نقاش ..
لم تكن يوماً تناقشه أو تعارضه بل دوماً ما كانت تنصاع لرغبته دون إبداء أي رفض أو إمتعاض لأنه بالتأكيد يعلم ما لا تعلمه هى لتردف بإنصياع تام ...
ورد: إللى تشوفه يا بابا ..
إكتفى "عبد المقصود" بهذا التوضيح البسيط لـ"ورد" وقرر الشرح لها فيما بعد لكن خطوة اليوم مهمه للغايه ولا يجب تأخيرها ...
____________________________________
تحامل "عبد المقصود" على نفسه متحملاً آلامه ليتقابل مع "حنفى" المحامى ومعه إبنته "ورد" ودون أن يظهرها لها سبب هذا القرار المفاجئ والغير منطقى إطلاقاً لـ"ورد" قد أتما بيع المصنع وتحويل المبلغ المطلوب فى حساب بإسم "ورد" كوديعه هى فقط المتصرف الوحيد بها ..
شعرت "ورد" بالقلق تجاه تصرف والدها هذا لكنها لم تشأ معارضته لأنه بالتأكيد له أسبابه التى جعلته يقوم بهذا الأمر ... خاصه وهى ترى صحته ليست مثل سابقها وأنه يخفى عنها شئ ما ...
____________________________________
يوسف ...
بعد عودته من صلاة الفجر تحضر للذهاب للشركه بموعده الروتينى ككل صباح ...
هبط درجات السلم بهذا الوقت الساكن للغايه حين إستمع لباب شقه جيرانهم تفتح قبل أن يصل إليها ...
طلت "علا" بطولها الفارع واقفه بإبتسامه عريضه تنتظره بهدوء ...
نكس "يوسف" عيناه إحتراماً وتأدباً وهى يلقى السلام قبل عبوره من جوارها ...
يوسف : السلام عليكم ...
صوته سمفونيه شجيه طربت آذانها وخفق لها قلبها وهى ترد التحيه بود بالغ ...
علا: وعليكم السلام ...
مر "يوسف" من أمامها متخذاً طريقه للعمل حين إستوقفته "علا" مناديه إياه ...
علا : "يوسف" ....
توقف "يوسف" ليلتفت نحوها قائلا ببسمه دبلوماسية ...
يوسف: خير يا "علا" فيه حاجه ...؟؟.
تنحنحت قليلاً قبل أن تستجمع نفسها المبعثرة بحضورة وهى تردف بإرتباك لا يليق بها ...
علا: كنت عايزة أطلب منك طلب ... بس خايفه أكون بتقل عليك ...!!!
يوسف مجامله: لا طبعاً إزاى ... إتفضلى ...
علا : أنا بقالى فترة بدور على شغل وكنت عايزاك لو ممكن يعنى ... تقدمى لى ورقى عندكم فى الشركه يمكن ألاقى شغل ...
مثلما ساعده "عبد المقصود" لن يبخل عن غيره بمساعدته ليهتف بترحاب شديد فجميعنا مسخرون لخدمه بعضنا بعضا ...
يوسف: أه طبعا تحت أمرك ...جهزى أنتى بس الورق وأنا أخده منك وإن شاء الله لو فيه نصيب تلاقى شغل كويس ...
علا : يا ريت ... أنا مستنيه فعلا النصيب ده ....
يوسف: ربنا يوفقك .. بعد إذنك عشان متأخرش ...
أومأت "علا" بخفه متفهمه ليغيب عنها "يوسف" ذاهباً لعمله تاركاً إياها تعبث بأحلامها مع هذا الشاب الذى امتلك قلبها وعقلها ظناً منها أنها تتقرب له خطوة بخطوة ...
____________________________________
البنك ....
بعد إتمام تلك البيعه ووضع الوديعه بالبنك إصطحب "عبد المقصود" لإبنته بسيارته متجهاً صوب البيت ...
لم تتحمل "ورد" البقاء صامته بتلك الصورة فعليها فهم سبب كل ذلك الأمر فلا داعى لهذا الغموض ...
ورد: ممكن تفهمنى أى حاجه يا بابا ....؟؟
هو متفهم لذلك تماماً لكن يبدو أنه من الأفضل ألا تعلم شيئاً الآن حتى يستكمل بقيه مخططه الذى سيطمئن عقله وقلبه عليها أولاً فبالتأكيد ستعارض ما يفكر به لكن ذلك هو الحل الأمثل لأمانها وحمايتها ...
ابو ورد: بصى يا بنتى كل إللى أقدر أقولهولك دلوقتى إن فيه حاجات عايز أعملها وعايزك تثقى فى إللى بعمله من غير ما تفكرى وحبقى أشرح لك كل حاجه فى وقتها ...
ورد: خلاص إللى تشوفه يا بابا ....
اعتقدت "ورد" أن أبيها قد فعل كل ذلك بسبب ما حدث بينه وبين "ناهد" وطلاقهما ...
ولهذا أراد أن يحفظ لـ"ورد" حقها لكن لماذا وضع كل أمواله بإسمها هى فقط ... أين حق أخيها ؟!!! ... ربما لصغر سنه و أن "ورد" ستتكفل به وتعطيه حقه عندما يكبُر خوفاً من "ناهد" وما يمكنها فعله .. ربما .. هكذا ظنت وأرجعت سبب تصرف والدها بهذه الطريقة ...
____________________________________
الشركه الأقصى ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
إنتصف النهار وتعامدت تلك الشمس الحارقه بوسط السماء الصافيه ...
نظر "يوسف" لساعه الحائط المعلقه بالمكتب للمرة العاشرة ربما ثم هتف بحماس بالغ ...
يوسف: إيه يا "شريف" .. مش جعان النهارده ولا إيه ....؟؟
تعجب "شريف" من سؤال "يوسف" لأول مرة عن الطعام فهو دوماً من يحثه على ذلك ولم يهتم مطلقاً بالطعام وموعده من قبل ...
شريف: جعان .. .!! .. غريبه إنت إللى بتسـأل النهارده ...؟؟
بإنكار غريب وتعجب مزيف من إندهاش "شريف" عن سؤاله أردف "يوسف" معللاً ذلك ..
يوسف: ولا غريبه ولا حاجه ... بس مفطرتش كويس .. ومعاد البريك جه ..
شريف: طبعاً جعان ودى فيها كلام دى ...
إبتسم "يوسف" قائلاً بحماس ..
يوسف: طب يلا ....
ألقى "شريف" الملف الذى كان يحمله بيده بسرعه فوق المكتب ...
شريف: يلا ...
____________________________________
المطعم ...
لم يدرى لم كان متلهفاً للمجئ للمطعم بتلك الصورة ، بل ولم شعر بهذا الضيق الذى إكتسح نفسه فور أن نظر حوله بزائرى تلك الطاولات من حوله ...
بضيق بالغ أردف "يوسف" بصوت محبط للغايه ...
يوسف: "شريف" .. إتغدى إنت أنا مش جعان ...
ذهل "شريف" تماماً من حال صديقه فمنذ دقائق قليله كان جائع ومتحمس للغايه لتناول الطعام ليهتف به متعجباً من تغير حاله للنقيض تماماً ...
شريف : الله !!!!! ... ما أنت كنت لسه حتموت من الجوع دلوقتى ... إيه إللى حصل ..؟؟
يوسف : محصلش حاجه .. بس حاسس زى ما تكون نفسى إتقفلت كده ...
شريف: غريبه ... طب إستنى حتى أجيب ساندوتش ولا حاجه ونطلع سوا ..
لوح إليه "يوسف" بيده رافضاً وهو يتحرك بذات اللحظه إلى خارج المطعم دون التمهل أو الإنتظار ...
يوسف: لا .. كل إنت براحتك أنا حسبقك ..
تركه "يوسف" عائداً إلى الشركه وقد تملكه شعور عظيم بالخيبه ، لاح بعقله تساؤل غير منطقى بالمرة فلم يشعر بالخيبه والإحباط لعدم رؤيتها الآن ، ولم كان ينتظر رؤيتها أو مقابلتها مرة أخرى ...؟!!
يوسف: هو أنا كنت مستنى إيه ...؟؟؟ وكنت بدور عليها ليه أصلاً ... وليه زعلت لما ملقتهاش ...؟!!!
تعجبه كان من حاله وليس من عدم وجودها ليظل شارد الذهن حتى عودة "شريف" الذى لحقه مباشرة فور إحضار بعض الطعام لتناوله بالمكتب ..
شريف: بجد مستغربك يا "يوسف" ...
يوسف بضيق: لا تستغرب ولا حاجه .. نفسى إتسدت وخلاص ...
بضيق بالغ جلس "يوسف" فوق مقعده عابثاً بأزرار حاسوبه فهو نفسه لا يجد سببا مقنعاً لما فعله منذ قليل ....
شريف: عموما جهز نفسك السفر الخميس الجاى ...
يوسف بإقتضاب: تمام ...
ردوده المقتضبه جعلت "شريف" يلتزم الصمت تماماً فلا داعى لإثارة حنقه أكثر من ذلك ...
____________________________________
شقه يوسف ...
بتكاسل شديد ظلت "دعاء" متملله بفراشها لوقت متأخر حتى دلفت والدتها إلى غرفتها تطمئن عليها ففى الغالب تستفيق بوقت مبكر عن هذا الوقت ...
ام يوسف: مالك يا "دعاء" مرحتيش الكليه النهارده ليه ....؟؟
دعاء: أبداً يا ماما مصدعه شويه ..
ام يوسف: طب قومى إتحركى كده وأنتى تبقى كويسه بلاش النوم ده ...
بمزاح لطيف عقبت "دعاء" على نصيحه والدتها ...
دعاء: حاضر .. شويه كده وحقوم أرقص ..
صرخت بها والدتها بضيق من طريقتها المزحه طوال الوقت ...
ام يوسف: دعااااء ..!!!
دعاء : بهزر معاكى يا ماما .. مال الصداع ومال الحركه ..؟؟
ام يوسف: هو كده .. إتعودنا كده طول عمرنا ... إتحركى و إعملى أى حاجه حتلاقى الصداع راح ...
بتعجب من علاج والدتها الغريب أردفت بتهكم وقد عقصت وجهه المازح بصورة تدعو للاشمئزاز ...
دعاء: ده طب الفراعين ده ولا إيه ...؟؟؟ فيه حاجه اليومين دول يا حاجه اسمها مسكن ... بتخلى الصداع يروح ..
ام يوسف: بلاش غلبه وقومى بلاش كسل ...
تحركت أم "يوسف" مستنده إلى عصاها نحو المطبخ لتبدأ فى تقطيع الخضروات لحين لحاق "دعاء" بها ...
لم تجد "دعاء" بُد من أن تلحق بوالدتها لمساعدتها حين دق هاتفها برقم "مرزوق" ....
دعاء: السلام عليكم ...
مرزوق: وعليكم السلام ... ده إيه الصباح الجميل ده ..
دعاء: يا سلام .. للدرجه دى .. أنا مباكلش من الكلام ده ..!!!
مرزوق: ده مش كلام .. ده طالع من قلبى ... أخبارك إيه النهارده ..؟!!
دعاء: تعبانه والله مصدعه من سهر إمبارح وأنا بذاكر ..
مرزوق: ألف سلامه عليكى أجيب لك دواء ..؟؟
دعاء: لا طبعاً تجيب إيه ..؟؟ ولا تهوب ناحيه بيتنا من أساسه ..
مرزوق: كنت بس عايز أطمن عليكى ...
دعاء: لا متقلقش إتطمن ...
مرزوق: أنا كنت بطمن عليكى مقدرش أبدأ يومى من غير ما أقولك صباح الخير و أسمع صوتك ...
إهتمامه بها أشعرها بوجودها ، إحساس غريبه أحبته للغايه وإحتاجته بالفعل لترتسم إبتسامه خفيفه على ثغرها سرعان ما أفاقت لنفسها لتستكمل حديثها معه مصطنعه الجديه ...
دعاء: وخلاص صبحت !!!! .. يلا سلام ورايا حاجات كتير فى البيت ..
مرزوق: سلام ...
____________________________________
لامار ....
بعد إنتهاء لقائهما بالمكتب تفاجئت "لامار" بطلب "آدم" ...
آدم: أظن إنك هنا النهارده ومش وراكى سفر .. ممكن بقى نتغدى النهارده مع بعض ...
لم تجد لامار بُد من موافقتها .. خاصه وأنها لم ترى منه أى سوء .. فقررت خوض التجربه فربما تظن به ظن خاطئ ...
لامار : موافقه .. حنتظرك الساعه ثلاثه هنا الشركه عندى ونروح سوا ...
آدم: تمام .. حعدى عليكى فى المعاد ...
فى الوقت المحدد ...
مر "آدم" بـ"لامار" ليصطحبها لتناول الغذاء سوياً حين أردف بخيلاء ...
آدم: شفتى مواعيدى مظبوطه إزاى ...؟؟؟
لامار : أينعم إحنا فى فرنسا بس زى ما بيقولوا مواعيد انجليزى ...
آدم: إتفضلى .. أنا اعرف مطعم جميل جداً ..
لامار : وهو كذلك ...
توجه "آدم" و"لامار" إلى أحد المطاعم الفاخرة لتناول الطعام مع تعامل "آدم" الراقى للغايه مع "لامار" بصورة أبهرتها حقاً ..
مما جعلها تبدأ تغير تلك الصوره السيئه التى أخذتها عنه وأنه ليس ثقيل الظل الى هذه الدرجه ...
بعد الإنتهاء من تناول الطعام أوصل "آدم" "لامار" مره أخرى إلى شركتها لتستقل سيارتها نحو المنزل ...
لامار: مساء الخير ...
والد لامار: مساء الخير ...
نظرت "لامار" لتلك الحقائب الموضوعه بالزاويه قبل أن تسأل والدها بلطافه ...
لامار : خلاص حضرتوا نفسكم للسفر ...؟!!!
والد لامار: ما تيجى معانا تغيرى جو ...؟؟
لامار: عندى شغل كتير جداااا الفتره دى ومقدرش أغيب أسبوعين بحالهم .... روحوا إنتوا ..
والد لامار: ماشى .. إحنا طالعين المطار كمان نص ساعه ...
لامار: حاجى أوصلكم طبعاً ...
والد لامار: أكيد ... أخبار الشركه إيه ...؟؟
لامار: مكنتش متخيله كم الطلبات للتعاقد مع شركتنا بالصوره دى ... بجد مبسوطه جداً .. ده حتى فيه مؤتمر كويس أوى حيعرضوا فيه طرق جديده لجذب إنتباه العملاء الأسبوع الجاى مش لازم أفوته أبداااا ...
بفخر شديد أردف "نشأت" متباهياً بذكاء إبنته وقدرتها على خوض تلك التجربه بنجاح ...
والد لامار: أنا عارف إنك قد المسؤليه وحترفعى راسى ... خصوصاً لما نسافر مصر ..
رفعت "لامار" كفيها بحالميه وهى تستطرد بإنفعال وحماس شديدين ....
لامار: أهى السفريه دى لا يمكن أفوتها أبداً ... وقتها حكون مجهزة نفسى من قبلها لأن مصر وحشتنى جداً وخصوصاً إسكندريه .... أنا ممكن أعمل شغل كويس أوى هناك ...
والد لامار: طيب يلا إستعجلى والدتك عشان منتأخرش ...
لامار: تمام ثوانى حروح أناديها ....
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الثالث عشر ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• هل دق القلب ...؟؟!••
فى المساء ...
ربما عيبه الوحيد الذى يعترف به حقيقه هو عدم التجاوز ، لا يستطيع تجاوز ضيق حل به أو فكرة سيطرت على عقله وتصبح هى شاغله الشاغل طوال الوقت ...
عاد "يوسف" بعد إنتهاء عمله بالشركه إلى بيته لكن أثر ضيقه الذى حل به ظهيره اليوم مازال مؤثراً به ...
صعد درجات السلم بتجهم تام حين سمع صوت "علا" تهتف بإسمه أمام باب شقتها مرة أخرى ....
إضطر "يوسف" على رسم إبتسامه مجبره على ثغره لتحيتها ...
يوسف: السلام عليكم ...
علا : أنا حضرت الورق أهو .. معلش حتعبك معايا ...
يوسف: تعبك راحه ...
تاهت كلماتها برد "يوسف" المجامل حتى أنها أخذت تبحث عن أى سؤال يخطر ببالها فقد تناست ما قد حضرت نفسها لقوله تماماً ...
علا : ااااا .... أنا ... أنا خريجه تجارة .. يعنى ممكن يكون فيه وظيفه عندكم صح ..؟؟!!!!
يوسف: إن شاء الله خير ...
إستأذن "يوسف" منها صاعداً نحو شقتهم ليقابل والدته و"دعاء" ويطمئن عليهم لتقابله "دعاء" بالباب وهى تقف تتوسط خصرها بكفيها وهى تحرك حاجبيها إستفزازاً لـ"يوسف" مازحه ...
دعاء: أيوة يا عم ماشيه معاك ... شايفاك واقف مع "علا" ...
أنهت عبارتها وهى تغمز بعينها مازحه معه ، لكنه لم يتقبل دعابتها ككل مرة وأردف بنبره مختنقه ...
يوسف : بقولك إيه يا "دعاء" أنا مش فاضى لك ... دى كانت عايزانى أقدملها على شغل فى الشركه ...
رد "يوسف" المقتضب وعدم تحمله لمزاحها الثقيل جعلها تعقب بجديه لشعورها بأن هناك أمر ما يضيق نفسه ...
دعاء: هو أنا قلت حاجه !!! ... أنا كنت بهزر معاك .. مقصدش أزعلك ...!!
أحس "يوسف" أنه زادها بحدته الغير مبرره وأن "دعاء" لا ذنب لها بضيقته التى لا يستطيع تجاوزها منذ الصباح ليردف معتذراً ...
يوسف: معلش يا "دعاء" .. كنت مضغوط فى الشغل أوى النهارده عشان سفر يوم الخميس ...
لم تكن تنتظر منه سوى تلك الكلمات البسيطه لتنفرج شفتيها عن إبتسامه رضا وهى تستطرد ...
دعاء : معلش ... أنا برضه زودتها شويه .. بس أصل "علا" حتموت عليك بجد ..
لم يستسغ مزاح "دعاء" الثقيل بموضوع مثل هذا ليردف بنبره تساؤل تحمل معنى لا يمكن ذلك ...
يوسف : إيه الكلام إللى إنتى بتقوليه ده ... لأ طبعاً ....؟؟
دعاء: طب بكره تشوف ... ده باين وباين وباين كمان ...
يوسف: بطلى هبل وحضريلى الغدا أحسن مكلتش حاجه من الصبح ...
دعاء: ثوانى ...
تبع "يوسف" أخته نحو الداخل وهو يحدث نفسه بإستراب مما قالته منذ قليل ...
يوسف: مجنونه دى ولا إيه ؟!!!!! .. "علا" .. بتحبنى أنا ...؟!!!!
بعد تناول طعامه وخلوه بنفسه بغرفته تناسى تماماً "علا" وما قالته "دعاء" عنها وتذكر شئ واحد فقط ...
تلك الفاتنة ذات العيون الزرقاء ، أخذ يؤنب نفسه على إحساسه اليوم وإنتظاره لرؤيتها مره أخرى ....
وماذا لو رآها ....؟!! ما الذى سيتغير ....؟!! فمازال عقله يرفض تقبل ما مرت به ... ، لم ذهب من الأساس للبحث عنها ؟!! .. وكيف سيطرت على تفكيره على الرغم من رؤيتها لمرة واحده فقط .... لم يريد رؤيتها ثانيه إذا كان يرفضها !!!!! ...
شعر بأنه يسير فى متاهه ويجب أن يخرج منها بعقله مثلما إعتاد دائماً وعليه ألا ينساق وراء طريق لا يرضاه ولا يتقبله ...
____________________________________
أسبوع آخر يمر تلتئم به الجروح ويتناسى به الألم ...
إستطاعت "ورد" بتلك الأيام التعود على حركتها بمفرده مستخدمه عكازها تتكئ عليه لكنها بداخلها تتوق لموعدها بالمستشفى لإزاله تلك الجبيرة المتبقيه وتتحرر تماماً من تلك القيود التى سجنت بها لوقت طويل ...
ولم يكن موعدها فقط هو ما تنتظره بل اليوم أيضاً ستتقابل مع "سماح" بجلسه جديده فمازال بداخلها حديث تود لو أن تخرجه من داخلها وتتحدث به عن أشياء تشعر بها تتمنى لو تشاركها مع أحدهم ، ولن تجد أفضل من "سماح" لذلك ...
____________________________________
عانى "عبد المقصود" من بعض النوبات المؤلمه ومازال يخفى مرضه عن الجميع فلا يشغل فكره سوى "ورد" وحياتها من بعده فقد أدرك أن الموت قادم قريباً لا محاله .. لم يستطع ذلك إقصاء الصغير "محمد" عن البيت حتى بعد تأكده أنه ليس ولده فهذا الصغير لا ذب له ...
____________________________________
تهربت "ناهد" من بقائها مع "حسام" بمكان واحد فقامت بإستئجار إحدى الشقق المفروشة بالقرب من سكن "حسام" حتى تستطيع المرور به من وقت لآخر يخططان ويدبران للتمكن من "ورد" لكنهم بإنتظار تماثلها للشفاء أولاً لينفذوا مخططهم الشيطانى ...
قضى "حسام" معظم وقته مغيباً بإدمانه للخمور والمخدرات التى إكتسحت حياته منذ زمن طويل ...
____________________________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
حاول "يوسف" التركيز بعمله فقط مقصياً تلك الأفكار التى تعصف به من وقت لآخر بتمنيه للقاء آخر ثم يعود معنفاً نفسه على ذلك فعليه تحديد طريقه بعيداً عن تلك الأفكار الغريبه ...
حاول كذلك مساعده "علا" بتقديم أوراقها بالشركه لكن لم تتاح فرصه بعد لها فجميع الوظائف مشغوله ...
إستعدا "يوسف" و"شريف" للسفر إلى إيطاليا للانتهاء من مراجعه تلك العقود الخاصه بالشركه بسفرتهم القصيرة ...
____________________________________
شقه يوسف ...
وقف "يوسف" بباب الشقه مودعاً والدته وأخته قبل التوجه للمطار صباح اليوم ، لم يستطع إيقاف إنهمار دموع والدته الحارة وهى تبكى مودعه إياه ...
ام يوسف : خلى بالك من نفسك يا إبنى
... ؟؟
يوسف: كفايه بقى يا ماما دول يا دوب كام يوم ..
ام يوسف: أصل دى أول مره تبعد عنى كده ...
رفعت "دعاء" حاحبيها بإندهاش من تلك المشاعر الجياشه والتأثر المبالغ فيه من قبل والدتها فـ"يوسف" لن يغيب أكثر من أسبوع واحد ...
دعاء: أمال حتعملى إيه لما يتجوز .....؟؟؟!!!!
ام يوسف: يتجوز معانا هنا ..... دى شقتنا كبيرة أوى الحمد لله .. دى خمس أوض .... دى هى دى إللى طلعنا بيها من الدنيا ...
دعاء: الشقه هنا قديمه أوى يا ماما دى بتاعه جدى الله يرحمه ...
ام يوسف: ولو ... وشقه "يوسف" بعد كده .. حيتجوز معانا هنا ...
ضحك "يوسف" على مشادتهم الظريفه وهو يضرب كفيه بعضهما البعض ...
يوسف: إحنا فى إيه ولا فى إيه بس !!! ... خلينا فى السفر ... أنا نازل خدوا بالكم من نفسكم وأنتى يا "دعاء" خدى بالك من ماما كويس ...
دعاء: متخفش يا "يوسف".. خد بالك إنت من نفسك ...
يوسف: لا إله إلا الله ...
"محمد رسول الله ..."
تركهم "يوسف" متجها نحو المطار لمقابله "شريف" وإستقلال طائرتهم المتجهه اليوم إلى ايطاليا ..
ورغم حزنه لفراق أهله لأول مره إلا أنه سعيد لخوض تجربه السفر فطالما أراد ذلك لكن إلتزامه مع أهله جعله دوماً يتراجع ، وربما تكون فرصه جيده للإبتعاد بتفكيره بتلك الحسناء رغماً عنه ، تلك الناعمه التى سيطرت عليه منذ لحظه وقوع عينيه عليها ، فمنذ ذلك اليوم يبحث عنها دون قصد منه يومياً حين يحين موعد تناول الطعام وذهابهم إلى المطعم ..
وكلما ذهب يبحث عنها لكنه يشعر بخيبه حين لا يجدها لكن ما أقلقه حقاً هو غياب والدها كثيراً بصلاة الفجر كما إعتاد لهذا قرر حين عودته السؤال عنه فهو لا ينقطع أبداً عن المسجد ولابد أن شئ عظيم سبب ذلك ...
قابل "شريف" صديقه "يوسف" مرحباً به ...
شريف: حبيبى ... تعالى تعالى ...
يوسف: إنت هنا من بدرى ولا إيه ...؟؟
شريف: لا لسه واصل ... يلا بينا ..
بدأ "يوسف" و"شريف" إجراءات سفرهم إستعداداً للإقلاع مع إنبهار يوسف بالطائرة وحجمها عن قرب ، جلس إلى شريف مستمتعاً بتلك الأجواء الجديده عليه ...
____________________________________
بيت عبد المقصود العالى ...
بحماس مفرط خرجت "ورد" ترتدى فستان طويل أسود اللون به زهور ورديه كبيرة لاقت لها كثيراً ، إستندت على عصاها لآخر يوم فبعد قليل ستتحرر من تلك الجبيرة التى تقيدها ، ستعود كما كانت كالعصفورة الطليقه محلقه بخفه ...
إحساس العافيه مبهج للنفس لا يشعر به سوى العليل ، فكم من نعمه نفيض بها لكننا غافلون عنها ...
أعادت خصله شعرها الذهبى للخلف وهى تردف بنعومه ..
ورد: أنا جاهزه يا بابا ..
ابو ورد: يلا يا بنتى .. نادى السواق الجديد يحضر العربيه لأنى مش قادر أسوق خالص ....
قلبت شفتيها إستياءً بحاله والدها الذى يرفض أن يخضع لفحص الطبيب لمعرفه مما يعانى ...
ورد: أنا مش عارفه يا بابا مالك بجد اليومين دول !!!! .. ما تيجى نكشف طالما حنبقى فى المستشفى ...!!!
ابو ورد: ده حاجه متستاهلش .. الضغط عالى بس اليومين دول متشغليش إنتى بالك ...
ورد: طيب يا بابا إللى تشوفه ...
إستقلا السيارة متجهين نحو المستشفى برفقه السائق الجديد ، دلفت إلى المستشفى للمرور بالطبيب المعالج لها ليزيل تلك الجبيرة أولاً ...
الطبيب: حمد الله على سلامتك ...
ورد: أنا مش مصدقه إنى حقدر أمشى على رجلى من تانى ... الحمد لله ...
الطبيب : بس يا ريت مترهقيش نفسك ..
ورد: إن شاء الله ...
رسم "عبد المقصود" إبتسامه مرهقه للغايه سعيداً بعودة "ورد" لطبيعتها حين أخبرته بحماس طفله ...
ورد: شفت يا بابا ... الحمد لله ...
أبو ورد : الحمد لله يا بنتى ... روحى إنتى معادك مع الدكتوره "سماح" وأنا حستناكى فى الإستقبال ...
ورد: حاضر يا بابا ...
سارت بخطوات ثقيله تجاه مكتب "سماح" فمازالت تشعر ببعض الثقل الخفيف بساقها لكنها سعيدة للغايه لأنها تخطو خطواتها دون مساعده ...
طرقت الباب بخفه لتستمع لصوت "سماح" الشجى من خلف الباب تسمح للطارق بالدخول ...
سماح: إدخل ..
طلت "ورد" بوجهها المبتسم وطلتها المريحه للنفس قائله ببهجه ...
ورد: أنا جيت ..
سماح: "ورد" ...!!!! .. إيه ده ما شاء الله إنتى فكيتى الجبس أخيراً ..
ورد: أيوه الدكتور قالى أنى خلاص مش محتاجه الجبس ده بقى ما أنا بقالى شهر أهو ...
بملامه خفيفه إستطردت "سماح" حديثها وهى تدعو "ورد" للجلوس مشيرة لها بكفها ...
سماح: وحشتينى على فكره .. إيه مش بتتصلى بيا ليه ....؟؟
أجابتها "ورد" ساخرة من نفسها ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ورد: أصل أنتى متعرفينيش .. أنا مش النوع بتاع الموبايلات ده خالص ودايماً بنساه .. عارفه .. ده أنا حتى كالعاده إفتكرته لما دخلنا المستشفى ونسيته برضه فى البيت ...
سماح: ماشى يا ستى ... إحكيلى بقى على كل حاجه بالتفصيل ...
جلست "ورد" جلسه أقرب لجلسات الأصدقاء مع "سماح" لتتحدث معها عن طلاق والدها من "ناهد" الذى لم تعلم سببه حتى الآن كذلك عن مقابلتها لـ"يوسف" فى المطعم هذا اليوم ..."
سماح: إنتى قلتى لى إسمه إيه ...؟؟
ورد: "يوسف" ... مش عارفه ليه حاسه زى ما أكون عارفاه من زمان ...!!!
سماح: ما تسمعيش عن حاجه إسمها الأرواح بتتلاقى ..
بإندهاش تسائلت "ورد" عن ذلك المصطلح الغريب تستفسر عن مقصدها به ...
ورد : الأرواح بتتلاقى ...!!!!
سماح: أيوه ليه لأ ..
هى لم تدرى بعد إن كانت تخطت ما حدث مع "حسام" أم لا ... لكنها تدرك تماماً أنها وصمت بلقب لم تختاره ( مطلقه) لتردف بنبره تعسه للغايه ...
ورد : متنسيش أنى دلوقتى مطلقه .. إيه إللى حيخلى واحد زى ده ممكن يفكر فى واحد زيي ...؟!!
سماح: إسمحيلى يا "ورد" إللى يفكر بالتفكير ده يبقى راجعى .. يعنى إيه يحكم على واحده من مجرد تجربه فاشله مرت بيها ... وبعدين إنتى جميله ومتعلمه ورقيقه أوى .. أى حد يتمنى فعلاً إنسانه جميله زيك .. خليكى واثقه من نفسك ...
ورد: أنا بحاول فعلاً ...
نظرت "ورد" لساعه يدها قبل أن تعتذر من "سماح" للعودة لوالدها منتظراً بالأسفل ....
ورد: معلش بقى أستأذن أنا عشان بابا مستنينى تحت ..
سماح: ماشى بس أبقى إفتكرى الموبايل وكلمينى ..
ورد ضاحكه: حاضر .. إن شاء الله ...
____________________________________
إيطاليا ..
هبطت الطائرة مطار روما الإيطالي وسط إعجاب الرفيقين بتلك المدينه الرائعه وربما زاد إعجابهم بها أنها سفرتهم الأولى وكل ما بها مبهج للغايه ..
إستقلا إحدى سيارات الأجرة نحو الفندق الذى تم حجزه لهما ليستريحا قليلاً من السفر قبل بدء عملهم ...
دارت عينا "شريف" بالغرفه من حوله ثم جلس بالمقعد الوثير بقرب النافذة وهو يتحدث بإعجاب واضح بتلك البلده ...
شريف: حلوة إيطاليا .. نخلص بقى بكره شغلنا ونلف أنا وإنت نتفرج عليها ..
قلق "يوسف" من تركه لوالدته المريضه واخته الصغرى بمفردهما وشعوره بالمسؤولية تجاههم جعله يشعر بأنه لا يجب عليه سوى العمل فقط للعودة بأسرع ما يمكن لهم ...
يوسف: إنت جاى سياحه !!!!! .. خلينا نخلص شغلنا ونرجع ..
شريف: يا عم إنت متبقاش فقرى بقى ... حد يبقى فى إيطاليا .... وميتفسحش ..
يوسف: أصبر بس نخلص العقود بكرة ونشوف ...
بتلميح غير مفهوم أردف "شريف" غامزاً بعينه تجاه "يوسف" ...
شريف : ماشى ... تاكل معايا ولا حتدور على حد تانى فى المطاعم هنا برضه ...؟!!
ضيق "يوسف" عيناه بعدم فهم مقصده حقيقه تلك المره ..
يوسف : قصدك إيه ...؟؟
إستدار "شريف" بكامل جسده لينحنى تجاه صديقه وقد دنا منه بصورة كبيرة مسندناً كفيه بذراعى مقعد "يوسف" ليخبره أنه يفهم تماماً ما يعتمل بداخله ...
شريف: إنت فاكرنى إنى مش واخد بالى إنك كنت بتدور على القمر كل يوم ....!!!
يوسف: قمر .. قمر إيه ....؟
بإبتسامه شقيه وغمزة كاشفه لشعور "يوسف" المستتر ..
شريف: بنت الحاج أبو "محمد" !!!! ... ده إنت من ساعه ما شفتها فى المطعم وأنت كل يوم بتستنى تيجى تانى مع أبوها ..
دفع "يوسف" بـ"شريف" مبعداً إياه عنه وهو ينهض من مقعده بإضطراب غريب هاتفاً بحده غير مبرره لهذا الإنفعال وكإنما أُلصقت به تهمه ما وعليه تبرئه نفسه منها ...
يوسف : هو إيه الكلام ده !!! .. أنت دماغك باظت ولا إيه ...؟؟
زم "شريف" شفتيه بإبتسامه جانبيه وهو يلتف بمقابله "يوسف" مواجهاً إياه يكشف له عما يواريه من مشاعر إعجاب بتلك الجميله ...
شريف: لا يا سيدى .. إنت عجبتك .. متنكرش .. من أول نظره زى ما قلت لك ... بس دماغك دى هى إللى عامله فيك كده ...!!
لوح "يوسف" بإصبعه محذراً بوجه "شريف" وقد تهدجت أنفاسه المتلاحقه بتوتر ...
يوسف: "شريف"!!!!! ... إحترم نفسك .. وأنا لا بفكر فيها ولا حاجه ... متخترعش حاجه محصلتش ..
شريف: حنشوف ....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
يوسف: نقطنا بقى بسكاتك وروح كُل فى أى حته ...
حمل "شريف" جاكيته الملقى فوق ظهر المقعد وهو ينصح رفيقه قبل مغادرة الغرفه ...
شريف: فك من الأفكار إللى فى دماغك دى ... و أمشى ورا قلبك حتكسب ..سلام ...
مع نهايه عبارته رفع "شريف" إصبعيه السبابه والوسطى ملقياً التحيه تاركاً إياه يسبح فى بحور حيرته ... فهل فعلا دق قلبه لها ... وأعجب بها من أول نظره كما يقول .. أم أن العقل مازال هو المسيطر عليه وعلى إختياراته ...
____________________________________
ورد ...
بعد خروجها من المستشفى برفقه والدها وقبل أن يستقلا سيارتهما تسائل والدها بحنو ...
ابو ورد: ها عايزة نروح ولا تحبى حاجه من هنا ..؟!!
دق قلبها بقوة لتكتسى وجنتيها بحمرة طبيعيه وهى تنكس رأسها خجلاً تحاول طلب ذلك من والدها لتخرج كلماتها على إستحياء شديد ..
ورد : هو يعنى لو ممكن ... ومش حتعبك ... نروح نتغدى فى المطعم إللى إنت ودتنى فيه المره إللى فاتت ..
ربت "عبد المقصود" بخفه على ظهرها وهو يردف بحنو بالغ ...
ابو ورد: بس كده ... يلا بينا ...
تراقص قلبها فرحاً وقد رسم بخيالها لقاء ثان من نوع آخر ، ترى هل يمكن ذلك ... ولم لا .. فهم تقريباً بنفس الموعد الذى رأته به فى المره الأولى ...
جلسوا بإحدى الطاولات وطلب لهما "عبد المقصود" الطعام وسط تعلق عيناها بمدخل المطعم ..
مر الوقت ببطء وملل .. ولم يظهر هو أو صديقه "شريف" ..
شعرت بإختناق بقلبها لتلتزم الصمت طوال فترة تناولهما الطعام ، شعرت أنها تحبس دموعها المختنقه بمقلتيها دون أن تعلم سببها فلقد كانت منذ قليل فى منتهى السعاده .... ماذا حدث .. أكل ذلك فقط لأنه لم يأت ...؟!!
طلبت "ورد" من والدها المغادره والعودة لبيتهم ليلبى "عبد المقصود" رغبه إبنته وكان هو أيضاً بحاجه لتلك الراحه .....
____________________________________
دعاء ...
إستمرت "دعاء" بالإستمتاع بمكالمات "مرزوق" اليوميه فى الخفاء ... فلقد أحبت بالفعل إهتمامه بها .. وبدأت هى أيضا بالإتصال به والسؤال عنه ..لكنها إكتفت بتلك المكالمات ولم يتطرق الأمر لمقابله مطلقاً كما إتفقا ...
____________________________________
شقه حسام ...
بسخط شديد أخذت "ناهد" توبخ "حسام" حتى ينتبه لها فعيناه زائغتان بقوة إثر تلك المغيبات للعقل التى يتناولها ...
ام حسام: "حساااااام" !!!!! .. فوق معايا كده ... أوووف ...
حسام : والله فايق .. قولى بس عايزانى أعمل إيه وأنا أعمله ...!!
زفرت "ناهد" بحنق وهى تردف بخبث شديد ...
ام حسام: أنا عرفت من "نجاح" إن "ورد" فكت الجبس النهارده .. حنستنى كام يوم كده يكون أبوها مش فى البيت ونكلمها تيجى هنا ...
بتملل من تلك الخطط والإنتظار أردف "حسام" بلسان ثقيل للغايه ...
حسام : طيب ما نكلمها على طول ...
ام حسام : لأ ... لما أتأكد الأول "عبد المقصود" قالها إيه بالضبط ... أحسن يكون حكى لها كل حاجه وساعتها حتخاف تيجى ..
حسام : أه صح .. طيب حتعرفى منين ...؟؟
بإبتسامه تهكميه أردفت "ناهد" بثقه ...
ام حسام : من "نجاح" طبعاً .. ما هى بتقولى كل أخبارهم أول بأول ....
حسام : هو لسه مخلى "محمد" هناك بعد إللى عرفه ليه ....؟؟؟
ام حسام : مش بقولك طيب ويتضحك عليه .. وبنته زيه بالضبط .. تلاقى الواد صعب عليه يرميه فى الشارع ...
حسام بضحك وهو يتناول زجاجه المُسكر مره أخرى ساخراً من سذاجه هذا الرجل ....
حسام : لا فيه الخير ...!!!
ام حسام : "حسام" .... الشقه بقت زى الزفت خلى حد ينضفها أنا مش مستحمله الحاجات إللى مرميه والأزايز دى كلها ...!!!!!
صرخ بها "حسام" بعصبيه فيكفيها تحكم به وبتصرفاته بهذا الشكل ...
حسام : الله يا ماما !!!!!!! .. مش أنتى قاعده فى شقتك !!! .. مالكيش دعوة بشقتى بقى .. أنا حر عاجبانى كده ...
ام حسام: إنت حر ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• سأنتظرك ....!! ••
اليوم التالى ...
بإحدى الشركات الإيطالية جلس كلاً من "شريف" و"يوسف" ملتفين حول الطاولة الزجاجيه المستطيله مع عدد من نظرائهم الإيطاليين بالشركه يدرسون العقود بدقه ..
مال "يوسف" على صديقه مشيراً لأحد بنود العقد منبهاً إياه ...
يوسف: البند ده عايز يتغير يا "شريف" شوف ...
تمعن "شريف" بما كتب بالإنجليزية بهذا العقد محاولاً فهم المقصد من تلك الكلمات المتراصه ليردف بعدم إدراك ...
شريف: هو يقصد إيه بالكميه النوعيه ..؟!!!
يوسف: نوعيه إيه ؟!!!! .. ده إنت ضايع فى الإنجليزي ...!!!!
تلفت "شريف" حوله فهو حقاً لا يفهم شيئاً ثم إستكمل بصوت خفيض للغايه ...
شريف: شفت بقى عشان كده أصريت إن إنت تيجى معايا ... أمال قصدهم إيه ...؟؟
يوسف: دى مواصفات الجوده ..
أكمل "يوسف" موضحاً بالإنجليزيه أنه يطالب بتغيير صيغه هذا البند وبعض البنود الأخرى ...
تفهم بقيه نظرائه طلبه ليحددوا موعد بالغد لمناقشه ذلك بعد التعديل وأن يستكملوا إجتماعهم بالغد حتى يتم الموافقة على كل بنود العقد قبل إرساله للفرع الرئيسي بالقاهرة لتوقيعه ...
فور إنتهائهم من إجتماعهم إتجه نحوهم أحد مدراء الشركه لمصافحتهم داعياً إياهم بحضور حفل فى المساء يضم العديد من المهتمين بهذا المجال من العمل بإيطاليا ....
"عليكم بالحضور مساءً بهذا الحفل المميز ... سننتظركم بالتأكيد..."
إبتسم "يوسف" بدبلوماسيه ثم أومئ بخفه متحدثاً بإنجليزيه طليقه ...
يوسف : يسعدنى قبول دعوتك حقاً .. وسنرى لو كان بإمكاننا الحضور بالمساء لأننا متعبين للغايه ...
تقلبت نظرات "شريف" بين إثنيهما حتى تركهما مدير تلك الشركه ليتسائل بإستفهام وتعجل ...
شريف: انتوا بتقولوا إيه ... أنا مكنتش فاهم حاجه غير كلمه حفله ... هى حفله بجد ولا دى حاجه فى العقد ...؟!!!
يوسف: أيوة حفله ... بيعزمنا على حفله بالليل ...
دفع بكفه بصورة موازيه وهو يهتف بحماس مفرط ...
شريف: أنا رايح وش ...
يوسف: لا أنا ماليش فى وجع الدماغ ده ... روح إنت ..
شريف: إنت الخسران ... خليك إنت فى قمر الليالى بتاعك .. وأنا أروح أعيش فى إيطاليا بقى ...
تغاضى "يوسف" عن تلك الهراءات التى يتفوه بها صديقه ليردف متهكماً من ضعفه باللغه الإنجليزيه قائلاً ...
يوسف: يعنى إللى ملقتهاش فى مصر حتلاقيها فى إيطاليا وانت متعرفش كلمتين إنجليزى على بعض ..
أعدل "شريف" من وضع ياقته بخيلاء وهو يستكمل بنبرة مازحه ...
شريف: ودى حاجه محتاجه إنجليزى .. حروح أفرح وأنبسط وأكل أكله نظيفه ...
لم يتمالك "يوسف" نفسه من الضحك على صديقه فهو مازال لا يفكر إلا بالطعام حتى فى إيطاليا ...
____________________________________
بالمساء ...
تهندم "شريف" مرتدياً حُلة رماديه وقميص أبيض ليتباهى بمظهره بالمرآه محدثاً "يوسف" يحثه على التفكير بالذهاب معه مرة أخرى ...
شريف: يا إبنى تعالى معايا حتندم ...!!!
يوسف: لا يا سيدى مش حندم .. يلا إتكل أنت على الله وسيبنى فى حالى ...
شريف: أنت حر .. غاوى فقر ...
لم يكن مقر الحفل بعيداً عن هذا الفندق ليتجه نحوه "شريف" مباشرة تاركاً "يوسف" بالفندق ...
إتسعت عينا "شريف" بإنبهار بتلك الأجواء الصاخبه والموسيقى الحماسيه ، كذلك أعجب للغايه بمظهر هؤلاء المدعوين الذين يبدو عليهم الثراء والبذخ ...
وقف بأحد الزوايا يتناول أحد المشروبات بعد أن تاكد خلوها من الكحول وظل يتابع بأعين مشدوهه هؤلاء البشر من جميع الجنسيات يتحدثون ويتضاحكون غير إنه لم يفهم أى منهم لضعف لغته الإنجليزيه ..
فهو على الرغم من المستوى التعليمى العالى الذى قد وصل إليه إلا أنه كان يكره دوماً دراسه اللغات لكنه الآن يندم على ذلك ...
وبعد فتره طويله شعر بألفه تجاه بعض الدعوين لما يبدو عليهم سمات العرب .. إقترب منهم ليستمع إليهم فإذا بهم مجموعه من المستثمرين وأصحاب شركات من الشباب المصريين ليهتف بروح مرحه وكإنما وجد طوق الخلاص وفهم أحدهم بهذا الحفل الغير مترجم ...
شريف: لا إله إلا الله ... الحمد لله تحيا مصر ...
ضحكوا جميعا على أسلوب "شريف" المرح فقد فهموا إنه أحس بالغربه خاصه مع كل هذه الجنسيات ...
تعرفوا جميعاً على بعضهم البعض يتحدثون و يتسامرون حتى وقت متأخر من الليل ....
____________________________________
الفندق ..
إحتسى يوسف فنجان قهوته الثانى فعشقه لهذه السمراء لا ينتهى .. كما أنه أراد إنتظار "شريف" حتى عودته فمهما كان غريب فى هذه البلده الكبيره ..
دلف "شريف" إلى الغرفه متعجباً من بقاء "يوسف" متيقظاً حتى هذا الوقت المتأخر ..
شريف: أنت لسه صاحى ...؟!!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
إلتفت له "يوسف" بقلق من تأخره الزائد عن الحد قائلاً ..
يوسف: إيه يا أخى !!! .. إتأخرت كده ليه ؟!! .. أنا قلت حتروح مش حتفهم حاجه حتيجى على طول ....!!!
ألقى "شريف" جسده بصورة مسرحيه فوق الفراش قائلاً بهيام شديد ...
شريف: أسكت يا "يوسف" على إللى حصلى و إللى جرالى النهارده ...!!!!
يوسف: خير ... قول يا سيدى ...
شريف: قابلتها ... شفتها وإتكلمت معاها ... ياااه .. أخيراً النظره الأولى ظبطت ...
يوسف: أنت بتتكلم على إيه يا جدع أنت ...؟!!!
إعتدل "شريف" يقص على صديقه ما فعله بالحفل ...
شريف: قابلت واحده فى الحفله النهارده إنما إيه ... يالهوى .. بجد خطفت قلبى ..
إتسعت عينا "يوسف" بغير تصديق لتهور صديقه ...
يوسف: أنت لحقت ...؟؟
شريف: الحب مفيهوش لحقت ... وبعدين أنا قلت عجبتنى ... شخصيه وأخلاق .. مش قادر أوصف لك .. فظيعه .. فظيعه يا "يوسف" ...
جلس "يوسف" إلى جانب "شريف" مستطرداً بتهكم ...
يوسف: ودى إتفاهمت معاها إزاى بقى يا أخويا ...؟
شريف: إسكت .... دى طلعت مصريه ... كانت موجوده مع مجموعه مستثمرين فى إيطاليا وعامله معاهم شغل .... و إتكلمنا ونسينا الدنيا كلها وإحنا مع بعض ...
يوسف: وبعدين .... ؟؟ ولما نرجع مصر حتعمل إيه بقى ...؟؟
بإستراب من سؤال "يوسف" فقد كان يتوقع أن يدرك بديهياً ذلك ...
شريف: هو مش فيه إختراع إسمه تليفون ونت ... حكلمها ونتواصل مع بعض ... وأكيد حنتقابل تانى ...
يوسف: حتتقابل تانى فين بس !!!! .. دى واحده عايشه فى إيطاليا وأنت فى مصر ..؟؟
شريف: متعقدهاش بقى ... إحنا مفكرناش .. هو كده .. وخلاص ... أنا مش معقد زيك ...
يوسف: ماشى .. أهو ده إللى باخده منك .. أهو كلها بكره ولا بعده نرجع مصر ونشوف ...
شريف: أنا حنام بقى وأحلم بيها يلا تصبح على خير ..
يوسف مبتسما: وأنت من أهل الخير يا مجنون ..
____________________________________
بعد عده أيام ...
أنهى "يوسف" و"شريف" عملهم بإيطاليا بتوقيع العقود وإرسالها بالفاكس إلى مدير الشركه بالقاهره لإعتمادها فقد أتما عملهما على أكمل وجه وكللت سفرتهم بالنجاح ....
تحضرا للعودة مرة أخرى خلال ساعات بعد أن إكتسب كل منهما شئ جديد ...
فقد تعلم "يوسف" من تلك السفرة القصيرة العديد من التفاصيل الصغيرة التى تمر بمناقشه العقود بأفكار مستحدثه أكسبته خبرة لا بأس بها ، بينما فاز "شريف" بإعجاب تلك الفتاه التى قابلها بالصدفه بالحفل ليبقى بينهما وعد بالمراسله والتواصل بعد عودته ...
____________________________________
دعاء ..
تكرر ضيق "مرزوق" بالأيام القليله الماضيه من تشبث "دعاء" وإلتزامها مما إتفقا عليه ، فهى لا تتغير ولا تشعره بثقتها به ...
جلست بغرفتها تستكمل محادثتها بصوت خفيض حتى لا تنتبه لها والدتها حين أردف "مرزوق" بتملل شديد ظهر بنبرة صوته المقتضبه ...
مرزوق: أنا مش عارف أنتى بتتعاملى معايا كده ليه ...؟!!!
دعاء: إزاى بس يا "مرزوق" ... ما إحنا كويسين أهو ...؟!!
مرزوق: يا "دعاء" عايزك تثقى فيا شويه أكتر من كده ..!!!!
نظرت نحو باب غرفتها المغلق لتستكمل بإنفعال وهى تخفض من نبرة صوتها بالرغم من ضيقها من إسلوبه المتكرر الذى يحثها على الإنفعال بالآونه الأخيرة ...
دعاء: أنا واثقه فيك .... بس أعمل إيه يعنى .. لو سمحت متفتحش معايا موضوع الخروج تانى ...
مرزوق: وحنفضل كده لحد إمتى ....؟؟
دعاء : لحد ما تيجى وتطلبنى رسمى من أخويا ...
لانت نبرته قليلاً وهو يردف بإنصياع لطلبها ...
مرزوق: ماشى يا ستى ... إتقلى أنتى بس عليا ...
دعاء: ده مش تقل .. دى أصول ...
مرزوق: الأمر لله .. أدينى مستنى ...
____________________________________
علا ....
وضعت كوب العصير من يدها وهى تستفسر من صديقتها عن آخر التطورات بينها وبين جارها ...
لمياء : إيه يا "علا" مردش عليكى لسه ...؟!!!
لمياء: لا .. ما أنا قولت لك يا "لمياء" إنتى بتنسى ولا إيه .... مش قولت لك سألت عليه أخته "دعاء" قالتلى إنه مسافر ..
عقدت "لمياء" ذراعيها أمام صدرها مستطرده بنبره تهكميه من تصرف "علا" السلبى ...
لمياء : اااه ... وأنتى ناويه تعملى إيه حتستنيه برضه على السلم ....؟؟!!!!
علا : هو أنا مش بلحق أتكلم معاه ... ده يسمع الكلمتين ويقوم سايبنى وطالع على طول ...!!
تفكرت "لمياء" قليلاً ثم أردفت ...
لمياء : طب إيه رأيك تروحى له الشغل .. إعملى نفسك رايحه تسألى على الورق ...
علا : والله فكره ... أنا لما يرجع من السفر أروح له و أتحجج بموضوع الشغل ده و أهى فرصه نقعد شويه مع بعض نتكلم فى أى حاجه ...
أمسكت "لمياء" بكوب العصير خاصتها مرة أخرى ترتشف منه مردفه بإطمئنان ...
لمياء : تمام أوى كده ...
____________________________________
فرنسا ...
قلبت "لامار" ببعض الملفات الموضوعه فوق سطح المكتب قبل أن تدق لمساعدتها الخاصه بالقدوم إليها ...
لامار: "ليزا" ..!!
ليزا: نعم مادموازيل ( آنسه) ..
لامار: هل يمكنك إحضار ملف شركه العطور الخاصه بمسيو ( الأستاذ) "آدم" لو سمحتى ...
ليزا: على الفور مادموازيل ...
خرجت "ليزا" من المكتب ليجدها "آدم" فرصه جيده ليستكمل حديثه الذى قطعه دخولها ...
آدم: أظن إن إحنا كده أتمينا الصفقه دى كلها ... فيه كمان نوع عطر جديد عايزين ننزله السوق .. وأنا اقترحت على مجلس إداره الشركه إن التسويق بتاعه يبقى عن طريقكم برضه ...
لامار: أكيد .. دى حاجه تسعدنى جداً ...
تنحنح "آدم" بإبتسامه لطيفه قبل أن يتقدم بطلبه الذى يؤخره منذ قدومه إلى مكتبها حتى الإنتهاء من العمل ...
آدم: طيب بما إننا إنتهينا من الشغل ... ممكن نحتفل ونسهر سوا الليله دى ...؟!!
لامار: أنا سيده أعمال أه .. بس برضه من أصل شرقى ولما بتأخر بابا بيتضايق جدااا .. أنا مش حقدر أسهر خصوصاً لوحدى ... وده مش شغل .. أنا ممكن أتأخر لو شغل عادى لكن شئ خاص .. لا مقدرش خالص ...
تفكر لوهله قبل أن يقدم إقتراحاً آخر يتقدم به للتقرب من "لامار" ....
آدم: خلاص ممكن نخليها غدا بقى ..
بإعتذار لطيف حاولت "لامار" توضيح الأمر لـ"آدم" فهى حقاً لا تستطيع ذلك ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
لامار: ضغط الشغل اليومين دول كبير أوى .. أظبط نفسى إن شاء الله وأبلغك ...
آدم: تمام ... حستنى تليفونك ..
لامار : إن شاء الله ...
____________________________________
شقه حسام ...
جلست "ناهد" بتوتر تطقطق من أصابعها تخبر ولدها بما قد توصلت إليه من معلومات لتردف بتوجس ...
ام حسام: أنا عرفت إن "عبد المقصود" باع المصنع وحول كل فلوسه لحساب "ورد" ...
حسام: عمل كده ليه ....؟؟ عشان "محمد" ...؟!!!!!
رفعت "ناهد" كتفها وهى تحرك رأسها بثقه فذلك تصرف بديهى للغايه ...
ام حسام: أكيد ... ملهاش سبب تانى .. بس ميعرفش إنه كده سهل لنا كل حاجه ...!!!!
لمعت عينا "حسام" بطمع وهو يستفسر من والدته كيف بتصرفه هذا يسهل لهم ما يخططون له ...
حسام: إزاى ...؟؟
إتسعت إبتسامه "ناهد" وهى تستفيض بالشرح لما سيفعلونه ويستفيدون بكل تلك الأموال ...
ام حسام: أقولك .... "ورد" خلاص فكت الجبس وتقدر تتحرك لوحدها .. أنا حكلمها فى الوقت المناسب و أخليها تيجى وننفذ إللى اتفقنا عليه ...
زاغت عينا "حسام" بإتجاه آخر ، فهو لن يفكر بالمال الآن بل عليه الفوز بتلك الجميله التى أثارت رغبته بفتنتها وعليه أن ينالها بين قبضته ولن يتركها تلك المرة مطلقاً ..
حسام : أيوه كدة ..... هو ده الكلام المفيد ... صحيح ... أنتى بتعرفى الأخبار دى كلها منين ...؟؟
ام حسام: قلت لك من "نجاح" ... وكمان من "مصطفى" السواق الجديد إللى "عبد المقصود" جابه ... ما هو يبقى جوز "نجاح" ... وهو إللى قالى على موضوع بيع المصنع يوم ما وصلهم للبنك ..
بضحكه خبيثه قابل "حسام" تفكير والدته الشيطانى قائلاً ...
حسام: مش ساهله أنتى يا ماما .....
ام حسام: المهم جاهز أكلم "ورد" ...؟!!!
حسام : جاهز جدااااااا ....
___________________________________
مطار القاهرة ...
خرجا من المطار ليستقلا إحدى سيارات الأجرة للعوده إلى بيوتهم حين أردف "يوسف" ..
يوسف : أنا حروح على البيت على طول أطمن على ماما وأختى "دعاء" ..
شريف: وأنا حرجع تانى زى قرد قطع كده لوحدى .. توب علينا من العزوبيه دى بقى يا رب ...
يوسف ضاحكاً : ما خلاص أهو .. طلعت من السفريه بعروسه ...!!!
أغمض "شريف" عيناه لوهله وهو يرفع حاجباه للأعلى بهيام شديد ...
شريف: بس هى ترضى ...!!!
يوسف: للدرجه دى ؟!! ... خليك بس واثق فى نفسك ..
شريف: أنا واثق بس مفيش حاجه بتيجى خبط لازق كده .. لسه حنتكلم ونتعرف على بعض كويس بس فى أول فرصه حطلب منها الجواز على طول ... عقبالك إنت كمان ...
يوسف: لا ملكش دعوه بيا .. أنا لسه بدرى عليا أوى ...
شريف: براحتك إنت بقى ... خلاص أنا بيتى قريب أهو ... أشوفك بكرة فى الشركه بقى ... سلام ..
يوسف: إن شاء الله .. سلام ..
إطمئن "يوسف" على أحوال والدته وعلاجها وأخته ودراستها وأن الأمور مرت على ما يرام بغيابه ثم إستغرق بنوم عميق بعد سفرته المرهقه ...
____________________________________
بيت عبد المقصود العالى ....
رفع رأسه الثقيل محاولاً فتح عيناه المثقلتان من أثر المسكن الذى تناوله قبل قليل ليعتدل بجلسته متمعناً بهذا الرقم الذى يدق هاتفه قبل أن يجيب بالرد ...
ابو ورد: أيوة يا أستاذ حنفى ...!!!
حنفى : صباح الخير يا "عبد المقصود" بيه ... لو ممكن تيجى معانا الشهر العقارى للتسجيل النهائى للبيع ...؟!!
ابو ورد: مفيش مشكله أنا نص ساعه وأكون عندك ....
حنفى : فى إنتظارك ... مع السلامه ..
ابو ورد: مع السلامه ....
أبدل ملابسه متجهاً لمقابله المحامى لإنهاء تلك الإجراءات بتسجيل البيع النهائى بالشهر العقاري طالباً من "مصطفى" السائق أن يصطحبه إلى هناك ...
___________________________________
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
شقه حسام ...
تابع "حسام" حديث والدته بتلك المكالمه بترقب شديد حين أردفت بعيون لامعه كصياد شرس وقعت عيناه على طريدته الغافله ...
ام حسام: أيوه يا "نجاح" ... كده .. طيب تمام .. تمام .... مع السلامه ...
أنهت المكالمه وقد تهللت أساريرها وهى تخبر ولدها بعيون خبيثه وقلب ممتلئ بالشرور ...
ام حسام: خلاص يا "حسام" الفرصه جت لحد عندنا .... "نجاح" لسه قايلالى إن "عبد المقصود" خرج من البيت ... دى فرصتنا عشان نجيبها لحد عندنا برجليها ....
حسام: كويس أوى ... حتكلميها إمتى ...؟!!
أمسكت "ناهد" بهاتفها وهى تلوح به بإبتسامه عريضه للغايه ...
أم حسام: حالاً .... لازم أكلمها حالاً .. ده أحسن وقت أكلم فيه "ورد" واغبوها مش فى البيت ...
____________________________________
دقت "ناهد" برقم "ورد" التى ما أن رأت إسم زوجه أبيها يظهر بشاشه هاتفها وشعرت بإنقباض قوى بقلبها ...
مدت يدها المرتجفه بتخوف أتجيب هذا الإتصال أم لا .... بروده خفيه سارت بجسدها وهى تضعه مرة أخرى بتردد ...
صمت مزعج بعد إنتهاء رنين نغمه هاتفها وهى تنظر نحوه بتخوف حين دق للمرة الثانية فإنتفضت له بقوة وإنتفض قلبها معها ...
أمسكت بالهاتف لتجيب بهمس متحشرج ...
ورد: السلام عليكم ...
تبدلت تلك الإبتسامه العريضه على وجه "ناهد" بقناع مستكين تعيس للغايه حتى نبرة صوتها تحولت بلحظات لنبرة باكيه مقهورة ...
ام حسام : وعليكم السلام ... إزيك يا "ورد" يا بنتى ...
ورد: الحمد لله ..
زادتها "ناهد" بتصنعها للبكاء الحار وهى تشكى والدها الذى قسى عليها وهى قليله الحيله لا حول لها ولا قوة ...
ام حسام: شفتى يا "ورد" باباكى عمل فيا إيه ....؟؟ يرضيكى كده ....؟؟
إستجمعت "ورد" نفسها المضطربه وقد تأثرت للغايه بحزنها المزيف لتردف بإشفاق ...
ورد: الصراحه يا طنط أنا مش عارفه إيه إللى حصل بالضبط !!!! .. بابا مقاليش حاجه ..؟؟؟!
إرتسمت إبتسامه على ثغر "ناهد" سرعان ما تلاشت وعاد قناعها المزيف التعس ...
ام حسام : أنا عايزاكى تساعدينى لو مش عشانى يبقى عشان أخوكى "محمد" ميتحرمش مننا ....!!!!
رق قلبها لتلك المرأه فيبدو أن ما فعله والدها كسرها بقوة لتردف بتأثر بالغ ...
ورد: طب وأنا أقدر أعمل إيه يا طنط ..؟؟!!
ام حسام: أنا عايزة أشوفك عشان أفهمك إللى حصل بالضبط .... عشان أنتى الوحيده غاللى تقدرى تقنعى باباكى إنه يرجعنى ...
ضمت "ورد" شفتيها بتفكر وهى تحاول الوصول لحل يجعلها تصلح بين والدها وزوجته لأجل أخيها الصغير ...
ورد: بس !!!! ...حشوفك فين ؟!!! .. ممكن حضرتك تيجى البيت .. بابا مش هنا دلوقتى ..؟!!
برفض قاطع أصرت "ناهد" بخبث شديد ألا تخطى البيت بتلك الطريقه ...
ام حسام : لا طبعاً مينفعش خالص ... إفرضى رجع على طول .. أنا عايزاه يفتكر إن إنتى من نفسك إللى عايزة تصالحينا على بعض ...
ورد: طيب أعمل إيه ....؟؟
بإستجداء شديد حاولت "ناهد" ترجى "ورد" بالقدوم إليها ...
ام حسام: تعاليلى شقه "حسام" ... "حسام" مش هنا .... أصله سافر خلاص .. تعالى نقعد براحتنا ونتكلم ....
تهدجت أنفاسها بقوة وهى تتذكر هذا المكان الموحش لتهتف بنفور شديد ..
ورد: فين ... ؟؟ لا لا ... بلاش هناك يا طنط ...!!!
ام حسام: متخافيش يا "ورد" بقولك "حسام" مش هنا خلاص .. ده غير إن كل إللى حصل ده كان غصب عنه .... وهو من ساعتها مش قادر يسامح نفسه وسافر عشان ميضايقكيش تانى ... بالله عليكى ... أنا محتاجه مساعدتك ... عشان خاطر "محمد" ....
مرغمه على القبول فلا حيله لها بالرفض خاصه بعد تأكيدها أن "حسام" عاد إلى أستراليا مرة أخرى ، وربما تلك فرصه جيدة لتخطى هذا الحاجز النفسى بداخلها بعد تلك الليله ....
ورد: خلاص يا طنط .. أنا جايه لحضرتك ...
أنهت "ورد" مكالمتها مع زوجه أبيها لتبدل ملابسها مباشرة قبل التوجه لتلك الشقه بعدما إستقلت سياره أجره إلى هناك ..
____________________________________
شقه حسام ....
وضعت "ناهد" الهاتف من يدها وهى تنظر تجاه ولدها بنظرة إنتصار وقد علت فوق ثغرها إبتسامه جانبيه قائله بأمر ...
ام حسام: جايه ...حضر نفسك .. النهارده حننتهى من الحكايه دى .. وتردها تانى فاهم ... لازم تتذل وتتنازل عن كل حاجه ...
حسام بمكر: إلا فاهم .. ده أنا فاهم أوى ...
ثم تمتم بداخله برغبه وتحدى ....
حسام " أخيراً .. رجعتيلى تانى ... فرصتى وجت لحد عندى ومش حضيعها أبداً أبداً المره دى ..."
ترجلت "ورد" من السياره وهى ترفع بصرها للأعلى تنظر تجاه تلك الشقه بإنقباض قلبها ...
شعرت بثقل يجثم فوق صدرها وهى تتقدم بخطوة بطيئه نحو البنايه الهادئه للغايه ...
رغماً عنها تساقطت دموعها الحارة تشتعل فوق وجنتيها الممتلئتين وضاق صدرها حتى أصبحت تتنفس بصعوبه بالغه ...
وقفت للحظه تحث نفسها على التقدم فكل ذلك لأجل أخيها الصغير...
خطت أولى خطواتها إلى داخل البنايه إرتعاب شديد وكأنها تعيد ذكرياتها المقيته مره أخرى ..
وقبل أن تخطو خطوتها التاليه شعرت بقبضه قويه تمسكها من ذراعها أشعرتها بالرعب الشديد كاد أن يتوقف قلبها معها ...
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• بعد طول إنتظار ... ••
ترجلت "ورد" من السياره وهى ترفع بصرها للأعلى تنظر تجاه تلك الشقه بإنقباض قلبها ...
شعرت بثقل يجثم فوق صدرها وهى تتقدم بخطوة بطيئه نحو البنايه الهادئه للغايه ...
رغماً عنها تساقطت دموعها الحارة تشتعل فوق وجنتيها الممتلئتين وضاق صدرها حتى أصبحت تتنفس بصعوبه بالغه ...
وقفت للحظه تحث نفسها على التقدم فكل ذلك لأجل أخيها الصغير...
خطت أولى خطواتها إلى داخل البنايه إرتعاب شديد وكأنها تعيد ذكرياتها المقيته مره أخرى ..
وقبل أن تخطو خطوتها التاليه شعرت بقبضه قويه تمسكها من ذراعها أشعرتها بالرعب الشديد كاد أن يتوقف قلبها معها ...
استدارت فجأه وقد علت عيناها نظرات مرتعبه لتتنفس الصعداء برؤيه وجهه الطيب المريح للنفس ثم دفعت بالهواء دفعه واحده قائله ...
ورد: بابا .....!!!!
منذ قليل ...
عاد "عبد المقصود" إلى البيت بعد إنتهائه من تسجيل بيع المصنع بالشهر العقاري باحثاً عن غاليته أولاً فلم يجدها ...
أسرع منادياً "نجاح" بنبرة قلقه للغايه ...
أبو ورد: "نجاااح" ...
تقدمت "نجاح" نحوه ملبيه نداءه ...
نجاح: أيوة يا بيه ...
أبو ورد: فين "ورد" ...؟!!
إدعت "نجاح" عدم معرفتها بالمرة عن مكانها ...
نجاح: معرفش يا بيه ... هى خرجت من شويه و مقالتش رايحه فين ...
إعتراه قلق شديد فليس من عادتها الخروج من المنزل دون إخباره بمكانها ، توجس قلبه بهذا الغياب المفاجئ فهو يعلم ما تخطط له هذه الحرباء للإيقاع بإبنته فى شراكها مع إبنها ...
تغاضى تماماً عن هذا الألم فلا شئ يساوى حمايه "ورد" ...
إتجه نحو غرفتها مرة أخرى ليلفت نظرة هاتفها الملقى بإهمال فوق الفراش ...
أمسك به على الفور يقلب بمحتوياته فوجد بسجل المكالمات ما خشيه بالفعل فقد هاتفتها تلك الخبيثه منذ قليل ....
أسرع نحو الخارج بدون تأخير طالباً من السائق إيصاله لبيت "حسام" فبالتأكيد هى هناك فليس لدي "ناهد" مكان آخر تستطيع تنفيذ به مخططاتها الشيطانيه ...
وبسرعه فائقه إستطاع "عبد المقصود" الوصول للحى الذى يقطن به "حسام" لينتبه لـ"ورد" التى خطت خطواتها المتردده إلى داخل البنايه ...
ترجل من السيارة على الفور ليلحق بها قبل صعودها إليهم ووقوعها بشباكهم ...
لم تنتبه له "ورد" على الإطلاق بينما تلاشت أنفاسه المتلاحقه إثر ركضه نحوها فأقبض بكفه بقوة على ذراعها فقد تملكه الخوف من أن تتقدم أكثر من ذلك ...
تسائلت بإستراب شديد لوجود والدها بهذا المكان ، فكيف علم أنها هنا ...
ورد: أنت إيه إللى جابك هنا يا بابا ....؟؟
مال "عبد المقصود" بجزعه للأمام قليلاً محاولاً التنفس بهدوء فأنفاسه لاهثه للغايه ليردف بإنهاك ...
ابو ورد: جيت ألحقك .. والحمد لله إنى لحقتك قبل ما تطلعى ...
ورد: مين إللى قالك أنى جايه هنا يا بابا ...؟؟
بنظرات ملومه لوجودها بجحر الثعابين بإرادتها ، كيف إستطاعت "ناهد" خداع تلك البريئه بمكرها وخبثها لتدفعها بالمجيء إليها ...
لكن ما يهم الآن أنه لحق بها وعليه تحذيرها من تلك المرأه الخبيثه ...
ابو ورد: دى حكايه طويله ... بس إللى عايز أفهمهولك أوعى تصدقى الست دى أو إبنها تانى أبداااا .. دول كانوا عايزين يوقعوكى ويضحكوا عليكى ...
بسذاجة مخيفه حاولت "ورد" تصحيح ما يعرفه والدها ...
ورد: دى طنط "ناهد" لوحدها يا بابا .. "حسام" سافر ...
ابو ورد: متخوفينيش عليكى أكتر من كده .. كفايه طيبتك الزايده دى !!!!!!! ... دى ست عقربه كدابه !!! ..و إبنها معاها فوق ... أكيد كانوا مدبرين لك حاجه عشان يوقعوكى فيها وترجعى لـ"حسام" تانى ...
تراجعت "ورد" خطوة إلى الخلف وقد إعتلت عيناها نظرات مذعورة للغايه ...
ورد بذعر: إيه ....؟؟ .... لأ .. لأ.. أرجع له تانى لأ ...
ابو ورد: طيب يلا بينا من المكان ده ....
ورد: أه ... يلا يا بابا .. أنا حاسه أنى مخنوقه أوى .. حاسه أنى مش قادرة أتنفس ...
إستقلا السياره مع السائق الذى توجه بهم عائداً إلى البيت وسط شعور "عبد المقصود" بالراحه والقلق معاً ...
فمن جانب إرتاح قلبه للحاق بـ"ورد" لكنه كان قلقاً متوجساً للغايه من نوايا "ناهد" و"حسام" الغادرة ...
نظرت "ورد" من زجاج النافذه بصمت بعدما تخيلت لو لا قدر الله لم يستطع والدها اللحاق بها لكان الزمن أعاد نفسه مرة أخرى ووجدت نفسها مع "حسام" ووقتها لن ينقذها أحدهم من بين يديه هذه المرة ...
____________________________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
اليوم التالى ....
فتح "عبد المقصود" علبه الأقراص المسكنه ليتناول أحدها فلن يترك "ورد" بمفردها مهما حدث وعليه الذهاب معها بجلستها اليوم بالمستشفى كما حددت "سماح" لها ...
إرتدى ملابسه على عجل لإصطحاب غاليته فلن يتركها للحظه تستطيع بها "ناهد" التفرد بها ...
مر بغرفه "ورد" مردفاً بإعياء واضح بنبرة مهتزة حانيه للغايه ...
ابو ورد : صباح الخير يا وردتى ...
أجابته "ورد" بتجهم واضح على ملامحها التعيسه ...
ورد : صباح الخير يا بابا ...
ابو ورد: مالك حبيبتى ...؟؟
لم تشأ أن تقلق والدها على حالها لكنها كانت خائفه مرتعبه للغايه ، تتسائل بينها وبين نفسها لم صدقتها ...!!!! لم هى دوماً ضعيفه بهذا الشكل !!!
رسمت إبتسامه كاذبه على ثغرها وهى تردف مطمئنه والدها ..
ورد: مفيش حاجه يا بابا أنا كويسه .. هو بس يمكن من الخضه إللى إتخضيتها إمبارح ..
ابو ورد: أدينا رايحين للدكتوره "سماح" ..هى بتريحك أوى ...
ورد: أيوة فعلاً .... أنا محتاجه أروح لها أوى ...
____________________________________
شركه الأقصى ...
زفر "يوسف" بقوة متمللاً من هذا الإنتظار ليهتف بقله صبر ...
يوسف: يا أخى سيب الموبايل من إيدك وتعالى خلينا نخلص الشغل ده ...!!!!
طقطق "شريف" بأصابعه على شاشه الهاتف وقد رُسمت إبتسامه بلهاء على محياه أثناء إستكماله محادثته بالهاتف ليجيب "يوسف" دون النظر نحوه منشغلاً للغايه بهاتفه ...
شريف: ثوانى بس ... أخلص معاها وأجيلك ..
يوسف: وهو أنت راضى تخلص .... من الصبح رغى وفويسات لما صدعتونى ...
شريف: يا أخى أصبر .. يعنى لو القمر بتاعك هو إللى بيبعتلك كنت أنا إتكلمت ..
ضرب "يوسف" المكتب بكفه محاولاً التحلى بالصبر على تصرفات "شريف" وهراءاته معاً ...
يوسف: اللهم طولك يا روح ..
شريف: خلاص أهو ... بعتلها إن فيه واحد رخم مصمم نخلص الشغل الأول ...
بتهكم شديد هتف به "يوسف" بضيق متحلى ببعض المزاح وهو يقلد "شريف" قائلاً ...
يوسف: لا يا شيخ .. قوم يلا .. ما أنت يا دوب حتخلص مع السنيوريتا بتاعتك دى وحتروح طالع لى .... جعاااااان ..
بذات اللحظه نظر "شريف" نحو ساعته منتبهاً لموعد الغذاء ...
شريف : أه والله فكرتنى يا أخى .. باقى قد إيه على البريك ...؟!!
وضع "يوسف" كفاه فوق رأسه إستسلاماً لأفعال "شريف" الغير محتمله ...
يوسف: لالالا .. كده كتير عليا أوى ...
____________________________________
المستشفى ....
نحتاج حقيقه لأن نكون حقيقين بالفعل نخرج مشاعرنا بأريحيه دون تكلف ، نتحدث دون تفكير أو قيود لما سوف يحدث ، نتحدث دون حساب لغضب أو ضيق أو إنفعال ...
فقط نتحدث بحريه ونطلق عنان مكنونات القلب ، نتحرر من الشوك ونحلق بسماء الراحه والسكون ...
ولم تريد "ورد" غير ذلك لتجد غايتها بطبيبه وصديقه وكاتمه أسرار أرسلها لها الله بوقت تحتاجها به حقاً ...
سردت "ورد" كل ما حدث بالأمس لـ"سماح" بكل تفاصيله وربما إستطاعت "سماح" أيضاً إخراج كل ما بداخلها من مشاعر سلبيه وخوف أصابها بتلك التجربه القاسيه ....
سماح: وروحتى لحد البيت ....؟!!!
ورد: أنا لسه حاسه أنى تعبانه من إمبارح .... أنا مش عارفه ليه الناس كدة ...!!!! وليه أنا بصدقهم كدة ....؟!!!!
سماح: إنتى طيبه ... و ربنا بيحبك ... مش عيب نكون طيبين ... لكن العيب إننا نسمح لحد بإستغلالنا بالصورة دى ... "ورد" .. الناس دى مش سهله ... إسمعى كلام باباكى ...
بتلك المرحله الواجب على "ورد" أن تنصاع حرفياً لوالدها حتى تطمئن أنها بعيداً عن منال سيئي النفوس وعليها بعد ذلك الإستقلال بشخصيتها وتحكيم عقلها أكثر من ذلك فيكفيها إعتماد على والدها فقط وعليها أن تغير من نفسها ولكن ليس الآن فهناك من يتربص بها وعليها تجاوز تلك الأزمة أولاً لهذا كانت نصيحه "سماح" لها أن تنصاع لوالدها فهو أكثر درايه وأكثر حكمه ..
ورد: أنتى بتقولى فيها .. أنا إللى حيقولى عليه حعمله وأنا مغمضه خلاص ....
سماح: الحمد لله ربنا ستر ..
زاغت عينا "ورد" قليلاً ليظهر الإرتباك جلياً على ملامحها الناعمه وإكتست وجنتيها بحمرة خجل وهى تستطرد بنبرة خفيضه ...
ورد : فيه حاجه كمان ....
سماح: إيه هى ...؟؟
ورد: "يوسف" إللى كنت حكيت لك عليه ...
إبتسمت "سماح" لخجلها وهى تسألها برفق محاوله إكتشاف ما بداخل خبايا قلبها ...
سماح : إيه .. إتقابلتم تانى ..؟!!
ورد: لأ ... أنا لما كنت عندك الأسبوع إللى فات ونزلت من هنا رحت المطعم وقعدت كتير أوى أستناه مع بابا .... بس مجاش ... حسيت أنى مخنوقه وزعلانه أوى مش عارفه ليه ...
سماح: أنتى بس كان عندك أمل تقابليه تانى .. ولما مشوفتيهوش زعلتى ....
ورد: ممكن ..
بعد إنتهاء الجلسه قررت "سماح" أن "ورد" لا تحتاج إلى جلسات أخرى للإرشاد النفسى إلا اذا أرادت "ورد" ذلك بجلسات إضافيه لكن بالوقت الحالى لم تعد بحاجه لتلك الجلسات العلاجيه ...
____________________________________
كم هو مريح للنفس التخلص من كل تلك المشاعر السلبيه وكإنما ولد المرء من جديد ...
إنتظر "عبد المقصود" إبنته أمام مكتب "سماح" مباشرة فعليه ملازمتها بشده حتى يستكمل كل ما يفكر به للإطمئنان عليها فقد ضاق الوقت كثيراً ....
ابو ورد: كده بقى أقدر اقولك حمد الله على السلامه .. خلاص دى آخر جلسه فى المستشفى ...
ورد: الحمد لله يا بابا ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
سيخرجها من كل تلك الضغوط ، سيساعدها على التجاوز ، سيغمرها بحنانه الذى ستحرم منه ، فلم يبقى سوى بعضهم البعض ....
ابو ورد: ها .. نتغدى زى كل مره .. ولا عايزة تغيرى ...
بتلهف غريب على نفسها هتفت بحماس ...
ورد : لا لا .. زى كل مره ...
إصطحبها والدها إلى المطعم بعدما قام السائق بإيصالهم إلى هناك وتركهما ليصف السيارة بعيداً عن المطعم فالزخام كان شديد للغايه ...
دلفت "ورد" تتجول بعيناها بأرجاء المطعم أولاً لا إرادياً فربما تجده اليوم لكنه لم يظهر بعد ...
إختارت نفس الطاوله ونفس المقعد تريد أن تبقى لها ذكرى ثابته به كمن يضع ذكريات جديده جميله بحياتها ...
____________________________________
شركه الأقصى ....
أغلق "شريف" الحاسوب وهى ينظر تجاه "يوسف" قائلاً ....
شريف: أنا خلصت .. يلا نتغدى بقى ...؟!!
يوسف: ماشى .. تمام .. أنا كمان خلصت ...
إنتظر "شريف" أن يحفظ "يوسف" الملف بحاسوبه قبل أن يغلقه ويتوجهان للمطعم لتناول غذائهما ....
ما أن اقترب "يوسف" من المطعم ورأى خيال "عبد المقصود" جالساً من بعيد شعر بقلبه يخفق بسرعه ونظر بعيناه باحثاً عنها ...
سهم برؤيتها وتيبست خطواته وهو يتمعن بتلك الناعمه التى تجلس إلى جوار والدها بسحرها المتألق كأنها قطعه من الياقوت المتوهج ...
أيقونه للرقه والجمال تسبح فى بحور زرقاء كفستانها السماوى الناعم ، كشفت إبتسامتها عن جمال من نوع خاص ، جمال يخطف القلوب ويسلب العقول كعقله تماماً الذى محى كل منطقيته فور أن وقعت عيناه على إبتسامتها الخجوله التى جعلته لا إرادياً يبتسم هو الاخر دون أن يدرك ذلك ...
توقف للحظات بمكانه يتابعها وهى مشغوله تماماً بقراءة تلك القائمه التى تقلبها بين كفيها الصغيرين ...
رفعت رأسها لتبعد تلك الخصله الناعمه عن وجهها مع تحرك زرقاوتيها بحركه عفويه حتى توقفت نحوه كإنما كانت تبحث عنه ...
دق قلبه بعنف حتى كاد يشق صدره من قوته فها هى تنظر إليه و تشرق إبتسامتها نحوه بخجل ...
ليقطع تلك اللحظه الحالمه صوت هذا المزعج "شريف" ...
شريف: أخينا !!!! ... الله يكرمك إمشى بقى أنا جعت ..
هيام صديقه وتيبس أطرافه جعله يتابع إتجاه أنظاره ليبتسم ساخراً بنبرة مازحه ...
شريف: ما قلنا كده .. قلنا دوبنا من نظره العيون الزرقاء دى محدش صدقنا ..
لكزة "يوسف" بخفه يحثه على الصمت بحديثه الثرثار المزعج ...
يوسف: بس بقى ...!!!!!
ليتحرك "يوسف" صوب "عبد المقصود" وإبنته يتبعه "شريف" بصمت وإبتسامه شقيه ...
ورد ...
لم تصدق عيناها ها هو أتى مره أخرى ... ها هو ينظر إليها نفس النظره التى أسرتها منذ أول وهله ...
دقات قلبها المتسارعه وبروده أطرافها جعلتها بحاله فريده لا تشعر بها إلا فى وجوده هو فقط ، ماذا يحدث لها برؤيته ؟!! لمَّ تشعر بالسعاده بحضوره ... لم يخفق قلبها بتلك القوة والشدة عند رؤيته ...؟!!
تقدم "يوسف" صوب "عبد المقصود" متسائلاً بقلق ...
يوسف: أبو "محمد" .. أخبار حضرتك إيه ...؟؟
ابو ورد: "يوسف" .... !!! أهلاً يا إبنى إتفضل ..
تعلقت عيناه بها لوهله ثم نظر تجاه والدها مستكملاً حديثه وهو يتخذ مقعده بمقابله ...
يوسف: أصلى قلقت عليك لما بقيت تغيب عن الصلاه فى المسجد ...!!!
ابو ورد: أصل اليومين دول فيه دوا للضغط لما باخده بنام مش بحس بالدنيا وبيفوتنى المعاد ...
يوسف: ربنا يديك الصحه .. هو الأسبوع إللى فات بس أنا كنت مسافر وكنت حاجى أزور حضرتك وأطمن عليك ...
ابو ورد: انا بخير يا إبنى الحمد لله ..
إتخذ الحديث مجرى رسمياً للغايه ليفكر "شريف" بحيله ليبعد "عبد المقصود" قليلاً ليفسح المجال لصديقه مع تلك الجميله فربما تتغير أفكاره المتحجره تجاهها ...
شريف: أبو "محمد" أظن العربيه بتاعه حضرتك سحبها الونش بره ...!!!
إنتفض "عبد المقصود" من مكانه بقلق قائلاً ..
ابو ورد : ده أنا قايل لـ"مصطفى" السواق ميسبش العربيه لأن فيه زحمه كتير بره .... لا حول ولا قوة إلا بالله ...
مال شريف على أذن "يوسف" هامساً ...
شريف: أى خدمه ... إتلحلح بكلمتين بقى قبل ما أبوها ييجى ...
ثم إعتدل "شريف" غامزاً لصديقه الذى إتسعت عيناه إندهاشاً من تصرفه ، هتف "شريف" بـ"عبد المقصود" لاحقاً به ليبحث عن سيارته معه ...
شريف: ابو "محمد" أنا جاى معاك ... لحظه ...
لحق "شريف" بـ"عبد المقصود" ليعطى الفرصه لـ"يوسف" و"ورد" بالتعرف إلى بعضهم البعض ....
____________________________________
علا ...
كما إتفقت مع صديقتها "لمياء" ذهبت لمقر شركه الأقصى التى يعمل بها "يوسف" للبحث عنه وإيجاد فرصه للتحدث معه فربما يشعر بعشقها المتيم له ...
تجولت بتلك الأروقة باحثه عن "يوسف" ليخبرها أحدهم أن هذا وقت الإستراحه وربما تجده بالمطعم المقابل للشركه يتناول طعامه مع صديقه"شريف" ...
إبتسمت فى داخلها فربما الصدفه تلعب معها لعبه الحظ السعيد فمقابلتها له بالمطعم ستكون أفضل بكثير عن مقابلتها له بالمكتب وربما تتاح لها الفرصه بالتحدث معه وقضاء بعض الوقت فهذه فرصه عظيمه عليها إقتناصها ...
____________________________________
المطعم ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بعد صمت دام للحظات نكست بها "ورد" عيناها بخجل مصطنعه الإنشغال بحقيبتها البيضاء تعبث بها بإضطراب ، إستجمع "يوسف" نفسه ليبدأ بسؤالها ....
يوسف: أنتى خريجه إيه ...؟؟
رفعت عيناها المتوهجتان به ليغرق ببحورهما مشدوهاً وهو يستمع لنبرتها الرقيقه وهى تجيبه خجلاً ...
ورد : إداره أعمال ...
إبتلع ريقه مستكملاً حديثه بقوة يستجمع بها شتات نفسه المبعثرة ...
يوسف: بجد .. أنتى مجالك كده قريب من مجالى جداً ...
ورد: والله !!! .. بس أنا مش بشتغل .. مش حابه أشتغل ..
يوسف: ليه .. أهو تتسلى ..
تجاوبت معه "ورد" بتلقائيتها وعفويتها المعتاده ليتابع "يوسف" حديثها بإستمتاع حقيقى فهى رقيقه ناعمه للغايه لم يقابل فتاة مثلها من قبل ..
ورد: لا أنا مش بيفرق معايا خالص الجو ده .. والشغل وتحقيق الذات والكلام ده ... أنا بحب البيت وقعده البيت ..
يوسف: غريبه .. مع إنى مشفتش حد بيحب قعده البيت دى أبداً ...
تجهمت بخفه وهى تتسائل بفضول ...
ورد : وده ضايقك ...؟؟
يوسف: لا بالعكس .. أنا بس مبحبش أقول كده للناس تفتكرنى راجعى شويه ..
إتسعت إبتسامه "ورد" لتتسع إبتسامته أيضاً إثرها فكم لها من سحر جعلته مشدوهاً بها ، إنفصل تماماً عن الواقع وكأن العالم قد خلى تماماً من كل ما يحيط بهم ...كانت تتحدث ويجيبها كمل لو كان بحلم غير موجود بالواقع ليهيم بها متسائلاً بداخله ...كم هى رقيقه ساحره مميزة بكل شئ ...
أفاق فجأه على صوت أنثوى شجى ينادى بإسمه ليلتفت نحو مصدره بإندهاش ...
علا : إزيك يا "يوسف" ...؟!!!
تعجب لرؤيتها هنا بالمطعم لينهض من جلسته بإستراب ...
يوسف: علا .... !! ا.أأ ... أهلاً ..
نظر نحو "ورد" كما لو يعتذر نيابه عن "علا" لمقاطعه حديثها ...
حدجت "علا" "ورد" بنظرات ناريه متفحصه قبل أن تنحى عيناها عنها مستكمله وكأنها لاتراها بالمرة ..
علا : أنا .. ااا .. كنت معديه من هنا بالصدفه شوفتك .. قلت أسلم عليك ...
بغيظ شديد من مقاطعه "علا" لجلسته مع "ورد" أرسم إبتسامه مختنقه على وجهه ثم أردف مجاملاً ...
يوسف : أه .. أهلاً وسهلاً .. إتفضلى ..
أعادت "علا" نظراتها المغتاظه تجاه "ورد" ثم وجهت حديثها لـ"يوسف" تتغنج بدلال كمل لو أن بينهما رابط ما تكيد به "ورد" التى تتابعهم بإهتمام ...
علا : لأ معلش بقى مره تانيه .. أنا بس كنت عايزة أسألك .. أخبار موضوعنا إيه ...؟؟
بإندهاش شديد رفع "يوسف" حاجباه وقد عقص وجهه بعدم فهم ...
يوسف: موضوعنا ...؟؟!!!!!!!!
علا : أه إللى قلت لك عليه ..
يوسف متذكراً : أاااه .. والله لسه يا "علا" .. أول ما حد يبلغنى حاجه حقولك على طول ..
علا : مش عارفه أشكرك إزاى يا "يوسف" بجد ..
يوسف: لا شكر على واجب .. أقعدى بس إشربى حاجه ..!!
إستكملت "علا" دلالها الغير مبرر وقد تعالت ضحكتها بصورة مستفزة فيبدو أن وجود "ورد" أثار غيرتها وحنقها للغايه لتخرج شخصيه غريبه حتى على نفسها ...
علا : يبقى لك عندى كوبايه شاى .. ومتقلقش .. حتاخدها حتاخدها ..
أجابها "يوسف" بعفويه فهو لا يحبذ الشاى مطلقاً ...
يوسف: شاى ..!! بلاش الشاى ..
علا: ده مفيش أحلى من الشاى .. مسيرى حدوقهولك من إيدى وأنت تعرف ..
أنهت عبارتها وهى تنظر بتقزز تجاه "ورد" تتعمد إغاظتها ، لينهى "يوسف" هذا اللقاء الذى قطع حديثه مع "ورد" غير عابئ بما أصاب "علا" اليوم ...
يوسف: اه اه ... إن شاء الله ..
علا: سلام ..
يوسف: مع السلامه ...
عاد "يوسف" إلى مقعده وهو يبرر من هى تلك التى إقتحمت جلستهم بتلك الصورة دون إدراك لم عليه إيضاح ذلك ليبرر بإرتباك ...
يوسف : دى اااا .... "علا" ... جارتنا ...
أومأت "ورد" رأسها بخفه لكن ملامحها كانت تحمل ضيق شديد لا تدرى لم شعرت به بمجرد رؤيه تلك الفتاه تتحدث مع "يوسف" بهذا الدلال وكأن بينهما شيئاً ما يخفيانه سوياً لتردف "ورد" بحنق ..
ورد: بس شكلها أكتر من مجرد جاره ..
بنفى قاطع وإصرار على إظهار ذلك لها ...
يوسف: لأ .. طبعاً ..دى جارتنا وبس ....كانت عايزانى أتوسط لها فى شغل عندنا فى الشركه ...
دفعت "ورد" بكتفها بلا مبالاه كما لو أصابتها الغيره من تلك الجاره لتردف بنبره متهكمه زادتها نعومه ودلال ...
ورد: عموماً متفوتش كوبايه الشاى !!!! .. أنا مش عارفه إللى بيشربوا الشاى دول بيحبوا فيه إيه ... هو فيه زى القهوه وجمالها ..!!!
حتى بتهكمها كانت لطيفه لذيذه للغايه ، إبتسم "يوسف" لمحبتها لمعشوقته السمراء ليهتف بإبتهاج ...
يوسف: إنتى بتحبى القهوة ؟!!!! .. أنا مدمن قهوة بصراحه ..
ورد: انا كمان مقدرش أتخيل يومى من غيرها ..
___________________________________
عبد المقصود ...
بعد بحث كثير عن السيارة برفقه "شريف" فـ "مصطفى" السائق قد إختفى بالفعل مما أثار دهشه "شريف" الذى لم يكن يدرك ذلك وكان الأمر كله حيله من خياله ، وجدا السائق بأحد المقاهى بإنتظارهم حتى ينتهوا من تناول طعامهم ....
عادا مره أخرى إلى المطعم وقد أُنهك "عبد المقصود" للغايه ...وفور أن دنا من الطاوله التى يجلس عليها "ورد" و"يوسف" شعر بألم شديد و إنعدام فجائى فى الرؤيه وسقط مغشياً عليه ......
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• رد الجميل ...••
المطعم ...
تباطئت خطوات "عبد المقصود" ليسقط أرضاً بوضع ساكن مريب للغايه ، لوهله تصورت "ورد" أنها تتخيل ما حدث لتنظر تجاه والدها بإستراب لسقوطه الفجائى لتهب منتفضه بخطوات أشبه للركض سقط لها المقعد المجاور لها بعد إصطدامها به بدون شعور فلم تكن تهتم سوى لوالدها الذى سقط أرضاً ...
جثت على ركبتيها بإنفعال وقد إرتعش جسدها بقوة فور إقترابها منه وقد شحب وجهه للغايه قاطعاً الأنفاس ...
إنهار حصنها المنيع بلحظه أمام أعينها لتنهار له قواها وتصرخ مرتعبه وهى تهز والدها تحثه على أن يفتح عيناه وينظر إليها ...
ورد: بابا .... بابا .... رد عليا يا بابا !!!! ... فوق وكلمنى ...!!!!
كانت يد "يوسف" أسرع من يدها وهو يربت بخفه على وجنة "عبد المقصود" الشاحبه محاولاً إفاقه هذا الرجل الطيب ...
مع محاولتهم لبضع دقائق لم يتأثر لها "عبد المقصود" مطلقاً هتف "شريف" بنبره عقلانيه عمليه للغايه ...
شريف: يلا يا جماعه نوديه المستشفى .. المستشفى قريبه أهى ... مش لازم نسيبه كدة ...!!!!
وافق "يوسف" بشده ما تفوه به "شريف" ليميل نحو "عبد المقصود" ماداً ذراعه أسفل رأسه ليحمل جسده الضئيل فوق ذراعيه بجسارة ليتحرك صوب المستشفى بعجاله وهو يطلب من "ورد" بلهجه آمره فلا وقت للبكاء ووالدها متعب بهذا الشكل ...
يوسف: يلا يا "ورد" ورانا على المستشفى ...
إتجه "يوسف" حاملاً "عبد المقصود"الهزيل فوق ذراعيه يساعده "شريف" على ذلك بينما كانت تلحقهم "ورد" بخطوات متعجله وقلب منفطر ....
____________________________________
المستشفى ...
أسرع المسعفون يدفعون بأحد المقاعد المتحركه ذوى العجلات بإتجاه "يوسف" الذى دلف للتو يحمل شخصاً غير واعى مطلقاً ...
إندفع به المسعف إلى غرفه الطوارئ فى الحال يتبعه الطبيب لفحص "عبد المقصود" ...
إنتظرت "ورد" التى تعلق بصرها بغرفه الطوارئ بهذا الرواق لا تتمالك دموعها التى تتساقط كما لو كتب عليها الحزن بقيه حياتها فهى لا يمر بها يوماً إلا وإمتلأ بالأشواك ...
تعلقت عينا "يوسف" بـ"ورد" لكنه فضل الصمت لبعض الوقت لحين الإطمئنان على والدها وما أصابه ...
لم يمر وقت بعيد حتى خرج الطبيب إليهم وقد أرتسمت على محياه علامات الإمتعاض والضيق ، إلتف حوله ثلاثتهم بتوجس شديد فملامحه لا توحى بالخير مطلقاً ...
زفر الطبيب بقوة وهو يتابع نظراتهم المتعجله لمعرفه ماذا أصاب هذا الرجل ليردف بأسف لما وصلت له حالته ....
الطبيب: للأسف .... أنا كنت متوقع ده !!!! .... هو مسمعش كلامى ... دى نوبه ألم مقدرش يستحملها ... فأغمى عليه ...
تطلعت به "ورد" بذهول للحظات تحاول فهم عما يتحدث بالضبط لتهز رأسها بجهل تام متسائله بإستراب وتوجس ...
ورد: متوقع ... متوقع إيه ...؟؟ ونوبه إيه ...؟!! أنا مش فاهمه حاجه خالص ...!!!!
لحقها "يوسف" بسؤاله للطبيب يحثه على التحدث بدلاً من تلك الإيحاءات الغامضه ...
يوسف: قصدك إيه يا دكتور ... وضح كلامك لو سمحت ... مش مستحمله ألغاز هى .....!!!
رفع الطبيب كتفه وأهدله موضحاً حاله "عبد المقصود" بالضبط لهم ...
الطبيب : للأسف ... والدكم مخبى عليكم إنه مريض بالكانسر ومه الأسف رافض يستجيب للعلاج ...
فغرت "ورد" فاها بصدمه وهى تشهق بقوة وضعت لها كفيها فوق فمها تمنع صوت شهقاتها العاليه من الخروج ، بإنكار تام لتلك الحقيقه بمرض والدها الخبيث رافضه تصديق هذا الحديث وإعتباره ما هو إلا كذب فأبيها سليم معافى وسيبقى إلى جوارها إلى الأبد ....
ورد: لأ ... لأ طبعاً .. لأ بابا مش عيان !!!!! .. لأ بابا كويس ... بابا معندوش المرض الخبيث ده !!! ..
طرقت بكفها بضعف على باب غرفه الطوارئ بحاله من الهلع أصابتها بعدم تصديقها لتشخيص هذا الطبيب المجحف ...
ورد: قوم يا بابا .. قوم قولهم إن إنت كويس !!! ... على فكره دة شويه ضغط عالى بس .. هو كويس .. بابا مش عيان .. بابا مش حيسيبنى لأ ... لأ يا بابا ...!!!!
حاول الطبيب من تهدئه "ورد" التى إنفعلت بهلع لمعرفتها بحقيقه مرض والدها الذى أخفاه عنها ليتأكد لماذا طلب منه "عبد المقصود" بإخفاء الأمر ، فيبدو أن "ورد" قدرتها على تحمل الصدمات ضعيف للغايه ، نظر الطبيب بإتجاه "يوسف" لمساعدته بتهدئتها قليلاً ...
الطبيب : مينفعش كده .. إنتى لازم تهدى .. وتحاولى معانا تقنعيه إنه لازم يتعالج عشان يقدر يخف ويقوم من تانى بالسلامه ... مش كدة برضه يا حضرة ولا إيه ...؟!!
أومأ "يوسف" بتفهم لمقصد الطبيب ليحث "ورد" على الهدوء والتفكر بمصلحه والدها وصحته أولاً ....
يوسف: أه طبعاً ... لازم يا "ورد" نهدى كدة ونفكر فى علاجه أهم حاجه ...
ورد: أه .. لازم بابا ياخد العلاج .. لازم ..
بقلق حقيقى ومشاعر إبن صادقه عقب "يوسف" بأمل فى الله قائلاً ...
يوسف: إن شاء الله حيتعالج ويبقى أحسن من الأول ... بس مينفعش إللى إنتى فيه ده !!! .. لازم تهدى هو محتاجك جنبه ... مش تزودى عليه ...!!!
تطلعت به "ورد" تومئ بإيجاب محاوله السيطرة على إنفعالها وقلقها ، هى بالفعل تحتاج لتلك المشاعر الصادقه لتقويها وتبث بها القوة والصبر لتتحمل شدة والدها وأن تبقى إلى جوار والدها الذى يحتاجها الآن ...
إستكمل الطبيب إيضاحه قائلاً ...
الطبيب : عموماً إحنا إديناه جرعه مسكنه قويه وعلقنا له محلول لأنه ضعيف جداً بإذن الله حيفوق لكن لازم يبقى هنا تحت الملاحظه والعلاج ... حالياً وجودكم مالهوش لزوم لأنه حينام وقت طويل وممنوع المرافق ... تقدروا تتفضلوا دلوقتى وتيجوا بكرة فى معاد الزيارة ...
نظر "يوسف" تجاه "شريف" طالباً منه العودة للشركه بينما بقى "يوسف" مرافقاً لـ"ورد" لبعض الوقت حتى يطمئنا على والدها حتى لو كان غير واعى لهما ...
بعد إنتهاء موعد الزيارة إضطرت "ورد" للخروج من المستشفى فهى لن تبقى معه اليوم ...
بنبره محبطه للغايه تحدثت "ورد" مجامله لـ"يوسف" الذى ترك عمله وبقى برفقه والدها حتى الآن ...
ورد: إنت تعبت أوى معانا النهارده ...
يوسف: إنتى متعرفيش غلاوة والدك عندى إيه !!! ... ده جِميله فى رقبتى مقدرش أوفيه طول عمرى مهما عملت ...
جاهدت نفسها لتخرج فوق شفاهها إبتسامه باهته قائله بإمتنان ...
ورد : شكراً ليك بجد ... إتفضل معايا السواق يوصلنا بما إن طريقنا واحد ...
لوح "يوسف" معترضاً على إقتحام خصوصيتها بهذا الشكل وفرض نفسه عليها لإيصاله لمنزله ...
يوسف: لأ طبعاً .... خليكى إنتى على راحتك .. أنا حروح لوحدى ...
ورد: طب ليه ؟!! .. ما العربيه والسواق موجودين أهم ... إتفضل معايا .... كفايه وقفتك من الصبح معانا ...
بإيجاب أومئ "يوسف" بخفه دون الإثقال عليها لأكثر من ذلك ليتخذ المقعد المجاور للسائق بينما جلست "ورد" بالمقعد الخلفى ناظره كعادتها إلى السماء تدعوا الله بالشفاء لوالدها فهى لا تدرى كيف ستكمل حياتها بدونه لو لا قدر الله حدث له أى مكروه ....
أوصل السائق "يوسف" أولاً لبيته ليتخذ طريقه لبيت "عبد المقصود" لإيصال"ورد" التى بقيت بغرفتها بقيه الليله دون الخروج منها ...
___________________________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
علا ...
لقاءها بـ"يوسف" اليوم لم ينمحى للحظه واحده بل ظلت تتذكر رؤيته مع تلك الفتاه بالمطعم وقد ثارت الدماء بعروقها وأخذت تنفعل بغيظ شديد لرؤيتهما معاً ...
دق هاتفها لتجيب على الفور بإنفعال ...
علا : إنتى فين من الصبح رنيت عليكى خمسميه مرة .. !!!!!!
لمياء: بالراحه بس ... إيه إللى حصل ...؟؟!! ها ... روحتى زى ما قلت لك .. ؟!!
علا : متفكرنيش .. أنا من ساعتها مش على بعضى والله ...
لمياء : ليه إيه إللى حصل صوتك متضايق أوى ليه كدة ...؟!!
هوت بقوة فوق الفراش تتحدث بضيق وإنفعال وهى تتذكر مشهد حديثهما معاً حين دلفت للمطعم أنام أعينها كما لو أنها تراهم حقيقه أمامها الآن ...
علا : رحت لقيته قاعد فى المطعم إللى قصاد الشغل مع واحده يالهوى ... مش عارفه أقولك إيه .... واحده تغيظ كده ...!!!!
لمياء : ليه يعنى ... ؟؟
إمتعضت ملامحها بتقزز وهى تصف "ورد" بغيره شديده ...
علا : حاجه ملزقه عينيها ملونه وشعرها طويل كده .. أوووف .. أعمل أنا معاها إيه دى ... ؟!!!!!
حاولت "لمياء" بث الثقه بصديقتها وهى تتسائل بإشمئزاز ...
لمياء : حلوة أوى يعنى !!!!! .. وبعدينى يا بنتى إنتى قمر ...
علا : متكدبيش عليا أنا عارفه أنا إيه .. أينعم مش حلوة أوى بس دى فظيعه ....أخليه يبص لى إزاى بس ودى قدامه كده ...
لمياء : أنا عارفه لك بقى ... موضوعك ده متعقرب كده ليه ....؟!!
علا : ولا أنا كمان عارفه !!!! ... أدينى حفكر فى حاجه جديده ونشوف ..
لمياء : ماشى يا "علا" لما توصلى لحاجه أبقى قوليلى ... أنا عايزة أنام ... هلكانه طول النهار فى الشغل ...
علا: خلاص ماشى .. سلام ..
لمياء : سلام ...
____________________________________
شقه حسام ....
أخذ يحك شعره الطويل بأصابعه وهو يتسائل بعدم فهم بعدما إنتهت والدته من تلك المكالمه الطويله ...
حسام : أيوه إيه بقى إللى حصل وخلاها مجتش إمبارح ..؟؟
ام حسام: "نجاح" بتقولى إن "عبد المقصود" جه و"ورد" مش هناك وطلع على طول ورجع وهى معاه .. يبقى شكله لحقها قبل ما تيجى هنا ...
أغلق عيناه بتملل ثم تسائل بقله صبر ...
حسام : وبعدين طيب ... حنعمل إيه دلوقتى ... إحنا ما صدقنا كانت حتيجى ...؟!!!
ام حسام: إستنى أفكر فى حاجه تانيه لأنه أكيد حذرها مننا عشان متجيش تانى لوحدها .. ده غير أنى سمعت أنه تعبان فى المستشفى ...
لمعت عينا "حسام" وهو يلقى بفكرته بمكر ...
حسام: حيموت يعنى !!!! .... يلا خلينا نخلص منه ونعرف نستفرد بيها ..
ام حسام: يا ريت ...
____________________________________
اليوم التالى ....
المستشفى ...
منذ ساعات الصباح الأولى وجدت "ورد" راحتها بالتوجه للمستشفى للبقاء إلى جوار والدها الذى مازال يغط بنوم عميق ...
إتخذت مقعداً إلى جواره تستمد الأمان ليغمض جفناها غافيه بعدما جافى عيونها النوم ليله الأمس ...
بعد مرور الوقت بدأ "عبد المقصود" يستفيق بإستراب فهو لا يدرى ما الذى جاء به إلى هنا ...
ابو ورد: إيه ده .. أنا فين ...؟؟؟
فتحت "ورد" عيونها فور سماعها صوت والدها الحنون لتهب إلى جواره تعاتبه على إخفاءه مرضه عنها ...
ورد: كده برضه يا بابا ... ؟؟ ... كده تبقى تعبان كده ومتقوليش وترفض العلاج ...؟؟
لاحت إبتسامه منهكه فوق ثغره وهو يمسك بكفها الناعم بين راحتيه ...
ابو ورد: هو الدكتور قالك .. ؟؟
ورد: أيوة .. أنت قلقتنى عليك أوى إمبارح ....!!!
ابو ورد: حقك عليا ... أنا بس مكنتش عايز أقلقك كفايه إللى أنتى كنتى فيه ....!!!
قلبت "ورد" شفتيها بإستياء من إهمال والدها لصحته بهذا الشكل ...
ورد: تقوم متاخدش العلاج !!!! ... أنا معرفش أعيش من غيرك ... لازم تاخد العلاج عشان خاطرى .. كده غلط ....
بإحتساب شديد لمصابه أردف "عبد المقصود" بإيمانه بالمقدر له ...
ابو ورد: كل واحد له أجل .. المهم أطمن عليكى ...
ورد: يا بابا أنا كويسه طول ما أنت كويس .. عشان كده لازم تقعد فى المستشفى وتاخد العلاج ...
لم تكن تعلم أن والدها عنيد للغايه حين هتف بها بإعياء شديد وإصرار بالرفض على البقاء ...
ابو ورد: أنا عايز أطلع من المستشفى دلوقتى و أوعدك أعمل حاجه مهمه أوى بعدها أرجع بنفسى أخد العلاج لحد ما أخف ....
ورد: تانى يا بابا ...!!!!
ابو ورد: أيوة إسمعى أنتى بس الكلام ....
زمت شفتيها بضيق لعند والدها وتشبثه برفضه لتتكتف عابسه للغايه حين سمعا طرقات خفيفه بباب الغرفه وأطرق "يوسف" رأسه ببطء مستأذنا للدخول ، تلاشت تلك التعبيرات العابسه ليشرق وجهها ببسمه لطيفه وسط ترحيب "عبد المقصود" بقدومه ....
ابو ورد: تعالى يا "يوسف" يا إبنى ...
يوسف : لا إنت ما شاء الله عليك النهارده .. أحسن كتير ...
ابو ورد: الحمد لله ...
رفع "عبد المقصود" عيناه نحو إبنته طالباً منها أن تحضر لهم أى مشروب من الخارج ...
ابو ورد: ما تنزلى يا "ورد" للبوفيه تجيبى كوبايه شاى ولا حاجه لـ"يوسف" ....
كانت إجابتها سريعه للغايه متحليه بخجل لطيف ...
ورد: لا حجيب له قهوة .. مش كده يا أستاذ "يوسف" ...
إبتسم "يوسف" لود لتذكرها حديثهم بالأمس ثم أردف بالرفض فلا داعى للإثقال عليهم وهم بالمستشفى ...
يوسف: لا مفيش داعى تتعبى نفسك ..
أعاد "عبد المقصود" عناده بإصراره بطلبه ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ابو ورد: لا بقى .. أنت فاكرنا بخلا ولا إيه !!!! .. يلا يا "ورد" من غير سؤال شوفى حتجيبى لنا إيه ....
ورد: تمام ....
تركتهم "ورد" باحثه عن (البوفيه) لإحضار القهوة ومشروب لوالدها ليترقب "عبد المقصود" تلك الفرصه داعياً "يوسف" للجلوس بالقرب منه ...
ابو ورد: أقعد يا "يوسف" .. أنا عايزك فى موضوع مهم أوى ..
نبرته الجاده إسترعت إنتباه "يوسف" الكامل ليهتف بإنصات ...
يوسف : خير .. إتفضل يا أبو "محمد" ...
بنفس متقطع وإجبار لنفسه على الحديث أمسك "عبد المقصود" بكف "يوسف" يحدثه بحميميه أب ربما تتحلى ببعض الرجاء ...
ابو ورد: أنا عايز أطلب منك طلب .. ولو مش فى إستطاعتك عادى يا إبنى أنا حفهم ...!!! ... أنا دلوقتى زى ما أنت شايف خلاص حموت ...
يوسف: بعد الشر عنك متقولش كده ...
ابو ورد: يا إبنى ده أجل وأنا حاسس خلاص إن نهايتى قربت ... لكن أنا خايف أوى على "ورد" .... بنتى مش حتقدر تعيش فى الدنيا دى والناس طمعانه فيها بالشكل ده .. وأنت يا أبنى شايف هى طيبه وعلى نياتها قد إيه !!! ... ونفسى أطمن عليها قبل ما أموت ....
إبتلع "عبد المقصود" ريقه بغصه فلم تكن تلك هى الطريقه التى يريد بها سعاده إبنته ، لم يرد أن يحط من قدرها لكن الوقت لن يسعفه بالإنتظار ليكمل بإستحياء شديد من طلبه ...
أبو ورد: عشان كده يا أبنى أنا عايزك تتجوزها !!!! .. تحميها وتعيش تحت جناحك وفى رعايتك .. أنت ونعم الأخلاق والدين ... حتعرف تصونها وتحميها .... ولو مش حتقدر يا أبنى ..... براحتك ده طلب مش إجبار .. فكر وبلغنى بقرارك وصدقنى أنا مش حزعل ولا أى حاجه لو إنت رفضت ....
مجرد إحساس "يوسف" بترجى "عبد المقصود" له لم يفكر للحظه بأن يرد طلبه حتى ولو فوق رقبته ، فهو لن ينكر صنيعه وجميله معه ليردف على الفور بدون أى تأخير ...
يوسف : طلبك أمر ... ووصيتك دين فى رقبتى ... مقدرش أرفضه ...
شعور بالراحه سرى بعروقه بلحظه موافقه "يوسف" ليستطرد موضحاً قبل عودة "ورد" ...
ابو ورد: بص يا أبنى "ورد" باقى فى عدتها من جوزها الأولانى أأقل من شهر .. بعدها على طول نكتب الكتاب عشان أطمن عليها ....
إحساس بالغصه جعله ينتفض من داخله حين تذكر موضوع زواجها الأول ، لكنه وعده وعداً قاطعا بالحفاظ عليها وحمايتها ....
يوسف : تمام ... بس سيبنى كام يوم أبلغ والدتى و أعمل ترتيباتى وطبعاً والدتى لازم تشوف العروسه ...
ابو ورد: تمام يا أبنى وبعد زياره "ورد" لوالدتك إحنا حنسافر ونرجع يوم كتب الكتاب ونعمل فرح على الضيق كده موافق ...
يوسف: موافق يا عمى ...
صمت "عبد المقصود" لوهله قبل أن يكمل برجاء آخر ...
ابو ورد: طيب ممكن نبلغها إنك طالب تتجوزها ... عشان بس مكسرش نفسها ...!!!
يوسف: طبعاً يا عمى ... ولا أنا حقول أى حاجه لأى حد ...
إجابته للمرة الثانيه أعاده الحياه لوجهه ورفعت من قدر "يوسف" لديه ليثنى متفاخراً به ..
ابو ورد: راجل يا أبنى ... وعشمى فيك طلع فى محله ...
____________________________________
بعد قليل ..
قدمت "ورد" فنجان القهوة لـ"يوسف" الذى إرتشفها سريعاً و إستأذن منهم ليعود للشركه بعدما أصر "عبد المقصود" بالعودة للبيت وترك المستشفى ...
____________________________________
شركه الأقصى ....
بعد تركه للمستشفى عاد لمكتبه ليجلس بهدوء متفكراً بما إتفق مع "عبد المقصود" عليه منذ قليل ...
أخذ يحدث نفسه بشرود تام دون الإنتباه لـ"شريف" والمحيط من حوله ...
" أنا إيه إللى عملته ده !!! ... بس أنا مكنش ينفع أرفض ... الراجل ده جِميله فى رقبتى ودى أأقل حاجه أقدمها له ... بنته أمانه فى رقبتى .. بس .... موضوع جوازها الأولانى ده مش عارف أبلعه !!!!!!! ... بس هى فيها كل حاجه أنا عايزها شريكه حياتى ... رقيقه وهاديه وطيبه .. أنا محتار !!! ... دماغى خلاص ... حتنفجر ..."
لم يدرك "يوسف" حين تلفظ بجملته الأخيرة بصوت عالٍ إنتبه لها "شريف" ...
يوسف: دماغى خلاص حتنفجر ...!!!
شريف: مالك يا "يوسف"... أنت مش طبيعى خالص ...؟!!
يوسف: مش عارف يا "شريف" محتار ومش عارف أفكر ...
شريف: طب ما تقولى يمكن أفيدك ..
تفكر "يوسف" لبضع لحظات فهو لن يفشى هذا السر الذى إئتمنه "عبد المقصود" عليه ليحاول إشراك "شريف" معه بطريقه أخرى لا تمس "ورد" وتحط من قدرها أو قدر والدها ...
يوسف: أصل ... ااا .... أبو "ورد" تعبان أوى .. و ... أنا كنت بفكر أطلبها منه ... بس موضوع جوازها الأولانى ده مش قادر أعديه ..
إعتدل "شريف" بجلسته وهو يتحدث بجديه لأول مرة ...
شريف: إنت عايز الحق ...؟!!
يوسف: طبعاً ...
شريف: العيب مش فيها .... العيب فيك إنت ...
ذهل "يوسف" للغايه من رأى "شريف" الصادم ...
يوسف : أنا ....!!!
شريف: أيوة .. ولنفترض إنها تجوزت واحد وما إتوفقتش معاه .... تفضل طول عمرها منبوذه مستنيه تموت ... ولا يمكن واحد ييجى يعوضها عن التجربه الفاشله دى وتعيش حياه طبيعيه ؟!!!! ... أنا عن نفسى مش شايف عيب فيها ... قولى يا "يوسف" ... غير موضوع جوازها ده .. إنت شايف فيها عيب تانى ...؟!!!!
تفكر "يوسف" لأقل من لحظه ليردف بإجابه قاطعه ...
يوسف: الصراحه .. لأ ...
شريف: يبقى بتُحكُم عليها بحاجه ملهاش يد فيها ليه ؟!!! ... ما هى أكيد وقتها مكانتش عايزة تطلق وكانت عايزة تبنى بيت وحياه .. صح .... ؟!!!
يوسف: أه ..
نهض "شريف" من مقعده ليتجه صوب مكتب "يوسف" وهو يحدثه بصرامه يوضح له الضبابيه التى ينظر بها إليها ....
شريف: شوف يا "يوسف" .... يا تقرب منها وتنسى الحاجز الوهمى إللى إنت حاطه ده ... يا إما تسيبها لنصيبها .... وواحده زى دى مش حتتساب وألف من حيجرى وراها ومش بعيد كلها شهر ولا شهرين وتلاقيها متجوزة من واحد تانى ... ها .... عندك إستعداد تسيبها لواحد تانى ...؟!!!!!!!!!
أثارت جمله "شريف" الأخيره إحساس دفين بداخله بأنه لا يريد أن يضيعها من يده .. مهما كان السبب ... يريدها إلى جواره هو .. سواء طلب والدها ذلك منه .. أو طلبها هو بنفسه .. فهو بالفعل يريد القرب من "ورد" ... ولا يتحمل رؤيتها أو حتى التفكير بأنها ربما ترتبط بأخر ....
ليهمس "يوسف" متوافقاً مع ما قاله "شريف" ....
يوسف: عندك حق ... عندك حق يا "شريف" ....
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• سأتزوج ....!!!! ••
لن أتركك ... هكذا قالتها بداخلها وهى تقضى الوقت برفقته بداخل غرفته بعد عودتهما من المستشفى ...
لن تضيع دقيقه بعيده عنه ، تخشى فقدانه فهو صمام الأمان وحصنها الحامى ، مجرد التفكير بمرضه يجعلها ترتعد خوفاً ...
إعتمدت بكل حياتها على وجوده هو فقط ، فبعد وفاة والدتها أصبحت وحيدة للغايه قربها إليه ، دللها كثيراً وتحمل المشقه كلياً عنها ...
كان عقلها المدبر وموجهها الحكيم ، كل خطواتها برأيه ومشورته ، بدونه هى لاشئ ...
تمعن "عبد المقصود" بوجه إبنته البرئ يلوم نفسه على ما إقترفته يداه ، فدلاله المفرط لها وخشيته دوماً عليها أكسبها سذاجه متناهيه ونقاء مبالغ فيه ...
جعلها لا تتحرك خطوة بدونه ليسقط بأزمه خطيرة ، أزمه تركها بمفردها ، فكيف ستتحمل غيابه ..؟؟! كيف ستدير حياتها وشؤونها الخاصه .. ؟!!
لم ينتبه أنه كان يجب عليه تركها تتعلم من خبرات الحياة ما يؤهلها لإكمالها بقوة وصلابه ، ظن أنه يقوم بكل ذلك عنها لمصلحتها وحمايتها بينما كان يضر بها دون أن يدرى ...
حتى بإختيار شريك حياتها إختار بدلاً عنها مرة وها هو يكررها مرة أخرى ...
رفع جزعه مستنداً لظهر الفراش وهو يطلب من إبنته الإقتراب ....
ابو ورد: أقعدى يا "ورد" عايزك فى موضوع ...
جلست "ورد" إلى جواره منصته إليه بإهتمام فملامحه توحى بالجديه التامه ...
ورد: خير يا بابا ...
صمت لوهله قبل أن يلقى بخبر زواجها مرة أخرى بدون مقدمات أو تمهيد ...
ابو ورد: "يوسف" .. طلب إيدك منى .. وأنا وافقت ...
تسمرت "ورد" بدهشه لتلك المفاجأة الغير متوقعه بالمرة ، زاغت عيناها لا تدرى بما عليها أن تشعر الآن ، هل تسعد لذلك أم تحزن ...!!!!
نعم لقد شعرت تجاه هذا الشاب بالذات إحساس غريب إحساس ممتع حلو للغايه ، إحساس متفرد لم تشعر به مع من قبل حتى مع "حسام" ، تشعر بألفه رهيبه وكأنها تعرفه من سنوات عديدة ..
لكنها بداخلها هذا التخوف ، ليس تخوفاً بل ذعراً هلعاً بتفكيرها أنها يمكنها أن تعيد تلك التجربه المشؤمه مرة أخرى ، هى لم تنسى بعد ما حدث بينها وبين "حسام" ...
شعرت بالتخبط والحيرة ... أترفض زواجها من "يوسف" ... هذا الشاب الذى دق له قلبها من نظرتها الأولى ... أم توافق وتعيد تلك المأساه مرة أخرى ويكون صورة أخرى من "حسام" ...!!!!
هل يكون هو فرصتها الذهبيه فى تعويض ما فاتها وتشعر معه بالحب والحنان اللذان تبحث عنهما أم سيكون صورة ثانيه عن "حسام" بإسم مختلف .....
ورد: بس يا بابا .. أنا لسه خايفه .. ممكن يكون زى "حسام" ... و ..
قاطعها "عبد المقصود" بيقين تام لمعرفته الوطيدة بـ"يوسف" وأخلاقه ..
ابو ورد: لا يا بنتى .. "حسام" أنا مكنتش أعرفه بس كنت مصدق "ناهد" .. لكن "يوسف" أنا أعرفه من زمان من وهو صغير .. عارف هو قد إيه راجل وعارف دينه وعنده أخلاق وقد المسؤوليه .. وأنا حرتاح لو أنتى وافقتى يا بنتى ...
كما إعتادت دوماً وبثقه عمياء بقرار والدها أردفت بدون تفكير ...
ورد : لو ده حيريحك يا بابا .. أنا موافقه ...
ابو ورد: و أوعدك يا بنتى إنك مش حتندمى أبداً ... أنا عايزك كمان متجبيش سيره لحد خالص .. وآخر الأسبوع حنسافر أنا وأنتى إسكندريه مش حنرجع إلا يوم الفرح .. فاهمه .. أوعى تقولى لأى حد مهما كان على مكاننا ..
بإستراب شديد لحرص والدها على عدم إخبار أحد بسفرهم أومأت "ورد" بالإيجاب ....
ورد: حاضر يا بابا ...
عادت إلى غرفتها بعد أن خلد والدها إلى النوم لينال قسطاً من الراحه لتحدث "سماح" بمكالمه هاتفيه طويله تسرد لها ما حدث بالتفصيل ...
أبلغتها بقرار والدها بزواجها من"يوسف" والتى رحبت سماح بسماع الفكره من "ورد" ظناً منها أنه بزواجها من هذا الشخص بالذات ربما يعيد لـ"ورد" حياتها المفقوده ....
____________________________________
فرنسا ..
بعد عودة والدى "لامار" من سفرتهم مشتاقين لوحيدتهم الغاليه ، جلسوا جميعاً بجلسه عائليه دافئه ..
والد لامار: حبيبتى .. عملتى إيه من غيرنا الأيام إللى فاتت ....؟؟
لامار: شغل وشغل وشغل ...
نظر "نشأت" نحو إبنته يثير فضولها بتساؤل ذات مغزى ...
والد لامار: ومستعده بقى لأجازة ولا لسه ...؟؟!!
لامار: أجازة ... فين ...؟؟
بابتسامه ينتظر رد فعلها وهو يبلغها عن سفرتهم الجديدة ...
والد لامار: نروح مصر ..!
هتفت "لامار" بحماس شديد فقد إشتاقت للغايه لبلدها وأهلها ...
لامار: إنت خلاص حددت معاد يا بابا ...؟!!!
والد لامار: أيوه .. كمان عشر أيام ... جهزى نفسك بقى ...
لامار: أكيد .. لازم أجهز نفسى .. إسكندريه وحشتنى أوى ...
نظرت والدتها نحوها بإستنكار شديد ...
والد لامار: وجدك وجدتك موحشوكيش ...؟
لامار: أكيد وحشونى أمال أنا بحب إسكندريه ليه !!! ... لأنها شبههم وهم شبهها ...
والد لامار: أنا قلت أقولك قبل معاد السفر ... عشان تجهزى نفسك وتظبطى شغلك ....
لامار : شكراً يا أحلى بابا فى الدنيا ...
____________________________________
شقه يوسف ....
حيره أصابه عقله وسهم ضرب قلبه ، أخذته تلك الياقوته لتبعثر كل معتقداته المترسخه بعقله ، لولا ما بعثرته بنقائها لكان ثابت على مبدأه ولم يهتز بكيانه شئ ...
لكن الحيرة بين عقله وقلبه كادت تفتك به ، عاد مساءً لشقته ليدلف بهدوء وشرود غير المعتاد فذهنه مشغول للغايه ، خاصه وأن عليه إخبارهم الآن بقرار زواجه المفاجئ بعدما كان يرفض ذلك بقوة منذ أيام ليست بالبعيده ...
دعاء ...
فور سماعها لصوت باب الشقه قد أغلق متيقنه بأن "يوسف" قد عاد إلى المنزل ، أنهت مكالمتها مع "مرزوق" بتعجل ثم خرجت إلى "يوسف" لمقابلته كما تفعل كل يوم ...
بتجهم شديد أثار فضول "دعاء" لهذا الإقتضاب المبهم ...
يوسف: فين ماما يا "دعاء" ...؟؟
دعاء: فى أوضتها ..!!!!
يوسف: طب تعالى معايا ....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
سارت "دعاء" خلف "يوسف" بخطوات بهلوانيه وقد إتسعت حدقتاها بإندهاش مصطنع لتلك الجديه والإقتضاب المسيطرين على ملامح أخيها ...
دلف "يوسف" لغرفه والدته ملقياً التحيه ...
يوسف: السلام عليكم ...
ام يوسف: تعالى حبيبى إنت جيت ...؟؟
بمزاحها الطريف أرادت رسم بسمه على وجوههم المقتضبه ...
دعاء: ده سؤال ولا تعجب ده ولا إيه ؟؟!!!!!!!! .. ما هو بيكلمك أهو يا حاجه يبقى مجاش يعنى وباعتلك فويس ...!!!!!
إستدار "يوسف" ومازالت تلك الملامح الجاده مسيطرة عليه بصورة قويه ليرمقها بقوة فهو لا يحتمل هذا النوع من المزاح الآن قائلاً بإقتضاب ...
يوسف: لمى لسانك ... وأقعدى عايزكم فى موضوع مهم ...
إبتلعت "دعاء" ريقها بتخوف وهى تجلس إلى جوار والدتها الممدة فوق فراشها وهى تتمتم بقلق ...
دعاء : أستر يا رب ..
سحب "يوسف" نفساً عميقاً يستعد به للتحدث ثم أردف ...
يوسف: مش إنتوا كنتوا عايزنى أتجوز !!! ... أنا حتجوز ....
هللت "دعاء" بسعاده و وربما براحه فقد ظنت أن الأمر يخصها لتزال تلك الصخرة التى جثمت فوق صدرها فور إعلان "يوسف" بخبر زواجه ...
دعاء : أخيراً وافقت على "علا" ..؟!!!!
نظر "يوسف" تجاه "دعاء" وهو يوضح أكثر ليصل لما يريد إخبارهم به ...
يوسف: لأ ...مش "علا" .. واحده تانيه ...
تسائلت والدته بين الفرحه والتوجس فلم يخبرهم بخبر زواجه وهو متجهم مقتضب بهذا الشكل ...
ام يوسف: ومين دى يا إبنى بنت حد نعرفه ...؟؟
يوسف: بنت أبو "محمد" يا ماما ..
رفعت هامتها بسعاده فهذا الرجل نعم من يُنَاسَب لكن كيف ذلك وهناك فرق شاسع بين طبقتيهم الاجتماعية ...
ام يوسف: والله الراجل ده ونعم الناس .. بس دول يا إبنى !!! ... يعنى إحنا فين وهم فين ...؟؟
يوسف : أنا مش عايز منهم حاجه أنا عايزها هى .. ولما تشوفيها حتحبيها أوى .. طيبه وهاديه زى ما أنا عايز بالضبط ...
بثقه بإختيار ولدها لزوجته ومعرفتها به حق المعرفه بأنه لا يطمع بمال تلك الفتاه وأنه لابد وأن أوضح ذلك لوالدها شقت وجهها بإبتسامه فرحه قائله ...
ام يوسف: خلاص يا حبيبى طالما إنت شايف كده .. خلاص ... ربنا يتمم لك على خير ...
بقى إيضاح سبباً لزواجهم السريع فأردف "يوسف" مستكملاً إيضاحه ...
يوسف: بس والدها تعبان عشان كده حنعمل الفرح كمان شهر ...
بإندهاش حقيقى تلك المرة صاحت "دعاء" بإستنكار ...
دعاء: إيه ....؟ شهر ... ؟ إيه الكروته دى ...
يوسف: هو خايف يموت الراجل تعبان جداً ...
لهذا السبب إذن تفكر "يوسف" بزواجه من تلك الفتاه بتلك السرعه ، فلابد أن مرض والدها هو السبب بهذا التعجل منهم جميعاً ...
ام يوسف: ربنا يشفيه ويعافيه ... يمكن يا بنتى عايز يطمن على بنته قبل ما يموت ...
يوسف: بالضبط كده يا ماما ...
ام يوسف: طيب يا إبنى لو كده نفتح أوضتك على الأوضه إللى جنبها عشان توسع ونوضبها ونجيب أوضه نوم جديده ....
يوسف: إن شاء الله .. خلى التفاصيل دى لما تشوفيها الأول ...
ام يوسف : خلاص يا إبنى إن شاء الله .. بس طالما هى عجبتك يبقى أكيد حتعجبنا ...
قبّل يوسف يد والدته ورأسها فقد شعر بالراحه بعد أن أتم ما قد فكر به لإقناعهم ثم دلف لغرفته ليقضى بقيه ليلته بين أفكار سعيده تارة ومزعجه تارة أخرى ...
____________________________________
يومان يمران وقد حاولت النفوس تهيئه القلوب لما هو آت ، سأجرب حظى وأتقدم ... سأبحث عن سعادتى ربما ....
هكذا حدث كل منهما نفسه فبعد أن أبلغ "يوسف" والدته بأمر زواجه إتفق مع "عبد المقصود" على موعد لزيارة "ورد" لوالدته وأخته ...
وها قد آتى اليوم لتشعر "ورد" بتخوف عظيم من تلك الزيارة التى ستقوم بها بمفردها فوالدها غير قادر إطلاقاً على مرافقتها بينما والدته لا تستطيع الحركه كما أوضح "يوسف" لوالدها ...
تحضر "يوسف" لإصطحاب "ورد" ماراً ببيت "عبد المقصود" بالمساء ...
يوسف: أخبار حضرتك إيه النهارده ..؟؟
ابو ورد: الحمد لله يا بنى ...
يوسف: بعد إذن حضرتك آخد "ورد" تزور والدتى زى ما إتفقنا...
ابو ورد: أه طبعاً ... وزى ما قلت لك إحنا مسافرين بكره ... وحنبقى على إتصال ونرجع أنا و"ورد" يوم الفرح إن شاء الله ..
يوسف: بإذن الله ...
فور ذكر ذلك شعر "يوسف" بالإضطراب والتخوف لينحى عيناه جانباً حتى لا ينتبه "عبد المقصود" للقلق الذى إجتاحه ويظن أنه يتهرب من وعده له ...
صوت خطواتها جعله ينتبه لتلك الفاتنه التى كادت تشرق بضياء متوهج بفستانها الفيروزى الطويل كَـ لون عيونها اللامعه ...
وجد نفسه لا شعورياً يبتسم بقوة فهى دوماً تغرقه ببحورها وتنسيه الواقع بوجودها ...
صوتها الدافئ وهى توجه له حديثها جعلته يفهى وتذوب بحلقه الكلمات ...
ورد: أنا جاهزة ...
يوسف: اا .. أه ... يلا .. تمام ....
ابو ورد: السواق جاهز حيوصلكم ..
يوسف: مفيش داعى خالص .. ده البيت قريب ...
ابو ورد: لا .. كده أحسن ... عشان أبقى مطمن ...
إستقلا السيارة وسط صمت طويل ودقات قلب نابضه لتعلنها لحظه سعاده بقربهما معاً ...
____________________________________
طرق "يوسف" الباب أولاً لينبه والدته و"دعاء" بحضورهما قبل أن يفتح الباب وهو يدعو "ورد" للدخول بإبتسامه مرحباً ...
يوسف: نورتى البيت ... إتفضلى ...
أقبلت "دعاء" بفوضويتها المحببه ترحب بتلك الفتاه التى سيتزوجها أخيها ...
دعاء: أهلاً وسهلاً ....
أنهت عبارتها ببطء شديد وهى تكمل بإندهاش لرقه "ورد" وجمالها لتردف بشقاوة ...
دعاء: يا إبن الإيه !!!! ... أتاريك مش موافق على ولا عروسه من إللى بجيبهم لك !!!! ... أيوة يا عم .. ماشيه معاك ... منوره يا قمر ...
إبتسمت "ورد" على طريقه "دعاء" الودوده معها فقد شعرت بالود والألفة لها على الفور ....
تحدث "يوسف" من بين أسنانه محذراً "دعاء" من مزاحها الثقيل ...
يوسف: سيبيها تتعرف عليكى الأول لازم طوله لسانك دى من أولها ...
دعاء: ما أنا أعملك إيه .. ما هى طلعت زى القمر .. أسكت أنا.. قوليله والله ...؟!!!!
ورد: شكراً ليكى .. أنتى إللى قمر ...
أشارت لها "دعاء" بالدخول وهى تهتف بوالدتها تنبهها لوصول "يوسف" و"ورد" ...
دعاء: إتفضلى ... يا ماما .. يوسف و"ورد" جم ....
جلست "ورد" على احد المقاعد بغرفه المعيشه الكبيره وجلس "يوسف" على مقعد آخر مقابلاً لها بينما دلفت "دعاء" لتساعد والدتها للخروج من غرفتها لمقابله "ورد" ....
تنحنح "يوسف" معتذراً عن أسلوب أخته الأحمق ...
يوسف: أنا أسف والله هى "دعاء" دايماً كده بتحب الهزار ..
ورد: لا طبعاً .. آسف على إيه !!! .. أنا حبيتها أوى ...
يوسف: معلش البيت على قد حاله .. بس إن شاء الله أظبط ظروفى ونجيب شقه تانيه قريبه ...
لم تشعر "ورد" بما يعتذر "يوسف" بسببه بل شعرت براحه وسكينه كبرى لحظه أن دلفت إلى داخل البيت ، أحست بالمودة التى تربطه بأخته ، لم تنفر مطلقاً من مظهر البيت والأثاث البسيط بل شعرت بالألفه والمحبه يطغيات عليه لتجيبه بصدق نابع من قلبها حقاً ...
ورد : بالعكس ... أنا حبيت الشقه هنا جداً ومريحه أوى بجد حاسه إنها فيها دفا وراحه جميله أوى ....
بساطتها وعدم تكلفها أسعده للغايه بال من معيشتها بمستوى أعلى منه بكثير ، لكنه مع ذلك لن يظلمها أيضاً ..
فزواجهم المفاجئ لم يستطع التخطيط له كما يجب لذلك سيحاول جاهداً توفير كل السبل ليشعرها بالراحه مثلما كانت فى بيت أبيها ....
إقتربت أم "يوسف" تتكئ على عصاها ببطء وإلى جوارها إبنتها "دعاء" ...
ام يوسف: بسم الله تبارك الله ... إنتى "ورد" ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تلقائياً فور سماع صوتها الحنون رفعت "ورد" عيناها تجاهها وإرتسمت إبتسامه رائعه زادتها جمالاً لشعورها بدفء تلك السيدة وحنانها النابع من ملامحها المريحه للغايه ...
غمرها إحساس بحنينها لأمها التى حُرمت منه صغيرة لتتخيل أنها أمها التى إشتاقت إليها ...
نهضت "ورد" لتحيه أم "يوسف" وهى تردف برقه ..
ورد: أيوة ... أنا "ورد" ...
ام يوسف: إسم على مسمى حبيبتى ... إرتاحى حبيبتى أقعدى ...
ورد : شكراً ...
جلست أم "يوسف" إلى جوارها متأمله إبداع الخالق فى هذه الفتاه الجميله ...
ام يوسف: نورتينا يا بنتى ... والله والدك ده غالى علينا جداً ... كان بودنا ييجى معاكى بس إن شاء الله يقوم بالسلامه .... وينورنا إن شاء الله ...
ورد: يا رب يا طنط ...
بجلسه ودوده للغايه وتجاذب لأطراف الحديث بين أربعتهم شعرت "ورد" بأريحيه غير عاديه وخجل شديد بذات الوقت ...
تناست تماماً طيف حسام الذى غاب عن تفكيرها بوجود هذه الأسرة المحبه ...
لم تخلو جلستهم من بعض النظرات الجانبيه لكلا من "ورد" و"يوسف" اللذان تملكتهما سعاده حقيقيه بوجود بعضهما البعض .....
____________________________________
شقه حسام ...
أخذت تضرب ساقيها بقوة غيظاً وتحسراً وهى مازالت تستكمل مكالمتها الهاتفيه بصوت حاد أشبه بالصراخ الغاضب ...
ام حسام: إنت بتقول إيه ... ؟؟ إمتى حصل الكلام ده ....؟؟ ماشى ماشى ... سلام ...
ضغطت زر إنهاء المكالمه بقوة ثم ألقت بالهاتف بعيداً وهى تستدير بغضب كاد ينفث من عينيها المتوهجتان شرراً ...
ام حسام: شفت !!!! ... أهو "عبد المقصود" ناوى يجوز "ورد" !!!!! ... كل حاجه حتضيع من إيدينا ...!!!!!
إتسعت حدقتاه بصدمه وجف حلقه بفزع ، هل يمكن أن يفتضح أمرة وقتها ... بالطبع ... وما الذى سيمنع ذلك ... أتكون قد أخبرت والدها بما عجز عنه بتلك الليله وسقطت عنها العدة بعد طلاقها ... لا ... بالتأكيد لم تفعل ... إنها خجوله للغايه ولن تتفوه بما يخص تلك الأمور مطلقاً ...
لكن عليه الثبات بموقفه وأن يظهر أنها لا يمكنها الزواج لأنها مازالت بشهور العدة ، وعليه الوصول إليها أولاً ، فهو لن يتركها تضيع من بين يديه بتلك السهولة ليهتف بكذب ...
حسام : إيه ....؟؟ يجوزها .. لمين وإزاى ..دى لسه فى العده ...!!!!
ام حسام: فيه واحد إسمه "يوسف" إتقدم لها وأبوها وافق وهى دلوقتى عندهم فى البيت "مصطفى" السواق لسه قايلى كده دلوقتى ...
حسام : طب والعمل يا ماما ... أنا مش عايزها تضيع من إيدى ...!!!!!
لمعت عيناها ببريق غادر وهى تحسم أمرها بكراهيه شديدة ..
ام حسام: بكره .... لازم نجيبها إن شاالله غصب عنها ...
حسام: إزاى ..؟؟
ام حسام: أنا حروح لهم البيت و أخليها تطلع لى وأول ما تطلع نكون مجهزين مخدر نرشه عليها ونحطها فى العربيه ونمشى على طول ..
إستحسن تلك الفكرة تماماً فهى ستكون فرصه لن تتكرر وهى غائبه عن الوعى تماماً لينفذ مخططه ويشبع رغبته بها ويثبت رجولته التى إهتزت أمامهما ...
حسام: ماشى ... تمام كده ...
ام حسام: إما حرقت قلبك يا "عبد المقصود" .. والفلوس حاخدها حاخدها ...
____________________________________
بعد إنتهاء زيارتها لأسرة "يوسف" الصغيرة ، إصطحبها "يوسف" لبيت والدها بإحساس مغاير تماماً لذلك الإحساس وقت ذهابهما فرغم حديثها البسيط إلا أنها أسرته بالفعل ، سحرته برقتها ونعومتها الطاغيه ...
تذكر كلمات "شريف" و أراد بالفعل تناسى كل ما حدث معها قبل معرفته بها وسيبدأ معها حياه جديده فهما يستحقا ذلك ....
تاهت "ورد" بأفكارها وسط سعادتها بقربها من "يوسف" رغم المرات القليله التى رأته بها إلا أن قلبها بالفعل تعلق به ... وشعرت بالراحه والأمان وسط عائلته وفى وجوده ... طغى حضور "يوسف" فى حياتها على "حسام" وما فعله بها بصوره مطلقه ....
____________________________________
اليوم التالى ...
إستيقظ "عبد المقصود" لصلاه الفجر الذى حزن كثيراً لعدم قدرته للذهاب إلى المسجد فى الفتره الماضيه لما يسببه له الدواء بهذا النعاس وإعياءه لمرضه الذى يشتد يوماً بعد يوم ....
إرتدى ملابسه وتناول حقيبته فى هدوء ماراً بغرفه "ورد" ....
ابو ورد: جاهزة يا "ورد" ...
ورد: جاهزة يا بابا ....أكلم السواق ...؟!!!
ابو ورد: لأ ... مش حنروح بالعربيه ... أنا طلبت عربيه بالسواق حتوصلنا إسكندريه ... يلا بينا ...
تحركا من البيت دون أن يشعر بهما أى من العاملين بالبيت لكنه فقط ترك رساله و مبلغ من المال لـ"نجاح" لمراعاه "محمد" قبل سفرهم إلى الإسكندرية .....
ليستقلا السيارة إلى هناك مباشرة حيث قام "عبد المقصود" بحجز غرفه كبيرة لهما قبل سفرهما بأحد الفنادق المطله على البحر ليصعدا إليها فور وصولهما مباشرة ليرتاحا من عناء السفر ...
____________________________________
شركه الأقصى ...
شريف: أخبارك إيه يا عريس ...؟؟
يوسف: إنت بتتريق ولا إيه ....؟؟
بنفى لما ظنه "يوسف" فهو بالفعل سعيد لتلك الخطوة التى إتخذها "يوسف" لزواجه من "ورد" ....
شريف: والله فرحان لك يا أخى .. ده أنا كمان إحتمال أحصلك ...
يوسف: بجد ....!!!
شريف: أمال ... بصراحه البنت إللى حكيت لك عليها دى ... بدأنا نتعرف ونتكلم كل يوم تقريباً .. طلع إن دماغنا فيها حاجات كتير أوى شبه بعض ... وبفكر فعلاً أسافر عشان أطلب أيدها ..
بسعاده حقيقيه لما ينتويه صديقه ...
يوسف: حلو أوى ... ونويت إمتى تسافر ...؟!!!
شريف: لا .. بعد جوازك إنت الأول ...
تفكر "يوسف" بإقاراح ظريف للغايه قائلاً ...
يوسف: ليه يعنى ... ؟؟ ولى أمرى ...!! ما تيجى نتجوز فى نفس اليوم ..؟؟
شريف: لا يا باشا ... إنتوا عاملين حاجه كده على الضيق إنما أنا لازم أعمل فرح تحكى عنه البلد كلها هو أنا أى حد ولا إيه ....؟؟
يوسف ضاحكا: إنت حر ... إنت الخسران ...
شريف: طالما ربنا موسعها عليا ومعايا قرشين أهو نفرح بيهم وأتجوز بقى بدل ما أنا عايش لوحدى زى قرد قطع من يوم ما والدى ووالدتى إتوفوا ...
يوسف: ربنا يسعدك يا "شريف" .. إنت تستاهل كل خير ....
____________________________________
تحضرت تلك الخبيثه وولدها للذهاب إلى بيت "عبد المقصود" وقد أحضرا مخدر قوى للغايه ليخطفا "ورد" اليوم ....
لكنهما أصيبا بخيبه أمل عندما أبلغتهم "نجاح" أنهم تركوا البيت دون أن يشعر بهم أحد فى الصباح الباكر ...
حسام بغيظ: شفتى ....!!!
ام حسام: مسيرك حتقع تحت إيدى يا "عبد المقصود" .... يلا يا حسام !!!!!
عادت إلى شقه "حسام" يجرون أذيال الخيبه والحسرة على فشل مخططهم تلك المرة أيضاً ......
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• صداقه جديده ...••
إستشاطت "ناهد" غضباً بعد معرفتها بسفر "ورد" و"عبد المقصود " دون علم أى أحد بمكانهما والأدهى هو تصرف "عبد المقصود" الغريب بترك سيارته والسائق "مصطفى" الذى ينقل إليها كل تحركاته ...
أخذت تبحث بكل السبل لمعرفه إلى أين ذهبوا لكن كل سبلها ضاعت هباء ولم تتوصل لمكانهما بعد ...
شعرت بقله حيلتها وأن"عبد المقصود" إستطاع أن يغلبها وقد ذهبت خططهم سدى وعادوا إلى نقطه الصفر مرة أخرى ...
وقفت تعض شفتيها بغيظ وقد إحتدت بإنفعال ..
ام حسام: أكيد أكيد فهم إحنا عايزين إيه ومش حيرجعها إلا لما العدة تخلص ... صحيح "عبد المقصود" ده مطلعش سهل أبداً ...
حسام بغضب: والله ما سيبهاله ... مش حخليه يتهنى بيها ...
أمسكت "ناهد" بذراع "حسام" المنفعل قبل أن يتصرف أياً من تصرفاته الحقماء وتخسر برعونته كل ما خططت له ...
ام حسام: إستنى هنا متتهورش .. لازم نفكر كويس حنعمل إيه بالضبط .. المهم دلوقتى نحاول نعرف هم راحوا فين ... لازم ..
رفع كفيه بوجه والدته إعتراضاً ...
حسام: أنا مش حصبر ده كله شوفيلك حل ...!!!!
ام حسام: حشوف ... لازم ألاقى حل ونعرف هم راحوا فين ...
____________________________________
الإسكندريه ....
تمدد "عبد المقصود" بإنهاك فوق الفراش بينما ظلت "ورد" تنظر من نافذه الغرفه تجاه أمواج البحر المتلاطمه بمنظر طبيعى أخاذ للعقول ...
إشتمت هواء البحر المنعش الذى ضربت رياحه شعرها الذهبى وهى تهتف ببهجه ...
ورد: البحر شكله جميل أوى يا بابا ..
أردف والدها بإعياء شديد وقد إهتزت نبرات صوته المتعبه ...
ابو ورد : إنزلى يا بنتى وإفرحى ...
إستدارت "ورد" نحو والدها ترفض ذلك بصورة قاطعه ...
ورد: لأ طبعاً مش حقدر أسيبك إنت تعبان أوى ...
أصر "عبد المقصود" بشدة أن تخرج "ورد" للحياه وتعيش كزهرة يانعه ببستان الزهور ، لن تظل حبيسه الفندق رفيقه لمرضه فقط ...
ابو ورد: لا متقلقيش عليا .. أنا حاخد الدوا إللى كاتبه الدكتور ده ...و أنام ولو عوزت حاجه حبقى أتصل عليكى ... إنتى بس خلى التليفون على طول فى إيدك ...
إبتسمت "ورد" ساخرة من نفسها فهى دوماً ما تنسى هذا الهاتف ولا تهتم به على الإطلاق ...
ورد: طيب ....ححاول حاضر ..
إطمئنت على والدها أولاً ثم خرجت بهدوء شديد لتجلس بهذا المقهى الكبير بأسفل الفندق ...
نظرت بإتجاه البحر تتمتع بنسمه الهواء الصافيه بهدوء وراحه ...
شعرت بالسكينه والإنتعاش الذى تبحث عنهما بالفعل و إبتسمت فى نفسها فأخيراً بدأت الدنيا تضحك لها والسعاده بدأت تشرق وتدق بابها ...
____________________________________
بعد عده أيام ....
الإسكندريه ...
مرافقتها لوالدها بتلك الأيام هو ما تود فعله فقط ، هى تخشى عليه من مرضه ومعاناته التى أصبحت تتكرر كثيراً ، لكن "عبد المقصود" كان دوماً ما يصر عليها ألا تسجن نفسها معه ويطالبها بالخروج والتنفيس عن نفسها ...
كانت بالفعل تنصاع له لكن بعد أن يخلد للنوم بعد تناول علاجه الذى يسبب له الوهن والنعاس أكثر فتستغل "ورد" تلك الفرصه لقضاء وقتها بالأسفل بالمقهى الكبير تنظر للبحر عشقها المتيم ...
جلست "ورد" ككل يوم تنظر إلى أمواج البحر المتلاطمه تصفى ذهنها تماماً بهدوء وهى تتابع الأجواء من حولها ...
إقتربت منها إحدى السائحات لتتحدث معها وكأنها تسأل عن شئ ما ...
السائحه "بالفرنسيه": صباح الخير .. هل يمكنك أن تدليننى كيف يمكننى الذهاب إلى قلعه قايتباى ....؟؟
تحفزت إحدى الفتيات بالطاوله المجاورة بالإستدارة نحوهم وهى تشير بإصبعها تحاول وصف المكان الذى تريد تلك السائحه الذهاب إليه لكن "ورد" كانت أسرع بالإجابه عن سؤالها لتردف بفرنسيه طليقه ...
ورد: يجب عليك أن تسيرى بمحاذاه الشاطئ إلى أن تصلى إلى هناك لكنك يجب أن تستقلى إحدى هذه السيارات لأن المسافه بعيده سيراً ...
سعدت السائحه للغايه فقد كانت مرشدة لها بدلاً من أن تضل طريقها ببلد غريب عنها لتشكرها بإبتسامه ...
السائحه: شكراً جزيلا لكِ ...
ورد: لا عليكِ ..
بإعجاب شديد لما أبدته "ورد" من حديث بلغه فرنسيه صحيحه للغايه لم تكن لتتوقعها خارج فرنسا كما إعتادت خاصه هنا بمصر ...
تقدمت نحو "ورد" وقد أرتسمت إبتسامه إعجاب واضحه وهى تلقى تحيه الصباح على تلك الفتاه الجميله ...
" صباح الخير .."
ورد: صباح الخير ..
مدت الفتاه بيدها معرفه نفسها أولاً لـ"ورد" قائله ...
لامار: أنا "لامار" .. ممكن أقعد معاكى شويه ...؟؟
وهذا ما يميز تلك الفتاه السمراء ذات الجاذبيه والرقى أنها تتمتع بروح إجتماعيه مبادرة وجرأه فى إنشاء العلاقات بينها وبين الآخرين ...
إندهشت "ورد" من تقدمها والتعرف عليها دون معرفه مسبقه بينهم لكنها تجاوبت معها لما أظهرته من بسمه ودوده طلت بمحياها المريح للنفس ...
ورد: أنا "ورد" .. إتفضلى أقعدى ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بدأت "لامار" حديثها بما إسترعى إنتباهها من "ورد" قائله بتساؤل محبب ...
لامار: الصراحه مقدرتش أمنع نفسى أنى أسألك ... إنتى إزاى بتتكلمى فرنساوى بالشكل المتقن ده ...؟!!
ورد: بسيطه ... لأن أنا أصلاً تعليمى كله كان فى مدارس فرنساوى عشان كده بحب اللغه دى جداً وبتكلمها كويس ...
لامار: ااااه .... جميل أوى .... أصل أنا عايشه فى فرنسا مع بابا وماما ... وبشتغل هناك كمان ولفتّى نظرى أوى وإنتى بتتكلمى بطلاقه كدة ...
خيال "ورد" المحدود هيأ إليها أنه مثلها والعديد من الفتيات يبقون هنا ولا يسافرون ويغامرون ببلدان جديده ، بل وينتهى طموحهم بزوج وبيت وأولاد ترعاهم ...
لكن مقابلتها لفتاه تعيش وتعمل ببلد كفرنسا هو ضرب من الخيال والجنون ربما ، لكنها ما كانت دوماً تحلم بزيارة تلك البلد التى قرأت عنها بالعديد من الكتب والمجلات لتهتف بإنبهار ظهر جلياً على ملامحها الشفافه التى لا تخبئ ما تشعر به مطلقاً ...
ورد: بجد عايشه هناك ؟!!!!!! ... كان نفسى أروحها بس مقدرش أسافر لوحدى ..
لم تستطع "لامار" تلك الفتاه المنفتحه والتى تعمل وتسافر أكثر مما تجلس بييتها مع أسرتها أن تدرك لم لا تقدر تلك الفتاه أن تسافر بمفردها لتتسائل بإندهاش وعدم فهم السبب وراء ذلك ...
لامار: ليه متقدريش تسافرى لوحدك ... مش فاهمه ...؟؟
ورد: دايماً بخاف من أى حاجه جديده ....
لامار: إنتى دارسه إيه ...؟؟
ورد: إداره أعمال ...
عادت "لامار" بجزعها للخلف وقد إتسعت عيناها إندهاشاً مرة أخرى لإهدار تلك الفتاه كل تلك الإمكانيات التى تمتلكها ببقائها هنا ...
لامار : كمان !!!! ... لااااا .. إنتى لازم تسافرى معايا بقى .. أنا عندى شركه هناك ومحتاجه حد معايا يكون فاهم إداره أعمال ...
ضحكت "ورد" بخفه وهى ترى مجامله "لامار" اللطيفه لها من زاويه أخرى ، فمحادثه "لامار" اللطيفه والمتحمسه معها لم تتكرر بحياتها كثيراً فهى دوماً بعيدة منبوذه ممن حولها ، لا يتقرب منها أحد أو يبادر بحديث لطيف كهذا معها ...
ورد : شكراً ليكى على المجامله دى .. بس أنا طبعاً ورايا هنا حاجات كتييير أوى أهم من الشغل .. أنا مش بحب الشغل أوى ..
تهدلت ملامح "لامار" بصدمه من أن فتاه بعمرها والتى يجب أن تتحلى بالحماس للعمل وتحقيق الذات تكون تلك أفكارها ببساطه ...
لامار متعجبه: معقول ده ...؟؟
ورد: أه والله ... أمال إنتى هنا أجازة بقى ولا إيه ...؟؟
لامار: أه ..نزلنا كلنا نطمن على جدى وجدتى يعنى أسبوعين كده ونسافر تانى ...
ورد: إن شاء الله ...
طريقه "ورد" الهادئه الغير معتاده بالنسبه لـ"لامار" كذلك تفردها عن فتيات كثير تعاملت معهم جذب إنتباهها للغايه لمعرفه شخصيه تتمتع بأفكار بسيطه للغايه ومختلفه تماماً عن آرائها لتستكمل حديثها الشيق معها وتكتشف خبايا تلك الشخصيه الناعمه الرقيقه للغايه التى تحملها "ورد" ....
وبحكم طبع "لامار" الإجتماعى المميز تعرفت كثيراً إلى "ورد" وكانت جلستهم ودوده بالفعل وإتفقتا أن تقضيا معظم الوقت معاً خلال وجودهم بالأسكندريه فقد جذبت "ورد" بطبعها الرقيق الهادئ إعجاب "لامار" لتطمئن إليها وتقترب منها أكثر وأكثر ..
بينما أعجبت "ورد" بقوة شخصيه "لامار" و إستقلالها بذاتها الذى طالما حلمت أن تكون بمثل هذه القوة لكنها لم تستطع ....
____________________________________
مرت الأيام سريعاً ...
توطدت علاقه "ورد" و "لامار" بصورة قويه خلال الأسابيع الماضية للقائهم الدائم الذى قرب بينهما بصورة قويه ، إلتمست به كل منهما بالأخرى صديقه وأخت فالإثنتان وحيدتان ووجدت كل منهما بالأخرى حقيقه محبه غير مزيفه إطلاقاً ...
تقربت "لامار" بطبعها المقدام بصورة أكبر على "ورد" ووالدها أيضاً بعد إصرارها على زيارته عدة مرات بغرفته للإطمئنان عليه ، كما شعرت "ورد" أخيراً بإحساس مختلف لوجود صديقه من عمرها بحياتها تستطيع تفهمها والحديث معها بأريحيه و ود ...
حتى عندما قصت "ورد" لصديقتها "لامار" عما حدث لها وزواجها من "حسام" ومأساتها معه وكذلك إقدامها على زواج آخر بعد أسبوع كانت تشعر بإحساس مختلف عن حديثها مع "سماح" فكانت تخرج ما بصدرها لصديقتها بتعبير مختلف فمهما كانت "سماح" تتعامل معها بجانب مهنى إلى حد كبير خشيه من أن تؤثر بضغط سلبى عليها ...
لكن إستماع "لامار" لها كان ودوداً للغايه مريح للنفس بدون تكليف ، بل كانت تستمتع بتعبيراتها المندهشه والمصدومه والحزينه وأيضاً بلعنها لـ"حسام" وأمه بطريقه ساخرة للغايه ...
تحضرت "لامار" لسفرها القريب لكن كام عليها لقاء صديقتها أولاً لقضاء بعض الوقت معها قبل سفرها حين أردفت "لامار" بحماس مفرط ...
لامار: أنا كان نفسى أوى أوى أحضر الفرح وأشوفك وأنتى مبسوطه بعد كل إللى حكيتى لى عنه ده ...
ورد: ما إنتى مش راضيه تطولى أجازتك شويه ومصممه تسافرى بكره ..!!!!
لامار: ظروف شغل بابا .. والشركه بتاعتى مقدرش أغيب أكتر من كده ... بس طبعاً حنتواصل مع بعض بالتليفون والنت ...
تطلعت بها "ورد" بأعين حزينه فهى بالفعل ستفتقدها للغايه ...
ورد: طبعا يا "لامار" ... أنا بجد مش حقدر أخسر صديقه زيك بعد ما لقيتك ... أنا طول عمرى لوحدى ...
لامار: لأ خلاص أنتى دلوقتى مش لوحدك وأنا معاكى فى كل حاجه ... ولو إحتجتينى فى أى وقت حجيلك لحد عندك متقلقيش ...
ورد بإمتنان : بجد ...!!
زمت "لامار" شفاهها معاتبه "ورد" التى مازالت لم تعرفها حق المعرفه لتؤكد عليها ذلك حقاً فهى تعنيه بكل ما يحمل من معنى ...
لامار: طبعاً بجد .. إنتى لسه حتعرفينى كويس وتعرفى إن أنا قد كلمتى ...
ورد: أنا واثقه فى كده طبعاً ...
عقدت "لامار" ذراعيها أمام صدرها وهى تردف بمشاكسه لصديقتها الخجوله بنبره مرحه ذات مغزى ...
لامار: وبعدين ده هو باقى أسبوع على فرحك يا جميل وتبقى مش فاضيه لحد خااااالص ....
توردت وجنتا "ورد" بقوة لشدة خجلها لتردف بتهرب كما لو أنها لم تفهم قصدها الشقى ...
ورد: اااا ... لأ طبعاً ... أنا ما صدقت لقيت صديقه تفهمنى زيك ....
لامار: لولا موضوع جوازك ده مكنتش سبتك أبداً تقعدى هنا و أصريت تيجى ونشتغل سوا ...
ورد: قلتلك موضع الشغل ده مش فى بالى خالص ... أنا بحب البيت وقعدته ...
بإستياء واضح من سلبيه وبساطه شخصيه "ورد" المستكينه للظروف من حولها أردفت "لامار" بإمتعاض ...
لامار: أهو ده إللى مش عاجبنى فيكى .. إستسلامك كده وإنك تعيشى وخلاص ... فين إنتى وفين ذاتك ...!!!!!!
بتبرير شديد لمعتقداتها وأفكارها البسيطه ..
ورد: مش معنى أنى أقعد فى البيت يبقى أكنى ماليش ذات ولا تفكير .. بس بحب يبقى مجهودى ده للى بحبهم حواليا ... وهو ده إللى بحقق فيه ذاتى بجد ..
لامار بإبتسامه: ربنا يوفقك يا حبيبتى ... وبرضه لو حبيتى تشتغلى شركتى موجوده ..فكرى بس ...
ورد: ماشى يا ستى ...
____________________________________
شركه الأقصى ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بلقاءاتهم القليله لم يكن يظن أنه قد تعلق بها بهذا القدر ، بل ظن أن لطلب والدها عامل كبير بتفكيره به وتجهيزه للزفاف بعد أيام قليله ...
لكنه بالفعل إشتاق إليها ، تلهف قلبه لرؤيتها وهى تتسلل لداخل أعماقه دون حول منه ولا قوة ...
ملكته بنعومتها التى سيطرت على قلبه ومشاعره لم يتأكد منها إلا بعد غيابها ، تمنى أن تنقضى الأيام سريعاً حتى يجتمعا معاً لكن مازال بقلبه بعض التخوف الذى جعل ذهنه شارداً طوال الوقت بلا تركيز ...
إقترب "شريف" من "يوسف" بود شديد يطمئن على تجهيزه لزفافه القريب ...
شريف: ها إيه الأخبار جهزت الدنيا ...؟؟
أجابه "يوسف" بإقتضاب ومازال ذهنه شارداً للغايه ...
يوسف: أه تمام .. خلصنا توضيب الأوضه وبكره حنزل أشترى أوضه نوم جديده ...
بتوجس شديد أردف "شريف" متخوفاً من هذا الإقتضاب الظاهر على محيا "يوسف" ليتسائل بتخوف ..
شريف: إنت ليه مش شايفك فرحان كده ...؟؟
حمل كبير يجثو على صدره يود بالفعل مشاركته معه ليردف مخرجاً ما بداخله حقيقه ...
يوسف: حاسس زى ما أكون قلقان ..
شريف: إنت حاسس إنك إتسرعت ..؟؟
قالها "شريف" ظناً منه أنه مازال يفكر بوضع "ورد" مرة أخرى وبدأ يرفض تقبل أنها كانت متزوجه من قبل ، حين أجابه "يوسف" برفض تام ...
يوسف: لا بالعكس ... أنا بدأت أرتاح للفكره .. هى مسأله الجواز جت فجأه صحيح ... بس نفسى بدأت تهدا من ناحيتها ... وكمان فكرت فى كلامك كويس وإن "ورد" لازم تنسى تجربتها إللى فاتت وأنا كمان .. لازم أنسى ده ...
شريف: بس مش عارف ليه حاسس إنك مخبى عليا حاجه ....؟؟؟
أعاد "يوسف" جزعه للخلف وهو يزفر بقوة يريد الخلاص مما يثقل قلبه ، يريد من يتحدث معه ويخبره ما بداخله ، يريد من يرشده للصواب ويريح قلبه ...
لهذا أسترسل "يوسف" بالحديث فربما يشعر بالراحه ...
يوسف: عارف يا "شريف" أنا مكنتش عايز أتكلم فى الموضوع ده .... بس أنت زى أخويا بالضبط وبقالنا مع بعض سنين أهو ...
شعر "شريف" أن "يوسف" يخفى أمراً بالفعل ليتسائل بإستراب ...
شريف: إيه المقدمه الطويله دى .... فيه إيه قلقتنى ...؟!!!
يوسف: الصراحه .. أبو "ورد" لما عرف أنه تعبان وممكن يموت هو إللى طلب منى أتجوز "ورد" ... و أعتبرها أمانه فى رقبتى وأنا طبعاً وافقت .. الراجل ده أفضاله عليا كتير وجِميله فى رقبتى .. مقدرش أرفض له طلب ...
وقف "شريف" منتفضاً بحدة ينبه صديقه عما يقدم إليه دون أن يشعر ليهتف بإنفعال ..
شريف: طلب.... ؟؟؟!!! ده مش طلب .. !!! ده عمر وعشره وجواز ...!!!
يوسف: هو لما طلب منى أنا وافقت .. بس لما راجعت نفسى إرتحت للفكره .. وقلت يمكن أنا عمرى ما كنت أفكر بالإرتباط بيها لأسباب كتير أوى وقلت لك عليها قبل كدة .. لكن كده ربنا قربها منى وحطنى فى سكتها ...
تذكر "شريف" حديث "يوسف" بالفرق الإجتماعى الكبير بينهم فكيف لمن بمستواه التفكر بالزواج بفتاه غنيه كـ "ورد" ليتسائل محاولاً التأكد من فهمه الصحيح ...
شريف: إنت بتتكلم إنها أغنى منك وكده ... صح ....؟؟
يوسف: طبعاً ... هى فين وأنا فين ...؟!!!
شريف: أنا الصراحه شايف إن ده مش سبب نهائى كان يمنع إرتباطك بيها ....
يوسف: على الأقل عمرى ما كنت أتجرأ و أطلب أيدها وأكيد وقتها كانوا حيرفضونى ... إيه إللى يخلي والدها يرضى بواحد على قده حيسكنها مع أمه وأخته فى نفس البيت ... وهى كمان .... كان إيه إللى حيخليها ترضى بيا ... عشان كدة بقولك إن إللى حصل ده كله بس .... عشان أنا وهى نعرف بعض ونتجوز .....
تفكر "شريف" لبعض الوقت متيقناً من ذلك فلكل شئ سبب فلولا مرض والدها ما كان ليعرض على "يوسف" الزواج منها وما كان لـ"يوسف" أن يطلبها أيضاً خشيه رفضهم له ليهتف بتصديق لإرادة الله بأمورنا ...
شريف: تصدق صح !!! ... طب بينى وبينك بقى .. الموضوع ده بقى ... وطلب والدها بس هو إللى مخليك تكمل ... ولا فيه حاجه تانيه ...؟!!
دقات قلبه كانت تعلنها قبل لسانه ليردف براحه ..
يوسف: الصراحه لأ ... أنا ببقى مرتاح أوى وأنا جمبها .. بحس إنى مبسوط ومش عايز أسيبها ...
شريف: يعنى حبيتها ...؟؟
هى تلك الكلمه التى لن يهرب منها ، تلك الكلمه التى أسعدته بإدراكها ... إنه يحبها ... نعم ... يحبها حقاً غير عابئ بطلب والدها أو بظروف مرت بها ، لقد إمتلكت قلبه وسلبت فؤاده ...
أجابه "يوسف" صراحه ببهجه محببه ...
يوسف: أه ... حبيتها ... أنا محستش كده إلا لما سافرت مع والدها ... حاسس أنى عايز أشوفها وأكون قريب منها ... حابب أكون معاها ...
شريف: طب وهى ...؟؟
يوسف: مش عارف ؟!!!!!! ... بس إبتسامتها وإحنا مع بعض محسسانى إنها هى كمان مبسوطه لوجودى ...
شريف: وهى عارفه إن والدها طلب منك كده ..؟؟
يوسف: لأ طبعاً ...
قفز "شريف" بإنفعال إنتفض له "يوسف" لرد فعله المفاجئ وهو يهتف ...
شريف : بس يا باشا .. باينه أهى .. أمال يعنى حتكون وافقت عليك ليه ..!!!!
يوسف: تفتكر ...!!!
شريف: طبعاً لازم بتحبك ... ربنا يتمم لك على خير يا عريس ....
إتسعت إبتسامه "يوسف" حين تخيل موافقه "ورد" وهى تشعر مثله بحب يولد بقلبيهما وليس فرضاً عليها ...
____________________________________
يوم الزفاف ....
بعد أيام طوال يأتى اليوم الموعود بإنتظار متلهف وقلوب متنفضه ، تجهز "عبد المقصود" وإبنته للسفر اليوم عائدين إلى القاهرة لإتمام زواج "ورد" و"يوسف" ....
نظر "عبد المقصود" لحقائبهم المغلقه وهو يسأل "ورد" قبل مغادرتهم ..
ابو ورد: إيه يا "ورد" جاهزة خلاص ...؟
ورد بقلق: أيوة يا بابا .. بس إوعدنى ... من بكرة بقى تروح المستشفى وتبتدى العلاج ..
ابو ورد: أطمن عليكى النهارده ونكتب الكتاب ... وبكره إن شاء الله أنا حروح بنفسى للمستشفى لأن أنا فعلاً تعبت ...
ورد: ربنا ما يحرمنيش منك أبدا ً يا بابا ..
بالرغم من إعياءه إلا أنه قد رتب كل شئ على ما يجب ليخبر "عبد المقصود" إبنته بما سيفعلونه الآن ليوضح لها ذلك ...
ابو ورد: إحنا حنروح على البيت تجهزى من هناك ونروح الفندق تمام ...
دق بقلبها توتر خفى ورهبه من تكرار نفس اليوم ... يوم الزفاف ... شعرت بخوف حاولت ألا تنساق خلفه لتخفى هواجسها خلف إبتسامه كاذبه وهى تومئ بالإيجاب ...
ورد : إن شاء الله يا بابا ....
إستقلا مرة أخرى إحدى سياره الأجرة ليعودا بها إلى القاهرة إستعداداً لحفل الزفاف اليوم ...
____________________________________
شقه حسام ...
إنتبه "حسام " لتلك المكالمه المنتظره حين دق هاتف والدته برقم المربيه "نجاح" التى تخبر والدته بكل أخبار "عبد المقصود" وإبنته ...
ام حسام: أيوه يا "نجاح" إيه الأخبار ... ؟!!
نجاح: "محمد" كويس خالص متقلقيش عليه يا ست أم "حسام" والله أنا بحب "محمد" كأنه إبنى إللى مجبتوش و أكتر والله ...
زفرت "ناهد" بتملل وهى تنهر "نجاح" عن تلك الوصله المسترسله بإهتمامها بهذا الطفل لتزمجر بقوة ...
ام حسام: إخلصى يا "نجاح" ... ها ... "عبد المقصود" رجع هو و"ورد" ولا لسه ....؟!!!!
نجاح: جايين فى الطريق عشان فرحها النهارده .. هو لسه مبلغنا عشان نجهز البيت ...
ام حسام : ماشى يا نجاح حبقى اكلمك تانى .. سلام ...
أغلقت الهاتف بغيظ وهى تقضم شفاهها بقوة ...
ام حسام: ده مستناش يوم واحد ... دى العدة لسه خالصه إمبارح !!!! ... يقوم يجوزها النهارده ..!!!!
حسام: دوخنا وراه ومعرفناش نوصل له ... إتفضلى حليهالى دلوقتى حنعمل إيه بقى ...؟!!!
ام حسام : الجوازة دى لا يمكن تتم .. لا يمكن ...
حسام: أيوة حنعمل إيه يعنى ...؟؟
بعد تفكير لمعت فى رأسها فكرة جديدة لتخرب هذه الليله المشؤمه المسماه بليله الزفاف لتجيبه بخبث ...
ام حسام: أنا حقولك تعمل إيه ....!!
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• ليله زفاف أخرى ...••
شقه يوسف ...
لم تصدق أم "يوسف" عيناها وهى ترى ولدها الوحيد يستعد اليوم لزفافه ...
أشارت أم "يوسف" تجاه غرفته الجديده بعدما أتمت الإعتناء بها على أكمل وجه هى وإبنتها "دعاء" ..
ام يوسف: كل حاجه جاهزة تمام عشان عروستك يا حبيبى ... ألف ألف مبروك ...
لاحت عبره بعيناها فرحاً بهذا اليوم الذى إنتظرته منذ سنوات بعيدة ، حلم يتحقق بزواج إبنها لتتساقط دموعها الفرحه فوق وجنتيها الممتلئتين وهى تحاول مسحها بأصبعها ...
علت ملامح "يوسف" إبتسامه تعجب من بكاء والدته بهذا اليوم قائلاً ...
يوسف: هو أنتى حتعيطى برضه !!!! .. مش ده إللى إنتى كنتى عاوزاه ...؟!!!
ام يوسف: ده من فرحتى النهارده .. أخيراً يا حبيبى شوفتك عريس وفرحت بيك ... عقبال "دعاء" هى كمان ...
أتت "دعاء" بتلك اللحظه تقفز فرحاً وهى تحيط والدتها الحنونه بذراعيها مردفه ..
دعاء : آمين يا رب ...
ضحك "يوسف" ليظهر بياض أسنانه ويتحلى بوسامه تفوق الحد قبل أن يدفع مقدمه رأس "دعاء" بخفه مازحاً...
يوسف : إنتى فى إيه ولا فى إيه !!! .. خليكى فى دراستك الأول ...
ضمت "دعاء" أصابعها وهى تشير بهم بوجه "يوسف" قائلاً بمزاح شقى ..
دعاء: يا عم أضمن أى حاجه .. ما أنا لو قمر زى "ورد" مكنش يهمنى .. لكن أختك غلبانه والله ...!!
يوسف: بطلى غلبه و إدخلى بقى حضرى نفسك وساعدى ماما عشان تجهزوا و أوصلكم الفندق ...
دعاء : حاضر ...
تذكرت أم "يوسف" حجز غرفه الفندق التى سيبقى بها مع عروسه الليله لتنبه "يوسف" لذلك خشيه نسيان هذا الأمر فى خضم كل تلك الترتيبات ...
ام يوسف: أكدت يا أبنى على حجز الأوضه فى الفندق ...؟!!!!
يوسف: كله تمام إن شاء الله .. حجزت ثلاث أيام فى الفندق وبعدها نيجى هنا إن شاء الله ...
ام يوسف: ربنا يفرحك يا حبيبى يا رب ...
____________________________________
القاهرة ...
بعد سفر دام لعدة ساعات وصلا "ورد" و"عبد المقصود" إلى القاهرة متجهين صوب مسجد كبير مباشرة دون المرور بمنزلهم أولاً ...
بالملحق الإضافى لهذا المسجد جلس "يوسف" و"شريف" ورجل آخر يبدو أنه زميلهم بالعمل فى إنتظار مجئ العروس كما أخبرهم "يوسف" لعقد قرآنهما ...
وهذا ما رتب له "عبد المقصود" بدون أى تباطؤ .. أن تكون عودتهم لعقد قرآن "ورد" مباشرة و فى الليل يقام حفل الزفاف ...
ترجل "عبد المقصود" من سيارته المستأجرة بإعياء واضح وشحوب مسد على وجهه المجعد ليتقدم نحوه "يوسف" بخطوات متعجله يتحمد على سلامته ...
يوسف: حمد الله على السلامه ..
أبو ورد : الله يسلمك يا إبنى ...
تلاقت نظراته مع زرقاوتيها الخجلتين وهو يخصها بإبتسامته الرقيقه ..
يوسف: حمد الله على السلامه ...
توردت وجنتيها بقوة وهى تجيبه بصوتها الهامس ...
ورد : الله يسلمك ...
تراقص قلبه فرحاً بعودتها ورؤيتها قريبه إلى هذا الحد ، تمعنه بها اليوم مختلف تماماً فكلها دقائق وتصبح زوجته ... حلاله دون غيره ...
سعادة تملكت قلبه لمجرد الفكرة فقط ، لم يختلف حاله عن حالها وهى تشعر بنبضات قلبها المنتفضه برؤيته وكإنما عشقهما ولد بلحظه وتمكن من قلبيهما دون إنذار مسبق ...
لكنها لا تنكر تلك الرهبه والخوف الذى إعتراها اليوم لكن مازال لديها أمل بأن مستقبلهما سيكون أفضل ...
حضر المأذون لعقد القران بحضور العروسين ووالد العروس والشهود كما خطط "عبد المقصود" تماماً ليمنع حضور أى من منغصين الأفراح لإفساد زيجه إبنته التى يعتبرها مصدر أمانها القادم ...
إحتضن "شريف" صديقه يقدم له التبريكات بتلك المناسبه السعيده ...
شريف: ألف ألف مبروك يا عريس .. ألف مبروك يا عروسه ...
يوسف : الله يبارك فيك ...
بتلك اللحظه المنتظرة تعلقت عينا "يوسف" بها برؤيه مختلفه فقد أصبحت له الآن .. همس بإتجاهها بصوت عذب أطاح ببقايا صلابتها وزاد خجلها قائلاً ...
يوسف: الف مبروك يا عروستى ...
إبتسمت "ورد" بسعاده زادت من إشراق وجهها ولمعت عيناها كالفيروزتان المضيئتان بحب ...
والد ورد: ألف مبروك يا حبايبى ربنا يهنيكم ويفرحكم ...
بصوت خفيض للغايه دنا "عبد المقصود" من أذن "يوسف" متحدثاً بإمتنان شديد ...
أبو ورد: إنت مش عارف أنا اطمنت دلوقتى قد إيه .. ربنا يبارك فيك يا إبنى .. أهو كده لو ربنا أخذ روحى .. حموت وأنا مطمن إنها معاك ...
رفع "يوسف" بصره تجاه "عبد المقصود" متفوهاً بما يعتمل بقلبه حقيقه وليس إدعاء أو مجامله ...
يوسف : "ورد" فى قلبى قبل عنيا يا عمى ربنا يديك الصحه ويقومك لينا بالسلامه .. وإتأكد إن أنا عمرى ما حزعلها أو أتخلى عنها أبداً ....
ابو ورد: أصيل وإبن أصول .. أنا اخترت راجل بجد ...
إتجه "عبد المقصود" بعد ذلك مباشرة إلى البيت مصطحباً "ورد" إلى هناك للإستعداد لحفل الزفاف بالمساء ، كما عاد "يوسف" أيضاً برفقه أصدقائه لبيته فى إنتظار مرور الساعات لبدء مراسم الحفل ...
____________________________________
فى المساء ...
بيت عبد المقصود العالى ...
جلست لفترة طويله تحت يد خبيرة التجميل التى أرسل والدها بطلبها لوضع لمسات الجمال التى لا تحتاجها على الإطلاق لتظهر حُسن يفوق حُسنها وتذهب بعقول المحيطين بها ...
صففت لها مصففه الشعر خصلاتها الذهبيه لتنسدل على كتفيها كعناقيد من عسل أشرق وجهها بصورة تقطع الأنفاس ...
وحان وقت إرتداء فستان الزفاف ...
إنتظرت خبيرة التجميل وتلك المساعده الخاصه بتصفيف شعرها ومعهم الطبيبه "سماح" التى دعتها "ورد" لحضور حفل زفافها اليوم خروج "ورد" إليهم بعد إرتدائها فستان زفافها الأبيض البراق ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
خرجت "ورد" إليهم وهى تنتظر بشغف رؤيه نفسها بالمرآة بعد كل ما قامت به خبيرة التجميل بوجهها وتصفيف شعرها بتلك الطريقه لكن حين نظرت بإنعكاس صورتها بالمرآة تملكها خوف شديد حينما رأت نفسها للمرة الثانيه بتلك الهيئه وفستان الزفاف ...
تجهمت للغايه وتحجر ريقها وإتسعت عيناها بقوة ليعلو صدرها وينخفض بصورة غير معتاده فقد دب الذعر بجسدها جعلها ترتجف بشده ...
دنت منها "سماح" بإبتسامتها المطمئنه لتنظر لـ"ورد" عبر المرآة من خلفها تحدثها بنبرتها الهادئه ...
سماح: كنت عارفه إنك حتخافى ... بس ده أمر طبيعى .. لسه عقلك بيقارن ... بس عشان ترتاحى حاولى تفصلى اليومين دول عن بعض .. "يوسف" مش "حسام" يا "ورد" ...
خشيت "ورد" أن تترك العنان لنفسها وتنجرف ببكاء يفسد عمل هؤلاء الخبيرات اللاتى تعبن معها للغايه لساعات مضت لتحاول ضم شفاهها بقوة والسيطرة على ألا تنساق بهذا المنحدر قائله ...
ورد: بحاول .. بس قلبى مقبوض أوى ...
سماح: أنتى حاولى تهدى وبطلى خوف ... وبقولهالك تانى ... "يوسف" مش زى "حسام" ..
نظرت "ورد" إلى "سماح" نظره تمنى ودعاء بداخلها بأن يكون بالفعل "يوسف" مختلف عن "حسام" وألا يعيد إليها هذه الذكرى السيئه ويمحوها تماما بذكرى جديده أجمل ....
خرج الجميع من غرفتها بعد أن طلبت أن تبقى بمفردها لبعض الوقت وجدت نفسها فيها بحاجه للحديث مع صديقتها الجديدة "لامار" لتمسك بهاتفها وتدق برقمها الذى سجلته من قبل ، هى تريد بالفعل من يمدها بتلك القوة و "لامار" حقاً فتاه قويه تستطيع بث تلك القوة بها ...
بعد حديث دام لبضع دقائق حاولت بها "لامار" تهدئه نفس "ورد" المضطربه لتنصحها بقوة قائله ..
لامار: إللى أنا حسيته يا "ورد" إنك فعلاً حبيتى الشخص ده ... عشان كدة لازم متضيعيش فرصتك دى ... إللى يلاقى حد يحبه بجد لازم يمسك فيه بإيديه وسنانه وميسيبهوش أبداً يضيع من إيده ...
ورد: بس مش عارفه يا "لامار" أنا خايفه أوى ...
لامار : بعد إللى أنتى حكيتيه ده أظن خوفك ده شئ طبيعى بس المهم تطَلّعى "ورد" القويه من جواكى ... وأنا معاكى فى أى وقت تحتاجينى فيه كلمينى على طول ...
ورد: أكيد يا "لامار" أنا ما صدقت لقيت صاحبه زيك ...
____________________________________
يوسف ...
تألق بحلة سوداء لامعه وقميص ناصع البياض واضعاً ربطه عنق بمزيج من اللونين الأسود والفضى أظهرت وسامته الشرقيه البارزة وعيناه اللامعتان فكان مبهراً للغايه ...
حث والدته وأخته على الإنتهاء من تحضير نفسيهما لإيصالهما إلى الفندق أولاً قبل أن يذهب لإقلال "ورد" من بيت أبيها ...
ساعد "يوسف" والدته لركوب السيارة ثم انطلقت بهم السيارة المزينه نحو الفندق الذى سيقام به حفل الزفاف ...
أمام الفندق ..
توقفت السيارة ليترجل منها "يوسف" أولاً ثم ساعد والدته على الخروج بخطواتها البطيئه وهى تستند على عكازها من جانب و"دعاء" من الجانب الآخر ...
تقدمت أم "يوسف" و"دعاء" إلى الداخل لإستقبال المدعوين لهذا الحفل البسيط ...
إستدار "يوسف" للعودة إلى السيارة مرة أخرى ليقل "ورد" حين إستوقفه شاب ما بصورة عرضيه تفاجئ لها "يوسف" ...
يوسف: إيه ده ... !!!!
وقف "حسام" حائلاً بين "يوسف" وبين السيارة وهو يتسائل ...
حسام: أستاذ "يوسف" ...؟؟!!!
ضيق "يوسف" حاجبيه لإعتراض هذا الشاب طريقه ليجيب بإستفهام ...
يوسف : أيوة أنا .. مين حضرتك ...؟؟
بصورة تمثيليه للغايه ويبدو أنه ملقن تماماً ماذا سيقول وماذا سيفعل ردد بثقه وهو يشير بإتجاه منطقه هادئه بعيداً عن هؤلاء المارين جوارهم من هنا وهناك ...
حسام: حقولك أنا مين ... بس ممكن لو سمحت دقيقه على إنفراد ..
رفع "يوسف" كتفيه وأهدلهما بعدم فهم وهو يسمح لـ"حسام" بما يطلبه ...
يوسف: إتفضل ..
إبتعد "يوسف" عن السياره قليلاً ببقعه هادئه نوعاً مستمعاً لهذا الشاب الذى أصر على محادثته بتلك الصورة المريبه قطعها "حسام" بحديثه على الفور ...
حسام: إنت متعرفنيش ... بس أنا أحب أعرفك بنفسى فى الأول ... أنا "حسام"... إللى كنت متجوز "ورد" ...
تلاشت تلك الإبتسامه الخفيفه من وجه "يوسف" لتتحفز ملامحه بغضب مستتر لرؤيته أمامه خاصه بتلك الليله ، تهدج صدره إنفعالاً ليهتف بغيره واضحه وغضب إعتلى نبرة صوته التى تغيرت فور معرفته بشخصيه محدثه ...
يوسف: وأنت عايز منى إيه دلوقتى ...؟؟
بضحكه جانبيه مستفزة للغايه أردف "حسام" ساخراً يثير غضب "يوسف" أكثر ...
حسام : مالك كده ؟!! .. إهدى يا سيدى شويه !!! ... ده أنا جاى لمصلحتك على فكره ..
وجوده أطبق على أنفاسه وشعر بالغيظ من هذا المستفز ليهتف به "يوسف" بإنزعاج ...
يوسف : مصلحتى أنا ..؟؟!!
رفع "حسام" حاجبيه وهو يغمض عيناه للحظه بهدوء مستفز ومازالت تلك الابتسامه السخيفه تعلو ثغره الساخر ..
حسام: طبعاً .. قلت آجى أنورك بدل ما ينضحك عليك زى ما إنضحك عليا ...!!!!
لم يستطع "يوسف" تحمله أكثر من ذلك ليصبح به بقله صبر ...
يوسف: مش فاهم ..!! قصدك إيه ؟!!!!. إدخل فى الموضوع على طول لو سمحت ..
حسام: حاضر ... بقى أنا إتجوزت "ورد" وطلقتها فى نفس اليوم مسألتش نفسك ليه ...؟؟
رمقه "يوسف" بنظرة لا مباليه وهو يردف بتملل ...
يوسف : مش عايز أعرف ..!!
حسام: أصبر بس ... عشان متنضربش إنت كمان على قفاك زيي ...
كظم "يوسف" غيظه وهو يتحدث من بين أسنانه ...
يوسف: إحترم نفسك ..!!!!
تحول "حسام" بلحظه للإستكانه وإظهار صورة الرجل المخدوع المصدوم بزوجته بليله زفافه ...
حسام: مقصدش أهينك .. أنا زى ما قلتلك جاى أنورك وأنت حر ... الهانم المحترمه ... إكتشفت إنها كانت على علاقه مع واحد وإنها مش بنت ولما إكتشفت كده طلقتها فوراً .. ولما عرفت إنك ناوى تتجوزها قلت أنصحك بدل ما يضحكوا عليك زيي وتدارى عليها على الفاضى ... دى إنسانه مش محترمه ومتنفعش تكون زوجه ولا تأتمنها تشيل إسمك ...
إحتدت نظرات "يوسف" وتوهجت عيناه ببريق غاضب ، تضاربت ضربات قلبه بقوة وأخذ تنفسه يضطرب بإنفعال شديد جعله يدفع بـ"حسام" بقوة يزيحه عن وجهه ليتجه بخطوات متعجله تجاه السيارة قبل أن يدخل جالساً بها صافقاً الباب بقوة من خلفه ليتحرك السائق بإتجاه بيت "ورد" ...
زاغت عيناه بكل الإتجاهات غير مصدقاً لما سمعه للتو ليصرخ بصراخ مكتوم ...
يوسف : لييييه ... ليييييه ...
تدارك غضبه وإلتمعت عيناه بشبح دمعه خفيه أغلق عيناه بقوة لمنعها من الظهور .. فكيف سيتصرف الأن .. هو بالفعل تقبل واقع زواجها من قبل ... لكن ما لا يتقبله هو ان يكون مغفلاً ويصبح ساترا لأخطائها بالماضى ....
وماذا عن والدها .. ووعده له بحمايتها ... أسيحنث وعده الذى وعده إياه .. أم يضحى برجولته وحميته ويبقى معها ...
وقع فى حيره وتخبط هل يكمل أم يتراجع ... هى الآن زوجته .. لا محاله من تغيير ذلك ...
أسيتركها هو الآخر بليله الزفاف ؟!!! ... وماذا سيحدث لها ولوالدها بعد ذلك ... هل سيتحمل هذا الرجل هذه الصدمه مره أخرى ....؟!!
توقفت السياره أمام بيت "ورد" لكنه بقى بمكانه لبعض الوقت متحيراً مضطرباً مختنقاً حد الموت ...
لكنه فى النهايه قرر أن يكمل لأجل خاطر هذا الرجل فقط ....
بآليه شديدة ترجل السيارة لينتظر "ورد" التى جلست بداخلها بهدوء ليجلس "يوسف" إلى جوارها فى صمت ...
___________________________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
الفندق ....
جلست أم "يوسف" وإلى جوارها "دعاء" على أحد المناضد الدائريه المزينه .... حين أقبلت سيدتان يستئذناها للجلوس معهم لعدم وجود مكان شاغر بالقاعه ....
سمحت لهم أم "يوسف" بمشاركتهم لمنضدتهم بترحيب شديد حين بدأت السيدتان حوارهما الذى إستحوذ على إنتباهها و"دعاء" الكامل ...
_ هم لسه العرسان مجوش ..؟!!؟
= باين لسه .. ومستعجله على إيه دلوقتى نشوف ونتفرج .. أنا عارفه يا أختى بيجيبوا العرسان بالسرعه دى منين ...؟!!
_ على رأيك دى يا دوب خلصت العدة بتاعتها تقوم تتجوز بعدها على طول كده ... أرزاق ..
= أه يا اختى والله أرزاق ...
نظرت أم "يوسف" لإبنتها بنظرة تساؤل وعدم فهم قبل أن تقحم نفسها بحديثهم بفضول شديد ...
ام يوسف: معلش والله يا حبيبتى .. إنتى بتقولى عدة ... عدة إيه ...؟
_ هو أنتى متعرفيش ولا إيه .... ما هى "ورد" إتجوزت وإتطلقت ... ؟
ام يوسف بدهشه: إتطلقت؟!!
= لا هو أنتى متعرفيش .. دإتطلقت تانى يوم فرحها على طول ..
ام يوسف: متعرفيش ليه ...؟
_ علمى علمك يا حبيبتى .. بس يعنى حيكون إتطلقت ليه ...؟؟ ربنا يستر على ولايانا ...
صدمت أم "يوسف" مما سمعته ونظرت فى دهشه لـ"دعاء" التى لم تقل دهشتها عن دهشه أمها لتميل على أذن والدتها تهمس بإستراب ...
دعاء بهمس: ويوسف عارف كده ....؟
ام يوسف: مش عارفه ...
صمتا تماماً بتجهم غريب طوال الحفل حتى نهايته فاليوم زفافهم و لا رجعه فيه ...
إنتهى حفل الزفاف وإنصرف المدعويين ليصعد بعد ذلك العروسان لغرفتهما بالفندق ...
____________________________________
حسام ...
إنتظرت "ناهد" عودة إبنها بترقب شديد لتلمحه من بعيد يتقدم نحوها وهو يسير بخيلاء وعجرفه لتتشدق بعيون متوحشه تنتظر خبر قتل ضحيتها ...
ثقته الشديده وابتسامته الساخرة دلت على ذلك لكنها تريد الإطمئنان بنفسها لتهز رأسها تساؤلاً لم ينتظر "حسام" أن تتفوه به وهو يجيبها بغرور ...
حسام : حصل ..
إتسعت إبتسامتها بتشفى وهى تنتظر سقوط الشاة بعد ذبحها ...
ام حسام: أهو كده ... ويورينى بقى .. مين حيقبل الكلام ده على مراته !!!! .. يا إما حيطلقها ... يا إما حيسود عيشتها ويسيبها ... وفى الحالتين إحنا الكسبانين ...
حسام بضحك: أنا بدأت أخاف منك ..
ام حسام: كله إلا أنت ... أنت أبنى حبيبى ..
بضحكاتهم وسرورهم لنجاح مخططهم عاد كل منهما لشقته ، وها هو حفل الزفاف إنقضى ليعود "عبد المقصود" أيضاً لبيته منهك القوى ينتظر حلول الصباح للذهاب للمستشفى لبدء العلاج الذى تأخر به كثيراً وسيترك رعايه الطفل "محمد" لـ"نجاح" الذى ترك لها مبلغ مالى لا بأس به فهو طفل صغير لا ذنب له بما فعله به الكبار ....
____________________________________
الفندق ...
كل خطوة كانت تخطوها "ورد" تدق بقلبها بفزع ، لكنها ظلت تردد بداخلها عبارة واحده فقط ....
"(يوسف) مش (حسام) ...(يوسف) مش (حسام) .. لأ لأ ..إهدى بقى وإطمنى ...".
وقف "يوسف" أمام باب غرفتهم ناظراً نحوها بنظرات غريبه ، نظرات يملؤها الحزن والأسى ...
وارى عيناه عنها وهو يفتح الباب مشيراً لها بدخول الغرفه ...
يوسف: إدخلى إنتى غيرى هدومك وأنا جاى على طول ...
تعلقت عيناها به وقد تسمرت بموضعها وهى تتذكر نفس العبارة حينما قالها لها "حسام" ، بهت وجهها وسحب للغايه وقد هربت الدماء من عروقها وهى تطابق حديث طبق الأصل بنفس الليله ... ليله الزفاف ...
تهدجت أنفاسها وهى تنحى عيناها بنظراتها المشتته نحو الأرض بسرعه تحاول إستجماع نفسها حتى لا تنهار ... فهى بالفعل على وشك ذلك ...
دلفت لداخل الغرفه فى هدوء وأغلقت الباب من خلفها لتجلس بحافه الفراش المجهز للعروسين وقد شعرت برجفه قويه تزلزل كيانها وتثلج أطرافها ، شعرت بثقل يجثم فوق صدرها بقوة وبدأت ألآم معدتها بالتقلص من إرتعابها الشديد بتلك اللحظه ...
لم تتخيل أنها ستصاب بهذه النوبه من الذعر مع "يوسف" وظنت أن ما حدث مع "حسام" إنتهى أثره فى نفسها فلقد تناست الفتره الماضيه بالفعل .... ماذا حدث لها الآن ... لماذا تتذكر كل التفاصيل وفى هذا الوقت خصيصا ً ...
تعلقت عيناها بباب الغرفه لبعض الوقت بإنتظار إعادة للتفاصيل نفسها لليله زفافها الماضيه ...
نظرات هلعه للغايه تداركت بها نفسها لتنكس عيناها تتابع توتر يديها اللتان تفركهما ببعضهم البعض ...
بعد مرور بعض الوقت قرر "يوسف" أن يدلف إلى الغرفه ليبدل ملابسه ويرتاح من تعب اليوم الطويل فقد أعطاها فرصه لتكون على حريتها لبعض البعض ، لكن حزنه بداخله بما قد علم به اليوم جعله يقرر عدم الإقتراب منها فهو لا يقدر على تحمل ذلك ، لقد فعل ذلك إكراماً لهذا الرجل الكريم ....
طرق الباب برفق ليدلف بعدها إلى داخل الغرفه ليفاجئ برؤيه "ورد" جالسه على أحد جانبى الفراش ومازالت ترتدى فستان الزفاف الكبير ...
لحظه أن دلف للداخل إنتبهت له "ورد" لترفع رأسها تجاهه وقد إتسعت عيناها بنظرات خائفه مذعورة للغايه ، تشبثت بأصابعها بمفرش السرير بقوة كمن يعصمها عن بطشه إن إقترب ...
تلك النظرات الغريبه التى لم يدرك "يوسف" لم تنظر إليه بهذا الذعر الشديد جعله يتعجب منها للغايه لكن إحساسه بالغضب منها مازال متمكن منه ليردف بسؤال مقتضب ....
يوسف: مغيرتيش هدومك ليه !!!! .. حتنامى كده إزاى ....؟؟
حاولت "ورد" التنفس لكنها لم تستطيع لدرجه أن صوت تنفسها أصبح عالياً للغايه ، شحوب وجهها لدرجه كبيرة ظهرت جلياً على الرغم من مساحيق التجميل التى تضعها على وجهها جعله يتسائل بقلق ...
يوسف: أنتى كويسه ...؟؟
إرتعشت يداها بصوره ملحوظه فأمسكت كفيها ببعضهما البعض محاوله إستمداد القوه من نفسها لتتهدج أنفاسها بصوت قوى أثار قلق "يوسف" لدرجه ظنه بأنها ربما تشعر بالبروده من هذا المكيف فقرر إغلاقه حتى تدفأ قليلاً ...
بحث بعيناه عن ريموت التحكم الخاصه بالمكيف فوجده موضوع على الكومود بجانب "ورد" ...
تقدم نحوها ليأخذ هذا الريموت ويطفئ المكيف الذى يشعرها بهذه البرورده ، لكن لحظه رؤيته يتقدم نحوها ويقترب منها إلى هذه الدرجه تلاشت تلك القوة الظاهرة التى تخدع بها نفسها ، أصابتها نوبه ذعر شديدة ظهرت على ملامحها بلحظه إقترابه و إمتلأت عيناها بالدموع التى إنهمرت دون توقف بمجرد إحساسها بقربه ...
إتسعت عيناها المرتعبه تحملق به بقوة وهى تثبتها عليه كما لو تنتظر منه رد فعل ما ...
مد "يوسف" يده ليمسك بالريموت حينها تراجعت إلى الخلف بإنتفاضه دفعه واحده وتكورت على نفسها مثلما فعلت فى هذه الليله المشؤمه ...
أمسك "يوسف" بالريموت ومازالت عيناه معلقتان بـ"ورد" مندهشاً من إنتفاضتها وخوفها منه الى هذه الدرجه وهو يغلق زر الإغلاق ...
يوسف: مالك يا "ورد" ... أنتى خايفه أوى كده ليه ...؟؟
ظلت تحملق به بصمت تام حتى ظن "يوسف" أنها تخشى قربه منها رغماً عنها ليردف بلهجته الحانيه تتحلى بعتاب خفيف من ظنها به سوءاً ...
يوسف : مش أنا إللى تخافى منى يا "ورد" !!!! ... ولا أنا إللى أقرب منك خصوصاً فى اللحظه دى وأنتى خايفه كده !!!!!! ... إطمنى وإرتاحى .... نامى أنتى على السرير وأنا حنام على الكرسى ده ..
تابعت مسلطه عيناها نحوه وهو يتحرك مبتعداً عنها حاملاً أحد المقاعد بعيداً بأحد الزوايا بمقابله مقعد آخر ليجلس رافعاً قدميه على المقعد المقابل وأغمض عيناه فى حزن متظاهراً بالنوم فتلك الليله تختلف عما تخيله تماماً ....
بدأت تشعر بالراحه والاطمئنان فى نفسها شيئاً فشيئاً حتى إنتظم تنفسها تمام لتنظر نحوه محدثه نفسها ...
ورد "فعلا مختلف .... مختلف أوى ..."
كبر بعينيها كثيراً لتصرفه الشهم فبمجرد رؤيه خوفها تركها على سجيتها ولم يضغط عليها مطلقاً لتزداد إعجاباً به ...
إستسلمت للنوم بعد فتره لتغفو ومازالت ترتدى فستان زفافها ...
بعد عدة ساعات إعتدل "يوسف" من نومته غير المريحه لينظر نحو "ورد" بعتاب محدثاً نفسه ...
يوسف " ليه يا "ورد" ... ليه ورده زيك ترمى بنفسها فى الشوك بإيديها ... ليه خليتى حاجات كتير تقف بينى وبينك .... أنا إزاى حبيتك كده ... مش عارف ... مش عارف إزاى ملاك زيك خايفه حتى أنى أقرب منك ازاى تعملى كده ... إزاى ....؟!!!!!
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• سقط الحصن ...••
فى صباح اليوم التالى ...
حين يشرق فجر جديد يلوح فى الأفق ملوحاً بتسلل هذا الإحساس بالأمان والطمأنينة التى غابت لشهور طويله ...
برغم بقائها بغرفه واحده مع شخص غريب عنها إلا أن إحساسها بالأمان تجاهه تخلل بإحساسها بعد تصرفه معها وتداركه لخوفها بليله الأمس ...
إستيقظت "ورد" تشعر بإنقباض عضلاتها بتألم لنومتها الغير مريحه بهذا الفستان الضخم ...
دارت بعينيها لتدرك أنها ليست بالغرفه بل إنتبهت أنها مازالت بالفندق ، إعتدلت بجلستها تبحث بعينيها عن "يوسف" الذى غاب تماماً عن المشهد فالغرفه خاويه تماماً ...
أسدلت قدميها لتتجه نحو حقيبتها الصغيرة الموضوعه بالخزانه لتخرج منها فستان وردى مموج باللون الأصفر الهادئ لتبدل ملابسها بعجاله قبل عودة "يوسف" ...
نظرت من نافذة الفندق تتابع الماره هنا وهناك حتى إستمعت لطرقات خفيفه على باب الغرفه ثم دلف بعدها "يوسف" وهو ينحى عيناه جانباً للحظه قبل أن تسقط نظراته على تلك الياقوته المتوهجه أمام عينيه ...
تطلع نحوها بتحسر فبعض الأحيان يكون الجمال نقمه وليس نعمه ... فياليتها كانت فتاه عاديه لا تتمتع بكل هذا الحسن والبهاء ...
تقدم لبضع خطوات وهو يردف بتجهم واضح بنبرته المقتضبه ...
يوسف : صباح الخير ...
ورد: صباح الخير ..
يوسف: أنا طلبت الفطار وممكن نفطر ونروح لوالدك المستشفى نطمن إنه راح يبدأ العلاج وبعدها أظن مفيش داعى نرجع على هنا ممكن نروح على البيت على طول ...
ضمت "ورد" شفتيها بضيق من نفسها لشعورها بالذنب لطريقتها المنفره وخوفها المفرط بلا داعى بالأمس ، فيبدو أنه يشعر بالإستياء من تصرفها الغريب ...
أرادت أن تعتذر منه على فهمه الخاطئ لرد فعلها فهو لا ذنب له بتلك المعامله الفظه منها وخوفها بلا سبب لذلك ، طرفت بعينيها بحرج وهى تعتذر منه تحاول توضيح سبب ما حدث ..
ورد: "يوسف" أنا أسفه .. أنا ....
قاطعها "يوسف" فلا داعى لهذا الأسف فحتى لو كانت لم تظن به ذلك فلم يكن ليقدر على معاملتها بصورة أخرى بعد ما علم به من طليقها ...
يوسف: مفيش داعى للأسف .. ملهوش لزوم ... حضرى نفسك نفطر وننزل على طول ...
حزنه وتجهمه زاد بداخلها هذا الشعور بالذنب وأنها إقترفت خطأ جسيم للغايه ، لكن ذلك كان حقاً رغماً عنها ، تهدلت ملامحها بإنكسار فهى لم تكن تود أن تكون سبباً لتلك النظرة الحزينه التى تسيطر على عيناه ...
تبعت "يوسف" لتناول إفطارهم أولاً قبل ذهابهم للمستشفى لزيارة والدها والتأكد من أنه سينتظم بعلاجه فلا داعى للتأخير أكثر من ذلك ...
____________________________________
المستشفى ...
إسترقت النظر من وقت لآخر تجاه "يوسف" خلال طريقهم إلى المستشفى تحاول معرفه سبب صمته الشديد ، أهى أذنبت إلى هذا الحد ، هل كان خطأها جسيم للغايه ...
دلفا إلى إحدى غرف المستشفى بعد سؤال عن والدها ليجداه ممداً فوق أحد الأسره ينتظر مرور الطبيب به ...
تفاجئ "عبد المقصود" بـ"ورد" و"يوسف" بهذا الصباح يقفان أمامه ليرفع رقبته بدهشه متسائلاً بإستراب ...
ابو ورد: إيه إللى جابكم كده من بدرى ...؟؟
تفوه بالبدايه "يوسف" وقد إتخذت ملامحه أريحيه بخلاف ما كانت عليه من إقتضاب منذ قليل ...
يوسف: إزاى بس يا عمى ... لازم نطمن على حضرتك و إنك تبدأ العلاج إللى إتأخرت فيه أوى ده ...
ابو ورد: كل شئ نصيب يا إبنى ...
كانت "ورد" تطالع "يوسف" بشرود تؤنب نفسها بشدة على ما فعلته بليله الأمس حرمها من تلك النظرة الحانيه التى ينظر بها لوالدها الآن ، لتنتبه لسؤال والدها القلق ...
ابو ورد: مالك يا "ورد" ...؟؟
حركت رأسها بخفه وهى تنتبه له محاوله رسم شبح إبتسامه ضعيفه فوق ثغرها تطمئنه به قائله ...
ورد: أبداً يا بابا ... سرحت بس شويه ...
ابو ورد: خدى بالك من "يوسف" ... ده راجل ولا عمرك حتعوضيه ... إوعى تزعليه يا "ورد" ...
أيوصيها به ...؟؟! ... هكذا تسائلت بداخلها وهى تنظر تجاه "يوسف" بتحسر على ما سببته له بالأمس فلو بيدها ما أغضبته ولا سببت له ضيق مطلقاً ... لتعيد بصرها تجاه والدها مردفه ...
ورد : حاضر يا بابا ... خد بالك إنت من نفسك ... مش عايزاك تتعب تانى .....!!!
بإبتسامه أبويه حنونه أشار إليهم "عبد المقصود" للذهاب قائلاً ...
ابو ورد: طيب خلاص إتطمنتوا ؟!!! ... يلا إتفضلوا مع السلامه على بيتكم يلا ...
أومئ "يوسف" بإبتسامه مجامله لـ"عبد المقصود" وهو يودعه قبل عودتهم لبيتهم لأول مرة ...
إتخذا طريقهم بعد خروجهم من المستشفى تجاه بيت "يوسف" هذا البيت الدافئ الذى أحبته "ورد" من أول زيارة لها ...
إختلست من وقت لآخر نظراتها تجاهه تتمنى بداخلها لو تجد طريقه للإعتذار بها عن ليله الأمس لكن خجلها وحرجها الشديد جعلها تصمت تماماً طوال الطريق ...
____________________________________
شقه يوسف ....
فتح "يوسف" باب الشقه داعياً "ورد" للدخول لتخطو "ورد" خطواتها الأولى ببيتها الجديد ومازالت الرهبه بداخلها ممزوجه بإحساس سعيد ، نعم تشعر بذلك هى ليست قلقه إلى هذا الحد فتصرفه معها بالأمس جعلها تطمئن لوجودها معه ...
يوسف : إتفضلى يا "ورد" ....
دلفت إلى الداخل لتجد أم "يوسف" جالسه فوق تلك الأريكه التى تتوسط الصاله الواسعه وتجلس "دعاء" بالمقعد المجاور إلى يسارها ...
إنتبهتا تجاه "يوسف" و"ورد" لكن مازال تساؤل ليله الأمس يسبب لهم الضيق ليظهر ذلك جلياً على ملامحهم المقتضبه دون التفوه بكلمه واحده مرحبه بهم ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
إبتسمت "ورد" برقه وهى تلقى التحيه بمحبه بالغه تجاههم وقت أن وقعت عيناها عليهم ...
ورد: السلام عليكم ..
ضيق ملامحهم كان ظاهر للغايه ليطغى على ردهم الجاف برد التحيه كما لو مجبرين على ردها بلا ترحيب بقدومهم ...
"وعليكم السلام ..."
ردهم الجاف أثار إرتباك "ورد" لتشعر بغصه لهذا التجاهل وعدم الإهتمام بمجيئهم لتحث نفسها على أنها لابد وقد فهمت رد فعلهم بصورة خاطئة لتحاول التحدث بود لتتأكد أن كل شئ على ما يرام ...
ورد: إزاى حضرتك يا طنط ...؟!!!
زمت ام "يوسف" شفتيها بضيق واضح وهى تجيب تساؤل "ورد" بنفس الجفاء الذى شعرت به "ورد" منهم ...
ام يوسف : الحمد لله .. نورتوا ...
لتحلقها "دعاء" بمباركتها بنبره جافه أيضاً ...
دعاء : مبروك ...
قلبت "ورد" نظراتها بين أم "يوسف" و"دعاء" بغصه علقت بحلقها فشعورها بتعاملهم الجاف معها سبب ضيق بالغ بنفسها فليست تلك المعامله التى تعاملوا بها معها بزيارتها السابقه لتنكس رأسها بضيق متسائله بداخلها "ترى ما سبب ذلك الجفاء الذى يعاملونها به ..؟؟"
لاحظ "يوسف" أيضاً هذا السلوك المغاير عن طبعهم وأن هناك شئ ما جعلهم يتعاملون معها بتلك الصورة القاسيه والغير مفهومه بالنسبه له ليقطع صمتهم بإبتسامه تجاه "ورد" قائلاً ..
يوسف: تعالى يا "ورد" شوفى الأوضه ... وإرتاحى شويه لو حبيتى ...
بإيمائه خفيفه تبعته إلى الداخل لتدلف لغرفتها الجديده حين إستأذن منها "يوسف" قائلاً ..
يوسف: خدى راحتك ... أنا حقول حاجه لماما دقايق وراجع على طول ...
تركها "يوسف" بغرفتهما لتضع حقيبتها الصغيرة أمامها تفرغ محتوياتها بتجهم بينما إتجه "يوسف" لوالدته وأخته ليتفهم منهم عن سبب تلك المقابله الجافه لـ"ورد" منذ قليل ...
دنا "يوسف" بالقرب منهما وهو يخفض من صوته بضيق خوفاً من أن تشعر "ورد" بإستيائهم وسماع مناقشتهم ...
يوسف: مالكم فيه ايه ..متغيرين ليه كده ....؟
تطلعت ام "يوسف" أولاً تجاه غرفته قبل أن تعود هامسه بعتاب ...
ام يوسف: إنت مقلتلناش ليه إنها متطلقه يوم فرحها ...!!!!!!!
هنا إستطاع فهم سبب تغير معاملتهم معها وضيقهم من الأمر ليجيب بإنفعال ومازال يتحدث بتلك النبرة الهامسه حتى لا تشعر بهم "ورد" ....
يوسف: عشان متحكموش عليها نفس حكمكم ده دلوقتى !!!! ... دى تجربه وفشلت مش حتفضل عايشه فيها العمر كله ...!!!!
أردفت والدته بحرج شديد فهو بالتأكيد معه الحق ...
ام يوسف: أيوة بس ...!!!
إستطرد "يوسف" موضحاً بإنفعال وقد بدت علامات الإستياء جليه فوق محياه بقوة ...
يوسف: دى حياتى يا ماما ..... وأنا إللى إخترت "ورد" ... ولا إنتى مش واثقه فى حكمى وإختيارى ...؟!!!!! ده كفايه إنها بنت ابو "محمد" ...
شعرت ام "يوسف" بتسرعها بإلقاء أحكام على "ورد" دون فهم لتردف بتفاهم وإنصياع لرغبه ولدها الذى تثق به وبإختياره ....
ام يوسف: إللى تشوفه يا إبنى طالما اغنت مرتاح خلاص ...
لينهى "يوسف" هذا النقاش بحزم شديد فلا داعى لتلك الأحكام المسبقه دون وجه حق ...
يوسف: يا ريت منفتحش الموضوع تانى ...
ام يوسف: خلاص يا إبنى المهم راحتك ....
بعد أن أوضح كل شئ لوالدته عاد إلى "ورد" مرة أخرى وهو مازال يحدث نفسه بلوم شديد ....
( إيه بس يا ربى الورطه إللى أنا ورطت نفسى بيها دى !!!! ... أعتبرها إيه بس ؟؟!!! ... دخلت قلبى وحبيتها ... بس فى نفس الوقت مقدرش أستحمل إنها تكون مراتى بعد إللى عرفته ده !!!!! .... ومقدرش أخون أمانه الراجل إللى جميله مغرقنى !!!! ... أعمل ايه فى الحيره إللى أنا فيها دى ....؟!!!!!!)
رفعت "ورد" خلصه شعرها التى سقطت فوق عينيها وهى ترتب ملابسها ناظرة تجاه "يوسف" الذى دلف للتو ، تهدج صدرها بقوة وإكتسى وجهها حمرة خجله وقد أقفل باب الغرفه عليهما معاً ...
قررت الإعتذار منه عن تصرفها الغير مناسب معه بليله الأمس لتحث نفسها على الحديث قائله ...
ورد : "يوسف" ... أنا ... اااا ....
أخرجته من تفكيره بها بصوتها الحنون وهى تهمس بإسمه بتلك الرقه لتنساب من بين عينيه تلك النظرة العاشقه ليتدارك نفسه على الفور مغمضاً عيناه لوهله ليستفيق من مشاعره تجاهها حتى لا ينجرف نحوها فهو يرفض تماماً وجود إمرأه بمثل هذه الأخلاق فى حياته وتكون هذه هى زوجته وأم أولاده ليهتف بداخله ينهرها بحده ...
( فوق يا "يوسف" ...فوق .. مهما كانت ومهما حسيت نحيتها فهى فى الآخر متنفعكش ...)
ليرتسم عدم الاكتراث والصلابه بحديثه قائلاً ..
يوسف: أيوه .. عايزة حاجه ..؟؟
طريقته المختلفه وجموده الشديد أحزنها للغايه لهذا يجب عليها الإعتذار وتوضيح سبب نفورها وخوفها بالأمس...
ورد: إنت متضايق من حاجه ؟!! ... لو عشان ...
قاطعها يوسف: لا أبداً مفيش حاجه ... وعشان ترتاحى ومتشغليش بالك الأوضه كبيره ... حتنامى أنتى هنا على السرير وأنا حنام على الكنبه دى ....
بالتأكيد مازال مستاءاً مما حدث ... هكذا حدثت نفسها بضيق لتبتلع كلماتها وتومئ له بالإيجاب تفهماً لرغبته ، ليته يدرك أنها بالفعل لم تقدر أن تكون مثل أى فتاه بليله زفافها وأن كل ما حدث كان رغماً عنها ... ليته يدرك ذلك ...
ومع ذلك رأت "ورد" أن تركه لها بدون ضغط سيشعرها ببعض الراحه وأن مع الوقت سيصبح الأمر أبسط بكثير لقربهم وعشرتهم سوياً ...
____________________________________
بعد بضعة أيام ...
ظل الحال بينهما كما هو وتجنب "يوسف" "ورد" تماماً فمازال بقايا حديثه مع "حسام" يقبع بنفسه ويقف حائلاً بينه وبينها ...
تخوفت "ورد" كذلك من التعامل مع ام "يوسف" و "دعاء" بشكل كبير فهى لم تعتاد عليهم بعد وظنت أن وجودها معهم يشعرهم بالضيق بعد مقابلتهم الجافه لها فكانت تلتزم ببقائها بغرفتها أغلب الوقت أو أن تذهب للمستشفى لزيارة والدها ...
____________________________________
حسام ...
بعد زواج "ورد" شعر "حسام" بالخيبه فقد ظن أن مخطط والدته سيجعل "يوسف" يثور على "ورد" ولن يقبل إتمام زواجه منها لكن إستمراره بزيجتهم أحبطه للغايه ولم يجد ما يستطيع فعله فلابد أن كل شئ قد كُشف وظهر عجزه وفُضح أمرة و أمر كذبه على "يوسف" بعد إكتشاف أنه لم يمس "ورد" بتلك الليله فقضى وقته يغيب بعقله بإحتسائه للخمر لينسى أمر فضيحته وكشف ستره ...
____________________________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
شركه الأقصى ...
ضرب "شريف" مكتب "يوسف" بكفه وقد إتسعت إبتسامته بغبطه هاتفاً بحماس بالغ ...
شريف: بارك لى يا "يوسف" ....
يوسف بتجهم : مبروك ..
عقص "شريف" أنفه بإشمئزاز مازح من تجهم صديقه بهذا الشكل المبالغ فيه ...
شريف : هو إيه إللى مبروك !!!! ..مش تسأل على إيه طيب ...؟؟
يوسف: ما أنا عارف .. باين على وشك أهو ...
شريف: هو إيه إللى باين على وشى ....؟؟
أمال "يوسف" وجهه التعيس لتعلو شفتيه إبتسامه ساخرة مردفاً بذكاء ...
يوسف: السنيوريتا بتاعتك .. شكلها وافقت إنها تتجوزك ..
رفع "شريف" حاجباه وإتسعت عيناه بإندهاش لإدراك "يوسف" ذلك بذكاءه الفطرى ...
شريف: يا إبن الإيه .....؟؟؟ عرفت إزاى ....؟؟ أنا فعلا كنت جاى أقولك أنى مسافر الأسبوع الجاى عشان أخطبها رسمى ....
يوسف: مش بقولك باين على وشك ....
بحديثه الملتف أردف "شريف" متهكماً من حال صديقه قائلاً ..
شريف: والله كل واحد فينا باين على وشه مش أنا بس ....!!!
يوسف: قصدك إيه ...؟؟
شريف: إنت فاكرنى مش واخد بالى ... إنت متغير ومهموم طول الوقت من بعد الفرح ... وأنا مش راضى أسألك عشان مبقاش بتدخل .... بس أنت مش طبيعى خالص ... إيه ... ندمت ...؟؟
أسند "يوسف" جبهته بكفه وهو يضع مرفقه فوق سطح المكتب بتعاسه حقيقه قبل أن يزفر بضيق ...
يوسف: فيه حاجات مش قادر أتقبلها خالص .. ومش حقدر أقولك عليها ...
شريف: ولو .. أنا فاهم دماغك دى ... بس ممكن تفكر من ناحيه تانيه ..
رفع "يوسف" وجهه بإستفهام ...
يوسف: إزاى يعنى ...؟
شريف: يعنى .. أنت شايف "ورد" عن قرب دلوقتى ... هل هى فعلاً زى ما أنت بتظن فى دماغك ولا لقيت إن الواقع مختلف ...
بتفكر لبعض الوقت أردف "يوسف" ...
يوسف: الصراحه إللى أنا شايفه ... إنها إنسانه كويسه ومحترمه ورقيقه وجميله .. بس!!
شريف: أيوة ... هى بس دى ...!!!! يا أخى إنت إيه دماغك الحجر دى ؟!!!!! ... طالما مشفتش منها وحش بتحكم عليها ليه إنها وحشه ؟؟ ... إنت ليك إللى إنت شايفه بعنيك وحاسه بقلبك ... متضيعهاش من إيدك يا "يوسف" ....
يوسف: بحاول والله ...
لكن للحظه مضيئه أنارت طريق مظلم بداخله ترائى له بحديث "شريف" حين قال ( فكر من ناحيه تانيه) وكأنه أبصر شئ لم ينتبه له من قبل ...
كيف إستطاع تصديق طليقها بأنه صادق بحديثه ولا يفترى كذباً عليها ... أ من المعقول أن يقول بها كلمه حق بعدما إنفصلوا عن بعضهم البعض ... ألا يمكن أن يكون هو من يفترى عليها وأنها مظلومه بإدعاءه وطعنها بشرفها وسلوكها ...
أما آن الأوان أن يعرف ما حدث معها وسبب طلاقها حقيقه ، فهو الآن له الحق فى ذلك فقط ليطمئن قلبه ...
لكن كيف يعرف .. هل يسأل والدها فى ظل حالته الصحيه هذه .. أم يسألها هى عن ذلك .. ولكن كيف ....؟؟؟
أم يتناسى ذلك ويبدأ معها من جديد ببدايه جديده ...
____________________________________
شقه يوسف ....
وجودها بمفردها أغلب الوقت بغرفتها أشعرها بملل شديد فقررت الخروج من قوقعتها والإنغماس وسط هذه العائله فربما تسعد بصحبتهم ويسعدوا بصحبتها ....
إتجهت نحو المطبخ حين إستمعت لصوت ام "يوسف" و"دعاء" بالداخل لتقف بباب المطبخ قائله بخجل ...
ورد: ممكن أساعدكم ...؟؟
توقعت ترحيب طفيف أو ربما تجهم كما كان بمقابلتها معهم بذلك اليوم لكنها فوجئت بجذب "دعاء" لها من مرفقها وهى تخلع عنها مريول المطبخ وتلبسها إياه بطريقه مازحه شقيه ...
دعاء: و هو ده سؤال .. تعالى يا أختى تعالى .. المطبخ كله أهو .. أبدعى ...
ضحكت "ورد" على مفاجأتها برد فعلها الطريف مردفه بمزاح ...
ورد : على طول كده !!!! .. طب إمسكى فيا شويه ...؟
دعاء: وأحرمك من شرف دخول المطبخ ... لاااا ..
ضحكت "ورد" حقاً من قلبها فتلك الفتاه ظريفه للغايه ، لكن أم "يوسف" نهرت "دعاء" عن ذلك قائله ...
ام يوسف: بس يا "دعاء" .."ورد" لسه عروسه ..
ورد: لا يا طنط أنا بحب كده أوى .. لو مش حضايقكم يعنى ...!!!!
ام يوسف: لا يا بنتى تضايقينا إيه .. إحنا بس مش عايزين نتعبك ...
شعرت "ورد" براحه لعودة أسلوبهم المحبب المرحب بوجودها لتتعالى ضحكتها عندما صاحت "دعاء" ...
دعاء: يا ستى سيبيها .... وحلوا عنى شويه بقى .. خلونى أعيش طفولتى إللى معشتهاش ...
أخرج بقى وأتمرجح براحتى ...
ضحكت "ورد" بصوت عالٍ مسموع لأول مره لدرجه هى نفسها تعجبت لها ، فهى لم تضحك هكذا منذ زمن طويل ...
إندهشت "دعاء" من ضحكات "ورد" العاليه لتردف بخفه ظل ...
دعاء: الله ...ده أنتى بتضحكى زينا أهو ... أيوة إطلعى بقى من دور الرقه والحركات المايعه دى وطلعى "جعفر" إللى جواكى ...
ضحكت "ورد" مره ثانيه بقوة حتى تساقطت الدموع من عينيها من كثرة الضحك ...
___________________________________
يوسف ...
تفكيره الشديد وذهنه الشارد جعله منهك تماماً حتى أصبح غير قادر على إكمال عمله اليوم ...
إستأذن للخروج مبكراً والعودة للمنزل للراحه فلا داعى لبقاءه بالشركه فهو غير منتبه لعمله اليوم مطلقاً ...
صعد بإتجاه شقتهم ليدلف إلى الداخل مغلقاً الباب من خلفه لكن لم ينتبه لعودته أحد منهم فقد إستمع لصوت ضحكات آتيه من المطبخ جعلتهم لا ينتبهون لعودته مبكراً ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
إتجه نحوهم فربما تصيبه عدوى الضحك ويسعد معهم لبعض الوقت فهو بالفعل يحتاج لتلك الضحكه ....
____________________________________
المطبخ ...
نظرت "دعاء" بنظرة إشمئزازيه مازحه عاقصه أنفها بقوة وهى تتمعن بالطبقة الذى أعدته "ورد" لطعام الغذاء متعجبه من شكله النهائى فيبدو أن "ورد" لا خبرة لها بصنع الطعام مطلقاً ...
دعاء: وأنا إللى قلت أخيراً حرتاح وجت لنا إللى بتحب قاعده البيت !!!! ... إيه ده يامه ...؟؟؟؟؟!!!
لم تعد "ورد" قادرة على السيطرة على ضحكاتها مع "دعاء" التى لا تكف مطلقاً عن المزاح ، نظرت نحو الطعام متعجبه من رد فعل "دعاء" حين وقعت عيناها عليه ...
ورد : ماله بس يا "دودو" ما هو حلو أهو ...
دعاء: أستغفر الله العظيم وأما ييجى الجدع من الشغل نأكله إيه بس ..؟!!!!!!
تمايلت "ورد" بدلال وهى ترقق صوتها بنعومه لا تحتاجها مطلقاً فأصبحت شعله للفتنه تطيح بقلوب من يسمعها تتغنج بهذا الدلال والنعومه ...
ورد : مالكيش فيه "يوسف" حبيبى حياكله كله عشان عملتهوله بإيدى ...
كانت "دعاء" تتابع حديثها مع "ورد" وهى ترى "يوسف" يقف من خلفها بباب المطبخ يتابعهم بإبتسامه عريضه وأعين عاشقه لتلك المتدلله ، أشارت دعاء بكفها تجاه باب المطبخ وهى تردف ..
دعاء: طيب .... أدى الجمل وأدى الجمَّال ... إتفضل دوق أنت عمايل إيد مراتك ..
بهتت "ورد" لسماعها "دعاء"تحدث "يوسف" الذى يقف خلفها ليدق قلبها بقوة ضاربه تهدج لها صدرها وهى تشهق بصدمه ...
إستدارت ببطء تدعو بداخلها أن تكون "دعاء" مازالت تمزح معها وأنه لم يستمع إليها تتحدث بتلك الصورة الخليعه المتغنجه للغايه ...
لكنها وجدته بالفعل يقف أمامها مسلط عيناه البراقتان نحوها بقوة تيبست لها جسدها تماماً وتوهجت وجنتاها بحمرة قاتمه لخجلها الشديد ، تمنت بلحظه أن تنشق الأرض وتبتلعها ...
كان "يوسف" يتابع حديثهم المضحك عن الطعام حتى سمع إسمه مقترن بكلمه "حبيبى يوسف" خاصه وهى تتمايل بتلك النعومه والدلال لتسقط حصونه التى ظن أنها قويه راسخه لتتلاعب تلك الناعمه بقلبه كعازف سمفونيه على أوتار قلبه ...
قلبه هذا الذى لم يتحمل سيطرته عليه لينتفض بقوة معلناً عشقه المتيم بوردته الرقيقه ...
نظرت "دعاء" نحو "ورد" التى إحمر وجهها بقوة لتهتف ساخرة منها ...
دعاء : إيه الستات إللى بتتكسف من ا؟جوازها دى !!!!! ... عوض علينا يا رب .. أهو جه أهو أكليه بقى يا أختى ...!!!!
لكزت "ورد" "دعاء" بمرفقها لتصمت قليلاً فيكفيها حرجاً ما هى فيه ...
ورد: بس يا "دعاء" ...
إقترب منهم "يوسف" يطالع "ورد" بنظراته الهائمه قائلاً دون أن يثنى عيناه عنها محدثاً "دعاء" ...
يوسف : طب إيه رأيك حاكله ... ومن غير ما أدوق عارف إنه حيبقى تحفه ...
دعاء: ربنا يهنى سعيد بسعيده .. أنا رايحه أشوف ماما ....
تركتهم دعاء بمفردهم لتحاول "ورد" إيجاد مبرر لما تفوهت به منذ قليل وهى تبتلع ريقها بصعوبه وإضطراب شديد ..
ورد: أصل اااا ..."دعاء" يعنى ... هى إللى بتهزر وكده ..
دنا منها "يوسف" أكثر حتى تلاشت المسافه الفاصله بينهما ومازالت عيناه مسلطتان على زرقاوتيها مستسلماً لعشقه وقلبه الصارخ بحبها قائلاً بهمس ذاب له قلبها وكيانها لتشعر بإرتجاف جسدها بقوة ...
يوسف : ومالك مكسوفه ليه كده ... إنتى قلتى حاجه غلط ..؟!!!
تحدثت بصعوبه بالغه فقد تلاشت قواها وعلا صوت ضربات قلبها المسموعه لتجيبه بصوت هامس متقطع ...
ورد: لا .... بس .. يعنى ...
نظر يوسف مطولاً لعيناها الجميلتان ليحدث نفسه بعد أن إنهارت قلاعه التى صنعها بداخله كحاجز بينهما ...
( بحبك ... بجد .. مش عارف عملتى فيا إيه ... حتى الزعل مش قادر أزعل منك ....)
لكن ما تفوه به كان شئ آخر تماماً حين أردف ...
يوسف: متفكريش فى الكلام قبل ما تقوليه ... قولى إللى أنتى عايزاه على طول ... دة بيتك ودى حياتك متخليش أى حاجه تضغط عليكى ... أطبخى إللى إنتى عايزاه و إعملى إللى أنتى عايزاه ....
ورد: مش حتضايق ...؟؟
يوسف: لأ طبعاً...
تراجعت "ورد" خطوة للخلف تخفى خجلها الشديد من قربه لتضع بعض الطعام بأحد الأطباق قائله ...
ورد: طب دوق بقى من غير تريقه ...
لكنهم فجأه سمعا صوت "دعاء" تنادى مستغيثه بهم ...
دعاء: "يوسف"... ألحق يا "يوسف" ..
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• إلى متى ... ؟!!! ••
عيناكِ بحر أغرقنى وشوقى إليكِ ينهينى ، إلى متى سأبحر ضد التيار وغور بحورك يجذبنى ، سأموت غرقاً لو لم يلحقنى طوق النجاة ويحمينى ...
لحظات غاب بها العقل والتفكير ليسيطر القلب الذى ترك عنانه لتلك الناعمه تعبث بكيانه بنظره رقيقه وخجل مكتسح ...
غابا عن واقعهما بلقاء تراقصت له دقات قلوبهم فرحاً حتى علا صوت أخته بفزع يناديه بإستغاثه ليفيقا من هيامهما بخطوات متسارعه يلبون النداء ...
خرج "يوسف" أولاً ليقابل "دعاء" التى قد أقدمت نحوهم لطلب مساعدتهم ليهتف بها بقلق ..
يوسف: إيه إللى حصل ....؟
بإضطراب وتخوف أشارت "دعاء" تجاه المرحاض وهى تعود بخطواتها إليه قائله ..
دعاء: إلحق يا "يوسف" ماما إتزحلقت ووقعت فى الحمام ...!!!!
لم تنتظر "ورد" دعوة لأى منهما طلباً لمساعدة والدتهم لتهم على الفور بتخطيهم متجهه نحو المرحاض وهى تنحنى بقوة وتمد ذراعها إليها قائله ...
ورد: إسندى عليا يا طنط ....
بتألم شديد أردفت أم "يوسف" وهى تطالع تلك الضعيفه أمامها فهى لن تتحمل ثقل وزنها ...
ام يوسف : لا يا بنتى أنا تقيله عليكى ... ااه ...
بإصرار شديد وهى تحاول إسنادها بوضع ذراعها فوق كتفيها قائله ..
ورد: لا يا طنط .. مش تقيله ولا حاجه .. إسندى عليا بس ...
بإحراج بالغ وضعت أم "يوسف" ذراعها تحاوط كتفى "ورد" تتكئ عليه لتسندها "ورد" وهى تحيط خصرها بذراعها حتى تستطيع رفعها من الأرض ...
وقفت ام "يوسف" بتألم شديد لإلتواء كاحلها حين هم "يوسف" بإسناد والدته من الجانب الآخر ليخف حملاً عن "ورد" ...
تحركت أم "يوسف" ببطء تجاه غرفتها مستنده على كتفيهما حتى جلست فوق فراشها تاركه وزنها الثقيل يرتمى حمله عليه فقد أثقلت كثيراً عليهما ....
رفعت ام "يوسف" ساقها المتألمه لتمددها أمامها حين أسرعت "ورد" بالاتصال بطبيبهم الخاص للمجئ فى الحال لفحص أم "يوسف" ...
نظرت أم "يوسف" نحو "ورد" بإمتنان بالغ مردفه بنبره متألمه ...
ام يوسف: تسلميلى يا بنتى ..
ورد: أنتى زى ماما الله يرحمها يا طنط متقوليش كده ...
ربتت أم "يوسف" على كتفها بحنان كانت "ورد" بأمس الحاجه لتلك اللمسه الحانيه لترتمى بأحضانها بحب حقيقى فهى تحتاج لضمتها كثيراً فقد إفتقدت حنان الأم الذى رأته فى هذه السيده الطيبه ...
لم يُطلب منها المساعدة ولا إظهار تلك المشاعر والقلق على والدته ليتابع "يوسف" إهتمام "ورد" الشديد بوالدته شاعراً بسعاده تزيد من قيمتها بقلبه لحبها لأمه معشوقته الأولى ...
تأثر "يوسف" كثيراً بذكرها لوفاه والدتها وإفتقارها لحنان الأم فهو يدرك إحساس الفقد جيداً ....
بعد وقت قليل ...
حضر الطبيب وعالج كاحل أم "يوسف" الملتوى ليطلب منهم الإهتمام براحتها التامه وعدم الضغط على قدمها مطلقاً لمدة إسبوع كامل بدون حركه مجهده ...
____________________________________
تفصل بيننا أسوار وهميه لكننا غافلون عنها فلو إستطعنا لهدمناها وأمددنا جسوراً تصل بين قلوبنا ...
برغم تلك المشاعر التى فاضت بين قلوبهم إلا أن كلاً منهما إلتزم موضعه بتخوف ...
تمسك "يوسف" بأسواره الوهميه وبعده عن "ورد" ليبقى قريب بعيد لم يتجرأ ويهدم تلك الأسوار التى بنيها بينهما ، بينما كانت "ورد" تنتظر بادرته هو ظناً منها أن تخوفها بليله زفافهم هى السبب ببعده عنها وتركها حتى تتقبل وجوده بحياتها تدريجياً ...
لتمر الأيام ومازال كل منهما يتخذ جانب بعيداً عن الآخر ...
ورد ...
تعلقت بهذه الأسره الطيبه بالفعل وشعرت معهم بالألفه والحب ... ساعدت ام "يوسف" كثيراً خلال هذه الفتره التى عجزت فيها هذه السيده الطيبه عن التحرك من تلقاء نفسها حتى أنها تعلقت بـ"ورد" للغايه وكمنت محبتها بقلبها كإبنتها "دعاء" تماماً ...
كلما مر الوقت شعرت "ورد" بتعلقها بـ"يوسف" وعشقها له ولوجوده وكلماته ، عشقها لسماع صوته إلى جانبها ، تستمتع بحديثه دائماً معها أو مع والدته ومزاحه اللطيف مع "دعاء" ، حتى لو كان مازال يتخذ منها جانباً إلا أنها تشعر بأنه يبادلها نفس شعورها نحوه حتى لو لم ينطق بها لسانه ...
تمنت لو أن الحاجز بينهم يختفى تماماً لكنها لن تستطيع المبادرة وستظل فى إنتظاره فخجلها يمنعها من أن تقدم هى على الخطوة الأولى ...
____________________________________
عبد المقصود ...
لم تمر الأيام على الجميع مرور الكرام بل هناك من تمر عليه بألم وإعياء ...
فقد بقى "عبد المقصود" بالمستشفى يتلقى علاجه لكن مع الأسف كانت حالته تزداد سوءاً ...
تناوب "يوسف" و"ورد" زيارتهم اليوميه له ، فـ"ورد" تمر به صباحاً بينما يمر به "يوسف" بعد إنتهاء عمله بالشركه ...
____________________________________
شريف ...
إقترب موعد سفره لطلب محبوبته للزواج بعد أن وافقت على ذلك وكان عليه التقدم بطلب إجازة للسفر عدة أيام لكنه مازال بإنتظار الموافقه عليها ...
تحمس "شريف" كثيراً لتلك الخطوة الجديده بحياته للإستقرار وبناء أسرة صغيرة مع من دق لها قلبه ....
____________________________________
شقه يوسف ...
بعد تجهيزها لطعام الإفطار لوالدة "يوسف" وحملته إليها بغرفتها فهى مازالت لا تستطيع الحركه بعد وضعته "ورد" أمامها ببسمه لطيفه إعتادت أم "يوسف" على رؤيتها بوجهها البشوش ...
شعرت أم "يوسف" بأنها قد أثقلت كثيراً على "ورد" خاصه وقد تأخرت اليوم كثيراً على موعد زيارة والدها بالمستشفى ...
ام يوسف: إتأخرتى يا بنتى على باباكى النهارده ...!!!!
ورد: معلش يا طنط .. نفطر سوا الأول وبعدين أروح ...
ام يوسف: ربنا يراضيكى يا بنتى ...
ترددت أم "يوسف" كثيراً بسؤالها فقد لاح هذا التساؤل بنفسها كثيراً ولم تعد تستطيع منع نفسها عنه ، فقد رأت من تلك الفتاه طيب المعشر وحسن الخلق ....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أم يوسف : معلش يا بنتى فى السؤال .. أنا عندى سؤال ونفسى أعرف إجابته ...؟؟؟؟
ورد: إتفضلى يا طنط ...
ام يوسف: يعنى ااا .. أنتى ما شاء الله عليكى جميله ورقيقه وبنت ناس وعشرتك طيبه ... إتطلقتى ليه يا بنتى ..؟؟
جلست "ورد" بطرف الفراش وقد إختفت تماماً تلك الابتسامه الرقيقه ليحل الحزن والتجهم على ملامحها حين لاحت تلك الذكرى أمام أعينها ...
سحبت شهيقاً مؤلماً للغايه وهى تردف بإنكسار ...
ورد : أنا حقول لحضرتك ..
إسترجعت ذكريات تلك الليله المشؤومه وهى تقص لها سبب زواجها من هذا المتوحش إلى أن أخبرتها بما فعله بها بليله زفافهم ...
تأثرت أم "يوسف" للغايه وهى تلمس وجعها وتهشم روحها بإندهاش تام لما حدث معها ...
ام يوسف: حبيبتى يا بنتى .. ده إنتى ربنا بيحبك إنك خلصتى منه ...
ورد: الحمد لله ...
ام يوسف: والله يا بنتى ما حتلاقى أحن من "يوسف" إبنى .. مش عشان هو إبنى والله .. بس هو طيب أوى ..
هى لا تنتظر أن تخبرها بذلك فقد علمت ذلك يقيناً ، فـ"يوسف" رجل لا يعوض مطلقاً لتردف "ورد" بتحسر ...
ورد: عارفه يا طنط .. عشان كده أنا عارفه أنى معذباه معايا .. بس أنا برضه لسه بخاف ...
ام يوسف: واحده واحده يا بنتى ... أنتى خلاص أخدتى علينا وبقيتى واحده مننا ..
ورد: طبعا يا طنط ...
ام يوسف: خلاص بقى .. بلاش طنط دى وقوليلى يا ماما ..
ورد بإبتسامه : حاضر يا ماما ... أروح أنا أنادى "دعاء" بقى نفطر سوا ...
ام يوسف : ماشى يا بنتى ...
تركتها "ورد" لتمر بغرفه "دعاء" لتدعوها لتناول الفطور معهم ، لكنها قبل أن تطرق بابها إستمعت لصوت "دعاء" تتحدث بالهاتف لتنتبه بإستراب أنها تتحدث مع شاب ما ...
إسترعى ذلك إنتباهها كاملاً لتنصت لحديثها معه بإهتمام بالغ ...
دعاء: وبعدين يا "مرزوق" ...!!!!
مرزوق: أعملك إيه بقى .. ما أنتى مش واثقه فيا بعد كل ده ...!!!!
دعاء: أبداً يا "مرزوق" والله .. بس ..!!
مرزوق: خلاص يا "دعاء" .. خلاص ..
طريقته المقتضبه جعلتها تترجى أن يسامحها على تشبثها برأيها ورفضها لمقابلته ...
دعاء: إنت زعلت .. إستنى بس !!!! .. ما أنا كمان مينفعش أقابلك ...
مرزوق: وهو أنا بقولك حنبقى لوحدنا .. أختى "ملك" حتبقى موجوده و ماما كمان نفسها تشوفك ..... لو مش مصدقانى .. خدى "ملك" أهى تقولك ....
بدون موافقه منها أو رفض وجدت أخته "ملك" تحدثها بمزاح ...
ملك : ألو ... أيوة يا ست "دعاء" .. إيه مش عايزة تشوفينا ولا إيه ؟!!!! ... ده أنا وماما نفسنا نشوفك من كتر ما "مرزوق" حكى لنا عليكى ..
شعرت "دعاء" بغبطه وراحه بنفس الوقت لسماع أخته تخبرها بذلك لتبتسم بفرحه فهو يتحدث عنها دائماً ويريد أن يتقرب منها أكثر وتتقرب أكثر من عائلته ...
أستكملت "دعاء" حديثها مع "ملك" وقد لانت أفكارها قليلاً ، فلا داعى لذلك فأخته تحدثها بنفسها ...
دعاء: إن شاء الله حاضر ..
عاد "مرزوق" ليحدثها مرة أخرى ...
مرزوق: ها يا ستى صدقتى ..؟!!!!
دعاء: خلاص يا "مرزوق" .. إدينى العنوان حاجى لك أهو .. بس خد بالك ... أنا مينفعش أتأخر ...!!!
مرزوق: حاضر ...
أنهت "دعاء" مكالمتها مع "مرزوق" وقد لاحت بوجهها تلك الإبتسامه البلهاء ، لتندهش "ورد" تماماً مما سمعته للتو ...
____________________________________
مرزوق ...
تبدلت ملامحه المحبه لأخرى ماكره للغايه فقد إنتصر أخيراً بإستماله تلك الفتاه ...
نظر نحو "ملك" التى مازالت تقف إلى جواره يثنى على ما فعلته للتو ..
مرزوق: يا بت الإيه !!! .. ده أنا صدقتك ..!!!
علت ضحكتها الرقيعه وهى تستطرد ...
ملك: عيب عليك يا "زوقه" ... إيدك ..
أخرج بعض الأوراق المالية ليدفع بها بيدها الممدوده قائلاً ...
مرزوق: مبتنسيش حقك أبداً ... بس تستاهلى ... خدى .. حلال عليكى ...
مرزوق: المهم إنها أخيراً جايه خلاص .. تعبتنى أوى بت اللذينه دى ...
____________________________________
شركه الأقصى ...
جلس "يوسف" بمفرده بالمكتب بعد سفر "شريف" هذا الصباح متذكراً الأيام الماضيه بينه وبين "ورد" بالعديد من المواقف التى أرهقت قلبه المتحير ...
يوسف: أنا تعبت و أرهقت أوى من التفكير .... مش قادر أبعد عنها ولا قادر أقرب لها ... بس حبيتها وقلبى فعلاً إتعلق بيها ...
خلال تلك الأيام وما رآه منها شعر بأن هناك شئ خاطئ ، كيف تكون مستهتره خاطئه ضحت بشرفها وبرائتها كما قال طليقها وهى خجوله لهذا الحد فمن مثلها تكون فتاه لعوب جريئه ليس بها ذرة حياء واحده وهذا ليس بـ"ورد" إطلاقاً...
يوسف : إزاى ... أنا مش فاهم ولا داخل دماغى ... "ورد" من النوع الخجول أوى إزاى تكون غلطت مع واحد بالشكل ده ... لأ ... أنا حاسس إن فيه حاجه غلط ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
____________________________________
دعاء ....
إستعدت لمقابله "مرزوق" لأول مره مع إلحاحه الشديد خلال الفتره الماضيه خاصه وأنه أوهمها أن والدته وأخواته يريدون التعرف عليها ، وأنه قد طلب من والدته التقدم رسمياً لخطبه "دعاء" من أخيها "يوسف" ....
ومع هذا الإلحاح الشديد إضطرت أن تذهب اليوم لإرضاءه فقط وبذلك تثبت له أنها حقاً تثق به ...
إستقلت إحدى سيارات الأجرة متجهه نحو العنوان الذى وصفه لها "مرزوق" حتى وصلت إلى البنايه التى وصفها إليها لتجده بالفعل يقف بإنتظارها برفقه إحدى الفتيات والتى أرجحت أن هذه الفتاه بالتأكيد هى أخته "ملك" ...
دعاء: دى أكيد "ملك" أخته جت معاه عشان أطمن إنه مش لوحده ....
طلبت من السائق أن يتوقف لتترجل من السيارة وهى تعدل من وضع حقيبه كتفها ناظرة بإبتسامه ساذجه تجاه "مرزوق" وأخته ...
أقبل "مرزوق" نحوها مرحباً بها قائلاً ...
مرزوق: أهلاً "دعاء" .. تعالى أعرفك على "ملك" أختى ....
دعاء : أه طبعاً .. إزيك يا "ملك" ....؟؟
ملك: تمام .. إنتى إزيك ...؟؟
دعاء: الحمد لله ..
لتنظر "ملك" تجاه "مرزوق" قائله بمجامله لطيفه ....
ملك: لا يا "مرزوق" .. دى زى القمر .. أحلى من وصفك ليها بكتير .... ده يا ستى مش مبطل كلام عنك .. لما خلانا مشتاقين أوى نشوفك ...
إتسعت إبتسامه "دعاء" لتردف بسعادة بالغه ...
دعاء : بجد ...!!
ملك: أه طبعاً .. وماما مستنياكى فوق ... يلا بينا ...
دعاء: أه تمام ...
بعتاب لطيف أردف "مرزوق" مازحاً ...
مرزوق: خلاص إتصاحبتم ونسيتونى ولا إيه ....؟؟
ضحكت كلتاهما على إسلوب "مرزوق" اللطيف لتأشر لها "ملك" بالتقدم إلى داخل البنايه ...
خطت "دعاء" بضع خطوات قبل أن تتلفت "ملك" يميناً ويساراً وهى تأشر لـ"مرزوق" بعينيها غامزة ليومئ لها بالتفهم ...
أخرجت "ملك" قطعه من القماش من داخل حقيبتها ووضعتها بسرعه فوق أنف "دعاء" التى شعرت بتثاقل شديد برأسها فى الحال ودارت الدنيا بها وأصبحت رؤيتها ضبابيه للغايه ، تراخى جسدها على الفور ليلقفها "مرزوق" فوق ذراعه ليسندها من جانب و"ملك" من الجانب الآخر ....
شعرت "ملك" بثقل جسد "دعاء" فوق كتفها لتهتف بعدم تحمل وهى تبتعد عن جسد "دعاء" المتراخى قائله بتهرب ...
ملك: أنا كده عملت إللى عليا .. أنا حمشى عشان إتإخرت وأنت براحتك بقى يا "زوقه" ...
لم تمهله حتى فرصه للحديث وإختفت تماماً من أمامه ليبقى بمفرده يحاول الوصول إلى المصعد لوضع "دعاء" به ليصعد نحو شقته حين باغته فجأه رجل ما من الخلف .....
____________________________________
ورد ...
بموعدها اليومى تجهزت "ورد" للذهاب للمستشفى لكنها لم تذهب إلى هناك اليوم و إستقلت إحدى سيارات الأجرة لمراقبه "دعاء" بعد أن تأكدت إنها ستقابل شاب ما مما سمعته منها عبر مكالمتها الاخيرة وتوجس قلبها بعدم إطمئنان لما سيحدث ...
كانت تتابع "دعاء" حين إلتقت بأحد الشباب ومعه فتاه أخرى وبعد قليل شاهدتهم وهم يحاولون تخديرها والزج بها لداخل البنايه ...
إتسعت عينا "ورد" بفزع فقد أيقنت أن هذا الشاب سيؤذى "دعاء" حتماً ، لم تجد من تستنجد به سوى سائق هذه السيارة لتترجاه بنبره متخوفه ....
ورد : لو سمحت ... البنت دى أختى وشكلهم خدروها ... ممكن تساعدنى نجيبها نروحها البيت ..!!
ثارت الدماء بعروق هذا الرجل الشهم وإعتبرها بمثابه إبنته ليفزع لها بقوة ...
السائق: طبعاً يا بنتى .. ربنا يستر على بناتنا وينتقم من الأشكال دى ....
أسرع السائق ومن خلفه "ورد" نحو "مرزوق" الذى كان قد إستطاع الوصل إلى المصعد بالفعل ، أمسكه من ذراعه وضربه ضربه واحده بقوة كانت كفيله بإيقاع "مرزوق" أرضاً فتلك الضربه لم يكن يتوقعها من الأساس ....
هوت دعاء أرضاً حين تركها "مرزوق" فأسرع السائق بحملها عائداً إلى السيارة واضعاً إياها إلى جوار "ورد" ليعودا من حيث أتيا ...
مر كل ذلك أمام نظر "مرزوق" المندهش دون أن يتحرك حركه واحده من مكانه ربما دهشه وربما خوف ....
____________________________________
شقه يوسف ...
توقفت السيارة أمام البيت الذى يقطنا به ليخرج السائق مرة أخرى حاملاً "دعاء" للأعلى لمساعدة "ورد" التى لن تقدر على حملها ...
دلفت "ورد" إلى الداخل وهى تفسح مجالاً له لوضع "دعاء" فوق الأريكة بالصاله تشكره بإمتنان ...
ورد : شكراً لحضرتك على وقفتك معايا ...
السائق: أنا عندى قدها ربنا يسلمهم كلهم يا رب ...
ورد: آمين يا رب ....
____________________________________
أم يوسف ...
تلك الأصوات الغريبه التى سمعتها بالخارج جعلها تقلق للغايه لتنادى بصوت مسموع ...
ام يوسف: يا "دعاء".... يا "ورد" ....
إنتبهت "ورد" لندائها فدلفت إلى غرفتها على الفور ...
ورد: خير يا ماما محتاجه حاجه ...؟؟
ام يوسف: لا يا بنتى .. سمعت صوت غريب بس ... مين إللى بره ...؟؟
تفكرت "ورد" لوهله ولم تشأ أن تقلقها فأردفت مبرره ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ورد: أبداً يا ماما دى "دعاء" ... داخت وهى رايحه الكليه فإتصلت بيا رحت جبتها وسايباها ترتاح بره ....
ام يوسف: بجد ... وهى كويسه ...
ورد: الحمد لله ... متقلقيش أنا معاها ...
أم يوسف: تاعبينك معانا يا بنتى والله ...
ورد: متقوليش كده يا ماما .. أنا بعتبر "دعاء" أختى الصغيره بجد ...
ام يوسف: ربنا يفرح قلبك يا بنتى ...
ورد: حروح بقى أطمن على "دعاء" ...
____________________________________
دعاء ...
بدأت تستفيق من أثر ذلك المخدر لتشعر بدوار رهيب يجتاح رأسها ، وضعت كفها بتألم فوق جبهتها لتنتبه بفزع لما حدث ...
دعاء: أه يا راسى ... إيه ده ...؟؟ أنا فين ...؟؟
إنتفضت جالسه وهى تتذكر ما حدث مع "مرزوق" و"ملك" لكنها وجدت نفسها بمنزلهم و "ورد" تجلس إلى جوارها تطمئنها بإبتسامتها العذبه ..
ورد: متخفيش يا "دعاء" ربنا ستر حبيبتى ... إطمنى إنتى فى بيتك ...
إتسعت عيناها بذعر وهى تهتف بإنفعال متخوف ...
دعاء : حصل إيه ....؟؟؟
ورد: متخافيش ... أنا كنت ماشيه وراكى بالتاكسى ولما شفتهم بيخدروكى نزلت وجبناكى على هنا على طول ....
تجربه قاسيه لم تستطع تحملها لتنهار باكيه فلم تفكر للحظه بأن "مرزوق" قد يخفى تلك النوايا الخبيثه بداخله ، يتظاهر بالمحبه وهو ثعبان يحيك شرائكه للفتك بها ...
دعاء: مكنتش فاكره إن حيحصل كده أبداً .... أبداً ... بس اااا ... أنتى عرفتى منين ....؟؟
ورد: غصب عنى سمعتك وأنتى بتتكلمى فى التليفون ... ومشيت وراكى عشان أطمن عليكى ...
وسط دموعها المنهمره صمتت للحظه وهى تتطلع نحو "ورد" بنظرة توجس ورجاء ...
دعاء: حتقولى لـ"يوسف" ....؟؟
ورد: لأ طبعاً .... المهم أنتى متعمليش كده تانى ... و إللى عايزك ييجى هنا لحد بابك غير كده إنتى بتهينى نفسك وتقللى منها ....
شعرت بالخجل من تصرفها الأحمق وإنسياقها خلف هذا التيار الذى كاد أن يسقطها بمجهول لم تكن لتهرب منه لولا إنقاذ "ورد" لها ...
دعاء: عندك حق ... أنا غلطانه ... أنا دايما كنت حاسه أنى بعمل حاجه غلط ... بس كنت بحب أوى إنى أحس إنه مهتم بيا وبيحبنى .. كنت عايزة أحس أنى محبوبه كده ...
ورد: وأنا معاكى أهو أصحاب وأخوات .. لكن متضيعيش نفسك مع حد مش مقدر قيمتك ... أنتى غاليه أوى ....
لأول مرة تشعر "ورد" بأنها حكيمه ومؤثرة بمن حولها ، شعرت بقدرتها على التصرف وإنقاذ "دعاء" من بين يدى هذا الغادر ، شعرت بأنها ليست سلبيه لتلك الدرجه بل أن لها القدرة على التصرف بحكمه وأنها مسؤوله عن أخت صغرى وعليها حمايتها ...
ألقت "دعاء" بنفسها فوق صدر "ورد" ترتمى بأحضانها باكيه بقوة ...
دعاء : أنا بحبك أوى يا "ورد" ... يا بخت "يوسف" بيكى .....
إبتسمت "ورد" بخفه حين لاح خيال "يوسف" أمامها حين ذكرته "دعاء" ....
بعد تيقنها أن موعد زيارة والدها الصباحيه قد إنتهت و لم تجد فرصه لزيارته قررت البقاء فـ"يوسف" سيمر به بالمساء وسيطمئنها على حاله وفى الغد عليها زيارته مبكراً عوضاً عن اليوم ...
____________________________________
غرفه ورد ...
إقترب موعد عودة "يوسف" وهى مازالت تفكر بما فعلته اليوم ، ذلك الأمر البسيط بالنسبه لغيرها لكن ما قامت به أمر لا يمر بتلك السهولة على نفسها ...
بعض الثقه بنفسها جعلتها تظن أن هناك أمور أخرى تستطيع القيام بها ولا تنتظر بديل عنها ...
"يوسف" ... هذا الرجل الذى يستحق منها فرصه ليكون له دور بحياتها ، فلا يجب عليها البقاء ساكنه طوال الوقت فربما هو أيضاً ينتظر إشارة منها ليخرج عن صمته وإنتظاره ...
لهذا يجب عليها أن تعطيه وتعطى نفسها الفرصه ليعيشوا حياتهم الطبيعيه كزوج وزوجه ....
وقفت أمام خزانه ملابسها لتخرج فستان قصير باللون الأسود ، بتردد شديد نظرت إليه فهو بمثابه دعوة صريحه لأن يتقدم "يوسف" بخطوته تجاهها ...
حسمت أمرها وإرتدته .. أطلقت شعرها الذهبى بعد أن وضعت القليل من مساحيق التجميل لتطالع مظهرها الجديد بالمرآه لتبتسم برضا عن مظهرها كأنثى جذابه ملفته تنتظر عودة زوجها الحبيب ، شعور رائع تشعر به لأول مرة بحياتها ...
____________________________________
يوسف ...
بعد مروره بالمستشفى وزيارة "عبد المقصود" زيارته اليوميه عاد إلى البيت ليجد والدته وأخته فقط يطالعان التلفاز فدلف تجاههم ملقياً التحيه بهدوئه المميز ...
يوسف: السلام عليكم ..
" وعليكم السلام ...."
يوسف: أمال فين "ورد" النهارده مش قاعده معاكم ليه ...؟!!
دعاء: فى أوضتكم جوة ...
نظر تجاه قدم والدته مطمئناً أولاً ...
يوسف : أخبار رجلك اغيه النهارده يا ماما ...؟؟
ام يوسف: الحمد لله إتحسنت كتير .. والله كتر خيرها "ورد" مش مخليانى أقوم أعمل حاجه ... ربنا يبارك فيها ...
يوسف: طيب حروح أطمن عليها وأرجعلكم ...
خطا بضعه خطوات تجاه غرفتهم وهو يريد بالفعل الإطمئنان عليها دون معرفه سبب ذلك لكنه أراد رؤيتها أولاً قبل أى شئ ليتسائل بداخله ... أليس كل ما يربطهم إلزام طلب والدها .. أم أن قلبه الضعيف هو الذى لا يستطيع السيطره عليه بعقله وتفكيره القوى ...
مجرد سماع صوته بالخارج جعل قلبه تزداد نبضاته بقوة لتلقى نظرة أخيرة على مظهرها بالمرآه لتتأكد من أن كل شئ كما أرادت تماماً ...
طرق "يوسف" باب الغرفه ليسمع صوتها تسمح له بالدخول ، بلحظه رفع بها عيناه تجاهها لتسقط كل أفكاره المتخبطه ببئر عميق ولا يرى أمام عيناه سوى هذه الحوريه الجميله ...
إبتلع ريقه فى توتر فـ"ورد" جميله بطبعها ، لكنها اليوم إزدادت جمالاً وأنوثه أطاحت بقلبه وعقله معاً بموجه عاليه من الحُسن والرقه لا يتحملها قلبه الضعيف ...
تعالت دقات قلبه لحظه رؤيتها تبتسم له بعذوبتها الراقيه تسمر بمكانه محاولاً إيجاد كلماته التى تبخرت تماماً وضاعت منه متأملاً حسنها الفتاك ليردف بتلعثم ....
يوسف: أأااا .. إزيك ....!!
ورد بخجل : الحمد لله .. إزيك أنت ...؟!!
مسح "يوسف" وجهه بكفه بتوتر قائلاً بداخله "يا نهار إسود ومنيل .. إمسك نفسك يا "يوسف" .... مينفعش ... مينفعش ..."
رققت "ورد" من صوتها العذب لتطيح بآخر ما إستطاع من تحمل وقوة وهى تردف بدلال ونعومه ...
ورد : أحضر لك الأكل ..
فغر فاه قائلاً بتشتت دون الإنتباه لما تفوهت به حقاً فقد أصبح كالمسحور لا يقوى على الفهم ولا الحركه ...
يوسف: نعم ...!!
دنت "ورد" بإقترابها بخطوات قليله ليستمع إليها "يوسف" جيداً تحاول إيصال صوتها المرتجف إلى مسامع "يوسف" مره أخرى ...
ورد: أحضر لك الأكل ...؟!!!
يوسف بتوتر : أكل .. أكل إيه بس ...
تلعثمه وتوتره جعلها تشعر بسعادة كبرى لا تدرك سببها لكنها كانت مستمتعه بذلك للغايه ...
إبتسمت له برقه ليخطو بإتجاهها خطوتين مقترباً منها مغيباً تماماً ...
لكن ليس كل ما يشتهيه المرء يدركه فعقله مسلط عليه ليستمع بتلك اللحظه التى كادت لا تفصله عنها سوى خطوة واحدة وتصبح ملك يديه لصوت هذا المنفر "حسام" بحديثه الشنيع عنها ليله زفافهم يتردد بأذناه ...
قبض قبضته بضيق وغيظ وأخذ يتراجع بخطواته نحو الخلف مغمضاً عيناه ليسيطر على قلبه الهائم بحبها وينأى بكرامته فى عزله بعيده عنها محدثاً نفسه يؤنبها بحدة ...
" متنساش نفسك ... مهما كان مينفعش ... دى هنا مجرد أمانه ... أمانه وبس ..."
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• إنه رداً للجميل ....!!! ••
ليس كل ما يشتهيه المرء يدركه ...
ليتنى لم أحبك إلى هذا الحد ، فقد أوشك عقلى على الجنون ، بل يا ليتنى لم أسمع له بتلك الليله ...
لا لن أقوى على العيش بدون حبك فيوم عرفتك أدركت أننى على قيد الحياة ...
توقف "يوسف" ساهماً وهو ينحى عيناه عنها قبل أن يبتعد هارباً من سيطرة قلبه قائلاً بنبره متجهمه ...
يوسف : ماشى يا "ورد" ... حضرى الأكل ...
تلاشت إبتسامتها تدريجياً وهى تراه يبتعد عنها بتلك الصورة ، شعرت بغصه فى حلقها فهى لم تتوقع أن تكون تلك خطوته ، أن ينفر منها لهذا الحد ...
شعرت بفرض نفسها عليه بصورة جعلتها تشمئز من نفسها ، قبض قلبها وتهدجت أنفاسها بضيق بالغ لتمنع تلك العبرة من السقوط ، لقد حاربت نفسها لأجله ، رفضت كل شئ وتقبلته هو فقط ...
يجب أن تهرب قبل أن يرى ضعفها ، ستظهر عدم تأثرها ... يجب أن تكون لا تهتم ...
أومأت رأسها بخفه قبل أن تسحب روبها المعلق لترتديه تخفى أثار إزلالها أمام نفسها وخرجت مسرعه من الغرفه فقد أمسكت دموعها ألا تخونها بقوة حتى خرجت من الغرفه ...
وضعت كفها فوق فمها تمنع تلك الشهقه الحزينه من الخروج محاوله ضبط تنفسها ضاغطه بقوة بعينيها حتى لا تذرف الدموع ويلاحظوا ما أحل بها ...
تمالكت نفسها قليلاً وإتجهت نحو المطبخ تحضر له الطعام وهى تلوم نفسها بشدة فياليتها لم تفكر بمبادرته من تلقاء نفسها ...
هوى "يوسف" بجسدة فوق الفراش محاولاً السيطره على قلبه المتمرد المعلن حبها ..
يوسف: مش قادر ... مش عارف أعمل إيه .. بحبك ومش قادر أقرب .. ولا قادر أبعد ....
إنتهت تلك الليله الحزينه بتناول "يوسف" الطعام بدون شهيه مطلقاً ليهرب مدعياً النوم كالعاده على الأريكة حتى يتجنب عيناها المتسائلتان عما بدر منه منذ قليل ....
تطلعت نحوه لفتره تظن أنه قد خلد للنوم ليجول بخاطرها تساؤل وحيرة ...
" هو للدرجه دى لسه زعلان من يومها معقول !!!! ... لدرجة إنه يبعد عنى بالصورة دى ؟!!! ... أنا مش فاهمه ..؟؟؟!"
____________________________________
اليوم التالى ...
استيقظ "يوسف" مبكراً للغايه ناظراً نحو تلك النائمه بهدوء بنظرات معتذره ليهم بالخروج بتعجل قبل أن تستيقظ ويرى عيناها المعاتبتان مرة أخرى ...
توجه إلى الشركه التى لم يأت موظفيها بعد ليبقى بمكتبه حبيس أفكاره التعيسه ...
يوسف: ما أنا لو أقدر أشيل كلام طليقها ده من دماغى ...!!!.. أوووف كان لازم كلامه يرن فى ودانى ويفكرنى ... يااه ... تعبت ....
إنتبه لرنين هاتفه برقم "عبد المقصود" ليضيق عيناه بإستراب من هذا الإتصال المبكر للغايه ...
يوسف: السلام عليكم ...
ابو ورد بإعياء : وعليكم السلام ...
يوسف بقلق : حضرتك كويس يا عمى محتاج حاجه ...؟!!
ابو ورد: عايز أشوفك ضرورى يا "يوسف"...
يوسف: طبعاً .. أنا قدامى ساعه بالكتير أستأذن بس من الشركه وأبقى عند حضرتك ..
ابو ورد: منتظرك .. إن شاء الله ....
أقلقته تلك المكالمه للغايه فـ"عبد المقصود" لا يحدثه بالهاتف إلا للضرورة ، وطلبه له بهذا الشكل يوحى بأمر عظيم قد حدث ليردف بقلق عارم ...
يوسف : ربنا يستر .. شكله تعبان أوى ... حتى إمبارح كان نايم من المخدر إللى بياخده من كتر الألم ...
____________________________________
شقه يوسف ...
بطبعها المتسامح ونظرتها المتفائله للأمور شردت "ورد" قليلاً بما حدث بالأمس قائله لنفسها تبرر رد فعله بتجنبها بتلك الصورة ...
ورد : يمكن لسه خايف ليضايقنى ... مش عارفه ؟!! .. أنا بجد حبيته ونفسى أشوفه مبسوط .. والدنيا تبقى طبيعيه بينا .. على كل حال نستنى شويه أكيد كل حاجه حتتصلح ....
أقوم بقى أروح لبابا كفايه مشفتهوش إمبارح ولا عرفت أطمن عليه ....
شعرت بالرضا لهذا السبب الذى بررت به موقف "يوسف" معها لتنهض من جلستها لتبدل ملابسها وتتجه للمستشفى للإطمئنان على والدها ...
____________________________________
المستشفى ....
فور أن تحصل "يوسف" على وقت أسرع بإتجاه المستشفى القريبه من الشركه كما طلب منه "عبد المقصود" ...
دلف للغرفه متناسياً أفكاره وتخبطه وقد رسم إبتسامه على ثغرة لمقابله هذا الرجل الطيب ..
يوسف: السلام عليكم .. أخبارك إيه يا عمى ...؟؟
ابو ورد: الحمد لله يا إبنى ... أقعد يا "يوسف" ...
كانت ملامح "عبد المقصود" تتسم بالجديه التامه وبعض الاقتضاب ليسحب "يوسف" المقعد بالقرب من "عبد المقصود" متسائلاً بقلق وهو يتخذ مجلسه فوق المقعد ...
يوسف : خير يا عمى ... فيه إيه ... شكلك فيه حاجه ... قلقتنى ...!!!!
إعتدل "عبد المقصود" بإعياء مستكملاً حديثه بجديه تامه ...
ابو ورد: أنا جايبك النهارده عشان أكلمك فى موضع ضرورى ... أنا خلاص حاسس إن أجلى قرب وكان لازم أتكلم معاك ...
يوسف : بعد الشر على حضرتك يا عمى ... ربنا يديك الصحه وطوله العمر ...
أبو ورد : إسمعنى بس ...
___________________________________
بهذا التوقيت كانت "ورد" قد وصلت بالفعل إلى المستشفى صاعدة درجات السلم لزيارة والدها بغرفته دون علمها إطلاقاً بأن والدها طلب مقابله "يوسف" وهو معه الآن يتحدثان سوياً ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
إتخذت خطواتها بخفه بهذا الرواق الطويل حتى وصلت للغرفه والتى سرعان ما إنتبهت لصوت "يوسف" بالداخل ...
وضعت كفها فوق المقبض لتدلف للداخل حين إستمعت مصادفه لحديث والدها الذى لا يعلم بوجودها بعد ..
ابو ورد: أنا عارف يا إبنى أنى أنا إللى طلبت منك تتجوز "ورد" عشان تاخد بالك منها وتحميها ... وإن إنت بترد لى الجميل إللى عملته معاك ....
يوسف بإمتنان : حضرتك إللى عملته معايا مكنش حاجه بسيطه ...
توقف بها الزمن وهى تستمع لما تفوه به والدها للتو ...
تراجعت لخطوات بصدمه غير مصدقه إطلاقاً أن والدها قد فعل بها هذا ، لم حط من قدرها بهذا الشكل ...؟!! لم فرضها بالقوة على "يوسف" ...؟!!
فهذا هو سبب نفوره منها وتجنبها ... فزواجه منها ما كان إلا رداً للجميل ، لم يكن حباً على الإطلاق ...
الآن قد فهمت ... أننى لا أساوي حباً ... بل واجب مفروض ...
عادت بطريقها الذى لا تبصره بتلك الغشاوة التى طغت فوق عينيها فإنهمرت دموعها بألم ، صدمه قاسيه لقلبها الذى عشقه لتمزق روحها مرة أخرى ...
___________________________________
المستشفى ...
بقناعه حقيقيه أوضح "يوسف" أن قبوله زواجه من "ورد" ليس فقط رداً للجميل بل لعشق دب بقلبه تجاهها ...
يوسف: لكن يا عمى أنا متجوزتش "ورد" عشان رد الجميل بس ... أنا فعلاً حبيتها .... وعايز أكمل معاها .. منكرش على حضرتك إن موضوع جوازها الأولانى ده كان عاملى مشكله نفسيه فى الأول ....
قاطعه ابو ورد: موضوع جوازها الأولانى ده كان فرض منى عليها .. عايزك تنساه وتخليها هى كمان تنساه .... أنا جايبك مخصوص هنا عشان الموضوع ده ...
بإستراب شديد تسائل "يوسف" ..
يوسف: جايبنى عشان موضوع جوازها ...؟؟؟!!!
ابو ورد: لأ ... عشان "حسام" وأمه ... أينعم أم "حسام" كانت مراتى ... بس هى خدعتنى وفهمتنى إن "محمد" إبنى ... لكن خدعتنى وكذبت عليا وطلع مش إبنى وأنها أخدته من أمه الحقيقيه وفهمتنى أنه إبنى ... كمان يوم ما فهمتنى إن ابنها راجل كويس وطلع زيها كداب ومخادع ... كل همهم إنهم ياخدوا فلوس "ورد"...
إندهش "يوسف" من سيل الحقائق التى يقذف بها "عبد المقصود" بوجهه ...
ألهذه الدرجه شر النفوس ... أن تأتى بطفل ليس بولدها وتدعى ذلك طامعه بحصولها على مالهم ...
يوسف: يا ساتر يا رب .. يعنى "محمد" مش إبنك ....؟؟!!!!! معقوله دى ...
ابو ورد: للأسف ... "محمد" مش إبنى .. لكنه طفل برئ "نجاح" المربيه حتاخد بالها منه ... إللى أنا جايبك عشانه دلوقتى ... "حسام" وامه ... كانوا عايزين يعملوا أى حاجه ويوقعوا "ورد" ويضحكوا عليها عشان يرجعوها تانى لـ"حسام" وياخدوا فلوسها عشان كده طلبت منك تتجوزها بعد العِده على طول .... وسافرت أنا وهى من غير ما حد يعرف عشان تعدى أيام العِده وميعرفوش يوصلوا لها ...
يوسف: عشان كده سافرت إسكندريه إنت و"ورد" ..؟
ابو ورد: أيوة ... خد بالك أوى يا "يوسف" "حسام" وأمه دول خبثاء ... فيهم شر وحقد ... عايزك كمان تخلى "ورد" تحرص منهم دول عندهم إستعداد يعملوا أى حاجه تأذى "ورد" ...
بوعد حقيقى نابع من قلبه أردف "يوسف" بقوة وجسارة ...
يوسف: متخفش يا عمى "ورد" فى قلبى وفى حمايتى وعمر ما حد حيقدر يأذيها أبداً وأنا موجود ...
تنفس "عبد المقصود" براحه بعد أن أوضح كل شئ لـ"يوسف" وإطمئن بوعده له بالحفاظ على إبنته فهو رجل صلب وقادر على الإلتزام بوعده ..
ابو ورد: الحمد لله .. أنا كده إرتحت ...
أنهى "عبد المقصود" وصيته ليخلد لراحته فيما عاد "يوسف" لعمله مرة أخرى ...
____________________________________
شقه يوسف ...
بصمت ملفت للنظر وملامح صامته متجهمه دلفت "ورد" إلى داخل الشقه متجهه نحو غرفتها مباشرة وسط تعجب ام "يوسف" و"دعاء" لتدير "دعاء" وجهها تجاه والدتها متسائله بإستراب عن ضيق "ورد" الشديد ...
دعاء: هى "ورد" مالها يا ماما ....؟؟
ام يوسف: يمكن تعبانه ولا حاجه يا بنتى ...!!!
دعاء: يمكن .. أدخلها أطمن عليها ...؟!!!
ام يوسف: سيبيها ترتاح شويه وبعدين إدخلى لها .. هى أكيد زعلانه على باباها ما هى كانت عنده فى المستشفى ...
دعاء:ربنا يشفيه ... "ورد" تستاهل كل خير والله ...
ام يوسف: أه والله يا بنتى ... ده لو "يوسف" كان لف الدنيا بحالها مكنش حيلاقى زيها أبداً ...
أغلقت "ورد" باب غرفتها من خلفها لتستند عليه بإستسلام لكل تلك الأشواك التى لا تنتهى من حياتها ، متى ستشعر بالفرح مثل بقيه الفتيات ... هل كتب عليها الشقاء بحياتها وان كل حظها بالدنيا تمثل بملامحها الجميله فقط ..
ليتهم يعلمون أنه ليس كل ما هو جميل بالخارج هو بالطبع جميل من الداخل ... ليتها لم تكن بهذا الجمال وتكون سعيده راضيه ..
صدق من قال أن للكل نصيب متساوٍ فى الدنيا لا ينقص من أحد شئ عن الآخر لكن تختلف قسمته ....
تهدلت ملامحها بحزن وهى تحدث نفسها التعيسه ...
" يعنى كان رد للجميل ... محبنيش أساساً !!!! ... تانى يا بابا .. تانى تظلمنى ... وتظلمه هو كمان معايا ... هو أكيد مجبر عليا ... بس كفايه كده .. مينفعش يتحملنى وأكون حمل زياده عليه هو ميستحقش كدة ... لازم يشوف حياته ويحب ويتجوز بجد مش يتربط نصيبه بواحده ولا عايزها ولا بيحبها لمجرد رد الجميل وبس ..."
يكفيها أن تشعر بسعادته فهو إنسان رائع يستحق ذلك ، لقد أحبته بالفعل لدرجه أن تضحى بسعادتها بقربه لأجل سعادته ولو كان ذلك على حساب فراقه للأبد ...
إنهمرت دموعها لمجرد تفكيرها بالبعد عنه وأن أخرى سيكون محلها بقربه زوجه له ، لكنها لن تكون بتلك الأنانيه فعليه أن يحب ويتزوج ويسعد بحياته وعليها التضحيه لأجله ...
" هو كان كويس أوى معايا ... مينفعش أنا كمان أكون أنانيه بالشكل ده .... لازم لما ييجى أحط النقط على الحروف ...."
___________________________________
شركة الأقصى ...
ظل لساعات يفكر بحديث "عبد المقصود" له ليفاجئ بمن يقطع أفكاره مهللاً بصخب ...
شريف: أنا جيت ... وحشتنى يا أخى الشويه دول ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بتفاجؤ بعودة "شريف" بتلك السرعه من سفرته أردف "يوسف" متحمداً على سلامته ...
يوسف: شريف ....!! حمد الله على السلامه .. جيت إمتى ...؟؟
شريف: إمبارح بالليل ...
يوسف: ها ... وعملت إيه ...؟؟
مد "شريف" كفه الأيمن أمام مرأى "يوسف" مردفاً بإبتسامه واسعه وحماس مفرط ...
شريف: مش شايف الدبله منوره فى إيدى إزاى ...
يوسف: أه صحيح .. مبروك ... و حددتم معاد الفرح ...؟؟!!
شريف: إن شاء الله كمان شهرين تقريباً ....
يوسف: وحتعملوة فين بقى ...؟؟
شريف: لا هنا طبعاً .. عشان أهلنا كلهم هنا ...
يوسف: كويس عشان أقدر أحضر الفرح ...
توقع "شريف" أن خبر خطبته سيسعد "يوسف" كثيراً ، لكن ردوده المقتضبه وملامحه المتجهمه أثارت فضول "شريف" كثيراً ليتسائل بإنزعاج ...
شريف: مالك .... حاسس إنك مش مبسوط كدة ....؟!!!
يوسف: أبو "ورد" تعبان أوى ... كنت لسه عنده فى المستشفى ... طلبنى مخصوص عشان يوصينى على "ورد" و .....
شريف: و ... إيه ... !!! مالك وقفت كلامك كدة ...؟!!
إنتبه "يوسف" حين بدأت كلمات "عبد المقصود" تتردد مرة أخرى بعقله محاولاً ربط بين بعض الأحداث بعضها البعض ...
أخذ يتحدث بكلمات مشتته لم يستطع "شريف" فهم مقصده منها ...
يوسف: "حسام" عايز يأذى "ورد" ..!!! ... وممكن يحاول يعمل أى حاجه عشان يرجعها .... !!!!!!
إتسعت عينا "يوسف" بذهول مكرراً كلماته بشرود ...
يوسف : يرجعها .......؟!!! يعنى ممكن يكدب عادى ... يعنى يضحك عليا بكلام محصلش .....!!!!
يبدو أنه أخيراً فهم مقصد هذا الدنئ بتلك الليله ، فما كان ناصحاً بل مفسداً زيجتهم لنزع "ورد" منه ، نعم ... هو فعل ذلك ليعيدها إليه ...
نهض "يوسف" بقوة وقد علت عيناه نظرات غاضبه وهو يكور قبضه يده بإنفعال قبل أن يخطو بضع خطوات لخارج المكتب وسط هتاف "شريف" به ...
شريف: ايه إللى حصل .... يا "يوسف" ... إنت رايح فين ....؟؟
أجابه "يوسف" دون النظر إليه وهو يخرج بعجاله بخطوات تميل للركض ...
يوسف: رايح أتأكد من حاجه .. ويا ويله منى لو كان كدب عليا ..
بثوان كان "يوسف" قد غاب عن ناظره ليتمتم بعدم فهم ...
شريف: هو مين ده ؟!! .. هى إيه الحكايه بالضبط ...؟!!!
____________________________________
لم يكن من الصعب على "يوسف" التوصل لعنوان إقامه "حسام" ليتجه نحو شقته مباشرة فلن يتركه اليوم دون أن يتأكد من كل شئ تخبط به بأيامه السابقه ...
شقه حسام ...
بعقل غير واعٍ جلس "حسام" يسند رأسه للخلف بعد تناوله لتلك الجرعه المخدرة مستمتعاً بنشوة لحظيه إثرها ...
إنتبه بتثاقل لطرقات عنيفه فوق باب شقته ليستند بترنح عدة خطوات حتى يتحرك نحو باب الشقه فربما تكون والدته قد عادت ...
جحظت عيناه بتخوف وهو يرى "يوسف" يقف ببابه تعلو عيناه تلك النظرات الغاضبه يكاد الشرر يخرج منهما ليفزع "حسام" برؤيته متراجعاً لعدة خطوات للخلف هارباً من "يوسف" ....
لم يكن الإمساك به من الصعوبة على "يوسف" ليقبض مقدمه ملابس بين قبضته القويه ثم يدفع به تجاه الحائط بقوة ليصطدم ظهره النحيل به متأوهاً بتألم ...
رؤيته يتهرب منه بتلك الصورة أيقن بداخله أن هذا الفأر ما هو إلا كاذب مفترى على "ورد" ، كيف سمح له ولنفسه بتصديق هذا الإدعاء المجحف عليها وعلى شرفها ...
دنا "يوسف" بقوة من "حسام" حتى شعر الثانى بضئالته أمامه متيقناً أن حتى هواء تنفسه الحار يشعر به "حسام" بقوة ...
تحجر ريقه بتخوف وعلت عيناه نظرات هلعه مما سوف يفعله به هذا القوى حين إحتدت عيناه بقوة ولاحت ببريق غاضب أطاح بتماسك "حسام" حين بدأ "يوسف" بالصراخ به بغضب ...
تحول "يوسف" بلحظه لشخص مخيف للغايه تفاجئ بنفسه يخرج هذا الكم الغاضب بصوت هادر لخداع هذا الدنئ له ليردف بحدة ...
يوسف : أنت يا كداب يا **** ... إزاى تقولى كده على "ورد" .... إزاى جت لك الجرأة حتى ... إنطق ...؟؟
شعر "حسام" بالإختناق من إحكام قبضه "يوسف" حول ملابسه المحيطه بعنقه وأيقن بهلع أن "يوسف" سيقتله الآن بعد تأكد كذبه لينهار معترفاً بكل شئ ليحفظ حياته التى ستضيع بين قبضه هذا القوى الشرس ...
حسام بتلعثم : كان ااا .... كان ... لازم أقولك كده أنا .. أنا كنت عاوزها ... كنت ... عاوز أرجعها تانى .. هى عجبانى ... وخصوصاً إن محصلش بينا حاجه ... و زى مانت عارف هى لسه بنت .. أنا معرفتش ألمسها يوم دخلتنا ... أنا ... أنا .... حصلت ظروف ومقدرتش ... بس أنا كنت عايز أرجعها تانى ... لقيتك حتتجوزها .. مكنش فيه حل تانى قدامى إلا أنى أتبلى عليها كده ..... عشان تطلقها و أرجعها أنا ليا .. بس أنت مطلقتهاش !!!! ... مع كل إللى قلتهولك ده .. إنت مطلقتهاش !!!!! ... وسكت بعدها لأنى إتأكدت إنك أكيد عرفت إنها بنت ومحدش لمسها ....
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
صدم "يوسف" من كم هذه الحقائق التى تظهر أمامه بصورة مفاجئة صادمه ومفرحه فى نفس الوقت ... كما صدم من كذب هذا المحتال عليه وجعله يبتعد عن محبوبته كل هذا الوقت ...
تركه "يوسف" بغضب دافعاً له بقوة ليسقط "حسام" على الأرض مرتعباً يتابع "يوسف" الذى خرج مسرعاً من شقته ليهرع بإتجاه الباب يغلقه بقوة خوفاً من عودته ...
___________________________________
إحساس مضطرب غريب إجتاحه بين نشوة وفرحه ملأت صدره فلا شئ سيعوقه الآن أمام حبيبته فكل ما عرفه عنها ما هو الغا مجرد إفتراء وكذب ...
بالطبع كان لابد وأن يتوقع ذلك فكل ما فيها يوحى بالصدق والعفه ....
كيف صدق هذا المحتال !!!! ... لكنه الآن .. يجب أن يعترف لها بحبه المتيم ... فهو لا يعشق سوى "ورد" .... آن الأوان لنفض هذه الأشواك التى جرحتهم وعليهم البحث عن السعاده ...
____________________________________
حسام ...
أسرع "حسام" ومازال الخوف يعلق بروحه يتصل بوالدته يخبرها بما حدث مع "يوسف" ..
حسام: أيوة يا ماما .. يوسف كان هنا ...
ام حسام: هنا ... هنا بيعمل إيه ... وعملت معاه إيه ...؟؟؟
حسام: أنا خفت منه أوى ... وقلتله أنى .... كذبت عليه ...
ام حسام: لاااااااا ... ده كده صعبها علينا أوى ... أنا جايه لك ...
حسام: ماشى مستنيكى ..
أغلق "حسام" الهاتف مع والدته وتوجه مسرعاً نحو زجاجاته الملقاه يبحث عن ملذاته هرباً من إرتعابه مما حدث مع "يوسف" وأخذ يشرب من إحدى الزجاجات بشراهه حتى أصبح سكيرا فى اللاوعى غير مدركاً لما يحدث حوله ....
____________________________________
يوسف ...
سار بطريقه عازماً على إصلاح ما أفسده بسبب هذا الحقير المدعو "حسام" ، فاليوم سيسترد حياته وزوجته بعدما أدخل عديم الأخلاق هذا الشك بقلبه ناحيه "ورد" ، سيطلق العنان لقلبه وكفى .....
____________________________________
شقه يوسف ...
إنتظرت "ورد" مرور الوقت البطئ حتى يعود "يوسف" إلى البيت فى المساء لتضع حد لما فعله والدها مع "يوسف" ..
هذا الشخص ذو المروءة والاخلاق حافظ الجميل يجب ألا يظلم لأكثر من ذلك بسببها وبسبب طلب والدها ، فحياءه منعه من الرفض وما أخذ بسيف الحياء فهو باطل وهى لن ترضى بذلك ...
وصل "يوسف" إلى البيت محملاً بشوق أخفاه بقلبه لفترة طويلة ، هرول مسرعاً نحو شقتهم غير قادر على الإنتظار أكثر من ذلك ...
دلف ناهجاً لخطواته المتسارعه ليجد والدته وأخته "دعاء" بغرفه المعيشه لتندهشا لعودته بمثل هذا الوقت ....
ام يوسف: إيه ده .... إيه إللى جايبك بدرى يا "يوسف" .... ؟؟ أنت تعبان ولا حاجه ....؟؟
يوسف: أبداً يا ماما .. أنا بخير .. أمال فين "ورد" ....؟؟
ام يوسف: فى الأوضه جوة يا بنى .. باين عليها تعبانه ولا حاجه ...
يوسف بقلق: تعبانه .. ليه مالها ...؟؟
دعاء: مش عارفين والله يا "يوسف" ... إدخل شوفها وإطمن عليها ...
أومئ بخفه إيجاباً فهو بالفعل لا يحتمل الإبتعاد عنها لأكثر من ذلك ...
توقف للحظه يستجمع رباط جأشه أمام باب غرفتهما ثم أمسك بمقبض الباب بتوتر لهذه المقابله الحاسمه أخيراً بعد عناء طويل ...
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• الجزاء من جنس العمل ...••
يوسف ...
بدقات قلب مندفعه وقف ببابها فما يفصله عنها سوى قطعه خشبيه فقط ، خطوات بينه وبين راحه قلبه ، بدقات خفيفه طرق الباب يستمع لصوتها الهادئ تسمح بالدخول ...
فتح "يوسف" الباب برفق يبحث بعيناه المشتاقتان عن معشوقته الرقيقه ...
نظرت "ورد" تجاه الطارق ولم تتوقع أن "يوسف" قد عاد مبكراً لتهمس بإسمه الذى دق حروفه بقلبها أولاً ..
ورد بهمس: يوسف ...!!!
رؤيتها فقط زلزلت كيانه وهى تهمس نطقاً بإسمه من بين شفاهها لتتلاشى كل الكلمات التى حضرها طوال الطريق ، فمن هذا القوى الذى يتحمل عذوبه كهذه ليبقى صامداً ...
وجهها الشاحب وملامحها التى تجهمت فجأه أقلقه للغايه ليتسائل بتخوف ...
يوسف: مالك يا "ورد" .... ؟؟ أنتى تعبانه ... ؟؟
تشتت نظراتها بعيداً عن خاصته التى تربكها وتسحبها بطريقها إليه ، هذا الطريق الذى يجب أن تنأى عنه ، أردفت بنبرة حزينه منكسرة ...
ورد : لأ .. مش تعبانه ...
إقترب عدة خطوات وهى يكمل بإهتمام ...
يوسف: أصل ماما و"دعاء" قالولى إنك شكلك تعبانه ..
ورد: لا متقلقش .. أنا كويسه ....
طريقتها مختلفه للغايه ، حديثها جاف لحد بعيد ، كانت ردودها مختلفه عن طبيعتها التى إعتاد عليها كما لو أن هناك ما يؤرقها أو يضايقها ...
يوسف: مالك يا "ورد" ؟؟ فيكى إيه ...؟؟؟
إتجهت بزرقاوتيها تجاهه بصمت لتدور برأسها التساؤلات ... هل عليها أن تخبره الآن أم لا ... فإخباره يعنى ضياعه منها للأبد ..... هل هى بالقوة الآن لهذا الحسم ؟؟!! ... لكن لا ... لابد من هذه المواجهه وألا تتحلى بالأنانيه ... فقد فعل معها الكثير ولا يستحق أن يظلم بعد الآن ...
تطلعها الصامت بوجهه جعله يشعر بأنها تخفى عنه أمر ما ليردف بقلق من غموضها ...
يوسف : مالك !!!! .. قلقتينى .. مش بتردى عليا ليه .....؟؟
نهضت من جلستها لتكتسب بعض القوة أمامه لتخرج ما بداخلها ، لكنها إن بدأت فلا سبيل للتراجع ...
ليت القلوب تكشف فحواها ، فإخفاء ما بها أسلكهم متاهات لا نهايه لها ، ليتهم تصارحا منذ زمن لما كان كل منهم بجانب ينأى عن الآخر ...
سحبت نفساً طويلاً قبل أن تندفع بحديثها دفعه واحده حتى لا تتراجع عن قرارها لتبدأ حديثها بتساؤل أولاً ....
ورد: "يوسف" ... ممكن أسألك سؤال وتجاوبنى بصراحه ...؟؟
قلق "يوسف" من حديث "ورد" الغريب ...لكن بداخله إصرار على إصلاح كل شئ الآن ... وربما حانت هذه الفرصه .....
يوسف: طبعاً .. إسألى ...
ورد: إنت إتجوزتنى ليه ....؟؟
تفاجئ بسؤالها المباغت وإحساسه أن هناك ما تخفيه خلف هذا السؤال ليردف رداً على سؤالها بسؤال آخر ...
يوسف : ليه ......؟؟ .. مش فاهم السؤال ....؟؟ حكون إتجوزتك ليه يعنى .....؟؟
وجدت نفسها تسلك هذا المسار لترفع هامتها متحليه بالقوة مستكمله حديثها ...
ورد : من أول جوازنا وأنا بسأل نفسى السؤال ده .. وكنت بجاوب على نفسى وبقول إن أنت أكيد أعجبت بيا مثلاً ... وعشان كده طلبت إيدى من بابا .. لكن !!
يوسف: صح يا "ورد" ... مظبوط .. ده إللى حصل ... لكن إيه ...عايزة تقولى ايه ...؟؟
ضمت شفتيها بقوة متحليه بالتماسك فكل ما تتفوه به يؤلمها كثيراً ويدفعها للبكاء ثم أردفت بإنفعال فلم تعد تتحمل بعد ...
ورد: إنت محبتنيش يا "يوسف" !!!!! .... أنا عرفت كل حاجه ... عرفت إن بابا هو اللى طلب منك إنك تتجوزنى عشان كان خايف عليا ... عرفت إن أنت بشهامتك ورجولتك وافقت عشان بترد الجميل لبابا ... مش عشان أى حاجه تانيه ...!!!!!!
لحظه مواجهه لم يكن يريدها "يوسف" مطلقاً ، لم يرد أبداً أن تعلم بطلب والدها حتى لا تظن ذلك ، إنه يحبها ... يتنفس وجودها ... يحارب نفسه لأجلها فلو كانت غيرها لما كان تقبل كل ذلك ، لكن قلبه أحبها وبقوة .. أحبها بصورة جعلته يلين لها بالرغم من تلك الأقاويل الباطله ، فقط كان ينتظر أن تهدأ نفسه وينسى ...
لك تعطه الفرصه وحكمت هى أيضاً عليه بدون دليل ليهتف بإنفعال فهو لا يريد خسارتها أبدااااا ....
يوسف بإنفعال : مين إللى قالك كده ... إللى فهمك كده غلطان ... أنا ....
قاطعته "ورد" بيقين تام لما إستمعت إليه ...
ورد : أنا محدش قالى حاجه .. أنا متأكده من إللى بقولهولك ده ... أنا سمعت بابا وهو بيكلمك ....
تقدم نحوها بخطوات قليله ليخفض من نبرته المنفعله لتحل محلها تلك العاشقه الحانيه وقد علت عيناه المسلطتان عليها بقوة نظرة عاشقه ولهه معترفاً لها بعشقه المتيم ...
يوسف : أنتى فاهمه غلط يا "ورد" .... أنا بحبك ... أنا إللى كنت عايز أتجوزك ...
كم هو خلوق للغايه ، لايريد أن يقلل منها حتى لآخر وقت يتعامل معها بنبل أخلاقه ...
نكست عينيها لوهله وإرتسمت بسمه حزينه ساخرة على محياها ثم أكملت ...
ورد بسخريه : بلاش يا "يوسف" تحلى الكلام ... أنا عارفه ومتأكدة إنك مجبر عليا و إن أنت مكنتش عايز تتجوزنى من الأساس ... متكدبش عليا عشان متكسرنيش قدامك ... أنا فهمت كل حاجه خلاص ...
لم تعند معه ولا تصدقه ، لم تتشبث بتلك الأفكار الخاطئة...
أكمل بإصرار لا حدود له فيجب أن تدرك أن حبه لها صادق نابع من قلبه وليس كما تظن ...
يوسف : أنا مش بقول أى حاجه ولا بحلى شكلك .. أنا بكلمك بجد .. أنا بقولك على إللى جوايا ناحيتك ... أنا بقولك على إللى فى قلبى ... يا "ورد" إفهمينى ... أنا بحبك ... بحبك أوى ....
علت شهقاتها غير مصدقه لما يفعله من أجلها لتنهار ببكاء فبعد مواجهتهم عليها الفراق ، وفراقه مؤلم للغايه ...
ورد : إنت إنسان أوى يا "يوسف" ... حقيقى بجد ... وفعلاً تستاهل كل خير ... هو عشان ترد الجميل لبابا تعمل معايا كل ده !!!!!!! .. حتى لو حتضحى بمستقبلك و راحتك وسعادتك !!!!! .. وتقبل تتجوز واحده زيي ... "يوسف" أنا ليا طلب عندك .... طلقنى يا "يوسف" ..
تهدلت ملامحه بصدمه وهو ينفعل بتعنتها لما فهمته بصورة خاطئة ، نعم هو أيضاً أخطأ ... أخطأ بعدم مصارحتها من البدايه ، أخطأ بعدم توضيح مشاعره تجاهها ، أخطأ بتصديق شخص خبيث النوايا كـ"حسام" وعدم تصديق برائتها التى كانت واضحه جليه أمام عيناه طوال الوقت ...
لقد زالت الغشاوة عن عيناه ويجب أن تزال من عينيها أيضاً ، يجب أن تصدقه أنه لا يدعى حبها ، بل أنه عاشق حتى النخاع ، عاشق يتمنى لحظه تجمعهما معاً ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
هتف "يوسف" بإنفعال محب تكاد حبيبته أن تضيع من بين يديه ...
يوسف : أطلقك .....!!!!!!!!!! لا .... لا طبعاً .... أنتى بتقولى إيه ؟!!!!!! ...إفهمينى يا "ورد" .. أنا كنت جاى النهارده وعايز اااا....
قطع حديثهما رنين هاتف "ورد" برقم المستشفى لتسرع بإلتقاطه والرد على الفور فقد توجست بتخوف لحظه رؤيتها إسم المستشفى بشاشه هاتفها .....
ورد بقلق: ألو ... إيه ....؟؟؟؟
رفعت وجهها المفزوع تجاه "يوسف" وهى تهتف به بذهول ..
ورد: "يوسف" ... بابا ...!!!!!
إرتجفت يداها وسقط الهاتف من قبضتها ليلتقطه "يوسف" بسرعه واضعاً إياه فوق أذنه مجيباً الإتصال وعيناه مسلطتان على "ورد" التى تهدج تنفسها بذهول شديد ...
يوسف: أيوة خير يا فندم ... إيه ... لا حول ولا قوة إلا بالله ....
زاغت عينا "ورد" للحظات قبل أن تركض بسرعه للخارج بدون تفكير ليلحق بها "يوسف" راكضاً خلفها للحاق بها ...
أوقفت سيارة وسط رؤيتها الضبابيه ليجلس "يوسف" إلى جوارها بصدر ناهج وهو يطلب من السائق الإتجاه صوب المستشفى على الفور ...
____________________________________
شقه حسام ....
وصلت "ناهد" لشقه إبنها بعد أن قطعت طريقاً طويلاً للغايه للعودة بعد أن أخبرها بمرور زوج "ورد" به ...
كانت تستشيط غضباً مما فعله "يوسف" وإفساده لمخططاتهم ، أخذت تضرب الباب بعنف فـ"حسام" لم ينتبه لطرقها لعدة مرات ...
لكنه لم ينتبه لها بعد ، بحثت بحقيبتها الممتلئه عن النسخه الإحتياطية من المفتاح لفتح الباب حتى وجدته ...
فتحت الباب دالفه لداخل الشقه بتقزز رهيب وهى تعقص ملامحها بإشمئزاز "حسام" وسط ذلك الكم من المهملات من حوله من زجاجات ملقاه هنا وهناك وبعض علب الطعام الجاهز ملقاه بعشوائيه بأماكن متفرقه مازال بعضها يحوي بقايا متعفنه ...
نظرت حولها بغثاء نفس وهى تهتف به بضجر ...
ام حسام: أوووف يا "حسام" ..العيشه المشرفه إللى انت عايشها دى مترضيش حد خالص ... أوووف ...
نظرت حولها باحثه عن ولدها حتى وجدت ملقى فوق الأريكة أمام التلفاز مخموراً سكيراً لا يعي بالدنيا من حوله ....
إقتربت منه وهى تمسك بجسدة الثقيل تعداه جالساً بصعوبه ليدفعها عدة مرات وهى يُسبها بلسان ثقيل غير مدرك ولا واعى لما يتفوه به على الإطلاق ....
ام حسام: فوق يا "حسام" .. مش كده ... فوق كده وكلمنى ....
حسام: كفايه بقى .... أنتى ... السبب .. فى كل .. إللى أنا ... فيه !!!!! ... أنتى .. إللى جبتينى ... هنا ... أنا كنت .. عايش ... ملك ....
ام حسام بغضب: لا ده إنت بتخرف على الآخر ....فوق كده وإتعدلى ... حروح أعملك فنجان قهوة يفوقك كده عشان نعرف نتكلم ....
حسام: يووووه ..... غورى من ... وشى ...
زفرت بقوة وهى تتجه للمطبخ وسط تلك الزجاجات والعلب بضيق بالغ من إبنها السكير الفاشل الذى لا ينفعها بشئ مطلقاً ، بل يفسد دوماً ما تفكر به بتصرفاته الحمقاء ورعونته التى إعتاد عليها ...
أمسكت بذلك الوعاء المخصص لصنع القهوة (كنكه) وأشعلت الموقد واضعه إياها فوق لهبها ، إنتبهت لسقوط شئ جثيم بالخارج أصدر صوتاً قويا للغايه لتخرج مسرعه تجاه "حسام" بالخارج ...
وجدت "حسام" قد وقع أرضاً بالفعل إثر ترنحه وعدم قدرته على التماسك واقفاً ....
ام حسام: مش عارفه إيه إللى إنت بتهببه فى نفسك ده !!!!! ...قوم وفوق ... أنا خلاص لقيت حل نهائى لكل إللى إحنا فيه ده ... قوم عشان أفهمك حتعمل إيه ...
وقت الأقدار تغيب العقول ، حرصها دوماً على تفاصيل حياتها لم يمنع تدخل القدر ومشيئه الله فى خلقه ، لم تدرك "ناهد" أنها حين تركت شعله الموقد أثناء صنعها لهذه القهوة كانت بدايه الشرر حين وقعت إحدى زجاجات الخمر المفتوحه فوق الموقد لتنكسر محدثه نار هائله بدأت تنتشر سريعاً بفعل زجاجات الخمر الملقاه بكل مكان فكانت كالوقود فى الهشيم لتصبح بلحظات تحيط بهم من كل إتجاه تمنع حركتهم لأى إتجاه ...
فكلما حاولا الهرب وجدا النار تحاوطهم منها بقوة هائله فالخمر المتبقى بتلك الزجاجات كان يزيد من إشتعال النيران وتوهجها أكثر وأكثر ..
وما كان يعتبره "حسام" ملذة حياته أصبحت هى السبب بهلاكه و نهايته هو و أمه ....
أخذت "ناهد" تصرخ بكل قوتها مستنجده بأى شخص يلحق بهم فالنيران أخذت تزداد وتزداد بقوة رهيبه ....
لكن لم يستطيع أحد مساعدتهم على الإطلاق .... بل لم يسمعهم أى شخص لنجدتهم ... فالبنايه فى الأساس كانت جديدة كلياً خاليه من السكان ... وهذا ما ساعد "حسام" فى بدايه زواجه بالتعدى على "ورد" فلقد كان متأكداً أنه لن يسمع بها أحد وينتبه لصرخاتها وإستنجاداتها المستمرة فتمادي بتجبره عليها مستعرضاً قوته على تلك الضعيفه ...
____________________________________
المستشفى ...
وصلا إلى المستشفى مهرولين نحو غرفه "عبد المقصود" بعد إتصال إحدى الممرضات بهم تبلغهم بإحتضار والدها ....
لكن حين وصلت "ورد" إلى غرفه والدها كان قد فارق الحياه بالفعل ....
لم تصدق ورد كلمات الطبيب المواسيه لها وأسرعت نحو والدها لتجثو فوق ركبيتها ممسكه بيده الضئيله تتشبث بها وقد أصابتها حاله من الإنهيار التام ....
ورد: لااااااااا ... بابااااااا .... متسبنيش يا باباااااا ... أنا ماليش غيرك دلوقتى ... متروحش وتسيبنى ... أنت مستنتش حتى لما أجيلك وتقولى عملت فيا كده ليه تانى ... متروحش منى ... أنا عايزاك جمبى .... أنا ماليش غيرك ...... قولهم إن إنت ممتش ... قوم ... قوم يا بابا وريهم إنك مش حتسيب وردتك لوحدها فى وسط الشوك اللى هى عايشه فيه ...... لااااااااا ... لاااااا يا بابا ....
أسرعت إحدى الممرضات بإبعاد "ورد" عن والدها ومحاوله تهدئتها لكن إنفعالها كان قوياً للغايه ..
ورد: إبعدوا عنى ..حتى أنتوا عايزين تبعدونى عنه ... كفايه بقى ...
أبعد "يوسف" الممرضه عن "ورد" ليقف إلى جوارها محاولاً تهدئتها قليلاً وعليها الصبر والإحتساب ...
يوسف: بالراحه يا "ورد" ... إهدى ... إنا لله و إنا إليه راجعون .. إنتى كده مش بتريحيه .. إنتى بتتعبيه زياده ... إدعي له ... ده أمر الله ...
نظرت له ورد نظرة معاتبه منكسرة للغايه فقد غاب سندها ، غاب من يحميها من أشواكها ....
أردف "يوسف" هامساً نحوها ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
يوسف : إهدى ... إهدى حبيبتى ...إهدى ...
ورد معاتبه: حتى إنت مصدق إنه مات !!!! ... حتى إنت يا "يوسف" ...
يوسف: مينفعش كده .. هو كمان كان تعبان جداً ...ربنا إختاره قبلنا ... وكلنا حنرجع لله دى أمانه وبترجع للى خالقها ... لازم نصبر ونحتسب ...
ورد ببكاء حار: ااااه يا بابا .... اااه يا حبيبى ....
____________________________________
سماح ...
فور علمها بوفاه والد "ورد" أسرعت بالمرور بـ"ورد" فهى على شفا الإنهيار وهذه المره ربما تصبح العواقب وخيمه ..
سماح: "ورد" ... تعالى معايا ...
إنتبهت "ورد" لوجود "سماح" لتستغيث بها ربما تصدقها ...
ورد : "سماح" ... شفتى يا "سماح" ... كلهم بيقولوا بابا مات .. شفتى ...!!!!
أدركت "سماح" حاله الإنكار التى حلت بـ"ورد" فأمرت بإعطائها حقنه مهدئه لتستريح قليلاً ثم تساعدها فى إدراك وتقبل ما حدث ...
حملها "يوسف" بين ذراعيه بعد إعطائها تلك الحقنه ثم توجه بها برفقه إحدى الممرضات والطبيبه "سماح" إلى غرفه أخرى تستريح بها ...
جلس "يوسف" مرافقاً "ورد" منتظراً أن تفيق فى أى لحظه فهى تحتاج إلى وجوده إلى جوارها الآن ولن يتركها أبداً بعد ذلك ، وعندما تتاح له الفرصه سيشرح لها ما كان يود شرحه وتوضيحه لها حين قطعه إتصال المستشفى ..
فيجب عليه أن يبين حقيقه مشاعره وحبه لها وأنها تتوهم عندما تظن أنه لا يحبها وقد فعل ذلك فقط لمجرد رد الجميل ....
إنتبه "يوسف" لصوت رخيم يسأله بفضول ...
سماح: إنت "يوسف" صح ...؟؟
نظر لها "يوسف" محاولاً تذكر إن كان قد قابل هذه الطبيبه من قبل وهو يجيبها ....
يوسف: أيوة يا فندم .. حضرتك تعرفينى ...؟؟
سماح: أنا طبعاً عارفاك بس إنت ممكن تكون متعرفنيش !!!! ... أنا الدكتوره "سماح" إللى كنت بعالج "ورد" هنا فى المستشفى ...
يوسف: أه .. أهلاً وسهلاً ..و .... حضرتك تخصص إيه معلش لأنى معرفش حضرتك ...؟!!!
سماح: انا الدكتوره النفسيه .....
إندهش "يوسف" لمعرفته بأن تلك الطبيبه كانت تعالج "ورد" ... فلم تحتاج لطبيبه نفسيه ...
يوسف بإستفهام: دكتوره نفسيه ... ؟؟ ... وهى "ورد" كانت بتتعالج نفسياً ليه ؟!!!!!!! ... إللى أعرفه إنها تقريبا عملت حادثه وكانت بتتابع هنا فى المستشفى ...
كان تفاجؤ "سماح" بجهل "يوسف" بما أصاب "ورد" عظيماً للغايه لتهتف بعدم إستيعاب ...
سماح: معقول محدش قالك ...؟؟
يوسف: قال إيه ....؟؟ هى إيه الحكايه ... أنا معرفش حاجه ....؟؟
هو زوجها الآن وكان يتوجب على "عبد المقصود" شرح حاله "ورد" النفسيه لزوجها حتى لا يتسبب ذلك بإنتكاسه شديدة لها ، لهذا قررت إيضاح الأمر له حتى يتمكن من العبور بـ"ورد" لبر الأمان برفقته ...
سماح: "ورد" كانت هنا بعد ما "حسام" جوزها الأولانى كان إعتدى عليها ... وضربها ليله فرحهم وده سبب لها أزمه نفسيه حاده .. ده غير الإصابات الكتير والكسور إللى كانت عندها ...
جحظت عيناه بصدمه غير مصدقاً لما فعله هذا الحقير بحبيبته ، بل وكيف عانت من كل ذلك دون أن تخبره بما حدث ..
يوسف: يعنى كل إللى هى كانت فيه .. كان سببه الحيوان ده ...!!!!!!!!!
سماح: للأسف أه .. طبعاً لظروف عجزه خلته يضربها بالشكل الصعب ده وكانت تعبانه جداً بعدها ... بس هى إتحسنت كتير أوى .. أنا قلقانه دلوقتى إنها ممكن تحصل لها إنتكاسه نفسيه بعد فقدانها لوالدها .. فأرجوك خليك جنبها ..
يوسف: أنا طبعاً جنبها ومش حسيبها مهما حصل ... حتى لو المستشفى منعتنى أنى أكون موجود معاها لازم حتصرف وأفضل جنبها ...
إبتسمت "سماح" لإحساسها بمدى إهتمام "يوسف" بها ..
سماح: شكلك بتحبها أوى ...
تطلع "يوسف" نحو "ورد" النائمه فى سلام ...
يوسف : جداً .. دى هى قلبى وحياتى كلها وإن شاء الله أعوضها عن كل حاجه مرت بيها ...
سماح: إن شاء الله .. أنا كمان حعمل توصيه إنك تقدر تكون معاها النهارده ....
يوسف: يا ريت ...
خرجت "سماح" من الغرفه ليعود لمقعده إلى جوارها وهو يمد بكفه يمسد رأسها بحنان وهو يطالعها بأسى بعدما تفهم لم كانت مذعوره ليله زفافهم ....
يوسف: عشان كده كنتى خايفه منى أوى كده ليله فرحنا !!!! .... ربنا يقدرنى وأنسيكى كل إللى إنتى عيشتيه ده ....
مرت ساعات الليل الطويله ولم يتحرك "يوسف" من موضعه بل ظل إلى جوار "ورد" حتى الصباح فلن يتركها وحيدة بعد اليوم ...
غفا "يوسف" رغماً عنه وهو مازال جالساً بالمقعد المجاور لـ"ورد" بإنتظار إستيقاظها ...
ورد ...
فتحت عينيها بتثاقل لتتأكد أن ما مرت به كان واقعاً وليس حلماً أو كابوس مفزع ... فهى بالفعل فى المستشفى ..
نظرت نحو "يوسف" النائم على المقعد لتتأمله بعينان ممتلئتان بالدموع الصامته فاليوم فقدت أحب إثنان إلى قلبها ...
فقدت والدها المحب العطوف .. وفقدت حب حياتها الوحيد ... "يوسف" ...
تحرك قلقاً من غفلته الغير مريحه لتصنع النوم مرة أخرى هاربه من عيناه ...
نظر نحو "ورد" التى ظنها مازالت نائمه ثم ربت على كفها بحب وحنان حين طرقت إحدى الممرضات باب الغرفه دالفه إلى الداخل لتهمس بصوت خفيض ....
الممرضه: أستاذ "يوسف" .. أنا أسفه بس لازم أبلغ حضرتك إن كل حاجه جاهزة عشان الأستاذ "عبد المقصود" الله يرحمه ... تصريح الدفن وشهاده الدكتور وكل حاجه ...
يوسف: تمام ... وأنا إتصلت وحضرت كل حاجه عشان الدفن والجنازة .. ممكن بس تاخدى بالك من "ورد" لحد ما أروح الجنازة وأرجع لها ...
الممرضه : متقلقش يا أستاذ "يوسف"...
خرج يوسف من غرفه "ورد" ليتمم إجراءات دفن والدها حتى يعود إليها بسرعه ..
حاولت "ورد" التماسك قدر الإمكان فعليها أن تكون قويه ، عليها أن تتحمل مسؤولية نفسها ، يجب ألا تكون عبئاً على كتفى "يوسف" بعد الآن ...
فما الذى يدفعها الآن للبقاء ... .فلا شئ يجعلها تبقى هنا بعد الآن ... ها قد ذهب غاليها إلى ربها ...
وعليها أن تبتعد عن "يوسف" لتجبره على إكمال حياته المتوقفه ، فلن يقضى حياته كلها رداً للجميل ، فهى متيقنه من أنه لن يتركها بعد وفاة والدها إلتزاماً وليس حباً ...
لهذا هى لن تبقى لمجرد واجب أو فرض عليه ... كم كانت تتمنى لو كان أحبها مثلما أحبته ...
نظرت للطاوله على يمينها لتجد هاتفها الذى كان بحوزة "يوسف" موضوعاً فوقها لتلتقطه باحثه عن رقم "لامار" للإتصال بها ...
تحشرج صوتها للغايه لتهتف بها "لامار" بتخوف ...
لامار: "ورد" !!!! ... مال صوتك ؟!! .. أنتى بتعيطى ...؟؟
ورد: بابا يا "لامار" .. بابا مات ...
لامار بأسى : حبيبتى ... البقاء لله ... أجيلك ..؟!!
ورد: لا يا "لامار" ... أنا إللى عايزة أجيلك ...
إندهشت "لامار" لطلب "ورد" التى لم تحبذ مطلقاً السفر بمفردها خاصه وقد تزوجت الآن ...
لامار: تجيلى .... ؟؟ طب وجوزك ....؟؟
ورد: لما أجيلك ححكى لك كل حاجه .. المهم عايزاكى تعمليلى فيزا عشان آجى أستقر عندك و أشتغل معاكى ...
لامار: ماشى تمام .. بس الموضوع ده حياخد وقت ...
ورد: حستناكى فى إسكندريه لحد ما تخلصى وتبعتيلى عشان أسافر لك ...
لامار: خلاص حبيبتى ... مفيش مشكله حعملك الأوراق و أبعتلك ...
إنتهت "ورد" من مكالمتها مع "لامار" وخرجت من المستشفى مباشره دون أن يشعر بها أحد .....
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
انتهى الفصل الرابع والعشرون ،،،
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
•• النهايه ••
ناهد وحسام ...
صرخات متتاليه ونيران متوهجه وأمل مفقود لكن .. لا حياة لمن تنادي ، فلم ينتبه أحد لإستغاثاتهم المستمرة وصرخاتهم العاليه حتى توقفت تلك الصرخات تماماً وإستسلم كلاهما لمصيرهما المحتوم ...
بعد مرور بعض الوقت وتصاعد ألسنه النيران وبدأت تخرج لهيبها خارج النوافذ بتلك اللحظه بدأ ينتبه الماره للحريق الذى إشتعل بالشقه ليسرع أحدهم بالاتصال على الفور بالمطافئ لإخماد هذا الحريق الهائل ...
حاول بعض المتطوعين إنقاذ "ناهد" و"حسام" لكن النيران كانت قويه للغايه فلم يستطيع أحدهم التمكن من الدخول إلى الشقه ....
وصلت سياره المطافئ وأخمدت الحريق بالفعل لكنهم لم يستطيعوا إنقاذ أى منهما إطلاقاً فقد قضى أمرهما ...
إلتهمت النيران كل شئ وأخذت أرواحهم معها .....
____________________________________
ورد ....
غادرت "ورد" المستشفى سريعاً دون أن ينتبه لها أحد .. لم تعد تعى أى شئ يدور حولها سوف تترك كل شئ وتبتعد عن كل ذكرياتها المؤلمه فى هذا المكان .....
إتجهت نحو بيت "يوسف" حتى تلملم باقى حاجياتها وملابسها إستعداداً لهروبها الذى خططت له هروباً من أشواكها التى تحيط بها ...
ربما بُعدها عن المكان ينسيها ألم وإنكسار روحها ....
دلفت إلى الشقه بخطوات متسلله وهى تتنفس الصعداء فمازالت ام "يوسف" و"دعاء" يغطان فى نوم عميق ولم يشعرا بعودتها ...
توجهت نحو الغرفه بخفه وأخرجت حقيبتها لتضع ملابسها وهاتفها بالحقيبه ثم أخذت نفساً عميقا ناظره حولها وكأنها تودع هذه الكتل الأسمنتية من حولها ...
فهى بالفعل ستفتقدها .. لقد شعرت بالطمأنينه والأمان فى هذا المكان لكن "يوسف" لا يستحق منها أن تظلمه أكثر من ذلك ...
لكن قبل أن تغادر أخرجت ورقه وكتبت بها بعض الكلمات لـ"يوسف" ووضعتها فوق الفراش ثم خرجت من هذا البيت كما دخلته بخطواته متسلله خفيه ، خرجت كما لو كان روحها هى التى تخرج من البيت ...
فكيف سكنت هذا البيت بروحها فى هذه المده القصيره .. لكن البيت لم يكن هو الأمان بل كانوا جميعاً هم سبب ذلك ...
أم وأخت وحبيب ....
إستقلت إحدى سيارات الأجرة التى طلبت من سائقها إيصالها إلى الإسكندرية ....
قضت طريقها تنظر من نافذه السياره نحو السماء فهى راحله لعالم جديد خالى من الأحبه ... لكنها مجبره على ذلك ....
____________________________________
يوسف ...
أنهى مراسم الدفن والعزاء بجنازة والد "ورد" بحزن لفقد هذا الرجل الطيب وعاد مسرعاً نحو المستشفى للإطمئنان على "ورد" بقلب شغوف ...
فتح "يوسف" باب الغرفه ليفاجئ بأنها ليست متواجده بالغرفه ، فزع للغايه لغيابها وخرج من الغرفه باحثاً عن تلك الممرضه التى أوصاها الإنتباه إليها ...
بنبره قلقه للغايه وقد توجس قلبه بغير إطمئنان لا يدرى سببه ...
يوسف: "ورد" فين ....؟؟
الممرضه: مش عارفه يا أستاذ "يوسف" .. بعد ما حضرتك مشيت بشويه رحت أطمن عليها و أقعد جنبها ملقتهاش موجوده ...
تأكدت شكوكه بأنها تركت المستشفى ليهتف بإنفعال ...
يوسف: يعنى إيه ....؟؟ راحت فين ؟!!!!!!!! .. دى لسه تعبانه من إللى حصل لوالدها ...!!!!
الممرضه: مش عارفه والله يا أستاذ "يوسف" .. يمكن روحت ...!!!!
دار "يوسف" يبحث بأروقه المستشفى فربما تكون قد أفاقت باحثه عن والدها ومازالت بالمستشفى لكنه لم يجد أثراً لها ...
لم يتبقى له سوى العودة للمنزل فربما تكون عادت بالفعل عندما لم تجد أحد إلى جوارها بالمستشفى...
حاول عدة مرات الإتصال بها لكن دوماً هاتفها مغلق ليصاب قلبه بقلق شديد حاول التغاضى عنه ...
____________________________________
شقه يوسف ....
كاد يركض قافزاً درجات السلم إلى الأعلى يريد الوصول بأقصى سرعه ، تفاجئ بـ"دعاء" تقف بباب المنزل متحضرة للذهاب ...
نظرت نحوه بإستراب شديد لملامحه المذعورة ...
دعاء: أنت جيت يا "يوسف" ده أنا كنت جيالكم المستشفى ... أمال فين "ورد" مجتش معاك ولا إيه ...؟!!
علت الصدمه ملامحه بجمود للحظه وقد فغر فاه بإندهاش وهو يتسائل ...
يوسف : إيه ... هى مجتش ...؟؟!!!!! ده أنا كنت فاكر حلاقيها هنا ..!!!
دعاء: لا مش هنا .. وإلا كنت قعدت معاها عشان أعزيها .. مش أنزل لكم المستشفى ....!!!!
يوسف بإنفعال: أمال راحت فين بس ...؟؟
سمعت ام "يوسف" صوت إبنها المنفعل لتهتف به بقلق ...
ام يوسف: فيه إيه يا "يوسف" ... إيه إللى حصل ...؟؟
دلف "يوسف" للداخل بتخوف يتمنى أن يعود كطفل صغير ويجد حلاً لكل مشاكله عند والدته ...
يوسف: "ورد" يا ماما .. سابت المستشفى ومش عارف راحت فين ...؟؟
أخذت تتفكر للحظات ثم هتفت به بتخمين ...
ام يوسف: يمكن جت يا إبنى وإحنا نايمين ولا حاجه !!! .. شوفها كدة يمكن دخلت أوضتكم ...
بآخر أمل أسرع "يوسف" نحو الغرفه بحثاً عن "ورد" لكنه فوجئ بعدم وجودها ...
نظر نحو خزانه الملابس لم يجد أى شئ من متعلقاتها نهائياً فالخزانه خاليه تماماً ...
نظر حوله بفزع وكأنه يتلمسها فى أى شئ حوله محاولاً فهم ما حدث .. ترى إلى أين ذهبت ....؟؟!!!
وقعت عيناه على ورقه مطويه بعنايه فوق الفراش ، ليمد يده ممسكاً بها برفق قبل أن يجلس بطرف الفراش يقرأ ما دون بها ....
( يوسف ... أنا عارفه كويس أنت عملت إيه علشانى وقد إيه إنت كنت قد المسؤوليه إللى بابا حملهالك .. لكن أنا مقدرش أظلمك معايا أكتر من كده ... أنا بحلك من وعدك لبابا ... عيش حياتك وحب و إتجوز .. ربنا يسعدك .. أنا حمشى ومتدورش عليا لأنك مش حتلاقينى ... أنا مش ممكن أكون أنانيه وأفرض نفسى عليك أكتر من كده .... طلقنى يا "يوسف" ... "ورد"....)
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أنهى "يوسف" قراءته لخطاب "ورد" وتملكه إحساس بالقهر وجرح نافذ بقلبه الذى يعتصر حزناً وغضباً بذات الوقت ... أراد أن يصرخ ألماً ... فقد شعر بألم رهيب يجتاح صدره وإختناق لقلبه ، أدمعت عيناه بحزن لفقدها وهو يصرخ صراخاً مكتوماً ...
يوسف : اااه ... ليه سبتينى يا "ورد" من غير ما تفهمى ؟!!!! ... يا ترى رحتى فين ... ؟؟ ألاقيكى فين ....؟؟؟
أمسك بالورقه التى عقصها بكفه ثم خرج راكضاً بقوة وسط اندهاش أم "يوسف" و"دعاء" من مظهره المتألم الباكى ...
ام يوسف: مالك يا "يوسف" ...؟؟
يوسف بقهر: "ورد" مشيت يا ماما .. سابت البيت ومشيت ....
شهقت ام "يوسف" بصدمه ثم هتفت بحرقه كما لو أن إبنتها هى التى ضاعت وليست زوجه إبنها ...
أم يوسف : مشيت ... راحت فين ...؟؟ بنتى فين.... ؟؟ هاتلى بنتى تانى يا "يوسف" ....
لم يتوقع حاله الإنفعال التى أصابت والدته وتفاجئ بلفظها إبنتى ليردف بتعجب ...
يوسف: بنتك ....؟؟!!!!
ام يوسف: أيوه ..."ورد" زى "دعاء" .. بنتى ... كفايه إللى هى عاشته ... كفايه أوى ...لازم تلاقيها وتجيبها لى تانى ...
إتسعت حدقتاه بصدمه فمنذ متى والدته تعلم بما حدث وهو لا علم له بذلك ...
يوسف بصدمه: إنتى عارفه ....؟؟!!
ام يوسف: أنا عارفه كل حاجه .. هى حكت لى كل حاجه ... هاتهالى يا "يوسف" ...
أومئ عدة مرات بقله حيله ثم مسح وجهه بكفه بإنفعال قبل أن يخرج متجهاً للمستشفى مرة أخرى ...
فربما لم يتوصل إلى مكانها لكنه يدرك أن طبيبتها النفسيه على تواصل معها وربما تعلم إلى أين ذهبت ...
دلف لمكتب سماح" وعلامات الانزعاج مرتسمه على وجهه المقتضب ليسألها مباشرة ...
يوسف: "ورد" فين ....؟؟
سماح بدهشه: معرفش .. من ساعه ما خرجت من هنا من غير ما نحس معرفش هى راحت فين ....؟؟
يوسف: "ورد" سابت البيت وعايزانى أطلقها ....
بإندهاش شديد من طلب "ورد" للإنفصال عن "يوسف" خاصه وهى تعلم تماماً أنها قد أحبته بالفعل ....
سماح: معقول ... بعد ما حبتك الحب ده كله تسيبك كده بالسهوله دى من غير سبب ....؟؟
تهدلت ملامح "يوسف" حين أخبرته أن "ورد" تبادله نفس الشعور ... هذا التصريح الذى لم يسمعه منها مطلقاً ....
إبتلع ريقه وهو يهتف بإندهاش وإحساس ممزوج بين السعاده والتعاسه معاً فوقت إدراكه لمحبتها له هو نفسه وقت فراقها له ...
يوسف : حبيتنى .. !! هى قالتلك كده ....؟؟
سماح: أيوه ..
غطى وجهه بكفيه يتمالك هذا الغضب من نفسه لإدراك كل تلك الحقائق دوماً متأخراً فكيف سيصل إليها الآن ليصحح لها كل ما ظنته بالخطأ ...
أين هى ليخبرها بحبه .. أين هى ليحميها ويشعرها بالأمان ...!!!!
سار "يوسف" كالمجنون وسط الشوارع ماراً ببيت "ورد" ووالدها ليسأل عنها لكنه لم يجدها أيضاً حاول السؤال عنها بكل من مر من حوله ...
لقد ضاعت منه وردته .. وحب حياته .. ليته لم يتأخر فى تصريحه لها بحبه .. ليته لم يتركها بالمره ...
____________________________________
الإسكندريه ...
وصلت "ورد" إلى الإسكندريه بعد عدة ساعات فضلت ألا تقيم بنفس الفندق الذى أقامت به مع والدها من قبل وأقامت بفندق آخر بعيد عنه حتى لا يستطيع أن يجدها أحد مطلقاً ....
بعد أن إستقرت فى إقامتها أخرجت شريحه هاتفها و ألقتها بعيداً وقامت بشراء أخرى جديده للتواصل مع "لامار" لحين إنتهاءها من الأوراق اللازمه لسفرها إلى فرنسا ، وكأنها بقسوة الأيام وصفعاتها وإمتلاء طريقها بالأشواك جعلها تولد من جديد ، لم تكن بتلك الضعيفه المستسلمه التى تنتظر من يضبط أمورها ويتصرف بدلاً منها ، شعرت بالقوة تنبع من داخلها ، نعم إكتسبت القوة لكن بقلب حزين ....
____________________________________
هل تلك سنوات التى مرت أم عقود ، لا إنها مجرد أيام لكنها مرت بهم كالسنوات المقفرة الموحشه بقلوبهم المفطوره ، فلو يدركا ما بقلب كل منهما لما كان للفراق وجود ...
ورد...
جلست داخل حجره الفندق كعادتها فى الأيام السابقه فلم يعد لديها أى شغف بأى شئ على الإطلاق ....فهى حتى وإن خرجت هى حبيسه داخل نفسها وقلبها فهى من إختارت هذه الحياه بإرادتها ...
كانت دوماً تفكر بـ"يوسف" وكيف تقبل فكره رحيلها ...
" يا ترى زعل؟؟!! .. ولا إرتاح إنى خففت الحمل من عليه !!! ....المهم ينسانى ويرتاح بعيد عنى ... أكيد أنا أخترت الإختيار الصح ... لازم يعيش حياته ..."
دق هاتفها بإسم "لامار" رفيقتها الوحيدة بتلك الأيام الماضية ....
لامار: بنچور (صباح الخير) "ورد"...
ورد: صباح الخير يا "لامار"... مفيش أخبار ...؟؟
لامار: أبشرك يا شريكتى العزيزة ... خلاص عملت لك فيزا للبيزنس حتيجى هنا إقامه عمل معايا فى الشركه ... تقدرى تروحى السفاره وتخلصى الإجراءات عندك وتحجزى للسفر ...
ورد: شكراً بجد يا "لامار" على كل إللى بتعمليه معايا ...
لامار: ولو .... أنا مبسوطه جداً إن إنتى جايه تعيشى معايا هنا ... وحتنبسطى جداً هنا فى موناكو ...
ورد: إن شاء الله .. بكره حروح السفاره أخلص الفيزا و أحجز وأبلغك بالمعاد ...
لامار: أكيد ... منتظراكى ...
____________________________________
شركه الأقصى ...
لم يلبث وقت طويل منذ بدايه عملهم اليوم حتى نهض "يوسف" بتملل قائلاً ...
يوسف: أنا ماشى ..
أسرع "شريف" يمنع صديقه المتهور من تلك التصرفات التى ستخسره عمله أيضاً ليعترضه بقوة ناصحاً إياه بود ...
شريف: رايح فين بس ؟؟؟!!!! ... كده غلط .. إنت بقيت بتغيب كتير وتستأذن كتير ... أصحاب الشركه ممكن يتضايقوا كده ...
يوسف بضيق: مش قادر أقعد ولا قادر أشتغل ... ولا عارف أعمل أى حاجه فى حياتى !!!!! ... عشر أيام ...عشر أيام مش عارف عنها أى حاجه ولا عارف راحت فين ....؟؟؟
شريف: الصراحه رد فعلها طلع صعب أوى ... ومش قادر أنا كمان أفكر معاك فى مكان تكون راحت له ...
إرتمى "يوسف" مرة أخرى بيأس فوق مقعده وقد تملك منه الإحباط الشديد ...
يوسف: أنا حتجنن خلاص ... مخلتش ولا مكان ولا حد تكون تعرفه إلا ورحت وسألت عليها .. ولا حد شافها ولا حد يعرف عنها حاجه ....!!!!
شريف: ربنا يكون فى عونك ... ويدلك على طريقها .... أنا مكنتش فاكر إنك بتحبها أوى كده ....
بإدراك لحقيقه مشاعره لكن متأخراً للغايه ...
يوسف: ولا أنا والله يا "شريف" ... ولا أنا ....
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
نكس رأسه بين كفيه بصمت فما عاد بيده حيله ولا حل لم يبحث به ...
دق هاتف "شريف" الذى أمسك هاتفه بإرتباك ليخرج من المكتب أولاً قبل أن يجيب هذا الإتصال حرصاً ألا يجرح شعور "يوسف" بحديثه ....
شريف: حبيبتى .. وحشتينى .... أبداً والله مشغول مع صاحبى "يوسف" .. نفسيته تعبانه أوى ... أدى أخرة إللى يحب ولا يطولشى ... أبداً .. موضوع كبير لما أشوفك حقولهولك بالتفصيل ... جهزى نفسك مش باقى على الفرح إلا شهر واحد ... ماشى حبيبتى ... سلام ..
____________________________________
أنهت "ورد" إجراءات سفرها بسهوله للغايه واليوم قد إستعدت للسفر هاربه من جميع أحزانها وحب "يوسف" الذى تعمق أكثر فى قلبها ، فيجب أن تبتعد أكثر وأكثر حتى لا تضعف وتعود ....
نظرت حولها فهى بالمحطه الأخيرة تودع حياتها السابقه ، هاهى تجلس بإنتظار صعودها للطائرة لكنها قررت عمل مكالمه أخيره قبل إغلاق هذا الهاتف نهائياً ....
أمسكت الهاتف بتردد وأخرجت إسمه ... "يوسف" ...
هل تتصل أم لا ؟؟؟!! ... ظل السؤال يتردد فتره طويله فى ذهنها حتى ضغطت زر الإتصال بدون وعى منها ...
سمعت رنين الهاتف ثم أجابها صوته الحنون الذى إشتاقت لسماع صوته ...
يوسف: السلام عليكم ...
يوسف: ألو ... مين معايا ....؟؟
دقات قلبه المنفعله أكدت له أن "ورد" هى صاحبه هذا الإتصال ليهتف بنبرته العاشقه المشتاقه ...
يوسف : "ورد" .... ؟؟!!
يوسف: "ورد" ... إنتى فين ... ؟؟ أنا .....
أسرعت بإغلاقها الهاتف تماماً بعدما إنهمرت الدموع من عينيها فقد كانت سوف تهد كل ما فعلته وينهار قلبها معلناً حبها وإشتياقها له ..
لكنها فقط إكتفت بسماع صوته لآخر مره وأغلقت الهاتف نهائياً بعدها ....
____________________________________
يوسف ....
ظل "يوسف" ممسكاً بالهاتف يتطلع به بشوق وكأنه يراها أمامه ... حاول كثيراً الإتصال بنفس الرقم الذى ظن أنها تتحدث منه لكن كانت دائماً نفس النتيجه .. مغلق ...
إنتبه "شريف" لإنشغال "يوسف" بالهاتف ليتسائل بفضول ....
شريف: مين يا "يوسف" ....؟؟
يوسف: مش عارف .. بس قلبى بيقولى إنها "ورد" ....
شريف: طب حاول تانى ...
يوسف: بحاول .. بس التليفون إتقفل ... مش عارف أوصل لها ...
شريف: واحده واحده .. طالما إتصلت مره .. ممكن تتصل تانى ...
يوسف بأمل: تفتكر ...
ربت "شريف" على كتف "يوسف" محاولاً بث الطمأنينه به فربما بالفعل يجمعهما القدر مره أخرى ....
____________________________________
بعد عدة ساعات ...
وصلت "ورد" إلى فرنسا حين قامت "لامار" بإستقبالها بالمطار بود ملحوظ ، أوصلتها بعد ذلك لأحد الشقق البسيطه التى ستقيم بها "ورد" ...
حاولت "لامار" معرفه ما حدث مع "ورد" حتى تترك مصر نهائياً بهذه الصوره ... فكانت دوماً إجابه "ورد" أنها لم تتفق مع زوجها وطلبت الإنفصال وقررت السفر ....
____________________________________
مر شهر بالكامل إنغمست فيه "ورد" بالعمل مع "لامار" فقط هروباً من التفكير بـ"يوسف" و أيضاً محاوله نسيان فقدها لوالدها الحنون .....
لكن خلال هذا الشهر لم تتغير مشاعر "ورد" ولا يوسف مطلقاً .. ظلت "ورد" حبيسه حبها المكتوم والتى ظنت إنها ستنساه بمجرد سفرها و إنغماسها فى العمل ....
كذلك لم ييأس "يوسف" من البحث عن "ورد" لكنه بالفعل إستنفذ كل الطرق التى يمكن أن تساعده فى إيجادها ...
ومع مرور الأيام إقترب موعد زفاف "شريف" وإستعد لتحضير حفل الزفاف الذى طالما حلم به ....
____________________________________
يوم الزفاف ....
جهز "شريف" حديقه رائعه لٕاقامه حفل زفافه اليوم فهو لم يشأ إقامته فى إحدى القاعات المغلقه وفضل أن يكون حفل الزفاف فى الهواء الطلق ...
إرتدى حُلته الرسميه الأنيقه ثم توجه لإحضار عروسه لإتمام مراسم الزواج ...
بعد قليل أقبل العروسان بطلتهم المبهجه الرائعه على المدعويين لتقام الأجواء الإحتفاليه بهم وبليلتهم الفريده ...
أصرت العروس بطبعها الأوربي أن يكون زفافهم غير تقليدي وأن هم من عليهم المرور بالمدعويين واللقاء بهم لتمتزج فرحتهما بفرحه أهلهم ....
____________________________________
يوسف...
أقبل "يوسف" نحو "شريف" وعروسه الجذابه فهذه أول مره يتقابلا معاً ليهنئهما بزواجهم السعيد ..
يوسف: مبروك ...
وجدها "شريف" فرصه سانحه لتعرف عروسته بصديقه ورفيق عمله ...
شريف: أهو يا ستى الأستاذ "يوسف" إللى دوشتك عنه ..
العروس: أهلاً وسهلاً ...
يوسف:ربنا يسعدكم ويوفقكم فى حياتكم يا رب...
شريف: آمين يا رب .. ويفرح قلبك ويطمنك يا "يوسف" ...
أومأ "يوسف" رأسه بحزن
يوسف : يا رب ...
تركهم "يوسف" وقد إبتعد قليلاً ليقف مع زملائه بالشركه مع تطلع العروس بهيئته الحزينه حين تسائلت بفضول ...
العروس : هو ماله حزين أوى كده ليه ....؟؟ إنت قولتلى أنه حب ولا طالشى .... يعنى إيه ...؟؟!!
شريف: "يوسف" دة صاحب بجد ... ونفسى يفرح بجد من قلبه لأنه فعلا يستاهل كدة .. بس مش عارف أعمل له إيه موضوعه صعب أوى ... حظه وحش ...!!
العروس: إزاى ...؟؟ فهمنى ...؟؟
شريف: حب بنت و إتجوزها لكن هى إفتكرت إنه إتجوزها عشان يرد جِميل والدها بس ... فسابته ومشيت وهو من ساعتها حيتجنن ويلاقيها .. دور عليها كتير جداً بس ملهاش أثر إطلاقاً ...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
العروس: للدرجه دى بيحبها ؟؟!!!! .. بس طالما سابته خلاص .. يمكن هى محبتهوش ..!!!!
شريف: بالعكس .. هى كمان بتحبه .. وهو مش قادر يعيش من غيرها أنا بحسه كل يوم بيموت ...
العروس: ربنا يجمعهم تانى مع بعض ...
شريف: يا رب .. ده بكره يعملوا قصه حبهم فيلم زى( قيس وليلى) كده ويسموها (يوسف و ورد) ...
العروس: مين .....؟؟ هى إسمها "ورد" ؟؟
شريف : أيوة .. هو أنا مقولتلكيش قبل كده ..
إنتبهت فجأه وفهمت الأحداث جميعها وظلت تردد الإسم على لسانها لبعض الوقت ...
"يوسف و ورد ...يوسف و ورد"
وما كانت العروس إلا "لامار" ......
مالت "لامار" تطلب بدلال من "شريف" أن ينادى "يوسف" لتتحدث معه ليبلى طلبها دون فهم ...
لامار: أستاذ "يوسف" .. ممكن سؤال ...؟
يوسف: إتفضلى ...
لامار: هى مراتك إللى إنت بتدور عليها .. إسمها "ورد" إيه ...؟؟
يوسف: "ورد العالى" ..."ورد عبد المقصود العالى" ... بتسألى ليه ....؟؟
لحظه إدراكها بأن "يوسف" هو زوج صديقتها وشريكتها جعلها تشهق بخفه وقد إتسعت عيناها بإندهاش قائله ....
لامار: أنا عارفه فين "ورد" ..
لم يكن يظن "يوسف" أنه سيسمع تلك العبارة أبداً ليندهش بتلهف شديد ...
يوسف : بجد ...!! إنتى عارفه هى فين وإختفت فين الفترة إللى فاتت ...؟؟
لامار: أيوه ... "ورد" شريكتى فى الشركه بتاعتى فى فرنسا .. وكانت عايشه معايا هناك
يوسف متعجباً: فرنسا ...؟؟!! مش إنتى من إيطاليا ..؟؟
لامار: لأ .. أنا قابلت "شريف" صدفه فى الحفله كنت جايه إيطاليا عشان شغل .. بس أنا أصلاً عايشه فى موناكو فى فرنسا ...
لم يكترث "يوسف" بكل تلك التفاصيل فما يهمه شئ واحد فقط ...
يوسف: مش مهم .. مش مهم ... فين "ورد" ..؟؟
لامار: هى راحت تزور قبر والدها وحتيجى هنا كمان شويه ....
لم يطيق "يوسف" الإنتظار حتى عودتها ليخرج مسرعاً من تلك الحديقه ليلحق بـ"ورد" بقلب متلهف مشتاق ....
لكن بمجرد خروخه من الحديقه وجدها قادمه من بعيد .... متألقه مبهره كعادتها بفستان ملائكى ذهبى اللون ..
كانت كأميره أحلام خياليه تقترب نحوه دون أن تنتبه له ....
دقات قلبه المنتفضه أعلنت أفراحها برؤيتها فقط شعر بسكينه أحلت بقلبه وهدأ فؤاده بالإطمئنان عليها ...
إقترب منها أكثر .. ومازالت شارده غير منتبهه له فقط تنظر لموضع قدميها خوفاً من أن تسقط لخطواتها بهذا الفستان الطويل ...
لم يبق بينهم سوى خطوات قليله لتشع بهائها كشمس أزاحت الغيوم وأهلت بنورها المشرق بحياته المظلمه ...
همس بحالميه بنبرته الحنونه التى تدركها جيداً لتطرب آذانها بصوته ناطقاً بإسمها ...
يوسف : "ورد"...
تجمدت فى مكانها فمجرد سماع همسته بإسمها عرفته على الفور من صوته دون حتى النظر إليه ...
ظنت أنها تحلم لتجيبه بهمس مشتاقةكما لو تتحدث مع نفسها ..
ورد : "يوسف" ...!!
رفعت رأسها لتتأكد مما سمعته لتجده أمامها مرتديا بذلته السوداء التى أظهرت وسامته الطاغيه التى أذابت قلبها ...
دقات قلبها المتسارعه وتنفسها الغير منتظم كانتا أول من رد على نداءه ...
ورد بإضطراب: "يوسف"...
كم اشتاقت له ... ولصوته الهادئ منادياً بإسمها ... كم تمنى قلبها رؤيته .. لكن كيف ... بمجرد سماع إسمها من شفتيه وقد ذابت حباً وتناست ما هربت من أجله ... نعم إنها فعلاً تحبه ...
اكمل يوسف معاتباً بحنان ....
يوسف: سبتينى ليه .....؟؟
ورد بحزن: مكنش ينفع نكمل يا "يوسف" .. إنت ...
قاطعها يوسف : اششش .. كفايه .. كل مرة بتتكلمى .. إسمعينى أنا المرة دى .. عشان مش حسيبك تضيعى من إيدى تانى ...
ورد: إسمعنى إنت يا "يوسف"...
يوسف: لأ ... المرة إللى فاتت قاطعتينى و إللى حصل خلانى مقدرتش أكلمك وأقولك على كل حاجه جوايا .... ومعنديش إستعداد أستحمل إنك تسيبينى وتهربى منى تانى .....
ورد بحزن: كان لازم أمشى ......
يوسف : أنتى فاهمه غلط ... يمكن باباكى طلب منى الطلب ده ... لكن مش ده السبب أنى إتجوزتك ..
ورد : أمال إيه ....؟؟
دنا منها "يوسف" أكثر ليتطلع بعشق فى بحور عيناها الزرقاء وأمسك بيديها بلهفه يضمهما إلى قلبه بإشتياق متيم ...
يوسف: أنا بحبك ... بحبك من أول يوم شفتك فيه ... من أول نظره بينا .. من أول ما جت عينى فى عينك ... من ساعتها وأنتى جوه قلبى ...
ورد: بس أنت ... ؟
يوسف مقاطعاً : فيه حاجات كتير أوى حصلت .. وناس كانت عايزة تبعدنا عن بعض .... وأنا فعلاً إتغيرت ... ومش عايز من الدنيا غيرك .. "ورد" صدقينى أنا فعلاً بحبك ...ومش قادر أعيش من غيرك ... ولا عايز أعيش من غيرك .. إنتى مراتى وحبيبتى وحتفضلى طول عمرك مراتى وحبيبتى ...
ورد بدهشه: إنت مطلقتنيش زى ما طلبت منك ...؟؟
يوسف: لا طبعاً ... حد يموت روحه بإيده ...
إبتسمت ورد بسعاده .. فأخيراً تفتحت الورود .. أخيراً إنتهت الأشواك ...
أعاد "يوسف" برقه إحدى خصلات شعرها الذهبى للخلف ناظراً فى بحور عيناها قائلاً بهمس ...
يوسف: أخيراً رجعتى بيتك جوه قلبى .. ومش حسيبك أبداً تبعدى عنى تانى ... كفايه تعيشى جوة الأشواك ....
ورد بحب: وأنا عمرى ما حبعد عن بيتى ده تانى ... عمرى ما حبعد عن حبك تانى ...
بحبك بجد يا "يوسف" ...
أمسك "يوسف" بكفها الرقيق وسارا بعيداً عن كل ما يحيط بهما فقط سارا فى طريق سعادتهما التى طالما إنتظراها طويلاً ...
فلتبدأ حياة الحب والأمان وتنتهى حياة الألم والأشواك ...
النهايه ،،،
تمت بحمد الله وفضله ،،،