رواية صمتها كان البداية من الفصل الاول للاخير بقلم ايه طه
رواية صمتها كان البداية من الفصل الاول للاخير هى رواية من كتابة ايه طه رواية صمتها كان البداية من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية صمتها كان البداية من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية صمتها كان البداية من الفصل الاول للاخير
رواية صمتها كان البداية من الفصل الاول للاخير
في بيت كبير في الصعيد، واقف كبير عيلة حمدان إبراهيم، وجنبه أخوه الأصغر ياسر وعمومته ونسوان أهل الدار كلهم متوترين وقلقانين.
فاروق (عم إبراهيم): "اهدى يا ولدي، مش كده، إن شاء الله خير، متقلقش."
إبراهيم: "مقلقش كيف يا عمّي وهما جوه بجالهم كتير ولا حس ولا خبر."
فاروق: "اهدأ يا ولدي، إن شاء الله خير، قريب هنسمع صريخ ولي العهد الصغير."
إبراهيم: "يا رب يا عمّي، يا رب، دا أنا مستنيه بقالى سنين."
وفجأة، تطلع بنت في نص العشرينات، مساعدة الداية، من الأوضة، وإبراهيم يسرع ليها في قلق وتوتر.
إبراهيم: "إيه الأخبار؟ طمنيني."
البنت: "ادعيلها يا بيه، الولادة صعبة جدًا، وخالتي بعتتني أقولكم إنها ممكن تحتاج تروح المستشفى هي والعيال بعد الولادة."
إبراهيم: "مستشفى!!! مستشفى إيه؟ ليه؟ جرالهم حاجة؟ قوليلي!"
البنت: "ما حصلش حاجة، لسه الواد ما تولدش، بس خالتي بتقول كده علشان تعملوا حسابكم."
إبراهيم بصوت غاضب: "أنتي عارفة لو ولدي جراله حاجة مش هتطلعوا من هنا عايشين، ولو جي بالسلامة هتكونوا في خير كبير. دا ولي العهد."
البنت: "إن شاء الله ييجي بالسلامة يا بيه، ادعيلهم بس."
وتدخل الأوضة تاني وهي أكتر قلق من الأول. الرجالة كلهم متوترين والستات بتدعوا ربنا، وفجأة يقطع الصمت صريخ طفل صغير. الكل يلفت للأوضة، وإبراهيم يسرع ليها ويخبط على الباب: "ها، طمنوني، ولد صح؟"
تطلع البنت وهي شايلة طفلين، الكل في البيت بيبتسم وفرحان.
البنت: "ما شاء الله، يا بيه، ربنا رزقك بولد زي القمر." وتبص في يدها التانية: "وكمان ببنت زي العسل."
إبراهيم يخطف الولد من إيدها وسط زغاريد الستات وضرب النار. محدش سمع البنت وهي بتقول إن حالة الأم حرجة وتحتاج تروح المستشفى. الكل فرحان بولي العهد.
البنت تدخل الأوضة وتحط البنت جنب أمها، وتروح للداية.
أم سعد: "ها، عملوا إيه؟ الست بتنزف كتير."
البنت: "مش عارفة يا خالتي، الراجل طار عقله لما شاف الولد، خدوا وخرج ومسمعش مني حاجة. حتى بنته ما بصش عليها."
أم سعد: "اخرسي! لو حد سامعك، هنكون في مصيبة. فكري في الحل للست المسكينة دي."
البنت: "مش حرام عليهم؟ الست دي سايحة في دمها."
أم سعد: "الحرام مش هنا، هي خلاص جابت الولد، يبقى مالهاش عازة عندهم. الولد أهم حاجة. يلا، روحي هاتي أم محمد من الصحة بسرعة."
وبالفعل، البنت تجيب أم محمد وتدخل بيها الأوضة، والناس برة فرحانين بولي العهد.
أم محمد: "وقفت النزيف مؤقتًا، لكن لازم تتنقل للمستشفى بسرعة. النزيف ممكن يرجع، وهي محتاجة محاليل."
أم سعد: "يا رب، شكلك جاية نجدة من السما. كان زمانها راحت لو ما جيتيش."
أم محمد: "لازم المستشفى، حرام عليها."
تدخل الست الكبيرة، والدة إبراهيم، وتقول لأم سعد: "مبروك، يتربى في عزكم."
أم سعد: "الله يبارك فيكِ، بس الهانم الصغيرة نزفت كتير، ولازم تروح المستشفى."
خيرية: "مستشفى إيه؟ مش عملتوا اللازم؟ خليها هنا وأم محمد تتابعها. ما نريدش حد يعكر فرحتنا بولي العهد."
وتسيبهم وتطلع، وأم محمد وأم سعد حزينين. الأم تفيق وتطلب ابنها.
سميحة: "ابني فين؟ عايزة أشوفه."
أم سعد تديها البنت: "بصي على بنتك، زي القمر."
سميحة بتسأل باندهاش: "بنت؟ أنا جبت بنت؟"
البنت: "وكمان ولد، بس هو برا."
سميحة تبكي من الفرح: "الحمد لله يا رب. دا أنت كريم."
وتحضن بنتها وتقول: "اتكتب لنا عمر جديد بفضل أخوكي." وتطلب تشوف ابنها.
أم سعد: "هو برا، بس انتي محتاجة راحة."
سميحة: "إن شاء الله."
وتبص لبنتها: "إنتي أبوكي سماكي إيه؟"
البنت: "سماها إيه! دا حتى ما بصش عليها. عقله كله مع الولد."
سميحة بحزن: "أنا هسميكي نجاة. علشان النهاردة إنتي اتنجدتي بفضل أخوكي."
أم محمد: "أنا رايحة دلوقتي، وبكرة هاجي ومعايا دكتورة تشوفها."
وبعد شوية، يدخل إبراهيم وهو شايل الولد، فرحان، لكن فجأة يغضب ويضرب سميحة على وشها.سميحة متفاجأة من اللي حصل، تحط إيدها على خدها وتبص له وهي بتعيط جامد، مش فاهماه عملت إيه علشان تستاهل ده.
إبراهيم: إزاي جراتك تدي البت دي رضاعة قبل ما ولدي ياكل ويرضع الأول؟ إنتي شكلك نسيتي إن الحريم عندنا بتاكل بعد الرجالة يا ست هانم.
سميحة: أيوة، بس ده لما يبقوا كبار، مش أطفال يعني، وبعدين الواد معاك من بدري، أنا لحد دلوقتي ما شفتهوش، والبت كانت بتصرخ، والحمد لله، الخير واللبن نزل، قلت أرضعها.
إبراهيم: أيوة ولدي معايا، إنتي عايزة إيه؟ وبعدين كبار ولا صغيرين، ولدي ياكل الأول، قبل بنتك، فاهمة؟ ولما يشبع ولدي تبقى ترضعيها، يا ما والله أرميكي إنتي وهي في الشارع، وإنتي حرة، إلا ولدي، ولي العهد.
سميحة، خايفة على بنتها، وافقت وخدت الولد ترضعه وسبت بنتها تعيط لحد ما الولد خلص رضاعة ونام.
سميحة: أنا سميت البنت نجاة، إيه رأيك؟
إبراهيم: مش مهم أي حاجة، كويس إنك قولتي لي علشان وأنا بكتب كمال ولدي أكتبها معاه.
سميحة: هو إنت سميته كمال؟
إبراهيم: أيوة، عندك مانع؟
سميحة: لا أبدًا، الاسم حلو.
إبراهيم: خدي بالك، الخلجات الجديدة اللي أنا جايبها دي لكمال، أمي هتجيبلك هدوم من بتاعة ولاد أختي وأخوي علشان تلبسيهم للبت دي، إياكي تلبسيها حاجة جديدة من بتاعة الولد، والله أقطع خبرك.
سميحة: هدوم قديمة ليه؟ مش إنت جايب خلجات كتير؟ الولد يلبس منهم، وأنا هشد حيلي شوية وهشتريلها خلجات خاصة بيها.
إبراهيم: خلجات مين وبتاع إيه؟ إحنا عندنا البنات تتدارى لحد ما ييجي اللي ياخدها ويريحنا منها. ما عندناش بنات تلبس جديد.
نظرت سميحة لابنتها نجاة بحزن وأسى على اللي هيحصل لها من ظلم وهوان في حياتها.
تاني يوم، وصلت فوزية، أم سميحة، لما سمعت إن بنتها ولدت. كانت عايشة في قرية جنب قريتهم.
دخلت فوزية على بنتها تزغرد ومبسوطة، لكن فجأة، وشها تغير للصدمة والخوف لما شافت سميحة غارقة في دمها بسبب نزيف الولادة، والبت بتعيط جنبها، جريت عليها تحاول تفوقها. لما شافت حالتها مش مستقرة، بدأت تصرخ تنادي على إبراهيم علشان يساعدها، وسمعوا كل اللي في الدار وجريوا عليها.
خيرية: إيه في إيه؟ مالك بتصرخي ليه؟
فوزية: بنتي ... بنتي بتموت، الحقوها.
إبراهيم: في إيه يا خالة؟ مالك بتزعقي ليه؟
فوزية: يا إبراهيم، خد البت المستشفى حالًا، أحسن تموت منك.
خيرية: مستشفى إيه؟ إنتِ عايزة الناس تتفرج علينا ولا إيه؟ أنا هبعت الشغالة تجيب الدكتورة تشوفها هنا.
فوزية: دكتورة إيه يا أم إبراهيم؟ بنتي بتموت قدام عنيكي، نزفت كتير أوي.
خيرية: إبراهيم يا ولدي، انزل انت، الموضوع ده موضوع حريم، مالكش دعوة بيه... انزل شوف الضيوف اللي تحت.
وبالفعل، نزل إبراهيم وسيبهم. فوزية اتصلت بجوزها وابنها يجوا على طول، وغيرت هدوم بنتها والفرشة، لحد ما جات دكتورة الصحة.
دكتورة الصحة: المدام حصل معاها نزيف بسبب الولادة، لازم تعمل أشعات وسونار علشان نعرف السبب، وهي ضعيفة جدًا، لازم تاكل وتتقوى. أنا اديتها دواء مؤقت لحد ما يتوقف النزيف، وكمان علقت لها محاليل. بس لازم تتابع في المستشفى.
خيرية: تسلمي يا دكتورة... يعني تقدر ترضع الواد كمال ولا إيه؟
الدكتورة: مفيش مانع، بس بعد ما تفوق شوية.
خرجت الدكتورة، وفوزية نظرت لبنتها بحزن. كانت سميحة دايمًا تقول إنها مبسوطة مع جوزها وأهله، وما كانتش تحكيلها حاجة عن اللي بيحصل.
خيرية: ست فوزية، قومي فوقي بنتك علشان ترضع كمال، الولد عمال يصرخ من الصبح.
فوزية: أنا هقوم أعمله حاجة سخنة يرضعها لحد ما تفوق.
خيرية: حاجة سخنة إيه اللي بتتكلمي عليها؟ الولد هيرضع من أمه، وإذا ما عرفتش، نجيب له واحدة ترضعه. ده حفيد العيلة، لازم يطلع راجل زي أبوه.
فوزية: مش قصدي حاجة يا أم إبراهيم، كمال حفيدك وحفيدي برضو، بس البت لسه ما فاقت، نعمل إيه؟ كلنا رضعنا عيالنا حاجات سخنة وطلعوا رجالة.
خرجت خيرية وهي باصة لهم بنظرة استعلاء. وبعدها، جت الخدامة شايلة كمال وأدتوا لفوزية. فوزية رضعته ينسون لحد ما نام، ونظرت لنجاة، لقتها بملابس متسخة وبتعيط من الجوع، فغيرت لها هدومها بملابس جديدة.
لما فاقت سميحة، فوزية جت تطمن عليها.
فوزية: حمد الله على سلامتك يا بنتي. إنتِ كويسة؟ إحساسك إيه دلوقتي؟
سميحة بتعب: عاملة إيه يا أمي؟ وحشتيني. أخبارك إيه وأبويا وإخواتي؟
فوزية: إحنا كويسين، إنتي اللي طمنيني عنك، ليه ما رحتيش المستشفى لحد دلوقتي؟
وقاطع كلامهم صوت بكاء نجاة، ففوزية راحت تشيلها وتديها لسميحة علشان ترضعها. لما شافت سميحة بنتها بملابس جديدة، اتصدمت.
سميحة: إيه ده؟ مين ملبس البت كده؟ فين الخلجات اللي جابتها حماتي؟ أقلعيها بسرعة قبل ما حد يشوفها!
فوزية: إنتي مالك يا بنتي؟ ليه مش فرحانة ببنتك؟ هدوم إيه اللي جابتها حماتك؟ دي هدوم قديمة ودايبة! معقول بنت إبراهيم تلبس كده؟
سميحة بحزن: الناس هنا ما تفرقش بين البنت والولد. البنت تتدارى لحد ما ييجي اللي ياخدها. الناس اللي جاية دي علشان الواد كمال، مش علشان البنت.
فوزية: إنتي بتقولي إيه؟ إزاي البنت مالهاش عازة عندهم؟
سميحة بقهر ودموع: يا أمي، اتجوزت إبراهيم المتعلم، لكن لقيته زي باقي الجهلة هنا. الله يخليكي، غيري هدوم البنت قبل ما حد يشوفها.
فوزية: لا، كمال رضع ونام، البنت هتموت من الجوع، ارضعيها الأول.
سميحة بجمود: مش مهم نجاة ترضع دلوقتي، المهم الواد.
فوزية: إيه اللي جرى لك يا بنتي؟ كنتي حنينة!
سميحة: لازم أقسى عليها علشان تعرف تعيش هنا.
فجأة دق الباب ودخل إبراهيم. عيون سميحة مليانة خوف. يدخل إبراهيم الغرفة و...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
يدخل إبراهيم الغرفة ونظرته مليانة استغراب،
إبراهيم: إيه ده؟ إنتِ فوقتي إمتى؟ وكمال فين؟
سميحة: لسه فوقت من شويه، وكمال برضعه أهو.
إبراهيم: طب حلو، علشان أخده ينزل للرجالة تحت ويحضر الدبيح.
سميحة بخوف: بس لسه صغير يا خوي! دبيح إيه اللي يحضره؟ أنا خايفة عليه.
إبراهيم بعصبية: إنتِ كل شوية خايفة خايفة، خايفة عليه مني؟ ده أمل العيلة، يجمد قلبه ويدخل وسط الرجالة. فاهمة ولا لأ يا أم مخ ضلم؟
سميحة ببكاء: فهمت يا سي إبراهيم، فهمت.
إبراهيم بغضب: قلت لكِ ما تعيطيش والواد بيرضع منك. هترضعيه حزن ولا إيه؟ هاتيه هنا.
ويأخذ إبراهيم الرضيع من سميحة وهو على وشه غضب، إلا أن صوت فوزية يوقفه.
فوزية: إبراهيم يا ولدي، استنى بس، عايزاك في كلمتين.
إبراهيم: نعمين يا خالة؟ قولي بسرعة، الرجالة تحت لوحدهم.
فوزية: لا يا ولدي، دي كلمتين على واقف كده. بص يا ولدي، سميحة صحتها تعبانة، والست خيرية رفضت تروح المستشفى، فلو تسمح بعد الليلة ما تخلص، أخدها معايا أسبوع ترتاح وترد صحتها.
إبراهيم بلا مبالاة: عايزاها؟ خديها العمر كله، بس كمال هيفضل هنا.
فوزية: ليه يا ولدي؟ ما ينفعش الواد يبعد عن أمه.
إبراهيم: الواد هنا معايا، هو نور العيلة، أما هي ترجع لما تبقى عال.
يخرج إبراهيم ويترك فوزية حزينة ومكسورة على حال بنتها.
فوزية: ليه ساكتة على كده؟
سميحة: الحمد لله، كله عدى على خير. بس بالله عليكِ، غيري للبنت خلجاتها قبل ما حد يشوفها.
فوزية بحزن تغير لنجاة الملابس القديمة المتهرتلة، وترجعها لسميحة علشان ترضعها. نجاة جمالها لسه طاغي، برغم لبسها القديم.
سميحة بحزن: خسارتك في اللبس ده يا نجاة، كان أبوك كبير البلد.
تمر السنين، 10 سنين تحديدًا، وفي غرفة نجاة وكمال، نجاة لابسة لبس قديم ومهترئ، وسميحة قاعدة تخيط حاجة بخيط صوف. فجأة يدخل إبراهيم مع كمال ويتعثر في لعبة على الأرض.
إبراهيم بغضب: إيه اللي مرمي ده؟ والبت دي مش بتساعد في شغل البيت ليه؟
سميحة بخوف: لسه صغيرة يا خوي، وأنا بخاف عليها من النار والسكين.
إبراهيم: مش صغيرة. كلها كام سنة وتتجوز ونخلص منها. علميها شغل البيت، ما تكرريش كلامي تاني، مفهوم؟
سميحة وهي خايفة على بنتها: حاضر يا خوي، حاضر. بس المدرسة قبلت كمال ولا لا؟
إبراهيم: أيوه، قبلوه في فصل عدده قليل، هيكبر ويبقى حاجة كبيرة.
سميحة بحزن على بنتها: والبنت؟... أقدم لها في المدرسة الحكومية؟
إبراهيم بغضب: قلت لكِ، البنت تتعلم في الكتاب، مش هنعيد نفس الكلام. ركزي على ولي العهد، مش عايز تقصير منك.
سميحة بخضوع: مفهوم يا سي إبراهيم.
إبراهيم بدأ يرسم أحلام لغرفة كمال، يجهزها زي ما تكون قصر. وسميحة واقفة تبص على ولدها مبهور، لكن نجاة كانت دموعها بتنزل من قسوة الحياة اللي بتعيشها. وفجأة حصل حاجة غير متوقعة، حاجة صدمت كل اللي في الغرفة، وكان الرد عليها صارم جدًا.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
في وسط حديث إبراهيم عن تجديدات الغرفة وكمال منبهر بالكلام اللي بيسمعه، نجاة قربت واحتضنت أخوها بقوة وفرحة.
نجاة: "مبروك عليك يا أخويا، أنا فرحانة ليك والله..."
لكن كمال رد عليها برد قاسي قوي، دفعها بعيد عنه بعنف لحد ما وقعت على الأرض.
كمال: "إوعى كده، هتوسخي هدومي بخلجاتك الوسخة دي."
سميحة اتعصبت عليه: "إزاي تزق أختك كده؟ متبقاش غبي، هي أختك وملكوش غير بعض."
إبراهيم عصّب برضه واتجه ناحية سميحة بعدوانية ورفع إيده عليها وبيهم إنه يضربها، لحد ما وقفت نجاة قدامه بعيون مبلولة بالدموع.
نجاة: "خلاص يا بوي، متضربش أمي، أنا آسفة، حقك عليّا أنا. اضربني أنا يا بوي، بس بالله عليك مش تضرب أمي."
وراحت لحد كمال ورأسها في الأرض: "آسفة يا أبية كمال، حقك عليا. متقلقش، مش هقرب لخلجاتك ولا أجي جنبها تاني. أنا كنت بس فرحانة بيك، مش هعمل كده تاني."
سميحة كانت بتبص لابنتها وحزينة، قلبها اتكسر. بنتها كبرت قبل الأوان، ومضطرة تحميها من أبوها، لكن كانت منكسره قدام أخوها. أدركت إن اللي جاي أسوأ بكتير. إبراهيم كان بيبص لنجاة بعدم اهتمام، وكأنه فرحان إنها بتتكلم بالطريقة دي. وخرج هو وكمال وعيونهم مليانة حقد.
سميحة مسحت دموعها وقربت من بنتها وقالت: "اللي عملتيه ده مش عايزاكي تعمليه تاني، فاهمة؟ متدخليش بيني وبين أبوكي. وبعدين عندي لك حاجة، بس خليها بيني وبينك، ماشي؟"
نجاة: "حاضر يا أمي. إيه الحاجة دي؟"
سميحة: "هروح أودّيكي عند جدك يومين، وهو هيسجلك في المدرسة هناك وتذاكري من كتب أخوكي، وبعدها تروحي على الامتحانات. بس خلي الموضوع سرّ بيني وبينك، لو حد عرف، هيقتلوني أنا وانتي."
سميحة حضنت نجاة بقوة وقالت لنفسها: "أنا مش هسمح لبنتي تضيع، حتى لو التمن حياتي."
وفعلاً، نجاة كانت بتدرس مع أمها بالليل بعد ما كل الناس تنام، وتقوم الصبح تساعد في البيت. وفي وقت الامتحانات، كانت تروح عند جدها بحجة إنها مريضة، وسميحة تاخدها على القرية عشان تكشف عليها وتسيبها هناك لحد الامتحانات. إبراهيم وخيرية وافقوا على الحجة دي، لأن كل اللي كان يهمهم صحة كمال بس.
لكن المرض تمكن من سميحة بسبب الإهمال، وكانت بتأمل إنها تأثر على كمال عشان يهدم الأفكار اللي اتربى عليها من ناحية عيلة أبوه. لكن مع الوقت، اكتشفت إنها مش قادرة تواجه الأفكار دي لوحدها.
**بعد مرور عشر سنين...**
سميحة كانت نايمة على سريرها، مريضة بشدة. ونجاة جنبها بتخدمها.
سميحة بصوت ضعيف: "يا نجاة، أخوكي كمال رجع ولا لسه؟"
نجاة حاولت تخبي الحقيقة: "لا يا أمي، لسه مش رجع. متقلقيش، لما ييجي هيجي يطل عليكي."
سميحة: "إنتي مبتعرفيش تكذبي، عيونك بتفضحك. أنا سامعة صوته في الدار، دا بجاله أسبوعين مجاش يطل عليا."
وبكت سميحة، وبدأت تكح بشدة لحد ما نجاة جرت تجيب لها الماية.
نجاة: "اشربي يا أمي، واهدى، أنا جنبك أهو."
سميحة: "اسمعي يا بنتي... لما أموت وترد الأمانة لصاحبها، تروحي بيت جدك وتكملي تعليمك. متخليش حاجة توقفك، فاهمة؟ متعيشيش زيي، مرمية ملهاش لازمة."
نجاة بدموعها: "الله يخليكي يا أمي، بلاش الكلام دا. انتي اللي مصبراني."
سميحة: "متعيطيش يا بنتي، أنا عملت كل حاجة عشان متبقاش زيي. وعديني إنك هتكملي حتى لو أنا مش هنا."
نجاة: "أوعدك يا أمي، بس ارتاحي."
بعد شوية، سميحة نامت من التعب. ونجاة خرجت متعصبة راحت لغرفة كمال وفتحت الباب مرة واحدة.
نجاة: "إيه يا أخي، معندكش دم؟ أمك بتموت وأنت ولا هنا!"
كمال رد عليها بصفعة ومسّك شعرها بقوة.
كمال: "لسانك طول يا نجاة، لازم تتربي من جديد. بس عشان أمك تعبانة، مش هعمل مشكلة. بس لو زعلتيني تاني، هقول لأبوي، وانتي عارفة إيه اللي هيحصل."
ورماها على الأرض، ونجاة قامت من الأرض بصعوبة.
نجاة: "أمك اللي تعبانة، هي مش أمك كمان؟ أبوك علمك القسوة حتى على أمك."
وطلعت من غرفته وهي بتبصله بتحدي، وده خلاه مصدوم منها، لأنه كان متعود عليها ضعيفة.
وراحت لغرفة أمها.
نجاة: "إيه يا حجة، كل ده نوم؟"
لكن استغربت من صمت أمها. حاولت تصحيها، لكن كانت الصدمة لما لقتها...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
اندهشت نجاة من منظر أمها لما لاقتها غرقانة في دمها من كتر النزيف اللي جالها ومغيبة عن الوعي. صرخت نجاة بأعلى صوتها:
**نجاة**: "يا أمااااه! فواقي يا أماه! فيقي وقولي حاجة! يا ستي، الحقيني يا ستي! يا كمال، إلحق أمنا يا كمال!"
دخلت الست خيرية وكمال جاريين، ولاقوا نجاة بتحاول تفوق أمها، وسميحة مرمية ع السرير اللي كله بقى لونه أحمر من الدم. الست خيرية قربت من نجاة بكل جحود، ورفعت راسها وراحت نازلة عليها بكف على وشها، ونجاة وكمال مدهوشين من اللي عملته.
**خيرية**: "إنتي مفيش فايدة فيكي، هه؟ مش قلتلك ميت مرة تقولي له أبيه كمال؟ وصوتك ميتعلاش في الدار، إنتي ليه عقلك مظلم كده؟"
**نجاة**: "حقك عليَّ يا ستي، والله ما هعمل كده تاني واصل. بس أمي بتموت، لازم نوديها المستشفى، حرام دي بتموت بين إيدينا."
**خيرية** بكل برودة: "ياريتها تموت وتريحنا من همها، كل يوم عياط على نفس الحكاية. جابتلنا الفقر والنحس، ولولا كمال ولدي كنت رميتها في الشارع. دي تحمد ربنا إنها لسه قاعدة هنا بفضل إبراهيم ولدي. ولدي ده قلبه طيب، صعبان عليه حالها. لكن أنا؟ أنا مليش فيها واصل. وإنتي يا بت، تعيطي ليه؟ كتر خيرها لو أخدت دواها، هتبقى زي القرد زي كل مرة."
**نجاة** ودموعها نازلة بحرقة: "حرام عليكي يا ستي! أمي بقالها 16 سنة بتنزف، ومحدش راضي يوديها المستشفى، وهي مش راضية تسيب ولادها وتمشي. أنا مستعدة أعمل أي حاجة، بس وديها المستشفى. الدوا مبقاش ينفع معاها خلاص... علشان خاطر أبيه كمال، كملي جميلك معانا."
**خيرية**: "علشان بس إنتي نزلتي تعيطي وتحبي على رجلي، هبعت أجيبلك دكتورة الصحة تشوفها."
**نجاة**: "دكتورة الصحة إيه يا ستي؟ دي ما بتفهمش حاجة واصل، وهي اللي قالت لازم نوديها المستشفى. لازم تدخل مستشفى يا ستي، مش هي اللي تقدر عليها."
**خيرية**: "خلاص، مفيش لا مستشفى ولا دكتورة الصحة. خليها تموت ونرتاح منها."
راحت نجاة لكمال وهي محطمة:
**نجاة**: "أبيه كمال، أمي بتموت! لو إنت طلبت تروح المستشفى، ستي مش هترفض، الله يخليك اعمل حاجة لأمنا."
خيرية تدخلت في الكلام وراحت تحتضن كمال:
**خيرية**: "عملت إيه يا حسرة؟ جابتك ومرضت، وإحنا اللي شلنا التربية والتعب كله. وإبراهيم ولدي ده اتحمل المرار كله، وما اتجوزش علشان ولده ما يقولش جابله مرات أب. إحنا اللي استحملنا، مش هي."
**نجاة**: "بأمانة يا ستي... مين اللي كان بينضف البيت؟ مين اللي كان يذاكر لأبيه كمال ويصحى من النوم كل يوم يفطره؟ أمي اللي عملت كل ده، ما كنتش بتعمل حاجة واصل؟!"
**خيرية** تضربها كف: "قليلة الأدب! لسانك الطويل ده لازم أبوكي يشوف له حل. ربطك في زريبة البهيمة طول الليل، هو ده اللي ينفع معاكي."
مسكت نجاة وشها بعد الكف، وبصت لجدتها وهي متأكدة إن قلبها حجر مش هيلين أبدًا. راحت تبص لأخيها كمال بعشم إنه يساعدها.
**كمال**: "يا ستي، خلينا نبقى الأحسن المرة دي، ونجيب دكتورة الصحة تعمل اللي تقدر عليه."
**خيرية** وهي تربت عليه: "قلبك زي أبوك، طيب وحنين... خلاص، اللي تقول عليه يمشي."
ونادت الست خيرية على الطفلة اللي بتشتغل عندهم، وطلبت منها تروح تجيب دكتورة الصحة.
**خيرية**: "يلا قومي غيري الملاية وجهزي أمك عقبال ما الدكتورة تيجي، وانزلي اعملي الغدا. مفيش دلع مالوش لازمة."
بعد ما خرجت الست خيرية، مسكت نجاة في إيد كمال بعصبية:
***نجاة**: "ده اللي قادرك عليه ربنا؟ مكنتش عارف تقولها نروح المستشفى، وانت عارف إنها مكنتش هتقولك لا! إنت ليه بتعمل كده؟ دي مش أمك؟ ولا تكون مصدق الكلام اللي بتقول عليه ستك إن هي اللي رمتك ليهم يربوك؟ هما اللي مكنوش يخلوها تشيلك إلا لما ترضعك وبس علشان يقدروا يملوا دماغك زي ما هما عايزين، وعلشان عارفين إن أمنا مش هتسكت على الظلم ده وهتحاول تنورك. إياك يا أخوي، إياك تكون مصدقهم! إياك تقول إن تضحيات أمي وتعبها كله راح على الفاضي! دول عرفوا يخلوك قاسي بردك وأناني زيهم..."
كمال ينفض يده من يدها وينظر لها باستعلاء:
**كمال**: "بدل ما تشكريني إني جبت دكتورة الصحة، مش أحسن من رميتها كده؟ نص العمى ولا العمى كله يا بت أبويا. احمدي ربنا! وبعدين تضحيات إيه وتحدي إيه اللي بتقوليه عليهم؟ محدش تعب معايا غير ستي وبويا وجدي، وكلامهم تاج على راسي. أمك دي من ساعة ما جابتنا وهي كده راقدة مبتعملش حاجة واصل. 16 سنة شايلين تعبها وهي مش فارقة معاها ولدها ولا أي حاجة طالما في غيرها يشيل ويربي. بس في الآخر تفضل أمي، وأنا بعاملها بما يرضي ربنا، علشان خاطر ربنا بس. فبطلي رط كتير واحمدي ربنا واتشكريني أنا وستك علشان جبنا لها الدكتورة. والكلام ده مش هقوله لأبوكي وهخلي ستي اللي مش عاجباكي ديه تسكت ومش تقوله حاجة، وإلا إنتي عارفة زين هيعمل فيكي إيه. بس متتعوديش على كده، المرة دي علشان اتخضيتي على أمك، مفهوم؟"
**نجاة** وعيونها مليانة بالحزن والأسى: "مفهوم يا أبيه كمال... مفهوم."
وتبص لأمها وهي بتجهزها للدكتورة وتبكي وتقول: "كله راح على الأرض يا أماه، كله... ياريتك كنتي التفتي لحالك ومشيتي. ضيعتي عمرك وشبابك وصحتك علشان خاطر مين؟ ولدك... ولدك بيقول إنك مش عملتي له حاجة واصل ولا ضحيتي علشانه. بس تعرفي يا أماه، إنتي اللي غلطانة، ازاي يعني جا بدماغك إنك لوحدك هتعرفي تغيري فيهم؟ ده حتى ولدك بقى زيهم، ومعرفتيش تربيني ولا تفهميه! ده بيقول لي: 'أمك' كأنك إنتي أمي لحالي، مش أمه هو كمان. ليه يا أماه؟ عملتي كده استفدتي إيه؟"
وتبكي بشدة على حالها وعلى حال أمها وما وصلوا إليه، مقهورة على صحتها اللي ضحت بيها وما لقتش ليها مقابل. كانت تضحياتها هباءً، وهي خايفة من نتيجة إهمالها لصحتها إنها تسيبها لوحدها في وسط العقارب والثعابين. نعم، ما لقتش منهم حاجة تخليها تقول عليهم أهل ولا أقارب. وفي وسط ده كله، يصدر صوت في الغرفة يقول: "مفيش حاجة راحت هدر، بس..."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
الصوت: "مافيش حاجة رايحة على الفاضي، بس إنتي الأمل، إنتي اللي هتنجحي في اللي فشلت فيه. إنتي فيكِ قوة وشجاعة أكتر مني علشان توقفي قدامهم وتواجهي كل حاجة، وهتنجحي. إنتي الأمل."
نجاة ودموعها مالية عينيها: "لا، مش صح يا أما. لو عندي شجاعة وقوة، فهي منكِ إنتي. من غيرك أنا أضعف من النملة وماقدرش أعمل حاجة، ولا حد هيسمح لي. بالله عليكي، يا أما، خليكي معايا. أنا معرفش أعمل حاجة من غيرك. اصبري معايا شوي..."
سميحة بتعبها: "هتقدري يا ضنايا، وهتنجحي. إنتي هتبقي زي الجبل في وشهم... إنتي هتبقي مرايتهم اللي بيشوفوا فيها حقيقتهم... إنتي هتبقي ضميرهم اللي هيعذبهم... إوعي، ثم إوعي، تسيبي طريقي ولا تملّي ولا تفشلي، يا بنتي. قلتها لك مرة وهرجع أقولها لك تاني: لو فشلتي يا ضنايا هتكوني قتلتيْني بيدك، وساعتها أنا مش هسامحك. افتكري كلامي ده زين، فاهمة؟"
نجاة وهي تهز راسها بعلامة النفي وتاخد أمها في حضنها: "لأه، مش عايزة أفتكر يا أما، عايزاكي إنتي اللي تذكريني بيه دايمًا. عايزاكي تكوني معايا... يا أما ده حمل تقيل عليا لوحدي. مع بعض يا أما هنعمل اللي إنتي عاوزاه... طب أقولك على حاجة حلوة: دلوقت الدكتورة تيجي تديكي حاجة تفوقك شوي كده، وناخد بعضنا ونروح من هنا، والله هما مش هيصدقوا. نروح عند جدي أنا وإنتي ونعيش في هنا بعيد عنهم. كده كده مفيش حد عاوزنا ولا فارقين مع حد، واللي كنتي قاعدة علشانه ومستحملة، دلوقت هو مش فارق معاه حاجة، ولا حتى بيفكر فيكي، وقاعد مع ستي، واللي تقول عليه هو يقول آمين. خلاص يا أما، هنحتاج إيه تاني منهم؟ متقلقيش، ده الحيلة بتاعهم هيراعوها أكتر من نفسهم، صح يا أما؟... ها، قولتي إيه؟"
بس السكون مالا المكان، ونجاة من خوفها مقدرتش ترفع راسها من حضن أمها، وقعدت تنادي عليها وتهزها وتبكي بحرقة. لحد ما الدكتورة دخلت الأوضة، جريت على سميحة وتفقدت نبضها من إيدها، وحست على نفسها بإصبعها قدام مناخيرها، لكن اتأكدت إن سميحة راحت عند اللي خلقها. مسحت على جبينها، ودعت لها، وغَطّت وجهها تحت صراخ نجاة اللي مكانتش مصدقة أمها ماتت وهي حضناها. الغطاء غطى وجه أمها، ولما كل الناس في الدار سمعوا الصريخ، محدش فيهم اتقدم لمواساة نجاة الصغيرة اللي فقدت أمها وهي حضنها. مفيش حد غير الدكتورة اللي حضنتها وقالت لها كلمتين علشان تهدي شوي وتسيبهم يغطوا أمها ويعملوا الواجب. بس المسكينة ديه كانت مش فاهمة أي كلمة، كل اللي في بالها إن أمها تقوم تاني وتعيش، ورفضت فكرة إنها ماتت وسابتها في الدنيا الظالمة دي. بس كان في حاجة أفظع حصلت، لما إبراهيم دخل على صريخها، ومسكها من دراعها بقوة وصفعها على وشها، وقعت على الأرض غايبة عن الوعي، وعيونها قفلت، لكن آخر حاجة شافت وسِمعت كانت أبوها بيغطي وجه أمها ويقول: "خلصونا منها بقى". وعيونها أغلقت.
صحيت الفجر على صوت جدتها وهي بتعنفها علشان تقوم.
خيرية: "قومي يا هانم، هتفضلي نايمة للصبح؟ شوفي العزا واعملي الواجب، الناس زمانهم جايين."
نجاة وهي تبكي: "أما وينها... لسه في أوضتها والمغسلة جت ولا لسه؟"
خيرية: "أمك في تربتها، وإنتي نايمة ولا دريانة، بس لا والله، إنتي اللي هتعملي كل الواجب، ما أنا غسلتها امبارح."
نجاة وهي مصدومة، بصت للساعة لقت إنها خمسة الفجر...
نجاة بذهول: "الساعة لسه 5، إنتو غسلتوها ودفنتوها ميتة؟"
خيرية: "بالليل، الساعة 2 كده. الدكتورة جابت كفن من عندها، وأبوك جاب الكفن بتاعها من الدولاب، وخلصنا ودفناها، والناس جاية تعزي. ومين هيعمل الوكل ويخدم عليهم، أنا؟ لا والله. قومي اخلصي، الناس زمانهم جايين."
نجاة وهي مصدومة: "بالليل... دفنتوها بالليل من غير صلاة؟ ولا حد يطلع وراها؟ كده ليه؟ حرام عليكم، مش بني آدمه دي؟ مش كانت شايلالكم البيت كله؟ تعملوا فيها كده؟ وأنا حتى، أنا بنتها الوحيدة، ماوقفتش على غسلها ولا صليت عليها ولا أكرمتها؟ خليتوا الغريب يغسلها؟ ما حدش فيكم افتكر حاجة حلوة عملتها معاه؟ والله، وحرقة قلبي ما هسامحكم."
خيرية سبتها بالقلم على وشها، وسحبتها من شعرها لحد باب الأوضة...
خيرية بكل جحود: "أمك ما تقلقيش عليها، هنعمل لها صلاة الغائب بعد الظهر، وكنتي عايزة مين يطلع وراها؟ ليه تكونشِ شيخة البلد وإحنا ما نعرفش؟ ماتت زي أي حاجة بتموت، وطول اللسان اللي عندك دي، أنا هقصهولك، ولأول راجل يدق باب دارنا هجزهولك، ونخلص منك... عيلة قليلة الرباية تعلي صوتك عليا وتناطحيني أكده؟ ده لسه ما تخلق اللي يعملها، تعمليها إنتِ؟ يا كلبة، يا بهيمة، والله لأعلمك الأدب من الأول وجديد، علشان أمك كانت أصلاً عديمة الرباية، هتربيكي كيف؟"
نجاة وبكل قوة تفلت من يد خيرية، وتنظر لها بعيون حمراء من أثر البكاء، تنظر لها نظرة قوة وترفع إصبع السبابة في وشها.
نجاة: "لا تجيبي سيرة أمي على لسانك بكلام عفش عاد... أمي كانت زينة وكويسة ومتربية وبنت أصول، بس أكبر غلطة عملتها في حياتها أنها تجوزت ابنك وعاشت معاكم. مش كفاية أنكم السبب بموتها بإهمالكم فيها، وكمان تتكلموا عليها بعد ما ماتت؟ ارحموا شويه، عيشتوها بجحيم معاكم طول حياتها، على الأقل بعد ما تموت ياما، مش تجيبوا سيرتها، ياما احكوا عنها زين. وبالنسبة لواجب أمي، أنا هعمله لأنه واجب عليا من غير أوامر منكِ، يا ستي."
وتركتها على السلم، وذهبت إلى غرفتها، وارتدت عباءة سوداء وطرحة سوداء، التي أظهرت بياضها أكثر، وخدودها التي صارت باللون الأحمر من كثرة البكاء. فكانت كالأميرة في جمالها رغم حزنها.
في المطبخ، تقف نجاة على البوتجاز تقلب طناجر الطعام وتجهز الطعام للعزاء، وفجأة تشعر بيد على كتفها وصوت رجولي يتحدث: "البقاء لله... إنتِ كويسة؟ أنا لسه عارف دلوقت والله، وجيت على طول."
تنظر نجاة لتجد شابًا طويلًا في أوائل العشرينات، شعره كثيف ويرتدي الثياب الصعيدية والعِمّة، وعيونه عسلية وبشرته خمرية.
نجاة بصدمة: "فيصل... إنت هنا كيف وازاي؟ مش إنت متعين جديد في القاهرة، ومينفعش تنزل؟ واصل خالة نعمات قالتلي أكده. فكيف نزلت؟"
فيصل: "أيوة، مكنش ينفع أنزل، بس لما عرفوا إن عندي ظرف وفاة، سمحوا لي بإجازة لمدة 48 ساعة، وجيت على طول. حتى أبوي وأمي لساتهم على الطريق وجاين... أنا بس عارف الظروف هنا وجيت علشان لو احتجتي حاجة، أنا موجود مع الرجالة برا."
يستدير فيصل للخروج من المطبخ، ليشعر بيد تمسكه بقوة و...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فيصل خرج من المطبخ، لكن فجأة لقى إيد ماسكة فيه بقوة وبتدفعه لورا. لما بص، لقى كمال وشه مليان غضب وبيشتمه.
كمال: "إنت بتعمل إيه هنا؟ وإيه اللي جابك من الأساس؟ اطلع من هنا وروح، ومش عايز أشوف وشك تاني، وإلا هتشوف المصيبة."
بص كمال لأخته نجاة وسحبها من حجابها وضربها كف على وشها.
كمال: "وانتي يا قليلة التربية، والله لأقطعك وأخلص من عارك يا فاجرة!"
فيصل تدخل وحاول يبعد كمال عن أخته.
فيصل: "في إيه يا كمال؟ ده مش معقول... إيه اللي حصل عشان تضربها وتقول كده؟ عملت إيه؟ وليه زعلان مني؟"
كمال: "مالكش علاقة بينا، أختي وأعمل اللي بدالي، وأنت أحسنلك تمشي من هنا قبل ما نندم على وجودك."
نجاة، بعصبية: "في إيه يا أبيه كمال؟ ده وقتك تعمل كده؟ حرام عليك، على الأقل اصبر شوية لحد ما العزا يخلص. ليه بتدور على أي فرصة لتهينني؟ مش عارف تصبر شوية؟ حرام عليك..."
كمال: "لسانك بقى طويل وعيونك كلها وقاحة! بتكلميني أنا؟ اتلمي واحترمي الميت والعزا، وانتي بكل سفالة بتعملي إيه هنا معاه لحالكم؟"
فيصل تدخل بكل قوة وعصبية وقال لكمال:
فيصل: "إيه اللي أنت بتقوله ده؟ اتقى الله يا كمال، اهدى وصلي على النبي. أنا فاهم إنك في حالة صعبة وهعدي الكلام ده، يلا يا ابن عمتي نروح ناخد العزا."
كمال: "لا والله، خلاص شربتها. كده صرت طفل صغير معاك تضحكوا عليه..."
فيصل، بعصبية وصوت عالي: "وبعدين؟ عايز إيه عشان نخلص من السيرة دي؟"
كمال: "أنت مالكش علاقة بالسيرة دي، أختي هي الغلطانة، وشكلها هتدفن جنب أمها ونخلص من عارها."
فيصل: "يا بني اعقل شوية... ما يصحش تحكي عن أختك كده... أختك زينة وست البنات. ليه تقول كده؟ أنا متأكد إن عمر العيبة تطلع منها."
نجاة، ببكاء: "فاجرة؟ وتغسل عارك ليه يا خوي؟ أنا عملت إيه لكل ده؟ انطق، قولي!"
كمال: "أنا مش أخوكي، وما يشرفنيش أكون أخوكي. وطيتِ اسم العيلة في الأرض ودفنتي راسنا في الطين ولسه بتسألي عملتي إيه... خلاص يا هانم، اتكشفتِ، ومستني أبويا ييجي وأقوله وأشوف هيعمل فيكِ إيه."
نجاة، بلا مبالاة: "ماشي يا أبيه كمال، يا اللي مش أخويا. أنا خلاص، اللي كانت بتفرق لي في الدنيا راحت، وأنا اتعودت على تصرفاتك دي أنت وأبوك، وأعلى ما عندكم اعملوه. ما بقتش تفرق. ممكن بقى تسيبني لحالي أشوف الأكل وأجهز البيت للناس اللي جاية علشان أكرم أمي في عزاها..."
فيصل، بحنية: "هدّي حالك يا بنت عمتي... أنا فاهم إن الظرف صعب عليكِ، بس مش كده. خليكي قوية علشانها، واحنا معاكي هنا. شوي ويجوا ستي وأمي، ووعد يساعدوكي. روحي غسلي وشك وأنا هاخد كمال ونخرج للرجالة برا."
كمال، بوعيد: "مخلصتش يا بنت أبويا ولسه بدري عليها، واللي جاي أسود عليكي. خديها مني كلمة..."
في المساء، بعد انتهاء العزاء، نجاة جالسة جنب وعد اللي كانت بتحتويها، وفوزية جنبهم تواسيها وسط بكاء شديد. وهنا يدخل كمال وفيصل ويسأل.
فيصل: "إيه يا ستي، هتروحي ميته ولا هتباتي هنا؟ علشان لو كده، آخدكم معايا وأنا ماشي."
إبراهيم دخل وعيونه مليانة شر وكره، ونظر لأهل سميحة بكل غضب، وقال:
إبراهيم: "مين اللي هيبيت هنا؟ وليه؟ خلاص، أمانتكم راحت للي خلقها، وانتوا عملتوا الواجب وكتر خيركم، تقدروا تروحوا علشان مش فاضيين ورانا تجهيزات نعملها..."
فوزية: "إيه الكلام ده يا إبراهيم يا ولدي؟ إزاي يعني؟ إحنا أهل، وصحيح بنتي سميحة ماتت، بس لسه فيه كمال ونجاة، وهم أحفادي وليها حق فيهم ولا إيه؟ وكمان تجهيزات إيه اللي مشغولين فيها؟"
إبراهيم: "أحفادك إيه؟ لا، مالكيش صالح بيهم. اللي كان ليكي هنا خلاص راحت، وكمال ولدي محدش ليه صالح فيه منكم. كفاية بلتونا ببنتكم طول السنين دي، خلاص فضّناها سيرة، ومالكيش صالح بتجهيزات بيتنا."
فيصل تدخل بنبرة فيها قوة وعصبية، لكن برضه احترام للسن:
**فيصل:** "يا عم إبراهيم، قولتلك ما ينفعش تحكي كده مع ستي وتعيب فيها وأنا واقف. وأنا مش صغير، أنا رجالهم، والمفروض لو بتتكلم عن الصح والأصول يكون كلامك معايا أنا مش مع الحريم. بس أنا سكت لأننا أهل وعادي، وستى زي والدتك وتكلمها. لكن لو هتعيب فيها وتقلل احترامها، مش هاسمحلك يا عمي. ومن هنا ورايح، كلامك معايا أنا، ومالكش صالح بيها. وسكوتي وهدوئي ده أكبر دليل إن ستي عرفت تربي صح، لو ما كنتش جوز عمتي ورجل كبير، كان هيبقى ليها تصرف تاني."
**إبراهيم:** "والله وكبرت يا فيصل وعرفت تهدد كمان؟ أنت عارف بإشارة صباع مني، أنت وعيلتك كلها تطلعوا على ظهركم من هنا، وأحمي وجودكم من الدنيا."
**فيصل:** "أنا مش بهددك يا عمي، ولا أقدر أعملها. زي ما أنا عارف إنك مستحيل تقدر تنفذ تهديدك ده، لأنك عارف زين العواقب اللي هتكون فيها لو قربت من وكيل نيابة. مش كده يا عمي..."
**إبراهيم:** "لا يفرق معايا وكيل نيابة ولا وكيل وزارة حتى... أنا إبراهيم حمدان، كبير البلد كلها، والحكومة والمركز بيشتغلوا عندي."
**فيصل:** "أيوة، أنت إبراهيم حمدان كبير البلد، بس مش صح إن الحكومة والمركز بيشتغلوا عندك، ولا عمرها هتكون يا عمي. وده عقدتك في الحياة إن الحكومة الشيء الوحيد اللي مش عارف تسيطر عليه زي كل حاجة تانية حاطط رجلك فيها إلا دي."
**إبراهيم:** "ما تقلقش، بكرا هكون ليا يد فيها برضه، لما ابني يتخرج من كلية الشرطة ويكون ضابط قد الدنيا، مش حتة وكيل نيابة."
**فيصل:** "برضه مش هتعرف تعملها يا عمي، لأن كلية الشرطة ليها مواصفات وامتحانات مش هتعرف تشتريها زي ما كل سنة بتشتري شهادة لابنك إنه نجح وهو فاشل. وتهدد مدير المدرسة بحرق أرضه لو مش نجحه، وتدفع فلوس للإدارة. وخيتك اللي جوزتها لحد أكبر منك في السن بس علشان تضمن نجاح ولدك بالإدارة التعليمية. كل الحاجات دي مش هتعرف تعملها في كلية الشرطة. وأنا لو عايز أذيك يا عمي، كان زماني قبضت عليك دلوقتي بسبب التهم دي."
**إبراهيم يضحك عاليًا:** "أنت بترقبني ولا إيه؟ وبعدين تقبض عليا ليه؟ في حد جاى يشتكي ولا قدم بلاغ واحد؟... وأنا عارف زين إني مقدرش أعمل كده في كلية الشرطة، علشان كده كنت بقولكم أنا مش فاضي، ورانا تجهيزات."
**فيصل:** "مش محتاج أراقبك يا عمي علشان أعرف ابنك الفاشل ده بينجح إزاي كل سنة، ويكون من الأوائل كمان، وهو لا بيذاكر ولا حتى بيفتح كتاب، ولا بيحضر ولا بيروح المدرسة. واللي خايف يتكلم دلوقتي، بكرا مش هيخاف ويتكلم... وتجهيزات إيه اللي بتتكلم عليها؟ وإيه علاقتها بالكلام ده؟"
**إبراهيم:** "تجهيزات الفرح، وانتوا مش معزومين..."
وهنا ترد فوزية بقهر وحُرقة قلب: "فرح... فرح إيه وأنا بنتي دمها ما بردش في تربتها؟"
**إبراهيم:** "فرح..."
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
إبراهيم: "فرح... آه فرح، وسميحة الله يرحمها كانت فصل وخلص، والحياة لازم تستمر. إحنا بنجهز لفرح نجاة، ودي تجهيزات لازم نعملها مهما كانت الظروف."
فوزية بقهر وحزن: "فرح؟ إزاي؟ إزاي تفرحوا وابنتي لسه تحت التراب؟ ده مش عدل يا إبراهيم، مش وقت الفرح ده، احنا لسه في الحزن على سميحة."
فيصل بتصميم: "يا عم إبراهيم، مع كل احترامي، بس اللي بتعمله ده مش صح. الدنيا مش هتطير والفرح ممكن يتأجل، على الأقل لحد ما تهدى الأمور وتحترموا الحزن اللي لسه في قلوبنا. احنا أهل، والواجب يحتم علينا نراعي بعض، وده أقل شيء ممكن نطلبه."
إبراهيم ببرود: "الموضوع انتهى، واللي عايز يعمل حاجة يعملها. نجاة هتتجوز والفرح هيكون قريب، وده قراري ومافيش حد له كلمة عليه."
فيصل بنبرة هادئة لكن حازمة: "عم إبراهيم، احنا مش جايين نطلب منك شيء غير العدل والاحترام. بس خليني أقولك حاجة، نجاة لسه صغيرة، ومش مستعدة للجواز. اللي بتعمله ده مش بس هضم لحقها، ده كمان ظلم وعبث بمستقبلها. الدنيا مش هتوقف لو أجلت الفرح لحد ما تكبر وتكون جاهزة."
إبراهيم يضحك بتهكم: "انت بتهددني يا فيصل؟ أنتوا أهل وأهل بتفضلوا أهل، بس احذروا من اللي بتعملوه. الدنيا دوارة، ومش دايماً هتكونوا محظوظين."
فيصل ينظر لإبراهيم بثبات، ثم يلتفت إلى فوزية ويقول: "يا ستي، احنا هنا علشان نحترم ذكريات عمتي سميحة، واللي ما يحترمنا، احنا مش محتاجين نحترمه."
فيصل: "نجاة؟ ده كلام تاني بقى يا عم إبراهيم. انت بتجوز بنت تحت السن القانوني، وده مش بس ظلم، ده كمان مخالفة للقانون. البنت صغيرة ولسه ما عندهاش القدرة إنها تقرر حاجة كبيرة زي دي."
إبراهيم بتحدي: "نجاة هتتجوز وهي على وشك تدخل السن القانوني. وإنت مالك؟ أنا والدها، وأنا اللي أقرر إيه اللي يصلح لها. ومحدش له حق يتدخل في قراراتي."
فوزية بصوت خافت ممتلئ بالقلق: "يا إبراهيم، فكّر في البنت ومستقبلها. مش حرام اللي بتعمله ده؟ خليها تكبر وتقرر بنفسها."
فيصل بجدية: "عم إبراهيم، اللي بتعمله ده مش بس غلط، ده كمان هيتحاسب عليه في الدنيا والآخرة. إنت عارف إن البنت مش مستعدة للجواز، لكن انت مصمم على قرارك. بس خلي بالك، القرار ده ممكن يدمر حياتها."
إبراهيم بغضب مكتوم: "انتوا مش فاهمين حاجة. البنت دي لازم تتجوز دلوقتي، والموضوع منتهي. واللي مش عاجبه، يشرب من البحر."
فيصل ينظر إلى إبراهيم نظرة حادة: "عم إبراهيم، القرار ده مش هيمر بالساهل. احنا مش هنسيب نجاة تضيع قدام عينينا. لو مصرّ على موقفك، يبقى فيه طرق تانية نحل بيها الموضوع. بنتك أمانة، وهنفضل ندافع عنها مهما حصل."
فيصل يتجه نحو الباب، وبعد لحظة من التردد، يلتفت إلى إبراهيم ويقول بحزم: "فكر كويس، لأن الموضوع أكبر من مجرد عناد. اللي بيختار يمشي في الطريق الغلط، لازم يتحمل تبعاته."
فيصل يتجه نحو الباب، مشيراً للجميع بالمغادرة: "يلا نروح، مفيش داعى نبقى هنا أكتر من كده."
في الصباح الباكر، تدخل خيرية غرفة نجاة...
خيرية: "قومي يا ست هانم! هو أنا كل يوم لازم أصحيكي ولا إيه؟ يلا قومي علشان تلحقي تخلصي شغل البيت وتجهزي حالك للناس اللي جاية دي..."
ولكن الصمت يملأ المكان، حتى زاد الشك في داخلها. فذهبت إلى السرير، وهنا تكون الصدمة... وجدت السرير فارغًا. وهنا تصرخ بصوت عالٍ وتنادي على كمال وإبراهيم:
خيرية: "كمال يا ولدي! يا إبراهيم، الحقوا! انخرب بيتنا وانفضحنا يا ولدي!"
يخرج إبراهيم من الغرفة بلباس النوم الصعيدي وملتفًا:
إبراهيم: "إيه؟ في إيه يا ما؟ إيه اللي حصل؟ بتصرخي كده ليه؟"
خيرية: "نجاة مش في البيت، شكلها هربت..."
إبراهيم بصدمة: "هربت؟ يعني إيه هربت؟ وإزاي هربت؟ دورتي كويس في البيت، لتكون هنا ولا هنا..."
خيرية: "دورت يا ولدي، مش في البيت! وهنعمل إيه دلوقتي مع الناس اللي جاية دي؟ هنقول لهم إيه؟ وطت راسنا وفضحتنا..."
إبراهيم: "دا أنا أقطع خبرها وأمحيها من على وش الدنيا، ولا أخليها تعمل فينا كده..."
خيرية: "طب هنعمل إيه دلوقتي؟ البنت دي كانت الحل إن كمال يدخل كلية الشرطة، وبعملتها دي ضيعت مستقبل الواد وعيلتنا وكل شيء..."
إبراهيم بكل حزم وجبروت: "اهدي بس يا ما. أكيد هي مش عملت كده لوحدها، وهتروح فين غير عند ستها؟ متعرفش حد غيرهم... أنا هلبس وأروح ليهم وأجيبها من شعرها وأرجع قبل الناس ما يجوا... متقلقيش."
وبالفعل، يذهب إبراهيم ويركب سيارته ويذهب إلى بيت أهل سميحة، ويصطدم بفيصل على باب دارهم. ليهجم عليه ويمسك برقبته...
إبراهيم: "بنتي فين؟ والله لأربيها، بس مش دلوقتي بعدين..."
فيصل: "بنت مين تقصد؟ نجاة؟ مش هنا والله يا عمي... بس اتفضل جوا، هتفضل واقف على الباب كده؟ ميصحش..."
إبراهيم: "أنا مش جاي أضيف، وخابر زين إن البت عندكم. هي متعرفش غيركم تروح ليه... فبلاش بقى شغل اللف والدوران ده ووسع كده، أنا هدخل أجيبها."
فيصل: "شكلك فهمتني غلط يا عم إبراهيم. نجاة فعلاً كانت عندنا، وجت بيتنا، بس هي دلوقتي مش هنا. علشان كده بقولك تتفضل تشرب حاجة ولا نحضر الأكل عقبال ما تيجي من برا."
إبراهيم: "أنت هتلاعبني يا واد ولا إيه؟ يعني إيه كانت هنا ودلوقتي مش هنا؟ أنت بتخطط لإيه؟ والله ما هرحم حد فيكم... البت تيجي حالاً، ولا أنت حر في اللي هيحصلك."
فيصل: "أنا مقدر اللي أنت فيه، وإنك خايف وقلقان على نجاة مع إنك عارف إنه مش صح، بس أهو عذر والسلام. بس أنا قولتها لك قبل وارجع أقولها لك تاني: ميصحش تهدد وكيل نيابة. وبيتي مفتوح لك أهو، وبدعيك تدخله، وبنتك قلت لك شوية وجاية. ومتقدرش تعملها حاجة وأصل طول ما هي هنا وفي حضوري تمام يا عمي."
إبراهيم باستهزاء: "كل شوية وكيل نيابة... وكيل نيابة إيه يعني؟ بتخوفنا ولا إيه؟ وبنتي وأنا حر فيها، أعمل ما بدالي فيها. أنت مين أنت علشان تمنعني عنها؟ إياك..."
فيصل بكل برود: مشكلتك يا عمي إنك دايمًا متسرع كده... ليا الحق في محاسبتك يا عمي، وأدخل بينك وبينها. ولو اتعرض لها بأي شكل من الأشكال، هضطر آخذ ضدك إجراء قانوني كمان.
إبراهيم بضحك سخرية: ليه؟ أنت مين في البلد علشان تعمل كده وتمنعني إن شاء الله؟ طيب أنا عايز أشوفك بقى هتمنعني كيف.
فيصل: هقولك يا عمي بأي حق همنعك... أصل ستي ونجاة في محكمة الأسرة دلوك، وطبعًا بتوصية مني وشهادتي فادتهم كتير. وقدرت ستي تاخد حضانة نجاة منك، وهي دلوقتي في السكة راجعة. يعني أنت مالكش الحق على نجاة غير بمصاريفها بس، وحق رؤيتها أكيد. ومصاريفها إحنا متنازلين عنها، مش عايزين منك حاجة. ورؤيتها أنا خابر زين إنك مش عايز تشوفها أصلاً، وهتعتبرها وكأنها ماتت مع أمها، صح يا عمي؟
إبراهيم بقوة: أنت أكيد بتكذب... إزاي دا يحصل وأنا ما عنديش خبر وما وافقتش عليه... هي فعلاً لو عملت الحكاية دي قبل، ما كانتش تفرق معايا. لكن الحين ليها عازة وفايدة، وهتعملها، ولازم تعملها، وإلا أقتلها وأقتلك. أمال أنا سكت على اللي حصل في الدار نهار العزا ليه؟ علشان الحوار دا يكمل، ومش هسمح بحد مهما كان يبوظه ويوطي راسي كده في الطين. أنتو ما تعرفوش مين إبراهيم حمدان وممكن يعمل إيه...
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
**فيصل:** "يا عمي اهدى شوية، وتعالى نكمل الكلام جوه ونشوف حل وسط. بلاش تهديدات، الموضوع ده جاب معايا نتيجة عكسية."
**إبراهيم:** "البنت أنا هاخدها وأرجع بيها للدار، وتقابل العريس وتتجوز ونخلص منها. وتضمن مستقبل كمال، وده مفيش فيه نقاش. بالرضا أو بالغصب هيحصل."
**فيصل:** "تاني جواز يا عمي؟ أنا مش ضد جوازها والله، ممكن نأجل الفرح لحد ما تتم السن القانوني. وبعدين، إنت معندكش مانع تبيع بنتك علشان خاطر حاجة انت شايفها في مصلحة ولدك... لو سمحت لي يا عمي، انت مش فرق معاك التعليم اللي اتعلمته، ومش فرقت بحاجة عن الجهلة اللي بيبيعوا بناتهم صغار لأي راجل يدفع أكتر... وكمان، إيه اللي سكت عنه، واللي حصل في دارك يوم العزا؟"
**إبراهيم:** "مش إنت اللي تحدد أنا أعمل إيه مع بنتي وأعاملها إزاي. وبعدين كلامك ده محسسني إني هرميها ولا هجوزها أي جوازة والسلام. ده أنا هجوزها لعقيد في الداخلية مش أي حاجة يعني... وبعدين إنت خابر زين اللي حصل في الدار وقت ما كمال شافكم واتخانق معاكم، بس أنا ما اتكلمتش علشان أمشي الجوازة دي."
**فيصل:** "ما قولتلك يا عمي، الحضانة بقت معانا، وده بيمنع حقك فيها. وبعدين يا عمي، بعيد عن كلام كمال اللي غلط ومش صحيح، بس انت اخترت في وقتها تتغاضى عن شرفك علشان جوازة مصلحة... تعرف يا عمي إنك كل ما ده بتصدمني فيك أكتر، وأشفق على عمتي ونجاة كيف كانوا عايشين معاك."
**إبراهيم:** "الجوازة دي بروحكم فاهمين... ما تنساش يا فيصل إن الدنيا دوارة... إنت بتحاربني بالقانون، وأنا كمان هحاربك بيه، والشاطر اللي يضحك في الآخر."
ركب إبراهيم سيارته ومشي، وبعد فترة جات نجاة وفوزية للدار.
**فوزية:** "واه، إنت لسة هنا وما سافرتش يا ولدي... خير إن شاء الله، أكيديه هتتأخر."
**فيصل:** "أيوة يا ستي، كنت مسافر بس قابلت عم إبراهيم على الباب. قال كلام أنا مش مطمئن ليه، وكنت مستني أطمن عليكم وأمشي على طول..."
**نجاة بخوف:** "أبوي جاه هنا... أكيد عصب من اللي إحنا عملناه، ومش هيسكت..."
**فيصل:** "مالك خايفة أكيديه؟ إنتي معاكي أمر من المحكمة إنه ملوش صلاحية بيكي، وما يقدرش يتعرضلك..."
**نجاة:** "انت بعلمك أبوي يفهم الكلام ده... ويقتنع بيه؟ أكيد لا..."
**فيصل:** "غصب عنه لازم يفهم ويستوعب. وخوفك ده هيخليه يعمل ما بداله فيكي. ما تخافيش، فات الكتير يا بنت عمتي، وما بقى إلا القليل... يلا الحمد لله على سلامتكم. أنا همشي، وابقوا طمنوني عليكم."
ودع فيصل أهله وخرج. وهو في محطة القطار، استلم مكالمة ورد عليها.
**فيصل:** "ألو... إزيك يا واطي، دلوقتي ما افتكرتني وتتصل بيا..."
**مهران بصوت جدي:** "إنت فين دلوقتي يا فيصل؟"
**فيصل:** "في إيه يا بني؟ مال صوتك أكيديه قلقتني..."
**مهران:** "إنت خابر لولا إنك دفعت لي وصاحبي ما كنتش اتكلمت واصل... تعرف حد اسمه إبراهيم حمدان؟"
**فيصل:** "أيوة، ده جوز عمتي. ماله، في إيه؟"
**مهران:** "ليه كان عندنا هنا في المركز وقدم بلاغ إنك خطفت بنته ليلة قراءة فتحتها علشان اتقدمت قبل أكيديه ورفضك، وجاب شهود على الكلام ده. وكمان معاه توصية عالية جدا من عقيد بالداخلية... وهو دلوقتي معاه ضباط بأمر ضبط وإحضار ليك..."
**فيصل بذهول:** "دلوقتي خرج من عندك من المركز دلوقتي على داري؟"
**مهران:** "أيوة يا فيصل... إنت فين بقولك؟"
قام فيصل بإغلاق الهاتف وهم مسرعاً إلى أقرب سيارة، وركبها وعاد سريعاً إلى الدار. لما وصل، لقى مشهد صعب جداً؛ لقى ضابط ممسك بيد نجاة بقوة ويسحبها رغماً عنها للخروج من الدار، وهي بتبكي وتمسك بجدتها وتأبى الذهاب معهم، في ظل توبيخ إبراهيم لها وتوجيه اتهامات وألفاظ صعبة للغاية.
فيصل هرع نحو نجاة، محاولًا التدخل، لكنه لقى نفسه محاصر بين نظرات التهديد من الضابط وأوامر إبراهيم الصارمة. حاول يتحدث إلى الضابط، متجاهلاً توبيخات إبراهيم التي كانت تصم الآذان.
**فيصل:** "إيه اللي بتعمله ده يا حضرة الضابط؟! دي بنت عيلة، ومكانها هنا، مش هتمشي من هنا ضد إرادتها."
**الضابط (بصوت حازم):** "البلاغ اللي عندنا واضح، والإجراءات القانونية متاخدة. مفيش نقاش، لازم تيجي معانا، وأي محاولة للتدخل هتعتبر عرقلة للعدالة."
كان فيصل يعرف أن الموقف خطير، وأن أي خطأ صغير قد يؤدي إلى نتائج كارثية. لكنه لم يكن يستطيع الوقوف مكتوف الأيدي ومشاهدة نجاة تُسحب من بيتها بهذه الطريقة. اقترب من نجاة محاولاً تهدئتها.
**فيصل (بهدوء):** "متخافيش يا بنت عمتي، مفيش حد هيقدر ياخدك بالقوة. أنا هنا ومش هسيبك لوحدك."
لكن نظرات إبراهيم القاسية لم تكن تسمح بأي مساحة للتفاوض. أصر على تنفيذ ما يراه "الصواب" في عينه، متجاهلاً صرخات قلب ابنته وتوسلاتها.
**إبراهيم (بصوت غليظ):** "كفاية دلع يا نجاة! ده عريس جاي من الداخلية، يعني مستقبلك مضمون. إنتي مش شايفة مصلحتك، وأنا هنا علشان أخد القرار الصح ليكي."
الضابط شد نجاة من يدها بقوة أكبر، وكانت تبدو وكأنها تكاد تنهار من الخوف والارتباك. نظرت إلى فيصل بعيون مليئة بالرجاء، وكأنها تطلب منه أن يفعل شيئًا. في تلك اللحظة، شعر فيصل بشيء يتغير داخله. لم يعد الأمر مجرد صراع قانوني أو عائلي، بل أصبح مسألة حياة أو موت لنجاة، التي عاشت حياتها تحت سلطة والد متعجرف لا يعرف الرحمة.
قرر فيصل أن يخاطر بكل شيء. انتزع هاتفه بسرعة واتصل بمهران، آملاً أن يكون الأخير ما زال في المركز.
**فيصل (بصوت مضطرب):** "مهران، الموضوع عن السيطرة. نجاة بيتسحبوا بيها دلوقتي من الدار، لازم حد يتدخل قبل ما الأمور تسوء أكتر."
**مهران:** "هدى نفسك يا فيصل. أنا هتصرف، لكن مفيش وقت ضايع. خليك مركز على نجاة وما تسيبهاش لوحدها."
بعد المكالمة، قرب فيصل من الضابط تاني، محاولاً يهدئه بحكمة.
**فيصل:** "يا حضرة الضابط، إنت عارف إن القانون لازم يتنفذ بالعدل، بس كمان في إنسانية. البنت دي تحت حضانتنا، وأي تحرك من غير احترام الإجراءات ممكن يعرضكم لمشاكل قانونية. أنا مش بطلب منك غير إنك تديها فرصة تتكلم وتوضح موقفها."
الضابط نظر لإبراهيم بتردد، ثم نظر لفيصل اللي كان باين عليه الصدق في كلامه. للحظة، الضابط حس بتردد، لكنه ما كانش متأكد إيه اللي لازم يعمله.
فجأة، دخلت فوزية، جدة نجاة، للمشهد وهي تصرخ بحرقة قلب الأم.
**فوزية:** "سيبوها، دي لسة طفلة! إزاي تقدروا تشدوها كده قدامي وأنا واقفة مش قادرة أعمل حاجة؟! دي حياتها ومستقبلها اللي بتلعبوا بيه. إبراهيم، إنت ازاي بتسمح بحاجة زي دي تحصل؟"
بكلمات فوزية المؤثرة، خيمت لحظة من الصمت على المكان. الضابط، متأثرًا بالعاطفة الجياشة في كلمات فوزية، قرر يوقف الإجراء مؤقتًا.
**الضابط:** "طيب، أنا هوقف الإجراء مؤقتًا، لكن لو حصل أي مشكلة، المسئولية كلها عليكم. لازم تتحركوا بسرعة وتثبتوا كلامكم."
فيصل، برغم قلقه العارم، حس بشعاع أمل. أخذ نفسًا عميقًا، والتفت نحو نجاة.
**فيصل (بهمس):** "أنا هنا جنبك، ومش هسيبك. هنتصرف ونحل الموضوع ده مع بعض."
في اللحظة دي، إبراهيم كان زعلان من تراجع الضابط، لكنه كان عارف إن الموضوع لسة ما انتهىش. كان بينظر لفيصل كأنه خصمه اللدود، وقرر إنه ما هيسيبش المعركة دي لغاية ما ينتصر فيها. أما فيصل، فكان عارف إن الطريق هيكون صعب، لكنه كان مستعد لمواجهة كل التحديات عشان يحمي نجاة.
بدأت الأحداث تتسارع، وكل الناس عارفين إن المواجهة الحقيقية لسة ما بدأتش. كل اللي في الأمر إن فيصل ونجاة دلوقتي في سباق مع الزمن، وهيحتاجوا لكل ذرة قوة وإصرار عشان يواجهوا اللي جاي.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فيصل لَمح لفوزية: "هاتِي ورقة الحكَم يا ستي اللي جبتيها النهاردة من المحكمة."
فيصل للضابط: "حضرتَك، أنا وكيل نيابة، وده الكارنيه بتاعي يعني عارف القانون كويس، وعُمري ما هخاطر بمستقبلي وشغلي بالطريقة دي، فأرجوك بس تهدأ وتفهم الوضع بعقلانية مش أكتر."
إبراهيم بانفعال: "يا حضرة الضابط، دول بيضحكوا علينا وعايزين يكسبوا وقت، أنا عايز بنتي اللي خطفوها من حضني علشان يجوزوها بالعافية مني، وبيهددوني بسلطة وكيل النيابة عشان محدش يسألهم."
فيصل: "حضرتك، الاتهامات دي كلها كيدية، وهو عايز يفرض عليها جواز غصب وهي تحت السن القانوني. حضرتك لو أنا خاطفها أو عايز أتجوزها غصب، مش كنت أخذتها معايا وسافرت بيها؟ كنت هاسيبها هنا في بيت جدتها وامشي؟ وكمان، أنا قلت إنها تحت السن القانوني، وأنا راجل قانون، فهعمل كده إزاي؟ بس لو حضرتك تسمع من نَجاة بنفسها، تعرف الحقيقة..."
الضابط بص على إبراهيم وبص على فيصل، لقى إن نَجاة خايفة من أبوها، وواقفِة ورا فيصل كأنه أمانها. وهنا فهم الضابط إن في حاجة غلط وقرر يسمع من نَجاة عشان يعرف الحقيقة.
الضابط: "طيب يا آنسة نَجاة، الكلام اللي أبوكي بيقولُه صح ولا لا؟"
إبراهيم تدخل وقال: "مش شايف خايفة إزاي؟ أكيد مهددة. واللي هتقوله مش هيبقى صح. إنت هتسمع منها وهي لسه قاصر وأنا أبوها؟ والحاجات دي تتعمل في القسم مش هنا!"
فيصل بغضب: "قسم إيه؟! إنت عايز تدخل بنتك القسم وسط المجرمين؟ إنت أب إزاي!"
الضابط بحزم: "يا أستاذ إبراهيم، ما تمشيش الأمور بالطريقة دي. لو كلمتني بالطريقة دي تاني، هحبسك 24 ساعة بتهمة إزعاج السلطات. وأما بخصوص خوفها، فأنا متفق معاك. بس مش منك؟ باين عليها الخوف منك إنت. فخليني أسمع من نَجاة، وما تخافيش من حد، احكيلي الحقيقة."
نَجاة بدأت تحكي عن اللي عمله أبوها من حرمانها من التعليم وسوء معاملتها، وإنه كان عايز يجوزها لرجل في سن أبوها عشان مصلحته. وإنها راحت المحكمة بدري، وأخذت حكم الحضانة لجدتها فوزية، وده السبب اللي خلاها هنا.
فوزية قدمت ورقة الحكم، وفي الوقت ده جال الضابط مكالمة من رئيس فيصل في النيابة، أكد فيها إن فيصل أخذ إجازة يومين عشان حالة وفاة في عيلته، وكان المفروض يكون في الطريق للمكتب.
الضابط: "انت كنت جاي منين؟"
فيصل: "من محطة القطر، كنت مسافر شغلي، لحد ما حد من الجيران اتصل بيه وقال لي إنكم هنا، ودي تذكرة القطر اللي كنت حاجزها."
الضابط شاف التذكرة، وتأكّد من صحتها وقال...
الضابط: "تمام، أنا آسف على اللي حصل. بستأذن..."
إبراهيم بغضب: "بتستأذن إيه؟! انت هتسيب البت؟ عرفوا يلعبوا بالورق وأجبروها تقول أي كلام. البت لازم ترجع معايا."
الضابط: "محدش لعب بالورق، والبت معاها حكم محكمة. لو عايز، تقدر ترفع قضية حضانة. غير كده أنا ماليش دعوة."
إبراهيم بغضب: "مفيش لعب بالورق؟ دا أنا إبراهيم حمدان، والبت دي هاخدها غصب عن أي حد."
إبراهيم مسك نَجاة من إيدها بالقوة وجرها، لكن فيصل والضابط اعترضوه.
الضابط بحزم: "إنت بتعمل إيه؟ أنا قلتلك البت مش هتاخدها، وخصوصًا بالطريقة دي."
إبراهيم: "هاخدها يعني هاخدها."
الضابط أشار للعساكر اللي معاه يمسكوه وقال بتحدي: "خليك عندي بقى 24 ساعة بتهمة إزعاج السلطات. نشوف مين هيعمل إيه بعد كده."
فيصل: "حضرتك، عايز أعمل محضر باللي حصل وإقرار بعدم التعرض لنجاة."
الضابط: "هنعمل المحضر والإجراءات كلها في القسم."
وبالفعل، راحوا القسم وحرروا المحضر. وعند خروجهم، سمع فيصل صوت إبراهيم وهو بيهدده: "مخلصتش هنا، الدنيا دوارة، وهتجيلي بنفسك يا فيصل."
فيصل كان متوتر لكنه حاول يبان هادي قدام نَجاة وجدتها. ابتسم وقال: "ما تخافيش يا نَجاة، الأمور هتتحل."
بس تهديدات إبراهيم كانت رنّانة في دماغه. عارف إن المواجهة ما انتهتش. وفي المساء، جلس مع فوزية اللي كانت قلقة وقالت: "فيصل، أنا مش مرتاحة. إبراهيم مش هيهدى بسهولة."
فيصل رد عليها بثقة: "عشان كده هنروح النيابة بكرة ونتأكد من كل الإجراءات، وهنطلب حماية قانونية لنجاة."
نَجاة بصوت خايف: "أنا خايفة يا فيصل... خايفة يرجع ويأذيني."
فيصل قرب منها وقال بحنان: "ما تخافيش، أنا هنا علشان أحميكي."
في الليلة دي، فيصل اتصل بصديق ليه في الأمن وطلب تأمين البيت ووضع حراسة.
وفي الصباح، جاله اتصال من النيابة إن إبراهيم رفع عليه قضية تزوير. رغم إنه عارف إنها كذب، بس الأمور بدأت تتعقد أكتر.وعند شروق شمس اليوم التالي، صحِي فيصل على صوت التليفون. جاتله مكالمة من النيابة، قالوله إن إبراهيم رافع عليه شكوى، متهمه فيها بالتزوير واستغلال السلطة. مع إن فيصل كان عارف إنها محاولة يائسة، بس بعد ما قفل المكالمة، حط التليفون جنبه وخد نفس طويل. بَص حواليه، لقى البيت هادي بطريقة مريبة، كأنها الهدوء اللي قبل العاصفة. كان متأكد إن إبراهيم مش هيقف عند كده، وإن التهديدات مش مجرد كلام فاضي. كل لحظة كان حاسس بثقل المسئولية اللي على كاهله، لكن لازم يكون قوي عشان نجاة وفوزية.
قعد على الكنبة، وحاول يرتب أفكاره ويخطط للي جاي. همس لنفسه: "مفيش مجال للغلط." بعدها قرر يتصل بمحامي شاطر ياخد رأيه في إزاي يرد على الاتهامات الباطلة دي.
وفي نفس الوقت، كانت شمس الصبح بتتسلل من الشباك، معلنة بداية يوم جديد مليان تحديات. أدرك فيصل إن الطريق قدامه طويل وصعب، بس كان في شعور داخلي بيشجعه إنه يكمل ويواجه، حتى لو المواجهة مع إبراهيم لسه بادئة دلوقتي.**فيصل:** إزيك يا مهران؟ عامل إيه؟ سمعت باللي حصل؟
**مهران:** الحمد لله زي الفل. وانت عامل إيه؟ أيوه سمعت، ما أنا اللي اتصلت برئيسك بالنيابة عشان يكلم الظابط يومها، بس إيه الجديد؟ حصل حاجة تانية؟
**فيصل بدهشة:** بجد انت اللي عملت كده؟! وأنا أقول الرئيس عرف منين!! تسلم يا صاحبي، بس أنا محتاج منك خدمة...
**مهران:** إحنا إخوات يا فيصل، أنا مقدرش أنسى وقفتك معايا أيام الكلية. اعتبر اللي عملته ده دين عليا وردته. قولي بقى، عايز إيه؟
**فيصل:** إبراهيم ده قدم بلاغ فيا، بيقول إني مزور ومستغل منصبي. أنا عارف إنها اتهامات باطلة، إنما هو بيحاول يشوف هيوصل لإيه. بس أنا محتاج محامي شاطر يمسك القضية، وكمان قضية نجاة.
**مهران:** إزاي يعني يقدم بلاغ زي ده ضدك إنت؟ هو اتجنن ولا إيه؟ متقلقش، أنا هتصرف. وبالنسبة للمحامي، أنا أعرف واحد شاطر جدًا، هكلمه ونشوف هنعمل إيه.
**فيصل:** تمام، بس يا مهران ماينفعش يبقى في مجال للخطأ، فاهم؟
**مهران:** فاهمك، متقلقش.
بعد ما خلص المكالمة، دخلت عليه نجاة لابسة فستان أسود وحجاب أسود، عشان لسه في الحداد على أمها. كانت مفزوعة وهي بتقول...
**نجاة:** أبيه فيصل، إيه الناس اللي هنا من الصبح دي وبيعملوا إيه؟
فيصل يبص لها منبهر من جمالها، ويفكر إمتى كبرت البنت اللي كانت بتجري في البيت. اتفاجئ إنه مسحور بيها. يفوق على صوتها وهي بتكرر السؤال...
**فيصل:** واه واه مالك قلقانة ليه؟ دول بتوع شركة التأمين، جايين يأمنوا البيت. إنتِ عارفة أنا شغلي مش هنا ومش دايمًا موجود، فبحاول أطمن عليكم.
**نجاة بقلق:** كل ده بسبب أبوي، صح؟ والله قلت لستي إني أمشي له وأخلص بدل ما يعذبني ويعذبكم معايا... هو مش هيسيبني إلا لما يعمل اللي في دماغه.
**فيصل بيلمس كتفها برفق:** متقلقيش من حاجة، ركزي بس في دراستك. متنسيش وعدك لعمتي الله يرحمها.
**نجاة ببكاء:** هي فين عمتك دلوقتي يا أبيه؟ ياريتها كانت معايا، والله وحشتني. وجودها كان بيديني قوة...
**فيصل بحنية:** اهدي يا نجاة وادعيلها. إحنا كلنا معاكي، ومش عايز أشوف دموعك دي تاني. ركزي على مذاكرتك، امتحاناتك قربت... قوليلي عايزة تدخلي إيه؟
**نجاة بحماس:** عايزة أدخل كلية تجارة إدارة أعمال... أو طب نسا وتوليد.
**فيصل باستغراب:** دي حاجة في الغرب وحاجة في الشرق يا بنتي، إيه جاب لجاب؟
**نجاة:** أبوي عنده الأراضي، وأنا عايزة أثبتله إني أقدر أشتغل معاه، وأطور الشغل. ومن ناحية تانية، نفسي أساعد الستات في بلدنا وأوعيهم. بس كله أحلام مش هتحقق...
**فيصل:** انتِ زينة أوي يا نجاة، والحمد لله طلعت مش زيهم. حلمي زي ما هو حلمك، وأنا معاكِ لحد ما يتحقق. مش مهم أبوكي يفكر إيه، المهم انتِ تفضلي قوية.
**نجاة بخجل:** وذنبك إيه تشيل كل ده؟ ده شغل أبوي مش شغلك.
**فيصل بغضب:** واه واه! انتي اتجننتي؟ أنا راجل البيت بعد جدي، وكل حاجة عليا. إيراد الأرض من ورث أمك ليكي، وأنا من هنا ورايح هحولهولك، ومصاريفك كلها عليا، مش عايز أسمع الحكي ده تاني.
**نجاة بخوف طفيف:** حاضر يا أبيه، خلاص.
**فيصل:** مالك بتهتي كده؟ ليه عرقتي؟
**نجاة:** أصل حضرتك أول مرة تتعصب عليا، وأنا مش متعودة على كده...
**فيصل بهدوء:** مش قصدي أتعصب عليكي، بس أنا راجل البيت هنا. مش عايز أسمع حاجة عن مصاريفك تاني، مفهوم؟
**نجاة:** حاضر يا أبيه.
وبعد ما خرجت نجاة من الغرفة، فيصل وقف يفكر فيها. يسرح في ملامحها. يبتسم وهو فاكّرها، إلا إن وعد دخلت عليه بابتسامة:
**وعد:** إيه يا فيصل، سرحان في إيه؟ ولا في مين؟
**فيصل بابتسامة متوترة:** لا مفيش، كنت بفكر في حاجات.
**وعد بنظرة فاحصة:** شكلك بتفكر في نجاة، صح؟ الزمن ده مش بيفوت حاجة على حد.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
↚
وعد طلعت من الأوضة، سايبة فيصل في دوامة من الأفكار والمشاعر المتضاربة. مشيت ورا نجاه اللي كانت واقفة في المطبخ سرحانة في اللي حصل قبل كده...
وعد: بتعملي ايه هني يا نجاه؟
نجاه: بعمل كوبايتين شاي وشوية فايش لبيه فيصل.
وعد: غريبة، كنت لسه عنده ومطلبش مني حاجة ولا قالي حاجة.
نجاه: لا، ماهو انتي عارفة إنه بيحب يشرب الشاي وهو بيشتغل، وكمان بيحب ياكل الفايش جمبه. ومحدش يزعجه طول ماهو مقفل على نفسه في مكتبه.
وعد بابتسامة: وإيه تاني يا نجاه...
نجاه: ويحب العيلة كلها تتجمع ع السفرة، والشاي دايمًا يكون سخن و...
التفتت نجاه لوعد، والضحكة كانت عالية على وشها، لكن فجأة حست بالخجل الشديد...
نجاه: مانتي عارفة زين أخوكي. بتسأليني ليه؟
وعد: صح، فيصل أخويا، وبعرفه كويس، بس أول مرة أشوف حد حافظه كده غير أمي...
اتحرجت نجاه جامد وقالت: مش للدرجة دي، الرك ع العشرة. أنا كنت بجيكم كتير، علشان كده.
وعد: صح، العشرة هي السبب. أنا ليا الله 😂.
نجاه: إنتي مدلعة، علشان كده متعرفيش حاجة. وبعدين، خدّي انتي الشاي والفايش، أنا رايحة أذاكر.
وعد: والله ما ينفع، إنتي اللي هتوديه، وأنا هسبقك الأوضة عشان نذاكر مع بعض.
وتركتها وعد ومشت، رغم إن نجاه كانت بتنادي عليها إنها ما تمشيش. بس وعد مشيت. ونجاه فضلت واقفة، مش عارفة تعمل إيه. الخجل كان مسيطر عليها من كلام وعد ومن اللي حصل قبل كده. وبدأت تفكر: "هو يا ترى فيصل خد باله زي ما وعد لاحظت؟ ولا لأ؟"
فضلت سرحانة في أفكارها لحد ما لقت نفسها قدام باب أوضة فيصل، والشاي في إيديها بيترعش من التوتر. اتنهدت وقررت إنها تدق على الباب.
نجاه: بسم الله... (دقت على الباب بخفة)
فيصل من جوه: ادخلي يا نجاه.
دخلت نجاه بحذر وهي ماسكة الصينية، وحطتها على المكتب قدامه. فيصل كان لسه سرحان في أفكاره، لكن لما شافها، ارتسمت ابتسامة صغيرة على وشه.
فيصل: شكرًا يا نجاه.
نجاه بخجل: العفو يا بيه، لو عايز حاجة تانية قولي.
فيصل: لا، كتر خيرك. خلي الشاي سخن بس.
نجاه: حاضر، هخلي بالي.
طلعت نجاه بسرعة من الأوضة وهي حاسة بقلبها بيدق بسرعة. "إيه اللي أنا فيه ده؟" كانت بتفكر وهي ماشية في الممر. مش عارفة إذا كان اللي هي حاسة بيه ده حاجة حقيقية ولا مجرد وهم. "هو أنا ممكن أكون حبيته بجد؟" السؤال ده كان بيطاردها كل مرة تقرب من فيصل.
في نفس الوقت، فيصل كان ماسك الكوباية الشاي وبيبص فيها وكأنها هتجاوبه على أسئلته الكتيرة. هو نفسه كان محتار. "أنا ليه دايمًا حاسس بحاجة مختلفة لما نجاه تكون حوالي؟" كانت الأفكار دي بتتعبه، خصوصًا إنه مش عايز يظهر ضعيف قدام وعد أو أي حد من العيلة.
وبينما كان الاتنين في دوامة مشاعرهم وأفكارهم، وعد كانت بتراقب من بعيد وهي بتحاول تمسك نفسها من الضحك. "يستاهل اللي بيحصله"، قالت في نفسها وهي متوجهة للأوضة عشان تحضر الكتب للمذاكرة.
بعد شوية، دخلت نجاه الأوضة بتاعتها وحطت نفسها على الكرسي، وهي مش عارفة تركز في أي حاجة. حاولت تمسك الكتاب وتذاكر، بس مخها كان مشغول بفكرة واحدة: "هو فيصل حاسس بي؟"
وعد كانت مستمتعة بالموقف كله. حست إنها المرة الأولى اللي تشوف فيها نجاه وهي متلخبطة كده. كانت دايمًا شجاعة وقوية، بس دلوقتي، خجلها واضح.
وعد بابتسامة: إيه يا نجاه، مش قادرة تذاكري ولا إيه؟
نجاه: لا، لا... قادرة. بس... يمكن محتاجة شوية وقت.
وعد: شوية وقت؟ شوية وقت لإيه؟ علشان تفكري في اللي في قلبك، صح؟!
نجاه احمر وشها من الخجل وقالت بصوت واطي: يا بت ما تتكلميش كده... مفيش حاجة في قلبي!
وعد ضحكت وقالت: آه، أيوة، مفيش حاجة. بس أنا عارفة إن في حاجات كتيرة في قلبك، بس إنتي مش عايزة تعترفي بيها.
نجاه حاولت تغير الموضوع وقالت: خلاص بقى، نذاكر ولا هتفضلي تقولي كلام في الهوا؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
وعد وهي تفتح الكتاب: طيب ماشي، نذاكر... بس أنا عارفة إن اللي في قلبك مش هيسيبك في حالك.
عدت شوية وقت، وهم قاعدين يذاكروا، بس نجاه كانت كل شوية سرحانة في أفكارها.
وعد فضلت تراقب نجاه وهي بتحاول تذاكر، لكن عينها كانت بتتلمع من الحماس، عارفة إن نجاه مش قادرة تركز. بعد شوية، فجأة وعد سابت الكتاب وقالت بضحكة خفيفة:
وعد: يا بنتي، حرام عليكي! إنتي مش بتذاكري ولا حاجة، مخك كله مع فيصل. ما تخلصي وتريحي دماغك.
نجاه بتوتر: إيه يا وعد؟ إيه الكلام ده؟ مفيش حاجة زي ما بتقولي.
وعد بابتسامة مكر: أيوة، أيوة. مش أنا اللي قاعدة سرحانة طول الوقت ومش قادرة تذاكر. خدي نصيحتي: روحي كلميه. ساعات الواحد بيكون محتاج بس إنه يعبر عن اللي جواه عشان يرتاح.
نجاه حاولت تضحك ع الموضوع وقالت: يا بنتي ده أخوكي! أنا مالي وماله؟!
وعد: أيوة، هو أخويا... بس ده ما يمنعش إنك ممكن تكوني معجبة بيه. وبصراحة، شكلك مش قادرة تخبي اللي في قلبك أكتر من كده.
نجاه بصت لتحت، عارفة إن كلام وعد صحيح، بس لسه مش قادرة تعترف. الخجل كان مسيطر عليها، وكلام وعد خلّاها تحس إنها مكشوفة تمامًا. فجأة، وهي قاعدة بتفكر، صوت الموبايل قطع اللحظة. نجاه شافت الرقم ورفعت السماعة بسرعة.
نجاه: ألو... آه يا مي... أيوة، أنا كويسة... هتأخر شوية، لسه عند وعد... تمام، ما تقلقيش، سلام.
وعد باستغراب: مي بتكلمك دلوقتي ليه؟
نجاه: كانت بس بتطمن عليا. عارفة إني قاعدة هنا بذاكر.
وعد: كويس إنها بتسأل. طيب إيه رأيك بقى؟ هنكمل مذاكرة ولا نفضل نلف وندور حوالين الموضوع؟
نجاه بتنهيدة: بصراحة يا وعد، أنا... مش عارفة أقولك إيه. يمكن إنتي صح. يمكن أنا فعلاً معجبة بفيصل. بس ده مستحيل يحصل! هو أكيد مش بياخد باله من حاجة. ده حتى يمكن بيعتبرني زي أخته الصغيرة.
وعد: ومن قالك كده؟ يمكن هو كمان حاسس بحاجة، بس مش عايز يعترف. أوقات الرجال بيكونوا كده، عايزين يبانوا أقوياء ومش عايزين يظهروا أي مشاعر.
نجاه: لا، لا. ده كلامك إنتي. أنا مش مصدقة إن فيصل ممكن يحس بأي حاجة تجاهي. هو دايمًا مشغول بأشغاله ومالهوش في الكلام ده.
وعد: أنا بس بقولك تفتحي قلبك، مش أكتر. الحياة قصيرة، ومافيش داعي تضيعي وقتك في التفكير. اللي في قلبك قولي عليه، وخلّي الباقي على الله.
نجاه ابتسمت بخجل وقالت: يمكن يكون عندك حق، بس مش دلوقتي. لسه مش قادرة.
وعد: مفيش مشكلة. بس خلي بالك من حاجة... مش دايمًا الفرص بتيجي، وأوقات بتضيع من غير ما نحس. فكري كويس.
نجاه بصت لوعد وهي حاسة بامتنان كبير. كانت محتاجة تسمع الكلام ده، حتى لو كان صعب. بعد شوية، قررت إنها تحاول تركّز وتذاكر فعلًا، بس عقلها كان لسه معلق بفيصل، وفكرة إنها ممكن تكون حاسة بحاجة حقيقية تجاهه.
في نفس الوقت، فيصل كان قاعد في مكتبه، بيقلب في الورق قدامه، لكن تركيزه مكنش في اللي بيعمله. فكرة نجاه ما كانتش بتفارق ذهنه. كانت بتظهر قدامه كل ما حاول يشتغل أو يفكر في أي حاجة تانية. "ليه كل مرة أشوفها، بحس بشيء غريب؟" سأل نفسه.
الأسئلة دي بدأت تبقى مزعجة ليه. مش متعود على إنه يفكر في مشاعره بالشكل ده، ومش متعود على إنه يحس بالحيرة دي. بس حاجة واحدة كانت واضحة: نجاه بقت جزء من حياته بشكل أكبر مما كان يتوقع. فكر للحظة إنه يمكن لازم يكون صريح مع نفسه، زي ما كان دايمًا صريح مع الناس اللي حواليه.
وقتها، قرر إنه يقوم من مكتبه ويروح يشوف أخته وعد ونجاه. "يمكن الكلام مع حد يساعدني أفهم اللي بيحصل"، قال لنفسه.
خرج من الأوضة متوجه ناحية أوضة وعد. لما قرب، سمع صوت ضحكهم من جوه. وقف برا شوية، محرج إنه يقطع اللحظة، لكن في الآخر قرر يدق على الباب.
فيصل: ممكن أدخل؟
وعد وهي بتضحك: طبعًا يا فيصل، تعال.
دخل فيصل وبص لنجاه ووعد اللي كانوا قاعدين، لكن عينه راحت على نجاه، واللي فجأة قامت بسرعة كأنها مش عارفة تتصرف.
فيصل بابتسامة: كنت بقول أجي أشارككم الشاي والمذاكرة.
وعد بابتسامة مكر: أهلا وسهلا يا أخويا، بس خلي بالك، الشاي والفايش اللي بتحبهم لسه سخنين.
نجاه خجلت أكتر وقالت بسرعة: أنا هقوم أجيب حاجة من المطبخ.
لكن قبل ما تمشي، فيصل ناداها وقال بهدوء: نجاه... خليكي.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فيصل بصوت هادي: نجاة .. خليكي، هنادي على فاطمه تعمللي شاي وخليني أشوف بتذاكروا إيه ووصلتوا لغاية فين...
نجاة بتوتر: لا لا أصل أنا رايحة الدرس، مي كلّمتني ومستنياني ولازم أمشي دلوقتي...
وتطلع من الأوضة بسرعة وخجلها كان ظاهر عليها، وفيصل واقف يهرش في آخر شعره ويبتسم على كلمة "وعد"...
وعد: إيه يا أبيه فيصل، مش هتقعد تذاكر معايا وتشوف مذاكرتي ولا خلاص عندك شغل ضروري دلوقتي؟
وتحاول تخفي ابتسامتها على مظهره وهو واقف متوتر ومش عارف يعمل إيه...
فيصل: لا مفيش شغل ولا حاجة، أنا كنت جاي أطمن على مذاكرتكم، تعالي وريني عملتي إيه في المذاكرة...
يمسك بالكتب ويقلب صفحاتها وهو مش مركز خالص وباله مشغول، ووعد تحاول تداري ضحكتها بصعوبة...
وعد: إنت كويس يا أبيه؟ شكلك مش مركز، في حاجة شغلاك أو بتفكر في حاجة، أساعدك فيها؟ ولا بتفكر في حد يعني؟
فيصل: ها؟ لا، أبداً، بس القضية اللي معايا شغلاني وعمك إبراهيم كمان وتهديداته مقلقة لي...
إنتِ تعرفي مين مي دي اللي بتاخد عندها نجا الدرس؟
وعد: أيوة أعرفها، بس ليه؟ يعني بتسأل عليها ليه، هي على طول في بالك كدا؟
فيصل: تقصدي مين يا بت؟ وطالما تعرفيها ليه مش بتاخدي درس معاها؟
وعد تحاول تكتم ضحكتها: بقصد القضية يا أبيه، أولا مي دي صاحبة نجاة مش صاحبتي، والمستر اللي بيديهم، أنا مش بفهم منه ولا بحبه، علشان كدا مش باخد معاها الدرس ديه...
فيصل: أمال ليه نجاة بتاخد معاه وهي بتفهم منه وإنتِ لا؟ ولا يكوني بتدلعي ولا بتذكري ولا حاجة...
وعد: والله أبداً يا فيصل، نجاة اسم الله عليها مش بتحتاج شرح أوي، أما أنا عايزة حد يشرحلي كتير وبالتفصيل علشان أفهم، والبت مي دي مبحبهاش، عيلة ملزقة كدا، هي وامها وأخوها كلهم كدا ملزقين...
فيصل بعصبية: أخوها؟! هي نجا بتاخد عندها الدرس في البيت وأخوها بيكون موجود؟
وعد بتوتر: أهدى يا فيصل، هو مش دايماً بيكون موجود، وبعدين دا أصغر مننا بسنة ولا حاجة يعني، وبعدين نجاة مش تسمح لحد يتطاول عليها، وهو أصلاً زي ما قولتلك مش دايماً بيكون موجود...
فيصل: والله أنا لسه هستنى لما يتطاول عليها وهي تسمح ولا لا؟ فين بيت اللي اسمها مي دي؟... أنا غلطان إني سبتلها السايب في السايب أكديه.
وعد بخوف من عصبية أخوها: اهدى يا فيصل، مش أكديه، واعقل كدا وشوف إنت بتقول إيه وعلى مين، ها...
فيصل بعصبية زياده: بقول إيه يعني؟ وعلى مين إيه؟ مش الحقيقة الغلطة غلطي من الأول. انجزى وقولي البيت فين...
وعد بخوف: عارف بيت عمك أبو سالم؟ ...وهنا اغتاظ فيصل أكتر من سماعه الاسم فقط.. كملت وعد كلامها: هو بقى البيت اللي بعده ببيتين على الشمال...
يطلع فيصل وهو ماسك طرف جلابيته الصعيدية والعصبية زي الشرارة بتنط من عينيه، وتجرى وراه وعد وتحاول تهديه...
وعد: بالله عليك يا فيصل، اهدى... طب بقولك، استنى، أنا جايه معاك...
لكن هو مش سامع منها حاجة، وكمل وخرج من الدوار وركب عربيته وطار بيها على بيت مي. عند الوصول للبيت شاف اللى زاد عصبيته أكتر لدرجة إنه مبقاش شايف قدامه...
نجاة واقفة على باب الدوار والمدرس واقف قدامها وحاطط إيده على كتفها. لمح أخو مي وأبوها قاعدين في المندرة. نزل من العربية وجرى على نجاة...
فيصل وهو يمسك بيد نجاة بقوة: إنت واقفة أكديه ليه؟ مش الدرس خلص، مش رجعتي على البيت ليه على طول؟
وينظر للمدرس بغيظ وعصبية لدرجة إنه المدرس نفسه توتر من نظرات فيصل...
وجرّ نجاة للعربية ورماها بداخلها بقوة وساق راجع للبيت. وأول ما وصل فتحت نجا باب العربية وطلعت تجري على الدوار...
نجاة ببكاء: ستي... يا ستي.
ويدخل فيصل وراها وينادي عليها: بت يا نجاة... انتي يا بت تعالي هنا...
تستخبى نجاة ورا ستها فوزية...
فوزية: إيه؟ في إيه مالكم صوتكم عالي أكديه ليه؟ وانتي مالك بتعيطي وخايفة كدا ليه؟
فيصل: والله ما أعرف، اسأليها، شوفي الست هانم وعمايلها معانا.
فوزية: في إيه يا نجاة؟ إيه اللي حصل؟ حد فيكم يحكي وينطق.
فيصل بعصبية: الست هانم رايحة تاخد درس في بيت فيه رجالة، ومش بس كدا، لا كمان واقفة مع راجل في الشارع وحاطط إيده على كتفها وهي واقفة ساكتة... بصي يا بت، إذا كان أبوكي معودك على كدا علشان ترضي صحابه لما يجوا الدار، احنا معندناش الكلام ديه فاهمة؟ وإذا مكنتيش تعرفي الصح من الغلط، ملكيش خروج من الدوار خالص. فاهمة؟ أما توطي راسنا وتجيبلنا الكلام، اهو دا اللي مش اسمح بيه طول ما أنا عايش على وش الدنيا، سامعة؟ قولي حاضر...
فوزية بصوت عالي: اخرس! أخص عليك! إيه اللي انت بتقوله ديه؟ انت اتجننت ولا إيه؟ أنا ربيتك وعلمتك على كدا؟ يا خسارة تربيتى فيك، يا فيصل، بقى دا كلام تقوله على بنت عمتك، رباية إيدينا احنا مش أبوها! أخص، غور من وشي، مش عايزة أشوفك قدامي...
فيصل باستغراب: بتشخطي فيا أنا يا ستي علشانها؟ بتشجعيها يعني؟ ولا إيه؟ بقولك أنا شفت الرجالة اللي في الدوار بعيني دول، وشفتها وهي واقفة في الشارع والراجل حاطط إيده على كتفها! وبعدين أختي اللي تربيت إيدينا صحيح رفضت تروح للمدرس والمكان دا بسبب الرجالة اللي في البيت واحترمت نفسها، أما دي فسايقاها علينا ومش هاممها حد خالص ولا عاملة حساب لحد نهائي! وانتِ بدل ما تديها كفين على وشها يعقلوها، بتشخطي فيا أنا يا ستي؟
فوزية: واديك بالجزمة كمان لو مش احترمت نفسك. عيب اللي بتقوله ديه... هي كانت في البيت بتاخد الدرس لوحدها ولا في بنات تانية بتاخد معاها؟ وحتى لو لوحدها، متقولش عليها أكديه! خليت إيه للغريب يقوله؟! وعجبك شكلها كدا وهي بترتعش وخايفة وبتعيط؟ البت دي احنا أخدناها من أبوها وعيلته علشان اللي بتعمله دي. البت دي حرام، خلاص شبعت ضرب وخوف ورعب. أنا أخدتها علشان أعوضها ومش أخليها تعيشهم تاني، فاهم؟ وانت لو مش عاجبك الباب يفوت جمل! أما لو شفتك بتزعق فيها أكديه تاني، متلمش إلا حالك، فاهم؟ البت دي تحت وصايتي أنا، وأنا بس اللي من حقي أحاسبها، مفهوم؟ يلا غور من وشي!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
نجاة من وسط بكائها: استني يا ستي، أنا عايزة أقول حاجة. أولاً، أنا مكنتش لحالي في بيت مي، بناخد درس، كان في معانا 3 بنات غيري أنا ومي، بس أنا لميت حاجتي قبليهم وخرجت وهما كانوا لسه بيلمو حاجاتهم جوه. واسألي وعد لو مش مصدقني، هي عارفة أنا باخد درس مع مين بالظبط. أما الرجالة اللي في الدوار دول، كانوا في المندرة، واحنا بناخد الدرس فوق في الشقة اللي فوق ومعانا أم مي. وهما كانوا تحت. أما الراجل اللي كان حاطط إيده على كتفي كان المدرس بتاعنا، سالنى ليه لابسه اسود فى اسود اكديه وعرف ان امى ماتت وكان بيعزينى ويواسينى وبيقولى انه ممكن يعيد شرح الدروس اللى فاتتنى واكديه وبس ياستى اللى حصل والله اما انا عارفه حدودى ومتربيه زين واذا ابويا بعمايله دى عرفت اصون شرفه وعرضه فاكيد هعمل كدا هنا كمان وانا مش بعمل حاجه غلط وفعلا انا هقعد فى اوضتى ومش خارجه منها تانى مش علشان انا غلطانه لا علشان مش اجيب لنفسي الزعيق والخناق والكلام العفش ديه من هنا لحد السنه ماتخلص هذاكر لحالى ومش عايزه دروس واصل..
فوزية بحنية وهي بتطبطب على كتف نجاة: اهدى يا بتّي، أنا عارفة إنك شاطرة ومش غلطانة. وبعدين إزاي يعني مش هتخرجي ولا تروحي دروسك؟ إحنا عايزينك تنجحي، دي سنة تانية ثانوي مش هزار...
نجاة بتحدي: متقلقيش يا ستي، هنجح وأجيب مجموع، مع إن السنة دي تانية عادية يعني، بس أوعدك هجيب مجموع وهذاكر لوحدي ومش هاخد دروس. أنا وعدت أمي إني إذاكر وأجيب مجموع حلو، ومش هخلي أي حاجة تكسّر الوعد ده. وعن إذنك يا ستي، أنا طالعة أغيّر هدومي...
وطلعت نجاة السلم على أوضتها وهي بتعيط بشدة، وفوزية بصّت لفيصل بخذلان، وقالت: "إنت يا فيصل تطلع منك كده؟ تقول كده؟ اخص عليك وعلى تربيتك! مبسوط إنت كده باللي حصل ديه؟"
فيصل بتردد: "ماهو يا ستي، حطي نفسك مكاني، لما أعرف إن الواد أخو البت مي عيل مش مظبوط، وكمان الدرس جنب بيت أبو سالم، وإنتِ عارفة كويس مين أبو سالم وعمل إيه قبل كده. أروح أجيبها ألاقيها واقفة كده في الشارع مع راجل غريب. أعمل إيه؟ الدم غلي في عروقي! ومن حقي يعني..."
فوزية بعصبية: "لا، مش من حقك. إنت ابن خالها وفي مقام أخوها الكبير يعني سندها! يعني لو شفتها بتعمل حاجة غلط، تكدّب عينيك كمان! إنت عايز البت تفقد الثقة فينا وتخاف مننا؟ المرة اللي فاتت هربت من أبوها وجات لنا، المرة دي هتهرب مننا تروح لمين ولا فين؟ مش كفاية اللي شافته من أبوها والعذاب اللي هناك. أنا بنت سميحة بنتي مش هتتهان تاني ولا يحصل معاها أي حاجة من اللي حصلت ديه. ولحد ما الموضوع ده يتحل، لسانك ما يخطبش لساني يا فيصل، مفهوم؟"
وسابته ومشيت، وتركته في حيرة وتضارب بين مشاعره وكلام سته، مع إنه مش عارف يعمل إيه ولا يصلح الوضع إزاي. لكن في الناحية التانية كانت نجاة في أوضتها بتبكي بشدة، ووعد كانت بتخبط على باب الأوضة وتكلمها، لكن نجاة ما ردتش عليها، مما دفع وعد بعصبية للذهاب لفيصل ودخلت عليه مكتبه فجأة...
وعد: "ممكن أفهم إيه اللي إنت عملته ده؟ وليه أصلا؟ وعجبك كده؟ البت حابسة نفسها في الأوضة بتعيط، وحتى أنا مش عايزة ترد عليا! إنت نسيت إن أمها لسه متوفية ما كملتش أسبوع؟ وأبوها والقضية اللي رفعها والمشاكل وأخوها واللي كان بيعمله فيها! تيجي إنت وتكمل عليها؟ وأنا اللي كنت مراهنة عليك إنك تعوضها! طلعت زيهم، ومش تفرق عنهم. كلكم كده عايزين تسيطروا علينا وخلاص! ولو عملنا أي حاجة نبقى غلطانين من غير حتى ما تسمعونا. إنت بتقول إنك غير عم إبراهيم وكمال؟ لا! إنت بتضحك على نفسك! إنت زيهم بالظبط بس بشكل حضاري أكتر! زي ما عمل عم إبراهيم مع عمته سميحة، جاه وهو في لبس الراجل المتعلم الجامعي، وفي الآخر طلع ميفرقش أي حاجة عن أي فلاح جاهل بيجرّ جاموسته! وعلى فكرة، أخو البت مي مش ملزق ولا بيتعرض لنا ولا حاجة! وأهل البت مفيش أحسن منهم ولا أكثر أدب. أنا قلت كده بس عشان تغير على نجاة وتفهم إنك بتحبها قبل ما تروح منك، بس إنت عملت اللي يضيّعها بإيدك! متجيش بعد كده وتندم!"
وسابت المكتب وخرجت، وفضل فيصل واقف مكانه، حاسس بصاعقة نزلت على دماغه، وتضارب مشاعره بين الغيرة والندم والعصبية، وكلام وعد فتح له حاجات كتير كان غافل عنها...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فضل فيصل يفكر في كلام وعد وكلام سته فوزية ويتكلم مع نفسه: "هو أنا فعلا غيران عليها؟ طب أنا غلطت برد فعلي دا؟ طب أنا ليه عملت كده؟ علشان هي زي أختي ولا حاجه تانية وكنت غيران؟ وممكن فعلا أكون زي عم إبراهيم زي ما وعد بتقول ولا لأ؟ إيه دا؟ أنا مش عارف أعمل إيه والصح فين والحقيقة فين، ومش قادر أحدد مشاعري...".
فجأة يقطعه صوت فاطمة بتنادي عليه للغدا... يطلع فيصل ويقعد على الطبلية ويلاحظ غياب نجاة.
فيصل: "هي أمي فين؟ وباقي العيلة؟".
وعد ترد بعد ما تجاهلت فوزية: "أمي بتأكل جدك جوا... وأبوك انت عارف نزل يبيع المحصول مش هيرجع قبل أسبوع...".
فيصل: "آه... صح أنا نسيت"، وعيونه تحوم حوالين الدار يفتش عن شخص معين.
وعد: "عن إذنك يا ستي، أنا قايمة...".
فوزية: "ماشي يا حبيبتي... ركزي كويس في مذاكرتك".
فيصل: "أنتِ ما كلتيش يا وعد، رايحة فين؟".
وعد: "أنا هجاوبك بس علشان عيونك اللي تعبت من كتر اللف عليها، طالعة أكل مع نجاة فوق علشان مش راضية تطلع من أوضتها".
فيصل: "عيون إيه والكلام دا اللي بتقوليه؟ دا أنا غلطان اللي سألتك! إن شاء الله عنك ما طفيتِ... لسانك بقى طويل يا وعد ودا آخر إنذار ليكي، فاهمة؟".
ويسيبهم ويروح المكتب وهو بيزعق: "عاااايز شاي حالًا...".
تطلع سعاد أم فيصل: "إيه في إيه؟ ماله فيصل ولدي بيزعق كده ليه؟".
وعد: "علشان الحقيقة بتتعب شويه، وابنك طول ما هو ما كبر دماغه كده هيفضل يتعب، والأيام مش هتسيب حاجة لحد...".
وتطلع وعد لغرفة نجاة وتحاول تخليها تاكل... إنما تحت، فيصل في المكتب وتدخل عليه فاطمة بالشاي.
فيصل: "إيه ده؟ فين الفايش اللي مع الشاي؟".
فاطمة: "حضرتك ما قلتليش يا سعادة البيه، هروح أجيبهولك على طول".
فيصل: "هو أنا لازم أقول ولا إيه؟ ما نجاة كانت تجيبه من غير ما أقولها"، وهنا الكلمة ترن في ودنه... فعلا، نجاة كانت تعرف اللي محتاجه من غير ما يقول، ودي أول حاجة لازم يعرفها...
فيصل يبلع الشاي بقرف: "إيه ده يا بنتي؟ ده منظر شاي؟ مين اللي عمل الشاي ده؟".
فاطمة: "الست هانم سعاد يا بيه...".
فيصل بزعيق وعصبية: "يا مااااا... يا مااااا...".
سعاد ملهوفة من المطبخ: "إيه في إيه يا فيصل بتزعق كده ليه؟".
فيصل: "انتِ اللي عاملة الشاي ده يا ما؟".
سعاد باستغراب: "أيوه، في إيه يا فيصل يا ولدي مالك أكده متعصب اليوم؟".
فيصل: "ده شاي يا ما؟ أنا بشربه كده؟ وبعدين فين الفايش اللي معاه؟ انتِ نسيتيني ولا إيه؟".
سعاد: "أنا يا بني أنساك؟ طب إزاي؟ انت ولدي نور عيني... بس انت اللي مش بيعجبك حاجة منا خالص، لازم الست هانم هي اللي عملاها علشان تعجبك. نعملك إيه؟ حتى انت نسيت طعم الشاي بتاع أمك".
فيصل بتردد: "تقصدِ إيه يا ما؟ خلاص يا ما، سبيني دلوكِ أخلص الشغل اللي ورايا وأنا هبقى أعمل الشاي لنفسي...".
كانت نجاة داخلة المطبخ بالصدفة وسمعت حوار فيصل، ونجاة كانت تضحك وتبكي في نفس الوقت. عملت الشاي والفايش وسبتهم لفاطمة تدخلهم لفيصل بس من غير ما تقول إنها اللي عملتهم...
فاطمة تدق على الباب...
فيصل وهو مشغول بالأوراق: "اتفضل...".
فاطمة: "اتفضل يا بيه، الست هانم باعتتلك الشاي والفايش دول وبتقولك إنها خلاص ظبطت الشاي..."، وبتطلع من المكتب.
فيصل يشرب الشاي: "استني يا فاطمة، انتِ قولتي مين اللي عمل الشاي ده؟".
فاطمة بتوتر: "الست هانم يا بيه...".
فيصل بحزم: "أنهى هانم يا فاطمة؟".
فاطمة بخوف من حزمه: "الست وعد يا بيه...".
فيصل بتريقة: "وعد هي اللي عملت الشاي ده؟"، ويرجع لحزمه: "انتِ بتكدبي يا فاطمة، وانتِ عارفة إني مبحبش أكده. اتفضلي، انقلعي من هنا، ملكيش لقمة عيش معانا...".
فاطمة ببكاء: "لا يا بيه، خلاص حقك عليا يا بيه، أنا غلبانة، وماليش غيركم، دا أنا معاكم وأنا عيلة صغيرة...".
فيصل بقوة: "إلا الكذب يا فاطمة وانتِ عارفة، وآخر مرة هسالك، مين اللي عمل الشاي ده؟".
فاطمة من وسط بكائها: "الست نجاة...".
فيصل: "ومقولتيش كده ليه من الأول؟".
فاطمة ببكاء: "والله يا بيه، هي اللي قالتلي مقولكش إنها اللي عملت الشاي، وحلفتني ووصتني بكده يا بيه...".
فيصل باستغراب: "كل ده ليه؟ ما هي متعودة تعملي الشاي، ليه تحلفك علشان ماتقوليش؟".
فاطمة: "يمكن علشان زعلانين مع بعض يا بيه، أنا أمي كده يا بيه، كانت لما تزعل من أبوي الله يرحمه، تعمل الأكل وتخليني أنا أدخله ليه أو الشاي زي دلوق، لأنها زعلانة منه، بس بتبقى عايزة تهتم بيه بردو... وأنا بس سمعت كلام الست نجاة يا بيه، بالله عليك ما تمشينيش من هنا...".
فيصل: "لا خلاص، مش هتمشي، احنا أصلاً منقدرش نستغنى عنك يا فاطمة، احنا خلاص اتعودنا عليكي، بس آخر مرة تكذبي عليا، تعالي قولي كل حاجة، وما تقلقيش، أنا مش هعرف حد إنك قولتيلي ولا حاجة...".
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فاطمة تجري عليه وتحب على يده: "تشكر يا بيه، ربنا يخليك ويعلي مراتبك، قادر يا كريم...".
فيصل ينتشل يده منها: "انتِ إيه اللي بتعمليه ده؟ استغفر الله العظيم، ما تعمليش أكده تاني... ويلا روحي شوفي كنتِ بتعملي إيه...".
تخرج فاطمة فرحانة إنها مش مشيت من عندهم، فهي من عمر 7 سنين وهي بتشتغل عندهم، وحاليًا سنها 20 سنة ومحتاجة للشغل بعد وفاة أبوها... أما فيصل، فكان يفكر في كلام فاطمة إن نجاة عملت كده علشان بتهتم بيه، وحس إن راسه هتنفجر من التفكير، وأخد قرار إنه لازم يحكي مع حد، فطلع لوعد وافتكر إنها عند نجاة، فانتهزها فرصة علشان يشوفها...
فيصل على باب نجاة: "يا وعد، انتِ هنا؟".
وعد: "أيوة يا أبية، اتفضل...".
نجاة تقف وتتكلم مع وعد: "أنا نازلة الجنينه تحت أكمل مذاكرتي، ولابسة عباية واسعة والحجاب على راسي، وكمان هلبس الشال الطويل علشان عارفة إن في غفر برا، وحتى لو مفيش، أنا أكده بعمل كل مرة، قولت أقولك يا وعد علشان تبقي عارفة، ومش ألاقيكي المرة دي جايباني من شعري ولا متهماني بحاجة تانية...".
وتاخد كتبها وتخرج، ولكن...
فيصل بحزم: "تعالي هنا يا نجاة، مش شايفاني واقف ولا إيه...؟".
نجاة وهي لم تلف: "خير يا أبية فيصل، عايز حاجة تانية مني؟...".
فيصل بحزم أكثر يشدها من إيدها ويلفها ليه: "عيب لما تكلمني وانتي مدّياني ضهرك كده، وإيه أبية فيصل اللي بتقوليها دي؟ وعد مش بتقولها، انتي هتقوليها؟ وبعدين إيه عاوز مني حاجة تانية؟ أنا عاوزت أولاني أصلا؟نجاة: معلش يا أبيه فيصل، كنت عايزه أروح إذاكر مستعجله، وبعدين اتعودت أقولك يا أبيه، أصلك ماقولتليش وأنا صغيرة زي ماقولت لوعد، لاختك متقولهاش تاني، سبتي أقولها، فمتجيش دلوق بعد ما لساني أخد عليها وتقول لي بطليها. وحضرتك طلبت مني ما أطلعش من أوضتي وما أخرجش من البيت، ومطلعش من أوضتي دلوقتي إلا لشديد القوي.
فيصل بحنية: يابنتي، أنا ماقولتش الكلام ده ليكي وانتي صغيرة، أنا قولته لعمتي الله يرحمها، وستك، وهما قالولي أسيبك تقوليه عشان تهابي مني وتعملي لي حساب. وأنا مكنتش عايزك تقوليها زي وعد، لإنكم انتو الاتنين معزتكم واحدة عندي. بس عمتي وستك هما اللي أصروا. وبعدين، أنا عارف إني عصبت عليكي الصبح وقلت حاجات مش صح، بس لما أنا بتعصب، مابكونش عارف أنا بقول إيه ولا بعمل إيه. وانتي ما عشرتنيش كفاية يانجاة، لأنك مكنتيش بتشوفيني غير في فترات دراستك، ودي بتكون فترات دراستي أنا كمان، بكون مسافر، ولما برجع، بتكون امتحاناتك خلصت وروحتي. علشان كدا في حاجات فيا انتي متعرفيهاش. بس عايز أقولك إنك زيك زي وعد، ولو كانت وعد مكانك كنت هقول نفس الكلام وهتصرف نفس التصرف.
نجاة محاولة منع البكاء: ونجحوا والله. أمي وستي الحمد لله، بقيت بهابك أهو وبخاف منك، مع إني الأول كنت بحترمك وبعزك، لأن مقامك عالي عندي. كنت بسمع الكلمة علشان زعلك مابيهنش عليا وعلشان بحترمك. أما دلوق، أنا بخاف منك بجد، وهسمع الكلام بدافع الخوف زي ما بعمل مع أبوي وأخويا. وانت بتقول إني زي اختك، تمام، بس لو كانت أختك مكانى كنت هتشكك فى تربيتها كده زي ما عملت معايا فاخلاقها.
فيصل بحزن: إنتي دلوقتي بقيتي خايفة مني يا نجاة؟ ليه؟ كل المعزة وكل اللي حكيتيه دا راح في عصبية واحدة وأول مرة أتعصب عليكي فيها؟ بقيت وحش ويتخاف مني؟ طب بصي، يا بنت الناس، الله يعلم إني أنا ووعد بعاملكم إزاي، ومعزتكم عاملة إزاي عندي، وبعاملكم مش زي باقي الناس اللي بعاملهم. أنا حنيتي كلها عليكم. وحاجة تانية، يا بنت عمتي، أنا قلتلك قبل كده ما تقرنيش بيني وبين أبوكي وأخوكي تاني، مفهوم؟ خليكي يا نجاة، أنا اللي هخرج. أنا كنت جاى أطمئن على إخواتي، وخلاص، اطمنت.
نجاة بقوة وهي توقف فيصل: أنا مش أختك، أنا بنت عمتك، مفهوم؟ متقولش إني أختك دي وابقى اضحك على حالك. وقول إنك مش زي أبويا وأخويا، بس لو قعدت شويه كده وشوفت هتلاقي نفسك زيهم، ما بتفرقش عنهم حاجة.
فيصل بغضب: إنتي عايزة إيه وتقصدي إيه بكلامك ده؟ مرة اتعصبت عليكي، نسيتِ كل مرة كنت بعاملك فيها إزاي؟ من مرة واحدة؟ إنتي ليه قاسية وجاحدة كده؟ ولا نسيتِ أنا بعاملك إزاي وبشوفك إزاي؟ على العموم، مش أنا اللي لازم أقعد مع نفسي. انتي اللي لازم تعملي كده، وواجهي نفسك شويه بأفعالك.
وسابها وخرج من الأوضة، وهي وقعت على الأرض، والدموع تنهمر من عيونها كالشلالات. وتجري عليها وعد وتحتضنها وتقول...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
وعد: "يا نجاة مالك ياختي؟ إيه اللي حصل؟ ليه بتعيطي بالشكل دا؟"
نجاة وهي بتبكي بحرقة: "مش قادرة خلاص يا وعد... تعبني... مش حاسة إن ليه مكان هنا، كل حاجة بقت غلط... حتى أبية فيصل، اللي كنت فاكرة إنه كبيرنا واللي كان على طول حنين، بقى زي باقي الرجالة... بيزعق ويشك فيا."
وعد وهي بتطبطب عليها: "اهدي يا نجاة، دا بس سوء تفاهم، فيصل مهوش كدا على طول، انتي عارفة كتر الضغط عليه هو اللي مخليه يتصرف بالشكل دا."
نجاة وهي تدمع: "مش بس كدا يا وعد، أنا حسيت إني فعلاً بخاف منه... مش عارفة أتعامل معاه، بقى زي سائر الرجالة اللي بيحاولوا يسيطروا علينا... واحنا اللي دايماً بنسكت وبنسكت لحد ما نوصل لنقطة الغليان."
وعد بتزفر بصوت منخفض: "عارفة يا نجاة، الدنيا مش سهلة علينا، والناس بتتغير مع الوقت، بس مش معني إن فيصل غلط مرة يبقى خلاص بقي زيه زي باقي الرجالة. ادي له فرصة يفهمك، ومش لازم تفهمي إن كل كلمة أو تصرف ضدك. انتي قوية، وأنا معاكي... وبكرة هتشوفي الأمور هتتحسن إزاي."
نجاة وهي بتسمح دموعها: "مش عارفة يا وعد، كل اللي عايزاه إني أكون مرتاحة، وأني أعرف أعيش بكرامة."
وعد وهي بتحاول تهدي الجو: "وهتعيشي بكرامة يا نجاة... إحنا اللي بنرسم حدودنا، محدش له علينا حاجة إلا بقدر اللي نسمحله بيه. لو فيصل غلط، هيعتذر... هو مش من النوع اللي بيضيع حق الناس، بس إنتي اللي لازم تعطيه فرصة."
تقوم نجاة تمسح دموعها وتاخد نفس عميق، وبعدين تقول: "طيب يا وعد، خلينا ننزل نشوف أمورنا... وميهمكيش حد تاني."
نزلوا هما الاتنين للجنينة، والهوى العليل بيرطب الجو وبيخليهم يهدوا شوية من توترهم. نجاة ابتدت تجمع أفكارها وهي بتبص للسماء، وحست إن فيه طاقة بتغمرها... يمكن كانت محتاجة الهدوء دا من بدري.
وفجأة، نسمع صوت سعاد بتنادي من بعيد: "وعد، نجاة، تعالوا ساعدوني في ترتيب الغدا."
وعد بصوت مرح: "حاضر يا امى، جايين حالاً."
نجاة تبتسم بخفة وترد: "يلا يا وعد نساعد امى سعاد، ونخلص من دوشة الحاجات دي."
وهما في المطبخ بيشتغلوا وبيساعدوا، تحس نجاة إن الأمور بتهدي شوية، لكن جواها لسه في حاجة مضايقاها... العلاقة مع فيصل مش زي الأول، مش زي ماكانت بتتمنى.
---
في الليل، وبعد ما خلصت كل شغل البيت، قعدت نجاة في غرفتها وهي بتحاول ترتب أفكارها. قعدت تفكر في كل اللي حصل النهارده، وفيصل اللي فجأة بقى عصبي وشكله مش عارف يتصرف معاها صح.
وفجأة بتسمع طرق خفيف على الباب...
فيصل بصوت هادي: "نجاة... ممكن أدخل؟"
نجاة ترد وهي بتحاول تسيطر على مشاعرها: "أيوة... اتفضل."
دخل فيصل وهو متردد، بيبص ليها بحنان واهتمام، وقال بصوت هادي: "أنا عارف إني زعلتك النهارده... وعايز أقولك إن كل اللي حصل كان غلطة مني."
نجاة ترد بقوة: "مش بس النهارده يا أبية، دا بقالنا فترة وكل حاجة بينا مش زي الأول... مش عارفة ليه كل حاجة بقت غلط؟"
فيصل يقرب منها ويقعد جنبها على الأرض: "يا نجاة، أنا فعلاً متأسف... الحياة بتاخدني في دوامات كتيرة، وبنسى إني مش لازم أتعامل معاكم كأني الراجل اللي لازم يتحكم في كل حاجة... بس صدقيني أنا مش عايزك تخافي مني."
نجاة تبص ليه بعمق: "مش عايزة أخاف منك يا أبية، بس اللي حصل خلاني أفكر في حاجات كتير... أنا مش هسمح لحد يتحكم في حياتي بالطريقة دي، مش بعد اللي شفته في الدنيا."
فيصل يهز راسه بموافقة: "معاكي حق يا نجاة، وأنا بوعِدك إني مش هكرر دا تاني. انتِ مهمة عندي، وعمري ما هسمح إنك تبتعدي عني أو تحسي إنك مش في مكانك الطبيعي... بس أرجوكِ ماتخفيش مني، أنا هنا علشانك."
نجاة تاخد نفس عميق وتقول: "أنا محتاجة وقت يا أبية... مش بسهولة أقدر أرجع زي ما كنت."
فيصل بابتسامة خفيفة: "وأنا هديكي كل الوقت اللي تحتاجيه... بس خليكي عارفة إني هنا وجنبك، دايماً."
---
الوقت عدى، والأمور بدأت تهدى شوية في البيت. وعد كانت دايماً جنب نجاة، بتحاول تهديها وتفهمها إنها لازم تعطي الدنيا فرصة إنها تتصلح. أما فيصل، فكان بيراقب من بعيد ويحاول يتغير ببطء، يدي مساحة لنجاة ويخليها تحس إنها متحكمة في حياتها.
وفي يوم، كانت العيلة كلها مجتمعة على العشا. الجو كان مريح، وكل واحد بيتكلم في موضوع مختلف. فجأة، بص فيصل لنجاة وقال بصوت هادي: "نجاة، ممكن بعد العشا نتكلم شوية؟"
نجاة ترد بدون تردد: "أيوة، طبعاً."
بعد العشا، جلسوا هما الاتنين في الجنينة، والهوى العليل بيهفهف عليهم. فيصل كان قاعد بارتياح وبيحاول يفتح كلام: "كنت بفكر في اللي قولتيهلي من فترة، عن الخوف والسيطرة... وحبيت أقولك إني بفهمك دلوقتي أكتر من الأول."
نجاة بتبتسم بخفة: "أنا مش عايزة منك حاجة غير إنك تفهمني يا أبية... مش عايزة تحكم أو سيطرة، عايزة بس أحس إني حرة."
فيصل يهز راسه بتفهم: "وأنا بوعدك، هحترم حريتك، وهحاول أكون سند ليكي، مش مصدر خوف."
الحديث بينهما استمر، وكل واحد فيهم كان بيحاول يفتح قلبه للتاني، علشان يرجعوا علاقتهم لمكانتها الطبيعية.
وفي يوم تاني، كانوا قاعدين في الصالة، وعد بتقول بصوت فرحان: "الجو النهارده حلو، ماتفكري يا نجاة نطلع نتمشى شوية؟"
نجاة ترد بابتسامة خفيفة: "أيوة يا وعد، فكرة حلوة... بقالنا كتير ما غيرناش جو."
طلعوا هما الاتنين يتمشوا في الحديقة الكبيرة اللي قدام البيت، وكانوا بيتكلموا في حاجات خفيفة، لحد ما وعد قالت: "نجاة، عارفة إنك بتحبي فيصل من زمان، بس اللي بينكوا دلوقتي فيه توتر... فكرتي إنكم تتكلموا بصراحة أكتر؟"
نجاة توقف لحظة وتبص لوعد: "ما بيني وبين أبية فيه حاجات كتيرة، يا وعد. حاسة إني مش فاهمة كل حاجة اللي بتحصل حواليا. ساعات بحس إنه لسه بيحبني وساعات بحس إنه بعيد."
وعد ترد بحكمة: "الحب ساعات بيحتاج صبر وفهم. لازم تديه فرصة يثبتلك إنه فعلاً مهتم بيكي."
في اللحظة دي، وصل فيصل من بعيد، وكان سامع جزء من الكلام. دخل عليهم وهو بيحاول يظهر بمظهر هادي: "إنتي دايماً بتعرفي إزاي تشجعيها يا وعد."
نجاة تلتفت ليه بحذر، لكنه قرب منها وقال: "نجاة، عايز أقولك إني ما زلت ملتزم بالوعد اللي قولته ليكي. وهفضل جنبيكي لحد ما تحسي بالأمان مرة تانية."
نجاة تبص ليه بعمق وتقول: "أنا عايزة أثق فيك تاني يا أبية، بس محتاجة وقت... محتاجة أشوف إنك فعلاً بتتغير."
فيصل يهز راسه بتفاهم ويقول: "هتاخدي الوقت اللي تحتاجيه... وأنا هنا، مش هبعد."
الأيام كانت بتمشي ببطء، وكل يوم كان فيه خطوة جديدة بتاخدها نجاة في رحلتها مع فيصل. كان عندها دايماً دعم من وعد وأمها، وده اللي كان بيخليها تحس إنها مش لوحدها.
وفي يوم تاني، قررت نجاة إنها تاخد خطوة كبيرة. راحت لفيصل وقالت له: "أبية، أنا جاهزة أديك فرصة تانية... بس لازم تبقى معايا في كل خطوة، ومافيش حاجة هتتصلح إلا لو كنا مع بعض."
فيصل ابتسم وقال بحنان: "أنا معاكِ يا نجاة، دايماً."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
في الليل، الجو كان ساكت إلا من صوت الريح اللي بتحرك فروع الشجر. البيت كان هادي بعد ما كل الناس نامت، ونجاة كانت قاعدة في أوضتها بتفكر في اللي حصل خلال الأسابيع اللي فاتت. مشاعرها كانت متلخبطة بين خوفها من أبوها إبراهيم اللي حاول يضغط عليها تتجوز واحد كبير في السن، وبين حيرتها في مشاعرها تجاه فيصل. كانت عارفة إن في قضايا بين أبوها وفيصل، وإن الموضوع مش هيخلص بسهولة.
فجأة، سمعت صوت خبط جامد على الباب الخارجي. قلبها اتنفض من الخضة، وقامت بسرعة من السرير. أول ما قربت من الشباك، شافت نور العربيات المصفوفة قدام البيت. وسمعت صوت راجل بينادي من برا: “يا نجاة! يا بنتي افتحي الباب… دا أنا، أبوكي.”
جسمها اتجمد في مكانها، وهي بتحاول تسيطر على خوفها. أبوها إبراهيم رجع تاني، ومش جاي لوحده، جاي مع رجالة كتير. نزلت بسرعة على السلم، وسمعت صوت سعاد بتنادي من المطبخ: “فيه إيه يا نجاة؟”
نجاة ردت بسرعة: “ابويا بره ومعاه رجالة… أنا خايفة يا خالتي!”
سعاد طلعت بسرعة، وشدت نجاة من إيدها: “تعالي ورايا، ما تخافيش. هنتصرف.”
في اللحظة دي، سمعوا صوت باب البيت وهو بيتفتح بالعافية. رجالة إبراهيم اقتحموا البيت، وصوتهم كان عالي وهم بيتكلموا. نجاة مسكت إيد خالتها بإيد مرتعشة، وهم بيتحركوا ناحية الجنينية الصغيرة اللي ورا البيت.
وصلوا الجنينة، وسعاد حاولت تطمن نجاة: “اهدي يا بنتي، مفيش حد هيقدر يأذيكي طول ما أنا موجودة.” فجأة، سمعوا صوت حد بيتحرك من الناحية التانية، وطلع فيصل من بين الأشجار. كان واقف بصلابة وبيحاول يسيطر على الوضع، وقال بصوت قوي: “إبراهيم، انت فاكر إنك هتاخدها كدا؟”
إبراهيم ضحك بسخرية: “إنت مين علشان تقف في وشي؟ دا بنتي وأنا هعمل اللي عايزه.”
فيصل رد بقوة: “بنتك ليها حق تختار حياتها، وانت مفيش ليك سلطة عليها تاني… وأنا هنا علشان أحميها منك.”
إبراهيم اتنرفز وزعق بصوت عالي: “إنت بتهددني يا وكيل النيابة؟ نسيت إني أنا اللي رافع عليك قضية؟!”
في اللحظة دي، خرجت نجاة من ورا سعاد وهي بتقول بصوت مرعوب لكن قوي: “أنا مش هارجع معاك يا أبويا… ولا هتخليني لعبة في إيدك تاني.”
إبراهيم اتفاجئ ببنته وهي بتتكلم معاه بالأسلوب دا، لكن قبل ما يرد، خرج واحد من رجالة إبراهيم بمسدس من جيبه ووجهه ناحية فيصل. الجو كان مكهرب، وكل حاجة كانت بتتحرك بسرعة.
فيصل رفع إيده بهدوء وقال: “بلاش تعمل خطوة تندم عليها، دا مش هينتهي لصالحك.”
لكن الراجل مكنش سامع، وضغط على الزناد. الطلقة انطلقت في الجو بسرعة، لكن فيصل كان أسرع، زاح نجاة وسعاد بسرعة ناحية الأرض، والطلقة عدت من جنبهم.
الجو اتقلب لحالة من الفوضى، رجالة إبراهيم هجموا على البيت، لكن فيصل كان مستعد، وخرج رجالة من ورا الشجر كانوا محضرين للمعركة. التحام سريع حصل، والأرض اتملت بصوت الضربات والصراخ.
نجاة كانت محمية ورا سعاد، بس مش قادرة تسيطر على الخوف اللي بيجري في عروقها. شافت فيصل وهو بيواجه واحد من رجالة أبوها، وبيحاول يسيطر عليه من غير ما يضره. كان واضح إن فيصل مش عايز الأمور توصل للدم.
إبراهيم كان واقف بعيد، ووشه مليان غضب، بيشوف كل اللي بيحصل وهو مش قادر يصدق إن بنته وقفت ضده بالشكل دا. حاول يتحرك ناحية نجاة، لكنه وقف مكانه لما شاف فيصل بيتحرك نحوه بعد ما خلص معركة صغيرة مع واحد من رجاله.
فيصل وقف قدام إبراهيم، وقال بصوت هادي لكنه مليان قوة: “دا آخر إنذار ليك، يا إبراهيم
في الأيام اللي تلت الليلة العصيبة دي، كانت نجاة بتحاول تلاقي لنفسها مساحة من الهدوء، لكنها كانت عارفة إن المواجهة مع أبوها إبراهيم مش هتنتهي بسهولة. إبراهيم كان معروف في البلد بسلطته وفلوسه، وده اللي كان بيخليه يقدر يضغط على أي حد علشان ياخد اللي عايزه. ومن هنا كانت معركة نجاة الحقيقية مش مجرد الهروب من جواز بالإكراه، لكن كانت معركة عشان تتحرر من سيطرة والدها بالكامل.
**في النهار اللي بعده**
قعدت نجاة في الجنينة اللي ورا البيت مع وعد وسعاد، كانت بتفكر في اللي حصل، وبتحاول تستوعب كيف إن أبوها إبراهيم كان مستعد يضحي بيها علشان مصالحه الشخصية. وعد كانت قاعدة جنبها بتتأمل السماء وهي بتحاول تهديها: “عارفة يا نجاة، ساعات الدنيا بتضغط علينا بس علشان تورينا قد إيه إحنا أقوى مما كنا فاكرين.”
نجاة كانت بتبص في الأرض، لكنها رفعت راسها بعد شوية وقالت: “إنتي عارفة يا وعد، أنا عمري ما فكرت إن الأمور هتوصل لكدا. طول عمري كنت شايفة أبويا رجل قوي، لكني مكنتش أعرف إنه ممكن يستخدم قوته ضدي.”
وعد بابتسامة صغيرة: “القوة مش دايماً في العضلات والسلطة يا نجاة، القوة الحقيقة في إنك تقدر تقفي على رجلك حتى لما كل الدنيا تحاول توقعك.”
نجاة هزت راسها وهي بتفكر في كلام وعد، وحست إنها لازم تبدأ تواجه مشاكلها بطريقة مختلفة. لازم تبدأ تفكر في مستقبلها بعيد عن سيطرة أبوها، وعن الحياة اللي كان بيخطط لها.
**بعد مرور أسبوعين**
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
كانت الأمور هديت شوية في البيت، بس المشاكل القانونية كانت لسه موجودة. إبراهيم كان رفع قضية ضد فيصل واتهمه بالتزوير واستغلال منصبه كوكيل نيابة. القضايا دي كانت بتزيد الضغط على الكل، خصوصاً إن إبراهيم كان بيلعب اللعبة دي بذكاء. استخدم نفوذه وعلاقاته علشان يضيق الخناق على فيصل.
لكن فيصل، رغم الضغط، كان هادي وواثق من نفسه. كان عارف إن إبراهيم بيلعب لعبة خطيرة، لكن كان عنده إيمان قوي إن الحق هيظهر في الآخر. في يوم من الأيام، جلس فيصل مع محاميه في المكتب، وبدأوا يناقشوا التفاصيل القانونية للقضية.
المحامي قال بصوت جاد: “يا فيصل، إبراهيم عنده علاقات كتير، وبيستخدم كل وسيلة علشان يضغط عليك. لازم نكون مستعدين لأي تطورات مفاجئة.”
فيصل رد بثقة: “أنا عارف يا أستاذ، بس مفيش أي دليل حقيقي على الاتهامات دي. إبراهيم بيحاول يهددني علشان يرجع بنته، ودي حرب نفسية أكتر منها قانونية.”
المحامي ابتسم وقال: “الورق والقانون في صفك، لكن محتاجين نكون حذرين. إبراهيم مش سهل.”
**في نفس الوقت، في بيت إبراهيم**
إبراهيم كان قاعد في مكتبه، بيشرب شايه وبصص في الأوراق قدامه. كان باين عليه الغضب من فشل خطته الأولى للسيطرة على بنته. هو كان عارف إن رجاله مقدروش يعملوا اللي هو كان عايزه، وإن الأمور خرجت من تحت سيطرته. لكن دا مكانش هيوقفه. كان مصمم يرجع بنته بأي طريقة، حتى لو اضطر يستخدم كل نفوذه علشان يأذي فيصل ويكسره.
أخذ إبراهيم نفس عميق وقرر إنه يستخدم ورقة جديدة. كان عنده خطة إنه يضغط على نجاة بطريقة تانية، مش عن طريق الرجالة أو المواجهة المباشرة، لكن عن طريق نشر إشاعات حوالين سمعتها في البلد. إبراهيم كان عارف إن الكلام ممكن يكون أقوى من أي سلاح، وإنه لو نجح في تلويث سمعتها، هتضطر ترجعله علشان تحمي نفسها من كلام الناس.
**التحرك الجديد لإبراهيم**
في خلال الأيام اللي جاية، بدأت تنتشر إشاعات غريبة في البلد حوالين نجاة. الناس بدأوا يتكلموا عنها، يقولوا إنها هربت من بيت أهلها علشان تتجوز واحد غريب عنها، وإنها مش بتحترم تقاليد العيلة. الكلام كان بيزيد يوم عن يوم، ونجاة بدأت تحس بالضغط ده. كانت كل ما تخرج تحس بنظرات الناس عليها، وتسمع الهمسات اللي بتدور حوالين شخصيتها.
في يوم، نجاة رجعت البيت وهي منهارة، ودخلت على سعاد وقالت: “خالتي، الكلام اللي بيدور حواليا مش سايبني في حالي… الناس بقت تشك فيا وبتبصلي نظرات مش قادرة أتحملها.”
سعاد طبطبت عليها وقالت: “يا بنتي، الناس دايماً بتتكلم، والمهم إنتِ تكوني واثقة في نفسك، وتعرفي إن اللي بيقولوه مش هو الحقيقة. اللي يحبك بجد مش هيسمع كلام الناس.”
لكن نجاة كانت متأثرة جداً بالكلام اللي بتسمعه. كانت بتفكر إنها ممكن تكون مضطرة ترجع لأبوها علشان تخلص من كل الضغوط دي. لكنها كل مرة تفتكر إزاي كان أبوها بيحاول يسيطر عليها، تفتكر إنها لازم تقف وتواجه بدل ما تهرب.
**المواجهة مع فيصل**
بعد فترة من التفكير، قررت نجاة إنها تواجه فيصل وتتكلم معاه عن اللي حصل. راحتله وهو قاعد في مكتبه في البيت، وقالت: “أبية، أنا مش عارفة أعمل إيه… الناس بتتكلم عني وكأني عملت جريمة. مش عارفة أتحمل الكلام دا.”
فيصل بص ليها بحنان وقال: “أنا عارف إن الوضع صعب، لكن إحنا هنعدي المرحلة دي مع بعض. اللي حصل كان بسبب أبوكي، وهو اللي ورا الإشاعات دي. عايزك تضعفي وتستسلمي علشان ترجعي له.”
نجاة بصت لفيصل بحيرة وقالت: “بس إزاي أقدر أواجه كل دا لوحدي؟”
فيصل قرب منها وقال: “إنتي مش لوحدك يا نجاة، أنا هنا جنبك، ومش هسيبك تواجهي أي حاجة لوحدك. اللي بيقولوه مش هو اللي بيعرفك، والناس هتفهم في الآخر إن كل الكلام دا مجرد كدب.”
الكلمات دي كانت بمثابة دعم كبير لنجاة، لكنها كانت عارفة إن الوضع مش هيبقى سهل. إبراهيم كان مستمر في ضغطه عليها، وكانت كل يوم بتحس بثقل أكتر على قلبها.
فيصل بدأ يتحرك بطريقة قانونية للدفاع عن نفسه وعن نجاة في نفس الوقت. قدم شكوى ضد إبراهيم بتهمة نشر إشاعات كاذبة والإضرار بسمعة عائلته. الأمور بدأت تتحول من مجرد نزاع شخصي إلى قضية قانونية حقيقية بين الطرفين.
وفي نفس الوقت، نجاة قررت إنها مش هتسيب إبراهيم يسيطر عليها بأي شكل من الأشكال. راحت لواحد من المحامين وقالت له: “أنا عايزة أحمي نفسي من أبويا… هو مش هيسيبني في حالي وأنا مش عايزة أعيش في خوف.”
المحامي رد عليها بابتسامة: “إحنا هنساعدك يا آنسة نجاة، بس لازم تكوني قوية وتثبتي إنك قادرة على المواجهة.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
**في يوم جديد، في بيت نجاة**
كانت نجاة قاعدة في الجنينة وبتحاول تهدي نفسها بعد كل اللي حصل. فجأة، الباب خبط، وسمعت صوت وعد بتنادي: "نجاة! الحقيني، أبوك جاي ومعاه ناس تاني!"
نجاة قامت بسرعة وهي حاسة إن الأرض بتتهز تحت رجليها. اتجهت بسرعة ناحية الباب ولقت سعاد واقفة بتبص من الشباك وبتقول بصوت متوتر: "يا بنتي، المرة دي جايبن ناس معاهم سلاح... الواد إبراهيم مبيتعلمش أبداً."
نجاة بابتسامة مليانة حزن: "مهو معروف يا خالتي... كل اللي يعرفه هو العنف والسيطرة."
**عند الباب الخارجي**
إبراهيم بصوت عالي: "يا بت، افتحي الباب بدل ما نكسروه... إنتِ عايزة المشاكل ليه؟!"
فيصل وصل في اللحظة دي، وشاف إبراهيم واقف مع رجالة شكلهم مش طبيعي. دخل بين الناس وقال بصوت مليان هدوء: "إبراهيم، إنت ليه كل شوية جاي تعمل مشاكل؟ مش كفاية اللي حصل؟"
إبراهيم بابتسامة متهكمة: "يا سلام، هو انت فاكر نفسك هتخليني اسيب بنتي؟ دي بنتي يا عم، ملكش دعوة بيها... وانا هعمل اللي فـ دماغي."
فيصل بعينين ضيقة: "بنتك ليها حق تختار، وانت مش هتعرف تسيطر عليها تاني... خليك فاهم دا كويس."
إبراهيم بتحدي: "أهو نشوف بقى... انت عايزها تتحكم فيا؟ لا والله، أنا أبوها وعارف مصلحتها أكتر من أي حد."
نجاة طلعت من ورا الباب وقالت بصوت مليان غضب: "كفاية بقى يا أبويا! كفاية! مفيش حاجة اسمها مصلحتي وأنت بتفكر في نفسك وبس. أنا مش هسيب نفسي لعبة في إيدك."
إبراهيم بصدمة: "إيه؟ إنتِ بقتي تتكلمي بالطريقة دي معايا؟!"
نجاة بقوة: "أيوه، خلاص كفاية خوف... تعبت من لعبتك وسيطرتك عليّ. أنا مش هارجع ليك تاني مهما حصل."
**الرجالة اتقدموا شوية ناحيتها، وفيصل وقف بينهم وبين نجاة**
فيصل: "انت مش هتلمسها، ولا هتقرب منها. فاهم؟"
إبراهيم بغضب: "انت فاكر نفسك مين علشان تقف قدامي؟ دا أنا أقدر أقلب حياتك جحيم!"
فيصل بابتسامة هادية: "جرب يا إبراهيم... وشوف هيحصل إيه."
الجو اتوتر بشكل كبير، والرجالة بدأوا يتحركوا ناحية البيت، لكن واحد منهم قال بصوت هادي: "يا باشا إبراهيم، بلاش نحول الموضوع لعركة أكبر من كدا... الناس هتبدأ تاخد بالها."
إبراهيم بنرفزة: "اللي مش هيعمل اللي أقوله ليه حساب تاني... مفيش كبير في الدنيا دي غيري."
نجاة كانت بتسمع الكلام وكل حاجة كانت بتتخلخل جواها، لكنها عرفت إن الوقت جاي للمواجهة الحقيقية.
نجاة بصوت قوي: "خلاص يا أبويا، لو عايز تأذيني بجد... جرب تلمسني النهاردة. شوف هتقدر تعمل إيه!"
إبراهيم ببص ليها بحقد: "انتِ فاكرة إنك كدا كسرتيني؟ هنعرف."
**في اللحظة دي، صوت رجالة الشرطة بدأ يسمع من بعيد، جايين بسرعة ناحية البيت**
فيصل ابتسم وقال بصوت هادي: "باين إن اللعبة خلاص هتنتهي يا إبراهيم."
إبراهيم بارتباك: "الشرطة؟ إنت بلغت عني؟"
فيصل وهو بيبصله بثبات: "مش أنا اللي بلّغت... انت اللي حطيت نفسك في الموقف ده."
---
بعد شوية من الفوضى اللي حصلت، اتلمت الناس قدام البيت، والشرطة فضت المكان بهدوء. نجاة كانت واقفة جنب سعاد ووعد، والهدوء بدأ يرجع للحياة مرة تانية. بس الكل كان عارف إن دي مجرد بداية لصراع طويل.
سعاد بتمسح دموع نجاة: "هدي يا بنتي... الأمور هتتحل، المهم إنك قوية زي ما انتِ كدا."
نجاة وهي بتحاول تبتسم: "هحاول يا خالتي... بس اللي جاي مش سهل."
**في اليوم التالي**
بعد اللي حصل، الدنيا هديت شوية، لكن كانت مجرد هدنة مؤقتة. إبراهيم ما استسلمش، ونجاة كانت عارفة إنه هيرجع. قعدت مع سعاد ووعد في الصالون، الجو كان مشحون، ونجاة كانت بتحاول تفهم إزاي تقدر تخرج من الصراع ده.
نجاة بحزن: "خالتي، كل مرة أحس إن الدنيا بتهدى، ألاقي أبويا راجع بنفس الأسلوب. أنا مش عارفة أعمل إيه!"
سعاد بتنهيدة: "يا بنتي، إبراهيم راجل عنيد، بس إنتِ مش لوحدك. إحنا كلنا معاك... إنما العند ده هيدفعه التمن قريب."
وعد بابتسامة صغيرة: "عارفة يا نجاة، ساعات اللي زي أبوك بيفتكروا إنهم لما يضغطوا علينا كده هنستسلم. بس إحنا مش ضعاف، وإنتِ أثبتي ده لما واجهتيه."
نجاة بابتسامة خفيفة: "أنا خايفة يا وعد... خايفة من اللي جاي. خصوصاً بعد اللي حصل إمبارح. مش عارفة ليه، بس حاسة إنه مش هيقف لحد هنا."
**في الوقت ده، دخل فيصل عليهم فجأة**
فيصل بنبرة جادة: "السلام عليكم. بصوا، أنا كنت عند المحامي النهارده. إبراهيم لسه مش متراجع، وبيقول إنه هيواصل الضغط بأي شكل ممكن."
نجاة بصدمة: "يعني لسه مش ناوي يسيبني فـ حالي؟"
فيصل وهو بيقعد قدامهم: "لا، بس إحنا مش هنسيبه يسيطر عليكِ تاني. المحامي بيفكر نرفع عليه قضية حماية شخصية علشان نقدر نبعده قانونيًا عنك."
نجاة بقلق: "القضايا دي هتاخد وقت طويل، وأنا مش قادرة أعيش كل يوم وأنا خايفة إنه ييجي يقتحم حياتي بأي لحظة."
فيصل بابتسامة هادية: "إنتي مش هتبقي لوحدك، وأنا مش هسيبك. فاهمة؟ أي حاجة هتحصل، هتلاقيني جنبك."
**وعد وهي بتحاول تهدي الجو:**
"طيب ما تيجوا نهدى شوية ونفكر في حاجة كويسة؟ ما ينفعش نفضل عايشين في قلق كل لحظة. لازم نحاول نلاقي مخرج."
سعاد وهي بتشجعهم: "فعلاً، يا بنات، الدنيا محتاجة شوية هدوء، ويمكن تلاقوا الحل بين الكلام."
**نجاة بصت لفيصل وقالت بحزم:**
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
"فيصل، أنا مش عايزة أبقى عبء عليك. أبويا مش هيسيبني طول ما هو حاسس إني بتحداه. يمكن لو سيبته يعمل اللي هو عايزه..."
فيصل بقوة: "ما تكمليش الجملة دي! مفيش حاجة اسمها تسيبيه يعمل اللي هو عايزه. انت ليكي حق في حياتك، واللي حصل إمبارح دليل إنك قوية كفاية."
نجاة بتنهيدة: "بس أنا تعبت... تعبت من المقاومة، وكل مرة بحس إن الأمور بتسوء أكتر."
**في اللحظة دي، الباب خبط تاني**
وعد بصوت منخفض: "تفتكروا مين دلوقت؟"
فيصل وهو بيقوم يفتح: "مش عارف، بس أكيد مش إبراهيم... دلوقتي الدنيا تحت عين القانون."
فتح فيصل الباب ولقى واحد من رجالة البلد، كان باين عليه القلق.
الراجل بصوت متوتر: "يا فيصل بيه، أنا جاي أحذرك... سمعت كلام بيتردد في البلد إن إبراهيم ناوي يلبسك قضية كبيرة، مش بس اللي فات، لا، دا بيدور على حاجة جديدة."
فيصل بابتسامة ساخرة: "هو مش هيسيبني في حالي؟ كتر خيره... بس كل ده مش هيوقفنا."
الراجل بتوتر: "إبراهيم مش بيلعب، دا عنده ناس ورا ضهره في كل مكان... خليك حذر يا بيه."
فيصل شكره على التحذير وقفل الباب ورجع لنجاة وسعاد.
فيصل وهو بيجلس: "سمعتي؟ إبراهيم مش هيسيب الموضوع يمر. وبيحاول يلبسني تهمة جديدة علشان يكسرني."
نجاة بتوتر: "يا فيصل، أنا مش عايزة تبقى في خطر عشاني..."
فيصل بحزم: "مفيش حاجة اسمها خطر، أنا هنا علشانك. ولازم تفضلي واثقة إنك مش لوحدك في المعركة دي."
---
**في الأيام اللي تلت الحادثة**
إبراهيم ما توقفش. استمر في محاولاته إنه يضغط على نجاة ويخلي حياتها جحيم. الإشاعات اللي بدأ ينشرها حوالين سمعتها كانت بتزيد، والناس بقت تتكلم عنها في كل مكان. الموقف بقى لا يطاق، ونجاة بدأت تحس إنها محبوسة جوة حياتها.
لكن في يوم من الأيام، وصلت أخبار جديدة لنجاة. فيصل كان جاي من عند المحامي وعنده حاجة مهمة يقولها.
فيصل بصوت جاد: "نجاة، المحامي لقى ثغرة قانونية نقدر نستخدمها ضد أبوك."
نجاة باستغراب: "ثغرة؟ إزاي يعني؟"
فيصل بابتسامة خفيفة: "إبراهيم ارتكب أخطاء كتيرة، بس في حاجة محددة ممكن تكسر موقفه القانوني بالكامل. هو حاول يزوّر بعض الأوراق علشان يثبت تهم عليّا، والمحامي اكتشف ده."
نجاة بصدمة: "يعني إنت ممكن تكسب القضية؟"
فيصل بثقة: "مش بس ممكن أكسبها، لكن ده كمان ممكن يجرجره للقانون، وده هيخليه يبعد عنك تماماً."
نجاة بارتياح: "يا رب يا فيصل، أنا نفسي الحكاية دي تخلص بقى... تعبت من كتر التفكير."
---
**بعد مرور أسبوعين**
إبراهيم اتساقط نفوذه شوية بشوية بعد ما تم كشف تزويره، وبدأ يخسر الناس اللي حواليه. نجاة كانت بتعيش بهدوء نسبي لأول مرة من فترة طويلة. سعاد ووعد كانوا بيساعدوها في إنها تتخطى الصعوبات النفسية اللي عاشتها بسبب أبوها.
في يوم، كانت نجاة قاعدة مع وعد وسعاد في الجنينية الصغيرة اللي ورا البيت.
نجاة بابتسامة مرتاحة: "الحمد لله، الدنيا أخيراً بدأت تهدى... مفيش حد بيراقبني ولا بيلف ورايا."
وعد بابتسامة خفيفة: "شايفة؟ قلتلك دايماً، كل حاجة ليها نهاية... المهم إنك كنت قوية لحد النهاية."
نجاة بنبرة شكر: "وأنتِ كمان يا وعد، وجودك جنبي فرق معايا كتير."
نجاة وفيصل كانوا قاعدين سوا في الجنينية، وكانوا بيتكلموا عن المستقبل.
فيصل بابتسامة: "عارفة، كل اللي فات ده أثبت إنك أقوى بكتير من اللي كنتي فاكرة. وده مجرد بداية جديدة."
نجاة بابتسامة هادية: "أنا حاسة إن الحياة بتبتدي من أول وجديد، ومش هسيب حد يوقفني تاني."
فيصل وهو بيبص في عينها: "وانا معاكِ... دايماً."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
**في أوضة نجاة**
نجاة كانت قاعدة على المكتب، والكتب حوالينها من كل ناحية. كانت بتذاكر بتركيز، لكن القلق باين على وشها. وعد كانت قاعدة على السرير، هي كمان ماسكة كتاب، لكن عينيها مشغولة بتراقب نجاة أكتر ما هي بتذاكر.
وعد بصوت متوتر: "نجاة، إنتِ مش شايفة إنك ضغطتي على نفسك زيادة؟ بقالي ساعة أراقبك وإنتي مش رافعة عينك من الكتاب."
نجاة بتنهيدة: "ماهو مفيش وقت يا وعد... الامتحانات على الأبواب وأنا لسه حاسة إني متأخرة في حاجات كتير."
وعد بابتسامة خفيفة: "طب يا ستِ الكل، مش هتقدري تذاكري وانتِ مضغوطة كده... خديلك شوية راحة."
نجاة وهي بتقلب ورقة الكتاب: "راحة إيه؟ دا أنا بالكاد لحقت أخلص نص المنهج. أكون مرتاحة إزاي وأنا كل حاجة حواليا متلخبطة؟!"
وعد بابتسامة: "دايمًا شايلة الهم لوحدك... تعرفي إنك لو هديتي أعصابك شوية، ممكن تخلصي أسرع؟"
نجاة بابتسامة خفيفة: "أنا عارفة إني دايمًا بضغط على نفسي، بس دي امتحاناتي الأخيرة، ولازم أعدي منها بأي شكل."
**في اللحظة دي، دخلت سعاد عليهم وهي شايلة صينية شاي**
سعاد بابتسامة: "بسم الله ما شاء الله، شايفاكوا بتذاكروا بجد. إيه، عايزة تشاي يا نجاة؟"
نجاة بابتسامة: "آه يا خالتي، ربنا يخليكي. الشاي ده اللي بينقذني من الضغط."
وعد بضحكة: "أهوه، أخيرًا حد سمع صوت العقل. شوية شاي هيهدي الأعصاب."
نجاة وهي بتمسك الكوباية: "الله يعين يا خالتي، اللي جاي صعب."
سعاد بحنان: "مفيش حاجة صعبة على اللي عنده إرادة زيك... ربنا معاكي، وأنتي أديها."
**بعض الوقت مر، وعد كانت بتحاول تغير الجو**
وعد بتنهيدة: "طيب قوليلي، ناوية تعملي إيه بعد ما تخلصي الامتحانات؟"
نجاة بابتسامة متوترة: "والله مش عارفة... مشغولة باللي قدامي دلوقتي أكتر من اللي بعده."
وعد بضحكة: "إنتي لازم تاخدي إجازة... تعالي معايا الساحل ونريح دماغنا شوية."
نجاة بضحكة: "إجازة إيه يا بنتي، دا أبويا ممكن يطلع لي من تحت الأرض."
وعد بغمزة: "ما تقلقيش، خلاص إحنا خلصنا منه. القضايا ماشية في طريقها الصح، ومش هيقدر يقرب منك تاني."
نجاة بتنهيدة عميقة: "يا رب... ربنا يستر."
**الوقت مر، وكانوا الاتنين لسه قاعدين بيذاكروا**
وعد فجأة قامت وقالت بحماس: "إيه رأيك نروح نتمشى شوية؟ أنا حاسة إن مخي اتقفل."
نجاة بضحكة: "ماشي، يلا نغير الجو شوية... بس مش هنتأخر، علشان نرجع للمذاكرة."
**خرجوا هما الاتنين يتمشوا في الجنينة اللي قدام البيت**
وعد بتبص لنجاة: "عارفة، أنا كنت بفكر إن كل اللي عدينا فيه مع أبوكي صعبني عليكي، بس في نفس الوقت، خلاكي أقوى بكتير."
نجاة بابتسامة حزينة: "أيوه، بس القوة دي جت بثمن غالي... أنا كنت بفضل يكون ليَّ حياة عادية زي أي حد."
وعد بحماس: "بس شوفي النتيجة! إنتِ دلوقتي أقوى من أي وقت مضى، وده مش قليل."
نجاة بتنهيدة: "يمكن... بس تعبت."
**في اللحظة دي، سمعوا صوت حد بيخبط على الباب**
وعد بتبص لنجاة باستغراب: "مين اللي ييجي دلوقتي؟"
نجاة بحذر: "مش عارفة... بس خلينا نشوف."
**رجعوا على البيت بسرعة وفتحوا الباب**
نجاة بقلق: "إيه؟ مين؟"
فيصل وهو مبتسم: "إيه يا بنات، مش هتدخلوني؟"
وعد بضحكة: "أهوه، جت لنا النجدة! تعالي ادخل، إحنا كنا بنحاول نريح دماغنا شوية."
نجاة وهي بتفتح الباب على الآخر: "يا مرحب، اتفضل يا فيصل."
فيصل وهو داخل: "جاي أطمن عليكم، سمعت إنكم قاعدين بتذاكروا زي المجانين."
نجاة بابتسامة خفيفة: "ماهو لازم... مفيش وقت نضيعه."
فيصل بضحكة: "أيوه، بس شوية راحة مهمين برضه."
**قاعدوا كلهم في الصالون، والجو كان هادي**
فيصل بنبرة جادة شوية: "بالمناسبة، كنت عند المحامي النهارده، وعرفت إن القضايا ماشية كويس... وده معناه إن إبراهيم مش هيقدر يعمل حاجة لفترة."
نجاة براحة: "الحمد لله... أنا تعبت من التفكير فيه."
وعد بحماس: "أهوه، أديك سمعت... مفيش داعي للقلق دلوقتي."
فيصل وهو بيشرب شاي: "خلي بالكوا، أنا مش بحاول أهون من الموضوع، بس اللي جاي محتاج نفس طويل."
نجاة بابتسامة صغيرة: "عارفة، بس الحمد لله إن الأمور ماشية في الطريق الصح."
---
**بعد مرور شوية وقت**
وعد وهي ماسكة الكتاب تاني: "إيه؟ مش هنعمل شوية مذاكرة قبل ما ننام؟"
نجاة بضحكة: "آه يا وعد، نكمل شوية... لسه قدامنا كتير."
فيصل وهو بيقوم: "طيب، أنا مش هعطلكم أكتر من كده. لو احتجتوا أي حاجة، أنا موجود."
نجاة بابتسامة: "شكراً يا فيصل... ربنا يخليك لينا."
فيصل بابتسامة: "ما تقوليش كده، ده واجب."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
**خرج فيصل، ونجاة ووعد رجعوا للمذاكرة، لكن الجو كان مشحون بتوتر الامتحانات**
نجاة بتنهيدة: "يا رب أعدي اليوم ده على خير."
وعد بتشجيع: "متخافيش، إحنا هنعدي منه... وبعدين هنتفسح بقى زي ما اتفقنا."
نجاة بضحكة خفيفة: "إن شاء الله... بس خلينا نركز الأول."
**فجأة، سمعوا صوت غريب جاي من برة الأوضة**
وعد بخوف: "إيه الصوت ده؟"
نجاة بقلق: "مش عارفة... استني هنا، هروح أشوف."
**نجاة خرجت برة الأوضة، وكانت بتحاول تكتشف مصدر الصوت**
نجاة وهي بتبص حوالينها: "فيه حد هنا؟"
**فجأة، لقت باب البيت بيخبط تاني، بس المرة دي كان الصوت أعلى**
نجاة وهي بتفتح الباب بحذر: "مين؟"
**فتحت الباب ولقت ظرف صغير محطوط على الأرض قدام الباب**
نجاة باستغراب: "إيه ده؟"
**مسكت الظرف وفتحته بسرعة، وفضلت تقرأ الورقة اللي جوا بصمت**
نجاة وهي بتقرأ بصدمة: "إيه الكلام ده؟!"
وعد من جوا الأوضة: "فيه إيه يا نجاة؟"
نجاة بصوت متوتر: "استني يا وعد، فيه حاجة غريبة حصلت."
**رجعت نجاة بسرعة الأوضة، وهي ماسكة الظرف في إيدها**
وعد بقلق: "فيه إيه؟"
نجاة وهي بتديها الورقة: "اقري بنفسك... الكلام ده مينفعش يكون حقيقي."
وعد وهي بتقرأ الورقة: "إيه ده؟ دي رسالة تهديد!"
نجاة بصدمة: "مكتوب فيها إن اللي عملناه مع أبويا مش هيعدي على خير، وإنه في حد هيحاسبنا على كل حاجة."
وعد بقلق: "ده كلام خطير... لازم نقول لفيصل."
نجاة وهي بتفكر بسرعة: "أكيد... بس لازم نكون حذرين، مش عايزة حد يتأذى بسببي."
وعد بحزم: "مافيش حد هيتأذى... لازم نتصرف بسرعة."
**في اللحظة دي، قرروا يطلعوا على فيصل ويحكوا له كل حاجة حصلت**
**المشهد المكمل:**
**في أوضة فيصل:**
فيصل وهو بيقفل الباب وبيشاور لهم يدخلوا: "إيه الكلام ده يا نجاة؟ وريني الرسالة."
نجاة وهي بتدي له الورقة بإيد مرتعشة: "بص... لقيت الظرف ده قدام باب البيت. مش عارفة مين اللي جابه أو إيه اللي بيحصل."
وعد وهي بتبص حوالينها بقلق: "إحنا لسه ما خلصناش من اللي فات، وأبوها لنجاة لسه محبوس... مين اللي ممكن يبعت تهديد بالشكل ده؟"
فيصل وهو بيقرأ الرسالة بصوت هادي: "اللي عملتوه مش هيمر بسلام. استنوا العقاب اللي جاي." سكت شوية وبعدين رفع عينه ليهم: "دي حاجة مش بسيطة خالص... الرسالة دي معناها إن في حد بيراقبنا."
نجاة وهي بتحاول تهدي نفسها: "بس إحنا خلصنا من الموضوع ده، خلاص. القانون معانا، وأبويا مش هيقدر يعمل حاجة."
فيصل بجدية: "أبوكي، آه، ممكن يكون في السجن دلوقتي، بس الناس اللي كانوا بيشتغلوا معاه؟ أو اللي ليهم مصالح مشتركة؟ ممكن يكونوا هما اللي ورا الرسالة دي."
وعد بقلق: "طب وبعدين؟ هنعمل إيه دلوقتي؟ مش هنقعد مستنيين المصايب تنزل علينا كده."
فيصل وهو بيحاول يطمّنهم: "لا، مش هنسيب الموضوع كده. أول حاجة هنعملها إننا هنبلغ الشرطة، وهنتابع كل خطوة بحذر. ماينفعش نستهين بالتهديدات دي."
نجاة بتنهيدة: "أنا كنت فاكرة إننا خلصنا من الحكاية دي... ليه كل حاجة بتتأخر؟"
فيصل بحزم: "لأن في ناس متعرفش معنى الهزيمة. بس ما تقلقيش، مش هسمح لحد يقرب منكم. أنا هفضل هنا طول الوقت، ومش هسيبكم لوحدكم."
وعد بامتنان: "ربنا يخليك يا فيصل... إنت دايمًا سندنا."
نجاة بابتسامة ضعيفة: "وأنا عارفة إنك مش هتسيبنا. بس يا ريت نلاقي حل سريع، أنا مش عايزة الموضوع يتطور أكتر."
فيصل بحزم: "ماتخافيش. هنحلها، بس لازم نكون حذرين. ومش عايزين نتسرع في أي خطوة."
**قعدوا كلهم في الأوضة، والجو كان مشحون بتوتر وترقب. نجاة كانت بتبص على وعد وفيصل، بتحاول تفكر في اللي ممكن يحصل بعد كده**
نجاة وهي بتتكلم بصوت هادي: "طيب، وإحنا نقدر نعمل إيه غير إننا نبلغ الشرطة؟"
فيصل بتفكير: "هنشدد الحماية حوالين البيت. وأنا هتابع مع المحامي، وأتأكد إن مفيش حاجة مش طبيعية بتحصل. أي حركة غريبة، أي شخص مش معروف بيظهر حوالين البيت، لازم نكون جاهزين ليها."
وعد بتنهيدة: "يعني هنعيش في حالة ترقب طول الوقت؟ ده جنان."
فيصل بابتسامة صغيرة: "أنا عارف إنه مرهق، بس ده الحل الوحيد دلوقتي. اللي هددونا دول ممكن يكونوا بيلعبوا على أعصابنا، عايزين يخوفونا عشان نتراجع. ماينفعش نديهم الفرصة دي."
نجاة بتصميم: "أيوه، مش هنتراجع... اللي حصل مش هيكسرنا. إحنا مرينا بحاجات أصعب."
وعد بتشجيع: "بالضبط. وكلنا مع بعض، مش هنسمح لحد إنه يؤذينا."
فيصل وهو بيقوم: "طب يلا، خلينا نروح نرتاح شوية. بكرة يوم طويل، ولازم نبقى في كامل قوانا."
نجاة وهي بتقوم: "أيوه، عندك حق... لازم نكون جاهزين."
**خرجوا من أوضة فيصل ورجعوا على أوضتهم، لكن الجو كان لسه مليان توتر**
وعد وهي بتبص لنجاة: "هتقدري تنامي بعد اللي حصل ده؟"
نجاة بابتسامة ضعيفة: "مش عارفة، بس لازم أحاول... أنا محتاجة كل الطاقة اللي عندي علشان أقدر أركز في الامتحانات."
وعد وهي بتقعد على السرير: "ما تقلقيش... كل حاجة هتتحل في النهاية. المهم إننا نفضل متماسكين."
نجاة بتنهيدة: "إن شاء الله يا وعد... ربنا يسهل."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
**داخل أوضة نجاة ووعد:**
نجاة كانت قاعدة على المكتب، بتذاكر، لكن عينيها كانت سرحانة بره الكتاب. قلبها مش مطمئن، وكل شوية تسمع صوت غريب أو حركة في البيت تخليها تبص حوالينها بقلق. وعد كانت قاعدة على السرير، ماسكة الكتاب، بس عينها على نجاة.
وعد بتنهيدة: "يا نجاة، إنتي مش مركزة خالص، في إيه؟"
نجاة وهي بتحاول تركز: "معرفش... حاسة إن في حد بيراقبني. أي صوت برة بيخليني أتوتر."
وعد بابتسامة صغيرة: "مفيش حد بيراقبك يا نجاة... كل ده في دماغك."
نجاة وهي بتقلب في الورق: "ما هو يا وعد، مش بس التهديدات اللي جات لنا... أنا حاسة إن الناس في البلد بتبص لي بشكل غريب، بسمع كلام عن سمعتي في كل حتة."
وعد بتعاطف: "ما تزعليش نفسك يا نجاة. الناس بتتكلم وخلاص، مش مهم كلامهم."
نجاة بانفعال: "إزاي مش مهم؟ كلامهم دمر حياتي. كل ما أمشي في الشارع، أحس إني متهمة بحاجة أنا ما عملتهاش. أبويا كان السبب في كل ده."
وعد وهي بتحاول تهديها: "أبوكي في السجن، خلاص... والناس هتنسا. الوقت كفيل إنه يصلح كل حاجة."
نجاة بدموع في عينيها: "الوقت؟ الوقت مش هيرجع لي سمعتي، ولا هيشيل مني الأحساس إني مراقبة طول الوقت."
وعد بحزم: "بصي يا نجاة، إحنا هنركز في اللي قدامنا دلوقتي. الامتحانات دي مهمة، وبعدها نبقى نشوف هنحل المشاكل إزاي."
نجاة وهي بتمسح دموعها: "عارفة... بس الضغط عليا كبير. أنا خايفة يا وعد، مش عارفة مين اللي ممكن يكون ورا التهديدات دي. وسمعتي في البلد خلتني مش واثقة في حد."
**في اللحظة دي، سمعوا صوت جاي من برة الأوضة، زي حد بيتحرك في الصالة**
نجاة وهي بتوقف فجأة: "سمعتي؟ في حد برة."
وعد وهي بتقوم بسرعة: "استني هنا، أنا هروح أشوف."
نجاة وهي بتشدها: "لا، أنا هاجي معاك. مش هقدر أقعد لوحدي."
**خرجوا هما الاتنين من الأوضة وبدأوا يبصوا حوالينهم بحذر. البيت كان هادي، لكن كان في إحساس إن في حاجة غلط**
وعد بصوت واطي: "فيه حاجة؟"
نجاة وهي بتهمس: "مش شايفة حد... بس حاسة إن في حد كان هنا."
**في اللحظة دي، دخل فيصل البيت فجأة**
فيصل وهو بيبص لهم باستغراب: "إيه اللي مخوفكم كده؟ في إيه؟"
نجاة وهي بتحاول تهدي نفسها: "سمعنا صوت، زي حد بيتحرك في البيت."
فيصل بابتسامة صغيرة: "ده أكيد أنا... كنت جاي أطمن عليكم، وأفتح الباب بهدوء."
وعد وهي بتتنفس براحة: "الحمد لله... قلبنا كان هيقف."
فيصل وهو بيبص لنجاة: "إنتي كويسة يا نجاة؟ شكلك متوتر."
نجاة بصوت منخفض: "مش عارفة... حاسة إن كل حاجة بتوقع عليا مرة واحدة. التهديدات، كلام الناس، الامتحانات... مش عارفة أركز في أي حاجة."
فيصل وهو بيقرب منها: "بصي، مش هينفع تسيبي الخوف يسيطر عليكي. إحنا هنا عشان نحميكي، والناس هتنسى مع الوقت."
نجاة بقلق: "بس أنا مش قادرة أنسى... كل ما أمشي في البلد أحس إني متهمة بحاجة مش عملتها. كلامهم زي السكاكين."
فيصل بحزم: "أنتي قوية يا نجاة، وعدتِ بحاجات أصعب من كده. مش هتسيبيهم يكسروا فيكِ."
وعد وهي بتقرب: "إحنا جنبك يا نجاة... مفيش حاجة هتأثر فيكي طول ما إحنا مع بعض."
**قعدوا كلهم في الصالون شوية، لكن الجو كان مليان توتر**
فيصل بنبرة هادية: "أنا هفضل هنا لحد ما الأمور تهدى. مش هسيبكم لوحدكم، مهما حصل."
نجاة بابتسامة صغيرة: "شكراً يا فيصل... وجودك معانا بيطمني."
وعد وهي بتحاول ترفع الجو: "طيب يا جماعة، إيه رأيكم نحاول نرجع للمذاكرة؟ الامتحانات على الأبواب، وعايزين نكون جاهزين."
نجاة وهي بتتنهد: "أيوه، عندك حق... مش عايزة أضيع وقت أكتر من كده."
**رجعوا كلهم للمذاكرة، لكن نجاة كانت لسه حاسة إن في حاجة غلط. كل شوية تبص حوالينها بقلق، وكأن في حد بيراقبها. فيصل كان بيحاول يطمئنها، لكن قلقها كان بيزيد مع كل لحظة**
فيصل بجدية: "بصي يا نجاة، لو حسيتي بأي حاجة غريبة تاني، لازم تقوليلي على طول. ماينفعش تفضلي عايشة في خوف."
نجاة وهي بتمسح عينيها: "أنا بحاول، بس الموضوع صعب. كل حاجة حواليا بتحسسني إني في خطر."
فيصل بحزم: "متخافيش... طول ما أنا هنا، مفيش حد هيقرب منك. وهنتابع مع الشرطة بخصوص التهديدات دي. مش هنسكت لحد ما نلاقي اللي وراها."
وعد وهي بتحاول تهدي الجو: "طيب يا جماعة، إيه رأيكم ناخد بريك ونشرب حاجة؟ الجو بقى تقيل أوي."
فيصل بابتسامة خفيفة: "أيوه، فكرة كويسة... لازم نغير الجو شوية."
**وعد راحت تجيب عصير من المطبخ، ورجعت بيه للصالون**
وعد وهي بتقدم العصير: "يلا، نشرب ونتكلم شوية بعيد عن الامتحانات والتهديدات."
نجاة بابتسامة صغيرة: "محتاجين فعلاً نغير الجو... نفسي أخرج من كل ده."
فيصل وهو بيشرب: "هتخرجي، وهتعدي كل ده. بس محتاجة تتحلي بالصبر والقوة اللي جوة قلبك."
**قعدوا يشربوا العصير ويتكلموا عن حاجات خفيفة، بس نجاة كانت لسه حاسة بالتوتر. بعد شوية، صوت خبط على الباب خلاهم كلهم يبصوا لبعض بقلق**
فيصل بحزم: "مين ده؟ محدش كان المفروض ييجي دلوقتي."
وعد بقلق: "مش عارفة... استنى، خليني أبص من العين السحرية."
**وعد بصت من العين السحرية، ولقت شخص غريب واقف قدام الباب**
وعد بقلق: "في واحد واقف برة، مش عارفة مين ده."
فيصل بحذر: "افتحي بهدوء... أنا هقف جنب الباب."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
**وعد فتحت الباب بحذر، والشخص كان واقف مبتسم، لابس لبس عادي، لكن ملامحه كانت مش مريحة**
الشخص بصوت هادي: "مساء الخير، أنا كنت عايز أسأل عن حاجة."
فيصل وهو بيبص له بحدة: "مين حضرتك؟ وعايز إيه؟"
الشخص بابتسامة: "آسف لو كنت أزعجتكم... بس كنت بدور على عنوان قريب من هنا."
وعد بقلق: "العنوان فين بالظبط؟"
الشخص وهو بيبص حوالين البيت: "كنت بدور على بيت حد اسمه إبراهيم."
نجاة وهي بتتجمد مكانها: "إبراهيم؟ أبويا؟"
الشخص بابتسامة غامضة: "آه، هو ده... كنت عايز أوصله."
فيصل وهو بيتقدم ناحيته: "أبوها في السجن، حضرتك عايز منه إيه؟"
الشخص بصوت واطي: "مفيش... كنت بس عايز أقول له حاجة بسيطة. لكن طالما هو مش موجود، يبقى خلاص."
**الشخص مشي من قدام الباب بسرعة، بس كان واضح إنه مش طبيعي. نجاة كانت واقفة مرعوبة، ووعد وفيصل كانوا بيحاولوا يطمنوها**
فيصل بحزم: "أنا هبلغ الشرطة فورًا... مش هينفع نسيب حد زي ده يجي عندنا تاني."
نجاة وهي بتحاول تستجمع نفسها: "هو كان عايز إيه؟ ليه بيدور على أبويا دلوقتي؟"
وعد وهي بتهديها: "متفكريش في كده دلوقتي... المهم إننا نبقى جاهزين لأي حاجة ممكن تحصل."
**فيصل وهو بيكمل مكالمته:** "ألو؟ أيوه، في حد غريب كان بيسأل عن إبراهيم اللي في السجن... إحنا محتاجين متابعة من الشرطة في المنطقة، المكان مش آمن دلوقتي."
**نجاة وهي قاعدة على الكنبة بتلف في طرف حجابها بقلق:** "فيصل، إيه اللي بيحصل؟ الشخص ده كان عايز إيه؟ ليه بيدور على أبويا في الوقت ده؟"
فيصل بعد ما قفل التليفون وحط يده على كتفها ليهديها: "متخافيش يا نجاة... البوليس هيكون هنا قريب، وأنا هفضل موجود طول الوقت. بس واضح إن في حد عايز يفتح مواضيع قديمة، واحنا مش هنسكت."
نجاة وهي بتحاول تهدي نفسها: "بس الكلام ده بيقلب كل حاجة، أنا فاكرة إني كنت هبدأ صفحة جديدة بعيد عن كل مشاكل أبويا... بس اللي حصل ده بيخليني أحس إني محاصرة تاني."
وعد وهي بتحاول تداري قلقها بابتسامة صغيرة: "ما تقلقيش، إحنا هنفضل جنبك. مش هتواجهي ده لوحدك."
**فجأة، الموبايل بتاع وعد بيرن، وبتشوف إنه من رقم غريب. فتحته وهي متوترة، وسمعت صوت راجل غريب بيقول:**
الراجل: "انتِ وعد؟ وصلة نجاة؟ بلغيها إن اللي حصل لأبوها ممكن يحصل تاني... واللي هتحاول تهرب منه هيلاقيها في أي حتة."
**وعد قفلت الموبايل بسرعة ووشها اتغير، بصت لنجاة وفيصل بقلق شديد. نجاة شافت الرعب في عينيها وسألتها بسرعة:**
نجاة بتوتر: "إيه؟ مين كان بيتكلم؟!"
وعد وهي بتحاول تهدي نفسها، بس عينيها فضلت بتترعش: "في حد... بيهدد. بيقول... بيقول إن اللي حصل لأبوكِ ممكن يحصل تاني!"
**في اللحظة دي، نجاة حسّت إنها مش قادرة تتنفس، وكأن الحيطان بتقرب عليها، مش قادرة تستوعب إن التهديدات دي لسه بتطاردها، وإن حياتها لسه مش آمنة.**
نجاة وهي بتنهار في البكاء: "ليه؟ ليه أنا؟! أنا مش عايزة أعيش في الرعب ده تاني... ما كانش عندي أي ذنب في اللي حصل!"
فيصل وهو بيحاول يهدّيها: "اسمعيني يا نجاة، مهما كان مين اللي ورا التهديدات دي، مش هيسيبك حاجة. إحنا مش هنسكت وهنواجههم، لحد ما نلاقي مين المسؤول."
**وعد وهي بتحاول تشارك في التهدئة:** "إحنا أقوى منهم يا نجاة... كل واحد فينا هيساعد التاني. مش هيسيبونا لوحدنا."
**في اللحظة دي، الباب خبط تاني، لكن المرّة دي كان صوت مألوف. سعاد، أم وعد وفيصل، كانت راجعة البيت. فتحت الباب ودخلت بسرعة وهي شايلة أكياس كتير في إيدها.**
سعاد بابتسامة: "السلام عليكم! إيه يا ولاد؟ مالكم؟! ليه الوجوه دي كلها مقلوبة؟!"
فيصل وهو بياخد الأكياس منها: "عليكم السلام يا أمي، مفيش حاجة... بس كنا لسه في موقف مش مريح، واحد غريب كان بيسأل عن إبراهيم."
سعاد وهي بتعمل وش جدي: "إبراهيم؟ إزاي؟ وهو مش في السجن؟! مين اللي يجي يدور عليه دلوقتي؟"
نجاة وهي بتتكلم بصوت متوتر: "مش عارفة... بس أنا حاسة إن الموضوع أكبر من كده. التهديدات بقت على طول، وكأن في حد مش عايز يسيبني في حالي."
سعاد وهي بتربت على ظهرها بحنان: "متخافيش يا بنتي، طول ما إحنا موجودين جنبك، مفيش حد هيقرب منك. انتي زي بنتي، وهفضل أدافع عنك لحد آخر يوم في حياتي."
**بعد ما قعدوا في الصالة شوية، الجو بقى أهدى شوية. وعد وفيصل فضلوا جنب نجاة طول الوقت، وحاولوا يرجعوها تركز في الامتحانات. لكن كل شوية كان ييجي إحساس إن في حاجة غلط، زي ظل بيتحرك حوالين البيت، أو صوت خبط بعيد، كأن في حد بيراقبهم فعلاً.**
**في اليوم اللي بعده، كانوا بيذاكروا في الصالة، وفجأة سمعوا صوت رسائل على الموبايل. وعد فتحت الموبايل وقرأت رسالة جديدة جايالها:**
الرسالة: "فاكرة الكلام اللي قلته لك امبارح؟ بلغي نجاة إنها لازم تبقى حذرة... لأن الخطر أقرب مما تتخيل."
وعد وهي بتقرا الرسالة بعصبية: "مش معقول! الرسالة دي جات تاني... أنا لازم أبلغ البوليس."
فيصل وهو بيشد الموبايل من إيدها بسرعة: "أيوه، هنبلغهم فورًا. مفيش داعي نسكت على التهديدات دي. واضح إن في حد عايز يلعب بالنار."
**فيصل اتصل بالشرطة من تاني، وطلب تحقيق رسمي في التهديدات اللي جات. الشرطة جت في البيت وبدأوا ياخدوا أقوال نجاة ووعد، وسألوا عن تفاصيل الشخص اللي كان واقف قدام البيت.**
الضابط: "مين الشخص اللي كان بيسأل عن إبراهيم؟ عندكم أي وصف دقيق ليه؟"
نجاة وهي بتحاول تتذكر: "كان طويل، شعره أسود وملامحه غامضة، لكنه مبتسم بطريقة مش طبيعية... حسيت إن في حاجة غلط فيه."
وعد وهي بتؤكد: "وهو كان لابس لبس عادي، بس كان بيبص حوالين البيت زي اللي بيدور على حاجة."
الضابط وهو بيكتب في دفتره: "هنعمل متابعة على الموضوع ده، وهنزود الدوريات حوالين المنطقة، بس لو حصل حاجة غريبة تاني، اتصلوا فورًا."
فيصل بحزم: "أكيد... مش هنسيب الموضوع يعدي بالساهل."
**بعد ما الشرطة مشيت، رجعوا للبيت وحاولوا يهدوا الأجواء، لكن كان واضح إن الموضوع مش هيخلص بسهولة. التهديدات مستمرة، وكل يوم كان في حاجة جديدة بتحصل، سواء حد غريب بيسأل، أو رسائل مريبة بتوصل.**
نجاة وهي بتتكلم بصوت منخفض: "أنا مش عارفة لو كنت هقدر أستحمل ده كتير... كل يوم بيعدي أحس إني محاصرة أكتر."
وعد بابتسامة حنونة: "هنعدي كل ده مع بعض، وهنبقى أقوى من أي حاجة."
فيصل وهو بيبص لنجاة بثقة: "مهما كانت التهديدات دي، هنفضل صامدين. لازم نبقى أقوى من الخوف اللي هما بيحاولوا يزرعوه جواكِ."
**في اللحظة دي، نجاة حسّت بقوة داخلية بترجع ليها، بس برضه كانت عارفة إن اللي جاي ممكن يكون أصعب من اللي فات. التهديدات ما بتخلصش، والقلق مسيطر على كل خطوة. لكنها كانت مصممة إنها مش هتتهزم، وهتواجه كل حاجة مهما كانت التحديات اللي قدامها.**
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
(ساحة المدرسة مليانة بالبنات اللى بيدخلوا يمين وشمال للامتحانات. نجاة ووعد ماشين جنب بعض، ووعد بتحاول تهدي نجاة اللى شكلها متوتر وعينيها متلفتة يمين وشمال. الكل بيبص عليهم، وبعض البنات واقفين في مجموعات وهمساتهم مش بتهدى. الأجواء مشحونة ونجاة حاسة إنها تحت المجهر.)
وعد: (بصوت واطي وهي بتحاول تبعد عن نجاة التوتر) هدي نفسك يا نجاة، ما تعمليش حساب لحد.. انتى عارفه إن الناس هنا مالهاش غير الكلام.
نجاة: (بتتوتر أكتر) عارفه يا وعد، بس بصي عليهم.. شايفه نظراتهم؟ مش هسكت لو حد قرب مني.
(في بنات من بعيد بيضحكوا بهمس، واحدة منهم تلتفت للباقي وهي بتقول بنبرة مليانة سخرية)
البنت 1: يا بت.. شايفين نجاة؟ جاية تمتحن بعد اللى عملته.. جايه بعنجهية.. كأنها ما عملتش حاجة!
البنت 2: (بغضب) مالها دي؟ تحسب نفسها أحسن مننا؟ خلينا نشوف هتعمل إيه المرة دي.
(نجاة تسمع الهمسات، وتكاد تنفجر غيظًا، لكن وعد تقرب منها وتهديها بنبرة جادة)
وعد: يا بنتي بلاش تعملي مشاكل.. خليكي هادية، ده امتحانك مش امتحانهم.. إحنا أكبر من كده.
نجاة: (بتحاول تتحكم في أعصابها) أيوه.. أنا فاهمة، بس بصراحة صعب إن الواحد يتجاهل كل ده. مش عارفة أركز.
(البنات يستمروا في التريقة بصوت أعلى شوية علشان نجاة تسمعهم، وواحدة تقرب وتقول)
البنت 3: (بتسخر) عايزين نسألها إزاي تعدت على القانون.. يمكن تفيدنا في الامتحان!
(نجاة تقف فجأة وتبصلها بحدة)
نجاة: (بصوت عالي) اسكتي.. ما ليش في كلامك دا.. انتى مش قد المواجهة.
(وعد تحاول تشدها بعيد)
وعد: (بتوسل) تعالي بلاش وجع الدماغ ده.. دول مابيهمهمش غير الشوشرة.
(فيصل فجأة يظهر من بعيد وهو لابس بدلة أنيقة وكأنه جاي من النيابة، يقرب منهم بسرعة.)
فيصل: (بنبرة صارمة) إيه اللي بيحصل هنا؟
(كل البنات اللي كانوا بيضايقوا نجاة يسكتوا فجأة، ووشهم بيقلب خوفًا من حضور فيصل. نجاة ووعد يرموا نفسهم ورا فيصل كأنه حاميهم.)
البنت 1: (بتحاول تداري خوفها) ما كنش في حاجة.. إحنا كنا بنهزر بس.
فيصل: (بنبرة حازمة) اللى عنده كلام يقوله، يقوله فى وشي.. مش من ورا الناس.
(البنات يسكتوا ويبعدوا بسرعة، فيصل يبصلهم نظرة تحذير ويكمل كلامه)
فيصل: (موجه كلامه لنجاة) إنتِ ليكي حق ترفعي راسك.. ولا تخلين حد يهز ثقتك فى نفسك. البنات دول مالهمش غير الثرثرة الفاضية.
نجاة: (بتنفس بعمق) مش قادره أستحملهم.. بجد نفسى ألاقي مكان أكون فيه مرتاحة.
فيصل: (بنبرة مشجعة) مش هيقدروا عليكِ.. أنتِ أقوى منهم بكتير.. بس لو احتاجتي حاجة، أنا موجود.
وعد: (بتبتسم) أهو دا الكلام اللي يريح القلب.. المهم نركز دلوقتي في الامتحان. نسيب الناس في كلامهم الفاضي.
(نجاة تبتسم أخيرًا وهي تاخد نفس عميق، وبيكملوا طريقهم ناحية قاعة الامتحانات. البنات اللي كانوا واقفين يراقبوهم من بعيد يختفوا في الزحمة، لكن لسه في همسات بتخرج من هنا وهناك. وعد تحاول تخفف الجو بنكتة بسيطة.)
وعد: (بنبرة ضاحكة) تعرفي يا نجاة؟ لو جمعتي كل كلام البنات دول، كان ممكن نطلع بمسرحية!
نجاة: (بتضحك بخفة) يا بت.. بدل ما نقلبها دراما نعملها كوميديا.
فيصل: (بابتسامة خفيفة) المهم إنكم تركزوا في اللي جي.. ما تخلوش حد يشغلكم عن هدفكم.
(فيصل بيسلمهم على باب قاعة الامتحان ويمشي، والبنات يدخلوا القاعة. المدرسات بيراقبوا الكل بعين حازمة، ونجاة بتحاول تركز في ورقة الامتحان. همسات البنات كانت لسه في الخلفية، لكن وعد بتهمس لنجاة.)
وعد: (بهمس) خليهم في حالهم.. أنتِ جايه هنا علشان نفسك مش علشانهم.
(الوقت بيمر ونجاة بتلاقي نفسها بتسترجع تركيزها شوية بشوية، ولكن مع كل همسة خارجية بتتلفت. وفى لحظة تشعر إن في حد بيراقبها عن قرب، لكنها مش قادرة تحدد مين.)
(الامتحان بينتهي والكل بيبدأ يتحرك برا القاعة. نجاة ووعد بيخرجوا وهما بيتكلموا وبيضحكوا على بعض المواقف اللي حصلت في الامتحان.)
وعد: (بمزاح) والله.. أنا حاسة إني كتبت كتاب مش إجابات.. بس شديت حالي في الآخر.
نجاة: (بضحكة خفيفة) أهو دا المهم.. أما أنا فقدامي حلقتين زيادة.. بس الحمد لله عدت.
(في الطريق للخروج من المدرسة، البنات اللي كانوا بيسخروا من نجاة بيظهروا تاني، لكن المرة دي نجاة مش بترد عليهم، وبتسيبهم وراها وهي ماشية بخطوات ثابتة. وعد بتحاول تخفف الجو بمزحة.)
وعد: (بنبرة فكاهية) والله أنا كنت شايلة معايا شوية طماطم علشان أرمى بيهم اللى يدايقك.. بس شفتك قوية قلت أحفظهم لوقت تاني.
نجاة: (بضحكة) خليهم لوحده تانية تستاهل.. احنا محتاجين نضحك مش نحارب.
(وهم خارجين من المدرسة، وعد فجأة تقف وتبصلها بنظرة جدية.)
وعد: (بنبرة مازحة بس جدية شوية) بس عارفه يا نجاة؟ لو جات منهم حاجة تاني غير الكلام.. يعني حد حاول يقرب منك تاني، متسكتيش.. فاهمة؟ إنتي مش لوحدك.
نجاة: (بصوت منخفض بس مبتسم) عارفه.. وأنا مش هسكت. كنت بس متضايقة من الكلام اللي بيتقال عليا.. حسيت إني متهمة من غير سبب.
وعد: (بتشجعها) الناس دي دايمًا كده.. اللي ميعرفش الحقايق يتكلم بالعافية. أهم حاجة إنتي تعرفي نفسك كويس، والباقي كلام فاضي.
(يقطع كلامهم صوت هاتف وعد، تخرج هاتفها وترد.)
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
وعد: (وهي بترد) ألو؟... أيوه يا ماما... آه خلصنا الامتحان... لا لا، الدنيا كانت تمام الحمد لله... حاضر، جايين في السكة.
(تقفل وعد المكالمة وتلتفت لنجاة بابتسامة.)
وعد: أمي بتسأل علينا.. تعالي نروح البيت بسرعة قبل ما أخويا يبدأ يقلق.
نجاة: (بابتسامة مرهقة) والله أحسن.. نفسي أروح وأريح دماغي شوية. الجو هنا كان متعب.
(وهم ماشين في طريقهم، وفجأة بيقفوا عند عربية وقفة على جنب الطريق، وبيطلع منها فيصل بوجه جدي.)
فيصل: (بنبرة هادية بس صارمة) هيا النتيجة إيه؟ الدنيا عدت على خير؟
وعد: (مبتسمة) آه الحمد لله، نجحنا في البقاء على قيد الحياة! والأوضاع كانت تحت السيطرة.
فيصل: (بمزاح بسيط) إن شاء الله تخرجوا من الامتحانات سالمين غانمين.. وبعد كده بقى نرتاح شوية من الهم ده.
(نجاة تشعر براحة وجود فيصل معاهم، خصوصًا بعد ما شافت إزاي قدر يوقف البنات اللي كانوا بيضايقوها. بتبدأ تفتح نفسها للضحك من جديد، وتحاول تنسى الجو الكئيب اللي كان حواليها طول اليوم.)
نجاة: (بنبرة أكثر تفاؤل) ماشي.. بس عارف يا فيصل؟ أنا بديت أحس إن الحياة مش هتبقى كده طول الوقت. بعد الامتحانات، لازم نخطط لحاجة حلوة.
فيصل: (مبتسم) دي فكرة حلوة.. إنتو تستاهلوا تاخدوا وقت راحة بعد كل اللي مريتوا بيه.
وعد: (بحماسة) طيب بما إننا بنخطط.. إيه رأيكم نعمل رحلة صغيرة؟ نروح مكان مختلف شوية، نغير جو.
نجاة: (بابتسامة) يا ريت.. نفسي أروح مكان ما فيهوش كلام ناس ولا نظرات مزعجة.
فيصل: (بضحكة خفيفة) يبقى اتفقنا.. لكن خلونا نركز دلوقتي في اللي باقيلكم من الامتحانات، وبعدها نفكر في الراحة والترفيه.
(يبدأوا يتحركوا نحو السيارة، ووعد تفتح الباب الخلفي لنجاة.)
وعد: (بمزاح) تفضلي يا ستي.. خدمة خمس نجوم.
نجاة: (بتضحك) والله أنا مش عارفة إزاي كنت هتعامل مع اليوم ده لو ما كنتيش جنبي.
وعد: (بابتسامة) دي شراكة يا نجاة.. نكون مع بعض في كل المواقف، سواء كانت حلوة أو مرة.
(يستعدوا للرجوع للبيت، ونجاة تشعر بالراحة رغم كل التوتر اللي كان موجود في المدرسة. الحوار البسيط والدعم من وعد وفيصل خفف من حملها، وبدأت تشوف المستقبل بنظرة أكثر إيجابية.)
(السيارة تتحرك على الطريق الهادئ، والشمس بتبدأ تغرب في الأفق، والدنيا تهدأ حوالين الثلاثة وهم بيخططوا للحياة بعد الامتحانات، وكل واحد فيهم عنده طموح جديد بيدور في باله. اليوم كان مليان تحديات، لكنهم بيخرجوا منه بإحساس أقوى بالعزيمة والإصرار.)
(وهم في العربية، فيصل يوجه نظره للطريق، لكن فضوله ما بيخلوش من إنه يسألهم.)
فيصل: (بنبرة فضولية) طيب، حد قالكم حاجة النهاردة غير اللي حصل الصبح؟ يعني، حصل أي مضايقات تانية؟
وعد: (بابتسامة خفيفة) لا، الحمد لله كان يوم هادي بعد اللي حصل الصبح. يعني البنات اكتفوا بالكلام من بعيد، ولا واحدة منهم قربت.
نجاة: (بنبرة ممتنة) والله ما عارفه إزاي اليوم مشي كده.. كان ممكن يبقى أسوأ.
فيصل: (بنبرة صارمة) أي مضايقة تانية بتحصل، تبلغوني على طول.. مش هاسكت على أي قلة أدب تاني. وبالنسبة للناس دي، خلينا نواجههم بالقانون لو اضطرينا.
نجاة: (بصوت هادي) مش عايزة الأمور توصل لكده، يا فيصل. كل اللي نفسي فيه إننا نعدي من المرحلة دي بسلام.
وعد: (مقاطعة بضحكة) شوف، أنا معاك في المواجهة لو اضطرينا.. بس في نفس الوقت، لو نحنا التزمنا بالصمت، الناس هتزهق وتبطل تتكلم.
فيصل: (بنبرة مهددة شوي) أنا مش ساكت على حاجة من دي تاني.. مش هخلي حد يقلل منكم أو يضايقكم، فاهمين؟ اللي حصل النهاردة كان آخر مرة.
(نجاة تتنهد بارتياح، حاسة إن فيصل حاميها من أي تهديد ممكن يواجهها، وده بيخليها تثق في نفسها أكثر.)
نجاة: (بابتسامة خفيفة) بشكرك يا فيصل.. وجودك معانا بيساعدنا كتير.
فيصل: (مبتسم) ده واجبي يا نجاة.. وأنا مش هسمح لأي حد يتعرض لكم، طول ما أنا موجود.
وعد: (بمزاح) طيب، طيب.. كفاية جدية بقى. إحنا خلصنا اليوم ده، وحان الوقت نرتاح شوية ونفكر في بكرة.
فيصل: (بضحكة) موافق.. بس فاكرين، عندنا كمان شوية مراجعة. مش هنسيبكم تاخدوا إجازة طويلة.
(نجاة ووعد يضحكون، والعربية تكمل طريقها نحو البيت، الجو مريح والضحكات بدأت ترجع من جديد بعد اليوم الطويل.)
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بعد ما خلصوا الامتحانات، نجاة كانت بتتعرض للمضايقات من بنات المدرسة، بس كانت بتمسك نفسها ومبتردش عليهم، وكانت بتحبس دموعها في عينيها. وفي كل مرة فيصل كان بيجي ياخدهم بعد الامتحان، يقول لها جملة واحدة: "هانت، كلها كام يوم والناس دي هتسكت." لما كانت تسأله: "ليه؟ إيه اللي هيحصل؟" كان يرد عليها: "وقت ما ييجي هتعرفي."
لحد ما جيه آخر يوم في الامتحانات، وكالعادة، فيصل استناهم بره. بس بدل ما ياخدهم ويرجعوا البيت، راح بيهم على مول. نجاة كانت مستغربة.
نجاة: "إحنا بنعمل إيه هنا؟"
فيصل: "وعد هتقولك، بس دلوقتي انزلي، علشان تلحقوا. والساعة 6 بالظبط هاجي أخدكم. تكونوا جهزتم، ماشي؟"
نزلت وعد ونجاة من العربية، ومشيوا لحد ما دخلوا محل فساتين سواريه. نجاة كانت واقفة متحيرة وهي بتبص حواليها في المول. وعد كانت ماسكة إيدها بقوة وهي بتشدها معاها مبتسمة.
نجاة (باستغراب): "وعد، إحنا رايحين فين؟ ليه دخلنا هنا؟"
وعد (مبتسمة بخفة): "هتعرفي دلوقتي، يا حبيبتي، بس المهم تثقي فيا. تعالى معايا."
دخلوا محل الفساتين، ونجاة كانت لسه مش مستوعبة اللي بيحصل. الألوان البراقة والفساتين الطويلة حواليها من كل اتجاه. وعد كانت بتدور في المحل، لحد ما لقيت فستان معين.
نجاة (بتوتر): "وعد، أنا مش فاهمة حاجة، ليه بنشتري فساتين دلوقتي؟"
وعد (بهدوء): "النهارده آخر يوم امتحانات، يبقى لازم نحتفل."
نجاة (باندهاش): "نحتفل بإيه؟!"
وعد (وهي بتشير لفستان طويل ناعم): "إيه رأيك في ده؟"
نجاة بصت للفستان اللي وعد اختارته. كان فستان رقيق بلون وردي فاتح، مطرز بخفة وأناقة. حاجة غريبة على حياة نجاة اللي متعودة على البساطة.
نجاة (مرتبكة): "وعد... ده فستان سواريه! إحنا ليه بنشتري فساتين سواريه؟"
وعد (بثقة): "علشان الليلة هتبقى غير أي ليلة. إنتِ تستاهلي تحتفلي بنهاية الفترة الصعبة دي. إحنا مش هنرجع البيت النهارده."
نجاة (بدهشة): "مش هنرجع البيت؟!"
وعد (بابتسامة): "لأ، فيصل محضرلك مفاجأة كبيرة. وهتشوفيها بعدين."
نجاة فضلت واقفة متحيرة، مش عارفة إذا كانت متحمسة ولا خايفة. وفي الآخر، أخدت الفستان ودخلت تقيسه. أول ما لبسته وبصت في المراية، ابتسمت لأول مرة بفرحة حقيقية من فترة طويلة.
خرجت من غرفة القياس، وعد بصتلها بابتسامة عريضة.
وعد (بفرحة): "إنتي زي القمر، الفستان ده معمول ليكِ!"
نجاة ضحكت بخجل، وهي بتبص لنفسها في المرايا الكبيرة.
نجاة (بهدوء): "بجد، أول مرة أحس إني مختلفة."
وعد (بحنان): "وده اللي لازم تحسيه كل يوم. إحنا هنعيش ونستمتع بالحياة، بعيد عن كل الناس اللي حاولوا يأذونا."
فجأة، جات رسالة على موبايل وعد، بصت فيها وضحكت.
وعد (بهمس): "فيصل تحت، جه الوقت نروحله."
نجاة حسّت بتوتر وحماس وهي بتستعد تمشي. خرجوا من المحل ومعاهم الفساتين، وركبوا العربية، والجو كان مليان ترقب. الطريق كان هادي، لكن توتر نجاة كان بيزيد مع كل دقيقة. فيصل ساكت، لكن عينه كانت مركزة على الطريق.
لحد ما وصلوا قدام قاعة أفراح كبيرة مليانة أضواء. نجاة اتوترت أكتر لما شافت المدخل المزخرف.
نجاة (بصوت مرتعش): "إحنا فين يا فيصل؟ ليه جينا هنا؟"
فيصل (وهو بيفتح باب العربية): "دي المفاجأة اللي كنت محضرها لك. يلا انزلي."
نجاة خرجت من العربية بخوف وفضلت تبص حواليها. لما دخلوا القاعة، كل الناس كانت بتبصلهم، بس الجو كان مختلف. وعد سحبتها قدام، وكانت مبتسمة.
وعد (بابتسامة): "يلا يا نجاة، اللحظة دي ليكِ."
نجاة (باندهاش): "ليّ؟ ليه؟ إيه اللي بيحصل؟"
وعد ما ردتش، سحبتها لحد ما وصلوا لمنصة مليانة ورد وأنوار. وقتها، شافت فيصل واقف قدامها، لابس بدلة سودة أنيقة، وعيونه مليانة بشيء مختلف... ترقب.
فيصل (بصوت هادي): "نجاة، طول الفترة اللي فاتت، كنت شايل همك. إزاي أحميكِ من كل حاجة. فكرت إن أحسن حاجة أعملها دلوقتي... إني أكون معاكِ طول حياتك، مش بس كقريبك... لكن كجوزك."
نجاة كانت بتبص له مش مصدقة. قلبها كان بيدق بسرعة.
فيصل (وهو بيفتح علبة مخملية فيها خاتم): "نجاة، هتقبلي تكوني شريكة حياتي؟"
نجاة كانت مبهورة. دموع الفرح كانت في عينيها.
نجاة (بصوت مرتعش): "فيصل... أنا... مش عارفة أقول إيه."
فيصل (بحب): "قولي نعم. ده كل اللي محتاجه."
نجاة ضحكت وقالت: "نعم، طبعًا نعم."
في اللحظة دي، ابتسم فيصل ووضع الخاتم في إصبعها، والقاعة انفجرت بالتصفيق والتهاني من الناس اللي حواليهم. وعد كانت بتضحك ودموع الفرح في عينيها، وسعاد واقفة جنبها مبتسمة بفخر.
فيصل قرب أكتر وهمس في أذن نجاة: "أنا وعدتك إن كل حاجة هتكون أفضل، والنهارده البداية الجديدة اللي تستحقيها."
نجاة كانت لسه مش مصدقة اللي بيحصل، قلبها بيدق بسرعة وكأنها في حلم مش عارفة تصحى منه. بصت لفيصل، عينيه كانت كلها حب واهتمام، لأول مرة حست بالأمان اللي بيدور جوه نفسها.
فيصل قرب منها شوية، صوته كان هادي وفيه حنية: "نجاة، طول عمري كنت شايل همك، وحاسس إني عاوز أكون ليكي، مش بس كواحد بيحميك. كنت عارف إن اليوم ده هييجي، اليوم اللي هتكوني فيه مراتي وحياتي."
نجاة اتلخبطت، مش عارفة ترد إيه، دموعها كانت في عينيها، بس مش دموع حزن زي زمان، دي دموع فرحة حقيقية. بصتله وقالت بصوت هادي، بس مرتعش: "فيصل، إنت دايمًا كنت جنبي، بس عمري ما كنت فاهمة إنك شايفني كده. أنا... أنا مش عارفة أقولك إيه."
فيصل ضحك ضحكة خفيفة وقرب أكتر منها: "قوليلي اللي قلبك بيقول عليه، ما تكسفيش."
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
نجاة نزلت راسها شوية وهي مبتسمة، وبعدين رفعت عينيها ليه وقالت: "أنا بحبك، فيصل. طول عمري كنت بحس إنك أخويا الكبير، بس دلوقتي حاسة إنك أكتر من كده... إنت فعلاً نصيبي."
في اللحظة دي، فيصل ابتسم ابتسامة كبيرة، وحط إيده على كتفها وقال: "هو ده اللي كنت مستنيه أسمعه منك، يا نجاة. إحنا اتعذبنا كتير، وواجهنا مشاكل الدنيا، بس دلوقتي جاي وقتنا نفرح ونعيش اللي جاي مع بعض."
فجأة، بدأت الموسيقى تعلى في القاعة، وكل اللي حواليهم بدأوا يصفقوا ويهللوا. وعد وسعاد كانوا واقفين في الخلفية، سعاد كانت بتبكي من الفرحة، ووعد كانت بتضحك وهي ماسكة إيد أمها.
وعد قربت من نجاة وهمست في ودنها: "شفتِ؟ قلتلك إن النهاردة هيكون يوم مختلف! مش كده؟"
نجاة ضحكت وهي بتحاول تمسح دموعها: "آه يا وعد، مكنتش فاهمة إنكوا بتخططوا لكل ده."
وعد ردت عليها وهي بتضحك: "إحنا عمرنا ما هنسيبك تمرّي بأي حاجة صعبة لوحدك تاني. دلوقتي بقى، ده وقت الفرح وبس."
فيصل قرب أكتر من نجاة وغمز لها: "يلا يا عروسة، هنرقص ولا هتقفي كده طول الليل؟"
نجاة ضحكت بخجل، لكن ما قدرتش ترفض. خدت إيده وهم بدؤوا يرقصوا على أنغام الموسيقى، ونجاة كانت حاسة كأنها في عالم تاني، بعيد عن كل الألم اللي عاشته.
فيصل وهو بيرقص معاها، همس لها في ودنها: "النهارده البداية، وأعدك يا نجاة، مش هتلاقي في حياتك إلا الفرح من هنا ورايح."
نجاة بصت له بعينين مليانين حب وامتنان، وقالت: "طالما إنت جنبي، أنا متأكدة إن كل حاجة هتبقى تمام."
القاعة كانت مليانة فرحة وبهجة، الناس كلها بتضحك وبتفرح لنجاة وفيصل، والليلة كانت فعلاً مختلفة، ليلة من الأحلام اللي اتحولت لحقيقة.
في النهاية، بعد ما خلصوا الرقص، نجاة وقفت جنب وعد وسعاد اللي كانوا كلهم مبتسمين. سعاد قربت منها وحضنتها وقالت: "يا حبيبتي، انتي تستاهلي كل خير في الدنيا، ودايما هتلاقي ناس بتحبك وبتدعمك."
نجاة حست بدفء الحب العائلي، وابتسمت وقالت: "ربنا يخليكِ ليا يا خالتي، مكنتش هقدر أعمل أي حاجة من غيركم."
في اللحظة دي، فيصل جه من وراها ولف دراعه حواليها بهدوء وقال: "ودلوقتي، يا ترى مستعدة للمستقبل؟"
نجاة ابتسمت بابتسامة واسعة وقالت: "أيوة، أنا مستعدة... ومستعدة لأي حاجة طول ما إنت جنبي."
بعد ما خلصوا الرقص، نجاة وقفت جنبه وهي بتحاول تستوعب كل اللي حصل. الأنوار حواليهم كانت بتلمع، وصوت الناس حواليهم كان مليان فرحة وضحك. فجأة، سعاد قربت من فيصل ونجاة، وهي مبتسمة بحب.
سعاد (بحنان): "أنا دايمًا كنت عارفة إن اليوم ده هييجي. ربنا يحفظكم لبعض يا ولادي."
نجاة ابتسمت بخجل وهي بتبص لسعاد، وقالت بهدوء: "ربنا يخليكِ لينا يا خالتي، إنتِ سند كبير."
فيصل (وهو بيبصلها): "والسند الحقيقي هو اللي بيننا. انتي اللي هتكوني دايمًا في ظهري، وأنا في ضهرك. ده عهد مني ليكي."
نجاة حست بالأمان اللي كان بيوعدها بيه، نظرتله بعينين مليانين حب وامتنان، وقالت بصوت هادي: "وأنا كمان، وعد إني هفضل جنبك مهما حصل."
فيصل ابتسم بهدوء ومسح على شعرها بحنية، وقال: "ده اللي كنت مستنيه أسمعه."
الجو حوالين نجاة كان كله فرحة ودفء، وأي حاجة كانت مضايقاها بقت بعيدة. نظرت حواليها لقيت الناس بتبتسم وبتباركلهم، الأصدقاء والعيلة كلهم كانوا واقفين معاهم في اللحظة دي.
وعد فجأة قربت من نجاة، ومسكت إيدها وقالت وهي بتضحك: "ها يا عروسة، مستعدة تشوفي المفاجأة اللي بعدها؟"
نجاة ضحكت وقالت بتساؤل: "فيه مفاجأة تاني؟!"
وعد غمزت لها وقالت: "أكيد، الليلة لسه طويلة. استعدي!"
فجأة، اتفتح باب كبير في آخر القاعة، وبدأت الأنوار تنطفئ شوية، وظهر نور قوي من بره. الناس كلها بدأت تلتفت ناحية الباب، ولما بصت نجاة، شافت بوكيه ورد كبير بيتمشى نحوها. البوكيه كان مليان ورد أبيض ووردي، ووسطهم كان خاتم تاني.
فيصل (وهو مبتسم): "لأنك تستحقي أكتر من خاتم واحد."
نجاة بصت له مش مصدقة، قلبها كان بيدق بسرعة. لفت نظرها الخاتم التاني، كان بسيط وراقي، زي اللي بتحبهم.
نجاة بصوت مليان حنان: "فيصل... إنت بجد بتخليني أحس إني... إني مش لوحدي."
فيصل همس لها: "عشان مش هتكوني لوحدك تاني. العمر اللي جاي كله ليكي... ولينا مع بعض."
القاعة فضلت مليانة فرحة، ونجاة حسيت إن كل حاجة أخيرًا وقعت في مكانها الصح. الليلة دي كانت بداية لحياة جديدة، مليانة حب وأمان، بعيد عن كل اللي فات.
تمت بحمدلله
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
البارت 22
تاني يوم، نجاة استيقظت وهي بتحس مكان الخاتم علشان تتأكد إن اللي حصل مبارح حقيقي مش حلم. لما حست بوجود الخاتمين فجأة احمر وشها خجل وحطت إيديها على عينيها وابتسمت ابتسامة كبيرة. كانت بترجع كلام فيصل ليها مبارح وهي مش مصدقة، وبتكلم مع نفسها:
نجاة: "هو اللي حصل دا حقيقي؟ كل دا يطلع منك يا فيصل؟ ازاي وامتى بس؟ مرة واحدة كدا؟ دا انت مطلعتش سهل خالص؟ ولا ليكون مش بيحبني وعمل كدا بس علشان يسكت الناس؟ والله يعملها، خصوصا لما كنت أفتح الكلام في الموضوع دا كان يقول لي هانت وخلاص وقريب الناس كلها هتسكت، يبقى هو عمل كدا علشان بس يسكتهم مش أكتر. يا لهوي، دا لو طلع صح أنا هعمل إيه دلوقتي بعد ما اتهمت وقلت له إني بحبه؟"
على دخول وعد عندها مهللة:
وعد: "يا عروسة... يا عروسة، اصحى يا عروسة... إيه دا؟ انتِ مالك كدا؟ أنا قلت هادخل عليكي ألاقِك مبسوطة وفرحانة مش منكدة كدا، في إيه؟"
نجاة: "والنبي يا وعد، سيبيني في حالي بالله عليكِ، أنا مش فايقة للروقانك دا والله."
وعد: "يا ساتر عليكِ، مبتعرفيش تفرحي أبدا، يا بت نكدك دا هيطفش منك الواد، والواد بصراحة حنتل وطول وعرض، والكل هيموت عليه ويتخطف منك كدا..."
نجاة بغيره: "مين دول بقى اللي عينهم عليه وهيموتوا عليه كدا؟"
وعد بضحك: "الله، احنا طلعنا بنغير كمان، أمال إيه بقى؟ إيه لزوم وش الجبس دا..."
نجاة: "خايفة يا وعد، ارتاحي..."
وعد: "خايفة؟ خايفة من إيه يا نجاة؟"
نجاة: "ليكون فيصل عمل كدا بس علشان يسكت الناس وكلامهم مش علشان بيحبني ولا الحاجات دي لأنه كان دايماً يقولها كدا، هعمل اللي يسكتهم، وأهو عمل، وأنا زي الهبلة اعترفت بحبي، ومش عارفة أعمل إيه..."
وعد بتضحك: "انتِ المفاجأة ضربتلك دماغك وطيرت الجزء اللي فاضل فيه، صح؟ 😂"
نجاة: "بتضحكي وأنا في الحالة دي؟ تصدقي إنك عيلة رخمة وباردة ومش هتكلم معاكي تاني."
وعد: "طب خلاص، مش هضحك، وخلينا نتكلم بالعقل علشان انتِ واحدة مش تعرفي تتنبسطي وتضحكي، ركزي معايا كدا، بصي، يا ستِ، هو لو بيعمل كدا، إيه لزمته؟ كل اللي حصل دا ما كان جاب الشبكة وعلق فرعين نور على الدوار وخلاص، صح؟"
"تانى حاجة، هو مش قاعد طول اليوم يقولك قد إيه هو بيحبك وعايزك وفرحان إنك هتكوني شريكته؟ ليه يقول كدا لو هو مش عايز يقول؟ وبعدين، انتِ نسيتِ لما رحنا القاعة وطلعنا الدور اللي فوق وجهزنا ولبسنا وميكاب وبتاع، الناس كلها كانت بتقولك إيه؟ "الأستاذ فيصل موصي على الأنسة نجاة جدا"، حصل ولا لا؟ ليه يعمل كدا لو هو مش عايز، وانبساطه بيكي وعينه اللي مش نزلت من عليكي، وكل دا، وفاجأة البوكيه وكل دا، مش بيحبك؟ أمال لو بيحبك هيعمل إيه... حرام عليكي يا شيخة، اضحكي خلي الفرح يدخل قلبك ونفرح."
نجاة: "يعني هو بيحبني صدق، وكان يقصد كل اللي قاله وعمله مبارح..."
واحمر وجهها خجلاً.
وعد بضحك وهي تقرب منها: "آه يا بنتي، طبعًا بيحبك، وصدقيني لو مكنش بيحبك ما كانش هيتعب نفسه كده. فيصل مش من النوع اللي بيعمل حاجة علشان الناس، دا بيرد الناس في وشها ويمشي بكلمته. كفاية إن كل القاعة كانت بتقول كلامه كان طالع من قلبه، ماشي وراكي بنظراته طول الليل. إيه تاني عايزة علشان تصدقي؟"
نجاة، بخجل وهي تحط إيديها على خدها: "مش عارفة يا وعد... مش عارفة... أنا يمكن متعودة أخاف من الحاجات اللي بتفرحني. كل حاجة حلوة بحس إنها ممكن تختفي فجأة، زي ما حاجات كتير راحت مني قبل كده."
وعد، وهي تقعد جنبها وتهديها: "ما تقلقيش يا نجاة، أنا فاهمة خوفك، بس المرة دي مختلفة. انتي شايفة إزاي فيصل كان مهتم بيكي، ومش ممكن يبقى كل دا مجرد كلام فاضي علشان يسكت الناس."
نجاة بارتياح بسيط: "يعني انتِ شايفة إنه حقيقي؟"
وعد بابتسامة: "أيوه يا بنتي، ده حقيقي وزي ما الشمس بتشرق كل يوم، حب فيصل ليكي حقيقي. كفاية تفكير بقى وتعالي نفرح."
نجاة بضحكة صغيرة: "طيب ماشي... هحاول."
وعد: "يلا علشان الأستاذ مطلعني أنادي عليكي على الفطور علشان مش عايز يفطر من غيرك..."
نجاة بخجل: "يالهووي، لا، مش هنزل، أنا مكسوفة أنزل أصلاً وهو تحت، أنا مستنياة يمشي علشان أنزل، مش عارفة أوريه وشي بعد اللي قلته مبارح، والله ماقدر أنزل، لا مقدرش."
وتجري على السرير وتغطي وشها من الخجل.
وعد بضحك: "يا أختي، عليكي، هو إنتِ قلتي حاجة عيب ولا حرام؟ وبعدين دا خطيبك وعادي يعني، نجاة، والله ما فيش حاجة، مش تكبري الموضوع أكده."
نجاة: "لا، مقدرش والله أطلع فيه ولا في عيونه، وأخوكي، أنا عارفة هيعيد الكلام زي مبارح ويكسفني قدامكم كلكم، لا مقدرش."
وعد: "وانتِ عرفتي منين إنه هيعيد الكلام ولا يقولك حاجة من دي؟ هينحرج من ستك وامي، يا بت، مش هيعملها."
نجاة: "لا، بيعملها، بصي الفون، بعت كام رسالة من مبارح وبيقول إيه..."
تمسك وعد الفون وتلاقي رسائل من فيصل كلها غزل وحب وغرام.
وعد: "يالهووي، كل دا يطلع من فيصل؟ أمال عايش علينا الدور ليه إنه ملوش بالكلام دا ولا حاجة؟ يخربيتك يا نجاة، خليتي فيصل ينطق ويقول والله برافو عليكي."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
نجاة: "والله يا أختي، ما عملت حاجة، هو كده لوحده، دا خلاني أقفل الفون خالص من كتر منا، مش عارفة أرد عليه، وكسفني، تقوليلي انزل ليه؟ أخوكي طلع قليل الأدب يا وعد وبيقول كلام يكسف."
وعد، وتعلو ضحكاتها: "قليل الأدب وبيكسفني، تعرفي لو سمع الكلام دي هيعمل فيكي إيه؟"
فيصل: "سمعت يا أختي، وهتشوفي هعمل فيها إيه..."
تنتفض نجاة وتغطي نفسها بفراش السرير وتدور على حجابها، ووعد تضحك على منظرها، وفيصل يرمقها بنظره يعني تخرج...
وعد: "طيب، أنا هنزل أجهز الفطور مع أمي تحت، وإنتِ يلا علشان الفطور ما يبرد."
نجاة: "وعد، استني يا وعد، إنتِ يا بت..."
فيصل، بحب: "يبقى أنا قليل الأدب يا نجاة."
نجاة بتوتر وخجل: "لا معاش، ولا كان اللي يقول عليك كده، إنت سيد الرجالة كلها."
فيصل: "أمال إيه اللي أنا سمعته دا؟"
نجاة: "مش عليك، إنت حد تاني قليل الأدب كان في الفيلم مبارح اللي اتفرجنا عليه أنا ووعد."
فيصل: "أمم، كان بيعمل إيه يعني علشان تقولي عليه كده؟"
نجاة، وهي تتهرب منه: "أنا نازلة أساعد خالتي سعاد في الفطور..."
ولكن استوقفها فيصل لما أمسك بيدها.
فيصل: "نجاة، أنا عايز أقولك حاجة..."
نجاة بتوتر وخجل: "حاجة؟ حاجة إيه يا أبي؟"
فيصل بحزم: "أبي ليه؟ مش كنا بطلناها، رجعنا ليها تاني ليه يعني، لما كنا قرايب عادي، ما كنتش تقوليها؟ ولما نتخطب تقوليها؟
نجاة: والله ماقصد، طلعت مني كده لوحدها، معلش سبني، أنا عايزة أنزل أساعد في الفطور.
فيصل: طيب، إنتِ مالك بترتعشي كده ليه؟ وبعدين هننزل نفطر، متقلقيش، مالك مستعجلة كده ليه؟ أنا لسه مقولتلكيش على اللي أنا عايزه.
نجاة: بصراحة كده، أنا مش متعودة على كده، والوضع دا موترني، ومش عارفة أقول إيه ولا أعمل إيه. بالله عليك، تسبني أنزل.
فيصل: إنتِ مكسوفة مني يا نجاة؟ ليه يعني، أول مرة أقف أتكلم معاكي لوحدنا؟
نجاة: والله يا فيصل، الموضوع موترني، وخلاني مش عارفة أتصرف. ممكن تسبني أنزل؟ مش قادرة أواجهك دلوقتي.
فيصل، وهو يحاول تهدئتها: متقلقيش يا نجاة، أنا عارف إن كل حاجة جديدة وممكن تكون مربكة. بس صدقيني، كل اللي في بالي هو إننا نكون مع بعض ونكون مبسوطين.
نجاة، بترجف: والله مش عارفة أقولك إيه... مش متعودة على الكلام ده.
فيصل، وهو يمسك بيدها: أنا مش عايزك تكوني متوترة. كل حاجة هتبقى تمام. خلينا نفطر مع بعض ونبدأ يومنا بشكل مريح. وإحنا مع بعض، كل حاجة هتكون أحسن.
نجاة، بخجل: طيب، هحاول.
فيصل، بابتسامة: تعالي نروح للفطور مع بعض. هنقعد ونضحك ونحكي، وهنبقى أحسن من كده.
نجاة، وهي تحاول تهدئ أعصابها: تمام، هروح. بس ممكن تشيل عينيك شوية لحد ما أتأكد إنني مش مكسوفة.
فيصل، بضحكة خفيفة: ماشي، هخليكِ تجهزي نفسك براحتك.
وعد، وهي تضحك: يلا يا نجاة، لازم نفطر قبل ما يبرد الفطور. وخليكِ مبسوطة، الموضوع كله حلو ومبشر.
نجاة، وهي تستعد للذهاب: شكراً يا وعد، هروح أساعدك في الفطور.
وعد، وهي تنزل: تمام، هكون مستنياك تحت. وفطارنا هيكون أحلى بوجودك.
وفي أثناء نزول نجاة، فيصل يظل يراقبها بابتسامة، مؤكدًا إنها مش لوحدها وإن كل حاجة بينهما هتبقى بخير.في صباح اليوم التالي، نجاة نزلت إلى المطبخ وهي لسه مش متعودة على الظهور بعد الأحداث اللي حصلت مبارح. كانت بتحاول تهدئ نفسها وتبقى طبيعية قد ما تقدر. في المطبخ، سعاد كانت بتحضر الفطور، ووعد كانت بتمشيها وتساعدها.
سعاد: "صباح الخير يا نجاة. إيه، مالك كده، ليه مكسوفة؟"
نجاة: "صباح الخير، خالتي. لا، مافيش حاجة، أنا بس لسه مفيش فيني، ولسة متعودة على الوضع الجديد."
سعاد، ببتسامة: "ماشي، ما تخافيش. عادي، كل حاجة هتبقى كويسة. دلوقتي، شوفي الفطور، وحاولى تفرفشي شوية."
وعد بتقرب من نجاة، وهي بتضحك: "يلا، شوفى الفطور، تحملى شوية، مش هتجيبي همومك في قلبك."
نجاة، بترد بخجل: "طيب، هحاول. بس أنا لسه مش قادرة أتصرف كويس."
فيصل دخل المطبخ، وكان لسه لابس بيجامة، وتبدو على وجهه علامات السعادة. نظر لنجاة بابتسامة.
فيصل: "صباح الخير يا نجاة. إنتِ لسه هنا؟"
نجاة، بتحاول تكون طبيعية: "صباح الخير، فيصل. آه، أنا نزلت أساعد في الفطور."
فيصل، بضحكة خفيفة: "أوكي، حلو. يلا، نفطر ونبدأ يومنا. أنا مبسوط إنك معانا."
نجاة، بترد بارتباك: "آه، إن شاء الله. أنا متشكرة على كل حاجة."
سعاد، وهي تقدم الفطور: "خلاص، تفضلوا كلوا، والفطور طيب جداً. تحبوا حاجة تانية؟"
فيصل: "لا، كفاية كده. كله تمام."
وعد، وهي تسحب كرسي وتدعو نجاة للجلوس: "يلا، تعالي قعدي. الفطور هيكون أحلى لما نكون كلنا مع بعض."
نجاة، وهي تجلس: "طيب، شكراً. أنا حابة أبدأ اليوم بشكل هادي."
فيصل، وهو يجلس بجانب نجاة: "أنا عارف إن الموضوع جديد عليكِ، بس حاولي تكوني مرتاحة. أنا هكون معاكِ طول الوقت."
نجاة، وهي تحاول تهدئ نفسها: "شكراً، فيصل. أنا بس خايفة من اللي جاي، بس إن شاء الله الأمور تكون كويسة."
فيصل، وهو يمسك بيدها: "لا تخافي، كل حاجة هتبقى تمام. إحنا مع بعض، وكل شيء هيكون أحسن."
نجاة، بابتسامة خجولة: "أوكي، هحاول. شكراً لك على كل حاجة."
وعد، بضحكة: "شوفوا، الفطور ده هيكون أحلى مع الضحك والمزاح. خلينا نفرح شوية."
سعاد، وهي تضيف أطباق جديدة على الطاولة: "صحيح، كله بيمر بسرعة. الأهم إننا نكون مع بعض ونستمتع باللحظة."
فيصل، وهو ينظر إلى نجاة بتفهم: "يلا، نبدأ الفطور وننسى أي حاجة مضايقتك. كل حاجة هتبقى كويسة."
نجاة، وهي تبتسم بخجل: "شكراً، سأحاول أكون مرتاحة. وخلينا نبدأ الفطور."
وفي اللحظة دي، الأجواء هدت وأصبح المطبخ مليان بالضحك والمزاح، ونجاة بدأت تحس براحة مع وجود فيصل وبقية العائلة.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
في صباح هاديء في البيت الكبير، نجاة كانت قاعدة مع سعاد وفوزية. الجو كان فيه هدوء بس كان واضح إنه فيه حاجة شاغلة بال نجاة. فيصل، اللي كان واقف عند باب الصالة بيبص عليهم بابتسامة صغيرة، قال بصوت هادي: "نجاة... فكرتي في موضوع السفر؟"
نجاة رفعت راسها بتوتر، وقالت: "لا يا فيصل، إنت عارف إني مش بحب السفر، خاصة معاك... أقصد يعني مش متعودة." خجلها كان باين في نظرتها وهي بتحاول ما تبصش في عينيه.
سعاد ضحكت بصوت عالي وقالت: "يا بنتي دا خطيبك يعني، مفيهاش حاجة إنك تروحي معاه. وبعدين دي فرصة تغيري جو، خصوصًا بعد اللي حصل الفترة اللي فاتت."
فوزية هزت راسها بالموافقة: "أيوة يا بنتي، دايماً كده تخلي الحاجات البسيطة دي تأثر عليكِ. دا فيصل، والموضوع بسيط، هتروحي وتغيري جو."
نجاة تنهدت: "ماشي يا خالتي، أنا فاهمة، بس الموضوع مش سهل عليا. مش متعودة أكون قريبة منه بالطريقة دي."
فيصل قرب منها، وقعد على الكرسي جنبها، وقال بابتسامة: "بصراحة كنت مستنيك توافقي من غير ضغط، بس واضح إنك هتفضلي ترفضي لحد ما حد يقنعك غيري."
نجاة ابتسمت بخجل، وقالت: "ماشي، هسافر... عشانكم."
فيصل كان مبسوط من ردها وقال: "يبقى خلاص، السفر هيكون يوم السبت، جهزي حاجاتك."
في صباح يوم السفر، الجو كان فيه حماس ممزوج بتوتر خفيف عند نجاة. البيت كله كان في حركة، سعاد كانت بتراجع حاجات وعد في الشنط، وفوزية كانت بتدي نجاة شوية نصايح: "متخافيش يا بنتي، إسكندرية جميلة وهتحبيها، وبعدين معاكِ وعد وفيصل، يعني مش هتكوني لوحدك."
نجاة ابتسمت بخجل وقالت: "عارفة يا ستي، بس الموضوع غريب عليا، إني أسافر معاه، لسه بحاول أستوعب."
فوزية ابتسمت بحنان وقالت: "دا خطيبك يا بنتي، عادي جدًا. خدي بالك من نفسك واستمتعي بالرحلة."
وفيصل جه بالعربية قدام البيت. وعد كانت جاهزة، وطلعت تركب جنب أخوها زي كل سنة. نجاة كانت واقفة قدام الباب، مترددة، لكن فوزية وسعاد شجعوها وقالوا لها: "يلا يا بنتي، مفيش داعي للخوف."
ركبت نجاة ورا في العربية، وكان الجو شوية مشحون بالصمت. وعد، وهي دايمًا المتفائلة، بدأت تتكلم بحماس: "يا سلام بقى لما نروح إسكندرية، هنعمل إيه أول ما نوصل؟ البحر طبعًا!"
فيصل ضحك وقال: "إنتي كل سنة نفس الكلام، البحر وبس؟"
وعد ردت بحماس: "طبعًا! وبعدين نجاة المرة دي معانا، هنعمل حاجات كتير مع بعض."
نجاة ابتسمت وقالت: "أنا مش عارفة إذا كنت هعرف أستمتع زيكم، بس هنشوف."
فيصل لفت راسه وقال بنبرة مطمئنة: "ما تقلقيش، هتنبسطي أكتر من اللي إنتي متوقعة."
وبدأت وعد تتكلم بحماس: "فيصل، عايزين نروح أول حاجة المول اللي على البحر، نجيب حاجات جديدة لنجاة!"
فيصل كان سايق بابتسامة، وقال: "أنتي كل سنة عندك خطة جديدة. لكن ماشي، نشوف لما نوصل."
نجاة كانت ساكتة طول الطريق تقريبًا، بتحاول تتعود على الجو اللي مش متعودة عليه. وعد لاحظت سكوتها وقالت: "إيه يا نجاة؟ ساكتة ليه؟ إسكندرية هتعجبك، صدقيني."
نجاة ابتسمت بس بخجل، وقالت: "ممكن، بس حاسة إني مش عارفة أندمج معاكو زي ما إنتي متعودة."
وعد ضحكت وقالت: "متخافيش، إحنا هنبسط جدًا، إنتي بس استرخي وسيبي الباقي عليا."
فيصل، وهو مركز على الطريق، قال بنبرة مطمئنة: "أهم حاجة إنك تستمتعي وتسيبي القلق وراكِ."
بعد ساعات من السفر، وصلوا لإسكندرية. الجو كان منعش، والبحر كان بيتراءى من بعيد بمنظر جميل. نجاة حسّت بشوية ارتياح وهي بتنزل من العربية، بتشم ريحة البحر لأول مرة بعد فترة طويلة.
وعد قالت بحماس: "يلا يا جماعة، نروح الكورنيش الأول، ناخد نفس عميق من هواء البحر النضيف!"
فيصل ضحك وقال: "طبعًا، الكورنيش أول حاجة."
فضلوا يمشوا على الكورنيش، وعد كانت بتتكلم طول الوقت عن ذكرياتها مع فيصل كل سنة في نفس الوقت ده. نجاة كانت بتسمع ومش بتتكلم كتير، بس بدأت تحس بشوية راحة في الجو الجميل ده.
بعد ما خلصوا مشي، راحوا قعدوا في كافيه جنب البحر. وعد جابت قهوة لنجاة، وقالت لها: "خدي، ده هيخليكي تصحي شويتين."
نجاة شربت قهوتها بابتسامة صغيرة: "شكراً يا وعد. الجو هنا فعلاً مختلف."
وعد نظرت لها وقالت بلهجة خفيفة: "عارفة إني مش متعودة تشوفي الحاجات دي كتير، بس إنتي محتاجة تاخدي شوية راحة من اللي حصل الفترة اللي فاتت."
نجاة نزلت نظرها وقالت: "كل حاجة حصلت بسرعة، أنا لسه بحاول أستوعب كل حاجة."
وعد حاولت تخفف الجو وقالت: "إسكندرية هتساعدك، البحر دايمًا بيشيل الهموم. بلاش نضيع الوقت في التفكير في اللي فات."
---
**المساء والهدوء**
في نهاية اليوم، رجعوا للشقة اللي كانت تطل على البحر. وعد وفيصل كانوا متفقين على إنه يبقى يوم هاديء، مفيهوش كتير من التحركات.
نجاة كانت قاعدة في البلكونة بتتأمل البحر، وهي بتحس بشوية هدوء داخلي. وعد جات قعدت جنبها وقالت: "بصي كده على البحر، تحسي إنه بيشيل معاه كل حاجة مضايقاكِ."
نجاة ابتسمت وقالت: "معاكي حق، أول مرة أحس بالشعور ده."
وعد استندت على الكرسي وقالت: "إيه أكتر حاجة نفسيك فيها دلوقتي؟"
نجاة فكرت شوية وقالت: "راحة... نفسي أعيش بدون خوف أو ضغط."
وعد ردت بحنان: "هتوصلي، كل حاجة هتتصلح مع الوقت، فيصل هنا، وإحنا كلنا وراكِ"
فجأه سمعوا صوت خبط على الباب...
نجاة: بفرحه اكيد دا فيصل رجع..
وعد:ياسلام شوفو البت فرحانه ازاى
طيب ياختى روحى افتحى لحبيب القلب بتاعك ...كملت كلامها ساخره انا عارفه ايه اللى جابنى معاكم..
راحت نجاة تفتح الباب على خجل..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
نجاة: حمد الله على السلامه يافيصل..
فيصل بحب: الله يسلمك على فاكره انتى وحشتينى..
تحمر نجاة خجلا: شكرا
فيصل ساخرا: شكرا ..شكرا ايه هو انا جايبلكم البقاله مش كدا يانجاة الله يخليكى..
نجاة بخجل: حقك عليا والله ما اقصد بس مش متعوده ومعرفش اقول ايه وانت بتكسفنى يافيصل...
فيصل: بكسفك ايه يانجاة انا مقولتش غير وحشتينى وبعدين انا عايز اسمع منك اللى انتى حاسه بيه واللى قلبك يقول عليه انا موافق بيه بس اتكلمى حبا فى النبي...
ومسك ايديها وبص فى عيونها...
فيصل: بصى يانجاة انا زيك كدا تمام معرفش اى حاجه زلا كلام الحب دا وكنت طول الوقت بقول عليه كلام فاضي ومضيعه للوقت لحد ما احتليتى قلبي ومبقتش عارف ابعد عنك وبتوحشينى على طول طول ما انا شغل عمال ببص فى الساعه علشان اقول امتى اخلص الشغل وارجع واشوفك ومش مركز فى الشغل خالص كل الكلام دا انا فعلا حاسس بيه وعايز اسمع منك اللى انتى حاسه بيه ولا انتى لسه خايفه منى يانجاة المره الوحيده اللى عصبت وقسيت عليكى انا بندم عليها كل دقيقه وكل ما اشوفك خايفه كدا بس اعترفلك اعتراف يانجاة..
نجاة بخجل وراسها فى الارض: اعتراف ايه يافيصل..
فيصل: كنت غيران عليكى من المدرس والولد اخو صحبتك دا لما لاقيته فى البيت..
وعد:احم ..احم طب اعملوا حسابكم ان فى حد معاكم هنا ...انا مش عارفه انا ايه اللى جابنى معاكم...
فيصل يضحك: طب يالمضه يلا اجهزوا علشان ننزل نتمشي ولا نقعد فى كافيه تحت شويه..
وعد بحماس: ايوا بقى اخويا العسل حالا هكون جاهزه ...
وتمسك بيد نجاة وتسحبها على غرفتهما لتبديل ملابسهما...
بعد ما قعدوا في الكافيه وشربوا قهوتهم، الجو بدأ يهدى ونسيم البحر بقى أخف. فيصل قرر إنه يطلب منهم يرجعوا ع الشقة علشان يستريحوا بعد اليوم الطويل.
فيصل بص لنجاة وسألها: "إيه رأيك في الجو هنا؟ عجبك؟"
نجاة بتسمت بخجل وقالت: "آه الجو هادي وريحته حلوة، حسيته بيخفف من اللي جوايا شويه."
فيصل برضه ابتسم وقال: "كويس، إسكندرية ليها طعم خاص، وعموماً أنتي معانا، مفيش داعي لأي خوف."
وعد كانت متحمسة زي العادة، قالت بصوت عالي: "يلا نروح الشقة، نعمل عشا ونتفرج ع فيلم كده رومانسي، إيه رأيك يا نجاة؟"
نجاة ضحكت وقالت: "زي ما تحبي يا وعد، أنتي اللي دايمًا بتفكرينا بالحاجات دي."
وصلوا الشقة، وكانت بتطل ع البحر، منظر كان يخطف القلب. وعد جرت على المطبخ تعمل عشا خفيف، أما نجاة، فضلت تقعد شوية في البلكونة. البحر كان بيخبط ع الصخور بهدوء، والليل كان نزل عليهم.
فيصل دخل ووقف وراها وقال بنبرة هادية: "الجو هنا مختلف، مش كده؟"
نجاة اتلفتت عليه وقالت: "آه، أحسن كتير من زحمة البلد."
فيصل قعد جنبها، وهو ماسك كوباية الشاي اللي جابها من المطبخ وقال: "نجاة، عايز أقولك حاجة من زمان، بس كل مرة أقول أسيبها لوقتها... بس دلوقتي الوقت جه."
نجاة حست قلبها دق بسرعة وقالت بخوف خفيف: "إيه يا فيصل؟ خير؟"
فيصل بصلها بحنان وقال: "إحنا خلاص بقينا قريبين من بعض، وخلاص أنتي خطيبتي، مفيش داعي إنك تخافي مني. عايزك تكوني مرتاحة، حتى لو الدنيا حواليكي متلخبطة."
نجاة ابتسمت بخجل وقالت: "أنا مش خايفة منك يا فيصل، أنا بس لسه بحاول أتعود. الدنيا اتغيرت فجأة، وكل حاجة بقت سريعة."
فيصل لمس إيدها بخفة وقال: "أنا معاكِ في كل خطوة، مهما كانت صعبة. مفيش حاجة هتحصل وإنتي لوحدك، فاهمة؟"
نجاة حسّت براحة لما سمعت كلامه، وبصتله وقالت: "أنا عارفة إنك معايا، وده اللي مخليني أقدر أتحمل."
في اللحظة دي، وعد دخلت عليهم وقالت وهي بتحمل طبق العشا: "يا جماعة، الدنيا ع الشوية اللي عملتها، تيجوا تأكلوا ولا إيه؟"
بعد ما أكلوا، الكل كان قاعد في الريسبشن. وعد قررت إنها تشغل فيلم رومانسي خفيف، وكانت طول الوقت بتتحكّم في الريموت وكأنها اللي مخرجة الفيلم.
فيصل بص على نجاة اللي كانت قاعدة جنبه وسألها: "تحبي الأفلام دي؟ ولا إنتي مش من النوع ده؟"
نجاة ضحكت وقالت: "بصراحة، مش بتفرج عليها كتير، بس يعني مش وحشة."
وعد تدخلت بسرعة وقالت: "لازم تشوفيها، دي بتفتح النفس على الحب، خليكي معانا في الجو ده، الدنيا محتاجة شوية رومانسية."
فيصل ضحك وقال: "أهو، وعد مش هتسيبنا غير لما نخلص الفيلم."
الفيلم كان شغال والكل كان مستمتع بالجو الهادي، بس نجاة كانت طول الوقت ساكتة وبتفكر في كلام فيصل، اللي حسسها إن الدنيا مش كلها ظلمة.
فيصل لاحظ إنها مش متفاعلة وقال لها بهدوء: "إيه؟ لسه بتفكري في اللي قولتهولك؟"
نجاة بصت له وقالت: "آه، بس عايزة أقولك حاجة."
فيصل قرب منها وقال: "اتفضلي."
نجاة أخدت نفس وقالت: "أنا مهما كان خايفة من اللي جاي، بس وجودك معايا بيهون كتير. يعني لو مكنتش موجود، معرفش كنت هبقى فين دلوقتي."
فيصل حس بقلبه بينبض أسرع وقال: "طالما أنا موجود، إنتي مش هتكوني لوحدك أبداً."
الليل كان هادي، بس بعد الفيلم الكل بدأ يروح عشان ينام. نجاة كانت نايمة في غرفتها، والليل كله كان ظلمة هادية. فجأة، تليفونها رن برسالة، فتحتها وهي لسه مش مستوعبة، وقرأت: "أنا مش قولتلك إن الدنيا دوارة؟"
نجاة قلبها وقع، صحيت من مكانها بسرعة وراحت لفيصل اللي كان لسه صاحي في أوضته. طرقت الباب وقالت بخوف: "فيصل، صحصح!"
فيصل فتح عينه بسرعة وقال: "إيه اللي حصل؟ في إيه؟"
نجاة ورته التليفون وقالت: "شوف دي... رسالة جاتلي دلوقتي."
فيصل بصل الرسالة ووشه تغير تمامًا. قال بحدة: "إحنا لازم نكون حذرين، الموضوع مش طبيعي، وفيه حد بيلعب لعبة وسخة."
نجاة كانت خايفة وقالت: "بس مين؟ ومش ليه؟"
فيصل كان بيحاول يهدى نفسه وقال: "هنعرف قريب. مش هنسيب حاجة تخلينا نرجع ورا."
فيصل حاول يطمنها وهو ماسك إيدها وقال: "بصي، مفيش داعي للقلق دلوقتي، هنتعامل مع الموضوع، وأنا مش هسيبك لوحدك في حاجة."
نجاة بصت له وقالت: "أنا مش عارفة هقدر أواجه اللي جاي إزاي."
فيصل قال بنبرة حازمة: "هتقدري، متخافيش. طول ما أنا هنا، كل حاجة هتكون تحت السيطرة. بس أوعي تبين لأي حد إنك خايفة أو إن في حاجة غلط."
تاني يوم الصبح، الكل كان بيتحضر ليوم جديد. وعد كانت نايمة لسه، وفيصل ونجاة قرروا ينزلوا يفطروا في مكان قريب. الجو كان هادي، بس نجاة كانت لسه متوترة.
فيصل لاحظ وقال: "إيه؟ لسه زعلانة؟"
نجاة بصت له وقالت: "مش عارفة، الرسالة دي عاملة زي كابوس، كل ما بفكر فيها بحس إني مخنوقة."
فيصل قال لها بحزم: "متخافيش، الرسالة دي مجرد محاولة لزعزعة ثقتك، بس إحنا أقوى من كده بكتير."
نجاة شربت شوية من الشاي وقالت: "طيب، بس إحنا هنعمل إيه؟ مش ممكن نسيب الموضوع يعدي كده."
فيصل فكر شوية وقال: "لأ طبعاً، هنتصرف، بس لازم نكون حذرين جداً. وهنبدأ من دلوقتي ندور مين ورا الموضوع ده. وبعدين مش إحنا بس اللي اتغيرت حياتنا، الدنيا دوارة، وكل واحد بياخد نصيبه في الآخر."
بعد ما رجعوا من الفطار، فضلوا يتكلموا في اللي هيعملوه بعد كده، وكان في نية إنهم يواجهوا أي خطر مع بعض. لكن جو إسكندرية كان بيشيل شوية من التوتر، والبحر كان دايمًا مصدر للراحة.
فيصل كان كل شوية يطمنها ويقول لها: "متخافيش، هتعدي على خير، وأهم حاجة نكون مع بعض في كل خطوة."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
...بيراقبنا، بس متقلقيش، أنا هتصرف."
نجاة كانت واقفة قدامه وهي متوترة جدًا، نظرتها كلها خوف وقلق. قالت بصوت مهزوز: "فيصل، مين ممكن يكون ورا الرسالة دي؟"
فيصل تنهد، وحاول يخفف من توترها: "متأكديش من حاجة دلوقتي، ممكن حد بيحاول يلعب علينا أو يضغط، بس أنا هتحرى عن الموضوع. المهم إنك تكوني هادية."
نجاة حاولت تبتسم، لكنها ما قدرتش تخفي خوفها: "طيب، بس متسبنيش لوحدي... حاسة إن في حاجة غلط."
فيصل قعدها على الكرسي جنب السرير وقال بحنان: "طبعًا مش هسيبك، إحنا مع بعض في كل حاجة. وصدقيني، مفيش حاجة هتحصل طول ما أنا معاكِ."
نجاة بصت له بعينين مليانة ثقة، بس القلق لسه كان مسيطر عليها.فيصل كان قاعد في الأوضة اللي فتحها في الشقة اللي خدها في إسكندرية، بيحاول يرتاح بعد يوم طويل من الشغل في النيابة. لسه بيحاول ينسى شوية من المشاكل اللي لاحقاه، بس فجأة سمع صوت الباب بيتفتح. كانت نجاة، دايما حريصة إنها متزعجوش، بس النهارده باين عليها القلق.
نجاة بصتله وقالت: "فيصل، وعد مش في الأوضة بتاعتها، مفيش حد شافها من الصبح!"
فيصل قام بسرعة: "إيه؟ يعني إيه مش موجودة؟ وعد ما بتعملش كده!"
حاولوا يدوّروا في الشقة كلها، من غير فايدة. كل الأماكن اللي ممكن تكون فيها مفيهاش أي أثر ليها. نجاة كانت قلبها بيدق بسرعة: "أنا خايفة يكون حد خدها يا فيصل!"
فيصل بدأ يحس بالتوتر، ورجع قعد على الكرسي وحط إيده على وشه: "اللي حصل ده مش طبيعي... أنا لازم أفكر. هي وعد في حد في حياتها ممكن يكون عايز يعمل كده؟"
نجاة هزت رأسها: "مش عارفة، بس مش لازم نسيب الموضوع يعدي، لازم نتحرك بسرعة قبل ما الوقت يضيع."
وفجأة، رنة الموبايل قطعت التوتر اللي في الأوضة. فيصل بص في تليفونه، وكان فيه رسالة تانية من نفس الرقم المجهول اللي كان بعد له أول رسالة. فتح الرسالة بصوت متوتر، وقرأ بصوت مسموع: "دلوقتي جه الدور إنك انت اللي تدور عليا."
الرسالة دي كان ليها وقع غريب على قلبه. بص لنجاة وحاول يربط الأحداث: "معقول؟ الشخص ده بيلعب بينا... وبيهددنا من الأول!"
نجاة: "لازم نبلغ الشرطة، مش ممكن نقعد مستنيين اللي جاي!"
فيصل وقف بسرعة: "مش هينفع نبلغ حد دلوقتي، مش عايزهم يعرفوا حاجة. ده شخص بيلعب على أعصابنا... وأنا مش هسيب حد يلعب بيا أو بيك. هنلاقي وعد، وهنعرف مين الشخص ده."
رجع فيصل بذاكرته لآخر مرة شاف وعد فيها، وافتكر إنها كانت مبسوطة وبتتكلم عن الأماكن اللي عايزة تزورها في إسكندرية. لكنه حس إن في حاجة كانت مضايقاها، حاجة مخبيها ومش عايزة تتكلم فيها.
نجاة كانت بتبصله بقلق: "أنا حاسة إن في حاجة كبيرة مخبيينها علينا... بس إيه؟ وعد ما قالتش حاجة طول الفترة اللي فاتت."
فيصل خرج من الأوضة بسرعة وقال: "أنا هتحرك على طول، هنزل أدور في كل الأماكن اللي ممكن تكون راحتها. انتِ خليكي هنا، لو جات أي معلومة، قوليلي على طول."
نجاة كانت عايزة تنزل معاه، بس هي عارفة إن وجودها هيزود التوتر: "ماشي، بس خلي بالك من نفسك يا فيصل."
نزل فيصل بسرعة، وساب وراه في دماغه مليون سؤال. كان بيدور في الشوارع اللي قريبة من الشقة، وكل ما يقرب من البحر، حس إنه بيلف في دايرة مش قادر يخرج منها.
وفي وسط الضلمة اللي في الشوارع، لمحت عينه ظل بيتحرك قدامه. كان ظل حد صغير في الحجم، شبه وعد، لكنه لما قرب، ما لقاش حد. الصوت الوحيد اللي سمعه هو صوت الموج بيضرب في الصخور.
فيصل وقف ورفع راسه للسماء، حاول يهدي أعصابه: "لازم أكون هادي، مفيش فايدة من الجنون."
وفجأة، الموبايل رن تاني، رسالة جديدة جاتله. فتحها بسرعة، وكان مكتوب فيها: "فاكر لما قلتلك إن الدنيا دوارة؟ دلوقتي جه الوقت إنك تدور عليا بنفسك."
فيصل حس إن الرسالة دي بتفتحله باب لأكبر تحدي في حياته. هو مش قدامه غير إنه يكمل في اللعبة اللي الشخص المجهول ده بيحاول يفرضها عليه.
رجع للشقة وهو حاسس إنه لازم يركز، لازم يخطط ويعرف أكتر عن اللي بيحصل. لما وصل، لقى نجاة قاعدة على الكنبة، وعينيها مليانة دموع: "لقيت حاجة؟"
هز رأسه: "لأ، بس فيه حاجة بتحصل ورا الكواليس، وأنا مش هرتاح غير لما أعرف مين اللي بيلعب بينا."
نجاة: "أنا مش قادرة أتحمل فكرة إنها ممكن تكون في خطر يا فيصل. وعد أكتر من أخت ليا، وده بيقتلني."
فيصل قرب منها وقال بصوت هادي: "أنا فاهم، وإحنا مش هنسكت لحد ما نرجعها. بس لازم نبقى أذكياء ونعرف نتحرك صح."
وبعد ما عادوا تفكيرهم في كل التفاصيل اللي حصلت اليوم، فيصل اتخذ قرار: "بكره الصبح هروح النيابة وأبدأ أسأل في كل مكان ممكن أستدل منه على اللي بيحصل. وأنا متأكد إن الحل هيجي من هناك."
لكن في الليلة دي، مفيش نوم جالهم. كل واحد فيهم كان بيحاول يلاقي معنى للرسائل اللي جات لفيصل، ويحاول يتخيل مين الشخص اللي واقف ورا كل ده.
الصبح جه بسرعة، فيصل كان صاحي من قبل الفجر. قرر يروح النيابة ويبدأ يسأل الناس اللي يعرفهم. بعد ما ساب الشقة، نجاة فضلت لوحدها بتفكر في كل اللي حصل. كانت قاعدة في البلكونة، بتحاول تستنشق الهوا النقي، وفجأة لمحت حاجة ملفوفة تحت باب الشقة.
قامت بسرعة وفتحت الباب، لقت ورقة صغيرة مكتوب عليها: "دلوقتي جه الوقت إنك تتحركي، الدنيا مش هتستناك."
الخوف اتملك نجاة، لكنها عرفت إنها ما تقدرش تستسلم. مسكت الموبايل وكلمت فيصل: "فيصل، فيه ورقة تانية لقيتها قدام الباب، مش عارفة أعمل إيه!"
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فيصل رد عليها وهو في العربية: "اوعي تتحركي من مكانك، أنا جاي دلوقتي حالًا."
قعدت نجاة مستنية، قلبها مليان توتر وخوف من اللي جاي. بعد نص ساعة، كان فيصل وصل، وبص في الورقة بعناية. "واضح إنهم مش بيلعبوا، الموضوع كبر يا نجاة، لازم نكون مستعدين."
لكن قبل ما يلحق يفكر في الخطوة اللي جاية، الموبايل رن تاني، رسالة جديدة جات.فيصل بص للرسالة الجديدة اللي جاتله، وبعد لحظات من الصمت، قال: "الرسالة دي مش هتعدي بالساهل. واضح إن اللي بيعمل كده عارف إحنا بنفكر في إيه وبيحاول يسبقنا بخطوة."
نجاة قعدت قدامه وهي متوترة وقالت: "طب يعني هنفضل مستنيين اللي جاي؟ مش لازم نتحرك ونعمل حاجة؟"
فيصل اتنهد وحاول يسيطر على غضبه: "أنا هتصرف، بس لازم نتحرك بعقل. لو تصرفنا بسرعة من غير ما نفكر هنقع في الفخ اللي عايزيننا نقع فيه."
نجاة بملامحها الحزينة قالت: "بس وعد يا فيصل... وعد لسه مش موجودة. الوقت بيعدي وأنا مش عارفة أتحمل أكتر من كده."
فيصل قرب منها وحط إيده على كتفها بحنان: "فاهم يا نجاة، فاهم. بس ثقي فيا، إحنا مش هنسيب وعد في خطر. هنلاقيها مهما كان الثمن."
وفجأة، الموبايل رن تاني. فيصل رفع التليفون بقلق، ونجاة قربت منه عشان تسمع. الرسالة كانت قصيرة بس مليانة تهديد: "دلوقتي جه وقت القرار... إما تختار إنك تدور عليا أو على وعد."
فيصل حس إن الدم بيتجمد في عروقه، بص لنجاة بعينين مليانين غضب وخوف: "واضح إنهم عايزين يلعبوا لعبة خطيرة... بس أنا مش هسيبهم ينتصروا."
نجاة بصوت متوتر: "يعني إيه؟ مين الشخص ده وليه بيعمل كده؟"
فيصل وقف فجأة وهو ماسك الموبايل بإيد قوية: "مش مهم دلوقتي ليه، المهم نعرف مين. وأنا مش هرتاح غير لما أجيب اللي ورا ده."
نجاة وهي بتقاوم دموعها قالت: "بس إزاي هنعرف؟ مفيش أي دليل على أي حاجة، كأنهم أشباح."
فيصل بص لها بثقة: "أشباح أو بني آدمين، مش هيفرق معايا. هفضل أدور لحد ما ألاقيهم."
بدأ يفكر في خطوته الجاية، وقرر إنه لازم يروح النيابة ويحاول يستغل كل العلاقات اللي عنده عشان يوصل لأي طرف خيط. قال لنجاة وهو بيلبس جاكتته: "اسمعيني كويس، أنا رايح النيابة دلوقتي. هحاول أدور في سجلات أي حد ممكن يكون ليه علاقة باللي بيحصل ده. انتِ خليكي هنا، أوعي تتحركي من البيت."
نجاة كانت لسه خايفة بس هزت راسها وقالت: "ماشي، بس لو حصل أي حاجة كلمني على طول."
فيصل طلع بسرعة من الشقة ونزل على السلالم بخطوات سريعة. كان عارف إن الوقت بيمر وإن كل دقيقة بتعدي بتزيد من خطر اختفاء وعد. وصل للعربية وشغلها بسرعة، دماغه كان مليان أفكار وأسئلة بدون إجابات.
وهو في العربية، فضل يفكر في كل الناس اللي تعامل معاهم الفترة اللي فاتت. حاول يربط الأحداث، بس مفيش حاجة كانت واضحة قدامه. كل اللي كان واضح هو إن الشخص اللي بيهددهم عنده خطة محكمة، وخطة هدفها إنه يخليهم يتصرفوا بتوتر واندفاع.
وصل فيصل النيابة، دخل بسرعة وقابل زميله اللي شغال معاه. قال له بصوت هادي بس فيه توتر: "أنا محتاج أطلع على ملفات لأشخاص معينين. أي حد كان ليه علاقة بالقضايا اللي اتعاملنا معاها الفترة اللي فاتت."
زميله بص له بتساؤل: "إيه الموضوع؟ حصل حاجة؟"
فيصل حاول يخبي قلقه وقال: "مجرد شكوك، محتاج أتأكد منها. مش عايز أقول أي حاجة لحد ما أكون متأكد."
بعد وقت طويل من البحث في الملفات، فيصل ما لاقاش حاجة جديدة تفيده. كل الأسماء اللي فكر فيها ما كانش ليهم أي علاقة بالموضوع.
رجع البيت وهو محبط، بس ما كانش عنده نية للاستسلام. فتح الباب ودخل، لقى نجاة لسه قاعدة على الكنبة مستنياه، عينينها مليانة قلق. سألته: "لقيت حاجة؟"
فيصل هز راسه وقال بصوت هادي: "للأسف لا، بس ده مش معناه إننا مش هنلاقي حل. الموضوع هيحتاج صبر وعقل."
قبل ما يكمل كلامه، الموبايل رن تاني. الرسالة دي كانت مختلفة. مكتوب فيها: "الوقت بيخلص يا فيصل... القرار مش هيستنى أكتر من كده."
نجاة مسكت إيده وقالت بتوتر: "فيصل، لازم ناخد خطوة سريعة، الوقت فعلا بيعدي."
فيصل اتنهد وقال: "هنعمل اللي نقدر عليه، بس مش هنستسلم، ولازم نفكر كويس."
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فيصل كان لسه واقف في الأوضة بعد ما قفل المكالمة، عينيه مش ثابتة على حاجة معينة، التفكير شغال بأقصى سرعته، لكن الإجابات غايبة. فجأة نجاة قربت منه، حطت إيدها على كتفه:
- "فيصل، إنت هتعمل إيه؟ مش وقت الانتظار."
فيصل بص لها وقال:
- "أنا عارف يا نجاة، بس الموضوع ده مش بالساهل. اللي ورا الرسائل دي عايز يلعب بأعصابنا. ما ينفعش أتصرف من غير تفكير، وإلا هنقع فالمصيبة الكبيرة."
نجاة كانت عينيها مليانة دموع، ما قدرتش تمسك نفسها وهي تقول:
- "بس وعد في خطر! ما ينفعش نقعد مستنيين كده!"
فيصل قرب منها وحاول يهدِّيها:
- "هعمل اللي أقدر عليه، بس لازم نفكر صح، ما ينفعش نتسرع. إحنا هنلاقيها، وعد مش هتروح مننا."
في اللحظة دي، الباب خبط، نجاة جريت بسرعة تفتحه. كانت سعاد، خالتها، واقفة برا وعلى وشها علامات القلق:
- "في إيه يا بنتي؟ أنا سمعت إن في مشكلة."
نجاة حكيت لسعاد كل حاجة، من الرسائل لحد اختفاء وعد، وكانت الدموع مش بتوقف من عينها. سعاد مسكت إيدها بحنان وقالت:
- "يا بنتي اهدي شوية، ما ينفعش تكسري قبل ما نعرف اللي ورا اللي بيحصل ده."
فيصل كان واقف جنبهم، بيحاول يربط الأحداث فدماغه، لكن مفيش حاجة كانت بتوضح الصورة. فجأة الموبايل رن تاني، فيصل بص للرقم ولقى نفس الرقم المجهول. فتح المكالمة بسرعة:
- "ألو؟"
الصوت اللي كان بيتكلم هادي وغامض:
- "فاكر لما قلتلك إن الدنيا دوارة؟ دلوقتي الوقت خلص، لازم تختار."
فيصل بص بتوتر وقال:
- "إنت مين؟ عايز إيه مننا؟"
الصوت ضحك ضحكة خفيفة وقال:
- "إنت اللي هتعرف قريب... لكن خلي بالك، الوقت مش في صالحك."
المكالمة قفلت، وفيصل كان واقف مكانه مصدوم. نجاة قربت منه وقالت بخوف:
- "قالك إيه؟"
فيصل اتنهد وقال:
- "عايز يلعب معانا لعبة خطيرة. بس أنا مش هسكتله."
سعاد حاولت تفهم أكتر:
- "طب يعني إيه الحل دلوقتي؟ هنفضل واقفين كده؟"
فيصل بص لهم وقال بجدية:
- "لازم نتحرك وندور على أي خيط. هنروح نتتبع أماكن الرسائل دي، لازم يكون في حاجة."
سعاد هزت رأسها وقالت:
- "ماشي يا ولدي، بس خد بالك من نفسك ومن نجاة."
فيصل خرج بسرعة، وكان نجاة مصممة إنها تروح معاه، رغم إنه حاول يقنعها إنها تفضل في البيت:
- "لا يا فيصل، أنا مش هقعد هنا لوحدي وأنت في وسط الخطر. أنا جاية معاك."
فيصل حاول يقنعها بس لما شاف الإصرار في عينيها، وافق:
- "ماشي، بس خليكي جمبي."
ركبوا العربية وبدأوا يدوروا في الأماكن اللي ممكن يكون لها علاقة بالرسائل. الطريق كان هادي، بس الجو مليان توتر. فجأة، فيصل لمح عربية واقفة على جنب الطريق، والعربية دي كانت شبه العربية اللي وعد كانت راكباها آخر مرة شافوها.
فيصل قرر يقرب منها وقال لنجاة:
- "استني هنا، هبص وأشوف في إيه."
نزل من العربية وقرب من العربية التانية، كان الباب مفتوح نص فتحة، وهو قرب أكتر، حس إن في حاجة مش مريحة. فتح الباب على الآخر، ولقي موبايل مرمي على الكرسي الأمامي، موبايل وعد.
فيصل قلب الموبايل في إيده، لكن مفيش أي حاجة واضحة. رجع بسرعة وركب العربية تاني وقال لنجاة:
- "ده موبايل وعد... معناها إننا قريبين منها."
نجاة:
- "طب إيه اللي نعمله دلوقتي؟ هنفضل ندور كده لحد إمتى؟"
فيصل حط إيده على الموبايل وقرر إنه يروح للنيابة عشان يحاول يستفيد من أي خيط ممكن يكون في الموبايل ده.
لما وصلوا النيابة، قابل زميله المحقق اللي شغال معاه، ووراله الموبايل. المحقق بص في الموبايل وقال:
- "ده ممكن يكون دليل مهم، هنفحصه ونشوف لو في أي حاجة نقدر نوصلها."
فيصل شكره، وقرروا يستنوا النتائج. الجو كان مشحون بالتوتر، لكن فجأة الموبايل رن تاني. الرسالة الجديدة كانت مكتوب فيها:
- "فاكر لما قلتلك إن القرار قريب؟ دلوقتي لازم تختار بين الحقيقة أو الخسارة."
فيصل بص لنجاة اللي كانت قاعدة جنبه وقال:
- "واضح إن الشخص ده عايزنا نتحرك بطريقة معينة... بس أنا مش هسيبه يسيطر عليا."
نجاة بصت له بقلق:
- "يعني إيه؟ مش فاهمة."
فيصل حاول يهديها وقال:
- "احنا هنلعب على خطته، بس بطريقتنا. مش هنتصرف باندفاع، هنفكر في كل خطوة."
وفي وسط كل ده، المحقق رجع ومعاه تقرير عن الموبايل. قال لفيصل:
- "فيه رسائل جات من أرقام مختلفة، بس كلها مرسلة من نفس المكان... مكان قريب من هنا."
فيصل قرر إنه يروح يشوف المكان ده بنفسه. قال لنجاة وهي متوترة:
- "استني هنا، مش هطول."
لكن نجاة ما قدرتش تستنى، أصرت إنها تيجي معاه:
- "أنا مش هسيبك لوحدك."
وصلوا للمكان اللي كان مُرسل منه الرسائل. كان مكان مهجور، شوارع ضلمة ومباني قديمة. فيصل دخل بحذر، ونجاة كانت ماشية وراه بخطوات هادية.
وفجأة، سمعوا صوت خطوات جاية من وراهم. فيصل اتلفت بسرعة بس ما لقاش حد. الصوت كان بيملى المكان، وكل ما يقربوا من مصدره، كان بيزيد.
لحد ما وصلوا لآخر المبنى، ولقوا باب مقفول. فيصل قرب منه بحذر، وحاول يفتحه، لكنه كان مقفول بإحكام. قال لنجاة:
- "استني هنا، هحاول أفتح الباب."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فتح الباب بصعوبة، ولما دخلوا، لقوا غرفة فاضية تقريبًا، لكن كان فيها حاجة غريبة... ورقة صغيرة مكتوب عليها:
- "القرار اللي هتاخده النهارده هيغير كل حاجة."
فيصل بص لنجاة وقال:
- "واضح إنهم كانوا هنا قريب... بس مش هنستسلم."
رجعوا بسرعة للنيابة، وفضلوا يشتغلوا مع فريق التحقيق، لكن كل ما يلاقوا خيط، يلاقوا إنه بيضيع منهم. كان واضح إن اللي بيلعب اللعبة دي ماهر جدًا في التلاعب.
وفي آخر اليوم، رجعوا للشقة وهما متعبين جدًا، بس فيصل كان عنده إصرار إنه لازم يوصل لحاجة.
نجاة وهي قاعدة على الكرسي قالت:
- "فيصل، الوقت بيعدي، وإحنا لسه مش عارفين حاجة."
فيصل بص لها وقال بثقة:
- "مفيش حاجة بتيجي بالساهل، هنلاقي وعد، بس لازم نتحلى بالصبر."
فيصل فضل ماسك الموبايل في إيده، بيقرأ الرسالة وهو متجمد في مكانه. نجاة بصت له بخوف وقالت:
- "إيه؟ قالك إيه؟"
فيصل اتحرك من مكانه، ورجع يقعد على الكرسي وقال:
- "واضح إن اللعبة قربت تخلص... الشخص ده عايزني أختار، بس ما قالش إيه الاختيارات اللي قدامي."
نجاة كانت على وشك الانهيار، قلبها مليان خوف على وعد، وعلى نفسها. سكتت لحظات، وبعدين قالت:
- "فيصل، يمكن يكون في طريقة نفهم بيها اللي هو عايزه. لو عرفنا مين هو الشخص ده، يمكن نقدر نحل الموضوع."
فيصل فكر شوية وقال:
- "صح، لازم نعرف مين ورا ده كله. إحنا ما نقدرش نفضل نتحرك في الضلمة."
في اللحظة دي، الموبايل رن مرة تانية، لكن المرة دي كانت مكالمة فيديو. فيصل بص للشاشة، شاف إن الرقم المجهول بيتصل. ضغط على زر القبول، وظهر قدامه وجه شخص ما يعرفوش كويس، لكن نجاة بصت للشخص ده وعينيها اتسعت من الصدمة.
الشخص قال بصوت بارد:
- "سلام عليكم يا فيصل... يا نجاة."
فيصل رفع عينه وقال:
- "إنت مين؟ وعايز إيه؟"
الشخص ابتسم ابتسامة خبيثة وقال:
- "مش مهم مين أنا، المهم إن أنا اللي في إيدي القرار دلوقتي. والقرار ده ممكن يغير حياتكم للأبد."
نجاة كانت لسه واقفة متجمدة، بس عينيها ما قدرتش تبعد عن الشخص ده. فجأة قالت بصوت مكسور:
- "إنت... إنت كمال؟!"
فيصل بص لها باستغراب:
- "كمال؟ مين كمال ده؟"
نجاة كانت متوترة جدًا، قالت بصوت مرتعش:
- "ده أخويا... اللي اختفى من زمان."
فيصل اتفاجئ وبص للشخص في الموبايل، كمال كان لسه مبتسم وقال:
- "أيوة، أنا كمال. وكنت مختفي عشان أجهز للمفاجأة دي. أبويا في السجن، وانتو اللي كنتو السبب في كل ده، وده وقت الحساب."
فيصل قال بغضب:
- "إنت بتتكلم عن إيه؟ أبوك اللي دخل السجن بأفعاله، إنت مالكش حق تدخل في حياتنا بالشكل ده!"
كمال كان لسه هادي جدًا، قال:
- "ما تفتكرش إنك هتحل الموضوع بالصوت العالي. أنا خططت لكل حاجة، ووعد في إيدي دلوقتي. واللي هيحصل بعد كده متوقف على القرار اللي إنت هتاخده."
نجاة كانت مش قادرة تستوعب اللي بيحصل. دموعها كانت نازلة من غير توقف وهي تقول:
- "كمال، ليه؟ إنت أخويا، المفروض تكون واقف جنبنا مش ضدنا."
كمال بص لها بنظرة مليانة بالكره وقال:
- "إنتو اللي اخترتو تقفوا ضدي لما سكتتو على اللي حصل لأبويا. أنا مش هسكت، أنا هنتقم لأبويا وهدمركم كلكم."
فيصل قال بحزم:
- "لو لمست وعد أو أذيتها، مش هسيبك. الكلام ده مش تهديد، ده وعد مني."
كمال ضحك ضحكة خفيفة وقال:
- "مستني أشوف هتعمل إيه يا بطل. الوقت قدامك، إما تنقذ وعد أو تخسرها للأبد. القرار في إيدك دلوقتي."
المكالمة اتقطعت، وفيصل رمى الموبايل على الترابيزة بغضب، وقال بصوت عالي:
- "المجنون ده مش هيسكت إلا لما نوقفه."
نجاة كانت قاعدة على الكنبة، مش مصدقة اللي بيحصل. قالت بصوت ضعيف:
- "فيصل، لازم نلاقي وعد قبل ما يحصل لها حاجة. مش هقدر أعيش وأنا عارفة إن أخويا هو اللي عمل كده."
فيصل قرب منها، مسك إيدها وقال:
- "هنلاقيها يا نجاة، بس لازم نتحرك بسرعة. كمال عايز يلعب لعبة خطيرة، لكن إحنا مش هنسكت."
في اللحظة دي، فيصل جاله فكرة، قال:
- "لازم نحدد مكان كمال، هو مش بعيد عننا. الرسائل والمكالمات جاية من مكان قريب. هنتتبع الموبايل ده ونوصله."
اتحركوا بسرعة على النيابة، وبدأوا يتابعوا تحركات كمال من خلال التكنولوجيا المتاحة. المحققين كانوا شغالين بسرعة، وكلهم مركزين على حل اللغز. بعد ساعات من البحث، قدروا يوصلوا لإشارة من مكان مهجور على أطراف المدينة.
فيصل قال بحزم:
- "هنروح دلوقتي، مش هنضيع وقت أكتر."
وصلوا للمكان، كان الظلام مسيطر على المنطقة، والمكان هادي بشكل مرعب. فيصل كان ماسك مسدسه، ونجاة كانت ماشية جنبه وهي بتصلي إنها تلاقي وعد سالمة.
فتحوا الباب الحديدي اللي كان بيصر بصوت مرعب، ودخلوا جوا. المكان كان شبه خالي، إلا من شوية صناديق قديمة، لكن في آخر الغرفة سمعوا صوت ضعيف. فيصل قرب ببطء، ولما وصل للمكان، لقى وعد مربوطة بإيدها ورجليها، وعينيها مغطاة بقطعة قماش.
فكها بسرعة وهي كانت في حالة من الهلع، بس لما شافت فيصل ونجاة، بدأت تهدى شوية.
لكن قبل ما يخرجوا، سمعوا صوت خطوات جاية من وراهم. كمال كان واقف عند الباب، ماسك سلاح في إيده وقال بصوت غاضب:
- "فاكرين إنكم هتهربوا؟ أنا مش هسيبكم تاخدوا وعد من هنا."
فيصل رفع مسدسه وقال:
- "كمال، اهدى، اللي بتعمله ده مش هيحل حاجة. هتضيع حياتك وحياة الكل."
كمال ضحك ضحكة هستيرية وقال:
- "أنا حياتي ضاعت من زمان، ومش فارق معايا أي حاجة تانية."
لكن في اللحظة دي، سمعوا صوت عربيات الشرطة وهي بتقرب من المكان. كمال بص برا بنظرة خوف وقال:
- "مش هتقدروا تقبضوا عليا... مش هتقدروا!"
وفي لحظة سريعة، حاول كمال يهرب من الباب، لكن الشرطة كانت محاوطاه من كل اتجاه. قبضوا عليه، وهو كان لسه بيصرخ:
- "هندمكم كلكم! أبويا هيخرج وهيرجع ينتقم!"
فيصل حضن نجاة ووعد وهو متأثر، وقال بهدوء:
- "خلصت، اللعبة خلصت."-
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بعد فتره طويله قامت رجال المطاريد الجبل حطو ايديهم على الاراضي والبيت وطردوا اللى فيه كلهم في الشارع بعد دخول كمال السجن لانهم كانوا بيساعدوا على خطف وعد ...
اعمام ابراهيم اللى كانوا عايشين بخيره كل واحد اخد مراته وعياله ومشي وجاب بيت وبيراعي ارضه وسابو ام ابراهيم الست خيريه فى الشارع بقالها اسبوع ومحدش سال فيها ...
فى بيت الست فوزيه الصبح على الفطار يدخل فيصل من باب الدوار وملامحه لاتفسر ...
نجاة: مالك في ايه يافيصل..
فيصل: والله لسه عارف حاجه كدا معرفش ازعل ولا افرح بيها ..
نجاة بقلق: في ايه قلقتنى يافيصل..
فيصل: الست خيريه حد كلمنى وقالى انها حالتها صعب خالص بقالها اسبوع فى الشارع وبتاكل من بواقي اكل الناس واللى بيضربها كل مايشوفها علشان ابنها الظالم والفلاحين مش سايبنها بحالها
تنتفض نجاة: ستى بيحصل فيها كل دا ازاى وليه وهى فين دلوقتى استنى البس واروح اجيبها ...
فيصل: انتى مالك مخضوضه وخايفه كدا ليه انتى نسيتى كانت بتعمل فيكى ايه
نجاة: لا منسيتش بس هى ستى ام ابويا مهما يحصل مش بعد ماكانت هانم تتبهدل كدا وبعدين انت عايزنى اعمل ايه افرح واشمت فيها ازاى يعنى هتيجى معايا ولا اروح لوحدى ...
فيصل: ايه الكلام ده مش هسيبك وهروح معاكى طبعا ...
ركبو العربيه وراحوا القريه بتاعت ابوها وفضلوا يدورو على خيريه فى الشوارع لحد مالقوها نايمه ادام جامع بعبايه مقطعه ومتوسخه وشعر مش مظبوط ووشها وجسمها اللى كله تراب من الشارع وحافيه القدمين اتذكرت نجاة شكلها وهى صغيره لما كانت بتلبسها كدا وانهمرت دموع شفقه على الحاله اللى فيها ستها وقربت منها علشان تساندنها وتقوم لكن خيريه ارتعبت اول ماشافتها كانها ملك الموت على الرغم من براءه ملامح نجاة وجريت وهى تصرخ..
خيريه :انتى جايه تنتقمى منى زيهم انتى جايه تاخدى حقك وحق امك منى سبونى فى حالى انتى امك بتجينى فى المنام بتعاتبينى وشمتانه فيا ودلوقتى جايبها بنتها تاخد روحى .....
فجاه تجرى نجاة وتاخدها فى حضنها: متقلقيش ياستى انا جايه اخدك معايا بعيد عن كل الناس دى متخافيش منى ....
خيريه وتبكى: ضربونى واذونى جامد يابنتى ...
تشاور نحاة لفيصل انه يجيب العربيه ومشوا راحو لست الفوزيه نجاة اخدت ستها على الحمام وخليتها تاخد دش ولبستها لبس نضيف وحطتها فى الاوضه ونيمتها ونزلت لهم وهما فى الصاله...
نجاة بكل اصرار: ممكن يافيصل لوسمحت تشوفلى بيت صغير جمبكم هنا للايجار وادفع ايجاره من ايراد الارض بتاع امى ...
فيصل باستغراب: بيت ايجار ليه يعنى ...
نجاة: علشان انقل فيه انا وستى ...
فوزيه: ليه يابنتى مانتى قاعده معانا هنا والبيت كبير اهو ويكفينا كلنا ....
نجاة: معلش ياستى بس اذا كنت قاعده معاكم هنا علشان خفيدتك اما هى باي حق تقعد هنا وانا مش هسمح بدا اننا نشفق ولا اى حاجه من دى مهما كان دى خيريه ام ابراهيم حمدان كبير البلد مش اخرتها تشفق وتقعد عند حد ....
فوزيه: اخص عليكى يانجاة احنا هنشفق عليها ولا نعاملها وحش احنا اى حد يابنتى بقى دى اخرتها ..
نجاة: معلش ياستى والله العظيم ما اقصد بس انا ستى حالتها صعبه خالص وطبعها بردو اصعب ومحدش هيستحملها غيري وانا مش عايزاها تحس انها مكسوره اظام حد كفايه اللى شفته الاسبوع اللى فات...
فيصل بذهول: بعد كل اللى عملته فيكى لسه بتفكرى فيها وبتكرميها وخايفه عليها اوى كدا ...
نجاة: العشره متهونش غير على ولاد الحرام وانا امى الله يرحمها ربتنى وعلمتنى على كدا يافيصل وبعيدا عن كل دا انا مش هرد الاساءه باساءه ....
هنا كبرت نجاة فى نظر فيصل اكتر واكتر وبسبب اصراره اضطر فيصل فعلا فى ايجار بيت ليهم وانتقلت نجاة وخيريه عليه وهنا زادت المسافات بين فيصل ونجاة وبقى فيه اشتياق اكتر بينهم وكمان فى تغيرات على وعد الكل ملاحظها ولكن محدش يعرف سببها.....
في صباح جديد، كان الجو هادي في بيت الست فوزية، وعد كانت قاعدة لوحدها بتذاكر على السفرة، عيونها على الورق بس فكرها سرحان بعيد. من وقت ما نجاة نقلت مع ستها خيرية وهي بقت مش زي الأول، بقت هادية أكتر، وكلامها قليل، وفيه حاجة غريبة في نظرتها.
فيصل دخل البيت، قعد على الكرسي المقابل لوعد، بص لها نظرة سريعة وحس إن في حاجة غلط.
فيصل: "مالك يا وعد؟ من يومين كدا مش عاجباني حالتك."
وعد رفعت عينيها وردت بنبرة مترددة: "مفيش حاجة، كلها ضغوط الامتحانات."
فيصل شاف إن الكلام مش منطقي، بس مردش يزيد عليها في اللحظة دي.
فوزية دخلت الصالة وهي شايلة صينية الشاي، لمحت التوتر في الجو بين فيصل ووعد، وقررت تقعد معاهما.
فوزية: "إيه؟ مالكو قاعدين كدا؟ الجو تقيل ليه؟"
فيصل: "وعد مش عاجباني حالتها بقالها فترة، ومش راضية تتكلم."
وعد حاولت تغير الموضوع بسرعة: "لا لا، مفيش حاجة يا ستي، أنا تمام، هو ضغط الامتحانات بس."
فوزية بنبرة حانية: "يا بنتي محدش يضغط نفسه كدا، مش بالضغط هتنجحي."
في اللحظة دي، دخلت نجاة من الباب. عيونها كانت شايلة كتير، واضح إنها مش نايمة كويس. أول ما شافها فيصل، ملامحه تغيرت، فيه اشتياق واضح في عينيه بس كان بيحاول يخفيه.
نجاة: "صباح الخير."
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فيصل بص لها بصوت هادي: "صباح النور، عاملة إيه؟"
نجاة: "الحمد لله، مش بطال، كنت مع ستي خيرية، بقت أحسن شوية."
فوزية: "ربنا يديها الصحة، بس إنتي كمان لازم تاخدي بالك من نفسك، باين عليكي التعب."
نجاة حاولت تبتسم: "متقلقيش يا ستي، أنا كويسة."
فيصل حس إن فيه كلام بين السطور مش بيتقال، قام وقف، قرب منها وقال: "ممكن نتكلم شوية؟"
نجاة استغربت من طلبه، بس وافقت.
طلعوا للبلكونة، والهوى كان بيداعبهم. فيصل بدأ الكلام بصوت واطي: "مش هقدر أستحمل إنك تبعدي أكتر من كدا يا نجاة."
نجاة بصت له بتوتر: "مبعدتش يا فيصل، بس الظروف فرضت نفسها."
فيصل بنبرة مليانة حنية: "الظروف دي أنا شايف إنها بتزيد البعد بينا. مش عايزك تحسي إننا مش قريبين زي الأول."
نجاة تنهدت: "مش قصد، بس ستي محتاجة حد جنبها. وأنا مش هقدر أسيبها لوحدها بعد اللي حصل."
فيصل قرب أكتر، وكلامه كان مليان اشتياق: "عارف، بس أنا كمان محتاجك جنبي."
نجاة حست بالحرج، بس كانت مقدرة مشاعره: "مش عايزة أحطك في موقف صعب، بس لازم أكون معاها."
فيصل بتأكيد: "وأنا كمان هكون معاكي، مهما كانت الظروف."
في اللحظة دي، فوزية نادت عليهم من جوه: "يلا يا جماعة، الشاي هيبرد."
رجعوا للداخل، وقعدوا كلهم مع بعض. الجو بقى أخف شوية، بس الكل كان حاسس إن فيه حاجة لسه مش متحكية.
بعد فترة، وعد قامت من مكانها بسرعة واتجهت لبره. فيصل بص لنجاة وسأل: "وعد مالها؟"
نجاة هزت راسها بتعجب: "مش عارفة، بس هي من فترة بقت غريبة."
فيصل بقلق: "هتابع معاها، الموضوع مش طبيعي."
في المساء، بعد ما الدنيا هديت، فيصل قعد في مكتبه يحاول يركز في شغله، لكن فكر وعد كان شاغله. مسك الموبايل وبعت لها رسالة: "إنتي كويسة؟"
وعد ردت بعد شوية: "أنا تمام، متقلقش."
فيصل شاف الرد، بس حس إنه كلامها مش صادق. قرر إنه مش هيضغط عليها دلوقتي، بس لازم يعرف السبب اللي مخليها متغيرة كدا.
في اللحظة دي، دخلت نجاة عليه. ملامحها هادية بس في نفس الوقت، كان فيه حاجة مش مريحة في الجو.
نجاة: "كنت عايزة أقولك حاجة."
فيصل: "قولي."
نجاة بتردد: "مش عارفة أقولها لك إزاي، بس حاسة إن وعد مخبية حاجة كبيرة."
فيصل بص لها باهتمام: "وأنا كمان حاسس كدا، بس مش عايز أضغط عليها."
نجاة بنبرة حزينة: "مش عارفة، بس أنا خايفة يكون الموضوع أكبر مما إحنا متخيلين."
فيصل قرب منها وقال بحسم: "هنعرف الحقيقة قريب، ومش هنسيبها لوحدها مهما كان."
نجاة ابتسمت ابتسامة خفيفة، وخرجت من المكتب. لكن في قلبها كانت حاسة إن الأيام الجاية هتكون أصعب.
في صباح اليوم التالي، وعد خرجت من البيت من غير ما تقول لحد. نجاة لحظت غيابها، وحاولت تتصل بيها، لكن مفيش رد. بدأ القلق يزيد جواها.
نجاة بسرعة راحت لفيصل: "فيصل، وعد مش موجودة."
فيصل قام بسرعة: "إيه؟ مش موجودة؟ طيب، هدور عليها."
فضلوا يدوروا عليها في كل مكان، بس مفيش أثر. الجو بدأ يتقل، وكأن في حاجة خطيرة هتحصل.
فيصل حس إن كل حاجة خارجة عن السيطرة. وفجأة جاله رسالة جديدة على موبايله.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
اخرج فيصل الفون بسرعه ليقرا الرساله "انا كويسه ومتقلقوش عليا بس انا عارفه انكم مش هتسامحونى على اللى عملته فقررت ابعد وصعب عليا بعدكم انا هبعتلكم كل فتره اطمنكم عليا بس انتم متدورش عليا"
فيصل بغضب يرمى الفون على الارض
ونجاة بخوف وقلق:ايه فى ايه ...فى خبر عن وعد ..
فيصل بغضب عارم: وطيت راسنا زى التانيه ما عملت احنا ماصدقنا الناس نسيت رجعت تخلى الناس تحكى علينا ....ليه ياوعد انا حوشت عنك ايه ولا قصرت معاكى فى ايه علشان تكسرينى كدا ...
نجاة ببكاء: يافيصل اهدى والله انا مش فاهمه حاجه ايه الحصل..
فيصل بكسره :مش فاكره اختى الكبيره نهله...
نجاة باستغراب: ايوا نهله الله يرحمها انا مش اوعى عليها بس امى كانت بتحكى ان ليك اخت تانيه غير وعد بس ايه اللى جاب سيرتها بس دلوقتى هى وعد كويسه ..
فيصل: مش ماتت يانجاة ....دى هربت مع ابن ابوسالم اللى ساكن هنا فى القريه كان متقدم ليها وابويا وجدى رفضوه كتير هربت معاها واتجوزوا وساعتها ابوى فضل يدور عليها لحد.ما لاقها بس كانت حامل سفرها برا السعوديه وقالها مش تيجى مصر ولا تتصل فينا ابدا وانتى ميته بالنسبه لينا وعمل عزا وقال انها وهى جايه من كليتها عملت حادثه وماتت فيها ....
نجاة بعد ما سمعت الكلام ده حست إن الدنيا اتشقلبت قدامها. بصة لفيصل وهي مش عارفة تقول إيه. قعدت جمبه على الكنبة، وهي مترددة تلمس إيده ولا تسيبه في لحظته دي.
نجاة بهمس: يعني... نهلة عايشة؟!
فيصل بص بصه مليانة كسره، دموعه واقفة في عنيه، قال بصوت واطي: أيوه... عايشة، بس بالنسبالي ماتت من زمان.
نجاة باندهاش: طب ليه عمك عمل كده؟ ليه مقلش الحقيقه؟
فيصل بتنهد: كان شايف إن كرامتنا أهم من الحقيقة. كان بيقول إن الناس هنا هيفضلوا يتكلموا علينا ويعيبوا فينا. فقرر يدفنها وهي حية، بس كل ما أشوف وعد كنت فاكر نهلة، وكنت بخاف من نفس السيناريو.
نجاة وهي بتحاول تفهم: ووعد... ليه هربت؟ أكيد في حاجة حصلت، هى مش من النوع اللى يعمل كده.
فيصل وهو مش عارف يرد: أنا مش عارف. بس أيًا كان اللي حصل، ده مش مبرر. كفاية علينا الوجع اللى عشناه قبل كده.
في اللحظة دي، رنّ تلفون فيصل تاني. بصة فيه لقى رسالة جديدة من وعد: "انا عارفه انى غلطانه بس بلاش تسيبوا الناس تعرف انى مشيت، اعتبرونى ميتة زى ما اعتبرتوا نهلة."
فيصل بص لنفسه في المراية اللي قدامه، وقال بغضب مكبوت: "نهلة تاني؟ ليه كل حاجة بترجع لنفس النقطة؟"
نجاة قامت ووقفت قدامه، وحطت إيديها على كتفه: "فيصل، مش كل حاجة بترجع، احنا ممكن نغير اللي جاي. وعد اكيد عندها سبب، ومهما كان لازم نعرفه قبل ما نحكم عليها. مفيش حد بيسيب أهله من غير سبب."
فيصل: السبب يا نجاة ميهمنيش دلوقتي، اللي يهمني إن الناس مش هتسيبنا في حالنا. أنا طول حياتي بحاول أخلي سيرة عيلتنا نظيفة، وأهو... كله بيرجع يتلخبط تاني.
نجاة بحنان: طب وده حل؟ نفضل نهرب من الحقيقة؟ مش يمكن لو عرفنا السبب نعرف نتصرف؟
فيصل وقف وبدأ يمشي في الأوضة قدام نجاة، وهو بيقول: "أنا تعبت من كل ده... وعد كان ممكن تكون حاجة تانية خالص، ليه اختارت السكة دي؟ ليه كل حاجة بتتحول لكارثة في حياتنا؟"
نجاة وهي بتحاول تخفف عنه: "فيصل، إنت عملت اللي عليك، بس لازم تديها فرصة إنها تشرح. مش كل حاجة بنعرفها من أول مرة."
فيصل توقف فجأة عن المشي، وقال بحزن: "مشكلتي يا نجاة إني مابقتش عندي طاقة للحاجات دي. أنا طول عمري بواجه مشاكل الناس، بس لما تبقى المشكلة جوا بيتي، بتحول لإنهيار."
نجاة قربت منه وقالت: "عشان كده لازم نفضل مع بعض. محدش فينا يقدر يحل المشكلة دي لوحده. احنا فريق، ولازم نعرف نكمل مع بعض مهما كان."
فيصل ببصة حزينة: "بس أنا خايف يا نجاة... خايف نخسر كل حاجة زي ما خسرنا نهلة."
نجاة بتصميم: "مش هنخسر حاجة لو وقفنا مع بعض. وعد بنت ذكية ومش بتعمل حاجة من غير سبب. خلينا نحاول نلاقيها ونتكلم معاها بدل ما نحكم عليها."
في اللحظة دي، الباب خبط، وكان خالتهم سعاد جاية، شافت علامات الحزن على وشوشهم، وقالت: "في إيه؟ إيه اللي حصل؟ ليه قاعدين كده؟"
فيصل وهو بيحاول يخبي مشاعره: "مفيش يا أمي، كله تمام."
سعاد بحزم: "ما تقولش مفيش، أنا أمك وفاهمة من غير ما تتكلم. إيه اللي حصل مع وعد؟"
فيصل وهو بيزفر: "هيا سابت لنا رسالة بتقول إنها مش هترجع وإننا مانحاولش ندور عليها."
سعاد باندهاش: "مش معقول! وإنت ناوي تعمل إيه دلوقتي؟"
فيصل بنبرة يأس: "مش عارف... مش عارف أعمل إيه."
سعاد وهي بتحاول تشجعه: "بص يا فيصل، مفيش حاجة تستاهل إننا نضيع نفسنا بسببها. وعد هترجع وهتفهموا منها. وكل حاجة ليها حل."
فيصل بصدمة: "إنتى متأكدة؟ نهلة مرجعتش."
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
سعاد بتنهيدة: "نهلة كانت حالة مختلفة. وعد مش زيها. ووعد بتحبك وبتحب العيلة. أكيد في سبب ورا اللي عملته."
فيصل: "بس أمي... أنا مش عارف أقدر أواجه الناس تاني بعد اللي حصل. كل مرة حاجة جديدة بتطلع."
سعاد بابتسامة خفيفة: "الناس دايمًا هتتكلم، بس إحنا لازم نركز في اللي يخصنا. إحنا عيلة واحدة وهنفضل مع بعض مهما حصل."
فيصل ببطء بدأ يحس بطمأنينة شوية من كلام أمه. قال: "يمكن عندك حق يا أمي. بس أنا هتجنن لو معرفتش وعد فين وليه عملت كده."
نجاة قربت أكتر وقالت: "هنلاقيها يا فيصل. وأنا هكون معاك في كل خطوة."
سعاد وهي بتحاول تدعمهم: "صح كلام نجاة. إحنا هنا لبعض. وهتعدي الأزمة دي زي ما عدينا قبلها."
فيصل حس بإنه مش لوحده في المعركة دي، وشوية شوية بدأ الغضب يتبدل بإصرار. قال بصوت أقوى: "خلاص، هنبدأ ندور عليها. مش هنسيبها لوحدها."
نجاة بابتسامة مشجعة: "ده الكلام اللي كنت عايزة أسمعه."
سعاد وهي بتحط إيديها على كتف فيصل: "أهو كده، نبدأ نفكر بعقل ونحلها واحدة واحدة."
اللحظة دي كانت بداية لتحرك جديد، وكانوا كلهم عارفين إنهم لازم يكونوا فريق واحد في مواجهة أي تحدي.
سعاد بعد ما سمعوا الرسالة الجديدة، بقت واقفة جنب نجاة وفيصل، وقالت بجدية: "يا فيصل، مش معنى إن وعد سابت رسالة زي دي إننا نسكت. البنت دي محتاجة مساعدة. ومهما كان، إحنا أهلها ولازم نكون جنبها."
فيصل بتنهد عميق: "أيوه يا أمي، بس هي مش سايبالنا حاجة نتحرك عليها. بتقولنا نسيبها وكأنها ماتت زي نهلة."
نجاة وهي بتحاول تركز: "طب استنوا... وعد كانت بتتصرف غريب في الفترة اللي فاتت، ممكن يكون في حاجة حد مأثر عليها أو مهددها."
فيصل بتوتر: "مهددها؟ تقصدي إيه؟"
نجاة بجدية: "مش عارفة، بس كل اللي حصل مش منطقي. وعد مش من النوع اللي يهرب كده. لازم نفكر في اللي كان حواليها."
سعاد بتفكير: "صح يا نجاة، لازم نعيد حساباتنا. مين كان قريب منها أو بيتعامل معاها في الفترة الأخيرة؟"
فيصل وهو بيحاول يسترجع الأحداث: "كانت بتروح الجامعة عادي، ومعندهاش أصحاب كتير، بس لاحظت إنها بقت تسهر كتير في أوضتها ومابتتكلمش كتير زي الأول."
نجاة وهي بتحاول تتذكر: "كانت دايمًا متوترة... في مرة شفتها بتبكي لوحدها، ولما سألتها، قالت إنه مفيش حاجة."
سعاد بتضامن: "يبقى في حاجة أكبر من اللي باين. إحنا لازم نلاقيها قبل ما يحصل أي حاجة."
فيصل بحزم: "خلاص، هنبدأ ندور من دلوقتي. أنا هتواصل مع زمايلها في الجامعة ونشوف لو حد شافها أو يعرف حاجة."
نجاة بحماس: "وأنا هروح أسأل في الأماكن اللي كانت بتروحها. مفيش حاجة هتقف قدامنا لو اشتغلنا مع بعض."
سعاد وهي بتمسح على شعر فيصل: "ماتقلقش يا ولدي، وعد هترجع لنا. إحنا لازم نفضل مع بعض ونحلها بعقل."
فيصل وهو بيحاول يبان أقوى: "أنا مش هرتاح غير لما أعرف هي فين. ولازم أضمن إنها بخير."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بعد سنوات...
نجاه اتخرجت من كليه التجاره وفتحت الشركه اللى كانت بتحلم بيها وبدات بارض امها ولما الشركه اشتغلت رجعت اشترت اراضي ابوها تانى وضمتهم للشركه اما فيصل فاخيرا عرف يصدر قرار باملاك ابراهيم لنجاه ومن ضمنهم بيت العيله اللى رجعت ليه نجاة مع ستها خيريه اللى صحتها العقليه رجعت تانى زى الاول والحمد لله معاملتها اتغيرت مع نجاة لما شافت منها المعامله الطيبه والحسنه وانها قدرت ترجع املاكهم وهى بنت والراجل اللى كانت رافعها راسها فيه اتسجن وطلع من السجن ومحدش يعرف ليه طريق وابوها بعد ما قضى مدته طلع من السحن واعتكف فى المسجد يكفر عن ذنوبه وهى كانت بتترد ليه من الوقت للتانى وكمان اصرت على انه يرجع معاها للبيت ولكنه رفض وقرر انه يكفر عن ذنوبه بالطريقه دى بس هو كمان طريقته اتغيرت وعرف ان البنت زى الولد وماهيش كماله عدد وانه كان غلطان وندمان على كل لحظه كان بيعنفها فيها ويكسرها
في بيت الست خيرية، كان الجو مليان بالحنين والذكريات اللي رجعت لنجاة لما بصّت حواليها وشافت البيت القديم اللي رجع ليها بعد كل اللي حصل. كانت بتفكر في كل خطوة خدت بيها أملاك أبوها وضمتها لشركتها اللي بقت حلمها المحقق. فجأة، دخل فيصل ومعاه فوزية، وهما الاتنين باين عليهم الفرح والقلق في نفس الوقت.
**فوزية بفرحه:**
"نجاة والله وحشتينا كدا! تقطعي بينا ولا تسالي ولا تيجي...!"
**نجاة وهي مبتسمة:**
"حقك عليا والله ياستي من غير قصد... زي ما انتي شايفة من الأرض للشركة للبيت علشان ستي، مش ملاحقة والله."
**فيصل وهو بيحاول يخفف الجو:**
"سيبيها يا ستي، مش تلوميها على حاجة، هي خلاص رتبت أولوياتها..."
**فوزية بفضول:**
"الله، شكلكم متخانقين بقى... إيه اللي حصل؟ فهموني اتكلموا..."
**فيصل وهو باين عليه التوتر:**
"عندك اهي... كلميها واسأليها."
وسابهم وخرج من البيت.
**فوزية وهي تقرب من نجاة:**
"تعالي يا نجاة اقعدي جنبي هنا واحكيلي، إيه اللي حاصل؟"
**نجاة وهي تتنهد بحزن:**
"والله يا ستي مش عارفة، بقاله أسبوع كدا، لا بيكلمني ولا بيسمعني، وعلى عصبي ومش عاجبه حاجة..."
**فوزية وهي بتفكر في كلامها:**
"ماهو يا حبيبتي أكيد دا وراه سبب... إيه اللي حصل خلاه كدا؟"
**نجاة وهي بتحاول توضح:**
"كنا بنتكلم على ترتيبات الفرح. هو مش عايز يعمل فرح يا ستي ولا أي حاجة علشان كلام الناس إننا لسه مش لاقيين وعد، وبيقولي مش عايز يسمع كلام يضايقه في ليلة زي دي. قلتله خلاص نعمل الفرح هنا، بردو رفض. دا غير السكن اللي هنقعد فيه، عايزني أسافر معاه إسكندرية، وأنا أعرف إيه هناك؟! واسيب الشغل والأرض وستي لمين؟ بس هو يقولي: انتي بتفضليهم عليا. معرفاش يا ستي فيصل كيف بيفكر..."
**فوزية وهي بتحاول تهديها:**
"معلش يا حبيبتي، انتي عارفة موضوع وعد مأثر عليه أد إيه... نطول بالنا بس. وبعدين ما هو كمان عنده حق، زي ما انتي عندك شغلك هو كمان ليه شغله، ومينفعش يا بنتي شغلك ياخدك من حياتك..."
**نجاة وهي مضايقة:**
"أبدًا يا ستي والله، أنا قلتله اطلب طلب نقلك لهنا، رفض! قلتله سافر وتعالى الخميس والجمعة، بردو رفض! طب أنا أعمل إيه يا ستي؟! أنا بحاول أحلها معاه وهو مقفل معايا خالص..."
**فوزية وهي بتحاول تهديها:**
"خلاص يا نجاة، أنا هكلمهولك واشوفه ماله، ونتفقه أنا وهو على كل حاجة..."
الجو كان مليان توتر، لكن نجاة كانت عارفة إن الأمور مش هتبقى سهلة، خصوصًا بعد كل اللي حصل مع وعد. وعد كانت اختفت فجأة وفضلت تسيب وراها رسائل غريبة، كأنها بتحاول تقول حاجة، بس محدش فاهمها. كل ما يمر الوقت، الأمور بتتعقد أكتر، واللغز اللي ورا اختفاءها بيكبر.
**بعد كام يوم...**
فيصل كان في مكتبه بيحاول يركز في شغله، لكن عقله مشغول بوعد ونجاة. فجأة، جاله تليفون من رقم غريب. لما رد، سمع صوت هادي بيقول:
"فيصل، أنا هنا... بس مش زي ما تفتكر. الطريق اللي اخترته مش سهل، وأنا مش هرجع."
الصوت كان صوت وعد، بس الكلام كان غامض ومش مفهوم.
**فيصل وهو مرتبك:**
"وعد؟! إنتي فين؟ ليه مش بتردي علينا؟"
**الصوت بردو كان غامض:**
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
"أنا عارفة إني غلطانة، بس بلاش تسيبوا الناس تعرف إني مشيت. اعتبروني ميتة زي ما اعتبرتوا نهلة."
قبل ما يقدر يرد أو يفهم، الخط اتقفل.
**فيصل وهو مصدوم:**
"نهلة؟! مستحيل..."
رجع بيته بسرعة، ودخل على نجاة اللي كانت بتجهز لحاجة في الشركة.
**فيصل وهو مش عارف يبدأ منين:**
"نجاة... وعد اتصلت."
**نجاة وهي مفزوعة:**
"إيه؟! اتصلت؟! هي فين؟!"
**فيصل وهو بيحاول يشرح:**
"هي قالت حاجات غريبة... بتقول إنها مش هترجع، وإننا نعتبرها ميتة زي ما اعتبرنا نهلة."
**نجاة وهي تحاول تستوعب الكلام:**
"نهلة؟! إزاي؟! وليه؟!
فيصل كان مدايق وملخبط، وحاول يشرح لنجاة كل حاجة سمعها من وعد، بس لسا كان فيه لغز كبير في الموضوع. نجاة كانت مستغربة جدًا من الربط بين وعد ونهلة، وكانت عايزة تفهم أكتر عن السبب وراء تصرفات وعد الغريبة والرسائل اللي كانت بتتركها.
**نجاة وهي بتركن على الكرسي:**
"يعني إيه بالضبط كلام وعد عن نهلة؟! وليه تربط بينها وبينها؟"
**فيصل وهو بيحاول يهدأ:**
"مش عارف أقولك إيه، بس واضح إن فيه حاجة كبيرة ورا الموضوع ده. وعد ممكن تكون حاولت تبعد عشان حاجات مش قادرين نفهمها."
**نجاة وهي بتفكر بصوت عالي:**
"يعني هي عايزة تبقى زي نهلة؟! هل هي هربت فعلاً ولا في حاجة تانية؟"
**فيصل وهو بيحاول يهدأ الأمور:**
"اللي نعرفه دلوقتي إن وعد مش هنا، ومش هينفع نفضل نعيش في شكوك. لازم نتصرف ونشوف نقدر نلاقي أي دليل يساعدنا."
**نجاة وهي بتحاول تكون هادئة:**
"تمام، بس إزاي هنبدأ؟"
**فيصل وهو بيقرر:**
"هبدأ أبحث عن أي معلومات جديدة وأحاول أتواصل مع الناس اللي يمكن يكون عندهم فكرة. وإنتِ حاولي تركز على شغلك، لأن ده ممكن يكون جزء من سبب ضغط وعد."
الأجواء في البيت بدأت تكون مليانة توتر، وكل واحد كان عايز يتصرف بطريقته. في نفس الوقت، نجاة كانت تحاول تنظم حياتها وتكمل في شغلها، رغم الضغوطات والتحديات. رجوع أملاك أبوها وإعادة البيت لستها كان جزء من تحقيق أحلامها، لكن مشكلات وعد كانت بتبقى عبء إضافي.
**فوزية وهي بتحاول تساند نجاة:**
"يا حبيبتي، صبري شوية. كل حاجة هتتحل إن شاء الله. وإنتي دلوقتي عايزة تكمل شغلك، خليكي قوية."
**نجاة وهي بتضحك بشكل يائس:**
"عارفة يا ستي، بس التوتر ده مش سهل. أنا حاسة إن كل حاجة قاعدة بتتعقد."
**فوزية وهي بتحاول تطمنها:**
"صحيح، بس الأمور هتتحل. وخلي بالك، الناس اللي بتحبك وواقفوا جنبك دايمًا."
وفي تلك الأثناء، فيصل كان بيحاول يراقب الأحداث بشكل دقيق، وكل خطوة كان بيحاول يخليها محسوبة. في بحثه عن أي خيط يوصل لولاء وعد، كان فيه إحساس عميق بالتوتر والخوف، وداخل نفسه كان عارف إن الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخفف عنه هي فهم الحقيقة كاملة.
**بعد كام يوم...**
فيصل ونجاة كانوا قاعدين في المكتب، والجو كان مليان بالترقب. فجأة، وصل رسالة جديدة على هاتف فيصل، ولما فتحها، لقى رسالة غامضة تانية تقول:
"الكل هيكتشف الحقيقة قريب، وما فيش حاجة هتظل مخفية."
**فيصل وهو بيشعر بالقلق:**
"الرسالة دي بتقول إن الحقيقة هتظهر قريب... بس إيه هي الحقيقة؟"
**نجاة وهي بتأمل الرسالة:**
"ممكن تكون رسالة من حد يعرف حاجة عن وعد، أو من حد عنده معلومات جديدة. لازم نكون مستعدين لأي حاجة."
**فيصل وهو بياخد نفس عميق:**
"تمام، هنفضل نبحث ونحاول نعرف كل التفاصيل. بس في نفس الوقت، لازم نبقى جاهزين لأي مفاجآت."
في تلك اللحظة، كان كل واحد فيهم بيتحضر للمرحلة القادمة، وأملهم كان في العثور على الحقيقة وكشف كل الأسرار اللي كانت مخفية، ووعد كانت بتهدد بشكل مستمر، لكن الأمل كان موجود في النهاية، وإن الحقائق هتنكشف مهما تأخرت.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
**خاتمة**
مرت سنوات على الأحداث الكبيرة اللي غيرت حياة نجاة وفيصل، والحياة بدأت تستقر أخيرًا. نجاة أكملت دراستها، وفتحت شركتها، وعادت لشراء أملاك والدها، بينما فيصل قدر يسترجع أملاك العائلة ويعيد الحياة لطبيعتها. الأملاك رجعت لنجاة وستها خيرية اللي استقرت صحتها النفسية، وبدأت تحس بالراحة لأول مرة بعد فترة طويلة.
**نجاة وهي في مكتبها، نظرت من النافذة وهي تتذكر الأيام الماضية:**
"الحمد لله، قدرنا نرجع كل حاجة زي ما كانت، وحتى لو كانت الطرق صعبة، بس كل شيء عدى وبقيت الأمور أفضل."
**فيصل وهو يجلس بجانب نجاة مبتسمًا:**
"أيوه، بس الطريق ما كانش سهل، والنجاح اللي وصلنا له ده بفضل صبرنا وقوتنا."
**نجاة وهي ترد بفرح:**
"وعد كانت دايمًا بتقول إن كل حاجة هتتحل، وفعلاً تحققت كل الآمال، حتى لو كان فيها تحديات."
مع مرور الوقت، الحياة بدأت ترجع لطبيعتها، لكن كل واحد فيهم كان يعرف أن هناك أسرار لم تُكشف بعد. كان هناك شعور بأن الأيام القادمة قد تحمل مفاجآت جديدة، وخصوصًا مع الرسائل الغامضة اللي لسا في آثارها.
**فيصل وهو يعبر عن أمله في المستقبل:**
"أنا متأكد إننا اتعلمنا من كل اللي حصل، وكل تجربة كانت درس لنا."
**نجاة وهي مبتسمة:**
"وأنا كمان متأكدة إن المستقبل هيكون أفضل. بس لازم نكون جاهزين لأي حاجة جديدة."
**وفي تلك اللحظة، دخلت فوزية وهي تحمل رسالة جديدة:**
"فيصل، نجاة، جت لنا رسالة جديدة... ومكتوب فيها: 'اللغز لم ينتهِ بعد. هناك من ينتظر ليكشف النقاب عن الغموض الحقيقي.'"
**فيصل وهو متجهم:**
"من الواضح إن الحكاية مش انتهت هنا، وفيه حاجة جديدة هتظهر."
**نجاة وهي تنظر لفيصل بقلق:**
"يعني فيه حاجة تانية جاية؟"
**فوزية وهي ترد:**
"الرسالة دي بتقول إن الغموض مستمر، وإن فيه أسرار لسا لم تُكشف."
وفي نهاية الرواية، كان هناك شعور بالقلق والترقب لمستقبل مجهول، لكن الأمل في كشف الأسرار بقيت موجودة. وظهور الرسالة الجديدة بيفتح الباب لقصة جديدة.