رواية فراشة في جزيرة الدهب زيدان وحورية من الفصل الاول للاخير بقلم سوما العربي
رواية فراشة في جزيرة الدهب زيدان وحورية من الفصل الاول للاخير هي رواية من كتابة سوما العربي رواية فراشة في جزيرة الدهب زيدان وحورية من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية فراشة في جزيرة الدهب زيدان وحورية من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية فراشة في جزيرة الدهب زيدان وحورية من الفصل الاول للاخير
رواية فراشة في جزيرة الدهب من الفصل الاول للاخير
في غرفة ملكية مهيبة وقف من على الفراش الوثير رجل أسمر البشرة طويل الجزع عريض الجِرْم ولف حول جسده ملائه حريرية يولي ظهره للفراش ومن عليه حيث هنالك أنثى يافعة ذات عيون سوداء لامعه تنظر له بإنبهار وتمني…..تتمنى لو كانت نالت إعجابه…
رفع كأسه يرتشف ماتبقى فيه ثم ألقاه بإهمال وقال : -أذهبي.
تلاشت إبتسامتها المتمنية وحل محلها الصدمة لكنها لم تقوى على الأستفتسار بل وثبت مكانها لكن لم تقدر على الحراك، فلم يعجبه تأخرها…
لذا صرخ بصورت عاصف:
– كاكا.
وفي الحال دلف رجل أسود عريض عاري الصدر يخفض رأسه وعيناه أرضا وردد بخضوع:
-أمرك سيدي راموس.
ألتف راموس مرة أخرى ثم قال بفتور:
-خذها من هنا في الحال.
على الفور نفذ “كاكا” أوامر سيده “راموس” وأخلى الغرفة تماماً.
____________________________
-قصدك إيه يا منة بالكلام ده؟
قالها شاب في مقتبل الثلاثينات من عمره بحدة لتجاوبة صديقته التي تواجهه وهي ترفع حاجبها الأيمن وتكتف ذراعيها حول صدرها:
-قصدي إنك رايلت عليها أول ما شوفتها.
-منه خدي بالك من كلامك وماتنسيش إني مديرك، شكلك نسيتي قواعد الشغل.
-أنا أن كان عليا مش ناسية، لكن شكلك أنت إلي نسيت يا مدير، تقدر تقولي إزاي عيلة بنت أمبارح، حديثة التخرج وماكملتش ست شهور على بعض في الشركة هنا وحضرتك تحطها بالأمر في رحلة زي دي؟ إنت مش عارف العملية دي مصروف عليها أد إيه ولا جمالها وسحر عيونها نساك يا فهمي؟
وقف فهمي غاضباً وضرب سطح المكتب بكفه ثم ردد بحزم:
-أنتي تجاوزتي حدودك.. خدي بالك من كلامك وأعرفي أنتي بتقولي إيه، والعيلة بنت أمبارح دي شاطرة وسبق وأثبتت كفاءة ولا تحبي أفكرك بالي حصل في كامب السويس، أنا ماردتش أعيد وأزيد في الموضوع عشان مايبقاش بعد طول سنين ليكي في الشغلانة وتيجي عيلة بنت أمبارح زي ما قولتي بنفسك وتعلم عليكي .
إرتدت منه خطوة للخلف بصدمة وكأن كلامه كالطلقة التي ردت في صدرها قتلتها وبقت تتنفس بلهاث و غيظ ليردد بلا مجال للجدال:
– رنا فكري هتطلع معاكم رحلة جزيرة الدهب …خلص الكلام..أتفضلي على مكتبك .
إلتفت بسرعة و گمد تتجه نحو الباب تفتحه لتغادر لكنه أوقفها بصوته أمراً:
-منه
إعوجت رقبتها تنظر له دون أن تستدير فقال بما يشبه التهديد:
– ياريت مايحصلش مشاكل..فهماني طبعاً..
صرت على أنيابها بعداوة ثم غادرت سريعاً و بداخلها نار متقدة .
____________________________
في حي شبرا
في أحد البنايات متوسطة المستوى وقفت فتاة معتدلة الطول، بجسد ملفوف، مصرية القوام، وشعر بني طويل تفتح حقيبة سفر كبيرة وتضع فيها ملالسها تغمض عينيها بقلة حيلة وهي تستمع لصوت بكاء والدتها فألتفت لها ليظهر وجهها المستدير وعيونها اللوزية بلون الزيتون الأخضر تبتسم لها تحاول تهدئتها قائلة:
– يا ماما كفاية حرام عليكي صحتك.
-أنا عارفة كان مالك ومال الشغلانة دي بس يا رنا بنتي .. ياما قولت لك ونصحتك أن البن….
قاطعها رنا ضاحكة تكمل عنها:
-البنت مالهاش إلا بيت جوزها ..عارفة ياماما ..بس انا كمان ياما قولت لك إن مش انا البنت دي، أنا عندي طموح وتطلعات لو سمحتي يا ماما ماتقفيش في طريقي.
نظرت لها والدتها بيأس ثم أردفت بقلة حيلة:
-خايفة عليكي يا رنا وأنتي حلوة وصغيرة خسارة
-خسارة ؟! يعني لو كنت مش حلوة وكبيرة كنت هبقى مش خسارة؟ ايه اللي بتقوليه ده يا ست الكل ؟
زمت والدتها شفتيها وقالت:
-مش قصدي .. أنا قصدي إن فيكي الطمع.
ضحكت رنا بزهو وردت عليها:
– هاههه..طب خلي حد يقرب مني كده.. ده انا متمرنة كويس قوي ..بنتك يتفات لها بلاد يا حجا صباح الفل … أنا هروح أسلم على حورية قبل ما أمشي …سلام.
إلتفت تغادر بحماس تاركة والدتها خلفها تنظر لها بعدم إرتياح لكنها ما تستطيع إيقافها عن أهدافها ولم يعد بيديها سوى التضرع لله بأن يحميها ويحرسها .
____________________________
في منزل من نفس المستوى
دقت رنا جرس الباب ففتحت لها سيدة متقدمة في السن تعرج على قدمها وما أن رأتها حتى قالت بحاجب مرفوع:
-أهلاً بخلفة الهنا .
زمت رنا شفتيها بابتسامة عريضة متكلفة و قالت:
-حتى إنتي يا خالتو ؟ أنا عملت إيه بس؟
-و كمان مش عارفه.. ده إيه البجاحة دي..هي اختي هتتجلط من شوية.
نظرت رنا أرضاً كانت تعلم أن خالتها غير متقبلة كل ما يحدث فقالت بضحكة مستفزة متبجحة:
-طب إيه مافيش ادخلي..اتفضلي يا رنوش ياحبيبتي.. عايزة أدخل.
-مافيش دخول وأمشي غوري من قدامي
-ليه بس كده ده انا جاية أسلم عليكم قبل ما أمشي يا فوزية .
ضربتها فوزية على يدها وقالت بحدة:
-فوزية في عينك يا قليلة الأدب بس هقول إيه مانتي ناقصة رباية ..
-يا دين النبي…ياخالتو بقا كفاية بستفة فيا أنا ماشية كمان ساعة .
كادت أن تجيب عليها فوزية لولا صوت أحداهن الذي أتى من خلفهم يردد:
– إنتي بردو مسافرة يا رنا؟ مش عارفه بجد أنتي في أي في دماغك …طول عمرك غاوية تسوحي نفسك.
ألتفت رنا لتبصر جارتهم “رشا” التي تصغرها بعام تقف أمامها تحدثها بضحكة ساخرة فقالت فوزية تثني على رأيها:
– قولي لها يا رشا يا بنتي .. أنا عارفة بس بنتي ولا البت الهبلة بنت أختي دي ما طلعوش زيك ليه؟
تنهدت رنا وقالت :
-ماعلش بقا يا جماعه.. أصل ربنا وزع الأرزاق ماحدش عجبه رزقه ..وزع العقول كل واحد عجبه عقله وأنا عقلي عاجبني قوي .
ضحكت رشا بسخرية وتقدمت تدفع رنا معها للأمام ثم قالت:
-على رأيك …تعالي تعالي ..تعالي ندخل للمخبولة التانية ..ماعلش يا طنط فوزية سبيها تدخل المرة دي عليا.
– عشان خاطرك بس يا رشا لكن أنا لو عليا الود ودي أجيب شعرها تحت رجلي يمكن ترتجع عن إلي في دماغها…
ثم تركتهم وذهبت تكمل متابعة مسلسلها الهندي المفضل بينما تقدمت رنا و رشا لغرفة حورية.
وفتحت رنا الغرفة بحدة وتبعتها رشا حتى وصلا لفراش صغير عليه جسد متكوم تحت الغطاء يهمس في الهاتف مع أحدهم وصوت ضحكة خفيفة صادرة عنها تردد:
-ههههه يا مجنون حد يعمل كده.
فاقتربت رنا منها ونزعت الغطاء فجأة ليظهر وجه حورية آلتي كانت حقا إسم على مسمى ، وجهها كالدائرة وملامحها صغيرة دقيقة ،عيناها عسلية، شعرها قصير يصل بالكاد لأول كتفها .
ترجلت من على الفراش و وقفت أمامهم معترضة تردد:
– إيه ده في إيه ما براحة .
نظرت لها رنا بضيق و قالت:
– قاعدة أنتي هنا تحبي في التليفون وسايبة أمك تبهدلني برا .
زمت حورية شفتيها ثم رفعت الهاتف على أذنها وقالت بهمس رقيق:
– عصفور حبيبي هقفل معاك دلوقتي وأرجع أكلمك تاني .
صمتت تضحك بخفة ثم قالت:
-ايوة هي رنا …. هههههه باي يا عصفوري .
ثم أغلقت الهاتف وهي تتنهد بهيام بينما قالت رشا بنزق:
– أه ياختي ما ليكي حق .. ناس تاخد محمود الفرفوش الصغير الي بيعشق السفر والروشنة و الخروجات وناس تانية يتقدم لها زيدان الكبير إلي دراعة سابق دماغه …حظوظ.
نظرت لها حورية و رفعت أصابعها الخمس في وجهها بينما تردد بخوف:
-خمسة و خميسة في عينك ..هتحسدينا يخربيتك… وبعدين في إيه مش أبن عمك وأنتي أولى بيه.
– يعني هو زيدان هو إلي إبن عمي بس؟ ما في غيره.. أنا عارفة بس أيه سر التصميم على زيدان؟
-ما يمكن بيحبك؟
قالتها حورية مفكرة فقالت رشا:
– وهو زيدان ده بيعرف يحب …شوفي أنا بنت عمه وعايشين مع بعض في بيت واحد أهو إلا عمري في يوم ما شوفته بيتكلم براحة ولا حتى بيضحك … لأ لأ… أنا رفضته خلاص…طبعاً مش موافقة … ده أنا و أخواتي وكل بنات عمي بنخاف منه ..حتى واخواتي الولاد و ولاد عمي بردو بيخافوا منه زي أعمامي و أكتر … قال زيدان قال .. ليه هو العمر بعزقه؟
زمت رنا شفيتها بأسف ثم قالت:
– بصراحة… عندك حق ..حتى البنات في المنطقة كده .. أنا سمعت من ماما إن أمه أتقدمت لكذا واحده وكلهم رفضوا بعد ما أنتي رفضتيه بيقولوا طبعه صعب وكمان … بصراحه…كبر في السن.
أكملت حورية تردد:
– ومين سمعكوا ده حتى محمود بيخاف منه و بيقول إن ابوه خايف لايكون عنس زي البنات و ليل نهار وزيدان بيتخانق معاه .
عوجت رشا فمها وقالت ساخرة:
– بس في دي بقا يمكن زيدان معاه حق فيها … أصل ماتزعليش مني يا حورية أنتي حبيبتي وكل حاجة بس محمود ده لاسع قوي ولحد دلوقتي مش ماسك شغلانة هيفتح بيت إزاي ده بالذمة لأ لأ… أنا شايفة إنه مش عريس كويس خالص.
تطلعت لها حورية بضيق وسألت:
– هو مش ده محمود إلي كنتي لسه من شوية بتحسديني عليه… دلوقتي بقى وحش وزيدان عنده حق مش ده زيدان إلي دراعة سابق دماغه ؟
لم تكد حورية تنهي جملتها حتى أنتبهن ثلاثتهن على صوت صياح غاضب أتي من الخارج فركضن باتجاه الشرفة ليظهر لهم ما يحدث بالشارع .
وشهقت كل منهن بحزع وهن يبصرن رجل عريض المنكبين غليظ الذراع يوليهم ظهره وهو يقبض في يده على تلابيب أحد الشباب و لجواره ثلاثة من أصدقاء الشاب يصرخون فيه بغضب:
– خلاص يا معلم زيدان ماجراش حاجه لكل ده
– ماجراش إزاي.. ده بيعلي صوته وأنا واقف .
-عندي أنا دي يا كبير… سيبه بقا الواد مش حملك..أكبرلنا عيب أحنا في منطقتك وبعدين أنت متفق معانا تسلمنا الشغل أول الشهر وده عريس و فرح متحدد
فهتف زيدان بإنفعال:
– وهو أول الشهر كان جه؟
بعدها ترك الشاب يسقط من بين يديه ثم قال:
– أنا هسيبه يروح وانسى غلطه فيا وفي عمالي عشان خاطر أبوه وعشان أنا بفهم في الأصول بس تعاملي مش هيبقى معاه و أنت إلي هتيجي تستلم العفش مني… آمين ؟
نظر الشاب لرفيقه المتسبب في كل ماحدث بسبب لسانه الفالت ثم تطلع لزيدان بخزي وقال :
– آمين يا معلم زيدان.. عداك العيب… سلام عليكم.
بعدها تحركوا مغادرين ولم يجرؤ أي منهم على التفوه بحرف زيادة .
وتقدم والده يقف بجوراه ويضع يده على كتفه فالتف له زيدان ليظهر وجهه المنحوت كتمثال لرجل مصارع يزيد عليه لحيته الكثيفه و عيونه الثاقبة،ثم ردد بعدم رضا:
– ما كان من الأول..لازمته إيه إلي حصل ده بس؟
-يعني أنت ماشفتوش ياحاج كلمني إزاي ولا انا بفتري.
زم الرجل شفتيه بضيق ثم نظر على الناس وهم يطلعون عليه وعلى نافعله فقال:
-طب تعالى … تعالى ندخل جوا الناس بتتفرج علينا يالا بينا..
زفر زيدان بضيق و تحرك معه منصاعاً لأمره.
__________________________
في أعلى نقطة بالجزيرة
خرج راموس من غرفته وهو عاري الصدر يرتدي بنطال من القطن فقط وعلى كتفه وشاح خفيف، تطلع للسماء بأعين لامعة ثم تقدم حتى وصل لجلسته التي صنعت له في البراح أمام باب غرفته وتطل على البحر مباشرة.
أضطجع على مقعده و بقى يتطلع للسماء يلاحظ شكل القمر و هو بدر في تمامه وجلس يطالعه بصمت … صمت طويل لم يزحزح عينه من عليه تقريباً إلا بعدما أقترب أحدهم وقال بصوت هادئ:
– أنه البدر في تمامه سيدي.
ألتف ونظر بصمت لتلك السيدة السوداء قصيرة الطول ممتلئة القوام وهي تقف أمامه وتنظر له بحنان ثم أقتربت و وقفت على مقربة منه أكثر ثم سألت بشفقة :
– لما طردت الفتاة؟
لم يجيب عليها وعاد ينظر أمامه للسماء بعيداً عن البدر فعادت تستفسر:
-ألم تعجبك هي الأخرى؟
أسبل جفناه لثواني وهو يتنهد بحزن ثم قال:
-يبدو إنني قد كتب علي أن أملك كل شيء إلا ما أحب .
صمت لثواني ثم إلتف لها يسأل:
-أتظنين أنها لعنة؟
ردت بلهفة:
– لا؟ لما؟
-لا أعلم …لا أجد راحتي مع أي فتاة.
وقف من مكانه و وضع يديه في جيوب سرواله و تمشى في المكان ينظر على البحر بينما يردد:
– من كل الحريم التي أملكها من كل شكل ولون ورغم كل الفتيات التي عرضتموها علي من مختلف البلاد لم أجد تلك التي تجذبني حتى بت أجن.
تنهد بتعب ثم قال:
-ربما سأتزوج من أحد أميرات البلاد المجاورة للجزيرة .
-لم تكن هذه وصية والدك الملك والتي كنت أنا شاهدة عليها فقد أوصاك إن تتزوج بفتاة تحبها مثله كي يساعدك الحب على أعباء الحكم .
– وأين هي؟ أتعلمين كم عمري؟
-أعلم سيدي راموس.
هز رأسه وأردف:
-و للأن لم أنجذب لأي فتاه حتى بت أشك في أمري.
-أنت من يبعدهم عنك..أستغرب جداً تصرفك.. أين تلك التي ستعجبك وأنت لا تثق في أحد ولا تدع المجال لأن تحاول أحداهن أرضائك، قلت أن ولائك لفتيات جزيرتنا فقط و تلك الفتاة التي طردتها من عندك من اجمل فتيات الجزيرة ولم تبقى بغرفتك ساعة واحدة…لقد طردتها .
ضرب سطح الطاولة أمامه فسقطت الفاكهة و الكؤس بينما يردد بغضب محذراً:
– أنچا ….قلت لكِ لم تعجبني.
إرتدت السيدة “أنچا” للخلف بخوف من عصبيته ثم صمتت لبرهة وحاولت إستكمال حديثها معه مرددة:
-ربما لم يحن الوقت.
-لن أنتظر.. أنا ملك ..يلزمني وريث للعرش ..سأتزوج من أي أميرة..زواج سياسي ينفع الجزيرة اكثر من الحب والإعجاب.
لم تعجب”أنچا” بكلامه و سألت بضيق:
-و وصية الملك.
انفعل عليها وأحتد مزاجه فهتف فيها:
-وأين أجدها تلك؟ أين هي؟
نظرت أنچا للسماء وأبتسمت ثم قالت:
– أتعلم تلك الأسطورة التي تقول أنه….
قاطعها بملل يردد بينما يهز رأسه ساخراً من تفكيرها:
– ملكة جزيرة الذهب تولد ليلة أكتمال البدر في آخر شهر بالصيف… أليس كذلك؟
غربت عيناه بضجر بينما يردد:
-لقد مللت مهاتاراتك أنچا ….مر العمر وأنتي تمنيني بتلك الأسطورة والغريب أن والدتي كانت ملكة جزيرة الذهب وهي من مواليد الشتاء و ببداية الشهر .. أنصحك بأن تخلدي للنوم فقد تأخر الوقت .
تحركت أنچا وهمت لتغادر لكنها توقفت مرددة:
– أسخر مني كيفما شئت لكني سأظل مؤمنة بتلك الأسطورة.
أنحنت له تحييه بأحترام تسمعه وهو يردد:
-من الجيد معرفتك بأنها أسطورة يعني خرافات وليست حقيقة .
تنهد بسأم ثم أكمل:
-الأعمال كانت مرهقة الفترة الماضية، سأذهب برحلة صيد في منطقتي المفضلة،بلغيهم ليحضروا كل شيء.
هزت أنچا رأسها بطاعة ثم غادرت وتركته ينظر للفراغ وسرعان ما نظر للبدر و تنهد.
__________________________
دلف زيدان للبيت وهو يخلع قمصيه الممزق بسبب عراكه مع هؤلاء الشباب، طواه بيده ثم بدأ يجفف عرق جسده الغزير به حتى وصل لوجهه و وضع القميص عليه ينشف به وبتلك الأثناء كانت حورية تهبط الدرج بسرعة كبيرة كي تلحق برنا تودعها .
ومن سرعتها تعثرت قدمها اليسرى بدرجة السلم المكسورة لتشهق برعب وهي على وشك السقوط تبعتها شهقة اخرى لكن هذه المرة بصدمة و هي تشعر وكأنها قد أصدمت برصيف خرساني .
صدم زيدان بالبداية و رفع القميص عن وجهه بينما لف يده كرد فعل سريع يحمي تلك التي ستسقط فما حدث أنه قد ضمها له بقوة كبيرة وبعدها تحقق من هويتها وردد :
-حورية.
أتسعت عيناها بمهابة وهي تجد نفسها بأحضان زيدان وهو كذلك صدم فحررها من بين أحضانة بسرعة كمن صعقته الكهرباء فارتدت للخلف وكادت أن تقع مرة أخرى، لكنها أنتبهت على صوته يردد بسطوة:
– مش تاخدي بالك وأنتي نازلة قولنا كذا مره في عتب مكسور.
لم ترفع أنظارها له، لم تريد، تمقته وتمقت شدته أو….تخاف منه؟؟
لا تعلم كل ما تعلمه أنها لا تحبذ النظر له ولا التعامل معاه ويستحسن ألا تستمع لصوته الخشن .
فهتف بضيق:
-أنا بكلمك على فكره…بعد كده وأنتي نازلة تبقي تبصي قدامك.
حاولت إلا تصرخ فيه من طريقته فقط لأجل عصفورها وقالت إنهاءً للموقف:
– حاضر .
ثم غادرت سريعاً وتركته خلفها ينظر عليها بضيق مردداً :
-ماشية بربع عقل …صحيح ما جمع إلا و وفق .
ثم عاد يستكمل صعود الدرج بأتجاه شقتهم.
_____________________________
وقفت رنا بالشارع أمام أحد السيارات الخاصة تودع أهلها مرددة:
-ماتزعليش بقا يا ماما ..هي دي أن شاء الله آخر سفرية وإن شاء الله هرجع لكم بفلوس كتير قوي .
أعوج فم خالتها فوزية وقالت:
– ياختي ارجعي لنا بعريس.
دبت بقدميها في الأرض تردد:
– ياخالتو بقا ياخالتو .
-بلا خالتو بلا هباب ده انتو خلتوها خل .
صمتت لثواني وهي تبصر حورية حضرت للتو فقالت بتوعد :
– وأنتي يا بت أنتي تقولي لعصفور الجنينه بتاعك إن تأجيل فرح تاني مش هيحصل ولما يجيلي لينا كلام تاني .
نظرت حورية لرنا وقالت:
– عجبك كده هتمشي أنتي وتسبني لوحدي معاهم يتكاتلوا عليا ؟
ضحكت رنا و ودعت والدتها التي وقفت باكية لا تتحدث وحاولت طمئنتها ثم سلمت على خالتها ورنا وغادرت مع السيارة التي أوصلتها للمطار .
_________________________
في ظهر اليوم التالي كانت رنا وسط زملائها من العمل وقد حطت الطائرة بالمطار ثم ذهبوا للشاطئ كي يسيروا بالبحر ليصلوا للجزيرة .
وقف قائد المركب يردد:
– دلوقتي يا شباب احنا على بعد تلات ساعات من جزر الدهب.. هي مجموعة جزر بيحكمها الملك راموس وبيسكن أكبر جزيرة فيهم و الدخول هناك له ترتيبات و تصاريح .. أهل الجزيرة هناك ليهم نظام خاص جداً فياريت كلنا نلتزم بالتعليمات عشان نوصل للمكان إلي فيه مهمتنا لأنهم أكتر من جزيرة زي ما قولت .
ظلت رنا تستمع للتعليمات بإنصات تام وباقي زملائها كذلك لكن بعينهم نظرة خاصة لها وهي تلاحظ ذلك لكن لا تعرف ماذا هناك.
بعد مرور ساعة ونصف تقريباً وقفت المركب على أحد الشواطئ وقال القائد:
-هنقف هنا نريح مكنة المركب ونكمل …تقدروا تنزلوا تريحوا شوية قبل ما نمشي.
هزوا جميعاً رؤسهم بينما تقدمت أحداهن من رنا وقالت بإبتسامة واسعه ودودة:
-رنا … بيقولوا الموز هنا في الجزيرة حته من الجنه .. ماتيجي نجرب .
نظرت رنا للجزيرة بريبة ثم قالت بتردد:
-لأ ماعلش … أصلي…
قاطعتها الفتاه وقالت:
– أخس عليكي بقولك نفسي فيه هو احنا هنيجي الجزيرة هنا كام مرة في العمر يعني ؟
-طب ما تاخدي منه؟
-دي عيلة باردة…قولتلها و قالتلي لأ وحرجتني ..هتيجي معايا ولا هتحرجيني زيها ؟
زمت رنا شفتيها بحرج ثم وقفت و ذهبت معها رغم ترددها .
ظلت الفتاة تسير مع رنا حتى تعمقا داخل الجزيرة بجوار أشجار الموز فقالت الفتاة لرنا:
– الله شوفتي مش قولتلك الموز هنا مختلف .. لأ وفي جوز هند كمان…وااااو .
صمتت لثواني تخرج هاتفها ثم قالت بأنبهار:
– مش معقول ….ده في شبكة هنا… طب أستني أكلم ماما أطمنها وانتي أجمعي الموز .. ماشي.
لم تترك لها فرصه بل بدأت تتصل بوالدتها بالفعل وتتحدث معها تسير خطوة بخطوة بجوار رنا التي أنشغلت بجمع الموز كي تنتهي وتذهب من هنا قبلما تغادر المركب.
لكن لم يمر ثوى دقيقة …هي فقط دقيقة واحدة ولم تجد أحد بجوراها .
ألتفت حولها برعب تنادي الفتاة التي كانت معها لكنها لم تجدها .
حاولت الخروج من بين الأشجار كي تصل للشاطئ لكنها صدمت بعدم وجود المركب أو أي أحد من أصدقائها.
حاولت التماسك وألا تصرخ بأنهيار الآن وظلت تركض على طول الشاطئ لكنها لم تجد أي أثر لهم .
وقفت تلهث وقد سيطر الرعب على خيالها وجسدها لتنتفض على شئ معدني مصوب بظهرها وصوت جهوري يردد بلهجة حادة:
-من أنتِ؟؟؟
سوسو سو….سوسو سو
-عصفوري .
قالتها حورية ترد بها على محمود خطيبها الذي وقف خلفها قائلاً:
-أنا جيت .
=خيبة الأمل راكبة جمل.
قالتها فوزية وهي تطالعه بضيق شديد فقال:
– إيه يا حماتي بس في إيه مالك …ماتروقي أمال…ماتكلمي ماما يا حورية.
تقدمت حورية من والدتها وهمست لها:
-جرى إيه يا ماما … مش كده …ده إحنا حتى في الشارع.
-و هو انا مسكتني غير أننا في الشارع.
لكنها ألتفت تناظر محمود وقالت بحدة وحزم:
-أسمع يا أبني أما أقولك…خير في سلامة وسلامة في خير وإنت أديلك سنتين داخل خارج بالخطوبة والدبلتين بتوعك وقولنا ماشي لكن كده كتير بقا وأنت زودتها … أسمع يا أبن الناس أخرك معايا الشهر ده لو جه يوم تلاتين منه وأنت ماتممتش الجوازة دي يبقى أعذرني.
تقدمت حورية وقالت بغضب:
– كلام إيه ده ياماما ما…..
قاطعها فوزية بحزم وقالت:
-ولا كلمة يابت…. أنا إلي عندي قولته ماذا وإلا…..
قاطعها محمود هذه المرة وقال :
-ماذا وإلا إيه بس يا حماتي…ده حتى الشقة ماجهزتش .
-ماهو من لاكاعتك … وأنا ماليش فيه .. أنا إلي عندي قولته .
تطلعت لابنتها وقالت:
-قدامي على البيت
-طب والفراخ إلي أتدبحت دي؟
-ماشي …تجبيها وتيجي ورايا أنتي فاهمه.
ثم غادرت وتركت محمود ينظر عليها بضيق شديد وأقترب من حورية قائلاً:
-هي الست دي بتعمل معايا كده ليه؟
-معذورة يا محمود إحنا بردو طولنا وأنت لا حس ولا خبر..واقف محلك سر وبتتفرج عليا.
تغيرت ملامحه على الفور وإستدار يوليها ظهره مردداً:
– وأنا أعمل إيه بس يعني يا حورية
-ما أخوك زيدان ياما أتحايل عليك تنزل معاه الشغل .
-مابحبش النجارة يا حورية.
-حبها عشاني يا محمود.
تحرك حولها بضيق شديد ..كان كطفل أرعن صغير بالضبط وقال بنزق:
– بقا ده كلام تقوليهولي وأنا إلي جاي مزقطط وفرحان أول ما جالي الخبر.
اقتربت منه تسأل:
-خبر أيه؟
لمعت عيناه ورد:
-قدمت في مسابقة الغنا وبعد بكرة هروح أعمل آخر أختبار.
تهلل وجهها وقالت بفرحه شديدة:
-بجد يا محمود…بس أنت مابتعرفش تغني ..طول عمره صوتك وحش.
-أيش عرفك أنتي.. أنتي هتفهمي أكتر منهم يعني ..هغني راب وبعدين بعرف اغني مابعرفش مش مهم .. إحنا في زمن الهجايس .. وأنا عايز أبقى غني ومشهور والفانز حوليا من كل مكان مش ابقى نجار زي زيدان طب ده كلام بالذمة .
شعر بيد قويه وضعت على كتفه وقد زمت حورية شفتيها بأسف عليه وخوف ممن خلفه لينتفض على صوت رخيم يعرفه جيداً وقد ردد :
-ماله زيدان بقا مش عاجبك في إيه عشان ماسمعتش ؟
تلجلج محمود وأرتبك بحضرة زيدان وردد بإرتباك:
-ولا حاجه ؟
-ولا حاجه أزاي؟ مش عايز تقول.
صمت وتطلع لحورية يسألها:
-خليكي أنتي اشجع منه وقوليلي كان بيقول إيه ؟
أبتلعت رمقها بصعوبة…تتوتر بوجوده ..هي بالفعل تخاف فقالت طالما هو مصمم و كي ينتهي الموقف :
-كان بيقول أن زيدان ده سيد الرجالة و أن مافيش منك أتنين .
نظر لها زيدان نظرة شاملة مطولة ثم قال:
-علمك الكدب؟
فردت بسرعة وغضب ممزوج بالضيق الشديد:
-لأ طبعاً..ده …ده حتى أنا كمان رأيي كده .
نظر أرضاً وهو يضحك بسخرية ثم رفع عيناه فيها لترتبك و تتوتر بوقفتها و تنسحب ناحية محمود قليلاً تختبئ خلفه من خوفها منه تسأل متى سيغادر فأشاح زيدان نظره عنها وتحدث إلى محمود :
-الست فوزية لسه معدية عليا وبتقول أنها عايزة تيجي النهاردة لابوك.. في إيه ؟
-يادي النهار الي مش فايت ..شوفتي يا أختي أمك.
لم تتحدث حورية ونظرت لمحمود بضيق فقال زيدان:
-في إيه يابني أنا بكلمك.
-بقولك إيه يا زيدان أنا فرحان و ورايا أودشن بعد بكره ومش عايز حاجه تعكنني.
-أودشن؟ ده إيه ده بقا إن شاء الله ؟
فرد محمود ظهره وهو يعدل من ياقة قميصه بينما يردد بفخر:
-اخوك وبكل فخر هيبقى مغني.
تحولت ملامح زيدان للغضب الشديد وسأل:
-أنت بتقول أيه أنت أتجننت .
تغيرت وقفة محمود وإنكمش على نفسه ثم ردد بخوف:
-أيه بس يا كبير مالك .
تجاهله زيدان ونظر لحورية يسألها:
– أنتي موافقاه على الهبل ده ؟
-وفيها إيه هو حد….
قاطعها بغضب يقول:
-فيها أيه؟ ده عادي يعني؟!
ضم أصابع يده في كفه من شدة الغضب و قال:
-واحد دماغه مفوته وخطيبته مطوعاه في الهبل .. أكيد مش هحرق في دمي معاهم … أنا ماشي أحسن .
قالها وغادر على الفور فتنهدت حورية وبدأت تلتقط أنفاسها مرددة:
-الحمد لله.. أخيراً مشي… أنا بخاف منه قوي يا محمود.
-ومين سمعك… أنا كمان بخاف منه والله أكتر من أبويا.
-بقولك إيه يا محمود ماتجيب شقة في بيت تاني للجواز.. أنا ياخويا مش هقدر أعيش مع أخوك ده في بيت واحد ..ده انا جسمي لسه بيترعش لحد دلوقتي.
-أتنيلي هو أنا عارف أشطب شقتي عشان أجيب لك واحده برا …يالا زمان الفرارجي خلص ..خدي الفراخ وروحي لأمك احنا مش حمل لسانها .
وعلى ذكر سيرة والدتها انتفضت حورية وتحركت سريعاً فأخذت الدجاج وحاسبت على ثمنه ثم غادرت سريعاً للبيت.
__________________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ألتفت رنا ببطئ والخوف ينفض جسمها بوضوح وما أن ألتفت حتى شهقت برعب شديد وهي ترى أمامها رجل أسود عريض عاري الصدر يصوب بندقيته ناحيتها ثم تحدث بلغة أجنبية يسألها من هي فقالت بخوف:
-يعني إيه ؟ مش فاهمه..
نظر لها بعينه المرعبة بتدقيق ثم قال بالإنجليزية :
-عربية؟
-أيوة … الحمدلله…أنت بتتكلم عربي ؟
-قليلاً من أين أنتي ؟
-مصر
-لما الكذب إذاً ..أنتي لستِ عربية.
-ماشاء الله شكلك عارف تاريخنا كويس…طيب ممكن تساعدني أخرج من هنا.
أخرجت هاتفها من جيب سروالها الجينز ثم قالت مكملة:
-أنا كنت مع صحابي في رحلة تبع الشغل وشكلهم مشيوا ونسيوني وبحاول أتصل بيهم بس تقريباً الشبكة واقعة هنا.
نظر لها بتدقيق ثم قال:
-أتبعيني إذاً
نظرت له بشك ثم قالت:
-أتبعك فين؟ لأ أنا مش عارفاك وبصراحة نظراتك مش مريحاني.
ألتفت ينظر لها ثم ردد بلا مبالاة وهو يهز كتفيه:
-جيد إذاً ،ظلي هنا حتى تتحلل حثتك.
ثم هم بالرحيل لتنتفض و تتحرك بلهفة تنادي عليه :
-يا أستاذ..يا أستاذ..أستنى بس مايبقاش خلقك ضيق .
توقف بنزق يسألها:
– ماذا ؟
-هتساعدني إزاي؟
-سأخذك إلى الضفة الأخرى بقاربي فقط أتبعيني لو أرداتي.
بالطبع ذهبت خلفه …لا حل تملكه الأن فسارت معه حتى دخلا وتوغلا في الغابة .
سارا حتى وصلا عند مكان كله مخيمات كبيرة بدى وكأنه معسكر فسألت بريبة:
-أنت ياحضرت…مش قولت هتساعدني.. إحنا فين؟
إلتف ينظر لها وعلى شفته ابتسامة توحي أنها قد وقعت في الفخ جعلتها ترتجف أكثر وأكثر ثم أنتفضت على صوته الذي صدح بجملة من لغة غريبة لم تعرفها .
شحب وجهها و وقفت مبهوته وهي ترى مجموعة من الرجال عرايا الصدر فقط يلفون قطعه من القماش على جزعهم السفلي وبيد كل واحد منهم عصا خشبية يتكئ عليها رغم قوة بنيانه يصدح منهم صوت واحد في نفس اللحظة بطريقة سحبت الدماء من جسدها وزاد الطين بلة وهي تراهم يلتفون حولها ويطوفون في حلقة مغلقة بطريقة جنونية، بدوا وكأنهم لأول مرة يرون أنسي ثم توقفوا وهم يسحبونها معهم للأمام يرغبون في أخذها لمخيمهم.
فلم تتحمل كل تلك الصدمات بداية من تيهها ثم غدر ذلك الخبيث وختاماً بمايحدث الآن فسقطت أرضا فاقده للوعي بين أيديهم وهم حولها مازالوا يهللون، يتعارك كل منهم مع الآخر على من سيحملها ولم يتوقفوا إلا على صوت أنچا الجهوري التي رددت بحزم:
-توقفوا .. ملكنا في قيلولة …ستزعجونه هكذا…ماذا هنا وما سر كل تلك الضوضاء.
توقفوا جميعاً فسقطت رنا أرضاً منهم وتقدمت أنچا حتى باتت أمامهم و رأت رنا لتقول بتفهم :
-آه …فتاة بيضاء…الآن فهمت .
نظروا كلهم أرضاً بخوف ورمقتها أنچا بنفور، فتحدث الرجل الخبيث وهو ينظر أرضاً:
-أسمحي لي سيدتي لكن أنا من جلبتها لهنا و أنا من سأبيعها .
تقدمت أنچا حتى توقفت أمامه وقالت بغضب:
-نحن هنا جميعاً في خدمة الملك راموس …لسنا بالجزيرة كي تفعل .. أنها عطلة الملك ولا أريد أي مشاكل جانبية تعكر صفوه .
ظهر الأعتراض على وجه الرجل فرغبت أنچا بإنهاء الموقف وقالت :
-حسناً سأضمها لجواري الملك …كم تريد فيها .
لمعت عينا الرجل بجشع فقد طمع ببيعها لأحد الأشراف بالجزيرة لكنه الآن سيبيعها للملك راموس نفسه لذا طلب مبلغاً كبيراً… كبيراً جداً و قال :
-مئتي دولار.
-ماذا ؟
-أرى أنها تستحق سيدة أنچا وهذا ما أريده لا تنسي لمن أبيعها؟ أنه الملك راموس.
نظرت أنچا للفتاة بضيق شديد ثم قالت:
-حسنا لك ما أردت.
ثم نادت على الحرس وما أن حضروا حتى قالت بإزدراء:
-خذوا تلك البيضاء لمخيم جواري الملك .
ثم أقتربت من الرجل تدفع له المال وهي تراقب تلك الفتاة بينما يحملها الحرس و تحركوا بها ناحية المخيم.
____________________________
في صالة شقة فوزية جلست أمام محمود وأهله مرددة بحسم:
-المدة طالت يا حاج راشد وابنك من ساعة ما شبك من سنتين ومافيش أي حاجة جدت .. أعذرني بس احنا ولايا من غير راجل وكلام الناس كتير.
فرد الحاج راشد بهمة:
– كلام إيه ده يا ست فوزية أنتي على راسنا وحورية بنتنا ومتربية وسط عيالنا .
-كلام حلو يا حاج… بس ما تأخذنيش أهو كلام إبن عم حديت ولو دي نظرتك لينا فأنت مش كل الناس وأحنا مش عايشين لوحدنا.
صمت راشد يقر أنها تتحدث الصواب وتدخل زيدان:
-طلباتك ياست فوزية .
-الفرح وكتب الكتاب يكونوا آخر الشهر.
صمتوا جميعا من طلبها وهتف محمود:
-ده إلي هو إزاي هو أنا ساحر..أجيب منين ده الشقة على الطوب.
-مانت لو كنت بتشتغل زي الحاج راشد و المعلم زيدان كان زمانك مشطب ومخلص، ألا أنت مش غاوي شغل وإلي بتاخده بتفرتكه، وأنا يابني صبرت عليك كتير وطولت بالي على الآخر لكن لاقيتك سارق الود و زودتها قوي .. يابني ده حتى المثل بيقول إن كان حبيبك عسل ماتلحسهوش كله .
حاول زيدان التفاهم معها وقال بمهاودة:
– عداكي العيب يا ست فوزية بس بالعقل كده هو في حد هيعرف يخلص كل الطلبات دي في شهر؟
-معاك حق بس ماعلش اعذرني يا معلم زيدان، أنا لو رخيت له الحبل و زودت المهله هيرجع يسوق فيها، أنا سيبته سنتين بقولك ..خاطرك على عيني يا معلم بس ده آخر كلام عندي .
-طيب ماحنا ممكن نكتب الكتاب عشان نسكت الناس وبعدها نرتب للجواز براحتنا .
أحتدت ملامح فوزية ورفضت رفض قاطع مرددة:
-لاااااا … كتب الكتاب مع الفرح .. أخوك ده أنا ما استأمنوش على بطه بلدي وبعدين ماتأخذنيش أنا أضمن منين أنه هينجز و يتجوز مش يمكن يكتب الكتاب ويضرب على الجواز والفرح عوافي ويبقى بقا هو إلي مسكني مش أنا إلي مسكاه وأفضل تحت رحمته لا ماعلش مش موافقة وهو شرط زي ما أتفقنا .
في منزل الحاج راشد
جلسوا جميعاً بالصالون يفكروا بحل فقالت والدة زيدان و محمود:
– وبعدين إيه الحل؟ دي الشقة على الطوب الاحمر.
نظرت لابنها وقالت من بين أسنانها بضيق:
-مانت لو كنت بتسمع كلام ابوك وأخوك وبتشتغل زي الرجالة ماكنش ده بقا حالنا وحالك …أتصرف بقا .
-أتصرف أزاي يعني .
صمت لثواني ثم زاغت عيناه وردد :
-أاا…أحمم..كده مافيش حل غير أني أخد أنا بقى شقة زيدان و أمري لله.
أنتبهوا كلهم له وتطلعوا له بأعين متسعه مصدومة ومنهم زيدان فتحدث راشد:
-أنت أتجننت يالا ..دي شقته وهو إلي شقي فيها وعارف أنه بيحب الشقة دي وأسسها من الصفر بعرقه .
تهرب محمود من أعينهم خصوصاً عين زيدان وقال:
-ماهو مافيش حل تاني.
وقف زيدان و تركهم يخرج للشرفة المجاورة للصالون يشعل سيجاره و قد تجلت على ملامحه علامات الحزن و الضيق يسمعهم وهم مازالوا يتحدثون حيث قال والدهم موبخاً محمود:
-أنت إيه…مافيش دم بقولك شقته وبعرقه وبيحب الشقه دي وهو إلي مختارها .
– وفيها إيه يا حاج بس ما ياخد هو الدور التالت إلي كان هيبقى ليا ولا يعني عايزين الجوازة تبوظ .
-كلام إيه ده بقولك شقة أخوك وهيتجوز فيها.
-يتجوز مين بس هو في واحدة راضيه بيه …بيخاوفوا منه ..ما على يدك أتقدمت للي يسوى والي مايسواش وماحدش راضي بيه.
ليغمض زيدان عيناه بحزن دفين يجاهد على مواراته ،قد كان على علم بما يقال عنه أن كل فتيات الحي ترفضنه خوفاً منه حتى كبر بالعمر حتى إبنة عمه رفضته، ووصل به الحال أنه بات يصدق ما يقال عنه فأطفأ سيجاره قبل أن يخرج على والده ثم دلف للصالون من جديد في الوقت الذي وقف فيه راشد وصرخ بغضب:
-أخرص يا قليل الأدب و لو عايز تتجوز أتجوز بشقاك مش بشقى أخوك .
لكن زيدان وضع كفه على كتف والده وردد بنبرة هادئة:
-هدي نفسك ياحاج…. أنا شايف إن مافيهاش حاجه والمليان يكب على الفاضي .
رفض راشد بحدة :
-أيه إلي بتقولوا ده أنت كمان
-أنا ومحمود واحد يا حاج
-لأ أنا مش موافق
-ماعلش بقا يا حاج عديها…خلي الفرح يدخل بيتنا.
ثم نظر لمحمود وقال:
-مبروك عليك يا محمود … أنا هبقى أطلع أشيل حاجتي من فوق لما أفضى وأنت هات خطيبتك عشان لو عايزه تغير حاجه في الشقه وتفرشها على زوقها وطبعا عفشك كله من عندي .
-شكراً يا زيدان..طول عمرك كبير في كل حاجة.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
راقبت أمه ضحكته المتأملة وأستأذنه ليذهب للمواصلة عمله ثم قالت لمحمود:
-تصدق وتؤمن بالله أنت ماعندك دم وأنا ماعرفتش أربيك.
-أنتو عاملين حوار ليه انتي و أبويا…طول عمركم بتحبوا زيدان اكتر مني و مدلعينوا.
جلس راشد بإنهاك على كرسيه بينما يردد ساخراً بخيبة أمل:
-أه أهو حتى عشان كده طلع بايظ وعواطلي ومش بيعمر في شغلانه وعايز يتجوز بس مش مشطب شقته… إحنا فعلاً دلعناه عنك.
-يووووه …أعملوا لي عزا بقا …ما صاحب الشأن وافق .
فقالت الأم:
– حتى لو هو وافق كان المفروض انت تستحي وتقوله لأ ده شقاك أنت لكن ده أنت أصلاً إلي طلبت..يا خسارة تعبي .
فقال راشد:
خلاص يا فردوس .. خلاص المفروض نفرح .. عندنا فرح .
وقف محمود وغادر بغضب شديد و ضيق من حديثهم بينما راقبته فردوس حتى خرج من الباب وجلست بحزن لجوار زوجها تردد:
-كان نفسي أفرح بزيدان الأول ومش على أي واحدة…ده احنا وصل بينا الحال إن بقينا نتقدم لأي بت والسلام…اااه يا راشد أاااااه…ياما كان نفسي اجوزوا لواحدة مافيش منها ..كان نفسي حظة يبقى ضارب زي أخوه محمود وياخد واحدة زي حورية كده ولا رنا بنت خالتها … لكن هقول إيه نصيب .. أنا عارفة بيخافوا منه ليه .. هو صحيح زي ضلفة الباب وصوته عالي بس والنبي طيب.
-أنتي هتقوليلي يا فردوس ..بس هنعمل ايه..أدي الله وأدي حكمته… أدعي له .. أدعي له يا فردوس ربنا يهنيه.
– وأنا بأيدي حاجة غير الدعا يا راشد.
قالتها فردوس بحزن وبداخلها تدعوا وتبتهل من أجل عزيزها .
_______________________________
في مخيم حريم الملك
دلف الغلمان وهم يحملون رنا فأنتهت كل الحريم و وقفن بتأهب يتابعن ما يحدث مستغربين و زاد إستغرابهن وهن يرون أن الوافدة فتاة بيضاء البشرة، شقراء الشعر.
وأمرت أنچا بمقط:
-ضعوها هنا .
تقدمت سيدة في منتصف الأربعين عريضة الجسد و طويلة وسألت :
– من تكون ؟
-جارية جديدة للملك ..أشتريتها له كهدية، حضريها كي تلتحق بالحفل السامر الليلة، وأتمنى أن تضعي بعض التغييرات فلليلة الأمس أصابت ملكنا بالضجر هااا..
هزت السيدة رأسها بإذعان بينما عادت أنچا تنظر على رنا بنفور ثم نظرت لعدد الفتيات ذوات البشرة البيضاء في المكان و رددت ببغض:
-لقد كثر عدد البيضاوات هنا ..لكن لا بأس سأجد حل لهن.
ثم غادرت على الفور وتركت خلفها رنا وقد بدأت بعض الفتيات بحملها لفراش بدائي صغير .
ومر الكثير من الوقت حتى قربت الشمس على المغيب ورنا لم تستفيق بعد فقالت السيدة الأربعينية:
-لا وقت أمامنا يجب أن تتجهز .
تقدمت منها فتاة كانت سمراء البشرة بعيون مستديرة مليحة الوجه وقالت بمهادنة:
-لكن سيدة “أنكي” أنها لم تستفق بعد…المخلوقة يبدو أنها مجهدة لما لا نتركها الليلة.
رفعت أنكي إحدى حاجبيها وقالت بحسم:
-لا تتدخلي “سوتي” فلا أنا ولا أنتي يمكننا الإعتراض على أوامر السيدة أنچا فهي شقيقة الملك بالرضاعة و صديقته المقربه و أوامرها لا تعصى في مملكة جزر الذهب كلها، وطالما أمرت أنچا بتجهيز تلك الفتاة للملك فيجب أن نفعل وإلا فلن نسلم من غضبها …أذهبي وخذي معكي بعد الفتيات لتجهيزها حتى لو كانت غافية ….هياااا.
بالفعل بدأت الفتيات بقيادة سوتي بجر رنا للأستحمام ولم يجدوا بد من ألقاء الماء البارد عليها.
-هييييييييييييييي.
كانت شهقة عالية صدرت عن رنا التى وثبت من مكانها إثر سقوط الماء عليها مع جحوظ العينين وبدأت تتلفت حولها بجنون تسأل أين هي؟
فأقتربت منها سوتي وقالت بتريس :
-أهدي أهدي عشان أفهمك.
تطلعت لها رنا بلهفة كالغريق وقبضت في ثيابها تردد:
-بتتكلمي عربي صح؟ صح والنبي… قوليلي.. أنا فين.. أنا..أنا ..أنا المركب ..و..شكلهم غدروا بيا والراجل… الراجل ابن الكلب الأسود و…و…وطلع عليا ناس زي الي بياكلوا لحم البني أدمين..و.. عملوا عليا داوارية .. عملوا عليا داوارية و.. أنا فين.. أنا بعمل إيه.. وأنتو.. انتو مين…يالهوي…تعالي خديني ياما .
جلست لجوارها سوتي تحاول تهدئتهة ثم قالت:
-حاولي تهدي .. لأن ده مش كويس عشانك ..شكلك تعبانة شديد .
-أنتي سودانية؟
-أيوة وعشت بمصر فترة كبيرة قبل لأجي هنا؟ دي قصة طويلة
– أنا فين وبعمل إيه..و المهم هخرج من هنا إزاي عشان أرجع على مصر .
هزت سوتي رأسها بأسف ثم قالت:
-أنسي مصر خلاص… إنتي بقيتي جارية عند الملك راموس وملك يمينه.
رفرفت رنا أهدابها بغباء ورددت بعدم إستيعاب:
-هو أنا ركبت مركب للجزيرة ولا آلة الزمن …رمسيس مين .. ده التاني ولا التالت أنا شخصياً بحب التاني أكتر عشان بيقولوا أنه أبو كل المصريين الموجودين دلوقتي .
-مش وقت هزار
-أنتي يا حبيبتي إلي بتهزري وأنا قسماً بالله ما حمل هزار …ملك مين وجارية إيه.. أنا واحدة مسلمة وحرة هو لسه في أصلا زمن عبيد وجواري.
زمت سوتي شفتيها وقالت:
– النظام هنا مختلف عن كل بلاد العالم.. الجزيرة هنا فيها كل الخيرات وأقتصادها قوي خصوصاً بعد ما أكتشفوا الدهب إلي بقا زي النفط ونقل أقتصاد الجزر كلها حتى غيرو أسمها وسموها جزر الدهب ..هي في الأصل كانت جزيرة واحده لكن جد الملك راموس بدأ بالحروب والمعاهدات يفرض سيطرته على كل الجزر المحيطة ويعملوا زي مملكة ليها قواعد بدائية غير قابلة للتغير و بيحكمها دلوقتي الملك راموس إلي أنتي بقيتي جارية عنده.
شبت رنا واقفة تردد بغضب و هستيريا
-بردو هتقولي جارية … أنتو كلكوا مجانين… أنا مش هسكت على الجنان إلي أنتي بتقوليه ده.
-مش أنا إلي بقول …ست أنچا هي إلي قالت.
فزاد صراخها و غضبها بينما تردد:
-مين أنچا دي عشان تقدر تعمل كده و تحول واحدة حرة لجارية … أنتو فاكرين الدنيا سايبة .
تحركت من مكانها وبدأت تهتف بحدة و غضب :
-هي فين إلي أسمها أنچا دي .. أنا مش هسكت على الجنان ده.
ظلت تهتف بحدة و غضب وهي تتحرك بهوجائية لم تتحمل ما قيل لها، فلم تستطع أي من فتيات الحرملك أن يتصدوا لها وأستمرت رنا في صراخها حتى خرجت من مخيم الجواري وأصبحت في منتصف المعكسر تهتف بجنون:
-أنا لازم أمشي من هنا … أنا مستحيل يحصل فيا كده .. أنا مش هسكت .
وعلى أثر صوتها أجتمع المعسكر كله وخرجت أنچا من خيمتها تسأل بحدة :
-ماذا هناك ..ما هذة الغوغائية…
تطلعت لرنا وقالت بقسوة:
-أنتي أيتها البيضاء…. شغب من البداية…حسابك معي عسير ؟
-أنا لازم أمشي من هنا .. مستحيل أقعد هنا لازم أمشي.
لحظتها خرج الملك راموس من خيمته بسبب صوتها العالي مستغرب يسأل ماذا هناك.
ليبصر أمامه فتاة متوسطة الطول ملفوفة القوام شعرها أشقر وكان أشعس يصنع حول وجهها الأبيض المشرئب بالحمرة هالة من البهاء، كانت كمقاتل شرس وقع في الأثر ومازال يقاوم غير قابل للخضوع أو الهزيمة.
بينما رنا مستمرة في الصراخ الغاضب تردد:
-مشوني من هنااااااا.
أقتربت منها أنچا وقالت بحزم:
-خفضي صوتك أيتها البيضاء…عن أي ذهاب تتحدثين لقد أصبحتي جارية للملك راموس أنا أشتريتك له.
أشتغل جنون رنا وصرخت فيها:
-جارية مين و راموس مين يا ولية يامهبوشة أنتي.. أاااه… أنا عارفة الدماغ دي .. أنتو شكلكوا ضاربين حاجة.
ظلت تتحدث وتهذي بجنون بينما راموس يتابعها بتركيز وهو يتقدم من خلفها رويداً رويداً حتى بقا خلفها تماماً.
توقفت فجأة عن الحديث تسأل بترقب:
-الصهد ده جاي منين؟
شعرت بأنفاس ساخنة خلف عنقها تقريباً فالتفت وما أن فعلت حتى صرخت برعب:
-عاااااااااا.
بقى يناظرها بصمت تام وحاجبه مرفوع بإستنفار وهي بدت كمن نست النطق تتطلع له بخوف شديد إلى أن تحدث ببطء مثير يقول لها:
-أنا هو الملك راموس وقد أصبحتي جاريتي من الآن.
أرتفع صوته أكثر يحدث أنچا بينما عينه مازالت مثبتة على رنا بتدقيق وإستفزاز:
-هدية مقبولة أنچا بل ورائعة كذلك .
رفع رأسه وفرد جسده ثم ردد أمراً بشموخ:
– وأريدها الآن بغرفتي .
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
شهق الجميع بصدمة وكذلك أنچا …لأول مرة يطلب الملك فتاة بنفسه كانوا دوماً يعرضونهن عليه .
نظرت أنچا للفتاة بضيق وسخط تشعر بالخطر، لكنها هزت رأسها بخضوع وسحبت رنا التي كانت تصرخ وتركل بقدمها في الهواء معترضة تحت أنظار راموس الذي وقف يتابع تمردها بإنتباه حتى أختفت مع الفتيات داخل الخيمة.
_________________________
وقف زيدان في شقته أو التي كانت شقته، يجمع منها أغراضه قبلما يأتي محمود مع خطيبته
وقف في إحدى الغرف ومعه كرتونة كبيرة يهم بجمع أشياءه فيها ليستمع لصوت من الخارج يردد:
-تعالي يا حور…هاااا ايه يا ستي رأيك في الشقة ..تحفة مش كده .. شوفي عايزة تغيري فيها ايه وأفرشيها على ذوقك .
لم يستمع زيدان لرد من حورية لكن أستمع لصوت محمود يقول:
-ماتردي عليا يا حور… مبوظة كده ليه يابنتي؟
-مش عارف ليه يا محمود..الشقة دي بتاعت أخوك وهو إلي مشطبها …هتستحلها إزاي؟
-وفيها إيه ماهو قاعد من غير جواز ومن ناحية تانية أمك مش رحماني ولا عايزاني افرط فيكي يا حور…طب لعلمك بقا زيدان هو إلي عرض عليا أخد الشقة …ده أتحايل عليا كمان …فكي بقا يا حور…هاا..هتفرشي الشقة إزاي بقا.
لحظتها خرج زيدان من الغرفة فتفاجئت حورية بوجوده وأرتبكت في وقفتها فقال محمود ينتهز الفرصة:
-تعالي يا زيدان قولها أنك موافق أخد الشقه أصلها مستحرمة تاخدها.
فنظر زيدان لحورية وأغتصب إبتسامة خفيفة على شفتيه ثم ردد:
-لأ يا حورية خلاص دي بقت شقتك..عايزك تفرشيها على ذوقك وأي فلوس أنا سداد فيها.
تطلعت له حور بتفاجئ فقطع الأمل من تلقي أي جواب منها، بالتأكيد مثلها مثل بقية فتيات الحي تخشاه .
فتنهد بصمت ثم خرج بهدوء لكنه توقف على السلم وهو يسمعها تقول لمحمود:
-طب ما هو طلع طيب أهو يا محمود.
أبتسم بخفة فقد حدث لمرة في حياته ولاحظ أحدهم أنه شخص جيد بخلاف والديه .. أنه لشعور رائع لأول مرة يجربه .
_________________________
وقف راموس بجوار غرفته القريبة من مخيم الجواري يضحك بقوة وهو يستمع لصوت تلك الفتاة الذي خرج من المرحاض بالمخيم تردد:
– أنتو بتعملوا إيه؟
اقتربت منها أنكي تردد:
– لقد طلبك الملك لذا يجب أن تتجهزي .. وسنبدأ بالحموم …هيا يا فتيات اخلعوا عنها ثيابها .
زادت ضحكات راموس وهو يسمعها تصرخ:
-تخلعوا إيه إنتي وهي وتحموا مين أنتو أتهبلتوا ولا إيه ؟ ده عادي عندكوا يعني؟
-كفي عن الصراخ…يجب ألا تتاخري على ملكنا.
– مللكك أنتي أنا مالي … أنا ماتكشفش على حد أبداً أنتي عبيطة ولا إيه؟
-لقد سئمت صراخك … ألم يفهمك أحدهم قواعد وقوانين الحرملك ؟
ضحك الملك وهز رأسه بيأس منها ثم تحرك تجاه غرفته ينتظرها .
وتقدمت منها سوتي تردد:
-رنا … أسمعي الكلام..ده عادي هنا .
-هو إيه إلي عادي .. أنت شاكة في أمركم أصلا.. أنتو ملتكوا إيه ؟
-كلهم هنا مسلمين بس دي القواعد هنا..لازم يحموكي ويعطروكي قبل ما تدخلي غرفة الملك ده هو اللي طالبك ودي أول مرة تحصل…عارفة يا رنا لو …
قاطعتها رنا وقالت بهمس :
-مش عايزة أعرف…بصي أنا عايزاكي تساعديني…وقبل ما تعترضي ولا تخافي أنا مش طالبة منك غير تليفون اكلم بيه أي حد ييجي ينجدني .. أبوس أيدك أستجدعي معايا .
زمت سوتي شفتيها بأسف تردد:
-أسمعيني…هنا لافي موبايلات ولا شبكة محمول ولا أنترنت .
-أه هو أنا كنت حاسة ..ركبت آلة الزمن .. احنا في العصر العثماني ولا احنا في القرن الكام.
-لأ أحنا 2023 عادي بس هنا كل وسائل التواصل ممنوعه… مجلس الشيوخ في المملكة مانعها شايفين إنها بتقلل إنتاج الشعب وتأثر على النشئ … العيشة هنا بدائية جداً…ويالا عشان أتأخرتي على الملك .
سارت رنا معهم تجاه غرفة الملك بصمت تام تشعر بالعجز خصوصاً بعدما أستمعته من سوتي … لا تعرف كيف ستخرج من هنا.
وقفت عند الباب تلاحظ إنسحاب الفتيات ثم مد أحد الحرس يده وفتح لها غرفة الملك فتقدمت بخوف و رهبة.
وجدته يجلس عاري الصدر يرتدي بنطال من الكتان..كانت هيئته مهيبة ومخيفة في نفس الوقت خصوصاً مع ظلام الليل الذي لا ينيرة سوى بعض كلوبات الإنارة .
و وقف من مكانه يتقدم منها ليزيد طوله هيبة على هيبته ثم أقترب منها بحاجب مرفوع من وقاحتها .
فقد كانت تنظر له برأس مرفوع وقال بصوت غاضب:
-ألم يعلموكي أن تخفضي عيناكي وتنكسي رأسك أرضا وأنتي بحضرة الملك.
أشتعلت عيناها بغضب …هذا ما كان ينقصها فعلاً.
وصرخت فيه:
-أنا مابوطيش راسي لحد…لا عاش ولا كان إلي يكسر عيني.
أهتزت شفتيه بإستفزاز منها وتقدم يقبض على ذراعها مردداً:
-تأدبي وأنتي بحضرة الملك.. أخفضي عيناكي ورأسك.
-لأ
قالتها بإباء و رفض تام جعلته يصرخ بغضب:
-كاااكاااا .
عادت للخلف خطوتين أثر صوته الجهوري ثم رددت بصوت مرتعش:
– كاكا ايه…عايز فاكهة ولا أنت حكايتك إيه ؟
لكنها أنتفضت تلتف خلفها على صوت جمهوري وبعدها رأت شخص تقريباً ليس من بني البشر
تحدثت بصوت باكي :
-أنت كاكا … ده حتى مش أوانك …هتعملوا فيا أيه؟
نظر كاكا لراموس وبعدها خفض كتفيه ورأسه يحيه بخضوع مردداً:
-أمر مولاي
-خذها للسجن .
لم يتوانى كاكا وسحب معه رنا التي كانت تصرخ بخوف ورعب.
توقف بها أمام حرفة عميقة محددة بقفص من الحديد والأغلال ثم ألقاها فيها و هي تصرخ فتقدمت أنچا تسأل :
-ماذا حدث
-هذا أمر الملك.
وأخيراً تنفست أنچا الصعداء وقد زال خوفها ترى كاكا وهو يغلق الاقفال عليها ورنا تردد:
-ليه كده حرام عليكم.. طب طلعني وأنا هسمع الكلام.
لكن كاكا لم يعيرها اهتمام كذلك أنچا التي أستدارت تغادر وعلى شفتيها إبتسامة إنتصار.
لكنها تلاشت على الفور وهي تسمع رنا تردد بعويل ودموع:
-ليه كده ..طب فكوني النهاردة بس…ده انا النهاردة عيد ميلادي يا ناس .
تخشبت قدمي أنچا في الأرض ونظرت للسماء الصافية لتصعق وهي ترى أن القمر مازال بدر في كماله .
لتشعر أنها محاطة ومحاصرة بقدمها في الأرض والبدر بالسماء وتلك الفتاة من خلفها .
إستدارت لها ببطء مخيف تنظر عليها وهزت رأسها بجنون ….لااااا …لن تسمح لذلك بأن يحدث.
لكنها تحركت وتركت رنا في محبسها ..يجب أن تتريث وتعيد ترتيب أوراقها .
في ساعة متأخرة من الليل…مالت رنا برأسها على طرف الحفرة وقد غلبها النعاس ودمعها على خدها.
لتشعر بيد تهزها بغلظة …فتحت عيناها تصرخ برعب :
-في إيه ؟
لتجد أنچا امامها تردد:
-ششششش ..أخفضي صوتك …ألم تريدي الهرب …أنا سأساعدك…هيا.
تهلل وجه رنا وبدأت تتنفس بسرعه تسأل:
-بجد والنبي…. ربنا يخليكي .. أنتي شكلك طيبة وأنا إلي فهمتك غلط .. ربنا يردهولك في عيالك..مانتي لازم تساعديني احنا ولايا زي بعض ربنا مايغلب لك ولية ابدا..
-ششششششششش …كفي عن الثرثرة … وآلان اركضي بهذا الإتجاه حتى تصلي للشط ستجدي قارب بأنتظارك والباقية عليكي..هيا ..أذهبي سريعاً ولا تنظري خلفك .
هزت رنا رأسها بجنون وبدأت تركض في الإتجاه المطلوب.
ظلت تركض وتتعسر من شدة التعب.. تلهث بخوف وإرهاق لكنها تحاول الوقوف كي تصل لهدفها .
لكن توقفت في منتصف الغابة على صوت جهوري أمرها بالتوقف .
ألتفت ببطء وخوف لتشهق برعب و هي تجد نفسها في حضرة الملك …
يتبع….
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
د منتصف الليل في غرفة الملك راموس
ظل يتقلب على الفراش يميناً و يساراً كأنه يتقلب على جمر متقد …..و هب فجأة يقف على الأرض يشعر بجسده مشتعل ….. يشتعل بلا سببب.
أغلق جفناه بقوة…..تباً لها…صورتها وهي رافعه رأسها وعيناها القوية بعيناه تناظرة بشموخ لا تفارقه .
ضم أصابع يده في قبضة وحدة من شدة الغيظ و الغل كلما تذكرها.
وتحرك حتى وصل لنافذة غرفته يتطلع للفراغ المؤدي للسجن ثم هز رأسه بجنون رافضاً.
مد يده يسحب كأسه ورفعه على فمه يتجرعه دفعه واحده عله يطفئ نار جسده لكن لم يحدث.
عاد يهز رأسه بجنون وتحرك ناحية الفراش يرتمي عليه وهو مُصر على النوم وأن يقتلع تلك الجارية من عقله قلعاً .
مرت ساعة فأخرى وهو مازال على وضعه يفكر هل يقتلها مثلاً ليتخلص من تلك الحالة أم ماذا ؟
ترك الفراش وظل يجوب الغرفة ينظر عبر النافذة من جديد يلاحظ إنبلاج بسيظ للنهار في الأفق من بعد الفجر.
عاد يجوب الغرفة كالممسوس ذهاب وعودة حتى فرغ صبرت و صبتت عزيمته فخرج مندفعاً من غرفته لينتفض الحراس خلفه يحيطون به لكنه أمرهم بحزم:
-أبقوا هنا .
فلم يعد بيدهم شئ ونفذوا الأمر بينما سار هو بإتجاه السجن المؤقت .
لكنه صدم واتسعت عيناه حينما وجده خالي فهتف بحدة :
-يا حراس .
فأجتمع حراسه في الحال وأمرهم بتمشيط المنطقة كلها بحثاً عن الفتاة البيضاء ولم يقف بل تحرك معهم يبحث عنها حتى صدح صوت أحدهم:
-مولاااي …وجدتها.
ثم صرخ عاليا :
-توقفي عندك….توقفي فوراً.
أتسعت خطوات الملك حتى وصل عند ذلك الحارس ليجدها أمامه توليه ظهرها تنتفض من الرعب و اللهاث من كثرة الركض .
أخذت تستدير ببطئ شديد …إنها بأسوء كوابيسها على الإطلاق…بل حتى الكابوس أحياناً يكن أكثر منطقية عن ما يجري لها هنا .
إلتفت والرعب يهز خلاياها هزا لتجد نفسها بحضرة الملك ورفعت إصبع السبابة للسماء وأسبلت جفناها تردد بإستسلام:
-أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن سيدنا محمد رسول الله.
أنتظرت إختراق الرصاص لجسدها وهي تنتفض مرعوبه لكن لم يحدث ففتحت عيناها تبصر الملك الأسود المخيف مازال واقفاً وحراسه من خلفه ينظر لها بنظره الحاد ثم هتف:
-توثف أقدامها وأيديها بالأصفاد وتحمل على الجزيرة حتى توضع بالسجن هناك….هيا تهيؤا …سنرحل اليوم .
سكت واقترب منها عدة خطوات مثيرة للرعب والريبة حتى توقف أمامها وتحدث بفحيح:
– هناك سنرى كيف ستستطيعين الهرب مجدداً.
ثم صرخ في الحرس:
-خذوها … وأريد تحقيق شامل ومفصل لأعرف كيف هربت ومن ساعدها.
إلتف ينظر لها بغضب ثم ردد من بين أنيابه:
-بظرف ساعات أصبح لك موالين في مخيمي ..من ساعدك ها وماذا دفعتي كي يفعل..أخبريني .. هل أغويتي أحد الحراس ؟
أتسعت عيناها بصدمة حينما استوعبت مقصده وتقدمت تزجره بغضب …تصرخ بغل وهي مكبلة بالأغلال:
-كيف تجرؤ ..من تظن نفسك.
-أنا الملك راموس…سأعرفك بل ألقنك مع الأيام ومن داخل السجن من أنا ..أعدك أن يكون الدرس قاسياً لأقصى حد وقتها .
ثم صرخ في حراسه و قدزاد غضبه وهو يلاحظ تبجحها :
-خذوها من أمامي.. هيا تحركوا.
فتحرك الحراس يجرونها معهم وهو يتابعهم بضيق يهز رأسه بجنون …تلك المجرمة… لقد كانت تنظر بعيناه ند بند دون أي خوف أو مهابة من فعلتها .
صر على أنيابه بغيظ يتوعدها …لن يرحمها فقط ليعودا للجزيرة.
________________________
وقف زيدان وسط شقة خاوية تماماً ، ينظر للطوب الأحمر والأرض الغير ممهدة وهو يفكر هل سيبدأ من تحت الصفر مجدداً ؟
مقراً أنها يلزمها مبالغ كبيرة كي تصبح صالحة للإستهلاك الآدمي …وتذكر حينها كم أنفق على شقته الأولى و كيف جلب تلك الأموال ، إنها نتاج جهد سنوات .
تنهد وهو يبتسم بحزن فلم ولمن يجهز شقته وهو للأن لم يجد من ……
عند هذه النقطة أغمض عيناه يقطع الفكرة، من شدة عزة النفس يرفض أن يعترف بالأمر الواقع حتى لو بينه وبين حاله، فخرج من الشقة كلها وأغلق الباب وبدأ يهبط درجات السلم حتى وصل للطابق ثاني محل شقته القديم ليقف بإستغرب وهو يرى الباب مفتوح على مصرعيه فتقدم للداخل يبصر حورية تقف موليه له ظهرها وحولها عمال يعملون باكتر من غرفة .
أقترب منها مستنكر الوضع برمته يردد:
-حورية؟
أرتبكت حورية وقد لاحظ زيدان تفزز جسدها ما أن حضر، تنهد بيأس لكن حاول التجاوز ثم سأل:
-بتعملي أيه هنا؟
جاوبت بتلجلج:
-جيت أعمل التغييرات إلي حباها وأختار لون الفرش.
-ماشي حقك، بس إزاي تقفي لوحدك وسط الصنايعية؟ فين محمود؟
-محمود! أنا نفسي مش عارفه وبكلمه بيكنسل عليا والرجالة كان معادهم النهاردة.
زفر بضيق غير راضي عن كل ما يحدث ثم قال:
-ماعلش تلاقيه بردو بيعمل حاجه في ترتيبات الفرح القاعة والذي منه..طيب خلصي بسرعة قولي إلي عايزاه للرجالة وانزلي وأنا هقف معاهم .
هزت رأسها بإذعان ثم قالت:
-ماشي … أنا عايزة أشيل الحيطة دي عشان تدي وسع .
نظر حيث وصفت… زم شفتيه بعدم رضا ثم قال:
-كده هتفتحي الصالتين على بعض وهتبقى واسعه قوي.
-ده هيبقى حلو قوي خصوصاً لما نوسع البلكونة والشمس تبقى مالية الصالة مع السيراميك الأبيض بصراحه انا بحب كده قوي بيدي راحة نفسية.
هز رأسه بإذعان وهو يتخيل ماوصفت ثم ردد:
-فكرة والله…. عايزة تقولي لهم حاجه تاني ولا خلاص.
-ايوة عايزة أغير لون الجدار الكبير ده .
-تمام …. عايزاه أيه؟
-بفكر في الفيروزي .
نظر للحائط الكبير ثم لبقية الحوائط وقال:
-فاقع قوي … يعني لو هتسأليني أنا كنت هعمل الأخضر وهيبقى حلو جدا مع باقي الحيطان لأنها بلون سن الفيل.
تطلعت في الحوائط تفكر فيما يقول فأردف مكملاً:
-وعلى فكرة هيبقى لايق أكتر من ألوان الركنة والأرضيات.
تطلع لها وهي مازالت صامته يبدو على ملامحها التردد فشرع بعدم أحقيته بما يفعل ..مستنكر جداً فعلته، تلك الشقة لم تعد له، صمتها نبهه إلى أنه ربما هو هكذا يفرض آراؤه عليها فعاد يقول:
-بس أنتي بردو أعملي إلي أنتي شيفاه… دي شقتك وإلي عايزاه هيتعمل بأذن الله.
-لأ أنا موافقة على الي قولته.
زاد حسابه لنفسه يبدو أنه ضغط عليها بأفكاره ولم تشئ إحراج شقيق زوجها تجنباً للمشاكل …..وبخ نفسه مراراً ….ماكان عليه أن يتدخل.
فأردف مشدداً على كلماته التي أتضح فيها ندمه:
-لأ لأ… أنسي إلي قولته…أعملي إلي أنتي عايزاه دي حاجة مافيهاش زعل وبعدين أنا بردو ذوقي قديم وكلاسيكي شوية وبميل للألوان الدافية … وأنتي أكيد….
قاطعته مبتسمة:
-بالعكس ده أنا عجبني جدا..كمان أنت فكرتني بالوان الركنة …أنا كنت نسياها خالص.
لمعت عيناه بفرحة ثم وقف يستمع لباقي طلباتها حتى غادرت وبقى هو مع العمال .
___________________________
وصل الجميع لجزيرة الذهب وسيقت رنا مكبلة للسجن … كان السجن عندهم غير آدمي على الإطلاق عبارة عن زنازين حفرت بعمق تحت الأرض وحولوها لقلعة حصينة وسوروها بأسلاك شائكة موصله بالكهرباء..لذا أي محاولة للهرب من هذا السجن فهي بمثابة عملية إنتحارية.
ظلت فيه رنا لأيام…أيام من كثرتها بطلت عدها وأستسلمت للإمر الواقع.
بينما الملك راموس قد أنهى المرور على الديوان ومطالعة بعض المشكلات وحلها …أتكئ على عرشه يفكر فيها .. منذ ذلك اليوم وصورتها لم تفارق خياله وهي عيناها بعيناه تجابهه ترفض الخضوع كالجواري .
أطبق جفناه بغضب من نفسه وتذكره الدائم لها، كيف نسى فعلتها وعدم أحترامها بحضرته علاوة على فعلتها الإبشع و هي الهرب …. الهرب بمملكتهم خيانة.
ضحك ساخراً…ماذا كان يتوقع من فتاة بيضاء يعني.
عاد يتناول قلمه ليكمل مهامة وقد قرر الإنشغال بها عوضاً عن التفكير في نكرة خائنة حقيرة لا تستحق وقت جلالته .
سابة نابية خرجت من بين شفتيه ..سب بها نفسه وهو يجد نفسه على أعتاب السجن.
أنتفض الحارس يحني رأسه بخضوع مردداً:
-مولااي.
-أين سجن تلك الفتاة
-أعذر جهلي مولاي…أي فتاة؟
-الفتاة البيضاء.
-نعم …من هنا مولاي.
لم يحتاج الحارس الكثير من الوقت ليتعرف عليها …فلا توجد ألف فتاة مسجونة وكذلك بيضاء.. كانت حالة فريدة .
فتقدم راموس حتى وقف أمام زنزانتها يراها من خلف القضبان تجلس بوهن بينما تنظر له بمقط شديد.
و صرخ فيها الحارس:
-قفي أنتباه وأخفضي رأسك … أنتي بحضرة الملك.
لكنها لم تفعل وقالت :
-يموت الإنسان مرة واحدة …أنا سأموت وهامتي عالية .
ثم نظرت لراموس وقالت بعداء وهجوم:
-هيا أقتلني لأخلص مما أنا فيه.
صر على أنيابه غيظاً فهي للأن وبعد كل ما حدث فيها لاتزال على تمردها لم تغيره، رأسها كالصخر وعيونها رصاص قاتل.
فقال الملك بفحيح:
-الموت راحة لن أنعم عليكي بها .
-ومن تظن نفسك لتفعل… أنا سأفعل.
-كيف؟
-سترى .
قالتها بترفع كباقي أسلوبها في الحديث معه ثم أشاحت بعينها بعيداً عنه كأنها تنهي النقاش …كأنها هي التي تنهي اللقاء وكأن الأمر بيدها.
فجن جنون راموس…لولا الملامة لصرخ من شدة الغيظ والقهرة … تلك المسجونة تحت رحمة قضبانه هي من تقرر إنهاء اللقاء أو أعطاءه مهلة.
الوضع كارثي حقاً ..لم ولن يقابل مثلها.. فخرج من السجن كله كالعاصفة وذهب لعرشة يجلس عليه و هو يضرب بيده على فخذه بجنون وغيظ بل وقهر…تلك الضئيلة ..قليلة الحيلة مقارنة به وبمُلكه تمكنت من قهره .
____________________________
تقدم زيدان من القهوة في منتصف الشارع حيث يحلس صديقة المقرب ..سحب كرسي لنفسه يجلس عليه ثم قال:
-سلام عليكم
نظر له صديقه شزراً ولم يجيب فقال زيدان:
-جرى إيه يا صالح ماترد السلام ده السلام لله يا صاحبي
وضع صالح مبسم إرجيلته وقال بحدة:
-أنا مابصاحبش عيال مستفزة؟
-عيال؟ ومستفزة؟ ماتاخد بالك من كلامك وتظبط بدل ما أظبطك أنا في إيه.
-أنت عايز إيه دلوقت؟ هااا؟ عايز إيه انا عايز أعرف ….ضيعت إلي وراك والي قدامك وقعدت؟ على الله تكون مبسوط.
تنهد زيدان ثم قال:
-ماهو أخويا بردو يا صالح…كنت أعمل ايه يعني.
-هو الأخ ياخد شقى أخوه… أنت عبيط يا زيدان ولا فاهم و واخد بالك بس عامل نفسك عبيط؟ محمود أخد منك كل حاجه.. أنت إلي بتشتغل وفاتح البيت…وهو يتصرمح وياخد إراد من الورشة قال إيه نصيبه زي ما أنت فهمته وطمعته…فلوس الشبكة أنت الي دفعتها..العفش عملتوا عندك حتى الشقة أخدها وأخد فوق البيعة أجمل بنت في المنطقة…معقول مش واخد بالك من كل ده ؟
وقف زيدان ثم قال بيأس:
-واخد بالي يا صالح ..بس عامل نفسي عبيط.
وقفت حورية في أحد المحلات التجارية تتحدث في الهاتف بعصبية مرددة:
-يعني الكلام ده يا محمود؟
-يعني كلها يومين وراجع ماتعمليش مشكله من مافيش.
-مشكلة من مافيش؟! أنا إلي واقفه مع الصنايعية ولا أما أكون أنا الراجل، وبعدين هما اليومين بتوعك دول مابيخلصوش يا محمود ولا بيتجددوا من العدم… أنت أديلك تلات أسابيع غايب وكل ما أكلمك تقول يومين..يومين إزاي ولا منين وأحنا أساساً فرحنا بعد يومين .
-يا ربي على الزن والنكد ….وهو أنا خسرت من شوية …أطمني ياختي وشك فلة شمعه منورة حياتي وخسرت في المسابقة…كلهم مسافرين اليونان عشان يسجلوا المباشر وانا هرجع على مصر .
رفرفت بأهدابها مصدومه ثم رددت بحسرة:
-أنت بتقول أيه يا محمود… أنت بجد قولت لي أنا كده؟ أنا وشي وحش عليك يا محمود.
ضحكت ساخرة ثم رفعت صوتها مرددة:
-ده على أساس أنك محمد منير و خسرت؟ ماتصحى لنفسك ده أنت صوتك نشاذ…بس يمكن أنا إلي غلطانة .. أيوة ماهو أنا إلي كنت عمالة أشجع وأحفز فيك لحد ما فكرت نفسك محمد فوزي….اتاري أمي عندها حق في كل كلمة بتقولها.
-أنتي بتتريقي عليا يا حور ؟
-اه بتريق عليك …بقا أنت بتقول عليا نحس و وشي وحش عليك .. أنا يا محمود بعد كل ده
-حقك عليا .. أنا متنكد من ساعة ماعرفت إني سقطت وفشلت… أحلامي كلها إنهارت يا حور…حقك عليا ماتزعليش مني..وياستي أنا خلاص أهو خلصت وراجع على طيارة بكره عشان كتب الكتاب والفرح.
-ماشي يامحمود لما أشوف أخرتها معاك.
ثم أنهت الأتصال وهي تزفر بضيق شديد لتنتبه على صوت صاحب المحل يردد:
-ها ياعروسة … أعمل الستاير للسقف ولا من بعد السقف بشوية .. الأستاذ محمود كان عايزها من تحت السقف بحبه.
وقفت حورية مترددة تشعر بالضيق لعدم وجود محمود كي يساعدها ولو برأيه.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
لتنتبه على صوت الترزي يقف بأحتراك وقال :
-المعلم زيدان… وأنا أقول المحل نور ..أتفضل اتفضل نتبارك بيك.
أبتسم له زيدان بخفةيرد تحيته:
-تسلم يا أسطى خلف .. كلك ذوق
ثم نظر لحورية بحدة وقال:
– إيه يابنتي الي موقفك هنا؟
توترت ملامحها فهو حقاً كل يومان يتلقاها وسط العمال والرجال ولم يسعفها الرد فقال بحسم:
-أتفضلي لو سمحتي على البيت وانا ليا كلام تاني مع محمود.
-ايوة بس أنا لسه ماخلصتش و…
قاطعها بحزم هادئ يشدد على حروف كلماته:
-روحي دلوقتي يا حورية وأسمعي الكلام … وأنا ليا كلام تاني مع محمود على الي بيحصل ده.
تحركت حورية مغادرة…. مستاءة بشدة، يعتقد من يراها أن أستيائها بسبب زيدان وتحكماته لكن على العكس تماماً كانت تعلم أن معه حق، فهو باليوم يقابلها مرات ومرات وهي وسط العمال ومره عند محل تصنيع الستائر ومرة بمحلات الثرايا و الأنتيكات ومرة أخرى في معرض للسجاد.
بالأساس لقد ألتقطت أنفاسها وأنتهزت الفرصه حين تفوه زيدان متطوعاً أن يكمل هو هنا عوضاً عنها وفرت للبيت تريد أن تجلس فقط .. تجلس قليلاً وتتناول بعض اللقيمات .
__________________________
وقفت أنچا محلها تضرب بغل قبضة يدها بالكف الأخرى تفكر فيما ستفعل.
نظرت لها خادمتها ثم قالت:
-مابكِ سيدتي ..منذ مدة و أحوالك ليست على ما يرام؟
تحركت أنچا في غرفتها بغضب وهي تردد مفكرة:
-تلك الفتاة البيضاء تؤرق مضجعي.
-وما شأنك بها سيدتي…إنها مجرد جارية..وهل تُشغل السيدة أنچا شقيقة الملك بجارية.
-ليت الأمر كذلك … أنتي لا تفقهين شيئاً ولا ترين ما أراه أنا .. تلك الفتاة خطر كبير ويجب أن أتخلص منها.
-نقتلها؟
-لا فليكن القتل آخر حل ….تلك الفتاة يجب أن تغادر الجزيرة نهائيا.
تمشت حتى وقفت عند النافذة تنظر للسماء وأردفت:
-فعلى غير العادة يبدو أن تلك الفتاة حظيت على إعجاب من الملك ..ربما يتفاقم مع الأيام و هذا ما لن أسمح به.
أستنكرت الخادمة حديث سيدتها وسألت بإستغراب:
-ولما سيدتي… ألم يكن من أمنياتك أن يجد الملك فتاه تعجبه و يتزوجها ليعيش بهناء.
إلتفت أنچا على الفور بحده ورددت بغيظ وغل:
-نعم …وللأن أتمنى ذلك لكن ليتزوج فتاة من جزيرتنا …فتاة سوداء مثلنا …لا من فتاة بيضاء…على جثتي هل تفهمين.
صرخت بجملتها الأخيرة جعلت الخادمة تتفزز في جلستها ثم قالت:
-فهمت سيدتي فهمت… لكن كيف؟ و لما من الأساس وهي مسجونة.
تحركت أنچا في الغرفة مفكره إلى أن توقفت وقالت:
-تلك الفتاة يجب أن تخرج من السجن… وجودها بالسجن يقيد حركتي ..لن استطيع تهريبها من جديد طالما هي هناك…لقد مر الأمر حينما كنا بالغابة ولم يغلق الملك الباب إلا بعد إعتراف حارس الزنزانة أنه هو سبب التقصير ، لكن من المعروف أن الهروب من سجن الجزيرة مستحيل إلا بمساعدة شخصية مسؤلة وأنا لن أجاذف.
-إذا ما العمل سيدتي.
-يجب إن تخرج … احتفالات العرش أقتربت …سأتحدث مع الملك بشأن الإفراج عن بعض المساجين إحتفالاً بتلك المناسبة وبعدها سأجعلها ترحل من حيث آتت وقتها فقط سأتمكن من النوم.
أنهت أنچا حديثها ثم جلست على الأريكة ممدة تقطف حبات العنب وتأكلها بتفكير وتدبر
________________
جلس راموس على عرشة وحوله القاضي ورئيس الديوان و وزير الدولة يناقشهم في بعض المشروعات اللوجيستية الهامة، إلى أن أقترب منه أحد الحرس ومال على أذنه يخبره بشئ ما جعل الملك يهب من جلسته بسرعة.
فتح له باب السجن فنزل بخطوات سريعة حتى توقف أمام زنزانة رنا يراها وهي جالسة أرضاً هزيلة، وجهها شاحب وشفتيها بيضاء وكأنها من الأموات.
نظر للحراس وسأل:
-ماذا حدث لها؟
-مُضربة عن الطعام مولاي
-ماذا؟؟ منذ متى؟
-منذ ايام سيدي.
صرخ فيهم بحدة:
-كيف يحدث هذا؟ ولمَ لم يخبرني أحد … أفتح هذا الباب…أفتح.
فُتح الباب ودلف سريعاً يقترب منها يناديها ولحظتهة فقط أكتشف أنه لا يعرف إسمها.
أخذ يقلبها بين يديه وهي تتحرك بلا أي مقاومة أو روح مع يده لحظتها فقط تذكر تهديدها له، أسبل جفناه بغباء لم يتخيل وقتها ماذا كانت تقصد بكلماتها…أعتقد أنه تهديد أجوف من فتاة متمردة تمثل التماسك، لتصعقه بما صنعت وأنها إن قالت ستفعل.
صرخ عالياً:
-كيف تتركوها هكذا؟ كيف؟
مال عليها كي يحملها وتقدم الحرس ليفعلوا عوضاً عن ملكهم فصرخ فيهم:
-أبتعدوا .
حملها بين يديه سريعاً وتحرك بيهة يخرج من السجن و هتف وسط القصر:
-أستدعوا الطبيب لغرفتي ..حالاً…هيااا.
________________________
زينت الأنوار منزل حورية التي جلست في غرفتها ومعها خبيرة المكياج تضع لها اللمسات الأخيرة مرددة:
-ماترفيش بجفنك ياعروسة عايوة أظبط الرموش.
-حاضر .
جاوبتها حورية بتوتر وهي تتصل بالهاتف بينما تقدمت منها صديقتها ريم (بطلة رواية جوري و ثلاث نجوم) وربطتت على كتفها مرددة:
-اهدي يا حورية مش كده.
-أهدى إزاي..كل حاجه زفت..كل حاجه غلط…هو في عريس يرجع من برا يوم فرحه على كتب الكتاب على طول ؟
-ماعلش يا حورية أهو إلي حصل وبعدين مش قالك في المطار خلاص؟
-أيوة….ربنا يستر .
-خلصي عشان العربية إلي هتوصلك القاعة تحت … ربنا يتمم لك على خير يا حبيبتي.
نظرت لها حورية ثم غمزت عابثة:
-عقبالك .
فتراجعت ريم للخلف وزاغت عينها يميناً و يساراً تتهرب من أعين صديقتها خصوصاً وقد صدحت ضحكات حورية فتحركت ريم مغادرة:
-أنتي هتتسلي عليا وتطلعي كبتك فيا … أنا سيبالك الأوضة كلها .
-خد هقولك…ماتبقيش قماصة.
-لأ ياستي .. أنا هسبقك على القاعة…عيلة زبالة أساساً وإلي يقولك على سره يبقى هو إلي فضح نفسه.
ثم غادرت ريم على الفور وتركت حورية تضحك .
في القاعة.
وصل كل الأهل و الأقارب وتزين زيدان بحلة سوداء فصلت جسده العريض و وقف بمهابة لجوار والده يهمس له بقلق:
-المأذون وصل يا حاج والناس في القاعة جهزوا ترابيزة كتب الكتاب…محمود قدامه أد أيه… شكلنا وحش.
-مش عارف يابني.. كلمه تاني كده.
بتلك اللحظة وصلت فوزية تردد بحسرة:
-العروسة وصلت في العربية على باب القاعة …محمود فين كل ده مش قولتو عند الحلاق.
نظر راشد لابنه الذي زم شفتيه بقلة حيلة ماذا سيخبرها؟ ماذا لو علمت أنه مازال بالمطار أساساً.
فيما أكملت فوزية:
-المفروض العروسة تدخل القاعة بالزفة مع عريسها … الناس هتاكل وشي.
نظر راشد لزيدان وهتف بأعصاب منفلتة:
-كلمة تاني أستعجله.
وقالت فوزية:
-أنا هطلع عند البت .
لم يجد زيدان شبكة إتصال فخرج هو و والده مع فوزية التي فتحت باب السيارة لحورية كي يدخل لها هواء أكثر
واتصل زيدان بمحمود وحين فتح الهاتف حدثه بضيق:
-أنت فين يابني.
صمت محمود قليلاً ثم قال:
-بقولك إيه يا زيدان.. أجل الفرح.
جن جنون زيدان وصرخ:
-أجل إيه يالا أنت عبيط .. المعازيم مالية القاعة والمأذون مستني.
صدمت فوزية و حورية مما يسمعون وصرخت فوزية:
-هو بيقول إيه ده….أديهولي.
فلم يجد زيدان بد إلا بفتح مكبر الصوت لأنه يريد أن يتفاهم معه هو الآخر فما يقوله كارثة .
فتحدثت حورية وهي ترتعش من الصدمة:
-محمود… أنا بالفستان يا محمود وعلى باب القاعة.. أنت أكيد عامل فيا مقلب عبيط من مقالبك صح؟
-لأ يا حورية… بصراحة كده أنا كنت خلاص راجع عشان سقط في الاختبار وبعد ما كنت وصلت اتصلوا بيا بلغوني إن في واحد من إلي أتصعدوا وكانوا هيسافروا اعتذر وأن ممكن أسافر مكانه … يعني فرصة العمر وجت لي بمعجزة.
ثقل تنفس فوزية وكذلك حورية التي قالت:
-فرصة العمر ومعجزة؟ طب وأنا؟
-يووووه..فيها ايه يعني يا حورية…ماتقولوا للناس أي حاجة…الفرح ممكن يتأجل لكن الفرصة لأ.
حاولت حورية أن تتماسك وقالت:
-يا أنا يا الفرصة دي يا محمود.
-حورية… أنا على باب طيارة اليونان أصلاً وهقفل خلاص موبايلي عشان ممنوع زي ما أنتي عارفة أنا بس قولت المفروض أعرفكم الأول عشان تشوفوا هتعملوا إيه وتتصرفوا ازاي…سلام بقا عشان مافيش وقت.
ثم أغلق الهاتف في وجهها وهي متخشبة جاحظة العين والبقية ينظرون لها وكأن على رأسهم الطير..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
الكل وقف بصمت، وكأن أجسادهم إستحالت تماثيل من الشمع أو ربما الحجر.
وحدها فوزية من كانت تهتز مرتعشة، تحرك أنظارها عليهم بجنون، وبدأت تردد بريبة:
-على باب الطيارة؟ وراجع تاني اليونان؟
تحركت بين باب السيارة التي تجلس فيها أبنتها بفستان زفافها الأبيض وبين زيدان والحاج راشد تردد بإتهام:
-يعني مش في البلد أصلاً! ومفهمني إنه عند الحلاق؟!
تحركت عنهم خطوات وبدأت تهزي بجنون :
-لأ وأنا أسأل هو فين عشان تجهيزات الشقة…اصله مشغول في حاجات تانية ..طب فين عشان يجيب الستاير مع البت تقولي أصله راح يشتري النجف …طب فين النجف هجبه أنا ياماما أصل عصفور راح يشتري لي حاجات..طب فرش الشقة ياعالم.. أصله بيجيب بدلة الفرح … ولما جه الفرح فين العريس ياهوو..راح للحلاق.. أصله أتأخر والطريق واقف ..كنتوا بتضحكوا عليا.. ضحكتوا عليا كلكوا.
حاول زيدان تهدئتها من تلك الحالة التي تلبستها مردداً:
-أهدي يا حاجة فوزيه..كل إلي حصل ده غصب عننا والله.. كنا عايزين الدنيا تمشي.
تراخى شداد للخلف يفكر بتلك المصيبة فيما هتفت فوزية :
-تمشوا الدنيا…تمشوها فين ولا إزاي؟ هو في حد يقبل بكده..عريس ومتحدد فرحه يسافر..ده إلي شغله برا ومسافر بيرجع قبلها بشهر مش العكس.. مين يرضا بكده.
تحول إتجاه أنظارها على الفور ناحية ابنتها واقتربت منها تردد :
-وأنتي… أنتي كنتي عارفة؟ كنتي عارفة ومدارية ليه؟ كده تستغفلي أمك.
أخذت حورية تهز رأسها بقلة حيلة ودموعها منهمرة لا تتوقف:
-ماكنتش أعرف أنه هيعمل كده..ماكنتش أعرف.
تقدمت فوزية منها تهجم عليها بغل:
-ماكنتيش تعرفي ايييه..ده واطي..باعك وفضحك..
صرخت حورية بفزع وهي تجد أمها على وشك صفعها وأنكمشت على نفسها لكن تقدم زيدان سريعاً و أخد حورية بين أحضانه، ضمها له بقوة يحميها بينما يردد:
-صلي على النبي يا ست فوزية مش كده..دي بنتك بردو….هي ذنبها إيه؟
بتلك اللحظة خرجت فرودس من الداخل ترى حورية التي من المفترض أنها عروس محمود بأحضان زيدان يضمها له فقالت :
-يا خبر إسود و مقندل! إيه إلي بيحصل هنا ده يا راشد؟ و إزاي زيدان يكلبش في مرات أخوه كده .
رفع راشد أنظاره يرى الموقف، فوزية تتقدم تحاول الحصول على حورية لتحاسبها على ما حدث، لكن زيدان يأخذها بأحضانه يخبئها عنها ويحاول تهدئة غضبها.
نظر راشد لزوجته بأعين لامعة ثم تقدم يقول:
-بس أنت وهي خلاص خلصنا.
-خلصنا؟! أه ماهو احنا خلصنا فعلاً..اتفضحنا وإلي كان كان .. و أنا هضربك ليه يا حورية..مانا غلطانة زيك.. أنا إلي وافقت على واحد عواطلي عايش عالة على أخوه ودماغة سارحه منه … أنا إلي الحق عليا.. الحق عليا إني طواعتك…كان لازم اكسر لك ضلع عشان تتعدلي…لكن بعد أييييه بعد أيييييه ما اتفضحنا وإلي كان كان.
-مافيش فضيحه ولا حاجه إن شاء الله.
-طبعاً مانت ولا على قلبك شر…هو راجل ..لكن أنا بنتي إلي لبست الفستان وصلت القاعة من غير عريسها والمعازيم جم و المأذون..أودي وشي فين من النااااس..يا مرارك يا فوزية يا مراااارك.
خرجت والدة رنا تسأل بقلق:
-جرى إيه يا جماعه.. إيه يا حاج راشد ؟ إيه يا فوزية الناس جوا بدأت تزهق وهتمشي.. فين كتب الكتاب ؟
تحدثت فوزية بعويل:
-كتب الكتاب؟ تعالي أندبي على حظ أختك أندبي..مافيش ياختي…مافيش… أختك وبنتها أتفضحوا.
تقدمت فردوس تسأل بجهل تام وخوف:
-هو أنا في حد هيفهمني في ايه ولا لأ ؟
بادرت فوزية بعويل:
-اقولك أنا ياختي ولا تخلي في نفسك حاجة…ماهو أصل الخبر مش هيبات … إبنك سافر ياختي…أنا وبنتي اتفضحنا وإلي فضحنا إلي يتخفي إسمه وسيرته إبنك.
شقت فرودس بصدمة وهمت لتسأل كيف ومتى؟
لكن……….هتف الحاج راشد بصوت حاسم:
-بس خلاااص خلصنا..
إلتف ينظر على زيدان يراه وهو يساعد حورية كي تجلس في السيارة من جديد ويناولها الماء وهتف من جديد:
-زيدان.
إلتف له على الفور:
-نعم يا حاج.
-كلم المأذون قوله يدخل على القاعة يالا.
جعد زيدان مابين حاجبيه وأستكملت فوزية عويلها:
-أنتو عايزين تقلبوها جرسة بقاااا.
وسألت فرودس:
-ازاي بس يا….
على صوت راشد :
-بس أنتي وهي وإلي عنده كلمة يبلعها في بطنه… الحته كلها جوا عايزين تفرجوهم علينا .
ترك زيدان حورية وتقدم من والده يسأل:
-أيوة بس إزاي يا حاج؟ معاك مثلاً توكيل من محمود؟
نظر الجميع لراشد الذي قال:
-لأ.
بهت وجههم من جديد فأردف مكملاً:
-زيدان هو العريس.
-أيه؟؟
بينما صدحت زغرودة فرودس على الفور رغماً عنها فهتف زيدان:
-أستني ياما.
لكن راشد لم يبالي له وإلتف لفرودس يردد بينما يلملم عباءته ثم أمرها:
-سيبك منه…زغرطي يا وليه.
فصدح صوت فرودس تزغرد بأقصى طبقة صوت و وقد أحمر وجهها من فرط الفرحة والصدمة معاً.
نظر لها راشد بابتسامة جانبية يحاول مداراتها و تحرك يأخذ زيدان وفوزية بأحد الأركان يتهامسون.
فقال زيدان بهمس:
-كلام إيه ده يابا…دي تعتبر مرات أخويا..عيب ماتصغرناش.
-لو ماعملتش كده هنبقى صغرنا بحق وحقيقي… اخوك غدر بالبت ده كان بيفرش ورايح جاي..فضيحة حورية مش هتيجي حاجة جنب فضيحتنا واحنا راس مالنا وسر صنعتنا في تجارتنا..والبت دي ذنيها إيه ؟ أخلص يا زيدان ماتفرجش المخاليق علينا.
نظر زيدان لفوزية كأنه ينتظر رفضها لكنها لم تفعل وظلت صامته وكأنها قد اعطتت إيجاز بصمتها هذا.
فتحدث راشد يقول:
-يالا يا زيدان….عروستك مستنية.
نظر زيدان على وحورية و ردد متعجباً:
-عروستي؟!! حورية؟!!
وقف لثوانِ متيبساً ينظر عليها فقط وهي تجلس بالسيارة المغلقة عليها لا تعلم بما جرى وتغير.
ولم يحركه سوى أصوات الكل من حولة تحفظه لأن يتقدم ويتمم الزيجة بما فيهم والدة حورية خالتها.
فوجد قدمه تسوقه بالفعل و ولج معهم للداخل يعقد قرانه على…… حورية… أيعقل ؟!
__________________________
في جزيرة الذهب
تقدم بها وهو يحملها بين ذراعيه، فاقدة للوعي، شاحبة، تعتبر جثة هامدة، يتدلى ذراعيها في الهواء مرتخية تماماً.
والكل يقف على الصفين يفسح للملك طريقه، يرونه وهو يحمل تلك البيضاء ومن بينهم السيدة أنچا التي تقدمت من أحد الحراس تسأل:
-ماذا يجري؟
-الفتاة البيضاء التي كانت بالسجن سيدتي؟
-مابها؟
-ماتت.
تهلل وجه أنچا وسألت:
-حقاً
أهتز صوت الحارس ورد:
-أعتقد ذلك سيدتي، فهي قد أضربطت عن الطعام منذ أيام متواصلة.
سعدت أنچا وشعرت وكأن أحدهم أزاح صخره من فوق صدرها….فأشارت للخادم أن ينصرف و وقفت مكانها تأخذ أخيراً أنفاس واسعه بإرتياح شديد.
تغمض عينيها بإستمتاع رهيب كأنها تسمع سيمفونية لبيتهوڤن وهي تستمع لصوت الملك يصرخ في الخدم بكمَد:
-إستدعوا الطبيب….في الحااال.
همهمت بانسجام و نظرت للسماء تردد:
-الشمس اليوم كانت شديدة…همممم…ربما تحتاج إنچا لحمام بارد وبعض التدليك.
ثم تحركت تجاه غرفتها وهي هانئة البال.
في غرفة الملك.
جلس لجوارها بعدما مددها على فراشه الملكي، والتقاط كفها بين يديه يحاول تدليكه، يزداد جنونه وهو يستشعر برودة أطرافها وتراخيها.
فهز رأسه بجزع عليها و وجد نفسه يردد بلا وعي منه:
-لا تروحي…لا تروحي.
نظر لشحوب لونها وبياض شفتيها وهزى بجنون:
-لم أكن أعلم إنك هكذا…لم أكن أعلم أنك قد تفعليها… مجنونه.. بالتأكيد… بالتأكيد..لما؟ لما!
لحظتها دلف الطبيب ينحني بحضرة الملك مردداً:
-أمر مولاي.
وقف راموس عن الفراش سريعاً وقال:
-أفحصها… تبدو على مشارف الموت…هيا أسرع.
أقترب الطبيب خطوات حتى أصبح مقابلها ينظر عليها بإستغراب نوعاً ما، مستغرب لونها وسطهم.
لكنه أنتبه منتفضاً على صوت مولاه:
-تأكد أن تظل على قيد الحياة.
قالها الملك بتحذير.. كان يطلب منه أن يفعل كل مابوسعه لكن طريقته خطيرة كأنه يساومه على حياته مقابل حياتها.
فهز الطبيب رأسه بقلق ثم بدأ يباشر عمله و راموس يتابعه بقلق وجزع.
_____________________________
في أحد قاعات الأفراح
أهالي الحي مجتمعين مع أقارب العروس(حورية)و أقارب العريس الذي كان محمود وبقدرة قادر أصبح زيدان شقيقه الأكبر.
الكل ينظر حوله مستعجب، يتهامسون بينهم و فوزية تنظر لهم بتوتر لكنها وكما أخبرت شقيقتها (قضا أخف من قضا)
وجلس زيدان مهموم…لا يعرف ماذا يفعل، ينكس رأسه أرضاً، ينتظر بحزن شديد ردة فعل حورية.
جعد مابين حاجبيها حين مال أبيه على أذنه يقول:
-يالا يا أبني عشان تدخل بعروستك..الزفة على الباب.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تردد كثيراً وكأنه لا يلمك الجرئة لأن يفعل، نظر للجمع المتواجد من أهالي الحي المستغربين كيف تم عقد القران بزيدان عوضاً عن أخيه ولما تم قبل زفة العروسين وليس بعدها كما هي العادة.
لكنهم صمتوا… فبلأساس كل شيء بهذا الزفاف مخالف، وما بات الكل متأكد منه هو إن هنالك قصه بالقصة.
سحب زيدان نفس عميق يستعد، لا مجال للتراجع.
تقدم للخارج يرفع رأسه بوقار يحاول لأن يبدو ثابتاً.
لكن كل محتولاته ذهبت سدى وهو يرى حورية مع خالتها داخل السيارة تمسح دموعها…تطلع له من خلف النافذة بدموع رافضة الواقع ومايحدث…منكمشة على نفسها وخالتها تحاول تهدئتها وإقناعها…ثواني و تفاجأ بها تمسح دموعها وتأخذ نفس عميق ثم فتحت باب سيارتها.
فتشجع وأقترب منها يساعدها كي تفعل، وقد قابلت كل مساعداته بتعاون وتقبل ..ربما لأنهم أمام الناس وكاميرات الفيديو تسجل….لكنه تقبل… كان راضي.
نظر لها وجدها تنظر له هي الأخرى وذهل…. إنها تبتسم له بإمتنان..كانت تشكره بلا حديث.
رفرف بأهدابه مستغرباً يحاول أن يدرك، لكن زاد عليه الأمر بصوت صديقه الخلوق.. الخلوق جداً وقد تقدم من الخلف يهلل:
-أيه ده…. زيدان عريس!
صفق بكلتا كفيه معاً وأكمل:
-الصلى على الصلى.
عريس؟! جعد زيدان مابين حاجبيه وهو يستوعب الفكرة فقط… هل هو عريس؟! واليوم عرسه؟!!
لم تتوانى له الفرصة فقد قفز عليه صالح يقبله بحماس مردداً من بين قبلاته:
-مبروك.. مبروك يا صاحبي.. مبروك مبروك مبروك.
نفضه زيدان عنه يردد:
-بس يخرب عقلك بهدلتني.
فردد صالح بجنون:
-حقك عليا…حقك عليا… أعذرني يا صاحبي أصلي أتمخولت… فجأة كده بتتجوز… يانهار أبيض يا جدعان…ده انا هدغدغ الدنيا ….رقصني ياولااا.
ثم بدأ صالح في وصلة رقص لم تنتهي… كان يرقص بحماس شديد لدرجة أن زيدان ردد وقد صعب عليه حاله:
-هو أنا كان مقطوع فيا الأمل للدرجة دي.
و رغماً عن حورية ضحكت…على حديث زيدان وعلى رقص صالح كذلك.
ولم يكتف صالح برقصه المجنون بل عزم على فك تشنج العروس خصيصاً…لم يكن صالح أبله أو من عالم آخر، بل كانت لديه خلفية بما حدث وكيف تغير القدر….الذي يعد تغير لذيذ…إعجازي بالنسبة له، ولم يترك حورية إلا بعدما تقدمت في الزفة تتمايل نوعاً ما مع وسط خالتها وأقاربها……
بينما وقفت فرودس تهلل وتصفق من الفرحة وراشد يتابعها بحاجب مرفوع فقالت بنزق:
-جرى إيه يا راجل مالك باصصلي كده.
-لا بس انا ملاحظ إن خشونة الركبة راحت ومابقتش بتنقح عليكي زي ما صدعتينا كل يوم.
-لا والنبي… عدوك..دي قايمة عليا طول النهار
-أمال إيه إلي أنا شايفة ده؟ ده أنتي ولا المهرة إلي بترمح.
-من الفرحة يا راشد من الفرحة..باين ابواب السما كانت مفتوحة ولا إيه؟ الدعوة أستجابت بالظبط.
-دعوة إيه وفرحة إيه…سبيني في الهم إلي أنا فيه.
وقفت فرودس تردد :
-عندك حق… هسيبك أنا في همك وأروح ارقص مع أبني.. خليك قاعد.
أتسعت عينا راشد وهو يجدها تحركت وغادرت بالفعل يردد:
-شوف الولية…راحة ترقص.. ولما إلي برا يرجع هنعمل ايه؟
نظر عليها وجدها ترقص مع زيدان الذي قد تفكك تيبس جسده قليلا في محاولة منه للتماسك أمام الحضور.
وهنا سأل راشد نفسه:
-طب هقول إيه للناس إلي عارفه إن حورية بقالها سنتين مخطوبة لمحمود…وكروت الفرح إلي مكتوب فيها إسم محمود…يا فضيحتك السودة يا راشد.
رفع رأسه ليرى عزيزه وأخيراً أبتسم بفرحه وقد تناغم مع الجو وقد جذبت فرودس يد العروس وبدأ ثلاثتهم يتمايلون سويا.
فوقف راشد ينظر على الحضور ثم ينظر على إبنه ثم ردد بعزم:
-ملعون أبو الناس وكلامهم.
ثم تحرك ناحية إبنه وتدخل في الرقص مع إبنه وزوجته وفردوس وما أن رأه زيدان حتى تهلل وجهه ففتح له راشد أحضانه يضمه له بفرحة غامرة …. أول فرحته يتزوج اليوم…تلك هي الحقيقة الوحيدة التي سيعترف ويفكر فيها اليوم وليتأجل أي تفكير لما بعد أو يذهب حتى للحجيم… أنه اليوم الذي عاش طوال حياته يتمناه ويحلم به.
حتى زيدان حاول أن يعيش اللحظة بعدما أنتقل شعور والده إليه .
_________________________
تمددت أنچا على معدتها عارية تخفي معالم جزعها النصفي بشرشف أبيض تغمض عينيها وتهمهم بتلذذ أثر التدليك الذي تصنعه لها تلك الفتاة.
لكنها إجبرت على فتح عينيها مع صوت خدمتها التي دلفت تردد بجزع:
-سيدتي.. سيدتي..مصيبة سيدتي.
نظرت لها أنچا بنفور وسألت:
-ماذا حدث؟
-الفتاة البيضاء سيدتي.
-مابها.. ألم نخلص منها.
هزت الخادمة رأسها وقالت بأسف:
-لا سيدتي.. يبدو أنها مازالت حيه.
أنتفضت أنچا من مكانها بصدمة وغضب تلف الشرشف حولها ثم تحركت صارخة في خدمتها.
-تعال ساعديني لأتجهز في الحال.
تحركت للداخل تفكر كيف ستتصرف حيال ما أستجد
_______________________
في غرفة الملك
كان يقف من بعيد يتطلع بتوتر تحكم في مواراته لكن سمة شئ داخله كان يرتجف وكم كان بارعاً في إخفاء تلك الرجفة … نظرة البرود في عيناه لا تتزحزح.
لكنه….رفرف بأهدابه بإستشراق ما أن وجدها تستجيب للسائل المسقي لها من معلقة الطبيب.
وبدأ يقترب من الفراش يسأل:
-هل إستجابت؟
رفع الطبيب رأسه يتنهد براحة ثم قال:
-نعم مولاي..لكن…
تقدم الملك وقد بانت عليه اللهفة هذه المرة حين سأل:
-لكن ماذا؟
-يجب أن تظل تحت الملاحظة مولاي…أقترح أن تذهب لغرفتي.
-ماذااا
صدح بها صوت الملك وقد كان صوته جهوري غاضب، مما جعل الطبيب ينظر له بإستغراب فأي حالة مستعصية بالجزيرة تظل بغرفة الطبيب وطاقمه.
فتحدث على الفور:
-ما الخطب مولاي..هذا فقط كي نراعيها أنا وطاقم التمريض مثل البقية ممن يمرضون بالجزيرة.
نظر الملك على رنا ثم رفع هامته وردد :
-لاا…ستتلقى علاجها هنا.
-هنا؟ بغرفة جلالتك؟!
نظر له الملك وردد ساخراً:
-هذا إن سمحت لي ياحضرة الطبيب.
فأستدرك الطبيب حاله على الفور وقال:
-العفو منك ..العفو منك مولاي لم أقصد.
رمقه الملك بإذدراء ثم ولاه ظهره واتجه ناحية الشرفة ينظر في الفراغ …
ثم ردد ببرود:
-يمكنك أن تنصرف الأن.
فالتفت الطبيب مغادراً على الفور و ما أن تأكد من مغادرته حتى إستدار وذهب ناحية رنا يقف بجوارها يفكر بأن يتلمس يدها.
لم يتردد كثيراً فقد مد أنامله يتحسسها وكأنه يختبر شئ ما داخله.
وما أن فعل حتى أغمض عيناه يهمهم متلذذاً وجلس لجوارها يسرح بأنامله على خصلات شعرها يسأل بصوت خفيض:
-من أنتي؟ وما أسمك؟ ومن أين ظهرتي لي؟ من أين ؟ أاااااه.
أهه عاليه صدحت منه وهو ينطق باخر كلماته وينظر إليها .
نظر لهيئتها المذرية وملابسها المتسخة من السجن ثم نادى أحد الحراس الذي أتى في الحال.
-أمر مولاي.
-أمر السيدة أنكي بتجهيز حمام دافئ مريح ل…
صمت ينظر إليها يتذكر أنه لا يعرف إسمها حتى الآن وقد قرر تسميتها فأكمل.
-ميرورا.
-ماذا؟
قالها الحارس بإرتباك ما أن أستمع للأسم فخرج الملك عن هدوءه وصرخ فيه:
-ماذا؟ ماذا؟ أكلما تحدثت إلي أحدكم اليوم سألتموني ماذا؟ نفذ الأمر وأذهب حالاً من أمامي.
أنتفض الحارس ورد منتفضاً:
-أمر مولاي.
ثم ذهب لأنكي التي حضرت في الحال تستأذن في الدخول.
سمح له الملك فدلفت تنحني له بينما تردد:
-أمرني الحارس بتحضير حمام ممتاز للسيدة ميرورا؟
نظر الملك مبتسماً لرنا ثم قال:
-نعم…
نظرت أنكي للفتاة البيضاء لتدرك أنها المعنية بالحديث وهنا أدركت مكانة تلك الفتاة وزاد الأمر حين قال الملك:
-هي لن تتمكن من الذهاب معكم لمسافة طويلة، لذا يمكنك إستخدام حمامي.
-ماذا.
أسبل الملك جفناه وقال بنفاذ صبر فأسرعت أنكي مصححة:
-معذرة مولاي…حسناً سأنفذ الأمر …حسنا.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تحركت تنادي الفتيات ودخلن بهدوء ونجحن في حمل رنا لكن توقفت أنكي على نداء الملك تقول:
-أمر مولاي.
أبتسم الملك بمكر و تسلية ثم قال:
-حينما تستفق أثر الحمام أخبريها بما سأقوله لكي الأن بالضبط .
أتسعت عينا انكي بصدمة مما تسمعه ثم غادر راموس لعمله وهو يضحك بتسلية.
___________________________
بالقاهرة
أنتهى العرس وذهب كل لمنزله.
كذلك دلف الحاج راشد لشقته في الطابق الأول تاركين زيدان يصعد للطابق الثاني مع من اصبحت عروسه…حورية…من يصدق!
فتح الباب و ترك لها المجال زوقياً فدلفت بفستان زفافها وهو بعدها يغلق الباب.
وما أن فعل حتى أنتفضت…الفزع يملؤها…من يصدق حقاً لقد أغلق للتو باب واحد عليها هي وزيدان.
الفكرة وحدها تحتاج مجهود للإستيعاب.
بينما زيدان خلفها يغمض عيناه بأسى ما أن لاحظ انتفاض جسدها يسأل نفسه بتيه( ودي هتصرف معاها إزاي؟ أستغفر الله العظيم يارب.. ربنا يسامحك يا محمود)
تنهد بتعب ثم تقدم يردد:
-حورية أنا عايز أقولك.
قاطعته بصوت منخفض تقول هي:
-ماتقولش حاجة… أنا إلي عايزه أقولك كتر خيرك ..لولاك كان زمان سيرتي على كل لسان.
كان هو من قاطعها هذه المرة يردد برفض:
-قطع لسان أي حد يجيب في سيرتك.
اهتزت أثر صوته…رد فعل طبيعي ومتوقع لكنه لاحظ ونادها بحزن:
-حورية…
رفعت عيناها فيه فسأل بشك:
إنتي بتخافي مني؟
لم تجد مفر فجاوبت بالحقيقة حيث هزت رأسها أيجاباً.
وقتها نكس زيدان رأسه بإستسلام و أمل مقطوع وصله ثم قال بصوت منهزم:
-أتفضلي يا حورية على أوضتك.. وانا هنام في الأوضة التانية .
نظرت له ثم قالت:
-مش هينفع
-ليه؟
مررت عيناها على طوله وعرضه ثم قالت مجدداً:
-مش هينفع
هز رأسه يبتسم بخفة ثم قال:
-لا ماتشليش هم… أتفضلي أنتي على أوضة النوم الكبيرة نامي اليوم كان طويل وبكره بقى نشوف هنعمل ايه؟
لم تجادله بالفعل هي متعبه جدا وتحركت تنفذ مقترحه .
صباح يوم جديد
أستيقظ زيدان يتقلب بألم على سرير الأطفال الصغير بدى علي كعملاق ينام على فراش عقلة الأصبع.
خرج من الغرفة يتأوه بألم…يبدو أن حورية كانت محقة .
وما أن فتح باب غرفته حتى وجدها تطوي سجادة الصلاة مرتديه إسدال مع حجاب،نظرت له بتوتر لا تعلم ماذا تقول أو تتصرف.
وهو كذلك مثلها أو أكثر…لكنها حاولت أن تكسر ذلك الحرج فقالت:
-ثواني وهحضرلك الفطار.
رد بغشم:
-لا ما تتعبيش نفسك.. أنا متعود أفطر مع الحاج والحاجة.
-نعم؟
سألت مصدومة حزينه…ظنته قد يحاول تقريبها منه وأنه هو من سيبادر بإذابة الجليد فقد أصبحا زوج زوجه شاءا ذلك أم لا كما أخبرتها خالتها لكنه لم يفعل .
و ذهب بالفعل تجاه الباب فتحه وغادر وتركها خلفة تدرك ما يحدث…. ببساطة زيدان يخبرها أن لا سبيل للوصل …هي غير مقبولة يطلب منها التحفظ في كل معاملاتهم فقد كان مجبر مثلها..
تفكيرها كان خاطئ حين أستمعت لنصيحة خالتها.
فذهبت لغرفتها تبدا ملابسها بصمت تام وقد علمت حدودها.
بينما هو أغلق الباب خلفه وهبط الدرج حتى وصل لعند أمه…لم يرد إحراجها…فضل ترك مسافة لها كي تعتاد عليه إما أن تتفضل وتتقبله أو….
صمت يتنهد بحزن… أو تقبله بهدوء دون أن جرح له ولكرامته فقد شبع.
دق على باب شقة والدته التي فتحت وما أن رأته حتى سألت بهلع:
-يالهوي… زيدان..في حاجه يابني.
-في إيه يا أمي….جاي أفطر معاكي زي كل يوم
همهمت فردوس تردد:
-أاااه…لا ماعندناش..شطبنا
-شطبتواو…كلام إيه ده ؟
-زي ما سمعت ياحبيبي… كفاية عليا كده .. أنت خلاص بقا عندك بيت و ست..روح تفطرك . كفاية عليا كده .. يالا يا واد…يخيبك..بقا حد يسيب عروسه زي القمر كده يوم صباحيتها …روح روح.
ثم أغلقت الباب بوجهه كي لا تدع له أي مجال للحديث أو التفاوض.
و وقف راشد مشدوه….يشعر بالحرج وهو سيعود لحورية كالأرنب الذي حظرته والدته من الثعلب وهو ذهب معانداً ثم عاد باكياً.
فتح باب الشقه وما أن فعل حتى اتسعت حدقتي عيناه مما رأى…..
★★★★
إقتباس من رواية جوري وثلاث نجوم
وقف و هو على شفا خطوة واحدة من الجنون يود جذب خصلات شعره من شدة الغيظ لكن هيبته تمنعه و صرخ في الطبيب مردداً:
_ بابا مين حضرتك أنا مش ابوها و لا أعرفها أنا بس خبطها بالعربية و هي إلي غلطانه كمان على فكرة، لكن شهامة مني هتكفل بعلاجها غير كده مش مسؤليتي .
نظر الطبيب للفتاة الرقيقة و التي تتشبث بثياب ذلك الضابط فرد عليه بغضب :
_ بس هي بتقول إنك باباها .
جن جنون رضوان و هدر عالياً و هو يزيح يدها عن بذلته العسكرية :
_ بابا مين دي شكلها أنسة مش اقل من 19 و لا 20 سنة ، خلفتها أمتى دي و أنا عندي عشر سنين مثلاً ؟ و أنا لو أبوها هنكر ليه ؟
نظر الطبيب لتلك الجميلة الممدة على فراش المشفى وسألها :
_ قوليلي يا حبيبتي هو باباكي و لا جوزك ؟
فرد رضوان صارخاً بجنون :
_ أنا و لا باباها و لا جوزها و لا حتى أعرفها و مش عايز اتعصب عليكوا أكتر من كده بدل ما اقفل لكم المخروبة دي .
انزعج الطبيب بشدة و ردد بحسم :
_ أنت بتهددني ؟ فاكر النجوم الي على كتفك دي هتحميك ؟ البنت دي أي أن كانت حالتها بتقول إنك باباها فهي مسؤليتك .
نظر له رضوان بجنون لا يعرف كيف يتصرف خصوصاً مع تلك الشقراء التي تنظر له ببراءه و إحتياج و ذلك الطبيب المعتوه .
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فتح زيدان الباب وهو لا يعلم بماذا سيعلل سبب عودته، لكنه نسى كل شيء تماماً ما أن ولج للداخل و تفاجئ بها تقف بمنامة محددة الجوانب ملفوفة على قوامها بامتياز ساحق.
حورية التي يراها الآن مختلفة تماماً عن حورية التي كانت تمر أمامه في الشارع أو يراها أحياناً مع أخيه.
كان كمن لا يملك من أمره شيء، لا يسعه سوى أن يحملق فيها ولسانه يردد جملة واحدة:
-بسم الله ما شاء الله..بسم الله ما شاء الله.
لقد أكتشف أنها صهباء….رباااااه.
كانت حوريه تمتلك شعر قصير أحمر مموج، وحين تكشف شعرها تصبح كقرص الشمس مضيئة متوهجه خصوصاً وأن كتلة شعرها كلها تقريباً تحاوط وجهها.
كان يهز رأسه ببطء…يشعر أن ما يراه كثير عليه.
يسأل لما لا تأخذها به أي شفقة أو رحمة..فلتراعي حالته …فهو رجل يعتبر متقدم في العمر ويبدو أن النساء قد عزفته تماماً وبقدرة قادر يجد في شقته فتاة صهباء طمعت في الجمال كله والبهاء كله فاقتنصته لنفسها…
وهو يا روحي…. الصدمة أكبر من إستيعابه، لا يعرف كيف يتصرف الأن، خبرته مع النساء صفر.
و وقف ملتصق بالأرض لا يقدر على التحرك ولا يمكنه ولا يسعه زحزحة مقلتاه عنها، جمالها يسبب الشلل، أو يشفي المشلول ..كلاهما سواء.
إنما هي من أتخذت ردت الفعل بعدما تفاجئت بعودته، في البداية وقفت لثواني متيبسة موضعها لكن خجلها منه كان قوي لدرجة نبهت عقلها وصنع در فعل سريع، فهرولت تجاه غرفة النوم تغلق الباب خلفها وتقف مستندة عليه تشعر بالتخبط …
بينما هو ظل على وقفته، وأخذ الأمر أكثر من دقيقة كاملة حتى أستطاع التحرك أخيراً وذهب لأول كرسي قابله جلس عليه يفكر….كل الأفكار التي توادرت لعقله كانت مريبة .
يسأل سؤال وجودي بحت:
– وأنا هعيش معاها في نفس الشقة؟
ضرب على فخذية كمن عجز عن إيجاد حل أو مخرج لمصيبة عويصة سيقع فيها و ردد :
-يانهار أسود يا زيدان… هتعمل ايه ؟
أنتبه سريعاً على صوت جرس الباب، زم شفتيه ورفع يده يمسح بها على وجهه، يتوقع هوية الزائر بالطبع.
ولم يجد بد من أن يقف ليفتح وما أن فعل حتى تحققت كل ظنونه ….. إنها السيدة فوزية جاءت وشقيقتها بزيارة أبنتهم.
و نظرا بإبتسامة يشوبها القلق لزيدان، بالطبع الأوضاع ليست طبيعية، بالأساس كل ما صار ليس بطبيعي .
وحاولت فوزية قطع التوتر فرددت بلطف:
-صباح الخير يا عريس.
ناظرها زيدان بإرتباك… عريس؟! مازال لتلك الكلمة صدى غريب في إذنه، ربما لأنه غير مستصيغ كل ماحدث ولا إلى أين تطور الوضع ولا يعلم ما ينبغي عليه فعله ولا كيف ستسير الأمور.
لكنه أبتسم لها وقال :
-صباح النور…اتفضلوا.
دلفت فوزية وأختها ثم سألت فوزية:
-أمال فين حورية؟
-في أوضتها.
أتسعت إبتسامة فوزية وقد إرتاحت قليلاً… دلفت لغرفتها مع جرس الباب يعني أنها كانت ترتدي مالا يصح أن يراها به أحد ودلفت لتبدل ملابسها.
زاد إرتباك زيدان طردياَ مع إتساع بسمة فوزية، تقريباً فهم عليها ، كانت إبتسامتها مريبة.
فتلجلج في رده وهو يقول:
-أتفضلوا ادخلوا لها انتو مش أغراب.
-تسلم وتعيش ياحبيبي.
قالتها فوزية وتحركت للداخل مع شقيقتها التي كانت في عالم آخر تفكر في همها الكبير.
وخرج زيدان للشرفة يدخن سيجارة بتوتر يحاول جاهداً أن يهدئ أعصابه ليفكر.
أما في غرفة النوم.
دلفت فوزية و شقيقتها “جنات” تنظر لحورية وقد إرتدت عباءة منزلية باللون الأبيض… كانت في غاية الذوق وزادها روعتها المنحنى الذي إلتفت عليه، فقد كانت حورية تمتلك جمال فريد جدا.
تقدمت منها وحاولت التماسك تسأل :
– صباحية مباركه ياحبيبتي.
ناظرتها حورية بصمت تام، تلك الجمله تقال في موافق محددة غير تلك التي عايشتها.
لكنها آثرت التحفظ فزمت شفتيها وقالت:
-الله يبارك فيكي يا ماما.
تطلعت لها فوزية بحيرة لا تعرف هل تهدأ أم تستمر في حلقات القلق التي صاحبتها منذ مساء أمس.
لم تستطع الصمت، إن لم تسألها هي فمن سيسأل، حاولت التحدث:
-يعني إنتي بخير يا حورية؟
-الحمد لله ياماما.
تنهدت فوزية…رد حورية محايد غير شافي فسألت:
-الحمد لله على كل حال بس… يعني أنتو يابنتي عرفتوا تاخدوا على بعض؟
رفعت حورية عيناها لها وقالت بسأم:
-ناخد على بعض؟! مش مصدقه سؤالك بجد.
اقتربت جنات وجلست لجوراها تقول:
-يابنتي ماتريحينا.
رد حورية بصوت حاد وصل لمسامع زيدان الذي وقف في الشرفة القريبة من الغرفة:
-اريحكوا إزاي؟ أنا مش مصدقاكوا بجد؟ مستنيني أقول إيه أصلا؟
جاوبت جنات بإرتباك وحرج:
-إإحنا عارفين إن الحاجات دي خصوصيات وحرمات بس إحنا عايزين نطمن عليكي لو من بعيد لبعيد.
فهتفت حورية بنفس الحدة:
-خالتو… إنتي بتتكلمي في ايه بجد… عايزين إيه يحصل مثلاً ؟ أنا مش عارفه المفروض عليا أعمل إيه ؟ أقف ولا أقعد… أنام جوا ولا برا، ألبس لبس البيت العادي ولا البس مقفل عشان في حد معايا في البيت…. أنا مش عارفه.
صرخت بجملتها الأخيرة فقالت فوزية :
-كلام إيه إلي بتقوليه ده يا بنتي…الحد إلي بتتكلمي عنه ده بقا جوزك على سنة الله ورسوله وقدام الناس كلها.
-هو الجواز عقد ومأذون و شهود وبس…حتى لو قولت أه..حتى لو.
أغضمت عيناها وأخذت تهز رأسها بأسى وعقبت:
-ماحدش فاهمني.. أو فاهمين بس عايزين تعملوا مش فاهمين وإنه عادي.
صمتت كل منهن..حورية تشعر بالضياع وكذلك فوزية ومعهم جنات التي كان همها همان خصوصاً وأن رنا منذ سافرت لم تستطع الاطمئنان عليها و هاتفها مغلق دوماً تسأل هل لا يوجد شبكة إتصال في مكان عملها أم لا…لكن قلب الأم يخبرها أن الأمور ليست على ما يرام.
في الشرفة.
أسبل زيدان عيناه بأسف على حالها وحاله أيضاً، هو أيضاً يسأل نفسه ماذا يفعل وكيف سيتعاملا معاً، وضعهما مربك حقيقي.
سحق سيجاره في سور الشرفة ثم دلف للصالة وجلس بصمت تام متعب .
_________________________
جلست أنچا منكبة على أوراق مالية تخص الحرملك تتابعها بنفسها تسأل إحدى المسؤولات عن أحد البنود وفيما أنفقت.
وبينما هي كذلك دلفت خادمتها مهروله لعندها ثم وقفت بريبة.
تطلعت لها أنچا ومن نظرة واحدة فطنت أن هناك أخبار بحوزتها فأشارت لها أن تقترب لعندها.
بالفعل اقتربت الخادمة ومالت على أذنها توسوس لها بما علمت وكلما تحدثت أستعرت النيران في عينا أنچا بغل تام وهمست:
-هل وصلت الأمور لهنا؟؟ حمام غرفة الملك الخاص؟؟!
لم تكف الخادمة ومالت على أذنها تكمل فتحدثت أنچا من بين أنيابها:
-ماذا؟!! سماها ماذا؟!!
طبقت جفناها بغضب تحاول استدعاء بعض الهدوء، التصرف مع تلك الدخيلة يحتاج لحنكة و تروي و من أهل لكل ذلك أكثر من السيدة أنچا؟
سحبت نفس عميق ثم اشارات لخادمتها أن تنصرف وبدأت هي تفكر بهدوء تام.
في غرفة الملك راموس
رفرفت رنا برموشها تجاهد كي تفتح عيناها، حاولت أن تفعل بسبب تسلط الضوء عليهما.
أنت بوهن:
– أه.
انتبهت أنكي عليها وتقدمت لعندها سريعاً تردد:
– وأخيراً أستيقظتي…
فتحت رنا عيناها لترى بوضوح، تطلعت لسقف العرفة المطلي بالذهب الخالص ومظاهر الثراء التي شملت الغرفة ثم حادت بعينها تنظر لتلك السيدة السوداء.
هنا أيقنت أنها لم تخرج من الكابوس الذي ظنت أنها تعيشه وستفوق منه حتماً ما أن ينتهي نومها.
أغمضت عيناها بأنيهار تام وأخذت تهز رأسها يميناً ويساراً مرددة:
-لأ… لأ.. ماهو لازم يكون كابوس وهيخلص وأنا هفوق منه .. أنا مش هعيش كده.
تقدمت منها السيدة أنكي وسألت:
-ماذا تقولين…لم أفهم عليكي؟
فتحت رنا عيناها تنظر لأنكي… أي كلام سيقال..هي تشعر بالعجز تام… شعور قبيح لا يوصف.
بدأت رنا تتلفت وتنظر حولها بريبة للغرفة اللتي غلب عليها اللون الذهبي، وكيف خرجت من الزنزانة المظلمة المميتة فسألت:
-أين أنا؟ وما الذي حدث؟
-لقد تم نقلك وإخراجك من السجن بعدما فقدتي وعيك و كانت حالتك خطرة تماماً.
– وأين أنا؟
ردت أنكي وكأنها تحسدها على حظها السعيد:
-بغرفة الملك شخصياً.
-ماذا؟ كيف؟
-هو من حملك لهنا و أمر بذلك.
علت أنفاسها حتى تهدجت وبدأت تنظر حولها إلى أن أتى الدور عليها فنظرت على نفسها لتصرخ برعب:
– ملابسي! ماهذه الملابس.. كيف تبدلت ومن بدلها.
أبتسمت أنكي وقالت ببراءة مزيفة:
-الملك… شخصياً أيضاً.
انتفضت رنا من السرير قد جائتها العافية رغم الهزال، فاجعة الخبر نفضتها وهتفت بجنون.
-نعم يا حلاوة؟؟ أنتي أتجننتي…نهار أبوكو أسود.
-رجاءاً تحدثي بلغتي أنا لا أفهم العربية.
-أن شالله عنك مافهمتي ده أنا هسود عيشت إلي جابك ….يا جزيرة مهبوشة يا شوية مجانين.
كل هذا و الملك يقف بأحد الغرف الملحقة بجناحه يكتم ضحكته على رد فعلها الذي فاق توقعاته و أنصت بإنتظار المزيد ممتن لكونه يفهم العربية فلولا ذلك لما استمتع بفهم ما تقول أثناء نوبات جنونها اللذيذ.
فيما تقدمت أنكي منها وقالت في محاولة منها لتهدئتها:
-حاولي أن تهدئي لا تنسي أنك جارية عنده.
نفضت رنا يد تلك السيدة من عليها و صرخت بغيظ:
-أنا فتاة حرة…ولدت حرة وسأموت حرة.. لست جارية لأحد… لما لا تفهموووون؟
-أتعجب كثيراً من أفعالك … فتاة غيرك لو كانت بمكانك لكانت أسعد بني آدم على وجه البسيطة، الملك راموس بنفسه مهتم بكِ كثيراً، أتفعلين هذا بدلا من أن تفرحي و تفكري بذكاء كيف تستغلي الفرصة؟ كل فتيات الجزيرة وأميراتها حتى أميرات الدول الأخرى تتمنى ولو لمحة إهتمام من ملكنا راموس وأنتي تفعلين ذالك يا ميرورا؟؟
جحظت عينا رنا ونظرت لها بريبة تسأل:
-ومن ميرورا أيضا؟
-أنتي..
جاوبت أنكي ببساطه فهتفت رنا بجنون:
-أهلاً… هل جننتي؟ حسناً ..سأتغاضى عن ذلك .. ربما لم تحفظي أسمي بعد ولكن للتذكير.. أنا أدعى رنا…رنا…ردديها خلفي لأختبر الأمر…ها..هيا..ر-ن-ا ..هيا قولي كي لا تنسي
لمعت عينا راموس و مازال على وقفته وهو يتعرف على إسمها لأول مرة وبدأت شفتاه تتحرك دون إرادته يردد حروف أسمها كما طلبت من أنكي، فعل وكأنه يتذوق حلواه المفضلة حين همس (ر..ن..ا- ر..ن..ا-رنا)
سحب نفس عميق يبتسم لكنها إستحالت لضحكة مفاجئة حين سمع ما قالته أنكي:
-لا أنا لم أخطئ أو أنسى..بل هذا هو أسمك الجديد ..لقد سماكي به مولانا الملك راموس.
فجن جنونها وصرخت بوهن:
-أنتو عايزين تجننوني مش كده … حرام عليكم.
تقدمت أنكي تقول ببعض الشفقة:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
– أنا لا أعرف العربية ولم أفهم ما تقولين لكن على ما يبدو إنك تعانين مما يحدث… إن أردتي النصيحة، كوني مؤدبة…ومطيعة.. تقربي من الملك وأستغلي إنجذابه لك فهو نادر الحدوث.
تمسكت رنا بكفتي يد أنكي وقالت بتوسل:
-إن كنتي تشعرين بي كما تدعين فأرجوكي ساعديني على الهرب من هنا، سأموت إن عيشت هنا ليوم آخر في هذا الجحيم، وأعدك..أقسم أنني لن أخبر أحد أنك قد ساعدتيني .. لن أذكر أسمك أن فشلت … لكن…أتوسل أليكي وأنا التي لم تتوسل لأحد قط…ساعديني..يبدو إنك سيده جيدة و ستتفهمي وضعي وحالتي…. ساعديني أرجوكي وإلا سأموت هنا حتى أني سأدفن غريبة في بلاد غير بلادي.
لأول مرة تشفق أنكي على أحدهم لكنها تراجعت للخلف ولحظتها خرج الملك من خلف الستار يردد بحدة:
-أمازلتي تريدين الهرب؟ ألم تتعظي مما جرى؟ أم أن التمرد خصلة تجرى في عروقك مجرى الدم ؟
نظرت له بكره وغيظ .. تشعر أنه سجانها وقاتلها فرددت :
-وسأظل أحاول الهرب مادام بي رمش يرف.
أهتزت شفتيه من شدة القهر الذي تذيقه إياه بكل مرة.
هز رأسه يأمر أنكي بترفع أن تغادر ففعلت و بدأ يقترب من سريره يردد:
-من تظنين نفسك؟
زم شفتيه يتصنع التفكير وأردف:
– أنتي مجرد جارية، أنصحك بأن تكوني مطيعه، وأعملي جاهدة على إسعادي، على الأقل لتحللي قيمة المال الذي دفع فيكي.
كان يريد قهرها كما تفعل به دوماً، تغضنت زوايا فمه بإبتسامة جانبية فعلى ما يبدو أنه قد نجح فقد تشنجت كل ملامحها وأظلمت عيناها وقالت:
– مال مين يالا ..ده أنا أشتريك أنت وبلدك.
أخذتها الحمية جداً و بتلك الحالة ما كانت ستعبر عنها أي لغة غير لغتها الأم ، وعبرت عن غضبها لكن ربما تعبيرها قد اتسع وتمد لا بل ترحرح منها كثيراً…تشتريه هو وبلده؟! ربما نسيت أنها أمام ملك جزيرة الذهب وهي حقاً لا تملك أي شيء..
إن الشقة التي تسكنها و والدتها ليست مثلها وإنما هي إيجار قديم، هي لا تملك بالإساس سوى مرتب حديثي التخرج الذي يعد على الأصابع.
كل هذا لم يهمه أو يفكر فيه بل تقدم أكثر يسألها:
-ماذا قولتي؟ (يالا) ؟ أتقصديني أنا بها.
صرخ صوته في آخر جمله لدرجة أنها أنتفضت مرددة:
– هو…هو أنت بتفهم عربي؟
كتف ذراعيه حول صدره ثم جاوب بسخرية:
-شويه شوية يا هببتي.
صرخ بغضب ينادي:
-كاااكاااا
أبتلعت رمقها بصعوبة بالغة، خصوصاً وهي تراه يقترب أكثر وعيناه لا تبشر بالخير فوقفت تردد بأهتزاز:
-ما..ماعلش.. أنت معصب نفسك ليه .. أنا ماكنتش اعرف أنك بتفهم عربي وبعدين أنت هتاخد على كلامي … ده انا بس كانت أخدتني الجلالة مش أكتر… بالله عليك بلاش كاكا.
نظر لها بحاجب مرفوع، يستمع برؤية خوفها وتراجعا، يبدو أنها بحالات، أحياناً شرسة متمردة وأحياناً هرة وديعة.
دلف كاكا بحجمه المبالغ فيه ومنظره الذي يخيف وحده ينحني للملك ثم قال:
-أمر مولاي.
كانت تنظر له بترقب وخوف تنتظر أمره هو الأخر فقال:
-أستدعي الطبيب.
تحرك كاكا ينفذ المطلوب فحاولت التحدث:
-طيب بما إنك طلعت بتفهم عربي، شكلك راجل محترم وهتفهمني، أنا لازم أمشي.. أنا ماليش عيش هنا، عارف ليه؟ هقولك ليه.
تقدمت تشرح له وهو مسمتمع كثيراً يسمعها تقول:
-أنتو باين عليكوا ناس محترمه… أنا لأ… أنا مش وش ذلك… أنا عايزة أروح.
زم شفتيه بضيق ثم حاول التغاضي عما تقوله وتحدث بحلم:
-مازالتي مريضة عودي للفراش حتى يأتي الطبيب ميرورا.
هنا لم تستطع التحمل، هو ببساطة قد ذكرها فهتفت برفض تام وتمرد:
-مين ميرورا دي كمان… أنتو فاكرين نفسكوا مين عشان تجردوني من حريتي ومن إسمي.. مين اللي عطالك الحق ده.
نظر لها بجانب عيناه،ما عاد يتحمل ثم صرخ عالياً من جديد:
-كاااكاااا.
وقفت مكانها بخوف فدلف كاكا منحني:
-أمر مولاي…أستدعيت الطبيب وهو في طريقه لهنا.
ألتف راموس يوليها ظهره فقد ملئت صدره كره وغضب فقال بحده:
-خذها من هنا.
تهلل وجهها وصفقت بكلتا يديها تردد:
-بجد والنبي ؟
نظر لها راموس بجانب عينه وكان فيها من الغضب ما يكفي ثم أمر كاكا:
-خذها من أمامي..لا أريد لمح طرفها أو رؤيتها ..تودع في الحرملك للخدمة هل فهمت.
-أمرك سيدي.
ثم تقدم يسحب معه رنا وراموس يبعد أنظاره عنها ويرفع رأسه بشموخ بينما هي تسير عنوة مع كاكا معترضة .
______________________
في اليونان
جلس محمود بعد جلست تصوير محترفة، يتمدد براحة على أحد الأرائك ثم فتح هاتفه كي تحدث مع حورية ينوي الإطمئنان عليها ليعرف كيف مررت اليوم وهدأت والدتها..كان يعلم أن حورية ستفعل هو دوماً يصفها بالقوة لذا كان متأكد أنها ستتصدى للقصة كلها وستستطيع تأجيل العرس.
لا يعلم لما لا يفهمه أحد.. أنها فرصة العمر وقد واتته اخيراً، الفرح يمكن تأجيله لكن الفرصة التي ستغير حياته كليا و تجعله شاب مشهور ثري لم تتكرر أو تنتظره، الحياة فرصة إما أن تقتنصها أو تظل طوال عمرك تندم،. هو قد فعل وأقتنص الفرصه .
فتح هاتفه كي يتصل بها ولكن فاجئته كثيرة الرسائل المرسلة له على الهاتف كذلك هناك منشورات كثيرة تم ذكره بها.
فتح ليرى وهنا كانت الصدمة………
______________________
في شقة زيدان
كانت فوزية قد غادرت هي وشقيقتها وبقى زيدان بالصالة وحورية بالغرفة تغلق الباب عليها.
لقد مر كل هذا الوقت وهو يفكر إلى أن تشجع اخيراً و وقف يدق عليها الباب.
دقة فأخرى و مع الثالثة فتحت الباب لتظهر بعبائتها البيضاء وحجابها.
همس بضعف داخله:
-يا أللهي…إن ملامحها عن قرب مهلكة.
أبتلع رمقه وضبط حاله ثم قال:
-مش هتاكلي… إنتي من إمبارح ما أكلتيش.
نظرت أرضاً ثم قالت:
-أيوة… وأنت كمان ما أكلتش…ثواني وهسخن الأكل.
تحركت كي تخرج من الغرفة لكنه كان يسد الباب ، رفعت عيناها له ففهم وحمحم بحرج ثم تحرك يفسح لها الطريق .
لكنه نادها وقال:
-حورية.
إلتفت له تسأل:
-أيه؟ متعود تتغدى مع مامتك؟
ضحك بخفة ثم قال:
-لأ أقصد …. إن..بيتهيئلي إننا محتاجين نتكلم مع بعض شوية.
نظرت أرضاً ثم قالت:
-عندك حق.
سحب نفس عميق ثم قال:
تعالي اقعدي الأول.
تقدمت لتجلس بهدوء على الأريكة.
نظر خلفها ثم قال:
-حلوة الكنبة مع لون الحيطة
نظرت لهم ثم أبتسمت ورفعت عيناها له تقول:
-أنت إلي مختارهم.
لمعت عيناه و أتسعت إبتسامته يردد:
– سبحان الله.
سحب نفس عالي من جديد ثم تحدث بتروي تام :
– بصي يا حورية.. لا أنا ولا أنتي محتاجين نشرح لبعض الجوازة دي حصلت إزاي.. بس.. دلوقتي إحنا متجوزين..ولسه إمبارح أكيد مش هينفع يحصل أي أنفصال صح؟
-صح.
-تمام…كده إحنا أتفقنا في نقطة… النقطة التانية … وجودنا هنا في البيت… أنا زي ما شوفتي كده نزلت أفطر تحت أمي قالتلي شطبنا وتقريباً طردتني.
ضحكت حورية فأبتسم أيضاً ثم أكمل:
– والشقة الي فوق مش جاهزة فلو تسمحيلي أفضل هنا هكون شاكر ليكي جداً.
تطلعت له مستغربة، كأنها ترى زيدان لأول مرة ثم همست:
– أنت إلي بتقول كده..دي شقتك أصلا ولا ناسي.
-لا يا بنت الناس… الشقة دي بالعفش والأجهزة وكل حاجة بتاعتك وأنا مجرد ضيف..خلينا نعدي الأيام ونشوف إيه إلي هيحصل إيه رأيك ؟
صمتت بتخبط فأردف:
– أوضة النوم بتاعتك وأنا في أوضة الأطفال.. أنا طول النهار في الشغل ومش برجع غير بالليل ويعتبر ماليش طلبات وباكل كل الأصناف يعني اعملي إلي على مزاجك .
صمتت ترفع عيناها له ..هنالك حديث طويل وكثير داخلها له لكنها ابدا لم تستطع التعبير هي فقط أكتفت بإماءة من رأسها مع ابتسامة شرحت صدره فتنهد براحه ثم قال:
-طيب ممكن نتغدى بقا؟
-حاضر .
ثم وثقت وذهبت للمطبخ وما أن غادرت حتى صدح صوت هاتفه بإتصال من رقم غريب .. ففتح المكالمة ليأتيه صوت أخيه يردد بثورة:
-صباح الخير يا أخويا يا كبير يا محترم… ولا أقول صباحية مباركة للعريس؟؟؟!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تفاجئ زيدان بصوت شقيقه الحاد ومكالمته له في هذا الوقت، لوهلة شعر بالخزي و العار وأنه هو المخطئ.
لذا حاول احتواء غضبة وقال بصوت مهتز :
-أزيك يا محمود؟
ضحك محمود ساخراً ثم رد بإستهزاء:
-أزيك يا محمود؟ هه مازييش حد يا حبيب أخوك..زي ما أنت شايف متخزوق والي مخزوقني اخويا شقيقي… أخويا الكبير العاقل.
أستمع له زيدان بحلم يحاول إمتصاص غضبه يضع نفسه بمكان محمود يرى أن ربما لديه بعض الحق فقال بعد نفس عميق:
-أهدى يا محمود و أسمعني الأول.
لكن محمود لم يسمع أو يهدأ وإنما صرخ بغضب:
-أهدى.. أنت إلي بتقولي أهدى؟! أهدى إزاي وأنا أخويا أخد مني مراتي .. أنت أخدت مراتي أنت فاهم… ماكنتش اعرف أنك بالخسه والندالة دي.
أقتتطع زيدان حديث محمود وتدخل بعدما أستفزته إتهامات محمود:
-خد بالك من كلامك يا محمود ..مش زيدان إلي يتقاله كده
-ههه مش زيدان إلي يتقاله كده ؟! أطلع من دول يالا… ماخلاص كل شيء انكشف وبان.. عاملي فيها الكبير العاقل إلي بيحب الكل وقلبه على الكل و أول ماجت لك الفرصه خطفت خطيبتي مني… تلاقيها حليت في عينك بس نأبك على شونه …حورية عمرها ما تشوف غير عصفور … أنا عصفورها هي إلي مسمياني… والي ماتعرفوش أن حورية بتخاف منك أساساً ياما قالت لي كده دي وصلت أنها طلبت مني نسيب البيت والحارة كلها بسببك عشان تهرب من وشك ومن التعامل معاك..مش عايزه حتى تشوفك صدفة.. أنت فاهم..وخليك عارف يا زيدان..طالت الأيام ولا قصرت أنا راجع وهرجع حقي وساعتها مش هسمي على حد وهتشوف.
ثم أغلق الهاتف في وجه زيدان الذي ظل على جلسته مصدوم من كلمات شقيقه.
_____________________________
كانت صراخاتها المعترضه تملأ الحرملك بكل مكان، وكاكا يجرها يتقدم بها للأمام غير مبالي لها.
بينما وقفت كل فتيات ونساء الحرملك يتابعون مايحدث وهن يتهامسن عليها بسخريه.
كذلك كانت حالة خادمة أنچا التي مالت على أذن مولاتها تهمس بتشفي:
-أرأيتي مولاتي، لم يكن هناك أي داعي لكل هذا القلق، لقد لفذها مولانا الملك ،مل من صراخها وتمردها وحسها العالي ولم يشفع لها حسنها ولا بياض بشرتها، وها هي أصبحت مثلها مثل بقية فتيات الحرملك.
كانت أنچا تستمع لها وعينها لم تفارق رنا المتمردة، هزت رأسها بسخط وقالت:
-هذا رأي السذج فقط، فالحقيقة مختلفة كلياً، إنه شعلة البداية فقط.
هزت الخادمة رأسها بحيرة وقالت:
-عفواً مولاتي لكني على ما يبدو بت لا افهمك في الفترة الأخيرة، كل حديثك يصعب علي فهمه، لا أفهم ما قصدك بأنها شعلة البداية فقط ، لا أفهم.
ألتفت لها أنچا تقول:
-لو كنتي تفهمين لما ظللتي خادمة، لكنتي أصبحتي أنچا جديدة.
عادت تنظر حيث ألقى كاكا برنا في أحد زوايا الحرملك وهي تكورت حول نفسها بضعف تبكي وأكملت أنجا حديثها:
– ما يحدث ماهو إلا إنتقام المحبين، مولانا يعنفها على عدم إنبهارها به أو إهتمامها له،والصيبة أنه على مايبدو لا تتصنع أو تمثل هي بالفعل تائهة تشعر بالضياع وتريد الهرب، لو لم تكن مهمة لتركها وشأنها ولم يهتم بمعاقبتها الأمر أكبر من حدود مخيلتك يا مسكينة، وتلك الفتاة خطيرة… خطيرة للدرجة التي تجعل العنف والشدة معها هما أغبى تصرف..التصرف معها يلزمه هدوء وتروي، يلزمه حكمه وحنكة.
أنهت أنچا حديثها وعينها مازالت مسلطة على رنا تفكر كيف ومن أين ستبدأ معها بينما خادمتها في الخلفية تحرق بؤبؤ عينيها من شدة شعورها بالغباء وعدم الفهم.
أما عند رنا فكانت تبكي كما لم تفعل من قبل.
إحساس الضياع والنهاية المأساويه يكتنفها حتى كادت تختنق.
هي بالفعل كادت تختنق من شدة الأختناق وضيق الصدر، أكثر الأمور رعباً هو أنك تواجه المجهول.
لا تعلم حتى ماذا ينتظرك كي تستعد له ولو نفسياً.
وبينما هي على تلك الحالة من الشعور بالبؤس و الضياع تقدمت منها سوتي تجلس لجوارها وتربط على كتفها مردده بتعاطف واضح:
– أمازلتي على تلك الحالة؟ أعتقدت أن مايحدث معك سيغير من تفكيرك ونظرتك للأمور .
لم تهتم رنا لكلامها واستمرت في البكاء، زمت سوتي شفيتها من غباء تلك الفتاة وأكملت:
– البكاء لن يفيدك يا فتاة، الأفضل هو أن تحاولي إيجاد مخرج لما أنتي عليه .
لكن رنا لم تهتم أيضاً وظلت على بكائها فتنهدت سوتي و وقفت لتغادر قائلة:
-حسناً، أبقي هنا وأبكي حتى تموتي لكن أرجوكي أبقي بصمت فصوتك يزعجنا ويؤرق نومنا .
همت سوتي أن تغادر لكن يد رنا منعتها فقد رفعت رأسها تنظر لسوتي التي أبتسمت تقول:
-جيد إذاً، لقد فوقتي اخيراً، عليكي الأعتراف إن البكاء لن يجلب لكي سوى المزيد من العقاب.
أستمعت لها رنا بصمت ثم سألت:
-كيف وأنا أشعر أني بكابوس لا ينتهي ولا يمكنني الإستيقاظ منه… لقد غدر بي زميلاتي .. إنها قصه طويله ربما لن تتفهميها.
-لما؟ كلنا قد جُلبنا بتلك الطريقة أو طرق مشابهه، كنا أحرار مثلك وقادتنا الأقدار لهنا.
تنهدت رنا وقالت بأسى:
-لكن انتن لستم مثلي أبداً
ضحكت سوتي ساخرة وقالت:
-في هذه معكِ حق، فاي منا لم يهتم لها الملك شخصياً أو يلتفت لها حتى وزير، عكسك تماماً بدايتك كانت عاليه جداً…من رأيي أستغلي الأمر لصالحك
نظرت لها رنا بتخبط وهي تمسح دموعها ثم قالت:
-ماذا تقصدين؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
قطع حديثهم صوت أنكي التي تقدمت تقول:
-هيا ميرورا ..الطبيب بأنتظارك.
-لست ميرورا .. أنا أسمي رنا…رنا
-هل ستعودي للتمرد من جديد..تعقلي.. أنه أمر مولانا ولا يستطيع أي من كان مخالفة أمره..نصيحة لكي كوني مطيعه فهذا هو الأفضل لك.
-أنا لا أقبل بأن يتحكم أحد في مصيري.. أنا حره هل تسلبون الأنسان أبسط حقوقهم.. على الأقل أتركوا لي أسمي الذي سمتني به أمي.
-أنه أمر الملك…غبية ربما لا تعرفين معنى ومكانة هذا الإسم…هيا تحركي..هياااا.
نظرت رنا لسوتي التي غمزت لها بأن تسير مع أنكي وتنفذ مايقال لها على الأقل الآن.
لم تجد رنا حل أمامها سوى أن تفعل فالرفض لم يجلب لها سوى التعب، هي بالفعل بحاجه للذهاب إلى الطبيب.
خرجت مع أنكي خطوات وهي للتو بدأت تنتبه على معالم الحرملك وتصميم غرفه وحجراته، أنها مصنوعة من الحجر والذهب ، الفخامة والمهابة هي عنوانها الأساسي والفرش من حرير ، الفتيات يلبسن أيضاً من الحرير زي موحد باللون الأخضر لا تعرف لما اللون هذا تحديداً، نظرت على ثيابها لترى أنها ترتدي مثلهن.
تأففت بغيظ كظمته بنجاح على الأقل حالياً وأنتقلت لغرفة الطبيب الذي وقف لها بأحترام استرعى أنتبه أنكي وقال:
-اهلاً ميرورا..تفضلي من هنا.
لاحظت رنا تيبس وجه أنكي وانفعالها مع تصرف الطبيب، يبدو أن هنالك أمور لا تعرفها ولا تريد حتى أن تعرفها.
تقدمت بصمت تام دون الأعتراض على الأسم الذي ناداها به تخضع للفحص بصمت تام.
تنظر حولها بأستغراب، فغرفة الطبيب مغايرة لكل غرف القصر أو التي دلفت لها على الأقل.
غرفة الطبيب كانت مجهزة بكافة الأجهزة الطبيه الحديثه وكذلك جهاز لوحي حديث ، تسأل كيف يعمل ولا توجد هنا أي شبكة إتصال كما قالت سوتي.
ربما عليها دراسة المكان أن كانت تريد الهرب، هنا تردد في أذنها حديث سوتي، ربما عليها الهدوء قليلاً والتوقف عن البكاء والصراخ الذي لن يفيدها وربما لن يجلب لها سوى الأنتباه وغضب كل من حولها وربما السجن كما حدث وهي الآن حالتها الصحية ليست بأفضل حال مطلقاً ، تحتاج للعناية والدواء.
هنا توصلت للقرار وأن الصمت والهدوء هما عنوان الأيام القادمة لها هنا بتلك المدينة إلى أن يأذن الله بالحل .
________________________
مر الوقت على زيدان وهو على جلسته وقد عاد الهم لرأسه من جديد.
إستفاق منه بعد فترة على صوت رسالة من صديقة صالح ففتحها ليجده يقول”صباحية مباركه ياحبيب أخوووووك”
سحب نفس عميق و وقف من مكانه ثم تذكر أنها قد تأخرت داخل المطبخ فقرر أن يذهب ليرى لما.
لكنه توقف بتردد، لا يعلم هل يذهب لعندها أما يتركها وراحتها.
هز رأسه بإرتباك، الأفكار تقذفه يميناً ويساراً، فكرة تطلب منه أن يدلف لعندها وأن يتعامل طبيعي، ولما لا يجعلها تعتاده وفكرة أخرى تذكره بوضعهما و بصلة شقيقه بها.
غلبته أفكاره و قرر أن يذهب لعندها فتقدم حتى وصل للمطبخ يناديها :
-حورية.
أنتفتضت لحظتها فسقط الكأس من يدها وتهشم متناثراً لشظايا على الأرض.
أتسعت عيناه مما حدث وهي أسرعت تميل على الأرض كي تلملم الشظايا و تنظفها فهرول يلحقها قائلاً:
-أستني هتعوري نفسك.
همست بقلق:
-ماعلش أنا أسفه ما أخدتش بالي.
تطلع لها ثم عاد يلملم هو الشظايا بينما يردد بحزن:
-كل ده عشان ناديت عليكي؟!
صمتت ولم تجد، لحظتها تردد في عقله كلمات محمود التي بصقها في أذنه منذ قليل فسألها :
-حورية….. أنتي بتخافي مني؟؟
توقفت عن لم شظايا الزجاج وتطلعت له بفم مخروس لا تعلم بما تجيبه.
أسبل جفناه بأسى ثم سأل:
-ليه يا بنت الناس هو أنا عمري جيت ناحيتك أنتي أو أي حد
-لأ بس..
-بس إيه قولي….
وقفت عن الأرض تحاول رص الكلمات بجوار بعضها كي تعطي أي جمله مفيدة، لكن محاولتها الواضحة تلك زادت من حزنه على نفسه فأشار لها مردداً:
-خلاص يا حورية…ماتحاوليش تذوقي الكلام، واضح إن المشكلة من عندي، يمكن ربنا مش حاطت في وشي القبول.
-لأ ماتقولش كده أنا بس..
قاطعها وهو يرفع كف يده أمامها فتوقفت ثم قال:
-خلاص يا حورية… أنا مش زعلان..كل واحد بياخد نصيبه…يالا عشان تاكلي.
ثم ألتف وحمل صينيه الطعام التي جهزتها وخرج بها وهي تبعته بتردد.
وضع الصينيه على طاولة السفره ثم قال:
-يالا تعالي كلي.
-حاضر…بس..ماتزعلش مني أنا ماكنتش أقصد و.
لم يترك لها الفرصة، لقد أكتفى حقاً وكل ما يحدث كثير عليه فقال:
-لأ مازعلتش ..عادي .. كلي يالا.
حاول أن يأكل أمامها رغم فقدان شهيته بعد ما حدث، لكن هيبته منعته وقبلها كرامته، أبى أن يظهر بمظهر الضعيف فهل سيصبح غير مقبول وضعيف الآثنان معاً كثير عليه.
فزيدان كان يعلم بما يقال عنه وعن رفض الفتيات له، ربما رأي حورية كان بمثابة الضغط على دمل كبير وقد آلمه كثيراً.
ومع معرفته بكل ما يحدث مسبقاً لم يفكر يوم في محاولة تغيير تلك الفكرة المأخوذة عنه يردد على مسامع صديقه جملة واحدة ”تسلم العين إلي تخوف” كان يقولها بصوت رجولي مهيب غليظ يفتخر فيه بالهالة المصنوعة حوله حتى لو طفشت منه الفتيات.
لن يلهث خلفهن ولن يفقد الشيء الوحيد الذي تبقى له وهو هيبته، وإلا سيصبح غير مرغوب ضعيف في نفس الوقت والإثنان مع بعض في رجل كارثه.
لذا حاول التظاهر بالامبالاة و القوى وهو في قرارة نفسه يعلم أن رأي حورية فيه كان له أثر قوي.
ترك الطعام وشرد مفكراً في تلك الكارثة الجديدة….لما رأي حورية على وجه الخصوص كان له الأثر الأبلغ فيه.
ولاحظت حورية شروده و توقفه عن الطعام بصوت واهن واضح فيه تأنب ضميرها:
-زيدان.
تتطلع لها منتبهاً يسأل هل هذه هي أول مره تناديه بأسمه أم ماذا؟ ولما أنتبهت لها كل حواسه بتلك الطريقة.
عض بواطن فمه من الداخل يلجمها بينما عيناه تطلع لها تسأل نفس السؤال من جديد لما رأي حورية بالذات ؟
ولما تأخر رده ومع تطلعه لها بعيناه الثاقبة و شروده في وجهها عادت تناديه من جديد:
-زيدان…مش بتاكل ليه؟
رمش بعيناه مستدركاً ثم حاول لملمت شتات عقله فوقف عن كرسيه وقال:
-مش عارف ممكن من قلة النوم… أنا هدخل أنام أحسن.
وقفت هي الأخري تردد:
-أنت زعلت مني مش كده…على فكرة أنا ماكنتش اقصد إلي فهمته بس أنت كده ليك… يعني ليك طله وهيبه فأنا بحس..
-بتحسي ايه؟ قولي.
صمتت وعجزت عن الوصف فقال:
-على فكرة أنا مش وحش ولا باكل بني أدمين ومش عارف ليه الصورة دي متاخدة عني.. أنتي شوفتيني مره اذيت حد
-لأ.
-أمال في ايه بقا؟
صمت وعيناه ترغمه على النظر لمنحنياتها الرائعه وجمالها النادر، رغماً عنه مجبور..للجمال سطوة غير عادية وهكذا خلق الله آدم يحب جمال الآنثى ويرضخ له، وحورية كانت ذات جمال رباني وحسن نوراني يذهبا عقل أي أنسي.
ولا يعلم لما أراد أن يختبر شئ ما لحظتها فقال:
-على فكرة… محمود كلمني.
كان ينظر لها بترقب وتدقيق، حريص على ملاحظة صدى الخبر عليها، ولا يعلم لما شقت صدره بعض السعادة حين تجهم وجهها وقالت:
-والله…تمام.
رفع إحدى حاجبيه باستغراب من ردها وزاد وهو يراها تلتف لتجمع أطباق الطعام على الصينيه تستعد لأن تدخلها المطبخ فسأل:
-مش هتسأليني قال إيه؟ أو كان عايز أيه؟ وإلي حصل وصله ولا لأ ورد فعله إيه؟
نظرت له ببرود حقيقي ثم قالت:
– لأ…دي حاجة ماتخصنيش.
-إزاي؟
وضعت الصينيه من جديد على سطح الطاولة ثم قالت:
-هو إيه إلي أزاي؟ ده واحد سابني بفستان الفرح قدام القاعه ومافكرش فيا ولا في فضيحتي … تفتكر هيهمني عرف ولا لأ؟
ثم اخذت الصينيه من جديد ودلفت بها على المطبخ.
المريب في الموضوع وما أثار خوف زيدان هو ملاحظته لتلك الراحة التي أكتنفته بعدما أستمع لردها، لقد ضبط نفسه متلبساً وهو يسحب نفس عميق مرتاح.
صدم قليلاً و ولج لغرفة الأطفال سريعاً يلقي بنفسه على الفراش يحاول النوم كي يتهرب من مواجهة نفسه.
لكن عبثاً فقد أستغرق في النوم وعلى شفتيه إبتسامة سعيده.
___________________________
جلس على عرشة يتصنع القراءة في بعض الأوراق الخاصة بشؤن الديوان يمثل الإنشغال وعدم الإهتمام بحديث الطبيب الذي أخذ يردد:
-صحتها ليست بالجيدة لكن مع الأدوية ونظام غذائي جيد ربما ستصبح بخير ، لكن هي قوتها الجسمانية ليست بالجيدة من الأساس سيدي
زم راموس شفتيه يتصنع الترفع وقال:
-همم.. جيد..قدم لها المطلوب… يمكنك أن تغادر الآن
انحنى الطبيب ثم قال:
-أمرك سيدي.
ثم تحرك يترك المكان ودلفت من بعده أنچا تنحني باحترام:
-مولاي
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أبتسم لها مردداً:
-تعالي أنچا.
تقدمت لعنده فقال:
-الملكة ديولا على وشك الوصول للمملكة أرجو أن تشرفي على مراسم إستقبالاها.
ابتسمت أنچا ثم قالت:
-رائع جداً مولاي ، مر وقت لم تأتي فيه الملكة لعندنا، أظن أنه توقيت مناسب .
-نعم أنچا لقد سعدت كثيراً بذلك الخبر، أشتقت لها كثيراً… أريد منكم تحضير حفل كبير ورائع فأنتي تعرفين ديولا تهوى الموسيقى والرقص.
– أعلم مولاي.
صمتت قليلاً تتطلع على ملامح وجهه بتدقيق ثم قالت بخبث:
-لقد أرهق مولاي اليوم كثيراً وتأخر الوقت، أرى أن يسمح لي مولاي بتحضير ليله رائعه تنسيه تعب اليوم.
صمت راموس وعينه لم ترتفع من على الأوراق لكنه أغمض عيناه بقوه كأنه يكافح إحساس قوي هاجمه ثم سحب نفس عميق ، رفع وجهه ينظر لأنچا وقال بصوت بدى وكأنه يتحدى ذلك الإحساس حين قال:
-موافق.
أتسعت عينا أنچا بتفاجئ لكنها حنت رأسها وقالت :
-أمر مولاي.
ثم تحركت مغادرة على الفور بينما راموس يتنهد بتعب وحاول بعدها التركيز فيما بين يديه.
في الحرملك
جلست سوتي بجوار رنا تعطيها الدواء الذي تناولته رنا بهدوء وأخذت بعده الماء فقالت سوتي:
– عارفه يا رنا.. أنتي جميله جداً.
نظرت لها رنا مبتسمه ثم قالت:
-شكراً وأنتي كمان.
زمت سوتي شفيتها بإمتنان لتلك المجاملة ثم قالت:
-ليس بمقدار جمالك وليس لكونك بيضاء البشرة الأمر يفوق ذلك، جمالك بالفعل رائع يا رنا، خسارة أن يضيع في الخدمة بغرف الحرملك…لا أعلم لما تستغلي الفرص، الملك راموس بجلال قدره مهتم لأجلك.
زجرتها رنا بعينها وقالت:
– وأنتي بتتكلمي معايا كلميني مصري.
شهقت سوتي بخوف وقالت:
-رنا… خدي بالك و بلاش تاني تقولي أنك مصريه لو عايزه تعيشي هنا من غير بهدلة.
-نعم؟ شكلك جرى لمخك حاجة ماقولش ليه؟
-اسمعي نصيحتي أنا خايفه عليكي خلي أيامك هنا تعدي على خير.
-ده على أساس اني هفضل هنا.. أسمعي يا سوتي أنا يا هنجح في إني أهرب من هنا أو هموت وأنا بهرب بردو…ريحي نفسك.
نظرت سوتي أرضاً وقالت:
– وليه كل البهدله دي لما ممكن تهربي بيخت فخم عليه حراسة ليكي.
انتبهت لها رنا تسأ بلهفة:
-إزاي.. أيدي على كتفك.
-مش على كتفي أنا…على كتف الملك راموس.. سبيه يقرب منك ويطمن لك ساعتها كل حاجه هتتغير والمهمة المستحيلة هتبقى سهله وممكنه.
-لكن ده عايز يحولني لجارية.. يعني عبدة ويغير أسمي و…
قاطعتها سوتي تردد:
-وعندك ده هيمنع أنك جارية… جدودك المصريين ماسبوش موقف ماقالوش عنه مثل وفي مثل عندكم بيقول ”لما تبقى الريح عاليه طاطي لها” ومثل تاني بيقول ” لو ليك حاجه عند الكلب قوله يا سيدي” ومثل تالت بيقول” اتمسكن لحد ما تتمكن” أمال لو ماكنتيش مصرية هو أنا إلي هقولك.
صمتت رنا مفكرة في حديث سوتي فالتمرد والعناد لم يجلب لها سوى السجن والمرض.
وبعد فترة وقفت فقالت سوتي:
-رايحه فين؟
-هقابل الملك.
____________________________
في القاهرة.. مساءً
خرج زيدان من غرفته يتمطأ بتعب يشعر أن كل عظام ظهره ممزقه ينظر على الشقه بأستغراب يسأل أين هو؟
أخذ الأمر منه أكثر من ثانية حتى أستوعب الوضع الجديد، لا يعلم لما تسلل له ذلك الشعور بالألفه و الراحله هو يرى أنوار الشقة كلها مطفئة هادئة لا ينيرها إلا الضوء الصادر عن التلفاز وأمامه على الأريكة آلتي أختار كل تفاصيلها بنفسه تجلس فتاة في قمة الحسن والروعة يجد نفسه كلما نظر لها يردد بهمس” بسم الله ماشاء الله ”
تتسلل تلك الهمسة بإحساس خبيث لأذن تلك الحورية ثم لصدرها ومنها لشفتيها تجعلها تبتسم رغماً عنها وتداري إبتسامتها تتصنع أنها لم تسمع ما قال وتسأل نفسها أكلما رآها سيردد نفس الجمله؟ لكنه شعور رائع على الإطلاق هي تقر بذلك.
بما أنها تصنعت عدم السمع ستتصنع عدم ملاحظتها له فتقدم منها يقول:
-أنتي صاحية ؟
رفعت أنظارها له ثم قالت
-أيوة، مش جايلي نوم
-عشان مغيرة مكانك بس.
تقدم يجلس لجوراها على نفس الأريكة يسأل:
-هممك بتتفرجي على إيه؟
-بحب سعاد حسني قوي.
– ومين مايحبش سعاد حسني.
إلتفت تنظر له مبتسمه، على ما يبدو أنه رائع،عصفور كان يخسر منها كلما رأها تشاهد فيلم عربي وقديم أيضاً على عكس زيدان الذي جلس يشاركها الرأي و الإهتمامات فقالت:
-حلوة مش كده؟
– أيوة، مافيش حد زيها، جمالها فريد، زيك كده.
أتسعت عيناها منبهره من حديثه فاكمل مسحور من قربها:
-أنتي حلوة قوي يا حورية…….
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تقدمت بخطى سريعه تخرج من غرفة الفتيات في الحرملك، وقفت محتارة، لم تحفظ طرق ودهاليز القصر بعد.
تقدم منها أحد الرجال يلبس زي ليس برجالي ولا نسائي خليط بين هذا وذاك حتى صوته لم يكن خشن كفايه حين قال:
-هااااي.. أنتي لما تقفين هكذا؟ كيف خرجتي من الأساس؟
-أريد مقابلة الملك.
نظر لها وضحك ساخراً ثم قال:
-هههههاااي.. وقررتي ذلك وحدك وتعتقدين إنه مباح وبالإمكان؟! ياليكي من مسكينه… بالتأكيد أنتي حديثة العهد هنا .
نظر لها نظرة شمولية ثم قال:
-همممم دعيني أخمن من أين أنتي، دول شمال شرق أسيا أم أمريكا وكندا، أم اوروبا لكنها بعيدة عن حدود مملكتنا…عامة ليكن بمعلومك جمالك هذا ولون بشرتك لا يشفع لك، كوني مهذبة و مطيعه وأعرفي القوانين، القصر هنا له قواعد لا تكسر خصوصاً الحرملك.
أقترب منها هامساً:
-فهو تحت إمرة السيدة أنچا وهي سيدة حادة الطباع مزاجيه، قريبه جداً من الملك تقريباً لا يرفض لها طلب ولها سيادة واسعه المجال.
ثم أبتعد عنها وكأنه قد أنتبه للتو على حاله وهتف:
– ماذا تقولين أنتي..كفي عن الثرثرة هيا تحركي…هيا.
وقفت مبهوته تنظر له بإستغراب وردت:
-أنت من كان يتحدث وليس أنا.
-هااي أنتي..كفي عن الثرثرة قولت لكي وتحركي أمامي للداخل يبدو أنكي بحاجه إلى تعليم وتهذيب وإصلاح.
زمجرت رنا برفض وقالت:
-لكني أريد مقابلة الملك والآن.
أحتدم النقاش بينهما فتقدمت سوتي تنتشلها من هذا الصراع وتسحبها معها بينما تردد:
-معذرة منك يا “جوتشا” الفتاة مستجدة هنا ولا تعلم القوانين.
-علميها إذا وأنصحيها أن تكون مهذبة هاااا…هيا تحركا من أمامي.
صرخ فيهم فترحت سوتي تجر رنا معها مرددة:
-تعاالي هنا.. أنتي فاكرها سايبه.. عايزه أشوف الملك يبقى هتشوفيه.
صمتت ثواني تحاول أن تفهم رنا حيث قالت:
-رنا حاولي تفهمي وتستوعبي أنك بتتعاملي مع ملك، ملك بجد بحق وحقيقي من إلي بتشوفيهم في مقابلات الريس بتاعكم ده مش شيخ الحاره عندكم ولا العمدة، ده حتى دول بيبقى لازم معاد سابق.. أهدي وأعقلي.
نظرت رنا أرضاً وقالت بنبرة ملئها اليأس:
-طب أعمل ايه مش قولتي الحل عنده.
– أيوه قولت تقربي منه وتتكلمي معاه بس أكيد مش بمزاجك و على هواكي كده.
تنهدت سوتي وقالت متحسرة:
-هقول إيه.. ماكنتي في أوضته وبسريرة شخصياً ودي حاجه عمرها ما حصلت، مافيش جاريه بيطلع عليها صبح عنده.
شهقت رنا تردد بخوف:
-ايه بيقتلهم؟
-بيقتلهم إيه أنتي كمان، هو بس بيزهق منهم فبيطردهم إلا أنتي بس هقول إيه… أنتي تيجي دلوقتي جوا ونبقي هادية و عاقلة أحسن.
سحبت رنا معها للداخل وهي مستمره في الحديث و النصيحه:
-لازم تتعلمي تهدي وتطولي بالك..الصبر بيهد جبال مش انتو إلي بتقولوا كده بردو.
ساعدتها كي تجلس مكملة حديثها :
-مشكلتك يا رنا هي أنك نمرودة وعنيدة ومستعجله على كل حاجه وهنا في القصر الحياة صعبه محتاجه الصبر والحكمة وطولت البال وإلا هتبقي صيد سهل لأصغر خادم هنا، عشان كده اقعدي واهدي.
لم تعجب رنا بالحديث وقالت:
-هو أنا لسه هستنى، بقولك عايزة أرجع مصر.
-ششششش..وطي صوتك.
تلفتت سوتي يمينا و يساراً ثم قالت:
-رنا أنتي بجد من كل عقلك مفكرة أنك ممكن ترجعي بلدك خلال أيام؟
-نعم؟ أمال إيه طب أسبوع مثلاً؟
-أسبوع؟ أنتي بجد حالتك صعبه… أنا لازم أقوم دلوقتي وزي ما نصحتك كوني عاقلة وأستني الفرصه بلاش تهور..تمام؟
هزت رأسها بصمت فيما غادرت سوتي لتباشر باقي أعمالها متأكدة أن رنا تعلمت الدرس أخيراً.
جلست رنا تفكر في حديث سوتي ربما من الأفضل أن تتحلى بالصبر وإن لم يكن بينهما عمار فلتحاول على الأقل أن تتعلمه…..نعم يجب أن تفعل.
بعد عدة دقائق
-سيبني بقولك… بلغ الملك إني عايزة أقابله.
كان هذا صوت رنا تقف محتجزة عند باب غرفة الملك وقد منعها الحجاب من الدخول بالقوة وقال أحدهم:
– الدخول للملك لا يحدث إلا بأذن منه.
-أخبره إذا أنني أريد الحديث معه.
-لا يمكن … لا أستطيع الملك الآن في حفل خاص به..تلك هي القوانين ..عودي لمهج الحريم أفضل لكي.
ثم نادى بأعلى صوته:
-أنكي…أنكي.. تعالي خذيها من هنا.
تقدمت أنكي سريعاً ومعها بعض الفتيات يرتدين ملابس مزرقشه جميلة وملفته، شعرهم مصفف بعناية ورائحتم فواحة، ينظرن على رنا بإستعلاء وشماته، بالطبع وصل لمسامعهم حكاية الفتاة البيضاء التي أظهر الملك إهتمام ناحيتها لكنه لفظها الآن وهن من سيدخلن لعنده… كل واحدة منهن كانت تفكر أنها بالتأكيد ستحظى بلفت نظر الملك مستخدمة حسنها وغنجها علاوة على الأدب والعلام فهي ليست متمردة كتلك البيضاء التي لم تنحني للملك وأظهرت عدم تأدبها وتصرفت بطيش..على عكس كل واحدة منهن.
وتقدمت انكي تقول بغضب منها:
– كيف أتيتي لهنا؟وكيف خرجتي من الحرملك دون إذن حتى؟
-أريد مقابلة الملك.
-ماذا؟ هل جننتي ؟ من كل عقلك تعتقدين أنه يمكنك رؤية الملك متى وأينما شئتي… الآن عودي للحرملك حسابك معي طويل.
لكن رنا لم تستمع لحديث انكي وظلت على عنادها الذي زاد مع نظرات التعالي و الإنتصار من الفتيات وقالت:
-لن أتحرك من هنا، اخبري الملك إني أريد رؤيته بتالتأكيد سيوافق.
نظرت لها أنكي بضيق ثم أشارت للحاجب برأسها، هز رأسه لها وكأنه فهم عليها ودق باب غرفة الملك ثم دلف واغلقه خلفه.
وظلت حرب النظرات بين رنا وأنكي والفتيات مستمرة، رنا بقرارة نفسها كانت تشعر بالأنتصار حتى قبل خروج الحاجب، كانت على يقين أنه سيسمح لها بالدخول.
وبتلك اللحظة فتح الباب وخرج الحاجب ليظهر الملك راموس ولجواره أنچا وقد استوى في مقعده يجلس وهو ينظر لرنا بطرف عينه بأنتصار، كأنه إنتصار على تمردها بعينه لمعة سعادة أنها قد جاءت هي إليه الآن وهو من رفضها.
وقال الحاجب:
-رفض الملك دخولك .
ثم نظر للجواري وقال:
-أنتن..أدخلن هيا.
بهت وجه رنا ونظرت على راموس الذي أبتسم بظفر ثم اشاح عيناه عنها بإستكبار .
وتقدمت الجواري يخبطن كتف رنا وهن يلجن للداخل كأنهن يتعمدن إهانتها ثم أغلق الباب.
وبقت وحدها أمام الحجاب تحترق من الغيظ و الغضب.
فتحركت بهوجائية تحاه الحرملك وما أن قابلت سوتي حتى صرخت في وجهها:
-أبوكوا لابو إلي جابكوا كلكوا.
تقدمت سوتي بزعر تسأل:
-ايه ده أنتي كنتي فين وعملتي إيه ؟
ارتمت رنا تجلس بغيظ مرددة:
-أنا يبصلي في نن عيني ويرفض يدخلني.. إبن الكلاااب.
أتسعت عينا سوتي هي تضرب جبهتها مرددة:
-هما دوا العقل و الحكمه إلي وصيتك بيهم، إيه إلي وداكي لهناك، أنتي تقريباً لسه محتاجه تستوعبي أنك قدام ملك…ملك.. أنتي بجد حالة ميؤس منها.. أنا مش هتعب نفسي معاكي تاني.
ثم غادرت سوتي وهي تهز رأسها بيأس من تلك الفتاة.
___________________________
في القاهرة
أتسعت عينا حورية ولمعت عيناها من كلماته التي وصفها بها للتو، بقدر بساطتها كانت تراها غزل صريح ، بل شديد الوضوع، زيدان يبدي إنعجابه بجمالها.
أنه لمن العجائب، زيدان بالنسبة لحورية شخصية غامضة…من الخيال… أحياناً تحتار في أمره ولا تعرف له مالكة…فهل إنعجب بها هي خصيصاً أم أنه من السهل أن يعجب بالفتيات وهناك الكثيرات قد أعجب بهن لكن لم ترضى ولا واحدة منهن به كما تسمع.
كانت تتطلع له بعينها التي أتسعت من المفاجاة وطغى عليها بريق لامع يأسر القلوب تسأل نفسها لأول مرة ذاك السؤال “ليه البنات بترفضه؟”
شهقت بهمس…تباً …لقد تفوهت بما دار بخلدها، بدى ذلك وأستدركت ما فعلت حين تغيرت ملامح وجهه.
تغضنت زوايا فمه بإبتسامة يشوبها الحزن فقالت مسرعه:
-أنا أسفه أنا …
قاطعها مردداً بصوت هادئ:
-بيخافوا
-بيخافوا؟! يخافوا من إيه؟
ضحك ضحكة وضح الألم فيها وقال:
-مني
-ويخافوا منك ليه؟ هو أنت عملت حاجه لحد؟
نظر لها مطولاً، نفسه تتسرسب داخلها شعور بالتمني، يتمنى لو تقترب منه، إقتراب أرواح…أزواج.
زيدان تحكمت فيه نفسه البشرية…. زيدان يريد إقتناصها له.
حركته غريزة الإنسان في إيثار نفسه وقال بترقب:
– وهو أنا كنت عملت لك حاجة؟ بس بتخافي مني؟ المفروض أنا إلي أستغرب سؤالك.
إرتكبت وهي توبخ نفسها ثم قالت بعدما عادت تطالعه:
-على فكرة أنا سألتك عشان مستغربه، إنت مش وحش و.
إنبلجت إبتسامة فرحة متفاجئ على وجهه وقد تهللت أساريره وسأل:
-و إيه يا حورية؟
كان يحدثها يحسها على مواصلة الحديث الذي دغدغ قلبه وهلل حواسه، كأنه يريد أن يسمع منها كلام محدد… زيدان يهفو لأي كلمة غزل ..و وصفها له (مش وحش) قد يراها البعض أقل من عادية لكن بالنسبة له لأنها زيدان ولأنها لم تصدر من أي فتاه والسلام بل صدرت من حورية فهي ليست بعادية إطلاقاً.
وحورية لا ترحم ولا تترك رحمة الله تهبط عليه بل تحدثت تقول:
– و وسيم و قمور قوي من قريب.
هناك رعشه تملكته، زلزلته كلياً، يااااه… هنالك فتاة تتغزل فيه وليست أي فتاه.
هل هو يحلم؟ أم مات ودخل جنه وقابل فيها إحدى حوريات العين.
نعم بالطبع فتلك القريبة منه يفصله عنها إنشات بسيطه يتضح منها مدى حسنها روعة خلقها وملامحها ليست من بني البشر بالتأكيد.
من المؤكد أنها حورية من الجنه، إسم على مسمى.
إرتبكت وهي تلاحظ مظاهر التفاجئ والصدمه التي تكونت على ملامحه ، بللت شفتيها وقالت بتلجلج:
-أنا… أنا هروح أعمل لنا فشار.
نظر لها بتمعن كأنه يفضح تهربا، لايريد للموقف إن ينتهي الآن ولا هكذا بالهرب، يريد الإستمرار ربما يأخذهما الحديث إلى نقطة جيدة جداً فمن كان يتوقع أن تبدي حورية إنعجابها به بعدما ظن أنه حالة ميؤس منها فقال :
-أقعدي يا حورية أنا مش عايز فشار… اقعدي خلينا نكمل كلام.
زاد الإرتباك داخلها، حتى شعوره بإرتباكها أسعده، هذا يدل أنه ذو تأثير عليها، تخجل وتنحرج منه.
أنه لشعور رائع لأول مرة يجربه، بتلك اللحظة ود لو…. لكنه توقف عن التمني يسأل من الأساس هل من حقه أن يأخذها في أحضانه لو ود ذلك؟
عاد ينظر لها يردد أنه ولما لا أليست زوجته الآن.
إلتمعت عيناه وقد تشبع ذلك الأحساس داخله وأخذ يعتاده يقررها داخله حوريه زوجته…زوجته هو.
كانت لحظة مضيئة لحظة توقفت ساعته عندها وكأنه أقر شئ داخله.
مد يده يقبض على يدها فأرتجفت تحت قبضه ونظرت له بإرتباك وخجل فزادت فرحته من بيان شدة تأثيره عليها والذي عاود له بعض من ثقته التي وئدت مع الرفض المستمر .
أنشرح صدره وهو يبتسم مردداً بإصرار:
-أقعدي يا حورية جنبي
لكنها آثرت على الفرار تقول متحججة:
-لأ أنا…. أه…هعمل عصير واجي.
ثم هرولت للمطبخ سريعاً تختفي من أمامه وتركته.
تركته يتمدد على الأريكة ثم يرتمي عليه وهو يتنهد بصدمة مما يشعر به الآن…لا يصدق أنه يعيش تلك الحالة وتلك المشاعر ….هو؟ أيعقل!!
أنتبه يجلس معتدلاً على الأريكة بعدما أستمع لصوت هاتفه يدق.
نظر للشاشة ثم اغمض عيناه بضيق، يبدو أن محمود لن يتوقف.
لكن تلك المره جمد زيدان قلبه، لن يجيب، هو ليس لعبه بين يديه أو “سليوة” سيتسلى بها.
وربما يجب على محمود أن يعلم ذلك منذ الآن.
هنا أنتبه زيدان على شئ مهم….على نفسه.. وكأنه قرر شئ ما بينه وبين حاله حتى لو لم يحسم الأمر بعقله.
لمعت عيناه…تباً له متى إتخذ هكذا قرار..هل كلام محمود صحيح؟ خل حليّت حوريه بعيناه وطمع فيها لنفسه؟
وقبلما يحسم نتيجة السؤال مع نفسه ويواجهها وردت إليه رسالة صوتيه على الواتساب من محمود ففتحها على الفور ليتفاجئ بصوت محمود يردد بفحيح:(لو مفكرني هسيبك تتهنى تبقي عبيط… عليا وعلى أعدائي وأنت إلي بدأت بالغدر يا اخويا يا شيقيقي يا أبن أمي وأبويا، مفكر إني هسكت وأحط أيدي على خدي زي الولاي واسيبك تتهنى بيها يبقى ده بعدك، ده انا هشتغلك في الأرزق وهتشوف ومن غير سلااام)
انتهت الرسالة وأصاب العضب زيدان، على ما يبدو أن محمود قد نجح فيما يريد.
وقف زيدان من على الأريكه بغضب وذهب باتجاه المطبخ لحورية ووجهه لا يبشر بالخير مطلقاً.
_________________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أستمرت المعازف تدق والجواري ترقص من حوله يتمايلن عليه بغنج سافر مستفز لرجولة أي شخص، لكنه لحظة معهن ينظر لهن ودقيقة يشرد في تلك المتمردة.
وبداخله شعور بالتلذذ لأنها جائته تطلب لقياه، ربما بتلك الحركة أرضت غروره نوعاً ما مما سيسمح له بأن يبدأ من جديد خصوصاً وأنه يهفو لرؤيتها.
لكن عاد يرفع رأسه بشموخ وعيناه تلمع يفكر أن الأمر ليس بتلك السهولة ربما عليه ملاعبتها وإتعابها كما فعلت معه، يعتقد أنه قد حان دوره أخيراً.
كل ذلك يدور في عقله بصمت تام فقط عيناه شارده تلمع لكن أنچا داهيه من دواهي الزمن ولا يخفى عليها خافيه، هي تعلم راموس جيداً، لقد كان صديق الطفوله والصبا والشباب حتى الآن.
زمت شفتيها بضيق، يبدو أن تلك البيضاء مسيطرة على عقله وتفكيره، حتى وهي بعيده لها سلطان عليه.
لا تنخدع أنچا بالمظاهر، راموس جسده هنا فقط بينما عقله هناك في أحد زوايا الحرملك.
لقد تنملت قدميها وآلمها ظهرها، هي تقف من ساعتين تقريباً والملك للآن لم يأمر بانتهاء الحفل ولم ينتقي واحده من الجواري لقضاء ليللته معها.
نظرت له عدت مرات، إيحاء يوصل له سأمها فمهما كانت صلتها به لا يمكنها الأعتراض شفاهة بوضوح.
وبالطبع لاحظ راموس تململها ونظراتها المجهدة، لقد أشرف الليل على الأنقضاء ولم يبقى على الفجر سوى ساعات، يسأل لما لم يصب بالملل ككل مره.
والإجابة كانت واضحه…. لأنه قضى الوقت شارد فيها.
ربما تلك الحقيقة لم تكن حلوة ولم تكن مرة، كانت مزيج بين ذلك، فليس من السهل أبداً على رجل أن يلاحظ تحكم فتاة في مزاجه وعقله بتلك الطريقة ويفرح مطلقاً خصوصاً لو كان هذا الرجل ملك، يقع تحت حكمه وأمره سعب كامل وجزر ذات ثروات طائلة…راموس بالأساس حتى لو لم يكن ملك فهو رجل مهيب شديد الطباع حاد المزاج وجاءت رنا في لحظة قلبت كل الموازين.
رنا…..رنا………. ردد أسمها مع نفسه بإنسجام إسمها جميل ولذيذ مثلها حتى لو لم يعرف معناه.
أنتبه مجدداً على تململ أنچا ونظر جانيه يلاحظ إرهاق العازفين.
تنهد بسأم ثم لوح بيده، بإشاره منه توقفت الموسيقى، وبأخرى أشار على إحدى الجواري.
كانت أحلاهم وأحسنهم…لن يخرج من تلك الليلة بدون جاريه…لأسباب عديدة.
__________________________
جلست رنا في أحد الأركان على سرير صغير مثلها مثل كل جواري الحرملك تتحسر على حالها ولأين وصلت بعدما كانت مهندسة تنقب عن ثروات الأرض وعلى باب بيتها طابور من الشباب يخبطون ودها وهي تتأمر ترفض وتقبل، باتت الآن عبده جاريه غير مكفولة الحقوق ولا تعلم ما القادم.
برقت عيناها بالدموع و هي تتذكر والدتها ورددت بحسره:
-ياريتني كنت سمعت كلامك يا ماما .. ماهو إلي مايسمعش كلام أمه يعيش يندم طول عمره.
إقتربت منها إحدى الفتيات تهمس:
-ماذا تقولين؟
نظرت لها رنا بريبة ثم قالت:
– وما شأنك أنتي.
-لا عليكي .. أنا فقط أشفقت على حالك وجئت لأسأل ما بكي..ربما كل الخطئ على أنا.
شعرت رنا بالحرج وقالت:
-أعتذر منكي ولكن أنا مشوشة قليلاً و…
هزت الفتاة رأسها وقالت:
-أستطيع تفهم الأمر..كلنا كنا كذلك.
نظرت رنا على سوتي وهي تجلس بعيداً مع الفتيات يضحكن ويقهقهن فقالت الفتاة:
-ما اسمك؟
-رنا.
-أنا ماريا..علام تنظرين؟
نظرت ماريا ناحية سوتي ثم قالت:
-أه سوتي… نصيحه لكي خذي حذرك.
-ماذا تقصدين …لقد كانت جيدة معي وتنصحني دوماً.
-سوتي تنصح؟! حسنا هذا يعني إن خلفك مصالح كثيرة يا فتاه.
-أي مصلحة قد تكون خلفي… وأنا قد جردت من كل شئ.
-خذي مني النصيحه، سوتي لا تفعل شيئاً دون مصلحتها أنا قديمة هنا.
شردت رنا تفكر في حديثها مستغربه فما المصلحة التي قد تعود على سوتي من فتاة آسيرة مثلها.
_______________________
في غرفة الملك
أنتهى من الفتاة الحسناء وقام عنها يلف منامه حريره حول خصره و ردد بهدوء:
-غادري.
لم تتحدث الفتاة أو يصدر عنها أي رد فعل هي فقط نفذت الأمر وهو تحرك يرفع أحد الكؤس على فمه يتجرع ما فيه دفعة واحدة.
وما أن فعلت وتأكد راموس من خلو المكان حتى قذف الكأس على الأرض بغضب فتهشم وتناسرت أجزاء.. نادى بأعلى صوته:
-يا حراااس.
فتح الباب ودلف أحدهم متطئطئ الرأس يردد:
-أمرك سيدي.
دار راموس حول نفسه بجنون…اللعنه… أنها تسيطر على تخيلاته.
أشار بيده دليل على الغضب الممتزج بالإزدراء وأمر:
-تلك الفتاة التي أرادت مقابلتي .. أذهب وأحضرها لعندي….الآن.
تحرك الحارس ينفذ الأمر ووقف راموس يحاول أن يأخذ أنفاسه بهدوء وبداخله مغتاظ من ذا الإضطراب الذي أصابه مذ رأها.
كان جسده يسخن ويثلج في نفس اللحظة من توتره وشوقه لرؤيتها ولأنه سيجتمع بها.
في الحرملك.
كان الوقت متأخر لقد أقترب الفجر وكل الفتيات غفت بسابع نومه وكذلك رنا التي تكورت على نفسها من الأرهاق فمنذ وطئت قديمها تلك الأراضي وهي لا تنام ساعه متواصله كل نومها متقطع.
وأخيراً غفت عيناها لكن جاءت أنكي توقظها:
-أنتي… أنتي يا فتاه…هيا أستيقظي..هيا.
لوحت رنا بيدها:
-ششششش..بس يا وليه يا كركوبة انتي… سبيني أنام.
صرخت أنكي:
-هااااي أنتي…بماذا تهزين…هيا أستيقظي الملك يريد.
تقلبت رنا في نومها متمتمة:
-ششش بس بقا بس بقا ده أنتي وليه زنانة… ربنا يولع فيكوا كلكوا .
-قلت لكي هيا أستيقظي.
صرخت أنكي كانت قوية جعلت رنا تستفيق ليست وحدها بل كل الفتيات…بالطبع صرخه مدوية ،الأمر ليس بهين فالملك ينتظر.
أستقامت رنا بأنتباه فقالت أنكي:
-هيا مشطي شعرك هذا وبدلي تلك الثياب.
أشارت بيدها للفتيات فتحركن ناحية رنا وأمرت أنكي:
-غيروا لك الملابس وعطروها..هيا أسرعن فمولانا ينتظر.
بعد دقائق كان راموس في جناحه ينتظر بتوتر حاول التغلب عليه، ربما هذا ما يطلق عليه توتر العشاق ولن يفرق ساعتها أن كان رجل عادي أو ملك هو في النهاية عاشق يقف بصبابه في إنتظار فتاته.
اللقاء معها غير أي لقاء ..لها هاله من البهاء تحيط بها .
لكن توقف عن ولهه و تأمله، فتاته بها شئ جديد في هذا اللقاء…لاحظها بوضوح….تباً أنها تنفذ كل القواعد.
ربما كان هذا ليكن أمر جيد محبب إلى قلبه لو بدر من شخص آخر ، غير رنا التي عرفها …. إن ما تفعله مؤشر غير جيد أو سعيد.
زاد صدى الصوت بداخله (فتاتي متغيره) وهو يراها تتقدم برأس منخفضة .
أقترب منها يطوق للنظر داخل عيناها.. مد أنامله على ذقنها يرفع رأسه له وردد:
-منذ متى وأنتي تحنين رأس لأحد!
كان سؤاله مباشر و واضح فيه من الإستفهام و التهكم الكثير.
وهي بداخلها يتردد صوت سوتي ونصائحها..رنا في أيامها القليلة بالحرملك تعلمت نوعاً ما.
وأقرت إن العند لن يفيد، ربما عليها التلون كالحرباء حتى تصل لمبتغاها.
رفعت عيناها تنظر له بابتسامة كان ينتظرها وحين ظهرت لك تريحه بل زادت حزنه فقال بوضوح:
-طلبتي مقابلتي…ماذا تريدي.
بللت شفتيها وفركت كفيها من شدة التوتر ثم قالت بصوت رفيع:
-كنت أريد الإعتذار منك، لقد تصرفت بحماقه مع نبل وكرم أخلاقك.
ضحك راموس ساخراً وقال:
-منذ متى هذا الأدب؟!
حاولت رنا كظم غيظها والتحلي بالهدوء وقالت:
-منذ راجعت نفسي بما فعلته نظير كل تصرفاتك من خوف وقلق علي.
زاد مقت راموس، فقد تعمد إستفزازها ليختبرها.. ربما أخرجت غضبها وأظهرته لكنها لم تفعل وأستمرت فيما جاءت من أجله وأكملت:
– لقد راعيتني وأنا مريضة كنت حريص علي ومتهم بي حتى أكثر مني، لذا جئت أعتذر منك ولنبدأ صفحة جديدة.
نظر لها نظرة ثاقبه وأنبلجت على شفتيه إبتسامة ماكرة خبيثة، خلع عنه مأزره الحريري لتشهق رنا وهي ترى جوعه العاري إلا من بنطال حريري يسطر عورته، وزعت نظراتها على عرض صدره ضخامة جثته ثم خفضت عيناها أرضاً وقد أحمر وجهها وزاد إرتباكها تحت أنظار راموس الذي أخذ يقترب منها بهدوء مرعب حتى توقف أمامها يتلذذ بتفزز جسدها يقبل عليها خطوة فتعود هي للخلف وأستمرا هكذا حتى تعثرت قدميها بفراشه فوقفت برعب حينها همس راموس :
-أي صفحة جديدة تبدأ من هنا فقط.
أشار بعيناه على فراشه الوثير وأكمل:
-وبعدها يمكننا الحديث..
نظرت رنا للفراش الضخم ثم له وقالت بأعين ضيقه:
-أنت قصدك قلة أدب مش كده؟
هز رأسه إيجاباً وهو يبتسم ببرود و يناظرها بتحدي ينتظر ليرى هل ستنفذ أم لا؟؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تاهت في وقفتها، تشعر بالضياع خصوصاً وهي تلمح تلك البسمة الملتوية بخبث بيّن على جانب ثغره وقتامة عينه المرتكزة عليها تخبرها أنه يكشف كل نواياها والأحسن لها أن تعدل عن تلك الفكرة.
غاب صوتها ولم يسعفها الرد حتى بعدما فتحت فمها عدت مرات تحاول التحدث…والمحصلة صفر.
فتحدث هو بكياسة:
-من تظنين نفسك يا صغيرة؟ هااا؟ ومن تظنيني؟ أنظري لي…. أنا راموس…ملك جزر الذهب وما حولها.
رفع رأسه وأكمل بغضب:
-أتعلمين…. أنا غاضب وبشدة.
إستدار عنها يوليها ظهره وهي مازلت تحبس أنفاسها لا تستطيع أخذها براحه وهو يكمل بضيق واضح:
-ليس لأنك تحاولين خداعي…لا .. الأمر أكبر من هذا.
واجهها وأقترب منها يشير عليها بحدة قائلاً:
-بل لأنك لم تبذلي جهداً كبيراً في خداعي..هل هذه هي حدود ذكائك أم إنك تعتقدين أنني ربما ساذج ولا يستحق عقلي عناء التفكير؟
حاولت رنا أن تجلي صوتها وتتحدث حتى نجحت اخيراً فقالت:
-أنا… أنا..
قاطعها يردد:
-أنتي ماذا؟
أقترب منها أكثر يخبرها:
-ألم تأتي لي طائعه تطلبين الوصل والبدء بصفحة جديدة؟ إذا فليكن… إنتي جاريتي الآن وأنا اريدك ما المانع؟
على الفور أمتقع لون وجهها وعلت وتيرة أنفاسها، الرفض الشديد للفكرة من الأصل واضح على كل جسدها فأكمل:
– أنا أفهم جيداً المانع.
ضحك ضحكة مدوية و تبختر حتى وصل لأحد الطاولات والتقط كأسه من عليها ثم تجرعه كاملاً وعاد ينظر لها من جديد ثم صرح:
-ما رأيك بأن نكشف أوراق اللعبة؟
-أأأي..أي لعبة؟
-لعبيتنا …يا إللهي إنها مسلية كثيراً..أتعلمين منذ زمن لم اشعر بتلك السلوى..ربما قد دخلتي مملكتي في الوقت المناسب…بالفعل أنا كنت بحاجة إلى لعبه مثلك.
أتسعت عيناها بمقت تردد:
-أنا لعبه؟!
تغاضى عن مقتها أو رفضها أو حتى غضبها وأكمل مراده:
-سأخبرك أي لعبة.
تقدم بعض خطوات بينما يتحدث:
-بما إنك جارية في بلاطي وملك يميني وأنا أريدك فلا مانع في ذلك، والكثيراات من الجواري يعرفن ذلك، لكنك تخشين أن يحدث أتعلمين لماذا يا صغيرتي؟
لم تجيب عليه لكنه لم يبالي وتقدم حتى باتا وجها لوجه معاً فقال بوضوح:
-تحسباً لعودتك لديارك.. أو بالأحرى هربك.. لأنك لم ولن تتخلي عن فكرة الهرب وستعيدي المحاولة ألف مرة حتى لو فشلتي في كل مره إلى أن تنجحي ذات مره، أنتي تعيشين على هذا الحلم وتلك اللحظة وذلك هو سبب وقوفك على قدميك حتى الآن.
كان يتحدث بثبات وهي كذلك أمامه ثابته رغم كلامه الصحيح مئة بالمئة فردت بصوت وضح فيه الإباء وعزت النفس:
– وهل تكره أن ترى إنسانه تحيا على أمل الحرية والكرامة؟
لمعت عيناه لثواني لكنه وئد تلك اللمعه في مهدها و قال:
-إذن ظني صحيح.
-صحيح.
نظر لها بغضب من ثباتها إمامه فهددها:
-سأضعك بالسجن.
-ضعني.
-ستموتين هناك حتى تتعفن جثتك.
-ربما ذلك أفضل لي
أهتزت شفتيه من شدة الغيظ وصرخ:
-يا حراااس.
فتح أحد الحراس الباب يحني رأسه تحيه للملك الذي قال:
-خذها من هنا…هيااا.
لكنها تحركت على الفور قبلما يتقدم الحارث أو يسحبها وخرجت وحدها بأتجاه العوده للحرملك تاركه الملك ورائها ينظر على تصرفها الأبي بحقد ولم يجد له متنفس سوى ضرب المنضدة المجاورة له فسكتت من عليها الكؤس والمزهرية و الورود.
في الحرملك
تقدمت رنا للداخل وكان الصبح قد تنفس لكن معظم الفتيات نيام.
لكن سوتي تقلبت على فراشها لتبصر رنا وقد عادت نظرت حولها لتفطن الساعه ثم قالت:
-لم تتأخر عنده…هل تردها كحال كل الفتيات؟!
ظلت تكفر بتمعن تربط الخيوط ببعض ملاحظة بدقه لتعابير الغضب و السخط المرتسمه على ملامح رنا لتوقن بإجابة واحدة..
_________________________________
تقدم ناحية المطبخ بوجه محتقن وبصوت عاصف نادى:
-حورية.
إلتفت له مجفلة، فسأل بحدة:
-محمود كلمك؟
استغربت سؤاله وردت:
-لأ.. ايه اللي فكرك بيه؟
-أخويا …مش هينفع أنساه..بس هل أنتي نسيتيه؟
نظرت له بتمعن لثواني ثم قالت:
-لأ
-نعم؟!
تركت حورية كيس الذرة من يدها والقت المعلقة بغضب ثم ردت بشئ من الحدة:
– هو إيه إلي نعم؟ زي ما تكون مستغرب مثلاً؟
-أنتي كمان بتعلي صوتك؟
-مانت بتعلي صوتك عليا.
-أنا جوزك.
أُغلق فمها وفمه كذلك…أنخرسا…فقط أتسعت عينا كل منهما … كانت لحظة مضيئة، توقف كلاهما عندها ..
وما كان منه إلا أن أنسحب من المطبخ وتركها تقف متسعة العين انفاسها مسلوبة تفكر فيما قيل منذ ثواني لتجفل مجدداً على صوت إغلاق باب الشقه لتفطن أنه قد ترك الشقه وبهذا الوقت المتأخر .
نزل زيدان درجات السلم بهدوء وتروي يتمنى ألا يراه أي من والديه أو أبناء عمه وعلى ما يبدو أنه قد نجح وخرج من المنزل دون أن يشعر به أحد.
تمشى في الشارع قليلاً منذ يوم الزفاف الذي كان مقرر أنه زفاف شقيقه ليتحول بقدرة قادر إلى زفافه هو لم يخرج.
ظل يسير دون هدف يفكر فيما حدث وما صار وما أراده ولما تشاجر معها من الأساس وإلى أين أنتهى الأمر…لقد أخبرها إنه زوجها حينما أحتجت على رفعه لصوته عليها.
قالها وكأنه يبرر كل تصرفاته بها (أنا جوزك) وكأنه هكذا أمتلك الحق لأن يفعل بها أي شيء، إن يرفع هو صوته وهي لا تفعل لأنه زوجها .
فكرة أنه يعتبر نفسه زوجها وهي زوجته من الأساس توقفا عندها
ظل على مشيه يهيم في الشوارع حتى وصل للقهوة التي أعتاد أن يجلس عليها مع أصدقائه، كان سيمر متجاوزاً إياها ، يتمنى ألا يكن عليها أي من أصدقائه فلا ينقصه أسئلة و إستفسارات سخيفه الآن بالتحديد.
فمر سريعاً بخفه كي يجتازها لكن اوقفه صوت صديقه العالي يردد بتفاجئ:
-زيدان؟ أيوه ده زيدان… والنبي هوو…واد يا زيدان…. أنت ياولاااا.
تمتم زيدان بسره:
-صالح … الله يخربيتك.. هو أنا وقعت في ايدك أنت…مش هسلم منك أنا عارف.
حاول التظاهر بعدم الأنتباه له واستكمال سيره بسرعه لكن صالح رفع صوته اكثر وأكثر حتى انتبه بقية الشباب الجالسين يتسامرون على القهوة في هذا الوقت المتأخر من الليل.
وصدح صوت صالح:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-واد يا زيدان…خد يا ولا… خد تعالى.
فلم يجد زيدان بد من أن يلتف له ويذهب إليه.
تقدم منه يحيي الشباب ثم جلس أمام صالح الذي قال:
-تعالى يا عريس..مالك كده واخد في وشك وطالع… ايه…عامل مش سامعني؟ بس على مين كنت هجيبك هجيبك
-صالح بقولك إيه… وحياة أبوك مش طالبة، أطلب لي واحد عناب وحجر قص ألا أنا دماغي مش فايقه.
ضحك صالح وقال:
-وايه إلي شاغل دماغك بس يا معلم زيدان.. ده أنت حتى عريس جديد.
صفق صالح بكفيه ينادي صبي القهوة الذي حضر يردد:
-عنيا يا معلم صالح
-واحد عناب وشيشة للمعلم .
صمت قليلا ثم قال:
-بس خليها تفاح….ثم ضحك
زجره زيدان يقول:
-قص قولتلك.
أسبل صالح عيناه يردد بهيام:
-القص حامي على صدرك يا سيد المعلمين..التفاح خفيف ولا نخليها نعناع.. أهو حتى ريحتها حلوة..القص شديد…ههههعععهععع.
وقف زيدان محتج:
-ده أنت بارد يالا.
-طب أقعد بس.. أنت من أمتى بقيت قماص كده..أقعد.
ثم نظر للعامل وقال:
-واحد عناب وشيشة المعلم يا دقدق.
-عنيا حاضر.
غادر دقدق وبقى صالح ينظر على صديقه بتدقيق ثم قال ببعض الجدية:
-مالك بقا…مغمقها ليه؟ ده انا قولت النحس اتفك وبقيت عريس جديد وهتزهزه وتحلو معاك ..في إيه؟
رفع زيدان عيناه لصديقه يطالعه بإستغراب فسأل صالح متفهماً:
-مالك بتبصلي كده؟
-أصلك بتتكلم زي ما تكون مش فاهم وراسي على كل حاجه.
-كل حاجه زي إيه يعني؟
نفذ صبر زيدان وردد:
-صااالح.
-بقولك إيه يا زيدان….ربنا إلي فوق سبع سماوات ده مش بعمل أي حاجة كده والسلام… أنا وأنت متربيين في السوق والشارع هو إلي علمنا …ربك له حكمة في كل نفس بنتنفسه مافيش حاجه إسمها صدفه.
تحير زيدان أكثر..لا يريد كلام عام.. يعرفه عن ظهر قلب..يرغب في الإستماع إلى حديث موزون بصلب الموضوع فسأل:
-من غير فذلكة وحياة أهلك.
-من غير فذلكة يا عم… دلوقتي إنت مش ملاحظ إن في حاجات كتير حصلت ربك إلي مدبرها بس أنت في لسه غشاوة على عينك مش شايف.
-حاجات زي إيه؟
-زي الشقه إلي اتجوزتوا فيها.
أنتبه زيدان لما قيل وبدأ عقله يتفتح وتتضح معه الرؤية مع كلام صالح يتذكر:
-الشقه دي بتاعتك … أنا أكتر واحد عارف أنت بتحبها أد إيه واختارت كل حاجه فيها على مزاجك وعملتها بدراعك وتعبك..اتنازلت في الأول عنها لاخوك بس لفت ورجعت لك..وفاكر بردو ايام تجهيز الشقه.. حتى بعد ما طمع فيها محمود وخدها أنت إلي كنت مختار النجف والأنتريه والكنب ولون الحيطان … فاكر لما جيت لك الشقه ولاقيتك واقف مع العمال…قولت لي إنك أختارت اللون ده مع حورية بعد ما أقنعتها بيه وأقتنعت ..ده حتى الستاير أنت إلي مختارها ومعلقها بأيدك … تفتكر بقا كل ده صدفه.
وأثناء حديث صالح تكونت على فم زيدان إبتسامة جميلة يتذكر كل ما حدث وصار…صالح معه حق.
رفع عيناه لصالح ثم قال:
-أنت تقصد إيه… عايز توصل لأيه يا صالح؟
-أنت إلي عايز توصل لأيه.
سحب صالح نفس من أرجيلته وأكمل:
-أنا صاحبك وفاهمك … إنت جاي عايز تسمع كلام معين بس وماله ..اسمعهولك.. عارف ليه؟ عشان أنا كمان عايز كده.. وبصراحه بقا أنا شايف إن إلي أنت فيه ده فرصة كبيرة مش هتتعود وإلا هتعنس وتقعد في ارابيزي.
-أعنس…ماتنقي ملافظك يا قفل إنت هو ايه اللي هتنعس دي.
-عندك حق انا فعلاً لازم انقي ملافظي أنت مش هتعنس يا زيدان أنت هتبور.. أيوه زي ما بقولك كده مافي رجالة بتبور عادي.
رفع زيدان منفضدة السجائر في وجه صالح يهدده:
-ما تتلم يالا.
-ياض أسمع أنا بكلمك بالأمانة
-أمانة؟
-أيوة أمانه…. أنا عايز مصلحتك…وحورية دي فرصه..لقطة مش هتتكررلك تاني.. خدها على الهادي وقربها منك و…فاهمني.
نظر زيدان أرضاً وقال:
-فاهمك… أنا حتى لسه مزعق لها.
ضرب صالح وجهه بكفه وردد:
-هقول أي..طروبش.. طول عمرك طروبش ومدب..ده بدل ما تقربها منك وتأخدها عليك …لا جدع خليك وراها لحد ما تطفشها وساعتها نبقى نشوف كلبة تبص لك.
-أنت بتتكلم عني كده ليه ياجدع أنت.
تنهد صالح بسأم ثم قال:
-يا دغوف… أنا عايز مصلحتك.. خد البت على الهادي..شربها طبعك وحببها فيك بدل ما ييجي أي عصفور ياخدها ويطير وتقعد أنت جنبي…فاهمني طبعاً
صمت زيدان تماما فسحب صالح نفس من أرجيلته وهو ينظر عليه بجانب عينه ثم ردد:
-فاهم بس مستكبر تقول.. عايز تسأل تعمل إيه ومستكبر بردو….. أنا أقولك.
أشرقت شمس الصباح واخترقت السماء والنافذة، لا تعلم لما ولكنها لم تستطع النوم منذ خرج، ترجع الظن بأنها لم تعتاد البيت …ليست قلقة عليه ولا شئ من هذا القبيل هي فقط لم تستطع النوم هنا بعد بدليل أنها حاولت من قبل ولم تستطع.
لم تستطع بالفعل و وجدت نفسها تسير ناحية الشرفة تتفقد الشارع .
لا تعلم لما فعلت، وقادها تفكيرها ليجد مبرراً….إنها مازالت عروس ولم يمر الكثير على زفافهم كي يخرج العريس هكذا سريعاً وهم من منطقة شعبية لها عادات وأعراف …ماذا يقول الجيران؟ لم يطق عريسها البقاء معها؟ الفضيحة فضيحتان؟
تنهدت وهي تراه قادم بأول الشارع و قد أقترب من البيت وسيدخل.
فدلفت للداخل قبلما يبصرها تنتظره… لكنه قد تأخر.
ولما القلق بالتأكيد سيأتي … أين سيذهب يعني.
ومجددا لم تستطع وخرجت تفتح باب الشقه لترى أين هو؟
و وقفت مستغربه وهي تراه يقف مع زوجة عمه على السلم أمام شقتها تتبادل معه الحديث وبعدها خرجت رشا .
لا تعلم…..لكن الوضع لم يعجبها مطلقاً…هي متأكدة أنهم يتحدثون عنها وعن وضع زيجتهم.
فدلفت للداخل وهي تشعر بضيق شديد.
دقائق وسمعته يفتح باب الشقه بمفتاحه وما أن رأها حتى أنبلجت إبتسامة خفيفة على محياه…يسأل إلى متى سيظل هكذا كلما نظر إليها سرته.. أنها بهية بالفعل.
زعزعت إبتسامته ضيقها قليلاً..باتت تعلم سر تلك البسمة… وهل يوجد مايذهب حزن الأنثى أكثر من شعورها بنظرة الإعجاب خصوصاً لو كانت من شخص محدد.
تقدم زيدان يقول:
-السلام عليكم
-وعليكم السلام.
زادت إبتسامته وهو يسمعها تردد بعدم رضا فسأل:
-ومالك بتقوليها كده؟
-مالي؟ بقولها إزاي؟
-أنتي زعلانه مني ولا حاجة ؟
نظرت له بجنون تفتح فمها ثم قالت:
-نعم؟ على أساس مين كان بيزعق لي من شويه… لأ وخرجت وأحنا ماكملناش يومين متجوزين…عايز فضيحتي تبقى فضيحتين والناس تتكلم عليا
قاطعها يردد بحزم:
-لا عاش ولا كان إلي يتكلم عليكي…هتخيبي ولا ايه؟ هو أنتي متجوزة أي حد؟
نظرت له تطالعه بتأمل وتساؤل … هي للأن لم تتجاوز بعد ما قاله قبلما يغادر حين برر كل إنفعالاته و تصرفاته بأنه زوجها.
فقالت بإهتزاز :
-اه…بأمارة مرات عمك وبنتها إلي وقفوك على السلم.
-دي كانت عايزاني أغير لها لمبة السلم
-يا سلااااام… صدقت أنا كده
-على أساس أني بكدب ولا إيه… ما تظبطي يا حورية في إيه ؟
كانت جملته الأخيره حادة عاليه خوفتها حقيقة..فأنتفض جسدها وأبتعدت عنه خطوة كأنها تنهي النقاش.
وما أن ابصرها تفعل حتى أنتبه مرددا بسره:
-حمااار…هتخوفها منك تاني … صالح لسه قايل إيه…قربها منك مش تخوفها…شكله عنده حق.. انت دغوف ومدب.
حمحم بضيق ثم قال بصوت لين متحشرج:
-حورية…أحممم..حورية.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
نظرت له بطرف عينها…لا ترغب حقاً في الحديث معه..طبعه حاد وصوته دائمتً عالي غاضب..تسأل هل بات هذا هو نصيبها و واقعها.
وحينما طالعها زيدان فهم نظرتها… حقاً رعبته..خاف.
حورية تسأل نفسها بمرارة …فكر لثواني..ربما بات عليه التحكم في غضبه و صوته العالي على كل شيء…فما ذنب شريكة حياته إن أرادها شريكة.
تقدم لعندها وجلس على ركبتيه حتى أصبح بمستواها وهي تجلس على الأريكة ثم قال:
-حقك عليا… أنا عارف إني بتعصب على الفاضي و على المليان وإنه مش ذنبك…بس اوعدك إني هغير الخصلة دي فيا… عشانك يا حورية.
رفعت عيناها تنظر له بذهول وأنبهار وهو يردد مؤكداً:
-فهماني يا حورية؟؟
هزت رأسها إيجاباً وهي تبتسم مما أعطاه إشارة بالقبول فنظر على يدها يرى خاتم خطبة عصفور .
استجمع شجاعته و قال:
-مش المفروض تقلعي الدبله دي بقا؟
نظرت لخاتم الخطبة وكأنها للتو تذكرته وفاجئته بل صدمته وهي تخلعه بغيظ من إصبعها كمن ينتشل القاذورات ويلقيها أرضاً بينما تردد:
-عندك حق… أنا كنت نسيته أصلي كنت أتعودت عليه من كتر السنين إلي لبسته فيها..الله يسامحه بقا.
تحرك زيدان وجلس لجوارها وهو يقترب من أهدافه هدف هدف كما خطط له صالح فقال:
-حورية ….أيه رأيك لو…أحمممم..لو…أنا بقول يعني إننا أتجوزنا قدام المنطقة كلها فأزاي هتدخلي. تخرجي من غير دبلة في إيدك.. فأنا بقترح اني أخدك بكره أعزمك على الغدا وأخرجك شويه و بعدها نعدي نشتري دبل ليا وليكي…أاأ..أ..على فكرة أنا أول مرة ألبس دبلة.
نظرت له بإستغراب وهو بدأ يتعرق ينتظر ردها إلى أن أبتسم متنفساً الصعداء وهو يراها تهز رأسها إيجاباً.
_____________________________
في حرملك الملك راموس لا مكان للراحة…تعب ومشقة طوال اليوم علاوة على دروس قواعد الحرملك وتقاليد المملكة وأعرافها.
ضف لكل ذلك هو الإستعدادات القصوة التى يعدها القصر لإستقبال أحد الشخصيات المهمة للحقيقة لم تهتم رنا بهوية الشخصية فقد كان كل همها هو كونها تحولت إلى خادمة هنا… البكاء والمرار لا يفارقها.
كلما وجدت نفسها متفرغة كانت تجلس في أحد الزوايا تبكي بقهر.. والفتيات ينظرن عليها ويصفنها بالغباء والدراما…للآن لا أحد يفهم شخصية رنا المركبة.
كانت منهكة ومتعبه لم تشتغل بعمرها كل تلك الأعمال بيوم واحد..قدميها حقاً تؤلمها بالإضافة لشعور الهوان والذل وسحب أداميتك وحريتك منك.
وبتلك الأثناء وصلت أنجا ومعها سيدة سمراء البشرة لكنها ليست بنفس الدرجة كانت درجتها أفتح كثيرات من سيدات وفتيات الجزيرة حتى ملامح وجهها تختلف عن ملامحهم المتشابهه ترتدي زي ملكي فخم وترفع رأسها بكبر وما أن دلفت وصرخ أحد الخدم أنتباه حتى وقف الجميع في صفين وأحنو رأسهم جميعاً لها وهي تمر بينهم بخيلاء وغرور حتى كادت أن تجتاز الممر المؤدي للعرفة لكنها توقفت وهي تبصر فتاة لم تقف لها إحتراماً.
تقدمت حتى وقفت أمامها مباشرة و قالت:
-هاي أنتي.
رفعت رنا وجهها وما أن رأتها تلك السيدة وطالعت بياض و نقاء بشرتها وجمالها الصارخ حتى زاد غضبها وقالت:
– كيف تجرؤين على عدم الوقوف والإنحناء لي.
لم تنتبه رنا من هذه ومتى أتت هي كانت تجلس هنا تبكي ماذا حدث فيما بعد؟
بينما هتفت تلك السيدة بحدة:
-أنچاااا.
تقدمت أنچا تردد:
-أمر مولاتي
-تلك الفتاة لم تقف إحترام وانتباه لي…قولي لي أنچا ما هي عقوبة من يحاول التقليل من شأن أي فرد من أفراد الأسرة المالكة؟
-القتل يا مولاتي.
فقالت السيدة بترفع وبرود:
-خذوها وأقتلوها إذاً
-ماذا؟
-ماذا أنچا…قلت تقتل الآن و في ساحة القصر أمام الجميع لتكن عبرة كي لا يتجرأ أحد على فعلها مجدداً.
-لكن سيدتي.
كان هذا صوت أنكي حاولت التدخل بينما رنا مبهوته وقد أمتقع لونها .. بالبداية سلبوا حريتها وبسهولة حبسوها و غيرو إسمها والملك كان سينتهك حرمة شرفها والآن ستقتل بإشارة من سيدة كأنها تملك حياة وموت أي شخص…كم أن هذا جميل…وماذا بعد.
أنتفضت مجفلة على صوت السيدة الحازم تردد:
-لكن ماذا…. أنا ماديولا شقيقة الملك راموس وابنة الملك جارديولا أمرت بقتلها و الأن هياااا.
عم الهرج و المرج في قلب الحرملك..ستعدم الفتاة البيضاء الآن……
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
عمت الفوضى باحات القصر ونصب طبلية المشنقة سيقت لها رنا وهي تحاول المقاومة تصرخ…الطريق من الحرملك للطبلية كان طويل قاومت فيه و صرخت حتى أنتحب صوتها وماديولا كانت غليظة القلب قاسية وجهها أسود من شدة التعطش للقتل ورؤية القهر وملامح الرعب والذل في وجوه كل البشر.
تقف في أحدى شرفات القصر تتابع ما يحدث وبعيداً تقف أنچا تتابع كذلك ولجوارها خادمتها تردد:
-سيدتي…هل ستُعدم تلك الفتاة حقا؟
ردت أنچا تدعي البراءة:
-على مايبدو ذلك..كما ترين بعينك…ليس بيدي شيء
-ربما ما حدث في صالحك سيدتي لكن… الملك هل سيمرر الأمر بسهولة؟
-الملك في زيارة سياسية لأحدى الدول ولن يأتي قبل الليل….ما ذنبي أنا….شقيقته هي من فعلت وأستغلت غيابه..لا دخل لنا بالقصة.. أنها الأميرة مديولا شقيقة الملك ولا يمكن لأي شخص مهما أن كانت صفته أو مركزة في عصيان أمرها أليست تلك هي القوانين؟
أبتسمت الخادمة تردد بلمعة عين:
-وهكذا نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد…تخلصنا من الفتاة البيضاء نهائياً وحدث خلاف كبير بين الملك وشقيقته أليس كذلك سيدتي؟
ضحكت أنچا ضحكة عاليه وبعينها لمعة الأنتصار وأخيراً سترتاح من قرف تلك الفتاة، لقد كانت بمثابة هم كبير يشغلها ليلاً ونهاراً لكنها وأخيراً تخلصت منها.
بينما يجبر أحد الجنود رنا على صعود درج السلم المؤدي لطبلية المشنقة كانت كل فتيات وحريم القصر تقف تشاهد ما يجري ومن بينهن سوتي وماريا التي تقدمت تقول بغضب:
-سوتي ..سيقتلوا الفتاة…ألن تفعلي شيء
نظرت لها سوتي وقالت بأعين باردة:
-وماذا بيدي أنا لأفعل
-ماذا بيدك؟ أليست تلك الفتاة صديقتك؟!
-همممم..حسناً أيتها الوفية تقدمي أنتي من الأميرة مديولا شقيقة الملك راموس وأعترضي على أمرها إن كنتي تريدين.
صمتت ماريا بصدمة فأبتسمت سوتي ببرود وقالت:
-لا يمكن…أليس كذلك…جيد جداً..أمتعيني بصمتك إذا وكفي عن الثرثرة.
لم تبالي سوتي برنا المصدومة وعيناها على تلك الفتاة التي تعدم دون ذنب فقط لأن الأميرة رغبت في ذلك.
جلست ماديولا على أحد الكراسي الوثيرة في الحديقه أمام المشنقة العالية ترفع رقبتها ورأسها مقابلها بزهو….
وكأنها تعلم وتردد … إن لا أحد يستطيع إثناء أمراً لها .
لكن تقدمت أنكي تحاول أن تتحدث مجدداً بتردد:
-سيدتي.
نظرت لها ماديولا بحدة:
-ماذا تريدين؟
-سيدتي…على سبيل النصيحة… تلك الفتاة على وجه التحديد حضرتك لا يمكنك شنقها.
زجرتها ماديولا بعينها وصوتها أيضا تردد:
-ماذا؟ هل جننتي؟ أتعلمين مع من تتحدثين.. أنا الأميرة ماديولا.. أميرة مملكة جزر الذهب وشقيقة الملك راموس.
– ولهذا السبب انصحك سيدتي… تلك الفتاة تخص الملك راموس تحديداً ولن يسمح لأي أحد بأيذائها.
أنتفضت ماديولا من جلستها و وقفت تقول بغضب:
-لقد جننتي بالفعل..الملك راموس لو كان موجود و رأي رغبتي بقتل إحدى الأشخاص لقطع رقبته بنفسه دون التطرق للسؤال عن السبب حتى… أنا الأميرة ماديولا يا هذه…من تلك الفتاة بالأساس كي أفكر في أمرها أو يرمش جفني لها….ستقتل الآن لتصبح عبرة لغيرها والملك إن أحتد فسيحتد عليكي لأنك فقط ناقشتيني… حسابك معي فيما بعد أنكي…أنتي معزولة من منصبك.
شهقت أنكي بصدمة لكنها نظرت لرنا آلتي بدأت ترتجف من شدة الرهبة والخوف من الموت المقدم عليها لا محالة وقالت مجددا ببعض القوة:
-ليكن سيدتي…لكني أحذرك من جديد لا تقتلي تلك الفتاة.
تملك الغضب من ماديولا ونظرت الى أنكي بغضب ثم نادت الحراس تردد بحده:
– يا حراس خذوا تلك السيدة… ستشنق الآن بجوار تلك الفتى الحقيرة
عمت الفوضى في المكان ستشنق السيدة انكي مديرة الحرملك بذات نفسها لمجرد أنها حاولت حماية الفتاة.
وصرخت ماديولا بصوت ملأ أرجاء القصر :
-أنا الأميرة ماديولا .. أميرة مملكة الذهب.. أمر بعزل السيدة أنكي من منصبهاو شنقها هي الأخرى الآن لجوار تلك الفتاة هيااا..
حبس الجميع انفاسهم ووقفوا منتظرين تنفيذ الأمر يرون الحراس هم يتقدمون من السيده انكي يجرونها للمشنقه بجوار الفتاه البيضاء
الأمر أصبح كارثة…ولا أحد يستطيع الإعتراض أو التحدث …فمن سيفعل سيشنق الآن …كذلك أدركت رنا أنه لا مفر من الموت…. هي قادمه عليه لا محاله ولا يوجد من يستطيع حمايتها
كان جسدها بارد ينتفض نفضاً من الرعب إن للموت رهبه يا إخوان… ستقابل ربها بعد قليل وسيحاسبها الملكين ..تحمل كذلك هم ألم القتل …هل يؤلم الشنق؟ ..هل ستتألم من إختناق صدرها حتى يخلو منه الهواء…لعنة الله على سكان ذلك القصر والمملكة كلها.
رفعت الاميره ماديولا يدها بإشاره وكأنها تخبر الجميع أن ……بأشاره من أصبعها الصغير آمرت بأخذ روح من اعترضها …و لف حبل المشنقه حول رقبة رنا التي تنتفض تردد “أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله”
الكل صامت سينفذ امر الإعدام ولا أحد سيعترض ستذهب تلك الفتاه ولن يعلم بأمرها أحد…
وبإشاره أخرى من يد الأميره أمرت الحراس بتنفيذ الحكم وسحب الحجر من تحت أقدام رنا فتعلقت بحبل المشنقه وبدأت تلفظ انفاسها الاخيره والكل يشعر بالقهر عليها….
_____________________
في القاهرة
أنتفضت جنات من نومها واعتدلت في فراشها وهي ترتجف… أنفاسها مسلوبة وصدرها يختنق… كأن أحدهم يلف حبل حول رقبتها…قلبها مذعور يؤلمها ولسانها لا يردد سوى كلمة واحدة “رنا…بنتي…رنا”
وقفت على الفور من فراشها تردد:
-سلام قول من رب رحيم … سلام قول من رب رحيم….سترك ورضاك يارب.
دارت حول نفسها في الغرفة تشعر بقلة الحيلة لكنها بدأت تردد:
-لااا…لا بنتي فيها حاجه…. قسماً بالله فيها حاجة… وانا مش هسكت.
صمتت لثانية تفكر إلى أن قالت:
-حورية…هي إلي عارفه طريق الشركة إلي كانت شغالة فيها..هروح لها.
سحبت جنات ملابس عشوائية من على المشجب الخشبي واتجهت لباب الشقة ولم تهتم حتى بغسل وجهها.
قاصدة شقة جنات في بيتها الجديد مع زيدان.
في شقة زيدان
كان يجلس على عقبيه أمامها ينتظر ردها بشوق وقلق إلى أن أنشرح صدره وهو يراها تبسمت بحرج ثم هزت رأسها موافقة وكأنها لا تقوى على رفع صوتها.
لم يتمالك زيدان نفسه ولم يستطع… لحورية بهاء وجمال يربك أعتى رجل.
النظر لوجهه يسر…مان أن يرفع عيناه لها وهي هكذا بذلك القرب منه يتملكه إحساس ناعم يلح عليه في أن يمد إليه يدها وكأنها تفاح آدم…
لكنه مد يده بالفعل….لقد سحبه الأحساس دون أن يدري وجرده من خجله و تردده….قطع كل ذلك مقابل رغبته وذلك الشعور القوي الذي تملك حواسه.
لقد تبسمت حورية….وافقت على شراء خاتم خطبة يخصه هو…خاص به.
وصل كفه لوجنتها الطرية الغضه فجفلت كل خلاياها ورفعت عيناها له .
كانت خصل شعرها الأحمر مشتعله حول وجهها متدليه على جبهتها وخدها فسحب الخصل يحبسها خلف أذنها كي يتثنى له مس خدها الناعم الجميل.
كانت لحظة توقف عندها الوقت وكذلك كلاهما وحاول زيدان التحدث بصوت وضح فيه لهاثه تأثراً بمشاعره وبالحدث وبانت لهفته وهو يسأل:
-حورية…عارفة ده يعني أيه؟
عضت شفتيها ولم تجرؤ على الرد بل لم يسعفها حسها ولم تقدر سوى على هز رأسها إيجاباً.
لمعت عينا زيدان ولمعت كما لم يحدث من قبل… هذا يعد إعتراف ضمني من حورية أنها موافقة على بداية إرتباط به.
عض هو الآخر على شفته السفلى…لا يصدق أن هنالك فتاة قبلت به…وليست أي فتاه أنها حورية أجمل فتيات الحي كله.
و أتسعت عيناه بينما ينظر لها يتأمل جمال تلك التي قبلت به منذ قليل يسأل ماذا بينه وبين الله كي تصبح بين عشية وضحاها من نصيبه هو.
ترعرعت داخله رغبة جديدة قويه في تقبيلها.. لقد وافقت فقط على خطبة لكنه يرغب في تقبيلها على وجنتها ..فقط وجنتها..قبلة شريفة و الله لكنه مسكين يريد أن يجرب ذاك الشعور الذي سمع عنه فقط ولم يجربه.
أستجمع كل قواه وتطلب الأمر منه الكثير من الجرأه كي يفعل لكن رغبته وإعجابه كانا الأقوى.
وأقترب..أقترب… أقترب أكثر حتى مست شعراتها وجهه يرغب في المزيد…حتى أقترب شفتيه من جلد خدها الطري و أوشك على تقبيلها كما أراد لكنها لم تتحمل.
و أنتضفضت تشهق بصدمة….ربما ما كان عليه أن يفاجئها بتوالي رغباته هكذا…بالأخير هو بالنسبة لها المعلم زيدان…. كانت ترهبه بشدة.
و وقفت أمامه تلهث منكمشة حول نفسها تبتعد عنه.
و هو وجهه أراضاً بحرج لا يعرف كيف يواجهها.
وكان صوت جرس الباب بمثابة المنقذ له من ذلك الموقف المحرج ..ليس له وحسب بل لحورية كذلك التي ركضت تجاه الباب تفتحه.
حاول أستجماع شتات نفسه وتهدئة أنفاسه المتلاحقة بينما يستمع لصوت خالة حورية على الباب تردد بخوف:
-حورية… ماعلش يا بنتي لو جيت لك بدري كده وأنتي لسه عروسة بس انا….
قاطعتها حورية تردد بقلق:
-أنتي تيجي في أي وقت يا خالتو..مالك كده في أيه؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-قلبي واكلني على رنا يا حورية…شوفت حلم صعب قوي وقومت من النوم مفزوعه…قلبي مش مرتاح و أنا قلبي دليلي…بنتي فيها حاجة… أنا متأكدة.
-لا حول ولا قوة إلا بالله… لأ ماتقوليش كده رنا واعيه وشاطرة ومدربه كويس كمان
-بقولك أنا حاسة بيها دي بنتي… أنا مش جايه ازعجك أنتي وعريسك يا بنتي.. أنا بس عايزة منك عنوان الشركه الزفت إلي طلعتها الرحله المنيلة دي …هروح هناك أسأل أشوف في ايه ومش بتكلمنا ليه وليه تليفونها على طول مقفول كده يمكن هما عارفين يوصلوا للفريق بتاعهم .
-عندك حق يا خالتي … عدى وقت كبير من ساعة ما سافرت ولا حس ولا خبر وده مش طبعها وماخبيش عليكي أنا كمان قلقانة بس مش عايزة أقول قدامك لا يزيد قلقك.
-طب هاتي العنوان يابنتي خليني أروح.
-لا تروحي إيه أنا جايه معاكي.
-و جوزك يا بنتي.
تقدم زيدان بعدما جمع بعض من شتات نفسه اخيراً و حمحم بصوته ثم تحدث:
-ست جنات؟ صباح الخير … واقفه على الباب كده ليه أدخلي مايصحش كده ده بيتك ..مش تدخليها يا حورية.
نظرت جنات لحورية بتحذير لم تعلم أسبابه ثم إلتفت ترد على زيدان:
-أاا… لأ دي.. أصلها مستعجله… ماعلش هروح معاها مشوار كده لحد الشركة بتاعت رنا أصلها مش عارفه الطريق.
نظر لهما بإستغراب ثم سأل:
-مشوار ايه.. أنا في الخدمة وبلاش أنتي تنزلي.
رفضت جنات على الفور وقالت بحزم:
-لا يا حبيبي كتر خيرك…خليك أنت مع عروستك وخلي حورية كمان أنا عارفة انك خايف عليها وأنها مايصحش تخرج دلوقتي… أنا عايزة العنوان بس.
رد زيدان يصحح الموقف :
-لا يا ست الكل أنا ماقصدش أنا قصدي أكون أنا معاكي يمكن تحتاجي حاجة بس خلاص ..روحي معاها يا حورية وخلو بالكو من نفسكم.
قالت حورية :
-دقيقة واحدة وهكون لبست.
دلفت حورية للغرفة تاركه زيدان يحاول مضايفة خالتها لكنها لم تستغرق وقتاً طويلاً وخرجت بعدما بدلت ثيابها تردد:
-يالا أنا جاهزة.
نظر لها زيدان بشمول يدقق فيما أرتدت إلى أن تتمم عليها وقال بقلق:
-حورية…..خلي بالك من نفسك.
نظرا له فقال بتوتر:
-ومن خالتك.
هزت رأسها موافقة ثم غادرت مع خالتها وتركته ينظر لأثرها بمشاعر مختلطة.
_______________________________
في مكان جديد عامر بالأشجار و النباتات النادرة وينابيع المياه خيم فريق البحث الخاص بالشركة المصرية وجلسوا متعبين منهكين وردد أحدهم:
-ازي الحال دلوقتي…متسوحين و متبهدلين ومش عارفين نوصل لأي حاجة لأ و وفوق ده كله هنرجع للشركة في مصر بأيدينا فاضيه… أيد ورا و أيد قدام..يارب الست منه تكون مبسوطة كده و مرتاحة.
رفعت منه وجهها وقالت بنزق:
– وهي منه مالها يا سي نزار؟
رد نزار بغضب:
-مالك؟ بالذمة ليكي عين تسألي ؟
وقفت منه وصرخت فيه:
-خد بالك من كلامك يا نزار واتكلم على قدك ..مش أنا إلي يتقالي كده وبلاش تخليني احطك في دماغي أنت عارف إلي بحطه في دماغي بيحصل فيه إيه وبتكون نهايته إيه.
-طبعاً طبعا يا أستاذة منه مانتي والأستاذة دعاء حطيتوا رنا في دماغكم وبعدها لعبتوا لعبتكوا القذرة والبت تاهت مننا في عرض البحر ويا عالم عايشة و ماتت.
-تعيش تموت مش قصتي و وطي صوتك يا نزار أحسنلك وماتنساش إن أنا مديرتك.
وقف نزار من جلسته بسرعة يقول ساخراً:
-شي لله يا مديرة…هو أنتي لسه عايشة الوهم كلنا عارفين مين هي المديرة الحقيقية…رنا الي خوفتي منها ومن شطارتها وعشان كده عملتي فيها إلي عملتيه عشان بس تبقي مديرة الكامب على أساس إيه مش عارف ولا عارف إزاي خيالك صورلك أنك تنفعي …تقدري تقوليلي دلوقتي هيبقى إيه الحال واحنا راجعين للشركه إلي صرفت على الرحلة دي ملايين الملايين على أمل بالعائد إلي هنرجع بيه لما نوصل للدهب مش عارفين أنك ضحيتي بالخبيرة إلي كانت معانا وأنتي مسوحانا وكل يوم مش عارفه توصلي لنتيجه واحده صح.. ده انتي بتطلعي نتايج الميكروسكوب غلط …بقالنا أد إيه هنا وكل يوم تعشمينا لحد ما خلاص.
أرتبكت منه من حديث نزار الصام والذي كان بالصميم وكشفها فوقف باقي أعضاء الفريق يحاولون تهدئة الموقف بينما قالت منه:
-أنت إزاي تتجرأ تقولي كلام زي ده…أعتبر نفسك متحول للتحقيق أنت سامع.
-هيييئ …حوش حوش… إسم الله… أنتي فاكرة إننا لما نرجع مصر هيكون الوضع هو الوضع … أنتي مش عارفه أنتي عملتي إيه ولا إيه.
ألتف نزار يواجه زملائه مكملاً بحدة:
– وانتو… ساكتين كده ليه… واحده لحم و دم كانت معانا وفقدناها و الهانم عمالة تلبسنا في الحيط ..هنرجع مصر نقولهم إيه؟
وقفت إحدى عضوات الفريق تقول:
-لاااا… إحنا بنفذ التعليمات وبس وأستاذة منه …هي المسؤولة عن كل حاجة حصلت وبتحصل ولا إيه يا ريسة؟
أحتدت عينا منه وهي تنظر لهم
فوقف شخص آخر يؤكد:
-مالك بتبصي لنا كده ليه؟ إحنا نفذنا كل إلي قولتي عليه ولسه مكملين مشي ورا دماغك وشطارتك إلي فلقتينا بيها و أنتي إلي غفلتينا ساعة ما مشينا بالمركب من الجزيرة إلي وقفنا ريست فيها
أكملت الفتاة الأولى:
– و ساعتها قولتي إن عددنا كامل ولما سألنا على رنا قولتي أنها في الكابينه نايمة شوية عشان جالها دوار البحر… وما أكتشفناش الكارثة الحقيقية غير بعدها بكتير ولا نسيتي يا مديرة؟
رفعت منه هامتها وقالت بجحود:
-والله؟ خلاص؟ خلصتوا..ياريت إلي عندو كلمه يخليها لنفسه وآه.. أنا المسؤولة هنا يالا من قدامي كل واحد على شغله مش عايزة لك كتير…يالااا..
تحركوا جميعاً على مضض يردد كل منهما:
-نتحرك على إيه والنبي؟
-قال يعني ماشية صح وعارفة بتعمل ايه
-دي احنا ولا إلي بيبلط البحر
صرخت بغيظ وعنجهيه:
-مش عايزة أسمع صوت ومخصوم من كل واحد فيكم أسبوع عشان تبقوا تتكلموا قوي.
نظروا لها بلا مبالاة وسخرية ثم تحركوا جميعاً وبقت منه وحدها مع دعاء آلتي كانت تنظر لها بقلق بالغ قالت:
– وبعدين يا منه… احنا كده روحنا في داهيه..لا وصلنا للدهب ولا عملنا حاجة وكمان إلي أسمها رنا دي هيتهمونا فيها.
-يتهمونا في إيه… واحدة نزلت من المركب وتاهت عنا كنا هنعمل لها إيه؟
-و باقي الفريق… ماسمعتيش قالوا إيه؟
-خلي حد فيهم ينطق بكلمة كده وشوفي أنا هعمل فيه إيه؟
-يا منه.. إحنا حتى مانجحناش و ما عرفتيش توصلي للدهب..هنرجع مصر نقولهم إيه؟
في تلك الأثناء دق هاتف منه بإتصال من القاهرة فنظرت هي و دعاء لبعضهما ثم فتحا المكالمة.
في القاهرة
وصلت حورية مع خالتها لمقر الشركة التي تعمل بها ربنا.
وصلت بالمصعد للطابق المنشود تسأل عن المدير وأرشدتها إحدى الفتيات لغرفته.
فوقفت أمام سكرتيرة مكتبه التي شملتها بنظرة بعينها ثم سألت:
-أقدر أساعدك إزاي؟
فقالت حورية:
-عايزين نقابل مدير الشركة لو سمحتي
-في ميعاد سابق؟
-لأ…بس… إحنا مش هناخد من وقته كتير.. إحنا قرايب رنا فهمي وكنا عايزين أي طريقة تطمنا عليها يعني لو أنتي هتقدري تطمنينا وتوصلينا بيها فتمام مش ضروري ندخله
زمت الفتاة شفتيها بأسف وردت:
-للأسف يافندم مش هقدر أفيدك لكن ممكن تدخلي لأستاذ عاصم كمان عشر دقايق بالظبط هو في أجتماع وقرب يخلص… اتفضلوا أستريحوا.
تقدمت تجلس بجوار خالتها تنتظر إلى أن أذنت لهما السكرتيرة بالدخول فتقدمت مع خالتها تدق الباب.
وقف عاصم عن مكتبه يرد بإنشغال:
-إدخل.
فتحت حورية الباب ودخلت جنات أولا وهي بعدها تردد:
-السلام عليكم.
لم ينتبه عاصم كثيراً كان منشغل بجمع أوراقه..نظرت جنات لحورية التي حمحمت بصوتها ثم قالت:
-أحمممم…. أستاذ عاصم.
رفع نظره لها ما أن أستمع لأسمه من ذاك الصوت العذب لتفتن عيناه و هو يرى أحدى الحوريات متجسدة أمامه حتى أنها ترتدي فستان قطني أبيض.
فبدت ناعمة مثل حلوى المرشميلو…بهت عاصم و أنعقد لسانه لا يسعه سوى التطلع لها يمتع أنظاره بحسنها النوراني يتوه في ملامحها.
نظرت جنات وحوريه لبعضهما بإستغراب ثم رددت حورية تسأل:
-أستاذ عاصم؟
رد بتيه وذهول:
-هو.
فتقدمت تكمل:
-أنا حورية
فقال بتأكيد:
-أنا قولت كده والله
-أفندم؟
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
لم ينتبه أو يبالي بحدتها وإنما كان يبحث عن شيء واحد مهم شغل باله… أول ما اهتم به؟ هل تلك الحورية متربطة؟ أهنالك خاتم خطبة أو زواج بيدها؟
تنهد بارتياح وهو يرى أصابع كلتا كفيها فارغة تماما.. التقط أنفاسه وكأنه كان بمهمة صعبه ومصيرية.
ثم قال بترحاب شديد مبالغ فيه:
-أتفضلي أتفضلي يا أنسة حورية.
تقدمت مع خالتها إلتي لم تكن تبالي لكل أفعاله حالياً هي كل همها ابنتها الآن.
جلست كل منهما مقابله فقال:
-تشربي إيه.
نظرت له بإستغراب وكأنه معتوه..هل خالتها شفاف لهذه الدرجة؟
وردت:
-لأ مالوش لزوم أنا….
قاطعها يردد بيقين تام:
-حورية.
تنهدت جنات بسأم فلاحظها عاصم أخيرا وقال:
-أ.. أهلا وسهلا يا مدام.
– أهلاً بك يا بني… أنا جايه وعايزه أسألك عن رنا
-رنا؟
نظرت له حورية بضيق تسأل هل هو غبي أم معتوه ثم أكملت:
-حضرتك أنا حورية بنت خالة رنا فهمي ودي خالتي ومامتها وأحنا جايين لحضرتك عشان نطمن عليها لأنها من ساعة ما سافرت ومافيش أي خبر او إتصال عنها.
لكن عاصم كان لا يزال تحت تأثير إنعجابه بحوريه وجمالها فهتفت بنفاذ صبر:
-يا أستاذ.
أجفل أخيراً ينتبه ثم قال:
-أاا..ااه..رنا..ماهو.. يعني.. إزاي… ممكن عشان الشبكة هناك ضعيفة جداً… أنا هتواصل معاهم دلوقتي وأحاول اخليكم تكلموها
تهلل وجه كل من حوريه وجنات التي سألت بلهفة:
-صحيح يابني؟
-أيوة طبعاً…ثواني.
رفع سماعة هاتفه بتصل برقم منه إلى أن جاء الرد فتحدث وعينه على حورية بإعجاب لا يمكنه تنحيتها:
-الو… أيوة يا منه . إيه الأخبار عندك.
-كله تمام يا عاصم
-تمام… طيب رنا ايه أخبارها؟
إرتبكت منه وتلجلجت في ردها حين سؤلت عن رنا فقالت:
-كو.. كويسه.
-طيب هي فين؟ مامتها هنا وبتسأل عنها عايزة تكلمها.. ايديها التليفون
-هاااا…ألاا.
-نعم؟ في ايه يا منه؟
جمعت منه كل شجاعتها وكذبها ثم قالت بقوة وثبات:
-هيكون في ايه يا عاصم..بس الفريق دلوقتي كله في الموقع وأنا عند الخيم والشبكه مش شغالة هناك.
-خلاص لما ترجعوا ..كله تمام عندك.
– تمام تمام.
أنهى معها الأتصال ونظره مازال على حورية يردد بإنجذاب ولباقة:
– شوفتي ياستي..أطمنتي؟
زاغت عينا حورية.. نظرات الرجل صريحه تماماً أي فتاة تعرف تلك النظرات جيداً… حاولت تحاشي النظر له وتوجهت لخالتها تسألها:
-ها يا خالتو…أتطمني؟
-لسه بردو.
-ماهو قال كويسة وفي شغلها ولما ترجع بالليل هيكلمها… إيه رأيك.
هزت جنات رأسها بتقبل فنظرت حورية لعاصم لتجده ينظر لها مبتسماً فقالت بإرتباك:
-خلاص يا أستاذ عاصم وأحنا متشكرين جدا لحضرتك و متأسفين على الازعاج إلي عملته لحضرتك.
فرد بتيه:
-إزعاج إيه إلي عملتيه أنتي عملتي إحتلال
-بتقول حاجة حضرتك؟
أنتبه على نفسه ثم قال بلهفه ومكر:
-بقول تسيبي لي رقمك عشان ابلغك الأخبار أول بأول
فقالت جنات:
– أه ياريت يابني اللهي يسترك .. اديلو الرقم يا حورية ألا أنا مش حافظة رقمي .
-حاضر.
ثم بدأت تمليه رقمه فقال:
-حفظته خلاص.
إستأذنت كي تغادر مع خالتها بينما عاصم ينظر عليها بإعجاب صارخ وكأنه أخيراً وجدها.
____________________________
في قصر الملك راموس
وصل مبكراً عن موعد عودته وتوقفت الطائرة في أحد الممرات المخصصة لها بجوار القصر …تقدم يدخل وسط حراسته ليتفاجئ بكل عمال وحراس القصر من الصغير للكبير مجتمع فسأل:
-ماذا هناك كاكا؟
-لأ أعلم مولاي
تقدم ليرى ماذا يجري ..يستغرب نصوب مشنقة في وسط القصر…دقق النظر ليرى جثة أحدهم معقلة في المشنقة تفرفر بأقدامها كالدجاجة المحبوسة وسأل كاكا أحدهم ماذا يجري فجاء الرد:
-السيدة ماديولا أمرت بإعدام الفتاة البيضاء.
صرخ الأسم في عقل راموس عدت مرات…يعني أن من تبدل بقدميها أثر الأختناق هذه هي فتاته؟
تقدم سريعاً يصرخ:
-توقفوووووووووا
أنتبه الكل وصرخ الحراس إنتباه بوصول الملك.
أنتفتضت ماديولا من على كرسيها الملكي بأعين متسعه و هي ترى الملك يتقدم من طبلية الأعدام يعتليها ..يصرخ في الحراس أمراً بفك الحبل عن رقبة الفتاة البيضاء وإزاحة القماش الأسود عن رأسها.
كانت لحظات كالدهر عليه لا يصدق…كيف ولماذا..هل كانت ستموت …لا يصدق…يشعر أنه هو من يختنق الان وليست هي.
تلقفها بين يديه أمام أنظار الجميع يتحسس عنقها الذي أحمر من حبل المشنقه ونفسها ضعيف للغاية وصرخ:
-أستدعوا الطبيب حالاا هيااا.
وظل يقلب فيها يضرب على خدها برفق وهي بين يديه جثة يردد:
-لا تذهبي..لااا..ماذا فعلوا بكي في غيابي… ماذا فعلوا..
ثم صرخ:
– لما تأخر الطبيييب ؟
حملها على ذراعيه وهو يصرخ في الجميع أن يتحرك و ذهب بها لجناحه.
بينما مديولا مشدوهة مصدومه و أنچا كأن على رأسها الطير ……….
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
حملها بنفسه التي قتلها اللوع حينما تأخر الطبيب، مظهرها وهي شاحبة اللون هامده بين يديه جمد الدم في وتينه.
دلف سريعاً لغرفته الملكيه يضعها على الفراش بتعجل في نفس اللحظة الذي تتبعته فيها هرولت خطوات الطبيب .
يردد برهبة:
– اتركها مولاي
زجره الملك وردد من بين أنيابه :
-أين كنت واللعنة، أحرص على أن تبقى بخير هياا.
ردد الطبيب برهبة :
-ح.. حسناً مولاي.
أبتعد راموس سريعاً كي يعطي الفرصه للطبيب ولا يعطله بأي شيء.
راقب الطبيب وهو يفحصها بعناية يوصل جهاز اكسجين بأنفها و يقم ببعض الإسعافات السريعه.
ظل هكذا لدقائق إلى أن أستدار للملك وقال:
-حمد لله هي الأن تتنفس سيدي… لقد أسعفناها بالوقت المناسب.
أغمض الملك عيناه يكتم شهقته المتلهفة و التي كان ستزيد من فضحه.
لكن مازال لوعه مسيطر عليه، لقد كاد أن يفقدها..بلحظة .
ابتلع رمقه وردد باهتمام لم يحاول أن يداريه:
-لما لم تستيقظ حتى الآن إذاً
-لقد قلت لجلالتك أنها مازالت تتنفس يعني أنها على قيد الحياة ولكن حالتها ليست بالجيدة إطلاقاً فهي قد تعرضت للشنق قبل قليل وكادت أن تختنق.
كان يستمع للطبيب و عيناه تسرح حتى وصلت للجرح الأحمر بعنقها والذي سببه الشنق.
لعن بصوت حسيس.. الأوغاد .. لقد شنقوها دون تغطية رأسها حتى.
عاد يغمض عيناه بتوعد وحمد بآن واحد.
ثم قال:
-أريد فريق طبي خاص لخدمتها
-حسناً مولاي.
-أنصرف.
أمتثل الطبيب للأمر و ذهب فيما بقى راموس مع رنا وحدها.
أخد يقترب ببطئ منها و تمدد على الفراش بداخلها.
لم يدري بروحه إلا وهو يرفعها برفق و يحتضنها.
رجفة عظيمة سرت على طول جلده ذبذبته كلياً …. تمهيده عاليه حارة صدرت عنه … اخيراً هي بأحضانه بعد تمنعها المستميت .
ربما هي أشرس أنثى رأها بحياته، لا يعلم لما هو منجذب إليها بتلك الصورة.
ظنها رغبة متأججة بسبب رفضها المتواصل له، لكنه حينما كان يراقب الطبيب وهو يسعفها كان كذلك يراقب حالته فهو يكاد يختنق بينما يراها ممدة وهو على وشك فقدها.
سرحت يداه تتفقدها، وعيناه تنظر لها ، أنها بديعة الحسن لها قبول غير عادي وطلة مميزة حتى لو كانت شاحبة هزيلة.
اعتصر لحمها بين ذراعيه، مذ رأها وهو يتوق إلى تلك اللحظة وذلك الشعور، أن تصبح بين ذراعيه على فراشه لحما و دماً.
و قد صدم الأن حينما اكتشف أنه يريد الأكثر، يطمع في الأكثر، يرغب في إمتلاكها للأبد… إنه يريدها ..وهذا لأمر جلل يحدث لأول مرة.
دقات متزنه على الباب جعلته يستدرك حاله و يعي أنه يعصر لحمها الغض بين ذراعيه وصدره مكتشفاً أنه لا يمكنه طبعها على جسده.. على الأقل الآن.
وأنها هزيلة متعبه تحتاج للراحة إن كان يريد حياتها.
وضعها على فراشه الملكي برفق شديد وهو يسأل بصوت خفيف : من أين ظهرتي لي؟ ماذا فعلتي بي؟ ماذا.
كان الدق المؤدب قد اختفى لثواني لكنه عاد من جديد .
أذن راموس بصوت جمع الكثير من القوه عكس حالته التي هو عليها بسبب خوفه عليها.
وما أن أبصر رئيس الديوان أمامه يقف مطأطأ رأسه ينكس عيناه أرضا يغض بصره عن حريم الملك.
حتى هب راموس من على الفراش وأسدل السيتار ثم تحدث بصوت غاضب : ما هذا الذي حدث؟ ومن المتسبب فيه؟
الوزير : أحمم.. أسمح لي سيدي .. أنا أمرت بالتحقيق فيما حدث لكن على الأرجح لقد فعلت شيئا ما أفضى بها لهذا العقاب.
راموس: أريد تفصيل شامل وسريع عن ما حدث… أقسم أنني لن أتوانى في معاقبة الفاعل..و الآن أذهب… هيا.
خرج الوزير من الغرفة و التف راموس عائداً إليها يغتنم اللحظة … فهي الأن تدفئ فراشه ساكنه.
نظر لها متأملاً وقد عادت لشفتيه ابتسامة إعجاب ومد يده يداعب خصلاتها الشقراء..
تنهد بحرارة يسأل من جديد : لم أنت جميلة هكذا؟ لم أرى في جمالك قط يا مهلكتي.
سمح لنفسه أن يقترب منها يستنشق عطرها … سب بين أنفاسه بغضب شديد وهو يستمع لدقات الباب من جديد و دلف الطبيب ومعه مساعدتين .
سحب نفس عميق يصبر نفسه فسلامتها أهم الآن.
وقف بشموخ من بعيد يتابع إجراءات الطبيب وهو مصدوم لا يصدق أنه كاد أن يفقدها وبغمضة عين يسأل ماذا لو لم يضطر لتغيير ميعاد عودته بسبب دواعي امنيه مؤكده حرصاً على سلامة جلالته.
ماذا لو تأخر دقيقة مثلاً أو دقيقتين هل كانت ستشنق؟
فلتشنق … وما دخله هو؟ سأل نفسه ماذا لو لم يلحقها ..ماذا يريد منها … نظر لها وهي على الفراش موصلة بخراطيم المحاليل و الأكسجين وحاول إيجاد مخرج يغلف به شعوره و أنها بالتأكيد الرغبه.
نعم نعم.. هي الرغبة لأن للحقيقة و بالمنطق هي ليست ككل الجميلات…هي ذات جمال خاص… خاص جداً ويشهد بذلك كل من يراها.
خرج من الغرفه و ذهب لمكتبه و هو يردد ذلك السبب المغلف داخله كأنه يحاول إقناع نفسه أولاً.
______________سوما العربي _____________
مرت بدل الساعة ثلاثة وهي للأن لم تعد من الخارج
ظل طوال الوقت يفتل الأرض بين الصالة والشرفة ليرى إن كانت قد عادت.
ألقى بجسده على الأريكة وحمل هاتفه ليلعن ألف مرة فقد أدرك مؤخراً أنه لا يملك رقم هاتفها.
أين هي و لما تأخرت، تباً لها وله و لكل شيء..هو لأول مرة يذق للوع طعماً.
دق جرس الباب فهرول ناحيته سريعاً ولم يفكر أنها بالفعل تملك مفتاح للباب فلو كانت هي لفتحت
لكن على مايبدو أن لهفته لغت تفكيره و هرع ناحية الباب ظنا منه أنها هي.
فتح الباب يردد بتهلل : اتأخرتي ل …..
أنحشر الحديث على طرف لسانه حينما أدرك هوية الطارق والذي كان والده.
وقف ينظر لابنه بأنتباه و قد تعجب من تلك اللهفة البائنه عليه.
فسأل : هي مين اللي اتأخرت.
ارتبك زيدان في الرد و قال : هاااا.. لأ.. ده…أحمم.. مافيش.. ايه يا حاج هتقف تتكلم من على الباب كده .. أتفضل أدخل.
نظر له شداد بأعين مترقبة خبيثة ثم لملم عبائته و دلف للداخل بشموخ.
تقدم نحو الداخل وجلس على أحد الأرائك يقول : أنا من يوم إلي حصل وأنا مش عارف اتلايم عليك عشان أكلمك في إلي جرى .
تنهد زيدان بتعب ثم قال: إلي حصل ده برجلنا كلنا
بادله شداد نفس التنهيدة ثم قال: أسمع مني يا بني الكلمتين دول… أبوك راجل كبير لف في الدنيا وشاف .. الكون ده له رب ..مافيش حاجه ماشيه كده جهجهوني.
زيدان : قصدك ايه يا حاج.
تغضنت زوايا فم شداد بابتسامة خفيفة ثم قال متأملاً: أقصد أن ربك بيسوق الأقدار عشانا.. ده أحن على الوالدة من ولدها.
زيدان: يا حاج وضح كلامك بلاش شغل ولاد السوق ده.
رف حاجب شداد والمكر يلتمع في عيناه، يفهم إبنه من نظرة عينه وكل منهم يمكر على الآخر.
زيدان يرغب في تصريح واضح وصريح من والده بل ربما يريد منه نصيحة أو ضوء أخضر.
فراوغ في الحديث يسأل: أحمم.. ألا هو أنت كنت متلهف كده للي على الباب ليه؟
حانت على زيدان بعض أمارات التوتر وردد : لأ ولا حاجة؟
همهم شداد ثم تابع: وهي فين حورية أمال؟
-أحممم… خرجت.
انعقد حاجبي شداد و سأل : خرجت بعد كام يوم من الفرح وهو ده يصح بردك؟
-كان مشوار ضروري مع خالتها ، بنت خالتها غايبه من فترة راحوا الشركه يسألوا عنها، وبعدين فرح إيه بس يا حاج أنت بتتكلم كده زي ما يكون فرح بجد وأحنا اتنين عرسان بحق وحقيقي
– إيه إلي خلاه مش بحق وحقيقي.. الله… هو مش كان في فرح و مأذون و إشهار ..عجايب و الله
رفع زيدان عيناه مندهش وقال : يابا أنت نسيت محمود يابا؟
-محمود أختار نصيبه… شوف أنت نصيبك إلي جالك لحد عندك.
-بس ده أخويا و إبنك إزاي بتقول كده
هب شداد واقفاً يلملم عبائته وقال بحزم:
– ماهو عشان ابني.. الظاهر إني دلعته دلع ماسخ لحد ما بقى بيأذي نفسه ويأذي إلي حواليه..لازم يعرف إن ماحدش بياخد كل حاجه.
وقف زيدان هو الآخر ليتكلم لكن أسكته شداد بحسم و قال :
-اسمع يابني…كلمتين أبرك من جرنال ..حورية دلوقتي مراتك على سنة الله ورسوله بموافقتها وشهادة الناس.. قبلتها مراتك أو لأ أنتو أحرار الجواز مافيهوش غصبانيه ..بس عشان يبقى في معلومك سوا قبلتوا بالجوازة أو مكملتوش كده كده محمود مش هيتجوزها ولو انطبقت السما على الأرض وأنا بنفسي إلي هقف في الموضوع ده… واعي لكلامي؟
تركه وذهب ناحية الباب ثم توقف في منتصف الطرقه يقول : أنا كده جبت لك نهاية الحوار و أنت عقلك في راسك وفكر.
لم يرد زيدان فاتجاه شداد ناحية الباب يفتحه وقبلما يخرج قال : أه نسيت كنت طالع لك ليه… أمك عزماكم النهاردة على الغدا ماتتأخروش.. سلام.
خرج شداد في اللحظة التي وضعت فيها حوريه قدميها عند الباب لتدخل، نظر لها شداد مبتسماً ثم قال: حمد لله على السلامه يا مرات ابني.
قال الأخيرة و عيناه على إبنه المعني بالحديث ثم هبط الدرج .
واستقبلها زيدان بأعين مشتته تنظر لها بشاعر و أفكار مضطربه ولعن بداخله فرغم كل تشتته و تضارب أفكاره شوفتها تريح نفسه..هو بالفعل الآن يخرج تنهيده حاره و هو يطالعها بصمت تام.
____________سوما العربي___________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
جلس على عرشه يتابع بعض الأوراق في يده ، شؤن رعيته أهم من تلك البيضاء المتمردة..
-الجميع للخارج.
كان هذا صوت الذي أقسم على مباشرة أمور الرعية وألا يذهب إليها.
لم يقدر…و ها هو يقف الأن أمام فراشه الخاص الذي تمددت عليه وانصرف الجميع.
جلس ينظر لها بصمت غير مفهوم ينتظر إستيقاظها.
مرت نصف ساعة تقريباً وهو يجلس أمامها مكتفي بالصمت والتأمل… إلي أن وجدها ترف بأهدابها.
فتأهب مترقب ليرى ردة فعلها وتمردها المتواصل.
تنهيده خائنة صدرت عنه وهو يراها تفتح عيناها الجميلة و تطلع حولها بصمت.
يتوقع أن تهب كالنار في وجهه كما تفعل دوماً… أرتفع حاجبه بدهشه و هو يراها تقلب عيناها في الغرفة بصمت تام و التفت تنظر له ولم تنطق ثم حاولت الأعتدال على الفراش.
كان رد الفعل منها غير متوقع تماماً… فتاته البيضاء المتمردة الشرسة تكورت على نفسها تبكي كالجنين تحتضن نفسها.
لم يقدر على مواجهة أنهيارها بشموخه الملكي وهيبته وهب مقترباً منها يخطفها داخل أحضانه يحاول تهدئتها.
وهي مستمرة في البكاء تشهق و تنتفض .
أخذ يمرر يديه على طول جزعها وهو يزيد من ضمها بدفئ يردد : ششششش أهدئي صغيرتي… أنتي الآن معي وبخير.
أتسعت عيناه ببهوت وإقشعرار وهو يشعر بها تنكمش داخل أحضانه وتكمش ظهر ملابسه بكفيها كأنها تحتمي به…….
______________سوما العربي_____________
في المساء على سفرة عامرة ترأسها الحاج شداد وزوجته وضع نصف دجاجه على صحن ممتلئ بالطعام أمام حوريه ثم زيدان وقال:
-انا عايز الأكل ده يتمسح مسح.. سامعين… سامعه يا حورية..شغل أكل العصافير ده ما ياكلش معانا.
بهتت ملامح زيدان التي كانت مشرقه منذ قليل على ذكر سيرة العصافير ونظر ناحية حورية وجدها صامته بضيق هي الأخرى.
لامت فرودوس زوجها بنظرة من عينها وقد اشتحن الجو قليلاً ولم يغيره سوى صوت جرس الباب.
وقفت فردوس لتفتح لكن سبقتها حوريه تقول : خليكي أنتي عشان رجلك هفتح أنا.
فرودوس: أي والنبي مش قادره.
ذهبت حورية فتحت الباب لتجد رشا أمامها تحمل معها ملائة سرير نضيفة تنظر لحورية بنظرة غير راضية ثم قالت مدعية المزاح :
– هو البيت بقا بيتك وبتفتحي يا حور ولا إيه؟
اندهشت حورية من كلماته ولم تعرف ماذا تقصد ولا بماذا تجيب.
لكن صدح صوت شداد يقول: تعالي يا رشا واقفة ليه.
-ما حورية هي إلي ما دخلتنيش يا عمو.
زوت حورية ما بين حاجبيها تسأل متى منعتها فيما أكملت رشا :
-انا كنت جايه أجيب لمرات عمي الغسيل إلي وقع في بلكونتنا .. عارفه رجلها بتوجعها.
-فيكي الخير يا رشا..تعالي يا حبيبتي… تعالي كلي لقمة مع عمك
نظرت رشا لحورية ثم قالت:
-ما تدخليني يا حور الله
-هو أنا منعتك يا بنتي.. ماتدخلي.
تقدمت رشا للداخل و سريعاً جلست على الكرسي المجاور لزيدان اندهشت حورية من فعلتها ولا تعلم هل تتحدث أم لا… وكانت المفاجأة حين تحدث زيدان بصوت مهيب:
-ده كرسي حورية يا رشا.
نظرت له رشا وكادت أن ترد لكن قطع كل هذا صوت هاتف حورية الموضوع على سطح الطاولة حيث كانت تجلس من قبل فكان أمام رشا التي التقطته سريعاً ثم سألت بصوت عالي تسأل بنبرة يشوبها المكر والأتهام في آن:
-مين عاصم إلي بيتصل بيكي ده؟
توجهت أنظار الكل باتهام خصوصاً زيدان الذي بدا قد تحول وتحولت عيناه ببوادر غضب غير مسبوق….
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
على الرغم من أن الإسم مسجل “أستاذ عاصم” إلا أن رشا نطقته مجرداً عن عمد على ما يبدو و كأنها تتعمد إضافة بعض البهارات.
وطريقة رشا نجحت في إرباك حورية التي نظرت لها بجبين مقطب مستغربه الطريقة التي صاغت بها رشا سؤالها؟
انتبهت حواس الكل لها منتظرين إجابه وكان السؤال الحاد من فم زيدان الذي سأل:
-مين ده؟
-ده أستاذ عاصم… مدير رنا بنت خالتي
كان شداد يتابع ما يحدث بتروي وقال :
– أهدى يا زيدان في ايه…ردي يا بنتي..ردي شوفي يمكن في أخبار.
لم تفكر حورية مرتين وتناولت الهاتف تجيب :
-الو.. أيوه يا أستاذ عاصم.
-مساء الخير يا آنسه حورية… أتمنى ماكونش أتصلت في وقت غير مناسب.
– لا ابدا.. طمني في أخبار عن رنا ؟
ظهر الإرتباك على نبرة صوته ثم قال بتلعثم :
– هاااه… أه..اه هي تمام..
تهللت ملامح حورية وسألت بلهفة:
-بجد… يعني عرفت تتصل بيها وهي بخير
-اأاا.. ااه.. أيوه..كلمتها في المخيم وهي بخير اتطمني أنا بس كانا حابب اااا…
قاطعته تردد بحبور :
– طيب هي ليه مش بتكلمنا كده زي ما كلمت حضرتك؟
-ضغط شغل مش اكتر مع فرق التوقيت كمان… ماتقلقيش.
-يعني اتطمن مامتها؟
-أيوه هي تمام…أاا.. أنسة حورية أاا..
تلعثم في الحديث رغم خبراته النسائية المتعددة ولا يعلم لما أرتبك ما أن حدثها.
صمت منتبهاً لحديثها حين قالت :
– أنا متشكره جداً ليك يا استاذ عاصم مش عارفه أقولك إيه.. شكراً لاهتمامك.
أغتاله شعور الإحباط ، تلك الكلمات المنمقة المختصره تقال لكي تغلق أي حوار و تختزله.
صمت بخيبة أمل ثم تنهد بحرارة و قال :
-ماتقوليش أي حاجة أنا مبسوط إني كلمتك.
ظهر التوتر على ملامحها التي تتابعها عينا زيدان بتفرس ، ما عادت تعلم بماذا تجيب خصوصاً بعدما أستمعت لتنهدته التي تهد الحيل هداً.
وجاء صوتها متلعثماً تردد:
-شكراً لذوق حضرتك…مع السلامة.
أغلقت الهاتف بتوتر ووضعته بجوارها ثم التقطت معلقتها لتأكل متظاهرة بالأنشغال رغم أنها منذ دقائق كانت تشعر بالحرج من تناول الطعام فهي تفعل لأول مره بمنزل شداد.
وما كان من الصعب على زيدان التقاط كل هذا بعيناه التي يخرج منها اللهب.
بالأساس كان الجو متوتر مشحون وشداد عيناه على إبنه تتابعه بصمت وخبره.
وكذلك رشا التي استنفر حاجبها الأيسر مرتفعاً وهي تراقب ما يحدث بينما تقضم بواطن فمها بغضب غير مبرر.
لم يستطع الصمت وانفجر دفعه واحده يسأل بصوت حاد :
– مين ده و عايز منك إيه ومعاه رقمك من الأساس ليه؟
سقطت المعلقة من يد حورية، هي بالأساس كانت معدومة الشهية لكن إنفجار زيدان في وجهها هكذا زاد من سوء حالتها.
صمتت لا تعرف بماذا تجيب فيما تحدث شداد وهو يتحتسي الشوربه من معلقته بإنسجام :
– براحه يابني سرعة البنية في ايه؟
ثم نظر إلى حورية وقال :
-كملي أكلك يابنتي سبنتي معلقتك ليه..كلي.
عاود يصب حديثه على زيدان :
-حصل ايه لكل ده يعني.. ماحنا عارفين قصة رنا إلي غايبة أديلها حبة.. الراجل كتر خيره بيطمنها..ماجراش حاجة يعني…كده…كده تخلي حورية تسيب أكلها.
صمت زيدان بغيظ لا يجد ما يتفوه به، نظر لحورية وقال أمراً بقسوة:
-كملي أكل.
نظرت له بضيق ممتزج بالخوف……. هذا ما كان يخشاه، إن تراه حورية رغماً عنه كما تراه كل الفتيات.
كل هذا تحت نظرات فاحصة من شداد ورشا التي بدأت تتململ في جلستها لا يعجبها ما يحدث.
أرتفع حاجبها بحده متافجئة وهي ترى زيدان يرفع أحد الأطباق ويضع مزيداً من الطعام أمام حورية بصمت مهتم يحسها على الأكل.
بعمره زيدان لم يكن هكذا… وهذا ما توصلت له نظرات فردوس وشداد كذلك هما يعرفان عزيزهما جيداً .
___________سوما العربي _______________
انقضى النهار وذاك الذي أقسم على أنها مجرد رغبة يجلس بجوارها متأملاً لها .
كأنها سم يتجرعه برضا، نقطة نقطة بتلذذ، يسأل ما السر بها؟! ما السر!
فبعد نوبة بكائها المريرة و انهيارها بأحضانه جاء الطبيب وحقنها بعقار سكنها من جديد وهو الآن يجلس لجوارها منذ الصباح.
ربما جلس مترقباً لردة فعلها العنيفة بعد إسيقاظها هذه المرة فقد عرفها لبوة شرسه لا ترضخ بتاتاً.
تغضنت زوايا فمه بإبتسامة متسلية وهو يتخيل ما ستفعله ما أن تصحو.
نظر لساعة يده من المفترض أن تكن قد بدأت تستيقظ منذ حوالي النصف ساعه كما اخبره الطبيب لكنها لم تفعل حتى الآن.
أستوى في جلسته يقعد بارتياح يتنهد بسخونة فيما يشعر بإحساس كبير يستحوذ عليه، يتملكه.
إحساس أستكبر إن يضع له تسمية، راوغ حتى مع حاله و رفض المواجهة ، لكنه لم يقدر على إيقاف ذاك الشعور وتركه يتملكه يزيد الأمر وهو مستمر في مطالعتها بصمت وانفاس سخينه…يننتظر إستيقاظها.
هبت نسمات خفيفة من نافذة الغرفة الملكية تعاكس طبيعة الجزيرة الحارة جداً.
زوى مابين حاجبيه مستغرباً تلك النسمات الجديدة كلياً على طبيعة مناخهم واغمض عيناه مبتسماً يستمتع بلفحاتها.
أستمر الأمر لثوانِ ففتح عيناه متنهداً لتتسع من فورها وهو يبصرها وقد فتحت عيناها ……تجلت امارات الدهشة على ملامحه، أين الصراخ و السب والنهش .
طالعها مترقباً ربما هي في طور الأسيعاب لا اكثر.
لكن إستمرار سكونها وتحديقها في سقف الغرفة المزركشة بالذهب دون التفوه بحرف جعله يتأكد أن بالأمر أمر.
أقترب منها حتى بات يتنفس أنفاسها ونادى بهمس: -صغيرتي هل أنتي بخير؟
بحلقت عيناه وهو يسمع ردها الفوري بجسد لم يرف فيه عضلة واحده :
-جوعانه.
-ماذا؟!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-أريد الطعام.
رد بتلهف :
– حسناً… حسناً صغيرتي.
خرج ناحية الباب وطلب لها الطعام ثم عاد من جديد يراها مازالت مسطحه على ظهرها صامته.
نظر لها بغرابة ثم بدأ يقترب وهو يختبر الأمر ، ثم يقترب ويقترب إلي أن دنى منها و جلس على السرير بجوارها .
أسبلت جفناها و كل ما حدث يدور بخلدها كشريط سينمائي بصور متتالية تتذكر كيف شنقوها وكيف ساقوها لطلبية الإعدام وكأنها حيوان، بل هي أقل من الحيوان حتى.
كانت ستذهب برفة جفن، ستموت مشنوقة فقط لأنها لم تتذلل بالقدر الكافي لشقيقة الملك.
لقد خلقت حرة،لا تنحني لغير الله، كيف لها أن تفعل؟ كيف؟!
أنتبهت على أصابعه القويه التي امتدت لتتلمس شعراتها الشقراء بترقب من ردة فعلها، تنهد بحرارة و هو يردد :
-ظننتك ستستمرين في التمرد و العصيان.
سألت بصوت هادئ واثق من صحة الجواب:
-أنت من أنقذني أليس كذلك؟
دنى منها اكثر حتى بات يتنفس أنفاسها وشفيته على بعد إنش واحد من شفتيها وهمس:
-نعم
-إذاً فأنا مدينة لك.
تجعدت جبهته، كيف تتحدث؟ مدينة له؟ صيغة حديثها جديدة عليه كلياً.
نظر لها بتشوش يسأل نفسه لما طريقتها مختلفة عن البقية وهمس:
-مدينة لي؟!
-نعم لقد انقذت حياتي
– فلنفرض يا صغيرة…هممم..ماذا بعد؟
سألها بترقب ينتظر إجابه فقالت:
-يجب علي رد الجميل.
ضحك مستأنساً وسأل:
-كيف؟!
-أرجو أن تتوقف عن نبرة السخرية والتقليل التي تتحدث بها معي، هذا أن سمحت يعني.
صمت لثانية وتعوج رقبتها و نظرت داخل عيناه ثم همست أمام شفتيه القريبه منها :
-ليس لأنك الملك فأنت من تملك كل شيء ولا يوجد ما يمكن أن يُقدم لك أو تحتاجه.
تنهدت بحرارة ثم عادت تنظر لسقف الغرفة من جديد بينما تكمل بحسرة:
-فمنذ شهر واحد من كان يقسم لي أنني سأذهب إلى جزيرة في نهاية العالم وأصبح أسيرة فيها و يحدث معي كل ماحدث لاعتقدته معتوه يهزي وربما طلبت له العباسية.
-عباسية؟!!
لفت وجهها وقالت :
-لا عليك .. لن تعرفها.
أبتسم رغماً عنه وهو ينظر لها بأفتتان يمرر عيناه على ملامحها المميزة ثم همس:
-انتي جميلة جدا صغيرتي.
ردت وهي مازالت تنظر لسقف الغرفة:
– أعرف.
ضحك بخفة ليجدها تلتف له وتهمس أمام شفتيه :
-و أنت كذلك.
تهلل وجهه..هي لأول مره تبلل ريقه بأي كلمة بل من الأساس تلك هي أول وأطول محادثه حدثت بينهما حتى الآن فما قبل كانت مناوشات وتحديات صغيره بينهما.
قال يرغب بالاستطراد في الحديث وسأل راغباً في التفسير:
-كذلك ماذا؟
همست برقة أذابته :
-جميل و وسيم.
أسبل جفناه يشعر برعشة غزته من كلمتين منها وزادت لوعه.
رغماً عنه زادت حرارة جسده واقترب منها أكثر يرغب في تقبيلها .. باتت شفتيه أمام شفتيها لا يوجد إنشات تفصلها ينظر لعيناها مره ولشفتيها مره وهي تناظره بصمت خالي من التمرد المعتاد.
كاد أن يقبلها لتهمس وهي بمرمى شفتيه:
– الباب يدق.
-فليتحترق، أنا أريدك صغيرتي.
أرتعش جسدها وهي تفهم مراده فهمست بخوف:
-لكني جائعة.
-حسناً.
زم شفتيه بيأس ثم استقام بهدوء وأذن للطارق بالدخول… تركهم بخدمتها وذهب لهدفه.
دلف الخدم و معهم الطعام ومن بينهم سوتي التي تقدمت بتردد من رنا تسألها:
– عاملة إيه دلوقتي
– عايشه لسه.
دققت سوتي النظر لرنا ثم قالت:
-غريب هدوءك ده
نظرت لها رنا بوجه خالي من التعبير ثم قالت:
-عايزة أكل وبس.
رفعت سوتي أحدى حاجبيها و هي تنظر لرنا بتوجس، حالتها تلك مغايرة لما اعتادوه منها…فأين التمرد و الصراخ و الضرب.
لكنها صمتت ربما هي في طور الصدمة ولم تجتازها بعد.
حاولت سوتي جذب أي حديث مع رنا لكن الرد كان بارد مقتضب جعلها تنخرص حتى انسحبت تماما.
وبقت رنا وحدها بغرفة الملك تأكل على فراشه وهي تفكر بصمت وتقارن أين كانت وأين هي الآن.
لا أحد يعلم سبب هذا الصمت والسكون..حتى هي.
بينما في غرفة العرش.
جلس راموس على عرشه بإستنفار أمام وزيره الذي قال:
-نعم يا مولاي انتيهينا من التحقيقات.
-وألى ما توصلت؟
-كما قولت لجلالتك مولاي لقد اخترقت القوانين لذا نالت عقابها.
هب الملك من على عرشه وهتف :
-الشنق؟ ماذا فعلت واللعنة.. ومن أعطى الأمر بأن تعدم؟
أحنى الوزير رأسه وردد :
-شقيقة جلالتك يا مولاي.
بهتت ملامح راموس وردد:
-ماديولا؟
-نعم مولاي وكما سبق أن ذكرت لجلالتك فقد اخترقت الفتاة لأحد القوانين فنالت جزاء مافعلت.
-ماذا فعلت بالأساس لتعدم… ما تهمتها؟
-إهانة أحد أفراد الأسرة الحاكمة.
-كيف؟
سأل الملك بترقب لكنه كان على علم مسبق بطبيعة رنا الشرسه والمتمردة فوقف بإنصات ينتظر الاستماع لأي كارثه قد فعلت فجاء الجواب من الوزير:
-لم تقف بانتباه أثناء مرور الأميرة ماديولا.
-ماذا؟!
هتف راموس بحده وغضب … وانتشر الخبر في القصر كله بعدما وصل لمسامع الجميع أن الملك بنفسه يحقق فيما حدث… وتقاسمت الاراء ما بين سعيد بما يحدث و ناقم لزيادة مكانة تلك الفتاة الدخيلة عليهم عند الملك.
__________سوما العربي ____________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
انتهت السهرة واستعد زيدان للمغادرة هو و حورية واجمة الوجه.
خرجت حورية من الباب أولا واستبقته على السلم تصعد للطابق التالي.
وكذلك زيدان الذي ترغمه قدماه على تتبع ريحها أينما ذهبت.
لكن أوقفه شداد ينادي:
-زيدان.
إلتف له ملبي الندا فقال شداد :
-صالحها يا زيدان.
رمش زيدان بأجفانه ثم هز رأسه طواعية وغادر يتبعها.
أغلق الباب خلفه وعينه تدور في الشقه تبحث عنها .
وجد باب غرفة النوم مغلق ففطن أنها بالداخل وقف بتوتر لجوار الغرفة وكاد أن يتحرك ليجلس على الأريكة لكن توقف وهو يرى باب الغرفة يفتح وتخرج منه حورية التي تتحاشى النظر ناحيته تحمل بيدها ملابسها.
قبض على ذراعها بيده القاسية و قال:
-رايحة فين؟
ردت بوجوم:
-هستحمى.
نظر لها من كل الجوانب وسأل بحزن:
-خوفتي مني مش كده؟
لم يتلقى رد فقط نظرات حزينه شاردة تخبره بمرارة الجواب
فسأل:
-هو أنا صحيح بخوف يا حورية؟
حانت منها نظرة له لتبصر الحزن بملامحه فردت متعاطفة:
-لأ أنت…
قاطعها يبتسم بحزن:
-بلاش كذب يا حورية.. أنا سمعتك قبل كده وأنتي بتقولي لمحمود إنك بتخافي مني.
بهتت ملامحها وحاولت مواصلة الكذب لإنكار ذاك الشعور البشع عنه لكنه أوقفها يقول :
-قولت لك بلاش كذب عشان تجامليني … ده أنتي وصل بيكي الحال أنك طلبتي منه تسيبوا البيت وتتجوزوا برا عشان مابقاش في وشك.
ابتلعت رمقها بتوتر فيما أكمل بإبتسامة حزينه:
-رغم انك كنتي ماصدقتي إنه يعرف يجيب شقه أصلاً ،ومع ذلك كان عندك استعداد تصبري وتستحملي لسان أمك وكل إلي هيحصل نظير أنك تهربي من شوفتي إلي بتزعجك.
حرر ذراعها من يده القوية و أردف بإنكسار لأول مرة بحياته:
– قوم جه حظك وقعك فيا.
شهقت بجزع وهي تراه يضحك بألم مكملاً:
-كأن القدر قالك نفس البيت إيه إلي مش عايزه تسكني معاه فيه ده أنتي هتلبسيه هو ذات شخصياً.
إستدار ليتحرك لكنها أوقفته بصوت ملهوف:
-زيدان
تحرك ناحية الباب وهي مستمرة في النداء لكن نفسه أبت الشفقة يعتقد أن ما يسمعه سيكون من باب التخفيف عنه ليس أكثر، رفض أن يحدث أكثر مما حدث.
فنظر لها قائلا:
-مش محتاجه تقولي حاجه يا حورية وأنا مش بلومك.
خرج من البيت وتركها هارباً وهي وقفت تطلع حيث اختفى بقلة حيلة.
______________سوما العربي___________
تحول حرملك القصر إلى حلقات كل الجواري تهمس لبعضهن عن ما دار بين الملك وطلبه لشقيقته ماديولا كي يحاسبها.
ركلت ماديولا باب الحرملك بقدمها تسير بخطى غاضبه تجاه غرفتها الملكية والشر والغضب يتطاير من عينها بينما وقفت أنجا بغضب أمام الجواري تهتف بغيظ وقهر :
-علام تتهامسن يا حسالة… الجميع إلي عمله هياااا.
انصرفت الجواري على الفور وجلست أنجا جانباً على أحد الأرائك تلهث وهي تفكر بتلك الداهية التي وقعت فوق رأسها وكيف تتخلص منها… ثواني والتمعت عيناها بمكر خبيث ثم وثبت تتحرك بعزم تجاه مخططها الذي لن يخيب هذه المرة بالتأكيد…….
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
وقفت أنجا أمام باب غرفة الطبيب الوسيم تسحب نفس عميق ثم دقت على الباب دقات متتابعه.
وما أن أذن لها صوته الرخيم بالدخول حتى دلفت تبتسم بلطف شديد وهي تتفرس ملامحه الوسيمة بإبتسامة عذبة ثم قالت:
-كيف حال طبيبنا العظيم
-بخير سيدة أنجا ..زيارتك لي بمكتبي شرف كبير.
أبتسمت أنجا بأنتشاء و هي تطالعه و تستمع لطريقة تحدثه اللبقة تشعر أنها أحسنت الإختيار.
تقدمت إلى أن جلست على الكرسي المقابل لمكتبه ثم قالت:
-جئت لأسألك عن تلك الجارية المريضة…ما هو وضعها يا ترى؟
-أي جارية؟
-تلك الحسناء صاحبة البشرة البيضاء
عدّل الطبيب من وضع نظارته فوق عيناه ثم قال:
-أه.. جارية الملك.
ابتسمت أنجا و هي تبصر إرتباكه … لم تكن نظرتها خاطئة يوما و هي تراه يقم بالكشف عليها بعيناه نظرة رجل لفتاة أعجبته.
تغاضت أنجا عن جملته الأخيرة حين خصها بلأنتساب للملك و قالت عن عمد :
-لا أعلم سيد “نيمار” لكني كلما نظرت لها كأنني أراك ، يا ألهي بينكما تطابق رهيب في الشكل، فأنت ابيض البشرة ذو شعر أشقر مثلها… و عينان خضرواتان.
أبتسمت و هي تلاحظ تحرك تفاحة آدم الخاصة بالطبيب الوسيم، إذا هي بالفعل أحسنت الإختيار.
وقفت عن مقعدها تسأل:
-هممم.. لم تخبرني بحالتها
-ليست بخير تحتاج لرعاية فائقة كما أن حالتها النفسية ليست جيدة إطلاقاً.
التوى ثغر أنجا بإبتسامة على جانبه ثم تقدمت عدة خطوات و قالت بإهتمام واضح:
-لااا.. إن كان ذلك الوضع فأنا أطلب منك و بشكل رسمي أن تشرف على علاجها بل وتلازمها كذلك فكما تعلم الحالة النفسية هي أهم شيء للعلاج .
صمتت لثواني ثم أكملت بمكر :
-و بالتأكيد قد وصل لمسامعك محاولاتها الهرب و الأنتحار..على ما يبدو أنها غير متقبله لوضعها وحياتها هنا.
دارت حوله و كأنها تحيك خية لاحدهم و أكملت متنهدة تتصنع الأسى حيالها:
– أااه.. أخشى أن تقدم على الأنتحار مرة أخرى، أتعلم أنها فتاة حرة وتحولت بين رفة عين و انتباهها إلى جارية .. الأم صعب جداً دكتور نيمار .. أنت تعلم.
راقبت التعاطف و التوتر على ملامحه الوسيمة بإبتسامة متسلية بينما يردد:
-أعلم أعلم.. لكن… أعتقد أن الملك ي…..
قاطعته عن عمد تردد:
-الملك يراها جارية يرغبها ..قل لها سيد نيمار و أسدي لها النصح بدلاً من تمردها الذي لن يفيدها..فلتعطي للملك رغبته بها بعدها سيزهدها و يمل كما يمل الطفل من لعبة أعجبته ربما وقتهااااا…هاااه.. من يعلم..ربما تركها وشأنها.
تغضنت ملامح الطبيب بضيق شديد و قال :
-سيدة أنجا… أنا هنا بصفتي طبيب وفقط لا أعمل گ أغا من الأغوات أو من فرد من الغلمان كي اجلس بجوار الجواري أقرب بينهم و مزاج أسيادهم.
جسدت أنجا علامات الذعر و التراجع على ملامحها بنجاح مبهر ثم قالت معتذرة:
-اووه…أعتذر منك دكتور نيمار…كيف قولت ذلك… نعم أنت على حق.. معذرة.
تقدمت منه خطوات ثم قالت:
-فكرت فقط بأنك شخص مثقف مثلها ربما يصبح هناك أي لغة حوار بينكما قد تفيدها في مأزقها هذا بدلاً من التفكير في الأنتحار …لكن لا عليك انس أي حديث تفوهت به …معذرة.
ثم خرجت من عنده سريعاً و الابتسامه الخبيثة مجتمعه على جانب فمها رفيع الشفه.
في الغرفة الملكية
اتكئت رنا على ظهر الفراش وهي تحاول مضغ الطعام بفمها تغمض عيناها وتلتهمه في صمت و الخدم من حولها يتابعونها.
دلف الملك بخطى واثقة فانحنى الجميع ينظرون ارضاً .
أشار الملك لهم بعيناه فأنصرفوا على الفور ملبين أمره.
شعرت بالتوتر و ها قد عادت معه بمفرديهما .
ظلت تنظر له بترقب وبدأت ترف بأهدابها من التوتر و الملك يبتسم على هيئتها الطفولية التي مست قلبه.
جلس لجوارها و قال :
-كيف حال صغيرتي الأن؟
-أفضل بكثير
صمتت لثواني ثم سألت مباشرة دون مقدمات:
-هل تنادي كل جواريك بصغيرتي؟!
أبتسم بعذوبة ثم جاوب:
-بالتأكيد لا
-لما؟
سحب نفس عميق ثم أقترب منها حتى بات أمام شفتيها وضع خصلة من شعراتها الشقراء خلف أذنها ثم همس:
-لا أعرف
تلبكت تبلل شفتيها امام عيناه التي تتفرسها بجوع زاد و هو يرى فعلتها بشفتيها فلم يتمكن من السيطرة على ما يرغب و أقترب يلثم شفتيها بقبله بطيئة مثيرة.
أقترابه منها كان الكارثة بعينها…. كان يقترب وهي تشعر بنواياه..وضعت خصلة شارده خلف أذنها وهي تشعر به يميل على ثغرها يقبله بعذوبة.
توقف بها الزمن والشعور…قبلتها الأولى سلبت منها..الغريب أنها لا تفهم ما تشعر به و تجربه.
ربما ستفهم فيما بعد لا تعلم لكن ما هي موقنه منه أنها لن تنسى تلك الرائحة الرجوليه آلتي ملئت رئتيها.
و نظرة عينه التي تقطر نشوى و استمتاع بعدما فصل قبلته القصيرة لثوانِ ينظر إليها مبتسماً و هو يستشعر عدم رفضها كالسابق.
و ما أن أبصر وجهها المشرئب بالحمرة من الخجل حتى تلبسته رغبته و جذبها يقبلها بعمق من جديد.
شعر بمقاومة منها و محاولة إبعاده عنها فغرس أصابعه في جذور شعرها يتمكن منها أكثر و يمنع ابتعادها…لقد تلابسته شياطين لا يعرفها ولا تعرفه من قبل …كأنه تحول إلى إنسان بوهيمي من أن يمسسها… وكأنه لأول مرة يرى أنثى!!!
أخذت تضرب على صدره…. لقد نفذ الأكسجين من رئتيها وهي بحاجة للهواء… أي معتوه هذا؟!
هل هو ملك… أنه رجل بربري لا أكثر.. تقسم بذلك.
و أخيراً عاد له رشده و أفاق من سكرته و هو ينظر لها يراها تجاهد في التقاط الهواء…كيف نسى أنها مريضة وكانت موصلة بخراطيم الأكسجين منذ ساعات فقط.
شعر بفداحة فعلته و عودة جديده لخوفها منه .. حاول إيجاد صوته ثم قال بلا ترتيب و بدون كياسته المعهودة:
-أرى انك بحاجة للهواء..ما رأيك في أن أخذك معي لأستنشاق الهواء في مكاني المفضل
انصرف من أمامها و ذهب يطلب من الحراس تجهيز كل الترتيبات و هو يسأل نفسه بغضب:
-لما أبرر لها و اللعنه.. أنا الملك
بينما هي في فراشها تضع يدها على عيناها تفكر فيما تفعل وما حدث.
ربما هي بحاجة لترتيب أفكارها.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
دخل عليها الخدم ليساعدنها و من بينهم سوتي التي نظرت لها باستغراب ثم سألت:
-الملك أمرنا نغيرلك لبسك…شيفاكي هاديه فين تمردك و صوتك العالي.
نظرت لها رنا بصمت تام و جه خالي من التعبير و لم تتحدث.
فاقتربت سوتي منها مرددة:
-شنو يعني راح تتكبري علينا… هااااه.. عندك حق ما أنتي عاجبه الملك وهو كمان إلي بيسعى لك و كمان هتغيري لبس الجواري و تلبسي فستان اتعملك مخصوص و تطلعي في نزهة مع الملك.. بس مش عايزاكي تعيشي الوهم ..كتير قبلك كانوا في المكانة دي .. الملوك بيملوا بسرعة .. إحنا بالنسبة لهم مجرد تسالي… بلاش تخسري ولاء سوتي ليكي.
نظرت لها رنا بجانب عينها ثم قالت بهدوء:
– أرجو أنك تساعديني دلوقتي و بس..مش عايزين نتأخر على الملك مش عايزين نعصبه علينا .
رفعت سوتي حاجبها الأيمن مستهجنة من تغيرها و شرعت تنفذ ما أمرت به و رنا تترك جسدها لهم يحمموها و يغيروا لها ملابسها بعدما كانت رافضه رفض قاطع لكل ذلك…. ربما عليها تغيير بعض قوانينها و مبادئها أن أرادت البقاء على قيد الحياة و الخروج من هنا.
انتهوا من وضع ذلك الفستان الوردي الرائع على جسدها وبدأت مرحلة تمشيط الشعر والتعطير… أبتسمت رنا بحزن…يعتقدون أن صمتها تعالي وتكبر.
لا أحد يفهم أنها قررت الصمت مع مراقبة و دراسة ما يحدث من حولها…
خرجت رنا على الملك الذي لم يجاهد في إخفاء الاعجاب الناطق بعينه و هو يراها بكل هذا البهاء أمامه.
ابتسمت هي الأخرى و تقدمت منه تشبك يدها في يده الممتدة لها بترحاب و قد قررت أن القليل من الصمت و الطواعية لن يضر
الصراخ و التمرد لم يجدوا معها بأي نفع بل أوشكا على إذهاق روحها .
نظرت للملك بصمت تام..ربما على كل أم أن تعلم أبنتهة كيف تتلون كالحرباء لتعيش و تحصل على كل ما تريد….. رنا الآن في طور التحول لحرباء.. كلام سوتي عن ملل الملوك لا يفارق أذنيها..لن يحدث معها.. تقسم ألا تصبح لعبة في يد أحدهم حتى لو كان ملكاً لمملكة ممتدة على مدد النظر.
جالت عينا راموس على جسدها الغض الذي حكم قماش الفستان و زادها إغواء.
إنها ناعمة حد الهلاك قد تصل به يوماً للجنون… هو بالفعل قد شعر بتهوره حين مسها و أقترب منها لأول مرة..
أحكم الغطاء الموضوع حول صدرها يخفي الفستان المكشوف ثم خرج بها باتجاه موكب الحرس الذي سيقوده للمكان المنشود.
لمحت رنا أنجا تقف في شرفه و ماديولا في شرفه أخرى كلها مطلة على حديقة القصر.
سارت مع الملك لموكب سياراته و بعينها نظرة موعودة غير مفهومة لا معنى لها سوى( ويلكم مني جميعاً)
______________سوما العربي ____________
خرج في الليل يهيم في الشوراع على وجهه، و بنهاية المطاف ساقته قدماه لذلك المقهى الذي اعتاد صديقه الجلوس عليه.
تقدم بلا سلام أو كلام يجلس لجواره
نظر له صالح بصمت ثم صفق بيديه للصبي الذي تقدم يردد :
-أوامر يا كبير
-شيشة الملعم يا حته و هات له واحد عناب.
أنصرف الصبي يجهز الطلب فيما نظر صالح لزيدان يردد :
– قول قول…شكل الكلام على وجع قلب.
نظر له زيدان بتجهم ثم قال:
-وحياة أمك أنا ما ناقصني تريقتك و لا كلامك ده عندك كلمة حلوة قولها مش عندك أسكت حبه أنا أصلا مش عايز أتكلم.
-لأ واضح.. أنت اتفتحت فيا زي البلاعة وتقولي مش عايز أتكلم.
صمت صالح ثواني وهو ينظر له بجانب عينه بينما يسحب انفاسه من مبسم أرجيلته ثم قال:
-ياما قولت لك.. أقطع عرق وسيح دم…هتفضل في وضع التسبيل ده لحد أمتى.
كاد زيدان أن يرد لكنه تفاجأ بأحدهم يضع كرسي امامهم مباشرة ويجلس مردداً:
-الكلاك على نسوان…أمووت أنا.
نظرا لصديقهم الثالث و الغائب دائماً ثم قال صالح :
-جلال باشا الزيات نزل من قصره وجه يقعد معانا على القهوة في مصر القديمه ده شرف عظيم والله.
نظر له جلال بجانب عينه ثم قال:
-مش هرد عليك… أنا مابردش على رجالة
-طول عمرك جاي في أي حاجة فيها حريم
-أنا كده فعلاً…الكلام على مين؟
نظر زيدان لصالح ولم يجيب كأنه لن يصرح فقال صالح:
-لا ده احنا بنتكلم في العموم يعني و بقوله إن للناس تحب الراجل الناشف المخلصاتي إلي ياخدها يرزعها بوسها تجيب لها إرتجاج.
زم جلال شفتيه يتصنع التقزز ثم قال :
-بيئة وجلف ..النسوان دول دلع و حنية وإحساسيس حلوة.. إيه إلي بتقولوا ده.. المزة من دول تيجي بهدية… بفسحه … بوكيه ورد شيك وتبقى جنتل مان معاها كده.
اشاح صالح بيده يردد بقوة و تعصب:
-هو إيه إلي دلع و جنيه و إيه يا اخويا ورد…طب بذمتك دي أشكال تشيل ورد؟
نظر جلال لهيئتهما الضخمه و ملامحهم المتجهمة كرجال المذبح ثم ردد بيقين :
-لأ
-يبقى تكتم قال ورد قال.. أهو ده اللي كان ناقص.
مر الكثر وهو للأن لم يعد…وقفت في الشرفه تطلع للشارع .. تراقب المارة علها تراه من بينهم.
دلفت للداخل بعدما خاب أملها للمره المئة.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
رغما عنها تذكرت رشا و طريقة حديثها اليوم لا تعلم لما تشعر بالضيق من تصرفها .
وقفت بلهفة دون أن تدري وهي تستمع للمفتاح يدور بباب الشقة.
تقدمت تنوي الاعتذار على جرح لم تقصده…باتت ترى أنه لا يستحق ما يقال عنه ..تنوي الحديث معه لكن…
تخشى عصبيته، تتوقع بل هي شبه موقنة أن رد فعله سيكون عصبي غاضب .. زيدان بالأساس رجل صدامي ،حاد الطبع متحفز دوماً للعراك.
ولكن……
أتسعت عيناها و هي تبصره يتقدم منها وبيده باقة ورد حمراء يحملها بيده.
يتقدم منها بحرج و تردد …واضح أنه يفعل ذلك لأول مرة.
حمحم بخشونة و فاجئها حين قال:
-حقك عليا.
صمتت برهبة … ماذا؟ هل هو من يعتذر لها .
تقدمت منه تقول:
-زيدان.. أنا إلي…
لم يتركها تكمل جملتها و قاطعها يبتسم:
-أول مرة أسمع أسمي حلو كده.
بلل شفتيه ثم قال بمهادنة:
-حورية.. أنا مش بخوف زي ما الكل فاكر.. يعني..جربيني.
كان يتحدث بحرج كما لو أنه مكسورة عينه.. يتكلم بلا استحقاق أمام حورية المتفاجئة من حديثه.
كادت أن تصرخ وتجيبه أنه على العكس تماماً لكنه لم يترك فرصه كأنه يحفظ الكلام ويخشى أن ينساه فأكمل:
-احنا مش كنا أتفقنا إننا نبدأ من الأول صح؟
هزت رأسها إيجاباً موافقة فوضع يده بجيب بنطاله و اخرج منها علبه مخملية زرقاء صغيرة..فتحها و اخرج منها محبس من الذهب و آخر من الفضة.
نظر لها بترقب و سأل بأعين مهتزة:
-موافقة؟
هزت رأسها إيجاباً تبتسم..أرتجع صدره من شدة الفرحة…موافقتها على ارتداء خاتم خاص به تعني الكثير …تناول الخاتم في يد كي يلبسها أياه لكن قاطعه جرس الباب.
نظرت له وقالت بحماس:
-يالا
-استني أشوف إلي على الباب الأول.
هزت رأسها موافقة وذهب هو يفتح الباب ليبصر أمامه رجل طويل الجزع عريض المنكبين يرتدي بذله رسمية فاخرة و رائحة عطرة القوية عبأت جوانب البيت و عليه إبتسامة لبقة لا يراها إلا على وجوه الممثلين.
نظر له زيدان بجهل وجبين مقضب يسأل :
-أمر
-مش ده منزل أنسة حورية؟
تقدمت بعدما أستمعت تردد إسمها لترى من هذا الذي يسأل عنها.
تجهمت ملامحها وهي تردد بإستغراب:
-أستاذ عاصم؟؟!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
لحظة صمت صعبة و طويلة نالت من ثلاثتهم..لم تتوقع حورية للحظة أن يأتي السيد عاصم لبيتها.
لحظة…… ما الذي أتى به لعندهم…شهقت بجزع يا أللهي…رنا .
تقدمت بلهفة تسأل:
-في حاجه يا أستاذ عاصم..رنا جرى لها حاجة؟
تجعدت جبهة السيد عاصم وهو ينظر لها بإستغراب ولمعة الأفتتان لم تنمحي بعد ثم ردد متسائلاً:
-رنا؟؟؟ لا مافيش أي أخبار جديدة عنها.
صمتت حورية و نظرات زيدان الغاضبة تنال من أثنتيهما.. ينتظر تفسير لما يرى .
كذلك نظرات عاصم له كانت تقييمية كأنه يقرأ الوضع… يرى عن كثب نظرة زيدان له ..نظرة من رجل لرجل آخر..نظرة يعرفها جيداً.
و بموقفه كان لابد من التحدث ليعلل سبب مجيئه على الأقل خصوصاً وهو إمام زوجي من العيون تنظر له بإستنكار شديد فتحدث بصوت حاول صبغه بالرزانة و الهدوء:
-أحمم.. أنا جيت عشان الأنسة حورية نسيت بطاقتها في الشركة.
ماكر كثيراً ….. فقد تقصد إرفاق إسمها ب(أنسة) و وقف يراقب ردة الفعل.
فتنهد بأرتياح وهو يستمع للرجل المقابل له يسأل بضيق:
-و الباشا جابها منين؟
هممم.. لم يعقب على نعتها بأنسة … عظيم.
رد عاصم بكياسه وهدوء تجلى على ملامحه :
-كانت مع أفراد الأمن وانا اخدتها منهم
-همم.. أه..و العنوان عرفته منين؟
إلتف يرمق حورية بغضب فرد عاصم:
-ما العنوان في البطاقة يافندم..
صمت ينظر للرجل الغاضب ومن خلفة حورية الجميلة.
قرر الإنسحاب مؤقتاً على الأقل الآن فقال معتذراً:
-أسف على الازعاج…عنئذنكم .
رحل مغادراً في حين أن زيدان لم يكلف خاطرة و يعزم عليه بالشاي أو حتى يجلس ليلتقط أنفاسه.
بل أغلق الباب خلفه بحده و التف لحورية يسأل:
-أيه ده؟
-ايه؟ ده أستاذ عاصم مدير ..
قاطعها يردد بينما يغلق عينيه بغضب و نفاذ صبر:
-مدير رنا بنت خالتك…حفظتها دي.. أنا عايز اعرف جاي ليه وراكي لحد هنا؟
-ماهو..ماهو قالك عشان البطاقة و… أنا مالي بس يا زيدان.
تركها وتحرك بغضب و قلة حيلة يجلس على أحد الأرائك فتقدمت منه بتردد ثم جلست لجواره تردد:
-طب أنا عملت ايه غلط دلوقتي؟
رفع عيناه التائهة ينظر لها يتأمل جمالها ثم قال:
-أنا عارف إنك ما عملتيش يا حورية.
تطلعت له بأمل تبتسم حاول مبادلتها الإبتسامة لكن لم يقدر.
فنادت عليه:
-زيدان…طب مش ناسي حاجة؟
و أخيراً أبستم ثم أخرج من يده العلبة المخملية يفتحها.
أبتسمت هي أيضا فيما تراه يخرج محبس ذهبي رقيق مشغول بفصوص من الذهب الابيض و التقط يديها يضعه في أصبعها و توقف ينتظر ماذا ستفعل .
فزادت دقات قلبه و تشبع وجهه بابتسامة جميلة وهو يراها تحمل محبس الفضه و تضعه في أصبعه كذلك و تبتسم له برقه.
لعب عقله و فكر في التمادي وكسر الحواجز…فرفع كفها لفمه يلثمه برقه بينما ينظر لعيناها يتابع ردات فعلها بخوف وتوتر.
هدأت روحه وهو يراقب ملامحها تحاول تدراك ما يحدث … فتمادى أكثر و قبل باطن يدها بحرارة تملكته ليباغتها و هو يضمها داخل أحضانه و يغمض عيناه بتعب شديد.
يشعر بجسدها متصلب بين ذراعيه..كأنها تائهه لا تعلم ماذا تفعل..أحس بترددها و هي ترفع يديها شيئاً فشيئاً ثم تضعهم على ظهره و تحتضنه هي الأخرى.
أبتسم بسعادة غامرة…و أخرجها من أحضانه ينظر إليها وهي قريبة منه هكذا لأول مرة..عيناها جميلة رائعه و خدودها ممتلئة مستديره .. فمها ضغير منتفخ و أنفها متوسط الحجم و شعرها الناري يضئ وجهها شديد البياض…ريحها يسكره ويسرق لُبه
إنها فتنه تمشي على الأرض..بأقصى أحلامه لم يكن يتخيل أن تصبح فتاه مثل حورية من نصيبه.
كانت أحلامه مقتصرة على فتاة ذات خلق تعيش معه على الحلوة والمرة ليجازى على طول صبره و رضاه ب (حورية) …أنها صفة و ليست إسم.
لو طال به الوصف لن يستطيع أحد أن يعلم مدى الرغبة التي تتملكه حين يراها و الآن وهي باحضانه فعلياً لا يستطيع المقاومة… زيدان راغب في تقبيل حوريه بشدة..لمرة فقط..مرة واحدة وليحدث ما يحدث… سيتحمل العواقب فيما بعد لكن فليقبلها.
عيناه على شفتيها لا تتزحزح.. انفاسه ثقيله ساخنه…لاحظ رفرفرة اهدابها و إنكماشها على نفسها ترهبه… يدرك الوضع تماماً… هو بالنسبة لها رجل غريب و زواجهم لوحده قصه … ولكنه مازال راغب في تقبيلها.
اللعنه عليها و على المنطق هو يريد أن يقبلها و سيفعل.
مال عليها كي يقتنص حلمه بين يديه لكنها كانت الأسرع و وثبت مبتعدة تردد بتلعثم:
-أااا..هعملك العشا…أكيد جوعت.
أسبل جفناه براحة الشبق قد تمكن من خلاياه..ربما من الأفضل أنها فرت من أحضانه…فهو ما أن أقترب منها شعر بفقدانه السيطرة…كان سيزيد حكايتهما سوءاً…أضجع بظهره على الأريكة يسأل :
-هي ليه حلوة كده؟ استغفر الله العظيم…
____________سوما العربي_______________
بعد خروج الملك بحاشيته و موكبه على أعين جميع من بالقصر كانت الهمسات و النميمة في كل مكان.
لأول مرة يخرج من القصر في نزهة مع جارية واحده فقط… الأمر لا يحتاج للنقاش ولا يمكن تجميله …تلك الفتاة كُسر لأجلها كل القيود و القوانين… ترى ماذا سيُكسر لأجلها مقبلاً ؟
وبينما أنچا تلاحظ همسات الجواري كلن على جنب، تغلي من الغضب وشعورها فإنفراط حبات العقد من يدها تقدمت ماديولا بغضب شديد وخلفها جواريها .
حتى توقفت امام أنچا التي جلست تضع رأسها بين يديها كأنها توزنه وتفكر بمصيبة..ليخرج صوت مادولا الغاضب لتزيد من عصبيتها وهي تقول:
-ثم ماذا؟ هل سنترك لتلك الجاريه الملك بالمملكة؟ هل ستفوز؟ تلك الفتاة لا يجب أن تعيش ..لقد تحدتني و أهانتني.. و بقائها على قيد الحياة كل دقيقة زياظة يقلل من هيبتي …تصرفي أنچا و إلا تصرفت أنا.
رفعت أنجا رأسها من بين كفيها وقالت ببرود حانق من غباء الأميرة:
-جيد إذاً ..هيا..أذهبي و أمري بشنقها من جديد..لما مازلتي واقفة.. هيا أميرة ماديولا.
ضربت ماديولا الأرض بقدميها كما الاطفال وهتفت:
-مجدداً؟ و كأنك لا تعلمين ما جرى.
-لا أعلم… لذا مستغربه حديثك.
-ما بكِ أنچا؟ و هل كل القتل يكن الشنق .. علناً؟
ضيقت أنچا عينيا تفكر:
-ماذا تقصدين
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-ما قصتك أنچا تتحدثين و كأنك لستِ أنچا ثعلب السياسية و التخطيط في المملكة الممتدة.. أنتي تعلمين مرادي جيداً.
ألتمعت عينا أنجا بخبث دفنته ببراعه و قالت تدعي الخوف:
-لا أميرة ماديولا.. فأنا لن أجازف مجدداً.. أنا لا أمن عواقب ماتقولين ..لن أستطيع فمهما كانت مكانتي لي حدود لا يمكن تخطيها…و أنتي بما أنك عزيزة على قلبي يا اميرة مملكتنا انصحك ألا تفعلي.
زمت ماديولا شفتيها و أسنانها بغيظ ثم غادرت كرياح عاصفه.
تقدمت خادمة انجا منها وهي مازالت تتابع خروج الأميرة العاصف ثم دنت من سيدتها تسأل بجهل و إستنكار:
-لما سيدتي؟! لما لم تساعديها.
ابتسمت أنجا ترفع كتفيها بمكر متسائلة:
-و لما قد أفعل..أتركيها..فهي ستفعل.
-كيف سيدتي بعد نصيحتك لها؟!
-أنا أعرفها جيداً..ستدبر حادثه لتلك البيضاء.
-لكن تدخلك سيدتي كان سيحسم القصة .. الأمر لن يتم بلا عقل السيدة أنجا.
ضحكت أنجا ساخرة ثم قالت:
-لااا.. لن أفعل فقد حاولنا مسبقاً وانا لا أعيد الكره مادامت لم تصيب ..الرجل كالطفل الصغير لو ابعدناها عنه لأصبح يتوق لها أكثر…وهذا ليس حلاً.
حارت الخادمة كثيرا و سألت سيدتها :
– أذاً..ما الحل سيدتي.
أبتسمت أنجا و وقفت بثقة تردد :
– لا تقلقي فجراب أنجا لا يخلو مطلقاً…فلنترك ماديولا المدللة تحاول..ههه..من يعلم ربما تفلح تلك المرة لكن ..لنكن نحن بعيد نشاهد فسحب.
نظرت لها الخادمة بغباء وقالت:
-عقلك من الصعب فهمه سيدتي..
ضحكت أنجا و قالت:
-لو كنتي تفهميه لما اصبحتي جاريه… السياسه لعبة قذرة وتلك الفتاة زجت نفسها بنيرانها…ههه فلنرى من سيغلب في النهاية.
ثم تحركت مغادرة الحرملك كله وعقلها يعمل في جميع الاتجاهات.
_________________
خرج من المبنى وهو ينظر لأعلى بتفكير تقدم ليجلس في سيارته السوداء العالية.
يفكر فيما فعل ولأين قاده عقله يسأل منذ متى وهو متهور هكذا.
نظر في ساعة يده ثم تطلع حوله ليرى “حته” صبي القهوة وهو عائد بصينيه عليها اكواب من الشاي.
أوقفه يسأل:
– بقولك يا كبير ماتعرفش بيت مين ده؟
نظر له حتة نظرة تقييميه شاملة ملابسه و سيارته “الرانج روڤر” ثم أجاب:
-ده بيت الحاج شداد و إبنه المعلم زيدان أحسن نجار في شبرا تمل…أمر يا باشا خير؟
جعد عاصم مابين حاجبيه وسأل:
-هاه.. والله…طب وفين بقا المحل ولا عنده ورشه ولا إيه؟
-الاتنين يا باشا عنده ورشه و معرض موبيليا بسم الله ماشاء الله بيدوي…بس انت لو جايله على شغل أجله حبه اصله عقبال عندك أتجوز.
لا يعلم لما شعر عاصم بتدفق الحقد بداخله وهو يستمع للجملة الاخيرة ثم أردف متسائلاً:
-ايه ده ماشاءالله..و اتجوز أمتى؟
رمقه حتة بنظرة غير مرتاحه وسأله:
-عدم الا مؤاخذة يا باشا أنت بتسأل ليه و اسئلتك مالها كتيرة كده؟
-أاا.. أنا بسأل بس عشان أشوف أجازته هتخلص أمتى.
-قريب ماتقلقش…هي أصلا تعتبر جوازة كده وكده.
لمعت عينا عاصم يسأل بلهفة:
-إزاي كده و كده؟
-هو إيه إلي كده و كده؟ مين قال إنه كده و كده
-أنت إلي لسه قايل.
ما أن شعر حته بتورته حتى تحدث بصوت عالي و كأن أحدهم يناديه.
-اأيوه جايلك.
وبلمح البصر كان قد اختفى من أمام عاصم الذي انتعش الهواء بصدره لا يعرف لما .
________________
وقفت في المطبخ تحاول إعداد الطعام… لا بل كاذبة..فالطعام يعتبر معد لا يحتاج سوى وضعه في الصحون.
هي فقط كانت تتهرب منه… ربما تريد خلوة لتعرف ماهية مشاعرها تلك…هل صادقة أم أنها فقط مجرد مجاراة لمشاعره لأنها لا يمكنها إحراجه.
لكنه لم يمهلها الفرصة و وجدته خلفها في المطبخ يردد:
-تحبي أساعدك؟
أتسعت عيناها..تباً لقد قالها همساً في أذنها بعدما التصق بظهرها يتصنع مساعدتها على التقاط الاطباق المعلقة عالياً.
تبعثرت كليا وفقدت النطق حتى أنها لم تعد قادرة على أبتلاع لعابها …تشعر بيداه تداعب معدتها تتحسسها.
زيدان يقتحم كل الحصون… كأنه عزم على كسر كل الحواجز ..حسم أمره يجب أن تعتاده.
لفها ببطئ بين ذراعيه إلى أن أعطته طلة كاملة بملامحها البديعة.
وضع إصبعه على طابع حسنها يرفع وجهها له لتفتح عيناها فيه و ترى نظرة إعجاب.. اعجاب خاص رائع لأول مرة ترى تلك النظرة على الرغم من سماعها المدح الدائم لجمالها لكن نظرة زيدان كانت خاصه جداً…ينظر لها و كأنها…و كأنها الجنة التي ينالها الصابرين…ليست كأي مكافأة… أنها جزاء صبره .
مسح بكفه على خصلات شعرها و قال :
-غيرت رأيي..الجمال ده مايقفش في المطبخ وسط الحلل ..ده يخرج يتعشى فى أحلى مطعم على النيل.
فغرت فمها تردد:
-هاااااا؟؟!
و بداخلها تصرخ(زيدان بيعرف يقول كلام حلو؟!!!)
لقد كان جميلاً جدا و زادت وسامته وهو هادئ يتغزل فيها و تلك اللمعه بعيناه تقسم أنها لم ترى رجل وسيم كوسامته بتلك اللحظة.
ظلت تنظر له بأعين لامعه هي الأخرى كأنها تراه لأول مرة…فبقى يطالعها و هو لولا الملامة لرقص…نظرة حورية كانت قاتله لقلبه … أنها تتأمله..يا أللهي .. هل هو بحلم أم بعلم… يرغب بأن يقرصه أحدهم خصوصاً وهو يرى لمعة الإعجاب في عيناه ..ليست نظرة خوف أو قلق أو رضى بالأمر الواقع..بل هي نظرة إعجاب صارخ.
خرجت للأسف من صمتها المتأمل فيه وقالت:
-طيب هروح أغير واجي.
ثم تحركت سريعاً تهرب من هيمنته الجديدة عليها .
وتركت زيدان يدور حول نفسه في المكان كطفل في العاشرة دق قلبه لأول مرة وعرف معنى ذاك الشعور… يتمنى لو بقت واقفه تتأمل فيه لتشبع ذلك الأحتياج بداخله.
_______________سوما العربي_____________
جلست متكئة على أحد الأرائك الملكية المريحه تنظر بصمت تام للبحر الممتد من أمامها وعلى الشط أشجار لفاكهة اشكال والوان تراهم لأول مرة تحاول اخذ نفس عميق تزفره براحه و تمهل.
فيما اقترب منها الملك راموس يطالعها وهي بكل هذا الحسن والبهاء إضافه على كونها هادئة على غير العادة.
أقترب منها وجلس على نفس الاريكه بل إنه أخذها يجلسها في أحضانه يشعر بتململها.
لقد اغضمت عيناها ببغض شديد …هل وصل بها حال الدنيا لأن تعامل كدمية تسلب جل حقوقها..من أعطاه الحق لأن يجلسها هكذا في أحضانه من قال له لأنه ملك و وسيم فله أن يحصل على ما يريد.
قال بهمس بعدما شعر بتململها:
-ما بكِ صغيرتي؟
التفت تنظر له تطالعه بصمت مفكرة …وقد تعلمت بما يكفي..هي الآن تحاول إنتقاء الكلام قبلما تنطق به فقالت بهدوء :
-أتعلم.. أنت وسيم جداً…ليتك لم تكن ملكاً
تجعدت جبهته و سأل مستنكراً:
-لما؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-أظن أنه..لم لم تكن ملكاً..لو لم يكن ذلك هو وضعي لو كنت قد قابلتك بشكل اخر و في ظروف أخرى أقسم أن قلبي كان سيقع في هوى عيناك الغامضة من أول نظرة .
زاد من أعتصارها داخل أحضانه بتملك ثم قال:
-و ما المانع لأن يحدث الآن صغيرتي مادام الإعجاب موجود.. أنا نفس الشخص.
نظرت له بحزن ثم قالت:
-هل سمعت يوماً عن قصة يونس وابنة السلطان؟
رمقها بإستفهام ثم أجاب:
-لا..ما قصتها
-أنها نفس قصتنا بأختلاف أنك أنت بموضع أبنة السلطان.
-لم أفهم.
قاطعهم صوت الطبيب يردد
-أحمم..معذرة مولاي.
نظر له راموس بغضب بعدما قطع إسترسال حديثه مع صغيرته فسأل بحده:
-ماذا هناك؟
-موعد الدواء سيدي.
همهم الملك يتنحى جانباً و ترك المجال للطبيب كي يباشر عمله فيما ذهب هو ليسأل ماهي قصة يونس وابنة السلطان.
وبقى نيمار مع رنا وحدهما فسأل:
-كيف حالك سيدة ميرورا.
نظرة له بحنق و قالت:
-رنا..رنا.. أسمي رنا
أبتسم الطبيب وردد بكياسة:
-جيد إذاً ..هذا يعني إنك لم ترضخي بعد.
رفعت أنظارها المستنكرة له فقال :
-لا تقلقي رنا فأنا معك ولست عليكي.
ضيقت مابين حاجبيها وسألت مشككه:
– بأمارة ماذا؟
ضحك بمرح ونظر لها نظرة غريبة ثم قال:
-بأمارة أنا قصتنا متشابهه إلى حد كبير.
نظرت له مدققة هو بالفعل رجل أشقر ملامحه مختلفة كلياً عن ملامح أهل الجزيرة ..كادت أن تسأله عن قصته لولا صوت إحدى الفتيات الذي صدج من خلف الحراس تصرخ مستنجدة بالملك آثار انتباه الجميع..مظهر الفتاة كان ينم عن كارثه كبيره.
___________سوما العربي ____________
وقف زيدان مع والده أمام باب شقته لحين تنتهي حورية من تجهيز نفسها
رمق شداد ولده وسأل بمكر:
-الاه..على فين العزم يا معلم زيدان مش بعادة يعني.
-أحمم.. ألا جرى ايه يا حاج مالك شادد حيلك عليا ليه؟
ضحك شداد و قال:
-لا بطمن بس
-عادي يعني يا حاج قولت أخرج حورية شوية
-ايوه أيوه..هتقعدوا على الكورنيش و تاكلوا درة و تشربوا مانجا زي الحبيبة؟
كاد زيدان أن يجاوبه لولا ظهور حورية أمامه على درج السلم تردد:
-أنا جاهزة خلاص.
فصرخ غاضباً:
-جهزة إيه نيلة إيه إيه إلي أنتي مهبباه ده.
نظرت حوريه على فستانها الأبيض المشجر بورود حمراء يلتصق على منحنياتها بإجرام ثم قال بجنون :
-امشي اطلعي غيري الزفت ده.
-ليه ماله
-بقولك أمشي يالا اطلعي ماتقفيش كده.
لكنها لم تستجيب أو تتحرك فصدح صوته عالياً بغضب أكبر لترى زيدان على حق..ذلك الذي كان يتشاجر مع الشباب أمام محله …فأنكمشت على نفسها خائفة مصدومه من موضعها معه في الوقت الذي صعدت فيه رشا و والدتها سريعاً سريعاً على صوت الشجار فسألت والدتها:
-في إيه يا زيدان يا ابني كفى الله الشر.
لكن زيدان لم يكن يرى أو يسمع كل ما يراه أنها تقف هكذا أمامهم جميعاً بل مازالت واقفة لا تتحرك و كأنها تتحداه خصوصاً وهي تقول:
-ايه إلي حصل لكل ده يا زيدان!
فتردد رشا بإستنكار شديد:
-أيه إلي حصل يا زيدان؟ لأ لأ مالكيش حق.. ده خايف عليكي و بعدين لازم أي واحدة تسمع كلمة جوزها.
لتكمل عنها والدتها:
-لأ و هي مش متجوزة اي حد ده المعلم زيدان على سن و رمح.
نظرت لهما حورية غير مصدقة فيما صدح صوت زيدان:
-بردو لسه واقفه في مكانها …تمااااام.. أنتي إلي حضرتي العفريت بقااا.
ثم تقدم منها بخطى غاضبه قبض على معصمها و جرها معه لشقتهما.
فقالت فردوس :
-روح له يا شداد..روح عقله البت مش حمله.
لكن رشا تدخلت :
-سبيه يا مرات عمي..هي بصراحة زودتها..ده لبس يتخرج بيه ده ليه متجوزة سوسن مثلاً.. لأ لأ حورية هي صاحبتي أه بس أنا أقول الحق ولو على رقبتي.
و أكملت والدتها بجزل:
-أنا خايفه يعمل فيها حاجة هي مش أد عصبية زيدان
فأضافت رشا:
-لا و حورية مستفزة ومجنونة… ربنا يستر……
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أنتصبت منتفضة تتبع صوت الصرخات المستجيرة.
و انتتفض كذلك نيمار لجوارها يرى ماذا هناك لينتبها على صوت فتاة تصرخ ومن خلفها الحراس تمنع وصولها لمخيم الملك.
كادت أن تتسأل بجزع عن مايحدث لكن سبقها سؤال راموس الذي وقف في الخلفية يرى ما يجري فسأل عنها:
-ماذا يحدث؟
تقدم كبير الحرس وهو يخفض عيناه مرددا:
-أنها فتاة من العامة تصرخ مستنجدة بالملك تطلب مقابلتك يا مولاي لكن الحرس تعاملوا معها و منعوها.
-و ماذا كانت تريد؟
-لا علم لنا مولاي
-أحضروها في الحال.
رفع كبير الحرس عيناه يردد باعتراض:
-لكن يا مولاي.. تلك الفتاه لا نعرفها و لا نعلم نواياها تجاه حضرتكم خصوصاً وأنها قد علمت بوجهكم هنا و هذا يثير الشكوك حولها.
وقفت رنا تتابع ما يحدث بصمت معترض لكنها لم تتحدث كما عاهدت نفسها ، راقبت ردات راموس الذي قال بتأكيد آمراً:
-احضرها لعندي
-لكن يا مولاي…..
-قولت أحضرها….أنتهى.
تنحى كبير الحرس للخلف قليلاً و خرج بأدب ..ثلاث دقائق مرت و راموس يقف في مكانه ثابت ينتظر و مازال من كان متواجد في مكانه.
ثواني و دلف الحارس معه نفس الفتاة و قد بانت ملامحها عن قرب أكثر،كانت فتاة سوداء مليحة الملامح طويلة الجزع بجسد ممتلئ ، تقدمت بخضوع تقف بحضرة الملك الذي رمقها بإستفهام ثم قال:
-من أنتي وما أمرك؟
ردت الفتاة بأسى:
-جئت بأسم بعض فتيات قبيلتي أستجير بمولاي أن يحمينا.
-من ماذا؟
كادت الفتاة ان تتحدث إلا أنها توقفت على صوت جلبة قادمة من أسفل أسترعت انتباه الجميع فنظروا من الشرفه ليجدوا جمع من الرجال والنساء يهللون وعلى مايبدو أنهم يطالبون بتسليم الفتاة لهم.
فيما انتفضت تلك المستجيرة تردد :
-لا تسلمني لهم مولاي لقد أستنجدت بك.
لم تستطع رنا مواصلة دور المحايدة واندفعت تربط على كتفيها مردده بخوف:
-لا تقلقي ..أهدئي ..ماذا بك؟ من هؤلاء وماذا يريدون منكِ؟
جاوبت الفتاه ببكاء:
-هم أهلي..يريدون قتلي.
جعدت رنا ما بين حاجبيها وسألت:
-ماذا؟! لما؟
تعالى صراخ الأهل و زاد نحيب الفتاة فهتف راموس بحسم:
-كفى.
إلتف يرمق حارسه بغضب ثم قال:
-أخرس هؤلاء ويتم محاسبتهم على ما فعلوه ..الوقوف على باب الملك له قوانين و احترام… اضرب بيد من حديد فلن أسمح بذلك التجاوز مرة ثانية.
ثم نظر للفتاة و عاد يردد:
-خذوا تلك الفتاة للداخل لنعلم ما قصتها…هيا تحركوا.
سحب الحارس الفتاة السوداء فيما اختفى هتاف الأهالي على ما يبدو أن الحراس قد تعاملوا معهم.
تنهد الملك يغمض عيناه بتعب..فقد ذهب بعيداً عن القصر مع فتاته لكي ينال بعض الراحه و العزلة بها بعيداً عن شؤن وقضايا مملكته لتأتي القضايا تلهث خلفه منادية.
نظر لها لينشرح صدره وسمح لنفسه كالعادة أن يمد يده يسحبها من خصرها فيضمها له وهو يتأمل جمالها الفريد وكاد أن يتحدث لكنه لاحظ إستمرارية وقوف الطبيب ينظر بترقب وملامح غير مفهومه لما يفعله الملك فقال راموس:
-شكراً سيد نيمار.
أنهى حديثه بإبتسامة متكلفة مفاداها واضح لكن نيمار ظل متوقف ينظر ليده المستبيحة مفاتن رنا يضمها بتملك ثم يرمق للملك بعدم فهم وبلا اي ردة فعل، فيبادله الملك بإستنكار ثم تبسم بإستنكار وحدجه بنظرة مفادها تحرك من هنا.
وأخيراً فهم نيمار و نظر أرضاً يعتذر بحرج ثم ردد بعدم رضا:
-عذراً مولاي..
غادر بعدها تحت نظرات راموس المستعجبة سرعان ما تلاشت ما أن أصبح وحده مع رنا .
تأمل جمالها بوله و رفع كفه يمررها على عنقها مستلذ بإقشعرارها و هي تغمض عيناها بضيق مما يفعل، لكنه لم يبالي و قال:
-أشتقت لكي صغيرتي.
تطلع فيها بوله وهو يتنهد بحرارة يردد:
-لا أعرف لأين أخذك كي يتثنى لي الأنفراد بكي… فحتى هنا بمكاني المفضل المنعزل ركضت خلفي المشاكل صارخه.
تنهد بضيق رجل عاشق ثم ردد:
-أؤد خطفك عن كل الانظار..لنتوارى معاً عن العالم.
سمح لنفسه أن يقترب منها ويمد يده يضم مفاتنها بين يديه بتملك مفتتن يكمل بصراحه:
-أرغب في أقتحامك ..في أمتلاكك.. أن أدمغ جسدك بلمساتي يا ساحرتي.
كانت تتسع عيناها مع كل كلمة إضافية..تبتعد وتعود بظهرها للخلف حيث لا يمكنها الإفلات من قبضة على نهديها و مؤخرتها…تراه مختل.. يخفيها بطريقته تلك.
بللت شفتيها تحاول أن تحدثه ربما تعقل لكن ما فعلته بشفتيها أثار جنونه و مال بهجوم يقبلها غير مراعي لأي منطق.
ما يحدث معها شئ خارج حدود المنطق…. قولاً واحداً………..لقد ذابت في قبلته.
أبتسم الملك منتشياً …هي لم تبادله لكنها أيضاً لم تتمنع ككل مرة… لقد شعر بها وشعر كذلك أنها فرصته التي لن تتكرر إن لم يستغلها و يجعلها ملكاً له … تحركت يداه وقدميه تسحبه لغرفته الملكيه ويداه تتحرك على طول جسدها بجنون وجرأة.
غائب تماماً عن الواقع غارق في الشبق الذي اندلع في كل خلاياه يطالب بأشياء جنونية.
لكنها انتفضت تشعر بالخطر الذي يجرها إليه ، كانت تستشعر إنه يتعمد إغراقها في الوحل فبدأت تتمنع.
وقاومت تبعده عنها وتدفع جسده الضخم بكفيها الصغيرين تصرخ :
-لا.. لا أرجوك..أبتعد عني.
لكنه كان مغيب تماماً لقد تمكنت منه الرغبة وأخذ يردد:
-لا أستطيع، أنا أريدك صغيرتي.. أريدك الآن.. تعالي معي سأجعلك ملكة ينحني لها العالم كله..تعالي صغيرتي.
-لااا
-أنا أريدك.
-أرجوك أبتعد عني.
لكنه لم يستمع لها ولم يبتعد إنما أخذ يمرمغ عنقها و مقدمة نهديها بقبلاات حارة متلهفة تزيد من رغبته كلما لامست شفتيه جلد جسمها الطري.
رنا كانت متحفزة…علمت أنه الأقوى. .. مبارزة جسديه هو الأقوى فيها لذا وجب عليها إعمال العقل كما عاهدت نفسها فقالت بصوت منخفض.
-جلالة الملك إذا سمح ..
كتم اعتراضها وهو يبتلع باقي الكلمات حين أخذ شفتيها من جديد بل و بدأ في فك باقي أزرار فستانها بيد ويد ترفعه عن ساقيها.
داهمها الخطر .. هي قاب قوسين أو أدنى من السقوط في الوحل…لم تجد بد، سعلت بقوة وكأن أنفاسها ستزهق.
مثلت الدور بصورة متقنة انتشلت راموس من نشوته فترك شفتيها و الحمد لله.
لكن يداه مازلتا عليها تمسكها و هو يردد:
-ما بكي صغيرتي؟
نظر لهيئتها المبعثرة من عبثه في جسدها.. فستانها مرفوع وشعرها الأشقر مشعث حول وجهها، ساقيها ظاهران كلهم أمام ناظريه و هي تضم كتفي الفستان خشية سقوطه تحاول ستر نفسها.
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ما رأه كانت صفعه مهينة بالنسبة له….كيف فعل.
تلك ليست بتصرفات ملوك بتاتاً… إلى أين أوصلته هي؟ هل كاد أن يغتصبها؟!
هز رأسه بجنون، لا يعلم هل يعتذر منها لما بدر منه و ما كان مقبل عليه أو يسبها و يعاقبها لأنها هي السبب فيما وصل إليه مذ رأها وتحول إلى شخص آخر لا يعرفه ولن يكن يرغب يوماً أن يتعرف عليه.
تحرك على الفور يغادر الغرفه وقد طلب لها الطبيب.
و وقف هو في أحد الغرف يتحرك بعشوائية، عض شفته السفلى بغضب و وضع يده في شعره يغرزه وهو يدور حول نفسه في المكان يسأل كيف له أن يفعل ذلك..لا يصح ولا يليق به و ما العمل؟
_____________سوما العربي___________
في أحد الملاهي الليلية جلس عاصم على البار يداعب بأصابعه قطع التفاح المقدمة أمامه مع المشروب و لجوراه بعض من اصدقائة تخلطت أصواتهم مع صوت الموسيقى الصاخب و هو عيناه شاردة في نقطة واهية، أنتبه على يد رقيقة وضعت فوق كتفه وصوت أنثوي ردد:
-عاصم… أنا بحب الأغنية دي قوي…قوم نرقص.
رد عليها بابتسامه صغيره وقال:
-ما ليش مزاج دلوقتي يا دانيا.
أقترب منهم صديق آخر وقال :
-سيبك منه تعالي أنا أرقصك.
ذهبت دانيا مع صديقهم فيما أقترب آخر منه و جلس لجواره على أحد الكراسي العالية، نظر له بإستخفاف وردد ساخراً:
– روميو الحبيب… أيه يا عم عاصم مالك مغمقها علينا ومتنشن لنا السهرة ليه.
نظر له عاصم بضيق وردد:
-فوكك مني يا شاهر دلوقتي بقا.
-ياعم أنت لسه بتفكر في البت إياها مات..
قاطعه عاصم بغضب سابق لآوانه:
-نقي ملافظك يابغل… إيه بت دي .. ليها إسم.
لانت ملامحه وحانت منه إبتسامة معجبه وهو يكمل:
– احلى اسم…أسم على مسمى .. حو-ر-ية.
نطقه متقطعاً بتلذذ وصديقه ينظر له بإستخفاف ثم قال معلقاً:
-حورية؟! مالك يابني كده في إيه… إيه إلي جرى لك بقيت ني في نفسك كده.
تنهد عاصم وهو يتطلع لنقطة وهمية وردد بشرود:
-مش عارف انا بردو مستغرب نفسي أول مره في حياتي أعمل كده عشان واحدة.
لكزه صديقه في كتفه مردداً:
-عاصم فوق يا حبيبي دي واحده متجوزة.
تحولت أنظار عاصم لصديقه بأنتباه ثم ردد بشيء ما بين البرود والتصميم:
-المتجوزة تطلق يا كريم.
-نعم؟! لا أنت شكلك تقلت النهاردة كفاية عليك كده و قوم روح عشان شكلك هيست … بقولك دي واحده متجوزة
كاد عاصم أن يتحدث لولا صوت هاتفه الذي أعلن عن وصول رسالة صوتيه له، تناول هاتفه بأهتمام ما أن رأى أسم المرسل.
وضع الهاتف على أذنه يستمع للرسالة وملامحه تشرق كلما أكمل في الاستماع للرسالة تحت نظرات كريم المراقب لملامح للأنفراج على وجهه خصوصاً حينما انتهى عاصم وقال بفرحه شديدة:
-شوفت… مش قولتلك ..طلعت جوازة … خد أسمع بنفسك.
تناول كريم الهاتف يستمع لصوت إحدى الفتيات تقص على مسامعه قصة زواج حورية و زيدان من البداية.
جعد كريم مابين حاجبيه حين أستمع لعاصم وهو يسجل لتلك الفتاة رسالة أيضاً يقول:
-براڤو عليكي يا وفاء .. أنا كنت متأكد انك انتي إلي هتقدري تجيبي قرار الحكاية وزي ما وعدتك أنا عند وعدي بس عايزك تجيلي بكره المكتب عشان اقولك هتعملي إيه بالظبط.
أنهى ما يفعله وأغلق الهاتف وهو يبتسم بإستمتاع فقال كريم:
-أنت اتجننت مش كده؟ جرى لك إيه يا عاصم في ايه من قلة البنات.
-مالك يا كيمو من أمتى وأنت حمقي كده
-مش حمقي يا سيدي بس مابحبش الأڤورة و إلي أنا شايفه ده اوڤر بصراحة وتلزيق كمان.. ايه ده.
تبسم عاصم وقال بملامح مرتاحه:
-لا هو أوڤر ولا تلزيق ده إسمه نصيب وانا من ساعة ما شوفت البنت دي وأنا حاسس انها نصيبي وأنا أهو وانت أهو و المكان الطاهر ده يشهد علينا.
نظر كريم للملهى الليلي من حوله و للفتيات العرايا وزجاجات الخمر ثم لعاصم الذي أقسم بيقين:
-البنت دي هتبقى نصيبي و هتجوزها و هتشوف.
-تتجوزها إزاي وهي متجوزة.
-متجوزين غصب
-إزاي؟
أتسعت إبتسامة عاصم وهو يحكي لكريم ما أخبرته به تلك الفتاة التي قابلها في الحي وجندها كي تعرف ما حدث وتخبره و تصبح عينه على حوريه.
_____________________
دلف زيدان للداخل وهو يسحبها..الغضب تمكن منه، دفشها للداخل و اغلق الباب بطريقه اتسعت لها عيناها… تسأل آي جنون قد أصابه؟
صرخت فيه مستنكرة:
-ايه إلي بتعمله ده؟ إزاي تزقني كده
-إنتي كمان ليكي عين تتكلمي وتعلي صوتك ايه اللي أنتي لابساه ده ؟
-فستان زي ما كل البنات بتلبس
-حورية ما تجننيش…هو ده لبس … لابسه فستان مزرقش لازق عليكي و نازله تتقصعي.
جحظت عنياها و رددت بصدمة:
-ات أيه؟
-تتقصعي إيه ما بتسمعيش
-إنت. إزاي تكلمني كده
-أنا اتكلم زي ما أنا عايز هو أنتي إلي هتعرفيني أتكلم إزاي… اصحي لنفسك انا زيدااان.. يعني الكلمة تتقال مرة واحدة وما حبش إلي يراجعني في الكلام ..لبس الهشك بشك إلي كنتي عملاه ده مايحصلش تاني.
كانت ترى جانب آخر جديد من زيدان هي الآن تستكشفه.
فهتفت :
-أنا طول عمري بلبس كده
-أه ده كان زمان دلوقتي حاجة تانيه
-أنت محسسني اني لابسه حاجه أوڤر و…
قاطع حديثها قائلاً بأمر:
-حورية…. أنا مش بناقشك… أنا بعرفك وإلي بقوله مافيهوش طبطبة.
نظرت له نظرة لن ينساها و دلفت لغرفتها تغلق الباب.
دار حول نفسه في المكان..هي الآن غاضبه ولابد أن يراضيها … لكنه لن يفعل فذلك الأمر لا نقاش فيه النسبة له.
________________________
جلست رنا منهارة تبكي بعد خروج راموس، لقد كانت على شفى خسارة شرفها تسأل إلى متى ستتمكن من المقاومة ، لو أسعفها حظها مره فلن يحدث كل مرة
وأثناء حزنها دلف الطبيب بأمر من الملك ليرى حالتها
انتهت على وقوفه وتوقفت عن البكاء وهي تراه ينظر لها بتركيز ثم قال:
-البكاء لن يفيد رنا
مسحت دموعها وقالت بثبات:
-نعم..بت متأكدة من ذلك.. لكن ما المفيد
-التفكير في حل… أو…الإستسلام لمصيرك .
هزت رأسها برفض وقالت :
-اي مصير.. لا أريد أن أصبح جارية .. أنا أرفض هذا المصير.
وقفت عن الفراش بعزم وتحركت تتجه نحو الخارج
ناداها الطبيب :
-إلى اين ؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
لكنها لم تجيبه وخرجت لتواجه الملك.
ذهبت تبحث عنه وهي لا تعلم أي شيء هناك سارت في ممر طويل أوصلها لنفس الشرفه المطلة على البحر..كان راموس يقف شارد الذهن يطلع للبحر.
وقفت خلفه و قالت:
-إلى اين سنصل وماذا سيحدث معي؟
التف يبتسم لها ثم مد يده و قال:
-تعالي صغيرتي.
اقتربت تلبي طلبه إلى أن أصبحت بين يداه..ضم ضهرها لصدره وقال وهو يتابع أمواج البحر:
-لم تخبريني بعدما هي قصة يونس وابنة السلطان؟
سحبت نفس عميق متعب وبدأت تحكي له القصة.
و ما أن انتهت حتى التفت تنظر له و وجدت بعيناه نظرة غامضة طالعها بها وحل الصمت.
صمت رافقهم طوال اليوم حتى عادوا للقصر .
مرت أيام لم يقترب فيها راموس من رنا لم يطلبها لكنها ما عادت تسكن غرفته ولم تعد للحرملك كذلك بل خصصت لها غرفه مليكة وبقى القصر كله يتحدث عن ما جرى.
وقفت أنچا لجوار الملك تنظر له عن كثب، تنهدت بتعب ثم اقترب منه أكثر تردد:
-ماذا أصاب مولاي؟
أسبل جفناه بتعب ثم ردد:
-الملك بنفسه لا يعلم أنجا.
اطبقت عيناها بغضب ثم قالت:
-تلك الفتاة؟
رفع رأسه للسماء بقنوط ثم ردد على مضض:
-نعم.
تنهدت أنجا و قالت:
-لن اخبرك اني سأجلب لك من هي أفضل منها وأجمل لأنك ببساطة تريدها هي.
هز رأسه بضيق:
-نعم و هذا ما يثير غضبي.
-اذا لا مفر… خذها.
صمتت مستغربه ما تفوهت به، نظر لها راموس وقد منعه الكبر عن التفوه بما يجيش بصدره إلا أنه قال :
-أنا الملك راموس يا أنجا..لا أخذ فتاة بغير رضاها.
-لأول مرة أرى جارية ترفض ملكاً.
-لانها ليست بجارية.
تنهد راموس ثم تحدث وهو ينظر للفراغ:
-هل سمعتي يوماً عن قصة يونس وابنة السلطان؟
تجعدت جبهة أنجا بتفكير و جيرة مالبس أن أشرق وجهها وكأنها وجدت الحل العظيم، حاولت التحكم في ملامحها وأجلت صوتها كي يخرج هادئ ثم قالت:
– نعم.. حينما رفض يونس حب ابنة السلطان لأنه ليس حراً.
تقدمت تنظر لراموس كي تسترعي أنتباهه و سألت:
-لكن لم تسأل ومن اخبرك بتلك القصة؟
نظر لها راموس ولم يجيب وتخطاها مغادراً.
وقف قبل الممر المؤدي لغرفة رنا، يريد أن يراها ،صار له مدة لم يكحل عيناه بملامحها البديعة.
لكنه غالب شوقه و استدار مغادراً ليوقفه صوتها المميز :
-جلالة الملك.
توقف بدقات قلب عاليه خاب في إيقافها وتوتر جسده وهو يراها اقتربت حتى توقفت أمامه تنظر له نظرة غريبة ثم قالت:
-هل لي أن أطلب منك شيئا
هز رأسه إيجاباً وهو يحاول صبغ ملامحه بالجمود كي لا يظهر ضعفه أمامها.
ليصدم راموس و تتسع عيناه حين سمع همسها المتردد:
-هل… هل لي أن… أن أنام بغرفتك الليلة؟
___________________________
مرت أيام وللأن لم يأتي زيدان مراضياً لها كما إعتادت أو للحق كما عودها.
بل صار يتجنبها لأبعد حد…نظرت في أرجاء البيت الذي تجلس فيه وحيدة لتشعر بالوحشة وعقلها يسأل ماذا به.
بينما في الورشة
جلس زيدان ينظر في هاتفه يتابع بعض الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي لأخيه بعدما أصبح حديث كل المواقع بسبب فيديو له وهو يتشاجر مع أحد الشباب المشاركين معه في نفس المسابقة.
تقدم شداد يجلس لجوار إبنه الذي لم يلاحظ دخوله وجلوسه منذ فترة إلى أن تحدث قائلاً:
-جرى إيه يا ولا..أديلي ساعه قاعد جنبك و أنت ولا أنت هنا.. إيه إلي واخد عقلك.
أغلق زيدان هاتفه وتطلع لوالده بصمت ثم قال:
-إحنا غطلنا يابا.. غلطنا غلطة مالهاش حل.. ماكنش ينفع اتجوز إلي اخويا كان هيتجوزها.
-وفيها إيه ماهياش أول مرة وياما رجالة اتجوزت أرملة اخوتها.
نظر له زيدان في عيناه وقال بحسم:
-ارملة يابا … أرملة بيكون الأخ مات خلاص لكن محمود عايش…هنعمل إيه لما يرجع … تقدر تقولي.
هنا صمت شدا بعجز و لم يجد جواب كل منهما يحدق في الآخر بقلة حيلة.
وقفت تهز ساقيها بغضب ..لن تصمت على ما يفعله.. صمته وتجنبه لها يصيبها من الجنون.. لم يأتي ليراضيها و علاوة على ذلك بات يتأخر كثيراً.
تحركت بغضب تجاه الباب و هي تسمع صوته فعلمت انه قد عاد أخيراً.
تحركت تقف أمامه مرددة:
-كنت فين
رد بهدوء:
-في الورشة
-اه الورشة وطبعا هتغير وتنزل
-ايوة
-يابرودك يا أخي مش كفاية مزعلني بقالك أسبوع وما فكرتش تيجي تصالحني.
رفع زيدان عيناه ليبصر جمالها الذي اشتاقه بجنون..حاول السيطرة على ما بدأ يتحرك داخله وقال :
-ابعدي عن وشي دلوقتي احسن يا حورية
-كمان..كمان مش طايق ت….
لم تستطع تكمل كلامها لأنه لم يستطع السيطرة على نفسه وجذبها من ذراعها ضمها لأحضانه و هجم على شفتيها يبتلعهم مقبلاً بجنون و فراغ صبر وتهور …..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
زيدان كان غارق في نشوه جديده عليه بعدما ظل بكراً لمدة خمسة وثلاثين عاماً يتذوق طعم قبلته الأولى مع اول بخته “حورية”
انفاسه الساخنه تتحدث عن حالته، زاد من ضمها بأصابعه المستجيبه لنداء قلبه ، فصل قبلته وهو لا يتخلله أي شعور بالندم حتى، وحوريه تنظر ارضاً تحاول إستيعاب ما جرى .
وضع أصابعه اسفل طابع حسنها يرفع وجهها ليرغمها على مواجهة عيناه .
زيدان يرغب في إزاحة كل الحصون ، إبتسامته تدلل عن عزمه على ذلك .
لم يصمت عند هذا الحد بل تجرأ في حديثه اكثر يقول:
-هو احنا هنفضل اخوات كده كتير
اتسعت عيناها، لقد فاجأها بوقاحة كلماته، فسألت بريبة:
-زيدان
رد بإصرار:
-نعم
-أنت…. هو أنت مالك في إيه أوعي تكون شارب حاجة
ابتسم لها وعيونه تأكل ملامحها بإعجاب واضح ثم قال:
– أنا ماليش في الحاجات دي ، وأنتي أصلا مش محتاجة حاجة..أنتي تسكري يا حوريه.
تكونت ابتسامة صغيرة على ثغرها تستوعب معاني كلماته ببطء لذيذ، حتى غزله مختلف مثله.
بللت شفتيها ثم قالت بينما تخفض عيناها من الخجل :
-شكراً
صمتت لثواني ونظرت له لترتبك فقد بدى زيدان و كأنه ينظر لها ينتظر الإذن كي يمضي قدما فيما يرغبه بشدة
زادت خفقات قلبها و قالت متلعثمة:
-زيدان.. احنا محتاجين نتكلم
-بعدين
– لا لازم
لكن زيدان كان مصمم بطريقة فعلا غريبة على عكس طبيعته
اقترب منها اكثر وضمها له و قد تخلى عن تحفظه
نظر لعيناها بنظرة ساحرة عبرت عن إعجابه الشديد بجمالها وكم بدى مفتونً بها وهوى بشفتيه على عنقها يلثمها بقبلات ساخنه أذهبت عقلها،عنقها الطويل يغريه كلما قبله كلما رغب في المزيد وكل ذلك لم يشبعه بل أخذت يديه تفتح أزرار قميصها البيتي كي يصبح نهديها بين أصابعه فتمتد يديه بجرأة وهو يعود بها بخطوات للخلف مستهدف اول أريكه في الصالة الواسعة مستغلاً لضعف قوة قدّميها بعدما داهمها بمشاعره العنيفه فطاوعه جسدها وراح مع خطواته للخلف وهو مازال مستمر في قبلاته التي انتقلت من رقبتها لنهديها تزيد حرارة تنهيداتها نيرانه المتأججهً
دفعها ببطء على الأريكه وكله عزم على امتلاكها في خلال دقائق.
لكن حوريه كانت بين الوعي و إلا وعي مازال هناك ربع من عقلها يناديها بالعودة و ثلاث أرباعه موافق على مايحدث ومابين الرفض الضعيف والموافقه القوية همست :
-زيدان مش هينفع أأنت…
أسكتها نهائياً وهو يبتلع شفتيها كي ينهي أعتراضها أو أي صوت للعقل فاستسلم الربع الناقص واستجاب معه، فارتاحت عضلات زيدان وهو يشعر بإرتاخاء عضلاتها ثم وبثواني تحولت من الإرتخاء للإستجابه ومن بعدها المجاراة،لترتخي قبضة زيدان و تتحول لمساته من القوة القابضة للين و الإنسجام يريها كيف تكون رومانسية لمسات زيدان شداد حين يأخذ وقته و فرصته.
فغرق في لذة لم يعرف لها طعم من قبل زاد من جنون اللذه أنها مع فتاة جميلة جدا،جميلة للحق ولأول مره يشعر أنه قد نال من الدنيا حظاً عظيماً.
تباً أنها حقاً من الحور العين ،زيدان عقله الواعي وإلاواعي يصرخان بجملة وحيدة”ياحظك يابن المحظوظة صبرت ونولت”، تلك اللحظات لن ينساها طوال حياته فقدانه عذريته و امتلاكه تلك الحورية .
_________سوما العربي_________
جلست بتوتر على طرف الفراش الملكي تشعر به يراقبها بأعين ناعسة صامت تماماً مترقب،كأنه ينتظرها وكله حيرة من أمرها
لن تستغرب نظراته فهي نفسها متعجبة من أفعالها لما طلبت المبيت لعندهً وهي غير مستعدة لأي مبادرة
ربما كانت خطوة متهورة منها، فعلى ما يبدو أنها قد انفعلت بكلمات سوتي
تعود بذاكرتها لظهيرة نفس اليوم حين جلست في غرفتها تشعر بالملل تزامنا مع دخول سوتي التي وقفت تطلع للغرفه الملكية بانبهار ثم قالت:
-واو غرفة جميلة شديد
سكتت ترفع أنظارها لرنا الصامته تماماً ثم قالت:
-هااااه.. ليكي حق ماترديش ما إنتي خلاص عليتي
تغضن فيها بضحكة صفراء ثم أضافت:
-أنا برأيي انك تفضلي على وصال معايا خصوصاً ان الي أنتي فيه ده مش دايم و قريب قري هترجعي الحراملك و تبقي زيك زي أي جاريه عادية
حديثها الحاقد جذب انتباه رنا و حرك ركود عقلها فسألت بتوجس:
-تقصدي إيه
-اقصد يا حبيبتي ان الملوك بتمل بسرعه هما كده طبيعتهم كده خصوصاً لما تبقى قدامه واحدة باردة وعنيدة زيك و واضح كده ان ألملك فعلأ بدأ يمل منك وهترجعي تشرفي تاني مع الجواري فبلاش تشوفي نفسك عليا
كادت ان تتحرك و تغادر الغرفه إلا ان يد رنا استوقفتها تمنعها من المرور وسألتها:
-واضح ازاي يعني
تبسمت سوتي واخبرتها بتشفي:
-ما سمعتيش عن الجارية الجديدة اللي أهدتها الاميره ماديولا للملك وإن كنتي إنتي بيضه وشقرا فهي بولنديه يعني نفس كل حاجة ويمكن احلى.
كلمات سوتي وطريقتها كان يفوح منها التشفي والنكاية فرفعت رنا حاجبها ثم قالت بتحدي :
– بس أنا مصرية يا سوتي أظن أنتي عارفه يعني أيه.
عادت للواقع وهي تبتسم حين تذكرت نظرات سوتي المغتاظه حين ذكرتها بجنسيتها تعلم ما تمتلكنه المصريات دونا عن غيرهن.
لعبة معروفة نهايتها،غبيه سوتي وكذلك ماديولا حين ظنت ان الحل في فتاة أجمل .
غبيات فاللعبة ليست لعبة جمال فقط..اتسعت إبتسامة رنا حين توصلت اخيراً لخطتها في الخلاص، تحت نظرات راموس المستعجبة من تلك الفتاة فهل جنت أم هو الذي سيجن منها ومن تصرفاتها وتقلباتها المزاجية.
انتبهت على نظراته المدققة فسمت بأسم الله ثم تحركت من مكانها واتجهت صوبه بإبتسامة محسوبة لكنها لطيفه ساحرة وعيناه تترقب تصرفاتها بجنون.
جلست لجواره تردد:
-كيف حال الملك
تجعدت جبهته مستغرباً، لقد نسى إجابة هذا السؤال هو من يسأل عن احوال الجميع ،آخر شخص سأله عن حاله كانت أنجا وقد حدث منذ فترة طويلة.
طال صمته فهزت رنا رأسها مرددة:
-أتظنني مجنونه؟
هزت كتفيها بغنج يناسبها ثم قالت:
-حسناً معك كل الحق لكن انتم من فعلتم بي ذلك فقد أتيت في رحلة مع فريق من الشركة التي…
صمتت عن الحديث و هي تلاحظ علامات الحماس قد ارتسمت على ملامحه لتفطن ان تفكيرها كان سليم،الملك لا يريد جنس لا ينقصه بالأصح،عنده من الجواري الكثير،اللعب على الجنس آخرته خساره، الملك ينقصه أشياء أخرى.
بمكر يسري في جيناتها تعمدت البدء في كسر الحواجز فشكبت ذراعها في ذراع راموس وكانّه رجل عادي وليس بملك وكم صدمه تصرفها كانت صدمة لذيذة تبسمت عيناه وشع منها الحماس وهو يراها تتحدث بحيوية مرددة:
– ألم اقص لك كيف أتيت لهنا بالأساس؟
هز رأسه بالنفي و السعادة تقفز من وجهه فقالت:
– حسناً سأحكي لك، بدأت القصه كلها من….
_____________سوما العربي___________
لا تعلم كيف انتقلت للسرير الواسع ولا كيف التفت الملائه البيضاء حول جسديهما المتلاحم وهي غائبة في مداهمة عنيفه أغرقها فيها زيدان يسحبها معه للغرق.
صوت صرخات قوية جعلت جسديهما ينتفض ويعودا للواقع فتلك صرخة أمه يعلمها جيداً.
لم يكن هنالك متسع للسؤال عليه القفز من فوق الفراش حالاً ليرى ماذا هناك .
هنا شهقت حوريه بصدمه فقد كان كليهما عرايا..أما زيدان فلم يكن كذلك هو كان يعلم ماذا يفعل بالضبط.
لم يفسر لها كان على عجلة من أمره…ارتدى ثيابه وركض متجهاً لأسفل.
وقف على باب شقة والده المفتوح يرى والدته مقتربه من زوجها المحمر وجهه تفتح له أزرار جلبابه تحاول تدليك صدره له
وصدمته الأكبر وهو يرى الواقف بتحفز مواجها له ليردد زيدان بصدمة:
-محمود؟؟؟؟؟!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
و أخيراً حضر الطبيب فاصطحبه زيدان لغرفة والده تحت أعين محمود التي اختلط فيها الندم مع المكابرة.
وبعد دقائق من القلق انتهى الطبيب يخبرهم:
– الضغط عالي جداً كمان ضربات القلب سريعها عن الطبيعي نصيحتي أنه يتنقل للمستشفى أفضل عشان لو حصل أي تطور لا قدر الله.
فرد زيدان بلهفة:
– يبقى ننقله يا دكتور شوف إيه ألازم ويتعمل.
لكن شداد رفض وهمس بخفوت:
– لا… مستشفى لا
مال عليه زيدان مقتربا وردد:
– ليه بس يا حاج خلينا نطمن عليك
-أنا مش هكون مرتاح غير في فرشتي يا زيدان
-بس يابا
– أسمع الي بقولك عليه أنا مش هينفع أسيب البيت .. راحتي في بيتي و على فرشتي.
التف زيدان للطبيب يسأل:
-هينفع يا دكتور؟
هز الطبيب رأسه وقال:
-ينفع بس مع الانتظام على الادويه الي هكتبها ونبعد عن أي انفعالات وأنا هبقى امر أطمن عليه
خرج مع الطبيب للباب فتصادف مع حوريه التي كادت أن تلج من الباب، لحظتها سيطر عليه شعور بالقشعريرة و هو يتذكر ما حدث بينهما منذ دقائق، فقد كانا عاريان تماماً وقد معها بوضع الرجل وزوجته واكد ان يمتلكها لولا صوت صرخة والدته.
تنهيدة حاره خرجت منه وهو يلاحظ إرتباكها وتهرب عيناها من نظرات عيناه المنصبة عليها وكأنها تعيد هي الأخرى نفس المشهد على مخيلتها يسأل ترى هل تتذكره بالندم أم بماذا.
خرج من حيرته وتساؤلاته وهو يلاحظ إتساع عيناها بصدمه ليتلف خلفه ويرى إنتصاب محمود الذي ردد بنبرة تحمل في طياتها الكثير، تبجح على برود مع مكابرة وغرور :
– إيه يا حوريه مش هتقوليلي حمد لله على السلامة.
دقيقة كاملة من الصمت التام وتحفز جميع الأطراف خصوصاً حوريه.
مرت الدقيقة كامله إلى أن قالت حوريه:
– لا طبعاً أزاي، حمدالله على السلامة يا محمود البيت نور
تجعدت جبهة محمود بإستغراب بينما تجهمت ملامح زيدان و قال:
-اطلعي على فوق
-بس
-مابسش اسمعي الكلام
ظلت بمكانها لثواني لا تستوعب أمره فهتف بحدة:
– اتحركي
انتقضت على صوته وتحركت بالفعل مغادرة
التفّ زيدان كي يدخل لعند والده فتواجه مع محمود الذي سأل ساخراً؛
-خليتها تطلع ليه؟
أسيل زيدان جفناه يسحب نفس عميق وحاول التحلي بالصبر ثم قال:
-مالكش دعوة يا محمود
-نعم؟!!! لأ ماعلش قولها تاني كده عشان سمعت اه بس مافهمتش،ماليش إيه؟!!!!! ماليش دعوة؟!!!!! وماليش دعوة بمين؟! بحورية؟؟؟ أنت أكيد جرى لمخك حاجة يازيدان؟!! لو أنا الي ماليش دعوة بحوريه امال مين اللي هيبقى ليه؟
مع كل كلمة من فم محمود كان جسد زيدان كله يتشنج من شدة الغضب ويزيده محاولته السيطرة على غضبه كي يخفيه فالوضع لا يتحمل ابداً كذلك هو لا يريد الدخول في نزاع مع أخيه على الأقل الآن ففتح موضوع شائك مثل هذا لن ينتهي نهاية سعيدة بتاتاً وتلك هي المعضلة بالضبط.
وبينما كان زيدان يحاول تفاضي الدخول في أي نزاع مع شقيقه كان محمود مصمم على إستفزازه وسأل:
– إيه مابتردش ليه يا كبير يا محترم يا عاقل.. ولا الكبير مش عنده رد على عملته
احمرت عينا زيدان غير مستوعب مدى بجاحة أخيه وسأل بصوت حاد:
– عملتي؟؟! أنا الي يتقالي عملتي؟ أنت الي عامل عملة مش أنا.
– عملت إيه الي أنا عملتها ان شاء الله؟
زوى محمود مابين حاجبيه وردد بإستجهان وإستنكار تام:
-أكونش مثلا روحت استغليت الموقف واتجوزت خطيبة اخويا.
صرخ بجملته الأخيرة بقهر وغل وكأنه مجني عليه تماماً فخرجت فردوس تردد بغضب:
– بس أنت وهو وطو حسكوا إيه مش شايفين حالة أبوكم
ليرد محمود بتجبر:
– لا مش هسكت والي حصل ده لازم يتصلح
– ويتصلح أزاي بقا ان شاء الله؟
تسآل زيدان بتحفز وهو يربع يديه حول صدره فرد محمود ببرود:
– والله؟! على أساس انك مش عارف الحل إيه أقولك أنا ياسيدي الحل ان كل حاجة ترجع لأصلها
-ازاي يعني؟
– زي ما سمعت
– لو الي بتقولو ده هو اللي صح وهو الي ينفع ماكنتش هتبقى مكسوف انك تقوله دلوقتي في وشي.
على مايبدو ان زيدان كان يراهن على شيء غير موجود، زيدان كان يراهن على مدى نخوة أخيه وأنه مهما كان فمن المؤكد انه مازال يحمل بعض من خصال الرجولة وستقف رجولته وتربيته من التمادي فلكل شيء حد.
لكن فاجئه محمود حين قال ببرود وكأنه يضحض ويخيب كل أماله ويقول بأعين واسعه قوية:
– تطلق حوريه واتجوزها
اسودت عيّنّا زيدان من ما يسمعه لم يتوقع أبدا ان يصل شقيقه لهنا، كذلك الفكرة بحد ذاتها جعلت قلبه ينتفض.
لم يستطع تمالك أعصابه فهجم عليه ليضربه وهو يصرخ فيه:
– أنت شكلك اتجننت بجد وعايز تتربى
فتقدم محمود ليهجم عليه هو الآخر بغل مقتنع ان لديه كل الحق يرد عليه:
-وأنت بقا الي هتربيني يا كبير ياللي بتبص لحاجة مش بتاعتك
– اخرس ولا كلمة زيادة
– لاااا ده انا لسه هقول وأقول ولا فاكرني هسكت لك .. اسمع… كل حاجة لازم ترجع لأصلها وتطلق حوريه النهارده مش بكره إنت سامع ولا لاء
كلمات محمود كانت كالجمر تنهش قلبه مع كل حرف يتحفز جسده وضم قبضة يده حتى ابيضت عروقه وفاجئه بلكمه قويه ليخرسه بها حين ما عاد قادر على سماع باقي كلماته، تجهم وجه محمود إنها اول مره يضربه فيها زيدان وصرخت فردوسً فالشقيقان يقفان لبعض وعلى مشارف الدخول في عراك لأول مرة منذ ولدا .
بالفعل رد محمود بضربه قويه على وجه زيدان فزاد صراخ فردوس وغاب عقل زيدان فلم يستطع التفكير بوضع والده الصحي ولا عواقب ما يحدث وسارع برد الضربه ضربات ليرد عليها محمود.
وبلمح البصر حضرت حوريه على صوت فردوس تصرخ باسمه:
-زيداااان.
حاولت أبعاده عن محمود لكنه نفض يدها بقوه كادت أن تخلع ذراعها فصرخت بجزل ، لم تكن مستوعبه لكن قوة زيدان كانت مخيفة فهو يضرب بكل بطش.
ولم يوقف تلك المهزلة سوى صوت شداد القوي رغم تعبه لكنه استند على باب غرفته وردد بحسم:
– بس يا واد منك ليه .
صوت والدهم شداد كان الحد القاطع رغم تحفز لكل منهما للآخر فأول من عاد لعقله كان زيدان مذكراً نفسه بحالة والده الصحيه فعاد خطوة للخلف وبمجرد عودة زيدان انتهى الموقف الذي كان هو سيده.
و وقف شداد ينظر لاسرته التي تشتت بغمضة عين وقد ضرب الشقيقان بعضهما و وقفا لبعض بدلاً من ان يقفا مع بعض وأخذ يهز رأسه بأسى يسأل ما العمل.
_________سوما العربي__________
جلس الملك بكل شموخ يتابع رنا وهي تغرس بذور الورد في الحوض المستدير المواجه لشرفة غرفته الملكية، يراقبها بإبتسامة باتت صديقته منذ اقتحمت تلك البيضاء مملكته، وقف متنهداً وبدأ يقترب منها خطوة فأخرى إلى ان دنا مقترباً منها يمرر أصابع يده القويه على رقبتها وسحب نفس عميق محمل برائحتها ثم قال :
– لما تتعب صغيرتي يداها الجميلة في الزرع أتركيها وسأمر الخدم بزرع الورود.
هزت رنا رأسها وقالت :
-أنا أريد زرعهم بيدي من أجلك كي تستيقظ كل يوم على ذلك المنظر الرائع وتتذكرني وقتها.
هنا تجهمت ملامح الملك حتى باتت مظلمة تماماً وسأل:
– ولما قد أحتاج وأنتي معي بالفعل؟ أم انكي مازلتي تخطين للهرب
– لا لا.. لم اقصد .
دارت عيناه على ملامحها المرتبكة فقالت بتلجلج:
– أنا فقط بت على علم بحياة الملوك فقد تعلمت الكثير من الحرملك
زاد في قربه منها وتعمد زيادة تلبكها فبدات يده تداعب رقبتها وتطاول في لمس بروز نهديها الظاهران متسائلاً بتلاعب:
– حقاً؟! وماذا تعلمتي إذاً؟
ارتعش جسدها تحت أنامله واقشعرت خلاياها وهي تحاول تمالك نفسها مجيبة:
-تعلمت أن الملك الكثير من المحظيات والمفضلات وان التعدد والتنوع من عادة الملوك فالليلة قد تبيت مع جارية وبالغد مع أخرى.
-انظري لي.
امرها بصوت مبحوح فرفعت عيناها له فقال :
– ما قولتيه حقيقة لكنك تكذبين يا صغيرة.
ارتعبت عيناها و هي تنظر له فأكمل:
– بذور التمرد بداخلك مثل بذور الورد التي غرستيها منذ قليل، انا اعلم انك لن تستسلمي للأمر الواقع ليست تلك هي شخصيتك.
ابتعدت عنه خطوة، كانتحركة جريئة لان تبتعد عن الملك فزاد انتباهه يسمعها وهي تكمل بحزن وكأنها تتذكر ما كانت عليه:
– وهل للجواري شخصيات سيدي الملك، الجميع هنا مسلوبي الإرادة وتلك التي أمامك ليست رنا التي عهدها الجميع أنت لم ترى رنا بعد
فتفاجأت به يقول :
– أريد أن أراها
اتسعت عيناها تسأل:
– ماذا؟؟؟
– مثلما سمعتي أن ارى صغيرتي الجميلة على حقيقتها كما لو كانت في بلادها
– كيف وبلادي ليست كبلادي
-كنت اعتقد أن بلادي باتت بلادك
صمتت لثواني ثم قالت وهي تخفض رأسها :
– أنا فاشلة
جعد ما بين حاجبيه وسأل:
-لما؟!
– لقد فشلت في التلاعب بك
هتف مندهشاً:
-ماذااا؟؟؟؟!
هزت رأسها بإستسلام ثم قالت:
-كنت احاول التلاعب بك كي تعطيني الأمان وبوقتها قد أتمكن من الهرب والعودة لبلادي لكن…
قطبت حديثها بخجل تنظر أرضاً فسأل بحدة:
-لكن ماذا؟ أكملي
رفعت عيناها ليرى لمعتهما ثم قالت بطريقة ساحرة:
-لقد انقلب السحر على الساحر أيها الملك وبت معجبه بك وأترقب قربك ولا أرغب في الابتعاد عنك.
رمش بأهدابه وسأل بتوجس:
-حقاً؟؟؟
تنهدت بحرارة وهي تهز رأسها إيجاباً فشقت الإبتسامة وجهة واخدت تتسع وهو يقترب منها حتى لفها بين ذراعيه يقول:
-أنتي أغرب فتاة رأتها عيناي.. تقفين بحضرة الملك وتخبريه انك كنتي تتلاعبين به
هزت كتفيها كطفلة ثم قالت:
-سئمت الكذب
ابتسم عليها وقبل جبينها ثم قال:
-أنا سعيد جداً بكي وبما قولتيه، يكفي انك بتي تريدين قربي كما أهفو اليه…كلماتك كانت أروع من كلمات الغزل ،لأول مرة أتعامل وكأنني رجل مرغوب .. لست الملك الذي سيكن بالطبع مرغوب لمكانته.
ضحك بسعادة و أكمل :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أرغب في مكافئة تلك السفينة التي حملتك لعندي …تعالي
حدثها بخفوت ثم سحبها لأحضان يضمها بقوة يمسح على خصلاتها تحت أعين أنجا التي وقفت تراقب ما يجري فقالت خادمتها:
– ماذا ستفعلين يا مولاتي فعلى ما يبدو أن البيضاء قد باتت قريبة من الملك اكثر من اللازم.
-أتركيها فلا خوف منها .. الملك رجل ومن حقه العيش بقصة حب .
– لكن يا مولاتي تلك الفتاة خطر وقد…
بطرت أنجا كلمات الخادمة وقالت:
– قد ماذا؟ لن تفعل شيئاً لأني لن أتركها تفعل.. أتركيها تحب الملك ويحبها مادمت ملتزمة حدودها ولم تتعداها.
هزت الخادمة رأسها وقد فهمت مقصد سيدتها فيما وقفت أنجا تتابع مشاهدة ذلك المشهد الغرامي نادر الحدوث.
فقد زاد الملك من احتضان رنا يقبل وجنتها قبلات خفيفة كالفراشه وهو يستنشق عبيرها ومن بعيد وقف الوزير على جنب يناديه وهو ينظر أرضاً:
– مولاي يجب أن نتحرك فالجميع بإنتظارك.
تنهد راموس بضيق غير قادر عن الابتعاد عنها لكنه فعل مرغماً وقبلنا يبتعد همس في أذنها:
-أذهبي لغرفتي وأنتظريني هناك لا تذهبي لأي مكان ستبيتين معي الليلة.
نظر لعيناها ثم أخبرها وكأنه يختبر جوابها ورد فعلها وأكمل:
-في أحضاني.
اتسعت عيناها تفهم ما يرنو إليه ولم تستطع الرد سوى بهز رأسها طواعية تخفي توترها.
فأبتسم لها الملك بسعادة و هو يرى موافقتها والتف مغادرا لكنه عاد اليها يضمها له ثم قبل وجنتيها قائلاً بسخونة :
-سأشتاق لكي.
فهمست:
– وأنا كذلك
اشرق وجه راموس والتمست عيناه بالحب لكنه أضطر لان يتحرك مغادراً ومن بعده رنا التي ذهبت تنفذ أمره وتلزم غرفته حتى يعود وفي الطريق أستمعت لبكاء يأتي من أحد الغرف المغلقة فتتبعت الصوت حتى وصلت وفتحت الباب لتتفاجأ بفتاة طويلة الجزع ممتلئة القوام تجلس ارضاً وهي مستمرة في البكاء.
دنت رنا منها وسألت:
-من أنتي ولما تبكين؟
رفعت الفتاة عيناها لتدرك رنا أنها هي نفسها تلك الفتاة التي قابلتها حين ذهبت في نزهة خاصه مع الملك
-أنا أتذكرك لقد رأيتك مسبقاً
هزت الفتاة رأسها وقالت:
-نعم
-من جاء بكي لهنا؟ ما قصتك ولما تبكين؟!
-سيقتلوني سيدتي.. سيقتلوني
أتسعت عينا رنا برعب واقتربت منها تسأل:
– من سيقتلك؟ الملك؟
-لا عائلتي
-ماذا؟ لما؟ أي ذنب أقترفتي؟
-لم أفعل،كل ذنبي أني طويلة وممتلئة الجسد.
صفر عقل رنا فهي لا تستوعب بالفعل ما يحكى لها وهزت رأسها بجنون تسأل:
-ماذا؟!!!! وما المشكله في وزنك وطولك الذي قد يصل بهم لقتلك.
بدأت الفتاه تحكي وهي مدمعة العين:
-أنا من قبيلة مارسا تعتبر قبيلتي واحدة من أكبر وأقدم قبائل جزر الذهب لدينا أعرافنا وعاداتنا والكثير من المسلمات والأمور التي لا فصال فيها وبقبيلتنا يجب أن تكن الفتاة قصيرة لا تتعدى طول معين و لا يزيد وزنها عن ستون كيلوغرام وإلا تقتل.
صرخت رنا:
-نعم؟؟؟!! ماذا؟!
-نعم وقد سبق وحدث مثل ذلك الكثير من حالات قتل للفتايات لكن…
زاد نحيبها ورعبها وقالت:
-لكن أنا لا أريد أن أموت ، أريد ان أعيش لا أريد ان أموت لا أريد.
مالت تقبل كف رنا فسحبت رنا يدها بسرعه فيما أكملت الفتاة:
-ارجوكي اتوسل اليكي… لقد سمعت ان لكي مكانه عاليه عند الملك أرجوكي تحدثي معه.. الأمر لا يخصني وحدي بل لاهناك عشرات الفتيات من قبيلتي مهددات بالقتل فقط لأنهن قد خلقن بمواصفات جسديه مخالفة لمواصفات رجال قبيلتنا.
-اهدئي واخبريني ..كيف هذا؟!ولما؟ ماتقولين ليس بأمر عادي أو طبيعي ان تقتل فتاة فقط بسبب زيادة وزنها.
-الرجال في قبيلتنا قصيري القامة ذوات جسد نحيل وقوة جسدية ضعيفة لذا يملن للفتيات ذوات الجسد الرفيع حتى يتثنى لهم الشعور برجولتهم وفحولتهم بجوارهن .. وقد تمادى الأمر إلى أن وصل لان أصبح قانون يمر فوق الجميع في القبيلة والفتاة ملزمة بأن تكون قصيرة ورفيعه كالفراشات حتى تجد ذكر يحن ويتعطف وتكرم ويتزوجها ويصبح بذلك بطل مغوار وهو بالأساس ضعيف لا يقدر سوى على فتاة ضعيفة الجسد ..ويوقومون بقتل الفتيات العفية ذو الجسد القوي حتى لا يفتضح امرهم.
كانت رنا تستمع لما تقصه عليها تلك الفتيات فقد سبق وسمعت عن العادات الغريبة لبعض القبائل وشدتهم لكنها لأول مرة تقابلهم لا تصدق انه يوجد هكذا جبروت .
فقالت:
-ما هذا لا أستطيع أن اصدق ما تسمعه أذناي؟!
-أرجوكي سيدتي ساعديني .. ساعديني
-سأساعدك
=وكيف ستساعدينه؟!!!
كان هذا صوت أنجا التي وقفت بتحدي أمام رنا وعلى وجهها علامات التحفز الشديد.
___________سوما العربي__________
وقف شداد يحاول أن يفرد ظهره وقال بصوت قوي:
-والله عال جه الوقت الي هشوفكم فيه واقفين تضربوا في بعض.
فقال محمود معترضاً:
-بس بابا.
-ولا كلمة.
ثم نظر لزيدان وحوريه الواقفه بجواره وقال:
-زيدان خد مراتك واطلع
امر شداد كان غير قابل للنقاش فاخرس محمود وحرك زيدان وحوريه
وما ان دلف زيدان للداخل اغلق الباب بعنف فانتفضت حوريه والتفت لترى وجه آخر من زيدان لأول مره تراه خصوصاً وهو يصرخ بغضب:
– ممكن افهم إيه الي نزلك؟
-سمعت صوت صريخ طنط فردوس خوفت
-خوفتي؟!
سأل بنبرة غريبة كأنه يود أن يسألها على من منا؟
فردت:
-أيوه والله..هو أنا عملت إيه بتزعق لي ليه؟
منظرها أعاده لرشده فأقترب منها يردد بصوت مثقل:
-ماعلش يا حوريه.. حقك عليا أنا بس….
قاطعته تقول بتفهم:
-ما تعتذرش يا زيدان أنا فأهمه وعارفه انه الوضع عامة من طبيعي بس أنا والله غضب عني.
تنهد زيدان وقال:
-عارف يا حوريه بس لو سمحتي اليومين دول تاخدي بالك من تصرفاتك وبلاش تعملي حاجة ممكن تضايقني أو تخليني أتعصب خصوصاً الفترة دي.
-حاضر…. هروح أعملك حاجة سخنة تشربها.
لم تنتظر رده بل تحركت للمطبخ وتركت زيدان يتذكر ما حدث أمس حين وصله خبر باقتراب موعد عودة محمود فعاد للبيت وكله عزم على إلا عودة وأن يمتلك حوريه حتى لو لم تكن تريد، فقد تغيب عقله وسيطرة عليه فكرة واحدة، ما جرى بينهما لم يكن تفاعل أو تفاقم للمشاعر فقط هو كان على علم وعزم بما يفعله واكد ان يمتلكها بالفعل لكن على ما يبدو ان لله مشيئة أخرى
وها هو الآن يجلس على أعصابه لا يدري ماذا يفعل خصوصاً وهو يشعر انه بات غير قادر على فراقها.
عاد بظهره للخلف ينتهد ويقر:
– أنا حبيتها… حبيتها…. وبقيت بغيرقوي… هعمل إيه أنا دلوقتي يا ربي.. هعمل إيه؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
جلس عاصم في مكتبه يضع قدم فوق الأخرى إلى ان دق الباب ودلفت السكرتيرة تخبره:
-البنت اللي حضرتك مستنيها جت بره يافندم.
-حلو دخليها وحضري للاجتماع على ما اخلص
-أوكيه.
خرجت السكرتيرة ودلفت بعدها فتاة في منتصف العشرينات واستقبلها عاصم بترحاب:
– اهلاً اهلاً يا وفاء مواعيدك مظبوطة
-شكراً
-اتفضلي اقعدي.
جلست وداد بتوتر فقال عاصم:
– ها يا وفاء إيه الجديد
اقتربت وفاء برقبتها وقالت بأعين لامعه يملؤها الطمع :
-محمود رجع والبيت عندهم والع وعلى أخره
أعتدل عاصم في جلسته ينتبه لكل حرف يقال ثم سأل:
-محمود ده الي كان خاطبها وسابها يوم الفرح مش كده؟
-كده
-كملي وبعدين
-لسه ماعرفتش بس الأكيد أن البيت قايد حريقه خصوصاً إني شوفت الدكتور خارج من عندهم إمبارح الساعه ١٢ بالليل.
-حلو… أنا عايزك تتعرفي عليها وتصاحبيها زي اختها واكتر الفترة الجايه مفهوم؟.
-طبعاً طبعاً بس مش هتقولي أيه مكافئتي
-عدي على الحسابات وأنتي نازله أنا هسيب لهم خبر يظبطوكي.
-بس أنا مش عايزة فلوس
-نعم؟!
-أيوه الفلوس مسيرها تخلص أنا عايزة شغلانه أكل منها عيش
-همممم ماشي يا وفاء بتعرفي تعملي شاي وقهوة
-شاي وقهوة؟!
-اه هتشتغلي في البوفيه
-بوفيه؟! وماله
ضغط عاصم على احد إزار هاتفه ودلفت السكرتيرة فقال لها:
-خدي الانسه وفاء للبوفيه خليها تستلم شغل هناك
-حاضر يافندم … إتفضلي معايا.
____________سوما العربي__________
وقفت أنجا مقابل رنا فاردة ظهرها بتحدي فيما قالت رنا بلهفة:
-سيدة أنجا من الجيد انك حضرتي كي تنقذي تلك الفتاة المسكينة
ردت أنجا ببرود:
-من ماذا؟
-من قبيلتها سيدة أنجا أنهم عازمون على قتلها خذيها وأحميها منهم.
-أنا بالفعل جئت لأخذها.
انتشر الأمل في صدر رنا والتفت للفتاة تقول بفرحة:
-الحمدلله آنتي بخير الآن هيّا لتذهبي مع السيدة أنجا.
فهتفت الفتاه بفزع:
-لا لا
-لما عزيزتي فالسيدة أنجا ستحميني
-بل ستفعل العكس السيدة أنجا ستسلمني لقبيلتي.
التفت رنا تنظر لأنجا بإستهجان وصدمة ثم سألت:
-حقاً؟؟
تجاهلتها أنجا ولم تجيب متعمدة ثم نظرت للفتاة وأمرتها بغلظة:
-هيّا تحركي.
تهدل جسد الفتاة فهي على مشارف القتل واقتربت تتمسك بجسد رنا تسجدي الشفقة مما أغضب أنجا وتقدمت لتسحبها بحدة:
-ألم تسمعي ما قلته للتو هيّا تحركي معي.
وبدأت أنجا تشوف الفتاة التي أخذت تصرخ مستغيثه برنا فتحركت رنا بهلع ومدت يدها ليد أنجا التي تسحب منها الفتاة وقالت:
– توقفي إلى أين ستأخذينها وماذا تفعلين؟
اتسعت عينا أنجا من الغضب مثبته على كف رنا التي تجرأت و وضعت على جسدها توقفها ثم قالت:
-لقد تعديتي حدودك كيف تتجرأي وتضعي يدك توقفي السيدة أنجا هل جننتي.
-سأصبح مجنونة حقاً لو تركتك تسوقين تلك الفتاه للقتل، أي قانون هذا. أي عادت التي توجب بقتل نفس ألستوا مسلمين؟
ضيقت أنجا عيناها وقالت بنبرة محذرة:
-أنصحك أيتها البيضاء بالا تتدخلي فيما لا يعنيكي، اقترح عليكي بأن تمضي وقتك تفكرين كيف ستسعدين ملكنا فقط ولا تتدخلي مرة أخرى في شؤون الكبار .
التفت تنظر بحده للفتاة وقالت:
-وأنتي هيّا بلا أي صوت
وعادت أنجا تسرق الفتاه من جديد باتجاه الخروج والفتاه يزداد صراخها مما حفز كل خلايا رنا وجعلها تهتف بحده وحسم:
– آنتي… توقفي.
صدمت أنجا أنها تحدثها هي هكذا فتوقفت عن السير وتسمر جسدها في الأرض ثم أخذت تلتف بجسدها إلى ان أصبحت في مواجهة رنا ثم قالت:
-انتي؟!!!!! ههاهه….
نطقت بإستهجان وأستنكار شديد فتشجعت رنا أكثر وقالت :
-نعم أتركي تلك الفتاة حالاً.
تيبست كل معالم وجه أنجا وبقت بلا أي رد فعل هي فقط سألتها بهدوء مخيف:
-وهل هذا أمر؟
ارتعبت رنا إلى حد كبير لكنها جمعت شتات روحها وقالت بتجهم:
-أعتبريه كذلك.
رمقتها أنجا بنظرة تقسم رنا أنها جمدت الدماء في عروقها وستظل تتذكرها طوال حياتها ثم همست بعدها:
-حسناً.
وتركت الفتاة بالفعل ثم أردفت:
-لكن …أحمم.. أعذري جهلي فقط أريد ان أسألك بأي صفة أطلقتي هذا الأمر.
صمتت رنا ولم تجيب فقالت أنجا:
-هل بصفتك مفضلة الملك؟ هل عددتي نفسك زوجته مثلاً انتي مجرد جاريه وظيفتها تتمركز في سرير الملك على شراشفه الحريرية.. انتي للمتعة فقط أيتها النكرة.
فار دم رنا وهتفت فيها:
– أنا لست كذلك وللان لم افعل
-بل انتي كذلك لا تظني غير ذلك أيتها الموهومة.
انتهت أنجا من حديثها وخرجت من الغرفه كلها حيث بقيت رنا مع الفتاة الباكية، دنت منها واخذت تربط على كتفها تهدئها وتخبرها وكلها يقين أن هناك أمل بتدخل الملك.
___________سوما العربي________
جلست على الاريكه بحزن شديد لقد طلع الصباح ولم يعد ديوان فقد بات ليلته بالخارج ولا تعلم أين هو حتى هاتفه مغلق.
لكنها ذكرت نفسها بحالهم وأنها ليست المرة الأولى التي يفعل فيها ذلك، أبتسمت بخفوت تتذكر حنانه وهدوئه معها فهو بعد كل مرة يحدث فيها أي موقف صعب يسهر ليلته بالخارج مع صديقه ثم يعود معتذراً يخبرها انه ليس بسئ وألا تخافه.
مجرد تفكيرها بتلك المواقف جلب الراحه والهدوء لصدرها فبدأت ترتخي في جلستها وتمدد ساقيها براحه تنتظر عودته مع كلماته البلسمية.
تهللت كل خلاياها وهي تستمع لصوت المفتاح في الباب فقد بات هذا الصوت من احب الأصوات لقلبها .
وما ان دلف حتى هبت واقفه تستقبله بشوق تنتظر كلماته المعتذرة وبادرت قائلة:
– صباح الخير يا زيدان.
سبطتت عزيمتها وهي ترى تجهم وجهه وتسمع نبرته المقتضبة في الرد:
-صباح النور
رمشت بعينها لا تعرف ماذا هناك ولا ماذا تفعل لكنها شجعت نفسها وقررت أنه ليس عليه بكل مرة ان يصالحها هو لما لا تبادر هي وتفعل لتخفف الأجواء عنه فلديه رصيد مسبق وعالي عندها.
لذا تقدمت تقترب منه ثم قالت بمرح:
– بقا كده تسهر طول الليل برا ماشي يا سيدي ولا يهمك ادخل نام لك شويه تلاقيك صاحي طول الليل ولما تصحى هتلاقي احلى فطار معمول.
لكنه نظر لها ثم قال:
-لأ أنا نمت في الورشة وفطرت مع العمال
-إيه؟! وأنا الي سهرانه مستنياك؟!
-ادخلي نامي لو عايزة أنا جاي اخد فلوس ونازل.
نظرت له ببهوت تحول لصدمة وهي تراه بالفعل يفتح احد الأدراج وياخذ منها المال ثم يغادر.
وقفت مكانها لدقيقة لا تستوعب ثم هرولت خلفه كي تلحق به تستفسر ماذا هناك ولما يعاملها هكذا فإن كانت أخطأت ستعتذر لتسترضيه .
هبطت الدرج بلهفة تنادي عليه:
-زيدان استني يا زيدان.
لكن توقفت وقد اشتعلت عيناها وهي ترى رشا مجددا وقفت على السلم تتحدث معه وتضحك بصوت مايع.
فنادته بحدة:
-زيدان.
ألتف لها لتتلبسه شياطينه واحمرت عيناه يصرخ فيها:
– انتي ازاي تنزلي كدّه انتي أتجننتي.
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
انتبهت حوريه على نفسها وصعد كفّها يتحسس خصلات شعرها المنطلقة لتكتشف أنها خرجت بلا حجاب من تسرعها للحاق به.
وانتفضت برعب على صوته العاصف:
-اطلعي فوق حالا .
رعبها من تحوله الشديد الصق قدميها بالأرض ولم تستطع التحرك مما زاد غضبه فصرخ فيها بغضب اكبر نتج عنه أسلوب مهين لا يليق بحمار حتى مما جعلها تصدم ووضعت يدها على فمها وأدمعت عيناها ثم هرولت تصعد الدرج.
من شدة غضبه خرج من البيت ولم يذهب خلفها،غيرته ولدت بداخله غضب أعمى عيناه عن الصواب فقد سيطرت عليه وجلس يحاول أن يهدأ ويفكر في مخرج.
بينما ظلت هي تبكي على الفراش لكن رغم كل ماجرى هي تجلس بإنتظار رسالة إعتذار شديدة منه هذا ما تتوقعه منه على خلفية ما عرفته من شخصية زيدان لن يتركها هكذا وسيعتذر ويسترضيها.
وبينما زيدان يجلس أمام الورشه يدخن سيجارته بغضب يحاول أخذ أنفاسه ربما يهدأ قاولونه العصبي فأذ به يرى محمود يترجل من سيارته التي أشتراها مؤخرًا ويستعد ليدخل البيت بعدما رمق زيدان بنظرة غاضبه متحديه.
وضع ديوان يده على وجهه يشعر بالتورط ثم التفت هاتفه وأخذ يسجل رسالة صوتيه لحوريه.
وفي خلال ثواني وصلتها الرسالة فمسحت دموعها بكف يدها والتقطت الهاتف بفرحه شديدة وتفاؤل تستعد لسماع أعتذاره يعقبها كلمات غزله ففتحت الرسالة الصوتيه لتسمعها و قد كان محتواها:
( لو خرجتي من الشقه ولا لمحت طيفك برا هقتلك سامعه واياكي..إياكي تفتحي الباب حتى لو مين بيخبط حتى لو كانت أمي…سامعه ولا لأ)
دارت بها الغرفه واسودت الحياه فهل هذا هو اعتذاره الذي جلست تمني نفسها به؟! انه من سئ لاسوء.
________سوما العربي_______
جلست في غرفتها تهز ساقيها بتوتر تفكر فيما قالته تلك السيدة ووصفها لها بانها مجرد جسد للمتعة في الفراش لا اكثر.
استرعى أنتباهها أصوات الدق على الباب فسمحت للطارق بالدخول وقد كانت إحدى الجواري تخبرها بان الملك يريدها.
وقفت من مكانها تحفز شديد ،وتقدمت لتذهب إلى غرفه الملك وأثناء سيرها كان بداخلها العديد من التخبطات تتذكر كلام أنجا عنها ونعتها بأنها مجرد جسد يقضي الملك فيه رغباته، تتسآل هل سيقتلون الفتاه بالفعل؟ كيف للمك ان يوافق على هكذا أشياء إنها روح بني آدم هل عدنا للجاهلية حينما كانت تؤد الفتيات؟ يجب أن تخبره بما نعتتها تلك الأنجا يجب أن يرد لها أعتبارها أمامها وألا تتجرأ عليها مجدداً.
لكنها توقفت عن السير بتردد هل سيفعل الملك لأجلها؟ من أين لها بكل هذا العشم والثقه بأنه سيفعل.
نمت على شفتيها إبتسامة مرتاحة وهي تتذكر تصرفاتها العاشقة معها هي ما شجعتها على الوثوق بأنه سيفعل، هي ليست جسد يرغبه الملك بل فتاة أحبّها، هي متأكدة من ذلك.
سحبت نفس عميق وقفت تفرد ظهرها بثقه وتسير باتجاه الغرفة الملكية، دقات خفيفة على الباب ثم فتح الحراس الباب سامحين لها بالدخول.
تقدمت للداخل لتعرف أنهما ليسا بمفردها بل السيدة أنجا هناك كذلك.
رفعت رأسها بشموخ وتقدمت تقف أمام الملك، رمقتها أنجا بحقد دفين فهي للأن لا تنحني بحضرة الملك كما تفعل هي وكذلك الجميع بل ظلت حتى اليوم لها وضع إستثنائي ولكن صبراً…..
وقفت رنا صامته ترفع رأسها والملك يرمقها بنظرات صامته كذلك وطال الصمت إلى أن تفوه اخيراً ثم قال:
-أعتذري من السيدة أنجا
-ماذا؟؟؟!!!!
ألتفت ينظر لها بحدة ثم قال:
-كما سمعتي
-لكنها قالت لي…..
-اعتذري منها فوراً لا أريد أن اسمع أي كلام، ومرة ثانية لا تتدخلي في شؤن لا تعنيكي من سمح لكي بالتدخل في تلك الأمور؟ كيف تجرؤين؟!
اتسعت عينا رنا بصدمة، هو ببساطة يخبرها بصحة ما نعتتها به أنجا وأنها هنا لإمتاع الملك فقط.
فقالت:
-ليست أي أمور فتلك الفتاة لو سلمت لقبيلتها ستقتل
-لا يعنيكي تلك هي قوانينهم
-يعني هذا أنك موافق وستسلم الفتاة لهم؟ كنت أعتقد ان كل ذلك يحدث دون علمك وما ان تعلم ستتدخل على الفور وتوقف تلك الكارثة الإنسانية.
هتف فيها بغضب:
-تلك الأمور لا تعنيكي وهيّا أعتذري للسيدة أنجا.
انسابت الدموع من عيناها وهي تفكر في حقارة وضعها والملك مازال ينتظر إلى أن هتف بحده جعلتها تتقزز في مكانها:
-هل سأنتظر اكثر؟ هيّا أعتذري.
ألتفت رنا تنتظر لأنجا التي تناظرها بأعين شامته متحديه تخبرها أنها من ربحت وستربح دوماً.
ثم عادت تنظر للملك وكأنها الآن تراه شخص اخر جديد، فكرت لثواني ثم قالت بقوة وحسم:
-لن أعتذر.
أتسعت عينا أنجا وشهقت بصدمة متعمدة لتزيد من تضخيم الموقف فيما وقف الملك بغضب شديد وسأل:
-ماذا قولتي؟
ردت بعزم :
-لن أعتذر وأمرهم بقطع رأسي الآن كي أرتاح فأنا لن افقد حياتي حينها أنا بالفعل فقدتها منذ غادرت بلادي .
أشتعلت عينا الملك والغضب يتفاقم بداخله وقد زاد أكثر وهو يشعر بالغضب لعجزه عن الأمر بقتلها كما هي عقوبة من يعصي الأوامر.
-أذهبي لغرفتك.
قالها الملك بهدوء حذر وغضب مكتوم فنظرت له أنجا بصدمة وكادت أن تتحدث إلا انه امر مجدداً بصوت غاضب:
-هيّا تحركي.. إلزمي غرفتك ولا تتحركي منها..هياااا.
خرجت رنا من عنده والدموع تسري على خديها تسأل متى الخلاص مما هي به.
__________سوما العربي_________
جلست تهز قدميها بحزن شديد كلما تذكرت ما حدث اليوم وأمس ثواني و أضاء عقلها يأسئله مهمة و خطيرة…. ماذا تريد من زيدان وما الذي حدث معها ولما هي مسلوبة الأرادة هكذا، لما كانت دوما رد فعل وليست الفعل ذاته مثل رنا..
اه رنا.. أين هي وماذا جرى معها لما تتواصل معهم مطبقاً.
أبتسمت بحزن فهي دوما كانت عكس رنا في كل شيء غير معجبة بشخصيّتها المتهورة المنفتحة رغم حبهما الشديد ببعض لكن كانتا دوما عكس عكاس لا رنا يعجبها طريقة تفكير حوريه وإعجابها الغير مبرر بمحمود وخضوعها لتحكمات المجتمع والعيش هكذا ولا حوريه يعجبها إندفاع رنا وتحديها لكل القوالب المجتمعية التي لا مساس بها وسعيها للعمل بشعلة خطرة فالسفر لوحده مجازفه بالنسبة لأي فتاة.
هنا كان عليها ان تقف وقفة متأملة تسأل من منهما كانت الصواب، خفضت عيناها أرضاً بحزن فعلى ما يبدوا أن ولا واحدة منهما قد ربحت .
ثواني وفتح الباب ودلف منه زيدان يبحث عنها في الأرجاء إلى أن وجدها فتقدم بخطوات مترددة ثم قال:
-سلام عليكم
فردت بخفوت :
-وعليكم السلام.
لف حول نفسه مهمها فقد ردت السلام لمجرد الرد لا أكثر… ماذا يفعل لتتحدث معه.
دلف للداخل يعتقد أنها ستذهب خلفه لتحضر له ملابسه لكنها لم تفعل فعاد للصالة حتى وقف أمامها و ردد بغضب:
-مش هتيجي تحضري لي لبس البيت
نظرت له بطرف عينها ثم قالت:
-ما أنا عارفه انك هتعرف تجيب لنفسك عادي .. أنا كبير كفاية وبتعرف تعمل كل حاجة لوحدك و بتبات كمان برا البيت.
سرت فرحة لطيفه في كل خلاياه بسبب تلميحها الأخير لكنها ما زالت لا تنظر ناحيته فقال :
– طيب أنا عايز أكل
لم تتحدث هي فقط تحركت من مكانها واختفت بالمطبخ وبعد دقائق كان الطعام معد على السفرة التي جلس عليها يتأملها بشهية مفتوحة وكاد أن يشرع في الطعام إلا أنه توقف وهو يراها تغادر ولم تجلس للطعام فناداها:
-حوريه انتي مش هتاكلي
-مش عايزة
فقال بأمر
-اقعدي كلي
-مش عايزة
-وأنا قولت تقعدي تاكلي ايه هتعيشي من غير أكل
-هو أنت بجد؟!
نظر لها بإستغراب لا يفهم سؤالها وهي كذلك تواجهه بإستنكار شديد فسال:
-مالي؟!!
-مالك؟! بتسأل بجد؟! أنت متقلب وكل ساعه بحال عمال تتعصب وتمشي وتسيب البيت وكمان تبات برا ومن شوية كنت عمال تزعق لي قدام الست رشا بنت عمك.
فاندفع يجيبها:
-مانتي الي نازلة بشعرك
-والله بشعري؟! كنت خارجه بسرعه من غير ما أفكر عشان أوقفك أراضيك وأنا أصلا مش غلطانة فيك لكن نزلت لاقيتك مش داري بالدنيا كانت كنت واقف مع الست رشا… هي صحيح مش رشا دي الي اتقدمت لها كذا مرة وكنت عايز تجوزها.
نظر لها ببهوت وعقله يستوعب هل تغار عليه حوريه؟!
وقف عن مقعده يبتسم لها لكنه توقف مستغرباً وهو يسمع صوت جلبه قادمه من الخارج
تحرك لعند الباب يفتحه يرى عمال يحملون بعض الأدوات ومعدات ويصعدون السلم .
فعاد لعند حوريه وقال محذراً:
-ماتتحركيش من هنا وماتفتحيش الباب
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بعدها أختفى نهائياً من الشقة وصعد ليرى ماذا هناك فوجد باب شقة محمود مفتوحه على مصرعيها والعمال يقفون هنا وهناك ومعهم أوات كثيرة وهو يقف في المنتصف يلقي عليهم أوامره.
نظر لهم زيدان بجهل شديد ثم سأل:
-هو في أيه ؟ايه الي بيحصل هنا
ألتفت محمود و رد ببرود:
-كل خير يا كبير، بوضب شقتي عشان اقعد فيها
-نعم؟ هتقعد فيها؟!
-أيوه ايه مش شقتي دي ولا قررت تاخدها هي كمان.
فهم عليه ولم يتحدث إنما غادر يحمل معه الغضب ونزل لعند والده يطمئن عليه فقابلته والدته معاتبه:
-توك ما افتكرت يا زيدان… أنت فين من امبارح وسايب أبوك تعبان.
-حقك عليا أنا بس كنت….
-حالك كله بقى متشقلب و مش عاجبني.
نظر لها ولم يعقب فهي محقه في كل ما قالته بل تحرك للداخل يرى والده الذي حاول فتح ألكلام معه في قصتهم لكن زيدان منعه على الأقل حالياً .
مرت أيام كانت هي الأسود على زيدان في حياته، كلها عصبيه وصوت عالي ، كان الغضب والشجار هما الأقرب إليه وكل يوم يزداد الأمر سوء عن ذي قبل وغيرته لا مثيل لها.
و والدة رنا قد نفذ صبرها فقد مر شهران وللأن لا حس ولا خبر عن إبنتها، ما يحدث غير معقول فذهبت لحوريه لتأخذها لعند تلك الشركة التي تعمل فيها رنا .
وهناك أحدثت فوزية مشكلة كبيرة وهددت بتبليغ الشرطة إذ لم يجدوا لها حلاً.
و ظلت هكذا إلى أن حضر عاصم وحاول التحدث معها لتهدئتها قائلاً:
-ايه بس الي مضايقك يا ست الكل
-يعني أيه ايه الي مضايقيني انا بنتي غايبه أدي لها مدة ولا حس ولا خبر هو ده معقول يعني يا ناس بلد ايه دي الي مافيهاش شبكة اتصالات.
-أنا مقدر زعلك يا ست الكل بس آحنا نفسنا مش عارفين نتواصل مع الطاقم بتاعنا وده في شغلنا امر عادي بيحصل كتير لان معظم شغلنا بعيد عن العمار.
حاول عاصم قدر المستطاع ان يمتص غضب فوزية لكنها لم تشتري أي من كلماته كانت موقنة ان بأبنتها خطب ما وقلبها غير مطمئن خصوصاً مع حديث هذا الرجل وهو يحاول بلسمة الموقف لها.
غادرت فوزية وهي عازمه على الذهاب لأقرب قسم شرطة فالوضع لم يعد يتحمل الصمت لكنها قالت لحوريه:
– روحي انتي يا حوريه أنا رايحه مشوار
-مشوار أيها بس يا خالتو في الجو النار الي احنا فيه ده تعالي نروح وبكره…
لكن فوزية لم تستمع لها ولم تعطيها الفرصه لتكمل حديتها بل أوقفت سيارة أجرة وكلها عزم على ما تريد فقالت حوريه:
-طب أستني أجي معاكي.
-لا روحي انتي الجو حر عليكي أنا عارفه الطريق المرة دي .
غادرت فرزيه وتركت حوريه أمام الشركة تحت أعين عاصم الذي وقف يراقبها وشعر أنها فرصته اخيراً فترك مكتبه و استقل المصعد حتى وصل لسيارته فأخذها وتوقف أمام حوريه يناديها:
-انسه حورية.
ألتفت له فقال:
-تعالي اتفضلي أوصلك
-لأ شكرأ مش عايزة أتعبك
-مافيش أي تعب ولا حاجة تعالي اتفضلي
-شكراً هاخد تاكسي
-مش معقول هتحرجيني يعني .. اتفضلي هوصلك حتى انا اضمن من التاكسي ولا ايه يا آنسه حوريه.
نظرت لهّ حوريه بأعين مقيمة ثم قالت بحسم:
– أنا مش أنسه أنا مدام يا عاصم ليه.
ثم أوقفت سيارة و غادرت فيها وتركته للشمس تأكله.
________سوما العربي________
في قصر الملك راموس مرت أيام جرى فيها الكثير وجد أكثر لكن رنا منعزله لا تعلم أي شيء عن ما يجري خارج غرفتها التي لزمتها بأمر ملكي .
لقد أسودت الحياه بعينها بعد كل ما جرى وفقدت الرغبه في كل شيء حتى الحياه نفسها وكذلك الطعام الذي رفضته فتحولت لوجه شاحب وجسد هزيل.
دق الباب فدلفت أحدى الجواري تحمل معها صحن الفاكهة فوجدت طعام الغداء لم يمس ، رفعت عيناها تنظر على تلك الفتاة البيضاء التي ما ان قدمت للجزيرة حتى بدأ الكل يتحدث عنها وعن جمالها والان أصبحت كالجثة بلا روح أو حياة.
فاقتربت منها تقول :
-الانقطاع عن الطعام لن يفيدك الأفضل ان تفكري في حل
-لا أريد، العيش هنا لا يناسبني وفقدت الأمل في العودة لبلادي
اقتربت الجاريه من رنا وقالت:
-سيدتي انتي بحاجه للطعام ولصحتك فقد صنع لكي خية كبيرة و وقعتي فيها وللأسف قد زدتي الأمر سوء بعنادك، العيش في القصور يحتاج إلى مكر و دهاء…إستقامتك لن تنفعك بل ستضرك كثيراً.
أنتبهت رنا لما قالته واعتدلت في جلستها تسأل بلهفة:
-عن أي خية تتحدثين؟
-سأخبرك لكن وأنتي تأكلين.
بعد ساعه تقريباً كانت رنا تقف أمام غرفة الملك وهي في أبهى حلة وقد تغير رونقها وكأنها تبدلت من فتاة شاحبه هزيله لأخرى جميله مغريه وطلبت مقابله الملك.
فتح لها الحرس الباب و وقف الملك يوليها ظهره كأنه يرفض رؤيتها بينما يقول:
-لما أتيتي وكيف خرجتي من غرفتك ألم آمرك الأ تغادريها.
لكنها باغتته حين شعر بها هجمت عليه تحتضنه من ظهره لها وهمست في أذنه:
-أنا أسفه……..
________سوما العربي _______
في القاهرة
عادت حوريه من الخارج وجهزت أصناف لذيذة من الطعام تتمنى أن تنال إعجابه ثم بدلت ثيابها وأرتدت فستان باللون الأبيض مزركش بورود بنفسجيه وتركت شعرها ينساب حول عنقها بلذاذة وأكتفت بوضع ملمع شفاه لامع وجلست تنتظر عودته إلى ان عاد أخيراً.
انتعشت روحها وهرولت عليه بلهفة فنظر لها نظرة غريبة تحمل الكثير ولقى صامت فقط يتأمل جمالها فقالت هي:
-إتأخرت ليه أنا مستنياك من بدري
لم يجيب وبقى ينظر لها بصمت حزين ثم أقترب منها وضمها له، وضع أصابعه أسفل طابع حسنها ينظر لها عن قرب شديد ثم عاد يحتضنها بقوه حتى تكسر عظمها وأطال في ذلك ثم أخرجها أخيرا من بين دراعيه ونظر لها داخل عينيها وقال:
-أنتي طالق يا حورية…………
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
جلس على كرسيه منكس الرأس ينظر ارضاً ، يرفض النظر لصديقه الذي يجلس قبالته طوال الليل يحدثه ويتسأل بجنون لما فعل ذلك وزيدان لا يرد هو فقط يجلس ينظر على أرضية الورشة يحالفه الصمت والكأبه.
إلى ان فاض صدر صالح وهتف بحدة وغضب:
-أنا بكلمك يا جدع أنت رد عليا عيب الي بتعمله ده مش كفايه عامل كارثه كمان هتقعد ساكت، أنا سايب أبوك في البيت هيتجنن هو وأمك من الي هببته ما تقولي يابني عملت كده ليه.
وقف زيدان بهزال وقال يدعي الجديه والحسم:
-عملت الي عملته أنا حر وهو ده الصح…هو ده الصح .
ثم تحرك وهو مازال يمثل القوة في طريقه للبيت لكن في المنتصف يمر على بيت الحوريه التي سكنت شقته لأشهر وتعلقت عيناه بشرفة عرفتها يرى نورها مشتعل يعني أنها ساهرة قد غفاها النوم.
التصقت قدماه في الأرض وأبت عيناه ان تتزحزح عن مطالعة غرفتها وكأنه يتمنى ان تخرج ويراها ليواجه حقيقة كارثيه لقد إشتاق اليها ولم يمر على إنفصالهم ساعات.
فاض الحنين من عيناه وهو متلهف لرؤيتها يسأل هل تفكر فيه الآن أم ان ما فعله كان فيه خلاصها.
وصل لعنده صالح حتى توقف أمامه ينظر ما يطالعه ثم قال ساخراً:
-لا واضح ان الي عملته هو الصح فعلاً.
أسبل زيدان جفناه بحزن كبير فتنهد صالح ثم قال:
-الفجر قرب يأذن تعالى نروح نصلي وربك يحلها بقا.
تحرك معه زيدان وقلبه معتمر بالحزن يشعر بضبابية الرؤية لا يعلم كيف سيتعايش مع ذاك القرار العصيب.
بينما في بيت حوريه
كانت تجلس على الفراش بصمت تام تضم ساقيها إلى صدرها وتتكأ برأسها عليهم تنطر لنقطة وهمية بشرود لا تتحدث
فذاقت لعندها والدتها تنظر لها بأعين اخطلتط فيهما المشاعر ثم تقدمت لعندها تقول:
-لسه مش عايزة تتكلمي
فسألت حوريه وهي مازالت تنظر أمامها لم تحرك جفناً:
-عايزة تسأليني عن إيه؟
-إيه الي حصل ؟ وليه عمل كده؟ إيه وصلكوا لهنا.
واخيراً رفعت حوريه عينها ونظرت لأمها بخيبة أمل ثم قالت:
-كنت فكراكي جايه تسألي عن حالي لأني واصله لنقطة وحشه قوي في حياتي، وتقوليلي ولا يهمك بكره تتعدل أو أي حاجه، بس أنتي جايه تعرفي أنا عملت إيه وصلنا للكارثه دي وكأن طلاقي كارثه.
-يابنتي أنا أمك و واجبي أنصحك واعقلك إلا يكون رجوع الي ما يتسمى الي اسمه محمود ده هو السبب.
اتسعت عينا حوريه بصدمة مما تسمعه عن ظن والدتها بها فيما أردفت الأم مكملة :
-يا بنتي اعقلي ولازم تعرفي إن الواحده أدام انكتب كتابها على راجل بيبقى هو ده بيتها و مستقبلها وماينفعش تبص كده ولا كده وتشيل كلمة لو دي من مخها خالص .
بكت حوريه وهي تسأل أمها بيأس:
-هو أنتي ليه شيفاني كده؟ يعني أكيد التقصير مني؟مايمشيش معاكي إني ممكن أكون اتظلمت؟! لازم يطلع العيب فيا عارفه ليه عشان يبقى مقدور على العيب، إنتي مش شايفه إن مثلا الوضع كله على بعضه كان غلط؟ ماينفعش أبقى مخطوبه لواحد وفجأه أتجوز اخوه، اخوه هيتقبلني إزاي ولا بأمارة إيه؟ ونعيش ازاي كلنا في بيت واحد قولي لي، العلاقة دي كان هيبقى مستقبلها إيه؟ ماكنش المفروض توافقي من الأول بس أنتي كان كل همك الفضيحة ماهمكيش بنتك.
فقالت الأم بغضب:
-كنتي عايزاني اعمل إيه مش هو ده أختيارك ياما قولت وحذرت وزعقت وقولت الولا ده لا بس أنتي فضلتي مصممة عليه.
زمت حورية شفتيها بيأس وخيبة أمل ثم قالت:
-بالظبط هو ده الي كنت لسه بقولوا… كل همك أن يطلع الحق عليا طب أنا اختارت غلط بس أنا بنتك لو غلط المفروض تحاولي تاخدي بأيدي مش كل همك يبقى الخوف من الفضيحة.
نظرت الأم ارضاً لا تجد ما ترد به لتبطل حجج حوريه كما كانت عادتها دوماً لكنها كذلك كانت مستغربة من ذلك الأنفجار الذي تلقته من أبنتها وألتفت تغادر الغرفه لتتركها قليلاً حتى تهدأ لكن حوريه نادتها :
-ماما
نظرت لها الأم فسألتها حوريه:
-أنتي ليه عمرك ماكنتي بتقولي لي إني حلوة..حلوة قوي.. ليه؟
كان الصمت والتخبط هما الرد الذي نالته حوريه قبلما تغادر والدتها الغرفه وتتركها ربما تهدأ.
________سوما العربي________
كان يشعر بالصدمة وبداية لارتفاع حرارة جسده وهو يحس بجسدها الطري ملتصق بظهره القاسي، تشنجت خلايا جسده وهو يشعر بالقشعريرة تسري فيه من قربها ثم تلتف لها ببطء شديد لترتد خطوة للخلف ثم تنظر ارضاً.
نظر لها من أظافر قدميها المقلمة صعودا الي كل شبر في جسدها الجذاب يلاحظ فقدانها بعض الكيلوغرامات لكنها مازالت فاتنه جدا كما عهدها، تستطيع تحريك إحساسه وبقوة
لكنه ظل على تماسكه و وجهه المتجهم الذي يخفي مشاعره الغزيرة بداخله.
رفعت رنا رأسها ونظرت لعينه ثم قالت:
-لقد أشتاقت إليك.
لكنها لم تتلقى سوى الصمت الرهيب، فأرتبكت قائلة:
-أمازلت غاضب مني؟
ومجددا لم يجيب الملك فهمست:
-ألأنني لم أعتذر من السيدة أنجا؟
نظر لها بجانب عينه ينتظر تكملة حديثها يستخدم الصمت كضغط نفسي عليها إلى أن قالت:
-ح..حسناً أنا مستعدة لأن أعتذر لها الآن حتى ترضا.
نظر لها بإستغراب ولم يتحدث بل نادى الحرس ثم تحدث اخيرا:
-أستدعي السيده أنجا.
وقف بصمت يشبك يديه خلف ظهره ينظر لها بتفرس ورنا عيناها على السجاد الأحمر الذي يغطي أرضية الغرفه لم تتزحزح عنها وشردت متذكره حديث الجاريه لها
عودة بالزمن قليلاً ……
رفعت أنظارها للجاريه وقد خطفها الكلام فسألت:
-ماذا تقصدين؟هل تعلمين شيئاً؟
-بل أشياء .. السيدة أنجا حفرت لك حبه عميقه ووقعتي فيها بالفعل، فقد ذهبت للملك تخبره انك قد تمرعتي وبتي تطلقين الأحكام و تتحدثين بلسان الملك و تخبرين الفتيات والجواري وكل العاملين بالقصر انك من يحرك الملك و أنكي تمتلكين تأثير كبير على كل قراراته ولديك القدرة على ان يغير قراره من نعم إلى لا والعكس وتستدلين بتقريب الملك لكي و تخصيصه غرفه خاصة بكي قريبه منه و إفراجه عنك رغم عصيانك هذا بخلاف يوم ما أمرت الأميرة ماديولا بإعدامك وحضر جلالته ومنع، لذا صدقك الجميع و أصبحتي تتحدثين وكأنك الملك.
كانت رنا تستمع إليها وعينهاها متسعه من الصدمه لكنها سألت بجنون:
-لكن الملك …كيف؟ كيف يصدق أنني قد فعلت ذلك بتلك السهولة ومن اول مرة.
هزت الجاريه رأسها بيأس من سذاجة تلك الفتاة ثم قالت:
-أنتي هنا بحضرة ملك وتلك الأمور لدى الملوك و بالقصور تعد خيانه عظمى عقوبتها الشنق يا سيدتي، سيادة الملك و سلطانه شئ حساس ومهم جداً لا يمكن المساس به أو الاقتراب منه حتى، أي ملك كان سيفكر في الأمر ويشغل عقله خصوصاً أن السيدة أنجا قد جلبت شهود شهدوا ضدك عززوا موقفها و جئتي أنتي برفضك ألأعتذار منها فزاد الأمر سوءاً
شهقت رنا بصدمه …. يا أللهي…كيف ومتي حدث كل ذلك، هزت رأسها بجنون لا تصدق .
نظرت للجاريه بصمت تام كل يوم تدرك ان تلك الحياه ليست لها لا تليق بها وهي التي عاشت طوال عمرها مغواره تعشق المغامرة والتحديات تظن نفسها قويه ولطالما كانت غاضبة من خضوع حوريه وخنوعها تخبرها أنها يجب ان تصبح قويه مثلها لتدرك لتوها أنها أضعف من عيدان الكسفريت.
جذبها حديث الجاريه التي أضافت:
– اتعلمين من كانت ضمن الجواري اللائي شهدن ضدك
-من؟
-سوتي
شهقت رنا تردد:
– سوتي؟!
سكتت لثواني ثم قالت:
-من المفترض الأ أستغرب.. يجب ان أعتاد ذلك واعلم ان حياة القصور كلها غدر وخيانه…….
عادت من شرودها على صوت السيدة أنجا التي وقفت بحضرة الملك تنحني ثم قالت:
– أمر مولاي
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-سيدة أنجا ميرورا تريد الأعتذار منكي
حاولت رنا التغاضي عن تعمده مناداتها بذلك الاسم ونكران أسمها الأصلي لكنها تحاملت على نفسها ورفعت عيناها لأنجا التي تطالعها بأعين ثاقبة حذرة تسأل ماذا خلفها إلى أن همست رنا:
-أعتذر منكي سيدة أنجا وآمل ان تتقبلي أعتذاري.
نظرت لها أنجا بتوجس…. رضا تلك الفتاه العنيدة على الأعتذار عن ذنب لفقته هي لها لهو أمر مثير للريبة والأستغراب.
فقالت بحذر:
-وأنا قبلته.
ثم نظرت للملك تستأذن في الرحيل فسمح لها وغادرت على الفور فبقى الملك مع رنا التي نظرت له بتوتر.
ظل واقف ينتظر سؤالها التالي وقد حدث ما توقعته فسألت:
-هل سلمت الفتاة لأهلها
بادلها النظر بجمود وجسد متيبس ثم قال :
-هل تريديني ان أفرج عنها
-ياليت
– وهل أنتي على أستعداد لدفع الثمن
-وهل الملك ينتظر ثمن مقابل الحق
رد ببرود ولا مبالاه:
-نعم
-وما الثمن
-جسدك.
أرتجف جسدها كله من فجاجته وتلك النبرة الجحيمية التي تحدث بها، ودارت بعقلها الأفكار إلى أن هزت رأسها بيأس وأسى ثم قالت:
-موافقة.
ظل على وقفته يشبك يداه خلف ظهره وينظر لها كأنه ينتظر تعالت أنفاسها وزادت ضربات قلبها من الخوف والهلع تحت نظرات عيناه الباردة.
لحظات لن تنساها طوال حياتها وانتظاره يوترها أكثر فشرعت بفك أزرار فستانها الأحمر تخلعه عنها وهي ترتجف وتبكي بصمت تام وقبضت على قميصها الداخلي كي تخلعه كذلك لكن الملك هتف بحده:
-توقفي
بالفعل توقفت عن خلع أخر قطعه تفصله عن التعري فقال:
-من أنتي لتكوني أحن على رعيتي أكثر مني وأعدل.. تلك الفتاة حلت قصتها منذ أيام وسننت قانون يجرم تلك العادة في قبيلتها وما يماثلها من عادات تتعدى على حقوق المرأة والأن هيا غادري لا أريد رؤيتك.
لم تكن تعلم بتلك اللحظة هل تفرح أم تحزن لكنه صرخ فيها:
-هيّا غادري حالاً.
خرجت من عنده بحزن تجر قدميها جراً والحزن واليأس وقلة الحيلة تسيطر عليها.
فيما وقف الملك حزين لأنه رغم ما سمعه عنها مازال لديه حنين تجاهها لا يعلم ماذا يفعل معها.
مرت الأيام وهو يمنع نفسه بالقوة من رؤيتها أو الذهاب إليها
وذات يوم كانت أنجا تجلس في غرفتها تدرس بعض الأوراق المهمه فإذ بها وجدت خادمتها تدخل وهي تلهث ثم قالت:
-سيدتي سيدتي
-ما بكي؟ ماذا جرى؟
-لقد هربت الفتاة البيضاء.
هبت أنجا من مكانها بصدمة:
-ماذا؟! كيف؟
-لا اعلم
-وهل علم الملك
-لا حتى الآن لم يصله الخبر.
وقفت أنجا وعقلها يكاد يجن كيف هربت ومن ساعدها فهي بنفسها سبق أن ساعدتها وفشلت فمن ذا الذي نجح في مساعدتها وكيف ستخبر الملك بما جرى؟؟؟؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
الصمت كان حليفها الوحيد وهي تجلس على الفراش لم تبرحه إلا للذهاب للمرحاض الذي لا تحتاجه كثيراً فهي لم تأكل أو تشرب شيئاً منذ غادرت بيته، آخر ما نزل لجوفها كان من بيته بماله.
ضغطت بأسنانها على شفتها السفليه تحاول منع دموعها وألا تبكي فقد تعبت عيناها، للأن لا تستطيع أن تنسى تلك اللحظه التي ألقى عليها فيها يمين الطلاق
عودة بالزمن قليلاً للخلف…
كانت لاتزال بين ذراعيه تبتسم بكشوف والفراشات تغزو صدرها ومعدتها تطرب من الفرحه إلا ان تلك البسمه تلاشت وتبدلت لصمت إستحال لصدمه.
صدمه جعلت عقلها يتوقف ويسأل هل ما سمعه كان صحيح أم ماذا؟ حتى لو صحيح فكان لدى قلبها رغبه قويه بعدم تصديقه .
لكن ثبات وتجهم ملامحه زاد الشك بداخلها أنه ربما صحيحاً ومع ذلك فضلت الا تصدق وسألت:
-زيدان أنت بتقول أيه؟ بتهزر صح.
جوابه كان ثابت،جامد ومن جحوده كان مختصر حين قال:
-لأ.
فسألت بضياع وأعين شفافه من الدموع:
-هو أيه الي لأ.. أنت أكيد بتهزر معايا ومطلقتنيش بجد.
-لأ طلقتك بجد وقريب ورقة طلاقك هتكون عندك في بيت والدتك.
قالها بهدوء وقد لف بجسده لا يرغب حتى بالنظر إليها.
فظلت خلفه لثواني لا تتحرك، تشعر بالضياع التام ولا تستطيع تحديد معنى لما يحدث.
وضعت يدها على ظهره المقابل لها بعدما ولاها جسده وحاولت التحدث معه تناديه مستجديه:
-زيدان.
لتصدم بتشنج عضلاته وإبتعاده عنها خطوة كأنه يرفض أي حديث بينهما، بل وينفر من لمستها.
فاتسعت عيناها وسألت بتيه:
-هو ايه الي حصل طيب أنا عملت حاجة غلط؟بس حتى لو عملت حاجة غلط مش كان المفروض تيجي تتكلم معايا؟!
-لأ أنتي ما عملتيش حاجة
بكت بحرقه وسألت:
-أمال ايه الي حصل؟
-أنتي كنتي مستنيه أيه يحصل؟ أنتي ناسيه احنا إتجوزنا إزاي أصلاً وليه؟
شهقت بصدمه:
-أيه؟!!
لم تتوقع هكذا رد منه ، حركت قدميها الملتصقه بالأرض تحمل جسدها المثقل بسرعه تدفعها عزة نفسها وكبريائها المحروج وهرولت للغرفه تفتح دولابها وهي تفتح الحقيبة الكبيرة في نفس اللحظة تجمع ثيابها بعشوائية هوجاء ودموعها لا تتوقف لم تستطع إخفاء إنهيارها أمامه .
وهذا ما يفرق معها للأن …… أنها إنهارت أمامه وظهر تمسكها وحدها به .
عادت لواقعها وهي تخبط رأسها بظهر السرير الخشبي من الحزن والندم فدلفت أمها بسرعه أثر سماع الصوت تشهق بفزع:
-بت يا حوريه بتعملي إيه؟
لكن حوريه كانت مغيبة مستمرة فأقتربت منها تضمها بسرعه و هي تضع كفّها كحاجز بين رأس حوريه وخشب السرير،تربط بيدها الأخرى على كتفها تردد:
-بس يا بنتي بس ماتعمليش في نفسك كده
قالت حوريه بضعف و إنهيار:
-صعبان عليا نفسي قوي يا ماما، أنا رخصت نفسي قوي…قوي يا ماما،قعدت أعيط له واسأله طب أنا عملت حاجة غلط في حاجة وهو ولا هو هنا.
ضمتها والدتها بحزن وحوريه تبكي وتشهق بصورة موجعه تتمنى لو فقدت الذاكرة من شدة كرهها لتلك الأحدات التي مرأت فيها .
في بيت شداد على سفرة الطعام
وضعت فردوس أخر صحن على الطاولة أمام شداد الذي لم يمتثل للشفاء التام بعض، مازال يعاني ثم سأل:
-عامله كل الأكل ده لمين هو حد له نفس للأكل.
في تلك اللحظة دلف محمود بأبهى حله يرتدي ملابس سينييه باهظة الثمن وتقدم بخيلاء يردد:
-ماحدش له نفس ليه ايه الي حصل.
نظر له شداد بعدم رضا ثم قال:
-روحي صحي زيدان يا فردوس
-مش هيرضى وهيقولي ماليش نفس
-جربي ولو قالك كده زني عليه لحد ما يوافق
فسأل محمود بجهل شديد:
-هو في أيه؟!
ليتفاجأ وكذلك والديه بخروج زيدان من غرفته القديمة وتقدمه لحد الطاولة ثم جلوسه بصمت رهيب فتبادل شداد و زوجته النظرات بتعجب وتفاجئ قد زاد وهما يرانه قد جلس بلا عزيمه بل ومد يده التقط رغيف العيش وقضم كسره يغمسها في صحنه ثم تناولها مردداً بهدوء:
-البامية محتاجة لمّون يا أمي.
أتسعت عينا فردوس التي نظرت لزوجها بصدمة ثم غادرت سريعاً تحضر الليمون قائلة:
-عينيا حاضر.
لكنه كعادته أوقفها يمنعها وقال:
-عنك أنتي هجيب أنا، إنتي رجلك وجعاكي.
ذهب ليحضر الليمون وفتح المبرد يقف أمامه وهو يغمض عيناه يضغط على نفسه بطريقة غير عادلة كي يخرج عليهم بتلك الهيئة الغير مبالية .
وتقدم ليجلس يعصر الليمون على صحنه كأنه يعصره على نفسه حتى يأكل ، كل هذا و والداه ينظران له بترقب فسألت الأم:
-أنت كويس يا بني
رد بأقتضاب وهو يقطع لقمه جديده من الرغيف:
-الحمدلله.
فسأل محمود:
-هو في ايه؟
-زيدان طلق جورية.
رفع محمود عينه المتسعه بتفاجئ على زيدان الذي وضع معلقة من الأرز في فمه وهو ينظر في صحنه فقط لا يريد النظر لأي شخص منهم يمثل ان ما حدث عادي.
وبينما كان محمود في حيرة من أمره وقف زيدان بهدوء قائلاً:
-الحمدلله
-رايح فين يا زيدان
تحدث الأب بعدم رضا فرد زيدان:
-شبعت الحمدلله ونازل الورشة
-أقعد عايز أتكلم معاك
-بعدين يا حاج أنا عندي شغل متأجل وأنت لسه تعبان
-أنزل يا زيدان وأنا نحصلك على الورشه
غادر زيدان بالفعل وصمت الأب يرى أنه من الأفضل ان يتحدثا بمفردهما بعيداً عن محمود الذي يجلس الآن متخبطاً يشعر بالتيه التام.
___________سوما العربي________
وقفت أنجا في الغرفة الفارغة و التي كانت مخصصة للفتاة البيضاء تنظر في أرجاء المكان ثم سألت الجواري من خلفها:
-هل سأل عنها الملك؟
-حتى الأن لا
-منذ متى وهي مختفيه؟
-منذ أمس، لم تبت ليلتها هنا ولم تبرح الغرفه حتى وحين أتت الخادمة بطعام العشاء لم تجدها رغم تحديد الملك إقامتها هنا والملك كان في الديوان وقتها يعني أنها ليست عنده.
-هل بحثتوا عنها في كل نواحي القصر؟
-نعم سيدتي ولا أثر لها.
فكرت لثواني ثم قالت بصوت صارم:
-حسناً لا تبلغوا الملك الآن،إنها مسؤليه كبيرة وسيغضب الملك كثيراً ان علم دعونا نبحث عنها في المدينه وحول القصر حتي نجدها دون التعرض لغضب مولانا أو إتهامه لنا بالتقصير.
هزت الجواري رأسهن بهدوء فغادرت أنجا الغرفة مع خادمتها التي بدأت تهرول خلفها كي تجاري خطواتها المسرعه وهي تسأل:
-سيدتي هل أنادي كبير الحرس؟
-لماذا؟
-كي تأمريه بالبحث عن الفتاه البيضاء كما قولتي.
-لا أتركيها، أدعو ان يوفقها الحظ وتتمكن من الهرب بالفعل وأظن أنها ستسطتيع فمن تتمكن من الهرب من قصر الملك راموس يمكنها مغادرة المملكة كلها.
تنهدت أنجا بسعادة ثم قالت :
-أااااه…. وأخيراً سأتنفس..أااه.
ثم تحركت تباشر باقي مهامها وهي تشعر بالسعادة والخفه .
بينما في غرفة الملك
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
فقد جلس على مكتبه منكب على بعض الأوراق الخاصه بالديوان يتابعها ليبتسم رغماً عنه وقد تجلت صورتها أمامه بمخيلته فأغمض عيناه يتذكر حضنها ورائحتها حينما كانت بأحضانه وسحب بأنفه نفس عميق يتذكر رائحتها المميزة الممزوجة برائحة جسدها صانعه مزيج لن يتكرر.
قلب الصفحة راغباً في التوقف عن التفكير فيها والتركيز على شؤن رعيته فأخذ صفحه أخرى لكن عادت صورتها بذلك الفستان الأحمر الذي رأها فيه أخر مرة حضرت لعنده وكم كان بديع عليها لأول مرة يحب اللون الأحمر على أحدهم، بل لأول مره يحب اللون الأحمر بالأساس، وأقشعر جلده بلذاذه حين تذكر إحتضانها له من ظهره وكم جاهد نفسه على ألا يلتفت إليها ويأخذها بقوة فتصبح ملكه، كان يريد معاقبتها قليلاً حتى تتهذب وتتوقف عن أفعال الفتيات الطائشة تلك.
بتلك اللحظة توقف الملك عن التفكير وسأل نفسه منذ متى وهوصبور هكذا؟! واجه نفسه متسائلاً هل وقع في الحب؟ كان يظنها فتاة جميلة حركت رغبته فقط.
_________سوما العربي_________
وقفت رنا بتعب على سطح أحد المراكب التجارية تنتظر للبر بتخبط ولم تشعر بالراحة إلا بعدما تحركت السفينة بالفعل من الميناء تغادر الشط فتنظر على الأرض التي ذُلت فيها وتجردت من حريتها وكادت ان تشنق بلا ذنب لولا أن لحقها الملك………………الملك!!
تنهدت بتعب تعلم أنها ربما تفتقده …لكن عادت ملامحها تتحول للجمود من جديد حين تذكرت كيف كانت في قصره فتاه للرغبه وقد تم نعتها بأنها فتاه للفراش فقط.
جلست على عقبيها تبكي تتذكر كل ما مرت به من أهوال منذ تركت مصر، إنها قصة مروعه لو قصتها على أحد تقسم انه ما كان ليصدق.
حتى أنها للأن لا تصدق ما حدث معها ولا كيف هربت لولا تلك الخادمه التي حكت لها عن ما فعلته أنجا.
عودة بالزمن قليلأ…..
خرجت رنا من غرفه الملك وهي تبكي بحرقه واتجهت لعرفتها حيث أمرها بالمكوث فيها ولا تغادرها ، إرتمت على الأريكه وأخذت تبكي إلى أن دلفت لعندها تلك الخادمة تقول:
-من رأيي ان تتوقفي عن البكاء فهو لن يفيد فكري في خلاصك من هنا
-لا أرى أي أمل
تنهدت الخادمة ثم قالت:
-الهرب هو سبيلك الوحيد.
-كل محاولاتي بائت بالفشل.
-لا تقلقي تلك المرة ستفلح أنا متأكدة.
الحسم والحماس اللذان كانا بصوتها جعل رنا تنتبه لها وتنظر لها بترقب متسائلة:
-أراكي تتحدثين بثقة
-لو لم أكن متأكدة لن أفعل فأنا لن أغامر بحياتي.
شهقت رنا :
-هل ستهربين وتأخذيني معكي؟!
-بل أنتي من ستفعل..ستهربين وتأخذيني معك.
أندهشت رنا تسأل:
-ماذا؟!! كيف؟
جاوبت الجارية بكلمة واحدة:
-الطبيب
-من!
-نعم،هو…طبيبب الملك هو من يريد مساعدتك وقد أرسلني لكي
-ولما قد يساعدني
-النبلاء فقط من يعلمون قيمة الحرية
-ولكن…….
-لا تترددي فالفرصه لا تأتي إلا مرة واحدة،هذه المرة وجدنا رجل نبيل گ الطبيب يساعدنا لأنه تعاطف معك لو ضيعتي الفرصه ربما لن تجدي رجل مثله مرة ثانية، يجب علينا أغتنام الفرصه وقتها سيتحرك بنا ليلاً يعني مع شروق شمس يوم جديد تحصلين على حريتك وقتها أنجا والملك سيكونان بالديوان معهم كبير الحراس ورجاله وسيسهل وقتها إخراجنا من هنا..فكري فالفرصة لا تأتي إلا مره واحده إما تقتنصيها أو تصبحي جاريه ذليلة طوال عمرك.
عادت من شرودها منتفضة على يد الطبيب التي وضعها على كتفها قائلاً:
-أتشعرين بالندم؟
صمتت رنا ولم تجيب فقال نيمار:
-لقد عدتي حره من جديد…ماذا كنتي تتوقعين بربك؟ كنتي ستظلين طوال عمرك جاريه محتقرة دوماً مسلوبة الحريه والحقوق ربما إعجاب الملك بك قد ولد لديكي بعض الطموح لكن لتعلمي أنه مجرد إعجاب لتفردك عن غيرك زاده تمنعك لكن ما ان يحصل عليكي ستصبحين عاديه والملوك تمل سريعاً وجوراريهم كثر،كنتي ستصبحين مجرد ليلة جميلة من ليالي الملك خصوصاً الملك راموس فهو يمل سريعاً وستصبحين بلا حق في المطالبة به ان عشقتيه وهو شيء وارد الحدوث ان لم يكن قد حدث بالفعل، وقتها ستصبحين ممله وتتحولين لجاريه حقودة كل همها اليومي هو إبعاد أي جاريه جميلة عن عينا الملك وأنجا لم تكن لتسمح لكي ولا تتخيلي أو قد يسرح بكي الخيال انه قد يتزوجك الملك، الملوك لا يتزوجن سوى بأشخاص معينه وليس بالجواري….عودي…. عودي لوطنك ولحياتك أفضل.
فقالت:
-أشكرك معروفك الذي لن أنساه، أنت حقاً نبيل، ولكن ماذا ستفعل هل ستترك الجزيرة؟
-لقد أنتهى عقدي هنا سأعود للبرازيل وربما قد أتي زيارة لمصر هل ستستضيفها؟
-بالطبع أفعلها أنت فقط وسترى، المصريون لا ينسون المعروف .
-أعرف والان سأذهب للنوم تصبحين على خير.
أستاذن منها نيمار وتركها شاردة فيما قاله
حديثه كان قوي وحاسم ذكر رنا بكل ما جرى لها وجعلها تتوقف عن النظر للخلف وتقدمت تجلس على أحد المقاعد تسأل كم بقى من الوقت على العودة لبلادها وهل ستعود إلى مصر؟! أيعقل؟!
__________سوما العربي_______
تقدمت فوقيه تجلس بجوار حوريه على الفراش وحاولت إحتضانها قائلة:
-هديتي؟
جاوبت حوريه بسكون:
-أنا هاديه الحمدالله
-أنتي بصحيح زعلانه مني يا حوريه؟و شايفة إني السبب؟
صمتت حوريه ولم تجيب فقالت فوقيه:
-أنا فكرت في كلامك،يمكن كان عندك حق بس أنا.. المفروض تعذري جهلي زمانا ماكنش فيه وعي زي زمنكم وأنا ربيتك زي ما أمي ربيتني، يمكن كانت طريقتي غلط بس أنا كنت بخاف يا حوريه عشان إنتي حلوة كنت بخاف تتغري في نفسك و عيارك يفلت وماقدرش عليكي وابقى بوظتك بأيدي وفي نفس الوقت كنت بشوف فوزية أختي بتربي بنتها أزاي ومدلعاها ازاي و أديكي شوفتي النتيجة فكان خوفي يزيد.
– تقومي تطلعيني مهزوزة مش حاسه إني حلوة واني أستحق كل حاجة حلوة، أنا بسأل نفسي أزاي عجبني واحد عاطل ومن غير شخصية مستقلة زي محمود ، مع أني شوفت وقابلت ناس كتير جامدة معجبين بيا، كنت ببعد عنهم بقول ده بيلعب بيا هو معقول واحد زي ده هيبصلي حتى لو حلوة ما الحلوين كتير وكنت أرجع اللعب في المضمون اللي هو محمود اللي وقت الجد أستكتر نفسه عليا وفضلها وراح شاف مصلحته وهو متأكد إني هفضل قاعدة مستنيه أنا…….
قطع إسترسال حديثها صوت جرس الباب المتعالي فنهضت فوزية وذهبت للباب تفتحه لتتفاجأ بفتاه تقبل عليها محتضنه أياها بحراره وهي تقول:
-قلبي عندك يا طنط هو الي سمعناه ده بصحيح؟!
-سمعتوا ايه يا وفاء
-مالك متاخده كده يا طنط هو الطلاق عيب هما الخسرانين هو أصلا المعلم زيدان في واحده تتحملوا ، هي حوريه فين صحيح؟ اه أكيد في أرضتها خليكي أنا هدخل لها ماتتعبيش نفسك.
ثم تقدمت تقتحم غرفة حوريه ومن خلفها فوقيه مصدومة من جرأة تلك الفتاة.
دلفت تفعل مع حوريه نفس الشيء تغمرها بالكلمات والحديث ثم التفت لفوقيه تردد بإبتسامة عريضة:
-سكر زيادة ياطنط
-شكراً ياحبيبي
-ههه الله يخليكي قصدي إني بحب العصير سكره زيادة
-هاااه؟؟؟؟
-وياريت يكون فراوله أو مانجا قطع
-ايه؟؟!!!!!!
-آيه يا طنط مانجا يا مانجا أنتي يا مسكرة.
نظرت لها فوقيه بتعجب شديد لكنها وجدت نفسها تتحرك باتجاه المطبخ تبحث لها عن مانجو مفرز لتصنعه عصير وتقدمه لها.
بينما ألتفت وفاء لحوريه تقول:
-ولا تزعلي نفسك هو المعلم زيدان كده الي بيتقال عليه صح
-بيتقال ايه؟
-انه عصبي وأيده طارشه وماحدش يتحمله آمال هو كان قعد كل ده عازب ليه، ولا تزعلي نفسك بكره يجيلك سيد سيده، إنتي كمان لازم تفكي كده وتسيبك من ركنة البيت دي وتنزلي تشوفي جامعتك ويا سلام لو تشوفي لك شغلانه.
-شغل!!! بتهزري يا وفاء
-اه عادي ياما بنات بتشتغل جنب الدراسة ، أقولك شغلك عندي و في شركة كويسه كمان و من بكره… قولي بس انك موافقه وأنا هتصرف.
خرجت وفاء من منزل حوريه ثم هاتفت عاصم الذي رد من اول أتصال فقالت:
-مساء الخير يا باشا
-مساء النور…خيييير
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-عايزة حلاوة….حلاوة كبيرة قوي قوي
-ده بأمارة ايه مش كفاية شغلتك وأنتي لسه ماعملتيش اي حاجة
-بأمارة الخبر الي بمليون جنيه الي جايبهولك دلوقتي
-خبر ايه ؟
-حوريه.
تلهف عاصم ما ان أستمع لأسمها وسأل:
-مالها
-اتطلقت
-أيييه؟؟؟؟
انتفض عاصم في جلسته من شدة الفرح :
-أنتي بتتكلمي بجد اتطلقت ولا إشاعه
-يا باشا أنا لسه نازله من عندها عشان تعرف بس إني شايفه شغلي ومن غير ما تقول لأ و أيه خد الكبيره بقا
-هاتي
-شجعتها تنزل تشتغل وقولت لها ان شغلتها عندي بس أتسحبت من لساني وقولت همزلها بكره في الشركة عندك وأنا مش عارفة ليها وظيفه ولا لأ ولا ممكن تشتغل إيه أصلا.
صرخ عاصم بفرحه:
-نشغلها رئيس مجلس إدارة بس هاتيها لي أنتي بس.
دار حوله بجنون من شدة السعاده ثم قال بحبور:
-بت يا وفاء ليكي عندي حلاوة كبيرة…كبيرة قوي بس تجبيها بكره.
-بكره يا باشا…سلام
ثم أغلقت الهاتف متعجبه لكنها أبتسمت متذكرة المكافأة التي ستحصل عليها….
صباح يوم جديد
جلس على احد الكراسي أمام ورشته يتطلع على شرفتها التي لم تفتح منذ عادت هناك وذاكرته تعود به لذلك اليوم الأخير بينهما
عودة بالزمن قليلأ…….
كان يضمها بقوة كأنه رافض لقراره وللواقع أو ما فعله، يتطلع لجمالها الذي أدمنه يراها مصدومة،سيقال عنه مختل ان صرح لكن للحق صدمتها أسعدته فهل هي غير مجبرة على تلك العيشة أم أنها صدمة الطلاق عند أي فتاه؟
همست بضياع:
زيدان أنت بتقول أيه؟ بتهزر صح.
حاول إستجماع نفسه والا يضعف ويتراجع بسبب قلبه فتحامل على نفسه وقلبه لدرجة غير عادله وحاول إخراج صوته مجيباً :
-لأ.
فسألت بضياع وأعين شفافه من الدموع:
-هو أيه الي لأ.. أنت أكيد بتهزر معايا ومطلقتنيش بجد.
-لأ طلقتك بجد وقريب ورقة طلاقك هتكون عندك في بيت والدتك.
رؤيتها هكذا تضعفه ،ان ظل ينظر لها بالتأكيد سيأخذها لأحضانه يسترضيها ويرضي نفسه ولن يتركها إلا بعدما يمتلكها هو يعلم نفسه جيداً وقد أخذ قراره بشق الأنفس لذا ولاها ظهره كي لا يضعف لتزيدعذابه
حين وضعت يدها على ظهره المقابل لها بعدما ولاها جسده فتصاعدت حرارته مستجيب لمساتها التي يتوق لها بالأساس ثم نادته من جديد:
-زيدان.
أغمض عيناه هو على حافة الإنهيار ماعاد قادر على إلجام نفسه عنها أكثر فلم يجيب وتشنج جسده مستجيبا يطالب بها
فسألت:
-هو ايه الي حصل طيب أنا عملت حاجة غلط؟بس حتى لو عملت حاجة غلط مش كان المفروض تيجي تتكلم معايا؟!
-لأ أنتي ما عملتيش حاجة
بكت بحرقه وسألت:
-أمال ايه الي حصل؟
رغب في إفاقتها ان يذكرها ان كانت قد نست كي لا تندم فيما بعد:
-أنتي كنتي مستنيه أيه يحصل؟ أنتي ناسيه احنا إتجوزنا إزاي أصلاً وليه؟
شهقت بصدمه:
-أيه؟!!
بعدها تحركت تجمع كل أغراضها وهو يتابعها بأعين تبكي لأول مرة ثم دلف لأحد الغرف وأغلقها لن يتحمل تلك اللحظة التي ستخرج فيها من بيته، ظل مكانه قرابة الساعه أو اكثر إلى ان أنتفض جسده على صوت إغلاق باب شقتها فعرف أنها غادرت بيته نهائياً بعدها إنخرط في بكاء جعل جسده كل يهتز معه،لو كان طفلاً ما كان ليبكي هكذا…….وبالصباح كان مرغم على ان يخرج على الجميع بهيئة المعلم زيدان الذي يعرفونه.
عاد من شروده وهو يراها تخرج أخيراً من بيتها ليشرق وجهه من جديد لكن مهلاً……ما هذا الذي ترتديه؟!!!!!!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
في منتصف الليل على متن القارب وقفت رنا تودع نيمار الذي أبتسم لها قائلا:
-إلى اللقاء،آمل أن نتقابل مجدداً.
-تصل بالسلامة إن شاء الله
-هل سنتقابل مجدداً؟
تنهدت رنا وصمتت لو سؤلت نفس السؤال من أشهر قليلة لكانت جاوبت بنعم فهي كانت على أستعداد للسفر والمغامرة والتعرف على بلاد جديدة بثقافات جديدة لكن الأن لقد تغير كل شئ، ما عادت تحلم سوى بالعودة إلى أرضها القبطية تقسم ألا تغادرها مطلقاً.
صفارات الإنذار تخبره ان السفينه قد رست وعليه المغادرة الآن فألتف على أثر الصوت لكن عاد ينظر إليها متسائلاً ينتظر رد على سؤاله فقالت:
-لا أعتقد، أقسم ألا أغادر مصر مرة أخرى، لأعود إليها فقد باتت تلك أعظم أمنياتي.
ارتفع صوت أخر إنذار يعلم الركاب بإنتهاء الوقت وستتحرك السفينه من الميناء فقال نيمار بتعجل:
-سنتقابل رنا سنتقابل من جديد.
وإلتف مغادراً ثم وقف على أرض الميناء يلوح لها بهدوء وإبتسامة جميلة تزين ثغره إلى أن أبتعدت السفينه وبدأت رنا تختفي معها.
لا تعلم كم مر من الوقت وهي تقف تحتضن نفسها كأنها تهدأها وتخبرها أنها أقتربت من خط الأمان مازالت تنظر لنقطة وهميه وعيناها مدمعه تفكر ماذا كانت ستفعل لو لم يساعدها الطبيب بالتأكيد كانت ستقضي عمرها كله جاريه في فراش الملك راموس……..
جهزت جبينها حين تذكرته وهي تفكر هل ستفتقده؟؟
لم يملها الوقت فرصه فقد أنتفضت على يد أحدهم يلكزكتفها بقوة، أغمضت عيناها والتفت لترى رجل في منتصف الأربعين نحيل الجسد طويل الجزع بشرته حنطيه يبدو أنه ليس من أبناء الجزيرة وكان ينظر لها بغلظة وترقب فسألته هي الأخرى بترقب:
-ماذا؟!
-ماذا أنتي؟! أريد مال
-ماذا؟! أي مال ولما قد أعطيك من أنت بالأساس؟
-أنا من ساعد الطبيب في هروب ثلاثتكم وقد نزلت الجاريه في مدينتها والطبيب وصل لأقرب مدينه بها مطار سيوصله إلى برازيليا ولم يبق سواكي
-لقد أخبروني ان السفينه ستصل بي لميناء الأسكندريه
-ماذا أنها أخر نقطة في رحلة السفينه وما دفع من مال لا يكفي مطلقا.
سرت رجفه في جوف رنا تسأل بهلع:
-وما العمل إذاً
-أدفعي ثمن المتبقي من الرحلة
-أنا لا أملك أي مال
-إما المال أو تغادري مع اول يابسه نقترب منها أي ان كانت ظروفها
غزى الرعب أوصلها ….. يابسه جديدة بأهوال جديدة وقصة مشابهة لجزيرة الذهب لا لا هذا مرعب………
__________سوما العربي________
ليلة صيفيه ساهده على الملك العظيم الذي قد غلبه الشوق..
أبتسم بصفاء….الليلة غريبه وعجيبه يشعر بجسده وكأنه يأن يميل إليها مطالباً بها، ورائحتها كأنها تحيطه.
عض على شفتيه وهو يغمض عيناه وقر….. هو بحاجة لها.. تعجبه جداً
هي سليطة اللسان،مندفعه ومتهورة لا تصلح بتاتاً لأن تصبح ملكة.
عادة الملوك الزواج من شخصيات ذات سمات معينه تخضع قبلها الزوجة المستقبلية لكشف شامل وكامل بداية من نسلها وأصلها ونسبها وصولاً إلى سلوكها ودراستها والشهادات التي نالتها، كل هذا لا يكفي فهي يجب أن تكون حكيمة وعاقله،لبقة في الحديث،هادئة،ذو عقل رزين وتصرفات واعية.
و رنا ماشاء الله عليها حدث ولا حرج لا تمتلك أي صفه مما سبق…
زم شفتيه بيأس فعلى ما يبدو أنه معجب بفتاة لا يصلح لأن تصبح ملكة ولا تقبل أن تصبح خليلة وهو لا يمكنه الزواج منها بسبب سلوكها ولا يقبل أخذها غصباً وغير قادر على إبعادها عنه.
رجع يعض على شفتيه مع إغماض العينين وقد سرت رجفة اللذه والأشتياق لجسده وهو لا يملك الحل …….تباً لكل شيء وليذهب المنطق للجحيم سيصالحها رغم كونها كتلة من العيوب لكن لها طعم مختلف ربما ذاك هو السر الذي لطالما سمعه عن المصريات، كان يسمع دوماً عن خفة ظلهن المتوارثة جينياً وجمال المصريات الفريد وقوة شخصيتهن لكن لأول مرة يراه ليعرف ان الكلام والوصف كان أقل حتى من الحقيقة.
سيطلبها لعنده يصالحها ويتنعم بقربها هو يريد ذلك و سيتغافى عن أفعالها المتهورة
وقف عن عرشه بعزم مقرراً….فليتنحى الملك جانياً قليلاً ولا بأس بأن يذهب راموس الرجل للفتاة التي تعجبه….
شجع نفسه لدرجه كبيرة يخبرها أنه لا بأس ولا حرج في ذلك إلا يحق للملك ان يعيش حياته كشاب عادي يظهر حبه ويستمتع به ولو لمرة….. مرة واحدة فقط بحياته لا ضر في ذلك.
خرج بخطى ثابته كلها عزم على ما أراد بل تشكلت إبتسامة مرتاحة على وجهه ولمعت عيناه.
وصل لغرفتها بعد المشي سريعاً فتوقف لثانيه يسحب نفس معبئ بالسعاده ثم دفع الباب يفتحه بلهفه ولمعه غمرت وجهه وقد تشدق بابتسامة تعبر عن “ساقني الشوق لعندك لأصالحلك وأراكِ رغم أخطائك الكارثية”
فجأة انمحت الإبتسامة وتلاشت اللمعة وتجهم وجهه وهو يرى خلو الغرفة رغم تحديده إقامتها فهل كسرت أوامره وخرجت هل تمادت لهذا الحد.
إلتف بغضب أهوج أستحوذ عليه وهتف بحده:
-يا حرااس
دلف أحدهم يربع يديه على معدته ويحني رأسه للمك
-أمر مولاي
-أين ميرورا؟
-…..
صمت الحارس وتألمه كان كارثه في حد ذاتها فصرخ بغضب عظيم:
-لما لا تنطق أين ميرورا؟ ألم أحدد إقامتها؟ كيف تخرج من الغرفه ولم تُمنع؟! ما فائدتكم؟؟؟
زم الحارس شفتيه بينما يواجه تلك الثورة الغاضبه من الملك وهو يظنها قد خرجت من الغرفه فقط دون وعيهم فماذا لو علم أنها خرجت من القصر وربما المملكة كلها……
___________سوما العربي__________
ماذا ظنت هي؟ هل فقدت صوابها؟ أم أعتقدت أنها لا ضابط أو رابط لها!
وحاول تهدئة غضبه المتفاقم ينتظر قدومها لعنده، بقى جالس على كرسيه لكن تنبه بصدمه وهو يدرك أنها تجاوزته ومرت من أمامه وليتها لم تفعل ..ما هذا القميص الضيق وتلك الجونلة الحمراء؟! ألم يخبرها مراراً ألا تخرج على الناس بذلك اللون اللعين؟
قميص من القماش الأبيض المنقط بدوائر سوداء صغيره على جوانبه حمراء كل هذا مع وجهها الأبيض المستدير وجمالها الافت كي تصبح كارثه تسير على الأرض تغوي من حولها دون مجهود.
سحق أسنانه بغضب و وقف عن كرسيه مندفعاً لعندها يقبض على عضدها بيده الغليظة كأنه ينتشلها لتلف له وهي تشهق من المفاجأة:
-ااه….في إيه؟!
-في ان ليلتك سودة
أهتزت عيناها ما أن واجهته مباشرة هل إشتاقت له؟
تباً كيف يتقابل المطلقون؟ كيف ينمحي من مخيلتهم منظرهما وهما عاريان؟ هي للأن تتذكر كيف كان معها…
سبت نفسها ألف مرة… فيما تفكر هي؟!
لكن على ما يبدو أنها لم تكن كذلك وحدها فزيدان هو الآخر كان يفكر في الشئ ذاته ويسأل كيف سيتعامل معها وهو للأن يتذكر كيف كانت بين ذراعيه كما ولدت حين عزم على إتمام زواجه منها وليته فعل.
سريعاً ما ان جمدت قوتها متذكره ما فُعِل بها فقالت بملامح وجه ثابته:
-ليلة مين الي سودة؟! في حاجة يا معلم؟
-معلم؟!! ماشي وماله؟ إيه الي أنتي لابساه ده؟امشي أطلعي غيري.
أحتلها الضيق وهي تستشعر خوفها منه تجاهد كي تجابهه وبصعوبه تصنعت القرة دافعها التغيير.
اتسعت عيناه وهو يرى كفّها الصغير يوضع على يده الذي ضعف قوته ما ان شعر بملمس يدها الرقيقه المناقضة له فنجحت في إبعاد يده عنها وقالت:
-أيدك يا معلم وخلي بالك بعد كده.
ماذا؟!!!! هل أنذرته للتو؟؟؟؟؟؟؟؟!
أخذ الأمر منه وقت حتى يستوعب أن من فعلت ذلك حوريه…حورية التي يعرفها!!
رمش بأهدابه وأرتمى على كرسيه تائهاً من صدمته برد فعلها مرت دقيقتان كاملتان حتى أستوعب أنها تحركت بالفعل بما ترتديه فتحرك مهرولاً خلفها يحاول اللحاق بها.
__________سوما العربي___________
أنقلب القصر رأساً على عقب والخبر السري وصل للجميع بعدما واجه ساكنيه ثورة الملك وهو يأمرهم بالبحث عنها.
جلس على كرسي العرش بغضب لا يخلو من الشموخ يضع كفه على فخذه وهو ينتظر نتيجة من الحرس وإلا قطع رأسهم كما هدد.
حتى دخلت عليه أنجا بخطوات ثابته قويه تعلم هدفها وكيف ستحرزه بعد تخطيط وتدقيق فقالت:
-عذراً مولاي
-ماذا هناك أنجا
-بلغني ثورة جلالتكم وتهديدك بقطع رؤس الحراس والخطأ ليس بخطئهم مولاي.
-خطأ من إذاً
-خطئي أنا مولاي.
-كيف؟
-أنا من تكتمت على الأمر خوفاً من غضب جلالتكم أعتقدت أنه يمكن السيطرة على الأمر وما حدث ماهو إلا مجرد تمرد جديد من تمرد السيدة ميرورا إلا منتهي.
ابتسمت إبتسامة جانبيه وهي تستشعر تحفز الملك من حديثها بعدما أنتقت كلماتها تدس السم في الكلام المنمق المعسول مذكرة الملك بتمردها وشطحاتها المتكرره ثم أكملت:
-ظننتها تتدلل لتختفي عن عيناك بعد الخلاف الأخير بينكما كي تثير خوفك عليها لا أكثر فأمرت الحراس بالبحث عنها في تكتم كي نحل القصه متجنبين إغضاب جالالتك أو حتى إشغال وقتك الثمين الذي تكرثه دوماً لخدمة رعيتك ولا تحب أبداً توجيهه للأهتمام بالدلال الزائد للفتيات .
رقصت داخلياً وهي تراقب تجهم ملامحه فأكملت:
-لكن أتضح أنها فعلت ما كدنا ان ننساه، فكما تعلّم جلالتك أنها لم تكف عن محاولات الهرب حتى نجحت بالنهاية.
خفضت رأسها منحنية بأحترام وهي ترى الملك يقف بصدمة:
-ماذا؟ هربت.
-مع الأسف مولاي يبدو أنها أذكى مما تخيلنا..أنا نفسي قد أعتقدت أنها بدأت تعتاد وتسلم بالأمر الواقع لكن يبدو ان كل ذلك كان تمثيليه كي تستطيع خداع جلالتك وتغفل عيوننا عنها فاقتنعت أول فرصه وهربت بالفعل.
دوى حديث أنجا في أذنه يفكر….هربت…. هربت مجدداً منه..كانت تخطط وتجتهد كي تبتعد عنه بينما هو يجاهد كي يحولها لفتاة تصلح لأن تصبح ملكة.
فهل عشق فتاة لم تعشقه ؟ هل أشترى واحدة كل همها الهرب منه؟
إنها وجيعه…بل و وجيعه كبيرة جداً في حق أي رجل فماذا لو كان ملكاً!!!!
__________سوما العربي_________
صف سيارته جانباً بعدما وصل بصعوبه يراها تتلفت وهي تقرأ من هاتفها شيئاً كأنها تتأكد من العنوان ثم هاتفت أحدهم ودلفت داخل صرح كبير.
تحرك بسرعه كي يلحق بها ويوقفها محققاً معها لكنها كانت قد أختفت بالداخل.
حاول الدخول هو الآخر لكن منعه الأمن من ذلك فتحرك لعند السيارة لا يرغب في إفتعال المشاكل على الأقل حالياً وفضل ان ينتظرها ويتفاهم معها بهدوء ..يحاول تجنب تضخيم الموقف بينهما وتعقيده أكثر مما هو عليه بالفعل.
بينما في مكتب عاصم كان يجلس يتابع بعض التقارير إلى أن دلفت وفاء لعنده تحمل القهوة فسأل بضيق:
-إيه يا بنتي؟ قولتي ساعه وعدى أتنين.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
وضعت وفاء قدح القهوة ثم بسطت يدها لها كأنها تطلب المعلوم:
-أيدك الأول
-أنتي إيه يا بنتي النفس عندك بمقابل
-أبجني تجدني
-ده أنتي كلبة فلوس
فردت مؤكدة:
-أنا كلبت فلوس
اخرج مال من جيبه و وضعه في كفّها فلمعت عيناها وأخذت تعده وهو يردد:
-ده أنتي بتعترفي… لأ وفخورة ماشاء الله
-الحلو زمانه طالع في الأسانسير
لمعت عيناه وزادت دقات قلبه فيما التفت له وفاء مرددة:
-كلبة فلوس مش شتيمه ….أفتكر الكلب أد إيه وفي.
-في دي عندك حق..قولي للسكرتيرة تدخلها بقا بسرررعة.
-عينيا….ثم غمزت قائلة:
-ربنا يوفق الدنيا على بعضها.
-يارب
دلفت حورية بتخبط تتلفت حولها تبحث عن وفاء لم تكن تحبذ فكرة العمل في نفس المكان الذي تعمل فيه رنا خصوصاً وأنهم حتى الأن لم يطمئنوا عليها.
في ثواني وكانت ترى وفاء تقبل عليها كعادتها بحبور :
-يا أهلاً يا أهلاً المكان نور يا جميل
-أنا مرتبكه جداً على فكرة
-لأ أجمدي كده أنتي خلاص خرجتي من البيت وبرا البيت في دنيا ثانية خالص غيّر الدنيا الي أنتي فاكره انك عارفاها.
-بس هتشغل في نفس المكان اللي شغاله فيه رنا واحنا لحد دلوقتي مش عارفين جرى لها إيه؟ وبعدين هقابل المدير ده ازاي بعد ما خالتي بلغت عنهم.
-بقولك إيه أنا مافهمش كل ده الي أفهمه انه شغل وأنا كلمته والراجل ما رفضش.
-بس هتلاقيه مش طايقني
-لو مش طايقك هيوافق ليه ماسكه عليه ذله ولا كان حد ضربه على أيده وبعدين يطيق ولا مايطقش هو إحنا هنناسبه اتعلمي تشوفي فين مصلحتك وتمشي وراها حاكم الخيبه الي أنتي فيها دي ما تأكلش عيش وهتخليكي ملطشة و أديكي شوفتي الي جرى.
-عندك حق أنا لازم أجمد عن كده
-يالا الراجل مستني …أبتسمي وأفردي وشك ده عشان يبقى فيه القبول.
أبتسمت حوريه قليلا وسألت:
-كده كويس
-زي الفل…يالا خشي عليه.
-طب مش نستأذن من سكرتيرته
-هو على علم انك داخله يالا خشي جيبي جون.
فتحت لها الباب وهي تغمز عاصم خفيه إنها قد أدت المهمة على أكمل وجه لكنه لم يرى أو يلاحظ فأهتمامه وعيناه قد تعلقا بتلك المُنيرة التي هلت عليه.
تتقدم بحرج وتوتر وهو يردد داخله(طاقه نور فتحت في المكان يخربيت جمالها)
سحب نفس عميق وذكر حاله(أهدى و أمسك نفسك)
ابتلع ريقه يمسك عليه نفسه يحاول الظهور بثبات أمامه حتى تبدو الأمور عادية، أقبلت تمد يدها للسلام فمد يده فتكنفته لحظه من اللذه فطراوتها تجلت حتى في ملمس يدها.. أبتسم يصبر نفسه وقال بهدوء متقن:
-أتفضلي يا أنسه حورية.
تغضن فمه بابتسامة رضا مرتاحة وهو يراها تجلس بلا تعقيب على مسمى “أنسة” الذي حشره في الحديث كأختبار بسيط ، لاحظ فرك كفيها ببعض فحاول تخفيف توترها قائلا:
-تحبي تشربي إيه؟ لمون كويس
-شكراً مش محتاجه…و…على أنا كنت عايزة أعتذر لحضرتك عن الي خالتو عملتوا بس هي معذورة أصل..
قاطعها قائلاً بتفهم:
-مش محتاجة أعتذار خالص يا حورية …أسمحيلي أقولك يا حوريه وأنتي قوليلي عاصم على طول اصلي مش بحب التكليف في الشغل بيعمل حواجز…أحمم..أنا متفهم جداً قلق خالتك بس الي حاصل مع رنا طبيعي وأحنا فعلاً مش بنقدر نتواصل بشكل مستمر مع الفريق بتاعنا سواء الي رنا فيه أو الفرق الي في مناطق تانيه +ان رنا ماضيه على إقرار بكل مخاطر وعواقب الشغلانه وهي مش قاصر ومسؤله عن نفسها عشان كده البوليس ماقدرش يفيد والدتها بحاجه.
نظرت حوريه أرضاً تشعر بالذنب والتقصير ثم قالت:
-واضح أن في تطورات كتير أنا معرفهاش ، أنا قصرت فعلاً معاها بس كان عصب عني.
تصنع الجهل يسأل بتمثيل:
-في مشاكل عندك ولا إيه؟
-الحمدلله.
ثم غيرت الموضوع سريعاً:
-هو أنا ممكن أشتغل إيه؟
حانت منه ذلة لسان وهو تحت تأثير جمالها يردد وهو مغيب:
-الي تأمري بيه
-هااا؟!!!
أستفاق سريعاً يردد:
-في العلاقات العامة إحنا محتاجين حد ذوق و وجهه كده زيك.
-نعم؟! وجهه؟!!
-أه وجهه..أكدب يعني ..الحق حبيب الله وأنتي بسم الله ماشاء الله يعني ..هي شتيمة ولا حاجة؟؟!!
تذكرت على الفور كلمات وفاء عن الدنيا خارج المنزل ربما حان وقت التغيير،ما تنتظر أن يُفعل فيها حتى تتغير بالفعل…يجب أن تواكب خطوات الحياه الراكضة.
أبتسمت بصعوبه وقالت :
-ممكن أستلم شغلي أمتى؟
-وقت ما تحبي
-دلوقتي
-أوكي ….تعالي معايا أعرفك على مديرك المباشر وتشوفي مكتبك.
وقفت تتقدمه بخطوات متوسطة وهو خلفها يظهر بمظهر الثابت قد وقف يضع يده على قلبه يصرخ داخلياً (أاااااااه هتموتننننننني)
سار يوازيها في الخطوات يعرفها على المكان وعقله يهتف(لمبة ألاووز ماشيه في المكان ياناااااااااس)
____________سوما العربي__________
تململ زيدان في جلسته بالسبت فترجل منها يمشي قدميه حين ورده إتصال من والده فجاوب على الفور:
-صباح الخير يا حاج
-أنت فين؟
-طب رد الصباح يا حاج حتى
-أنت فين بقولك
-في مشوار
-مشوار إيه؟
-شغل…شغل يا حاج
-شغل أن…طيب سيب الشغل وتعالى عايزك
-حاضر يا حاج هخلص الي في أيدي وأجي
أغلق المكالمة وعينه على نفس المبنى الكبير الذي لم تغادره حوريه بعد.
هز قدميه يفكريتقلب الفكر برأسه كانت بيده وهو من أقدم على فتح الباب للفراق لما لم يثبت على موقفه حتى النهاية إن كانت تريده ستعود.
وفي دقيقه كان قد أشعل السيارة وتحرك مغادراً يفكر أن ما يفعله هو الصواب رغم صعوبته.
___________سوما العربي___________
صرخت رنا بهلع ترفض الفكرة برمتها وقالت:
-أرجوك لا تتركني في أي يابسه أنا أريد العودة لمصر.
نظر لها الرجل بضيق يردد:
-لكل شيء ثمن يا حلوة وما دفع لي لا يكفي كيف ستدفعي وقد غادر الطبيب ومن قبله زميلتك الجاريه في اول ميناء، أنتي هنا وحدك هل تملكين مال؟
-لا
طالعها بمكر ثم قال:
-لا بأس فأنتي تكفين
-ماذا؟!
-نعم يا حلوتي..فساعات من المتعة تكفيني..هيّا أنزلي لتلك الغرفه معي ولا تتذمري.
بدأت تهز رأسها بهيستيريه وهي لا تتخيل أن شرفها الذي جاهدت للحفاظ عليه وكادت أن تفقد حياتها لأكثر من مره بسببه سيهدر هباءً هكذا على مركب في وسط المحيط ثمن للعودة على يد هذا الرجل القذر وهي التي رفضت ملكاً.
أنتابها الهلع وبدأت تصرخ بجنون فيما تقدم الرجل يدفعها لتنزل معه .
أستمر في دفشها بحيوانية وهي تصرخ والجميع يشاهدها لكن لم يتدخل احد.
دفعها لأحد الغرف وهي تحاول ضربه مع الصراخ المتواصل لكنه مد يده يمسك فستانها الثمين كي يشقه متلهف لرؤية جسدها …إنها على بعض خطوة واحدة من الأغتصاب .
قذف الله لعقلها جمله واحدة من رحمته فصرخت:
-أنا مريضة إيدز
أبتسم الرجل على سذاجتها فظهرت أسنانه الصفراء الغير متساويه وردد:
-تظنيني أبله كي تمرؤ علي تلك الحيله الساذجه…تعالي يا حلوة أنتي مكافئتي الليلة.
-لك ما أرت أن كنت ترغب في الموت
كملة موت نجحت في إخافته فتراجع بجسده لتكمل:
-لقد كنت جاريه عند أحد الوزراء في البلاط الملكي وهو مريض بالأيدز لكنه يتكتم على الأمر كي لا يفضح.
-هممم لكن تمنعك تمنع عذراء.
-وهل بالحرملك يتركون فتاة عذراء يا رجل؟!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
كلامها كان مقنع من حسن حظها فخاف الرجل على نفسه وابتعد لكنه عاد يقول:
-ربما كنتي محقه…لكن مازلت لم أخذ ثمن حملك لمدينتك
-لا أملك مال.
نظر الرجل للقرط المتدلي من أذنها يردد:
-سأخذ هذا.
-ماذا؟ أنه من أبي
-جيد أنزلي إذا لأول جزيرة
-لا لا موافقة
ثم حاولت خلع القرط وأعطته له …نظر له بتقييم ثم قال:
-لا يكفي
-لا أملك غيره
-همممم … أعطيني ملابسك الثمينة هذه ففستانك وحده ثمن بقرة وبلدتها.
-وماذا سأرتدي
-ليست مشكلتي ولكن…خذي
أعطاه زوجين من أكياس الخيش الذي يوضع فيه القطن مردداً:
-لتعلمي فقط كم أنا رحيم.
بعد دقائق كانت رنا متكوره من البرد في أحد الأركان وقد شقت رأس شوالين من القطن ليدخلا من رقبتها ويساعد تضاعف الطبقات على مدارات جسدها لكن لم يمدوها بأي دفء لكن عليها ان تتحمل حتى تعود للديار من جديد تحت أي ظرف .
___________سوما العربي__________
جلس الملك يتجرع كأسه بمرارة يشعر بالهزيمة والحزن والهزال لقد أهانته…إهانة نكراء
ووقف أمامه كبير الحراس يخفض رأسه وهو يخبره:
– لقد جمعت مجموعة من خيرة رجالي وهم مكلفون بالبحث عن السيدة ميرورا
-أوقف كل هذا
-ماذا؟
صدم كبير الحرس بينما يستمع لأمر الملك فقال راموس:
-لا تبحثوا عن أحد يوجد بمملكتنا أمور أولى بكثير من البحث خلف جاريه هاربه ..لا أريد الحديث عنها مطلقاً.
نظر كبير الحراس أرضاً يردد:
-أمر مولاي
وانصرف بينما رفع راموس كأس جديد يتجرعه بمرارة وهو يكبت الدموع في عيناه ليست هي من سيبكي عليها الملك وسيمنع ذكر أسمها أو سيرتها في البلاط كله فلتذهب للجحيم ..
وبعد مرور أيام
جلس على مكتبه بغضب فبرغم الوقت الذي مر وبرغم منعه ذكر سيرتها أو التحقيق في هربها إلا أنها لا تفارق عقله .
دق الباب ثم دلفت أنجا بخطوات ثابته واثقه من هدفها وقد عزمت على إنهاء تلك القصة من جذورها:
-مولاي
-ماذا هناك أنجا؟
-ميرورا يا مولاي…
قاطعها بغضب رغم إنتفاض قلبه لذكر سيرتها لكنه قال:
-لا أريد سماع شيء
-لكن يا مولاي ربما يجب ان تعلم كيف خرجت من هنا كي تنهي آلقصه بالفعل
رفع الملك رأسه عن الأوراق التي تصنع بالأنشغال فيها لتقول أنجا بفحيح:
-لقد هربت مع عشقيها مولاي.
هل الملك واقفاً بينما أنجا تكمل:
-هربت مع الطبيب……..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
هل جربت يوماً إحساس الطعن بخنجر من الظهر؟ أم انك قد سمعت عنه فقط؟
انه يشق عظم الصدر
نصفين ويخترق القلب، يحتاج لقوة وغل شديد حتى يفعل.
فبينما هو كان يحميها وينقذ حياتها وهو يموت رعباً من ان يمسها مكروه أو تشعر بأي ألم أو إهانه كانت هي تعشق غيره وتخطط معه للهرب من الملك المغفل.
سيطرت عليه شياطينه وتلبسته نيران متقده لن يطقئها نهري دجله والفرات معاً.
وقف عن عرشه يردد بأمر :
-أحضروهما لعندي ، أريدهما تحت قدمي بغمضة عين.
حاولت أنجا التدخل لتصرف تفكيره عن تلك النقطة فأمره هذا لم يكن بحسبانها :
-مولاي ..أهدأ أرجوك..صحة جلالتك أهم بكثير من هاذان الخونا …مملكتك ورعيتك بحاجة لك مولاي خيراً بكثير من الاهتمام بأمر فتاة لم تهتم بك.
نظر لها بحده فأحنت رأسها بخضوع ثم بدأت تتحدث فيما فعلت كل ذلك لأجله حتى تصل لهدفها :
-مملكتك ورعيتك بحاجه لك وهي أولى بأهتمامك سيدي حتى انك ستجني ثمار تعبك ومجهودك و وقتك بخلاف ما ستجنيه ان أنشغلت بأمر تلك الفتاة البيضاء التي لم تعد على جلالتك سوى بالتعب و الحزن و الإنشغال، وربما….ربما قد حدث كل ذلك من عند الله كي يعطيك درساً وينذرك بالأ تسعى وراء قلبك فجلالتك كنت ترفض كل الفتيات اللواتي نعرضهن عليك سواء جواري أو بنات النبلاء والعظماء أو أميرات ومِلت فقط لتلك البيضاء.
رفع راموس عيناه لها بضعف هو بالفعل لم يمل سوى لها فماذا جنى سوى ذلك الوجع المسموم الذي يخترق أضلعه.
إبتسامة خبيثه تشكلت على جانب فم أنجا وهي تشعر بأنها قد أحسنت إصابة الهدف و أوشكت على الفوز فأكملت:
-ربما ما حدث كان جيد بل جيد جداً لتتعلم يا مولاي.
ناظرها بقوة فشعرت بأنها قد أخذت حريتها في الحديث أكثر من اللازم مع الملك فأخذت تقترب منه وهي تتحدث بلطف:
-عذراً جلالتك ان كنت قد تخطيت حدودي لكن أنا الآن أتكلم بلسان الأخت والشقيقة ورفيقة الصبا، لجلالتك لست مجرد أخ في الرضاعة بالنسبة لي، أنت رفيق طفولتي.
نجحت في الضغط على الوتر الحساس لديه وربما كانت تتكلم بصدق نابع من قلبها تلك المرة،وضعت يدها كل كتفه كأنها تؤازره ثم همست:
-صدقني مولاي مذ اول دقيقة رأيت فيها تلك الفتاة لم تعجبني ولم أرتح لها لكنني آثرت الصمت ما أن لاحظت إعجابك لها..قولت ان الملك رجل ومن حقه التنعم بحياته مع الفتاه التي تعجبه لكنها لم تكن كذلك وخذلتك.
ابتعدت خطوة ثم أكملت بصوت رخيم:
-لقد كان درساً قاسياً راموس..قاسياً جداً لكن جيد فأنا متأكدة أنك قد تعلمت منه ولن يمر مرور الكرام…من يدري ربما ما جرى كان بمصلحتك لتعلم أن حياة الملوك لها قوانين لا يسمح بأختراقها.
هز راموس رأسه إيجاباً فحديث أنجا رغم قسوته إلا أنه صحيح مئة بالمئة.
________سوما العربي________
جلس محمود في شقته أمام أحد زملاء الذي تعرف عليه مؤخرًا وقد ظهرت عليه أمارات عدم الرضا ينظر للهاتف قليلاً ثم ينظر لصديقه :
-إيه يا عم طارق ده الفيديو مش مكمل خمسمية لايك نصهم أصلاً من الأكونتات المضروبه الي عندنا.
عبس طارق مردداً بنزق:
-أعملك آيه يعني
-هؤ آيه الي تعمل أي ما تتصرف يا عم طارق
-أتصرف اعمل إيه هو أنا ساحر
-امال فين كلامك أنا طارق كابو أنا عمهم في السوشيال وفي الآخر مافيش ولا فيديو طالع إكسبلور.
-أعملك إيه أنت الي ريشتك واقع
-هو ايه الي واقع أنا ترند مصر وصوتي مزلزل السوشيال كلها،أنا نجم اليوتيوب يا عم كابور
-ترند خناقه يا حبيبي لما كنت في المسابقه أياها والناس تابعتك على حسها حبه ولولاها لا كان حد سمعك ولا حس بيك أنت صوتك ده كله جعير واحنا عارفين
-ما كلها بقت بتجعر يا عم هي يعني جت على محمود عصفوره وهتقف؟!
وقف طارق بملل قائلاً وقد نفدت طاقته:
-اهو حتى جعيرك مش مقبول قابلين جعير الكل وأنت لا هقول إيه؟…قِرف…سموعليكو.
فوقف محمود على الفور يقول:
-أستنى بس ياعم كابو احنا لسه بنتكلم
-كلامي خلص سلام…كفايه مضيعه للوقت.
غادر طارق وترك خلفه محمود ينظر على صفحاته على كل التطبيقات وهي بالنازل وحالها لا يسر مطلقاً يسأل هل ضاعت كل أحلامه و أماله؟ ألن يصبح نجماً كما أراد؟! لقد ضحى بالكثير في سبيل ذلك ولن يصل في النهاية؟!!! لا …لا يمكن.
___________سوما العربي________
لحظات صمت ومتابعة طالت من طرف فردوس وزوجها وهما يناظران أبنهما البكري وهو يتناول طعامه بمضض، يتناوله فقط ليظهر بمظهر الناجي بينما الحقيقة أنه غارق في حزنه حتى لو حاول التظاهر بغير ذلك.
لم يستطع شداد ان يصمت وينتظر بل تحدث بشئ من الغضب:
-هو أنت فينك يابني كده مش عارفين نتلايم عليك
أبتلع زيدان كسرة الخبز بصعوبه في حلقه الناشف ثم رد:
-ليه بس مانا موجود اهو
-هو فين الي موجود ده؟ أنا بقالي كام يوم متصل عليك وقولت لك عايزك ضروري؟ وانت من ساعتها عامل فيها مشغول ومش عارف أشوفك إيه الحكاية بالظبط؟
-احمم…حقك عليا يا حاج..أنا معاك أهو قول..في حاجة في الشغل؟
تنهد شداد بغضب فأبنه مُصِر على المراوغة لذا تحدث بحسم في صلب الموضوع:
-طلقت البت ليه يا زيدان
ترك زيدان الطعام من يداه التي أنهبدت على الطاوله من شدة الغضب والحزن والشعور بقلة الحيلة حين يتترق الحديث لعندها.
سحب نفس عميق يتجنب الرد فهتف شداد:
-ما ترد عليا
فرد زيدان بعدما صر على أسنانه وأغمض عيناه:
-عشان هو ده الصح
تدخلت فردوس حينها وقالت برفض تام:
-صح إيه يبني الي بتقول عنه هو خراب البيوت بقا صح دلوقتي؟! حقى بطلو ده وأسمعوا ده.. ماتقول كلام يتعقل يابني
-ساعات بيكون صح
-مين قالك كده هو الطلاق بقا بالساهل كده أمتى وإزاي هانت عليك البنيه ؟ انت بقيت كده أمتى يابني؟
وقف عن كرسيه يهتف بتعب عبر وأخذ يشيح بيديه يعبر عن غضبه ويخرجه:
-ايوه هو ده الصح؟ ماشوفتوش محمود؟ أهو رجع،ماعملتوش حساب رجعته.. هنعيش ازاي معاه في بيت واحد مع الي كانت خطيبته وحب عمره.. ده رجع وبقا بيطالبني بيها كمان وشويه شويه كنا هنتخانق عليها…طب بلاش …قولولي كانت هتطلع ازاي وتنزل وهو معاها في نفس البيت ولا كل شويه نمسك في خناق بعض؟! ولا كنت هعيش ازاي مع واحده مغصوبه عليا ولولا الي حصل ماكنتش إضطرت تتجوزني ولا أنا يعني عشان عنست زي ما بتقولو ف ماصدقتوا؟؟
وقف شداد عن كرسيه بتروي حتى وصل ووقف أمام أبنه يقول:
-ماشي …يمكن عندك حق …بس قولي ذنب البت ايه عشان تفضل سنين مخطوبه لواحد يسيبها في الكوشه فتجوز اخوه اللي بيطلقها بعدها بكام شهر ومن غير سبب…ده كده الناس تقول ان الحكاية فيها إن خصوصاً انك ماطلقتهاش إلا بعد ما محمود رجع…الناس كلها مغلطانا وأحنا تجار وصنايعيه يعني راس مالنا إسمنا…خدنا البت لحم ورميناها عضم وبقي شكلها زي القطران وسط الحاره.
صمت شداد يسحب نفس عميق ثم أردف:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-أنت آبني أنا الي مخلفك مش أنت الي مخلفني ويقولك لو كنت عملت كده عشان تخيرها وترجع لك بس بمزاجها فأحب أقولك انك طينتها ولو بتموت فيك عمرها ما هترجع لك، دي لو عدت من قدام بيتنا حقها ما ترميش السلام حتى وأنت قاعد مستنيها ترجع !!!!!!
وقف زيدان مبهوت مما سمعه دفعه واحده وكان رد فعله:
-؟!!!!؟!!!!!!
_________سوما العربي_________
دفعت حوريه الأوراق من أمامها والإحساس بالفشل والغباء يسيطران عليها لدرجة أنها تحبس دموعها بقوة تردد :
-بقرة في بحر علم
سندت بذقنها على كفّها وبدأت تفكر في التراجع والهرب أن تتقوقع مجدداً في منطقة الراحة لتهمس لنفسها من:
-وارجع أقعد في البيت وأستنى العدّل…لأ وألف لأ..شدي حيلك وعافري شويه بشويه هتوصلي .
رفعت أنظارها لتجد شاب رشيق يجلس على مكتبه المقابل لمكتبها فتنحنحت بحرج قائلة:
-أحمم.. أستاذ مصطفى.
رفع أنظارها له فقالت :
-ممكن تقولي أكمل الشيت ده إزاي
رد ببرود:
-هو مش مستر ياسر فهمك
-أأيوة بس أنا متلغبطة في الخانات قوي ومش عارفة أعمل أي حاجة.
نظر في ساعة يده ثم قال:
-اه…طيب حاضر هجيب بس قهوة من البوفيه وأجي.
ثم خرج من الغرفه وهو يتمتم:
-جايبين واحده مش عارفه لا ورد ولا إكسل وعايزين يشغلوها وتقعد على مكتب لأ وعايزاني أعلمها كمان..أصلها كانت ناقصه هم.
مر الوقت وحوريه تجلس على مكتبها تنتظر لكن لم يعد وقد أوشك الوقت الذي أعطاها إياه رئيسها المباشر ان ينفد فخرجت خلف مصطفى تبحث عنه وذهبت للبوفيه حيث أدعى أنه ذاهب لهناك
دلفت للغرفه لتجد وفاء تقف أمام مكينة الأكسبريسو تصب القهوة في أحد الأكواب وما ان رأت حوريه حتى سألت:
-إيه حورية الشركة بتدور على حد ولا ايه؟
-ايوه ماشوفتيش مصطفي
-مصطفى مين؟
-زميلي في المكتب طلبت منه يعلمني حاجة وخرج من نص ساعه قال لما يجيب قهوة هييجي يعلمني ومن ساعتها مارجعش.
-ومش هيرجع يا حبي ولو رجع هيصدرلك الطرشه ومش هيعلمك حاجه..ماحدش بيعلم حد يا حوريه والقديم المتودك بيسيب الجديد يضبش وبيقعد يتفرج عليه ويقول سيبه يعك أنا هتعب نفسي وأعلمه ع الجاهز ليه أنا كان مين علمني…كله هيقف يتفرج عليكي وهو متمزج وقاعد كمان مستني لك غلطه.
بهت وجه حوريه وهي تستشعر أنها بعالم غريب غير العالم الذي تعرفه..عالم لا تفقه عنه شيء ولا تعرف كيف تجاريه ولا كيف ستكمل فيه..هل تستلم من الآن أم ماذا؟
فهمست بضياع:
-طب والعمل؟
ردت وفاء ع الفور تنصحها :
-تضبشي يا غرقتي يا وصلتي
أكملت وفاء وضع القهوة على الصينيه ثم التفت مغادرة:
-هوصل القهوة دي وأجيلك
تركتها بثبات واتجهت ناحية مكتب عاصم الذي سألها :
-وفاء أيه الأخبار؟ حورية بتعمل ايه؟
-ماشي الحال.
أضاء عقلها بفكره فألتفت له تسأل:
-الشوق غلاب..تلاقيها وحشتك…
صمت عاصم متنهداً فهتفت بحماس:
-والي يجيبها لحد عندك؟
أشتعلت عيناه بالأدرينالين وهتف:
-أدي له عنيا
مدت يدها تبسط كفّها أمامه مطالبه وقالت:
-هعمل أيه بعينك أنا مش بتاجر في الأعضاء أنا عايزه فلوس
-أنتي إييييه يا بنتي…مابتشبعيش؟ منشار؟ كل شويه عايزه فلوس
فصرخت في وجهه:
-إييييييه ..مانا على وش جواز…بجهز إنت عارف التلاجه الواحد وعشرينً قدم بقت بكام دلوقت؟
ناظرها بزهق ويأس ثم أخرج مال من جيبه وأعطاه لها مرددا:
-أظن دول كفايه
-لأ
-نعم؟؟!
-بصراحة أنا عيني من التلاجه أم حنافية
-الي يتنزل تلج صح
-إسم الله عليك…عارفها؟
-عارفها..خدي حار ونار في جتتك.
هبشت منه المال ثم غمزت له:
-هبعتهالك لحد عندك.
اتجهت ناحية الباب وقبلما تغلقه همست:
-ربنا يوفق الدنيا على بعضها ان شاءالله.
أرتمى على كرسيه يهمس:
-منك لله.
ثم دار حول كرسيه وهو يهمس:
-بس كله يهون عشان خاطر حوريه.
___________سوما العربي_________
تمشت في الرواق تعد المال الذي أخذته من عاصم بفرحه كبيرة ، لمحت حوريه مازالت تجلس وهي تنظر للأوراق أمامها بقلة حيله وتعب فدست المال بجيبها وتقدمت منها قائلة:
-أنتي لسه واقفه محتاره
-حاسه إني غرقانه وعبيطة وجاهلة،مش عارفة جبت منين قوة القلب إني انزل أشتغل وأنا ماعرفش الألف من كوز الدرة.
-من الخبطات اللي أخدتيها
إجتاح حوريه شعور بالحزن والضيق ما ان ذكرتها وفاء بما حدث معها فنظرت أرضاً بحزن وشرود لكن وفاء لم تترك لها الفرصه وهتفت بحماس:
-ماتزعليش ولو الي اسمه مصطفى ده مارضيش يساعدك روحي للي أحسن منه
-مين؟!
-مستر عاصم
-مين؟!!
-أيه وقعتي على ودنك…بقولك مستر عاصم
-المدير؟!
-هو
-بتهزري مش كده
-لا بتكلم جد
-بس….
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-مابسش أنا كنت لسه عنده بدخله القهوه وبصنعة لطافة كده فتحت معاه الموضوع وبصراحة الراجل كان متفهم جداً وقالي أخليكي تروحي له ومعاكي اللاب بتاعك وهو هيفهمك كل حاجة واحدة واحده
-بجد؟! بس ده المدير يا وفاء يعني المفروض ماحسسوش أبداً إني مش عارفة أ ب شغل.
-ياستي ده بدل ما تحمدي ربنا أنه موقعك في مدير عسليه
-عسليه؟!
ضيقت وفاء عينها تردد:
-الصراحه هو عسليه عسليه يعني ده كفايه ريحة برفانه يخربيت أمه.
نظرت لحوريه وأكملت بإندفاع:
-حد يبقى قدامه فرصه يقعد مع مز زي ده ويقول لأ…أنتي غاويه فقر ليه.
تقدمت بخطوات مترددة من مكتبه تشجعها كلمات وفاء الحماسيّة،فتحت الباب بخفه ودلفت بتوتر ليتهلل وجهه ما أن رأها، للحق حوريه تمتلك هيئة تشرح صدر كل من يراها وذلك هو تأثيرها على الجميع وليس عاصم فقط.
تقدمت بحرج تقول:
-ممكن أسأل حضرتك على كام حاجة في الشغل
-ممكن طبعاً
شجعت نفسها تخبرها انها لابد أن تتعلم وتجتاز كل الحواجز حتى تفهم الشغل وكيف يدار وتتكون لديها خبرة ولو مبدئياً متواضعه حتى تستطيع التحول لفتاة قويه يمكنها الأعتماد على نفسها .
شردت لثواني تتخيل نفسها مثل الفتيات اللاتي تراهن على إنستغرام ترتدي ملابس رسميه وتحمل لاب توب تتقن التعامل معه ،تمشي بخطوات قويه ثابتة حتى تصل لسيارتها الفارهه،تفتح الباب ثم تقودها بخبرة وثبات.
عادت من شرودها على صوت عاصم يناديها فنظرت له وقررت التمادي لتتعلم وتصل لما تريد وتخرج من تلك البوتقة التي وضعت فيها منذ ولدت بسبب خوف والدتها عليها.
ألتف عاصم من خلف مكتبه وجلب أحد الكراسي يضعه بجوار كرسيها كي يجلس بجوارها ثم قال:
-ها إيه الي واقف قدامك .
قررت حوريه إستغلال الفرصه التي ربما لن تسنح لها كثيراً وبدأت تسأل وتستفسر عن كل ما تجهله مستغله حلمه وطول باله معها وعاصم يجيب ويعلمها بهدوء تام وبعينه نظرت إعجاب واضحه لأي فتاة وقد تعمد في إظهار ذلك.
_________سوما العربي________
أستيقظت من نومتها على أرضية سطح السفينة على صوت تهليل وصياح قادم من حولها،انكمشت عيناها من أشعة الشمس وأستغربت فهي وكأنها تعرفت على تلك الأشعة الخاصه من الشمس،تشبه شمس بلادها.
وكأن حتى الشمس وأشعتها تفرق من بلد لبلد فقد تهلل أساريرها ما ان علمت بإحتمالية صدق حدثها وهي تستمع لترديد إسم الإسكندرية وسط هتاف الركاب فهل وصلت الي ميناء الإسكندرية؟
أسرعت تستند بيدها على حافة المركب كي تقف فقوى جسدها باتت لا تسعفها، فعّلت بلهفة وقد أشرقت أخيراً الحياة بداخلها من جديد وهي ترى بوضوح ملامح عروس البحر الأبيض المتوسط التي تحفظها جيداً فقد سافرت لها مراراً.
ساعدتها الفرحة على الإنتصاب على قدميها جيداً رغم هزالها الشديد وبدأت تتنفس بسرعة رهيبه وهي تبكي من شدة الفرحة.
وبعد دقايق نزلت من سلم السفينة وأرتمت على أرضية الرصيف وشرعت تبكي….تبكي بقوة وهيستيريا إنها بأمان الآن أنه الشعور الذي لطالما استمعت عنه ولم تفهمه سوى الآن جمله شامله يقولها الأجانب تجسد تشعر به حاليا بالضبط “bake to home ”
_________سوما العربي_________
جلس على كرسيه أمام ورشته ينفس دخان أرجيلته بشرود لا يخلو من الحزن ليتفاجأ بصديقه يجلس بجواره بلا سلام أو كلام فقط جلس لجواره بصمت تام ثم مد يده والتقط مبسم الأرجيله منه يشاركها معه.
ظل زيدان على صمته ينتظر حديث صالح المتواصل،أن يلومه وينهره على ما فعل ويعبر عن غضبه ورفضه الشديد لما جرى لكن لم يحدث نظر له زيدان ثم قال:
-غريبه، ساكت يعني
-مستنيني أقولك حاجه ولا حاجة كفى الله الشر!
-ماعرفتش يعني الي حصل
نفس صالح دخان الأرجيله ثم أردف ببرود:
-لا أزاي بقا ده حتى الحته كلها مالهاش سيرة غير الي عملته أنت وأخوك في حوريه بنت الحاج سعيد.
تحفز زيدان وتململ في جلسته ثم سأل :
-بيقولوا إيه؟
تجاهله صالح ورد ببرود:
-يا عم ولا يشغلك، هو مش أنت عملت الي أنت عايزه والي يريحك سيبك من أم الناس أهم حاجة راحتك يا معلم زيدان، مش أنت مرتاح بردو ولا أيه؟!
-صااالح
-عايز ايه يا زيدان، مالك كده، هو أنت كنت فاكر إيه ولا دماغك كان فيها إيه وأنت بتاخد قرارك لأ وكمان بتنفذه من غير ما ترجع لحد..وأنا قاعد وعارف انك بتغلي دلوقتي وندمان ومستني بقا أنصحك…لا مش هنصحك، مانا ياما نصحتك خليك بقا كده …الدنيا إخيتارات يا زيدان وأنت إختارت تعيش مغلوب على أمرك هعملك إيه …ده لا أنا ولا ميه زيي يقدروا يعملوا لك حاجة طالما أنت من جواك مش عندك نيه للتغيير.
لم يكد صالح ينهي كلماته حتى وجد حوريه تتقدم في الشارع بخطوات متوازنة لا مبالية فأبتسم صالح بمكر هاتفاً:
-أوبااااا..المزة بتاعتك جت أهي.
رفع زيدان عيناه ليجد أنها هي بالفعل بينما وضع صالح يده على فمه يقول مصححاً بسخريه:
-اه صحيح نسيت مابقتش بتاعتك خلاص
زجره زيدان بعيناه غاضباً في نفس اللحظة التي مرأت فيها حوريه من أمامهما وتجاوزتهما دون ان يرمش لها جفن.
فلم يتحمل زيدان وقف عن كرسيه وذهب خلفها بخطوات واسعه وهو يناديها :
-حورية.
كانت تمشي عادي… لكن ما ان أستمعت لصوته يناديها سرت رجفة خوف في جسدها وبدأت تزيد من سرعة خطواتها بطريقه مرعبه ملحوظة أجفل هو شخصياً منها فزاد من سرعة خطواته اكثر ونادها مجدداً:
-حوريه…أستني بقولك.
لكنها لم تمتثل لأمره بل تحولت خطواتها الواسعه إلى الركض ناحية البيت بطريقة مجنونة فأضطرته ان يركض هو الأخر خلفها وانتشل ذراعها يوقفها أمام باب منزلها بغضب وعافيه هاتفاً:
-هو أنا مش بنادي عليكي
التفت تنظر له وقالت برفض قاطع:
-سيب إيدي.
-ولو ماسبتهاش
-سيبها أحسنلك
-حورية؟؟؟ أيه الطريقه اللي بتلكمني بيها دي؟ أنا زيدان
-زيدان مين؟ أنت بالنسبه لي راجل غريب ماسك أيدي
وجعته الكلمه في صميم قلبه وهمس:
-غريب
-والله؟! أمال أنت مفكر أيه؟ قولت لك سيب أيدي
-تؤ
هز رأسه رفضاً ومازال ينظر لها بإشتياق وحنين ثم قال:
-وحشتيني قوي يا حوريه
زلزلتها نظراته والطريقه التي تحدث بها كانت لحظة ساحرة ربما لن تنساها طوال حياتها.
في نفس اللحظة همس طارق لمحمود قائلا:
-هو ده الوقت المناسب
اعترض محمود بخوف
-بس
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-مابسش ..ريتشك واقع..أن بتضيع وأخوك واقف يحب في خطيبتك وأنت لسه هتبسبس….أسمع مني دي فرصه العمر اكتر حتى من المسابقه الي سبت خطيبتك في الكوشه بسببها..الناس بتموت في الفضايح والخناقات وترنداتها..ده أنت هتفضل ترند سنه كامله…يالا دوووس..ماحدش بينفع حد.
بالفعل تشجع محمود وتقدم منهما يضع كفه على يد زيدان التي لازالت تقبض على ذراع حوريه ثم قال:
-هي مش قالت لك شيل أيدك؟ ايه هو بالعافية؟
أشتعلت الغيرة بقلب زيدان وقال له:
-أنت إيه الي جايبك هنا وايه الي مدخلك بينا أصلا؟
-نعم؟ شكلك ناسي إنها خطيبتي وكنا يومين وهنتجوز لولا أنك أستغليت الظروف وخطفتها ليك …طمعت فيها لنفسك.
حاول زيدان كظم غيظه وقال من بين أسنانه وهو يكرر قبضة يده:
-خد بالك من كلامك يا محمود أنا مش عايز أتغابى عليك.
-خد أنت بالك عشان دي خطيبتي وانطلقت منك عشان ترجعلي ولا إنت مش واخد بالك ولا إيه ولا أقولك أهي قدامك أهي ردي عليه يا حوريه وقولي له.
احتدت عينا زيدان وقال:
-مالكش دعوة بيها.
-لأ ده أنا أكلمها زي ما أنا عايز أنت سامع ولا لاء.
نظر محمود لحوريه التي تقف بينهم تهتز بصمت وترتعش من الرعب وهتف بصوت عالي:
-ردي عليه يا حورية قوليله أنتي مختارة مين أنا ولا هو؟
-محموووووود…أنا بحذرك لأخر مرة مش عايز أمد إيدي عليك احنا أخوات.
-أيه يا حبيبي مش عايز تسمع الحقيقة وأني اول ما رجعت جريت تطلب الطلاق منك عشاني ولا تكونش مش واخد بالك مثلاً.
نقحت على زيدان كرامته فهتف على الفور:
-مش هي الي طلبت الطلاق أنا الي طلقتها من نفسي.
نظرت له حوريه مصعوقه مما تفوه به وكأنه يتفاخر بأنه هو من فعل.
وإجتاح زيدان الشعور بالندم الكبير عما تفوه به بسبب نظرتها التي لن ينساها طوال حياته.
لم يمهله محمود الفرصه لأي شيء وحاول إزاحة يده عن حوريه بعنف:
-شيل إيدك عنها بقولك
-لم نفسك يا محمود وماتدخلش بينا.
لكن محمود لم يعتبر لحديثه وبادر بلكمه لكمه عنيفه جعلت زيدان يردها له دفاعاً عن نفسه وبدأت حوريه تضع يدها على أذنيها تصرخ بهلع شديد جعل أهالي الحي يجتمعون سريعاً من بينهم شداد وفردوس وأحدهم يسأل:
-هو في أيه من بيتخانق.
ليجيب أخر:
-دول ولاد الحاج شداد….ماسكين في خناق بعض عشان حورية بنت الحاج سعيد الله يرحمه.
زادت حدة المشاجرة ونزلت فردوس وشقيقتها فوزية مفزوعين على صوت العراك كذلك فردوس وزوجها شداد يحاول الفصل بين ولديه ومعه صالح الذي لم يقدر على زيدان وبالخلفية يقف طارق يسجل في بث حي كل ما يحدث.
فيما توقفت سيارة بيضاء وهبط منها شاب وسيم يرتدي ثياب أنيقه ومعه فتاه جميلة،يسند بذراعيه “رنا” بسبب هزال جسدها
فصرخت فوزيه:
-رنااااااا….بنتي…
توقف العراك عم الصمت المكان وهرولت فوزيه تجاه ابنتها لتحتضنها لكنها سقطت معشي عليها بين ذراعي ذلك الوسيم وأحدهم يهتف مطالباً بطبيب في الحال…..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
جلست ثريا على الكنبة تراقب وحيدتها وهي تفرك الأرض بقدميها جيئة وذهاباً تضرب كف يد بقبضة اليد الأخرى، تتميز غيطاً بينما ترددة بغل:
-بردو بعد كل ده ولسه بيفكر فيها، ورايح يجري وراها بردو، وأنا الي قولت طلقها بمزاجه وزبالها لكن لسه بردو باله فيها…أعمل إيه؟ أعمل إيه؟
تطلعت لوادتها التي تنظر لها بإستياء وصمت ثم هتفت:
-ماتردي عليا يا ماما هو أنا بكلم نفسي
-لا مش هرد وسبيني ساكته أحسن عشان لو رديت عليكي زي ما أنتي عايزه كلامي مش هيعجبك.
تخصرت رشا في وقفتها وسألت :
-ليه بقا ان شاء الله ؟!
-عشان مش عاجبني الي بتعمليه، خلاص حلي في عينك فجأة ولا هي الكحة في إيد حوريه عجبه؟ ماهو ده زيدان الي أتقدم لك بدال المرة اتنين وكنتي ترفضي وتقولي لا يعني لا دلوقتي بقا عليه سكر؟! في إيه قليتي قيمتنا ومخلينا في الطالعه والنازلة متربصين له على الباب عشان نوقفه وننكشه، عيب بقا وأختشي على دمك.
ربعت رشا يديها حول صدرها وهتفت بعناد:
-وفيها إيه؟ ماكنش عاجبني ودلوقتي عاجبني أنا حرة
-وصاحبتك؟!
-أنا وحورية عمرنا ما كنا صحاب هي اللي كانت تملي تناديني أقعد معاها وتقعد تحكي وتتحاكى عن سي محمود بتاعها وبعدين بدل ما تقوليّ كده فكري معايا في حل أنا الي بنتك مش هي.
جفلت ثريا من حديث أبنتها ثم سألت:
-يعني إنتي لسه مصممة على الي في دماغك
لترد رشا بعزم:
-أيوه
___________سوما العربي ________
جلس راموس على عرشه بشموخ يناقش قضية هامة جدا مع مجلس وزراء المملكة وبحضور أنجا أفضى بهم هذا الإجتماع إلى بعض القرارات السياسية والاقتصادية الهامة جداً واكد المجلس أن ينتهي إلا أن الملك قدّ قال:
-لقد قررت مد شبكات الاتصالات داخل المملكة
صمت تام خيم على الجميع و وقفت أنجا مصدومة مما تسمع وقد شردت متذكرة يوماً ما
عودة بالزمن للخلف قليلاً:-
كانت على وشك الدخول لجناحها لولا ان لمحت تلك البيضاء وهي تسير بعجالة ناحية الغرفه الملكية بكامل زينتها التي لم تعتد المبالغه فيها كما فعلت وقتها مما حفز أنجا على تتبعها، بالتأكيد كل هذا التأنق يخفي خلفه طلب ما.
فسارت تتجه لاحد الأركان الخاصه التي لا يعرفها سواها هي و راموس بحكم صداقتهم و وصلت لنافذة صغيرة تظهر ما يجري في غرفة الملك
فكان راموس يجلس على أريكته المفضله وبيده كالعادة ملف مهم يقرأه حتى دلف الحارس يخبره أنها على الباب تنتظر الأذن فسمح لها بذلك ودلفت تطل عليه وقد تزينت وتعطرت واقتربت تتهادى في خطواتها الخفيفة حتى دنت منه تسأل:
-مساء الخير
سقطت الورقة من يده لا إرادياً وقد فتنتنه هيئتها التي أججت رجولته وبحركه سريعه خطفها لتجلس على قدميه ومالت رأسها وهو يميل عليها كذلك مقترباً.
تأملها عن قرب بوله شديد وإعجاب وقد تملكه شعور رائع وهو يرى لمعة عينيها تلك .
مرت يداه تسرح على طول جزعها فأرتعشت بين ذراعيه ليضحك بخفة ثم قال:
-يبدو أن صغيرتي لديها طلب مهم.
رمشت بأهدابها تشعر بالحرج والغباء وهمست:
-هل أنا مكشوفه لهذا القدر أم انك ذكي جداً وشديد الملاحظة.
رفع إصبعيه أمام عينيها ثم أضاف:
-ضيفي على ذلك أنني بت أحفظك
زمت شفتيها كالاطفال تشعر بخيبة الأمل فقال:
-هيّا أكملي صغيرتيً، لما توقفتي؟!
-أكمل ماذا؟
-محاولة إغرائي لقد راق لي كثيراً.
حاولت النهوض من حجره لكنه كان يحكمها بذراعيه وأحضانه التي بدأت تتخبط فيهم وهو يقهقه مردداً:
-حتى غضبك يجعلك لذيذة قابله للعض والأكل.
لا تعلم لما أبتسمت معجبه بضحكته التي أظهرت غمازتيه فرفعت أصبعها بتردد ونظرت له كأنها تسأل هل لها أن تتجرأ وتفعل ليبتسم على فعلتها وليس على براءتها بل لأن شخصيتها العصبيه الحديه المتهوره بدأت في التراجع، باتت تعلم أن هنالك حدود رسمة قوانين تحكم بعض الأمور، الملوك لهم طريقه خاصه في التعامل.
فهم يده يسحب يدها بنفسه لتغرس أصبعها في إحدى غمازتيه فهمست :
-وااااااو..حلوة قوي.
ضحك بخفه ليعلم صدق قولها فهي ما ان تتعصب أو تثور أو تندمج في إحساس صادق تتفوه بلهجتها التي بات يعلم عنها.
مال بهدوء يخطف قبله حب جميله من شفتيها وهي منسابة بين ذراعيه تشعر بالخيبة بسبب تسرب شعور اللذه اليها ما ان يقترب منها…تباً أنها على وشك التجاوب و لولا انه هو من رفع رأسه عنها لكانت تبادله آلان ..سحقاً
نظر لها داخل عيناها و ابتسم بإنتشاء ثم أكمل:
-ماذا تريد صغيرتي.
حمحمت تحاول إستحضار صوتها المسلوب مع أنفاسها تتذكر ما جاءت من اجله بالأساس ثم همست:
-أريد الإطمئنان على والدتي.
-لكن المملكة لا يوجد بها شبكة اتصال صغيرتي
سحبت نفسها من بين ذراعيه واعتدلت لتتحدث معه فلم يروقه وعبث بوجهه لكنها أكملت:
-ولما ذلك؟
-إنها قوانين المملكة
-لكن كيف تعيشون هكذا أنتم منعزلون عن العالم
صمت ينتظر لها دون إبداء أي رد يعني لا إستجابة لديه على ما قالته فوقفت على الأرض تدبها بقدميها مرددة:
-هل أتحدث إلى نفسي أم ماذا؟! أنا أحدثك
-أخفضي صوتك صغيرتي أفضل لكِ…تلك قوانين المملكة منذ عقود ولن تتغير.
-لكن التغير سنة الحياة.
-العمل هو سنة الحياه وليس مضيعة الوقت في التفاهات.
-دخول شبكة إتصال داخل المملكة سيفيدها كثيراً،وسيتصل شعبك بباقي العالم بدلاً من تلك العزله التي يعيشونها وكأنهم مازالوا في العصور الوسطى،إلا يكفي نظام القصر و وجود جرملك للسلطان ونحن بالقرن الواحد والعشرين؟!
وقف هو الاخر أمامها ثم أخذ يتقدم منها خطوة فأخرى حتى أقترب منها وهو يرفع حاجبه الأيسر يرفض مردداً:
-لا
دبت الأرض بغيظ أشد و ولت مغادرة وهو يقهقه عالياً يهتف:
-ماذا صغيرتي هل انتهت فقرة الإغراء؟
عادت أنجا من شرودها على صوت راموس القوي الحاسم الذي صدح ينهي الجدل الدائر في مجلسه من الوزراء بين مؤيد ومعارض وقال:
-من حق الشعب ان يتصل بالعالم من الخارج ويرى الدنيا خارج حدود المملكة ، تلك هي أبسط حقوقه ، أريد من الغد العمل على ذلك المشروع وإنجازه في أقصر وقت ممكن.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
جفلت أنجا من الحسم الواضح في صوته ورعبها تلك اللمعة التي رأتها في عيناه إنها لمعت حنين، مازال يتذكرها، بل هو لم ينساها بعد.
جزت أسنانها بغل واضح وهي تكتشف أن المصرية تحكم حتى بعدما رحلت نهائياً وبدأت تسأل بضياع ما العمل؟ كيف تقضي على سحر تلك القبطية ؟
________سوما العربي________
عجت شقة فوزية بأهالي الحي اللذين حضروا ملتفين حول فوزية وأبنتها البعض يدفعه الفضول والكثير يدفعهم الواجب والعشرة بما فيهم زيدان و والديه و محمود و حوريه و والدتها
ومن وسط الجمع صدح صوت أحدهم:
-وسعوا يا جماعة للدكتور .
ثم أقتحم الطبيب الجمع يشق طريقه وسطهم نحو الغرفه الشبه مغلقة
تولى الحاج شداد أمر إصراف الناس وفض ذلك الجمع يخبرهم ان الفتاة بحاجة للراحه ويمكنهم القدوم للأطمئنان عليها فيما بعد
وما ان انفضوا حتى إلتفوا جميعاً لذلك الشاب الذي لا يزال واقفاً وقال :
-كتر خيرك يابني على معروفك ده مع بنتنا …إلا إسم الكريم إيه
-مصطفى يا حاج
-عاشت الأسامي،هو إيه الي حصل ؟
تردد الشاب لثواني ثم تفوه أخيراً:
-ابداً أنا قابلتها في المينا عندنا في أسكندرية وكانت أختي معايا ثم أشار على فتاة تقف لجواره وأكمل:
-والأنسه كانت واقعه على الرصيف مغمي عليها ومش معاها أي حاجة خالص لا موبايل ولا بطاقه ولا أي حاجه حاولت أنا وأختي نفوقها على أد ما نقدر وهي دلتنا على المنطقه هنا.
شداد يصغي بإنتباه وتركيز لكن زيدان مشغول البال،فهو طوال عمره كان رجل وقور شديد الثقه بنفس يقدر الرجال ويعلم ان معرفتهم كنوز،لكنه الآن يقف يشعر بالغيرة ولأول مره تنتابه فكرة المقارنة.
يقارن نفسه بذلك الوسيم يريده أن يغرب عن وجههم الآن وإلا تراه حوريته.
جز على أسنانه ما ان دمغ إسمها بياء ملكية وهو يحدث نفسه، يدرك أنه بات يراها خاصته وهو قد بادر بنفسه وطلقها، أي فعلة حمقاء قد أقدم عليها؟! واين كان عقله حقاً؟! غبي ….غبي…هكذا نعت نفسه ولم يستطع الأنتظار فأقترب من الوسيم يشكره على عجالة قبلما تخرج من العرفة قائلاً:
-متشكرين جميلك ده على راسنا بس أنا بقول يادوب تلحق تمسك الطريق عشان توصل اسكندريه قبل المغربيه.
نظر له شداد بطرف عينه وكذلك فردوس التي بادلت زوجها النظرات المتنمرة وصمتت.
وفي ظل الصمت وتوتر الأجواء هذا إنحرج الشاب وانصرف مغادراً مع شقيقته.
مرت دقائق من الصمت خرج بعدها الطبيب وخلفه فوزيه وفوقيه وحوريه التي سألت:
-خير يا دكتور
-خير ان شاءالله..هي عندها ضعف عام وسوء تغذيه كمان أعصابها تعبانه وفي إرهاق شديد أنا هكتب لكم شويه محاليل ضروري النهارده ومن بكره نقدر نوقفها ونعتمد على الأكل بس لازم محاليل النهارده عشان تقوم الدنيا معاها شويه وهكتب لكم على كورس علاج ياريت نلتزم بيه لحد ما نشد حيلها وياريت نبعد عن الأرهاق والزعل
-حاضر يا دكتور
أبتسم لها الطبيب إبتسامة جعلت زيدان يعتدل في وقفته بتحفز شديد فيما أكمل الطبيب:
-ياريت يا أنسه حوريه تواظبي معاها على الادويه وده الكارت بتاعي كلميني لو في أي تطورات.
-حا..
كادت ان تجيب إلا ان ذلك الواقف هناك لم يستطع التحمل وتقدم لعندهم يخطف الكارت فنظرت له حوريه على الفور بحده ليرد عليها بنظرة قوية حاسمه ومن ثم خطف روشتة الدواء أيضاً ثم قال للطبيب:
-شكراً تعبناك معانا أتفضل معايا.
نظر له الطبيب بعدم رضا لكنه وكأنه آثر الصمت وتقدم ليخرج مع زيدان الذي ذهب يحضر الدواء ومن بعد محمود الذي ورده إتصال مجهول فغادر من فوره.
نظرت حوريه حيث غادر زيدان بغضب في اللحظة التي خرجت فيها فوقية من غرفة ابنة شقيقتها فوجدت شداد وزوجته مازالا متوجدان فقالت بضيق:
-منورين
تبادل شداد مع زوجته النظرات المتوترة ومسح على وجهه ثم قال بحلم:
-تعالي اقعدي يا حاجة ست فوقية خلينا نتكلم
-هنتكلم في ايه يا حاج شداد هو عاد في حاجة نتكلم فيها، اه صح…تكونش عايز تتكلم في العاركة الي كانت دايرة تحت ولا فضيحتكوا لبنتي الوحيدة؟
صمت شداد بحرج، فوقية سيدة شديدة وهو يعلم، قذفت الكلام في وجهه بلا موارة أو حرج وهو لا يملك ما يقوله فببساطة تلك هي الحقيقة.
حاولت فردوس التدخل للتخفيف من الوضع وتقدمت تمسك بذراع حورية وهي تقول:
-طب أقعدوا بس يا جماعة نتكلم، تعالي أقعدي جنبي يا مراتٍ أبني.
نجحت فردوس في إحراج حورية ولم تستطع الاعتراض وكادت أن تجلس لولا صوت والدتها الرافض :
-مابقتش مراتٍ ابنك ياست فردوس، خلاص فضناها.
-فضناها إزاي بقا؟ هو خراب البيوت بالساهل؟
-ست فردوس…كانت خالتي وخالتك واتفرقوا الخالات خلاص خصوصاً بعد الي حصل من شويه، أنا بنتي مش لعبة في إيد عيالكم.
ثم نظرت لحورية وقالت بحسم:
-أدخلي يا حوريه أعملي شاي لعمك الحاج ومراته خليهم ياخدوا واجبهم.
هز شداد رأسه يفهم مغزى كلامها ووقف قائلاً:
-لا ماتتعبوش نفسكم واجبكم وصل …يالا يا حاجه…سلام عليكم.
امتثلت فردوس لأمر زوجها وغادرت معه وحوريه تقف مبهورة فأخيراً اتخذت والدتها موقف معها
بينما ذهبت فوقيه تغلق الباب خلفهما وإستدارت تنظر لإبنتها الصامته ثم قالت:
-مالك؟ زعلانه من الي حصل؟ ماعلش.
-لا أنا بس اتفاجئت من رد فعلك وطريقة كلامك معاهم.
تقدمت فوقية تربط على كتف إبنتها ثم قالت:
-أيوه شوفتي…شديت لك عليهم جامد أهو…كان لازم اعمل كده عشان يعملوا لنا ألف حساب عشان لما نقعد للصلح يوافقوا على كل شروطنا.
أتسعت عيناً حوريه …وهي التي ظنت أن والدتها قد تغيرت خصوصاً بعد حديثها معها فرددت ببهوت:
-يا نهار أبيض
-جرى ايه يابت..امال هتسيبي بيتك يتخرب؟
لم تتحدث معها حوريه ولن تجادلها هكذا عاهدت نفسها…انسحبت بصمت تلقي نظرة على رنا العافية في غرفتها وفوزية تجلس لجوارها تحرصها يبدو أنها لن تبرح مكانها حتى تفيق إبنتها.
فجلست لجوارها تمسد على كتفها وبعد دقائق ارتفع صوت جرس الباب فخرجت مستغربة لما لم تفتح والدتها ….يبدو أنها ذهبت لشقتهم.
فتقدمت تفتح هي الباب لتجد نفسها في مواجهة زيدان وحدهما الذي ما أن رأها حتى أصبحت قبض على ذراعها ودفعها للداخل يدخل معها هو الآخر ويغلق الباب بقدمه مردداً:
-الي حصل من شويه لو أتكرر تاني هعلقك سامعه ولا لأ.
-هو ايه الي حصل من شويه وبتكلمني كده ليه أصلاً؟
-نعم ياختي؟بتقولي ايه ماسمعتش؟! بكلمك كده ليه؟ أنا أكلمك زي ما أنا عايز…فوقي لافوقك…أنا زيدان….هتخيبي ولا إيه.
إستفزتها طريقته في الحديث وحاولت نفض يدها من ذراعه لم تنجح لكن المحاولة في حد ذاتها استفزته فقال:
-أتظبطي أحسنلك يا حوريه..أنا قولت أهو.
نظرت له بصمت تسأل لما قد تصمت له وأين تلك الشخصية الجديدة التي أقنعت نفسها أنها أصبحت تمتلكها وهي مازالت تخشى مجابهته..قررت إختبار قوتها وتجلدت ثم قالت بقوة متوسطة مبدئية:
-أنت الي تتظبط وأنت بتتكلم معايا …أنا ماسمحش لحد يعدي حدوده معايا.
اتسع بؤبؤ عينا زيدان من تلك الحوريه التي تحدثه الآن وردد:
-الله…حلو ده…أنا بقيت حد.
-شيل إيدك عني….وخلي بالك الي حصل تحت ده مش هيعدي على خير وهتتحاسبوا كلكوا عليه الي نجدكوا حالياً هو رجوع رنا وتعبها بس الحساب يجمع يا زيدان.
-أنتي بتحاسبيني على ايه؟ أنا ليه هشيل ذنب محمود وتصرفاته وغلطه؟أنا كنت جاي أتكلم معاكي عشان نتصافى زي أي واحد ومراته هو اللي أتدخل هحاسب أنا على مشاريبه ليه هو محمود ده أتب فوق ضهري؟!!!
تركت كل حديثه ،لا يعنيها هي فقط علقت :
-نعم؟! واحد ومراته؟ ده الي هو ازاي يا معلم احنا إطلقنا خلاص.
-ممكن أردك أي وقت إنتي بس قولي اه وإنك عايزاني مش مغصوبه عليا.
عصبها حديثه ماذا يظن هو:
-ترد مين؟ مش تعرف دينك الأول وبعدين نتكلم أنا لسه بنت بنوت يعني ماليش عده.
-أعرفي أنتي دينك…
التمتعت عيناه واقترب منها يحتجزها بين جسده والحائط ثم تحدث من بين أنفاسه السخينة وقد إرتفعت يراه تداعب وجنتها:
-أنا إختليت بيكي ولا ناسيه؟
مرت عيناه عليها برضا وهو يستشعر أنه مازال يملك تأثير عليها حين شعر بإرتجافها وتوترها بين ذراعيه فأكمل:
-لو أنتي نسيتي أنا مش بقدر أنسى ولسه فاكرك وأنتي فحضني كأننا لسه مولودين.
هم ليقطف قبله منها لكن رنين الجرس أنقذها و أوقفه ففرت من تحت ذراعيه تتمسك بالباب تفتحه كأنه درع حمايتها فهرول خلفها ليوقفها ويلتقط قبلته التي يتطلبها بجنون لكنها أستنجدت بالباب وفتحته لتردعه.
وبالفعل أرتدع وهو يرى فوقية هي من تقف على الباب تحمل صينيه طعام كبيرة وتنتظر له بنزق مردده:
-زيدان..هييئ حماتك بتحبك تعالى أتغدى معانا.
نظر لحورية نظرة خاصه جداً ثم قال:
-شكراً ..أنا جبت الدوا
-كتر خيرك …ما تتفضل معانا.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
علم أنها تطرده بالذوق فصان الباقي من كرامته و غادر على الفور فألتفت فوقية لأبنتها تقول:
-شوفتي طردته هو كمان أهو..عشان تعرفي ان أمك هتجيب لك حقك..بسويهم لك على الجنبين اهو كلهم.
ناظرتها حوريه بصمت…لا تملك أي كلام هي فقط اقتربت تجلس على أقرب كرسي تحاول السيطرة على مشاعرها التي هزها ما ذكرها بيوم خلوتهما معاً الذي يراودها كل يوم تشعر أنه قد حدث منذ دقائق فقط وليس أيام.
__________سوما العربي________
صباح يوم جديد
دلفت حورية لمقر عملها الجديد تحاول التأقلم نظرت لذلك الشاب السمج بتحدِ ثم دلفت تجلس على مكتبها.
نظر لها بسخريه وإستخفاف ثم قال:
-حورية..مش معقول كل ده تأخير ههههههه
تشكلت على فمه إبتسامة خبيثه وهو يراها محرجه أمام مديرها ليزيد العيار مردداً:
-وياترى بقا على التأخير ده كله خلصتي الشيت المطلوب منك من أول إمبارح ههههههههه
عبثت بوجهها ورددت :
-هؤ ايه الي هههههه؟! ايه الي بيضحك في الي بتقولوا مش فاهمه؟! واه ياسيدي خلصت الشيت أصل أنا شاطرة قوي وبتعلم بسرعه ربنا يخلي لنا يوتيوب وبعدين يعني لما أتأخر الصبح عشان المواصلات احسن من اللي لابد في كافتيريا يشرب كوفي ولا أنت ايه رأيك.
نفذت كل ما أقترحته عليها وفاء وعلى مايبدو أنها قد نجحت، إضجعت على كرسي مكتبها بإنتشاء وهي ترى مصطفى زميلها يتحاشى النظر اليها فرددت داخلها(وأخيراً هعرف أبقى بت كيادة ده طلع إحساس حلو قوي)
في مكتب عاصم
جلس خلف مكتبه يراجع الموازنة الجديدة للشركة بحيرة وتعب وإرهاق قلب عيناه مجهداً وهو يستمع لصوتها المزعج يردد:
-واحد قهوة مانو لمديرنا الي مسيطنا ومسيطر
مسح على وجهه وقال بإجهاد:
-شششش أسكتي شويه أنتي ايه يا بنتي
-جرى ايه مالك بس يا جميل…اللامور مش ماشي حلو ولا ايه
جعد عاصم مابين حاجبيه وسال:
-لامور ايه؟
-يعني الحب ..اللاڤ العشق .
-حب ايه وعشق ايه سبيني في حالي واطلعي برا يالا
-لأ لا لا…أنا كده اتوغوشت عليك …مالك يا كبير حد علم عليك؟ إنسحبت في دخلة المريوطية ولا أيه
وضع عاصم كفيه على رأسه وصرخ:
-خلااااص كفاية صدعت
أختفت الابتسامة من على وجهها وانمحى الحماس المعهود عنها فألتفت تغادر بصمت، أنب نفسه على فعلته وقال ببعض اللين:
-أستني حقك عليا
عادت تنظر له فقال :
-عندنا مشكلة في الشغل الميزانية ولازم أقفلها النهاردة قبل ١٢بالليل ولحد دلوقتي مش لاقي حل.
نظرت له بطرف عينها وهي لم تسامحه بعد ثم تقدمت تقول:
-فسح كده شويه
-نعم؟!
-فسح إتاخر خليني أشوف يمكن أساعدك
ضحك ساخراً ثم قال:
-تساعديني…بس يا ماما وروحي اعملي لي قهوة بدل الي بردت دي
سحبت نفس عميق تتفهم إهانته ثم تقدمت تضغط بأناملها تعيد ترتيب الأرقام في بعض الخانات وتعدل خانات أخرى وكلما فعلت خطوة وصححت نتيجة كانت عينا عاصم تتسع بإنبهار حتى أطمئن نسبياً وأفسح لها المجال كما طلبت وألتقط قهوته يرتشفها وهو يتابع ما تفعله حتى انتهت من موازنة قسم كامل بنتيجة صحيحة ثم رفعت رأسها له بفخر تسأل:
-همممم…أيه رأيك
-طب ازاي؟!!! قوليلي أزاي؟!! المفروض انك بتاعت قهوة ونسكافيه.
-أنا خريجة تجارة أصلا ولحد قبل ما أجي شركتك بيوم كنت بشتغل في مكتب محاسبة
-وايه الي يخليكي تشتغلي في البوفيه وأنتي أصلا شغاله شغلانه أحسن.
-لأن شغلانة البوفيه هنا مرتبها أحسن من شغلانة المحاسبه في شركة في شقه صغيره في وسط البلد…ده كنت بدفع المرتب يادوب مواصلات وقطار.
ذم شفتيه يردد:
-لأ بس أنتي شاطرة بجد
-تشكر …سلام بقا
همت لتتحرك فهتف بلهفه:
-خدي يابت استني
-بت امًا تبتك ما تلم نفسك
-تعالي اقعدي هنا كملي الموازنة
-مقابل؟
-أنتي يا بنتي مافيش حاجة بتعمليها لوجه الله
-بجهز قولت لك
-ايه لسه ماجبتيش التلاجه أم حنافية؟!
أبتسمت ببلاهه وسعاده حقيقية ترد:
-لأ جبتها…تحفه..تحفة
لكن عادت تعبس من جديد وقالت:
بس محتاجة أجيب أير فرير
-الي بيقلي من غير زيت ده مش كده
-هو
سحب نفس عميق ينظر لها بيأس ثم قال:
-هديكي الي أنتي عايزاه بس تعالي نكمل
-ماشي.
__________سوما العربي________
تقدمت أنجا تسير بمحازة الوزير الأعظم وهي تسأل بإستنكار:
-ماذا يعني حديثك؟
-حديثي واضح سيدة أنجا؟ ماذا جرى لكي لقد كنتي مثال للنباهه والفطنه ولا اعلم سبب إستنكارك وقد سمعتي الملك وهو يقر بنفسه منع عادات وئد الفتيات في كل القبائل وسن قوانين تحافظ على حقوق المرأة في جميع أنحاء المملكة.
جزت على أسنانها بغيظ مردده:
-ظننت انه حديث مقترح أو مجرد حالة خاصه ستطبق على تلك الفتاة صاحبة الحادث لم أكن أظن ان الأمر قد يصل لسن قوانين…إنها تلك اللعنه التي حلت علينا منذ قدومها …هي السبب…هي السبب.
توقف الوزير وقد تجعد ما بين حاجبيه وسأل بغرابة:
-أنا مستغرب وضعك جدا سيدة أنجا ،كنت أعتقد ان خبر مثل هذا قد يفرحك لأنه يخص جنسك الناعم .
هزت أنجا رأسها بأسى ويأس ثم قالت:
-ليست تلك هي المعضلة،الأمر أكبر من ذلك بكثير..إنها كارثة …لن تفهمني..لن تفهم
-ومنذ متى وأنتي مفهومة سيدة أنجا ..أنتي لغز كبير صعب حله..على كل لنا حديث طويل بعد عودتي مع الملك بعد عشرين يوما ان شاء الله.
-ولما كل هذه المدة؟
-زيارات سياسية هامة، الملك منذ شهور لم يذهب في جولة سياسية، ويجب الترتيب لها جيداً.
هزت رأسها بتفهم لكن بداخلها قلق كبير جداً لا تعلم سببه
وفي منتصف الليل غادرت طائرة الملك تحمله إلى أول دولة في جدول جلالته.
____________سوما العربي__________
تأخر الوقت بهما كثيراً لدرجة أن عاصم قد غفى على كرسيه بينما وفاء مازالت تعمل على الحاسوب وقد أصابها الإجهاد وحينما لاحظت غفيان عاصم لكزته بقوه توقظه:
-إحنا هناااااااام؟!
انتفض بهلع:
-ايه في ايه؟
-أصحى يا نوغه مش كفاية بعملك شغلك والوقت إتاخر
-ما قولت هدفعلك وكله بتمنه وايه نوغه دي لمي نفسك أنا المدير هنا.
رفعت إحدى حاجبيها تقول:
-ده قبل ما تبوظ الموازنه وأنا أعدلها لك ولا بعدها؟
حمحم بحرج في الوقت الذي أرتفع فيه صوت هاتفها برقم والدتها فجاوبت:
-ألو يا ماما…ألو…مالك يا ماما..ألو…
انغلق الهاتف الاتصال وهي تهرول للخارج وعاصم يسألها:
-في أيه
-ماما شكلها تعبانه قوي
-طب أستني هاجي معاكي أوصلك الوقت إتاخر
في أحد الأستديوهات جلس محمود مقابل طارق يسأله:
-أنت هتنزله أمتى
-دلوقتي
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-دلوقتي ايه احنا الساعه واحده بالليل مانخليها بكره
-ده احسن وقت في الريتش والناس السهرانه وبعدين مالك ياعم كده جبت ورا ولا ايه
-لأ ذيع…ما خلاص بقا ..كل واحد بقا بيدور على مصلحته خلاص وطالما دايره مصالح مش هطلع أنا الوحيد الخسران
-تعجبني…هو ده الكلام.
بخفه وسرعه ضغط طارق على زر التحميل وبعدها ضغط نشر
___________سوما العربي_______
ولجت وفاء مندفعه للداخل تصرخ مناديه على والدتها تحمل بيدها بخاخ للصدر قد إبتاعته لها وهي في طريق العودة و ولج خلفها عاصم بنفس السرعه واللهفة ليجدوا سيدة في منتصف الستين من عمرها ملقاه على الأرض في حالة سيئة تلتقط أنفاسها بصعوبه شديدة.
لتسرع وفاء مقتربه منها ورفعتها بأحضانه تردد:
-ماما ماما أنا جيت اهو وجبت لك البخاخ.
جثى عاصم بجوار تلك السيده يحاول مساعدة وفاء على إسنادها إلى ان نجحت وفتحت فمها تلتقط رزاز البخاخ ليدخل صدرها وتبدأ في إلتقاط أنفاسها رويداً رويداً وما ان إستفاقت حتى صفقت خد وفاء:
-الله؟!!
-ساعة يابنت الجزمه عشان تجيبي لي الدوا
تدخل عاصم:
-ليه بس كده يا حاجه دي جايه جري عشانك
فصفقته هو الآخر على خده:
-الله؟!!
-وأنت مين أنت كمان
-أما أنتي ست قليلة الأدب صحيح
ثارت وفاء:
-الله الله أنت هتلبخ
-مش شايفه دي ضربتني بالقلم
تدخلت الأم:
-وأضربك بالبلغه كمان
-هي حصلت ياست أنتي ماتخليش أتعصب
-هتتعصب تعمّل ايه مثلاً…ده مين ده يابت …ااااه
قالتها وهي تمسكه من ياقة قميصه وتبدأ في مطوحته يمينا و يساراً:
-تكونش أنت الولا إلي غاويها ومخليها ترفض العرسان عشانك..هو ده ياختي؟
فصرخت وفاء معترضه بشدة:
-نعم نعم وده مين ده اللي أبص له ليه كنت اتعميت؟
-أتعميتي مين يا كلبة الفلوس إنتي ..ماتحسني ملافظك يا بيئة
-كلم بنتي عدل يالااا
-لا ماهي قلة الأدب مافيش أسهل منها
فضربته وفاء بغيظ:
-لا بقولك ايه أتكلم مع أمي عدل
خلع عاصم جاكت بذلته وهو يردد بغل:
-لا ده انتو عيلة قليلة الأدب والأدب مش نافع معاكم.
بعدها دخل في معركة غير معروفة النتيجة ……..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
وصلت طائرة الملك للندن ودلف لقصرفخم هناك خصص له،كانت زيارة رسمية نقلها التليفزيون وأذيعت على كل وسائل التواصل الإجتماعي ناقش خلالها الملك عدة مشاريع هامة جداً بين البلدين، ومر الساعات..مقابلات تليها إجتماعات ،الملك لا يرغب في نيل قسط من الراحة…وكأنه…لا يريد الإختلاء بنفسه.
نظر له سفيره بلندن قائلا:
-ألم يحن الوقت كي يأخذ الملك راحه ولو لبضع ساعات؟ فجلالتك لم ترتاح منذ غادرنا المملكة حتى بالطائرة كنت تعمل طوال ساعات السفر.
تنهد راموس وهو يلقي التقارير الورقيه من يده ثم قال:
-أريد العمل حتى يغلبني النوم وأنا جالس.
نظر السفير حوله ثم اقترب من الملك و دنا منه قائلا بصوت منخفض:
-ملكنا بحاجة لبعض الوقت من الراحه و المتعة.
فهم عليه راموس ثم رد بحسم:
-لا أريد.
اعتدل السفير في وقفته عند دخول وزير الخارجية فقال راموس:
-تعال يا شندهار هل من جديد؟
-كل الأمور تسير وفق رغبات جلالتك يا مولاي لقد أبرمنا الاتفاقية ومن بعدها سنغادر إلى فرنسا ثم ألمانيا ومن بعدها إيطاليا ثم مصر والجزائر و…..
قاطعته أعين راموس الحمراء حين رفع رأسه بحدة فجأة ثم قال:
-أحذفها؟
تبادل وزير الخارجية النظرات مع السفير لا يفهمان سبب غضبه فسأل الوزير:
-ما هي؟
-مصر
-كيف؟!
-افعل كما أمرتك.
-لكن كيف يا مولاي مصر دولة مهمة لا يمكننا فعل ذلك.
شدد راموس على كلماته:
-أرسل لهم مندوب من الرئاسة أو وفد
هز السفير رأسه مستنكراً ونظر للوزير الذي قال:
-أقترح عليك التفكير في الأمر مجدداً يا جلالة الملك، مصر دوله قويه تعتبر أقوى دولة في منطقتها،يحكمها رئيس قوي لن يقبل بفعلتنا وربما يتسبب ذلك في قطع العلاقات بين الدولتين وكما قلت لجلالتك مصر دولة مهمة جدا لدرجة أن كل دول المنطقة لديها قواعد عسكرية أمريكية إلا مصر.
انتبه راموس يرفع رأسه ويطالع الوزير،يعلم حجم تلك الجملة جيداً وما تعنيه خلفها فهو اعلم الناس بذلك.
وفكر بالأمر هو يعلم أن كل ما قاله وزير صحيحاً،فتمكن منه الغضب فلقد طغى جانبه الشخصي على كونه ملك وصار يتصرف گ المراهقين وكأنه صبي أرعن وتقلد حكم البلاد لدرجة صنع عداوة بينه وبين البلد التي تحمل جنسيتها فتاة رفضته.
صمت ثواني وانحرف تفكيره لنقطة….رفضته؟
ضاقت عيناه و زفر بغضب شديد وهو يلقي الأوراق من بين يديه
________سوما العربي_________
جن جنون عاصم …تلك السيدة مستفزة بأمتياز أنها نفس المرأة التي قضمت لحم كتفه منذ ثانيه وقبلما تنتهي منها كانت تصرخ وتحسبن عليه داعيه الله أنها يسخطة بقدرته.
لم يشعر عاصم بنفسه إلا وهو يقذفها بأحد الأطباق فقذفته على الفور بفازة خزفية قديمة الطراز ليسقط عاصم على الأرض فاقد النطق والحركة.
دوى صوت صرصور الحقل في الشقه وبقت وفاء وامها تتبادلان الأنظار
________سوما العربي_________
-هيييييييييي
شهقت بفزع حتى أستقامت نص إستقامة على الفراش.
أخذ الأمر منها وقت تعدى الدقيقتين حتى تستوعب …الأصوات المألوفة للباعة المتجولين في الشوارع مع صوت مكينة قطع الأخشاب في ورشة صناعة الأثاث و صوت أولاد الجيران العالي وهم يلعبون ، كل تلك الجلبة التي لطالما أشتكت منها قديماً أضحت أصوات مطمئنة لها تخرجها من كابوسها المتكرر تخبرها أنها بأمان وقد عادت للديار.
بدأ تنفسها يهدأ شيئاً فشيئاً وهي تطلع حولها لأثاث غرفتها تغمض عينيها متذكرة الحرملك وسرائره ثم الغرفه التي خصصت لها فيما بعد.
بللت شفتيها تسحب نفس عميق وقد أيقنت خطورة إيلاف النعم…لقد حذر منها المولى عز وجل وهي لم تكن تدرك…ربما كان عليها خوض تلك الرحلة.
عند هذه النقطة من التفكير ارتخى جسدها على الفراش وعادت تتكئ بظهرها على الوسادة تنظر لكفها لتجد إبرة قنينة التروية(كانيولا).
وجسدها كله متعب ومجهد لكنها مازالت بملابسها تلك التي أبتاعتها لها تلك الفتاة وشقيقها.
في تلك اللحظة دلفت حوريه تحمل في يدها كوب عصير مثلج.
أبشر وجهها وهي ترى رنا جالسه نصف جلسه على الفراش فتقدمت متهلله:
-رنا…أخيراً فوقتي.
-هو أنا بقالي أد إيه كده
-تلات أيام
-ياااه.
-أنتي ايه اللي حصل معاكي كنتي فين وماكناش عارفين ليه نكلمك ولا أنتي حتى حاولتي تكلمينا أو حتى كنتي تعرفينا بمعاد رجوعك بدل ما تبقي لوحدك ولا حد يجيبك ومين كمان الي وصلك ده.
أغمضت رنا عيناها تشعر بعودة الدوار لرأسها بسبب سيل الأسئلة التي إنهالت عليها به حوريه .
شعرت حورية بخطئها وتسرعها فهمست:
-ماعلش انا نسيت انك لسه تعبانه..بس احنا كنا قلقانين عليكي قوي.
عادت رنا تبلل شفتيها ثم همست:
-هاتيلي أشرب
ناولتها حورية الماء فشربت حتى أرتوت ثم أكملت:
-قولي لي الأول الولد والبنت اللي وصلوني قالوا لكم أيه
-قالوا إنهم قابلوكي في الشارع وكنتي تعبانة فوصلوكي.
-الحمدلله.
-هوفي حاجة تانيه ولا أيه؟
-هحكي لك كل حاجة بس مش دلوقتي..خديني يا حوريه أشم هوا في البلكونة .
-حاضر.
ساعدتها حورية لتصلب طولها ثم تقدمت تساندها خطوة فأخرى حتى وصلت للشرفه تسحب نفس عميق مبتسمة ثم قالت:
-تصدقي هوا المنطقة وحشني
تعجبت حورية وهي تتذكر رنا القديمة ومقتها من الحي بمن فيه فقالت مستعجبة :
-سبحان مغير الأحوال
ضحكت رنا بتعب وأكملت:
-اه والله حتى لعب العيال وصوت منشار تقطيع الخشب بتاع ورشة زيدان ابن الحاج شداد وحشتني ده انا حتى وحشتني خناقات زيدان الكِشَري تخيلي ..عامل حس للمنطقة والله.
زاغت عيناً حوريه على السيرة بينما أكملت رنا:
-ده عليه فتحة مطوة مش على حد أنا فاكرة آخر حاجة حصلت قبل ما أسافر كان ماسك في خناق واحد…أيه ده في أيه هو واقف يبص علينا كده ليه؟ ايه ده؟!! هو بيزغرلنا بعينه كده ليه …أنا خوفت.
لم تكد تنهي جملتها حتى صدح هاتف حورية باتصال وأخرجته من جيب بنطالها لتجد رنا ان أسمه يضيئ شاشة هاتف حوريه فسألت:
-ايه ده!!
لم تملك حوريه الوقت للتفسير بينما الرنين مستمر ينتهي ويعود بإلحاح فأضطرت ان تجيب لتواجه أذنها صوته الصارخ:
-ما تحطي زفت طرحه على شعرك ولا أدخلي أصلا من البلكونة بدل ما أطلع لك.
تركت حورية يد رنا وحاولت إستجماع قوتها والرد بالشخصية الجديدة التي عاهدت نفسها أن تصبح عليها فهتفت بحده:
– وأنت مالك.
أتسعت عينا رنا منبهرة ومتفاجئة بينما هتف زيدان بهياج:
-أنا مالي؟ طييييييب.. أنا هطلع أعرفك ان كان مالي ولا لأ.
أغلقت حورية الهاتف على الفور تراه يتحرك مغادراً الورشة فسحبت رنا معها تقول:
-تعالي ندخل بدل ما يطلع لنا.
-ويطلع لنا ليه هو ماله بينا ده حيالله اخو خطيبك.
جذبتها حوريه للداخل وهي تردد:
-مالي مايعرفش يقول عدس
جلست رنا على طرف الفراش وسألت:
-هو في ايه يا بنتي؟ والتحش ده ماله بيكي بيزعق لك كده ليه؟
جلست أمامها حورية وقالت بينما تنظر أرضاً:
-أصل…. أنا اتجوزت التحش ده
-أييييييييه؟؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
________سوما العربي_________
-دكتور بسرعه معانا واحد متعود
هرول لعندها احد المسعفين يحمل عاصم منها في حين تقدم زميله يقول:
-لازم حضرتك تملي الاستمارة دي وتدفعي مبلغ تحت الحساب
-هااااااا
انفتح فم كل من وفاء و والدتها على أخرهما مما سمعوه ولم تجد وفاء بد من ان تهز رأسها موافقه.
فقرصتها الأم من كتفها تردد :
-يعني كان لازم مستشفى خاصه يابنت بارم ديلو…مالها مستشفى أبو الريش الدكتورة شهيرة هناك بسم الله ما شاءالله إيديها تتلف في حرير…يالا ألبسي بقا
-يعني كنتي عايزاني أخده مستشفى حكومي انتي عارفه ده ابن مين في البلد.
مصت الأم شفتيها وقالت بنزق:
-هيكون ابن مين يعني مش كفايه نص كيلو البن الي كبستي له به الجرح بتاعه والشاش ماحنا كنا جايين المستشفى.
-يعني كنت أسيبه ينزف على ما أوبر ييجي؟
-اه يا نااااري…ماتفكرينش.. طالبه له عربيه خصوصي..فلوسك كتيره ياختي
جن جنون وفاء وقالت بهياج:
-يا أمي الله يهديكي أنا عايزه اعرف أنتي بتفكري أزاي…انتي شكلك كده لسه مش مستوعبه الي احنا فيه…ومش عارفه فتحنا دماغ مين ناهيكي عن انه رئيسي في الشغل..مش مشكله دي…بس الراجل إبن عصمت فرحات ..امه رئيس جهاز الكسب غير المشروع يعني من بكره الصبح تودينا ورا الشمس.
ضحكت الأم ساخرة تردد:
-خليها تودينا أقلها نتدفى قال كسب غير مشروع قال …ده احنا على رأي المثل إيش ياخد الريح من البلاط..الحمدلله على فيض الكريم لا مكسب ولا خسارة.
-وهما دول هيغلبوا.
انتفضوا منتبهين على صوت موظفة الإستقبال وهي تردد:
-مطلوب ٣ آلاف جنيه يا فندم
-هااااا؟!
-٣الاف جنيه
فتقدمت أم وفاء تقول:
-لأ ماهو الجدع ده احنا مانعرفرش ده صعب علينا بس… ندفع له الحساب كله مره واحده ليه؟ وبعدين هو مش المفروض الحساب كله يبقى وهو ماشي.
أبتسمت الموظفه تخبرهم:
-لا ده تحت الحساب يافندم مش كل المبلغ.
-نعم ياضنايا؟؟؟
كادت أم وفاء ان تصرخ في وجهها لولا وفاء التي تدخلت بحسم:
-خلاص يا ماما.
صدح صوت الأم تهتف بصخب:
-انتي مش سمعاها بتقول كام؟! ده جرح خمس ولا سبع غرز كنا رحنا لأبو سلمى على الناصية عملهولنا… أنا غلطانة إني مشيت ورا شورتك.
-أبو سلمى ايه بس هتبطلي هزار أمتى.
-ماهو اصل أنا عارفة الأشكال دي ل….
-يالهواااااااااي…..لولولولي…أزغرد..أزغرد ياما احنا في مصيبة…أسكتي أبوس أيدك..أنا هدفع..أسكتي.
صمتت الأم مرغمه تكبت كلام كثير ودّت البوح به لينفس عن مراوحها، و وقفت تتابع على حبة عينها ابنتها التي سألت:
-طب أنا مش معايا فلوس في جيبي ممكن أحولكم على فودافون كاش؟
-اوكي.
فأنهت وفاء الأجراءات سريعاً ثم قالت:
-خلاص تمام كده..خدوا بالكم منه وابقوا اتصلوا بأهله…سلام عليكم
-أستني يا…
حاولت موظفة الإستقبال إيقافها لكنها تمسكت بيد ولادتها ولاذت كل منهما بالقرار
________سوما العربي_________
جلس بورشته يهز ساقيه بتوتر شديد ثم وقف يلف حول نفسه ثم عاد وجلس ليقف من جديد ويدور بالمكان ثم يعاود الجلوس
فدلف والده ليراه جالس هكذا متوتر..نظر له بجانب عينه ثم تقدم يجلس خلف المكتب على الكرسي الرئيسي وباشر متسائلاً:
-أخبار الحسابات ايه؟
التفّ زيدان ونظر له بجنون فعاود شداد السؤال:
-هو أنا مش بكلمك يابني ما ترد عليا عيب كده
-هو ده وقته يابا؟
-الله…ومش وقته ليه مش أكل عيشنا ده
مسح زيدان على وجهه بعصبيه ثم قال بلا مواراه:
-وأنا الي فاكرك جاي تكلمني في موضوع حوريه.
جعد شداد مابين حاجبيه يتقن الجهل التام وسأل:
-حوريه؟ اه مالها؟ هو حصل حاجة
-يا حاج …ماتجننيش بالله عليك
-الله هو مش أنت يابني الي طلقتها..هعملك ايه يعني…هو أنت يعني مجنون…أكيد ماعملتش كده من فراغ..تلاقيك ماكنتش مرتاح.
و وقف يهم بالرحيل فبادر زيدان يقول بلهفه:
-لأ أنا….
لكن قطع عليه شداد الفرصه و قال:
-هي بردك الجوازه دي كانت ملعبكة ..وأنت يابني الي طلقت…يالا مش نصيبك …شوف نصيبك في واحدة تانيه وهي تشوف نصيبها في واحد تاني.
أنهى حديثه وغادر على الفور وترك زيدان خلفه يفور من الغضب وهو يردد:
-تشوف نصيبها في واحد تاني؟!! غيري؟! وتتكشف على واحد تاني؟!غيري؟! دي ليلة أهلها سودا.
فغادر الورشة بغضب وأندفع ناحية بيتها إلى ان صعد وأخذ يدق الباب بعنف لكن لم يفتح أحد..لحظتها تذكر وقوفها في شرفة منزل خالتها دون حجاب .
فأسرع بالخطى يذهب لعندهم
في منزل رنا
جلست وقد بدد الفضول شعور التعب والإجهاد تستمع بصدمة لقصة حورية الأغرب من الخيال وهمست بتيه:
-ياخبر أبيض..هي الحكايات دي مش كانت بتحصل في الروايات بس..أمتى بقت حقيقة؟
ثم رفعت وجهها مقابل حورية تسألها:
-وأنتي ازاي وافقتي؟
-ماكنش في لا فرصه ولا مجال .
تنهدت بصوت عميق ثم قالت:
-بس بعد الفرح ولما اتقفل عليا باب واحد مع زيدان و وقفت مواجهه ليه فكرت هو أنا ليه بجد ماقولتش لأ؟! ليه ما رفتضش كلام عمي شداد ..
وفضيحة ايه الي أنا خوفت منها؟! ولا فضيحة ايه ما كله عارف محمود على ايه..دول مسمينه عصفور من كتر ما دماغه طاقه وخفيفه؟ وحتى لو حصل فضيحة والناس اتكلمت كانوا هيتكلموا يعني لحد امتى…أنا ليه عملت في نفسي كده.
أستمعت لها رنا وقد جعدت ما بين حاجبيها مستغربه تلك الحوريه الجديده بشخصيّتها كلياً عليها ثم أردفت:
-هو أنا غيبت كتير قوي كده لدرجة يحصلك كل التغيير ده…مش دي خالص حوريه بنت خالتي
سكتت تضحك ثم أكملت:
-وأستغرب ليه هو اللي حاصلي ده كان عادي.
انتبهت حوريه واعتدلت في جلستها تسأل:
-أنتي صحيح لحد دلوقتي ماقولتيش ايه اليوم حصل معاكي
-الي حصل معايا؟! عارفه حريم السلطان
-اه
-انا كنت عند الأحرم منهم
-ايه!؟
-والله زي ما بقولك كده
-أزاي ولا فين
-بصي يا ستي…
كادت تشرع في قص ما جرى معها لولا دخول والدتها تردد:
-حوريه …تعالي بسرعه زيدان برا و قالب الدنيا عليكي
وقفت حوريه منتفضه وخرج ثلاثتهم ليروا زيدان في مواجهة فوزيه التي أخذت تهتف فيه بحده:
– جرى ايه..هو بيتنا خلاص بقا منط …مستوطي حيطتنا للدرجة دي يا زيدان.
لتتسع عيونهن وهن يرونه يسحب نفس عميق ويحاول التحدث بحلم:
-بصي يا حاجه فوزيه ومن الأخر…أنا أستويت
تغنجت فوزيه وهي توليه ظهرها بينما تكتف ذراعيها حول صدرها مردده بدلال:
-والمطلوب؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-رجعيلي حوريه
لن يشعر أحد …. لكن هنالك من أقشعر كل بدنها و هي تسمع توسله الراجي وكأنها مصدر أنفاسه.
كذلك رنا المبهوته كلياً فأسم زيدان وذكره مرتبط عندها بالهيئة التي ذكرتها لحوريه(رجل يشهر سلاح أبيض في وجه رجل آخر بعركة فوضوية)
لكن فوزيه ورغم تعاطفها معه قررت ممارسه دور الحماه على تمامه وقالت:
-لا يجوز يا ابني…كان على عيني..حد كان قالك طلقها.
-هردها
-يا سلام بالسهوله دي..ده أنت وأخوك مررتوا عيشتنا..الجواز والطلاق مش بالعافيه .
فمهس بضياع وبهوت:
-يعني أيه؟
-يعني أنت وهي اتجوزتوا غصب عنكم صح؟
-صح
-وأنت طلقت مره بمزاجك مش كده
فصمت ولم يسعفه الرد لتكمل فوزيه:
-يبقى الدور علينا بقا نعمل حاجه على مزاجنا مره
-يعني ايه؟
-يعني أتفضل أتوكل على الله دي حصة عشا ..تأكل معانا و لابتحب تنام خفيف؟!
فهم زيدان …بكل بساطة و برود هي تطرده..هز رأسه مهمها وثواني فقط كانت لحظة التحول حيث همهم اولاً :
-همممم…ده حلو قوي ده.
ثم حضره التحول حين رفع صوته ونفرت عروق جسده كلها وهو يدب بقدميه على الحائط من جواره:
-أنتي بتطرديني..اااه…طب بصي بقا يا حاجة أنا الشغل ده لايأكل ولا يشرب معايا …عشان أنا لحد كده وعداني العيب…عملت بأصلي وجيت بوست الأيادي بس مافيش فايدة…أسمعي بقا الكلمتين دول…البت بنتك دي تبقى مراتي وتخصني… وأنا سايبها هنا عندكم بمزاجي وبقول حقها تدلع مش مشكلة …هي أولها وأخرها عندي لكن شغل العافية ولوي الدراع ده لأ…هي هترجع لي هترجع لي.
-أنت جاي تعلي صوتك علينا هنا يا ابن شداد ومين قالك بقا إنها هترجع لك…هو كان حد غصب عليك تطلقها ولا مفكرها لعبه طب ايه قولك بقا أنها مش هترجع لك.
-طب يمين على يمينك لا ترجع وعشان تبقوا عارفين أنا قاعد لكم تحت مش متحتح…. هجيب كرسي وشيشة واعشكر لكم على الباب لو صدر أي حركة كده ولا كده مش عجباني ههد الدنيا ولو شوفتها خارجه البلكونه بشعرها تاني مش هيحصل كويس….أللهم بلغت اللهم فاشهد….ومن غير سلام عليكم.
خرج من البيت وتركهن خلفه لا يسعهن التفكير ولا الأستيعاب…هل وصلت الأمور لهنا؟!
__________سوما العربي_________
صوت همهمات ضعيف صدر عن عاصم وهو يجاهد كي يفتح عيناه يشعر بألم شديد بدأ يدق في رأسه.
فتح عيناه بالفعل يطالع الغرفه البيضاء الفخمه من حوله وهو يتنفس ببطء نوعاً ما لتقترب منه الممرضه التي كانت تنظف الغرفه وقالت:
-أنت فوقت …حمدالله على السلامه
-أنا فين؟؟
أخيراً تشكلت الرؤية لديه وعاد كامل وعيه شعر ببعض الدوخه وتوهان غريب بالإضافة للشعور بفقدان الهوية والضياع ليهمس:
-أنا فين..و..هو إيه الي حصل؟
نظرت له الممرضه بترقب ثم سألت:
-جرحك بسيط..الموضوع مش كبير،بس….هو أنت مش فاكر إيه الي حصلك؟
صمت لثواني ثم همس:
-لأ
صدمت الممرضه وتحركت على الفور تخرج من الغرفه تنادي الطبيب المشرف على الحالة.
_________سوما العربي_________
شعر بالضيق قد أحتل صدره،الغضب يتمكن منه رويداً رويداً..تلك الشقراء لا تبرح عقله ولا تتركه لنفسه..تبا لها.
وبلحظة غضب مد ذراعه يزيح كل ما أمامه على الطاوله فسقط أرضاً وتكسر محدثاً ضجيج عالي دخل على أثره كبير الحرس ومساعد الملك الذي سأل بقلق:
-مالخطب سيدي….هل أصابك مكروه.
كان يقف موليهم ظهره وهو يضع يديه في خصره ويتنفس بنتشنج من شدة الغضب الذي يجاهد على كبته لأنه بالأساس ينكره وينكر الاعتراف بأسبابه.
وامام صمت الملك تجرأ مساعده بالتقدم لعنده وأقنراح حل ظريف قد يخفف من حدة الأجواء:
-ما رأي مولاي بالخروج قليلاً لاحد المطاعم الراقيه بلندن أو…..
قطع سيل مقترحاته صوت مولاه حين طلب في لحظة تهور:
-أريد فتاة.
-هاه؟؟!!!
اندهش مساعد الملك وحارسه وبقى كل منهما يطالع الآخر بدهشه..الملك يطلب فتاة وخارج حدود الحرملك الخاص به….بما يسمى ذلك؟
لكن لم يجرؤ أي منهما على التحدث بل لم يستطيعا الأستمرار في إظهار ردة فعلهم بلغة جسدهما
بينما أستدار لهما راموس وأكمل:
-أريد فتاة شقراء بعيون واسعه بنيه
-ماذا؟! لكن كيف شقراء بعيون واسعه؟ صفتان لا تجتمعان بفتاة
اغمض عيناه بغضب وهو يتذكر فتاته المتمردة:
-كلا…يوجد
ثم أكمل وهو يصفها لهم :
-شقراء قصيرة بعيون بنيه لامعه وقوام متوسط
لقد أصبحت عجائب الدنيا ثمانيه بدلاً من سبع،فالملك راموس يقف يطلب فتاه بل ويحدد شكلها و رسمها وصولا لوصف جسدها
وأمام ثبات الملك ذهبا ينفذها طلبه …وبقى وحده يقسم ان يقضي ليلته مع فتاة أخرى….كلما تذكر أنها قد هربت مع عشيقها وخانته كان يريد الثأر لنفسه
إلى هنا وقد وقف….كانت لحظة مضيئة…واجه فيها راموس الحقيقة و واجه نفسه … يرغب في خيانتها مثلما خانته…يعتبرها خانته …غيابه له أثر..ليست مجرد جاريه تمكنت من الهرب بسبب بعض التقصير من الحرس.
هروبها يعنيه وما يؤلمه أكثر مع من هرّبت ولما
يريد خيانتها كما خانته….خانت ماذا؟ ثقته وهو يضعها تحت الإقامه الجبريه؟! أم خانت حبه……… إنها الحقيقة عاريه …وعلى مايبدو أنه بات يتوجب عليه مواجهتها.
وقف عن كرسيه بغضب مما توصل إليه…ماذا؟؟!! أحبها؟!!! هل أحب تلك القبطية؟؟؟!
والحقيقة الأشنع والأفدح أنه أحبها وهي لا…بل رفضته وتمنعت ثم هربت مع رجل آخر فضلته عليه.
وبتلك اللحظة كانت تتجلى صورتها أمامه على الجدار يتذكرها ويتخيلها حتى انه لازال يتذكر عطرها
وبمنتهى الغضب الذي قد خلق في الوجود مد يده لأقرب شيء طاله وكانت مزهريه خزفيه فقذقها في المرآة بغضب جم كأنه يقذفها هي به من شدة غضبه منها…لقد هربت مع عشيقها البرازيلي…ترى ماذا تفعل معه الأن.
ااااااه….نار..نار في قلبه لا يمكنه إخمادها وعقله يصور له تفاصيل كثيرة تخنقه وتزيد غضبه
في القاهرة ليلاً
كانت رنا تتقلب على فراشها كأنها تصارع أمواج البحر الذي قدمت منه وصورتها وهي ترتدي شوال الخيش وتقف في احد أركان القارب ترتجف من البرد والجوع
كانت تتفزز في الفراش بنفس الطريقة إلى أن شهقت شهقه عاليه ثم إستفاقت من نومها بقلق.
جلست نصف جلسه على السرير ومدت يدها لكوب الماء بجوارها ثم رفعته ترتشف منه القليل …وضعته بجوارها وحاولت أن تهدأ مردده:
-هو أنا مش هفوق من الكابوس ده ولا إيه.
حانت منها بسمة حنين متذكرة الملك وإهتمامه الخاص والواضح بها لكن عادت لواقعها من جديد متذكرة حياة العبودية التي عايشتها عنده وفخاخ أنجا وكيف كانت ستعدم بكل هدوء وسكينة هناك ….لكن ما عاد بها للواقع وجعلها تنفض تلك السيره برمتها هو حديث الطبيب معها حين سألها ماذا كانت تتوقع أو تنتظر أن يحدث وما نهاية تلك القصه بوجهة نظرها.
عند تلك النقطة نفضت تفكيرها ونفضت تلك الرحلة كلها مقرة انه يتوجب عليها نسيانها رغم صعوبة ذلك وهي تعلم فما مرت به لم يكن بالهين مطلقاً.
الإلهاء…..ربما عليها إلهاء عقلها…فمدت يدها تفتح أحد الأدراج تخرج منه جهاز لوحي حديث كانت تستخدمه قبل سفرها موصل دوماً بشبكة الإنترنت وقررت تصفحه كيف تتعرف حتى على ما فاتها في البلد بفترة غيابها.
ظلت تتصفح وتقلب ترى أخبار وترندات كثيرة تقر:
-مشكلة مصر ان تفاصيلها كتيرة …كتيرة قوي…هشوف ايه ولا ايه دلوقتي.
من كثرة الأحداث والأخبار شعرت بالتشبع وكادت أن تغلق الجهاز لولا أن رأت أمامها ما جعل عيناها تجحظ من محجريهما…ثم لطمت خدها وهي تشهق بصدمة:
-إتفضحنا….
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أعادت تشغيل المقطع التسجيلي للمرة الخمسين..ليس بخاطرها بل لأنه منتشر على كل منصات التواصل الإجتماعي..والجميع يتحدث عنه.
لا تعلم كيف ولما قد ينتشر موقف مثل ذلك ولا لما قد يتداوله الناس…
اكتنفتها الصدمة وتملكت منها لم تكن تشعر بوالدتها التي أستيقظت على صوت الأذان كي تؤدي صلاتها واخذت تتحرك بخمول:
-أصبحنا وأصبح الملك لله…رنا أنتي صاحيه؟
أقتربت من رنا المبهوته تردد:
-صحتك عامله إيه دلوقتي…عايزة أتكلم معاكي شويه وتحكيلي ايه ال حصل في سفريتك الأخيرة دي وليه ماكنتيش بتتصلي بينا أنا قلبي كان متوغوش عليكي جامد..الله…ماتردي عليا يابنتي مالك متنحه في ايه كده أنا أمك ولازم أطمن عليكي واعرف ايه الي بيحصل معاكي.
رفعت رنا عيناها المتسعه لفوزين التي سألت:
-في أي يابت…فيه ايه الموبايل ده؟
ناولتها رنا الهاتف لتشهق فوزية بصدمه و هي ترى حوريه تقف بين زيدان ومحمود والأثنان يتعاركان عليها ولم ينهي إحتدام العراك سوى ظهور رنا مع شاب وفتاه تساندها ثم سقوطها مغشي عليها فينتهي المقطع المصور بنهاية شيقة للغاية زادت من حدة التفاعل عليه وتداوله..الكل يسأل ماهي قصة تلك الفتاة بين الأخين وما وضعها والبعض مهتم يسأل بفضول ماذا حدث للفتاة بعدما أغشي عليها وما علاقتها بتلك المشكلة.
لطمت فوزية خدها لا يردد لسانها سوى:
-يانهار أبيض..اتفضحنا ..أتفضحنا.
_______سوما العربي_______
تقريباً كان مغيب وقد غادره عقله وعلى ما يبدو أنه قد عاد له للتو وأدرك فداحة ما فعل وفلم يجد أمامه كالعادة سوى صديقه المتنمر “صالح”
فذهب حيث أعتادا الجلوس بالمقهى في الشارع الرئيسي المجاورة وكان الفجر على وشك البلوغ.
فتقدم بتردد كي يجلس بجوار صالح الذي لمحه بطرف عينه ولكن أستمر في تدخين أرجيلته ببرود وثبات.
مرت دقيقة فأخرى وصالح مفعل وضع البرود الشديد مما فعل لدى زيدان وضع الثور الهائج فاندفع ف الحديث كعادته:
-أنت يا بهيم أنت…هتفضل ساكت كده كتير.
وضع صالح مبسم أرجيلته جانباً ثم قال بتمثيل متقن للسخريه:
-ايه ده صالح ابن عم شداد…عاش من شافك ياراجل…أنت قاعد هنا من امتى؟!
-بقالي ساعه قاعد يا بيه
-يارجل ولا خدت بالي منك.
وضع مبسم الارجيلة في فمه وأكمل ببرود يسبب الجلطة:
-بس شميت ريحة شياط.
سبه نابيه خرجت من فم زيدان فرفع صالح عيناه له وقال:
-اغلط…اغلط يا محترم..أنا مش هرد عليك عشان أنا ابن ناس.
مسح زيدان وجهه بكفه ثم قال:
-ماتبطل برود بقا يا صالح أنا واقع في مشكلة وانتو كل واحد فيكم واقف يتفرج عليا ابويا وامي من ناحية وانت من ناحية،عيب عليك والله،هو أنت لو عندك مشكلة كنت هقف أتفرج عليك كده يعني.
نحى صالح مبسم الأرجيلة عن فمه وتحدث ساخراً:
-تصدق قطعت قلبي..دلوقتي عايزنا نقف جنبك..هو مش أنت يابني الي أنا لساني طلع فيه شعره وأنا عماله اكلمه واقنعه واقوله خدها بالحنيه و واحده واحدة..وضعكم مختلف مش زي أي اتنين متجوزين وأنت ما شاء الله عليك ..طروبش…كل يوم والتاني خناق وصوت عالي وعمال تخنق فيها وآخرة المتامة روحت مطلقها عايزنا نعملك إيه…عايز الكل يقعد يتحايل عليك مثلاً…بتطلقها؟! ومره واحدة كده…ده على أساس أن حكايتكم كانت ماشيه زي السكينة في الحلاوة؟! كانت ناقصه تعقيد يعني…طب أديك غفلقتها….شوف بقا هتحلها أزاي ياخفيف وهتفسر وتبرر تطليقك ليها ازاي.
حمحم زيدان بحرج وهو يحك عنقه بينما يقول:
-ماهو
اعتدل صالح في جلسته وسأله بترقب:
-ماهو أيه
-أصل أنا غفلقتها بزيادة اكتر
-عملت ايه تاني الله يخربيتك
-روحت النهارده وعليت صوتي وصوتي علي على أمها وبصراحة..
-هااااا..
-طينت الدنيا.
-على أساس أنها كانت ناقصه؟حرام عليك…يا أخي حرام عليك…أنت قولت ماينفعش تتقفل كده..لازم قافله تليق بيك ويكون عليها ختم زيدان شداد..قومت ماسك في خناق أمها.
-يوووه…اهو اللي حصل بقا…أتفضل قولي حل
-حل؟! ده ولا الأمم المتحدة تسلك في الموضوع ده…استغفرالله العظيم.
تنهد صالح يفكر لثواني ثم قال:
-بص…إنت تهدى عليهم يومين كده وتخف شويه ساعتها هيحسوا أنهم كانوا كلمتين ساعة عصبية ويمكن ده يهديهم عليك شويه وبعدها بيومين تانيين اخدك ونروح لهم نطيب خاطرهم بكلمتين ونفتح معاهم الموضوع وربك يسهل
-تفتكر؟
-ماعرفش…بس أهي محاوله…بس أبوس أيدك يا شيخ..وحياة راس أبوك ماتتصرف من دماغك تاني.
-ماشي.
ظهر على وجهه علامات الإقتناع والإذعان فجلس بصمت بجوار صالح الذي عاود تدخين أرجيلته وفتح موضوع آخر يخص العمل للتحدث فيه مع صديقه ولم تمر ربع ساعه إلا ولاحظ الضيق على وجه زيدان المنشغل بالهاتف فساله:
-مالك في أي
-الهانم بتصل بيها مش بترد عليا…قسماً بالله لأربيها.
نظر له صالح بصدمه ويأس ثم وقف يشهر مبسم أرجيلته عليه:
-قوم ياض من هنا يالا…قوم…ده أنت حالتك ميؤس منها…قوم يالا امشي.
__________سوما العربي________
تقلبت وفاء على سريرها بخمول ورنين هاتفها المتواصل لا يرحمها إلى أن قررت الرد وتلقين المتصل اللزج درساً قاسياً وفتحت الهاتف بالفعل تنتوي ذلك مرددة:
-ايه في أيه مين؟
-مش حضرتك اللي جيتي مع مريض أمبارح بالليل وسبتيه
ارتبكت وفاء ولكن ردت بتردد:
-ايوه هو في حاجة…يالهوي لايكون مات
-لأ هو فاق بس حضرتك لازم تيجي تستلميه
-أستلم ايه وأنا مالي وبعدين انتو جبتو رقمي منين
-مش ده رقم الكاش إللى بعتي منه الفلوس أمبارح
ضربت وفاء جبهتها تشعر بالغباء..كيف نست تلك الثغرة لكنها فاقت متسعة العين على صوت الطرف الآخر:
-حضرتك معايا…أنتي لازم تيجي تستلمي المريض وتدفعي باقي الحساب.
إنتفضت وفاء تهتف:
-نعم…أستلموا وادفع….الاتنين…ياسلام ومين بقا قال إني هعمل كده..مش جايه …أنسى.
-براحتك ماتجيش خليه عندنا وحساب المستشفى يعد عليكي وأنتي كده كده جايه جايه عشان محضر النيابة
-أيه؟!
-امال أنتي فكراها سايبه…مش في واحد أتخبط على رأسه..يعني لازم محضر طالما دخل مستشفى وهما يشوفوا بقا أي القصه مش جايز تكون شروع في قتل.
نزل الهاتف من يد وفاء رويداً وهي تردد بذعر وضياع:
-يانهار مش فايت.
_______سوما العربي_______
يمشي في الحي بتعب وإرهاق يفكر ما الحل ولكنه يلاحظ نظرات الناس منصبه عليه البعض يضرب كف بأخر والبعض منهم يمص شفتيه بتعجب شديد.
كان يراقب كل ذلك بجهل تام يسأل نفسه هل وصل لكل هؤلاء بقصة عراكه مع حماته؟!
لم يبالي بأمرهم كثيراً وذهب باتجاه البيت كي يتناول طعام الإفطار مع والديه ويتنافش معهم لربما يصلوا لحل سوياً فيما فعل.
دلف للبيت وجد السكون يخيم عليه رغم جلوس والديه بصالة الشقه في صمت مطبق ومريب…ينظران له بصمت مقلق فردد:
-السلام عليكم
ولكن لا رد…..
-صباح الخير
لا رد أيضاً…فقط نظرات صدمه و والده يحمل هاتفه الجوال بفراغ وهم فردد
-هو في ايه..اه أكيد عرفتوا الي حصل..بصوا أنا مش عارف عملت كده ازاي ولا ليه عليت عليهم صوتي وزعقت وهللت بس أنا خلاص قربت أتجنن وأمها عصبتني بصراحة.
أقترب منهما وقال:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-أنتوا مش بتردوا عليا ليه.
رفع شداد وجهه المبهوت وقال:
-أرد أقول أيه…إحنا اتفضحنا.
جعد زيدان جبهته بجهل وسأل:
-كل ده عشان اتخانقت مع أمها..بقولك هي الي…
قاطع شداد إسترساله للكلام واعطاه الهاتف مشغلاً المقطع المتداول أمام عينا أبنه وقد اتسعت عيناه بصدمة شديدة وضياع.
_______سوما العربي_______
بأحد الغرف المغلقة ذو الإضاءة الملونة يترصص بها حوالي أربع أجهزة كومبيوتر جلس محمود بجوار صديقه الذي كان يتابع بأنبهار ما آل اليه الأمر وكيف وصل الفيديو خاصتهم إلى اعلى نسبة مشاهدة في خلال ثمان ساعات فقط،فالتف لصديقه يقول بفرحه عارمة:
-واد يا محمود…إحنا ترند رقم واحد ياولا….والمشاهدات نازله على الفيديو ناااار نااااار…البت خطيبتك دي وبنت خالتها جامدين قوي.
-بجد؟! أنا ماكنتش أعرف انه هيوصل لكده
-عيب عليك أنا كنت مجهز كل حاجة وفارش الفرشه أنا الترند ده لعبتي.
-بس يا خوفي من أبويا.
صمت كلاهما فسأله صديقه بقلق:
-ايه روحت فين..بتفكر هتعمل إيه مع أبوك؟
-لأ …تفتكر مشاهدات الفيديو ده هتجيب أرباح كام.
-ده أنت جاحد يالا
-كااام اخلص
-مش عارف لسه بس خلي في بالك الواد دنجل له فيهم النص
-نعم ليه ان شاء الله
-امال انت مفكر ايه يا حبيبي هو عمايل الترند والمشاهدات ده بالساهل
-الفيديو متڤيرل أساساً مش محتاج
-حتى لو الفيديو متڤيرل لو مافيش بيدجات كبيرة نزلت بوستات عنه ماكنش ولع وفرقع كده واحنا دافعين للصفحات دي …أصحى وفوق معايا عشان ماتبقاش آخر مرة انت لسه بتقول يا هادي وعندنا شغل كتير قوي…انت ظاهر في الفيديو يعني معلق حبه مع الناس لازم تلحق تصورلك كام فيديو على كام أغنيه عشان تركب الترند وتستغله …يالا قوووم ولا عايز تضيع الفرصه.
-ماشي…أما أشوف أخرتها.
___________سوما العربي________
أستيقظت حوريه بتعب وخمول شديد لديها رغبة ملحة فى العودة للسرير والراحة بلا هدف لكنها عادت تتذكر إنتوائها التغيير والمضي بشخصية مستقلة جديدة كلياً..لذا لا وقت للنوم ولا مجال للراحه.
وقف عن فراشها وذهبت تؤدي روتين عناية بسيط لم تكن معتادة عليه فقد أتبعته مؤخراً مع إطلاقها نية التغيير ورفع الأستحقاق.
لم تبالي بالهاتف ورسائله هي متاخرة للغايه وخرجت تحمل حقيبتها تودع أمها على عجل وصوت والدتها يصدح من خلفها:
-استني يابت مش هتفطري
فتحت الباب وهي تجيب:
-لأ لازم أنزل مافيش وق….
وقف الكلام على لسانها وهي تفتح الباب لتجد في مواجتها الحاج شداد وفردوس زوجته كانا يهمان لدق جرس الباب وعلى وجههم إمارات الخزي والحيرة بآن واحد فسألت فردوس:
-أنتي رايحه فين يا حوريه
-رايحه شغلي
-شغلك..لاهو أنتي بقيتي بتشتغلي؟!
تدخل شداد يردد:
-شغل ايه بس يا بنتي هو ده وقته.
-اه طبعاً يا عمي أنا لازم اروح…ماعاش نسيت..أتفضلوا أدخلوا
أفسحت لهما المجال بحرج شديد بعدما نست أنها تحتجزهما على باب بيتها سمحت لهما بالدخول فدخلا على استحياء في حين تقدمت فوقية من المطبخ تردد:
-بتكلمي مين يا حوريه.
تفاجئت بوجود شداد وزوجته وفطنت سبب حضورهم فقالت:
-خطوة عزيزة ياحاج انت والحاجه.
-يعز مقدارك ياست ام حوريه
تقدمت بهمه تردد بدون مقدمات وهي تجلس أمامهما:
-شوف يا حاج لو جاي تشرب معانا الشاي عشان احنا جيران وأهل وعشرة
فيا ألف مرحب بيك لو لو جايين عشان أي حاجة تانيه فخلاص..احنا زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.
وبينما هي تتحدث كان شداد يتبادل النظرات بينه وبين زوجته بقلق وحيرة وقد فطنوا أنها ليست على علم بمجريات الأمور.
فحاولت فردوس التدخل:
-ياست أم حوريه احنا جايين عشان الي حصل ده…
لم تعطي لها فوقيه فرصه التحدث فهي قد قررت إتخاذ موضع الهجوم واين يؤلمك لذا أوقفتها واتخذت وضع الهجوم:
-ااااااه…لا مش كل مرة تسلم الجرة…هي حصلت يا ست فردوس…ابنك زيدان ييجي هنا يزعق ويهلل ويسمع بينا الناس …ده على صوته عليا وما عملش حساب لا لسن ولا مقام وآخرة المتامة يهددني ويهدد البت هو ده كلام .
كانت تتحدث بقوة وإندفاع عازمه على تلقينهما درساً محترماً وبصعوبه حاول شداد التحدث:
-يا ست فوقية في حاجة حص….
لكنها قاطعته من جديد:
-بلا حصل بلا جرى….ده الي حصل لا ينكتب ولا ينقرا …احنا خلاص كده مش هينفع نكمل في الحكيوة دي بعد الي ابنك جه وعمله اه..يعني مش كفاية عملت ابنكم الأولاني وعديتها يقوم ييجي التاني ويطلق البت بعد كام شهر جواز دي فوطها مالحقتش تتبل يا حاج …وبردك طولت بالي حتى وأنا بزعق وبطرده….ربك والحق أنا كنت ناويه اقرص ودنه قرصه صغيره بس عشان ما يعاودهاش تاني ويعرف ان كلمة طالق دي بحساب وليها رهبة فكنت حبّه كده وهروق الدنيا مابينهم بس بعد الي عمله إمبارح ده خلاص كده.
تنهد شداد…تلك السيدة صعبه صعبه…صعبه ومتعبة…تتحدث وتثور وتموج وهي للآن لا تعلم بالمصيبه الأكبر، فماذا لو علمت….
أستعد لمواجهة الأعصار بأن صمت يمسح على وجهه يسحب نفسه عميق مستغفراً ربه ثم بدأ يقول:
-صلي على النبي يا ست فوقية
-أللهم صلي عليه
-كمان زيدي النبي صلى
-ألف صلاة على عليك يا نبي.
-في حاجة تانيه حصلت وشكلكم كده لسه ماتعرفوش بيها
تبادلت فوقيه النظرات معهم في حيرة وجهل فقال شداد:
-من الآخر وعلى بلاطه كده
-هاا
-احنا اتفضحنا وسيرتنا بقت على كل لسان
-أزاي؟!هو جرى ايه تاني؟
ناولها شداد جواله مشغلا للمقطع المتداول.
شهقت فوقية بصدمة تضرب على صدرها غير مصدقه فيما اقتربت حوريه لترى ماذا هناك لتصدم هي الأخرى وهي تجد نفسها (ترند) منذ فجر اليوم والكل يتحدث ويبحث عنها ليعلم القصه كاملة.
لطمت فوقيه خدها واخذت تردد :
-يالهوي يالهوي يالهوي…أتفضحنا…أدّي الي خدناه منكم ومن نسبكم الي يعر… ده كانت شبكة ايه السودة الي شبكتنا بيكم دي…لا لا..لا النهارده ولا بكره احنا من الساعه دي كل واحد يروح لحاله ونخلص من الموال ده وبركه ان ابنك كان مسبق ومطلق البت..عمل طيب .
تحامل شداد على نفسه وكظم غيظه ثم ردد:
-أنا مش هاخد على كلامك ياست فوقيه ولا هاحسبك عليه ولو انه عيب كبير وغلط بس ماعلش معذوره…لكن كل الي قولتيه مش هو الحل…الحكاية دي لازم تتلم وحوريه من يوم ما دخلت شقة ابني وانقفل عليهم باب بيته فهي بقت تبعنا وتخصنا يعني بقت عرضنا وشرفنا والي أنتي حاسه بيه أنا حاسس بيه احنا ناس بنصون العرض وعارفين يعني ايه شرف …وبعدين أنتي ظالمه عيالي ليه هو احنا عارفين مين اللي مصور الفيديو ده ونزله
-ماهو لو ماكنش جرى الي جرى من ابنك لما سافر وسابها بفستان الفرح ولا لو ماكنوش وقفوا اتخانقوا قدام الخلق ماكنش حد لاقى حاجه يصورها عشان نبقى بيها لبانه في لسنة المخاليق.
وقف شداد منهياً الجدال مع تلك السيدة الصعبه وقال بحسم:
-خلاصة القول ياست فوقيه…حورية مرات زيدان ابني وهو هيردها وترجع بيته عشان الكل يتخرص والفيديو ده هيتمسح ويتشال خالص.
اقتربت حوريه المبهوته من كل ما سمعته وقالت برعب وضياع:
-يتشال ازاي يا عمي هو الي بيتشيرع النت بيتشال ده تلاقي ١٠٠واحد نزله عنده.
-هيشتال ولو الي بقوله ماحصلش ساعتها ماتخطيش عتبة بيتنا ده تاني ويبقى معاكي حق…وبعدين مالك كده كأنك متصورة في وضع مش ولابد…خناقه زي أي خناقه ومصارين البطن بتتعارك..سلام عليكم.
تحرك شداد تتبعه فردوس يغادران من باب الشقه بينما فوقيه تضرب على فخذيها بكفيها مردده :
-مصارين البطن بتتعارك …بس مش بيصوروا بعض ياخويا.
_________سوما العربي________
عاد إليه مساعده متهلل الوجه فقد بذل مجهود يستحق الإعجاب وعثر على فتاة شقراء باعين واسعه وكذلك بنية فذلك المزيج غير متوفر إطلاقاً.
دق على الباب بأدب ثم دلف للداخل يقول:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-مولاي…لقد أحضرت طلبك
وراموس صامت…فقط يطالعه بوجه بوكر لا إنفعال به.
أهتز ثبات الماثل أمامه لدقيقة ثم أكمل:
-إنها بالباب تنتظر أمر جلالتك.
ومجدداً راموس لم يجيب فأعتبره الرجل إشارة ضمنيه بالموافقة لذا تقدم خطوتين يأذن للفتاة بالدخول.
فدخلت فتاة بها كل المواصفات…كلها…فقال مساعد الملك:
-لقد أجرينا لها كل الفحوصات الطبية مولاي هي سليمة مئة بالمئة ولها عربية كذلك.
قال الاخيره بغمزة عين وكأنه يلمح لإعجاب الملك بتلك الفتاه البيضاء والتي طلب نفس مواصفاتها…لقد افتضح أمره وبات الكل يعلم بذلته…أنه واقع لها.
فنظر راموس للفتاة المواصفات واحده لكنها ليست هي تلك الفتاه يطل من عيناها البرود… فقبطيته يطل من عيناها الشقاوه والمناغشه، جسدها حار مغري وشعرها مموج…متمرد….. مثلها..اااه لقد إشتاق لها.
لكنه لجم كل ذلك بقدره تستحق الإعجاب ثم قال ببرود:
-خذها وانصرف.
-ماذا؟!
-كما سمعت..خذها وأنصرف.
لم يكن بإمكان مساعد الملك سوى الذهاب ينصاع لأوامر جلالته وأستدار ومعه الفتاه لينضرفا ومن خلفهما تمدد راموس يغمض عيناه يرسم فتاته بأحلامه يتخيلها وهي ترقص له بأحضانه.
نمت على ثغرة إبتسامة واسعه هائمة يتخيلها وهي ترقص بالمصري له وحده.
لم تمر مده أطول من دقيقه حتى انتفض بغضب فهل سيسمح لنفسه بان يصل به الحال لتلك الحالة أين كرامته كملك …تباً له هو يكرها بل يبغضها كما لمً يبغض أحد من قبل.
_______سوما العربي________
تقدمت رشا من والدته التي تأبى حتى النظر لها وقالت:
-وفيها ايه بس يا ماما دي الفرصه اخيراً جت لحد عندنا اهوه وجت من عند ربنا.
-يابت اتهدي حرام عليكي…هي مصائب الناس شويه عليهم عشان نروح ننفخ في النار؟! دي ماجتش من الغريب قوم تيجي مننا إحنا؟! الناس في المواقف الي زي دي تحاول تهدي الدنيا والي ربنا يقدره على كلمه حلوه تهدي الحال يقولها والي ماحيلتهوش يتخرص ويكتم لسانه جوى برقه.
تشنجت رشا وبدأت تدب قدميها بالأرض:
-أنتي يا ستي أنتي معايا ولا عليا…هو أنتي مش أمي
-مانا عشان أمك بعقلك…الله…هو جرى ايه في الدنيا يا ناس…هو مش زيدان ده اللي سبق ورفضتيه لما اتقدم لك ومش مره ولا مرتين ده كذا مره..حلي دلوقتي زيدان.
لاعبت رشا أصابعها ببعض ورددت بهيام:
-أصلي ماكنتش لسه شوفت هو هيبقى جوز حنين أزاي..ماشوفتيهوش بيعامل حوريه ازاي ولا بيبص عليها أزاي…أنا أكتشفت انه جان وعنده عضلات.
-من كتر الشغل ومسكته للأجنه والشاكوش ومعاملته لحوريه عشان بيحبها يا خيبه.
-لا …مش عشان بيبحبها لا ده عشان هو جان.
-أستغفر الله العظيم…قصره أنا لا هروح ولا هاجي.
-بقا كده يا ماما
-اه
-قومي معايا يا ماما احسن لك.
-احسن لي؟! هي حصلت..طب مش قايمه وريني هتعملي ايه يا بنت بطني
-ماااشي..هتشوفي
-تحركت رشا تجاه الباب فتحته وخرجت منه غير مبالية بنداء والدتها المتكرر بل خرجت من الباب و أغلقته خلفها
فوقفت الأم سريعا وهرولت نحو الباب لترى ماذا ستفعل ابنتها والى أين ستذهب لتسمعها تدق الجرس على باب شقة عمها دقات متواليه حتى فتحت فردوس قائلة:
-رشا..ازيك يا جبيبتي …خير
-كل خير يا مرات عمي…قلبي عندك..أنا سمعت بالي حصل..وصعبتي عليا قوي أنتي وعمي..مش عارفة في أي وهتلاقوها منين ولا منين..أنا عارفه ايه ده…المشاكل نازله ترف فوق دماغنا تقوليش حد وشه وحشه وقدمه نحس دخل علينا…تكونش الست الي في الخامس الي أجرتوا لها الشقه…بس لا لا..دي ساكنه هنا كذا شهر وداخله على سنه أهو.
نظرت بطرف عينها لفردوس لتتابع تأثر ملامحها بما بخته على مسامعها ثم قالت بلهفه:
-يقطعني يا مرات عمي موقفاكي كل ده على رجلك وهي بتوجعك..أنا أصلا قولت اطلع أساعدك عارفه لما بتتعبي الخشونه بتزيد ورجلك بتعل عليكي.
-لا لا كتر خيرك يابنتي مش عايزه أتعبك
-يانهار ابيضّ…تعبك راحه..تعالي أدخلي كفايه واثقه عشان رجلك ..تعالي تعالي.
لم تدع لها رشا الفرصه كي تبدي أي اعتراض ودلفت للداخل بحماس شديد تنتوي تنفيذ مخطتها الذي بات سهلاً الأن وقد تيسر بعد ما جرى.
_______سوما العربي_______
مذ جرى ما جرى وهو يتحرك في كل الإتجاهات وكما يقال لقد قلب الدنيا…لم يترك باب إلا وطرق عليه…سيفعل أي شيء ليصل لحل بتلك الفضيحة
وانتهى به المطاف هو و والده وصالح جالسان داخل شقه بالتجمع الخامس بها ست غرف وكل غرفه ممتلئة بأجهزة لاب توب وكل جهاز يحمله شخص يعمل عليه…حتى صالة الشقه بها حوالي خمسه وعشرون شخصاً كلهم منهمكين في العمل
نظر زيدان لصالح وقال:
-هو فين ياعم الجدع اللي بتقول عليه د؟
-مش عارف…استنى
تقدم صالح من احد الشباب وسأله :
-بقولك يا باشا… ماتعرفش مازن فين
-ماعرفش..تلاقيه بيعمل حاجة يشربها ولا راح الحمام
نظر صالح لزيدان الذي لم يصبر أو يتحمل هو دوماً هكذا ذراع سابق لعقله فهرول ناحية المطبخ فوجد شاب مفتول العضلات طويل يوليه ظهره فسأل:
-أنت مازن.
التفّ الشاب له وقال:
-اه بس ليه…أستنى مش أنت الشاب الي طالع ترند النهارده..كويس انك جيت ..احنا ممكن نعمل احلى شغل و…
لم يستطع زيدان ان يترك له الفرصه ليتحدث إذ تقدم يقبض على تلابيبه قائلاً:
-اسمع يالا…احنا جايين لك عشان قالوا لنا أنك اشطر واحد تنفع للشغلانه دي واحنا عايزين نلم الليلة
هاج مازن وصرخ فيه:
-أييه اوعى إيدك دي
-ولاااا ماتخلنيش أتحول علييييك أنا على اخري
تقدم شداد وصالح أثر الصوت العالي وبصعوبه فضوا النزاع وسلكوا مازن من بيض يدي زيدان
بعد مرور ساعتين ونصف التفّ زيدان بكرسيه ومنظر لهم قائلاً:
-بصوا يا جماعه ده ترند ومعمول يعني مش جاي صدفه
نظر ثلاثتهم لبعض ثم سأل شداد:
-معمول ازاي يعني
-يعني مفروش له ياح ومدفوع للصفحات الكبيرة عشان تنزله وتعمله شير
-هو الترند بقا بيتعمل دلوقتي
-ياله يا حاج…ده بقا اسهل من عجينة البيتزا اناممكن بخمس الألف جنيه أخليك ترند مصر والدول المحيطة… كلها حملات مدفوعه وكم بوست كوبي بيست…ده في نجوم بيدفعوا جامد في المواضيع دي زي …
قاطع ثرثرته صوت زيدان الحاسم:
-أنا عايز كل الصفحات دي تحذف الفيديو وكمان ينشال من على جوجل.
-ماشي…بس هتدفع كتير.
-أنا هديك الي تقول عليه ومن غير فصال بس تقولي مين الي عمل كده
صمت مازن وعلى مايبدو لم يعجبه الكلام فأسترسل زيدان:
-مش بتقول انه ترند ومعمول …عرفت منين انه معمول..وبعدين مش عاملي فيها جامد ومسيطر في شغلانتك ولا أنت مش مسيطر ولا ايه
-ياباشا مسيطر وكل حاجة بس الواد الي عامل الترند ده عيل شمام وحكاك وبيبقى عايز يحكها معايا في أي حكاية عشان بسيط على قفايا وأنا مش عايز اللط نفسي معاه عشان الواد ده شمال.
-مش هنجيب سيرتك قولي بس وسيب الباقي على زيدان
-إذ كان كده ماشي…الواد ده اسمه دنجل ساكن فى ميدان الجامع بس واخد شقه في اكتوبر عاملها مقر للشركه النص كم بتاعته لو مالقتش هنا هتلاقيه هنا…أظن أنا كده تمام
وقف زيدان بهمه وغضب مكبوت يردد بينما يخرج المال من جيبه:
-كفيت و وفيت يا غالي…سلام عليكم يالا يا جماعه
غادر ثلاثتهم وتركوا لمازن مهمة مسح الفيديو من جميع المواقع.
______سوما العربي______
دلفت وفاء بخطى مترددة للمستشفى لا تعلم عواقب الأمور ولكن بعد تفكير طويل قررت أنها لابد وأن تحاول التفاوض مع عاصم وحل الأمر ودي…ستعتذر وتتوسل حتى يرضى فأين ستذهب منه يعني…هو لن يتركها لقد ضربته حتى نزف وفقد وعيه ستواجهه وعليها تحمل غضبه افضل من تحمل الحبس
تقدمت وهي تتحسر نادمه:
-ياريتني ما اخدته للبيت ولا اتخانقت معاه أنا وامي…ماكنت سيبته هي يعني الشتيمه بتلزق…حلني بقا على ما ألاقي تاني شغل كويس بمرتب عدل …اه يانا مش كنا اتخانقنا بعد القبض لازم يعني نتخانق قبله…استغفر الله بقا
دلفت تفتح الغرفه التي دلتها عليها الممرضه وإذ بها تراه يجلس بهدوء على فراش المشفى الأبيض وأشعه الشمس منعكسه على ملامحه الوسيمة
رفع عيناه حينما شعر بأحدهم بات معه بالغرفة ونظر لها بإستغراب وهي تتابعه بقلق إلى أن سأل:
-أنتي مين؟!
-هاااه؟!
ولجت الممرضه لتعطيه الحقنه لتجد وفاء متحسبه مكانها فسألها عاصم:
-مين البنت الحلوة دي.
لتردد وفاء ببلاهه وهي تشير على نفسها:
-بنت؟! وحلوة؟! ربنا يسترك
فتقدمت بترقب تقول:
-أنا بقول ن…
لكنه قاطعها بجهل تام:
-أنتي مين
نظرت وفاء للممرضه التي كادت أن تتحدث لولا دخول سيده أنيقة بجسد متوسط في منتصف الستينات وأقبلت عليه تحتضنه مردده:
-عاصم حبيبي..ماصدقتش لما كلموني سيبت المؤتمر وجيت لك.
-أبتعد عنها عاصم بقلقل يسأل:
-مين حضرتك
-مين حضرتي؟!
فتدخلت الممرضه:
-يا جماعه بالراحه على المريض حرام عليكم..الراجل فاقد الذاكرة ماينفعش تتعاملوا كده.
حل الصمت على المكان بالصدمه بينما وفاء تستوعب:
-فقد الذاكرة….يعني هاخد مرتب شهر؟؟ يا فرج الله
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ومع أذان العشاء عادوا للحاره وعلى رؤسهم الطير فأكبر من مصيبة الفيديو المسرب مصيبه أكبر وان محمود هو صانعه بل وقد تم الترتيب لكل ذلك.
زيدان يجاهد على كبت دموعه وشداد يشعر بالضياع…
فهل عمره الذي أفناه في تربية أولاده قد ذهب سدى؟! كيف ربى ولد بتلك الأخلاق؟! متى انحرف محمود ونسى الأصول وبقا بلا مبدأ حتى انه بات لا يصون العرض ولا يبالي بالشرف.
هل تهاون معه؟؟ هل قصر؟ كيف ولما؟
خسارة والف خسارة…هو طوال حياته كان سعيد لأنه انجب أخين سيساند كل منهما الآخر ولكن ماحدث كان على العكس تماماً.
تقدم بخطوات هزيله يجلس على الكرسي المتروك أمام باب ورشته .
وبقى زيدان لجواره يحاول موارة حزنه وغضبه الشديد ويظهر بمظهر الامبالي فتحدث بصوت مغاير :
-قوم معايا اطلع تريح فوق احنا من صباحية ربنا واحنا برا وتلاقيك تعبت.
لكن شداد لم يجيب…..رفع عيناه ونظر له نظره متخبطه بين الحزن والاعتذار وكانّه يعتذر بلا حديث لأنه لم ينجب له الشقيق الجيد الذي يقف لجواره بل انجب أخ نهش في لحم أخيه حياً ولم يكتفي بل وسمح للناس بالنهش فيه معه وعلى العلن.
زيدان كان متفهم نظرات والده ومحتويها رغم الغضب الناشب داخله فربط على كتفه وردد بابتسامة باهته:
-قوم معايا يالا يا حاج خليك ترتاح.
مد كفه لشداد فبادله شداد و وقف بجواره متقدماً:
-مش طالع البيت
-يا حاج بالله عليك تريحني
-لازم نروح لمراتك الأول نطمنها .
زغرد قلبه من وقع كلمة (مراتك) العائد على حورية حيهم وأنها لازلت تدعى إمرائته وتنتسب له.
فيما أكمل شداد:
-لازم نطمنها ان كل حاجة بقت تمام وتعرف أنها متجوزة دكر وفي حمايته وماحدش يقدر يهوب نواحيها طول ماهو عايش عشان تفضل كبير في نظرها العمر كله…على الله كل ده يهديها هي والوليه حماتك عن الي الخناقه والي حصل قبلها.
ردت الدمويه في وجه زيدان بمجرد الفكره…هناك فرصه لإصلاح الأمور ولوقليلاً بعدما سدت في وجهه كل النوافذ مع حوريه وأمها وسيحيا عل أمل لكن توقف شداد بانتباه مردداً:
-احنا نطلع ناخدهم في دوكه ونبلفهم بكلمتين ونقول إنها لازم ترجع معاك بيتكم عشان نخرس الناس ونلم الموضوع ايه رأيك؟؟
تهلل وجه زيدان ورد بفرحة بائنة:
-عين العقل يابا..يسلم عقلك.
ضحك شداد بعد عبوس وقهر وهو يرى تحول ملامح ابنه والفرحة الصارخه بعيناه فضرب على صدره يلكزه بمكر:
-جرى ايه امسك نفسك مش كده.
حمام زيدان يلملم طرفي ياقة قميصه وردد:
-أنا عامل على الفضيحة مش اكتر
-مانا واخد بالي…تعالى ورايا تعالى.
فسار خلفه بالفعل وقلبه يرقص طرباً فما عاد بينه وبين حوريته سوى بضع دقائق وبعدها لن ينجدها أحد من بين يديه …هو يقسم وينتوي على ذلك.
__________سوما العربي_________
تأهبت الحاشيه وجميع العاملين بالقصر الذي ينزل فيه راموس بلندن الكل يحزم أمتعته لقد انتهت الزيارة واتت بثمارها وعليهم الآن الرحيل للمغرب.
بعد القليل من الدقائق المحسوبة كان الملك يجلس بهيبته في طائرته الملكية متجه للرباط.
الكل مشغول بالتجهيز للزيارة والمراد من ورائها يجلسون في حلقه متجمعين يفكرون كيف سينجحوا في تغيير تفكير جلالته وإقناعه بالذهاب للقاهرة .
بينما جلس راموس ممدداً على كرسيه يغمض عيناه يحاول نيل قسط من الراحة يهرب من الضغوطات والمقابلات والخطط .
وعبثاً كان التفكير فيها وتخيلها وهي بأحضانه لهو متنفسه الوحيد يعيش معها أحلام اليقظة.
أطبق جفناه بغضب فكم كان ذلك مهيناً له ولشخصه ولمكانته…
عاطفته تصارع عقله؛ انه يشتاق لتلك الخائنة ..كم ود لو ادخل أصابعه يغلغلها داخل عقله فيتنزعها وينزع ذكراها وطيفها من مخيلته.
مد أصابعه يمسد المنطقه اعلى أنفه ومابين عيناه وهو يتذكر انه لا يمتلك ولا صوره لها.
فتنهد بحزن واستسلم لأحلامه المخله بالأدب معها.
_________سوما العربي_________
-خييير
تفوهت بها فوزيه بنزق وهي تجلس مقابل شداد وابنه فنظر لها شداد بضيق بينما زيدان يبحث بعيناه عن جميلته التي أشتاقها بجنون وهي تحرمه الوصل و النظره
سحب شداد نفس عميق يدعو الله ان يلهمه الصبر وطول البال على تلك السيده وأردف بحذر:
-كل خير ياست فوزيه ….زيدان جاي يقولك انه وعد و وفى…كل الصفحات الي نزلت الفيديو ده شالته وكلها كام ساعه ويتحذف من الموقع الكبير ده الي اسمه جوجل .
رمقتهم فوزيه بعدم رضا ثم تفوهت برفعه:
-والله…طب كويس إنكم عرفتوا تصلحوا غلطتكوا الكبيره.
تجهم وجه كليهما…هذه المرأه صعبه للغايه..فهي تتعمد تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة وتضع النقاط فوق الأحرف تعلمهم ان ما قاموا به ليس بتفضل أو عمل بطولي هما فقط أصلحا ما افتضحوه من أفعال ولا فضل عليهما .
وفي ظل ذلك الصمت تسلل الشعور بالخطر لقلب زيدان وكالعادة بدأ في فقدان أعصابه.
فيما أجلى شداد حنجرته متحدثاً:
-حممم…وماله ياست آدام أنتي شيفاه كده
-وهو له أسم غير كده يا حاج ولا أكونش بتبلى عليك أنت وعيالك.
زم شداد شفتيه…لا يملك حق الجدال وزيدان يشعر بتسرب الأمل من بين كفيه فهو قد منى نفسه أنه لن يخرج من ذلك البيت إلا وزوجته بيده ويعود بها لعشهم يعلمها أصول وقواعد المتزوجين حتى الصباح.
عض شداد باطن فمه بغضب يحاول لجمه وقال بعدما إخشوشن صوته:
-ماشي ياست فوزيه بس احنا مش جايين عشان كده وبس احنا من الأخر كده جايين عشان نلم باقي الليلة
اعتدلت فوزية في جلستها وكأنها تتأهب متحفزة للرد عليه:
-ليلة ايه بقا الي تتلم لا مؤاخذه
-النوش الي حصل ده لازم نلمه
-الله مش قولت أنكم مسحتوا كل حاجه خلاص
-ايوه بس لازم نخرس لسنه الناس
-اه…ودي تتخرس أزاي بقا ؟!
كور زيدان قبضة يده يحاول كظم غيظه من تلاعب تلك السيده بهم وبرودها معهم بينما شداد يردد من بين أسنانه(أللهم طولك يا روح) ثم صرح:
– بأن حوريه لازم ترجع معانا على بيت جوزها
-جوزها الي هو مين ماعلش
-ما جرى ايه بقا يا ست فرزيه مش كده امال…قولنا لك عايزين نلم الليله
عادت فوزيه بظهرها للخلف تتكئ بذراعيها على مساند الكرسي ثم قالت بترفع:
-لا يا حاج الليله دي احنا مش هنلمها ..تؤ…احنا هنفضها.
هب زيدان من جلسته ملسوع وهتف بتعصب:
-نفضها أزاي بقولك ايه يا حاجة أنا كل ده ساكت وبقول ست كبيرة واعتبرها زي أمك لكن تيجي لحد كده ولا….حوريه مراتي وهتفضل مراتي وأنا مش متنازل عن حقي فيها…مش زيدان شداد الي مراته تتاخد منه أو تتطلق بالغصب.
ضحكت فوزيه ساخره وقالت:
هيهي…ضحكتني وأنا ماليش نفس
-أنا مش هطلق يا حاجه ولو السما انطبقت على الأرض
-أنت طلقت والي كان كان يا عين أمك ولا كنت شارب حاجة ساعتها.
-أنتي هتجيبي سيرة أمي؟!!
لجمتهم أثنينهم وجلست تناظرهما من علو فتدخل شداد :
-ياست فوزيه الكلام اخد وعطا …عيب تكلمينا كده واحنا ضيوفك وبعدين خلي خلافاتنا دي على جنب دلوقتي احنا في حكاية وعايزين نلمها بقولك عشان نسكت الناس.
وقفت فوزيه تردد بصوت عصبي وقد تخلى عنها برودها المستحدث:
-هو أنت كل يوم والتاني هتيجي تبلفني بنفس الكلمتين دول ونفس الحجة وأنا اتساق وراك أنت وعيالك..كل ما تغلب تيجي تقولي عايزين نلم الليله عشان كلام الناس وأنا زي الهاطله امشي وراك واعمل الي على هواك أنت وعيالك وطظ بقا في أي حد تاني مش كده…بقولك إيه يا حاج شداد ومن الأخر كده أنا غلط والجوازة دي كانت غلطة ماكنش يصح ابداً نجوز واحده لأخو خطيبها …احنا عشان نغطي على غلطه عملنا غلطه تانيه اكبر…ايه الي كان هيحصل يعني كانت الناس هتتكلم شويه وتسكت لكن ادينا مشينا ورا كلام الناس….ازاي الحال دلوقتي؟!
صمت شداد بعجز…هي محقه بكل ما قالته…وما كان صمت شداد إلا موافقه ضمنيه على كلامها مما هز زيدان داخلياًً وأشعره بالخطر.
فوقف يسأل بإستهجان وترقب:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-يعني ايه الكلام ده أنا عايز افهم؟؟ ومالك سكت كده ياحاج كأنك موافق.
لم يتلقى رد فزاد غضبه وعلى صوته:
-ماحد يرد عليا…خلاص يعني حكمتوا ان الجوازة دي كانت غلطة وخلص الموضوع يعني ولا ايه مش فاهم؟!!!!
ومع صوته العالي هتفت فوزيه:
-شايف ابنك يا حاج وعمايله…اهو ده من ضمن…جه بردك من يومين زعق وقل أدبه ولا اكمننا يعني ولايا من غير راجل يقف له؟ هي دي الأصول يا حاج؟؟
فصاح زيدان وقد فقد صبره وباله:
-هو زيدان ده ايه صلصال ولا لعبه في أديكم…أتجوز يا زيدان..لأ لا احنا كنا غلطانين في الي عملناه أنت هترجع تطلق يا زيدان…ايييه…هو أنا على كييفكم؟؟
-ده هيعملنا فيها ضحيه يابني ياحبيبي أنت الي مسبق ومطلق…ماتستعبطش عملت ايه بنتي عشان تلاقيك مطلقها كده من الباب للطاق.
-ياستي كانت ساعة غضب وعصبيه…الشيطان عمى عنيا…وعشان كده الشرع حلل إني أردها..في أيه بقا.
سدت فوزيه باب النقاش وقالت موجهة الحديث لوالدة:
-حاج شداد أنا كلامي خلص.
فوقف شداد يقول لابنه:
-يالا بينا دلوقتي يا زيدان
-هو ايه اللي يالا…أنا مش ماشي من غير حوريه
-يابني كل شيء بالخناق إلا الجواز بالاتفاق
صمت زيدان عاجز عن الرد إلا انه سحب نفس عميق ثم قال:
-حلو وأنا مش متجوز الحاجة فوزيه
-يعني ايه بقا؟!
-يعني صاحبة الشأن هي اللي تقرر.
بقا يناظر فوزيه بقوة رغم ان داخله خوف كبير فقد تمسك بآخر أمل وهو غير واثق في رأيها تجاهه يتذكر بداية علاقتهما وكيف كانت تخاف منه ثم ما فعله لاحقاً ختاماً بتطليقه لها بتلك الطريقة التي فهم مؤخرًا أنها كانت مهينه وهو قد فعلها ظناً منه انه هكذا يعطيها حرية الاختيار.
فنادت فوزيه على أبنتها التي خرجت عليهم باعين مغرورقه بالدموع..على مايبدو أنها كانت تستمع لما يدور.
لحظة توق وشوق مرت على كلاهما وهما يتطلعان لبعضهما هو يعترف ويعرف انه قد أشتاق لها لكن حوريه لم تسعها الفرصه لتسأل نفسها هل إشتاقت له؟ هل تريد الانفصال فعلياً؟
فقد مرت الأحداث تباعاً ولم تختلي بنفسها كثيراً وربما حانت لحظة المواجهة مع النفس.
بقت عيناه مثبته عليها بشغف وشوق…شوفتها تريح وتطيب نفسه…حوريه جميله جمال مريح للعين …هو يعدها نصيبه الحلو..فهل ستظل نصيبه؟!مصيره معلق الآن بكلمه منها وقد شرح لها شداد الموقف برمته لتعرف ان الحل والعقد بكمله منها الآن بعدما حلت المشكلة الأخيره وتم مسح جميع المقاطع التسجيلية المصورة.
فوقفت حوريه متخبطه والصمت هو سيد الموقف لكنها كانت تتحاشى النظر له وهو يطالعها بإلحاح كأنه يردد(أنظري لي) ربما لعلمه أنه بات يملك تأثيراً عليها أو يرجو ذلك.
والنظرة له كان لها مردود قوي هزها…ليتها لم تفعل فقد أيقنت أنه يملك تأثيراً عليها وكبير ليس بما يمكن تجاهله.
أحياناً النظرات تخضع،فنظرتها الخاطفة له ثم إشاحتها السريعه لعينيها عنه هزت قلبه وأوقعته بين قدميه، تفسيره الوحيد أن ما حدث ما هو إلا رفض صريح.
والخوف حينما يتلبس البعض يحول أفعاله لمالا يمكن توقعه أو تخيله.
تحدث شداد بتروي..خبرته وسيطرته على أعصابه رأت القبول في عينا الفتاة هي فقط تحتاج المهاودة والصبر فقال بتروي:
-بصي يابنتي هو يا إمساك بمعروف يا تسريح بإحسان … وزيدان ابني صحيح لكن أنتي بردو بنتي والجواز مافيهوش غصبانيه شوفي لو عايزه تكملي ياريت مش عايزه خلاص أمر الله..وأنا الي هطلقك منه كمان.
فاندفع زيدان في الحديث بعدما انتفض واقفاً:
-هو ايه اللي الجواز مافيهوش غصبانيه لا هو غصبانيه واحنا بقا جوازنا جواز مسيحيين مافيهوش طلاق.
فوقف شداد بسرعه يضع يده على فم ابنه المتهور يحبس باقي تصريحاته العنتريه في جوفه ثم ردد بكياسه:
-شوفتي حتى زيدان موافق على كلامي…مافيش غصبانية…مش عايزك لا تخافي ولا تقلقي وخدي قرارك براحتك مش كده يا زيدان.
هز زيدان رأسه برفض وهم بالحديث الناري لكن حرمه والده الفرصه وهو ينسحب بينما يزيحه بقوه كي يتحرك:
-زيدان كمان موافق..يالا بالأذن احنا بقا وان شاء الله الرد يكون خير..سلام عليكم.
_________سوما العربي_______
إستقبال مهيب يتلوه عدة مقابلات وأجتماعات خاصه كلها أنهكت الملك الذي وصل للتو غرفته الخاصه يقف في شرفتها يحاول سحب نفس عميق.
ويبتسم….خدعه نفسيه يحاول خداع نفسه بها…يتظاهر انه توقف عن التفكير فيها…يكفي أنها خانته.
صك أسنانه …فهاهو يفكر فيها وهاهو من جديد يعترف لنفسه بأنها خانته يعني أنها تعنيه ولم تكن مجرد جاريه…تباً لها.
نفض عن رأسه التفكير ونظر خلفه حيث رأى مساعده الشخصي قد غفى على كرسيه من شدة التعب وهو يعمل بجهاز الاب توب
فدلف داخل الغرفه ليأخذه من على قدميه ثم عاد للشرفه يجلس على أريكه مريحه تطل على الحديقه الغناء وبدا بتصفح الجهاز.
ظل هكذا قرابه الربع ساعة يده تقلب بلا اهتمام الأخبار والمقاطع التسجيلية المنتشرة.
إلى أن توقفت يداه عن التقليب وجعد مابين حاجبيه مستغرباً ثم اتسعت عيناه وهو يدرك حقيقة مايرى…
_________سوما العربي_______
في مطار القاهرة وصلت طائرة منسية تقل أفراد مانسيين من مديرهم ومن الجميع
كانوا ينظرون لبعضهم بقلق ورعب …تكاليف باهظة وميزانيه رهيبه وفي النهاية عادوا بكفي حنين.
لكن غضبهم ونظراتهم جميعا منصبه على” منه” هي من ظنت نفسها ريسه ويمكنها قيادة مهمة كبيرة كالتي ذهبوا اليها
وقفوا في صالة المطار لاستلام الحقائب وهم يتبادلون النظرات إلى أن سألت أحدهن برعب:
-هنعمل ايه.
فرد آخر عليها:
-هنجيب كل حاجة على دماغ ست الريسه مش هي دي الحقيقة احنا يادوب بننفذ تعليماتها ورؤيتها وإلا هنبقى خالفنا الأوامر البت دي لازم تلبس اسود وإلا كلنا هنشيل الطين.
ليتقدم آخر ويقول:
-عمالين أنتوا تفكروا في حاجات تفاههه وناسيين المصيبه الكبيرة
-أيه؟!!
-احنا راجعين ناقصين…رنا مش معانا هنقولهم ايه؟
-بردو دي مسؤلية منه مش مسؤليتنا و والنبي كل واحد بقا يشيل شيلته.
كل ذلك يحدث تحت أنظار منه التي تتابع كل ما يجري منهم وتلاحظ همسهم ترى الغدر وتبييت النية في عينهم ولكنها كذلك تنتوي لهم ان فعلوا فعلت.
_______سوما العربي_______
عاد زيدان مع والده ودقا الباب لتهرول رشا سريعاً وهي على علم بأنه الطارق توقف فردوس من تقدمها البطيئ:
-خليكي أنتي ياطنط عشان رجلك أنا هفتح.
-الله يباركلك يابنتي أنا والنبي رجلي مش شيلاني.
فتحت الباب لتتسع ابتسامتها وهي تبصر امارات الخدلان والإرهاق على ملامحه التي باتت تراها وسيمة لتتأكد أن الأوضاع في سوء مستمر بينه وبين حوريه.
دلف بعد والده الذي ألقى السلام بتعب وهم فيما جلس زيدان على اول كرسي بصمت تام فقالت فردوس:
-طمنوني عملتوا إيه
-عرفنا نحذف الفيديوهات بس ماعرفناش نرجّع حوريه
تهلل وجه رشا بينما هتفت فردوس بحزن:
– ليه بس؟!
-أمها…ست صعبه وشديدة ..دي خدتنا غسيل ومكوة
-ماكنتش عارف تلين دماغها بكلمتين يا شداد يعني..خلي بالك فوزية من الجيل القديم الي الطلاق عنده زي الموت.
-دي وليه صعبه..صعبه ولسانها معاها ومتبري منها .
-طب….
كادت أن تكمل حديثها لولا جرس الباب فهمت لتقف وتفتحه لكن من جديد أسرعت رشا تردد بحنو مستحدث:
-خليكي ياحبيبتي عشان رجلك.
ذهبت لفتح الباب بينما شداد يتابعها بعينه وهو يسأل زوجته مستعجباً:
-هي رشا بتعمل ايه هنا؟!
-بنت حلال وفيها الخير والله جت تساعدني…عارفه ان الزعل بيأثر على رجلي
-يا سلااام..وماله.
بتلك اللحظة كانت رشا قد فتحت الباب لتبصر والدتها أمامها تناظرها بغضب شديد ثم قالت:
-سلام عليكم يا جماعه
فردت فردوس:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-وعليكم السلام تعالي ياختي اتفضلي خطوة عزيزه
-يعز مقدارك يا حبيبتي أنا جيت أنادي رشا اصلها اتاخرت واحنا عندنا مشوار
قالت جملتها الأخيرة وهي تناظر ابنتها بنظرات تردي الحي قتيلاً لكن رشا سألت بوقاحة:
-مشوار ايه
-مشوار مهم يالا قدامي..سلام احنا بقا يا جماعه
همت فردوس ترد متشكره:
-الله يسلمك يا حبيبيتي وشكراً يا رشا عملت الحوض والرز مكاني ربنا يكرمها.
نظرت تحية لأبنتها وهمست بغل:
-والله…من امتى الشطارة دي…
ثم رفعت صوتها تردد السلام من جديد وسحبت أبنتها بغضب ورحلت تشيعهم نظرات شداد إلى أن عاودت فردوس طرح الأسئلة من جديد
______سوما العربي_______
ظل يعيد تشغيل المقطع المصور لا يفهم ولا يدري ماذا يرى لكنه متأكد أنها هي ….والله هي …قبطيته الملعونه.
انفاسه أصبحت عميقة طويله وتمهيداته عاليه تهد الحيل …..الأن فقط أدرك لأي درجه قد أشتاق لها.
عيناه لمعت …سرحت بحنان وشوق…طوق لها ولمستها له…يتذكر لحظاتهم سويا.
عادت عيناه تتتبع الفيديو وبدأ يحاول فهم ما يدور والان فقط خطر بعقله السؤال الأولى بالطرح أين هي ومن هؤلاء وماذا تفعل بينهم؟أهذه برازيليا أم ماذا؟ واين الطبيب عشيقها….تباً له ولها.
هب من مجلسه وتحرك ناحية مستشاره الخاص يوقظه ويأمره بتتبع الأمر وقد أبلغه أنه في غضون ساعه لا أكثر عليه ان يعود له بالخبر اليقين
________سوما العربي_______
جلسه عائلية بامتياز ضمت كل من فوزيه وابنتها بشقة فوقية ورنا بعد العشاء وجلسن يتابعن مسلسلهن المفضل إلى أن جاء فاصل إعلاني مطول فانخرطتتا الشقيقتان في الحديث وبالطبع الحدث الأهم والمستولي على كل الاهتمام حالياً هو خلافهم مع منزل شداد
وبين وجهة النظر وعكسها كانت حورية تتابع بصمت حزين والان فقط سألت نفسها سؤال واحد وهو المهم(هل تريد العودة لزيدان أم لا؟)
وانحرفت بعقلها تفكر هل كانت ستعجب في يوم بالأيام بزيدان لو لم يحدث ما حدث؟ لو لم يكن شقيق محمود؟
الإجابه أنها ماكانت تنتبه له رغم القلق الذي يصنعه في الحي بسبب طباعه الحادة وعصبيته المبالغ فيها.
هي بالفعل كانت تخف منه…..لحظة……
هل صرحت بأنها كانت؟! ………………
كانت ولم تعد؟! بللت شفتيها وهي تستشعر ولادة بسمه جميله على شفتيها مع تسرب شعور لذيذ داخلها بينما تتذكر انه كان لين ولطيف جداً معها بل كانت تشعر احياناً أنه يستجدي إعجابها، يحاول أن يخبرها بأنه ليس عصبي أو صعب كما يشاع عنه،كأنه كان يقول لها أنا جيد أرجو ان تتقبليني.
لكن لما طلقها؟! لما فعل ذلك وبدون حتى أخذ رأيها أوليس ذلك من حقها هي الأخرى؟ هو من تخلى عنها لا مبرر لما فعله .
ما فعله زيدان زاد الطين بلله و وأوسع الجرح الغائر الذي تسبب فيه محمود يوم تركها بفستان الزفاف.
تصرف زيدان كان وكأنه أزال القشرة التي تكونت فوق الجرح عنوة وتركها تنزف…عزز لديها الشعور بالدونيه وعدم الإستحقاق….وأنها لا تستحق سوى الهجر والترك.
مازالت تتذكر لهفته عليها البائنة في عيناه كالشمس في السماء لكنها غير مبررة ما فعله بها ….لقد أدمى قلبها وسبب لها صدمة نفسيه كبيرة ما كانت ستستشعرها بعد ترك محمود لها ليلة الزفاف.
تخلي زيدان عنها كان أهوج …مجحف وبلا سبب يخبرها أنها لا تستحق ان يتمسك بها أحد هي معرضه للتخلي في أي وقت.
وانتبهت على صوت خالتها تقول:
-خلاص بقا يا فوزيه صلي على النبي…البيوت ياما بيحصل فيها…سيبي الجدع يرجع مراته بلاش تركبي دماغك وبطلي عند.
بادلتها فوزية النظر بتردد مابين الرفض وإلاستجابه وكادت ان تسأل حوريه رأيها.
لكن حوريه قطعت عليها الفرصه و وقفت مقرره:
-أنا هرجع شقتنا عايزه انام بدري وارجع تاني أروح شغلي…تصبحوا على خير
خرجت سريعاً لا تريد الحديث…هي بالأصل مذبذبه ومتوترة
فتنهدت فوقية تردد:
-هربت عشان مانفتحش معاها السيره…البت دي إستوت ياحبة عيني ومابتلحقش تفرح.
تنهدت بحزن واكملت:
-أااااه…قال على رأي المثل رايح فين يا حظ ..رايح لعفانتهم…طب والحلوين ياحظ قال كفايه عليهم حلاوتهم.
بتلك الأثناء كانت رنا تجلس تستمع وتتتابع بصمت …على غير العادة كانت لا تمتلك رأي بتلك القصه…لقد تغيرت رنا تماماً فرنا القديمه كانت صاحبة رأي وشخصيه..مقدامه ومبادرة هي الفعل دوماً ولم تكن يوماً رد فعل.
على عكس تلك الساهمة الصامته التي تجلس الآن…تتمنى أنها يكن كل ما هي به الآن لهو مجرد شعور مابعد الصدمة…وأنها فترة وستطيب وتعود لسابق عهدها.
أغمضت عيناها تجاهد إلاتبكي هي تشعر أنها حطمت من الداخل.
وبلحظة انقطع الفاصل الإعلاني بنشرة إخباريه تعاقبت فيها الأخبار داخل مصر ثم أخبار من حول العالم لتتجمد وتشعر بالبرودة تجتاحها بينما يعرض أمامها زيارة رسمية من لملك جزر الذهب للمغرب .
أنه هو…لحظة وكأنها طارت من على كنبة بيتهم القديمة وعادت هناك تتذكره وتتذكر أيامه كيف كان يلمسها كيف كان يتحكم فيها.
تذكرت كذلك مناداته لها بصغيرتي …والأهتمام الذي خصها به وحدها
سحبت نفس عالي بتعب وقد داهمتها المواقف من كل ناحية كأن الذكريات تتوافد على عقلها بصورتها معه في كل الأوضاع …وهو يحاول معها …وهو يعبث بجسدها وكأنها لعبة يمتلكها كيف كان يعتصر نهديها و مؤخرتها ….ان الشعور بالعار يكتنفها حد الإختناق .
تتذكر كيف كانت تعامل معاملة العبيد …هم بالفعل عدوها عبدة لديهم لمجرد أن قدميها قد وطئت أرض مملكتهم …
كيف شن*قت ….كيف سيقت لطب*لية الأعدام وكانت ستموت دون أن يدري بها احد
رفعت عيناها لتبصره على شاشة التلفزيون بينما يرفع النشيد الوطني لمملكته وهو ينظر للشاشه ويبتسم فبدى وكأنه يبتسم لها.
أغمضت عيناها تقطعها اللمحات وهي تمر على عينها سريعاً كأنها حدثت من لحظات بل إنها تستشعر عسره لمؤخرتها بيده الغليظة الآن وختام الذكرى كان بحديث الطبيب وهو يخترق أذنيها …الآن فقط أيقنت هي تبغضه كما لم تبغض أحد من قبل ولا ترغب برؤية وجهه ابداً.
بحركه لا إراديه نظرت للشاشة…تبا انه يبتسم لعنه الله …فأغلقت الهاتف وفرت تهرول ناحية غرفتها.
__________سوما العربي_________
صباح يوم جديد أستيقظت تتمطئ بخمول فهي طوال الليل قد جافاها النوم من شدة خنقتها وهي تتذكر الملك ولياليه.
فتحت عيناها تتمنى لو فعلياً تفقد الذاكرة لتتوقف عن تذكر ما حدث هناك.
-هيييييييييي
شهقت تنتفض برعب وهي تجد نفسها وجهاً لوجه بمواجهة راموس الذي يشرف عليها بجسده العريض العاري يتابعها بشغف يأكلها بعيناه.
سحقا….إنه هو؟! كيف..
-انتبهت على صوته يردد بشوق وصوت أجش:
-أشتقت لك صغيرتي …
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
في فجر يوم جديد كانت الشوارع خاليه والجو به لفحة برد خفيفة شجعت زيدان على الخروج للشرفه ربما يتسع صدره المخنوق ويتنفس
و وقف في الشرفه من بعيد يطالع منزل حوريته من بعيد يلعن المسافات والظروف يرغب في معجزه تأتي بها لعنده أو تأخذه اليها.
بنفس اللحظة التي خرج فيها شداد من غرفته عازماً على صلاة الفجر ليجد عزيزه يقف هكذا شارد بحزن
فاقترب منه يربط على كتفه لينتبه له زيدان ثم قال:
-صباح الخير يا حاج
-صباح ولا مسا؟ شكلك مطبق.
اخرج زيدان تنهيدة تعب حزينة فقال شداد وهو يلاحظ نظرات ابنه البعيدة على منزل حورية:
-حورية مش كده؟
نظر له زيدان بتعب لا توفيه الكلمات ففكر شداد لثواني ثم قال:
-هو أنت يابني مش شايف أنت تعليقتك بيها دي غريبة شويه؟
طالعه زيدان بجهل يشوبه التعب والإستفسار فأكمل شداد:
-أنت ممكن تكون متعلق بيها بالطريقه الغريبه دي عشان اول واحده تدخل حياتك والبت ماشاءلله حلوه أنا مش هنكروانت ما كنتش تعرف قبلها وكل خطوبه ليك ماكنتش بتتم..أاانا ماقصدش حاجه بس يمكن عشان كده أنت متعلق بيها كده …يعني من واحد مافيش في حياته حد خالص وكل ما نروح لواحدة ترفض وتخاف منك وفجأة هوووب تتجوز ومش أي واحده لا دي واحدة بسم الله ماشاءالله فيمكن عشان كده أو تبقى فاكر ان دي فرصتك الوحيدة فلو مفكر كده لا.
استمر زيدان في مطالعته بصمت مما حث والده على مواصلة حديثه:
-لو أنت مش ملاحظ أنا بقا واخد بالي من البنات اللي كل شويه يتلككوا عشان يدخلوا الورشة واصل الكرسي أتكسر اصل مش عارف ايه ..تلاكيك..من امتى البنات بتروح الورش ولا من امتى احنا بنصلح حاجات مكسرة احنا بنصنع بس.
رمقه زيدان بجانب عينه ثم اعتدل قائلاً:
-كل ده مش عشاني…ده من حورية..بنات وغيرانين من بعض مانا كنت قدامهم…حوريه هي السبب.
-طب بلاش عندك رشا بنت عمك…ماتقولش انك مش فاهم حركاتها.
لم يجيب عليه زيدان فقال:
-خدت بالك أو ماخدتش بيغيروا من حورية ولا مش بيغيروا المهم ان الحال أتبدل وأنا مش عايزك تقف حزين على نفسك كده كفاية عليا التاني الي لازمه رباية من أول وجديد
_______سوما العربي________
إنحاشت أنفاسها وهي ترى كل كوابيسها تتجسد أمامها بهيئة بشري أسود عيونه لامعه يطالعها بشغف مجنون بل هوس يرعبها
كيف ومتى وأين؟!!!! هي أين
ياللهي هل عادت هناك؟ ام أنها لم تعد لوطنها بالأساس وكل ذلك كان حلماً
نهجت أنفاسها تخرج بصعوبه من صدرها وهي تطالع سقف غرفتها المعهود .
لحظتها أدركت أنها ببيتها ولكن كييبيييف؟
إنها بحلم ….لا تفسير غير ذلك…أويخيل لها فقط.
أغمضت عيناها على أمل ان يختفي …
لتنتفض ويهتز جسدها من سماع رنين صوته الرخيم :
-أفتحي عيناكي صغيرتي فلقد إشتقت لهما.
تباً انه يتحدث.
فتحت عينيها وقد ذهب حلم إختفائه سدى…فمدت يدها تلمسه ربما يتلاشى وينتهي الكابوس لكن يدها البارده التفحت من سخونة جسده الراغب فيها.
فأبعدت يدها على الفور حين تيقنت أنها بالواقع معه …وأنه حقيقة متجسده أمامها ولكن كييييييف؟!!!
لم تستطع التحكم بنفسها فهمست بها مستفهمه ليرد عليها وعينه تتجول على ملامحها بشوق:
-جئت لعندك بنفسي…لقد حققتي معجزة لم تحدث قبل.
وبلحظة تجهمت ملامحه وقال:
-رغم فعلتك الشنعاء وهربك مني…لم تحدث مطلقا.
لم تستطع السيطرة على نفسها فهتفت مستجيرة :
-يا ماااااماااا.
ضحك بخفة ثم همس :
-هي نائمة ولن تستيقظ الآن
جحظت عيناها برعب …ماذا فعل ذلك الوغد بوالدتها…فهم عليها وهز كتفيه ببلادة:
-هي مخدرة لساعات لا أكثر..ستستيقظ…لا تقلقي..ولكن الأن تعالي لعندي فقد أشتقت اليكي.
لم ينتظر كما اعتاد وسمح لنفسه بضمها لصدره..كلها…كانت مطبوعه على جسده متخشبة وعيناها متسعه
وهو يطبق عليها بشوق ومجون لا يكاد يصدق أنها الآن وأخيراً بين أحضانه.
أخرجها من حضنه مشتاق لملامحها الخلابه يمسح على شعرها بحنو وهو يخبر ويأكد لنفسه انه قد عثر عليها وهي الآن معه.
مسح على شعرها و وخدها مراراً ثم أعادها للحضانه من جديد..تبا أنه يقلبها بيده كيفما يشاء.
كتف جسدها داخل أحضانه بذراعيه وهو يحتضنها وكأنه يحبسها ليضمن أنها لن تفر منه مجدداً يبتسم براحه بعدما تيقن أنها لم تخنه ولم تسافر مع الطبيب …لقد أخبره مستشاره بكل شيء بعدما تقصى عن ذلك الفيديو وما خلفه.
هي لم تفضل احد عليه ولم تهرب مع الطبيب كما ظن…لكنها….هربت منه هو…هو لا يعنيها.
لكن تباً إشتياقه لها الآن غالب غضبه وكبره المعهود سيشبع منها أولاً
انه مشتاق وقد قتله الشوق بل جننه ولم يتمالك نفسه بل بدأ يغزو نحرها بقبلات ساخنه متلهفه وسمح لنفسه بالوصول لمقدمة نهديها ثم يصعد لنحرها يغرقه بالقبلات ومن ثم وجهها .
وهي تدمع بصمت …لقد عاد كابوسها وعاد معه الشعور بالعار …عاد جسدها مستباح كما السابق.
والملك غارق في نشوة لا تتلبسه وتغرقه إلا مع تلك القبطية وكاد ان يسطحها على الفراش ليتمكن منها اكثر خصوصا وهي لينه مطاوعه على غير عهدها …يقسم ان يحقق معها الآن كل أحلام اليقظة التي حلم بها وحده ..سيجسدها معها لحماً و دماً بلا تراجع أو حسابات .
لكن توقفت يده وهو يستشعر إبرة الكانيولا التي لاتزال مغروسه بيدها.
فعاد لرشده وكأنه كان بحاجة لسمة شئ قوي يعيده لصوابه ويخرجه من بحر الشبق الذي غرق فيه ما ان رأها ولمسها.
ليأخذه القلق ويسأل :
-مابكي صغيرتي …آنتي مريضه؟
واخيراً رفعت عيناها له تنظر لسالب حريتها بمقت شديد…الجاحد مازال يعتصرها بين ذراعيه الغليظة.
جمعت المتواجد من شجاعتها وقوتها وهتفت:
-أبتعد عنااااااي.
أتسعت عيناه بصدمة…
تخشب جسده وتوقف عقله للحظات…يبدو ان العشق قد أخذ منه مبلغه حتى انه لم يفكر أو يتوقع رفضها…وكأن لا مجال لرفضها .
بينما وثبت رنا من فوق سريرها ووقفت على بلاط الغرفه تردد بغضب:
-لن اسمح لك بإستباحة جسدي من جديد….أستفق …لم تعد بمملكتك ولم أعد جاريه عندك ولا بعمري كنت جاريه.
مال فيهه بإبتسامة متسلية وقد إطمئن على صحتها ما أن أبصر شراستها.
فوقف بتمهل من فوق السرير و وقف يقابلها بشموخ يردد:
-وماذا أيضاً؟
أستفزها بروده وإستهانته بها من جديد فأشارت على الباب بحزم:
-أخرج من بيتي فوراً
-هههه ماذا؟!!
-كما سمعت…أنت ألان ببيتي وبمنزلي أستطيع طردك.
تجلجلت قهقهاته عالياً:
-هههااه…طردي أنأ؟!
ثم اقترب منها يقرص خدها المستدير:
-أوووه..كم إشتقت لرؤية شراستك يا صغيرة.
-ان لم تذهب سأرفع صوتي بأقصي حد وأصرخ مستجيره بالجيران لا تغتر بكونك ملكاً.. أنت لا تعرف سكان شبرا.
ضحك ساخرا:
-حقاً..هممم…سمعت عن مصر العجب ربما حان الوقت لأرى…حسناً أخذني الفضول…هي أصرخي لأرى.
ورغم إستفزازه لها إلا إنها لم تستطع… خوفها منه يمنع تهورها المعهود.. هو له هيبة غير طبيعية.
فوقفت بخذي أمامه ليبتسم عليها بحنان ثم يخطو مقترباً منها هامساً أمام شفتيها وهو يمسح بأصبعيه خدها برفق:
-أرأيتي صغيرتي…لقد أشتاقتي لي لكن عنادك يمنعك فقط لا أكثر..جئت لعندك وأنا متيقن من تأثيري الكبير عليكي.
وضع أصبعيه أسفل ذقنها يجبرها كي ترفع وجهها فيه ثم همس:
-أنتي تريديني كما أريدك ..
تعالت أنفاسه وعيناه تطالعها بوله ثم بدأ يقبلها بتمهل وتلذذ يعلم ان لديه كل الوقت وهو مشتاق لها حد الهلاك.
_______سوما العربي________
كانت تهز قدميها بتوتر شديد..والدتها لسانها كالسوط ولن ترحمها على كل ذلك التأخير .
كذلك الرعب يفتك بها ولا تعلم لما تحتجزها والدته حتى الآن بالمشفى معهم.
وقفت بحزم مقررة الرحيل وليحدث مايحدث ..همت بالتحرك قأوقفها قائلاً:
-رايحه فين يا انسة
-هروح الوقت اتأخر هو أنا محبوسه هنا ولا حاجة ؟!
بتلك اللحظة دلفت السيده الأنيقة بخطوات ثابته تردد:
-أيوه محبوسه
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
اهتز ثبات وفاء أمام شموخ وقوة تلك السيدة فسألتها متوترة:
-ليه يعني هو أنا كنت عملت حاجة مثلا ولا اكونش أنا الي عورت ابنك
ثبّتت السيده الأنيقه نظرات عيناها الحاده على وفاء وكأنها تتهمها بالفعل مما زاد من توتر وفاء فحاولت مرة أخرى:
-أنا جيت عشان المستشفى كلموني لما كان لوحده بس خلاص حضرتك جيتي اهو وأنا هنا من امبارح هو ده يعني جزاء المعروف
– معروووف اه…أنتي قولتيلي اسمك وفاء محمد ايه؟
جف حلقها و وجدت صعوبه فى بلع لعابها وامام نظرات القوه والاتهام من تلك السيدة أكملت كأنها لا تبالي:
– وفاء محمد
أمرتها بقسوة حازمه:
-رباعي
– وفاء محمد السيد عطا.
-تمام
-اروح بقا؟؟
رفعت السيدة الأنيقة حاجبها ثم سألتها مستنكرة:
-تمشي ازاي هو مش الصبح طلع وأنتي بتقولي انك جبتي ابني هنا لأنك لاقتيه واقع في الشركة متهور لأنك على حسب كلامك شغاله معاه
– اه والله وتقدري تسألي كل الموظفين هناك
– صادقه يا حبيبتي صادقه…بس لو هو كده ايه بقا؟! هو مش الصبح طلع والشغل قرب معاده ولا إنتي ايه حكايتك.
– ماهوو…أنا كنت هروح لامي الأول أطمنها وبعدين اروح الشغل.
أبتسمت لها السيدة إبتسامة مخيفة وتقدم تسحبها من يدها بينما تربط عليها بما يشبه التهديد والوعيد:
– نطمنها بالتليفون ياروحي…ودلوقتي يالا عاصم خلاص ممكن يخرج فهنروح احنا التلاته بقى كده هناك نشوف حكاية الي حصل وانتي كنتي في الشركه لبعد ١٢ بالليل ازاي وليه؟؟ اه نسيت أقولك..اصل أنا البوليس مش بيجيب لي حقي أنا بجيبه..يالا بينا ؟؟!!!
شحب وجه وفاء….لقد قضي عليها…من يمكنه التصرف مع هذه الشخصية
________سوما العربي________
إستفاقت على صوت هزات والدتها التي تنادي بأسمها منذ برهه وفتحت عيناها تنظر حولها بهلع شديد تتلفت يميناً ويساراً كانت تبحث عنه تسأل أمازال هنا أم غادر أو أنها كانت تحلم …تدعو وتبتهل ان تكن تلك الحقيقة
لم تهدأ ثورة أنفاسها الهائجة غير ما ترتيب عقلها للأفكار…منطقياً لا يمكن.
بل صعب …كيف ومتى أتي وكيف سيدخل بيتها بكل تلك السلاسة.
بالأخير هو ملك وتحركه له حسابات …ذلك هو المنطق وهي قطعاً كانت تحلم فهمست داخلها( خلاص بقا عندي تروما؟ شكللي لازم اعرض نفسي على دكتور عشان أتخطى التجربة دي…الخيالات هتموتني)
خرجت من تفكيرها العميق على صوت والدتها:
-بت يا رنا مش بكلمك…قومي يالا اتأخرنا
-على ايه؟
-على خالتك وبنت خالتك هنروح السيدة…حاكم أنا كنت نادره اول ما ترجعي واطمن عليكي اروح هناك واعمل إطعام..قومي يالا لسه هنعدي نشتري حواوشي.
تقدمت فوقية لتغادر ورنا تشيعها بنظراتها وهي تزفر أنفاسها براحه بينما تؤكد داخلياً لنفسها انه حلم وانتهى.
جرت أقدامها لتخرج وتدلف للمرحاض لكن أوقفها صوت والدتها:
-أاااه ياني يا دماغي…دماغي تقيله ولا أما أكون واخدة شومه على دماغي ولا متبنجه …وكمان اتأخرت في الصحيان وعدى عليا صلاة الفجر حاضر لأول مره من كذا سنه.
تسمرت أقدامها بالأرض وهي تتذكر حينما اخبرها بال”حلم” أن والدتها مخدرة لساعات.
هزت رأسها برفض…لقد سستمت عقلها ونفسيتها على أنه بالتأكيد حلم.
فتحركت تمر من جوار أمها تتجه نحو المرحاض وهي تردد:
-عادي عادي…راحت عليها نومه ومصدعه…عادي
لتوقفها والدتها مرددة:
-بت يا رنا ايه العلامه الي في رقابتك دي.
اتسعت عيناها برعب وسالت بينما تتحسس رقبتها:
-علامه؟ علامة ايه؟!
رفعت والدتها إصبعها تتحسس عنق رنا وقالت:
-دي…لولا إني شيفاكي إمبارح قبل ما تنامي وإنك ماغبتيش عن عيني والله كنت دبحتك.
أرتعبت رنا وهي تستوعب بينما أكملت فوقيه:
-تلاقيكي نمتي زعلانه…أنا ساعات لما بزعل بيحصل كده بس في رجلي.
همهمت رنا بخوف:
-ايوه زعل…هو أكيد زعل
-بتحصل عادي
تحركت رنا صوب المرحاض تردد لنفسها برعب ربما تطمنئن:
-ايوه بتحصل عادي..عادي
وقفت أمام الحوض وفتحت المياه تملأ كفّها به فتغسل وجهها ليتوقف كفيها برعب وهي تشتم رائحة قويه تعرفها معلقه بكفيها وملابسها …تعرفها جدا…تعرفها بقوة.
لتبكي بهلع :
-مش عادي…مش عادي.
___________سوما العربي________
بصعوبة وبعد انهيار تحاملت مضطره وكتمت رعبها ثم تجهزت لتخرج مع والدتها وخالتها وحورية
و وقفن أمام الباب ينتظرن السيارة المطلوبة وبينما هما كذلك وبينما حورية تتصنع الأنشغال كي تتلاشى النظر ناحية ورشة الحاج شداد انقلعت عيناها وهي ترى احدى فتيات الحي تتقدم بكامل زينتها وتستعد لدخول ورشة النجارة
رمشت بأهدابها وهي تستوعب للحظة…تسأل ما الذي قد تحتاجه فتاة من ورشة نجارة مخصصة لتصنيع الأثاث؟؟ ماهو الشيء المُلّح مثلاً؟
رفعت احدى حاجبيها بعصبية شديدة وهي تراه يخرج من ورشته بكامل عنفوانه يشمر ساعديه الغليظة وقميصه يتصبب عرقاً يعم كي يجلس على كرسيه يكمل تدخين أرجيلته لكن تلك الفتاة تلاحقه كأنها جائت من اجله هو تقصده….واستوقفته عن الجلوس تحاول شد انتباهه وخلق أي حديث معه وهو يحاول مجاراتها .
وضعت يدها في منتصف خصرها ثم رفعت صوتها تردد بغضب:
-يالا يا ماما العربية وصلت.
التف منتبهاً عليها ولمعت عيناه ببريق الحياه التي لم يعرفها غير معها.
ابتسم بخفه…كانت جميلة والاهم أنها لا ترتدي شيئاً من الممنوعات رغم ان اللون الأخضر رائع عليها…لكن سيمررها لأجلها فقط…لا يرغب بإخافتها منه أو وجود أي شجار حالياً فهو يقسم انه قد تدارك خطئه تماماً.
أستأذن من الفتاة وتقدم لعندهم يقول بهدووووء شديد:
– خارجه من غير ما تقولي…الله.
احمرت عيناها من شدة الغضب الذي لا تعرف سببه.
بينما هو نظر للسيدة فوقية يردد:
-حلوين دول على مقاسي ياست فوقية ولا أغيرهم
سالته فوقية بجهل واستغراب:
-هما ايه يابني اللي مقاسك إسم الله على مقامك؟!!
-القرون الي بنت أختك عايزاني اركبها
فتدخلت فوزيه هذه المرة:
-وأنت مالك بينا أيش أخششك يا ضنايا؟
فرد بابتسامة متكلفه وكأنه يتجنب الصوت العالي كي لا يخيفها فاستخدم ابتسامة باردة لزجه لو كان استخدم العراك لكان افضل وطئة من تلك الابتسامة المستفزة….بينما يكمل:
-على أساس ان الي خارجه دي مش مراتي مثلاً؟
-يا عالم يا هوو…نفهمك ازاي يابني ياحبيبي إنها ما عادتش مراتك وأنت طلقتها.
هز كتفيه يدعي البرود واكمل:
-لسه العدة فاضل فيها كذا أسبوع لما تبقى تخلص بقا…ومن هنا لحد ما تخلص أنا لازق لكم زي الأتب في الضهر.
جزت فوزيه على أسنانها وقالت:
-بقولك أيه أنا صبري نفد أنت خليتها خل خالص.
عاد لابتسامته المستفزة يقول:
-قولي الي تقوليه أنا لازق لكم.
تحرر لسان الجميلة أخيراً وهتفت بنزق:
-لا شكراً مش عايزين نعطلك..شكلك مش فادي و زباينك ملاحقينك.
ناظرها بجهل تام إلى صدح صوت الفتاة من خلفه:
-جرى ايه يا معلم اتاخرت ليه مش قولت ثانيه وجاي.
رمق الفتاة بعين وعين أخرى على حوريته التي تقف متخصره غاضبه لتلمع عيناه فجأة متذكراً حديث والده وعقله يصرح “اللعبه احلوت قوي”
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
يجلس طوال الوقت ساهداً متذكراً حبيبته وكيف كانت بين ذراعيه اخيراً،ضحك بخفة وهو يدرك انه قد تسلل كاللصوص لبيتها.
لقد أضحى عاشقاً يفعل أفعالهم ويتصرف بتهور ومجون مثلهم..لقد نحى تربيته وتصرفاته الملكية جانباً وتصرف كشاب أحب فتاه.
كيف غير رأيه بعد رفضه القاطع تماماً للسفر لمصر وهاهو الآن يجلس في قاهرة المعز.
لفحة هواء صيفيه منعشه مرت عليه…طقس بلادها يشببها …خفيفه ومنعشه.
أغمض عينيه يهمهم بتلذذ وهو يسترجع شعوره بها وهي بأحضانه..كيف ضمها…كيف قبلها.
يتذكر كذلك تمنعها اللذيذ وشراستها الواهية…يسأل هل كل القبطيات مثلها أم أنها حالة خاصه متفردة.
هز رأسه بمجون ونشوة ثم ضحك، لقد عجبته التجربه..يرغب في خوضها مره أخرى.
اهتزّ الهاتف اللوحي الكبير من جواره لينتبه اليه مستفهماً ثم فتحه ليباشر باتصال من احد معاونيه…تهلل وجهه انه الرجل المكلف بحمايتها ومراقبتها.
فتح إلاتصال سريعا لتنفتح أمامه شاشة كبيرة ظهرت فيها ببث مباشر.
رفع احدى حاجبيه بغضب شديد وهو يراها تقف في حيها ومعها سيدتان وفتاة مميزة الطلة ولكن المثير للغضب هو ذلك الرجل عظيم الجثة طويل الجذع الذي يقف معهم متحدثاً…تباً ..من هذا ولما يقف معها وما علاقته بها.
تسربت الغيرة داخل الملك من رجل لأول مرة هنا فطن شيئاً مهماً…ربما عليه التحرك خصوصاً وأنه يتوجب عليه العودة لبلاده بأسرع وقت فلا يصح ابداً انك يترك زمام الأمور بمملكته ويجلس هنا يحب ويعشق.
ولكن من هذااااا؟؟ ولما يقف بحضرتها…تباً إنه رجل مميز يبدو عليه العنفوان والهيبة، صك أسنانه وهو يسأل من هذااااا؟
بسرعه شديدة مد يده والتقط الهاتف من جواره يتصل بأحد رجاله لتفتح المكالمة فيسأل مباشرة :
-اللعنه ماذا يحدث عندك؟
-السيدة ميرورا تستعد للخروج مع والدتها وخالتها وابنة خالتها ولا نعرف لأين بعد لكننا مستمرون في تتبعها.
ليسأل الملك من بين أسنانه:
-من ذلك الرجل؟
-اه سيدي بالطبع تقصينا عنه لنعرف انه زوج ابنة خالتها أو بالأحرى كان..قصتهم غريبة و……
أوووه ….كيف نسى….انه نفس الرجل الذي شاهده بالفيديو…ذلك الفيديو الذي كان حلقة الوصل وبداية ظهور برائتها…هز رأسه وقد بدا يدرك أنه بات يعرف الغيرة ويغار…للدرجه التي تجعله ينسى أشياء مهمه ويتحول ما ان يبصر ذكر قريب منها.
تنهد ببعض من الراحه،ًلكنه عاود النظر للجهاز اللوحي ولم تتركه الغيرة..فهذا الرجل مميز لا يريد أن تبقى معه بمكان..ياللهي ماذا يفعل.
___________سوما العربي_________
على صوتها وهي في أوج مراحل غضبها وقالت:
-يالا روح شوف الي وراك أنت موقفنا كده ليه؟!
ارتفع حاجبيه دهشه…لأول مره يعلو حس حوريه عليه…ههه بل لأول مره يعلو لها حس من الأساس…طوال عمرها قطة وديعه…ماذا جرى.
أشار على نفسه يردد بزهول:
-أنتي بتعلي صوتك عليا يا حوريه؟! هي حصلت.
نظرت للفتاه التي تجاوره وقالت بتحدي:
-اه ويالا بقا ماتقفش في طريقنا عايزين نروح مشوارنا…احنا مش فاضيين وأنا كمان…روح شوف مشغولياتك
قالت جملتها الاخيره وهي تنظر على الفتاة المبتسمة لها بتحدي وكهن.
فيما انتعش قلب زيدان وهو يستشعر غيرتها عليه:
-صح أنا مشغولياتي كتيرت قوي اليومين دول
ثم ألتف للفتاة يسألها بأهتمام بيّن:
-أمريني يا انسه.
لتتحدث الفتاة ببطء مثير:
-ابداً بس كنت عايزاك تيجي تبص على كراسي السفره بتاعت ماما إلا اتخلعت كلها والسفره دي عزيزه على ماما قوي مش عايزه تفرط فيها قولنا بس مافيش غيره المعلم زيدان هو أبو التفانين وهيقدر يلاقي لنا حل…ده لو مش خنزعجك يعني.
لف زيدان بوجهه ينظر على حورية وأمها ثم قال:
-يا خير من عنيا.
فقالت الفتاه:
-أنا عارفه انك مش بتشتغل غير في الجاهز بس من عشمنا فيك بقا والجيران لبعضيها ولا ايه
-اه طبعاً طبعا …عينينا….النهارده ان شاء الله بالليل
-ماشي هستناك ..قصدي هنستناك..سلام
-سلام
غادرت الفتاه وهو رمقها بنظره أخيرها ثم التفّ لهم ليرى نظرات الحقد في عينا حوريه وحماته تهتف بحده:
-خلصت يا عين أمك
فرد ببجاحة كما وصاه صالح :
-خلصت اه .
-يا بحاجتك
-بتقولي أيه؟
-بقول يا بحاجتك…جبت يا واد كشفت الوش دي منين
-هو أنا عملت حاجة؟!
-لا أبدا…أنت بتاخد مواعيد وقدامنا بس …تسمح بقا تفسح حبه كده بدل ما أنت ساددعلينا مايه وهوى …عايزين نتحرك..بقالنا نص ساعة واقفين .
هندم ياقه قميصه وقال :
-اه تمام..يالا بينا
وهم ان يتحرك لتوقفه:
-يالا بينا على فين
-جاي معاكوا
-جاي معانا فين
-مكان ماانتو رايحين رجلي على رجلكوا
-تيجي معانا بأمارة ايه؟
-تاني…تاني يا ست فوزيه..بأمارة ان مراتي معاكوا
-اللهم طولك يا رووح
وأمام بروده وإصراره إضطررن الذهاب معه حتى ينتهي هذا اليوم على خير
_______سوما العربي_______
وقفت في غرفة الحراسه تتتنهد أخيراً براحه شديدة غير مبالية بغضب السيدة الأنيقة التي بدأت تصرخ عليهم بحده:
-يعني ايه كاميرات المراقبة كانت عطلانه يومها.
اقترب الحارس يردد من جديد:
-يافندم مشّ عطلانه مش عطلانه…بس السيستم بتاع الشركه كان بيتيغير عشان كنا مغيرين سيستم الأمن كله فجه حظه بقا في اليوم ده
رفعت السيدة احدى حاجبيها بنزق هاتفه:
-حظه؟! ولا دي خطة معموله على ابني…انتو يومكم مش معدي معايا.
-يافندم أنا تحت امرك وشوفي الأجراءات الي عايزة تاخديها وأنا معاكي فيها لأن فعلاً مافيش أي خطت معمولة على أستاذ عاصم خصوصاً انه مديرنا كلنا من زمان وطول عمر الشغل ماشي وهو راجل جان يعني مش بيضيق على حد بالعكس هو متعاون جدا وجميل.
-فبقت دي جازاته عشان متعاون وجميل…أنا ابني فقد الذاكرة هيعيش حياته ازاي دلوقتي؟!
-يافندم ان شاء الله يبقى زي الفل
التفت تنظر بشك وعدم راحه لوفاء التي تهلل وجهها من بعد شحوب ثم سألت الحارس:
-والبنت دي؟ تعرفها؟
-أيوه دي الانسه وفاء شغاله في البوفيه بقالها حوالي شهر على ما أظن
-تعرف عنها ايه
-وأنا اعرف عنها ليه يافندم…ماعرفش غير اسمها وأنها بنت مجتهده وبشوشه هو بس ..
نظر لوفاء باعتذار ثم أكمل:
-لسانها طويل حبه وبترد الكلمة بعشرة
فعقبت وفاء على حديثه:
-ماشي ياعم مشكرين.
رمقتها السيدة الانيقه بعدم إرتياح ثم أمرتها:
-اتفضلي
-هروح؟!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-إتفضلي على شغلك
هبطت عزيمة وفاء وتدلى كتفيها ثم التفت لتغادر لمن أوقفها صوت السيدة الصارم:
-بس خليكي عارفه أنا عيني عليكي ومستنيه لك على غلطة.
-يا ستي ربنا مايجيب غلط أنتي هتبشري في وشنا ليه على الصبح
اتسعت عينا السيدة بينما ردد الحارس :
-اهوا دي الي قصدي عليه بالظبط
قتلته وفاء بنظرة متوعدة من عينها ثم قالت بما يشبه الوعيد وهي تغادر المكان:
-ماشي بشوقك…ليك روقة.
ثم غادرت متجهه نحو عملها تقبل يدها وجهاً وظهر بعدما سترها واغلق الموضوع فأنى لها هي بعاصم و والدته كيف ورطت نفسها معهم تقسم ألا تعاودها.
________سوما العربي________
في رحاب السيدة نزلت السكينة على قلب فوزية وانشغلت بعيناها وتركيزها قليلاً عن مراقبة زيدان الذي استغل الوضع وسحب حوريه معه
-رايح بيا على فين..باب الستات من هنا
-تعالي بس معايا
-أجي فين
-هنروح لشيخ مبروك هنا عارفينه من زمان نحكي له على الي حصل وهو يحكم مابينا ايه رأيك.
-لا…
-يا حورية.
-قولت لأ
زفر أنفاسه ثم ردد:
-طب عشان خاطري..ولا أنا ماليش عندك خاطر
-رفعت عيناها فيه ليترقرق بهما الدمع …شعر بكل ما تريد قوله من عتاب…هو من وصل بهما لهنا فقال:
-عندك حق …أنا ماعملتش حاجه تخلي ليا خاطر عندك.
هم ليتحرك مغادراً ناحية باب الرجال لكنها أوقفته قائلة:
-أستنى.
تشبع وجهه بالفرحه والحياه وهو يستمع لصوتها المتردد يقول:
-أنا مش ناسيه انك انت الي حميتني من الفضيحه بتاعت محمود فهاجي معاك رداً للجميل بس وكده واحده بواحدة ومالكش عليا جمايل.
أشرقت ملامحه وهو يقول متهللاً:
-ماشي .
_______سوما العربي________
وقفت فوقية على اعتاب السيدة تتمسح وتدعو
-يارب..يارب طمني على بنتي يارب وريح قلبي من ناحيتها…احميها واحرسها …يارب تتهنى وتفرح وأبعت لها أيام حلوة من عندك يارب…يارب ماتعدي ألسنه دي غير ورنا بنت فوقيه متجوزه ومتهنيه في بيت جوزها هي وحوريه بنت فوزيه قادر يا كريم ..طمن قلبنا عليهم يارب دول غلابه مالهمش غيرك انت السند والضهر.
ثم تقدمت تجلس لجوار اختها التي افترشت الأرض تدعو بصمت وأعين دامعه.
وبلحظة انتبهت تسأل:
-البت حورية فين
التففن حول انفسنهن يبحثن عنيها بأعينهن لكن لا اثر لها فقالت رنا:
ماتقلقوش تلاقوها راحت تجيب حاجة نشربها …أنا هروح أشوفها.
_________سوما العربي_______
خرجت من المسجد مع زيدان وكل منهما صامت يتذكر حديث الشيخ الذي أرجع معظم الخطأ على زيدان لأنه الرجل وقد خلقت هي من ضلعه ولأنه لم يحتوي الموقف وتسرع بإلقاء يمين الطلاق يخبره بأن الطلاق حلال لكنه غير محبب مطلقاً ولا يصح اللعب به…وطلب على إستحياء من حوريه ان تسامحه وتعطيه فرصه أخرى خصوصاً وان ما جرى يندرج تحت بند المتوقع نظراً لظروف زيجتهم.
همت حوريه ان تتجاوزه باتجاه مصلى السيدات ليوقفها قائلاً:
-حوريه
وقفت دون ان تعطيه وجه …حديث الشيخ كان داعم لهواجسها هو كل الحق عليه فهمس:
-هتديني فرصه يا حوريه؟ أنا مش عارف أعيش من غيرك لدرجة بقيت اسأل طب انت كنت عايش من قبلها ما تحاول تعمل كده بس مش عارف ومش عارف إزاي فعلاً كنت عايش من قبلك.
مش حديثه قلبها…لكنها جمدت مشاعرها كأنها تخشى حنس وعدها لنفسها بالشخصية الجديدة…لن ترضى بالقليل ولن تصمت على أفعاله.
بتلك اللحظه أبصرتها رنا أخيراً وتقدمت تقول:
-حوريه …كنتي فين؟!
نظرت حوريه على زيدان نظرة غير محددة المشاعر ثم التفت لرنا قائلة:
-مافيش…أنا رايحه شغلي عشان كنت مستأذنه ساعتين بس لازم أتحرك.
تحولت عينا زيدان للغضب الشديد وهو يرى تحديها المعلن له وهم كي يوقفها لكنها كانت الأسرع واختفت بين الزحام.
فوقفت رنا تسأل بغباء:
-شغل؟؟ هي رنا بقت بتشتغل؟! بتشتغل ازاي وهي لسه بتدرس؟!
التفت لترى زيدان وقد ظهر التعب والإرهاق على ملامحه فأشفقت عليه قليلاً وسألت بشك:
-هو انت بتحبها فعلاً ولا جوازة والسلام؟
نظر أرضاً بحرج وكأنه يستكبر على الأعتراف فقالت بغيظ:
-حلو خليك كده إستكبر و قاوح لحد ما تطير من أيدك بجد
رفع عيناه فيها وقال بإندفاع:
-الله هو كل واحد فيكم هيقطع فيا ده بدل ما حد يتدخل ويساعدني:
-إذا كنت انت مش عايز تساعد نفسك…هي كلت ايه تشرب عليه مايه؟! بذمتك انت وقفتها قدامك وقولت لها يا حوريه أنا بحبك؟! جربت؟!
فردد بغباء:
-طب شوفت…خليك واقف بقا محتار كده .
ثم تركته وذهبت باتجاه مصلى السيدات تلحق بخالتها وأمها وهو غادر مشغول الباب بكل ما قيل له .
في الورشة
انتفض جسده فجأه من صراخ صالح عليه :
-ينصر دينها البت رنا دي..جابتها..كانت تايهه عني فين دي؟
-هي ايه دي
ضيق صالح عيناه مردداً:
-حوريه وباين عليها هتيجي سكه بس عايزة شويه محايلة مع حبة رومانسيات كده لكن ده هيطول والعده قربت تخلص وكمان حماتك معصلجه يبقى الحل اييييه عشان نكسب وقت ؟
-إييييه؟!
-فضيحه.
هب زيدان من كرسيه يردد بغضب:
-إيييه؟! تاني…يا اخي حرام عليك..اسكت خالص وبلاش افكار تاني الله يكرمك.
جذب صالحه يده يحسه على الجلوس وقالت بمهادنة:
-أقعد بس وأسمعني…دي فضيحه كده وكده…فضيحه لذيذه يعني
-ازاي؟!
-هي مش بنت خالتها نصحتك تعترف لها بأد ايه بتحبها وأد ايه مش عارف تعيش من غيرها.
-اه
-يبقى انت محتاج تعمل ده بس نعمله بحرفنة..يعني ورد ..بدله شيك وتطلع لها من على المواسير.
-ورد وبدله مع مواسير؟! زي الحراميه؟؟ هي دي الفكرة؟!!
-طب وقسماً بالله جامده جداً وهتشوف..انت هتخش على أرضتها تثبتها بكلمتين وتاخدها في حضنك على دخلة أمها هووووب فتصلح انت غلطتك.
نظر له زيدان بتردد فشجعه صالح :
-اسمع مني
-لأ لأ بلاش
-ياض اسمع الكلام…طب بذمتك مش وحشاك
-وحشاني قوي بس…
-مابسش بقولك اطرق على الحديد وهو ساخن قوم نجهز الورد وهديه حلوة انت الليلة لازم تبقى عريس قووووم.
__________سوما العربي_________
جلست حوريه على مكتبها تحاول الإنشغال عن التفكير بزيدان مقرره أنها لابد وأن تمضي قدماً ولا توقف حياتها عنده.
لكنها شعرت وكأن أحدهم يراقبها لترفع عيناها وتبصر فتاة ترتدي بذله عمليه أنيقة جدا تقف مكتفه يديها حول صدرها و عيناها مثبته على حوريه التي ابتسمت بتوتر مرددة:
-صباح الخير
رفعت الفتاة حاجبها الأيسر هاتفه بترفع:
-قصدك مساء الخير الساعه عدت واحدة بس صحيح هو بالنسبه لك صباح اصلك لسه جايه الشغل.
وقفت حوريه تردد:
-أنا استأذنت من مديري على فكرة
-بجد…وأنا مديرة مديرك ومش موافقة وعايزة أعرف أصلا أنتي خريجة ايه عشان تشتغلي معانا هنا؟
فوقفت حورية بتوتر تقول:
– لأ أنا لسه ماخلصتش كليه
-كماااان
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ارتفع صوتها عالياً بغضب فاقترب مدير حوريه يسأل بقلق:
-خير يا أستاذه منه ايه الي حصل
– الي حصل؟ مين الأنسه دي وإزاي اشتغلت هنا وهي لسه أصلا من غير أي سي ڤي أو شهادات مين شغلها هنا؟
-دي أوامر مسترعاصم
-عاااصم…ده حلو قوي الكلام ده أنا ليا كلام تاني معاه
كل ذلك تحت أنظار كل الموظفين من ضمنهم الفريق صاحب السفريه الاخيره لتهمس أحداهن:
-أموت واعرف بتجيب القدر ده منين امال لو ماكنتش راجعه من سفريه متكلفه الشئ الفلاني من غير أي نتايج وكمان مضيعه واحده من الفريق
ليرد أخر:
-البت دي لو ماحدش وقفلها هييجي علينا الدور في يوم
لكن أوقفهم ثالث منبهاً:
-ولا لينا أي دعوة…بلاش نفتح العيون علينا …أحمدوا ربنا إننا رجعنا لاقينا عاصم تعبان وإلا كنا دخلنا كلنا في سين وجيم …ماتنسوش هي صحيح مسؤله عن الرحله لكن احنا كمان كنا معاها فكل واحد يحط لسانه جوا بوقه ويخليه في خيبته.
كلامه كان مقنع لهم حيث غلبت المصلحه والخوف على الوظيفه لذا التفّ الجميع وذهب كل واحد تجاه مكتبه بينما جلست حوريه منقبضة الروح والملامح لتسترعي انتباه وفاء أثناء مرورها.
فاقتربت منها تسأل:
-في ايه مالك؟ هي الحيزبونه دي كانت بتزعق لك إنتي؟
-اه
-وأنتي سكتي لها؟
-اه ومتضايقه عشان سكت …أنا مش عايزه أسكت لحد تاني يا وفاء..مش عايزه أبقى ضعيفه واشرب في جنابي واسكت.
تحفزت ملامح وفاء وصمتت ثواني ثم قالت:
-طيب سبيني النهارده بس وأنا بكره هجيب لك قرارها واخليكي تدوسي على رقبتها..وماتنسيش المدير بذات نفسه موصي عليكي يعني أنتي كعب عالي ادخلي بوخي في ودنه بكلمتين قوميه عليها.
-ازاي…لسه مش بعرف اعمل كده…ابقي علميني
-هعلمك.
قاطعهم صوت سكرتيره عاصم تقول:
-وفاء…مستر عاصم عايزك
-حاضر جايه
التفت مرة أخرى تقول لحوريه:
-أنا رايحه له أكيد عايز قهوه..وأنا جوى هولع لك الدنيا وبعدين اندهلك تتشحتفي شويه ماشي.
-طب ما أزعق…أنا حاسه إني هبقى احسن لو زعقت.
-يا بنتي بقا…عند الرجاله اتشحتفي وعند البنات زعقي…افهموها بقاااا…
تحركت بخطى سريعه وهي تردد:
-لما ارن لك تيجي اوكي؟
-اوكي
__________سوما العربي___________
وقف يطالعها عبر شاشة الهاتف منبهراً ..حدقتا عيناه متسعه على وسعهما ومرهوب، هل هذه هي قبتطيته التي لم يرى منها سوى التمرد والشراسه أحياناً والمكر المكشوف أحياناً أخرى؟!
هو كأنه لأول مره يراها …يستكشفها …ما هذا الانطلاق وما هذه الحيويه.
فهو الآن يجلس داخل القصر المخصص له بالمحروسه يراقبها عبر الهاتف وهي تتجول في شوارع القاهرة بمرح شديد مصطحبه سيدتان متقاربتان بالعمر وكذلك بالملامح.
كانت تتبختر بخيلاء وكأنها قد عادت لها الحياه ما ان عادت لأرضها…إنها تحفظ هذه الشوارع..أنه حيها…ذلك هو جوها رغم تكدس المدينه بالزحام عكس شوارع مملكته الحاره…لكنها تبدو معتادة بل ومستلده.
لمعت عيناه بإبتسامة ماكرة وعض شفته بسفالة وقد تأهب جسده وهو يشاهدها تتفرج على أنواع مختلفه من بذلات الرقص المصري وكذلك بعض من الجلابيب المصريه التي تتميز بالدندشة والإغواء وقد بدت معجبه بقطعه ذهبية اللون منهن.
أغمض عيناه مقشعراً يشعر بتسرب السخونة إليه وهو يسأل كيف ستكون هيأتها حينما تدي له جلباب كذالك الذهبي؟
ارتخي فمه بابتسامة معجبه وهو يراها تقف على عربه متجوله تبيع الزلابيه تلتقط حبات منها وتشارك الباقي مع السيدتان المصاحبتان لها.
تقضمها أولا ثم تغمض عينيها مهمهمة بتلذذ شديد والعسل يقطر على فمها.
انتفض من على كرسيه وكشر عن أنيابه وهو يرى احد الشباب طويل الجزع مفتول العضلات وسيم المحيا يتبرع ويعطيها منديل ورقي مشاوراً لها على شفتيها التي يعتبرها تخصه…تخصه واحده ..من سمح لها بأن تتصرف هكذا.
قبضت مفاصل يده متكورة وهو يقبض على مسندي الكرسي من شدة الغضب وهو يري ذلك الشاب يتحدث معها وهي ضحكت…من سوء حظها وتعاستها أنها قد ضحكت…ضحكت لشاب يبدو أنه معجب بها .
ليتابع بترقب وقلق ذلك الشاب تفسه وهو يتردد السيدتان اللتان بجوارها.
لم ولن ينتظر وإنما رفع سماعة هاتفه وأمر رجاله بسرعة إحضارهن ثلاثتهن لعنده حالاً.
_________سوما العربي_________
دلفت وفاء لعند عاصم لتجده يجلس وهو يسند دماغه على يده بإرهاق شديد فقالت:
-أمرني.
رفع وجهه لتبصر ملامحه المتألمة وبلحظة شعرت بالندم لتهورها ولسانها السليط المتسبب بكل ذلك فالجدع قد ذهب معها ليساعدها ويسعف والدتها ليصبح ذاك هو جزاؤه.
الآن فقط أدركت خطورة وفداحة ما فعلته .
اقتربت منه بإشفاق وسألته:
-تعبان؟
-مش عارف كنت كويس وفجأة تعبت
-مش عارفه بس ليه صممت تيجي الشغل النهارده وفي نفس اليوم
-السكرتيرة كلمتني وبتقول ان الميزانية لازم تتسلم النهارده آخر يوم أنا مش فاكر الموضوع ده.
-أنا فاكره خليني أساعدك.
ابتسم لها بإمتنان مردداً بهدوء:
-شكراً يا قمر هتعبك معايا
تخشبت مكانها تسأل وهي لا تكاد تصدق :
-قمر…اللهي تنتستر
-ضحك عليها وقال:
-شكراً بس أنتي فعلاً قمر هو أنتي مش عارفه ولا إيه؟
حاولت الخروج من ذلك الحديث الذي سيجر قدميها لمنطقه تخشى الدخول فيها كبقية الفتيات فنقضت نفسها و مسحت وجهها قائلة:
-يالا عشان نقفل الباقي من الميزانية…على فكره أنا الي عملتها لك.
-بجد
-ايوه أنا خريجة تجارة
-امال ليه بتشتغلي بوفيه حد بالذكاء والجمال ده مايبقاش في مكانه الصح
تاهت في حلاوة حديثه ونطراته وقالت:
-وبعدين بقااااااا…هي الخبطه مأثره للدرجه دي وبعدين مالك كده طيب كده ليه …فين عاصم بتاع زمان الي كان بيناطح فيا واناطح فيه وكان جبروت ويستاهل كل الي بحراله مالك مستطيب كده أنا مش عارفه اخد وادي معاك.
ابتسم عليها وسأل:
-كنا بنناطح بعض ازاي بقا فكريني.
تاهت في بسمته ثانيه أخرى وسيصبح الوضع من الصعب السيطرة عليه لتنفض رأسها مجدداً تقول:
-بقولك ايه انت كنت مناديلي ليه؟ ااااه صحيح نسيت أقولك…حوريه
-حوريه مين؟
↚
غمزت بعيناها تردد:
-حوريه الي كنت عايز تظبطها…فرصتك جت لك ..متخانقه مع أستاذه منه ومحتاجه لحد يقف في ضهرها…أظن مافيش فرصه احسن من كده عشان تقرب منها
-نادي لها نشوف مشكلتها بس هقرب منها ليه؟
-هااه؟! بص انت يمكن بس عشان لسه ماشرفتهاش لكن لما تشوفها كل ده هيتغير دي تحل من على حبل المشنقه..استنى هروح أنادي لها تجي لك وتقعدوا لوحدكم تحكوا.
همت لتغادر فقال:
-وفاء استني.
توقفت مكانها بقلق فقال:
-ماتغبيش عني عشان أنا مش فاكر أي حد هنا ولا عارف كنت بعامل كل واحد أزاي ومش مش عارف مين آمن له ومين لا فخلصي وتعالي بسرعه عشان مش مطمن لهم.
لتشاور على نفسها وتسأل بذهول:
-ومطمن لي أنا؟
-اه
-ليه مانا المفروض زيهم
هز كتفيه ورد بجهل:
-مش عارف بس مرتاح لك.
لتغادر دون التفوه باي حرف إضافي وقد سلب عقلها حديثه وعقلها يردد:
-مأمن لي أنا؟! اه لو عرفت أن أنا وامي السبب في الي انت فيه بعد ماكنت جاي عشان تنجدنا…اااه.
_________سوما العربي_______
كان الخوف يكتنفهن ثلاثتهن بعدما توقفت امامهن سيارة سوداء عاليه وقد اخترقت الزحام وترحل رجل ببذله سوداء وشارب كثيف يأمرهن بحزم:
-اتفضلوا معايا بهدوء لو سمحتم
لتسأل فوزيه :
-احنا
-آه
-ليه يابني…أمن دوله دول ولا ايه…أنتي عملتي ايه يا فوقيه.
-والنبي يأختي ماعملت حاجه
ليردد الرجل من جديد:
-يالا لو سمحتم.
لكن فوزيه لما يعجبها الوضع وقالت:
-انت مين يا جدع انت ونيجي معاك بتاع ايه شايفنا غلط ولا ايه عشان نتخطف بالسهوله دي؟
هز الرجل رأسه ثم قال:
-حضراتكم مطلوبين في السفارة
-سفارة ايه
-اتفضلوا معايا وهناك هتعرفوا كل حاجة
فذهبن معه بجهل شديد وقلق.
_______سوما العربي_______
أسدل الليل ستائره على الحي العتيق وعادت حوريه لتمدها من خلو المنزل من والدتها فقررت شحن هاتفها لتتصل بها.
دلفت لغرفتها وأشعلت النور وبدات في فك أزرار بلوزتها وخلعتها وبقت بكنزه قطنيه بلا أكمام وهمت لتخلعه كذلك لكن شهقت برعب وهي ترى النافذة تفتح ببطش شديد ثم فُجت بدخول زيدان منه.
صرخت برعب فاقترب يده يده على فهمها ويضمها له قائلاً:ششششششش…هشيل أيدي بس تهدي و أوعي تصوتي.
هزت رأسها إيجاباً فأبعد يده لتحاول التقاط أنفاسها ومن ثم التحدث:
-انت اتجننت …ايه الي جابك هنا وبالطريق
فرد بقوه:
-عارفه فيلم البحث عن فضيحه
-حلو هنمثله أنا وانتي دلوقتي وانتي هتعملي دور مرفت أمين
لتتسع عيناها برعب وهي تراه يقترب منها بعزم بينما يخلع عنه ملابسه وكله إصرار على إتمام ما يريد.
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
خطوات مرتجفه متوترة من أقدامهن الواهية نحو طريق غير معلوم بالنسبة لهن، هن فقط يتبعن رجل عريض المنكبين ضخم الجثه يرتدي نظارة شمسية في عز الليل
حتى وصلن أخيراً أمام غرفه لاحظوا توقف ذالك الضخم عندها، دق على الباب دقه فأخرى ثم فتح لهن الباب كعلامه على طلبه الدخول دون ان يتفوه بحرف لتنظر له فوقيه وهي تمس شفتيها متسائله:
-هو ايه ياختي الصم والبكم الي احنا فيه ده
بيتنا تشدقت فوزيه:
-هو احنا رايحين على فين ومالهم بينا الناس دي أصلا
وبدأ ثلاثتهن يتطلعن حولهن بتفقد للغرفه الفخمة الواسعه وسع مبالغ فيه ومؤثثة بأثاث كلمة راقي قليله على وصفه ثم ظهور رجل من باب جانبي يرحب بهم مردداً:
-أهلاً وسهلاً نورتوا
لكنه لم يلقى رد سوى ثلاث وجوه واجمه ليقول:
-اتفضلوا
-نتفضل فين يا عين أمك؟!
كان ذلك صوت فوزيه التي أردفت مستمرة:
-احنا فين وجايبنا هنا ليه احنا عايزين نفهم.
-مش أنا اللي جايبكم يا حاجة
-يسمع من بوقك ربنا يا ضنايا بس أنا لسه ماحجتش فممكن أقتل قتيل واطلع احج لربنا فيغفرلي.
رمش الرجل أهدابه حينما فطن تعديدها المبطن ليردف:
-قتل ليه بس ده احنا عايزنكم في خير واصلاً مش أنا اللي طالبكم
فسألت فوقيه:
-امال مين يابني ما تخلصنا عيب كده أنت من دور عيالنا .
كل هذا ورنا صامته تشاهد بترقب ما يحدث وقلبها لا يبشرها بخير كأنها متوقعه سبب تواجدهم هنا، تاركه المهمة على خالتها فوزيه وأمها إلى حد ما.
شعر الرجل بالخطر فأسرع يقول:
-في شخصية مهمة جداً وحساسة طالبه تقابلكم عشان كده طلبناكم هنا في
السفارة.
إنحبست أنفاس رنا مع جملته الأخيرة بينما نفخت فوقية بضيق وضربت فوزيه باطن يدها بكف الاخرى المسطحة على معدتها وهي تردد :
-اللهم طولك يا روووح…يارب نخلص.
لينفتح الباب ويدلف راموس ببهاء أمامهم فتتسع عينا رنا وهي ترى رعبها وكوابيسها تتجسد أمامها..إذا كان معها…لقد أقتحم منزلها بل غرفة نومها…هو قادر على الإتيان بها لعنده أينما كانت وكيفما كانت… لأول مرة تشعر رنا بالرعب والخوف تجاه أحدهم كانت دوماً شجاعه مقدامة ومبادرة،وجه راموس تمثل لها حياة العبودية وإستباحة حرمة مفاتن الجسد التي لم تعشها إلا عنده بأمر منه.
بدأت تتراجع في خطواتها لا إرادياً للوراء وقد شحب وجهها.
نظرة الرعب في عيناها له كانت تقتل الفرحة بداخله، ليس لأنه ملك بل لأنه رجل أحب فتاة ترتعب كلما رأته.
أثنى تلك الفكرة من باله وحاول التحدث مردداً بصوته الملكي الرخيم
ليترجم لهن الرجل المتوسط معهم:
-أهلاً وسهلاً بكم ..تفضلوا
-هو كمان مش بيتكلم لغوتنا ده ايه المرار الطافح ده؟
فرفع راموس احدى حاجبيه يسأل:
-ماذا قالت؟!
-لا شيء سيدي إنها ترحب بك كذلك.
وابتسم الرجل ليقترب منه راموس خطوة فأخرى كأنه تهديد خفيف وقال محذراً:
-إنتبه فأنا لا أنصحك بمعاودة الكذب على أو خداعي..صار لي فتره وأنا أتعلم العربية خصوصاً مرادفات اللهجة المصرية وقد طلبت مترجم لتسهيل الأمر عليهن ليس إلا ولاني لازلت لا أعرف كلّ المصطلحات المصرية،سأمرر فعلتك تلك كونها أول مره…حسنا؟
أبتلع الرجل لعابه بخوف تحت أنظارهن ورد:
-حسنا جلالتك.
-جيد إذاً…..أخبرهم لما طلبتهن.
التف الرجل نحوهن ثم بدأ في التحدث .
_________سوما العربي_________
هددته لأكثر من مرة أنها والله ستصرخ وتجمع الجيران ان لم يرتجع ويذهب من حيث جاء لكنه كان مستمر في تفكيك أزرار قميصه وقال بتصميم:
-صوتي بسرعه …هو ده المطلوب وهتبقي وفرتي عليا كتير.
-زيداااان.
صرخت بها هلعاً وهي تراه يخلع حذائه بسرعه ويميل ليأتي الدور على السروال وهذا خطر.
-يا نهار مش فأيت…إنت بتعمل إيييييه؟
-هقولك حالاً.
ألقى سرواله أرضاً بإهمال وفتح لها ذراعيه يقول:
-تعاليلي بقا يا مراتيي يا حلوة أنتي
أتسعت عيناها رعباً وتحفزت كل خلاياها فبدات تبتعد وتستعد للهرب منه لكنه لاحقها يتتبعها فحذرته تناشد أي ذرة تعقل داخله :
-أعقل يا زيداان
-وانتو خليتوا فيا عقل أنتي وأمك
-يا زيدان كفايه فضايح
-فضيحة كمان بقا عشان خاطري.
-أنت ايه الي جرالك أنت ماكنتش كده
-هي جت عليا يعني ولا لازم الفضايح تتعملي ما اعملها أنا مرة يمكن الحال يتصلح
-إنت أكيد أتجننت.
تمكن منها أخيراً وجذبها لعنده مردداً:
-وأنا مين جنني…مانا كنت بعقلي…مش أنتي؟ بس يظهر ان العقل الزيادة غلط…الموضوع لازمه شويه جنان على شوية فضايح…عايزك بقا تصوتي وتلمي علينا الجيران وأنا بتهجم عليكي يالا.
إستشعر إرتجافها فرق قلبه وسأل بينما يمرر يده على خدها المستدير الذي يعشقه:
-أنتي خايفه مني يا حوريه بجد ولا ايه؟!
-احنا اتطلقنا خلاص وأنا ….
قاطعها قائلاً بتأكيد:
-أنتي لسه في عدتي وأنا عايز أرجعك قبل ما فرصتي تخلص الشيخ قالنا كده مش إنتي كنتي معايا وسمعتي بنفسك
-بس…
-مابسش….أمك هي اللي منعاني عنك فقولت مابدهاش بقا…هي لازمها فضيحه عشان ترتجع.
-أنت جبت الأفكار دي منين …عمر ما دي كانت دماغك ولا أفكارك
-من صالح.
ثواني وابتسم ثم أكمل مستغرباً:
-عمر دي ما كانت أفكاري؟! على أساس انك كنتي واخدة بالك مني أصلا؟ ده لولا عملة محمود كان زمنا لسه بينا بعد السما والآرض.
ليزيد من ضمه لها ويقول بتصميم:
-بس أنتي خلاص بقيتي نصيبي وبتاعتي وهتفضلي بتاعتي مهما حصل…عايزك بقا تصوتي على أد ما تقدري…عشان أمك تسمعنا.
ثم جذبها لعنده حتى تلاحمت أنفاسهم مع نظرة طويلة من العين للعين أعقبها فقدان التماسك وإنسحاب العقل وردد بهمس:
-وحشتيني .
قالها قبلما يميل بهدوء شديد وتتناغم بشفتيه مع شفتيها التي لم ترفضه وكان بعدم رفضها لذه وحلاوة انفجرت داخله أنعشت روحه بل أعادتها وأعادت له ثقته المسلوبه …حورية الآن معه غير رافضه.
بإستشعاره تناغمها وإستقبالها لقبلته ومبادرته نسى نفسه ونسى خطته واين هو …لا يشعر بما يدور حوله ولا هي رغم شعورها بيده التي ترفع عنها المنامة القطنية ذات الحمالة الواحدة لتقف بين ذراعيه دون شيء يحجبها عنه.
وبصيص من صوت العقل يناديها لتهمس:
-زيدان…ماما مش هنا.
لكن زيدان لم يكن ليسمع أو يدرك …فقد جاء حافظاً دون فهم لينفذ ما خططوا له ولم يحسب حساب بعدم دخول والدتها عليهما في التو …وها هو يفقد ثباته وتركيزه أمام جمال حورية المهلك…رجل ومعه زوجته الحورية التي سهر الليالي يتمناها ويترقب إعادتها له قبل إنتهاء العدة وها هي اخيراً أصبحت بين ذراعيه….كيف سيتركها …بالتأكيد لن يقدر على المقاومة.
فكان جسده وقدميه كذلك روحه تهفوا لأن يسقط معها على الفراش ويسكت صوت العقل والشوق والرغبه سيسكتهم جميعاً ويتحدث هو معها.
_________سوما العربي___________
ذهبت محاولات المترجم في تبسيط الموقف سدا…تلك السيدة صعبه صعبة صعبة.
ربما شقيقتها اقل منها خطراً في لذاعة اللسان لكن والله ان نظراتها قاتلة وكأن الرب قد أودع بعيناها ما انتقصه من لسانها.
وراموس غير مهتم غير بنظرات حبيبته المرتعبة ولم ينتبه لأحد دونها إلا بعدما وقفت فوزية بتأني تردد واحدة واحدة:
-يعني الجدع ده جاي عايز يتقدم لبنتنا؟!
-اه
-اه؟! جاك أواا أما يأويك.
-What؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
هتف بها راموس متحفزاً بعدما انتبه لها بسبب تصرفها الملحوظ.
ثم أردف مهدداً:
-ترجم ما قالته حرفياً دون تلاعب.
فقال رجل بنبرة باكيه:
-ماذا أخبرك سيدي فما قالته ليس له ترجمة حرفية…لكن للحقيقة هي تسبني؟
تراجع راموس بغضبه بعض الشيء كونها لم تسبه هو بينما أكملت فوزية؛
-آنتو الاتنين عمالين بترتطنوا كده تقولوا ايه في ليلتكوا الي مش فايته دي؟
اقترب الرجل منها محذراً يقول:
-اهدي ياست فوزيه مايصحش كده…عيب
-عيب؟؟ هو انتو تعرفوا العيب بقا جايبين تلات نساوين شحن في العربيه ولا التلاجات وتقولوا اصل في واحد عايز يتجوز البت؟
-طب وفيها ايه بس ياست؟
-فيها ان احنا مصريين يا حبييبي وبناتنا مابتتجوزش برا…هو احنا سالكين مع المصري في محاكم الأسرة لما نروح نتجوز واحد يودينا محاكم بلده هو.
-احممم….طيب يا ست فوزيه شكلك لسه مش مقدرة الموقف الي واقف يخطب أيد بنت أختك ده ملك.
-حصلنا الرعب ياحبيبي.
اتسعت عينا الملك وهو لم يصله المعنى الواقعي لحديثا لكن هزة رأسها ورقبتها الساخرة جعلته يفطن إستهزائها الواضح به وبشخصه.
تنقلت عيناه بين تلك السيدة ذات اللسان السليط والسيدة الأخرى صاحبة النظرات القاتله وبين رنا التي تجمع الاثنان يتذكر كيف كانت نظراتها تقتله من شراستها وقوتها ربما كانت من اهم ما جذبه لها بخلاف لسانها الحاد الذي لم يكف عن السب والإعتراض، على ما يبدو أنها قد ورثتهم منهما.
ليحاول التحدث قائلاً:
-أسالها علام الأعتراض
حمحم الرجل بخوف وهو يلتفت نحو تلك السيدة الشرسة ثم سألها لتصفق بيديها غضباً وسخطا بينما تهتف :
-هو البعيد بجح؟! انتو جايبين البكاسه والملاحة دي منين عشان تجيبونا لحد عندكم لأجل ما تطلبوا إيد بنتنا؟! ولا نكونش ساكنين في الشارع ولا على رجل جنابه نقش الحنه؟ ولا يكونش مستقل بينا شوف يا ابني أنا مش هتكلم كتير الي عايزنا ييجي يدق بابنا غير كده ماتلاقيش فاهم كلامنا الجدع ده وهتعرف تترجم له ولا نجيب لكم انتو الاتنين مترجم في ليلة أبوكوا المقتدرة دي
وقف الرجل مبهوت لا يسعفه الرد أو الصد أمام لسان تلك المرأة بينما تأهب جسد راموس وسأل :
-هل ذكرت سيرة والدي الملك؟
-بتقول حاجة يا الدلعدي؟؟؟
ضرب الرجل وجهه بكفه بينما سأل الملك:
-What’s the meaning of edlaady?
-احنا هنمشي ولا مش هنمشي في اليلية دي؟
اقترب الرجل من فوزيه وفوقية يحاول تهدئتهم والتحدث اليهما بينما راموس يراقب رنا المتراجعة للخلف لا تشترك نهائياً في الحديث بعيونها الجميلة خوف وهلع تتحاشى تلاقي العين معه فوقف من مكانه وأخذ يتقدم منها بخطوات متمهلة حتى وصل لعندها و وقف أمامها يحاول الحفاظ على مسافتها الخاصه بعدما تيقن من خوفها الذي قطعه.
طالعها مبتسماً ثم قال:
-أشتقت لكي ولبسمتك الجميلة، منذ مدة لم أراها، ألم تشتاقي لي؟
قوبل سؤاله بالصمت التام بل كانت تنظر أرضا متجنبة النظر لعيناه.
-أرفعي رأسك.
أمرها بصوت رخيم لكنها لم تلبي ليفعل من جديد ولكن قال:
-أرفعي رأسك رنا
رفعت رأسها على الفور متفاجئة من نطقه لأسمها الصحيح، كان لما فعله معنى كبير مبهج وعميق، هو لم يناديها ميرورا كما فعل وهي جاريه عنده، لم يطمس هويتها كما تعمدوا سابقاً، بل ناداها رنا معترفاً ومعتزاً بأسمها وكينونتها، يطلب منها ان ترفع رأسها على عكس ما كانوا يلزموا به الجواري، هي تتذكر جيداً كيف كانت ستنشق لمجرد أنها لم تقف منحنيه لشقيقة الملك.
هو يخبرها ببساطة شديدة قدرما أستطاع أنه لم يعد يراها جاريه وأنها ما عادت جاريه.
شقت إبتسامه خفيفة فمها الصغير وكم كان لذلك وقعاً قاسياً ومحزناً على قلب الملك الذي لم يدرك بشاعة ما عاشته بمملكته إلا الآن عندما تبسمت لمجرد إعترافه باسمها وعدم فرض هويه أخرى عليها، ما جرى نبه الملك على الحقيقة المرة وهو أن الفتاة الوحيدة التي أحبها قد تعرف عليها في ظروف سيئة جداً، والحقيقة الأمر هو ان ما عاشته في مملكته يعتبر أسوأ أيام حياتها على الإطلاق ليعلم ان طريقه معها طويل طويل جداً.
لكنه استدرك بهوت وجهه وحاول مجاراة الموقف ليبادلها الإبتسامة بأخرى ثم مد يده كي يلتقط يدها ببراءة مفرطة لأول مره بحياته وهو يقول بحنان:
-أشتقت لكي كثيراً رنا ولم أطيق الأبتعاد، ألم تشتاقي لي؟
لينتبه على صوت تلك السيدة وقد تدخلت:
-مانجيب بقا شجره تضلل علينا واتنين لأمون…ايدك جنبك يا حبيبي…أنت موقف واحد يشاغلنا وجاي هنا تتلزق وتستفرد بالبت ليه شايفها سايبه ولا مفكرنا داقين عصافير؟!
بينما راموس يجاهد كي يخفي إبتسامته وهو يضحك على إنفعالات هذه المرأه رغم عدم فهمه لكل كلامها لكن ردود أفعالها تصيبه بالضحك وهو يرغب بالحفاظ على تجهم وجهه كنوع من أنواع الاعتراض على تماديها مع جلالته.
لكنه غييير قادر فضحك…….
وأسرع الرجل المترجم متدخلاً يقول:
-ياستي أبوس أيدك ورجلك إنتي ليه مش عايزه تدركي انك واقفه قدام ملك.
-الملك لله يا حبيبي و أنا الولا ده مش داخل دماغي
ضرب الرجل على رأسه يردد ببهوت:
– الولا ده…روحنا في داهيه
-تروحها لوحدك الداهيه دي أنا ماحدش له سلطان عليا…قال ملك قال….انهي ملك ده الي يقف يزنق في البنات …بص أنا جبت اخري وأختي ضغطها وطي …وعظيم بيمين لا نكون ماشيين من هنا وقتي..مش عايزه أسيب عليكم لساني.
لم يمكنه التماسك…لقد ضحك الملك بل انفجر…وقد فهم معظم كلامها وتهديدها أنها لا لم تتكلم وتخرج ما بجعبتها بعد…
فقهته عالياً وقال:
-كل هذا ولم تتحدث؟! هل كل نساء بلدتكم هكذا؟ كنت أظن ان رنا وحدها كذلك.
ليهز الرجل رأسه قائلاً:
-كلهن سيدي كلهن…حتى أني أقسم لك ان تلك السيده هي نسخه طبق الأصل من جدتي لأبي التي تعدت الخامسه والثمانون من عمرها مازال لسانها كما هو ويدها لا تكف عن ضرب مؤخرة عنقي لقد فعلتها البارحه سيدي ولم تبالي بالمكانة العلميه التي قد وصلت لها وحينما ذكرتها بمكانتي وقربت لها عيب يا جدتي ذكرتني هي كيف كنت أتبول على قدمها..تحفظ الأعداد والأرقام ومازالت تدير تجارة جدي وتعطي الأوامر للعمال أنها رهيبه يا سيدي…النساء في بلدنا رهيبات.
ضحك الملك على ما تفوه به من شدة ضغطه بينما قالت فوقيه:
-لو خلصتوا كركر مرمر الي انتو فيها دي شوفوا لنا عربية توصلنا الساعه عدت ١١ عيب كده خلوا عندكوا شويه نخوه ولا مافيش؟
-بينها كدهً مافيش…شكله مستقوي القلب بسلطته مفكرنا هنسكت …ايه قولك بقا يانا يا أنا في الليلة دي لما نشوف هنروح ولا لأ.
هز الرجل رأسه بيأس يعلم تمام العلم أنها لن تصمت وكذلك الملك الذي ضحك مبهوراً بتلك الشخصيات التي قابلها بتلك البلاد.
__________سوما العربي_________
انفلتت خيوط اللعبة من يده …لم يقدر على التماسك…فقد جاء لفصيحه ليتحول الأمر إلى شيء آخر.
هي كانت الأنبه و الأقوى لما انتبهت على وضعهما وانتبهت على إستجابتها له.
إلى هنا وكانت نقطة الحسم …وأدركت…..هي لا تريد الأنفصال عنه…عليها العودة له ولبيتها فذلك أفضل بكثير من ان يدخل بها في بيت والدتها.
وانتفضت مبتعده عنه وهي تستشعر خلعه لآخر قطعة قماش كانت ترتديها .
ربما هنا فقط تنبه زيدان وخرج قليلاً من سحر النشوة العجيب ليدرك أنها بأحضان بعضهما مستجيبات دون ستار في الفراش ولكن ببيت والدتها.
بلل شفتيه وهو يلاحظ تمسكها بالملائة تحجب نفسها عنه وهي تنظر أرضاً خجلاً من نفسها على إستجابتها رغم وضعهم الراهن ليقترب منها وهو يضع خصله من شعرها الناري خلف أذنها ثم يقبل وجنتها الساخنه بخفة قائلاً:
-أرجعي معايا يا حوريه بيتنا…أنا عايزك ومحقوق لك ..مش حلوة في حقك ولا حتى حقي لو عملنا كده هنا في بيت أمك..تعالي معايا ولو خايفه من أمك أنا هتصرف معاها.
رفعت أنظارها له مترددة فقال مهدداً يمازحها:
-هتلبسي هدومك وترجعي معايا على بيتنا دلوقتي ولا اعمل عملتي معاكي دلوقتي وأحنا وضعنا حرج أصلا.
ضحكت بخفه فقال:
-ضحكت يعني قلبها مال…شوفتي عشانك زيدان بقا يغني.
نظرت له بصمت فتشجع قائلاً:
-حوريه هو أنا ما قولتلكيش قبل كده إني بحبك؟
-تؤ
-عشان حمار…تلاته بالله العظيم أنا حمار..لا أنا تلات حمير في بعض …ازاي واحد يبقى معاه بنت حلوة وتهبل زيك كده ويطلقها بس والله انا عملت كده عشان مابقاش جابرك عليا عشان لو رجعتي ترجعي بمزاجك بس انا الي. طربوش ومدب ومش بتصرف صح….
ألقى كلامه دفعه واحده دون ترتيب أو تزويق وهي تناظره بابتسامة فأضاف:
-أنا بحبك يا حورية…بحبك قوي….وعمري ما هحب حد زيك.
ذابت في حلاوة أعترافه واتسعت ابتسامتها فاقترب منها وهو يرى التقبل والرضا من اعترافه في عيناها وكاد أن يقبلها لكنها نفضته عنها تقول:
-ده بأمارة الورشه الي بقت بتشغي بنات؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-أنتي المقصودة يا حبيبة زيدان.
ضحكت بخجل بعدما ناداها بحبية زيدان في حين أكمل :
-وبعدين مش عاجبك لميني…أنا كل فترة كده بحتاج الي يشكمني…تعالي معايا البيت واشكمي المعلم زيدان الي مطوته معمله على وشوش ملايين..ايه رأيك.
ضحكت تهز رأسها وقالت :
-موافقه.
__________سوما العربي__________
وصل للحي بتردد شديد ولكن رسالة والده الحاج شداد كانت مقلقة فترجل من سيارته الجديدة التي أشتراها من أرباح الفيديوهات ثم دلف للداخل.
ودق الباب لتفتح له رشا مستغربه:
-محمود؟!
-ابويا فين؟ بتعملي ايه عندنا؟
-جيت أساعد مرات عمي
-من انتو حنية القلب دي؟
قاطعهم شداد الذي قابله بوجه متجهم:
-شرفت يا حبيبي…يا ألف بركه… ده أنت رقم تليفونك بقا مهم ومن الاسرار العظمى بقا…كل ده عشان اعرف أوصل لرقم تليفون ابني..مخبي نفسك ليه؟
-ونخلي نفسي ليه
-ده أنا بأمس بقا…
قلب محمود النظر بين والده ورشا ثم قال:
-جرى ايه يا حاج مش كده
فتأهب شداد يقول:
-ايه مش عاجبك عشان عليت صوتي عليك…ايه قولك بقا إني هعمل الاكتر من كده هتتصرف وتتكتف من ايديك ورجليك وتنحبس في اوضتك لحد ما تقول حقي برقبتي.
ثم اقترب منه بضربه كف مردداً:
-ده عشان طمعت في شقة اخوك واستحليت شقاه
ناوله آخر وأكمل:
-وده عشان اشتغلتنا كلنا وسافرت يوم فرحك
-وده عشان حوريه…وده عشان اخوك الي مارحمتوش.
ثم بدأ يكيل له اللكمات وهو يقول:
-وده عشان طلعت ديوث و واطي مش بتصون العرض والشرف…يا بن ميتين الكلب يا وسخ… أنا هوبيك من اول وجديد وهتتحبس في أوضتك لحد ما تقول حقي برقبتي يا خسيس يا واطي.
صوت شداد كان عالي متزامن مع صراخ محمود المستجير بألم وفردوس التي لا تستطيع التدخل ورشا المصدومة بخوف شديد.
فاجتمع سكان المنطقة أسفل بيت الحاج شداد يتداولون ما يجري بينما زيدان غارق في اللذه مع حوريته لا يرى ولا يسمع.
وباللليل عادت فوزيه تساند شقيقتها ورنا يترجلن من السيارة الفارهه التي أقلتهم من عند السفارة للحي ولاحظن تجمهر الناس حول بيت الحاج شداد فأوقفت فوقيه أحدهم تسأله :
-في ايه هناك يا واد يا مجدي ايه الي جرى
-بيقولك الحاج شداد جايب محمود وعمله كمين وحالف لا يعلمه الأدب.
لتسحب فوزيه نفس عميق وقالت بشماتة وصدر رحب:
-على الله يعرف يربيه…يمهل ولا يهمل.
ثم نظرت لشقيقتيها وقالت:
-انتو هتيجوا تباتوا معايا النهاردة مش عايزة رفض أنا مش حمل مناهدة
أستجاب لها كل من فوقيه ورنا وتحركت بعدما انتهى واختفى الصوت من عند منزل شداد وبدأ التجمهر ينفض فصعدن كذلك للبيت وفتحت فوزيه الباب لتتفاجأ بزيدان يخرج من غرفة وحيدتها وهو يغلق أزرار قميصه بينما يصفر مدندناً
ضربت على صدرها تقول:
-ليه الي جايبك هنا بمنظرك ده وكنت بتعمل ايه جوا.
هز كتفيه يقول ببرود:
-أبداً لاقيت حوريه اتأخرت عندكم قولت أعدي أخدها …مش كده يا حوريتي.
-حوريتك؟!!!
لتصدم وهي ترى حوريه تخرج من غرفتها وعيناها أرضاً لكنها تحمل حقيبة ملابس كبيرة والجواب واضح لتضحك فوقية بينما هتفت فوزيه:
-ضحك على عقلك ياختي…أكلك البالوعة؟
فعقب زيدان معترضاً:
-بالوظة؟؟؟ بقا القمر ده يأكل بالوظة؟؟ ده يأكل مانجا…مهلبيه…قشطه.
-والله وزيدان بقا يعرف يتكلم …
مال يحمل حقيبة حوريه ثم قال:
-كان نفسنا نسهر معاكم بس عندنا كلام كتير محتاجين نخلصه في البيت …سلام…ابقوا تعالوا زورونا ممكن نفتح لكم عادي….سلام عليكم…يالا يا حوريتي.
ثم سحب حوريه معه لكنها لم تتحرك وبقت واقفه كأنها تخشى والدتها التي قالت :
-مالك متخشبه في مكانك زي ما تكوني مستنيه موافقتي مثلاً…ياختي ده أنتي لابسه ومحضرة شنطتك…روحي ماتتكسفيش روحي…الباب يفوت جمل.
-جمل…مشكرين يا حماتي…سلام.
ثم أخذ حوريه وغادر وهو الآن فقط يستطيع التنفس بأرتياح وتقدمت فوزيه تغلق خلفهم الباب وما ان أغلقته حتى ضحكت معلقه:
-ربنا يهدي سرهم.
بينما في القصر جلس راموس أمام الجهاز الذي سجل لقاءه برنا وأسرتها يعيد مشاهدة ما دار بينهما يوقف كل ثانيه الفيديو يبحث ويستقص عن المعنى الحقيقي لكل كلمه قيلت باللقاء وهو يضحك ما ان يصل لشيء ما ثم يعاود المشاهده وهو يفكر في أيامه القادمه بعدما دخلوا حياته الملكية بطريقتهن تلك….على ما يبدو أن الأيام القادمه تحمل في طياتها الكثير من العجائب
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
دلف للبيت يحمل حقيبتها بيد ويسحبها باليد الأخرى يشعر وكأنه يمتلك الدنيا بحذافيرها الآن.
يقسم إلا يفلتها من يده، صعد الدرج بسرعه يحثها على أن تجاري خطواته وهي تردد:
-براحه يا زيدان هنقع
-بعد الشر عليكي من الوقعه يا قلب زيدان
لكنها تعثرت بالفعل وتعرقلت قدمها فتأخرت خلفه في الوقت الذي خرجت فيه رشا من شقة عمها تهم بالمغادرة بعدما يئست من عودة زيدان وقد طال انتظارها.
ليتهلل وجهها ما ان رأته فقالت بلهفه بائنة:
-زيدان…اتأخرت كده ليه النهارده
لتنحشر باقي الكلمات في حلقها ما ان أبصرت وجود حورية معه فقالت:
-حورية؟
بقت حوريه تنظر لها بصمت وصدمه غير قادرة على مواجهة أو حتى إستيعاب تغير رشا، لا تريد أو تحبذ ابداً ان تتناوش مع إحداهن من اجل رجل حتى لو كان زيدان.
ورشا كانت صديقتها متى ولما تغيرت هكذا؟ وكيف لم تلاحظها وتلاحظ نواياها.
لترد حوريه بوجه يحمل ملامح الخزلان:
-اه حوريه…ازيك يا رشا.
تلبكت رشا في الرد سؤال حوريه كان واضح وكأنها تسألها لما لم تهتمي بشأني وتسألي عن غيايبي فجاوبت دون سؤال:
-الحمدلله…ماعلش لو ماكنتش سألت عنك الفترة الي فاتت بس أصل ماما كانت تعبانه و…
قاطعتها حوريه تقول بأعين حاده:
-لا ألف سلامه أنتي بردو الله يكون في عونك بتراعي مامتك وتراعي مرات عمك …تخيل يا زيدان رشا الي ماكنتش بترضا تشتري ولو كيس ملح من البقال بقت تنزل وتروح تبضع وتشتري الخضار لمامتك من السوق أنا شوفتها كذا مره من البلكونه وهي راجعه ماصدقتش نفسي والله قولت الدنيا جرى فيها حاجة.
رفعت رشا حاجبها الأيسر بنزق ….وصلها مغزى الحديث…حورية تخبرها بأنها تعلم مابداخلها حتى لو ظنت أنها بارعه في إخفاءه
اذاً اللعب بات على المكشوف…حسناً….ليكن…..
إبتسمت رشا بليونه ثم قالت:
-وأنا ليا بركة إلا مرات عمي و ولاد عمي دول سندنا بعد ربنا ربنا يخليهم ليا يارب.
ابتسمت حورية ضمت زيدان لها كأنها تكشر عن أنيابها مرددة:
-وليا يا رب.
جملتها الأخيرة كانت تصريح ….إعلان ملكية.
كل ما قيل وكل ما حدث لا يعنيه ولم يبالي به كثيراً لكن إعلان ملكيتها الأخير هز أوتاره ونظر لها بأعين لامعه أصابت رشا بمقتل خصوصاً وهي تراه يرد الضمه بضمه ويميل يقبل رأسها متمنياً:
-ويخليكي ليا يا حبيبتي
-حبيبتك؟؟
كان هذا صوت رشا المصدوم من نسخة زيدان الجديدة التي بات فيها يعبر عن حبه عادي دون مواراة
لترد عليها حوريه وهي ترفع حاجبها:
-طبعاً حبيبته عندك اعتراض ولا حاجة يا صاحبتي؟!
حمحمت رشا تحاول إجلاء صوتها ثم قالت:
-لأ طبعا.
صمتت تراقب تطلعه العاشق لها ثم أكملت دون مراعاة لأحساس أحد:
-بس اصل غريبه لان كلنا عارفين ظروف جوازكم وان لولا هروب محمود وفضيحته ليكي ماكنش زمانكم دلوقتى مع بعض أصلا أنتي وزيدان زي الشرق والغرب.
إرتبكت بعدما لاحظت تجهم وجه زيدان من كلامها لكنها لم تكن تبالي سوى بما تريد وبالنتيجة.
بينما أسبلت حوريه عيناها تسحب نفس عميق وقد أيقنت ان تلك الماثلة أمامها لا تستحق أي رحمة أو شفقه بل تستحق رد حاسم يسحقها.
هي من البدايه لم ترغب بجرح مشاعرها رغم كل ما فعلته ورغم تخليها الواضح عنها، كانت تتحسس الكلمات حتى وهي تناظرها الآن لكن بجملتها ألأخيرة والتي ألقتها في وجههما دون أي حساب لمشاعرهم كانت القشة التي قسمت ظهر البعير لتقرر الرد عليها بحسم بل وأزيد لتقول:
-مين قالك يا رشا ….أنا وزيدان بينا حاجات كتير مشتركة وهو الراجل الي أنا كنت بدور عليه.
ضمها زيدان له اكثر وكأنه يستمد قوة لنفسه منها بعدما قالته رشا فقد ذكرته بشعور الرفض الذي عاشه طوال حياته في حين تمسحت حوريه به وهي تكمل:
-سبحان الله..كأن ربنا ساق على محمود عقله عشان يتصرف كده ويبقى زيدان في الآخر من نصيبي أنا وهو فعلاً يا رشا ستر عليا أنا مش هنكر اصل هو راجل قوي ونادر تلاقي زيه دلوقتي…يالا الحمدلله اهو ربنا فضل محوشهولي عشان أخده ليا لوحدي..ماعلش يا رشا كان نفسنا نقف معاكي شويه كمان نسلي وحدتك بس آحنا لسه عرسان جداد بقا أنتي فأهمه…ابقي تعالي زوريني ماتتكسفيش هتنوري بيتي.
أسود وجه رشا حينما واجهت وجه أخر جديد من حوريه وبقت متيبسه في مكانها تردد:
-بيتك؟؟!!
بينما تقدمت حوريه تسحب هي يد زيدان كأنها أمه وهو يتبعها بأعين مذهوله وداخله يصرخ كطفل صغير (هااااااايه)
تخبط بكتفها رشا كأنها تزيحها وتفسح لنفسها المجال وتجر خلفها زوجها فتبدو كمن فازت به .
ليتوقفا عن دباب شقة شداد وقد فتح الباب وخرج منه لاهثاً بعد ضربه لمحمود يقول:
-زيدان أنا رجعت مراتك؟
اتسعت عينا زيدان وهو يلاحظ أحمرار وجه والده وبروز عروقه وأنفاسه الغير منتظمه دليل على مجهود شاق فقال:
-في ايه يابا مالك…هو محمود هنا؟؟
لكن الأب رد بصرامه:
-مالكش دعوة أنت…تطلع فوق دلوقتي ومش عايز أشوف وشك غير بعيل على إيدك….فاهم… يالا اتحركوا.
صوت شداد كان جدي وصارم جداً دفعهما لتنفيذ ما قال وصعدا للدور التالي دون نقاش تحت أنظار رشا التي وقفت تطالع لهفته عليها ولذة انتصار حورية مجدداً وهي تتميز غيظاً.
_________سوما العربي________
جلست فوق فراش حوريه تقلب يميناً ويساراً كان من الأفضل ان تعود اليوم خصيصاً إلى منزلها بعد كل ما حدث جرى لها طوال اليوم.
أبتسمت ضاحكة وهي تتذكر منظر حوريه وهي تخرج من الغرفه محروجه تجر حقيبة ملابسها ولا تقوى على رفع عيناها بعينهم.
وزيدان صاحب اعلى حس بحارتهم ومحطم الرقم القياسي في المشاجارات وفتح “المطوية”يقف والغرام يقطر من عيناه وقد نجح في إلانة دماغ حوريه بعدما كانت ترفض رفضاً قاطعاً وقد شاهدت ذلك بعيناها وتفاجئت من تلك الحوريه التي باتت تقبل وترفض لا بل وخرجت للعمل.
لتفطن انه الحب ببساطة…على ما يبدو أن حوريه قد أحبت زيدان ….كيف ومتى لا تعلم لكنه حدث فتمتمت (ربنا يهنيهم)
وقد تطرق عقلها تسأل( وانتي هتتهني أمتى يا حزينة على عينك).
تنهدت بحزن واغمضت عيناها تحاول النوم بأي طريقه لكن رنين هاتفها قطع عليها ذلك.
رفعت يدها تجلب الهاتف وتطلع فيه لتبصر رقم مميز…ماكانت تحتاح القطنه لتعلم انه بالتأكيد هو.
وبمحض إرادتها فتحت المكالمة:
-ألو
والجواب كان في صورة نفس سخين عالي وكأنه التقط أنفاسه ما ان إستمع لصوتها يقول بالمصرية :
-وحشتيني.
-إيه؟!!!!
ضحكت….رغما عنها…لقد فاجئها حقاً…هو لم يتحدث العربيه فحسب بل تعمق لمرادفات المصرية.
صوت ضحكتها انعشه وأنبئه بإمكانية إذابة الجليد ليبتسم قائلاً:
-تعلمتها خصيصاً لأجلك…كنت أعلم أن ذلك سيسعدك.
صمتت تستوعب ماقاله وهو قد صمت كذلك قبلنا يناديها قائلاً:
-رنا.
هفى قلبها ورق …هو يفعل ذلك كلما إستمعت لإسمها منه وصدرت عنها تنهيده رائعه شجعته لأنه يكمل:
-أنا اعرف ان طريقي معكِ طويل جداً …لكن لتعلمي رنا أنني لن آكل ولن أمل ولن أيأس أبداً من إستمالة قلبك لي…حتى أنني مستعد لتحمل لسان خالتك ونظرات والدتك القاتله…اااه…إنهما جبارات.
ضحكت رنا بصوت عالي ليزهر قلبه ويكمل:
-لقد أمرت بإجراء إستفتاء وإستفسار عن نساء بلدتك وكانت النتيجة مبهرة…مبهرة حقاً… حتى أني بت اعلم من أين أتيتي بشراكتك تلك .
ضحكت وضحك معها لكنه قال :
-لكنك تصلحين لأن تصبحي ملكة…تاريخ جداتك هو من قال…فالمصريات سليلات دماء ملكية وشاركن في حروب كثيرة.
أخذهما الحديث عن تاريخ جداتها وعظمتهم بدايه من حرب إياح حتب للهكسوس وصولا لنساء المنصوره حينما أسروا لويس التاسع وخروج النساء للثورات.
___________سوما العربي _________
عند زيدان اغلق باب الشقه بقدمه يركله وقد دفعها أمامه للداخل ثم ألقى حقيبة ملابسه على طول زراعه يقول:
-تعاليلي بقا يا حلوة
اتسعت عيناها وهي ترى الحكاية تدخل بالجد فقالت مرتجفه:
-أجي فين؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-أنا نعرفك دلوقتي
ابتعد عنه تحاول الفرار وهو يتتبعها كمن يكمش فروج لتقول:
-طب…لا…اه…مش لما تعمل الإجراءات بتاعت الرجوع ولا بيسموها ايه دي.
قيض على ذراعها ثم قربها لحضنه يقول:
-عملتها كلها.
مد يده يخلع عنها حجابها ثم قال:
-كان قلبي حاسس انك هترضي عني وتحني عليا.
واقترب يقبلها بذوبان أذاب مفاصلها ثم فصل قبلته يقول:
-اخيراً روحي رجعت لي والدنيا شكلها هتضحك لي.
ضحكت بخجل فقال بينما يمد يده يدلك وجنتها المحمرة بحرارة:
-طبعاً أنتي سمعتي أوامر الحاج بنفسك …عايز حفيد بأقصى سرعة..وأنا إبن بار بوالديه ودائماً بحب انفذ الكلام فأنا مش هينفع اخرج من الشقه غير بعيل زي ما قال.
أغمضت عينها وعضت لسانها من شدة الكسوف فرفع وجهها له يطالع جمالها ثم أبتسم قائلاً:
-موافقة؟
ضحكت ترفع حاجبها بمكر ثم جاوبت وبتلكئ:
-مش قوي.
-مش مهم.
وفاجئها بنفسه وهو يحملها لتطير في الهواء بينما يردد:
-يانا يا أنتي النهاردة.
هزت ساقيها وهي بين ذراعيه تضحك مجيبة :
-أنت طبعاً يا زيرو.
دلف بها يحملها كعروس لغرفة نومهما وهو يردد:
-زيزو…ده باين ليلتنا دي عسل…مربي يا مربى أنتي.
وضعها على الفراش برقه ثم بدأ يمارس أحلى وأجدد هواياته التي أكتشفها مؤخرة وهي تفكيك وإزالة أي ملابس على جسد حوريه قد تمنعه من ملامستها والشعور بجسدها الغض على جسده القاسي ليشعر بالمعنى الحرفي لكلمة نعيم وهو يضمها الآن بين يديه دون قيود…دون حسابات…دون ملابس………. بل تلك المرة هي أجمل و أحلى مرة فقد جائته حوريه موافقة عليه…على زيدان الرجل وليس المخلص والمنقذ لها من الفضيحة.
معها شعر بالكمال وأنه رجل ومرغوب….ان النشوة الآن تكتنفه من كل الجوانب …أهاتهما تملأ أركان الغرفه وسريره يقطر شبقاً من شدة وحرارة اللذة التي أغرق فيها كل منهما الآخر حتى ساعات الصباح الأولى.
_________سوما العربي_________
صباح يوم جديد أشرقت فيه شمس بدايات جديدة بحياة مختلفه عن سابقتها لتعلم أن شمس كل يوم هو أعلان عن بدأ حياة جديدة ستكن أفضل من السابق بأمر الله.
فقد وقفت وفاء في فناء الشركه تنظر على نتيجة التقويم ترى أنه قد تبقى ثلاثة أيام على ميعاد صرف الرواتب…..اااه وبعدها ستترك العمل بتلك الشركه….تدعو ان تمرّ الثلات أيام على خير وتتلقى راتبها.
-أنتي واقفه عندك كده تهببي أيه؟
كان ذلك صوت أنثوي حاد ومتعجرف جعلها تلتف بسرعه لترى من هذه، لترفع حاجبها وهي ترى نفس الفتاة التي وقفت تصرخ بحوريه.
دمت شفتيها بهدوء وقالت:
-أنتي بتكلميني أنا؟!!
ليكن الرد من منه هو:
-أنتي؟!!! ده أنتي اتجننتي بقا…أنتي ازاي تكلميني كده….جرى لمخك حاجة ولا ايه يا بتاعه أنتي….انتي نسيتي نفسك…اه ما انتي جارة الزفته رنا وبنت خالتها الشمال الي مش عارفين قدمت ايه للمدير عشان يرضى يشغل واحده من غير شهادة زيها….هستنى منك ايه يعني.
رفعت وفاء احدى حاجبيها وقالت:
-شمال؟! بقا هي الي شمال؟
-قصدك ايه يا بت انتي؟
لاحظت وفاء تجمهر الموظفين وتوافدهم لمشاهدة ما يحدث لتفطن انه قد سبق السيف العزل لتتجرأ قائله:
-لمي نفسك يا منه وبلاش أنا.
اتسعت عينا الجميع واولهم منه التي أشارت على نفسها بذهول ثم قالت:
-آنتي بتكلميني أنا كده يا حيوانه يا بيئة.
لتردد وفاء من جديد بأعين قويه متبجحه:
-هقولك تاني ولمصلحتك…لمي نفسك عمي يا منه وبلاش أنا عشان تاريخك كله عندي .
ابتسمت بظفر وهي تلمح إهتزاز أعين منه وتعالي همهمات الموظفين مع لجوء منه لأخر سلاح قد تملكه وهي تهدد مهتزه:
-أأأنا هوريكي…أأأنا ليا كلام تاني مع أستاذ عاصم.
ثم غادرت لتذهب لعاصم…غادرت لأنها ماعادت تعلم كيف تتصرف مع تلك الفتاة التي تهددها وكانّها تملك فيديوهات ضدها.
لتقف وفاء وحدها في بهو الشركه وترفع رأسها لترى الجميع يصطفون في كل الطوابق بينظرون عليها متفاجئين ومنبهرين في آن.
لتسحب نفس عميق وتبتسم بزهو وسرعان مااستوعبت وتحركت وهي تردد:
-يالهوي… رايحه لعاصم…الأ يقص حته من المرتب…كله إلا المرتب..عض قلبي ولا تعض رغيفي.
ثم ذهبت مسرعه تجاه غرفه مكتب عاصم ودلفت تفتح الباب وتقتحم الغرفه مستغله غياب السكرتيره لتتفاجأ بأنه في مكتبه وحده ولم تأتيه منه بعد.
رفع عيناه فيها لتبصر تهلل وجهه وإبتسامته وشعرت بالقلق لأنها إستحست بصيص من السعاده إجتاحها حينما لاحظت نظرته الجديدة كلياً لها .
لكنها نفضت عن تفكيرها كل ذلك واقتربت منه بتوتر فسأل:
-مالك يا وفاء في حاجة
-هاااه؟! حاجة ايه؟!
-ماعرفش اصل طريقة دخولك كده بتقول ان في حاجة حاصله
إرتبكت وهي تحاول خلق أي سباب دون الإفضاح عن ما حدث طالما ان منه لم تخبره بعد فقالت:
-لأ..مافيش…لا في..أنت…قصدي حضرتك…اقصد …أحمم.
أجلت صوتها واقتربت من تقول بصوت رقيق مراعي تناسب أكثر مع ملامحها الجميلة بخلاف صوتها الذكوري الغير لائق بخلقتها:
-حضرتك تعبان ومريض ومصمم تيجي تشتغل وده ضغط كبير عليك…اااانت نفسك ليها حق عليك وحرام ده حتى ربنا هيحاسبك …أنت لازم تاخد أجازة…أوف كورس لازم تاخد أجازه أربع أيام.
ضحك وقد لانت ملامحه بزيادة وهو يرى ويستشعر خوفها عليه ليسأل:
-أشمعنى أربع أيام ؟
ردت بهيام
-يادوب يكون القبض نزل
-هااا؟!
سأل بجهل حقيقي لتستدرك نفسها وتقول:
-الدكتور قال كده ده أقل حاجة ولو أسبوع يكون افضل …لازم تبعد عن إسترس الشغل مش أنت سلمت الميزانية خلاص…أنا مش كنت خلصتها لك.
-صح بس لسه في حاجات محتاجة متابعه مني.. وأنا بحاول ألمها عشان موضوع النسيان ده.
اقتنصت الفرصه مقتربه تقول:
-ماهو عشان كده مش عايزين حد ياخد باله ويلاحظ ربكتك ….أنا رأيي تأخد أجازه وتتابع الشغل من البيت والسكرتيره بتاعتك تبقى تجيلك من وقت للتأني تتابع معاك.
ابتسم يقول:
-موافق بس مش عايز السكرتيرة…عايزك انتي.
-هااااه؟!!
ابتسم على فمها المفتوح ببلاهه وقال:
-اقفلي بوقك شكلك يضحك…قولت انتي الي هتيجي تساعديني أنا مش عارف أمن لحد وشايف انتي ستر وغطا عليا …قولتي إيه.
لتردّد مجددا ببلاهه أزيد:
-هاااااااه!!!!!!!؟
___________سوما العربي_________
كان يضمها في الفراش يغرق عنقها بسيل من القبلات الحاره على جسدها الذي يقطر عرقاً في أحضانه…لا يكل ولا يمل منها يرفض إبتعادها عنه تماماً يتجاهل تصاعد هاتفه المتواصل غارق فى العسل لا يرغب في الانفصال.
لكنها حاولت حثه على الرد لتقول:
-زيدان
-هممممم
قالها مهمها بشفتيه على جلد جيدها المرمر لتقول:
-رد بقا عيب كده
رفع وجهه لها يمسح حبات على عن جبينها وتلاحظ هي تعرقه ايضاً فتمسح عرقه ثم يقول:
-العيب على قليل الزوق الي بيتصل بينا في الوقت ده
-لا رد لايكون حاجة مهمه
فاعتدل بها على الفراش ومد يده يلتقط الهاتف ليبصر رقم والده
__________سوما العربي____________
استيقظت رنا بساعه متأخرة وقد أصبحت الشمس في وسط السماء لتنتفض من على الفراش وهي تبصر خالتها و والدتها تجلسان أمامها مباشرة:
-بسم الله الرحمن الرحيم…ايه يا خالتو قاعدة كده ليه على الصبح
-صبح؟! صبح ايه يا عيون خالتك ده الضهر أذن أديله ييجي ساعه…ايه الي مكحل نموسيتك يا غندورة.
-ايه الي بتقوليه ده بس يا خالتو
-طب بلاااااش…عايزين نعرف سافرتي في ايه ورجعتي في ايه والراجل اللي يقول للفحمة قوم وأنا اقعد مطرحك ده عرفتيه منين لأ ويعرفك ويطلع أبصر ايه ملك ماعرفش فين كده على الخريطة…مآلنا احنا بيه ولا بناسه وعرفتيه فين انطقي…بصي أنا مش هتكلم أنا مش حمل مناهدة أنطقي.
-مافيش ده…ده أنا عرفته في الرحله الأخيره بتاعت الشركه اصلها كانت في بلده وسبحان الله اتقابلنا هناك.
تهلل وجه خالتها تقول:
-سبحان الله…الحمدلله اخيراً سمعتي كلامي ورجعتي بعريس..شوفتي لما بتسمعي كلام خالتك وشك بينور أزاي؟
-فين ده؟وبعدين عريس ايه؟ هو انتو موافقين؟!!
-طبعاً ده ملك وهتبقى ملكه يا موكوسه حد يقول لملك لأ ولأ انتي عايزاه يقطع العلاقات مع مصر بسببنا.
لتقول فوقيه:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-لأ كله إلا مصر
-يا حبيبتي يا مصر….لولولولولولولي….مبروك يا حبيبة خالتو…بس المهم نسأل عنه ونسأل عن مملكته.
لتضيف فوقية:
-والأهم نسأل جرام الدهب وصل لكام دلوقتي
-ال٢١ ولا ال١٨
-لأ ال٢٤ بقا ده احنا هنناسب ملك.
فجلست تتابعهم بذهول لا تصدق كل ما يحدث وبتلك السرعه.
________سوما العربي________
عاد لبلاده مضطراً فقد تأخر في جولته ألأخيرة التي أختتمها بأم الدنيا موطن حبيبته.
في نفس اليوم الذي وصل فيه الخبر الكئيب على مسامع أنجا لتعلم أنها بداية النهاية وكانت الطامة الأفجع حين فوجئت بطلب الملك الشخصي ان تذهب وتطلب يدها بأعتبارها أهم أفراد أسرته بخلاف شقيته التي سيستحيل مقابلتها مع رنا بعدما صار.
وها هي أنجا تهبط لأرض الحضارة بقدميها وهي تبتسم وكلها عظم بل تقسم ان تفسد هذه الزيجه….ستخرج لهم مكر أنجا الخام الذي لم تخرجه لأحد من قبل.
__________سوما العربي________
بينما كان زيدان مشغولاً في مكالمته صدر إتصال من وفاء لحوريه تخبرها عن ما جرى لتسألها حوريه:
-يانهارك أبيضّ…جبتي القوه والثقه دي منين؟! ماسكه عليها ايه يخليكي تكلميها كده
-ولا حاجه
_نعم؟!!!
-زي مابقولك كده
-امال ازاي اتكلمتي بالثقه دي
-اصل واحده بالشخصيه دي والقدر ده أكيد وراها بلاوي بس الي يدور والي حسبته لاقيته اول ما قولت لها كده وشها جاب ألوان فعرفت ان على رأسها باطحه ولازم أعرفها ومافيش غيرك ممكن أسأله.
-لأ أنا ماعرفش عنها أي حاجه بس اعتقد ان رنا تعرف عنها كتير…. روحي لها….وابقي عرفيني وصلتوا لإيه متحمسه جداً اعرف.
-قشطة سلام…
ثم اغلقت الهاتف لتتفاجأ بدخول زيدان عليها ثم ارتمى بجوارها على الفراش فسألته:
-مالك؟
-محمود…هرب من البيت وساب مصر وسافر وبعت رساله يقولنا انه مش راجع.
زفرت بلا اهتمام ثم ضمته لحضنها تقول:
-مالناش دعوه
-ازاي بس ده اخويا
-زيدان…أنت مستكتر على نفسه تفرح…هو حر…خلينا في نفسنا.
فكر في كلامها لثواني ومالبث أن ابتسم واقترب يدثر نفسه في أحضانها وهو يحكي لها عن طفولته وبعض من أيام صباه.
__________سوما العربي_________
مر يومان تعمدت فيه أنجا التأخير للذهاب لهم تحدد موعد ثم تلغيه بأخر لحظه وتحدد أخر وتلغيه دون إبلاغهم.
بتلك الفترة زادت فترات مكالمات راموس لرنا وعرف الكثير من لهجتها كان يحاول إذابه خوفها منه لكن مشاغله كانت تعرقه كثيراً
إلى أن جاء اليوم الموعود الذي سيصل فيه الملك لمصر من جديد فتعمدت أنجا الذهاب لبيت رنا بذلك اليوم تحديداً قبل ذهاب الملك لعندهم بقليل .
لن تكن أنجا أن سمحت لهذه الزيجه بالأستمرار.
دلفت لعندهم متأخرة رغم تحديدها الميعاد بنفسها تتبختر بزهو وتنظر على المنزل بإشمئزاز وعلو واضح.
دقت الجرس لتفتح لها فوزيه وهي تحاول رسم إبتسامة واسعه على محياها لإتمام تلك الزيجه وقالت مرحبه:
-يا مرحب يامرحب
لتتفاجأ بوجه أنجا المشمئز تمد يدها بتأنف لتقول فوقيه بنظرة ثاقبه وقد فطنت ما يجري:
-أهلااااااً
بادلتها فوزيه النظرة ثم تجهم وجهها لتقول:
-شرفتي
حدثتهم أنجا بالفصحى تقول:
-هل سأجد لديكم مكان يناسب للجلوس أم لا
-الصالون عندنا يساعي من الحبايب ألف…اتفضلي ياحلوة؟
-حلوة؟!
-شايفه نفسك وحشه دي حاجة ترجع لك.
ضيقت أنجا عيناها بنظرة حادهً ثم قالت:
-طلب مني الملك ان أتي لعندكم كي أتحدث معكم في أمر ابنتكم تلك المسمااااا…
-فقدتي الذاكرة ولا حاجة اسمها رنا ياختي
-رنا اه…. تلك الفتاة سنأخذها نجربها ولنرى ان كانت تصلح ملكه أم لا …ان كانت جيداً حسناً لكن ان لم تكن..
فعقبت فوزيه:
-إيه هترجعوا الفارغ؟!
-هذه هي شروطنا
-وطبعاً مافيش دليل على كلامك
-ماذا تقصدي
أبتسمت لها فوقيه تعلم القادم من شقيقتها التي وقفت من مكانها تردد براحه:
-بقا انتي يا وليه يام كعب محني يالي عرقوبك يدبح الطير جايه تتأمري علينا يا سوده يا كوده يا حُق الهباب يالي التلاته منك بقرش أبيضّ…ده انتي الي زيك بيحطوه في الغيطان يخوفوا بيه الطير من على الدرة…بقا جايه تتأمزي وتتلمزي وتتأمري علينا؟! هههه علينا؟!!!! ده احنا أستوينا.
أبتسمت أنجا فكما توقعت لقد وصلت معهم للحافه بنفس اللحظة التي لاحظت فيها دخول راموس متخفي بنظاره شمسيه…لقد أفسدت و أوقفت الزيجه بحمدالله.
لتبهت وهي ترى نفس السيده ذات اللسان السليط وشقيقتها صاحبة النظرات القاتله كل منهما تقفها وتحضنها بنفس اللحظة تقول:
-يا حبيبتي…أد كده بتحبي رنا وبتعتبريها زي بنتك.
فقالت فوقيه:
-أنا أصلا من أول ما شوفتك ارتحت لك وحبيتك…لأ حقيقي حبيتك حبيتك
-آحنا كده أطمنا على بنتنا خلاص.
تنهد راموس اخيراً بارتياح بعدما جاء وهو على على بتأجيلهم ميعاد المقابله مع أنجا لأكثر من مره.
ليبتسم أخيراً بينما أنجا متخشبه بأحضانهما تشعر أنها وسط عصابه خطيرة لتتسع عيناها برعب وهي تسمع همس كل واحدة منهما في أذن وهما يقبلانها:
-بقا جايه تبوظي الجوازه يا حربوقه.
لتزيد فوزيه من إحتضان أنجا المرعوبه بين يديهما وقالت:
-ههههيي…احنا مصريين ياحبيبتي يعني وأنتم ذاهبون كنا نحن راجعون.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
كانت تتهيأ وتتأنق بغرفتها وهي على علم بوصوله اليوم، بل كانت على علم كذلك بوفود أنجا إلى مصر.
قرأت الكثير من الكتب والمقالات خلال الفترة المنصرمة كي يتثنى لها وتقدر على مواجه ما جرى لها.
هي بانتظار ذلك اللقاء كي تعلم وتحسم أمور كثيرة……..
نظرت للمرآة بعمق تتفقد هيئتها بعدما أرتدت فستان أخضر يشع بهاء عليها وهي على علم بحبه للون الأخضر حين ترتديه.
وضعت أحمر شفاه جريء ناري في محاولة منها للعودة لشخصيتها الناريه التي قد كسرت وتحطمت بمملكته.
سمعت أصوات متداخله من الخارج لتفطن بإحتمالية وصوله لذا هذبت شعراتها الشقراء بعدما وقفت ثم هندمت فستانها على قدها الممشوق ومن ثم خرجت تسحب نفس عميق.
تستمد قوتها من حالتها معه في الأيام السابقه…حديثهما المتواصل في الهاتف مثل أي شخصين عاديين في حلاوة البدايات أشعرتها انه لما لا.
وهو كذلك قد ارتاح فقد أتت تلك النصيحة بثمارها…حديثهما معاً على الهاتف أذاب الجليد من ناحيتها رغم أن ذلك قد كلفه جهداً وقتاً لكن حبيبته تستحق كل الوقت…هو غير نادم..لا بأس.
هو كذلك يجلس الآن بإنتظارها يلاحظ أنجا المحشورة على نفس الاريكه بين فوزيه و فوقيه كأنها مصدومة من شيء ما تحاول إستيعابه ليوليها إهتمامه وينتبه على صوت ال(تيك تاك) القادم من كعب أنثوي رقيق يحمل معه طيف قبطيته الشرسة.
دق قلبه دقات متتالية وهو سعيد كونه يختبر مشاعر الرجال حين تعشق فقد سأم من صلاحيات الملك وهيمنته.
هو الآن يجلس منتظر حبيبته التي طلب خطبتها، سعيد بسير الأمور كما احب ورغب.
أما رنا فتقدمت بخطى متمهلة كأنها تختبر كل خطوة، كما ترغب في اختبار شخصيتها الآن وحالتها أمامه.
ترغب في ان تسير الأمور…من تلك الفتاة التي قد ترفض ان تصبح ملكة؟!
لتقف وتتيبس قدمها بالأرض حين رأته أمامها وليس بمكالمة صوتيه…رؤيته أمامها جسدت كل أيامها السوداء بالحرملك من جديد.
لتفطن ان حديث الهاتف شيء والواقع شيء ثاني…وما زاد الأمر سوءا هو وجود أنجا معه الآن لتكتمل الصورة وتعود بها لتلك الأيام التي أستُعبدت فيها.
ورن بعقلها جملة حفرت في عقلها وقد ذكرتها للتو (أي فتاه تلك التي قد ترفض أن تصبح ملكة)
لتعلم أنها كانت تدفع الأمور دفعاً حتى يتم الأمر لأنها فرصه ذهبية بغض النظر ان كانت تلك الفرصة والتي هي ذهبيه بالفعل ستجعل منها فتاة سعيدة أم مجرد ملكة تحكم.
وهل ستحكم بالفعل أم ان الأمر بوجود أنجا ومثيلاتها سيمرر عيشتها ويجعلها طوال يومها تحارب من اجل البقاء وكل صباح تستيقظ فيه حيه على قيد الحياه وبفراش الملك يعتبر فرصه جديدة وقد أُهدت يوماً آخر تعيشه لتظل طوال يومها ذاك تحمل هم الغد وهل ستحياه أم لا.
تجلس تفرك يديها وقولونها العصبي يتلوى مع معدتها بينما تتسآل عن أي مؤامرة تُحاك لها في الخفاء.
فيغرف القصور الملكية لا توجد تلك الوشوش الباسمه والفساتين البراقة المصحوبه بتاج رفيع الشأن فحسب بل هناك خبايا يشيب لها رأس الوليد.
طالعها راموس بابتسامة سعيدة وهو يطالع طلتها الساحرة وهي تهل عليه بها من غرفتها….فقد خرجت عليه بحله ذكرته بأيامه معها في فراشه بالمملكة حينما كانت ملكه أو ظن هو ذلك.
لكن…….تلاشت بسمته وتبخرت الفرحه تنسحب من على شفتيه كما تنسحب الروح من الجسد وهو يلاحظ تسمر قدميها بالأرض وبهوت وجهها ونظراتها الهلعه من عيناها الدامعه التي تقلبها بينه وبين أنجا.
هوى قلبه وعلم أنه على حافة الهاويه وخلفه طريق مسدود وهو يلاحظ تشبث يدها بالكرسي المذهب بجوارها ثم تراجع قدميها خطوة للوارء تفكر بل ترغب في اللوذ بالفرار الآن تحت نظرات أنجا التي بدأت تنصرف عن ما تفعله هاتان العقربتان من جوراها لتركز بصرها على فريستها التي على مايبدو مرعوبه منها تلاحظ نظراتها الموزعه عليها وعلى الملك لتدرك أنها تضعهما الأن بصوره واحده داخل نفس الإطار بعقلها…
أنجا تعلم الكثير عن علم النفس والفراسه وهو ما يمكنها من التلاعب بالبشر بسهوله دون الحاجة لمجهود كثير..
هنا ابتسمت من جديد وغضت الطرف عن تصرفات فوزيه وفوقيه….ستتحملهم…لا بأس فالقصة محسومه.
لذا انصاعت لتصرفاتهما و وقفت تقول بلغتها عن عمد رغم كونها تعلم العربيه:
-اهلاً بملكتنا المستقبلية.
وأعطتها نظرة………نظرة سامه خبيثة أربكتها بعدما تعمدت التحدث بلغتها لتعيد ذاكرتها لتلك الأيام التي قضتها عندهم جاريه فتزيد من ضغطها النفسي.
لتبتسم بجانب فيهها وهي تلاحظ تجمد جسد تلك القبطية وشحوب وجهها،تكويرها يدها على شكل قبضه كأنها تحاول تمالك نفسها.
تحت أنظار الملك الذي جلس يترقب أي ردة فعل جيدة تنبأ بأن القادم سيسير كما أراد.
كذلك فوقية كانت تتابع ابنتها وقد انصرفت عن ما تفعله شقيقتها بتلك الحرباء تركز بالنظر على رنا مفكرة أنها لم تبالي بسؤال ابنتها عن رغبتها بتلك الزيجة بسبب برمجة عقلها على أن تلك الزيجة لا ترفض لكونه ملك.
الملك يتطلع لها بلهفة ينتظر أي ردة فعل جيده في صالحه..حالته مثيرة للشفقة…يبتسم لها يحسها على التفاؤل كأنه يشجعها ويخبرها ان القادم مختلف.
تلاشت ابتسامته شيئاً فشيئاً حتى إنمحت وهو يلاحظ تلك الخطوة المتراجعة والتي كان سيعقبها خطوات اكثر للخلف باتجاه غرفتها لولا خالتها التي لاحظت ما يجري وبسرعة بديهه منها وقفت تقول:
-تعالي يا حبيبة خالتك سلمي على خطيبك.
توترت نظراتها وهي توزعها بينهم فاستقر أحياناً على من دُعى “بخطيبك” الذي طالعها بتأهب وتوتر يسأل هل يسمح للأمل بالتدفق داخله من جديد أم لا لكنه كان بالفعل منتظر.
وأنجا تتطالعها بنظرة واحده مفادها “قربي لو تقدري”
توقفت فوقيه عن مسايرة شقيقتها والمشى تبع رؤيتها…فابنتها بها خطب ما.
من يقل ان رنا الذكيه الطالعه المتطلعه الشغوفه قد ترفض زيجه مثل تلك.
ان بالقصه قصه بالتأكيد……
جذبتهم فوزيه في حديث سريع عن التحضيرات و الأوراق المطلوبه و راموس عينه لم تنزاح عن رنا يراقبها بقلب مفتور فحبيبته تخاف منه…ربما لولا انه ملك لكانت رفضته.
شرح بعقله يتذكر ذات ليلة حين أخبرته انه رجل وسيم وياليته لم يكن ملكاً.
ليتوه بعقله مجدداً يسأل هل ترغبه كما سيجن عليها ام أنها ستوافق لتصبح ملكة…. لو لم يكن ملكاً هل كانت ستتزوج أو ربما لو لم يكن كذلك لأحبته كرجل وتزوجته عادي وأغرمت به كذلك ولم تخشى حياته الملكية وما حولها أو لكانت قصتهم لها مسار آخر أيسر وأفضل حالياً.
لينتهي اللقاء قسراً بوقوف رنا فجأة بهلع حين ذهب الحديث عن موعد سفرهم للمملكة…….
هنا العودة…..لم تستطع ولم تتحمل وقفت مرعوبه وهرولت بخطى سريعه تجاه غرفتها توصد الباب عليها جيداً بالمفتاح
ليبهت وجه كل منها راموس وعقله يستوعب كلمة واحده (أهلاً بك في نقطة الصفر من جديد)
__________سوما العربي__________
كان طريق العودة لمستقرهم في القاهرة صامت تماماً…الملك يجلس مهموم وأنجا بجواره عقلها يعمل ويدور كمكينة ألمانية
إلى أن قطعت الصمت وسألت الملك:
-ما رأي ملكنا فيما حدث
تنهد بوجع ثم أغلق عيناه وهو:
-ماذا حدث؟! أنا لم أر شيئاً
رفعت أنجا عيناها له وسألت:
-ألم تر….
قاطعها يقول بكبرياء مجروح:
-لم أرى.
رفع رأسه يسندها على الكرسي من خلفه وقال:
-أنا أريدها أنجا …أريدها…تحت أي ظرف وأي مسمى.
سحب نفس عميق ثم نظر لها وأمرها كأنه يعطيها أمر مباشر في احد الأمور العامه:
-تممي هذه الزيجه أنجا…هذا أمر من الملك.
هزت أنجا رأسها تحاول السيطرة على استدارة عينيها من الصدمه تستوعب الوضع وأنها لن تقدر على عرقلة أو إيقاف تلك الزيجه تقول:
-امرك مولاي.
وبداخلها يصرخ(ياويلتي)
___________سوما العربي__________
دلفت فوقية لغرفة وحيدتها بعدما دقة الباب دقة واحدة لترى رنا مازالت بملابسها كما كانت لم تبدلها تجلس وعيناها مسلطة على الضوء المنبعث من شرفة غرفتها كأنها تطالع إلا شئ لكنها منعزله عن الواقع.
لتتقدم فوقيه وتجلس بجوارها فتشعر بها رنا وتنتبه لها ثم تعتدل لتصبح في مواجهتها.
فتمد فوقيه يدها على شعر رنا تمسح عليه وتسألها:
-مالك يا رنا؟
فتنظر لها رنا تسألها بعيناها سؤال واحد مستغربه بالأساس سؤال والدتها فقالت:
-مالي؟!! مالكم انتم؟!! بتتعاملوا مع كل حاجه حاصله كأنه عادي..قاعدين قدام ملك وكأنه واحد من ع الناصية متقدم لي ولا الست الي معاه الي تعتبر تاني كلمة من بعده في بلدهم بتعاملوها ولا اماً تكونوا بتعاملوا أم إحسان جارتنا.
لتدخل فوزيه بتلك اللحظه متدخله تقول بحسم:
-امال هنعمل لها ايه يعني…دي وليه منفوخه على الفاضي عايزه بس الي يشكمها قال يا فرعون أيه الي فرعنك قال مالقتش حد يلمني..دي وليه عايزه السك فوق نفوخها.
فرمقتها كل من رنا و فوقيه بصمت وعدم رضا لتقول فوزيه:
-مالكم كده عاملين زي الي واكل سد الحنك….في ايه..ماتهيصوا كده احنا عندنا فرح يا عدوين الفرح.
لتقول فوقيه:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-فرح ايه يا فوزيه أنتي مش شايفه شكل البت عامل ازاي ولا وشها انحطف ازاي لما شافتهم.
-الله…امال يأختي الكلام في المحمول لوش الصبح والكركر مرمر دي كانت لإيه ولا لمين
نكست رنا رأسها تقول بينما تهزها وتهزي مقره:
-الكلام في التليفون حاجه ولما شوفته قدامي حاجه تانيه.
-جينا بقا للكلام الي مايأكلش عيش
لتسأل فوقيه:
-أنتي مش عايزة تتجوزيه يا رنا؟؟
طالعتها رنا وهي تسأل نفسها بصدق…واستغرقت في التفكير والتمحيص والتدقيق لكنها لم تصل لنتيجه بعد ثم همست بتعب:
-مش عارفة.
تنهدت فوقيه بينما تقول:
-فكري تاني وخدي قرار نهائي مش هينفع شويه موافقين وشويه لأ دي؟
فقالت فوزيه وهي لا يعجبها ما يقال:
-هو ايه اللي لا يا فوقيه ما تعقلي وتعقلي بنتك.
-اعقلي أنتي يا فوزيه …الاه…أنتي ايه الي جوالك ده أنتي مخك يوزن بلد.
-ماهو علشان يوزن بلد بقولك دي جوازة العمر بنتك انفتح لها باب السعد والهنا حد يرفس النعمه ويقول للخير لأ ده الي يجيه دلع ولا يتدلعش ربنا يحاسبه.
-مالي ايده في المايه مش زي الي ايده في النار وأنتي واحده مجرزة بنتها في الشارع الي قصادها مش على قلبك شر…أنا كمان مش عايزة بنتي تتجوز بعيد عني و تتغرب…وهتروح بعيد ليه فاكره الجدع ده الصعيدي التاجر اليوم كان جاي يخبطها لابنه ألسنه الي فاتت وأنتي اول واحدة قولتي لازم بنتنا ما تتجوزش بعيد كده واهو كان شاب وابن عيله وغني رفضنا عشان في الصعيد رغم انه جوة مصر أقوم أنا اروح تجوزها بره مصر خالص…لا لا…أنا كان عقلي فين لما مشيت وراكي.
فتقدمت فوزيه تجلس بجوارهما على السرير تقول:
-استهدي بالله يا فوقيه وصلي على النبي
-عليه الصلاة والسلام
-بقا أنتي عايزه تقارني واحد عادي بملك بقولك بنتك هتبقى ملكه هو احنا بنجوزها غريبه والسلام …دي جوازة العمر الي مالهاش حسابات…دي مليون بنت يحلموا يبقوا مكان بنتك وبيعملوا تنازلات وخطط كمان وإنتي جايه لبنتك على الطبطاب واحنا نتبطر.
-ده ما اسموش بطر اسمه عقل وقناعه أنا عايزة أجوز بنتي لواحد مصري زينا كده فاهمنا وفاهمينه وبعدين ده ملك هنروح فيه ده ولا نيجي..لو حصلت مشكله هتعرفي تقفي تردحي له وتشوحي له بعزم ما فيكي زي ما عملتي ما زيدان وابوه شداد؟
-لأ بس حاجة بتشيل حاجة بقولك ده ملك ..ملك افهمي.
لتتدخل رنا لأول مره معترضه وتقول:
-حتة ملك الي مخلياكي تتغاضي عن أي حاجه تانيه دي هي أسوء حاجه…أنتي ماتعرفيش حياة الملوك والقصور عامله ازاي كل اوضه بيتعمل فيها مؤامرة…بيبتسم في وشك ويحضنك و ورا ضهره مخبي سكينه…معظم الأميرات والملكات بتعيش في ضغوط وصراع بين البرتوكول والأوامر وإنها تحت الضوء والتفس محسوب وغالبيتهم بيصابوا بسرطان القولون أو المعدة من كتر الضغط النفسي والعصبي وصراع البقاء الي عايشينه يومياً.
لتقف فوزيه وتقول:
-والله؟؟! خلاص يعني يا بنت فوقيه اختارتي الطريق السهل؟
نكست رنا رأسها ارضاً فيما قالت فوقيه:
-سيبكم دلوقتي من الموضوع ده وتعالوا نروح لحوريه نطمن عليها من ساعه ما مشيت مع جوزها ماحدش كملها ولا هي كلمتنا.
ليخرج بعد دقائق ثلاثتهن فيتقابلن مع وفاء بالشارع التي استوقفتهن مهللة:
-يادي النور يادي النور ده ايه الصباح النادي ده …ده أنا محظوظة بقا عشان قابلتكم وأنا أصلا جايه لكم..ازيك يا رنا عامله إيه ازيك ياحبيبتى.
ابتسمت رنا وقالت:
-الحمدالله يا وفاء عامله ايه؟ حوريه كلمتني عنك كتير من ساعة ما رجعت وعرفت انك جبتي لها شغل و واخده بالك منها هناك.
-حبيبتي يا رنا …يعلم ربنا حبيبتك حبيتك..أنا حتى بشتغل في نفس الشركة الي كنتي بتستغلي فيها وكنت جايه اسأل عليكي واقعد معاكي شويه وبالمره اسألك واخد رأيك في كام حاجه كده.
لتقول فوزيه:
-طب تعالي معانا اهو احنا رايحين لحوريه وبالمره تسلمي عليها وتقعدوا بنات في بعض .
فوافقت وفاء وذهبت معهن لشقه حوريه وزيدان.
________سوما العربي________
بمنزل زيدان
كان يضمها له في الفراش بمجون لا يصدق للأن ..لقد تمّ زواجهما ومرت أيام وهي معه بأحضانه لا يبرحان الفراش.
لقد جن تماما ….الأن فقط أدرك ان بالحياه لذات كثيرة ممتعه لم يكن يعلم عنها شيء ولم يجرّبها.
ومتعته بحوريه لا يمكن وصفها…هي بالفعل حوريه من حوريات الجنه وقد سقطت له من السماء وهو تلقفها وحده.
مرر يداه على طول جيدها ثم هبط لظهرها المكشوف وهي لا يسترها سوى ملائة السرير لتنتفض مقشعره وتهتف بإسمه:
-زيدان
-يا روح زيدان.
-بس وبطل عشان يقشعر
-حد يقشعر من جوزوا بردو
كادت أن تجيب عليه ليرن جرس فيغمض عينيه بتأفف يسأل:
-مين جاي لنا دلوقتي بس
-هروح أشوف مين
كادت ان تتحرك ليوقفها قائلاً:
-تروحي فين وأنتي كده
-مانا أكيد كنت هلبس
-لا تلبسي ايه مافيش عندنا ستات بتلبس الرجاله بس هما الي بيلبسوا …أوعي كده قال تلبسي قال.
ضحكت عليه تقول:
-أنت بتقول إيه؟
-زي ماقولت لك والله هو أنا كنت متجوزك عشان تلبسي؟! تلبسي؟!!! دي كلمه غريبة جداً بصراحة
-زيدااان…إنت اتحولت يا حرام.
انتهى من إرتداء كنزه قطنيه بنصف أكمام وبنطال بيتي ثم مال عليها هامساً:
-محروووم يابا
ضحكت بخفه على طريقته فضحك ايضاً وقال بينما يغمزها بعبث:
-هشوف مين على الباب و أوزعه وأرجع لك…خليكي على وضعك أوعي تلبسي.
-حاضر
ألقى لها قبله في الهواء وغادر الغرفه ليعود بعد دقيقه بوجه متجهم يضع يديه في خصره بعدم رضا وتذمر لتسأله:
-مالك يا زيزو؟
-أنا عايز افهم اخدك واروح بيكي فين هااا!! قومي شوفي الموكب اللي برا…أمك وخالتك وبنت خالتك و واحده جارتكم في الشارع لحقتي توحشيهم اروح منهم فين؟؟
ضحكت على تذمره الواضح لتقول:
-عيب كده يا زيزو..اوعى يالا عشان اخرج لهم
نفخ بضيق و وقف رغماً عنه ينظر عليها وهي تستعد لتخرج عليهم فقالت مشاكسه:
-أوبس نسيت ولبست وأنا قايلي ومالبسش.
-والله…لمي نفسك والبسي حاجة وتعالي بسرعه خليهم يمشوا بسرعه.
لم يعجبها حديثه وهتفت معترضه:
-طب ما تطردهم احسن
-لا ياستي الطيب احسن هو أنا أد أمك ولا أد زعلها خلينا ماشيين جنب الحيط احسن
-مش مصدقه بقا المعلم زيدان اللي عليه فتحة مطوة مش على حد خايف ومن أمي وكمان هيمشي جنب الحيط؟؟!
تنهد يطالعها بعشق ثم ضمها له يقول:
-ده عشانك المعلم زيدان مستعد يخرم الحيطة ويمشي جواها ألا تغضب عليا وتاخدك مني دي وليه قادره وتعملها وأنا ماصدقت عرفت أرجعك.
ابتسمت تضمه لها تقول:
-ماحدش يقدر يأخذني منك…أنا الي مش هرضى أروح يا زيزو.
لمعت عيناه يقول:
-الله..بقولك ايه ماتطلعي تمشيهم أو خليهم يفوتوا علينا بكره.
قرصت خده كالأطفال وقالت منبهه:
-وبعدين يا زيزواحنا قولنا اييبه؟ خلينا ماشيين جنب الحيط .
-صح.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ضحكت على طاعته الجديدة فقبلت وجنته وخرجت بسرعه ليقبض على ذراعها ويعيدها اليه يقبلها أعمق ثم يحررها لتخرج عليهم.
________سوما العربي_________
في منزل راقي بأحد التجمعات السكنيه غالية الكلفة نزلت السيده عصمت الدرج بتأنق شديد تتفقد حولها فلم ترى عزيزها .
انتهت من درجات السلم وتقدمت باتجاه مكتبه تفتحه لتراه يجلس خلفه يحاول التركيز على بعض الأوراق وتطالعه بعدم رضا وصمت.
انتبه على وجودها معه فرفع عينه فيها يبتسم لها بهدوء قائلاً:
-صباح الخير
-صباح النور…ممكن افهم أنت بتعمل ايه هو مش أنت اخدت أجازه
-ايوه بس في شغل مهم لازم يخلص السكرتيره قالت لي ان العيون عليا مفتحه بسبب آخر سفريه مانجحتش بعد ما أتصرف عليها كتير وأنا مش عارف التقصير منين ومش قادر أحقق في الموضوع.
-يابني يا حبيبي صحتك اهم شغل ايه بس دلوقتي وبعدين الدكتور قال كتر الضغط عليك عشان تحاول تفتكر ممكن يسبب نتايج عكسيه سيئه…حرام عليك ماتوجعش قلبي عليك.
-تقدم منها يقبل يدها على غير عادته مما جعل عينيها تتسع بصدمه من تصرفات ابنها الذي تعرفه من يوم ولادته لم يفعلها بينما هو يكمل:
-ما تقلقيش عليا يا أمي..أنا هبقى كويس.
لاحظ تيبسها فسأل بإستنكار:
-مالك في ايه
-هااا.. لأ بس…أنت حالك متبدل وبقيت محترم وبتبوس إيدي…أنا أمك من ٣٢ سنه عمرك ما بوست أيدي …لا أنا كده هقلق عليك زياده…ده انت بتقولي يا أمي .
-ثانيه….هو مش أنتي أمي..انتو قولتوا لي كده في المستشفى
-أمك بس انت كنت بتتصرف بطريقه يعني….
زم شفتيه يتذكر حديث وفاء ثم تبسم قائلاً:
-يظهر ان في إجماع على أني كنت شخصيه زباله.
-مين الحيوان الي اتجرأ يقولك كده
-أنتي و وفاء
-السافله …أنا هعرف شغلي معاها…أنا أصلا مش مرتاحة لها ولا داخل دماغي الفيلم الهندي الي قالته ده.
-يا أمي دي بنت غلبانه وبتشقى عشان تعيش بشرف بلاش نقسى عليها.
جن جنون عصمت وصرخت:
-انت ايه يا واد الطيبة دي…ماتخلنيش اقلق عليك.
-هي الطيبه بقت تخوف
-طبعا الطيب بيتاكل..أنا عايزه عاصم ابني الي بيلعب بالناس لعب.
-يا ماما…
قاطعته تنظر في ساعة يدها ثم قالت:
-ولا ماما ولا بابا أنا ماشيه خلي بالك من نفسك وبلاش شغل كتير
كادت ان تتحرك لولا كلماته التي جعلتها تستدير له من جديد حيث قال:
-ما تقلقيش وفاء هتيجي دلوقتي وتساعدني
-هت ايه يا حبيبي؟!! تيجي وتساعدك؟! انت هتدخل البتاعه دي بيتي؟!
-اه وفيها ايه؟! اعتبريها المساعده بتاعتي أنا مرتاح لها اكتر من الي فاضلين في الشركه عشان كده طلبت منها تساعدني
-مرتاااااح لها ….أاااااه….لا ده أنا هخلص المؤتمر بتاعي في ساعتين وارجع لكم أشوف موضوع مرتاح لها ده.
ثم غادرت سريعاً بقلب مشوش وتركته يجلس في انتظار وفاء.
________سوما العربي_________
غادروا من عند حورية بحرج بعدما شعروا بعدم توفيق في توقيت الزيارة ولا يعرفوا لما لكن قد انتقل لهم ذلك الشعور من ملامح زيدان وإحراج ابنتهم.
فلم تأخذ وفاء راحتها في الحديث مع رنا لذا أخبرتها أنها ستأتيها في المساء لتتحدث معها و فرت هي سريعاً كي تذهب لعملها والذي
ومهمتها اليوم كانت في اتجاه منزل عاصم.
دلفت تتلفت حولها منبهرة من جمال الطبيعه في ذلك الكومبوند، دلفت للداخل بعد س و ج من اكثر من عامل امن على اكثر من بوابه حتى بيته يقف عليه حارس معه قائمه بالأسامي وعلى حسب مسموح لك بالدخول ام لا
فدافع للداخل وهي تهوي بيدها على صدرها من الحرارة تردد:
-قطيعه الكومبوندات والي عايشين فيها س وج ورايحه وفين ولازم إذن اكونش داخله البيت الأبيض.
جاء من خلفها يتمتم بعبث:
-مش عاجبك الكومبوند؟
التفت تنظر له لتراه يرتدي منامه بيتيه مريحه لكنها فخمه جداً هيئته مختلفه عن ما يبدو عليها في الشركه هي وكأنها انتبهت لكونه وسيم….بل وسيم جداً….تباً له.
يقف بهيئته الجميله تلك وابتسامته الساحره وشعره المنهدم المرتب تسأل لما يبدو دوما وكأنه قد أنهى إستحمامه في الحال؟
لم تنتبه لكونها تنظر عليه هكذا….بنظره مختلفه إلا بعدما انتبهت على نظراته العابثه وقد التقطها…..التقط تطلعها وحملقتها في تفاصيله.
فارتبكت تحت أنظاره تقول:
-هاااه؟
-بقولك مش عاجبك الكومبوند ولا ايه؟
-لا حلو
-فكرتك هتقاوحي زي عادتك.
نظرت له بعمق ثم قالت:
-في حاجات مابيختلفش عليها اتنين واحنا ولاد بلد وع الدوغري يعني الحلو نقوله يا حلو في عيونه.
فباغتها يسأل:
-طب وأنا؟
-أاانت ايه؟!
-حلو؟؟
-بصراحة ؟
-بصراحه
-اه….قوي.
ضحك بخفه على عفويتها لتنتبه برعب وتسأل:
-انت قولت هتقاوحي زي عادتك؟ هو انت رجعت لك الذاكرة؟؟؟؟
-لأ لسه مالك كده في ايه؟
-امال عرفت منين أني بقاوح
-عرفت منين؟؟؟ هههه يابنتي أنتي سمعتك مسمعه في الشركه كلها بلسانك الطويل ده فرد الأمن الي على بوابة الكومبوند لسه قافل معايا بيشتكي منك ومن لسانك ودي اول مره يشوفك.
-ربنا مايقطع لي عاده…الحمدلله
ضحك مجدداً يهز رأسه ثم سأل:
-فطرتي؟
-هاااه؟؟ لا…اه..هفطربعدين.
-لأ تعالي نعمل فطار الأول ونفطر سوى
-لا شكرا يالا خلينا نبدأ شغل عشان الحق أروح
-وفاء أنا مافطرتش ومستنيكي نفطر سوى وأنا عندي علاج ولازم أخده هااا هتسيبيني كده؟
-لا خلاص
-ورايا على المطبخ.
مر عليهم اليوم جميل بل لذيذ جداً وكلما طالعها تدق بأذنه كلمتها حينما وصفته بأنه(حلو…قوي) فكان يتعامل معها بود وشعور غريب رائع يتسلل له ويسيطر عليه.
____________سوما العربي_________
في حين وقف راموس أمام أحد موظفي السفاره يسأل بضيق:
-ماذا؟! ماذا يعني حدثك؟!! رفضت؟! كيف رفضت
حمحم الرجل يجلي صوته وقال:
-هذا ما حدث سيدي السيده وافق والدة الأنسه رنا رفضت التوقيع على الأوراق لإتمام باقي الأجراءات بل ورفضت المجئ للسفارة وأعتذرت من سائق السيارة التي بعثناها لعندهم .
وقف بتأهب وغضب ينظر لأنجا ويسأل بغضب:
-ماذا يعني هذا؟! ما معنى هذا الحديث
-معناه أنها ترفض مولاي
-ماذا؟ كيف وقد سبق ورحبت و وافقت؟
-هذا خطأ مضاعف مولاي ولابد من تأديبهم
التفّ ينظر لها بغضب فيما أكملت أنجا:
-كان حري بها ان تقبل أو ترفض من البدايه لكن بعدما قالت نعم لا يصح ان تقل لا.
-ماذا تقولين أنجا وبما تفكري؟ كيف ترفض من الأساس؟؟؟؟ لن أمررها…لن أمررها.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
كانت ترتسم على شفتيها إبتسامة خفيفة شاردة وهي تقف في شرفة منزلها بالحي القديم ونسمات الليل الخفيفة تداعب شعراتها المنسدله على جانب خدها الناعم.
احدى كتفي منامتها منسدل عن كتفها يضهر ذراعها الأبيض وحمالات منامتها الحمراء تظهر منها أضفت عليها وهج وسحر خاص.
تتذكر اليومين المنصرمين وكيف انقضوا معه….تنهدت بهيام وهي تسترجع هيئته المنزليه في مناماته الرجوليه الفخمه انه رائع رائع ..و وسيم .
عاملها بمنتهى اللطف منتهى الرقه منتهى الجمال…سامحه الله لقد ذكرها انها أنثى…أنثى جميلة جداً وهي التي كانت تحاول النسيان.
صدرت عنها تنهيده حارة أخرى…عيناها تفطر قلوب رغماً عنها فهو جميل والله جميل.
والتفت منتبه على صوت والدتها التي انضمت لها تضع بجوارها كوب الشاي باللبن و وقفت تقول:
-ااااه…الهوى حلو النهاردة والقمر طالع ومافيش دوشه في الشارع زي كل ليلة…شوفي كل دي علامات يابت يا وفاء.
سألتها وفاء وهي مازالت على حالة الهيام :
-علامات لإيه
-عشان أكلمك في الموضوع اللي عايزه أكلمك فيه
-موضوع ايه؟! أوعي تكون خناقه جديده
-لا ده عريس …جديد
خرجت من عالما الوردي وانتبهت قليلاً تسأل:
-لمين
-ليا …قال يخش دنيا على إيدي!! هيكون لمين يابت ليكي أكيد
-ليا؟!
-اه…بس عريس ايه…مايترفضش…متعلم ومتنور وعنده محلين إكسسوار موبايلات وبيفتح التالت كمان وسألت عنه طلع بسم الله ما شاء الله سمعته هو وابوه وأمه زي الفل وبيقولوا على العيله دي ان كل عيلتهم بيهنوا نسوانهم…ااااه أحمدك يارب …أهي هي دي الجوازه الي كنت بحلم لك بيها.
بهت وجه وفاء تسأل:
-يعني أنتي موافقه؟!
-اه طبعاً بذمتك ده عريس يترفض؟! ده غير انه شاب حليوه عارفاكي إنفه ومش بيعجبك العجب…بس بردك شوفيه ولو عجبك يبقى على خيرة الله قولتي ايه؟!
-طب….وشغلي؟
-شغل ايه أنتي اول ما تقفشي مرتب الشهر تخلعي …الولا ده ممكن ذاكرته ترجع وساعتها مش هيحلنا.
إنحاشت أنفاس وفاء وقد ذكرتها والدتها بالنهاية الطبيعية …سامحها الله هي من سرحت بتفكيرها وعليها العودة للواقع الأن.
نظرت والدتها وقالت:
-يابت مالك مبلمة كده؟ ألست ام العريس مستنيه الرد…ييجوا أخر الأسبوع تشوفوا بعض؟
تنهدت وفاء وقد نبهها عقلها هذا هو الصحيح عليها العوده من أحلامها فهزت رأسها موافقه ليتهلل وجه الأم بينما شردت وفاء تفكر ان غدا هو آخر لقاء لهما وبعدها ستنتهي قصتها الجميله ذات الطرف الواحد للأبد
________سوما العربي_______
في صباح يوم جديد
وقفت تغلق له أزرار قميصه تخفي ضحكتها على وجهه المتذمر لينظر لها بغيظ مردداً:
-بتضحكي على جوزك؟! مش عيب؟
-ماهو جوزي الي صاحي مبوز زي البيبيهات
-بيبيهات؟! المعلم زيدان بقا بيبيهات؟!!
-طب فك التكشيرة دي بقا…
-مش عايز انزل الشغل عايز افضل قاعد جنبك كده زي اللزقه
-وآنا والله بس أبوك قال لازم تنزل تسلم الشغل للناس الراجل فرحه قرب وإنت الشغل من غيرك مابيمشيش.
زفر انفاسه يتذمر ثم قال:
-ماشي ماشي…هنزل بسرعة عشان أرجعلك بسرعه.
تحرك ليخرج من الغرفه وهي استعدت لتخرج معه حتى باب الشقه لكن تفاجأت تشهق بصدمه بعدما جذبه له يضمها بيد واحده يقبلها بهجوم عنيف ضاري ويغلق باب غرفة النوم باليد الأخرى.
________سوما العربي________
جلس يهز قدميه بتوتر لم يفلح في إخفائه تحت أنظار أنجا التي جلست تراقبه بصمت تام
ينظر في ساعته كل دقيقتين تقريباً ومن بعدها يسأل:
-لما تأخروا ؟
فجاوبت بتأني:
-لم يتأخروا مولاي فقط انت المتعجل.
ثم سكتت تراقبه بجانب عينها لثواني ومن بعدها وقفت تقول:
-ستأتي والدة السيدة رنا لنتحدث معها كما نصحنا السفير ولكني ايضاً أنصح مولاي أي ان كانت نتيحة تلك الجلسه فعلى جلالتك العودة للمملكة ..جلالتك ملك ولست مجرد رجل…هنالك أمور لا تسير الا بوجود حضرتكم.
مسد على وجهه بيده يحاول أن يأخذ أنفاسه ربما هدأ ثم قال:
-اعلم ولكن ….أريدها معي أنجا أو…على الأقل ان أخذ وعد بأنها ستلحق بي..أي شيء ولكن ألا يترك الأمر هكذا.
زمت أنجا شفتيها وقد تسرب اليأس داخلها من إفساد تلك الزيجه بسبب تمسك الملك المستميت بها ولا ينعش ذلك الأمل داخلها سوى الرعب الذي رأته بأعين رنا ورفض والدتها الجديد.
لتهز رأسها قائلة:
-يبدو أن الملك بات عاشقاً
سحب نفس عميق وقد قرر رفع راية الإستسلام:
-نعم أنجا….نعم.
بنفس تلك اللحظه دق الباب بأدب ودلف رجل يستأذن لدخول السيده فوقيه عليهما فسمح الملك لها وعلى غير العادة دلفت بوقيه بلا ظلها المعتاد والمتمثل في تلك السيده صاحبة اللسان السليط والجمل الجامعه التي تصيب الهدف في الصميم….فقد جاءته فوقيه وحدها كي تتحدث عن مصير ابنتها دون تدخل أو تأثير من فوزيه على مجريات الأمور.
وقف لها كل من راموس وأنجا باحترام مرحبين:
-أهلا سيدة فوقيه
-أهلا بيك
-ممكن اعرف ليه الرفض
-يا حلاوة بقيت تتكلم لبلب زينا اهو امال كنت جايب لنا مترجم ليه
ضحك عليها ثم قال:
-عشانكم…أنا بتعلم لهجتكم من كتير عشان رنا وبقيت كويس فيها
هزت رأسها بصمت ليسأل:
-احنا دلوقتي لوحدنا ممكن تلكميني بوضوح
-عايز الحق…أنا مش موافقه ومش هوافق
-بس سبق وكان في قبول من ناحيتك
-اختي فوزيه الله يسامحها كانت مالية راسي بكلامها بس انا بعد ما شاورت نفسي وكلمت كذا حد لاقيت انه لا مستحيل
لتتقدم أنجا وهي حقا لا تكاد تصدق ما تسمعه فتسأل:
-سيدة فوقيه..يبدو انك لم تدركي بعد ان هذا الذي ترفضين زواجه من ابنتك لاهو ملك عظيم الشأن!
تنهدت فوقيه وردت:
-الي واقفه فكراه ميزه هو أساس رفضنا يا حبيبي والي يناسبك متيناسبش غيرك صوابعك مش زي بعضها…احنا ناس على باب الله بنقول يا حيط دارينا دارينا يا حيط وانتو ناس أنا مش عايزه أتكلم يعني مثلا من ضمن أنتي اهو وليه القدر بينط من عينها ولا تقربي للعريس ولا من دمه و واقفه محشوره في النص
بهت وجه أنجا وتراجعت للخلف تسأل:
-ماذا؟!!!
-زي مابقولك كده يا حبيبيتي ماتزعليش مني أنا مابعرفش أزوق الكلام أنتي سألتي وأنا جاوبت.
ثم عادت توجه حديثها للملك تقول:
-أنا عمري ما هيجيلي قلب أجوز بنتي بعيد قوي كده لواحد لا مننا ولا زينا
-يعني هو مش ممكن المصري كان يعذبها معاه؟
-كل شيء وارد وكل شعب فيه الحلو وفيه الوحش مش هقولك لأ لكن أضعف الإيمان ان بنتي هتبقى جاري بالكتير ساعة زمن واجيبها في بيتي وبينا وبينه بقا محاكم الأسرة لكن انت لو زعلتها ولا جيت عليها ولا ظلمتها هعمل ايه وأنا في بلد وهي في بلاد وبينا وبلاد وبحور…تبقى بنتي في حضني واروح أدور عليها …لا لا…وبعدين ده انت أسم الله على مقامك ملك يعني لو قتلتها وتاويتها مش هعرف حتى ولا هيوصلني خبر …أنا كل ما بفكر في الموضوع مخي يودي ويجيب.
-مستحيل أذي رنا أنا بحبها
-ساعة القدر بيعمى البصر من كام شهر واحد جارنا صاحبه شككه في مراته ولفقوا لها تهمه وكانت يا حبة عيني لابساها…جاب شوما ونزل عليها ضرب لما كانت هتموت ويقولك كنت بدافع عن شوفي…الأكاده بقا ان ماحدش غلطة وكله قال تستأهل لولا ان ربك اسمه الحق وظهر برأتها من عنده وطلعت الي مساعده صاحبه بنت خالتها عشان عينها من عيشتها والبت يا نضري فضلت في العنايه المركزه شهرين واهو الجدع ده كان بيبوس التراب اللي مراته بتمشي عليه وقاعد جنبها لحد دلوقتي في المستشفى بين الحياه والموت واحتمال يتحبس ..ده عشان بس أعرفك ان الحب والعشق ماهواش ضمان .
وقفت من مكانها تقول:
-خلاصة القول يابني احنا طرقنا مش واحده شوف لك واحدة أميرة ولا بنت سفير تكون واخدة على عيشتك وسيب بنتي هنا في حالها تشوف نصيبها.
كادت أن تتحرك ليوقفها راموس بلهفه:
-الموضوع يخص رنا هي أكيد ليها رأي تاني
-في الجواز عندنا الصح هو الي بيمشي ده في حالة لو كانت البت عايزه لكن أصلا أنا بنتي شكلها مش عايزه ولا انت ماشوفتش هي كانت مرعوبه منكم ازاي المره الي فاتت..أصلا شكلكم عملتوا لها حاجه مخليها كده دي مش رنا بنتي اللي اعرفها …خلاصة القول يابني…أرجع بلدك طلبك مش عندنا..سلام عليكم.
ثم غادرت دون أن تلتف ترى ان مافعلته هو عين الصواب ولابد ان يغلق ذلك الموضوع للأبد.
________سوما العربي_________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تأخرت اليوم على راحتها بالنهاية هذا يومها ألأخير بالشركه ستذهب لتلقي الراتب وكان الله بالسر عليم
لتتتقابل مع رنا التي خرجت من الصيدليه للتو فأبشر وجهها يقول:
-صباح الخير يا رنا ازيك
-الحمدلله بخير أنتي عامله إيه؟ قولتي هتيجي تاني وماجتيش
-اعمل إيه الشغل اليومين اللي فاتوا كان كابس عليا ومعايا حتة بت ساقعه حاطه نقرها من نقري، مركزه معايا بس خلاص النهارده آخر يوم هروح اخد مرتبي ومش رايحه تاني.
-هي الشركة دي ماحدش بيعمر فيها ليه،حتى حوريه شكلها كده مش هتكمل
-تبقى غلطانه بصراحة، لازم ترجع، حد يلاقي شغلاته نضيفه في مكان نضيف ومرتب كويس ويقول لأ…كلميها تاني…صحيح يا رنا أنتي من ساعة ما رجعتي من برا مارجعتيش شغلك ليه
تاهت رنا في تفكيرها تتذكر ما جرى معها وكيف تحولت لشخصية تهرب من المواجهة لتنتبه على صوت وفاء:
-البت الرحمه الي مركزه معايا حوريه قالت لي انك ممكن تجيبي لي قرارها بس انا خلاص مابقتش تشغلني أنا سيباهالها مخضره ياكش تولع بيها
-إسمها ايه؟ منه؟
-هي اللهي يجحمها مطرح ماهي قاعدة
سحبت نفس عميق وكادت أن تتحدث لوفاء من جديد لولا أن لفت انتباهها خروج رشا من منزلها ومرورها من جوراهم فنادت :
-رشا…رشا
انتبهت لهم رشا مقتربه بتوتر تقول:
-رنا…ازيك
-ازيك يا أنتي يا رشا…غريبه يعني مافكرتيش تيجي تسألي عليا ..جت من وفاء وماجتش منك
-اااه..ماعلش كنت مشغوله الفترة دي قوي
-لا كان الله في العون..كنتي رايحه فين كده
-أبداً…رايحه لعمي الورشه أصل مرات عمي عايزاه…سلام أنا بقا.
غادرت سريعاً تحت نظرات رنا الثاقبة و وفاء تنظر لأثرها بحاجب مرفوع ثم همست:
-هي مرات عمها عدمت التليفونات ولا ايه؟
-أنا عارفه!!
-البت دي مش سالكه و وراها حاجه مش سالكه زيها … ابقي نبهي حوريه
-أنا رايحه لها دلوقتي
فكرت وفاء لثواني بتردد ثم قالت:
-هاجي اقعد معاكم شويه هي كده كده خربانه.
ثم تحركت معها لمنزل حوريه وهناك انفتح الحديث عن العمل
فقالت وفاء:
-بلاش تسيبي شغلك يا حوريه..خساره والله دي فرصه أي حد يتمناها.
نظرت لها حوريه بأعين لامعه تبتسم بمكر ثم قالت:
-سيبك أنتي…مالك محلوة كده…حب جديد ده ولا إيه
-هاااه…بطلي هزار حب ايه وبتاع ايه…منين يا حسرها ده انا من البيت للشغل و من الشغل للبيت
-ما يمكن حد في الشغل… لا يكون المدير الوسيم
أرتبكت وفاء وهمست بتوتر:
-ايه الي بتقوليه ده
-أيوه من ساعة ما تعب وهو كل شويه ينده لك زي ما تكوني أمه كل ما تبقي واقفه معايا ولا أجيلك ألاقيه باعت لك
أسبلت وفاء عيناها ثم قالت:
-بلاش أحلام يا حوريه الله يباركلك احنا فين والناس دي فين
نظرت حوريه ناحية رنا ثم قالت:
-الأحلام بقت حاجة عاديه جنب الي بقا بيحصل دلوقتي..دي رنا متقدم لها ملك لأ و ايه هي وخالتي الي مش موافقين.
قفزت وفاء من مطرحها كالضفدع تهبط بجوار رنا تتشبث بها تسأل:
-ايه؟!! الي سمعته ده بجد؟
هزت رنا رأسها بالإيجاب لتسأل وفاء:
-وأنتي فعلاً رافضه
-اه
-جاك أووا..حد يرفص النعمه ده حتى ربنا يحاسبك
-أنتي ماتعرفيش حاجه
-اعرف ايه مين دي الي ترفض تبقى ملكة
أغمضت رنا عيناها تتنهد بتعب ثم بدأت تحكي لهم عن مخاوفها ولما رفضت
بينما في السفارة جلس السفير أمام راموس يقول:
-لا عليك جلالة الملك بأذن الله ستحل القصه
-كيف وقد حاولت التحدث مع والدتها لكنها رفضت رفض تام.
ضحك السفير بخفه ثم قال:
-فتحية رزق
جهد الملك جبهته مستغرباً يسأل:
-ماذا؟!!
-قصة جلالتك قد حدثت في الخمسينات…حينما جاء ملك غانا(كوامي نكروما) لمصر بعدما أستقل ببلده وأصبح اول رئيس لها وقد رأى فتاة مصريه جميلة تعمل في احد المصارف الحكومية فوقع بغرامها على الفور وتقدم لطلب يدها لكن قوبل طلبه بالرفض من والدتها لنفس الأسباب تقريباً لكن العشق كان قد أستفحل بقلب الرئيس نكروما لذلك جاء لصديقه الزعيم عبد الناصر وطلب منه التدخل بصورة مباشرة مع والدة حبيبته ليتم الأمر وقد كان فتزوج الرئيس نكروما من حبيبته المصريه فتحية رزق وكانت هي السيده الأولى لغانا لفترة طويلة.
لمعت عينا راموس وسأل بأمل تجدد داخله:
-هل تقصد…
قاطعه السفير مقراً بحسم:
-نعم جلالتك.
ابتسم راموس وسحب نفس عميق وقد تجددت الفرحه بداخله من جديد .
_________سوما العربي_______
جلس بتوتر خلف مكتبه يهز قدميه بإنزعاج…الصداع يسيطر على دماغه بل يزداد وحالته النفسية سيئة جدا نظر في ساعه يده الفخمة يطالع الساعه التي تعدت الثانية عشر ظهراً وهي للأن لم تأتي.
رفع سماعة هاتفه يطلب البوفيه ليرد أحد العمال فسأل:
-وفاء جت؟
-لسه يا فندم
زفر بغضب واغلق الهاتف بحده …لما تأخرت..لما تأخرت…أاااه عاليه صدرت عنه والألم يعصف برأسه ويزداد في اللحظة التي فتحت فيها منه الباب بغوغائيه وتقدمت تسأل:
-ايه الطلب الي الأتش أر مقدمه ده
-انهي طلب
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-نقل الزفته بتاعت البوفيه للحسابات…ده ازاي و بأنهي حق…جرى ايه يا عاصم شكلك خرفت مش كفايه البت الي جبتها شغلتها هنا من غير مؤهلات وهتجيب واحده بتاعت شاي وقهوة تلعب في الحسابات…هي كل واحده هتنام معاها هتجيبها تكافئها بشغلانه هنا ولا ايييه
أطبق جفناه بألم شديد وغضب ثم وقف يقول بهدوء مريب:
-كل واحدة أنام معاها؟؟؟؟
نظر لها بصمت ثم قال:
-أنتي متحوله للتحقيق
-ههه نعم؟!!! ده ليه ان شاء الله
-تعدي على مديرك والموظفين
كتفت ذراعيها حول صدرها ثم قالت مستهزئه:
-بجد والله …بلاش تجيب لنفسك الكلام وخلي كل حاجه متداريه بدل ما التحقيق يتقلب عليك.
-امشي اطلعي برا.
كان الألم قد تمكن منه ..حولها التحقيق فقط لأنه غير قادر على التحدث معها بنديه فلجأ لإخراسها …
وما ان خرجت حتى أتصل مجددا يسأل عن وفاء فتكرر الجواب لذا هاتفها لكن كان الهاتف مغلق.
________سوما العربي_______
بمنزل حوريه كانت تقف بالمطبخ تعد الغداء تستمع لمخاوف رنا التي ألقتها على مسامعهن ثم سؤال وفاء المستنكر:
-ها خلصتي؟
-اه
-هي دي كل مشاكلك …المسافه والنظام هناك؟! أنتي هاطله يابت؟!
-احترمي نفسك وبعدين ماهو الكلام سهل لو كنتي مكاني كنتي …
قاطعتها وفاء تردد بقوه:
-كنت مسكت في الفرصه الي مابتجيش في العمر غير مرة واحدة بأيدي وسناني…ياحبيبتي الجواز ده قسمه ونصيب والي قبلينا قاله انه زي البطيخه ما يمكن تتجوزي واحد في البيت الي جنبنا بس يمرر عيشتك وكمان يمنعك عن اهلك ويمكن ساعتها تبقي مخلفه فماتعرفيش تتطلقي منه..بس ساعتها هتبقي متجوزه واحد عادي مش ملك…يعني هتبقي ملكه وإنتي بقا وشطارتك.
-شطارتي ايه بس أنتي ماشوفتيش العقربه اللي إسمها أنجا دي مش بطيقني وهو ملك وعنده حرملك وجواري وخطط ومؤامرات
– روحي وفتحي عينك ..ولازم تتعاملي بالمثل اللي بيقولك لا تبقى طري تتشكل ولا ناشف تتكسر
-يعني ايه؟
-يعني خليكي لونه ماتقفيلهاش على الواحدة فتعرف انك ند ليها لازم ولابد تكسره عشان هي تستمر ولا تبقي طوع وسهله فتتاكلي وتبقي هلهولة ومركونه…لأ…الست لازم تكون شخصيه عشان يبقى لها طعم وعازه إيشحال بقا لو كانت ملكة! المهم تضربي وتلاقي لحد ما تعملي لنفسك ارضيه صلبه تقفي عليها ويبقى ليكي شعبيه ساعتها لا أنجا ولا مليون واحد أو واحده هيقدروا يقفوا قدامك.
سرحت رنا تفكر في حديث وفاء لكن عادت تقول:
-بس…لا لا…أنا بخاف..بخاف منهم.
زمت وفاء شفتيها تفكر ثواني ثم قالت:
-أنا بيتهيألي انك محتاجة تشوفي حد متخصص تتكلمي معاه يدلك ازاي تحلي نفسيتك دي بس الموضوع هيطول فانتي تكسبي وقت يعني بلغيهم انك موافقه وكده كده جواز ملك فهياخد وقت و ورق وتحضيرات.
شردت رنا من جديد تفكر هل هي بالأساس تريده أم لا بينما هتفت وفاء:
-مش هتحكي لنا بقا عرفتيه ازاي وبعدين السفريه بتاعت الشركه ايه حصل فيها …هو صحيح الموضوع اتكتم عليه جامد بس احياناً كده كام حد بينكشوا فيه لكن من ورا منه الكل خايف منها.
-خليهم يفضلوا خايفين عشان تركب وتدلدل ونزلهم طول ماهم ساكتين أنا خلاص الشغل في الشركه دي مابقاش لازمني
-اه طبعاً ما الي علي علي…قولي بقااا ايه الي حصل معاكي.
صمتت رنا لثواني ثم بدأت تقص على مسامعهما قصتها العجيبه.
_________سوما العربي_________
خرجت من البيت على استعجال متجهه ناحية الورشه فتنبيه وفاء لها بأن تدير بالها على زوجها بالتأكيد خلفه خطب ما فوفاء نبيهه وحسيسه حتى لو لم تفصح عن سبب حديثها.
لذا تعجلت في الذهاب وما إن وصلت حتى التقطت سبب كلام وفاء
فقد كانت رشا تقف لجوار زيدان بجانب ماكينة تقطيع الخشب تحدثه وهو منهمك في العمل يتجنب الرد المستمر عليها بعدما طلب منها للمرة العشرون ان تعود للبيت محاولاً تذكيرها ان هذا المكان لعمل الرجال فقط ولا يصح ان تقف ابنة عمه هكذا أمام العمال لكنها لم تنصاع لكلامه و وقفت تحاول فتح أي سبيل للحديث معه.
لتدخل حوريه وقد علمت ان كل سبل الذوق لن تجدي نفعاً معها رشا أصبحت كالسيف ان لم تقطعه قطعك… لن تجلس تشاهدها تتسرسب لحياة زوجها وهي تقف تشاهد وتتحسس الكلمات خوفاً على مشاعرها وعلى صداقتهم التي القتها رشا تحت قدميها ولم تعتبر.
فتهادت في خطواتها تتقدم من زوجها ثم تضمه لها قائلة:
-مساء الورد يا زيزو…خلصت يا حبيبي
-خلصت اه
نظر لها بتوتر فصوتها الناعم المتدلل لن يخفي نظرات عيونها القاتله ليكمل:
-وكنت طالع دلوقتي
-مانا لاقيتك اتأخرت جيت لك يا حبيبي …ايه ده ررششا… ماعلش ماخدتش بالي منك…بتعملي ايه هنا وسط العمال يا حبيبتي؟
نظرت لها رشا بضيق ثم قالت:
-جيت اسلم على ابن عمي ايه في مانع؟
-ليه يا حبيبتي مش مكفيكي سلام السلالم الي بتستنيه عليها في الطالعه والنازله ؟! عيب بنت زيك تيجي تقف في ورشه كده قدام الرجاله
-شوف مين اللي بيتكلم …طب مانتي واقفه اهو
-أنتي هتقارني نفسك بيا؟
شبكت ذراعها في ذراع زيدان بتملك واضح ثم أضافت متغنجة:
-أنا أبقى مرات المعلم يا حبيبتي.
ابتسم زيدان باتساع….لأول مره يحب التملك وان يتحكم فيه أحدهم.
نظرت لهما رشا بغيظ فيما أكملت حوريه:
-يالا يا حبيبتي روحي وماتعمليش بقا كده تاني عشان عيب أنتي بنت عايزين نجوزك وبما انك بتحبي مراتٍ عمك وعمك قوي كده وبقيتي بتخدميهم برموش عينيهم فأيه رأيك نجوزك محمود اه..ايه رأيك؟
جحزت عينا رشا وهي تراها تلتف محدثه زيدان قائله:
-دي حتى رشا يا حبيبي كانت دايما تقول ان محمود ده هايل وعاجبها اكتر حد في ولاد عمها مش كده يا رشا فاكره كلامك على محمود وزيدان …يالا اهو بقا خالي دلوقتي وممكن تتخطبوا وأنتو الاتنين تصلحوا حال بعض.
ضحك زيدان ساخراً وفطن مقاصد حوريه التي لم تنطقها…هو لم ينسى ابداً كم مره تقدم والديه لخطبة رشا وهي دوماً كانت ترفض ليعلم ان حدثه صحيح والسر كله في حوريه وبغيرة الفتيات منها.
ليلف ذراعه حول ظهر حوريه ويقول بتملك:
-يالا يا حبيتي عشان عايز اطلع بيتنا أريح شوية
-يالا يا حبيبي.
ليغادر كل منهما دون ان يعيرا رشا أي إهتمام وقد فطنا اللعبة وهي كذلك فطنت كشفهما لها لذا إنسحبت على بيتها تجر أذيال الخيبة والغيظ خلفها.
_________سوما العربي________
دلفت للشركة بلا مبالاة أو أهتمام للتأخير هذا أخر يوم لها ستأخذ الراتب وتطير.
ذهبت في طريقها للحسابات تنظر من بعيد على مكتب عاصم لتتنهد بحزن دفين لكنها قررت المضي قدماً وإتمام مهمتها فآنى لها به …لن ينظر لها…معركتها خاسرة محسومة النتيجه قبل الدخول في حرب حتى لذا فضلت الخروج بكرامة يكفيها ما جرى.
بينما في مكتب عاصم جلس يهز قدميه ويديه بتوتر ورفع سماعة الهاتف يتواصل مع البوفيه يسأل من جديد:
-وفاء لسه ماجتش
-جت يا فندم ومشيت
-ازاي ده
-ماعرفش هي جت سلمت علينا وبتقول ده آخر يوم ليها هنا وراحت تستلم مرتبها.
أخر يوم!!!!!! نزلت الكلمه عليه لجمته فأغلق الهاتف بوجه العامل و وقف عن مكتبه يغادر مسرعاً لعند الحسابات يبحث عنها.
كان يسير في طرقات الشركه بسرعه وتجهم لفت انتباه واستغراب الموظفين وصدموا وهم يرونه يخرج خلف وفاء يناديها:
-وفاء…وفاء أستني.
لكنها كانت كمن يهرب من قلبه فتسارعت خطواتها لا ترغب في المواجهة تخشى على قلبها ان يظهر الإعجاب في عيناها ويقابله هو بالسخريه هو بالتأكيد قادم خلفها يحاسبها على التأخير وتركها العمل دون إذن منه…ستبلغه في الهاتف ولتفر منه حالياً…تباً لها لقد وقعت في الممنوع.
كادت ان تقترب من الطريق العام توقف سيارة أجرة لتصدم به قد وصل لعندها بسبب طول ساقيه فقطع المسافه وجذبها لعنده يهزها بغضب يسأل:
-هو أنا مش بنادي عليكي ايه الطريقه دي ومش بتردي عليا ليه ويعني ايه هتسيبي الشغل ؟!!!!
حاولت الهرب من النظر لعيناه وقالت بتوتر:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-ماعلش كنت مستعجله قوي وماكنتش سامعه حضرتك
حاول سحب نفسه ليهدأ ويهدأ من توترها الواضح ثم همس بحنو :
-ممكن افهم مالك وعايزة تسيبي الشغل ليه؟
-مانا مش هفضل طول عمري شغاله في بوفيه حقي أشتغل بشهادتي أنا بس الي كنت مضطره لكن الحمدلله الظروف خلصت
-طبعاً حقك وأنا عشان كده طلعت امر انك تسيبي البوفيه وتتنقلي الحسابات
بللت شفتيها متوترة…حرامُ عليه …لما يحدثها بكل حنو وإحتواء يجلعها طامعه فيما لن يحدث ابداً.
لتقول بغصه حكمت قلبها:
-مش هينفع أصل أنا خطيبي مش عايزني أشتغل
-نعم!!!!!!!! أنتي اتخطبتي؟؟؟؟
إحتداد عيناه وتحول صوته الحنون لأخر غليظ أربكها فقالت:
-لسه…في عريس كويس متقدم لي
-وأنتي وافقتي؟
-لسه
-لسه؟! والله؟ امال رافض تشتغلي ازاي؟ أنتي بتكذبي
دب الرعب في أوصالها فهي بكل التفاصيل كاذبه
-ايوه بكذب …. بكذب في كل حاجه كل حاجه بعملها كذب سيبني امشي مالكش دعوه بيا.
كانت تتحدث بهيستيريه وجسدها ينتفض ليخفق قلبه من أجلها ويحاول تهدئتها:
-خلاص براحه اهدي..تعالي نتكلم
-مش عايزه أتكلم مالكش دعوة بيا سيبني في حالي انت موقفني ليه أصلا أنا مش شغاله عندك
-اهدي يا وفاء أنا ماكنش اقصد أهدي
-أنا هاديه وعايزه امشي
-أستني يا وفاء…أنتي ليه ماقولتليش ان متقدم لك عريس
-وهقولك ليه؟
-وافقتي عليه؟
-اه…عنئذنك
كادت ان تتحرك ليوقفها :
-استني عندك أنا بكلمك
وقفت تنظر له ليقول:
-ماقولتيش ليه ان متقدم لك عريس
-هقولك ليه؟
-يعني مش واضح إني مهتم بيكي؟
-!!!!!!!!!!
كان ردها مذهول متعجب تماما ولم يخطر على بالها سوى ضرب والدتها لرأسه بالفازة الخزفية وسقوطه مدرج في الدماء ثم فقدانه الذاكره بسببهما.
لتفر من أمامه هاربه تستقل اول سياره أجرة تمر من أمامها فأسرع هو الأخر خلفها يشغل سيارته ويقودها خلف السيارة التي تقلها لا يعلم لما هربت هل هو خوف ام رفض أم ماذا؟
ظل يسير خلفها يفكر بجنون ليدق هاتفها باتصال ملح من والدته أعقبه إتصال أخر فحاوب تعجل :
-ايوه يا ماما في أيه
-عاصم…أنا عرفت كل حاجة منه زميلتك ساعدتني أوصل لكاميرا مخفية انت خرجت من الشركه مع البنت اللي شغاله في البوفيه …البنت دي هي الي عملت فيك كده هي وأمها.
ليتوقف بسيارته بوسط الطريق وقد أكتنفته الصدمه .
__________سوما العربي__________
أنهى اتصاله بالسفير حالا والذي اخبره ان السيدة فوقيه الآن في مقابله خاصه بقصر الرئاسه .
فجلس على أمل ان توافق ليتبقى أمر حبيبته المرعوبه يسأل هل سينجح في إستمالتها ام لا.
وبينما هو كذلك إذ بهاتفه يصدح رنينه معلن عن اتصال منها ليرقص قلبه بفرح وخوف في آن …لكنه قرر الرد يقول:
-ألو
فتفاجأ بطلبها تقول:
-ممكن أقابلك؟!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
جلس ينتظرها على أحر من الجمر وهي ذهبت اليه تخبره وتختبر نفسها…هل تريده؟ هل إشتاقت له؟
وما ان ارتجف قلبها كلما اقتربت من حجرته بالقصر المخصص له أثناء سيرها مع رجل الأمن حتى حصلت على الجواب.
بل تأكد لها حينما فتح الباب ودلفت للداخل تلاحظ إنتعاش روحها…إقترابه منها بلهفه راق لها…ولم تنفر من ضمته الوحشيه.
بل كانت تتمسح في صدره لتعلم انه لم يتبقى سوى الإختبار الأخير.
ابتعدت عن أحضانه تستمتع بفيض إحساسه ولهفته تراه وهو يقول بأعين تشع لمعان وشغف:
-وحشتيني…وحشتيني قوي
خفق قلبها بضراوة فهمست:
-انت كمان
أتسعت عيناه يسأل:
-فعلاً؟!!
هزت رأسها مقره ثم قالت:
-وعشان كده طلبت أقابلك
-ليه يا رنا؟!! ليه رفضتي تتجوزيني؟
-خوف
فقر بندم:
-أنا عارف…أنا إتواصلت مع إستشاري نفسي وقالي ان الي عشتيه بالجزيرة كان صعب وان ردود أفعالك طبيعيه.
-أنا كمان كلمت دكتوره نفسيه وهي نصحتني أدي فرصه لمشاعرنا بس…
-بس ايه؟
-هتقدر تضمن لي الحمايه
-أوعدك ماحدش يقدر يقرب منك أنتي راجعه معايا ملكه مش جاريه
-هتقدر تحميني من الخوف والقلق وهتنفذ لي طلباتي؟
-أكيد
-ماشي يبقى تنفذ اول وأهم طلب
-ايه هو؟
-مافيش بعد كده حاجة إسمها حرملك ولا جواري في رنا وبس
-ماذا ؟!!!
هتف بها بلغته لترفع حاجبها تردد:
-أرأيت
تراجع عن صدمته يقول:
-بس…دي قوانين مملكة
-انت الملك…انت الي بتسن القوانين..لازماك في ايه الجواري ولا أنا مش كفايه وهتاخدني هناك أشوفك كل ليله مع واحده ولا أبقى مضطره كل يوم أقابل البنات الي جوزي نام معاهم؟!!
سحب نفس عميق ينظر ارضاً وهي بقت تطالعه منتظره ان وافق فهذا يعني ان القادم ميسر ومقدور عليه وان رفض فهي النهاية.
مرت دقيقة صمت إلى أن رفع عينه يطالعها ثم قال:
-موافق.
تعالت دقات قلبها وتضخمت شعرت وكان هنالك نافورة من النور والفراشات قد انفجرت داخلها ما أن سمعته يوافق على طلبها الذي ظنته مستحيل…هذا يعني انها تمتلك تأثير كبير عليه لدرجة جعلته يغير قوانين مملكة لم يغيرها أي مما سبق.
لاحظ بسمتها السعيدة وصدرها الذي يعلو ويهبط من الفرحه فوقف من مكانه واقترب يجلس بجوارها يضع يده أسفل طابع حسنها يجبرها على النظر له مباشرة ثم سأل بنبرة متوسطة:
-لكن بشرط، أن تجاوبي على سؤالي رنا.
صمتت تنظر لعيناه وقد تملكها سحره فسأل مباشرة:
-أتحبيني ؟
أبتسمت بحب شديد وهزت رأسها وهي تغمض عيناها زيادة تأكيد فقال بصوت متحشرج من فرط مشاعره:
-أفتحي عيناكي.
فتحت عيناها لتزاد سخونة أنفاسها وهي تراه قريب منها بل ويزداد قربهاً، انفاسه زادت سخونه واضطراب يظهر فيه اللهفه والعوز…وبلحظة التمس شفتيها بنعومة وعذوبه يعبر لها عنه حبه وشوقه وكذلك يختبر قبلتها.
سحب نفس عميق مرتاح وهو يستشعر تجاوبها وعدم رفضها فهو يعلم طعم قبلتها حينما كانت رافضه وكذلك حينما كانت تساير الأمور وتعد ألأيام لحين الخلاص.
لكن قبلتها تلك المرة مختلفه، فحتى لو لم تبادله لأنها لا تعرف التقبيل لكنها راغبه تستقبل بحرارة وحب على عكس الماضي وقد جاءته راغبه فيه كرجل يعجبها لكن …ضحك بداخله وهو يتذكر……لكن لديها شروط.
فصل قبلته يبتعد بشفتيه فقد تحصل على ما أراد فلا داعي للتمادي الذي قد يخيفها الآن.
مسح بإبهامه على وجنتها قريب جداً من شفتيها التي لازالت تحمل إثر شفتيه ونظر لها بهيام …..يتذكر كيف لم يعجب بأي فتاه وكيف كان يرفضهم ..لم يقضي ليله كامله بالمعنى الحرفي مع ولا جاريه من اللاتي جائت منهن…
هي فقط….هي من رغب بها ..أعجبته وأحبها رغم انها كالشرق والغرب.
كان يتطلع لها بانبهار متسائل …يبحث عن الشيء المشترك بينهما فهما ورغم الاختلاف إلا انه يشعر بإكتماله معها هي فقط دون غيرها.
سحب نفس عميق واجل كل الكلام هي الآن معه…رفع يده لشعرها يضم رأسها لأحضانه ثم أسند رأسه على خاصتها ومن ثم قال:
-أنا هسافر الليلة وإنتي خلال يومين هتجيلي
شعر بها تهز رأسها إيجاباً فاعتدل يطلب منها النظر له ثم قال:
-رنا …بلاش روجوه في كلام…لأن لو حصل هجيلك وساعتهااااا…
هزت رأسها نفياً ثم قالت:
-هاجي…هاجي لك راموس.
ضحك بإنبساط وقال:
-قولي راموس تاني كده.
فضحكت كذلك بخفه يظهر على الكسوف ليتوق ظهرها بذراعه ويضمها له يسحب نفس عمييق معبق برائحتها ثم همس بإسمها يناديها لترفع رأسها له فيقول:
-هتوحشيني قوي…بلاش تتأخري عليا.
نظرت له بصمت ..فقط تطلع لها بعيناها وقد قررت تتبع إحساسها لثواني فما كان منها… وما صدمه…هو تقدمه بجسدها ناحيته و وضعت يدها على خده بنعومه تقربه منها ثم قبلت وجنته.
قبله جميلة أطاحت بعقله …لو كانت قبلته على شفتيه يقسم ما كانت لتكون بتلك الروعه…ان قلبه يؤلمه من شدة قرعه كطبول حرب حاميه وهو يشعر بكفها على خده وقبلتها البسيطة الرقيقة كنسمه بأرده على جلد جسمه الساخن وكأنها تقول ببساطة ولذاذة أروع من الكلام ( أحبك).
اتسعت عيناه ..قلبه وعقله غير قادرين على إستيعاب ما أحسوا به ..فعلتها كانت اضخم من استيعابه…حركتها الخفيفه جننته وأخرجت شياطينه فاستحالت عيناه من اللطافه و الوداعه لشيء أخر أكثر مجون وهوس أرعبها فبدأ يميل عليها يريد إقتناصها الان يريها نتاج فعلتها …لكن حمداً لله.
فقد نجدها دق الباب…ونجده ايضاً لينتبه أنه لو لو جارا قلبه وعقله ما أرادوا لعاد معها لنقطة الصفر وما بعده .
لبيتعد ويسمح على وجهه يقر ان رغبته بها تحتاج لتطويع وإرشاد حتى يعيشً معها بهدوء يناسبها.
ثم رفع صوته برزانه يأذن للطارق بالدخول والذي لم يكن سوى احد موظفي السفارة جاء يحمل بعض من أوراق إتمام الزواج لهما.
__________سوما العربي_________
وصلت للبيت تنهج بأنفاس متقطعة…كانت تجر قدميها بصعوبه وكأنها تحمل على ظهرها حبل مربوط في طرفه قلبها وتجره خلفه قسراً كل تلك المسافه.
تجبره على العوده للحيهم ولحياتها التي تشبهها ..رغم كونها شخصية متفائله حبوبه إلا أنها لم تكن يوماً طامعه أو متطلعه وخير دليل على ذلك انها تركت العمل بشركه صغيره كمحاسبه بجمالها وشهادتها ورضت بالعمل كعاملة بوفيه تصنع الشاي والقهوة وينظر لها من يحملون نفس مؤهلها على أنها أقل قدراً منهم…وقد ارتضت بذلك ولم تتذمر…هي تعلم ان كل شئ بمقابل وكان عليها الاختيار بين العمل بشهادتها او الحصول على راتب جيداً…ولأنها شخصية عمليه ومباشرة فالطبع وقع أختيارها على ما سيساعدها على المعايش وسد الإحتياجات ولكن قد طفح الكيل بعدما وقعت في المحظور.
لقد وقعت لأحدهم…وأحدهم هذا أعلى منها قدراً ومكانه يعشق الشقراوات والصهبوات منغمس في الملذات والنوادي الليلية.
صحيح فقدانه للذاكرة أبعده عن كل ذلك لكن …….لكن ماذا والى أين ذهب بها تفكيرهاا؟!!
من الجيد انها قد عادت للبيت تهوي بيدها على وجهها كما اعتادت تمسح حبات العرق تشعر انها الان بأمان بعيداً عنننن…..
لم تكتمل فكرتها بل اتسعت عيناها رعباً بعدما فتحت الباب لتجده يتوسط الأريكه في منزلهم………….
تعطل عقلها عن العمل…كيف ومتى وهي قد سبقته بالصعود لسيارة الأجرة التي أقلتها لأقرب محطة مترو.
صدمتها كان متمثل فيه سؤالها تقلب نظرها بينه وبين والدتها المثبته بوقفتها…وقفة شخص يعرف عملته وما جنت يداه…هي من فتحت له دماغه وأفقدته ذاكرته على من ستنكر؟! على نفسها؟!! هي معترفه..
ليقف ببطئ مثير ثم قال:
-اصل الفيراري بتوصل اسرع من المترو.
صمتت ومازالت تحت تأثير الصدمه ليكمل:
-شوفت التاكسي وهو بينزلك محطة المترو.
نظرت على صمت والدتها لتسأل بخوف:
-هي الذاكرة رجعت لك؟
ابتسم ساخراً وقد فهم عليها يقول:
-لسه.
حاولت بلع ريقها لكنه توقف بحلقها حين أكمل:
-بس عرفت كللل حاجة.
حاولت إعمال عقلها رغم تحجّره وسألت بشجاعه واهيه:
-وايه الي موقفك ماتروح تعمل فينا بلاغ
زم شفتيه وسأل ببرود:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-وهو البلاغ هيرجع لي الذاكرة؟!
فاندفعت والدة وفاء وقد تفح بها الكيل لتنفجر في وجهه:
-يعني انت عايز ايه في يومك اللي مش معدي ده
عاد يجلس على الأريكه بزهو وتفرد ثم قال مبتسما ببرود:
-هو الدين بيقول اييييه….اه …من أتلف شيء عليه إصلاحه….رجعولي الذاكرة
-نعم يا حلاوة؟
كان هذا صوت والدة وفاء الغير راضي تماما ليرفع عينه في وفاء وقال ببرود:
-سكتي ماما …سكتي ماااما..هتخلي موقفكم وحش أنا ممكن أسجنها النهارده
لتقترب وفاء متسائلة:
-مالي انت بتقولوا ده كمان مش معقول هنرجع لك الذاكرة ازاي؟
اندفعت الأم مجدداً بالكلام:
-سبيه يابت سبيه…هو مش هيرتجع غير لما ندقه على دماغه تاني بأيد الهون
أشار لوفاء على أمها ثم قال:
-شوفتي ماما وعمايلها أنا كده مضطر افضل عندكم لحد ما الذاكرة ترجع لي
-انت أكيد أتجننت
نظر لهما ثم قال:
-خلاص احنا نروح القسم وهناك بقا كل واحد ياخد حقه
-ماتروح ياعم القسم انت هتهددنا
-خلاص ماشي نتقابل هناك بقا وانتو متكلبشين والأساور في ايديكم
كاد أن يتحرك لولا صوت ام وفاء تهتف عالياً:
-لااااا…كله الا كده…إستنى
وقف يضع يديه بخصره لتقول بتهذيب:
-طلباتك.
-قولت لك ترجعولي الذاكرة
-نعملك ايه يعني نضربك على دماغك مره كمان
-اه يالا عشان البسكوا مصيبة
-اللهم طولك يا رووح
-وطي صوتك ده بس كده الأول قولت لك مش ماشي ..وعايز أتغدى
-نعم؟!!!!
هز كتفيه ببرود يردد من جديد:
-عايز اتغدى..جعان
-تتغدى؟
-محشي..مشكل
-محشي؟!!
-وممبار
-ايه؟!!!
-وحمام و…
قاطعته تهتف بحده:
-بس بس ايه انت فاكر نفسك في الجنة.
ناظرها يبتسم بتحدي وتبلد لتلفت إلى ابنتها تقول بقلة حيله:
-أمرنا لله .
__________سوما العربي________
جلست تهز قدميها بتوتر وهي لم تيأس من رفضه المستمر بل بعيناها تحدي وإصرار شديد يراهم بعيناها فينظر لها بضيق وهو يقضم قطعه الدجاج المحمر بالزيت مع الأرز المصري بالشعيرية
وضع معلقته لجوار الصحن يغمض عيناه مهمهماً بتلذذ من مذاق الطعام اللذيذ ثم تنهد…ياللروعة…فحوريه طباخة ماهرة ولديها نفس بالطعام كوالدته بالضبط وياله من إكتشاف رائع بل هو ثاني أجمل شئ فيها بعد جمالها الفتان الذي اكتشفه بعد الزواج.
وبينما هو كذلك مغمض عيناه هتفت بخفوت تنادي:
-زيداان….زييييزوو.
فتح عيناه يرد :
-الأكل تحفه…ولا كلمة بجد.
ثم التقط معلقته ليتناول المزيد فزمت شفتيها ونادت بإلحاح:
-زيدااااان
-لأ
-عشان خاطري
-لأ
-طب فيها ايه بس رافض ليه
وضع المعلقه جانباً ثم قال:
-ممكن لو سمحتي تسبيني استفرد بالغدا ده …ده لو مش هزعجك يعني
وضعت يدها أسفل ذقنها ثم قالت والتذمر واضح عليها:
-ماشي
-شكراً يا ذوق
ولم تكتمل الدقيقه حتى هتفت من جديد:
-يازيدان
لم يجيب وأكمل طعامه فعادتها:
-زيدان…زيزوو..يا زيداااان…زيدان.
أنهى صحنه كله ووقف يذهب يغسل يديه وهي خلفه:
-يا زيدان…زيدان…يا زيدان بقااا.
لم يجيب عليها وإنما أزاحها جانباً واستكمل سيره ناحية الأريكه يرتمي عليها ثم يشعل التلفاز بينما يشير لها:
-الشاي بتاعي بقا حبيبي.
فتزم شفتيها بتبرم ثم تذهب تحمل أطباق الغداء وتحضر الشاي ثم تعود به تضعه أمامه وتستكمل زنها:
-يا زيدان….رد عليا بقا…وافق بقا عشان خاطري
-لأ يا حوريه قولت لأ مش موافق ومش عاجبني
-عشان خاطري عايزة أرجع الشغل ده أنا صحابي كانوا هيتجننوا لما عرفوا اني بشتغل في شركة تنقيب كبيرة كده وكمان ليا مكتب خاص ومرتب حلو …هندم ندم عمري لو سبتها ومش هلاقي زيها ولو لاقيت هجيبها من تحت قوي….عشان خاطري يا زيدان لو ليا خاطر عندك.
-قولت لا يا حوريه ياستي أنا مش عايز مراتي تشتغل وتتمرمط في الشارع وبعدين أنا لسه ماحسبتكيش انك اشتغلتي من غير أذني وأنتي لسه على ذمتي..وكمان عند الجدع السايب على روحه ده
-قصدك مستر عاصم
نهرها بغضب وغيره:
-حوريه
-اسمعني بس…ده حاله يصعب على الكافر وبعدين ماتقلقش ده مشغول دلوقتي بواحدة تانيه ولازق لها زي العيل وأمه ومش شايف غيرها وبقا محترم خالص وأنا أصلا مش بتعامل معاه .
-بردو لا
-عشان خاطري
-لأ
-يا زيدان
لا رد
-زيدان…
لا يجيب
-يا زيداااان وحياااااتي…وحياتي وحياتي وحياتي…يا زيدان.
هز رأسه بجنون وقد أصابعه الصداع من زنها:
-لااااأ مش موافق وبطلي زن..
لكنها استمرّت:
-وحياتي وحياتي
فجذبها لأحضانه ثم ابتسم من مطالعته جمالها القريب بتلك الدرجه وقال:
-أنتي زنانة قوي وأنا صدعت فلازم أسكتك وكمان بالمره تضيعيلي الصداع.
ثم مال يخطفها بقبله أطاحت بعقله يدخلها لدوامه لشغلتها لفترة ليست بالقصيرة
_________سوما العربي________
ترجلت من السيارة في الحي العتيق وتقدمت تنظر بترفع يميناً ويسارالا تعرف إلى أين تتجه بالتحديد حتى أوقفت سيده من نفس عمرها تقريباً تسألها عن منزل تلك الفتاة فدلتها السيدة ومن ثم إنصرفت لتتقدم السيدة الأنيقة من المنزل المنشود تدخله وتصعد السلم حتى وقفت أمام باب شقه عرفته بسبب إسم والدها المدون على يافته أسفل الجرس الذي دقته و وقفت منتظرة ليفتح الباب وتجد أمامها سيدة من نفس عمرها تقريبا لكن الهم أخذ من نضارته الكثير كذلك علامات المقت والغاضب ظاهرة على ملامحها تقول باستغراب:
-أفندم
-ابني فين
-أنتي عندك عيل تايه؟! وجايه تدوري عليه هنا؟ هو احنا جامع؟!!
-عاصم فين؟
-أنتي ام بسلامته
-اندهي له حالاً
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-تعالي أنتي لو عرفتي تحركيه تبقي عملتي فينا معروف
اتسعت عينا السيدة الأنيقه تردد بغضب عاصف:
-عرفت أحركه….نهار اهاليكوا مش فايت…عملتوا في ابني اييه
دفشت الباب بغضب عارم وهي تصيح مناديه بأسمه لتصمت تماما بينما تقترب بلهفه منه وهي تراه يغفو على احد الأرائك ومعدته التي كانت دوما مسطحه قد انتفخت قليلاً وفمه مفتوح تظهر عليه علامات التخمه، لتتقدم منه وتهزه مناديه:
-عاصم…عاصم قوووم…عملوا فيك ايه الأوباش دول.
شمرت أم وفاء ساعديها لتنقض عليها وهي تردد:
-هما مين دول اللي أوباش يا وليه يا كسر يا فرز تاني.
-أخرسي بدل ما أحبسك
-تحبسي مين يا عقربه سامه يالي كل الي يشوفك يصرخ ويقول ياما
تقدمت وفاء تحاول إسكات والدتها مردده:
-خلاص حاولي تمسكي نفسك بقا عشان خاطري..هيحصلنا ايه تاني هو إنتي لو سكتي هيقولوا الي سكتت أهي.
بينما قامت السيدة الأنيقة بإفاقة ابنها ومحاوله إقافه على قدميه تقول:
-عملوا لك ايه يا حبيبي
فردت ام وفاء٣
-ماحدش جه جنبه طفسته هي الي عملت فيه…كبس في الأكل زي المفاجيع..هو انتو ماعندكوش أكل في بيتكم ولا آيه يا حبيبتي..الي يشوفكوا كده يقول ياما هنا ياما هناك وانتوا….اسكت يا لساني مش عايزة أتكلم.
-مش عايزة تتكلمي؟!
-هي أمي كده كلامها قليل ومش بيطلع لها صوت.
فنظرت عصمت لابنها الذي يحاول أن يستفيق وأمرته:
-عاصم…حصلني على برا
-أيوه ياريت فعلاً تسمع كلام أمك يا حبيب أمك
تقدمت عصمت تخرج بغضب وهي تعلم انها لا تستطيع مجاراة لسان تلك السيدة وخرج من خلفها عاصم طواعيه تشيعه كلمات أم وفاء:
-روح يا ضنايا روح واسمع كلامك أمك..روح وراها يا شملول..ياريتها كانت جابت دكر بط.
لتقف السيدة عصمت بجوار الباب تتحدث من بين أسنانها مع ابنها:
-عاجبك الي حاصل ده…ايه الي جايبك عند شويه اللمامة دول…سامع تهزيقنا بدونك؟
-سامع.
-والله؟! عادي كده؟! وجاي قاعد عندهم واكل شارب نايم..أنا قولت هلاقيك ساحبهم على القسم.
-ماما أنا مش متأكد أنهم هما الي عملوا كده ولو عملوا كده عملوه ليه وبعدين…
صمت يتنهد بحزن يقول:
– بيني وبينك يمكن الي حصل ده احسن
-والله؟!! خير انك أتفتح دماغك وفقدت الذاكرة وبعدين انت ايه جابك هنا عندهم وبتعمل ايييه؟ أنت عايز تجنني؟!!!!!
صمت ينظر لها وهو لا يعلم كيف يفاتحها فيما يرغب فحسته بإلحاح:
-ماترد
ليقول باندفاع:
-أنا معجب بوفاء يا ماما وعايز أخطبها.
-أفندم؟!!!!!!
لينتفض كلاهما على صوت زغرودة عاليه صاخبه انطلقت من تلك التي كانت تقف متلصصة عليهما :
-لولولولولولولولي…ياحبيب قلبي يابني …أنا بردك بقول حبيتك من اول ما شوفتك ليه؟حبيتك حبيتك بجد حبيتك ياخربيتك.
تركته متسع العين وهي تزغرد بقوة وفرحه لا تصدق تقترب من عصمت المصدومة تعتصرها داخل أحضانها وهي تقول:
-وأنتي يا حماة بنتي من ساعة ماشوفتك قلبي انشرح سبحان الله وشك طاقة نور الله وأكبر…لولولولولولولولولولولوي.
لم تكد عصمت تستفق من الصدمه إلا و وجدت شقق البنايه تفتح وتخرج منها رجال وسيدات يباركن مهللين وكذلك متسائلين:
-خير يا ست أم وفاء
-كل خير زي قراية فتحت وفاء بنتي وده خطيبها ودي أمه
لتنغمر السيده عصمت في مباركات لأ اول لها ولا أخر والسيدات من حولها يتلقفنها بأحضان ومباركات جعلت الأمر حتمي ولا مجال لموافقتها او رفضها بينما وفاء تقف بالجوار تضع يدها على صدرها الذي يعلو ويهبط بجنون لا تصدق ما سمعت وهل هو صحيح؟؟!
________سوما العربي ___________
صباح يوم جديد تكرر السيناريو على الفطوربشقة زيدان وهو لا يجيب عليها تذهب وتجيئ خلفه تصيح:
-وحيااااااااتيي..عشان خاطررري
وهو على حاله يرفض
استمرّت في الزن والسعي خلفه حتى باب الشقه وهو يغادر:
-وحيااااااتي…عشان خاطري…يا زيدان…عشان خاطري يا زيدان…يا زيدان…زيداااان..زيداااااان.
فصرخ :
-رووحي…روحي…موافق موافق..عليا الطلاق موافق …يا ساتر.
اتسعت عيناها من الفرحه والصدمه تسأل:
-بجد؟؟؟؟؟!
-آه بس تسكتي وماتزنيش
-موافقة معاك شهرين من غير زن
تنهد بتعب منها وهو رغم كل ذلك يحبها فقال:
-روحي البسي وتعالي أوصلك.
-حمامة
هرولت للداخل سريعاً وهو ينظر على جسدها مردداً بأفتنان:
-حمامة ايه دي بطه …عليا الطلاق بطه ثم دلف للداخل مقرراً ان يساعدها فقط لا اكثر يعني
_________سوما العربي_______
بينما كانت الأيام تمر ببطيء مرير على الملك العاشق المنتظر في مملكته كانت تمر سريعاً على أنجا التي إزداد غضبها بمرور الأيام تقف في شرفة مقصورتها تتابع بغيظ الإستعدادات الملكية المقامة على شرف إستقبال الملكة الوافدة من مصر
ليقترب منها احد الوزراء يميل على أذنها محذراً:
-كمية الذهب الأخيرة كبيرة سيدتي وستلاحظ على غير العادة…أرى أن نقلل الكمية وإلا سينكشف أمرنا.
فرفضت رفض تام قائلة:
-بل افعل كما أمرتك كوترا…ونسبتك محفوظة
-سيدة أنجا الفروقات ملحوظة
-ستمر ولن يلاحظ أحد…نفذ ما أمرتك فالغد بات غير معلوم.
-لم افهم
-المملكة على مشارف حقبة جديدة كوترا…أنا دوماً كنت أخشى من ما يحدث الان…الأسطورة تتحقق.. فتاة ولدت ليلة إكتمال القمر سيكون لها حكم كل تلك المملكة التي تعبت سنوات وأنا اخدمها…يكون لها نفوذ وشأن عظيم يعززه حب الملك لها …ضف على ذلك انها مصريه…المصريات مرعبات يا كوترا ومن المستحيل السيطرة عليهن وقد رأيت ذلك بأم عيني …لقد أنهت قواعد وضعت من عقود وبسببها دخل الإنترنت والجوالات المحمولة في المملكة من بعد المنع والغلق وذلك بسببها حتى لو أنكر الملك…لقد نسفت مفهوم الحرملك الذي وضع من قديم الأزل ولم تجرأ أي ملكة على الاقتراب او المساس به مهما بلغ نفوذها، وهي من قبل ان تأتي وبكلمه منها نسفته نسفاً ونُفذ الأمر فما بالك ان جائت وأصبحت ملكة ذات نفوذ.
سحبت نفس يكتم عيظها ثم قالت:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
-نفذ ما أمرتك كوترا وكن حذر .
هز كوترا رأسه متفهماً مخاوف السيدة أنجا وقد وصلته الرسالة ليغادر ويترك أنجا تتميز في غيظ تحاول مداراته.
………..
المملكة تعمل على قدم وساق تتزين كلها لإستقبال ملكتهم الجديدة الحسناء التي سمعوا عنها العجب عن جمالها وحسنها وكذلك قوتها ..فهي وبسببها قد تحطم مفهوم الحرملك وحررت كل الجواري وعادوا لأسرهن وقد عين لهن وظيفه مناسبه براتب ممتاز لعيش حياة كريمة بعيد عن الرق والعبودية .
كل هذا بأمر من ملكة البلاد التي أحبها الجميع من قبل ان تأتي ورفضها قلة متعصبة كونها ليست من بلادهم ولا من لونهم
………
إستقبال تاريخي مهيب كان في إنتظآر السيدة رنا سيدة البلاد الأولى ترافقها والدتها وخالتها وقد وقفن مبهورين من جمال وإختلاف الطبيعه في تلك البلاد بينما مالت فوزيه تهمس في أذن اختها:
-بلدهم حر قوي…يا حول الله يارب …دي جهنم الحمرا ولا ايه يا ولاد؟
لتلكزها فوقيه في كتفها تخبرها انه لا وقته ولا مكانه فانتبهت كل منهما للسيدات المتقدمة منهم تقدم لهم الحلوة والهدايا
…………
تقدم بخطى واسعه تسعفه قدماه الطويله يقترب من غرفتها الملكية يرغب في ضمها بين أحضانه يشبع شوقه ولهفته عليها وهم ان يفتح الباب لتوقفه فوزيه:
-عندك يا حلو
التف ينظر لها فتقول:
-على فين يا جميل
-أشوف رنا
-لا يجوز
-؟؟؟؟
-آه احنا عادتنا كده …ماينفعش تشوف العروسه قبل الفرح فال وحش
-ولو دقيقه
-ولا نص دقيقه
ابتسمت بسعاده عليه ثم قالت:
-بكره ان شاء الله.
بينما كانت رنا منشغله بالتجهيزات للعرس تشوف على الطله النهائيه للفستان الذي طلبت ان تكن طلته معبره عن هويتها فاختارت فستان مستوحى من تصميمهات الفساتين المزين بها جدران معابد بلدها وتاج به علامة العنخ لتكتمل الطلة الأسطورية.
……………….
في يوم مميز لم يأتي مثله كان الملك يقف على باب أحد الحجرات الملكية ينتظر خروج ملكته الجميلة ليفتح الباب على وسعه فانحبست أنفاسه وهو يرى أميرة فرعونيه بديعه الصنع والجمال كأنها هاربه من أحد العابد المصريه…تخرج عليه وبعينها مزيج من الخوف واللهفه والشموخ مطعم بالقلق.
طلتها كانت مميزة خاطفه بل سالبه للأنفاس خصوصاً الملك العاشق .
سحب نفس عميق وقد طمأنها الأنبهار الواضح بعيناه…كم كان جميل ووسيم ببذلته الملكيه لتعلم كم انها فتاة مميزة ومحظوظة كونها حظيت برجل مثله وسيم وجميل بل وملك …
لا تكاد تصدق ….انه الان يقترب منها أمام الجميع يميل عليها قليلاً يقبل جبهتها بإجلال.
يا لروعة ما يحدث …فوقية تقف في أحد الأركان تبكي وفوزيه لجوراها تنهرها بحده:
-وليه وش نكد …افرحي بنتك بتتجوز.
-مش قادره يا فوزيه يأختي مش قادره كان نفسي أبوها يكون معانا ويفرح ببنته.
-وأنا كمان ..وكان نفسي بردو حوريه وجوزها ييجوا بس ابن الايه قالي طالعين عمره وجت الفيزا في توقيت الفرح…يالا ربنا يهنيهم….افردي وشك بقا كفايانا بكى.
لكن فوقيه لم تستجيب وبقت على حالتها لتتركها فوزيه وما تريد وبقت هي تنظر لما يحدث بفرحه تسمي وتصلي.
وقفت الملكة رنا بجوار زوجها الملك في شرفة الملك بالقصر لتحية الشعب الذي تجمهر اسفل المقصورة الرئيسية في القصر يهنئون ملكهم راعي الخير والتقدم والرخاء في البلاد على زواجه من عروسه الجميله بعد ما تداوله الناس عن قصة حبهم العجيبه.
كانت رنا مبهورة من هتاف الشعب بإسمها ومحبتهم لها مستغربه كيف ومتى عرفوها …تقسم ان تصنع لنفسها جماهيرية عريضه تدخل بها كتب التاريخ ويحكى عن قصتها في الأساطير ونصيحة وفاء ترن بأذنها بينما تشاهد أنجا تقف بجوار معاونيها في مقصورة اقل ارتفاعاً مواجهه للمقصورة الرئيسية وكلهم يناظروها بغضب وغل خفي لتعلم ان لديها معهم أشواط وحروب طويله تستلزم التأني وإتباع سياسة النفس الطويل.
لتترك كل ذلك جانباً فاليوم يومها …زفافها الأسطوري على أعظم الملوك والفرح بات من نصيبها وستفرح رغم أنف المعارضين.
لتلفت لراموس تنظر له بأعين لامعه من السعادة والأنبهار ثم همست :
-هو أنا قولت لك قبل كده اني بحبك؟
ناظرها بحب وتوق شديد يهز رأسه نفياً لا يرغب بان ترف عينه فيحرم من رؤيتها ولو لثواني فهمست هي :
-بس أنا بحبك…قوي
ليقترب منها يقبلها من شفتيها بتأني جميل ترتفع مع قبلته هتافات الحشود المتجمهرة من الشعب صانعه مشهد أسطوري سيخلد للتاريخ .
مشهد سطر معه بداية عهد جديد في المملكة مع ملكتهم الجديدة التي أصبحت من اليوم الملكة رنا ….ملكة جزيرة الذهب
-تمت بحمد الله-