رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الحادي عشر 11 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الحادي عشر 11 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الحادي عشر 11 هى رواية من كتابة بتول عبدالرحمن رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الحادي عشر 11 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الحادي عشر 11 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الحادي عشر 11

رواية استثنائية في دائرة الرفض بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الحادي عشر 11

تيم بص له بعين ثابتة وقال
"عايزك تقول لماما إنك مش عايز فريدة في البيت."
يونس رفع حاجبه ببطء وسأله 
"إيه؟! بتقول إيه انت؟"
تيم قال بنفس النبرة الباردة
"زي ما سمعت… قولها إنك مش مرتاح لوجودها، ومش عايزها تفضل هنا."
يونس هز راسه وهو مش مصدق
"ليه؟ فريدة عملتلك إيه؟"
تيم بصله بحدة
"أنا مش مرتاح ليها... وجودها بيضايقني، مش عايز اشوفها تاني"
يونس قال ببطء 
" بس هيا موجوده هنا علشاني أنا مش علشانك إنت."
تيم قال
"وإنت تقدر تطلب أي حد تاني... بس هي لاء."
يونس بصله بتركيز وقال
"هي مش بس ممرضة… هي بنت خالتنا، ده يخليني أتمسك بيها أكتر، مش أطردها."
تيم ضرب كفه في كفه بعصبية وقال
"حتى لو! أنا مش عايزها هنا، مش حابب اشوفها
يونس قال بجديّة
" يبقى إنت اللي عندك مشكلة، مش هي... فريده وجودها بالنسبالي مهم، ولو مش عاجبك روح قول لماما بنفسك"
تيم بصله وقال 
" يونس… اسمع الكلام وقولها انت، وهيا هتمشي هييجي غيرها"
يونس قال بنبرة شبه متحدية
"لاء، مش هقول كده، بالعكس… أنا هقولها إني عايزها معايا كل يوم، فريده حد مريح… وجودها بيهون، وانا بقيت بحبها بجد كأخت وصاحبة"
تيم اتضايق من كلامه ورفضه بس تمالك نفسه وقال بنبرة باردة مصطنعة
"خلاص، براحتك"
ولف وخرج من الأوضه بغضب 
فريدة خرجت من بيتها بدري شوية بعد ما قعدت مع إسلام وحكتله كل حاجة كان محتاج يفهمها.
وبعدها، قررت تروح ليَسر تتطمن عليها
وصلت عند بيتهم، وخبطت على الباب.
فتحت مامت يسر، وشها كان باين عليه ملامح إرهاق، فريده قالتلها بابتسامه خفيفه
"إزيك يا طنط؟"
"أهلا يا بنتي، نورتينا… اتفضلي."
سلمت فريدة عليها بحرارة، وسألتها باهتمام
"عاملة إيه؟ طمنيني عليكي."
اتنهدت وقالت بحزن
"بنحاول نتأقلم بصعوبة، بس بنحاول، البيت اتقلب، ويَسر مش بتخرج من أوضتها خالص."
سكتت لحظة، وبصّت لفريدة بعيون حزينه وقالت
"أنا مش فاهمة إزاي ياسمين تعمل فينا كده ويا ترى دلوقتي عايشه إزاي؟ بتنام إزاي؟ "
فريدة قربت منها، ومدت إيدها تطبطب على كفها
"أنا عارفة إن اللي حصل كبير، وصعب يتصدق، بس يسر قوية… وهتعدي، وهتكون أحسن من الأول، أما ياسمين فهتفهم غلطها وتصلحه"
مامت يسر قالت بنبرة متلغبطة بين الرجاء والحزن
"أنا عايزة أطمن عليها، عايزة أكلمها… شوفيلي طريقة، وصليني بيها... عايزه اتطمن"
فريدة سكتت شوية، بصّت في الأرض بتفكير، وبعدها رفعت عينيها وقالت بهدوء
"هحاول أوصلها، وهطمنك عليها، أوعدك."
فرحت الست بشكل واضح، وقالت من قلبها
"ربنا يريح قلبك زي ما بتحاولي تريحي قلوب الناس، يا بنتي."
ابتسمت فريدة بهدوء وقالت
"هطلع أشوف يَسر."
فريدة طلعت السلم بهدوء، وصلت قدام الباب، خبطت خبطة خفيفة.
مفيش رد.
خبطت تاني… وبرضو مفيش صوت.
فتحت الباب بهدوء، ودخلت.
كان في نور خفيف داخل من الشباك اللي نصه مقفول، ويَسر قاعدة على طرف السرير، لافة نفسها بشال خفيف، رفعت عينيها ببطء لما شافت فريدة… مفيش كلمة، بس الدموع في عينيها قالت كتير.
فريدة قفلت الباب وقرّبت منها، قعدت جنبها وسألت بهمس
"عاملة إيه؟"
يسر قالت بصوت باين فيه انكسار حاد
"بدأت أستوعب يا فريدة… ومش عايزة أستوعب."
سكتت لحظة، وبصت في الأرض
"أنا كنت بجهز علشان اتجوز واكون معاه، وهيا كانت معايا هنا "
دموعها نزلت تاني.
"بس هربت! في يوم كتب كتابي، مع خطيبي… اللي أنا كنت فاكرة إنه بيحبني، وكنت بصدق كل كلمة بيقولها... وأنا الغبية كنت بدافع عنه قدام الناس، حتى قدام نفسي!"
فريدة مدّت إيدها، مسكت إيد يسر وضغطت عليها بحنان
"مش غلطتك… ولا ضعف منك، الناس الوحشة بتستخبى في وشوش طيبة، لحد ما ييجي وقتهم الحقيقي... وبيبانوا"
يسر شهقت شهقة صغيرة، ومسحت دموعها بعصبية
" أنا جوّايا منهارة، أنا مش فاهمة أنا بعيط عشان خطيبي، ولا عشان أختي، ولا عشان نفسي اللي اتكسرت من اللي اتنين."
فريدة قربت أكتر، حضنتها جامد وقالت
"عيّطي براحتك، وعيشي وجعك، لأنك لازم تطلّعيه، بس بعد كده، قومي، لأن محدش يستاهل تنزلي دموعك عليه."
فضلت فريدة حاضنة يسر، وإيدها بتطبطب على ضهرها، بس قلبها بيتقطع عليها
يسر رفعت وشها بعد لحظة، وعينيها حمره، وقالت بصوت خافت
"أنا مش عايزة أعيش كده، كل حاجة حواليا سودة"
سكتت شوية، وبعدين قالت 
"حاسّة إن مفيش لازمة لوجودي."
فريده مسكت وش يسر بإيديها، وبصت في عنيها وقالت بحدة فيها خوف
"متقوليش كده تاني أبداً! إنتي مهمة، ومحبوبة، ولو إنتي مش شايفة كده دلوقتي… فده لأنك موجوعة، مش لأنك قليلة، أو ملكيش لازمة."
يسر كانت بتبصلها، بس واضح إنها مش قادره تصدق
قالت بهمس
"أنا معرفتش أكون أخت كويسة، ولا كنت خطيبة صاحية،  حاسة إني فاشلة في كل دور كان المفروض أكونه."
فريدة قربت منها أكتر، بصوت حنون قالت
"اللي حصل مش دليل على فشل... ده دليل إنك كنتي بتحبي بصدق، اللي حصل غدر مش تقصير، مش ذنبك إن اللي حواليكي اختاروا يدمروكي بدل ما يحمُّوكي."
يسر سكتت، بس دموعها نزلت تاني 
فريدة كملت
"أنا مش هسيبك كده، انتي مش لوحدك، احنا كلنا حواليكي، وأنا معاكي لحد ما تقومي من الوجع ده على رجليكي تاني."
يسر قالت بصوت واطي
"أنا تعبت… تعبت أوي."
فريدة شدت البطانية وغطّتها بيها، وقعدت جنبها
"نامي دلوقتي… وريّحي، وحاولي تنسي شويه، عارفه أنه صعب بس لازم تتخطي علشان تعيشي"
في شقة محمد، بعد المغرب بشوية، النور خافت، والتلفزيون شغال بصوت واطي 
ياسمين قاعدة على الكنبة، حاضنه رجليها بإيدها، وبتبص في الأرض من غير ما تتكلم.
محمد كان واقف في المطبخ بيحاول يعمل كوباية شاي، بس عينه عليها كل شوية.
خرج بالكوباية وقعد جنبها وقال بهدوء
"مش هتشربي معايا؟"
ردّت وهي بتهز راسها بنفي
"مش قادرة… نفسي مسدودة."
سكت لحظة وبعدين قال
"حاسس إنك مش مبسوطة... ومتوتره"
قالت بسرعة، وكأنها كانت مستنياه يسألها
"مش متوترة… أنا مرعوبة يا محمد."
بصلها واستغرب
"مرعوبة؟ من إيه؟"
"من بكره...من الجواز...من اللي احنا دخلنا عليه من غير ما نكون جاهزين، إنت شايف إحنا في ظروف تسمح؟ شايف إنك تقدر تفتح بيت بالمنظر ده؟!"
محمد اتنفس بصعوبة، حط الكوباية على الترابيزة قدامه وقال
"ببص حواليّا كل يوم، بلاقي ناس ظروفها أصعب وبيكملوا... وإحنا على الأقل عندنا شغل، ومع بعض"
قالت بيأس
"أنا معاك، بس التعب مش بيخلص، والخوف بيزيد، وأنا حاسة إني ماشية في طريق غامض، مش شايفة آخره، حاسه بخوف"
قرب منها شوية ومسك إيدها وقال
"وعد… وعد من قلبي، إني هفضل جنبك، وهبذل كل اللي أقدر عليه علشان متخافيش تاني… حتى لو اضطرينا نبدأ من الصفر."
ياسمين فضلت ساكتة، لكن مسحبتش إيدها… والسكوت كان فيه قبول رغم القلق.
فريدة دخلت أوضة يونس بهدوء بعد ما خبطت على باب الاوضه، يونس كان نايم على السرير، ولما شافها ابتسم
"فريدة! حمد الله على السلامة، قلقت لما اتأخرتي."
ردت بابتسامة خفيفة باهتة
"كنت مضغوطة شوية… آسفة لو اتأخرت."
قال بفرحه
"ولا يهمك، أنا مرتاح إنك كملتِ، متعرفيش فرحان ازاي انك طلعتي بنت خالتي وكمان انك هتكملي"
ردت وهي بتحط جهاز على دراعه
"طبعًا… ما إنت توقعت إني مش هكمل، وعمرك ما تخيلت اكون قريبتك"
يونس ابتسم وقال
"بس كنت مستعد أحارب ماما علشان تفضلي موجودة."
ابتسمت ابتسامة سريعة، وسحبت ملف من جنبه على الكومود، فتحته وقالت
"إيه ده؟"
رد
"الدكتور كان عندي النهارده… ده الكشف على حالتي دلوقتي."
فريدة فتحت الملف وبصت فيه بدقة، وبصوت مهني قالت
"كويس… في تحسّن، ياريت لو تسمع كلام الدكاترة والممرضين بتوعك، هتتحسّن أكتر، وتاخد بالك من نفسك كويس، ماشي؟"
قبل ما يرد، الباب خبط خبطتين خفاف، واتفتح.
تيم دخل، عينيه أول ما دخل راحت عليها، وقف عند الباب، صوته هادي لكن مشاعره مكبوتة
"كنت جاي أشوفك… محتاج حاجة؟"
يونس رفع عينه لتيم وقال بنبرة فيها مغزى
"أنا كويس… فريدة لسه جاية، هتتابع معايا زي ما كنا."
تيم بص لفريدة، مستني أي حاجة… كلمة، لمحة، حتى نظرة.
لكن فريدة كانت واقفة ثابتة، عينيها لسه على الملف، ملامحها زي ما هي، متحركتش، مبصتلوش، ولا كأن في حد دخل.
تيم فضل واقف، أما هي...فمكملة في شغلها، بنبرة عملية قالت
"ضغطك تمام… بس لازم ترتاح النهارده ومتتعبش نفسك بأي تفكير."
يونس حاول يكسر التوتر وقال لتيم
" تيم؟ عايز تقول حاجه؟!"
تيم مردش، وبعد ثواني تقيلة، لف وساب الأوضة، وقفل الباب وراه بهدوء.
فريدة لسه مركزه في اللي بتعمله ، ويونس كان شايف اللي حصل كله.
كان بيراقبها، ومن وقت للتاني بيبص لباب الأوضة اللي تيم خرج منه
قال بهدوء
"زعلانة منه؟"
فريدة رفعت عينيها ليه بسرعة وقالت
"أنا؟ لاء... هزعل ليه يعني؟"
يونس ابتسم ابتسامة صغيرة وقال
"إنتي مش بتعرفي تمثّلي."
سكتت، بس ملامحها اتشدت شوية.
يونس كمل بنبرة أخف
"ومش بتعرفي تكدبي"
فريدة قالت بصوت فيه نبرة دفاعية
"يونس… من فضلك، خلينا في شغلي وصحتك"
يونس اتفاجئ من حدتها وفريده اخدت بالها انها علت صوتها فقالت بنبرة واضحة لكن ناعمة
"يونس… أنا هنا علشان شغلي… ومش عايزة أي حاجة تتفهم غلط."
هز راسه باحترام وقال
"أنا آسف لو كلامي اتفهم بشكل تاني… أنا فعلًا مقدّر تعبك ووقفتك معايا."
فريدة نزلت عينيها وقالت بلطف
"وأنا مش قصدي أحرجك… بس لازم كل حاجة تفضل واضحة."
يونس ابتسم ابتسامة هادية وقال
"واضحة يا فريدة… ووعد إنك مش هتلاقي مني غير التقدير."
ردت 
"شكرًا يا يونس… ده هيريّحني جدًا."
بدأت تكمل شغلها وعدى شوية صمت
سألته 
 "أنا هنزل أعمل قهوة، تحب أعملك معايا؟"
يونس ابتسم وقال بحماس
 "ياريت! وبعدين تعالي احكيلي اللي حصل امبارح بقا."
ضحكت فريدة بخفة وهي بتلف تخرج
 "مكتوب عليا أحكي بس!"
رد بسرعة وهو بيعدل نفسه في السرير
"ليه، حكيتي لمين تاني يعني؟"
ردت وهي واقفه على الباب
"لإسلام."
ابتسم يونس وقال 
"آه، يبقى أنا وإسلام عادي، بما إنهم في البيت بيعاملوني على إني لسه صغير… أكمني أصغر واحد فيهم يعني!"
فريدة رفعت حاجبها بمرح وسألته
"بس سالي قالتلي إنك أصلاً مش بتقعد في البيت، دايمًا بره؟"
رد بضحكة قصيرة فيها نبرة سخرية خفيفة
"وده بيت يتقعد فيه! لولا اللي أنا فيه، مكنش حد شاف وشي والله."
ضحكت وهي بتهز راسها وقالت له
"هانت خلاص… على آخر الشهر هتبدأ تمشي بعكاز، لحد ما تتحسن على الآخر."
وقبل ما يكمل كلامه، سبقته وقالت بسرعة
"أو براحتك يعني… علشان انت لمض وهتقوللي عكاز إيه بس!"
ضحك يونس بصوت واضح وقال
"برافو عليكي، سبقتيني في الرد!"
قالت وهي خارجة من الأوضة
"هروح أعمل القهوة بقى."
بعد مرور أسبوع…
كل حاجة على وضعها، يمكن مفيش جديد، فريده احترمت رغبة تيم ومش بتقرب منه ابدا ولو شافته صدفه بتلف وترجع مطرح ما كانت، وهو جواه صراع، مش عارف هو عايز ايه بالظبط، وهل كده هو مرتاح ولا لاء
فريده بعد ما يونس نام والساعه عدت ١٢ نزلت المطبخ بهدوء، النور كان مطفي والدنيا هاديه
دخلت وفتحت النور
بس اتفاجئت لما لقت تيم واقف جوه لوحده قدّام الحوض، ضهره ليها، مخدش باله إنها دخلت.
بس لما فتحت النور هو لف بسرعه، نظراتهم اتقابلت، بس وشه كان باين عليه الإجهاد.
فريدة اتجمدت في مكانها، يمكن لأنها متوقعتش انها تشوفه دلوقتي.
لفت وكانت هتنسحب بهدوء بس تيم قال بصوت جاف
"مش لازم تهربي كده كل مرة تشوفيني."
فريدة ردت 
 "أنا مش بهرب، إنت اللي مش عايزني أكون موجوده في مكان انت موجود فيه"
سكت لحظة...وبعدين بص بعيد، كأنه مش قادر يواجهها
"أنا مش عايز أشوفك… علشان لما بشوفك،
ببقى مش عارف أتحكم في نفسي، بكون مش أنا"
كلامه دخل قلبها زي السهم، بس عقلها رفض يصدق 
فضلت ساكتة، لكنه كمل بصوت أهدى كأنه اعترف غصب عنه وهو بيميل شويه
"كل مرة تبقي قريبة... بحس إن كل حاجة حواليا متلغبطه وانك بتغيري كل حاجه"
بصّتله وقالت وهيا مش فاهماه
"بس أنا مش قريبة، ومش بقرب منك زي ما طلبت،
أنا هنا بقوم بشغلي اللي خلاص قرب يخلص،
وساعتها؟
مش هتشوف وشي تاني... أبدًا."
كان هيميل أكتر، وكأنه هيفقد توازنه.
فريده اتحركت ناحيته بسرعة مسكته من دراعه وقالت بقلق
"تيم! إنت كويس؟!"
يتبع...........

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا