رواية بنات الحارة الفصل الثاني عشر 12 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحارة الفصل الثاني عشر 12 هى رواية من كتابة نسرين بلعجيلي رواية بنات الحارة الفصل الثاني عشر 12 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بنات الحارة الفصل الثاني عشر 12 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بنات الحارة الفصل الثاني عشر 12
رواية بنات الحارة الفصل الثاني عشر 12
صريخ حنان كان صعب أوي، الكل جرى عليها. فتنة أول ما شافت منظر الدم اتخضت، نادت على السواق بتاعها، شال حنان وجريوا بيها على المستشفى وأمها معاها.
فتنة إتصلت بعصام وبلغته. كانت خايفة على أحفادها، مهما كان كرهها لحنان، بس دول فرحة إبنها.
إنتظروا في المستشفى ساعات طويلة، والدكاترة دخلوا حنان بسرعة غرفة العمليات. كانت أمها منهارة وبتبكي، وفتنة واقفة جنبها جامده رغم خوفها الشديد.
عصام وصل المستشفى بسرعة بعدما عرف، وكان قلقان جداً على مراته وولاده.
بعد وقت طويل خرج الدكتور وقال لهم إن حنان عدت مرحلة الخطر، لكن محتاجة تفضل تحت الملاحظة.
فرحة كبيرة دخلت قلب أمها وفتنة، وعصام شكر ربنا.
فتنة : بقولكم إيه تطلع من هنا على بيت جوزها، أو مال ايه ؟ أنا ليا أحفادي، هي شايله أمانة تخصني غير كده تروح في داهية ولا يهمني.
أنا مروحة يا ولا تفوق وجيبها،
سلام.
أم حنان كانت واقفة لا حول ولا قوة لها..
أم حنان لما عرفت إن بنتها راجعة تاني لجحيم فتنة، وقعت على الأرض مقهورة، قلبها موجوع، عارفة إن الميزان مش عادل، لا كفة حنان متوازنة، ولا كفة اللي شايلينها هي ومحمد وعيالهم. بس إقتنعت مع نفسها إن حنان ده قدرها ولازم ترضى بيه علشان المركب تمشي ويعيشوا في أمان.
وقالت: "أول ما تصحى، هكلمها وأحاول أعقلها."
*******************************
الأسبوع مرّ...
زينب كانت في المحل شعلة من النشاط، فرحانة إنها كسبت ثقة الكل، صاحب المحل مبسوط من شغلها، وحتى البنات زميلاتها بقوا بيحبوها. ورغم ده، ساعات بتحس بضيق في قلبها، بتتعب في شغل البيت قبل ما تنزل وما معهاش فلوس تروح تاكل مع البنات أي سندوتش يخفف عنها، تفضل قاعدة في المخزن، تاكل من أكل البيت اللي جايباه معاها.
الحاج أخذ باله من حالها، وقرر يديها عمولة من الزباين حتى لو لسه مبتدئة، لأنه شايف فيها الخير والإجتهاد.
وفي يوم وهي قاعدة في المخزن بتاكل لقمة سريعة، دخلت عليها فاطمة، واحدة من البنات اللي شغالين في المحل.
إبتسمت وقالت :
إنتِ بتتغدي هنا كل يوم؟ ما تيجي معانا، إحنا بنلم من بعض ونجيب حاجة ناكلها سوا.
زينب ابتسمت بخجل، وقالت:
ماشي حبيبتي، بس النهاردة معايا أكل من البيت، المرة الجاية إن شاء الله.
فاطمة سكتت، لكنها خرجت وقلبها مأخوذ بحال زينب.
جا وقت الشغل وطلعت زينب من المخزن وابتدت تشتغل لحد ما سمعت صوت ما كانتش عايزة تسمعه..
صفية : سلام عليكم.
الكل رد السلام.
صفية بصوت عالي وموجهة الكلام لـزينب..
صفية : مالك يا بت كأنك شفتي عفريت.
زينب بارتباك..
زينب : أهلاً يا خالتي .
صفية : ما طبعاً أهلاً، هو محل أبوكِ؟
الكل لاحظ أسلوبها مع زينب..
هاجر : ياما وطي صوتك.
صفية : أوطي صوتي ليه؟؟
زينب : أرجوكِ بلاش فضايح، ده محل أكل عيش، الناس بتتفرج علينا.
صفية : فضايح ليه يا أختي؟؟
الحاج تدخل بسرعة..
الحاج : مين دي يا زينب؟؟
زينب : دي خالتي، مرات أبويا.
الحاج : أهلاً وسهلاً.
صفية : أهلاً بيك يا خويا، أنا بنتي دخلتها الشهر اللي جاي وعايزة ليها كم طقم كده.
الحاج : تعالي يا فاطمة شوفي المدام عايزة إيه.
هاجر إبتدت تختار، وزينب كل شوية تبص عليها وهي عارفة صفية ناوية على إيه.
وصل الوقت اللي زينب مستنياه،
وقت الحساب. الحاج عمل الفاتورة وحط الهدوم في الأكياس، هاجر كانت طايرة من الفرح.
الحاج : الحساب كده ٦٥٠٠ جنيه.
صفية بصّت لـزينب..
صفية : بقولك إيه يا خويا، إخصمهم من البت زينب من مرتبها، والباقي قسّطه، وأهو هديك ١٠٠٠ جنيه
الحاج بص ليها بصدمة... سكت شوية، وبص لصفية وقال بنبرة جادة.
الحاج : أنا آسف يا مدام، مافيش حاجة إسمها أخصم من مرتب بنت من غير ما تكون موافقة، ودي مش سياسة المحل.
صفية رفعت صوتها وهي بتحط إيدها في وسطها :
يعني إيه؟ أنا اللي مربّياها، ومش من حقها تقول لأ، وإن كان كده... يبقى مافيش شغل من أساسه.
فاطمه فتحت بُقها تتكلم، بس الحاج أشار لها تسكت وبص لزينب... كانت واقفة زي التمثال، الدمعة محبوسة في عينيها، بس ماسكة نفسها بالعافية.
الحاج تنهد وقال وهو بيبص لصفية :
بصراحة... البنت دي زي بنتي، وشايلالي الشغل من أول يوم،
وما تستاهلش كل ده... بس برضه، أنا ماحبش أقطع رزق حد، فخلاص خذي الحاجه ، وهنخصمهم على أقساط من مرتبها، بس بموافقتها.
صفية اتبتسمت وغمزت غمزة فيها غُلب :
ربنا يكرمك يا خويا، ما هو إحنا ناس غلابة...
زينب رفعت عينيها للحاج، قلبها موجوع بس ماقدرتش تقول حاجة، ولا حتى تشكره. كانت حاسة إنها إتباعِت غصب عنها.
الحاج قال بهدوء وهو بيرجع لمكانه :
روحي كملي شغلك يا زينب... وبعدين نرتب مع بعض موضوع الأقساط.
رجعت زينب لمكانها وسط الهدوم ،
إيديها بتشتغل... بس عقلها مش معاها. كل كلمة من صفية كانت بترن في ودنها:
مافيش شغل... أخصم من مرتبها... هي بتاعتي!
كأنها مش بني آدمة... كأنها حاجة مِلك حد.
فاطمه قربت منها بهدوء :
مالك؟ هتسكتيلها كده؟
زينب هزّت راسها، وقالت بصوت مبحوح :
أنا مش باسكت... أنا بستحمل.
بس في قلبي نار، ومش عايزة أعيش طول عمري مُهانة.
فاطمه حطت إيدها على كتفها :
اللي فيك مايتسكتش عليه... روحي كلمي الحاج، افضفضي،
ده واقف في صفك من أول يوم.
زينب خذت نفس طويل، ومسحت على وشها وهي بتحاول ترجع توازنها اللي اتكسر قدام الناس.
خلص اليوم، وبدأ المحل يفضى والحاج كان لسه قاعد على مكتبه، بيقلب في الدفاتر.
زينب قربت بخطوات هادية، وقالت بصوت كله وجع :
ماعلش يا حاج... أنا آسفة على اللي حصل. ماكنتش عايزة الناس تتفرج عليا كده.
الحاج رفع عينه، وبص لها نظرة أبوية :
إنتِ مالكيش ذنب... أنا اللي آسف إني وافقت في الآخر، بس والله قلبي وجعني عليكِ... وشفت في عنيكِ حاجات كثير.
زينب نزلت دمعة من عينيها، وهي بتهمس :
أنا تعبت... تعبت من كل حاجة، من إني أتحاسب على لقمة باكلها، وكل مرة أفتكر إني ابتديت من جديد، ألاقي الماضي بيجرّني لتحت.
نسرين بلعجيلي
الحاج وقف من مكانه، وقال بكل حنية :
لو إنتِ عايزة، أنا أقدر أساعدك...
بس المساعدة الحقيقية تبدأ لما تقرري توقفي لنفسك، مش تسكتي وتمشي الأمور وخلاص.
زينب بصّت له، ولأول مرة حسّت إن فيه حد سمعها... وفهمها.
في بيت هادي، كانت إحسان بتتفرج على المسلسل، لحد ما دخلت عليها وفاء، مرات إبنها الكبير حسام.
إحسان : إزيك يا وفاء؟
وفاء : الحمد لله.
إحسان : مالك يا بنتي؟
وفاء : بصي يا ماما، أنا مش عارفة حسام ماله الأيام دي، مش طايق ليّا كلمة.
إحسان قفلت التليفزيون، واعتدلت في جلستها على الكنبة.
إحسان :
بصي يا بنتي، فيه رجالة كده ييجي لهم وقت بيحسّوا فيه بالملل وضغط الحياة كمان. والفترة دي، هو شايل الشغل كله.
وفاء :
قوليلي أعمل إيه؟
إحسان :
بصي، علشان ترتاحي وتريّحي، ما تحطيش الراجل كل حياتك.
وفاء :
يعني إيه؟
إحسان :
إشغلي وقتك. مش تقعدي طول اليوم مستنية حسام عمل إيه؟ قال إيه؟. حياتك مربوطة بيه زعل يزعلك، فرح يفرّحك؟ لا يا بنتي.
وفاء :
إزاي يا ماما؟ مش جوزي؟
إحسان :
يا هبلة، حبي جوزك، واحترميه، وأطيعيه. بس كمان، حبي نفسك.
عيشي لنفسك. جوزك زعلان؟ حاولي تخففي عنه. ما عرفتيش، وكمان لو مش إنتي السبب في زعله، كمّلي يومك عادي، ما تزعليش وتنكدي على نفسك.
وفاء :
إنتِ جميلة أوي يا ماما. إنتِ عارفة إني بحب حسام جداً... بس هو اتغيّر. خفت لا يكون...
إحسان (بهدوء واهتمام) :
خفت لا يكون إيه يا بنتي؟ قوليلي، طلعي اللي في قلبك.
وفاء بنبرة فيها قلق :
خفت لا يكون زهق مني... أو فيه وحدة تانية دخلت حياته. بقى دايمًا ساكت، ومش بيبص في وشي، حتى لما بكلمه يرد بكلمة ويكمل في موبايله.
إحسان بتنهيدة خفيفة :
وفاء، بصي... الراجل لما يتغير، مش دايمًا يكون السبب واحدة تانية. أوقات الضغط بيخليه يقفل على نفسه، وأوقات تانية بيبقى محتاج يسمع نفسه أكتر من إنه يتكلم.
وفاء :
بس يا ماما، ده مش طبعه... هو طول عمره بيحب يحكيلي كل حاجة، كان بياخذ رأيي حتى في أتفه الأمور.
إحسان وهي بتطبطب على إيدها :
عارفة، وعشان كده إنتِ دلوقتي خايفة. بس يا بنتي، الحياة مش دايمًا على وتيرة واحدة. الحب الحقيقي مش إنك تمسكي فيه وهو بيبعد، الحب الحقيقي إنك تدي له مساحة... ولو حبك، هيرجع لوحده.
وفاء بعينين مدمعة :
أنا بحبه يا ماما... مش قادرة أتخيل حياتي من غيره.
إحسان بحنان :
وهو كمان بيحبك، بس إستحملي.
إعملي اللي عليكِ، بس ما تذليش روحك، ولا تنسي نفسك. إبني لما يشوفك قوية، هيرجعلك بنفسه، وهيعرف إنه له سند مش عبء.
وفاء بتنفس عميق :
هحاول يا ماما... هبدأ من بكرة أرجع شغلي القديم، وأخرج شوية من جو البيت.
إحسان بابتسامة فخر:
برافو عليكِ، كده أنا اطمنت. وخليكِ فاكرة، الست اللي بتحب نفسها، الراجل بيحبها أكتر.
صفاء كانت فرحانة جدًا جدًا إنها هتقابل ريان. زوّغت من الشغل، ولبست أحلى فستان عندها، وعملت شعرها، وراحت الكافيتريا اللي بيتقابلوا فيها. فضلت مستنية، بقالها كتير ماقابلتهوش.
جا ريان، قلبها كان هيطلع من مكانه.
ريان : السلام عليكم.
صفاء : وعليكم السلام.
ريان : وحشتيني أوي أوي.
صفاء : مش أكتر مني، كنت هموت عليك.
ريان : بعد الشر عليكِ يا قلبي.
صفاء : طمّني عليك.
ريان : اشتغلت.
صفاء : بجد؟ ألف مبروك.
ريان : أخيرًا. هو بصراحة صعب عليا أشتغل عند حد، بس أعمل إيه؟ لازم أتحرك، مش هافضل واقف في مكاني. وكمان أخذت شقة محندقة على قدّي.
صفاء وهي مبتسمة ومتحمسة: الله على الأخبار الحلوة. بجد يا ريان؟ شقة كمان؟ طب دي حاجات حلوة قوي… نفسي أشوفها.
ريان بابتسامة باهتة :
أكيد هتشوفيها، أول حد لازم يدخلها هو إنتِ.
صفاء بلحظة صمت بسيطة : مامتك... كانت هتفرح قوي بالشقة دي. الله يرحمها.
ريان بانكسار هادي :
أيوه… كنت بتمنى تكون معايا وتشوف كل ده. بس عارفه؟ كل خطوة باخذها حاسس إنها شايفاني وفخورة بيا.
صفاء وهي ماسكة إيده :
أكيد شايفاك… وإنت فعلاً تستاهل كل خير. وهي عمرها ما كانت هتتمنى غير راحتك وفرحتك.
ريان : وعشان كده... نفسي أكمل الباقي مع اللي كانت دايمًا بتدعيلي أوصل لها.
صفاء بهدوء : يعني… أنا؟
ريان وهو بيبصلها بصدق: أيوه، إنتِ. مافيش حد غيرك كان جنبي حتى وأنا مش شايف.
صفاء بدموع فرحة : وأنا مستعدة أكون معاك… نكمل اللي ناقص سوا.
ريان : تتجوزيني؟!؟!
صفاء : إنت لسه بتسأل يا حبيبي؟!؟
ريان : حبيت أتأكد.
صفاء : أنا موافقة. هتطلبني إمتى؟؟
ريان : بصي يا قلبي، إنتِ عارفة ظروفي، وعارفة مشاكلي.
صفاء : أيوه، إيه الجديد؟
ريان : طيب من غير زعل، اللي هقوله في مصلحتنا. أنا بحبك ومش قادر أبعد عنك.
صفاء : ولا أنا يا حبيبي، ماقدرش أعيش بعيد عنك.
ريان : طيب... أنا عايز أتجوزك في السر...
*******************************
أصعب الحروب، هي اللي بتخوضها ضد القهر بصمت... والنصر الحقيقي، لما تختار كرامتك حتى لو الثمن كان غالي.
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا