رواية بنات الحارة الفصل الثالث عشر 13 بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل الثالث عشر 13 بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل الثالث عشر 13 هى رواية من كتابة نسرين بلعجيلي رواية بنات الحارة الفصل الثالث عشر 13 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بنات الحارة الفصل الثالث عشر 13 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بنات الحارة الفصل الثالث عشر 13

رواية بنات الحارة بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل الثالث عشر 13

ثاني يوم...
زينب كانت بترَوّق المطبخ وحاطة الأكل على النار، دخلت عندها هاجر.
هاجر : صباح الخير يا زينب.
زينب : صباح الخير.
هاجر : ممكن أتكلم معاكِ؟
زينب : أنا ماعنديش وقت أتكلم، يادوب أخلّص وأروح شغلي.
هاجر : سيبي كل حاجة، أنا هكمّل بدالك.
زينب : أنا مش عايزة مشاكل مع أمك.
في نفس اللحظة دخلت صفية.
صفية : ومالها أمها يا عيني؟
زينب : مافيش.
صفية : ما تتعدلي يا بت وإنتِ بتتكلمي معايا. في إيه؟ من امبارح وإنتِ معوّجة عليا، إيه ياختي حصل إيه لكل ده؟؟
زينب بعد ما فاض بيها...
زينب : بتسألي على اللي حصل؟ فضحتيني في المحل اللي باشتغل فيه. مش إنتِ اللي نزلتيني أشتغل، بس تاكلي عرقي؟ مش حرام عليكِ؟ بهدلتيني طول السنين دي، مش عارفة ليه بتكرهيني وتفضلي إخواتي عليا؟ متبهدلة في البيت، معقولة أقوم الفجر أروّق البيت وأعمل الفطار وأعمل الغدا وإنتوا نايمين؟ وأنزل كمان أشتغل وإنتوا مرتاحين، وأرجع أعمل العشا وأغسل صحون الفطار والغدا والعشاء؟ هو أنا مش بصعب عليكِ؟!؟ لا وكمان تيجي تاخدي حاجات من المحل بعرقي وفلوسي اللي لسه ما أخدتهمش والباقي يتقسط، واللي يفضل تاخذيه إنتِ. بتكرهيني ليه؟! عملتلك إيه؟؟
صفية : باكرهك علشان إنتِ بنت الحرباية، أمك أوَسخ وحدة عرفتها في حياتي.
زينب : ما تقوليش كده على أمي،
إنتِ اللي خطافة الرجالة، إتجوزتي أبويا، وفضلتي ورا أمي لحد ما ماتت.
نسرين بلعجيلي 
في نفس اللحظة اللي خلصت زينب جملتها، صفية ضربتها بالقلم على وشها ومسكتها من شعرها ونزلت فيها ضرب.
زينب حاولت تفلت، بس الضرب كان عنيف.
هاجر بتزعق : ماما بلاش هتموتيها في إيدك.
البيت إتقلب...
صوت خبط الباب اتسمع، الباب اتفتح بعنف، ووقف حامد على العتبة عنيه فيها نار ووشه مبحلق في المنظر قدامه.
حامد : إنتِ بتعملي إيه يا صفية؟!
صفية اتفاجئت، ووقفت مكانها، إيدها لسه ماسكة شعر زينب، بس وشها اتغير لما شافت جوزها قدامها.
صفية : اسأل بنتك، دي قليلة الأدب، بترفع صوتها عليا وبتشتم
حامد مشي بسرعة ناحيتهم، وشال إيد صفية من شعر زينب وقال بصوت غاضب عمره ما طلع بيه قبل كده : إيدك دي لو اترفعت تاني على بنتي، هتتشال من مكانها.
زينب كانت واقعة على الأرض، دموعها نازلة، مش من الضرب بس...
من الذل، من القهر، من سنين محبوسة جواها.
صفية اتحولت من الهجوم للدفاع : أنا اللي بربي ولازم تحترمني. هي فاكرة نفسها ست البيت، ده أنا اللي شايلة البيت ده على دماغي.
حامد : لا، اللي شايل البيت ده هي زينب، بنتي اللي من ساعة ما أمها ماتت وهي بتخدمك وبتخدم عيالك وانتِ كل اللي عملتيه إنك تذليها وتهينيها.
صفية : يعني إنت مصدقها؟
حامد بص لها بنظرة ندم وغضب : أنا كنت أعمى... بس فُقت. من النهاردة، مافيش إيد تتمد عليها، وزينب مش هتخدم حد تاني... ولو مش عاجبك، يبقى روحي بيت أهلك.
صفية اتصدمت، ماقدرتش تنطق، بصت حواليها، لقِت هاجر ساكتة ووشها متغير، ماحدش واقف في صفها.
حامد نزل على ركبه جنب زينب، وقال وهو بيشيل شعرها من على وشها : حقك عليا يا بنتي... تعبتِ كتير، بس خلاص، أبوكِ واقفلك دلوقتي.
زينب بصّت لأبوها بعين كلها وجع، وقالت بصوت مكسور :
دلوقتي بعد ما اتكسرت مليون مرة؟ دلوقتي إفتكرت إن ليّا حق؟
حامد حاول يمسك إيدها : عارف إني اتأخرت... بس كنت فاكر إنك قوية وإن صفية مهما كانت هتعرف ترعاكِ بس طلعت غلطان.
زينب وقفت بصعوبة وجسمها بيترعش : أنا مش عايزة حاجة منكم... ولا كرامة بتتقدم بعد ما تهد،
أنا همشي... وهعيش بعيد، يمكن أرتاح يوم.
صفية اتكلمت بسخرية وهي بتحاول تلم نفسها : رايحة فين يا حبيبتي؟ على فين بالظبط ؟
زينب بصتلها ببرود لأول مرة : رايحة أدوّر على نفسي اللي ضاعت هنا... مش مهم فين، بس أكيد بعيد عنك.
حامد وقف وقال بحزم : أنا اللي هأجهزلك مكان وهساعدك، و ليك مني وعد من النهارده، إنتِ مش لوحدك.
زينب بصت له، وسكتت شوية وقالت وهي بتجمع هدومها من الأوضة : أنا مش محتاجة وعد، محتاجة فرصة أعيش من غير ما حد يتحكم فيا، من غير خوف، من غير ذل.
هي اصلا عقلها  كان واقف ومش عارفه حاتروح فين 
هاجر قربت منها، وقالت بصوت واطي : أنا آسفة يا زينب ماكنتش فاهمة إنتِ بتعاني قد إيه.
زينب إبتسمت لها إبتسامة حزينة : مش ذنبك... بس يمكن لما تشوفي، متسكتش زَيي.
حامد راح اوضته يفكر يودي زينب فين 
--------------------------------------------------
بعد ساعات....
زينب خرجت من باب البيت، شنطتها على كتفها ونفسها أخيرًا خفيف. بتبص للدنيا كأنها بتتولد من جديد، وكل خطوة بتقول : أنا جاية أعيش.
الحارة طبعًا كانت سامعة الصريخ، وشافت زينب شايلة شنطتها.
شافها الحاج عثمان، راح عندها.
الحاج عثمان : مالك يا بنتي؟!؟
زينب كانت مستنية أي حد يقولها كلمة "مالك"، إبتدت تعيط.
الحاج عثمان : تعالي يا بنتي معايا.
أخذها وركّبها العربية.
حامد نزل يدور عليها في الحارة بعد ما صفيه بخت سمها في وذانه  وراح على المحل اللي بتشتغل فيه لقاه لسه مقفول، بيفتح الساعة 10.
الحاج عثمان وصل البيت وفتحه.
الحاج عثمان : يا إحسان، إنتِ فين؟
إحسان : إيه يا حاج؟ هو إنت لحقت ترجع؟ في إيه؟؟ 
وبعدين إنتبهت لزينب اللي كانت حاضنة شنطتها وبتعيط.
إحسان : مالك يا بنتي؟؟
الحاج عثمان : خذيها يا إحسان ترتاح، من ساعة ما طلعت العربية وهي بتعيط. والحمد لله إني شفتها.
إحسان : يا كبدي يا بنتي، هما طردوها؟؟
الحاج عثمان : يا إحسان مش وقته.
إحسان خذت زينب من إيدها ودخلت بيها الأوضة، فرشتلها السرير، وقعدت جنبها وقالت وهي بتمسح دموعها :
إهدي يا بنتي، إنتِ دلوقتي في أمان، البيت بيتك، وأنا زي أمك.
زينب كانت مش قادرة تتكلم، الصوت محبوس في زورها، بس عنيها بتحكي كل حاجة، كل وجع، كل قهر، كل ليلة نامت فيها وهي بتعيط.
إحسان قامت جابتلها ميّه وسندوتش صغير وقالت بلطف : كلي لقمة، وارتاحي شوية، وبعدين نحكي براحتنا.
زينب أخذت النفس بالعافية، وقالت بصوت مكسور : أنا تعبت يا خالة… تعبت من القهر، من الوجع اللي ما حدش حاسس بيه، من إني أعيش خدامة في بيتي واتضرب واتشتم واتذل، ومحدش فيهم وقف جنبي حتى أبويا.
إحسان حضنتها وقالت :
بس خلاص، كفاية لحد كده، اللي حصل حصل، والمهم دلوقتي تبصي لقدّام، وانا مش هسيبك.
في اللحظة دي الحاج عثمان دخل وقال : أنا كلمت حامد، وبلغته إن زينب عندنا، هييجي بعد شوية.
زينب رفعت عينيها وقالت بسرعة :
لا! مش عايزة أشوفه، سيبوني هنا، أنا خلاص ماعدش ليا مكان هناك.
Nisrine Bellaajili 
إحسان قالت بهدوء : مش هييجي ياخدك بالعافية، بس لازم يسمعك، يمكن يفهم.
بعد نص ساعة…
الباب خبط، وكان حامد واقف، شكله تايه وتعبان.
دخل وهو بيبص على زينب من بعيد وقال بصوت واطي :
ممكن أتكلم معاكِ بيني وبينك؟
زينب بصّت لإحسان، وإحسان هزّت راسها كأنها بتقولها : خذي فرصتك.
زينب قامت من مكانها، دخلت أوضة تانية وسابت الباب مفتوح، حامد دخل وراها، وقف شوية، مش عارف يبدأ منين…
لحد ما قال بصوت مكسور :
حامد : أنا آسف يا زينب. عارف الكلمة دي متأخرة، بس عمري ما حسيت بالذنب زي دلوقتي.
زينب بصّت له بعين مليانة وجع :
آسف؟ سنين وانا بتعاقب على غلطة إني بنت أمي، كل مرة كنت بعيط، كنت بتسكت، كل مرة ضربتني، سكتّ، كل مرة أكلت عرقي، إنت اللي وافقت.
حامد : أنا كنت ضعيف، وقلت أستحمل علشان البيت ما يتخربش، بس ما فهمتش إنك كنتِ بتتهدي من جوا. وبصراحة، لما شفت صفية بتمد إيدها عليكِ إتكسرت أنا قبل ما تتكسري إنتِ.
زينب : بس خلاص يا بابا، أنا مش طالبة منك تكرهها ولا تدافع عني، أنا طالبة حقي في الحياة… حياة أكون فيها بني آدمة.
حامد قرب منها وقال : أنا هساعدك تبتدي من جديد وهصرف عليكِ ولو عايزة شغل تاني، أدورلك، بس خذي وقتك، واعملي اللي يريحك.
زينب دمعت عنيها، بس ما بكتش، وقالت : أنا مش هرجع البيت، بس لو فعلًا ناوي تصلّح، خليك سند بعيد عنّي، أنا اللي هقف على رجلي بنفسي.
حامد هز راسه بإقرار : زي ما تحبي، بس قلبي معاك، يا بنتي.
---------------------------------------------------
خرج حامد من البيت وساب وراه زينب، لأول مرة في حياتها حاسّة إنها حرة، حتى لو موجوعة.
طلع حامد بره وقابل عثمان.
عثمان : إيه اللي بيحصل ده يا حامد؟؟
حامد : مش عارف كنت فين؟ وإيه اللي خلّى بنتي توصل للي هي فيه؟
عثمان : الحمد لله إنك صحيت حتى لو متأخر. طيب ناوي على إيه؟؟
حامد : ماعرفش، أهل أمها في البلد. فكرت أأجّر ليها أوضة أو أي حاجة وتعيش فيها.
عثمان: هو إنت بتتكلم جد؟؟
حامد : أومال أعمل إيه؟ أنا وعدتها إني أوفر ليها سكن بعيد عن صفية.
عثمان : وكلام الناس؟؟
حامد : قولي أعمل إيه؟؟
---------------------------------------------------
رحاب راسها وجعها وكانت عايزة تعرف إيه اللي حصل، وراحت خبطت الباب. فتحت ليها هاجر.
رحاب : إزيك يا هاجر؟
هاجر وهي مش طايقاها..
هاجر : الحمد لله.
رحاب : زينب فين؟؟
هاجر : ماعرفش.
رحاب : هو بجد هربت من البيت؟
هاجر : وهتهرب ليه؟ عاملة عملة؟ ولا عاملة عاملة؟ وبعدين إنتِ ليه حشرية كده؟ ما تروحي تشوفي حياتك بعيد عننا.
رحاب ضحكت بسخرية وقالت : أنا حشرية ولا إنتوا اللي عاملين سيرتكم على كل لسان؟ من امبارح والحارة كلها بتقول إن زينب إتطردت وبقت من غير بيت.
هاجر رفعت حاجبها بتحدي : بقولك إيه يا رحاب؟ لو جاية تتفرجي أو تزوّدي الكلام، الباب يفوّت جمل،
وإحنا مش فاضيينلك.
رحاب : أنا جاية أطمن، مش أكثر، بس واضح إن فيه حاجات كثير أوي مش مفهومة، وإنتِ نفسك مش عارفة تخبي.
هاجر قربت منها وقالت بصوت واطي بس نبرة نارية : اللي حصل بين زينب وأمي مش شغلك، وهي دلوقتِ في مكان آمن بعيد عن كل حد بيأذيها. فا لو سمحتِ روحي بيتكم من غير مطرود.
رحاب بصّت حواليها وقالت بنبرة فيها شوية شماتة : ماشي… بس خلي بالك، الدنيا صغيرة… واللي بيعمله في غيره، بيتردّله.
ومشيت بخطوات تقيلة، بس كانت مبتسمة، كأنها لسه ماسكة طرف خيط ممكن يلعب دور قريب.
-----------------------------------------------
هاجر قفلت الباب بتنهيدة، وقالت لنفسها :
يارب عدّيها على خير… زينب تستاهل ترتاح، بس واضح إن الناس مش هيسيبوها فحالها.
صفية كانت قاعدة في الصالة، وشها متغير وعيونها فيها شر باين، بتلف في المكان كأنها بتدور على حاجة تفرّغ فيها غضبها، وفجأة صرخت بأعلى صوتها..
صفية : البنت دي مش هتعديها على خير. تفضحني قدّام الحارة كلها
وأنا اللي مربياها ومأكلاها ومشارباها؟
هاجر كانت بتسمع من الأوضة،
طلعت وقالت بتحدي واضح..
هاجر :
مربياها؟ ده إنتِ كنت بتعذبيها يا أمي. وكل اللي عملتيه فيها، ما يستحملوش أي حد.
صفية : إنتِ كمان؟!! إنتِ خلاص بقيتي زيها؟ نسيتي مين اللي شاري هدومك ومأكلك ومشربك؟
هاجر : بس ما ضربتنيش ولا خلتيني خدامة زيها أنا كنت شايفة وساكته بس دلوقتي لا.
صفية قربت منها وعنيها مولعة : يعني إيه؟ هتدافعي عنها؟"
هاجر : آه، هدافع، لأنها تعبت، واتظلمت، ويمكن دلوقتي ربنا بيكرمها عشان سكتت كتير.
صفية فضلت تبص لها شوية،
وبعدين بصقت على الأرض وقالت : بس ما تقوليش ما جاش يوم ووريتكوا. أنا وراها… لو راحت السما، هرجعها الأرض تاني.
--------------------------------------------------
صفية خذت شنطتها وخرجت من البيت، مش معروف رايحة فين، بس باين إن نيتها مش خير أبداً.
نسرين بلعجيلي 
روايات Nisrine Bellaajili 
الكرامة مش رفاهية… دي النجاة الوحيدة للناس اللي اتعودوا يبلعوا القهر ويسكتوا.
اللهم لا تجعلنا نكسر في مكان كان من المفترض أن يكون لنا أمانًا،
اللهم إذا ضاقت بنا الدنيا، فافتح لنا بابًا من حيث لا نحتسب،
وانصرنا على من ظلَمنا، واكتب لنا بداية جديدة لا نُهان فيها ولا نُذل،
اللهم اجعل لنا من كل ضيق مخرجًا، ومن كل ألم راحة، ومن كل خذلان عزّة.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا