رواية ليس لها ذنب نور وسليم الفصل الخامس عشر 15 بقلم ميلي ميس
رواية ليس لها ذنب نور وسليم الفصل الخامس عشر 15 هى رواية من كتابة ميلي ميس رواية ليس لها ذنب نور وسليم الفصل الخامس عشر 15 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ليس لها ذنب نور وسليم الفصل الخامس عشر 15 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ليس لها ذنب نور وسليم الفصل الخامس عشر 15
رواية ليس لها ذنب نور وسليم الفصل الخامس عشر 15
في أوضة سليم
دخل سليم الأوضة بخطوات تقيلة، التعب باين على ملامحه… بس أول ما شاف نور، كل حاجة وقفت.
كانت واقفة بتصلي… جسمها الهادي، ووشها اللي نازل في السجود، وصوتها اللي بيهمس بدعوات، شدّ قلبه قبل عنيه.
وقف مكانه، بصّ عليها بتركيز، ابتسامة خفيفة اتكونت على شفايفه، وقال بصوت واطي لنفسه:
"حتى وإنتِ بينك وبين ربك… لسه شايلة همي؟"
فضل مستني، عنيه مش بتبعد عنها، لحد ما خلصت صلاتها وقعدت تمسح على وشها وتهمس بكلمتين… ولما رفعت عنيها، شافته.
نور (بصوت خافت ومكسوفة):
"إمتى جيت؟"
سليم وهو بيقفل الباب وبيقرب منها:
"وأنا محتاج أقول؟… ولا انتي كنتي حاسة بيا حتى وإنتِ في السجود؟"
نور اتلخبطت، ووشها احمر، ووقفت بسرعة وهي بتحاول تبعد عن نظراته.
نور:
"كنت بدعيلك… بس ما كنتش أعرف إنك… واقف."
سليم قرب أكتر، عينه ثابتة عليها، وصوته ناعم بس فيه جرأة واضحة:
"عارفة إن صوتك وإنتِ بتدعيلي… كان أحلى حاجة سمعتها من زمان؟"
نور اتوترت، وخدت خطوة صغيرة ورا، قلبها بيخبط بقوة، وعينيها مش قادرة تثبت في عينيه.
سليم مد إيده، مسك إيدها برفق، قربها منه، وقال بصوت واطي وهو بيبص في عينيها:
"أنا محتاجك النهارده… محتاج أحس إنك معايا… مش لوحدي."
نور بصوت مهزوز:
"بس… سليم، أنا…"
سليم قطع كلامها وهو بيحط صباعه على شفايفها:
"ششش… متقوليش حاجة… بس خليكِ جنبي."
وبهدوء، سحبها لحضنه… حضنها بكل شوق، إيده على ضهرها، ودقّات قلبه بتوصل ليها.
نور كانت مترددة… بس حضنه كان فيه حاجة غريبة، حاجة بتطمنها، حاجة بتطفي الخوف اللي جواها.
سليم بصوت خافت جنب ودنها:
"هتفضلي تهربي مني… لحد إمتى؟"
نور همست، بخجل واضح:
"أنا مش بهرب… أنا بس… مش متعودة."
سليم ابتسم، ولمس خدها بحنية:
"يبقى نتعوّد… سوا."
وبهدوء، شدها على السرير جنبه، ناموا في حضن بعض… هي بخجلها، وهو باحتوائه.
وكان أول ليلة يحسوا فيها إن يمكن… الأمان مش بعيد.
في الصباح
أشعة الشمس خافتة دخلت من الشباك، بس ما قدرتش تنور الضلمة اللي مالية أوضة سارة…
كانت ممددة على السرير، ووشها شاحب، باين عليها السهر والتفكير، ومخدة تحت راسها مشبعة دموع.
دخلت سمية بسرعة، صوت الباب وهو بيتفتح كان كأنه صفعة فوق وِش الهدوء.
سمية (بعصبية وهي بتبص عليها):
"انهضي يا موصيبة! قومي، ما تنفعش التناحة دي دلوقتي!"
سارة (بتقلب وشها بصوت واطي وتعبان):
"نعم؟ إيه تاني؟"
سمية (بصوت حاد وهي بتفتح الدولاب):
"إلبسي يلا، هنروح للدكتور يكشف عليكي. أنا مش هفضل قاعدة مستنية مصيبة تنزل فوق دماغي!"
سارة (بتتمطى وتتنهد):
"يعني لازم؟ أنا مش جاهزة للكلام ده دلوقتي يا ماما…"
سمية (وهي بتطلع هدومها من الدولاب وترميها عليها):
"مش جاهزة؟! بعد اللي عملتيه جايه تقوليلي مش جاهزة؟
إنتي عملتي مصيبة يا سارة…
ولو طلعتي حامل فعلاً… ساعتها ما فيش هزار، الدنيا كلها هتنقلب، وسليم هيمسح بيكي الأرض!"
سارة (وهي بتقوم تقعد وتتكلم بتمرد):
"وإيه يعني! لو حملت؟ هي نور أحسن مني؟
أنا كنت ليه من الأول… قبليها بكتير!"
سمية (بتقرب منها وتبصلها بحدة):
"بس هي مراته، وهي اللي حامل منه دلوقتي!
وإنتي… كل اللي عملتيه كان غلط فوق غلط.
ومع كده، أنا واقفة جنبك…
مش عشان مقتنعة…
عشان إنتي بنتي، ومش هسيبك تتبهدلي."
سارة (بنبرة فيها برود):
"ماشي… بس لو طلع فيه بيبي، مش هسيب حقي.
اللي جوايا ده… ممكن يبقى ورقة قوتي!"
سمية (وهي بتشدها من إيدها):
"ورقة قوتك؟!
دي ورقة ممكن تدفنك تحتها لو لعبتيها غلط.
يلا قومي… ماعنديش طولة بال لتصرفاتك دلوقتي."
سارة (وهي بتقوم تتجه للحمام):
"تمام يا ماما…
بس لو طلع فيّ، يبقى لازم الكل يسمع ويشوف…
أنا مش هسكت تاني!"
سمية (بتغمض عينيها بحسرة):
"يا ربي استر… على اللي جاي."
بعد مدة، كانت سارة واقفة قدام المراية، عنيها منفخة من السهر والبكاء،
لبست فستان واسع، كأنها بتحاول تخبي جواها قبل ما تخبي بطنها…
لمّت شعرها بسرعة، كأنها مش طايقة تشوفه قدام عنيها،
ومشيت ورا أمها في صمت، خطواتها تقيلة كأنها ماشية على سكينة.
وصلوا بعد شوية لعيادة نادين،
الباب اتفتح على صوت ترحاب ناعم:
نادين (بحضن دافي):
"وحشتيني يا غالية… بقالنا كتير."
سمية (بصوت مخنوق):
"وأنتي أكتر…
بس أنا فمصيبة سودة، ومفيش غيرك اللي تقدري تطلعيني منها."
نادين (بثقة):
"ما تخافيش… كله هيتحل."
سارة كانت واقفة على جنب، عينها بتتحرك ما بينهم، تحاول تترجم الهمسات اللي مش سامعاها،
قلبها دق دقة مش مفهومة، إحساس بالخطر كان بيزحف على ضهرها.
نادين (بابتسامة مصطنعة):
"سارة حبيبتي، تعالي نطمن عليكي شوية… مش هتاخد وقت."
بعد شوية…
نادين سحبت سمية على جنب، عينها ما كانتش مرتاحة وهي بتهمس:
نادين (بصوت واطي):
"هي حامل… في الشهر التاني،
هنعمل إيه دلوقتي؟"
سمية (بعصبية وبصوت مضطرب):
"لازم الولد يسقط!
أنا مش هسيبها تقع في فضيحة تانية… لازم كل ده يخلص النهارده."
نادين (ببرود وبخطوة لقدّام):
"ما تقلقيش… الموضوع عندي.
هيخلص… النهاردة."
في القصر، كان الكل مجتمع حوالين طاولة الفطور،
صوت الملاعق والأكواب ما قدرش يغطي على غيابهم.
زمرد (بتبص حوالين):
"أومّال فين سمية وسارة؟
مش معادهم ده؟"
نسرين (بهدوء وهي بتحط العصير):
"المدام قالت إنها رايحة تشوف صاحبتها اللي رجعت من فرنسا…
خرجوا بدري."
مازن (بدهشة):
"رجعت صحبتها؟!
وأنا ما سمعتش حاجة؟!"
شكه بدأ يكبر… وهاجس داخله بيقول إن اللي بيحصل مش زيارة عادية خالص.
في العيادة،
الجو قلب رهبة…
سارة كانت متكتفة على كرسي كشف بارد،
إيديها مربوطين، وجسمها بيرتجف.
نادين وقفت قدامها لابسة القفازات، بإيدها أدوات لامعة بتعكس الضوء بشكل مرعب.
سارة (بتصرخ وهي بتتهز):
"بلاش! أرجوكم، بلاش!
ماما… بالله عليكي، قولي لهم يوقفوا!
ده الرابط الوحيد بيني وبين سليم…
اللي ممكن يرجعه ليا… اللي ممكن يخليني مش منبوذة في عينه!"
نادين قرّبت منها، خطواتها بطيئة بس مرعبة…
صوت الأجهزة بيزن في الخلفية كأنه موسيقى رعب.
سارة (بتصرخ وتبكي):
"ماما… أنا بنتك!
أنا غلطت آه… بس مش كده، مش بالطريقة دي!"
سمية كانت واقفة في الركن، سكتها خنجر…
عنّيها بتلمع ووشها مجمد،
وفي لحظة، صوتها خرج ضعيف… بس حاسم:
سمية (بأنين):
"…اتركوها."
نادين (بتوقف حركة إيدها):
"إيه؟"
سمية (بصوت مهزوز):
"قلت سيبوها…
مش قادرة أكمل… مش قادرة أبص في عينيها وإيدي بتكون السبب في موت حفيدي."
سارة (بانهيار وبكاء مكتوم):
"أنا آسفة…
أنا آسفة يا ماما… بس شكراً… شكراً إنك ما كملتيش…"
عينيها اتقلبت فجأة، وجسمها مال لتحت،
وفقدت وعيها بالكامل.
نادين (وهي بتقيس الضغط بسرعة):
"سارة! سارة… ردّي عليا!"
(تنادي على الممرضة): "هاتوا الميه بسرعة!"
وبعد لحظات من التوتر،
نادين تبص على الجهاز وتتنهّد:
نادين:
"ضغطها عالي جدًا… دي فقدت الوعي من التوتر الشديد."
(تلتفت لسمية تطمّنها)
"ما تخافيش… هتفوق بعد شوية، بس لازم ترتاح وما تتعرضش لأي صدمة تاني."
سمية كانت واقفة، عنيها بتدمع،
صوتها طالع من قلبها المرتعش:
سمية (بهمس نادم):
"كنت هقتل حفيدي…
كنت هعمل مصيبة بإيدي…
الحمد لله إني فوقت قبل فوات الأوان."
نادين (بهدوء وهي بتلم أدواتها):
"ربنا هداكي في الوقت الصح…
اللي حصل مش سهل، بس اللي جاي أصعب.
لازم تفكّري بعقل… الحمل ده بقى واقع، ومينفعش نخبّيه أكتر."
سمية (بحسم وهي تبص على سارة وهي نايمة):
"خلاص… أنا خدت قراري.
سليم لازم يعرف،
هو كمان غلط، ولازم يتحمل نتيجته…
ده ابنه… وابني كمان، حتى لو جه من غلطة."
نادين (بتحضنها في هدوء):
"وأنا معاكي…
في مكان مهجور، أشبه بقصر مهجور، بس أقرب لقصر رعب…
واقف فوق تلة صخرية وسط جبال سودا،
قصر لونه غامق كأنه بلع النور حواليه،
وكل صوت فيه بيرن كأنه طالع من باطن الأرض.
في وسط القاعة الكبيرة،
كان فيه رجل راكع على الأرض، بيرتعش، ودموعه على خده.
الرجل (بصوت متقطع، بيترجّى):
"أرجوك يا سيدي… أرجوك، سامحني المرة دي…
ما كنتش أقصد… والله ما هعيدها تاني!"
وواقف قدامه… هو.
الظل اللي الكل بيخاف يذكر اسمه،
اللي بيرعب الناس من غير ما يرفع صوته إنه جاد الله — أو بالأصح سليم، الابن المخفي لعيلة الأسيوطي،
بس بعد كل اللي مر بيه، مات سليم… واتولد جاد الله.
نظراته كانت قاتلة، باردة زي الجليد،
وابتسامته؟
كانت كأنها طلقة بتخرج بهدوء.
جاد الله (بصوت منخفض بس مرعب):
"اللي يخوني…
يدفع التمن بدمه."
أشار للحراس بإيده، حركة بسيطة، بس معاها اتفتح باب كبير في الجنب،
واتسحب الراجل زي الجرذ، صرخاته بتتلاشى في العتمة…
وفي اللحظة دي…
دخلت ثريا، بصوتها اللي بيحاول يكون ناعم بس كله توتر:
ثريا (بدلع مصطنع):
"هو… ممكن أروح أشوف أولادي؟
وحشتوني أوي يا جاد الله… بقالهم كتير ما شفتهمش."
جاد الله لف لها ببطء،
عنّيه مليانة ظلام…
جاد الله (وهو بيقرب منها خطوة ورا التانية) قال بسخرية :
"أولادك؟
هو انتي أصلاً لسه فاكرة إن عندك أولاد؟"
ثريا (بتتهته):
"أنا… أنا من ساعة ما مات أبوهم ما شفتهمش ولا كلمتهم، بس… هما ولادي برضو."
جاد الله فجأة مسكها من شعرها، عينه بتلمع غضب:
جاد الله:
انتي… بتعرفي ولادك شغالين عند مين ؟
شغالين عند سليم أفندي
وابنك الغالي باظلي خطتي فـ تدمير شركة الأسيوطي!"
ثريا (بألم وهي بتحاول تبعد إيده):
إياك تقرب منهم يا سليم … إياك، أرجوك، بلاش تأذيهم…"
جاد الله انفجر غضب، وصفعها صفعة قوية، وقبل ما تلحق تفوق، لحقها بكام واحدة تانية:
جاد الله (بصوت مفزّع):
"قلتلك…
ما تنطقيش الاسم ده تاني!
أنا اسمي جاد الله…
جاد الله وبس!"
ثريا وقعت على الأرض، بتتنفس بصعوبة، صوتها بيترعش:
ثريا:
"أنا آسفة… آسفة يا جاد الله…"
جاد الله بصّ لها من فوق، بعيونه اللي فقدت كل إحساس…
ورجع يمشي ناحيّة الشباك، يتفرج على المدينة من بعيد،
وصوت صرخات الراجل اللي اترمى في القبو لسه بيرن في الخلفية…
في أحد الصيدليات،
الجو هادي، ورائحة الأدوية ماليه المكان،
ناريمان واقفة قدام الكاونتر، بتناوِل للصيدلي روشتة، وعيونها مليانة قلق.
الصيدلي بعد ما حسب الأدوية ودوّر على الأسعار في السيستم، رفع عينه لها وقال:
الصيدلي:
"المجموع يا آنسة… ٣٧٠٠ جنيه."
ناريمان (بتشهق من الصدمة):
"نعم؟!! ده تمنهم ولا تمن صيدلية كاملة؟"
قلبها وقع… الرقم ده كبير جدًا، وهي معاها يمكن نصه.
بس عينها راحت فورًا على الشنطة اللي فيها دوا أختها الصغيرة…
اللي قلبها بيضعف يوم بعد يوم، والدكتورة قالت لازم تبدأ العلاج فورًا.
ناريمان (بنبرة فيها قهر وسخرية):
"هو الدوا ده سحري؟ بيطوّل العمر مية سنة مثلًا؟!"
الصيدلي (ببرود وهو بيحط الأدوية في الكيس):
"الدواء ده مستورد،
ونادر… وبالذات للحالات المتقدمة من القلب،
وعلى فكرة… ده أرخص مكان ممكن تلاقيه فيه."
ناريمان (بتحاول تتحكم في أعصابها):
"طيب… بص، أنا هدفعلك النص دلوقتي،
والنص التاني أول ما أقبض…"
الصيدلي (بيهز راسه):
"آسف يا آنسة، الصيدلية قوانينها واضحة،
لازم الحساب كامل قبل ما أقدر أسلمك الدوا."
ناريمان وقفت مكانها، حاسة بالعجز بيخنقها،
كانت على وشك ترجع وتخرج، لولا ما سمعت صوت من وراها:
؟؟؟ (بصوت واثق):
"أنا هدفع."
ناريمان اتلفتت بسرعة، وعيونها توسعت:
"إنت؟!"
كان سيف واقف وراها، بإيده موبايله، وعلى وشه ابتسامة استهزاء واضحة.
سيف (بهدوء وبرود):
"أيوه… في مشكلة؟"
ناريمان (بغضب وهي بتحاول تسيطر على نفسها):
"لأ، مش محتاجة صدقة من حضرتك… شكرًا!"
سيف مطّ شفاهه بزهق، وبدون ما يرد، مد إيده للصيدلي، وطلّع الفيزا:
سيف (للصيدلي):
"احسب يا باشا… معاهم دوا صداع كمان."
الصيدلي نفذ، وسيف دفع كأنه بيشتري علبة عصير،
وناريمان واقفة مكانها، بتغلي…
ناريمان (بعصبية):
"أنا هرجعلك الفلوس دي أول ما أقبض… اعتبره قرض، مش أكتر!"
سيف (وهو بيلف وبيمسك كيس الدوا):
"ماشي… قرض."
خرج من الصيدلية، وناريمان جريت وراه:
ناريمان (بعصبية):
"إنت رايح فين بالدوا ده؟!"
سيف وقف، وبص في الكيس، وقرأ اسم الدوا:
سيف (بهدوء):
"ده دوا قلب…
هو إنتِ اللي مريضة؟ ولا لحد تاني؟"
ناريمان (بتشد نفسها):
"لأ… لأختي الصغيرة.
وأنا مش جاية أشكرك، ولا منتظرة منك حاجة.
بس أحب أقولك… حالتنا دي بسببكم، بسبب اللي عمله سليم الأسيوطي!"
سيف لف لها وبص بنظرة فيها نغمة تهكم:
سيف:
"أنا مالي؟
أنا ما ليش علاقة بخسايركم ولا بأشباح ماضيكم."
ناريمان (بحنق):
"إنت بنفسك قلت إنك قريبه!
يعني ضمنيًا إنت جزء من اللي حصل…"
سيف (بضحكة باردة و يعطيها الدوا ) :
"لا، بتذكر قلت أنني عدوه
وراح ماشي،
وناريمان وقفت مكانها،
الدوا في إيدها…
في ساحة القصر الكبيرة
وقفت عربية سليم السودا اللامعة، نزل منها وهو بيعدّل جاكيت بدلته بعصبية خفيفة.
وقبل ما يلحق يكمّل خطوته لجوه،
وقفت وراها عربية أجرة، نزلت منها سمية وهي ماسكة سارة اللي كانت شكلها يوجع القلب…
شعرها مفكوك ومبعتر، وشها أحمر ومنتفخ من كتر البكا، وعيونها كلها دموع ولسه فيها لمعة هستيرية.
إيديها كانت على بطنها، ماسكاها كأنها بتحميها من العالم كله.
سليم استغرب المشهد، وبص لهم وهو بيقرب:
سليم (بقلق):
"مرات عمي… إنتو بخير؟
فيه إيه؟!"
بس ما كملش كلامه،
سارة فجأة رمَت نفسها في حضنه، حضنها كان مليان خوف وانكسار،
وصوتها كان بيتهز وهي بتصرخ بهستيريا:
سارة (ببكا هستيري):
"سليم!
سليم حبيبي!
كانوا عايزين يقتلوه!"
سليم اتجمد، وشه مصدوم، وبعدها بهدوء شدها منه بلُطف:
سليم (بقلق):
"سارة… مين كان هيقتل مين؟
إنتي بتقولي إيه؟"
سمية كانت واقفة، وشها شاحب، ومدت إيدها وشدت بنتها بعيد عن سليم، وقالت بسرعة:
سمية (بصوت مصطنع وبارد):
"هي تعبانة…
أخدتها للدكتور،
واضح إن الدوا مأثر عليها… بتقول كلام مش مظبوط."
سارة كانت بتترعش، بس بعينها تعلق على سليم كأنها بتستنجد بيه من الغرق،
وحاولت تقرب تاني، بس إيد سمية شدتها أكتر.
سارة (بصوت بيكسر الحجر):
"سليم… حبيبي، ما تسبنيش معاها!
هي اللي كانت عايزة تقتلو !
سمية كانت ماسكة إيد سارة بقوة، وبتجرّها بعصبية ناحية باب القصر،
وشها مليان توتر، ونبرة صوتها عالية كأنها بتحاول تغطي على حاجة:
سمية (بعصبية وهي بتشدها):
"البنت دي أخدت مهدئات وأدوية تقيلة، مش عارفة بتقول إيه خالص!
يلا بقى يا بنتي كفاية هبل! نرجع على جوّا!"
سارة كانت بتحاول تقاوم، بس جسمها كان ضعيف، عنيها بتدمع،
وبتحاول تبص على سليم كأنه أملها الأخير.
سليم واقف قدام العربية، جسمه ثابت،
لكن عينيه كانت متسمّرة على حاجة…
علامات حمرا، واضحة على معصم سارة.
آثار ربط جامد… مش طبيعي.
سليم (بصوت واطي، بس نبرته تقيلة):
"إيه اللي في إيديها ده…؟"
سمية وقفت لحظة، وابتلعت ريقها بصعوبة،
وحاولت تبان ثابتة، بس صوتها خانها:
سمية (بضحكة باهتة):
"آه دي؟ لا لا، دي من الرباط الطبي… كانت بتتحرك كتير،
فالدكتورة قالت لازم تربطها شوية عشان تهدى… بس كده."
سليم قرب بخطوة، نبرته بدأت تبرد أكتر، وعنيه بتلمع بشك واضح:
سليم:
"رباط طبي؟
يعني الدكتورة قالتلك تربطيها زي المساجين؟
ولا هي كانت في عيادة ولا… حاجة تانية؟"
سمية (بدأت تتوتر أكتر):
"يا سليم يا حبيبي، البنت كانت هتئذي نفسها…
أنا بس خفت عليها! إنت عارف حالتها النفسية عاملة إزاي…"
سليم بصّ لسارة، وشه ملامحه اتقلبت…
شف فيها خوف، ضعف، بس كمان صدق…
وسمع صوتها بتهمس، وهي بتبص له بعينين كلها استنجاد:
سارة (بهمس مخنوق):
"كانوا هيقتلوه… سليم، كانوا عايزين يقتلوه…"صحح من هنا
سليم رجع بعينيه لسمية بشك و جواه يخس بالتأنيب فهو السبب فحالتها النفسية فهي مهووسة فيه و بتعشقه من لما كانو صغار و كل ما بعد عنها تتدهور حالتها و تأذي نفسها: تمام خليها ترتاح بعدين اكلمها
سليم رجّع عينه لسمية، الشك مالي نظراته،
ووجعه كأنه بينهش في ضلوعه من جوّه…
حاسس بتأنيب ضمير بيقطع القلب،
عارف… عارف إنه هو السبب،
هي مش مجنونة… هي بس اتعلّقت بيه من زمان، من وهم أطفال،
ومن يوم ما بدأ يبعد عنها… كل مرة كانت بتنهار، وتكسر نفسها عشانه.
كل جرح فيها… وراه هو.
سليم (بصوت بارد من برّه، بس جواه نار):
"تمام…
خليها ترتاح دلوقتي،
وأنا… هكلمها بعدين."
سمية (بمحاولة للسيطرة على الموقف):
"أكيد… أهم حاجة ترتاح دلوقتي، وهتبقى كويسة إن شاء الله."
قالها، ولفّ ضهره، بس ما قدرش يهرب من صوت عنيها،
من رعشة إيديها، ومن اللي شافه مرسوم على جلدها…
ومن إحساسه القاتل إنه لو اتأخر أكتر… ممكن يخسرها للأبد.
سليم قرّب من سارة، لمس كتفها بهدوء،
… لمسته كانت أمان ليها .
سارة رفعت عنيها له، ولسان حالها بيصرخ "صدقني".
سليم (بصوت ناعم):
"ادخلي جوّا يا سارة…
ارتاحي شوية، وأنا هاجي أطمن عليكي."
سارة كانت عايزة تحكيله كل حاجة في لحظتها،
بس التعب كان غالبها، وجسمها خانها،
فمجرد ما هزت راسها، مشيت بخطوات متعبة مع أمها ناحيت القصر.
بعد وقت قصير، دخل سليم القصر، خطواته هادية بس في وراه شجن لسه مروحش.
عدّى من الممر، وسمع صوت معالق بتخبط في الصحون…
لفّ ناحيته، وابتسم من غير ما يقصد.
كانت نور واقفة في المطبخ، لابسة بيجامتها البيتية، شعرها مربوط بعشوائية،
وقاعدة بتاكل بنهم كأنها مش شافت أكل من أسبوع!
سليم (بابتسامة ماكرة وهو بيقف على الباب):
"هوّو… ناوية تاكلي التلاجة كلها ولا إيه؟"
نور (بفم مليان وعيون واسعة):
"لاء… ابنك هو اللي بيطلب، أنا بس بنفذ الأوامر!"
سليم ضحك، وقرب منها، ومد إيده يحطها على بطنها بلُطف،
وبعدها حضنها من ضهرها، وحط راسه على كتفها.
نور (بتوتر وهي تبص وراها):
"سليم! إحنا في المطبخ… لو حد شافنا؟!"
سليم (بصوت واطي وضحكة خفيفة):
"وإيه يعني؟ يشوفونا… راجل ومراته، بيحبوا بعض،
فين الغلط؟"
نور (وهي تحاول تبعد بخفة):
"بس دي مش أوضة النوم… دا مطبخ!"
سليم (قرب أكتر وهمس في ودنها):
"وإيه يعني؟ الحب ما بيعرفش أوض…
طالما إنتي هنا، فده بقى مكاني المفضل."
نور ضحكت غصب عنها، وحطت إيدها على وشه تدفشه بهزار.
نور:
"يلا بقى… كل، بدل ما ابنك يزعق علينا!"
سليم (وهو بياخد معلقة من طبقها):
"بصراحة… ابني بيعرف يختار!"
و فجأة.... يتبع
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا