رواية اسير العشق ادم واسير الفصل الخامس عشر 15 بقلم نور الهادي
رواية اسير العشق ادم واسير الفصل الخامس عشر 15 هى رواية من كتابة نور الهادي رواية اسير العشق ادم واسير الفصل الخامس عشر 15 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية اسير العشق ادم واسير الفصل الخامس عشر 15 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية اسير العشق ادم واسير الفصل الخامس عشر 15
رواية اسير العشق ادم واسير الفصل الخامس عشر 15
عاصم- انت طلقت اسير ازاى ولسا عايشين مع بعض لوحدكم
عبير- انت طلقت اسير يا ادم فعلا
ادم-اه
بتتصدم اسير وتحس بصا.عقه تن.هار عليها قالت
-طلقتنى؟! ان..انت مطلقنى با ادم
بصلها فى عينها قال-انتى كنت عارفه
-كنت عارفه اى.... انت بتتكلم جد يا ادم
ادم-انا مبهزر انا وانتى اتفقنا نتطلق وانا بادرت بده
اسير- ي..يعنى اى.. يعنى أنا وانت مطلقين
-لا انتى مراتى
عبير- وضح يا ادم
ادم-انا طلقت اسير ورديتها من بعد ساعات بالظبط
بيبص لاسير الى عينها مدمعه من الخوف قال
-مقعدتكيش لحظه معايا وانتى مش ع زمتى
عاصم باستغراب-يعنى اسير مراتك ولا لا
ادم-مراتى يعاصم، انت عندك مشكله
-لا معنديش انا بس استغربت لى خبيتة حاجه زى دى وانت طلقتها ورجعتها
-كان ف س ء تغاهم مبينا واتحل..
عبير-سوء تفاهم تطلقها؟!
ادم- انا اتسرعت ولما الأمور اتحسنت اكتشفت انى غلطت ورجعتها لعصمتى.. عندك استفسار تانى يعاصم
عاصم- انا مكنتش بستفسر نا كنت بسأل يا ادم عن نوع علاقتكم الى مبقتش مفهومه مرخرا
ادم-علاقتنا ترجعلنا، زى علاقتك انت وريتاج مليش انى ادخل فيها....
صمت فال ادم-فهمت
قامت أسير من على الأكل
عبير-راحه فين
-شبعت عن اذنكم
قامت وكلهم استغربوا لان بلين الضيق ف عينها بصو لادم فهل لم تكن تعرف بأمر طلاقها لذلك ادم غضب من أخيه
قام هو كمان وراح وراها
كانت أسير طالعـة فوق، لكن صوت آدم أوقفها بحنان وقلق:
– أسير...
مد إيده، مسك إيدها، قرب منها وقال بصوت واطي فيه رجفة:
– مالك يا أسير؟
هزت راسها وقالت بصوت مخنوق:
– آدم... سيبني لوحدي.
– فهميني مالك؟
– مش قادرة... عايزة أكون لوحدي شوية.
ما ردش، خدها من إيدها بهدوء وطلع بيها على شقتهما، قفل الباب ووقف قدامها، قال بنبرة أهدى:
– دلوقتي إحنا لوحدنا... وأنا مش حد غريب.
ما ردتش. قرب منها أكتر وقال:
– كلام عاصم ضايقك؟
قالت وهي بتطالع الأرض:
– أنت طلقتني يا آدم.
سكت، تنهد وقال بهدوء:
– كنت فاكر وقتها إن مفيش أمل نرجع.
– بس طلقتني.
– ورديتك.
– بس الحقيقة إنك طلقتني فعلاً.
– إنتي عارفة حالتي كانت إيه وقتها، وكنت حاسس إننا خلاص وصلنا لنقطة النهاية... لما جبتلك الورقة، كنت مفتكر إن ده الحل، وكنت صريح معاكي.
– بس أنا ماكنتش متوقعة ده منك، حتى لو رجعتني، أنا مشيت وخلاص الورقة كانت واقعة بينا.
– بتقولي عليا كده؟ إنتي فعلاً شايفة إني كنت عايز أتخلص منك؟
اتوجع من كلامها، قرب منها أكتر وقال:
– لو زعلتك بتصرفاتي، أنا آسف... بس لو هتحاسبي على كل حاجة فاتت، خدي بالك إني كنت وقتها تعبان ومش في أحسن حالاتي.
– كنت دايمًا بتفكرني بيا، بس دلوقتي أنا اللي مش فاهمة تفكيرك.
مسك وشها، ورفع عيونها ليه، وقال بصوت فيه كسرة:
– خانني التعبير زمان... لكن لما صرحتك بكل اللي في قلبي، كنت شايف لمحة أمل فيك.
قالت وهي بتتهرب بعينيها:
– مش قادرة أفهمك... بس عايزة أعرف، إنت رجعت لي قبل ولا بعد...؟
كانت نبرتها خايفة، وكأن السؤال أصعب من كل حاجة، فهم آدم قصدها، وقال وهو بيبص جوا عنيها:
– خايفة مني يا أسير؟
سكتت، صوتها انكسر وقالت:
– قولي...
– يبقى لسه ماعرفتيش إنتي غالية قد إيه عندي. إزاي تفكري في حاجة زي دي؟ إزاي تفتكري إني ممكن أعمل فيكي حاجة تا.ذيكي؟
دموعها نزلت بهدوء، وهو كمل:
– أول ليلة ما بينا كنت مر.عوب، مش منك... لأ، من نفسي، من إني أوجعك أو أكون بأ.ذي الإنسانة اللي بحبها... إنتي مش بس زوجتي، إنتي بنت خالي، أختي، صاحبتي، وقطعة من قلبي... إنتي اتخلقـتي مني.
سكتت ودمعة نزلت من عينها، قالت بخوف:
– إنت مرعب...
– علشان لسه ما اديتنيش الثقة اللي محتاجها.
ما ردتش، قرب منها أكتر، ولمس جبينها بحنان وقال:
– ما تزعليش مني...
فضلت باصة له، ساكتة، وعينيها مليانة أسئلة وحيرة، كأنها مش قادرة تحسم مشاعرها. آدم تنهد ومشي...
لكن صوتها وقفه:
– آدم!
بص وراه بسرعة، لقاها بتجري عليه وبتحضنه بقوة، حضنته كأنها خايفة يضيع منها، وهو حضنها أكتر، كأن الدنيا كلها رجعت له في اللحظة دي.
في نفس اللحظة، عاصم كان بيركب عربيته، وبص من بعيد على البيت، شاف آدم وأسير في حضن حنين، حضن فيه راحة ودفا، مشهد خلى تفكيره يتلخبط:
– دول كانوا بيتخانقوا من شوية... إزاي كده؟!
أسير بعدت شوية، ومسكت إيده وقالت:
– هترجع إمتى؟
آدم ابتسم وقال:
– أعتبر الحضن ده إشارة إنك مش زعلانة؟
– هترجع إمتى الأول؟
– في الوقت اللي تحبيه.
– هستناك... بس عق.ابك هيبقى بالليل.
– عقاب؟! وبليل لما ارجع
– آه.
قرب منها وهو مستغرب وقال بخفة:
– نوع العقا.ب ده ممكن يطلع مكافأة بالنسبة لي.
ضحكت وقالت له:
– يلا على شغلك بقى.
شدها من إيدها بهزار وهي استغربت، بصت حواليها وقالت:
– إحنا مش لوحدنا يا آدم!
– ودعيني صح بقى.
رفعت إيديها، كانت هتلمس وشه، لكنه قال بهدوء وجدية:
– أسير...
– بس!
تنهدت، قربت منه، وطبعت على خده قبلة رقيقة... ما كانتش عارفة إنها قبلة ممكن تفضل عايشة في قلبه سنين.
قالت له:
– امشي بقى.
رد عليها بابتسامة كلها هدوء وحنية:
– خدي بالك من نفسك.
كلامه نزل على قلبها زي النسمة، أومأت له وهي ساكتة، وهو خرج...
شاف عاصم ماشي بعربيته... هل شاف حاجة؟ هل فهم حاجة؟
آدم كمل طريقه، بيحاول يمنع تفكيره ياخده لأي مكان يوجعه.
لفت اسير واتفاجئت بوجود عمتها عبير واقفة قدامها، كانت بتبص لها بنظرة فيها تساؤل وترقب.
اتخضّت أسير وقالت بسرعة:
– عمتو! كنتِ واقفة هنا؟ محتاجة حاجة؟
قربت منها عبير بخطوات بطيئة، وقالت بنبرة مفيهاش مزاح:
– إيه حكايتكم يا بنتي؟
– حكايتنا؟!
– بتخبّي إيه عن عمتك يا أسير؟ أنا عارفاكي من أول ما كنتي صغيرة.
حاولت تغيّر الموضوع وقالت:
– طمنيني عليكي بس… عاملة إيه؟
لكن عبير ما سابتش الخيط، قالت وهي بتراقب تعبير وشها:
– عينيكي فيها أسرار… تعالي.
سحبتها بإصرار، وقعدتها جنبها على الكنبة من غير ما تديها فرصة تعتذر.
قالت بنبرة حاسمة:
– احكيلي، دلوقتي.
أسير حست بالتوتر وقالت وهي بتحاول تهرب بالكلام:
– أحكي إيه بس يا عمتو…
عبير ردّت، وكأنها كانت مجهّزة كلامها:
– خلاص، أنا اللي هبدأ… التلات شهور خلصوا. آدم طلقك ورجعك تاني، وانتي وقتها كنتِ زعلانة جدًا… مش ده كان اتفاقكم؟
أسير ردّت وهي بتتنهد:
– فعلاً كان سوء فهم، بس الموضوع اتحل… وأنا وآدم مش هنفكر في الطلاق تاني، ولا حتى بينا كلمة زعل.
– بتضايقي ليه كده؟ أنا بس بستفسر… بس في حاجة، أنا شايفة أسير مختلفة، فيه تغيير.
فضلت أسير ساكتة، ووشها متغير.
عبير قربت منها وقالت بهدوء:
– مش عارفة أحدد… إنتي وادم كويسين؟ ولا في حاجة مش مفهومة؟
أسير ردّت بثقة:
– كويسين يا عمتو… جدًا. وادعي لنا نفضل كده على طول.
– تدعيلكم تستمروا… إن شاء الله.
(سكتت لحظة، وبعدين)
– بس إنتي قولتيلي "اتجوزنا"… هو أنتو مش متجوزين من زمان؟!
أسير ابتسمت، وقالت بهدوء:
– أيوه… بس المرة دي كان بمعنى مختلف. إحنا بدأنا جوازنا باتفاق، لكن واضح إن الاتفاق اتحوّل لحاجة تانية خالص.
– اللي هي؟
– الحب.
سكتت عبير، وعينيها بقت مليانة استغراب وصمت.
أسير كملت كلامها وهي بتحاول توصل مشاعرها:
– أنا حبيته يا عمتو… بجد. مش عايزة يبعد عني لحظة. حتى وهو في شغله، بحس إني محتاجاه جنبي… بقيت أكره وقت ما بيغيب، وأعد اللحظات لحد ما يرجع.
عبير نظرت لها، ولسه ملامحها مش قادرة تستوعب، وقالت:
– الاحتياج ده غير الحب.
أسير ردّت وهي بتبتسم:
– عارفة… بس اللي حسيته مش احتياج وبس، ده كان أعمق. احتياجي ليه كان بداية بس… إنما دلوقتي، أنا متأكدة إن قلبي متعلق بيه بصدق.
عبير قالت بنبرة فيها حذر:
– إنتي متأكدة يا أسير إن ده حب فعلاً؟
سكتت عبير لثواني، وبعدها قالت بنبرة هادية لكن فيها تساؤل حقيقي:
– يعني لو ماكنش حصل كل اللي حصل... ولو كنتي اتجوزتي عاصم فعلاً، كان ممكن تحسي بالمشاعر دي ناحية آدم؟ ولا أنتي ما حسيتيش بيها غير دلوقتي؟
أسير سكتت… الكلام لمس جوّاها ذكريات لسه بتحاول تنساها.
افتكرت عاصم، وافتكرت ازاي كانت بتحبه... كانت فرحانة ومستنيّة تبقى زوجته على نار، لكن فجأة الدنيا اتشقلبت.
افتكرت خيبته، وخيانته، والوجع اللي لسه سايب علامة في قلبها…
لكن في وسط كل ده، حضر في بالها آدم.
آدم اللي حبها من زمان، وفضل ساكت…
آدم اللي لما شافها بتبكي على أخوه، رغم كل حاجة، طيّب بخاطرها واعتذرلها على حاجة ما عملهاش أصلاً…
كان موجود، دايمًا، بلطفه واهتمامه… كان الضهر اللي ما وقعش.
لمسته كانت أمان… ونومته جنبها كانت طمأنينة
ضحكته معاها، وغيرته اللي بتظهر من أقل حاجة، واهتمامه اللي مابيشبهش حد.
قالت بأسى هادي، وهي بتبص لعمتها:
– أنا متأكدة من حبي ليه يا عمتو... ولو كنت كملت مع عاصم، كنت هنفترق في يوم من الأيام… لأنه بطبعه مايعرفش يفضل لحد.
حتى لو ما خانيش، طريقته في التعامل مع البنات عمرها ما كانت تطمنني.
– إنما آدم… خلاني أحس إني مميزة، وإن مفيش غيري في عينه.
بيخليني أحس إني ملكة وسط الناس… مش بس زوجة.
– مش حبيته من فراغ، ولا في لحظة... حبيته لأنه كان دايمًا موجود، ولأني لقيت معاه راحة عمري ما عرفتها…
آدم هو الزوج اللي نفسي أعيش عمري كله معاه.
سكتت عبير، وقلبها بيتألم على الوجع اللي شافته في صوت بنت أخوها، ودموع فرحتها اللي بين سطور اعترافها.
قربت منها، حضنتها بحنان، وكأنها بتحاول تمسح عن قلبها كل وجع مرّت بيه.
قالت وهي بتطبطب على ضهرها:
– ربنا يسعدكم ويوفقكم يا حبيبتي… تستاهلي كل خير.
بعدت عنها شوية، وبصّت في عيونها، وقالت بابتسامة صافية:
– أهم حاجة إنكم تكونوا مبسوطين.
أسير ردّت بثقة وهدوء:
– وطالما أنا معاه… فـأنا مبسوطة فعلاً.
عبير بصّت في عينيها، وشافت الحب بجد…
ماكانش فيها حزن ولا كسر زي قبل كده، كان فيها نور… نور حقيقي.
قالت أسير وهي بتقوم:
– تحبي حاجة مني قبل ما أطلع؟
عبير ضحكت وقالت:
– لا يا حبيبتي، بس… (سكتت لحظة وغمزت بخفة)
أنا بس عايزة بيبي صغير.
أسير اتكسفت، وضحكت بخجل وهي بتفتكر آدم…
مشت من قدامها، وعبير تبادلت معاها النظرة والضحكة، وهي حاسة إنها بتشوف بنت أخوها لأول مرة سعيدة بجد.
آدم… اللي كانت زمان بتقوله ينسى، ما كانتش تعرف إن ربنا كاتب له يجمعهم، ويخليها تحبه من قلبها.
أكيد… مفيش ست تحس بالحب ده، وتقدر تقاومه.
عبير كانت سعيدة… مش بس لأسير، لأ…
لكن لابنها، اللي أخيرًا وصل لحب عمره، بعد وجع سنين، وبعد ما قلب أمه تعب معاه كتير
ادم كان واقف برا بتيجى شاديه وتسلمه القهوه قالت
-مرضيتش ابعتها مع الواد، قولت اجى ادهالك انا
خدها منه قال- تسلم ايدك
-قولى مزاجك رايق ليه
-مزاجى رايق؟!
-اه وطالب قهوه ع الصبح وجايه كرواسون
ابتسم قال- كرواسون
-جايهةمن حوار شيكاغو سيبك انت، متوهش قول في اى
-مفيش، انتو اتعودت تشوفونى مبوظ
-لا دايما بتبتسم لأي حد بس عينك
-مالها عينى
-منوره
-اه نمت كتير امبارح
ضحكت قالت- ماشي يا ادم، المهم انا افرحلك... لو عوزت اى حاجه انت عارف طريق شاديه والدتك التانيه... يلا ربنا معاك
مشيت وسابته بيشرب قهوته بمزاج وهو مخلص احد شغله وبيريح، رن تليفونه لقاها اسير ابتسم قلبه قبل شفاهه وكأنها حليت يومه بمكالمتها قال
-وحشتك
-بتحب الكرز ولا العنب
استغرب من سؤالها قال-كرز ولا عنب؟!
-اه يلا
-العنب... بس لى
-لا مفيش حاجه.. بعمل كيكه، يلا سلام
قفلت معاه وكأنها مستعجله واستغرب منها ومن نبرتها لكن غرابتها دى بتخليه يحبها اكتر، ابتسم خلص قهوته ودخل يكمل شغل
عاصم بيتكلم مع ريتاج ف التليفون قال
-انتى متعصبه لى
-عشان مبصتليش ولا ودعتنى وكمان مش عايزنا نتقابل
-ريتاج
-نهم
-اتقلى
استغربت من جديته قالت- مش فاهمه هو ف ف الحب تقل
-كنت بتشد ليكى اكتر وانتى تقيله
-لو تقلت هطفشك يا عاصم
ابتسم بثقه قال- لا معتقدش، المهم ان احنا مينفعش نتقابل دلوقتى لحد ما نتفق انا وباباكى وبعد كده نتقابل تانى.. بلاش نضايقه ع الفاضى وتكون نقطه غلط لينا ف جوازنا... ولا اى
سكتت بتفكير من كلامه قالت-تمم يعاصم هستناك.. باي يبيبى
قفلت معاه وحط تليفونه بتنهيده ورجع لشغله
رجع آدم البيت، ودخل الشقة بخطوات هادية لكنه وقف فجأة... فيه بخار خفيف مغطي المكان، كأن الضباب زحف من الشباك وانتشر في الجو.
قال وهو بيرفع صوته:
– أسير؟!
مفيش رد... راح ناحية المطبخ بقلق واضح، عيونه بتدور بسرعة، ونبرته فيها توتر.
– أسير!
فجأة، سمع صوتها من وراه، هادي وطبيعي جدًا:
– في إيه؟
استدار بسرعة ولما شافها قدامه، قرب منها وهو بياخد نفس عميق كأنه كان كاتم أنفاسه:
– إنتي كويسة؟
– آه يا آدم، مالك؟ صوتك عالي كده ليه؟
بص حواليه وهو بيشم الريحة:
– إيه اللي حاصل هنا؟! الشقة بتغلي ولا اى... دي دخنة ولا بخار؟!
– دخنة إيه بس؟ دي ريحة معطر!
راحت قفلت الجهاز بهدوء وقالت:
– ياريت نهدى شوية، مفيش حاجة.
– معطر؟! إزاي؟
– آه والله، دي مش ريحة حر.يقة ولا حاجة، دي معطر كهربائي، جايباه بعرض خاص من النت، غالي شويتين بس يستاهل.
بص على الجهاز اللي محطوط على الأرض، شكله عصري وفيه لمبة صغيرة بتنور بلون ناعم.
– وجايباه منين ده؟
– طلّعته من جهازي.
– كنتي بتحطي الحاجات دي في جهازك؟!
– أيوه، غريبة يعني؟
– فواحه آه، كمية التفاصيل دي الى عندكو.
ابتسمت وقالت بهدوء:
– مش كل حاجة لازم تتفهم إنها مبالغة، دي حاجات على حسب مزاج البنت... وأنا بحب الحاجات اللي فيها ريحة وشكل.
سألها وهو لسه مبهور:
– وطلعتي حاجتك إمتى؟
ردت ببساطة:
– أول امبارح.
سكت، لأنه افتكر إن ده كان اليوم اللي كانوا خلاص هينفصلوا فيه...
بص لها بنظرة فيها إعجاب حقيقي وقال بنبرة مختلفة:
– بس ريحتها حلوة فعلًا...
ضحكت وقالت بخفة:
– يعني الشقة مش بتولع؟
ضحك هو كمان، بس نظراته ماكانتتش بريئة...
وقف يتأملها وهي واقفة قدامه بالقميص اللي لونه بين البنفسجي والعنابي، لونه دافي، بس وجوده عليها خلى المكان كله شكله اتغير...
هدوءها، شكلها، طريقة وقفتها، خلّوه مش قادر يبعد عينه.
قال بنبرة فيها لمحة خفيفة من المزاح:
– أنا شكلي دخلت فجأة ومقطّعتلك لحظة راحة.
لاحظت نظرته وقالت بنعومة:
– لا، كنت لسه مخلّصتش اللي بعمله.
– تكملي إيه بالظبط؟
سكت لحظة وبص ناحية السفرة، وقال كأنه لسه فاكر:
– فين الكيكة بقى؟!
سكت شوية، والجو رجع هادي...
ثم قال كأنه بيرد على سؤال قديم:
– كرز ولا عنب؟ عنب...
ابتسم وهو بيبصلها:
– عنااابى قصدك
قرب منها آدم، بص بعينيه على الكيكة اللي في إيديها وقال بنبرة فيها دعابة:
– هي دي الكيكة اللي كنتي بتسأليني عليها؟
اتكسفت أسير، وبصّت له بخجل:
– مش بالظبط…
وقف قدامها، بص لعينيها، شاف الروج الهادئ اللي حطّاه، والمكياج اللي عامل توازن بسيط في ملامحها، ابتسم وقال:
– بصراحة… إنتي شبه كيكة فعلًا. بس عارفة؟ من غير أي حاجة، إنتي أجمل.
– أنا بحطهم عشانك.
– عارف… وده بيخليني سعيد، بس صدقيني، انتي مش محتاجة حاجة. كل حاجة فيكي بتعجبني.
اتكسفت أكتر، نزلت عينيها، وهو قرب منها خطوة وقال بخفة:
– ممكن أدوقها؟
قالت بخبث بسيط:
– هي إيه؟
رد بنفس النبرة:
– الكيكة طبعًا.
قرب منها كأنه ناوي يعمل حاجة، بس هي استوقفته وقالت بهدوء:
– بس إنت جيت بدري…
– اتحمست أرجعلك، معرفش اللي كانت بتخطط له كان ممكن يقعدني معاها اليوم كله… إنتي لبسك عنابي؟ ها؟
ابتسمت بخفة وقالت:
– مش شمّيتش حاجة؟
– البرفيوم بتاعك… كفاية عليا، بس الحقيقة أنا جيت جعان.
– جعان ريحة؟!
– لا… جعان أكل، بس أكلك إنتي.
قرب منها، حاول يتمازح، لكنها زقته وقالت بنبرة واضحة:
– الكيكة يا آدم… فعلاً عملتها.
دخلت المطبخ، وهو وقف مستغرب، وراح وراها. لقاها بتخرج صينية كيكة من الفرن، شكلها يفتح النفس، والتوت على الوش بيبرق.
بص ليها بدهشة:
– إنتي عملتي كيكة بجد؟
– أيوه، بالتوت… مش بعناب بقى!
– كده أكدتلي إن قصدك مكانش الكيكة خالص من الأول!
ضحكت بخجل وقالت:
– لازم تدوقها، أنا عملتها مخصوص عشانك.
وهي بتقطع قطعة، مسك إيدها وقال بلطف:
– إهدي شوية، مالك متوترة؟ أنا عملت حاجة؟
– خايفة ما تعجبكش.
– دي؟ أنا هاكلها كلها، إنتي مبتعمليش حاجة مش حلوة.
ضحكت وقالت:
– كلامك كده هيخليني أتدلع… أحس إنك دايمًا عاجبك كل اللي بعمله.
– وأنا فعلًا مقدرش أقولك "لا" على حاجة.
قربت منه، لمست وشه بإيدها وقالت بهدوء:
– حتى لو قلتلك إني عايزة أشتغل؟
بعد إيده بهدوء عن وشه، وقال بنبرة حاسمة ولطيفة:
– الشغل إحنا اتكلمنا فيه قبل كده… وقلتلك، كل اللي نفسك فيه أنا تحت أمرك فيه.
ضحكت وقالت:
– خلاص، كنت بس بجرب تأثيري عليك.
– تأثيرك كبير، بس من غير تعب. أنا هنا علشانك يا أسير… وعلى سيرة التأثير.
ساب الكيكة على جنب، وبص ليها وقال بجدية دافئة:
– نركن الكيكة والكلام ده… ونتكلم في الأهم.
– إيه هو الأهم؟
– الخلف…
قطعت كلامه بلطافة، وحطت إيدها على شفايفه تمنعه يكمل.
آدم حس بالضعف قدام لمستها، لكنه اتشد بصمت وهو مش قادر يرفضها.
قالت بهدوء فيه دلال:
– النهاردة… إنت معاقب.
وسابته واقف، وخرجت من المطبخ رايحة أوضتهم… تاركة وراه ابتسامة هادئة، ونبض مش هادي.
قال وهو بيرفع حاجبه:
– معاقب؟! يعني أكتر من كده في حاجة؟!
أسير ابتسمت بخبث خفيف وقالت:
– أنا قولتلك إن المرة دي مش هعديها… ولازم تاخد عقاب مناسب.
سكت لحظة وقال بنبرة مش فاهم:
– إيه نوع العقاب ده؟
– حاجة بسيطة… تمرين رياضي، متقلقش.
– تمرين؟!
– أيوه، انزل ١٠٠ ضغطة… ولا إيه رأيك؟!
مسكت دراعه بلطف وقالت بدلع:
– وريني قوة عضلتك، علشان لما تشيلني بعدين ما تقولش ظهرك وجعك.
ضحك وقال بثقة:
– أنا ممكن أشيلك عادي جدًا.
قالت وهي بتخطط تلخبطه أكتر:
– أهو لما تعمل الضغط نقرر… طب بلاش ١٠٠، نخليهم…
سكتت فجأة لما شافت آدم بيقلع قميصه بحركة سريعة، ولقيته واقف قدامها بصدره المكشوف.
تنهدت من غير ما تحس، وقعدت تتابعه وهو بينزل فعلاً علشان يبدأ العد.
أسير قعدت على طرف السرير، وبصّت له بإعجاب ظاهر وقالت:
– خمسة… برافو!
ابتسمت وهي بتتابعه، مش بس علشان التمرين… كانت بتشوف اللي عمره ما بان من تحت قميصه: عضلات مشدودة، وتناسق جسمه اللي بيقول إنه بيتعب عليه.
قالت وهي بتحاول تتماسك:
– تلاتين…
قربت منه، ونزلت عنده، ولما شافت نقطة عرق على جبينه، مدّت إيدها ومسحتها، وابتسمت له من قلبها.
قالت وهي بتحاول تخفي ضحكتها:
– محتاج مساعدة؟
آدم ما ردش، كأنه بيكمل بعند، وده استفزها أكتر، رجعت بظهرها على السرير، وزحفت لورا لحد ما وشها بقى تحت وشه، وبصت له بعينيها مباشرة.
رفعت إيدها، ولمست وشه، وقبلته من خدّه، ودقات قلبه بدأت تزيد.
أسير قالت وهي بتحاول تظبط الموقف:
– يلا كمل، وصلنا للعدة ٥٧.
آدم نزل ضغطة، وقرب منها، وباسها بخفة… وكل ما ينزل، يبص لها، ويبتسم، وهي تضحك ومش قادرة تتحكم في نفسها، على الرغم من تعرقه، بس كان مكمل بحماس… كأن لمستها هي اللي بتديله القوة يكمل.
ولما وصل للعدة ١٠٠… قرب منها، ورفع وشها، وقبل جبينها بلطف.
اتسعت عينيها من المفاجأة، وهو لسه شايف ده في نظرتها، وبص لها وقال بنبرة فيها خفة ظل:
– واضح إننا هنحتاج نكمل جولة تانية… ومش هينفع تهربي المرة دي.
وقبل ما ترد… شالها مرة واحدة، وخدها بعالمه… اللي عمره ما بيخليها تحس فيه بغير الأمان.
كان عاصم لابس بدله ومجهز نفسه هو وعبير الى لبست جلبيه سوداء شيك جابها عاصم ليها من الخليج
عبير-هى طويله لى كده
عاصم-انتى الى قصيره يماما
-متقولش كده ف وشي الحمدلله انكم طلعتم لابوكم
ابتسمت عليها رن ع ادم قال- اتاخر ليه
فوق، كان آدم واقف قدام المراية، بيقفل أزرار قميصه بهدوء وتركيز.
جت أسير من وراه، وبإيد رقيقة لبسته الجاكيت وقالت بابتسامة بسيطة:
– كويتهولك بمكوة البخار، هيّ تدي نعومة أحسن.
لمست القماش بإيدها وهي بتعدّل الجاكيت على جسمه، وتزبط شكله الرجولي الواضح…
نظرت له بتقييم صامت فيه إعجاب، وابتسامة خفيفة رسمت على شفايفها وهي بتقول:
– شكلك يجنن باللبس الرسمي.
قربت أكتر، وساعدته يقفل زرار القميص، لكنها سابت زرار واحد مفتوح، وقالت بنبرة خفيفة فيها جدية:
– متفتحش على آخر كده… خبّي حاجتي، أنا مش بحب حد يلاحظ تفاصيل مش ليه.
بص لها آدم باستغراب هادي:
– حاجتك؟
سحبته ليها بلطف، وبصّت له بنظرة مشاكسة وقالت:
– عندك مانع؟
قال بهمس وهو بيحاول يتحكم في نفسه:
– بلاش.
– بلاش إيه؟
– بلاش دلوقتي… عشان مش ضامن أعصابي، ممكن أخويا يتلغى من دماغي واتأخر جامد.
ضحكت، وبعدت عنه بخفة وقالت:
– خلاص، بسيبك في حالك.
آدم وهو بيلبس الساعة سألها:
– ومش ناوية تيجي معانا؟
سكتت لحظة، وبعدين ردّت:
– لا، مش هينفع يا آدم… روحوا كده وخلي الجو خفيف.
– مش علشان هي؟
– لا… هي مش فارقة معايا، بس فعلاً مش حابة أروح.
آدم قال بنظرة قلقة:
– مش حابب تفضلي هنا لوحدك… البيت هيكون فاضي، حتى ماما جايه.
ابتسمت ليه وقالت بنعومة:
– خايف عليّا؟
ابتسم، بس كانت نظرته جادة، كأنه مش مطمّن.
ردّت عليه تطمنه:
– متقلقش يا آدم… هستناك لحد ما ترجع، وأنا كبيرة كفاية إنّي أكون لوحدي من غير ما يحصللي حاجة… مراتك مش طفلة على طول.
رن الجرس، وقطع كلامهم.
راحت أسير تفتح الباب، ولما شافت اللي واقف… اتبدلت ملامحها.
كان عاصم، واقف بالبدلة، ومظهره فكرها بلقطات مش قادرة تنساها… يوم الخطوبة، يوم الوجع.
قالت بنبرة مختصرة:
– عايز آدم؟
ردّ عليها بهدوء:
– أيوه، فاضل له كتير؟
سمع آدم صوت أخوه، وخرج بسرعة وهو بيقول:
– أنا جاي يا عاصم.
عدّى على أسير، وقبل ما يخرج، حضنها بلطف وقال:
– خلي بالك من نفسك.
كلامه دخل قلبها بهدوء ودفا… ابتسمت ليه، ومسكت الكرافتة وعدّلتها له بخفة، وهو ابتسم ليها وخرج.
وقفت تبص عليه من الباب وهو بينزل السلم، قلبها مطمن… لكنها أول ما لمحت عاصم، الهدوء جواها اتكسر.
كانت عايزة تبص عليهم من الشباك، تودّعهم بعينيها، بس صورة عاصم وقفت قدامها زي حائط.
فرحان أوي، ومتحمس، وعينيه بتلمع بنفس اللمعة اللي كانت فيها خداع ليها.
بتفتكر الوجع، وبتشوف نفس السيناريو بيتكرر مع غيرها… بس المرة دي مش هي اللي في الصورة.
قفلت الباب، وهمست في سرّها:
– ربنا يوفقهم… بعيد عني.
فى العربيه ادم قال-انت متكلمتش عن الشروط، حاطط ايدك عليها ولا لا
عاصم-مش مشكله هنقول اى حاجه
عببر-بتقول اى يعاصم عايز تكون خاتم ف ايدها... اولا مفيش ضغط هى شروط معقول وتيجى تعقد فى البيت، اياك توافق ع حاجه غير كده
عاصم-ممكن انا عايز ريتاج، لو ف اى شد سبيى ادم يتكلم هو بيعرف يسيطر ع الأمور
بص لاخوه قال- انا واثق ان الطلبات ممكن تكون كتير بس هقلبها وخليها ف حدودى، عايزك بس تتعامل مع توفيق ابوها لانه مش سهل
ادم-انت داخل حرب ولا جواز؟!
-انا قصدى تهدى الحوار،انت عارفني غشيم
سكت ادم وفهم قصد اخوه معانه نش مستريح لنواباه كأنه مش رايح يخطب بل رايح لوظيفه
زصلو الفيلا ولظا دخلو قابلتهم ام ريتاج نسرين
-اتفضلو
في صالون كبير راقٍى دخلت ريتاج سلمت ولما شافت عاصم ابتسمت سلمت الاول ع عبير قالت
-ازبك يا طنط
-ازيك يا حبيبتى
بترجب بادم وعاصم تنظر له زى ما قالها لا تسلم،. توفيق، الرجل الذي يحمل هيبة السنين ومكانته كسفير سابق، جلس على الكرسي الفخم بثبات، بينما نظراته تفحصت الجالسين أمامه بدقة ودون تردد.
بجانبه كانت ريتاج، تجلس بخجل وثقة في آنٍ واحد، ووجهها لا يظهر الكثير، لكن عينيها تراقبان التفاصيل.
كان عاصم يجلس بجوار والدته عبير، وملامحه ما بين الترقب والتحفظ، بينما جلس آدم بصمت بجوارهما، لكن حضوره كان قويًا، رغم أنه لم يكن محور الحدث.
قال توفيق بلهجة هادئة لكن حاسمة: – قبل ما نتكلم في تفاصيل الارتباط... في شروط أساسية أنا مش هقدر أتنازل عنها.
تنهد وقال – أولهم، البيت
ادم-عاصم عنده شقه فى بيتها ومساحتها كبيره وتقدر ريتاج توضبها زى ما هى عايزه
-بس انا مش عايز بنتى تعيش ف شقه
عاصم- امال يعمى
-بيت ملك وده لانى عارف انك لسا شاب فنش هقولك فيلا مثلا، هو بيت ما يكونش إيجار ولا مشاركة.
عبير اضايقت شدّت أطراف طرحتها وبصت لابنها لانها كانت متوقعه ده
وقالت بسرعة:– بس عاصم هيهيش معايا هو ومراته ولو ع تجهيزات فهو مقالش انه هيبخل ف حاجه هو مشاءالله ف وظيفه محترمه وكلية اى حد يحلم يتخرج منها
عاصم-ماما، ثانيه واحده.. نفهم نظهر سيادة السفير
توفيق بابتسامة جافة: – أنا ما شككتش في نواياكو، بس دي بنتي الوحيدة... وأمانها عندي أهم من كل حاجة.
صمت ثقيل ساد المكان. نظرت عبير إلى عاصم معقول بيفكر يسيبها، وكأنها تنتظر منه ردًا يعيد توازن الأمور، لكن عاصم كان صامتًا، ملامحه جادة، وعينيه مثبتة في الأرض.
توفيق- ف اعتراض من اول شرط؟!
عبير اتصدمتت ان ف شروط تانبه، توفيق- انت شايفنى زودت يا بشمهندس
آدم، وبهدوء راقٍ كعادته، قال بنبرة فيها احترام وثقة: – كلام حضرتك مفهوم، ومشروع كمان. لو ده يطمنك على ريتاج، يبقى احنا موافقين.
عبير نظرت له بدهشة، لكن توفيق ابتسم لأول مرة، وقال: – ابنك بيعرف يختار كلماته.
عاصم رفع نظره أخيرًا وقال: – أنا مش شايف مانع... البيت هيتوفر، واللي تطلبه لبنتك حقك.
هنا نظرة عبير اتحولت لحزن ةغضب، كانت عايزة ابنها يكون هو اللي بيقود الحوار، مش سايب زمام الأمور لآدم توفيق الى بيحركهم، لكنها ما علّقتش.
توفيق ثابت:
– وفي حاجة كمان...
نظر مباشرة لعاصم، ثم قال:
– الشبكة مش أقل من 200 ألف... وأحب إن كتب الكتاب يتم قبل أي فرح أو تجهيز، والبنت تفضل في شقتها الجديدة، مش معاكم.
اتشد الجو. عبير ضمت إيدها بإحكام، وكأنها بتحبس غضبها بصمت. نظرة آدم كانت متزنة لانه ملهوش داوه ومش عايز يبوظ جوازة اخوه، لكنه بدأ يشعر إن الشروط بتتخطى حدود المقبول.
أما ريتاج، كانت قعدة على طرف الكرسي، أطراف صوابعها متشابكة بتوتر. نظرت لوالدها بسرعة، وقالت بهمس:
– بابا... أنا مش عايزه ده كله انا عادى ا...
لكن توفيق رفع إيده بحدة، بصوت منخفض لكن حاسم: – يا ريتاج، إحنا بنتكلم في أمور رجالة... ما تتدخليش.
سكتت ريتاج فورًا، وعيونها اتزغللت بخوف. بصّت لعاصم بسرعة، تحاول تقرأ ملامحه ومضايقه جدا من ابوها وبتبص لابوها تعمل حاجه عشان هى الى متتجننش،خايفة يكون حبيبها اتضايق،ويقوم ويمشي... وكل حاجة تنهار.
عاصم كان باصص لتوفيق قال:
– أنا وافقت على البيت، وعلى إن ريتاج تبقى مستقلة، مفيش عندي مشكلة. بس الشبكة هنقعد ونتفق عليها بهدوء، بما يليق بيها وبيا كمان... عشان صريح معاك مش هقدر اجيب الشبكه دى بس اكتبهالها.. والفرح وكتابة الكتاب، نمشي فيهم بالترتيب اللي يريحكم، بس برضو يكون فيه اتفاق مشروط بين العيلتين.
آدم اتدخل بدبلوماسية، كعادته: – إحنا مش جايين نكسر لبعض كلام، إحنا عايزين نرضي الكل... لكن أي حاجة تزيد عن حدود العقل، بتبقى ضغط مش شرط.
توفيق من كلام ادم حس كانه الكرف الغلط واتحرج، واتكأ بإيده على عصاه اللي جنب الكرسي، وقال بنبرة أهدى: – أنا بس خايف على بنتي... وعايز أضمن إنها تعيش حياة محترمة.
ريتاح هديت نسبيًا. عبير قالت بصوت هادئ لكنها مش راضية: – بنتك هتعيش زي ما تحب... بس ابننا كمان ليه كرامته.
ريتاح، اللي كانت ماسكة نفسها بالعافية، قالت بصوت خفيض: – شكراً يا ماما انا بحب عاصم وعايزه هو.
استمرت الجلسة في تبادل الكلام، وبعض الشروط التانية زي تأمين مستقبل ريتاج، وضمان شغلها بعد الجواز، لكن النقاش بقى أهدى.
وفي النهاية، مد توفيق إيده وقال: – يبقى اتفقنا.
صافح آدم أولاً، ثم عاصم، وبعدها رمق عبير بنظرة تفهّم. المشهد انتهى باتفاق واضح، لكن النفوس لسه فيها كلام ما اتقالش.
لكن تحت السطح... عبير مش مطمئنة، وتوفيق لسه عينه فاحصة، وآدم بيفكر إزاي يحافظ على التوازن... أما ريتاج؟ فكانت بتدعي في سرها إن الجواز يتم، حتى لو كانت هي التمن.
بعد ما الباب اتقفل وودّعوا توفيق بابتسامة رسمية
خرجو عبير كانت ماشية قدامهم بخطوات سريعة وعصبية، وآدم حاول يهدّي الجو بكلمتين لطاف، لكن الجو كان لسه مشحون.
ريتاج كانت ماشية جنب عاصم، خطواتها مترددة، وصوت كعبها بيكسر الصمت اللي بينهم.
أول ما وصلوا للشارع ادم-هنستناك ف العربيه
عاصم-ماشي.
بقو لوحدهم قالت ريتاج – آسفة... والله أنا مكنتش أعرف إنه هيقول كده، ولا كنت عايزة ده يحصل
قاطعها بهدوء: – اهو الى حصل يريتاج
-انت مضايق اكيد ومامتك كان باين انها مش طيقانى
-انتى موضحتيش امورك لى باياكى
-قولتله
-امال كان بيطلب طلبات محسسنى انى قاعد ع بنك، نا لسا مطلعتش لفوق يا ريتاج
– إنت مستخسر عليا طلبات بابا
-يعنى موفقاه
-نا بسألك
-انا مش مستخرج بس امكنياتى مش متاحه
-خلاص لما تبقى متاحه، متقلقش بابا مش هيسيبك اوعدك
مسكت ايده قةالت- المهم تنك متسبنيش وهو هيعرف لما تبقى اكبر منه وزيه انى اختارت صح، بس متزعلش منى... أنا مكنتش عامله حشاب لكل ده
-خلاص يا ريتاج اهر عدت
-يعني... لسه ناوي تكمل؟
– لسه... لجد منتجوز
ابتسمت من اصراره
قال بنبرة أهدى: – أنا مش مضايق من الشروط...كنتي فاكرة إنى ممكن أخد جنب وأسيبك.
– انت مش كده عارفه انك بتحبنى، بس خلى بالك من بابا وسايسه
سكت شوية، وبعدين قال: – هو ليا ل مسايسه تانى
قالت بتوتر- نا هعمل الى ف ايدى بعرف اثر ع بابا متقلقش
- تعرفى ان الشبكة دي هتخليني أبيع عربيتي.
ضحكت منه ابتسم قال-اشوفك بعدين
مشي ورجع لاخوه الى كان مستنيه خد عربيته ومشيو
رجعوا البيت، والجو مشحون بصمت تقيل، عبير كانت ساكتة طول الطريق، لكن ملامحها كانت متوترة، كأن جواها عاصفة.
أول ما دخلت البيت، شالت الطرحة بحركة سريعة، وقعدت على الكرسي بقوة، وكأنها بتحاول تطفّي نار جوّا قلبها بالحركة.
آدم وعاصم دخلوا وراها، ووقفوا قدامها منتظرين الكلام اللي أكيد هيخرج.
عبير بصوت فيه نبرة وجع مكتوم:
– هو ده اسمه ارتباط؟ ده اسمه أوامر وشروط، مش تفاهم!
آدم حاول يهدّي الجو وهو بيحط مفاتيحه على الكومود بجنبه:
– خلاص يا ماما، اتكلمنا واتفقنا.
عبير رفعت عينيها بعصبية وقالت:
– كل حاجة عنده محكومة بأوراق وفلوس وبيت! فين الشخص اللي فعلاً ناوي يبدأ حياة مع بنته؟!… كأنها اتفاقية مش جوازة.
آدم حاول يكون متوازن وقال بهدوء:
– هو خايف، وده طبيعي، بس... يمكن زودها شوية. طريقته كأنها فيها شك في عاصم.
عاصم قال بهدوء:
– مش مهم هو، الأهم عندي هي.
آدم بص له:
– بس ده هيبقى والدها، ولازم نحترم مشاعره.
عبير قالت بنبرة فيها خيبة أمل:
– وده مبرر يخليه يتصرف كده؟! عاصم وافق على كل حاجة من غير حتى ما يقول كلمه... ده مش ابني اللي أنا ربيته.
عاصم قال بنظرة فيها تفكير:
– أنا شايف كل خطوة وبحسبها، صدقيني يا ماما.
عبير سكتت لحظة، وبصّت له بقلق حقيقي:
– يا عاصم... أنا حاسة إنك استعجلت. وقلبي مش مطمن، الله أعلم حيخليك توقّع على إيه.
عاصم بابتسامة خفيفة:
– ما تخافيش، اللي همضي عليه هيكون بعقلي وبإيدي.
نظرت له بعيون مليانة خوف وقالت:
– عايز تبعد عني؟! أنا وجودك جنبي هو اللي بيطمني.
قرب منها بهدوء وقال بصوت مطمن:
– مش هبعد يا ماما، المكان بس اللي هيتغير… أنا عمري ما هبعد عن قلبك.
آدم واقف بيتابعهم، وعيونه فيها لمعة حنين، افتكر أسير للحظة، سابهم وطلع فوق… يمكن يدور على هدوء مش لاقيه في قلبه.
عبير قالت وهي بتقوم، وبتعدل شال خفيف على كتفها:
– يا آدم، خليك قريب من أخوك… اسمع منه، هو الوحيد اللي لما بيقول كلمة بتدخل عقله وقلبه.
آدم هز راسه وقال بلطف:
– حاضر… بس إنتي كمان خفّي شوية عليا.
أسير كانت قاعدة على الكنبة، لاففة نفسها بكوفرتة خفيفة، عينيها كل شوية بتروح ناحية الباب… مستنياه.
الليل كان هادي، بس جواها عاصفة مش راضية تهدى. من ساعة ما خرج، وهي بتحاول تشغل نفسها بأي حاجة… بس عقلها مش معاها، وقلبها متلخبط.
وفجأة… سمعت صوت المفتاح وهو بيدور في الباب، وقلبها خفق بخوف وحنين.
دخل آدم، بنفس هدوءه المعتاد، عيونه أول ما شافتها، نورت… وابتسامة صغيرة على وشه خلت دقات قلبها تهدى شويه.
قال وهو بيقفل الباب بهدوء:
– لسه صاحية؟!
قامت من مكانها بخطوات بطيئة، وقالت وهي بتقرب منه:
– آه… معرفتش أنام.
بصّ ليها بابتسامة حنونة وقال:
– وأنا كمان… من غيرك، مفيش نوم ييجي.
ابتسمت ابتسامة بسيطة وسألته:
– عملتوا إيه؟… صوت عمتك كان عالي، شكلها كانت متضايقة.
آدم تنهد وقال:
– حصل شوية حاجات… بس قولت أرجع بسرعة، كنت حاسس إنك مش مرتاحة… وأنا كمان مرتحتش إلا لما رجعتلك.
بصت له بعين مليانة مشاعر، وقربت أكتر، بصوت هادي متردد:
– بحبك يا آدم… وخايفة. خايفة عليك، وخايفة من أي حاجة تبعدنا عن بعض.
قربها منه أكتر، بإيد مليانة دفء، وقال بصوت واطي قرب ودنها:
– وإنتي جنبي… مفيش حاجة في الدنيا تقدر تلمسك.
قعدوا سوا على الكنبة… هي حطت راسها على كتفه، وإيده ماسكة إيديها كأنه بيطمنها إنه موجود، وإنه مش هيسيبها أبدًا.
والدنيا كلها… سابتهم ف حالهم.
نزلت أسير الصبح تشوف عمتها، كانت قاعدة متضايقة ووشها مكسّر همّ.
عاصم قال بهدوء يحاول يخفف الجو:
خلاص بقى يا يماما.
عبير نظرت لأسير وقالت بنبرة مشجعة:
تعالي يا أسير، احضرينا.
لكن آدم دخل فجأة بصوت حاسم وقال:
ماما، بعد إذنك، خَرّجي أسير من الموضوع.
عبير ردت ببساطة:
ما هي من العيلة برضو، ليه ما تشهدش؟!
أسير ابتسمت بهدوء وقالت:
عمتو، سيبي كل واحد على راحته.
عبير بصتلها باندهاش وقالت:
انتي عارفة؟!
أسير ردت ببساطة:
أنا بس بقولك النصيحة.
رن الجرس، راحت أسير تفتح، ولما فتحت الباب، اتفاجئت... ريتاج واقفة قدامها!
ريتاج بابتسامة مصطنعة:
إزيك؟
آدم طلع وشافها، استغرب وجودها، خصوصًا إنهم كانوا عندهم امبارح.
عاصم قال باستغراب:
ريتاج؟!
ريتاج بصوت ناعم:
إزيك يا حبيبي؟ عامل إيه؟ هاي طنط.
حضنتها عبير مجاملة، رغم إنها مش طايقاها بسبب اللي حصل قبل كده، بس سكتت علشان ما تحرجهاش قدام حد.
عاصم قال:
ما قولتليش إنك جايه؟
ريتاج برقة:
ضايقتك يا عاصم؟
لا، بس... الزيارة المفاجأة دي ليه؟
كنت بشتري فستان الخطوبة وقلت لحسان يجيبني هنا بدل ما أروح لوحدي.
عاصم قال بنبرة جامدة:
أنا ما بفهمش في الفساتين.
ريتاج ضحكت وقالت:
بس أنت تفهم أكتر مني، عشان كده بحبك... قصدي، مش قصدي حاجة.
وبعدها بصّت لأسير تجاهلت كل الكلام اللي اتقال وقالت:
أنا مش جاية ليك، أنا جاية لأسير.
الكل استغرب وبصّوا لأسير، اللي وقفت مش فاهمة حاجة وقالت:
جايالي أنا؟ ليه؟
ريتاج قالت بنبرة واثقة:
إنتي عارفة إن أنا وعاصم هنخطب، وفي حاجات كتير لازم أجهز لها.
أسير حاولت تفهم:
مبروك... بس علاقتي إيه بالموضوع؟
ريتاج قربت منها وهمست بابتسامة خفيفة:
علاقتك كبيرة قوي يا أسير... تعالي معايا... وإنا بختار الفستان.
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا