رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثامن عشر 18 بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثامن عشر 18 بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثامن عشر 18 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثامن عشر 18 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثامن عشر 18 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثامن عشر 18

رواية هيبة نديم وليلي بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل الثامن عشر 18

_ أنتِ أهلي "1" _ :
استفاقت "ليلى" من نومها ببطء، كما لو كانت تطفو في بحرٍٍ دافئٍ وثقيلٍ من الأحلام. أول ما شعرت به كان ملمس الملاءة الحريرية على بشرتها العارية ..
كأنها ما زالت تحت قبضته، فتحت عينيها قليلًا، ثمة ضوء صباحي خافت يزحف من خلف الستائر الشفافة، ينثر ظلالًا ذهبية فوق الجدران وعلى جانب السرير الآخر ..
لم يكن "نديم" هناك!
مدّت يدها بتلقائية إلى مكانه، تتحسس الدفء الذي خلّفه، لا يزال مرقده دافئًا، وكأن جسده كان هناك قبل لحظاتٍ فقط ..
ابتسمت وهي تتنفس بعمق، كأنها تعيد استنشاقه من ذاكرة الوسادة التي لا تزال تحمل أثر رأسه، كان كل شيء فيها يصرخ باسمه، جسدها، قلبها، وحتى جلدها الذي لا يزال يرتجف كلّما تذكرت كيف لامسه ..
تذكّرت كل تفصيلة، كل همسة، كل لحظة من الليل الذي مضى ببطء وكأنه لا يريد أن ينتهي ..
كان الليل طويلاً بينهما، ممدودًا كالقصيدة، وقد نسج جسده فوق جسدها سطورًا من لذةٍ وخضوعٍٍ كامل ..
تذكرت كيف كان يلامسها بصبرٍ رجلٍ يعرف تمامًا أين ينتهي عقلها ويبدأ جسدها بدلًا منه، لم يكن يعبث بها، بل يغزوها على مهلٍ، كمن يكتشف قطعة نادرة من كنزٍٍ دفين، وكلّما قضى معها وقت أكثر، كلما ازداد انبهارًا، كانت تتنفس من بين أنفاسه، تتأوّه بين يديه، تحترق لسماع صوته الخشن يناجيها ويغازلها غزلٍ صريح، تذوب تحت وطأته، دون أن تفكر، دون أن تقاوم ..
هو لم يجعلها تحبه فقط، بل جعلها لا تعرف كيف تعيش بدونه!
عيناها غامت للحظة، تلتمع، ليس بالدمع، بل بالإشباع ..
ذلك النوع الذي يجعل الجسد ينهض بثقل لذيذ، كما لو أن الليل ترك داخله أثرًا جسديًا لا يُمحى ..
اعتدلت في الفراش، وسحبت الملاءة عليها، تلفّها حولها بإهمالٍ محسوب، ووقفت ..
كانت عارية تمامًا، لكنها لأول مرة لا تشعر بالخجل، فكل شيء فيها صار يعرفه ويألفه، حتى الحياء صار طقسًا عابرًا لم يعد له مكان بينهما ..
سارت خارج الغرفة بصمت، قدماها العاريتان تلامسان الأرضية الباردة، وجسدها يتذكر الطريق إليه كأنما قوى غير مرئية تجذبها إلى مكانه ..
سمعت صوتًا يأتي من المطبخ، خافتًا، غير محدد، ربما كان صوت صنبور مياه، أو صحنٍ يُغسل ..
اقتربت أكثر، حتى وصلت عند عتبة المطبخ، فرأته ..
كان واقفًا أمام الحوض، عاري الجذع، لا يرتدي سوى سرواله الداخلي، وظهره لها ..
كانت عضلاته تتحرك تحت جلده كلّما حرّك ذراعيه، وكل تفصيلة في جسده مألوفة، لكنها لا تكف عن إدهاشها ..
الضوء المتسلل من نافذة المطبخ الصغيرة ألقى عليه ظلًا رقيقًا، جعل خصره يبدو أكثر نحولًا، وكتفيه أكثر اتساعًا، وبشرته البرونزية أكثر لمعانًا وجاذبية ..
استدار برأسه، وكأنه شعر بها قبل أن تصل، ابتسم تلك الابتسامة العفوية التي لا يراها سواها، كذا صوته الذي صار مألوفًا في كل أرجاءها حين قال:
-صحيتي!
ضحكت ومالت بجسدها على حافة الباب، تمسك الملاءة حول صدرها بإحدى يديها قائلة بصوتٍ به نبرة نعاس:
-كنت مستنية ألاقيك جنبي عشان أرجع أنام تاني. بس لقيت السرير فاضي.. ف صحيت.
اقترب منها بخطوتين، عينيه الخضراوان تلمعان في الضوء، وشعره البنّي أشعث قليلًا ...
-أنا قمت بدري عشان أحضر لك الفطار بنفسي!.. قالها بهدوء وهو يسحب طبق مسطّح من فوق الرخامة المجاورة
رفع قطعة الخبز المحمّص ومدّها نحو فمها، استجابت له وفتحت فاها وعضّت الخبز آكلة منه، لتتذوّق أشهى "فرنش توست" باللحم والبيض والخضروات ..
-امممممم!.. أصدرت صوتًا ينم عن تلذذها وهي ترفع حاجبها والابتسامة لا تفارق فمها
سألها مبتسمًا: عجبك؟
أومأت له بقوة، ليتشاركا الساندوتش، فيطعمها قضمة ويأكل هو قضمة، حتى أكلا اثنان بهذه الطريقة ..
صب لها كأسًا من العصير وجعلها تشربه كلّه جرعة واحدة وهو يقول بصوتٍ خفيض:
-إللي قلت لك عليه هو إللي حصل بالظبط. راندا ماتقدرش تفتح بؤها بعد ما شافت الوش التاني مني وعرفت إني مابهزرش لو الموضوع يمسّك.
تنفست الصعداء بعد أن أنهت كأس العصير، نظرت إليه بقوة وسألته بقلق:
-إيه إللي حصل؟
-صحيت لاقيت رسالة من أبوها.. بيقولّي أروحله عشان نخلّص الموضوع بهدوء.. ف عرفت إنها ماتكلمتش عننا.
-وعرفت ده إزاي؟ 
-راندا لو كانت قالت إللي شافته أبوها ماكنش هايسكت وعمي هو إللي كان هايكلمني والدنيا هاتتقلّب في لحظة.. لكن هي عملت إللي توقعته بالظبط.. خافت مني.. وعملت الصح. لأنها فعلًا لو كانت جابت سيرتك بكلمة واحدة ماكنتش هاخرجها من العلاقة دي سليمة.. انتي بالنسبة لي خط أحمر يا ليلى.. أنسف أي حد يفكر يئذيكي أو يقرب لك.
تلاشت علائم القلق عن وجهها فورًا وامتلأ محيّاها بالابتسامة ..
ابتسم لها بدوره واقترب أكثر، مدّ يده إلى طرف الملاءة، شدّها قليلًا، ثم تركها قائلًا:
-بس كنتي مبسوطة أوي امبارح.. مش كده؟
ابتسمت بخجلٍ حلو، لكن عينيها قالتا شيئًا آخر، أكثر عمقًا، وأكثر احتياجًا وهي تغمغم:
-انت عارف إنك كنت مجنون؟ مجنون بجد!
-وانتي كنتي بتطلبي الجنون بنفسك.. أنا ماعملتش أي حاجة غير إني نفذت لك رغباتك كلها.. حتى منغير ما تنطقي وتقوليلي.
نظرت إليه، لم ترد، فقط مشت نحوه حتى التصقت بصدره العاري، ألقت برأسها على كتفه، وهمست:
-أنا مش قادرة أصدق لحد دلوقتي.. أنا وانت مع بعض.. متجوزين.. أنا بحلم يا نديم صح؟
تمتم رادًا عليها وهو يمرر أنامله على خدّها:
-لأ يا حبيبتي.. دي حقيقة.. انتي معايا. انتي مراتي.. وأنا موجود دايمًا عشان أحافظ عليكي وأسعدك.. وهاسعدك. بكل طريقة. هاعلّمك. هاوريكي الدنيا. وهاديكي الحياة إللي تستاهليها.. هاخلّيكي أم!
ردت بجملة أدهشته:
-أنا جعانة!
ضحك بانطلاقٍ، صوته دافئ ومرح وهو يقول:
-جعانة؟ طب عايزة تاكلي إيه؟
رفعت عينيها له، ونطقت كأنها تبوح بسرٍ:
-حب.. جعانة حب.. حبك يا نديم!
توقفت الكلمات في الهواء بينهما لوهلةٍ، كأن الزمن انحنى احترامًا لتلك الجملة الصغيرة، تختزل كل العشق والمشاعر ..
لم تكن مجرد رغبة تصرّح عنها، بل اعتراف، احتياج ناضج، نابع من عمق العلاقة التي تجاوزت الجسد إلى شيء أعمق، شيء فيه انتماء وفضول وخضوع طوعي لذاك الرجل الذي دفعها نحو عالمٍ جديد لطالما جهلته ..
ضمّها "نديم" إليه دون أن يقول شيئًا، صدره دافئًا، نابضًا، رائحته ما زالت تحمل آثار الليل، خليط من العرق، العطر، وأنفاسها المتداخلة معه ..
مرّر أنامله على ظهرها فوق القماش الخفيف للملاءة، كأنما يتحسس حدود اشتياقها وقال بخفوت:
-انتي بتتعلّمي بسرعة.. أسرع من توقعاتي!
همست، ورأسها على عنقه:
-أنا بحبك.. هو ده كل إللي أنا عارفاه.. بحبك.
ابتسم، لكنها لم تكن ابتسامة كاملة، كان فيها شيء من التوّرط، من الانجذاب الذي لا يملك منه مهربًا ..
أمسك وجهها بين يديه، رفعه برفقٍ، وتأمل عينيها. كانت فيهما بقايا نعاس، بقايا دموع لذة، وبصمة واضحة من أثره ...
-وهاتفضلي تحبيني؟ مهما حصل؟
جاوبته بثقة مطلقة:
-لآخر يوم في عمري.
مرر يده خلف رأسها، جذبها إليه ببطءٍ، ثم قبّلها. لم تكن قبلة مفاجئة، بل امتداد لما بدأ بينهما منذ الأمس، قبلة فيها سكينة أولًا، ثم جوع ..
نفس الجوع الذي نطقت به منذ لحظة، جسده التصق بها أكثر، وذراعه انسلّت داخل الملاءة، تلامس جلدها مباشرةً، كأنما يطلب الإذن بالدخول من جديد إلى تلك الأرض التي فتحت له أبوابها أمس دون شروط ..
همس قرب أذنها، صوته منخفض وخشن:
-تيجي نكمّل إللي ماخلصش؟
ابتسمت، ثم نظرت إلى عينيه مباشرةً وقالت:
-كأنك خلّيت في حاجة فاضلة؟
-معاكي مافيش حاجة ممكن تخلص.. انتي لسا مش عارفة قيمة نفسك.. ومش عارفة أنا شايفك إزاي!
رفعها من تحت خصرها برشاقة، فلفّت ذراعيها حول عنقه في الحال، والملاءة انزلقت قليلًا لكنها لم تهتم، لم يعد هناك شيء تخفيه عنه، لا جسدها ولا ضعفها ..
حملها من المطبخ، عائدًا بها إلى الغرفة، مرّا بجانب مرآة الحائط، فرأت انعكاس جسده القوي وهو يحملها، وشيئًا ما في هذا المشهد جعل قلبها يخفق بقوة ..
ربما فكرة أنها ملكت هذا الرجل حقًا، ملكته حتى صار يعود لها بشوق طفل، وبقوة رجل ..
حين دخل بها الغرفة، ألقاها برفقٍ على السرير، وتبعها بجسده دون أن يمنحها فرصة لتستوعب شيء، وكأن ليلة أمس قررت أن تكرّر نفسها، لكن هذه المرة بصباح لا يعرف الاكتفاء!........................................................................................................................................................................................................................................................................................................ !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبع ...

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا