رواية هيبة نديم وليلي الفصل العشرون 20 بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل العشرون 20 بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل العشرون 20 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل العشرون 20 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل العشرون 20 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل العشرون 20

رواية هيبة نديم وليلي بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل العشرون 20

_ أريدها _ :
وصل موكب السفير في وقتٍ مبكر، إلتحق بمبنى القنصلية بمفرده، بينما انتظر "زين نصر الدين" وجميع رجاله أمام البوابات الرئيسية ..
لم يخرج "عاصم البدري" قبل مرور ثلاث ساعات، فتح له "زين" باب السيارة الخلفي، ثم أستقلّ بجوار السائق، ما إن عبروا الطريق الرئيسي حتى تنفس "عاصم الصعداء مرددًا:
-ياااااه يا زين.. أد إيه الواحد تعب في حياته. أد إيه الشخصيات المهمة حياتها بتبقى أصعب مليون مرة من المواطن العادي.. النفوذ له تمن صح؟
أومأ له "زين" ورد بصوته العميق:
-مظبوط يافندم.
كان "عاصم" يراقب الطريق والشوارع عبر زجاج السيارة بجواره، يلتهم تفاصيل الأحياء الشهيرة، وينظر بشوق المُحب إلى معالم المدينة العريقة قائلًا:
-القاهرة زي ما هي يا أخي.. ماتغيّرتش!
زين بلهجةٍ رسمية:
-شكليًا كل حاجة زي ما هي. لكن عمليًا المؤسسات الحكومية والجهات الرسمية كلها اتنقلت العاصمة الجديدة.. وده أوفر وأحسن بكتير.
نظر "عاصم" له معلّقًا بدهشة:
-كلها؟ أخر مرة زورت وزارة الخارجية من 3 سنين في قلب القاهرة.. معقول لحقوا يتنقلوا؟
جاوبه "زين" بلهجة تفيض فخرًا:
-المرحلة الأولى بدأت من سنتين مع 14 وزارة وهيئة حكومية زي الإسكان. النقل. الشباب والرياضة. العدل. الخارجية. التضامن الاجتماعي. الكهربا والطاقة. الاتصالات وغيرهم.. بعض الوزارات اتنقلت بالكامل والبعض الآخر اتنقل جزئيًا. لكن قبل أخر السنة كله هايكون اتنقل على العاصمة بشكل نهائي ان شاء الله.
ابتسم "عاصم" فخورًا بدوره وقال:
-هايل. خطة النقل دي هاتحل أزمات كتير.. الزحمة هاتخف. وهايتم استثمار المباني التاريخية في وسط القاهرة في التجارة والثقافة.
-ده أكيد يافندم. الدولة بالفعل ماشية في الخط ده. كل المباني القديمة إللي حوالينا دي تم نقل ملكيتها للصندوق السيادي. مش بس العاصمة الجديدة إللي بتشتغل. القاهرة في مدة قصيرة جدًا هاتطوّر للأحسن.
عاصم باعتدادٍ: أكيد ..
ثم قال آمرًا بلطف:
-أقف عند كازينو "......" يا زين.. نفسي أوي أشرب فنجان قهوة على النيل.
-أمرك يافندم.
وأرشد "زين" السائق إلى الوجهة المنشودة ..
أصر "عاصم" أن يجالسه "زين" إلى طاولته، وطلب قدحيّ قهوة لكليهما، بينما يتخلّى عن سترته ويحلّ ربطة عنقه مستنشقًا نسيم النهر العذب العظيم ...
-عندي ذكريات غالية أوي في المكان ده يا زين! .. قالها "عاصم" شاردًا في الأفق والابتسامة البسيطة تفترش ثغره
لم يقاطعه "زين" حين استطرد بحنبنٍ:
--أول خروجة مع البنت إللي حبيتها.. أول مسكة إيد.. حتى أول بوسة ..
وقهقه ضاحكًا بصوتٍ مجلجل، ثم نظر إليه مكملًا:
-قبل ما المكان ده يتوسع ويبقى كازينو كبير. كان كورنيش صغير.. كل ركن هنا بيفكرني بيها.
عقّب "زين" باهتمامٍ مبطن:
-والدة الأنسة ريهام؟
حدق "عاصم" فيه طويلًا، ثم قال بهدوء:
-لأ.. مش أم ريهام.. أم ريهام اتجوزتها بعد سنين طويلة من يوم ما انفصلت عن إللي بحبها. وكان جواز تقليدي جدًا.
بدا الفضول بعينيّ "زين" لكنه لم يجرؤ على السؤال، ابتسم له "عاصم" وقرر أن يروي القصة لأول مرة على مسامعه هو، إلا إن النادل قد أتى الآن واضعًا القهوة أمامها ..
رفع "عاصم فنجانه إلى فمه مرتشفًا منه جرعة كبيرة، ثم تنهد مسندًا ظهره إلى المقعد المنجّد ومضى يقول:
-البنت إللي حبيتها. كانت بنت الجيران. أبوها كان لواء وكانت دلوعته زي ما بيقولوا.. بنته الوحيدة بقى. درسنا في مدرسة واحدة. كنا بنروح ونيجي مع بعض.. كانت قصة حب كل زمايلنا بيتغنّوا بيها. وماكنتش شايف نهاية لينا غير الجواز. لكن.. وصل أبوها لسن التقاعد. وقرر ياخدها ويسافروا.. أنا وقتها كنت لسا مجرد طالب. مقدرتش أوقفه. مقدرتش أمنعه ياخدها.. وسافرت. وقررت أنا قلبي يموت بعدها من شدة حبي ليها. حطيت همّي في الدراسة. دخلت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. حققت حلم أمي الله يرحمها وبقيت سفير. طبعًا. عاصم ابن الباشمهندس يوسف البدري. حب عمرها والراجل إللي مافيش زيه في عنيها. لازم ابنه يطلع حاجة كبيرة. ابنه إللي اتيتّم وهو صغير أوي. وهي إللي ضيّعت شبابها كله عليا ووقفت جنبي لحد ما بقيت معالي السفير.. جمايلها كانت في رقبتي زي الطوق الحديد. وفوق كل ده هي أمي. ماكنتش بقدر أرد لها طلب.. عشان كده لما جت وطلبت مني أتجوز بنت أختها المعاقة ذهنيًا عشان أحافظ عليها وأصونها لأن محدش أبدًا هايرضى يتجوز بنت في ظروفها غير ابن خالتها إللي من دمها ولحمها.. مقدرتش أقول لأ. ومكنتش مهتم أصلًا بـ هاتجوز مين بعد حبيبتي.. بالعكس. رضيت في الأخر. واتجوزت أمل بنت خالتي.. كنت شارط عليهم كلهم إن مافيش خلفة نظرًا لظروفها. وإني لو حبيت أتجوز عليها محدش يعترض. وبالفعل. تم الجواز بالشروط دي.. أمل اتولدت وعاشت عمرها كله بعقل طفلة 6 سنين. لكن كانت زي الملاك. وذكية جدًا. اتعلّقت بيا بعد جوازنا بفترة قصيرة. وأجبرتني أتعلّق بيها أنا كمان. كنت حاسس إنها بنتي مش مراتي ولا بنت خالتي. لحد ما حملت فجأة واتوترت علاقتنا لأول مرة.. كنت غضبان. حتى فكرت إنها تجهض الطفل. ماكنتش متخيل إني ممكن أخلّف ولد أو بنت بنفس ظروفها. احتمال إن ده يحصل ولو بنسبة 1% خلّتني أحوّل حياتي وحياتها لجحيم رغم إن مالهاش ذنب.. بس كملت الحمل في كل الأحوال. وجه عمر. ولحد ما كبر وتم 4 سنين ماعملتي ليها ماتغيّرتش. إلا بس لما الدكتور بتاعه قالّي إنه مش وارثها وإنه طفل طبيعي جدًا وهايطلع كويس. ساعتها بس هديت ورجعت معاها أحسن من الأول.. عوّضتها عن قسوتي عليها. بقيت أراضيها بكل الطرق لأني اكتشفت بعدين إني حبيتها. حبيت أمل جدًا. حبيت كل حاجة فيها. وعشنا أنا وهي وعمر في سعادة لسنين.. لحد ما حملت لتاني مرة. واتكرر نفس إللي حصل أول مرة. بس الفرق المرة دي إن عمر كان موجود. وعاش كل ده معانا وشافه بعينه. كنت على أعصابي لحد ما ولدت ريهام. لمدة سنتين بس الدكتور حسم وضعها. طلعت هي إللي ورثت أمها.. وبقت زيها بالظبط. حتى إنها نسخة منها في الشكل.. اتصدمت في الأول صدمة كبيرة. لكن بمرور الوقت اتعودت. بس قررت إني مش هاخلّف من أمل تاني. ومابقتش أتعامل معاها كزوجة زي الأول لأن الحمل حصل في المرتين رغم احتياطاتنا.. ولأنها ذكية زي ما قلت لك. حست بتصرفاتي. وبدأت تتعب نفسيًا لما اتغيّرت معاها. وحالتها ساءت أكتر لما سافرت وسيبتهم.. فضلت تتدبل كل يوم. لحد ما ماتت من القهر... بسببي!
أفلتت من عينه دمعة ساخنة أزالها سريعًا بأنامله، ثم سحب نفسًا عميقًا كأنما يخرج من ذكرياتٍ تنهشه حيًا، تطلّع إلى "زين" ثانيةً وقال بابتسامةٍ مريرة:
-عمر بيكرهني من يومها.. وزي ما شوفته.. رافض إن ريهام تعيش معايا. وعنده حق. تفرق إيه ريهام عن أمل؟ وهو عارف كويس أنا عملت إيه مع أمهم. مش بلومه لأنه مش واثق فيا.
أجفل "زين" عدة مراتٍ محاولًا استيعاب كل هذه المعلومات، ثم رد أخيرًا بصوتٍ محايد:
-على الأقل يا باشا ريهام بنتك. حبك ليها طبيعي هايكون أضعاف حبك لمراتك.. لازم ابنك يفهم ده. انت عمرك ما هاتقدر تئذي بنتك بأي شكل من الأشكال.
أومأ له "عاصم" موافقًا وقال بنظرةٍ ذات مغزى:
-صح يا زين.. عندك حق.. عمري ما هئذيها... ولا هاسمح لمخلوق يئذيها!
حافظ "زين" على هدوئه وهو يسأله بثبات:
-أعتقد محدش يجيله خاطر إنه يئذي الأنسة ريهام أصلًا يا عاصم باشا.. دي مش بشر زينا.. دي. ملاك.
زم "عاصم" شفتيه وهو يشمله بنظرةٍ تقييمية وقال:
-أنا حابب بعد أذنك أفهم إيه سر اهتمامك الكبير ببنتي يا سيادة الرائد؟ مؤخرًا بقيت تغرقها هدايا. بتعرف إيه إللي بتحبه وبتيبهولها. حتى الكلبة بتاعتها بقيت تعاملها معاملة خاصة.. ليه كل ده؟ هل مثلًا عشان هي بنت معالي السفير؟ ولا عشان ظروفها؟ ولا عشان إيه بالظبط؟!
جاوبه "زين" بهدوءٍ مدروس:
-بصراحة ولا سبب من دول يافندم.. أنا معجب بالأنسة ريهام.
لم يندهش "عاصم".. بل سأله باقتضابٍ:
-انت فاهم انت بتقول إيه يا زين؟ عايز تفهمني ان ظابط كفؤ زيك. وراجل في كل المواصفات والمعايير إللي تخلّيه يختار أي بنت مستواها عالي في أي مكان. بنتي أنا تعجبك انت؟
هز "زين" كتفيه قائلًا ببساطة:
-ده إللي حصل يا باشا.. أنا صريح معاك.. الأنسة ريهام فعلًا عجبتني. لنفس الأسباب إللي خلتك تعجب بوالدتها زمان.
صمت "عاصم" للحظاتٍ.. ثم قال:
-والاعجاب ده له أخر؟ ولا هاتعالجه؟ 
رفع "زين" ذقنه قليلًا ورد بثقة:
-يمكن ماعنديش الجرأة. ولا كنت أقدر أتكلم قبل ما حضرتك تلاحظ وتفاتحني دلوقتي في الكلام ده.. بس بما إننا بنتكلم. وبما إني مش هقدر أفتح الموضوع  لوحدي بعدين.. ف أنا بعرض نفسي. أو بتقدم رسمي وبطلب إيد بنتك يا معالي السفير ..
إلتزم "عاصم" الصمت هذه المرة ولم يرد بتاتًا ..
ليستطرد "زين" باسلوبه المنمّق:
-لو حضرتك رفضت أنا هكون متفهم تمامًا. وصدقني بعد القعدة دي عمري ما هفكر أقرب من بنتك ولا حتى هاتعامل معاها برا حدود مهمتي لحد ما تنتهي وأمشي وآ ..
-ولو وافقت؟ .. قاطعه "عاصم" بجمودٍ
أجاب "زين" بجدية:
-لو معاليك موافق عليا ف أنا بتعهّد لك أمام الله دلوقتي إني هاحافظ عليها وهاصونها.. وهاتجوزها وهاتعيش سعيدة طول عمرها معايا.. لكن جوازي منها هايكون بنفس شروطك لما اتجوزت والدتها.. مافيش خلفة.. ومحدش يمنعني لو حبيت أتجوز عليها.
لم تمض ثوانٍ بعد عبارته حتى جاء رد "عاصم" قاطعًا:
-موافق.
حدق فيه "زين" صامتًا، ظنّ بأنه لم يسمعه جيدًا، أو أنه يقصد معنى آخر ..
لكن "عاصم" أكدها عليه:
-أنا موافق يا سيادة الرائد.. عمري ما هالاقي لبنتي راجل زيك.. أنا موافق!................................................................................................................................................................................................................................................................................................................. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبــــــع ...

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا