رواية هيبة نديم وليلي الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم مريم محمد
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الواحد والعشرون 21 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل الواحد والعشرون 21 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل الواحد والعشرون 21 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل الواحد والعشرون 21
رواية هيبة نديم وليلي الفصل الواحد والعشرون 21
_ إنها لك! _ :
تحت أشعة شمس الظهيرة الخفيفة، خرجت معه إلى جراج البناية التابعة لمركز الأشعات والتحاليل الشهير، الوجوم يفترش محيّاها منذ تيّقنت من الخبر ..
خبر حملها!
فتح لها "نديم" باب السيارة الأمامي، ثم أستقلّ أمام المقود، انتزع نظّارته الشمسية متنهدًا، أدار وجهه نحوها قائلًا بهدوء ضمني:
-ليلى.. ممكن أعرف إيه الوش ده؟ انتي مضّايقة إنك حامل مني؟
أجفلت "ليلى" غارزة أظافرها في راحتيّ يدها وهي تقول بتوتر:
-لأ. لأ مش مضّايقة.. بس الخبر.. موتّرني شوية!
نظر إلى يدها ملاحظًا اضطرابها الشديد، فمد يدها ممسكًا بها، شدّ عليها بحنوٍ وقال برفقٍ:
-مافيش أي داعي تتوتري. دي النتيجة الطبيعية في أي علاقة زوجية. الحمل طبيعي.. أنا قلت لك إني نفسي أخلّف منك.. انتي مش نفسك يا ليلى؟
نظرت له وردت بصدقٍ واضح:
-نفسي يا نديم.. نفسي أوي.
نديم مبتسمًا: خلاص. ماتفكريش بقى في أي حاجة تاني. فكري في إللي جاي ده ..
وحطّ بكفّه فوق بطنها المسطّح، وأكمل:
-فكري هانسمّيه أو هانسمّيها إيه؟ فكري حياتنا سوا هاتكون شكلها إيه. مش عايزك تشيلي هم إللي بيحصل أو إللي هايحصل. عايزك تعيشي حياتك وبس. وأنا بضمن لك إن استقرارنا ده عمره ما هايتهز.. أوعدك.
كلماته بثت فيها شيء من الطمأنينة، فابتسمت بخفة وهي تسحب نفسًا مرتعشًا، لتقول بغتهً بينما لا يزال يحدق في عينيها بقوة:
-نديم.. عاوزة فراولة!
ارتد وجهه وعبس وهو يقول مدهوشًا:
-فراولة! لأ يا لولّا انتي فاهمة غلط. لسا بدري على الوحم. وبعدين ده مش أوانها أصلًا!!
قطبت بطفولية قائلة:
-يعني إيه مش أوانها؟ وبعدين المفروض لما أقولك نفسي في حاجة تقلب الدنيا وتجبهالي. مش تقولّي كده!
ضحك منها وهو يقرص خدّها بلطفٍ وقال بنعومة:
-لأ عرفتي تغلبيني المرة دي.. صح عندك حق. نفسك في الفراولة يا لولّا؟ انتي تؤمري.
وأدار محرّك السيارة منطلقًا بها في الحال ...
_______________________________________
أعاد "زين نصر الدين" جناب السفير "عاصم البدري" إلى مقرّ أقامته سالمًا ..
عبرا معًا باب المنزل الداخلي، وطفق "عاصم" يسأل مستخدميه عن ابنته في الحال:
-ريري فين يا سُعاد؟
أجابت الخادمة المسنّة ببشاشة:
-الأنسة ريري بتلعب في الجنينة يا باشا ومعاه ميمي.
تبادلا الرجلين ابتسامةٍ مرحة، ليقول "عاصم" متجهًا نحو الباب الزجاجي المطلّ على الحديقة:
-تعالى يا زين.. تعالى نشوف الأستاذة بتعمل إيه!
تبعه "زين" متهاديًا في مشيته، حتى وصلا عندها، لاحت لهما بينما تجلس أسفل شجرة البرتقال المزهرة، تفترش ملاءة، ترتدي بذلة جينز قطعة واحدة أسفلها كنزة قصيرة الأكمام، شعرها الحريري مفرودًا حول كتفيها، تتحرّك خصيلاته كلّما باشرت أعمال التلوين والرسم خاصتها ..
ابتسم "زين" وهو يراها تستمتع بهداياه وتملأ أوقات فراغها بهم، ألقى عليها التحيّة ما إن صار قريبًا منها:
-مساء الفل على أحلى أنسة ريري في العالم كله!
رفعت "ريهام" رأسها ناظرةً إليه فور سماعها لصوته، لم تولي والدها اهتمامًا كبيرًا، فقط تعلّقت عيناها بـ"زين" وابتسمت له بصفاءٍ قائلة:
-مساء النور.. عامل إيه يا زين إزيك؟
زين بابتسامته الجذّابة:
-أنا تمام يا ريري.. انتي إيه أخبارك؟ مبسوطة معانا؟
أومأت له بقوة وهي تقول:
-إممممم مبسووطة أووووي.
قاطعهما "عاصم" مخاطبًا ابنته بعتابٍ:
-الله يا ريري هانم. انتي مش شايفة قدامك غير زين ولا إيه؟ مافيش إزيك يا بابي. وحشتني يا بابي!!
ضحكت "ريهام" بعفوية وهي تنظر إلى أبيها مرددة بصوتها ذي النغمة الآسرة:
-إزيك يا بابي!
استجابت له عندما لها ذراعاه، وثبت واقفة لتستقر بين أحضانه، بينم يتمتم لها وهو يضمّها بحنانٍ:
-وحشتيني يا روح بابي.
ردت عليه بذات العفوية:
-أنا أكتر.. بس زعلت عشان زين وانت مشيتوا وصحيت مش لاقيتكوا.
رمى أبيها "زين" بنظرةٍ خاطفة ليجده مبتسمًا فقط ويراقبهما، بينما يرد عليها بلطفٍ:
-معلش يا روحي. كنا في مشوار شغل. بس أهو رجعنا.. وعارفة في مفاجأة ليكي إنهاردة كمان.
ابتعدت "ريهام" عن حضنه فورًا متسائلة بحماسة:
-إيه إيه؟ مفاجأة إيه؟؟
عاصم بابتسامة: أخوكي عمر جاي إنهاردة.. إن شاء الله هايكون قاعد معانا على سفرة العشا.
تقافزت "ريهام" في مكانها مصفقة من شدة الفرحة صائحة:
-هيييييييييه عمـرررررر. عمر جااااي. عمر جاااااااي. وحشنييي أوووووووي.
ربت أبيها على رأسها وهو يقول مهدئًا حماستها:
-أيوة يا حببتي جاي. وكان عايز يعملها لك مفاجأة بس أنا جيت قلت لك.. إهدي بقى كفاية تنطيط. تتعبي يا حبيبتي.
وبالفعل جعلها تكفّ عن شقاوتها المفرطة، لكنها نظرت إلى "زين" مددة من بين أنفاسها:
-أنا عاوزة زين يلعب معايا بالـ Skate برا الفيلا شوية!
رفرف لها "زين" بأهدابه الكُة مبتسمًا، بينما يقول أبيها بلهجةٍ فيها من الحزم واللين معًا:
-دلوقتي مش هاينفع يا ريري لأني عايز زين في شغل.. خليها كمان شوية. بعد الغدا.. أو بكرة الصبح بدري.
عبست "ريهام" على الفور غاضبة وأطرقت برأسها في الأرض، حاول "عاصم" مراضاتها، لكنها أبت ورفضت محاولاته بشدة مصدرة صوتًا كالأنين كلّما حاول لمسها ..
ليسحب "زين" نفسًا عميقًا ويقترب منها خطوتين، يمد يده ملامسًا كتفها لمسًا خفيفًا للغاية وهو يقول بلطفٍ جمّ:
-ماتزعليش يا ريري. أوعدك إني هاخدك ونلعب بالـSkate بس مش برا الفيلا. هاوديكي بكرة الملاهي وهانلعب سوا لحد ما تزهقي.. إيه رأيك؟
رفعت عينيها إليه بطريقةٍ تؤسر القلوب، ابتسمت له وحده وتمتمت:
-أوكي!
راقبهما "عاصم" مشدوهًا من تأثيره عليها، لم يصدق بأن هذا الرجل الذي أخافها منذ الوهلة الأولى حتى نفرت منه، الآن ه صاحب الكلمة العليا بحياتها ..
كيف يفعل ذلك؟ بل ما الذي يفعله "زين" زيادةً عمّا يفعله "عاصم" لأجل إسعاد ابنته؟
لم يملك "عاصم" لإلا إن يستسلم لخطة القدر ..
استدار مولّيًا إلى داخل المنزل ثانيةً، فما هي إلا دقيقة وكان "زين" لاحقًا به، دخلا غرفة المكتب وجلسا بالصالون الجانبي قبالة بعضهما ...
-موضوع جوازك من ريهام ده هايكون سر بينّا! .. قالها "عاصم" بجدية
عقد "زين" حاجبيه مستوضحًا بصوته العميق:
-يعني إيه سر؟ هاتجوزها في الخفى؟
عاصم بصلابة: لأ طبعًا. بنتي هاتتجوز في العلن.. لكن عمر مش هايعرف حاجة إلا بعد كتب الكتاب. لأنه أكيد هايمنع الجوازة. عمره ما هايقىنع إن أخته تقدر تتجوز. مش هايشوف إللي أنا شايفه.
أومأ له "زين" قائلًا بتفهم:
-تمام يا باشا.. بس عادي أعرّف أهلي؟
-أكيد. لازم تعرّفهم أصلًا.
-طيب وريهام نفسها.. تفتكر هاتوافق ولا إيه؟
ضحك "عاصم" وهو يقول بتهكمٍ:
-ريهام قدرت تستغنى عن عمر كام يوم ولا جرّبت تزن وتسأل عنه.. بسبب مين؟ بسببك انت. انت معوّضها عن عمر إللي كان بالنسبة لها أخ وأب وأم في نفس الوقت.. بنتي بدأت تتعلّق بيك فعلًا يا زين. أكيد هاتوافق. مش على الجواز نفسه لأنها تقريبًا مش هاتستوعب. لكن لما تعرف إنها هاتعيش معاك انت أكيد هاتوافق.
تنهد "زين" وقال:
-تمام يا باشا.. خير.
-حاجة أخيرة! .. قالها "عاصم" وهو يسحب من فوق الطاولة المجاورة مغلّفًا ورقيًا، ثم أردف ملوّحًا به أمام عينيّ صهره المستقبلي:
-الظرف ده في نصيب ريهام من تِركتي.. 150 مليون جنية. وحتة أرض في غرب القاهرة تساوي أكتر من 100 مليون جنية. أنا قسمت أملاكي على ولادي قبل ما أسافر من 3 سنين لأني ماكنتش ضامن إني راجع. عمر بنيت له المنتجع السياحي وعملت له رصيد في البنك. أمنت له مستقبله كويس جدًا. بس حتى هو نفسه مايعرفش أنا عامل إيه لريهام. انت بس إللي عرفت دلوقتي من بعد المحامي بتاعي. أنا طلبت منه الورق ده عشان هاشيله في عهدتك يا زين لحظة ما تكتب على بنتي.
كان "زين" يستمع له ملتزم الصمت منذ البادئ، لكنه لم يستطع السكوت عند هذا الحد، ونطق بصوتٍ أجش:
-عاصم باشا. إللي حضرتك بتقوله ده مالوش أي داعي. ربنا يزيدك ويخلّيك لولادك. بس أنا ماليش علاقة بالورق ده. أفضل ترجعه للمحامي أو الأحسن تأتمن عليه ابنك لكن أنا!
قاطعه "عاصم" بصرامة:
-أنا هأمنك على بنتي يا زين.. بنتي إللي أغلى عندي من أي فلوس وأملاك. أغلى من كنوز الدنيا كلها.. مش شاغلني حاجة تاني بعد ما هاسلّمك ريهام بإيدي.. محدش غيرك له الحق يشيل مسؤوليتها ولا يراعي أملاكها. ولا حتى عمر.
لم يستطع "زين" ردًا، وكأنه نسى كيف يتحدث، بينما يضيف "عاصم" بوجهٍ يخلو من العبث:
-أهم حاجة عندي.. تعاملها كويس. وتحطها في عنيك. وماتزعلهاش أبدًا. أوعدني يا زين!
لا إراديًا، وجد "زين" نفسه ينطق بهدوء:
-أوعدك يا معالي السفير!
ابتسم "عاصم" راضيًا ..
لم يتخذ هذه الخطوة عبثًا، لقد علم بأنه يشتري سعادة وراحة ابنته طوال حياتها بتقديم أملاكها للزوج الذي أختاره لها، إن "زين" حتى ولو كانت له مآرب أخرى في زواجه من ابنته، إلا إنه قد قطع له وعدًا للتو ..
وهو أكثر من واثق من إنه لن يحنث به ..
يدق هاتف "زين" في هذه اللحظة، فيعتذر من "عاصم" ليرد على المكالمة العاجلة، يأخذ هاتفه ويقوم ليتحدث بالخارج ..
فتح الخط ورد بلهجته القوية:
-إيه الأخبار يا عدي؟
أجاب الطرف الآخر:
-الدليل بتاعي بلغني إنهم لسا واصلين فيلا الراعي حالًا.. بس كانوا في مشوار قبلها.
-مشوار إيه؟
-راحوا معمل تحاليل.
-عشان؟
-الدليل طلع وسأل. التحليل كان باسم ليلى الراعي.. تحليل حمل وطلع إيجابي.
اتسعت حدقتا "زين" فور سماعه لهذا ...
خرس لسانه تمامًا إلى الحد الذي أعجزه عن الرد على زميله بعد ذلك ..
"ليلى" ..
ابنة عمته التي يرها طوال حياته.. لكنها عِرضه وشرفه.. حُبلى!
التاريخ يُعيد نفسه!................................................................................................................................................................................................................................................................................................................. !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يتبــــــع ...
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا