رواية لأجلها امل نصر الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم امل نصر

رواية لأجلها امل نصر الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم امل نصر

رواية لأجلها امل نصر الفصل الواحد والعشرون 21 هى رواية من كتابة امل نصر رواية لأجلها امل نصر الفصل الواحد والعشرون 21 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية لأجلها امل نصر الفصل الواحد والعشرون 21 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية لأجلها امل نصر الفصل الواحد والعشرون 21

رواية لأجلها امل نصر بقلم امل نصر

رواية لأجلها امل نصر الفصل الواحد والعشرون 21

ما الذي جاء به هنا في هذا الوقت من الليل؟
قدميه تتابع السير وكأنها تتحرك وحدها، جسده بالكامل يندفع متوجهًا  إلى نقطة ما لا يعلمها ولكن....... ها هو قد وجدها، الان فقط رأى من يبحث عنها بكل خليه من جسده، أسفل شجرة التين واقفة وكأنها في انتظاره، بسحرها الذي لطالما داعب خياله، ملاكه البريء قبل أن تطبع الحياة جروحها عليها، تدمي قلبها وترهق روحها الجميلة فتبدلها الى حطام إمرأة لا تعرف قيمة نفسها، لكن بتلك الليلة هي تفف بصورتها الصحيحة.
الجميلة الخلابة كاتت ترتدي فستان ابيض منسدل عليها بنعومة حتى الكاحل،
أكمامه من الشيفون الشفاف بشدة حتى اظهر ذراعيها امام عينيه بطولهما حتى للاكتاف في الأعلى،  حذاء القدم في الاسفل يشبه حذاء سندريلا بلونه الفضي، شعرها الذي رأه مرة واحدة ولفت ابصاره لنعومته الحريرية رغم تشعثه في ليلتها، الآن كان مصففًا بعناية ، يحاوط بشرتها من الجانبين، هي بالفعل أميرة خارجة من قصة خيالية لا تمت للواقع بصلة 
خطا حتى اقترب منها يقف قبالها تمامًا ،
ليضع عينيه نصب خاصتيها بلوعة حارقة، وقد تبسم ثغرها بابتسامة أظهرت صف اسنانها اللوليه في الأمام،  تخاطبه معاتبة:
- كل ده تأخير؟ دا انا فقدت الأمل في رجوعك لدرجة ان كنت همشي وانت حر تيجي او متجيش.
- ووه
تمتم بها بذهول واستغراب متسائلا:
- انتي اللي كنتي مستنياني كمان مش أنا؟ دا انا راجل معنديش دم ولا احساس على كدة، ان اعطلك ولا اتعبك يا بدر البدور انتي.
زاد اتساع ابتسامتها لتفاجأه قابضة بكفيها الصغيرين على جانبي كفيه الكبيرين، ليلتقط مبادرتها بلهفة، ويبدل الادوار فيحتجزهما داخل راحتيه، مستمتعُا بطراوتهما وبحركة مباغتة دفعها اليه، حتى باتت المسافة التي تفصل بينهما لا تتعدى السنتيمترات، لا يصدق هذا القرب وهذا الترحيب منها، صدره يصعد وبهبط بتسارع ، وقلبه يضرب من الداخل كوحش ثائر، فيطالع تحرك الشفاه بحديثها:
- متجولش على نفسك كدة، يمكن انا اللي استعجلت وجيت مشواري بدري، اكيد انت مقصدكش 
تحركت رأسه برفض:
- حتى لو استعجلتي يا جلبي وانا اللي تهت في طريقي واتأخرت، المهم اني في الآخر وصلت ولجيتك، وعمري ما هسيبك تاني ابدًا.
- بتحبني يا حمزة؟
سؤالها الذي شابه الضعف والرجاء لامس نزعة الحمائية بداخله، حتى ود ان يصرخ بإجابته نحوها:
- بحبك! الكلمة دي جليلة جوي، انا مش بحبك وبس، لا دا انا بعشجك يا زينة البنات انتي..... يا مزيونة اسم ورسم.
وخطفها في الاخيرة يطبع جسدها على صدره،.يتابع بلوعة:
- اه لو تعرفي باللي جوايا، اااه لو يوصلك اللى حارق قلبي، سهد الليالي في انتظار الصبح يطلع عشان أملي عيني بشوفتك، الفكر اللي بيطير النوم من عيني وانا بعيد كل كلمة سمعتها منك في يومي، كل نظرة منك ناحيتي افسرها بميت تفسير...... اااه يا مزيونة اااه
شدد في الاخيرة يعصرها بذراعيه، يقبل كتفيها وجانب بشرتها بشوق الغائب الذي تاه عن موطنه، حتى صدر انينها ليفك اسرها قليلا، فتستطيع ألتحدث قائلة بنعومة:
- خلاص يا حبيبي انا بجيت معاك اها، ايه فاضل تاني؟
اجاب بلوعة وابصاره نزلت لوجهتها:
- فاضل الأهم واللي مستنيه من زمان عشان يزود الرابط ما بينا، أكتر واكتر .....
كادت ان تسأل ولكنه سبق يعطيها الاجابه بعمليه، يرتشف من شهدها ولا يرتوي ابدا، يطيل بقبلاته ولايتوقف حتى اختفت فجأة من بين يديه التي اصبح ما بينهما فراغ كامل، ليستنتج اخيرًا مع فتح عيناه للضوء ، ان ما شعر به من لحظات لم يكن إلا حلما، حلما يؤرق مضجعه رغم جماله، 
اعتدل بجذعه لينهض عن الفراش بأكمله، وقد علم من وجهة ضوء الشمس الذي اخترق الغرفة بتأخر ايقاظه عن ميعاده اليومي، وخطا يمسح بكف يده على شعر رأسه، قاصدًا المرحاض، ولكنه توقف في نص المسافة يرهف السمع نحو تلك الاصوات والجلبة التي صارت تصل اليه من الاسفل، يراوده ظنا ما، تأكد منه بدخول صغيره المفاجيء بعد ان اجفله بحضوره دافعا الباب إلى الداخل بقوة صاحئا:
- عمي معاذ وعروسته رجعوا من السفر يا بوي. 
.............................
بخطوات تشبه الركض وصلت إلى المنزل الكبير تخترقه بلهفة، بعد أن وصلها الخبر بعودة صغيرتها من رحلتها الصغيرة التي لم تتعدى  اسبوعا ولكن هذا  اول فراق بينهما، وكما قالتها قبل ذلك، هي لم تتعود على فراقها الجدي بعد، لذا لا أحد يلومها الان وهي تدلف اليهم بلهفة ظاهرة جعلت الجميع ينتبهون لدخولها، وابنتها التي كانت جالسة  برزانة وسط عائلتها الجديدة ، طارت تستقبلها من مدخل المنزل ، وترتمي داخل احضانها، تذكرها  بأنها  لم ولن تكبر ابدا على عناقها والركض نحوها حتى لو وصل عمرها للسبعون. 
- خلاص يا جماعة انا كدة بالفعل هغير 
هتف بها معاذ بدعابة ليتلقى التوبيخ من شقيقته منى والمتحفزة لمشاكسته:
- اما عيل بارد، فاكرها بجت خالصة مخلصة ليك يا واض، دا حضن الأم يساوي الدنيا بحالها، مش حضنك انت يا معضم 
صدرت الضحكات من الجميع ليعلق بغيظ يكتنفه من سخريتها:
- اه منك انتي ولسانك المعوج،  انا عارف جوزك صابر عليكي ليه؟
تدخلت حسنية تصمتهم في البداية قبل ان تدعو الاثنتان ببشاتها:
- هتفضلو تناقروا ف بعض كدة لحد اما تعجوزو وتبقوا جدود انتو اصلا مفيش فايدة فيكم،  تعالي يا مزيونة وجعدي بتك هي كمان، دي تعبانة من السفر ولساتها راجعة حالا، شالله يارب ما يحرمك منها ابدا .
استجابت مزيونة تسحب ابنتها اليهم مرددة بامتنان :
- ولا يحرم اي حد من ضناه، معلش يا جماعة لو هتشوفوني مزوداها، بس انا روحي ردت برجعتها،  يمكن بكرة مع الوجت اتعود.
قالت الاخيرة وقد اقتربت منهم وكانت على وشك الجلوس حين اتاها الصوت العميق من ذاك المتابع منذ بداية حضورها :
- ولا متتعوديش حتى، بيتنا يبجى بيتك يا نسيبتنا، يعني في اي وقت اشتاجتي للبت تجدحي الباب برجليكي وتدخلي 
جذب انتباهها اليه رغم تعمدها في البداية تجاهله،  ولكن كلماته اجبرتها لتلتقي ابصارها بخاصتيه، لم يكن حديثه مجرد مجاملة وفقط،  بل تجلى التملق فيه بوضوح حتى آثار التسلية في قلوب البعض وحقدا في قلوب اخرين  ، اما هي فقد اكتسى وجهها بغطاء الحياء الذي جعلها كمراهفة صغيرة تتعلثم امام غزل أحدهم لها:
- ااا تشكر، تشكر يا ابو ريان.
وجلست تنفض عنها حالة الارتباك التي اجتاحتها بفضله، لتشغل نفسها بالحديث مع ابنتها وحسنية القريبة منهما،  
اما عنه فلم يرفع عينيه عنها، يستعيد برأسه ذاك الحلم الجميل رغما عنه، غافلا عن انتباه الحاضرين له، حتى لكزته منى على خصره بمرفقها تهمهم جوار أذنه بتحذير:
- ما تمسك نفسك يا كبير ناسك، كسفت الولية وكسفتنا 
معاك ، ما كنت بعجلك يا واض ابوي، ايه اللي جرالك بس؟
رمقها من طرف عينيه بعبوس يأمرها:
- خليكي في حالك انتي، ملكيش دعوة.
توسعت عينيها بإجفال وقد ذهبت بأبصارها نحو هالة التي تراقب بشرار عينيها، تستشعر حقدا منها يقبض على قلبها، لتعود اليه وتجذبه بحرص حانقة:
- خد بالك وحرص شوية يا حمزة، مش كل الناس هتتمنالك الخير. 
استطاعت في الاخيرة ان تلفت انتباهه إلى ما تقصد، ليخطف بنظرة ماكرة نحو اخيه وزوجته فيحدثها مباشرة بتحدي:
- الضهر على ادان يا هالة، طب حتى اعملي واجب العرسان، مش مهم احنا ولا غدانا حتى، دا لو هنتعبك يعني،  ولا ايه يا خليفة؟
انتفض الاخير عن مطالعة الهاتف الذي كان مشغولا به، بموافقة يوجه الأمر لها:
- ايوة طبعا غدا العرسان وغدانا احنا كمان يدوبك تحضره، جومي يا هالة؟
خرجت الاخيرة بصيحة لفتت ابصار الجميع نحوها، لتحدجه بناريتيها رفضًا، لا تستطيع البوح به:
- كل حاجة جاهزة مش محتاجة تحضير، ثم إن الوقت بدري يعني.....
عارضتها حسنية بسجيتها
- بدري فين يا هالة، العرسان تلاقيهم على لحم بطنهم ، ولا وكل النواشف طول طريق السفر بتاعهم، عجلي يا بتي عشان يلحجوا يريحوا. 
بغيظ متعاظم اضطرت لتنهض على غير ارادتها وما همت تجر أقدامها نحو المطبخ، حتى تفاجأت بمنى تسبقها قاطعة بهمس امامها:
حضري انتي وكل البيت، اما وكل العرسان فانا واخواتي البنتة اللي هنجوم بيه.
وجمت ناظرة في اثرها بصدمة، فعلى الرغم من ثقل هذا الأمر عليها ، الا ان سحبه منها هكذا وبهذه الطريقة  يثير داخلها ارتيابًا جعلها تخطف نظرة شاكية نحو خليفة التي بادلها بأخرى لائمة بجدية اغلقت امامها باب الجدال من بدايته، لتضطر إلى المغادرة من امامه مؤجلة مظلمتها في وقت آخر 
فتنهد بيأس يعود إلى شاشة الهاتف التي كان يتصفح بها ذلك الحساب بإحدى التطبيقات، والذي كان توقف عن متابعته منذ سنوات، ليعود اليه الان وقد غلبه الشوق يشاهد صورا وأنشطة متجددة لتلك الراقية الناعمة رغم عملها اليومي وسط العمال  من الرجال
إلا أن ذلك لا ينقص من انوثتها شيء على الإطلاق،  وابتسامتها المشرقة في كل صورة تأسر النظر نحوها.
دلف ريان من الخارج أثناء ركضه للعب خلف إحدى الاطفال، فالتقطه عمه يقبله ويدغدغه ممازحًا:
- وانت يا حيوان عمال تجري هنا وهناك، مش تسلم على عمك اللي راجع من السفر يا واض.
ضحك ريان وعلق والده بمزاحه:
- ما هو شاف عمه ملهي بعروسته وجاني واشتكاني، هيعمل ايه بجى؟ وهو اللي كان على الحجر وجات اللي تاخد مكانه 
تدخلت ليلى بمرحها:
- طب وانا ذنبي يا عم؟ ان كان هو اتخلى عنه يبجى انا مليش دخل. 
ضحك الحاضرين ليعبر معاذ عن صدمته:
- وه يا ليلى، على طول كدة بتبعيني مكانش العشم، بس ريان دا حبيبي، مش أنا حبيبك يا واض؟ ولا انت بتحب مين فينا أكتر؟
حانت من الصغير نظرة نحو والده،  فسارع معاذ مردفا:
- لا خلي ابوك على جمب، خلينا في اللي جاعدين في الجعدة، عايزك تروح لاكتر واحد بتحبه فينا يا عم ماشي .
اومأ ريان برأسه موافقا،  ليقف محله يطالع وجوه الحاضرين يختار منهم الأحب إلى قلبه، وفي لحظة خاطفة أرتمى بجسده النحيل في حجر مزيونة التي اجفلت مزهوله من فعله، حتى ضحكت مرحبة تقبله من وجنته، فانهالت التعليقات من البقية لفعله الغير متوقع،  اما والده فقد انتفش باعتزاز يغمغم داخله:
- جدع يا ريان، واد ابوك صح واض.
.......................   
ركضت متوجهة الى والدتها التي كانت جالسة امام الفرن الغازي تنتظر نضوج الخبز الذي أعدته بنفسها، لتلتف اليها معتدلة بجذعها فور ان التقطت هتافافها وتهليلها:
- عرفان طالع من السجن ياما،  عرفان طالع من السجن، المحامي اتصل بيا دلوك وبلغني. 
توقفت المرأة امام مشهدها قليلا قبل أن يصدر استفسارها:
- الف مبروك،  بس دا حصل كيف بالساهل؟ مش كان الواد التاني برضو معترف عليه؟
ردت صفا بحماس يثير الدهشة، وقد غاب عن عقلها ما وصلت اليه االعلاقة من جفاء بينهما:
- انا معرفش تفاصيل كتير، بس اللي عرفته من المحامي هو ان الزفت ده غير اقواله وكدة يبجى عرفان هيطلع براءة في اجرب وجت مدام خلاص انحلت 
- امممم 
زامت المرأة بفمها تلقي بنظرة نحو الخبز داخل الفرن قبل أن تعود اليها مردفة:
- وعلى كدة عرفتي حل لنفسك انتي كمان معاه؟ يعني ان كان هيرجعك اليه ولا هو لساتو مصمم على رأيه؟
شحبت صفا تستدرك لواقعها الان معه، فتجيبها بعقل مشتت وقلب يصر على تتبع السراب في عشق مستحيل:
- هو المحامي مقاليش صراحة، بس اكيد هرجعله ومهاهونش عليه انا وولادي.
مالت شفاه المرأة بابتسامة ساخرة تطالعها بصمت استفزها لتصرخ بها:
- وه يا امه كركبتي بطني من الخوف بعد ما كنت فرحانه بطلعته براءة، طب لو مش طايقني انا هيرمي عياله كمان؟!
لم ترحمها المرأة لتمعن في تذكرها بسوءتها علها تقتنع :
- ما عملها جبل كدة وطرد مرته وبته من البيت في الليالي ايه هيفرق؟ فاكرة فرحتك يوميها يا صفا؟
- يووووه
صرخت بها صفا تنهض بعنف من جوارها، لتردف بحنق منها:
- تاني برضك بتجيبي سيرة المعوجة وبتها، وكأني مش بتك، خبر ايه يا بوي، هو انتي امي ولا امها؟ مش كفاية عليها حظها النار منين ما تروح، وانا الغلبانة مكسورة الخاطر حتى انتي امي كمان جاية عليا،  سيبهالك وماشية، خليني اريحك مني ومن خلقتي انا وعيالي. 
وهرولت من أمامها تنهب الأرض في الهروب من امامها، تبصر المرأة اثرها بيأس، مازال رأس ابنتها اليابس لم يستوعب بعد، ان عرفان الذي روضته بطريقتها على مدار سنوات لم يعد يريدها الان، لقد انقلب الساحر على الساحر وبقي فقط الجزاء ودفع فاتورة الحساب القديم من الأخطاء
.......................
أنهى تحقيقه الجديد بطلب من محاميه بناء على رغبة منه واتفاق مع الاخر، ذلك الذي كان يقف في انتظاره أسفل إحدى الشجيرات، كي يعرف منه بأخر المستجدات:
- ايه الاخبار؟ عرفت تسبكها لوكيل النيابة؟
عبس عرفان يجيبه بفتور:
- سبكتها يا خوي زي ما اتفقنا، بس دا بعد ما أكدلي المحامي ان الكلام الجديد ده هو اللي هيبقى سبب في برائتي، لولا كدة انا ما كنتش وافقت ولا تبعتك واصل في لعبتك الماسخة
طقطق عطوة صوت استنكار من فمه قائلا:
- عاد ماسخة ولا زفت حتى مش المهم انك تطلع بريء وخلاص. 
ضاقت حدقتي عرفان يطالعه بشك لا يخفى عليه ليردف بدفاعية:
- ما بلاش بصتك دي، انا حكيتلك ان الأمر حصل غصب عني، لولا الشديد الجوي اللي جبرني ما كنت عملتها ولا ورطتك، ايه اللي يخليني اصلا افط على بيت طليقتك؟ على اساس الدهب اللي مخبياها ولا الفلوس اللي مكومة معاها عشان اتهجم واسرقها، ما تعقلها يا عم عرفان.
اهتزت رأس الاخير يعقب على قصته ألتي ادلى بها اليه بالأمس:
- ايوة اعجلها وأصدق انك فطيت على بيت حرمتين لوحديهم في نص الليل عشان تحتمي بيه من الرجالة اللي كانت بتفر وراك ليلتها وهي عايزة تقتلك..
صاح بمظلومية يبرر له:
- طب احلفلك بأيه عشان تصدق؟ رجالة مدبولي ابو سنة اللي كنت شغال معاهم زمان، جم  الغرزة ليلتها وهما ناوين يخلصوا عليا، يا ادفع حق البيعة اللي نصبت عليهم فيها وقت الشقاوة يا اخد المطوة في صدري واودع الدنيا،  انا جريت لما اتجطع نفسي وهما يجروا ورايا ، بيت طليقتك كانت الحاجة الوحيدة جدامي اللي ينفع اتدارى فيه في الحتة المجطوعة دي، لكن حظي العفش بجى هو اللي خلى مرتك تصحى وتطلق عليا بندجيتها من غير ما تشوفني ولا تفهم حكايتي....
- ايوة يا اخويا وبعدها تلبسها فيا انا عشان تعكرها بيني وبين بتي وأم بتي. 
صدرت من عرفان بغضب حارق وصل إلى الاخر، ليسارع بالتبرير للمرة التي ماعاد يذكر عددها، حتى يقنعه :
- ان شالله يدوس عليا الجطر يا شيخ لو كان جصدي اخرب بينك وبين جماعتك، يا عرفان انا اتجبرت من الراجل اللي اسمه حمزة، هو اللي وزني وانا كنت زي الغريق مش عارف اتصرف، وانت من ساعة ما دخلت السجن مش مديني فرصة اشرح ولا اقولك على الكلام اللي مجدرش احكيه لغيرك، انت صاحبي وسري معاك، ورغم انك طحنتني ضرب ورقدتني اسابيع في المستشفى لكن انا برضو مسامحك يا حبيبي .
....................................
على مائدة الطعام التي كانت تجمعه ولأول مرة بها، رغم امتلائها بالحضور من أفراد اسرته بالإضافة إلى العروسين الذان اقيمت المأدبة من اجلهم.
أحاديث واصوات معالق وبعض الأحيان صراخ أطفال،  جلبة تملأ المكان وتتوقف عنده، فقد كان منفصلا عن العالم بأكمله، يتلاعب بالطعام وعيناه منصبة عليها، مستغلا انشغالها بالحديث مع بعض النساء من حولها من شيقيقاته ووالدته التي كانت ترحب بها فرحا يدخل السرور في قلبه
هيئتها في الحلم كانت في صورة ملائكية يطير بها العقل، اما في الحقيقة وكما يراها الأن ودائما فهي إمرأة بما ينطبق عليها المعنى بوضوع، رقيقة رغم ادعاء القوة الزائفة حتى لا تنكسر مرة اخرى، راقية وعنيدة وفوق كل ذلك فاتنة وبشدة رغم تعمدها اخفاء جمالها، وهذا ما تجلى له في حلم اليوم حتى......
نفض رأسه قليلا يجليها من أفكاره العابثة حتى لا يفقد صوابه امام الجمع الغفير، ولكن كيف يفعلها وكلما وقعت عينيه عليها تذكر القبلة وال...... اللعنة ، لن يستطيع لن يستطيع.
صدح صوت والدته من جديد اليها وهي تضيف على طبقها من قطع اللحم والارز:
- ما تاكلي زين يا مزيونة، هو انتي غريبة؟ انتي بقيتي من اهل البيت يا مرة انتي، يعني تمدي يدك لوحدك مش احنا اللي نضايقك.
حاولت مزيونة منعها:
- طب كفاية كفاية الله يخليكي، مين يقدر ياكل دا كله اصلا؟
- انا أجدر، تحبي اوريكي كمان اها 
هتفت بها منى واضعة قطعة كبيرة من اللحم بفمها حتى ضحكت ممتنة لها، فهي الوحيدة التي تفهمها تقريبا، منذ دخولها المنزل وحالة من التوتر تكتنفها فرحتها بعودة ابنتها والسعادة التي تراها ظاهرة الان عليها بجوار زوجها الذي لا يكف عن تدليلها امامهم دون خجل او احراج. 
ولكن ما يفسد عليها اللحظة تلك النظرات التي يرمقها بها حمزة بما يقارب التسبيل بعيناه، انه حتى لا يتصرف بطبيعته التي تعلمها عنه، لا تعلم مالذي اصاب هذا الرجل اليوم ؟!
وفي جانب اخر كانت جالسة تلك التي تراقب بصمت، مرة نحو العروسين محط أنظار الجميع واهتمامهم، ثم تلك المرأة التي يهيم بها حمزة بصورة فاضحة امام العيان،  ولكنهم يتعاملون مع الأمر وكأنه عادي ولا شيء يدعو للأستغراب 
هي وحدها المندهشة، هي وحدها المظلومة بينهم، وكأنها ليست موجودة، زوجها بجوارها ولا يراها.
نظرت اليه فوجدته يتناول طعامه وذهنه في ملكوت اخر، تلك الحالة التي تعود اليه من حين إلى حين، منذ زواجها به، علاقة فاترة احيانا فقط يشوبها بعض القرب، ولكن لا تستمر طويلا 
..........................
بعد انتهاء طعامهم، صعدت مع ابنتها لافراغ حقائب السفر وطي النظيف منها داخل الخزانة ، وقد تكفل اهل المنزل من النساء في ترتيب الشقة وإعداد طعام العروسين، فلم يتركا شيء حتى ملأ الثلاجة بالطعام فعبرت ليلى عن فرحتها :
- دول مسابوش حاجة، امي حسنية وبناتها قاموا بكل شيء حتى مسح الشقة وغسل الهدوم اللي كانت سبت الغسيل، وانا اللي كنت شايله همهم. 
وعلى عكس ابنتها فقد غمر مزيونة الحرج:
- يا دي الكسوف، طب ياريتهم كانو قالولى على الأقل كنت ساعدت 
سقطت ليلى على التخت تقفز عليه بجلستها قائلة بحبور:
- يا امي ما البيت ما شاء الله ومتنسيش ان دا كان شرطنا وهما عارفين، معاذ وعم حمزة ما بيقولوش كلام وخلاص 
استدركت مزيونة لتلك النقطة التي كانت تغفل عنها، لتستدرك هفوتها الان موجهة النصح لابنتها:
- برضو يا ليلى ما ترميش الحمل عليهم،  مش معنى أن هما فرحانين ومرحبين يبجى احنا نرمي الحمل عليهم. ترتيب اوضتك دا انتي متعودة عليه من زمان، الوكل ان شاءالله متشليش همه، مرة مني مرة منهم، مرة تجيبي جاهز أو أي حاجة خفيفة، وباجي شغل البيت تعملي خفيف خفيف وجت ما تخلصي مذاكرتك، وانا ليكي عليا هجيلك كل يومين على الاقل اساعدك، جال وأن كان حبيبك عسل يا بتي، انتي عارفة باجي المثل
وكعادتها ليلى، جاءت اجابتها توميء بطاعة تامة وابتسامة عذبة:
- فاهمة يا ست الكل فاهمة.
..............................
وفي الاسفل 
كانت الجلسة الدائرة بين الأشقاء الثلاثة، ومزاح الاثنان  لحمزة:
- بجيت مكشوف جوي يا كبير، انت مش صغير على الفرهدة دي. 
همست بها منى بمكر حتى لا يصل الصوت إلى أحد غير مرغوب به، ليدعمها معاذ هو الاخر :
- جال وانا اللي كنت فاكر نفسي الخفيف الوحيد في العيلة دي، اتاري فيه اللي أخف مني.
عبس حمزة رافعا الجزء الأعلى من شفتيه يناظرهما بإزدراء قائلا:
- اممم طالبة معاكم غلاسة عليا النهاردة، وانا مش فاضي لأم دمكم التقيل معايا، خفوا انتو الاتنين، دماغي مش رايقاكم خد
مالت منى برأسها على ذراعه وفد لفت يداها الاثنين عليه كالعلقة تواصل مشاكسته:
- ليه يا كبير مش رايق؟ ايه اللي شاغل بالك بس؟ انا اختك وسرك يا اخويا جول
طالعها حمزة بقرف يحاول نزع ذراعه عنها:
- بعدي عني يا بت، وروحي للمحروس جوزك اهو غتت زيك ويتحملك، بعدي عني ياختي، جال تكتمي السر جال، بعدي يا بت.
تشبثت به أكثر غير سامحه له بالابتعاد ليقهقه معاذ في متابعتهم حتى قطع عليهم دوي اتصال وارد على هاتف حمزة، لتتركه طواعية، فيفاجأ بصاحب الاتصال الهام، والذي اجابه على الفور:
- الووو........ ايوة يا باشا دا ايه المفاجأة الجميلة دي............ الله يبارك فيك يارب موضوع ايه؟............ نعم..... ماله عرفان.........
تصادف بها في نطق الأخيرة بهبوطها الدرج مع ابنتها، ليجذب الاسم انتباهها في متابعته حتى إذا انتهى توجهت اليه بسؤالها:
- ماله عرفان؟
بغموض اعتلى قسماته رد يجيبها:
- دلوك نعرف لما نزور البيه الظابط اللي متولي قضيته هو وعطوة، هتيجي معايا؟
...................................
بعد قليل 
كانا الاثنان امام الضابط صاحب المعرفة القوية بحمزة يسرد لهما ما جد في القضية، وبناء عليه فقد اتخذت القضية طريق اخر، مختلف تماما عما كانت تسير به، فجاء الاعتراض على الفور من حمزة:
- كيف يعني كان جصده يحرسها؟ حد في الدنيا يعجل الكلام ده؟ الواد بيلعب بينا فاكرنا هفيات.
امام سكون مزيونة التي كانت تتابع بصمت فند الضابط الادعاءات الجديدة:
- اهدي يا حمزة وبلاش عصبية،، الكلام ده اتفق عليه عطوة وعرفان، الاتنين قالوا نفس القصة، ان عطوة كان ماشي بالصدفة وشاف الحرامي اللي بيترصد بالبيت ولما اتصل بعرفان يبلغه، قالو عايزك تقوم معاه بالواجب لحد ما اوصل، وبناء عليه اتصرف المذكور من دماغه ينط داخل الجزء المكشوف من البيت عشان يمسك الحرامي، لكن الاخير خاف وجري يهرب قبل ما يطوله ، اما عطوة فنال الطلقة من الست مزيونة الي نشنت من خلف الباب من غير ما تميز هوية الشخص اللي طلقت سلاحها وتشوفه. 
- يا سلااام 
تمتم بها حمزة موجهًا ابصاره نحو صاحبة الملامح المغلفة، يردف متسائلا حتى يرى رد فعل منها:
- بالذمة ده كلام يخش العجل؟ انتي تصدقي أن الكلام ده صح؟
وقبل ان يصدر ردها سبقها الضابط:
- هي مش في مجال انها تصدق او متصدقش، دي اعترافات جديدة من الاتنين اللي بقت شهادتهم واحدة.
جادله حمزة مصرا على موقفه:
- طب وافرض ان كلامهم صح؟ متكلموش ليه من الاول، ايه اللي أجل اعترافهم الا اذا كانو متفقين.
زفر الضابط بسأم يغلق باب النقاش المرهق:
- حتى لو كلامك صح، القاضي مالوش غير الادلة والقرائن والاعترافات، وهنا الادلة مثبتة على عطوة بأصابة قدمه، واعترافه اللي اتغير دلوقتي بقى في صالحه وصالح عرفان، يعني هو الحكم عليه هو هيبقى مخفف، وعرفان هياخد براءة بما ان مش عليه أي شيء يدينه بعد شهادة الأول. 
ردد حمزة بما يشبه الصدمة مستدركًا:
- يطلع براءة!
- طبعا يطلع براءة، دي حاجة مش مستاهلة مجهود من محاميه 
ختم بها الضابط تأكيده لينتقل حمزة بابصاره نحو مزيونة، والتي ظلت على صمتها، بإصرار غريب آثار الريبة بقلبه
..............................
عودة إلى منزل حماد القناوي 
تحديدًا داخل شقة العروسين، وقد خلت الغرفة عليها الآن، لتبدأ في استذكار ما قد فات منها على مدار الايام الفائتة في الزواج، الكتب التي ارتصت على سطح  المكتب الصغير،  وشاشة اللوح الإلكتروني امامها تطالع المرسل من صديقتيها، أكوام من دروس في جميع المواد وبعض الابحاث، معلومات لابد من فهمها وأخرى لابد من حفظها، يبدو ان ما نالته من سعادة في الأيام الماضية لابد من دفع ثمنها الان مجهود مضاعف وخرافي على الاصح.
دلف اليها معاذ ليسترعى انتباهه مشهدها، وقد بدت كالغريق الذي يصارع الامواج الغاتية امامه، ليتخذ طريقه نحوها، فيباغتها بقبلة حانية على وجنتها مشاكسًا:
- الجميل اللي بيذاكر ولقي اللي يشغله عني 
اجفلت تتبسم اليه بتوتر وضعف :
- معااذ خضيتني، انت دخلت امتى؟
سحب المقعد القريب منها ليجلس عليه ملاصقًا لها:
- انا داخل دلوك حالا، بس انتي اللي محستيش ولا خدتي بالك، لدرجادي مفحوتة في المذاكرة.
ردت بنبرة  شبه باكية:
- مفحوتة بس؟ انا ضايعة خالص يا معاذ، مخي وقف، مش عارفة ابدأ بأيه بالظبط، كل الدروس اللي اتكومت على ما استوعبها وافهمها، عايزة شهر، شهر على الاقل يا معاذ 
ضمها من جذعها اليه يخفف عليها:
- طب اهدي طيب اهدي، خدي نفس وخففي التوتر عشان تجدري تلميهم في رأسك.
امأءت برأسها كاستجابة له، تفتح ملخص لإحدى المواد، تقلب في عدد الصفحات التي غابت عن فهمها، فزفرت بيأس  وتهدلت اكتافها بإحباط بصورة أثارت شفقته ليسارع في طمأنتها، بضمها إلى صدره ضاحكًا:
- انا كنت عارف ان دا اللي هيحصل من الاول ، عشان كدة عملت حسابي .
رفعت اليه ابصارها تطالعه بلون العسل في خاصتيه بتساؤل:
- عامل حسابك على ايه؟
تنهد يعدل من جلستها حتى لا ينساق لاهوائه ويخطفها في جولة غرامية من جولاته، ضاربًا عرض الحائط بوعوده في مساعدتها، ولكن ضميره الحي لايزال بصحته، ليجيبها بجدية متناولا ملخص المادة الذي تركته قائلا:
- عملت حسابي في اني خدت جولة سريعة على المواد اللي بتدريسها قبل ما اعجد عليكي وندخل، عشان ابجى فاهم وأنا بساعدك، 
تهللت ملامحها بأمل:
- بجد يا معاذ، انت فعلا هتساعدني؟
تبسم يجيبها بصدق يخرج إحدى الأشياء من جيب بنطاله القماشي:
- بجد يا قلب معاذ، انا عارف ان دي أصعب مرحلة معاكي، والباقي هيبقى سهل بمجهودك ان شاءالله وانا برضو هساعدك فيه كل ما افضى من شغلي،  خدي بقى عشان تفتحي نفسك وتركزي 
صاحت بمرح منتبهة على تلك العلبة الذهبية المغلفة بما تعلمه بمحتواها:
- الله يا معاذ شكولاتة، فكرتني بأيام الحصان عزوز والشباك 
ضحك يهديها اليها بقبله تسبقها مرددًا:
- احلى شيكولاتة لاحلى لولة، نخلص دلوك بس المذاكره وعزوز نبجى نشوفه بعدين، هو هيروح مننا فين يعني،  نسمي بسم الله بقى يا حلوة 
بدروها تناولت منه تخطف قبلتها على ظهر يده، لتبدأ معه حصتها الأولى 
..............................
اما عن حمزة والذي كان كبركان ثائر في هذه اللحظة،  يضغط على مكابح السيارة بغضب شديد ، يخطف النظرة نحوها كل دقيقة، هذا الجمود والغموض منها يزيده تشتتًا، حتى فاض به يبادرها بحديثه:
- بصراحة انا مستعجب هدوئك ده، ايه الحكاية؟ لا تكوني فرحانة بطلوع عرفان؟
تلك النظرة التي رمقته بها في البداية تجعله على يقين بأنها تفهمه وتفهم ما يشعل النار بصدره الان، ولكنها كالعادة تستطيع اخفاء ما داخلها، لتخرج عن صمتها بإجابة متحفظة :
- وايه اللي يخليني افرح بطلوع عرفان؟ نفس الأمر برضو اللي هيفيدني من حبسه لو كان بريء؟
برقت عينيه بشرار حارق، يردد باستهجان خلفها، وهذا البرود منها في استقبال هذا الأمر يضاعف عليه:
- كيف يعني ايه هيفيدك حبسه؟ واحد مجرم زي ده، يطلع منها زي الشعرة من العجين بعد ما يلعبها صح مع المجرم شريكه.وتجولي ايه هيفيدك!
زفرت داخلها بصمت دام لحظات، فكيف تخبره عما يجول بخاطرها؟ هو يرى الأمر بطريقته وهي تعلم اكثر بحقيقة ما يصل اليها بإحساس المرأة اليقظ، عرفان طليقها به كل العيوب التي تجعلها تكرهه ولكنها ايضا لا تقبل بظلمه، اما عطوة رأس الحرباء هذا تتوقع منه كل فعل دنيء، لديه عقل الشيطان في قلب الحقائق، لذا لا تستغرب لعبته مع عرفان.
صمتها المريب يمر كالسكين الحامي برأسه، لماذا لا تريحه؟ الا يكفي نيران العشق التي يتلظي بها؟ لتزيد عليه بما هو أمر، تلك الغيرة القاتلة التي لم يعرفها سوى على يديها، لذلك لم يدري بصيحته حين خرجت بعنف انفاعله بها:
- تاني هتسكتي، طب جاوبيني على الاقل، لما انتي هامك عرفان جوي كدة، كنتي جولتي من الاول امنع عطوة ما يعترف عنه، مدام في كل الأحوال هو بريء في نظرك 
ياليتها تسبه افضل من تلك النظرة التي وجهتها نحوه، بها حديث صعب عليه تفسيره، ومشاعر اخرى كغضب وعتب هو أضعف البشر امامهم، ربما الاعتذار كان هو الحل الامثل ولكنه لا يأتي بما يريحه:
- انا اسف لو اتعصبت، بس انتي معدتيش غريبة، انتي بجيتي مننا دلوك، يعني اللي يأذيكي يأذينا، واللي يخصك يخصنا.....
شدد في الاخيرة بقصد واضح تعلمه جيدا، كما تعلم ايضا، بما هو على وشك البوح به ان لم توقفه سريعًا:
- خلاص يا ابوريان ولا يهمك، هي لحظة غضب وانا مقدرة، ربنا ما يجيب حاجة عفشة، عن اذنك بقى وجف العربية،  بيت اخويا اخر الشارع زي ما انت شايف. 
وبدون أدنى نقاش اذعن لرغبتها يوقف السيارة على جانب الطريق،  لتترجل منها نحو المنزل الذي لا يبعد الا بمسافة الشارع الضيق، لينفث هو عن غضبه بالضرب على مقود السيارة بعنف شديد، حتى كاد أن يدمي قبضتيه، يتنفس كالوحش، عاجز عن الوصول اليها، 
تلك التي ملكت قلبه وتتلذذ بعذابه، متى ترحمه من قسوتها؟ متى ترمي الماضي وجراحه خلف ظهرها لتنظر إلى حاضرها معه؟ حتى يعوضها عن كل ما فات فلا تتذكر من الرجال سواه.
كيف السبيل اليكِ دليني؟
.....يتبع

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا