رواية الطفلة والوحش يزن وارين الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم نوره السنباطي
رواية الطفلة والوحش يزن وارين الفصل الثاني والعشرون 22 هى رواية من كتابة نوره السنباطي رواية الطفلة والوحش يزن وارين الفصل الثاني والعشرون 22 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية الطفلة والوحش يزن وارين الفصل الثاني والعشرون 22 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية الطفلة والوحش يزن وارين الفصل الثاني والعشرون 22
رواية الطفلة والوحش يزن وارين الفصل الثاني والعشرون 22
يزن (بهدوء قاتل):
– قلت سيبوا الصحافة تدخل...
الجملة دي نزلت على الكل كأنها صاعقة.
مرفت (بانفعال):
– إيه؟! يا ابني انت لسه فايق ! إيه اللي بتقوله ده؟!
آرين (مصدومة):
– يزن لأ، مش وقته، والله مش وقته.
لكنه رفع إيده بإشارة بسيطة، وقال بنبرة كلها هدوء
– متخافوش عليا انا بخير ..دخلوهم
مسكت إيدة بدموع وقالت ـ عشان خاطري انت لسا فايق خليها بكره تكون اتحسنت شويه
باس إيدها بحب وقال ـ متقلقيش عليا يا أميرتي انا كويس والله
ريان اتنحنح وقال:
– يزن انت لسا تعبان و
يزن (وهو بيعدل نفسه بصعوبة وابتسامته الباردة على وشه):
– متقلقش عليا انا الوحش ولا اي
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
[خارج الغرفة – بعد 10 دقايق]
الباب اتفتح...
ظهر أيمن الصياد، وعلى يمينه ريان، وعلى شماله آرين، وخلفهم... يزن.
ماشي على رجلين ضعاف ساند علي ذياد وشماله رعد ، لكن في كل خطوة... في هيبة بترجع.
الحرس محاوطينه من كل مكان
الكاميرات اتحجّرت، الصحفيين وقفوا، المايكات ارتجفت... والناس نسيت تسأل، نسيت تصرخ، نسيت تلاحق.
اتكلم يزن، بصوت هادي، بس كل كلمة كانت طلقة:
– بشكر كل إنسان دعا لي، انتظرني، ما فقدش الأمل فيا.. دعواتكم كانت بتوصلي شكرا ليكم وبقول ليكم يزن الصياد ملك السوق رجع من جديد
أحد الصحفيين (بتردد):
– أستاذ يزن... حضرتك ناوي ترجع لإدارة المجموعة؟ هل في تغييرات متوقعة؟ وهل ده إعلان رسمي؟
يزن (ابتسم وقال):
– لما أقرر أرجع... الكل هيعرف. لكن دلوقتي؟ أنا راجع لنفسي... لحياتي... وللناس اللي بتحبني.
صحفية تانية (بشغف):
– مين أول حد شفته لما فقت؟
بص ليهم، وبعينه راح لـ آرين، وبابتسامة باينة في ضي عنيه:
– اللي عمري ما فقدتها حتى وأنا نايم.
الكلمة دي لحالها، غطّت على كل الكاميرات... لأن الصورة كانت أوضح من ألف لقطة.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
[بعدها بساعة داخل جناح يزن ]
الكل مشي مفضلش غير آرين بس كانت قاعدة جنبة وماسكة إيدة وحضناها بقوة وهيا لسا مش مصدقة انو معاها دلوقتي
ابتسم يزن عليها وقالها ـ آريني عاملة اي
آرين بدموع ـ كنت وحشة اوي من غيرك يا يزن كنت حاسة اني تايهه اوي كنت محتاجاك جنبي انا زعلانة منك اوي
يزن بحنان ـ تعالي جنبي
قامت من مكانها واتمددت جنبة علي السرير ودفنت وشها في حضنة وعيطت بقوة
آرين بعياط ـ انا إستنيتك كتير اوي وكنت بناديلك وانت مكنتش بترد عليا
شدها لحضنة بحنان ورتب علي ضهرها بحب وخلاها تقول اللي هيا عاوزاه
بعد مده هدت آرين ونامت في حضنه من كتر العياط وهو كان بيبصلها بحب
يزن ـ اوعدك هعوضك عن كل حاجه يا أميرتي
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
– بالليل في الجناح
يزن طلب سجادة، ورغم التعب... أصرّ إنه يصلي.
قام بتقطع، وركع لله لأول مرة من شهور...
آرين وقفت بعيد، والدموع بتنزل من غير صوت...
كل لحظة سجد فيها، كانت كأن قلبه بينضف، بيغتسل...
وفي الخلفية، كان صوت المآذن بيرتفع:
"الله أكبر... الله أكبر"
والسماء كانت أقرب من أي وقت فات.
تاني يوم داخل غرفة يزن
الجو كان ساكن… غير صوت الأجهزة اللي بتقيس النبض بهدوء.
آرين كانت بتوضب حاجتها في شنطة صغيرة، يزن قاعد على السرير بنظرة ثابتة، وكأن جواه قرار أخد خلاص.
دق الباب، ودخل ذياد ويامن، ووراهم عز، وكلهم نفس النبرة على وشهم:
"ده جنان، مستحيل نوافق!"
ذياد (بحزم):
– لا، يا يزن. مستحيل تخرج النهاردة. لسه جسمك بيترعش وانت بتقوم. الدكتور نفسه قال ممنوع!
يزن (بهدوء غريب):
– أنا مش طالع أحارب… هيا ساعة واحدة بس.
يامن (برفع حاجبه):
– ساعة واحدة ولا دقيقة، ما ينفعش. انت مش بتلعب بصحتك.
آرين بخوف ـ بلاس ونبي
يزن بص ليهم، نبرته بقت أهدى، أعمق، فيها حاجة غريبة: – أنا ماشي على رجلي، بصحتي، وبوعيي، وده قرار… مش طلب.
عز (بقلق):
– رايح فين؟ حتى ما قلتلناش...
يزن وقف، جسمه فعلاً مرهق، لكن فيه عزيمة مش طبيعية، قرب ناحية الباب، ووشه ملامحه صافية جدًا وهو بيقول:
– في جامع على آخر الشارع… ودّوني هناك، وبس.
الثلاثة سكتوا… بصوا لبعض، مش مستوعبين.
ذياد (بصدمة):
– جامع؟!
يزن اكتفى بإيماءة صغيرة…
بس كانت كافية تقول "محدش يمنعني دلوقتي".
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
[بعد ربع ساعة – عربية يامن]
يزن قاعد في الكرسي اللي ورا عينه على الشباك، ساكت، وفي صمت قلبه في حاجة بتحصل محدش شايفها.
ذياد بيسوق، يامن جنبه، وعز ساكت وبيعد الشوارع.
ذياد (بهمس وهو بيبص في المراية):
– يزن، أنت عارف الشيخ اللي هناك؟ ولا عشوائي؟
يزن (بابتسامة هادئة):
– لا، مش عشوائي… كنت بروحله قبل الغيبوبة بشهور.
يامن (بدهشة):
– من غير ما تقول لحد؟
– لأنه الوحيد اللي كنت بحس معاه… إن روحي بتتكلم.
♕♕♕♕♕
[بعد شوية – قدام الجامع الصغير]
كان جامع بسيط، بس ريحة الطُهر فيه تخترق الروح.
يزن نزل من العربية، خطواته تقيلة، بس عينه فيها نور.
دخل من الباب، وكانت صلاة الضحى لسه شغالة، والإمام قاعد بيقرأ قرآن بصوت هادئ جدًا:
> ﴿ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ﴾
﴿ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾
يزن وقف مكانه…
الإمام سكت لحظة، كأن الآية الجاية مش فاكرها…
وصوت يزن خرج بهدوء:
> ﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾
الإمام رفع عينه بسرعة، قلبه دق، وابتسم…
الإمام (بصوت مليان شوق):
– يزن…؟ أنت؟
يزن ابتسم وهو بيمشي ناحيته، وقال:
أيوه… انا
♕♕♕♕♕♕
[داخل المسجد – بعد السلام والتحية]
الإمام مسك إيده، وقعده جنبه، وقال: – كنت حاسس إنك هترجع، وكنت بدعيلك، كل يوم… ربنا رجّعك يا يزن، رجّعك له.
يزن قال
– رجّعني وأنا فاضي… بس أنا عايز أتملي منه.
الإمام (بهدوء جميل):
– وربنا لما بيرجع حد… بيرجعه مش علشان يرجع زي ما كان، لأ…
بيرجعه علشان يبدأ من أول وجديد…
ويملاله الفراغ اللي مافيش غيره يملّيه.
ثم قال بصوت هادئ:
أحيانًا بنتوه وسط دوشة الدنيا، ننسى إننا مش لوحدنا…
ننسى إن في إيد ممدودة لينا من فوق سبع سماوات، بتقولنا:
"ادعوني أستجب لكم."
ربنا مش بعيد…
هو أقرب لينا من قلوبنا، من همساتنا، من الدموع اللي محدش شايفها غيره.
بيسمعك من غير ما تتكلم…
وبيحنّ عليك حتى وأنت غرقان في غلطك.
لو حسيت إنك اتأخرت… متقلقش.
الباب عمره ما بيتقفل…
وربنا بيستناك دايمًا، مش عشان يعاقبك،
لكن عشان يطهّرك… يضمّد وجعك… ويبدّل كل سوء فيك لخير.
"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله…"
الآية دي مش مجرد عزاء…
دي حضن.
مافيش أجمل من السجدة اللي بتبكي فيها، وتقوم منها خفيف…
ولا دعوة بتطلع من قلبك آخر الليل، وربنا يرد عليك بلُطف ما تتوقعهوش.
ابدأ حتى بخطوة صغيرة…
ركعتين، استغفار، صدقة… كلمة "يا رب".
وبتشوف…
إزاي الطريق بيرجع ينوّر من تاني.
♕♕♕♕♕♕
قدام الجامعة
كانت لينا ماشية وهيا ضامة الكتب لحضنها وفجأة وقفت لما اتنين شباب وقفو قدامها وجنبهم بنت
نظرت لهم بضيق وحاولت تمشي من طريق تاني بس برضو وقفو في طريقها
الشاب الاول بسخرية ـ اي عاوزة اي
الشاب التاني بضحك ـ هههه يبني دي خر*سة هتقولك عايزة اي ازاي
الكل ـ ههههههههه
التمعت عيون لينا بالدموع وهيا بتدور بعيونها علي منقذها
البنت بخبث ـ اي ده لينو هتعيط ولا اي تؤ اخص عليك يا وائل كده تعيط لينو
وائل بمكر وهو بيقرب من لينا ـ لا بجد اخص عليا
لينا بعدت عنه بسرعة وقلبها بيدق بخوف كبير حاولت تمشي بس رامي مسك ايدها وقال بخبث ـ رايحه فين قبل منصالحك
برقت لينا بصدمة كبيرة وقلبها هيطلع من مكانه من الخوف ودموعها نازلة بقوة وهيا بتشد إيدها منه
وفجأة وقع رامي علي الأرض أثر بو*كس كبير
نظرت لينا إلي ريان اللي كان بينهج من الغضب
ه*جم عليه ريان وهو بيقول ـ انت ازاي تتج*رأ وتل*مسها يا *****
والواد التاني مش عارف ياخد نفسه من الضر*ب وائل لما شاف ريان في الحالة دي حاول يهرب بس حرس ريان مسكوه
نظرت لينا إلي رامي لقته مش عارف ياخد نفسه وخافت علي ريان راحت ناحيته بسرعة وحاولت تشدة بس هيا صغيرة جدا مقابل حجم جسد ريان
لينا بتعيط ومش عارفة تعمل اي وخايفة عليه اوي وحاولت تشدة أكتر من مرة بس هو بعدها
حطت إيدها علي راسها وهيا بتعيط بهستريا وخايفة شاورت ل الناس برجاء انهم يوفقفوه بس مفيش حد عنده الجرئة يروح
لينا حاولت تتكلم أكتر من مرة بس مفيش فايده
ريان كان بيضر*ب بغل وغيرة نظر حولة وجد عصا حد*يديّة مرمية علي الارض ب إهمال بدون تفكير راح ناحيتها ومسكها وراح ناحيه وائل اللي خلاص ملامح وشه مكنتش باينه من الضر*ب ور*فع العصا ولسا هيضر*ب
برعب ــ رياااااااااااااان
صمت سكوت كان ريان واقف ورافع العصا وكأنة متجمد واللي بيتردد في ودنه إسمه من صوت صغيرته اللي اول مره يسمعه
وقفت لينا وهيا حاطه إيدها علي رقبتها بصدمة كبيره وعينها بتروح يمين شمال
نظر لها ريان ورمي العصا وجري ناحيتها بسرعه ومسكها من كتفها
ريان بلهفه ـ انتي ..انتي قولتي اي ..انتي اتكلمتي صح ..اتكلمي
كانت لينا بتنهج بصدمة وهيا حاطه إيدها علي رقبتها
لينا ـ ر..ريان
ضحك بفرحة كبيرة وبدون تفكير شالها ولف بيها ولينا مكنتش مصدقة هيا دلوقتي بتتكلم ولا في حلم
نزلها ريان وقال بفرحة ـ اتكلمي اتكلمي كمان يلا
نظرت لينا إلي وائل اللي وقف ورا ريان وكان بياخد نفسه بصعوبة كبيره
لينا بخوف ـ ريان ..كفاية أمانة عليك خلاص متوديش نفسك في داهيه
للحظة افتكر وائل اللي لمس حبيبته نظر خلفة وجد وائل واقف
وائل بغضب ـ اااه ق ..قولو كده بقا الدكتور ريان و لينا كده انا فهمت
ريان كان لسا هيروح عنده بس لينا وقفته بخوف
مسح ريان علي شعره بضيق وقال ـ االله يخربيتك بوظت كل حاجه نظرت له لينا بإستفهام نظر لها وإبتسم بحب وركع قدامها هلي ركبه ونص وقال بعشق ـ لينا تتجوزيني
شهقت لينا بفرحة كبيرة وعيونها اتملت ب الدموع
كرر ريان جملته وقال ـ انا مستعد افضل كده علطول بس تقبلي
لينا رفعت راسها وشافت الناس كلها بتسقف .ودموعها نازله ومش مصدقة .ومش عارفه تعمل اي .وبتقول لنفسها .هو ريان قال تتجوزيني
ريان ـ لينا .لينو .لي لي .موافقه تتجوزيني .رجلي نملت ابوس إيدك يلا
ضحكت بدموع وهزت راسها ب الموافقة
ريان قام وقلبة دقاتة عدت معدلها الطبيعي
وفتح علبه قطيفة وكان فيها خاتم ودبلة وقالها .تسمحي إيدك
لينا برعشه ودموع .مدت إيدها .وإيدها التانيه علي بوقها مش مصدقه
ريان ابتسم ولبسها الخاتم وقالها .اتفضلي الدبلة
لينا بلعت ريقها بتوتر .ومسكت الدبلة برعشه وحاولت تلبسها ل ريان ولبستها ليه
والكل بيسقف وأروي صحبتها كانت فرحانه جدا وهيبرت وزغرطت في نص الشارع ودموعها نازله بفرحة وكانت بتصور اللحظة دي
ريان مسك آيدها وقال بهمس ـ مبروك عليا حبيبتي
لينا لحد دلوقتي مش مصدقة ومش مستوعبة تصرفات ريان
لينا بصت في عينه وقالت ـ ريان
ريان بفرحه وهو سامع صوتها ـ قلب ريان
لينا ـ انا مش مصدقة يا ريان
ريان ـ انا اللي مش مصدق نفسي والله ممصدق
أروي قربت منها وحضنت لينا بفرحه وقالت ـ لينو مبروك ياروحي الف مبروك سمعيني صوتك يابت وقولي عقبالك يابت يا أروي
ضحكت لينا علي صديقتها المجنونة وقالت ـ عقبالك يا أروي
أروي بمرح وهيا بترفع إيدها لفوق ـ ياااارب .القِبلة فييين
ضحك الجميع عليا و رامي مشي بغيظ والحرس سابو وائل اللي هرب بسرعه وناس جات تبارك ليهم لكن ريان منع اي راجل يسلم
علي لينا وبعد فترة من الاستعاب لينا خلاص صدقت انها اتخطبت ل ريان . وريان اتنهد بسعاده
وهيا مش فاهمه حاجه كل ده حصل امتا وريان اتقدملي امتا يعني العيلة كانت عارفة وأروي كمان وحست انها مش فاهمه حاجه
( زيكو كده بس الصبر هتفهمو كل حاجه )
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
كانت واقفة قدام شاشة الـ TV، ملامحها مش مصدقة، إيدها على قلبها، وعنيها بيلمعوا بدموع سخنة، وهي بتسمع المذيعة تعلن الخبر اللي قلبها تمناه بقاله شهور:
– "رجل الأعمال الشاب يزن الصياد... أفاق من غيبوبته بعد خمسة أشهر، وحالته مستقرة."
نادين بدموع فرح وهمس خافت: – "أخويا... أخويا رجع!"
ضحكت وهي بتقولها، ضحكة من جوه قلبها، ضحكة أول مرة تخرج من شهور.
– "يزن فاق... الوحش رجع."
قعدت تلف حواليها تدور على موبايلها بجنون طفلة فرحانة، لحد ما لقيته، وإيدها كانت بترتعش وهي بتدوس على الرقم.
■ ■ ■
[في القاهرة – داخل جناح يزن بالمستشفى]
كان الجو دافي، ونور الصبح داخل من الشباك بهدوء… على السرير، يزن قاعد نص قعدة، ظهره متكّي على مخدة، عيونه فيها آثار تعب لكن فيه حياة… أخيرًا فيه حياة.
آرين كانت جنبه، بتحاول تطعمه بملعقة شوربة.
يزن بنبرة فيها ضيق خفيف: – "آرين، أنا مش صغير والله."
آرين ضحكت، ضحكة ناعمة خارجة من قلبها: – "بس برضو ضعيف… والمعلقة دي آخر واحدة، عشان خاطري."
بص لها بحدة مصطنعة، ورفع حاجبه: – "ممكن أعرف بتضحكي على إيه؟"
قالتها وهي بتحاول تمنع نفسها من الضحك: – "على إنك لسه بتعمل نفسك قوي… وانت متغلبان على طبق شوربة."
قبل ما يرد، رن التلفون.
آرين بصّت عليه وابتسمت: – "نادين."
ناولته الموبايل بلطف، وهو خده منها بإبتسامة واسعة، ونظرة شوق في عيونه:
يزن: – "ألو؟"
نادين بصوت مبحوح بالدموع: – "يزن؟! أنت بخير؟ أنت فعلاً بخير؟!"
يزن بحنان أخوي دافي: – "آه يا قلب أخوكي… أنا بخير، الحمدلله. إنتي عاملة إيه يا نادو؟ وحشتيني قوي."
نادين بصوت بيرتعش: – "أنا كويسة أووي بعد ما سمعت صوتك. كنت كل يوم بدعيلك، كل لحظة. حمدلله على سلامتك يا حبيبي."
يزن بضحكة دافئة: – "الله يسلمك يا نادو. إيه الأخبار؟ الدراسة؟ جامعة Oxford مش سهلة… بس أنا واثق فيك."
نادين بضحكة صغيرة وسط دموعها: – "وحشتني يا يزن… كل حاجة ناقصة من غيرك. بس كنت بذاكر وأنا شايفة عنيك في كل صفحة، في كل كتاب… عشان لما تقوم تكون فخور بيا."
يزن بصّ لآرين، اللي كانت واقفة سكتة، بتتأمله، ووشها فيه راحة أول مرة تظهر من شهور.
يزن: – "أنا فخور بيكي من قبل ما تسافري. إنتي قوية، وذكية… وأهم حاجة إنك بنت الصياد."
آرين بصوت هامس: – "وإنتَ رجعتلنا… والحياة رجعت معاك."
■ ■ ■
[بعد المكالمة – نفس اليوم بالليل]
آرين كانت قاعدة جنب يزن، بس المرة دي مفيش شوربة… كانت بتقرا له شوية قرآن، وهو ساكت، مغمض عنيه، كأنه بيسمع بكل حواسه.
– "ألا بذكر الله تطمئن القلوب…"
همس يزن: – "أنا قلبي أول مرة يطمن من سنين."
بص لها، وقال بنبرة فيها خضوع: – "عارفة، وأنا نايم… كنت سامع صوتك. بتحكيلي، وتبكي، وتقوليلي قوم… وكل حاجة جوايا كانت بتتجمع عشان أرجعلك."
آرين قربت منه، وإيديها لامست إيده: – "أنا كنت مستنياك… وعمري ما شكيت إنك هتقوم."
– "ليه؟ إزاي وثقتي؟"
– "عشان أنا اللي شفت حقيقتك… شفت الإنسان اللي جوا الوحش."
ضحك يزن، ودمعة نزلت على خده من غير ما يحس: – "أنا كل مرة كنت بخسر نفسي، كنت بلاقيها لما أبص لك."
سكت شوية، وبص للسماء من الشباك: – "يارب، دي نعمتك… ودي فرصتك التانية… مش هضيعها تاني."
آرين همست: – "قربنا منك بيخلينا أقوى… بيطهرنا."
يزن همس بدعاء: – "اللهم ثبتني… وخد بإيدي… وخلي كل خطوة جايه ليك، مش ليا."
وآرين، في اللحظة دي… عرفت إن الوحش، رجع فعلاً… بس رجع بني آدم جديد.
رجع بقلب حي… وروح أنضج… وحب أكبر من أي كلام.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
فلاش باك – قبل الخطوبة ب 1 يوم
في قصر عائلة الصياد – الساعة 8 مساءً
كان الجو هادي، والأنوار خافتة في صالون القصر.
محمد، والد لينا، قاعد بهدوء، بيقلب في أوراقه وأيمن ورؤوف قاعدين جنبة بيتكلمو ، ولحظة ما دق جرس الباب، رفع راسه بتركيز.
دخلت الخادمة بهدوء، وقالت
– ريان ويامن بيه جم.
محمد رفع حاجبه باستغراب ونظر ل أيمن ورؤوف ، لكنه قال بابتسامة: – خلّيهم يتفضلوا.
دخل ريان، لابس بدلة رمادي غامق، بسيطة وأنيقة، ووشه كله احترام وهيبة، ويامن وراه، بنفس الهيبة، لكن بعينين فيها دعم واضح.
وقف ريان قدّام والد لينا، وقلبه بيدق، لكنه فضل ثابت، حاسم، راجل واقف يطلب أغلى حلم ليه.
ابتسم أيمن وقال بودّ: – نورتوا يا ولاد. خير؟
ريان ب إبتسامة : شكرا يا عم أيمن
ريان اتنفس، وبص لمحمد بثبات وقال:
– حضرتك تعرفني، وتعرف عيلتي، وتعرف إني مش برضى للبنت اللي بحبها إلا بالأصول.
سكت لحظة، وكمل:
– أنا جايلك النهاردة كراجل، بيحب بنتك، وبيحترمها، وبيشوف إنها تستاهل العالم كله… جايلك أطلب إيد لينا.
محمد فضّل ساكت لحظة… وبعدين سأل بهدوء:
– بتحبها؟
ريان قال بدون تردد:
– أكتر من أي كلام يتقال. أنا عمري ما شفت في الدنيا سكون زي اللي بشوفه في وجودها… البنت دي بتعلّمني كل يوم إزاي الحب مش بس مشاعر… الحب اهتمام، صبر، واحتواء.
يامن، اللي كان واقف ساكت، ابتسم وقال:
– ريان من زمان قلبه معاها… بس استنّى لحد ما يكون جاهز ييجي لحد عندكم… يطلبها بالحلال. وهو مستعد يفضل جنبها في كل لحظة… في فرحها وفي ضعفها، في ابتسامتها وفي بكاها.
ريان كمل:
– أنا مش جايلك بوعود بس… أنا جايلك بنيّة عمر، وشراكة حياة… عاوزك تسلّمني أمانة عمرك، وأنا أوعدك قدامك، وقدام ربنا، إني هكون راجلها وسندها، وحبيبها، وبسندها وقت الحاجة.
محمد اتنهد وقال بابتسامة خفيفة:
– عارف يا ريان… أكتر حاجة كانت مخوفاني إن بنتي تتأذى… بس لما بشوفك وهي معاك، بحس إنها متطمنة… وده كفاية.
ونظر ل أيمن اللي ابتسم وهز راسه ورؤوف برضو
سكت، وبعدين مد إيده لريان:
– الله يرضى عليك… توكّل على الله.
ريان مسك إيده بقلب بيرقص جوه صدره، وقال بصوت مبحوح:
– الله يبارك فيك يا عم محمد… شكراً على ثقتك… وشكراً إنك سلّمتني النعمة دي.
وبعدين قال ـ احم.. انا عاوز طلب منكم
رؤوف ب إستغراب ـ خير يبني
ريان ـ انا عاوز انا افاجئ لينا ..احم يعني محدش يقولها انا هروحلها الجامعة بكره
رفض محمد في الاول وتحت إصرار يامن وريان وافق أخيرا
لما خرجوا من البيت، كان ريان ساكت، ماسك إيده بإيده، وساكت شوية.
يامن بص له وضحك:
– مالك؟ متجوزتوش لسه.
ريان ضحك بهدوء وقال:
– أنا مش مصدق… فعلاً مش مصدق… هتبقى مراتي.
يامن ربت على كتفه وقال:
– عيشها بقى… واتجهّز للمرحلة الجاية… الستات ما بيسيبوش التفاصيل تفوت.
ضحكوا سوا، وكان قلب ريان لأول مرة يحس إنه لقى البيت… في عين بنت، اسمها لينا.
ويامن بيقول في نفسة ـ قريب اوي انتي كمان هتكوني معايا يا ندوشتي هههههه
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
عودة من الفلاش باك…
كانت لينا بتسمعه… عينيها بتلمع، ودموعها نازلة ببطء وهي مش مصدقة.
وقفت مكانها، كأن كل كلمة سمعِتها في اللحظة دي كانت حلم… حلم مش قادرة تصدق إنه بقى حقيقة.
بصت له، وبصوت بيرتعش من التأثر قالت:
– أنت… أنت اتكلمت مع بابا؟ قبل كل ده؟
هز ريان راسه بابتسامة ناعمة، وقال:
– طبعًا… هو أنا كنت هسيبك تضيعي مني؟
ده أنا جاي من بدري… قلبي سبقني ليكي.
حطت إيدها على بقها وهي بتبكي من الفرحة، وقالت:
– وأنا… كنت فاكرة إني عايشة قصة خيالية.
ضحك ريان وقال:
– وإنتي مش شايفة؟ ده حتى أروي زغردت في نص الشارع… عايزة خيال أكتر من كده؟!
ضحكت لينا وهي بتعيط، وقربت منه بخطوة خجولة، وقالت:
– بس أنت فاجأتني بجد… أنا لحد دلوقتي مش مستوعبة.
ريان مد إيده، مسك إيدها بلطف، وقال بهمس:
– استوعبي بقى… عشان أنا مش ناوي أسيبك تاني.
■
أروي دخلت عليهم وهي بتهلل:
– يا جدعان أنا لسه مرجعتش صوتي من الزغرودة دي!!
الله أكبر يا دكتور ريان، ده الخطوبة بقت تريند على تيك توك!
ضحك ريان، وبص للينا وقال:
– خدي بالك… عندك صاحبة شبه المتحدث الرسمي باسم الفرح.
أروي بضحك:
– بقولك إيه، بما إني صاحبة المناسبة، أحب أعلن رسميًا… إن ليلة الخطوبة هتكون في القصر بكرا، واللي مش هييجي… يفوته نص عمره!
■
في الوقت ده، ريان كان ماسك إيد لينا، والناس حواليهم، بس هو كان شايف بس ضحكتها… لمعة عينها… والرعشة اللي في إيدها.
همس لها:
– مستعدّة نبدأ مع بعض؟
أنا وأنتِ… قصة حب حقيقية، مش حلم.
لينا همست وهي بتبتسم:
– طول عمري مستنياك.
كان يزن قاعد على الكرسي قدام الشباك، ضهره متّكئ على المسند، وعيونه بتبص للسما، كأنها بتدوّر على لحظة طمأنينة.
جنب سريره، آرين قاعدة على الأرض، رأسها على رُكبته، وإيدها ماسكة إيده… كانت لحظة هدوء، فيها سكينة ما يعرفهاش غير اللي عدّى على الموت ورجع منه.
رنة موبايل آرين قطعت اللحظة، بصّت على الشاشة…
"ريڤان يتصل"
فتحت بسرعة:
– "ألو؟"
ريڤان بصوت متحمس جدًا:
آرين! مش هتصدقي لينا اتخطبت رياان أخيراا طلب إيد لينا
آه والله، في الجامعة وسمعنا صوتها اتكلمت أول مرة لينا اتكلمت
آرين شهقت بفرحة، وصرخت:
– "ييييييزن!!!! اسمع ريڤااان بيقول إيييه؟!!!"
يزن رفع حاجبه، وهو بيحاول يستوعب حماسها:
– "إيه اللي حصل؟!"
آرين وهي بترقص حرفيًا مكانها:
– "ريان خطب! للينا في الجامعة! قدام الناس كلهاا! ولينا إتكلمت لاول مرة لينا اتكلمت واااااو
يزن اتسعت عيونه، وقف بصعوبة من كرسيه، وقال بذهول:
– "لينا؟ اتكلمت؟"
ريڤان كان على السماعة، بيصرخ:
– "أقسم بالله يا وحش! صوتها حقيقي
يزن بصّ في عيون آرين، وبصوت مبحوح قال:
– "أنا لازم أرجع القصر… لازم أكون معاهم، أنا اتحسّنت كفاية… خلاص."
آرين اتوترت وقالت:
– "بس الدكتور…"
يزن قاطعها بابتسامة خفيفة:
– "أنا مش هتخلّى عن لحظة زي دي. عيلتي بتفرح، وأنا هنا؟ مستحيل."
■■■
📍 قصر الصياد – بعد ساعات
رجع الوحش… رجع القائد، رجع الأخ الكبير.
باب القصر اتفتح، ويزن واقف على رجليه، متكئ على عكازه، ووراه آرين اللي كانت شبه ملاك الحارس.
أول ما دخل، الكل كان مستني على السلالم…
فهد أول من شافه، جري عليه واحتضنه بقوة:
– "رجعت يا زيزو!!!"
يزن حضنه بنفس القوة وقال:
– "ماقدرش أفوّت فرحه ذي دي يا مجنون!"
ثم بص ل لينا بابتسامة واسعة:
– "مبروك يا لينا… من قلبي."
لينا دمعت عيونها
– "الله يبارك فيك يا يزن حمدالله على سلامتك
■
دخلوا جوه، الكل مجتمع… العيلة كاملة، آرين، نادين، ليليان، فهد، لؤي، رعد، ريڤان، أيمن، رؤوف، مرفت، محمد ولينا طبعا … الكل في القاعة.
وفجأة صرخت آرين:
– "خلييييينا نحتفل بقى!!!"
والكل بيضحك عليها وعلي شقاوتها اللي كانو مفتقدينها
■
بدأت ترتيبات الخطوبة الرسمية
1. آرين: استلمت الملف رسميًا – التنظيم، الديكور، الفساتين، قائمة الضيوف.
2. ليليان وندي وأروي: قعدوا مع لينا يختاروا شكل الفستان، اللون، الطرحة، والسواريه.
3. فهد وريڤان: اتكفلوا بالدي جي والأنوار وتنسيق الساحة الخلفية للقصر.
4. رعد و لؤي : اتفقوا مع شركة حفلات متخصصة تعمل مدخل ملكي فيه سجاد أحمر وبالونات بشكل فاخر.
5. فهد كان واقف في البلكونة، عينه على أروي علي مجنونته الصغيرة اللي معذباه بقالو سنتين ، وهي بتنقّي مع البنات فساتين، وبيده كوب عصير بيشرب فيه… بس عقله في عالم تاني، في متمردة مجنونة وبيضحك علي تصرفاتها الجنونية المرحة
همس لنفسه:
– " آه يا أروي… قلبي وقع من غير ما آخد بالي …"
في أوضة البنات – قبل الخطوبة ب 4 ساعات
ليليان بضحك:
– "لينااا، فوقي بقى!! انتي هتتخطبي!! البّسي الماسك ده، وشدي جلدك شوية!!"
لينا بغيظ
– "هو اي ده لا مش هحط البتاع ده وبعدين ماله وشي مهو حلو اهو لو محطتش يعني مش هيخطبني !"
آرين حضنتها وقالت:
– "ريان كان مستني اللحظة دي أكتر منك… وخدها من عيلة كاملة علشان يطلبك… تستاهلي الفرح ده، يا أحلى لينا."
■
في أوضة الرجالة – قبل الخطوبة بساعات
يزن قاعد على الكرسي، قدامه ريان، لابس بدلة سودا فخمة جدًا، وقميص أبيض، وشعره متسرّح بنظام، ومعاه بوكيه ورد أبيض.
يزن قال:
– "فاكر أول مرة حكيتلي عنها؟ عن لينا؟"
ريان ابتسم:
– "كنت بتريق عليا، وبتقولي ده إعجاب مش حب."
يزن ضحك وقال:
– "وأهو الحب غلبني أنا كمان."
■
أخيرًا… الساعة 7 مساءً
أنوار القصر اتلمعت
المزيكا بدأت
والكل في أماكنه
والقمر كان شاهد على ليلة من أجمل ليالي عيلة الصياد
كان في حب… وفرحة… ولمّة
اتجمّع الكل في المكان اللي اتحوّل في ساعات لساحة أشبه بحلم…
أنوار بيضاء ناعمة متعلقة في الشجر، وممر من الورد الأبيض والروز، وسجاد سيلڤر ممتد من أول المدخل لحد المنصة.
القاعة اتقسمت بجمال: جزء للعيلة، جزء للأصدقاء، وكوشة ناعمة على الطراز الكلاسيكي…
كل حاجة على ذوق آرين ولمسة ليليان.
الكل واقف منتظرها
ريان كان في أول الممر، لابس لبس كاجول جميل جدا
عن يمينه يامن، وعن شماله فهد و عز وذياد جنبهم
وراه ماري وآرين وليليان وريڤان…
وكانت اللحظة دي، لحظة دخولها.
■■■
من فوق السلالم ظهرت…
لينا وجنبها ندي
كل الناس اتنفسوا شهقة إعجاب
ريان حس كأنه الزمن وقف…
كل ما حواليه اختفى
بس سمع صوت قلبه، وصوت صدى خطواتها
مشيت ناحيته… بهدوء
ورأسها مرفوعة، رغم الخجل
ورجليها مش ثابتة… لكن قلبها كان رايح له
ريان همس ليامن:
– "هي دي… لينا "
■
وصلت له… وقفت قدامه.
ماقالش حاجة
بس مسك إيديها
وقال من غير صوت
"وحشتيني… حتى وإنتي قدامي"
هي ابتسمت بخجل ومردتش
■
بدأت الحفلة
أمين، ابن عم يامن، بدأ بالكلام:
– "بسم الله الرحمن الرحيم، الليلة دي ليلة فرحة جديدة في بيت الصياد، ليلة بنتنا لينا، وابننا ريان، واللي هنشهد فيها بداية حكايتهم الرسمية…"
الناس بدأت تصقف
والأضواء اتحولت للمنصة
وابتدت الأغنية الخاصة تشتغل
(صوت دافي بيغني: "على عيني وعد… وبقلبي أمان… بحبك حب، مافهيوش نقصان
جابو الخواتم وكانت جميلة جدا جدا
ولبسوها لبعض ووراهم تصفيق حاار
وأروي بتزغرط بفرحه والله اعلم بقلب الفهد
يامن بصّ للكل وقال:
– "عيلة الصياد بتكبر بحب جديد… وده أول حفل، مش آخرهم."
ريان قال بهمس للينا:
– "استعدي… هيبقى عندنا حياه … مليانه ضحك وحب وأمان."
لينا بصّت له، وابتسمت… وقالت:
– "وهدوء… زي ما دايمًا بتدور عليه."
■
الرقصة الأولى
وقفوا قدام بعض
وسط دايرة من الورود
والمزيكا هادية
ورايان مد إيده بهدوء وقال:
– "تشرفيني؟"
لينا حطت إيدها في إيده
وبدأت الرقصة الأولى
كانت جميلة … ناعمة… ماكانش فيها استعراض، بس كان فيها حُب
ريان كان مركز على عيونها، بيحضنها بنظراته
وهي كانت ماسكة في إيده كأنها ماسكة الحياة كلها.
فهد قال ليامن وهو بيضحك:
– "هو احنا هنستحمل كده كل يوم؟"
يامن بصّ له وقال:
– "ده لسه لما تشوف لما أنا أتجوز… الدنيا كلها هتهز "
■■■
نهاية الليلة
بعد الصور، والتهاني، والضحك،
بعد رقص ليليان مع آرين وغيرة الوحش القاتلة وكان بيبص حواليه عشان لو حد بيبصلها
■
لينا كانت قاعدة في الجنينة، لوحدها لحظة، بتتنفس بعمق، بتحاول تصدق اللي حصل
ريان جه، وقعد جنبها
ـ كلها إسبوعين وتبقي علي إسمي
هي بصت له، وقالت بهدوء:
– "وأنا مستعدة… بس طالما معاك."
■
كلهم كانو قاعدين في جنينة القصر بيضحكو ويهزرو وبيلعبو والقعدة كانت مرحة جدا بوجود أروي
فجأة دخل شخص وقال بصوت عالي
ـ مين هنا يامن المنشاوي
استغرب الكل مين ده ..!
يامن قال بهدوء ـ انا
ـ معاك الظابط حسن وانت رهن الإعتقال بتهمة قتل
سكوووووت عم المكان
يامن بتفكير وبعدين إبتسم بخبث وقال ـ يجدع
يتبع....
رأيكم
بارت طويل تعويض أهو النت كان فاصل معلش بقا وأسفه بجد علي التأخير
رسالة ليكي يا حفيدة عائشة ♥
الاحتشام مش بس في طول الفستان،
ولا في لون الطرحة،
الاحتشام… ده وقار بيخرج من القلب،
وهيبة بيسكنها ربنا في ملامح البنت اللي اختارت تكون قريبة منه.
الفتاة المحتشمة مش "متأخرة" عن الموضة…
هي متقدمة بخطوة عن كل ده،
اختارت تكون لؤلؤة محفوظة، مش معروضة،
تتغلف بحيائها، ويميزها حجاب عقلها قبل حجاب راسها.
الاحتشام مش كبت،
ده حُرية… من نظرات تؤذي، ومن مقارنات توجع، ومن طرق تضلّ.
الفتاة اللي بتختار رضا ربها،
هي البنت اللي لما تمشي في الأرض… الملائكة بتدعي لها،
والناس بتشعر بجمالها من غير ما تشوف شعرها…
جمالها في نقاء نيتها، في وقار مشيتها، في اتزان كلامها.
الاحتشام مش بيقلّل من أنوثتك…
ده بيزودها قيمة
ويخلي اللي يبص لك، يحترمك قبل ما يفتتن بيكِ.
خليكي مختلفة، مش علشان تظهري…
لكن علشان ترفعي راسك لما تواجهي ربك، وتقولي:
"يا رب، حاولت أرضيك… حتى لو كل الدنيا مشيت عكس ده."
صلو علي من إختصر الحب بقوله " لا تؤذوني في عائشة "
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا