رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم سعاد محمد سلامة
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثالث والعشرون 23 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامة رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثالث والعشرون 23 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثالث والعشرون 23 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثالث والعشرون 23
رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثالث والعشرون 23
بمنزل طوفان
بالردهة
خفق قلب جود بإرتباك حين سمعت صوت حاتم، نظرت نحوه بتلقائية رسمت بسمة رغم إستغرابها مجيئه الآن، هو فى العادة يعود للمنزل مُتأخرًا، لا داعي لتخمين من أين علم بوجودها هنا… بالتأكيد والدته أخبرته، إزدردت ريقها وعادت تنظر نحو جلال ويده الممدودة، فكرت بعدم مصافحته، لكن هنالك تفكير آخر ربما يفهم حاتم وقوفه مع جلال بمنظور خطأ، مدت يدها بتردُد صافحت جلال الذي تبسم وضغط على يدها بقوة قائلًا بإحترام:
إنبسطت إني شوفتك النهاردة يا جود، عرفت من طوفان إنك إتجوزتي، ليه إستعجلتي مش كنتِ خلصتي دراستك الأول… عالعموم مبروك و..
قاطع بقية حديث جلال حاتم الذي شعر بغضب ونظر بحِدة الى جود التي شعرت بالتوار وسحبت يدها من قبضة جلال، بينما ترك حاتم النظر لها ونظر نحو جلال
نظرات متداخلة، سارت بين ثلاثتهم، والأوضح نظرة الغضب التي إرتسمت على ملامح حاتم، حتى ظهر ذلك فى رده على جلال بغلاظة:
فيها إيه لما تتجوز وهي بتكمل دراستها، وأعتقد ده شأن خاص إنت مالكش الحق فيه.
تفوه بذلك ثم نظر الى جود بنظرة لاذعة…
شعر جلال بتوتر الأجواء فإستأذن قائلًا:
إتبسطت إني شوفتك يا جود… عن إذنكم.
غادر وهو يعتلي شفتاه بسمة، بينما زادت نظرات حاتم إحتداد ولوم، تفوه بنبرة عصبية واضحة:
أعتقد الزيارة إنتهت، خلينا نرجع لبيتنا.
توترت يخفق قلبها بخوف قائلة:
مش هتطلع تطمن على دُرة.
أجابها بنفي غاضب:
لاء… كفاية إنتِ مش إطمنتي عليها، أنا مخنوق خلينا نمشي.
أومأت برأسها قائلة:
هروح أسلم على ماما وأقولها….
قاطعها بغضب وهو يجذبها من مِعصم يدها قائلًا:
كفاية سلامات يلا بينا.
غصبً إمتثلت جود حتى لا تُثير مُشكلة فى غِنى عنها… بالفعل غادرت معه، لكن بحديقة المنزل تقابلت مع طوفان الذي كان يقف مع جلال، نظر نحوهما لاحظ وجوم وجه حاتم، بينما جود ابتسمت بتكلف حتى لا يظهر عليها الحزن، لكن على من
طوفان يفهمها أكثر من نفسها لكن لن يتغاضي عن ذلك الانطفاء بملامحها كثيرًا، رصيد حاتم أصبح على شفا الإنتهاء وبلحظة لن ينتظر رأفة قلب جود،تنهد بجمود وهو يتحدث مع جود قائلًا:
لسه الوقت بدري مقعدناش مع بعض.
ابتسمت له بمحبة قائلة:
إنت مشغول كان الله فى عونك، ربنا يطمنك على دُرة وتقوم بالسلامة.
إبتسم بأخوة وضع يده على كتفها قائلًا:
وإنتِ كمان ربنا يطمني عليكِ وتقومي بالسلامة ويرزقك بنوتة رقيقة القلب زيك…
توقف للحظة ونظر نحو حاتم قائلًا بإستفهام:
ولا يمكن حاتم نفسه فى ولد قاسي القلب…
توقف طوفان بسبب نظرة جود بينما لاحظ حاتم نظراتهم، شعر بغصة قوية فى قلبه وتفوه بجمود:
الاتنين بالنسبة لى واحد، الأهم تقوم بالسلامة هي والمولود.
اومأ طوفان رأسه ببرود بعيناه نظرة حادة لـ حاتم الذي أشار لـ جود بالسير فسارت أمامه، تابعهما طوفان بعينيه الى أن خرجا من المنزل، إقترب منه جلال قائلًا:
واضح إن مفيش قبول بينك وبين جوز أختك، بستغرب إزاي وافقت عليه.
هز طوفان رأسه بموافقة قائلًا:
القدر يا جلال، نفسي يخلف توقعي فيه لأنه معايا على تكة، اللى مسكتني هي جود والجنين اللى فى بطنها مش عاوز أتحمل يكون ضحية سوء إختيار القدر لـ جود.
ابتسم جلال بتفهُم قائلًا:
كل شئ قدر ومكتوب، همشي أنا بقي هستناك تحدد ميعاد عزومة الغدا، وربنا يقوم مراتك بالسلامة.
ابتسم طوفان، يتابع جلال الذي غادر بسيارته يبتسم.
༺༻
بغرفة الضيوف
جلسة نسائية يسودها النم والهمز واللمز
حين تحدثت سامية لـ كوثر بجفاء:
من وقت ما جينا ولا حد عبرنا،حتى وجدان إتحججت وقامت تصلي،ومن وقتها مرجعتش،واضح إن بنت المصراوية خلاص سحبت عقلها هي كمان زي ما سحبت عقل طوفان قبلها.
زفرت كوثر نفسها بحقد قائله:
بنت المصراوية خلاص بعد ما بجت حِبلة هتركب العيلة وتدلدل رجليها… وبدأتها بالسهوكة زي أمها ما عملت قبل منها، دي ضحكت على عقل أخت جوزها وخلتها كتبت أرضها لجوزها وحرمت مش بس بدرية من الميراث كمان عيلة”بدارن” جوز عمتها، بالذات مرعي واد عم جوز عمتها.
تهكمت سامية قائلة:
كله ده بسبب “جليلة”هي اللى ضغطت على جوزها يكتب لها كل أملاكه فى الآخر راحت أملاكها لأخوها،المصراوية ضحكت على عقلها خلتها باعت دار جوزها وإدحلبت لها لما كانت عايشه معاهم طبعًا تمن الدار والارض وكل اللى كان بأسمها خده مُختار، وبدرية وعزمي الإتنين طلعوا من المولد بلا حُمص.
تهكمت كوثر قائلة:
بدرية مش ساهله، أهو خدت جود وبقت مرات إبنها وشكل حاتم شوكته قوية على جود، وطبعًا ميراث جود مش شوية، وعزمي ساكت خايف من طوفان طبعًا بعد ما إشترى الأرض من مختار… مقدرش يتنفس قصاد طوفان.
إستهزأت سامية قائلة:
عزمي جبان بس دينه ومِلته الفلوس،وإن ساكت مش بس حكاية خوف،مش يمكن مرقد لحاجه فى دماغه.
نظرت لها كوثر بعدم فهم سائلة:
قصدك إيه،يعني عشان قبل ياخد فلوس وغير فى شهادته فى قضية وليد،ممكن يكون فى دماغه هدف…بس إيه هو الهدف ده…
توقفت تُفكر للحظة ثم قالت:
لا الأرض موضوعها مختلف عن شهادته الزور.
-شهادته الزور
تلك الكلمتين اللذين أغاظا سامية،فتحدثت بعصبية:
هو مشهدش زور فى قضية وليد،ده شهد باللى شافه.
نظرت لها كوثر مُتهكمة هي تعلم الحقيقة التي ضاعت بسبب ضعف المحكمة المقيدة بالدلائل والشهود،والشاهد الكاذب الذي شهد زورًا…لكن لم تهتم لذلك،كذالك سامية التى صمت عاطفتها لإبنها عن حقيقة لو تبدلت لكان تأكل عقلها بالثأر.
❈-❈-❈
تبسمت كريمان لـ باسل قائلة:
أنا هبات الليلة هنا مع دُرة وإرجع إنت للدار، وإن شاء الله الصبح هتكون دُرة إتحسنت وهرجع للدار.
نظرت لها دُرة قائلة:
والله انا بخير إنتِ اللى مبالغة فى الموضوع.
نظرت لها كريمان بحِدة قائلة:
النزيف اللى حصلك، وبياتك ليلة فى المستشفى وببالغ، كل ده أنا عارفة سببه
الضغط
بيضغطي على نفسك بزيادة، والله كتر خير طوفان إنه متحملك.
ضحك باسل غصبً وإقترب من دُره قبل رأسها قائلًا:
حمدلله على سلامتك.
ابتسمت له وهو يغادر الغرفة،بينما عادت بنظرها الى كريمان التى تهمس:
يااارب
نظر لها بغضب إغتاظت قائلة:
كتر خير طوفان..ليه… متحملني بعمل إيه يعني، هو اساسً مش جديد عليه الكدب، عاوزاني لما الاقي المجرم اللى إسمه وليد هنا والحقير كمان عينه فى عيني وبيتبجح، أنا لو كان فضب دقيقة واحدة قدامي كنت قلته وخدت بتار بابا.
تنهدت كريمان بـمرارة، قائلة بصوت هادئ لكن حاسم:
يا بنتي، أنا مش بقولك ما تاخديش حقك، بس كل حاجة ليها وقتها…عندي يقين إن كان وليد فلت من عقاب المحكمة مش هيفلت من عقاب ربنا… ومش معنى إنه واقف قدامك بيتبجح تتعصبي،وأهو شوفتي نتيجة عصبيتك كان ممكن النزيف يبقي خطير وتفقدي الجنين اللى فى بطنك.
وضعت دُرة يدها على بطنها بخوف عميق، كأن كلمات كريمان اخترقت جدار إنكارها… ارتجفت شفتاها، وتلعثمت:
أنا… أنا ما كنتش بفكر، كنت شايفة وليد وقدامي كل حاجة سودا… دم بابا، ودمعي، وقهري.
تنهدت كريمان بآسف وآسي قائلة بنبرة ممزوجة بالحزن الحنان:
عارفة يا دُرة إحساسك، وعارفة إن قلبك موجوع، بس فكري في الجنين اللي في بطنك… ده زيك، بيتأثر، ويمكن أزيد… بيحس بخوفك، بوجعك، بغضبك… وتأكدي، يا بنتِ، إن الدم عمره ما بينشف، ولا الأرض بتشربه … ربنا بيخليه شاهد، وحق المظلوم عمره ما بيروح، حتى لو اتأخر.
صمتت لحظة، ومسحت دمعة سالت غصبّ من عينيها ثم أكملت:
القهر الحقيقي مش إنك تسكتي، القهر إنك تخسري اللي جاي بسبب اللي فات… خدي حقك، بس من غير ما تخسري نفسك ولا ضناك.
صمتت دُرة تنهدت كريمان وهي تنفض عن نفسها قليلًا قائلة:
هقوم أتوضا وأصلي العشا،وبعدها أجيبلك العلاج لازم تنفذي كلام الدكتورة بدل ما نلجأ للمحاليل،إنتِ لسه فى أول طريق الحمل كده هتتبهدلى فى العلاج بعدين.
شعرت درة بريبة ظهرت على ملامحها فتبسمت كريمان…بسمة موجوعة فى قلبها الذي تحاول وئد الحزن به حتى لا يؤثر على من حولها.
༺༻
بعد قليل
بمنزل حاتم
دلفت جود وخلفها حاتم الذي يشعر بغضب… تبسمت جود الى والد حاتم الذي سألها:
إزي حال دُرة دلوق.
أجابته:
الحمد لله بخير، شكرًا لك يا عمي إنت اللى قولت لى إنها عيانه، وقولت أروح أطمن عليها.
تبسم لها بأُلفة بينما شعرت بدرية بغضب وتحدثت بنزق وإستهزاء:
وطلع عندها إيه، يمكن بتدلع زي غيرها.
أجابتها جود:
درة كانت نزفت وهي حامل.
نار زادت إشتعالًا فى قلب بدرية حاولت السيطرة على حقدها قائلة بتمني:
والجنين سقط.
نفت جود ذلك قائلة:
لاء… الدكتورة قالت مفيش خطورة وبس محتاجة راحة وعلاج.
-راحة وعلاج
قالتهما بدرية بنزق ثم اتبعتهم بسخرية:
هو فى إيه اليومين دول البنات بقت تدلع عالفاضي، مسافة ما تِحبل عاوزه تنام عالسرير متجومش، دلع ماسخ.
كادت جود أن تتحدث لكن صمتت، تحدث عنها والد حاتم:
مش دلع يا بدرية، دي ظروف، وربنا يتمم لهم بخير، يلا يا جود إطلعي مع حاتم شقتكم تصبحوا على خير.
أومأت مُبتسمة…
بعد لحظات دخلت جود اولًا وخلفها حاتم الذي أغلق باب الشقة بعنف قليل نظرت جود خلفها
تهكم حاتم قائلًا:
معليش الهوا قفل الباب جامد.
اومات بصمت،بينما إقترب حاتم سريعًا منها وأمسك يدها سائلًا بغضب:
مين اللى كان بيسلم عليكِ ده.
اجابته ببساطة:
ده جلال… صاحب طوفان أخويا، كمان مامته تبقي بنت خالة ماما.
زفر حاتم نفسه بغضب قائلًا:
آه عشان كده كان عشمان أوي وهو بيكلمك.
ابتسمت جود بتلقائية قائلة:
ده كان صاحب طوفان أوي من صغرهم وكان بينا زيارات عائلية، ومازال، بس هو كان مسافر بره ومعرفش رجع إمتى اتفاجئت بيه… هو طوا عمره كده بيتعامل معايا زي أخته، مع إن معندوش إخوات بنات.
زفر نفسه قائلًا:
تمام، أنا مُرهق هدخل أخد دُش وبعدها هنام.
ابتسمت له… داخلها شعور بسعادة، لاحظت ضيق حاتم من جلال أيكون حدسها صحيح وهو يغار عليها…
والحقيقة كان يرفضها حاتم، وهو أسفل تلك المياة، يقاوم غضبه أزاح المياة عن عيناه يطرد خيال رؤية يدها بحضن يد ذاك السمج… تنفس بقوة يطرد ذلك قسرًا، فمشاعره نحو جود واضحة أخت طوفان الذي أضاع حق أخيه، بل وتزوج زوجته.
༺༻
بمنزل طوفان
دخل طوفان الغرفة،بعدما أذنت له كريمان،تبسم وهو ينظر نحو الفراش كانت دُرة غافية..
تبسمت له كريمان قائلة بهمس:
خدت العلاج ونامت وطوفان كنت عاوزه أتكلم معاك فى موضوع مهم.
إبتسم لها قائلًا:
وأنا تحت أمرك خلينا نتكلم برة الأوضة.
أومأت له بفهم،خرج الإثنين من الغرفة وجلسا برُدهة قريبه من الغرفة…
تنهدت كريمان بشجن قائلة:
هدخل فى الموضوع علطول،أنا عارفه إنك أكيد مُرهق منمتش من إمبارح.
أومأ لها قائلًا:
خير.
أجابته:
قبل أي حاجة بشكرك على اللى عملته مع دُرة إمبارح.
نظر لها قائلًا:
خضرتك عارفة
دُرة مش بس مراتي،دُرة حُب عمري.
إبتسمت قائلة:
وده السبب اللى خلاني وافقت شاهر لما جالى وقالي إنك عاوز تتجوز دُرة،ودُرة عِنادية وإنك حاولت معاها كذا مرة وهي بترفض لمجرد الرفض،وإن لازم تنحط قدام الأمر الواقع وقتهت هتمتثل حتى لو إعترضت بس مع الوقت هتتقبل الجواز.
إبتسم قائلًا:
فعلًا مساعدة وموافقة حضرتك سهلت علينا حاجات كتير.
إبتسمت كريمان وتذكرت
قبل عِدة أشهر
جلس شاهر مع كريمان قائلًا:
فى حاجه عاوزه تعرفيها،طوفان طلب ينجوز دُرة وقالي إنه فاتحها أكتر من مرة وهي رفضت.
تنهدت كريمان بآسف قائلة بحِيرة:
دُرة قتل مختار مأثر فيها وأنا خايفه عليها،دُرة متسرعة ووقت غضبها مبتفكرش،وحاسة إنها بترسم حاجه فى دماغها،عاوزه تار مختار،متأكدة هي زعلت على موت حسام بس اللى مأثر فيها بجد قتل مختار،هي كانت دايمًا قريبة منه،حتى إنه إشترى شقة القاهرة مخصوص عشان لما يروح لها القاهرة ميبقاش ضيف تقيل عند ماما…هتصدق لو قولتلك كنت مرتاحه وهي فى القاهرة بعيد عن هنا بس كان جوايا كمان حزين إنها عايشه الحزن لوحدها هناك.
أجابها شاهر:
ماما كانت جنبها،ومش هتصدقي إن طوفان نفسه كان جنبها معظم الوقت هناك،حتى إنه إتفاجئ إنها رجعت لهنا،فكر إنها هتستقر هناك،لكن إنتِ عارفة دماغ بنتك،دلوقتي أنا مش عارف أقول له إيه هو عارف إن دُرة فوضتني أبيع لها شقة القاهرة،وهو إقترح فكرة أنا مقدرش أقبلها بدون ما أرجع ليكِ حتى قولت له كده هعرض الإقتراح عليكِ الأول.
صمتت كريمان للحظات تُفكر ثم قالت:
طب ليه طوفان مجاش ليا يقولى الإقتراح بتاعه، أقولك دبر ليا معاه لقاء عاوزه أتكلم معاه قبل ما أوافق أو أرفض إقتراحه.
إبتسم شاهر قائلًا:
بسيطة.
باليوم التالي بمطعم أحد فنادق المنيا
وقف طوفان إحترامً يُرحب بـ كريمان ومعها شاهر،جلس ثلاثتهم…
تنحنح طوفان قائلًا:
شاهر إتصل عليا وقالي إن حضرتك طلبتِ نتقابل قبل ما تقولى قرارك.
نظرت كريمان لـ طوفان وتفوهت مباشرة:
مختار قالي إنك سبق وطلبت منه تتجوز دُرة والكلام ده من أكتر من سنتين،بعدين معرفش إيه حصل والموضوع إنتهي،ومن فترة إتفاجئت بموافقة دُرة إنها تتجوز من خسام رغم متأكدة إنها معندهاش أي مشاعر إتجاهه غير إنه إبن عمتها،كمان إتكتب كتابهم،أنا شوفتك يومها يا طوفان،ليه إيه اللى حصل خلى دُرة توافق على جوازها من حسام بالسرعة دي.
شعر طوفان بالحرج والأسف وأخبرها جزء من ما يعلمه،تنهدت كريمان بتفهم قائلة:
وليه دلوقتي عاوز تتجوز دُرة،وإنت عارف إنها إتغيرت … يمكن فعلًا بتكرهك زي ما بتقول.
شعر طوفان بوجع قائلًا!
متأكد دُرة مش بتكرهني،يمكن فى غشاوة ومع الوقت هتزول.
نظرت له كريمان وتبسمت وهي تتذكر تلك الليلة الذي عاد بها الى المنزل،حين كانت بالمقابر،سمعت هزيان دُرة الذي كامن مفاجئًا لها،أنها تُحب طوفان ووافقت على الزواج من حسام كي تحاول نسيانه…لكن ربما للقدر شئون أخري…فكرت وبعد عِدة محاورات بين طوفان وكريمان بوجود شاهر،إستحوذ طوفان على موافقتها،تبسمت قائلة:
أنا موافقة يا طوفان تتجوز دُرة،بس محتاجة منك وعد إنك تتحمل دُرة،دُرة عاملة زي الشريدة.
إبتسم قائلًا:
حضرتك إطمني،أنا خسرت دُرة مرة وإتحملت غصب عني،فأكيد مش هفرط فيها مهما حصل.
إبتسمت كريمان بغصة قوية،لكن تفوهت بروية:
كمان مش عاوزه دُرة تعرف إني ساعدتك هتفكر إننا بنتحالف عليها وهتعند، خليها مع الوقت تعرف بس مش فى البداية.
إبتسم لها قائلًا:
تمام، يكفيني موافقتك وأنا هتفق مع شاهر، إنه يبدل توكيل بيع الشقة بتوكيل أو تفويض بكتب كتابي أنا ودُرة.
ابتسمت قائلة:
ربنا معاك ويقويك.
ضحك طوفان غصبً…
عادت من الذكري وهي تنظر الى طوفان قائلة:
إنت عترف فات وقت كبير على وفاة مُختار،وبسبب زخم الاحداث اللى حصلت بعد كده،نسينا نعمل إعلام وراثة،كمان حاسة الموضوع ده هيسبب وجع لـ درة،كمان أكيد هتكتشف حقيقة إن أرض عمتها “جليلة”مكتوبة بإسمها.
أومأ طوفان قائلًا بفهم:
أكيد طبعًا هتعرف إن الأرض باسمها،بس مش فاهم إيه المشكلة فى كده.
أجابته بقلق حقيقي:
المشكلة دُرة نفسها وإنت عارف مرعي أكيد لسه الطمع جواه،أنا خايفه من تفكير دُرة.
༺༻
بعد مرور يومين
صباح
بذاك الحقل والد كان يعمل مرعي بالأرض وقت قليل وشعر بالتعب، ترك العمل بالأرض وجلس على أحد الجسور، يُنفث دخان سيجارته، لم يُلاحظ ذلك الذي تسلل ونزل الى الأرض الا حين سعل بسبب ذلك الدخان،رفع رأسه ،سُرعان ما ألقي السيجارة من يده وكاد يقف لكن أشار له بيده فظل جالسًا وجلس لجواره،تنحنح مرعي قائلًا:
إزيك يا وليد بيه،وإزي عزمي بيه.
أجابه وليد بتعالي:
كويسين،أنا جاي النهاردة عشان أطلب منك طلب.. ومش مسموح لك ترفضه.
نظر له مرعي بإستفسار فتحدث وليد بغلظة:
أنا عاوز أتجوز بنتك زينة… بس جواز عرفي.
༺༻
بمنزل طوفان
أثناء نومها اخترقت رائحة ذلك العطر أنفها بخفة، تململت في الفراش، تتمطىء بتكاسل، تحاول أن تطرد عن جسدها بقايا الوخم والخمول اللذين يُسيطران عليها بالفترة الأخيرة…
ببطء، فتحت عينيها، واتجهت بنظرها نصف ناعسة نحو المرآة، مكان وقوف طوفان، طوفان الذي نظر نحوها من خلال انعكاسها بالمرآة..
ابتسم بهدوء قائلًا:
صباح الخير.
تثاءبت، وهي ترد بصوت مبحوح من أثر النوم:
الساعة كام دلوقتي.
رد دون أن يلتفت، وهو يعدل ياقة قميصه:
سبعة ونص.
رمشت عينيها ببطء، ثم دفنت وجهها في الوسادة مجددًا وهي تهمس:
بتلبس بدلة ورايح فين بدري أوي كده.
اقترب طوفان من الفراش بخطوات هادئة، ثم جلس على طرفه، مدّ يده بلطف يبعد خصلات شعرها عن وجهها وتعمد المزاح معها قائلًا:
أكيد مش رايح أتجوز، إنتِ اللى يتجوزك يزهد فى الحريم.
شعرت بضجر.. فتحت عينيها واعتدلت قليلًا في جلستها … مقاومة النعاس قائلة بنزق:
تزهد فى الحريم…إنت سيرتك مع الحريم سباقاك، كويس إنى صحيت هقوم أخد شاور وأفوق وبعدها أروح المستشفي.
نظر لها قائلًا بأمر:
مستشفي إيه إنتِ مش شايفه حالتك… إنتِ مش قادرة تفتحي عينك، أنا هتصل على مدير المستشفي، وممنوع تخرجي من الدار.
رغم إرهاقها لكن كعادتها لابد أن تُعارض تفوهت بغضب:
أنا كويسة جدًا وبعدين إنت عاوز تحبسني هنا فى البيت ولا إيه.
أومأ برأسه وهو ينهض واقفً مؤكدًا:
ده فعلًا اللى هيحصل يا درة كفاية عناد عالفاضي… يلا همشي أنا عندي ميعاد مهم، أشوفك المسا.
أنهي حديثه واضعًا قُبلة على إحد وجنتيها، إغتاظت من تحكمُه وكادت تتفوه لكن كان غادر الغرفة، لكن عاود فتح باب الغرفة وإقترب من الفراش جذب تلك القداحة ثم قبل وجنتها مرة أخري قائلًا بعناد:
نسيت الولاعة، أشوفك المسا إتغذي كويس.
سريعًا غادر الغرفة بينما دُرة نظرت نحو الباب بغضب قائلة:
مفكر نفسه ديكتاتور وإني همتثل له، هقوم أخد شاور وأشوف مين بقي هيمنعني من الخروج من الدار.
بالفعل بعد قليل شعرت بالغيظ من ذلك الخارس الذي رفض فتح بوابة المنزل كي تهرج وأخبرها أن ذلك بأمر من طوفان… اشتاطت غضبً، حاولت الاتصال عليه لكنه لايرد…
عادت لداخل المنزل تقابلت مع وجدان وأخبرتها بما حدث، بل وطلبتنه منها أن تأمر الحارس يتركها تخرج… لكن وجدان شعرت بالحرج وتحججت قائلة:
حتى لو قولت للغفير مش هيرضي غير لما طوفان نفسه هو اللى يديه الأمر، وبعدين عاوزه تخرجي ليه إنت المفروض ترتاحي كام يوم زي ما قالت الدكتورة… بلاش تستهوني بصحتك.
مثل طفلة شعرت دُرة كأنه يتحكم بها شعرت بالغضب وصعدت الى غرفتها بينما ضحكت وجدان كذالك شكرية التى قالت وهي تهز رأسها بتهكم:
ـ أهو ده الرجّالة ولا بلاش، يعرف إزاي يتعامل معاها، عاوزه تمشي على مزاجها مش فارق معاها صحتها.
وجدان نظرت لها بتحذير وهمست:
ـ اسكتي يا شكرية، مش ناقصين وجع دماغ… دي دُرة مش هتسكت بسهولة، شكلها هتولع الدنيا النهاردة.
هزت شكرية رأسها قائلة:
لاء متقلقيش طوفان بيعرف يسيطر عليها كلمتين حلوين منه هتنسي.
ضحكن الاثنين بايماءة موافقة منهن.
بينما بالغرفة كانت دُرة، للحظات تدور في الغرفة بعصبية، قبضتاها مضمومتان وشفتيها ترتجفان من الغيظ، تردد في سرها:
ـ هو فاكرني لعبة… يمنعني أخرج كإني طفلة.. لا والله يا طوفان… هتعرف إن دُرة ماحدش يحط لها حدود.
وكانت تلك الحدود حين إستلقت على الفراش تتثائب مُستسلمة للنوم
༺༻
كان اليوم أول يوم تذهب فيه الى الجامعة، شعرت بملل بعد نهاية تلك المحاضرة… اقتربت منها إحد صديقتها قائلة:
جود إيه رأيك نروح الكافيتريا اللى على أول شارع الجامعة نشرب أي مشروب وندردش سوا، إحكي لى الجواز وحضرة الضابط أخبارهم معاكِ إيه.
بصعوبة وافقت جود، وذهبت الى ذلك المقهي معها، جلسن لبعض الوقت، حتى رفعت وجهها وتسلطت عينيها تفاجئت بذلك الذي دلف الى المقهي وبصُحبة فتاة.
🌷🌷