رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السادس والعشرون 26 بقلم سارة بركات
رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السادس والعشرون 26 هى رواية من كتابة سارة بركات رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السادس والعشرون 26 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السادس والعشرون 26 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السادس والعشرون 26
رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السادس والعشرون 26
"الحقيقة المُرَّة"
كانت تجلس بفراشها تتصفح هاتفها ولكنها انتفضت عندما دخل جواد غرفتها دون استئذان وما فاجأها شعرت بالخجل الشديد بسبب فعلته تلك ودخوله المفاجئ للغرفة .. ترددت في أن تلمس شعره ولكنها فعلتها بعد عدة ثوانٍ من التفكير وملست على شعره الأسود بهدوء .. أغمض عينيه بإرهاق على لمساتها تلك كأنه كان تائهًا لفترة طويلة جدا وقد وجد ملجأه أخيرًا بعد معاناة .. حاولت أن تتحدث ببعض الكلمات المصرية التي تعلمتها خلال اليومين الماضيين لأنها لغةٌ سهلة التعلم ..
- مالك؟!
تحدث بإرتياح وعينيه مغلقة:
- مش عارف، حاجات كتير جوايا متلخبط بسببها وكمان مباقتش فاهمها، وكل اللي ببقى محتاج أعمله وقتها إني أخدك وأهرب بيكِ على مصر وأنسى كل حاجة فاتت .. بس لا لازم أكمل إنتقامي من اللي عمل فيكِ كده.
أردفت بتأثر:
- إحكيلي وأنا هسمعك، أنا معاك يا جواد، إيه اللي حصل خلاك تايه كده؟
قام بفتح عينيه واعتدل وجلس بجانبها على فراشها وأمسك بيدها وأردف بهدوء وهو يطالعها في عمق عينيها:
- فيليب باعتني مهمة خطيرة يا عالم هقدر أخرج منها ولا لا.
كانت تطالعه باستفسار تنتظر منه أن يُكمل حديثه:
- باعتني أسرق أطنان من الدهب من الأمن القومي في روسيا.
طالعته بذهول وكادت أن تعتدل لتخرج من فراشها ولكنه أمسك بيدها بقوة يمنعها.
أردفت بضيق بسبب منعه لها:
- إنت سامع نفسك بتقول إيه؟ لازم يعرف إنك ابنه، عشان يخاف عليك من أي حاجة ممكن تأذيك.
تحدث جواد بهدوء:
- إهدي ياشمس، هيعرف في الوقت المناسب، بس دلوقتي أنا محتاج أفكر معاكِ حاسس إني تايه.
طالعته في المقابل واقتربت منه حتى أصبحت المسابقة بينهما منعدمة والتمست لحيته البسيطة بيدها:
- لا متعملش كده، تعالى نهرب يا جواد.
أغمض عينيه وهو يستند بمقدمة رأسها على خاصتها وأردف:
- كان نفسي .. بس مينفعش لازم أكمل اللي أنا بعمله ... انا خلاص قربت أوصل، خلاص النهاية قربت.
كانت تشعر بالخطر يقترب منه وأردف وهي تحاول منع عبراتها من النزول:
- ليه بتعمل ده كله؟
قام بفتح عينيه وابتعد عنها مسافة بسيطة ثم أردف:
- عشانك .. حتى لو فيها موتي بس المهم عندي إنك تكوني في أمان، تعرفي .. أنا كنت فاكرك نقطة ضعفي بس إتضح إنك الحرب كلها يا شمس! الحرب اللي وصلتني لكل حاجة أنا كنت مفتقدها في حياتي .. أنا محتاج أكمل عشان أوصل للنهاية.
كانت تبكي بسبب حديثه ذلك ثم أردفت بالإنجليزية:
- لم أكن أعلم أن شمس محظوظة لتلك الدرجة لأن لديها شخصٌ مثلك يعشقها كثيرًا.
أغمض جواد عينيه مرة أخرى ثم عاد يُقرب مقدمة رأسه من خاصتها وأردف:
- أنتما الإثنتين واحدٌ بالنسبة إلي .. ما تبقى فقط هو أنكِ تحتاجين تذكر الماضي حبيبتي.
- أنا خائفة من التذكُر! أشعر أن هناكَ جحيمًا عشته لذلك لا أستطيع تذكر الما ضي.
طالعها بحزن وقام بضمها بقوة بين ذراعيه وأردف:
- لا تخافي؛ فأنا بجانبك عزيزتي!
ظلت هكذا تبكي بين ذراعيه وهو يربت بهدوء على ظهرها حتى انتبه الإثنان لصوت يُصدر من هاتفها، وابتعدت عنه بتذكر وهي تغلق ذلك التنبيه.
- في إيه؟
طالعها باستفسار وأردفت بتوتر وخجل في آنٍ واحد:
- ميعاد الجيم.
اعتدلت من فراشها واقتربت من خزانة ملابسها وهي تشعر بالإحراج من وجوده في غرفتها ولعله يفهم أن تلك رسالة له لكي يخرج من الغرفة .. اعتدل من فراشها ثم اقترب منها حتى توقف خلفها قبل رأسها وهو يمسك بكتفيها بيديه ثم أردف:
- تحبي أوصلك؟
التفتت للخلف تطالعه ثم أردف بتوتر:
- استريح إنت، حساك مُرهق من التفكير وأنا مش هتأخر.
هز رأسه وهو يطالعها ولكنها ظلت تنتظره لكي يخرج من الغرفة ولكنه لم يخرج .. حمحمت بإحراج ثم أردفت:
- ممكن تخرج محتاجة أغير هدومي.
ابتسم بهدوء ثم خرج من الغرفة دون أن يتحدث بكلمة إضافية أما بالنسبة إليها فقد تنهدت بارتياح عندما خرج وبدأت بتغيير ثيابها .. دخل غرفته وقام بتغيير ثيابه وجلس بفراشه وهو يفكر بالعديد من الأشياء كيف سيقوم بتنفيذ تلك المهمة؟ كيف إذا لم تنجح مهمته؟ شمس! كيف ستعيش بدونه؟ .. والدته؟ من سيجدها؟ هل ستظل حبيسة طوال عمرها؟! العديد من الأفكار السيئة هاجمته ولكنه هز رأسه نافيًا وعقد حاجبيه يتمنى أن كل ماهو قادم سيمر! .. استلقى بجسده على فراشه يغمض عينيه قليلًا ولكن عقله يعمل ويفكر!
...............................
خرجت من غرفتها ونزلت على أدراج القصر وكادت أن تخرج من بابه تقابلت مع فيليب الذي خرج من قاعة الإجتماعات بهدوء وخلفه أندريه ..
- مرحبًا عزيزتي.
تحدث أندريه بتلك الجملة وهو يقترب منها؛ أما فيليب فقد ظل صامتًا وهو يطالعها، تساءلت بهدوء:
- ماذا هناك عمي؟
- لا شيء عزيزتي .. إلى أين تذهبين؟
طالعته حقيبة الظهر التي ترتديها ثم أردفت بعدم فهم:
- من الواضح أنني ذاهبة إلى الصالة الرياضية، هل تريد مني شيئًا ما.
- لا شيء! أنا فقط كنت أُلقي التحية عزيزتي.
وابتسم ابتسامة هادئة وهو يطالعها ..
- حسنًا عمي إلى اللقاء.
ظل يطالعها وهي تخرج من القصر وانتبه لتساؤل أندريه:
- لماذا كنت تنظر إليها هكذا، أخي؟
أردف فيليب ببساطة:
- لأنها زوجة جواد، ويؤلمني ضميري الذي يجعلني أحزن بسبب أنني سأقوم بقتل زوجها.
التفت لأندريه وهو يبتسم بهدوء ثم استأنف:
- ولكن هكذا هي الحياة أخي .. يومٌ لك ويومٌ عليك!
...............................
ركبت سيارتها في الخلف وقام السائق بالقيادة وذلك تحت أعين الرجال الذين يراقبوها من على بُعد مسافات، وقاموا بتصويرها وارسال الصورة إلى *ماتيوس!* الذي خرج من غرفة آسيا في مصحة مجهولة في روسيا وهو يبتسم وأخيرًا نال مراده وانقلبت آسيا تمامًا على فيليب! .. يشعر بنشوة الإنتصار عندما تركها وهي تبكي في غرفتها وتلعن فيليب الذي ينوي أذية ابنها! .. انتبه لهاتفه الذي يُعلن عن وصول رسالة .. قام بفتح الصورة التي وصلته للتو وعقد حاجبيه عندما وجد أنها صورة لشمس زوجة جواد أمام قصر فيليب! .. آتتة معلومة حالية انتبه لها وهي:
- صوفيا قريبة السيد فيليب.
شعر ماتيوس بالغضب الشديد حيث أن وجود تلك الفتاة بالقرب من فيليب دليلًا على نهايته لأنها من الممكن أن تتذكر كل شيء.. أجرى إتصالا هاتفيًا لرجاله الذين يراقبونها وأمرهم:
- أقتلوها، فورًا!
ثم أغلق الهاتف وهو ينتظر خبر وفاتها على أحَّر من الجمر! وصلت أمام الصالة الرياضية ونزلت من السيارة وودعت سائقها، دلفت إلى الصالة وقامت بتغيير ثيابها في غرفة تبديل الملابس .. ووضعت حقيبتها الخلفية في خزينة صغيرة في الغرفة وأغلقت عليها بالقفل، حملت زجاجة المياة التي تخصها وأخذت هاتفها وهي ترتدي السماعة اللاسلكية تستمع لبعض النغمات الإنجليزية للفنان الذي تحب السماع إليه وأيضًا لفنانة مشهورة أيضًا، وقفت على آلة السير الرياضية وبدأت بالتحرك سريعًا لعدة دقايق بسيطة ثم ركضت عليها وهي تستمع لنغماتها المفضلة منعزلة عن العالم حولها .. ظلت تركض لعدة دقائق ثم أوقفت الآلة عندما انتهت من عدد الدقائق التي حددتها.
أخذت منشقتها تقوم بمسح وجهها وذراعيها وشربت المياة والتفتت لكي تذهب للآلة التي تليها ولكنها انتبهت على خلو الصالة الرياضية من الأشخاص! تعجبت لأنها قبل أن تركض كانت الصالة مليئة بالكثير من الأشخاص، شعرت بالتوتر فهي تشعر أن ذلك الهدوء المفاجئ ليس خيرًا أبدًا، أوقفت الأغاني التي تستمع إليها تحاول أن تدرُس ذلك الهدوء وأخذت تبحث عنهم ولكنهم إختفوا فجأة! .. شعرت بخيفة في نفسها وأن داخلها يخبرها أن تهرب الآن وخاصة عندما سمعت صوت أقدامًا هادئة .. ركضت بسرعة واستطاعت أن تختبئ في غرفة تغيير الملابس وأغلقت الباب خلفها بهدوء .. وأصبحت تتحرك للخلف وهي تطالع باب الغرفة حتى انتبهت لخيالات في الخارج ورجل يتحدث:
- يجب أن نجدها في أسرع وقت ونقتلها.
زاد خوفها لأن إحساسها صحيح! هناك أحدٌ يريد قتلها! ولكن لم؟!!! .. أخذت هاتفها وقامت بمحاولة الإتصال بجواد الذي كان نائمًا بفراشه ولكنه فتح عينيه عندما رن هاتفه وأجاب بنعاس عندما وجدها شمس..
- أيوه يا حبيبتي؟
ولكنها كانت تتحدث بهمس وارتعاش وبالإنجليزية:
- جواد، أنقذني .. إنهم يريدون قتلي!
ولكنها أغلقت بسرعة عندما كان أحدهم يحاول فتح باب الغرفة.
انتفض جواد من فراشه عندما تحدثت هكذا ولم يشعر بنفسه سوى وهو يخرج من القصر بمنامته! ركب سيارته بسرعة وتحرك بسرعة القصر تحت أعين فيليب الذي تعجب من خروجه المفاجئ وأيضًا بمنامته! وأمر رجاله بملاحقته ليعلم ما السبب! .. بعد مرور وقت قصيرٍ جدا وصل جواد إلى الصالة الرياضية في أسرع وقت وأصدرت عجلات سيارته صريرًا عاليا عندما توقف أمامها جعل المُجرمين الذين بداخل الصالة ينتبهون لما يحدث بالخارج، قام بفتح حقيبة السيارة الخلفية وأخرج منها رشاشًا آليًا ودخل الصالة وأصبح يتنقل بداخلها بخفة ... كان يبحث عنهم بعينيه بترقب لكي يجدهم وبالفعل وجد مجموعة منهم يبحثون عن أحدٍ وخمن أنهم يبحثون عن شمسه.
صوب الرشاش على أقدامهم ووقعوا أرضًا وصوت الطلقات جعلت المتبقين بالصالة كلها يقتربون نحوه وإختبأ عندما أطلق أحدهم النيران نحوه وأخذ نفسًا عميقًا يتنقل لكي يُصيبَهم .. حدث عراكٌ وصدامٌ كبيرٌ بينه وبينهم مما جعل رجال فيليب يشتركون معه في تلك المعركة يقاتلون معه وعندما وجد رجال ماتيوس أن عدد العدو أصبحَ كبيرًا بعضهم هرب و الآخرون قاموا بالإنتحار لكي لا يحاول أحدٌ الوصول إلى معرفة مع من يعملون.
لم يهتم لكل ذلك بل كان ما يهمه هو البحث عن شمس .. خائف! نعم خائفُ كثيرًا من فكرة أن بضيبها أذى، أخذ يناديها بقلق وصوتٍ عالٍ قليلًا:
- شمس.
كانت تختبي أسفل إحدى الأرائك الموجودة في غرفة تبديل الملابس ولكنها انتبهت عندما سمعت صوت جواد يناديها بعد هدوء طلقات النيران التي انتشرت فجأة في المكان .. خرجت بلهفة تركض نحوه ببكاء قام بضمها بقوة وهو يتنهد بارتياح .. ظلا هكذا لعدة دقائق لأنهما نسيا العالم من حولهما وفي نفس الوقت يهاجم شمس شيٌ ما بذاكرتها .. شيءٌ مشوش ولكنه يبدو شيطاني .. سوط! .. أدوات تعذيب! .. صرخات تملأ قبوٌ مُظلِم! هل تلك صرخاتها هي؟! استفاقت عندما ابتعد جواد عنها يطالعها في عُمقِ عينيها ..
- إنتِ بخير متقلقيش.
ظلت تطالعه بصدمة شديدة مما حدث لها للتو وأيضًا من تلك الرؤية الغريبة! .. هل تشخيص طبيبها النفسي كان صحيحًا؟ هل عقلها هو من رفض ان يتذكر أي شيء من كثرة المآسي والألم والخذلان التي عاشتهم في حياتها سابقًا والتي لا تتذكر أي شيءً منهم من الأساس! أغمضت عينيها وهي تبكي وعادت تختبئ في أحضانه مرة أخرى، كان يُربِتُ على ظهرها وهو يطالع الأسلحة التي كانت بحوزة الرجال الذين كان يهاجمونه .. كانت أسلحته هو! أسلحته التي قام ببيعها للمافيا الروسية.
رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات
في المساء:
كان يجلس مع فيليب في مكتبه ويطالعه بهدوء ..
- محتاج نتكلم على المكشوف شويه.
أردف فيليب بتعجب:
- أنا اللي أتكلم على المكشوف!
- أيوه مظبوط .. الأسلحة اللي أنا اديتهالكم .. ليه كانت مع اللي كانوا بيهاجموا شمس!
أردف فيليب ببساطة:
- ماحنا وصلنا قبل كده إن اللي بيعمل الكلام ده جوا المافيا بتاعتي.
أردف جواد بهدوء:
- وليه مدورتش عليه لحد دلوقتي؟ ليه موصلتلوش؟
أردف فيليب بابتسامة:
- إنت بتستجوبني؟
- لا مش بستجوبك أنا عايز أعرف إيه اللي بيحصل! لو كنت اللي بتعمل ده كله قول!
- وأنا قولتلك إن مش أنا اللي بعمل كده
غضب جواد بشدة وأردف بصراخ:
- أومال مين؟؟ هاه؟؟ شخص ليه نفس سُلطتك، يقدر ياخد الأسلحة الخاصة بيكم! يتصرف بيها على هواه! إنت فاكرها لعبة يا فيليب! نوع الأسلحة دي كانت خارجة ليكم إنتوا وبس!! ليكم دي يعني فريقك إنت يا فيليب! وارد يكون أقرب الناس ليك هو اللي بيعمل كده! ممكن يكون أخوك! ممكن يكون أقرب أصدقاءك!
أكمل فيليب بالنيابة عنه:
- وممكن يكون إنت يا جواد.
طالعه جواد بغضب ولكن فيليب أخذ نفسًا عميقًا واستأنف بهدوءٍ قاتل:
- فاهم وجهة نظرك، إن الخيانة ممكن تيجي من أقرب الناس ليك .. متقلقش! من جهة الأسلحة فأنا عارف إن فريقنا هو اللي شغال بيها، بالنسبة للناس اللي هاجموكم أنا هعرف هويتهم في أقرب وقت عشان أوصل للي عمل كده في شمس.
عقد جواد حاجبيه بضيق من طريقة حديثه تلك وكاد أن يخرج من مكتبه:
- جواد.
التفت يطالعه بضيق، ولكن فيليب أردف بتنبيه:
- المهمة بعد يومين .. الفريق بيجهز خلاص هتتعرف عليهم في بداية المهمة وبعدها ولا كإنكم تعرفوا بعض.
طالعه جواد بهدوء ثم خرج من الغرفة دون أن يوجه إليه أي كلمة إضافية.
كانت ترتعش وهي تجلس بفراشها تحاول أن تتذكر ماضيها ولكنها لا تتذكر أي شيء! .. تلك الصور المُخيفة التي لا تترك عقلها هل عاشتها بالفعل؟! انتبهت عندما دخل جواد للغرفة وجلس بجانبها على فراشها وقام بضمها يربت على ظهرها بهدوء ..
- متخافيش خلاص عدا
- لا معداش .. مفيش حاجة عدت! حاسة إني بتسحب للظلام أكتر ... مباقتش حاسة بالأمان طول مانا بتنفس.
ابتعد عنها مسافات قليلة ليطالعها في عمق عينيها:
- قولتلك، متقلقيش طول مانا معاكِ يا شمس.
ولكنها ظلت صامته وحزينة انتبه لتوترها ذلك وأردف بابتسامة هادئة:
- ايه رأيك، أعملنا نعناع يروق أعصابنا شويه؟
هزت رأسها وخرج من الغرفة وبعد عدة دقائق عاد مرة أخرى وأعطاها كوبها عندما جلس بجانبها على الفراش وأخذ يشرب كوبه ..
أردفت باستفسار:
- كنت بتعمل إيه عند فيليب؟
أردف جواد بتنهيدة:
- بيبلغني بميعاد المهمة.
- إمتى؟
- بعد يومين.
طالعته بتأثر ولكنه أردف بابتسامة:
- متقلقيش هتعدي.
يوم المهمة:
فوق قمة أحد الجبال في روسيا بالقرب من مكان السرقة:
كان جواد يقف أمام مجموعة من الأشخاص مختلفي الجنسيات من الدول العربية والدول الأجنبية .. يبدو أن الأوغاد قد استولوا على العالم بالفعل! وبالطبع على ذكر ذلك فوالده هو أكبر وغد لأنه زعيم تلك المافيا الغبية! ... أغمض عينيه بضيق يحاول منعَ نفسه من إلقاء السُباب في حق والده لأن ذلك لا يجوز يتذكر دائمًا قول الله تعالى "وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" الإسراء {23}
انتبه لقرب أحدهم نحوه يقدم يده له ليصافحه كان يبدو عليه أنه شابٌ عربي.
- مرحبًا أنا أُدعى إيهاب!
صافحه جواد بالمقابل وأردف:
- جواد.
تحدث إيهاب بدهشة:
- يا لطيف إنتِ عربي؟!
تحدث جواد بابتسامة:
- لا، أنا مصري!
عقد إيهاب حاجبيه بعدم فهم وأردف:
-المصري يعني عربي ياخَي عَ كِل حال اتشرفت بمعرفتك، أنا خيّك من لبنان.
- أهلا بيك.
أخذ جواد نفسًا عميقًا يحاول التحكم بتوتره لأنه من المفترض أن ينتبه لنجاح تلك المهمة فهو من سيُشرِف عليهم .. نظر لجميع الشاحنات المُلتفين حول الجبل كل شاحنة تخص زعيمًا في كل دولة تخص كل شخص هنا .. وبالطبع شاحنة فيليب كانت موجودة أمامه ويفكر كثيرًا بالاستسلام والعودة.
- إذا، ماذا سنفعل الآن؟
تحدث بتلك الجملة شخصٌ إيطالي يُدعَى *إنزو* .. طالع ساعة يده ثم أردف:
- الآن!.
توزع الجميع كل واحدٌ على شاحنته وبجانب كل شخص سائق الشاحنة لأن المطلوب من كل شخصٍ مسئولٌ عن شاحنته البقاء داخل الشاحنة من الخلف مع الذهب الذي سيتم سرقته!
كانت شمس قلقة كثيرًا منذ خروج جواد فقلبها يؤلمها بشدة .. خرجت من غرفتها لتشرب القليل من المياة وانتبهت لدخول فيليب لقاعة الإجتماعات وخلفه أندريه! تعجبت هل يُدِير إجتماعًا الآن!! .. ولكنها لم تهتم بسبب قلقها على جواد .. دخلت المطبخ وشربت كوبًا من الماء وبدلًا من أن تصعد ظلت جالسة به تُهدئ من روعها وتتمنى أن كل شيء سيكون على مايرام مثلما طمأنها زوجها!.
كان المكان كما أخبره فيليب .. المكان هادئ الحراسة موجودة ولكنهم كلاب المافيا وليسوا من الأمن الوطني! ولذلك سمحوا لهم بالمرور .. قاموا بفتح غرف الخزائن الخاصة بالذهب وكانت غرفًا ضخمة جدا بداخلها الكثير من أطنان الذهب! .. ذُهِل الجميع عدا جواد بحجم الذهب الذي بتلك الغرف! وقاموا جميعا بمحاولة حمل الذهب على الناقلات الصغيرة التي معهم .. كل شخص يجمع نصيب زعيمه من الذهب وبعد إن انتهوا وضعوا الذهب بالشاحنات .. وبالطبع كان فيليب يراقب كل مايحدث من خلال الكاميرات المزروعة في الشاحنات والمكان أيضًا فقد إخترق كاميرات المكان بواسطة هاكر عالمي! كان يجلس مع أندريه في قاعة الإجتماعات التي بها شاشة عرضٍ ضخمة ويتحدث بهدوء:
- لقد اقتربنا.
تحركت الشاحنات ماعدا شاحنة فيليب التي كان بها مشكلة في قِفل الباب الخلفي والذي انكسَرَ فجأة ..
- جواد صاير شي؟
ذلك ماتحدث به إيهاب وهو يصعد لشاحنته من الخلف، هز جواد رأسه وأكمل عمله يحاول إصلاح ذلك القفل، خرج إيهاب من الشاحنة واقترب نحوه يساعده ..
- مالهوش داعي.
- نحنا إخوات يا زلمي!
- هيدا مكسور وما بيتصلح، معي بديل!
عاد لشاحنته وأعطاه قفلٌ آخر:
- شوف معي، هيدا القفل مارَح يسكر معك كتير منيح متل الأصلي بس بيفي بالغرض.
هز جواد رأسه وعاد إيهاب ليصعد إلى شاحنته من الخلف ويغلق على نفسه من الداخل وتحركت شاحنته.. تنهد جواد وطالع القفل الموجود معه وكاد أن يصعد للشاحنة في ذات الوقت ابتسم فيليب بشر وضغط على زرٍ جعل صافرات الإنذار تنطلق من ذلك المكان .. عقد جواد حاجبيه بضيق مما حدث للتو! ولكنه صعد بسرعة عندما اقترب جيش الأمن نحو المكان بأسلحتهم .. أغلق على نفسه من الداخل مثلما فعل الآخرين وتحركت الشاحنة بأقصى سرعة .. كان فيليب يضحك وكان أندريه يطالعه بهدوء لا يُعجبه الأمر تمامًا ولكن يجب أن يحدث ذلك فجواد خائن، خرجت شمس من المطبخ وأثناء صعودها لغرفتها انتبهت لضحكات فيليب المستمرة مما جعلها تنزل على الدرج مرة أخرى واقتربت من قاعة الإجتماعات لكي ترى ما يحدث! ..قامت بفتح الباب فتحاتٍ بسيطة لتراقب ما يفعلون .. انتبهت لتلك الشاشة الضخمة التي تتوسط القاعة .. وظهور جواد بها .. ذُهلت مما رأته إنه يراقبهم!! رأت مطاردة الأمن القومي للشاحنة التي بها جواد ولكن السائق كان ماهرًا بالهرب واستطاع الإبتعاد عنهم كثيرًا.
تنهد جواد بعمق فتلك المهمة صعبة جدا وأخذت منه كامل طاقته، يكفي الأثقال التي حملها والتوتر الذي عاشه بداخل تلك المهمة! والأهم أنه لم يعلم أحدٌ هويته لو كانوا رأوه لكان في كارثة حقًا! انتبه عندما حدثه فيليب من خلال اللاسلكي الموجود بسترته ..
- جواد! المهمة ماشية تمام؟؟
زفر جواد بتوتر وأردف وهو يلتقط اللاسلكي:
- يعتبر خلصنا.
قهقه فيليب بقوة وتعجب جواد من ضحكاته تلك:
- في إيه؟ إيه اللي يضحك مش فاهم؟
أردف فيليب بابتسامة:
- في حاجة مهمة جدًا عايزك تعرفها وهي إن نهاية المهمة دي عبارة عن نهايتك .. مع السلامة يا جواد
زادت ضربات قلبه يشعر أن هناك من قام بطعنه في ظهره بقوة للتو وأردف بصدمة وعدم فهم:
-فيليب! تقصد إيه!!
ولكن لا يوجد أي رد من فيليب الذي اختفي صوته تمامًا، وفجأة إهتزت الشاحنة التي كان موجودًا بها بعدما سمع تفجيرًا بأحد عجلاتها الخلفية وانقلبت الشاحنة رأسًا على عقب حتى وقعت في بحيرة عميقة جدا!
في تلك اللحظة دخلت شمس الغرفة وهي تصرخ ..
- لا تفعل ذلك أرجوك!
تحدث أندريه بحدة:
- صوفيا ابتعدي لا دخل لكِ بذلك.
بدأت شمس بالبكاء:
- أرجوكم، إنه لا يستحق كل ذلك!
ثم التفتت إلى فيليب الذي كان يطالعها بابتسامة:
- أرجوك عمي! إن جواد لا يستحق!
اقترب منها فيليب وتحدث بقوة:
- لا إنه يستحق الأسوأ .. الخائن نهايته الموت ولكن بطريقتي أنا.
انهمرت عبراتها من مقلتيها لقد وعدت جواد أنها ستحفظ سره ولكنها لا تستطيع أن تتركه للموت وأردفت ببكاء:
- كيف لأبٍ أن يقتل ابنه؟ كيف تفعل ذلك بطفلك الذي أنجبته من صُلبك؟
طالعها فيليب بعدم فهم وتشتت في آنٍ واحد! ..
- ماذا تقولين؟!
أردفت ببكاء شديد:
- إن جواد يكون ابنك.
شعر أنه سيُجَن! أمسكها بقوة من كتفيها يصرخ بها..
- من أين جئتِ بتلك الترهات صوفيا؟َ!، إنني لم أكن بعلاقة قط سوى مع زوجتي الراحلة والتي لم تُنجب أبدًا.
ظلت صامته وهي تبكي يجب أن تخبره كل شيء:
- لا، إن زوجتك على قيد الحياة فيليب.
في تلك الأثناء كان جواد يصارع أسفل المياة داخل الشاحنة من الخلف والتي بدأت المياة تدخل إليها شيئًا فشيئًا .. كان يطرق على الزجاج الفاصل بينه وبين مقعد السائق ولكن السائق لا يستجيب تأكد جواد بأنه فقد حياته أخذ جواد إحدى سبائك الذهب الثقيلة يحاول أن يكسر بها ذلك الزجاج المتين ولكن مع الأسف هو لاينكسر، حاول أن يكسر القُفل ولكنه كان لا ينكسر ولا يستطيع أن يجد مفتاح القفل لأنه وقع منه أسفل المياة .. حمل اللاسلكي مرة أخرى وهو ينادي:
- فيليب! رد عليا!
ظل ينتظر إجابته ولكنه لم يُجِبه .. انتبه فيليب على صوت جواد الذي عاد مرة أخرى وهو يناديه ولكنه كان متجمدًا ... لا يفهم شيئًا يحاول ربط الأحداث لكن لا يوجد أي سبب منطقي لحياة زوجته !! على الرغم من وجود تشابه قوي بينه وبين جواد.
انتبه مرة أخرى على صوت جواد والذي تلك المرة تحدث بهدوء:
- فيليب.
ترك فيليب كتفي شمس التي تبكي بقهر على زوجها وعاد للاسلكي يحمله بارتعاش ولا يفهم ماذا يحدث يشعر أنه قد شُلَّ تمامًا، وتلك المرة اشتعلت مشاعر الأبوة بداخله عندما سمع جواد مرة أخرى:
- بابا، سامعني!