رواية سراب غوانتام الفصل السادس والعشرون 26 بقلم نور ناصر
رواية سراب غوانتام الفصل السادس والعشرون 26 هى رواية من كتابة نور ناصر رواية سراب غوانتام الفصل السادس والعشرون 26 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سراب غوانتام الفصل السادس والعشرون 26 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سراب غوانتام الفصل السادس والعشرون 26
رواية سراب غوانتام الفصل السادس والعشرون 26
"دروب العوالم"
تجلس امرأه فى غرفة معتمه كانت خزينة أسرارها من هول الحكايات التى مرت بها ولم يصدقها احد فلجأت الى رهبة نفسها الذى صادقت كل أحرف خرجت فاها فلقد قادرت ذات المغامره معها وتعلم انها لا تخرف مثلما ينعتها ابنائها بل تقول الحق ورفقت بها لم يقولو لها انهم لا يصدقوها بل كانو يمثلون للصدق الكاذب فلجأت الى صمت الداخلي واباحت ما كانت تكلمه على قصص خرافيه ترويها لاحفادها فتثير اعجابهم غير مدركين انها تروى حياتها الخياليه كمل يدعون
: العالم الاخر دائما ما يتساهل العلماء حول العوالم الخفيه كعالم الأنس والجن والتضاد بينهم يبحثون بين الكواكب والمجرات الى ان وجد فى غلاف المريخ والزهره اكسجين مما يعنى احتماليه وجود كائنات حيه وبشريين يمكثون هناك
فكيف ان كان هنالك عوالم اخرى هلى ذان الارض، عوالم خفيه لا ترى بالعين لكن ترى من خلال الفجوات الزمنيه التى تحدث من الاضطرابات الكونيه
دروب العوالم الذى انتشلتنى لعالم اخر لاقوم مغامره مثيره، مغامره جعلتنى اتغيب عن منزلى وعائلتى وظننت ان لا عوده لى لكن لم تكن سوى تجربة يخوضها المحاربين الذى تم اختيارهم لارجاع الحق واخذ كل ما هو مسلوب
كدت القى حتفى فى كثير من المرات، لم يكن هنالك من ينجينى او يساعدنا سوا ارادة ربى لاستمرارى على الحياه لكى أحقق ما جئت من اجله واعود الى ابنتى التى تنتظرني بفارغ الصبر
لم ادرى ان الخوف سيتحول الى حماس والكره من البتلاء سيغدو حلما جميلا لا أريده ان ينتهى الملك واخواته اصبحت على علاقه بهم، علاقه المحاربين بالعائله الملكيه
اثارت عودتى كثير من التساؤلات لكن لم اهتم سوى بتدوين ما عشته ورايته وما عرفته... ان تحقق الوعد فلن ينال ابنائى سوى الاذى
توقفت "لينا" لوهله عن القراءه وانفاسها تتضارب بقوه حول ما تسمعه منوجظتها وكأنها تتلو عليها، عادت بفتح الدفتر لتكمل
"تفتح الدروب لكل محارب ولكل محارب كتاب ولكل كتاب قصة تكمن بداخلها ظالم ومظلوم، وهنالك كتب تسمى غفران وهى أشد بئسا فانها ليست سوى ذنب يدون لروح تم اقتناصها
لوهله اخذت "لينا" نفسا عميقا فلقد ترجم " فرناس" من قبل ما رأته داخل الكتاب وكانت كلمة تكفير واضحه لهما بشده، صدقت جدتها انها تعنى كتابها بهذا الكلام لكن ما تعنيه بالروح هل تقصد "فرناس"
" بداخل كل رحله حراس خفيه ليست للحمايه الشخصيه وانما لحماية أفعالنا، النقطه الثانيه ان اختارك كتاب يحب عليك إكمال المهمه باكملها وتحافظ على حياتك مثل عالمك فإن مت فأنت مت فى عالمك ايضا
لا يترك الكتاب صاحبه الا عندما ينتهى منه، يلازمه الى قبره وان تخلى عن مهمته سيمكث هناك دون رجوع
أسياد الارض هكذا القبهم، انهم من لم اكتشفهم بعد وبرغم تقديرهم الجدير لى لم أعلم كنية تلك الناس الغامضه
ليست شخصا بل أشخاص تحكم دروب، تمتلك مفاتيح وتحكم من يدخل ومن يخرج، حين اكتشاف قضيه حق تبعث بمحارب الى الارض، تحصنه بقدره كونيه كالسمع ومعرفة الماضى، القوه الجسديه الفائقه، الطير، تحكم فى الأشياء
يعلمون جيدا مقدار توافق الشخص مع القهوه التى يختارونها له لحماية نفسه فى مهتمه، انهم لا يمتلكون الحق بدخول ارض واحده برغم سلطتهم عليها لكن العهد المقطوع لا ينكث
والوعد الذى ارتمى فوق عائلتى اصبح على كاهلي، لعلها كانت مغامره لكن خطره وحماية ابنائى كانت واجبه لذلك قمت بالعهاد لهم بالحمايه
"فتح درب عنوان الدرب دربه، ان كان الكتاب صاحبك فلتفرض سطوك عليه، عوالم كونيه فى ليلة قمريه"
انهت "لينا" ما فى دفتر خدتها حول تلك الاغلاز الى رمتها اخرا ولم تفهمها لكنها فهمت الكثير
المثير مى خفى عنها وكانت تشك به لكن تأكد أن هنالك أشخاص سبب فى ذهابها الى غوانتام، اختارتها وسلبتها لهناك والعجوز من هؤلاء الناس الغامضه
رأت انعكاس ضي فى اعينها لترى حجر ماسي مدفون داخل الصندوق، التقطته ونظرت إلى تلك القلاده جيدا لتعود الى فجوات عقلها وهى برفقة "فرناس" تقف امام زخرفة حائطيه لفتتها لامراه تنحنى ويقع ملك غوانتام برفقة أبنائه واخوته وعائلته الملكيه ليعطوها وسام الشرف وهى قلاده نادره جدا
نظرت إليها بتمعن وتذكرت فاه " فرناس" وهى يعرفها بها لتنطق مثله وكانما هو من يتحدث
: الموسومه
وضعت يدها عن أيسر صدرها لتبتسم فقدتها لم تنتقل الى عالم فقط بل كانت محاربه عظيمه شهدت ما حفر على جدران من أجلها ولولا إبراز شخصيتها فى العائله الملكيه لما صدقها " فرناس"
: كانت انتى
إعادت وضع القلاده وانتشلت ساعتها لينقفل الصندوق واعاظت تخبأته لتذهب سريعا وفى يدها دفتر جدتها تقبض عليه بإحكام
أثناء صعودها استصدمت بجسد أخيها الذى كان يبحث عنها قال
: كنتى بتعملى اى تحت
: لاقتها يا حسام، لاقتها
: لقيتى اى
: الحقيقه، فى دفتر هنا معايا
: جبتيه منين ده
: مش مهم المهم ان مفيش وقت نضيعه، هقابل "معتز" فى لغز هو الى هيحله
: لغز اى ده؟!
ذهبت سريعا تنهد منها قال: "لينا" استنى
اخذ سيارتها وادار المحرك بضيق منها قال
: البنت دى هتشلنى
انطلق بسيارته وأثناء ركضها توقف عندها لتراه فركبت سريعا قالت
: مدينة نصر
: اى الى هيودينا مدينه نصر، بيت فى شارع ا...
: معتز مش ف البيت عنده مؤتمر ابحاث
تعجب كثيرا التفت اليها قال
: وانتى عرفتى منين
: من الكليه
اومأ لها بتفهم لكن توقف للحظه قال : ثانيه انتى فى اجازه اصلا
: متطلع يا " حسام"
ذهب بها متوجها الى العنوان التى ارشدته "لينا" إليه لكى تكتم أسألة أخيها التى تعرفها، برغم من معرفته انهم صديقان الى ان حين يراه يراسلها يبغضه ويضايقها بكلامه لكى تمانع التحدث إليه
دخلت الى المبنى وجدت قاعة مقفله دلتها عليها احد الماره بان الاجتماع يناقش بالداخل
ذهبت متوجهه لهناك اوقفها الحارس الامنى قال
: انتى مين
: عايزه شخص جوه
: مينفعش يا انسه ده اجتماع وفيه صحافه، استنى لحد ما يخرج
: أنا هقول حاجه لمعتز بس...
سمعت صوت تصفيق قالت: مش هعمل حاجه هشوفه بس
تركها فذهبت قبل ان يغير رأيه ودخلت لتجد ناس يرتدون بدلات سوداء وسيدات موقره، بحثت باعينها هنا وهناك فتوقفت حينما رأته اخيرا يقف فى منصه بين رؤساء لجنة شامله أطباء وأشخاص دبلوماسية
اخرجت هاتفها وحاولت مهاتفته لكن لم يستمع او لعله يفعل وضعيه الصمت، كان يبتسم من بينهم وكأنهم يمدحونه وحين التفت وقعت عينه عليها تفجأ كثيرا هل يتخيل "لينا" مجددا تحوم حوله
أشارت له بيدها على هاتفها لكن لوهله استوعب انها هنا بالفعل، استوعب ما تعنيه واخرج هاتفه ليجدها اتصلت به ثم بعثت له رساله
: محتاجه مساعدتك، عرفت سر العالم التانى
نظر إليها بشده لوحت له وخرجت من القاعه كى لا يتلقى الحارس عقاب، وكأنها تعلم كلمته السريه التى ستجعله يترك جميع ما فى يده ليلحق بها
نظر إلى الاجتماع الذى يناقش مشروع بحثه قال
: عندى مشوار مهم عن اذنكم، هباشر فى بحث مع تقديمه وهيعجبكم ويكون عند ثقتكم
قالها ككلمات وداع ذهب لحق به رجل وكان يترأس مشروعه قال
: معتز انت رايح فين، لازم تقرب منهم مش تسيب الحفله كلها وتمشي
: الموضوع فى غاية الاهميه عندى
: اهم من مستقبلك وشغلك سنين
سكت قليلا ثم نظر إليه قال : آه اهم
تفجأ كثيرا منه ليردف : النتيجه فى التقرير وانا واثق من بحثى انه هيعجبهم منغير ما انقاشهم عليه.. دلوقتى لازم أمشي
لم يجادله وتركه غادر من القاعه اجمع تنهد وعدل باقة قميصه وعاد الى الجلسه بابتسامه ليحسن الوضع
خرج سريعا بحثا عنها ليجدها تقف خارج المبنى تنتظره، ذهب اليها وحين رأته اعتدلت فى جلستها
"معتز" باعين تملاها الفضول : عرفتى اى
: كان معاك حق، فى طائفه مسؤله عنى وعن كل الى بيروحوا هناك، مسؤله عن رحلة ذهابنا لرجوعنا، مسؤله عن العالم التانى كله... اعتقد ملاكك الحارس منهم
توقف لبضع لاحظت اقترب ووقف تماما ليرى ما تخفيه خلف ظهرها قال
: اتفقنا نكون صراح مع بعض، لو فى حاجه هتخفيها عنى فانتى بتخلفى باتفقنا
: مش ناويه اخبى عليك، انت إلى تقدر تترجم الطلسم الى كتبته
: بتتكلمى عن اى
أخرجت دفتره من خلف ظهرها قالت
: هنا في كل حاجه، بس مش كل حاجه هنبوح بيها
: المعنى
: يفضل بينى وبينك، لأن الى هتشوفه مش هيصدقه حد غيرنا
صمت لكن نظر إلى الدفتر أومأ إليها بجديه مد يده اليها نظرت إليه وصافحته هى الأخرى
لكن رفع حاجبيه قال : " لينا"
: نعم
: الدفتر
نظرت له فهل يمد يده لتعطيه اليه، شعرت بالحرج وسحبت يدها واعطته اياه ابتسم عليها فبادلته البسمه
داخل مقهى قريب يجلسون على طاوله هم الثلاثه
"حسام" ينظر إلى شقيقته من وقت لاخر قال
: يعنى اى تيته كانت فى غوانتام بردو
"لينا" : آه
: آه ايه انتو قلبتو العالم لرعب كده لى انا حاسس ان عقلى مبقاش قادر يميز بين الحقيقه والخيال
"معتز" قال اخيرا بعد صمت: صدقت ان "لينا" بتروح عالم غريب وترجع، لى مش مصدق ان جدتك غابت سنتين ورجعت
صمت بتنهيده قال: الاقتناع عندى قل، بس حوار المكتبه ده مريف
"لينا" : المكتبه عرفنا انها دوامة لاختيار الشخص الجديد، يعنى الناس دول مدركين انهم بيتم اختيار شخص وينتهى عقدهم ويختفو ويرجعو تانى بعد ٢٠ سنه
"معتز" : ناس؟! أكاد اشك انهم بشر اصلا
نظرو إليه من ما قاله، وضع الدفتر قال
: بس انا مفهمتش محتاجه مساعده منى انا فى اى يا "لينا".. جدتك ادتك المساعده كلها
: أنا عايزه اخرج " فرناس" من غوانتام
توقفو القهوه فى حلق "حسام" وذهل "معتز" من ما تقوله بل ظن انه سمع خطأ قال
: تخرجى ازاى؟! هو مسموح
: آه، أنا بدخل عنده يبقى مفيش اختلاف من دخوله عندنا، انت قرأت الدفتر صح، أنا اكتشفت ان من قبل ما اقراه فى حجات كتير عقلى دلنى عليها ومكنتش جديده وده إلى خلانى استوعب كلام تيته كويس
تذكرت فى تلك الليله فى القصر الذى صارت فيها أثناء نومها، ذلك الدرب الذى رأته، شبيه لبوابة زمنيه تبتلع مع يقترب منها، كأن الكتاب أخبرها ان السر يكمن فى تلك الفجوه
"معتز" : لينا
نظرت له تنهد وقال : متأكده من الى هتعمليه مفهوش ضرر عليكى
: هيكون فى ضرر لى
: لان الكون لى نظام، ومن ضمن نظام الدروب هما طائفه أسياد الارض زى ما لقبتها جدتك... هل
قال "حسام" باكمال: هيسمحو لده يحصل
قال "معتز" : انتى مهمتك الحقيقه كانت اى يا "لينا"، كتابة موته مش كده
"لينا" : انت عرفت منين
"معتز" : أنا متابع روايتك لأنى عارفه انك مبتحبيش تتكلمى عن مغامراتك هناك وبتكتفى فى الكتابه
"لينا" : المهم
"المعتز" : المهم هو انتى، ناويه على اى وهل فى ضرر ناتج
سكتت قليلا نظر أخيها لها بشده قالت
: الشخص ده حمانى هناك، اوانى فى قصره وخلانى ملكه، كنت بعانى من قبل اما اشوفه وفوق كل ده اتخلى عن ملكه ومحبة شعبه قصاد حمايتى انا.... لما الشخص ده يموت على انه خاين ومش ملك زى سابق عهده، ده ببقى تلفيق واعترف انى مهمته باظت وبما انها باظت فأنا مش هسمحله يمو،ت ابدا.. بل هخرجه من الارض الى بتشكل خطر عليه
"معتز" : بس ده قدره
"لينا" : أنا غيرت الماضى واقدر امحيه، ربنا بعتنى هناك تانى عشان اكمل المهمه الحقيقه... انى مسمحش لشخص ده يموت، لو كان الموت هناك قدر يلحق بيه لحد ما يصيبه فليه مجبهوش هنا
سكت لان فى اعينها اصرار كبير لا يقف احد امامه
"حسام" : المفروض نعمل اى
: ده إلى بساله، فين الدرب وازاى الفجوه تتفتح تانى.. ازاى افرض سطوى على الكتاب ويفتح العالم لهناك
"حسام" : مش مكتوب حاجه
"لينا" : لا
سكتو لوهله نظر " معتز" فى الصفحات الاخيره قال
: باين من الى قالته فى خلاصة كلامها
: ان الكتاب لازم تتحكمى فيه
: ده عرفت اترجمه
: وان الفجوه بتفتح بعنوان الدرب الى اتفتح بيه قبل كده
نظرت إليه من ما قاله ليستوعب هو الاخر حقيقة الكلام وقال
: فتح الدرب عنوانه الدرب دربه، ان كان الكتاب صاحبك فلتفرض سطوك عليه، عوالم كونيه فى ليلة قمريه
توقف لوهله ليقلب الكلام بين شفتيه
"لينا" باستيعاب : ليلة قمريه؟! ليله القمر فيها ظاهر مكتمل
"معتز" : ليلة الى روحتى فيها ازاى كانت
تذكرت العواصف الشديده والرياح التى هزت جدران المكتبه لكن تتذكر ان برغم الضلمه الحالكه كان ضوء القمر ينير المكتبه ورفوفها بضي خفيف
"حسام" : قصدك ان الفجوه هتتفتح فى مكان المكتبه لما اتفتحت وده بمساعدة الكتاب إلى هيفتحها من تانى فى ليلة القمر فيها يكون ظاهر
" لينا" : هى زى ليله الى روحت فيها
"معتز" : السؤال هنا هيحصل ده ازاى
ذهبت " لينا" سريعا نظرو إليها خرجت من المقهى بأكمله ونظرت إلى السماء لم ترى شيئا، رأت جسر المشاه فذهبت إليه خرجو باستغراب وجودها تذهب تعجبو منها
صعدت من بين الناس فى استعجال لسقف اعلاه وتتوقف وتنظر الى السماء
"حسام" : بتعملى اى يا "لينا" انزلى
ارتسمت ابتسامه على شفتاها والتفت اليهم قالت بهدوء وراحه
: التوقيت مثالى
فى اليوم التالى على السفر تجلس العائله ليحظون بوحبى الغداء، ينظر "غسان" إلى مقعد ابنته التى بات فارغا كثير من الأوقات، تنهد وقال
: مش هتاكل بردو
"هاجر" برفق : دخلتلها الاكل وهى هتاكل جوه
اومأ بتفهم نظرت الى ابنها قالت : كنت بحسبك هتأثر عليها
: سبيها يماما ويستحسن بلاش تدخلى عليها
نظرت له باستغراب لكن "حسام" يدرى ان شقيقته تقطن بمفردها فى محاوله منها التحكم فى الكتاب لحين معاد ليلتها التى لم تعلمهم بها بعد
فى الليل كان الجميع نائم عدا تلك الغرفه المنيره بضةء خافت، تجمع جميع أغراضها فى حقيبتها الصغيره واخيرا وأهم شيء ذلك الكتاب الموضوع أعلى مكتبها
أخذته وعقدته بعزم داخل قبضتها نظرت عبر النافذه الى القمر اخذت نفسا قالت
: خليك كده لحد ما ارجع بيه... ارجوك
خرجت دون أن تصدر صوتا خشيه ان يستيقظ أخيها او احد من عائلتها
لم تخبر "حسام" ولا حتى "معتز" بل خطتت بمفردها حين عرفت ناهية الامر وقررت ان تذهب وتعود بمفردها دون أن تصدر ازعاجا
وصلت إلى المكان التى اتيت له قبلا وكانة نفس افتتاح المكتبه لكن سابقا، المبنى لا يقبع فيه احد زلا حتى حراس الامن، هذا سيسهل عليه عدم ازعاج احد لها
تقدمت لكن وقفت حين رأت ظل خلفها، شعرت بالخوف التفت لكن رأته أخيها انفزعت من رؤيته لكن اطمأنت قال
: حسام، بتعمل اى هنا
: المفروض انك تقوليلى على كل حاجه مش تيجى لوحدك
: انت عرفت منين
: سكوتك معناه انك اتخليتى عن المساعده وانا عارفك بترمى نفسك فى المشاكل عشان كده
: اتجسست عليا
: مسمهاش كده اسمها كنت معاكى عشان اعرف بتعملى اى...
تنهدت منه لكن رأته يبحلق خلفها بشده النفت وتفجأت حين رات "معتز" يقف عند سيارته وكأنه كان ينتظرها ايضا، عجبا هل عرف ايضا، هل هى فاشله لذلك الحد
اقترب ووقف معهم عاد اخيها بالنظر إليها ببغض قال
: يعنى تقوليله هو وانا لا
"لينا" : بس انا مقولتش لمعتز حاجه
"معتز" : أنا حسيت زيك يا حسام ان طالما مقالتش اليوم برغم انها بتقول معندهاش وقت يبقا هتكمل لوحدها
"لينا" : هايل، ممكن انتو الاتنين ترجعو مكان مكنتو لأنى فعلا هكمل لوحدى
"حسام" بجديه : لينا انا مبهزرش
"معتز" : مفكرتيش لو احتجتى مساعده ومحدش معاكى هتعملى اى
صمتت امسك أخيها يدها قال : السحاب بيغطى على القمر، اخلصى عشان تعرفى تخرجى من هناك
أخذها وذهبو لكن توقف ونظر الاثنان إليها قال أخيها
: احنا عرفنا هتروحى ازاى بس السؤال هنا، هترجعى ازاى بيه.. الكتاب بيخلق الفجوه والكتاب مبيتنقلش معاكى هناك
: مبيتنقلش لان فى منه نسخه هناك
: نعم؟!
: هو الى بيخلينى ارجع لهنا زى ما الى هنا بيخلينى اروح لهناك
: الموضوع بقا معقد مش شايفه كده
"معتز" : ممكن نمشي عشان مفيش قت زى ما بتقول
اسرعو بالدخول المبنا الموصد وكانت عائق على دخولهم لداخل
"حسام" : امال كنتى هتدخلى ازاى
: من الشباك
نظرو إليها بشده والقو نظره الى ارتفاع
"لينا" : اكيد مطلعتش غير الدور الاول، من ورا فى مواسير تساعدني اوصل بس انتم عطلتونى
"معتز" : طب هنعمل اى
تلفتو حولهم ليفكرو بكسره بحجاره وحينما ابتعدا قليلا عنا ألقت نظره على القفل لتتذكر تحذير "فرناس" لها لكن تجاهلته فى الوقت الراهن
التفت معتز قال : لينا ان..
صمت حينما وجدها تدفع الباب وكانما لم يكن هنالك حاجزا، القو نظره على القفل ليجدوه مفتوحا بالفعل لحقو بها قبل ان تختفى من امام اعينهم
"حسام" : فتحتيه ازاى
أظهرت مشبك شعر ببساطه وهى تكمل سيرها وكلاهم متعجبون حقا
"حسام" : دى لينا عادى اتوقع منها اى حاجه
ابتسم " معتز" باعجاب بها واتبعوها لصمت، يلقون انظار على المبنى والشرف التى تهتز من الرياح التى لم تكن بالخارج، وكأن الهواء هنا قوي كمثل الشتاء والخارج فى فصل الصيف
توقفت لينا امام باب كبير نظرو إليها وتذكر " حسام" الباب قال
: ده إلى لقاكى الأمن مغمى عليكى فيه
اخذت نفسا وفتحت الباب اتبعها "معتز" ودخل خلفها، تنهد "حسام" فقلبه غيؤ مطمئن ذهب لكن انتفض حينما اصدم فى قطه سوداء تقف عند الباب وتنظر إليه وكانما تبحلق به
: حسام
سمع صوت " معتز" يناديه فلحق بهم واقفل الباب خلفهم
تقف فى الصاله العملاقه الفارغه التى لا تحتوى على غرض واحدا عكس ما اتيت اليه سابقا، الرفوف وكتبها الشاغره، كانت شبيت للمتاههه حتى حلقة الكتب فى الهواء فتحول المكان الى اختلال بالجاذبيه
اوقعت حقيبتها لتخرج قلما وصارت بضع خطوات وتضع نقطه على الارض بوضوح، لم يفهمان ما تفعله ولم تشرح هى، كان سيسأل " حسام" لكن "معتز" منعه كى لا يقاطعها
انتهت والقت بالقلم أرضا تحت علامه الى ارتسمتها قالت
: ا
لو تخطيطى صح ف البوابه مفروض تتفتح هنا
اشارت على المكان المحدد، قال "معتز"
: "لينا"
نظر إليه أشار الى النافذه قال : ابدأى الغيوم بتتجمع على القمر
التفت بخوف لتخرج الكتاب سريعا وقفت مكان ما امسكت به اول مره، اخذت نفسا عميقا وامسكت بغلافه قالت
: افتح الدرب وابعتنى لغوانتام
لم يحدث شيئا قامت بفتحه لتنطلق شراره تصب ايدها فصرخت الما ركض أخيها اليها
: "لينا" ، انتى كويسه
ابتعدت واعادت وقفتها ونظرت إلى يدها فهى لا تمزح لقد برز على يدها علامة احتراق، انها تلعب من نار مجهوله
التقطت الكتاب من جديد ولم تتراجع بل اعادت كلماتها قالت
: افتح درب العالم التانى
فتحت الغلاف بقوه لتنطلق صاعقه أقوى اهتز جسدها ووقعت أرضا، انصدم "حسام" واقترب منها لكن امسكه "معتز" قال
: متتدخلش
: اى الى بيحصل
: لينا بتعافر
نظرو إليها كان الكتاب لا يزال فى يدها تقبض عليه بقوه كبيره حتى بعد الصاعقه التى اصابتها
زادت حدت اعينها وهى تحاول فتحه لتنجرح يدها ويرون دماء تتقطر من يدها دليل على الصواعق التى تتلقاها ومتبته بقوه وعزم على عدم التنازل
: افتح الدرب وابعتنى لغوانتام
ضغط بكامل قوتها لتكسر هذا المغناطيس الذى يمنع فتحه، تالمت كثيرا وثقبت اعينها الكتاب بقوه وحده قالت
: سيدتك تامرك بفتح الدرب الآن.... أنا إلى اخترتها وانا الى هتأمرك
التمس دمائها الغلاف وهى لا تتزحزح فلن تتخلى عنه أبدا وان تلقت جميع صواعق الدنيا والاخره ولا تزال تتنفس لن تتركه عالقا هناك
قالت بحده : افتح البوابه حالاا
توقف الهواء وعم صمت ارجاء المكان، فتحت النوافذ بقوه ليهتز الكتاب من بين ايدى "لينا" التى أشرقت اعينها حين هدأت الصواعق وحركت اغلفته لتجده يفتح معها قالت بامتنان
: اشكرك
وفى لحظه فتحت الكتاب ليخرج وميض قوي يصب اعينها بقوه، رفعت رأسها الى ذلك الخيط لترى ذلك الدرب امامها من جديد، دوامه سوداء مخيفه تبتلع كل ما يقترب منها
لا تصدق انها فعلتها، وقفت وهى تنظر إليها لتلتفت الى أخيها و "معتز" لكن رأت فى أعينهم القلق
"حسام" : سيبى الكتاب خلاص يا "لينا" متحاولش
تعجبت كثيرا منه فماذا يقول لها قالت : أنا نجحت
نظرو لها باستغراب اشارت لهم قالت : البوابه قدامى اهى
نظرو على ما تعنيه لكن لم يكن هنالك اى غريب فى الغرفه عداهم، انهم ىا يرون سوى يديها المجروحه لكن لوهله استوعبت الامر ونظرت الى الدرب امامها، انهم لا يرون ما يحدث مثلها.. انها فقط من تراه، البوابه لم تكن ذلك اللون الرمادي الداكن كما راتهت سابقا بل اصبحت شديده السواد
عقدت عزمها وتركت الكتاب أرضا قالت
: لما الكتاب يتهز حطه فى نفس العلامه دى، هتكون علامه على رجوعى
"معتز" : هتيجى امتى، هتطولى؟!
"لينا" : اتمنى ارجع فى نفس اللحظه الى هدخل فيها
تنهدت واقتربت من الدرب قالت
: ودينى أرض غوانتام
وفى لحظه شعرت بانجذاب جسمانى لكن اطاح جسدها بقوه واصدمت بالحائط لتشعر بألم شديد فى فقرات ظهرها
صاح "حسام" : لينااا
ركض إليها سريعا لكن شعر بضغط قوى كاد ان يقتله حينما اقترب منها، نظر إليها وإلى تلك الهاله والجاذبيه الرهيبه التى تكاد ان تسحقه
"معتز" : انت كويس
: فى حاجه غلط بتحصل
نظرو إليها وهى تعتدل نظرت الى البوابه وجدتها تلاشت واختفت فى لحظه انصدمت ونظرت النافذه لتجد ضوء القمر حجب بالكامل، نظرت حولها فهى متاكده ان ما حدث من فعل فاعل
وقفت من جديد بعناد فلا بأس سوف تعيد الكرت وتفتحها من جديد كما فعلتها
اقتربت منها ليطيح بها ذاك الشهاب الاسود فتقع من جديد، لقد كانت محقه... هناك من يمنعها، هناك من يعيقها...
شعرت بيد تمسك بها واصبم المكان ظلام لم ترى اخيها و "معتز" انها فقط عالقه هنا، رفعت اعينها لترى العجوز امامها وتفجات كثيرا لرؤيته لكن اعينه كانت غاضبه أشد غضبا رأته من قبل
: بتحاولى تعملى اي
: بعمل الى كان مفروض اعمله، بعمل الصح
: الصح؟! انتى بترتكبى اكبر غلط فى حياتك
: الغلط انى اسيبه هناك
: انتى فاكره نفسك محاربه، انتى مش حاجه غير قلم بيكتب، ملكيش اختيارات ولا التفكير
: القلم ده قادر يغير الكتاب كله
: مش هسمحلك
: متتدخلش انا عارفه انا بعمل ومش هسمع منك تانى، الملك هيعيش.. هيعيش وهيخرج من هناك
دفعته بعيدا عنها وذهبت الى الكتاب لكن امسكها بقوه واطاح بها لتتسع اعينها وتنظر إليه بشده ليقشعر بدنها رعبا حينما وجدت ملامحه تتبدل وكانما يذوب ويظهر جلد أفعى من تحت ذلك البشرى
قال بغضب : خيل ليكى انك حره، انتى تتبعى أوامر بس
تجمد لسانها منه لتجد اعينه تحولت إلى الأحمر ذات سيف قاطع طعين القطط والبياض تحول إلى لون اسود كدماء محنطه
"لينا" : انت مين... وحش
: انتهى الامر
: منتهاش، انت منهم... أوامركم الى عايزنى اسمعها تافهه بالنسبالى لو محققتش العدل، أوامر أسياد الارض مش ده لقبكم... مين انتم، من اى طائفه وحوش
تحولت نبرته الى صوت فحيح افعى وقال: لسا من اللقب معرفتيش احنا مين
نظرت إليه فتلك امين الشيطان راتها من قبل، قرب يده من رأسها قال
: هترجعى لبيتك وتنسي الى حصل
شعرت بطاقه تسير فى خلاياها قال
: مترجعيش تفكير كده تانى وده تحذير ليكى لان العواقب هتكون كبيره، لاخر مره بحذرك العواقب مش هتقدر تستحمليها... انتى بتكتبى لنفسك الموت، بسبب تفكيرك الغبى وتحكمك فى الكتاب، سعادتك بعد ما انصاع ليه شبه سعاده الاضحيه حينما تبتعد عن قطيعها لذبح
اقترب منها قال : انتى معرضه لنفى
كادت ااينها تثقل لكنها دفعته بقوه قالت : مش هرجع البيت، هروح غوانتام الليله
: انتى غبيه فعلا
: ابعد معنديش وقت
: مش هتروحى، خلاص انتهى
نظرت إليه بعد فهم قال : قصدك ايه... مات؟!
لم يجيبها انتفضت نحوه لكن لم تستطع التحرك، وجدت قيود حديدية تحيط معصميها وقيود بقدماها تلصقها بالحائط، لكن مهلا من ابن خرجت تلك الأشياء.. من هؤلاء بحق الجحيم
حاولت تحريك نفسها لم تستطع صاحت بغضب قالت : بتعمل ايييه
: استسلمى
: استسلم لموووته بعد الى سببتهوله
: ده قدره، افهمى بقا
: كان قبل ما اخليه خاين فى نظر شعبه وعالمه، بعتونى ادون قصته كملك عظيم اتقتل غدر بس دلوقتى... دلوقتى روحه هى أغلى حاحه اقدر انقذه بيها بسبب إلى عملته
نظرت الى القيود وركزت عليها بشده محاوله كسرها بعينها الخفيه لكن لم تفلح، ارتبكت وعادت لم شمل قواها لكن بلا جدوى لا تتزحزح من مكانها، نظرت إلى الكتاب من بعيد لعلها تحضره إليها
انقض عليها طيف كصاعقه اغمض عيناها بخوف وشعرت انها نهيايتها لكن سمعت صوت انكسار وحين نظرت كانت الاغلال انكسرت وحل قيدها لتجد طيف قوي يطيح بالعجوز بعيدا عنها، نظرت اليهما بشده وهم اطياف ذريه لا تراها اعينها المجردة
لكن تلاقي الضباب وظهر المكان لترى أخيها واقف برفقة "معتز" ويتحدثان دون أن يدرو بما مرت به
نظرو إليها واتفجأو كثيرا، "حسام" : لينا انتى لحقتى رجعتى
ركضت الى النافذه ورفعتها بقوه لتنظر الى السماء وترى القمر، انتشلت الكتاب سريعا قالت
: افتح درب غوانتام
فتحت الكتاب بقوه لينفتح معها دون عائق وتظهر الدوامه من جديد وبسرعه شديده ركضت لجوفها لتبتلعها الى حيث ما تجهله وتهمد الرياح وينقفل الكتاب فور مغادرتها
لقد انتقلت، تسمع صوت ضجيج، الارض تهتز من اسفلها وكأن قطيع يمر من فوقها، فتحت اعينها تلك الأصوات المتزاحمه لم تكن فى غوانتام تلك الأرض التى تعدها بل كانت فى خراب غوانتام
المنازل مدمره صياحان الافوه ونيران مشتعله بالحقول، غوانتام تحترق..اللعنه ماذا حل بالبلاد
سمعت صوت ضخم من خلفها لتجد ناسا يحملون مشاعل ناريه فى ايديهم واليد الاخرى تمسك سيوف ورماح، اعينهم تبرز غضبا وانتقاما كوحوش تسعى للخرال.. ما حل بالأرض هل كان اعمال شغب المواطنين.. هل اقامو حربا على ملككهم... لكن مهلا، اين هو.. لما ارسلها الكتاب إلى هنا بدلا منه، هل يعقل ان مكروها قد اصابه.. الم تعد اليه
: مستحيل.... انها هناا
التفت الى الصوت رأت الوجوه تتجه نحوها ركضا، وحين شاهدوها انقضو عليها مثل الذئاب المطارده، لم تتحرك بل ظلت فى مكانها قائله
: اين هو، لماذا لما ارسل إليه
وحين ابتربو منها صاحت بهم باعين دامعه
: اين هووو، ماذا فعلتم به يامشركين
توقفو وهم ينظرون إليه ليقول رجل بغضب
: من تنعتين بالعشرين
"لينا" : ومن غيركم مشرك هنا
قالت امرأه بغضب : تسبينا على ارضنا، من اين نحن بمشركين؟!
"لينا" بحنق: انتم كفار انتم مشعوذين ملعونين بالجهل وعدم البصيره
: معلونين؟!
:تلقبون نهرا عذب بالاسود تنعته بالقبح ولا يوجد أقبح منكم ، السواد لم يكن سوى قلوبكم الذى عف عليها الغبار وبصيرتكم الذى محيت لترو نجاتكم مقتلكم.. العموم الذى بداخله ليست سوى ثمومكم، ترون أعمالكم فى هذا النهر.... ان كان القلب مؤمن ليعيش فى خير ويستلذ به بدلا من شراء الماء بثمن بخس... الا تخجلون وانتم تلفظون هواءه تاره وتسنشوقونه تاره... القطرات التى تسقط عليكم لتكسر جفافكم ليبعث الحياه إليكم وانت لا تزالون تشركون به... المطر ليس سوى نعمه لابقائكم على قيد الحياه لتذوقو فقد الماء بعد انتهائها منكم.. انه لا يكفى حاجتكم حتى
نظرو لبعضهم تقدم رجل قال: كنا نبغضك بسبب لعنة " رزان" والان نحمل ضغبنت اكبر لقتلك
اقتربو منها عادت للخلف قالت
: تدعون السحر بالقوه، ان كنتم اقوياء ولا حاجة الا اله فلتنزلو المطر ويغرق ارضكم لما تنتظرون هذه السنوات .... انكم أضعف من ذلك، الجن الذى تسخرونه لعبادتكم قادر على ان يفتك بكم
قالت مرأه بسخط: اصمتى لسنا ضعفاء ولن ينفع لهيك لنا بأن نتغاضى عن قت.لك، انك ميت.ه لا محاله
"لينا" بثقه : اريدكم ان تعودو لرشدكم، اغسلو قلوبكم بالإيمان واؤمنو بوجود الله، زيحو هذا الكفر وعودو الى سابق عهدكم
لم يتحدث احدا وكانما كلامها دخل عقولهم ويقلبونه داخلهم، انطفات نارهم قليلا وكانت على خطوه لهمدها الى ان صاح من بينهم رجلا
: ابعد كل سوف نسمع لساحره تحمل دماء ابنائنها...، من تتحدث عن الإيمان انها شيطانه لعينه تريد السيطره على عقولكم
ثقبوها بنظره شر وعادو الى هدفهم الوحيد
: تتكلم عن الإيمان وهى من ادعتنا سابقة لنعبدها، تذكرون من اعترض كانت نهايته الموت..، لقد تركت خلف أطلال جثث منا
اشتعلت نيراهم و"لينا" تنفى هذا الكلام قال
: أنا لست "رزان"
: نحن لن نصدق قا.تله ولعنه مثلك
سارو نحوها وهى تعود للخلف تخشي تلك اللحظه الذى سينقضون عليها، تعثرت وزاد خوفهم منها لكن هناك من خرجت من بيد الحشد بسرعه وقفت امامهم قالت
: لا تأذوها انها صادقه
توقفو ونظرو إليها التفت الى "لينا" الذى الفضول نهشها حول ذاك الصوت التى تعرفه لتتفجأ برؤية "غابينه" من جديد
: من تكونين لتقفى معها ضد دمائنا
: أنا منكم، أنا غوانتيه واحمل الكره ل"رزان" ولعتنها لكن هذه ليست هي... "لينا" شخص آخر
مدت يدها إليها لتتذكر ايام العبوديه وهى تمد يدها لتساعدها ع حمل الاثال، امسكت بها بثقه وتقف على قدميها من جديد سعيده لرؤيتها مجددا
: "رزان" قد ماتت هذه شخص آخر
قالت مرأه: جميعنا نعلم من تكون لا تقفى فى صفها فتكونى عدوه لنا
: انكم من تخلقون "رزان" اخرى، الظلم يولد الشر وهى لم تظلمكم بل انها تمتلك قلب طيب لا يعرف الجشع او الحقد.. انها مختلفه عنا بالحب والمساعدة والاشراق على حسب نفسها وليست فيها طبع نفسي، "لينا" و"رزان" انهم تضاد
: لقد كانت سببا فى عدم سجنى
نظرو الى صوت كان ذاك الولد قصير القامه الذى ساعدته من بطش يد الرجل صاحب المخبز، التفت الولد إليها قال
: كدت اموت جوعا انا وشقيقتى لكنها من انقذتنا... لم اسرق ثانيا كما وعدتك، لقد عملت واصبحت اشترى الخبز من مالى
ابتسمت له لياومأ برأسه وكأنه ينحني لى بتحيتهم
: هل ستتركوها لسماع هراء مثل ذلك
خرج رجل من بينهم غاضب ليشعلهم من جديد تجاهها
قالت "غابينه. : ليس هراء، هذه حقيقه انها شخص طيب
: اصمتى، لن نهمد حتى ترقد روحها
صاح احدهم بها واقتربو من "لينا" لكن "غابينه" اخرجت سكينا ورفعتها فى وجوهم قالت
: لا يقترب احدكم منها، عودو للخلف
نظرو إليها وهم يقتربون منها دفعت "لينا بعيدا قالت
: اركضى انهم لا يسمعون سوى لخوفهم
: لن اتركك
: اركضى الان
دفعت بها لتركض وتصدهم فى مجاول لخلق وقت لها، اندفع رجل تجاه " لينا" رفعت السك.ين فى وجهه لكن امسكها الاخرى وقيودها حاول التحرك رفعو النيران فى وجهها
التفت "لينا" وراتها لتجد د.ماء تسيل منها اثر طعنها فى كتفها، اتسعت عيناها ونظرت لهم بشده واحمرت اعينها لشدة صدمتها ركضت إليها
: اذهبى ارجوك
قالتها باختناق وكأنها تحدثت رغما عنهم، ت كلها ووقعت أرضا والولد جلس بجانبها
: سيدتى
: ها هناك، احضروها
عادت للخلف بحزن سرعان ما ركضت بعيدا تفل منهم وهم يركضون بكامل سرعتهم لينقضو عليها، يرفح احدهم رمح ليكلق سهم عليا ارتعبت ان يصيبها وركضت سريعا لتسمع صوت حواف ويقترب منها فرس بسرعه كبيره وتمتد يد شخص ليمسك بها من مصورها وينتشلها من على الارض لتكن فوق ظهر الخيل
أصابها البتول والخوف لكت خينما رات وجه الفرس الشبيه لها، مهلا هل هذه...
نظرت الى الايدى التى تمسك "عسق" لتلف وترا من خلفها وكان "فرناس" لم تصدق اعينها حينما رأته حي وانقذها من هؤلاء الوحوش
"فرناس" : لا تخافى لم امت
ابتسمت براحه وطمأنينة من رؤيته سالت دمعه من عينها قالت بحزن
: لقد قتلو "غابينه"
: لنخرجك سالمه اولا ثم نتحدث
اومات له انطلق سهم نحوهم قالت : احترس
انعطف سريعا قبل ان يصيبه قال بضيق
: امتنعت عن التفكير بك فى الوقت الراهن لسوء الأحوال، فكيف اتيتى
: أنا من اردت العوده
نظر إليها بشده قال: اتتحكمين بلامر
: اصبحت على علم به... لكن ماذا حل بالبلد، ظننت ان مكروها أصابك.. ولماذا انت هنا
كان سيتحدث لكن انتفض جسده فجأه وضاقت ملامحه سمعت صوت التفت وراتهم يطلقون الاسهم عليهم
: لا تدعوهم يهربون.. لن يحميها مجددا
حين رأت ظهره انصدمت حينما رأت سهما اصابه، دمعت ورفعت عيناها إليه لينتفض مجددا بسهم اخر اخترقه لتتسع اعينها وهى تنظر إليه لينظر إليها بصعوبه قال
: لا تتركيه، سياخذك بعيدا عنهم
: الى اين تظن انك ذاهب
: ساهتم بهم، ابتعدى قبل ان يقتلوكى
: لا تتركنى، لنذهب معا
وفى لحظه قفز ولمس "عسق" قال
: اسرعى بدون توقف
انطلقت بها كادت ان تقع لكن امسكت بها والتفت بصدمه إليه وهو يقف خلفها قالت
: توقفى
لم تستمع لها اعتدلت وامسكت بها بقوه
: قلت توقفى
توقفت واحتكت حواليها بالأرض من شدة سرعتها التى كانت فيها، لا تصظق انا انصاعت لها، التفت تحت امر "لينا" وعادت للخلف لتنطلق به مسرعه وقلبها ينبض خوفا لتراه يجس على ركبتيه والسلام عالقه به، راتهم يقتربون منه على وشك قت،له انطلقت ب"عسق" وفور انقضاها نحوهم عادو للخلف من تلك السرعه المخيفه
توقفت عند " فرناس" وقفزت راكضه إليه لتجس على قدميها امامه ليرتمى برأسه على كتفها امسكت به باعين يتحجر بها الدمع من هول الصدمه قالت
: لا تمت ارجوك
: لينا
قالها بصوت خانق وكانما يعافر روحه لتجد دماء تهطل من كتفه لتعلم انه كان مصاب قبلا قالت
: لما لا تفتس منهم، لماذا
جمعت قبضتها بشر وقالت
: ساجعلهم يندمون على ما فعلوه بك
رفعت وجهها وصرخت بهم كانثى جريحه
: لماذا فعلتم به هذا، أنا معاكم وليس هو ايها الأوغاد
كانت صرخاتها تعج المكان ابتعدت عنه ووقفت وهى تنظر اليهم بتوعد والغضب يجتاح اعينها، غضب مع حزن جعل عيناها تتحجر وهى تخفض رأسها وتوقفت دموعها عن السيل
نظرو إليها من ذلك الصمت ليجدون ابتسامه ترتسم على فاها قالت
: تريدون قت.لى
تقدمت منهم قالت : لتتقدمو الي، ها أنا أمامكم
لم تكن نبرتها مريحه بل شعرت بأن تلك النبره يعلموها جيدا، تأهب رجلا بغضب وانطلق بسيفه نحوها بسرعه وفور اقترابه قام بشق عنقه بيده الممسكه بالسيف لاتناظر دمائه الخفيفه عليها
وقع على ركبتيه ليرتمى ارضا عند قدميها
اتسعت اعين الجميع من ما حدث وانطلقت صرخة انثى لم تتحمل ما راته
تقف بين بركة الدماء التى أحدثها بجمود مخيف صدرت ضحكه مريبه منها قالت
: الى زلتم اغبياء مثلما كنتم، هل خيل لكم انكم ستقدرون على قت.لى.... لماذا لا تتعلمون من اخطائكم الماضيه
ارتعبو منها وقال احد برعب : لقد كشفت عن حقيقتها... انها "رزان"
: لقد عادت
التفت اى ما يقولنه قالت : "رزان" لكنها تدعى"لينا"... انكم من قمت بصنع "رزان" ثانيه
سارت تجاهم واعينها تتعطش لد.ماء وتفترس تلك النظره الخائفه
قال رجى بغضب : أيتها الحقيره
ركض نحوها فول انتشاله لفأس يقبع فوق حقل ودفعه تجاها لكن علق الفأس فى الهواء وكانما لا يقدر على المساس بها، نظرت له باعينها ارتعب منها وحينما حركت بؤبؤ عيناها تجاها انطلق الفأس نحوه ليقسمهالى نصفين فصرخ برعب لكن لم يصيبه شيئا
وحين فتح اعينه رأى ذلك الجسد الذى صد بسيفه بكل ما له من قوه
قال بخوف: مولاي
نظر له الجميع من سرعته الفائقه برغم انه مصاب، جسده متضاخم ويخفض رأسه مخفيا جانب اعينه الشيطانى
لوحت رأسها حين رأته سبب فى عدم قتل.لها للرجل قالت
: لماذا
: توقفى
: لماذا تحميهم
اقتربت منه وكانما تتحرك كلميه يتلاعب بها شيطان اخرس
قالت بغضب : لماذا تصديت لى
اصبح خنجر فى يدها انتشلته من احد الحشد وانقضت به نحوه لكنه صدها والدماء تتقطر منه قال
: عندى يار" لينا" اعلم انك قابعه فى الداخل.. لا تجعليها تستولى عليك
: اصمت
انقضت نحوه بسرعه اكبر صدها قال
: لا تكونى كذلك، حذرتك من شرها، لا تكونين مثلها
: الشر هم من تدافع عنهم، ان كنت تسعى لحمايتهم برغم ما فعلوه بك فسوف اريحك واقت.لك معك
: لن اسمح لك
أوقع الخنجر أرضا وأمسك بها وضع السيف على عنقها لكن لم يمسها لينظر لكلتا عينها التى تنظر إليه قالت
: لا تشيح اعينك ايها الملك، اقت.لنى والا قتل.تك
: افعليها، لأنى لن اقدر على قت.لك
وفى لحظه اتيت الخنجر من خلف صده فورا لكن انتقل سيف القت.يل الى يدها واندفعت به وغرزته فى لحظه حاسمه
انطلقت صرخه وكتمت الافواه من الصدمه الذى تعتار وجوهم، عاد جسده الى طبيعته واعينه قد انطفات لتصبح اعين سلبت منها الحياه
نظرت "لينا" إليه وقد همدت اعينها لتعود الى طبيعتهما لكن تملاها الصدمه والهول وهى تنظر ل" فرناس" لتثقب اعينها السيف الذى فى يدها تسيل دما.ء صاحبه الخفيفه، رفعت اعينها والدمع يتغلغ بين جفونها بينما كانت نظرته مسالمه لها
لم ياتى سوى صورة فى عقلها لمشهد قتله على يد "داغر" وهو مستسلم اليه، فتلاشت ذلك المشهد وظهر مشهدها
تذكرت جمله واحده فقط صاحبها العجوز
"متغيرش حدث لانه هينقلب ضدك، مش هتتحملى العواقب لأنها اكبر منك"
سالت دمعه من اعينها قالت
:مستحيل
وقع ارضا امسكت به ووقعت معه وهى تضمه إليها، قربت يداها المرتجفه من وجهه الذى يغلو من تعبيرات الحياه، انها ذات اليد الذى قت.لته
ابتعلت غصتها وسالت دموعها لتبكى قالت
: مش حقيقه، فتح عينك.. قولى ان ده مش حقيقه
نظر إليها الناس وارتمت اسحلتهم والمشاعل أرضا
امسكت السيف برعشه قالت : هل يؤلمك؟! لما لم تحمى نفسك.. لماذا
ضمته إليها لتشعر بدفئه النابع ولم يزال بعد قالت بجهش
: لن اسامحك، نكثت وعدك ولم تحفى نفسك كما قلت لى.. لم تحميها وانت قادر على ذلك، لماذا سمحت بتغير الحدث وجعلتنى من قت.لتك، لماذا... اجبنى
ردد صوته حينما انتشلها على الفرسه وقال " لا تخافى"
اغمضت عيناها بألم وقربته منها قالت
: أنا خائفه، خائفه كثيرا... لم تطن انا، صدقنى لم تكن انا
صدر صوت أقدام كثيرا وتقدم خيول يمتطيها جنود يتوسطها "بردله" و" داغر" ويتقدمون بسرعه فور ان راو "عسق"، اعتارتهم الصدمه وتبطأتهم خطواتهم مشدتين على لجام خيولهم
نزل " داغر" واقترب ببطئ ليقف عنده وسالت من عينه دمعه استطاعت " لينا" رؤيتها
: اخى
لقد صدق فى قولها، لم تفهم من يقف امامها ولا تعلم من اين أتى هؤلاء الجنود لكن تعلم انها القا.تله الوحيده هنا
اقتربت منه بحزن وتذكرت اول عناق لهم ام تعلم انه الاخير أيضا، فىىالمزرعه وهم يجلسون يتاملون النجوم لم تقدر على قول انها كانت لحظه استراخيه ودت ان تعاد من جديد، ملامح وجهه فى ذلك كم كانت جميله مريحه
امتلت يد نحوها وحين نظرت كان " داغر" وتفجأت حينما رأت الكتاب معه، قال
: اخبرنى بكل شيء، وضعنا خطه وأصبح الكتاب فى حوزتى كى لا يناله احد.. لكن يبدو أن كل شيء انقلب، حاولت تصليح ما ارتكبته لكن يبدو اننى تأخرت
مدت يدها وأخذته منه لتنظر الى " فرناس" بين يدها قالت برجاء
: اعدنا
حاولت فتحه لكنه كان ملتصق، ليس مجددا.. حاولت ولم يفلح، سمعت صوت بكاء وشهيق انفس حزينه، انهم هؤلاء الأوغاد الذى كانو سببا فيما حدث، انكم من ق.تلتوه والان تبكون
قالت " لينا" : ق.تلتوه بى والان تبكون
حلق طائر ابيض من بين السماء لتراها. بوضوح، انها ذات البومه البيضاء تقف خلف الحشد لترتفع فى الأعلى وتهبط أرضا فظهر وميض ابيض التفت الناس ليرون امرأه فائقه الجمال ذات شعر ابيض واعين شديد السواد، تشبه ذات اعين ألبومه التى تتعرف عليها من على بعد... انها هي
سارت تجاهها ليفسحون الناس لها وابتعد الجنود للوراء ممسكين سيوفهم لكنها لا تهاب احد، اصبحت على مقربه من "لينا" التى تناظرها بشده
انحنت ولمست " فرناس" تعجبت منها كانت جميل الخلق الى ان باعينها حزن
: بني
لوهله شعرت "لينا" بانها سمعت خطأ، هل نعتته بذلك حقا
: هل بعد كل ما فعلته لتصلين الى هنا هكذا تكون نهايته
لمست جرحه واغمضت اعينها لتفتحتها ثاقبه "لينا" بنظره مخيفه قال
: لا تزال هنالك فرصه ليعيش، اعيدى فتح الكتاب كما فعلتى
لم تستعجب من معرفتها لكن قالت : الكتاب لا يفتح
: الا تستطيعين المحاوله من اجله
صمتت وقفت من جديد وجمعت قبضتها لتسيل منها د.ماء سوداء وتذكر بها على الارض قالت
: افعليها هي
امسكت بالكتاب بقوه وفتحته بكامل قبضته قالت
: انك الواقع هنا... أرسلنا لعالمى
رجفت يدها واهتز الكتاب فتحولت قطرات دماء الى دوامه سوداء وبرز رمز مملكه غوانتام
اقتربت منه ممسكه اياها من ملابسها قالت
: ان مات فستموتين معه، مثلما لديه فرصه ليحيا لديك فرصه لعدم اجبارى على قتلك
: انتى مين
صمتت وهى تنظر إليها ولفضولها قالت
: والدته
اتسعت عيناها بصدمه من معرفة ان من تقف امامها ليست سوى جنيه
"داغر" : ماذا يحدث
"لينا" : متقربش، لا يقترب احدكم منكم... سيأتى ملككم معى
"بردله" : ان كان لا يزال حيا فلنعالجه
"لينا" : الطب متطور لدينا سيحيا ان ارسل معى
نظر الناس إليها نظرت الى الكتاب قالت
: رجعنا لبلدى
أحاطها الضباب وتلاشي كل شيء من حولها
:اى الصوت ده
: دى لينا
كانت تجلس فى ذات المكان الذى غادرت منه، فتحت اعينها وهى تسمع صوت أخيها و"معتز" يأكد لها انها لا تحلم
وجدت نفسها فى المكتبه، لقد عادت الى عالما وقعت اعينها عليه وهو لا يزال بين زراعيها متشبثه
اتى "حسام" و"معتز" وتوقفا عندها من ما راوه، رفعت عيناها المرهقه التى تكمن فيها راحه
: رجعنا