رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سارة بركات

رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سارة بركات

رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السابع والعشرون 27 هى رواية من كتابة سارة بركات رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السابع والعشرون 27 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السابع والعشرون 27 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السابع والعشرون 27

رواية ثأر الشيطان بقلم سارة بركات

رواية ثأر الشيطان جواد وشمس الفصل السابع والعشرون 27

تحدث جواد بتلك الجملة عندما شعر أن تلك آخر مرة سيتحدث بها مع والده فاض به الكيل وهويطالع إرتفاع منسوب المياة في الشاحنة من الخلف أثناء جلوسه على مرتفع عالٍ من سبائك الذهب وذلك لكي يكون لديه وقتٌ أطول في البقاء على قيد الحياة .. كان فيليب يتمسك بقوة باللاسلكي ولم يخرج من صدمته حتى الآن .. فقط مشاعر مضطربة بداخله، يقوم بتجميع الأحداث من الماضي حتى الآن .. بدايةً من حريق المنزل! .. انتبه عندما أخذ أندريه اللاسلكي من يديه ..
- جواد.
انتبه جواد لمن يتحدث..
- معاك أندريه، حاول تدور حواليك على أي مصدر خروج!
أردف جواد باستسلام:
- مفيش أي مصدر خروج.
قام أندريه بالضغط على عدة أزرار فهو يعلم تمامًا الطريقة التي صُمِمت بها تلك الأقفال ثم أردف بعدما انتهى:
- قِفل العربية يا جواد هيفتح ببصمة إبهامك! جرب دلوقتي.
أغمض جواد عينيه بقوة ثم قام بفتحهما:
- القفل اللي كان معايا اتكسر مش عارف ازاي! خلصنا كل حاجة وخرجت لقيته مكسور! كان سليم لما وصلت المكان!
أردف أندريه باستفسار:
- أومال الباب مقفول بإيه؟!
ابتلع جواد غصته عندما أدرك الفخ الذي وقع به! لقد قام أحدهم بكسر القفل عمدًا!، وأردف بمرارة:
- قِفل عادي، بس المفتاح مش لاقيه وقع في المياه.
أردف أندريه بهدوء وهو يحدق في وجه فيليب الشاحب:
- حاول تنزل تدور عليه .. أنا عارف إنها صعبة بس هتلاقيه.
قام جواد بإغلاق اللاسلكي وهو يطالع الشاحنة التي إمتلأ نصفها بالمياة .. نزل ببطئ للأسفل وقام بالسباحة يبحث بعينيه عن المفتاح وانتبه لوجوده في فراغات موجودة بين بعض السبائك .. سبح للأسفل وأخذه بيده وصعد للأعلى لكي يلتقط أنفاسه ثم قام بحبسها مرة أخرى وسبح أسفل المياة مرة أخرى ليقوم بفتح القفل ولكن للمفاجأة! القفل لم يُفتَح! غضب جواد بشدة ثم عاد للسطح مرة أخرى ليجلس حيث كان .. وفي تلك الأثناء
كان ماتيوس يبتسم بشر وهو يتحدث بالهاتف مع إيهاب:
- لا تقلق، اعتبره في عداد الأموات فقد أعطيته المفتاح الخاطئ.
قهقه ماتيوس بشر ثم أردف:
- إن لك مفاجأة كبيرة جدا عندي! لقد فعلت ما رفضه بنو جنسك وأنت تستحق هديتك!
أردف إيهاب بابتسامة شرير:
- وأنا في انتظارها!
عند جواد:
أمسك باللاسلكي مرة أخرى لكي يتحدث مع أندريه:
- أندريه، لقيت المفتاح بس مبيفتحش!
في تلك الأثناء اقتربت شمس تلتقط اللاسلكي من أندريه وهي تبكي:
- جواد حبيبي، حاول تخرج من هناك بأي طريقة .. مينفعش ده يحصل مينفعش دي تبقى النهاية بينا.
أردف جواد بحب:
- متقلقيش يا شمس هخرج من هنا بأي طريقة، أنا وعدتك وأنا قد وعدي.
- سامحني يا جواد .. انا قولت لفيليب على كل حاجة.
صمت جواد ثم أردف بابتسامة:
- مفيش مشكلة يا حبيبتي، متقلقيش عليا هجيلك تاني.
هزت رأسها كأنه يراها ثم صمت جواد قليلًا وهو يُطالع الشاحنة حوله بتركيز ثم وقعت عينيه على شيءٍ ما بالخارج، ثم أردف:
- بابا؟!
ارتجف قلب فيليب حينما سمع تلك الكلمة منه مرة أخرى .. ولكنه كان متسمرًا غير قادرًا على الحراك!
- فيليب سامعني!
اقترب يمسك باللاسلكي بارتعاش وأخيرًا تحدث:
- نعم؟
ابتسم جواد بهدوء وهو يطالع الشاحنة حوله ثم أردف:
- الأحبال دي متينة قد إيه؟
تحدث فيليب بهدوء:
- مش فاهم سؤالك.
توقف جواد راكعًا في مجلسه لأنه وصل لسقف الشاحنة وهو يُخرج سكينًا حادًا صغيرًا من جيبة (مطوه) ويقترب من أحد الأحبال التي تمسك جيدًا وتمنع السبائك من الوقوع ..
- يعني لو حبيت أقطع الأحبال اللي ماسكة السبايك هتتقطع بسكينه عاديه؟
أجاب فيليب بهدوء:
- أيوه بس حاول تركز عليها بقوتك شويه! الأحبال دي صعبة.
- متقلقش.
- هتعمل إيه يا جواد؟
ولكن جواد تجاهل سؤاله ثم أردف بابتسامة كأنه يراه:
- شويه وراجعلك.
ثم أغلق جواد اللاسلكي واقترب نحو جهة من الأحبال وقام بمحاولة قطعها بإستخدام أقصى طاقته بذراعيه الإثنتين مما جعل عروقه تبرز بقسوة ..وبعد صعوبة قام بتقطيع جُزء وتبقى جُزء أخير وهو الجزء الأسهل! .. لأن ما يُحكم ثبات تلك السبائك العديدة كانوا جهتين والآن انقطعت واحدة وتبقت الأخرى حيث أنها هي الجهة الوحيدة الآن التي تُمسك بالسبائك، سبح نحوها وذلك نظرًا لإمتلاء الشاحنة بالمياء وتَبَقى رُبعُها تقريبًا .. كان هناك سهولة في تقطيع الجهة المتبقيه وأمسك جواد بقوة بسلاسل حديدية موجود في أعلى سقيفة الشاحنة وبمجرد إنفلات الأحبال الأخيرة تفككت السبائك والتي كانت تعتبر معلقة في الشاحنة .. ولكن قوة سقوطها تلك سحبت الشاحنة لأسفل البحيرة بقوة ما سبب إصطدامٌ قويٌ جدًا في الشاحنة من الخلف بسبب صخرة كبيرة موجودة أسفل المياة ونتج عن ذلك الإصطدام تَحَطُّم باب الشاحنة! .. سبح جواد بقوة في المياة بعدما خرج من الشاحنة .. ثم ارتفع لسطح المياة ليلتقط أنفاسه بقوة كأنه قد عاد للحياة مرة أخرى! ... حاول أن يتنفس بعمق وهو ينظر في أعماق البحيرة ثم أخذ يسبح بداخلها مرة أخرى ليقترب نحو السائق المتوفى داخل الشاحنة لكي يقوم بإخراج جثته من المياة، قام بفتح بابه بصعوبة وأمسك بالسائق وصعد به لسطح المياة، ثم خرج بصعوبة من البحيرة وذلك بعدما أمسك بأحد جذور الأشجار القريبة منها لكي يصعد للخارج من خلالها وبعدما صعد ارتمى وهو يتنفس بعمق نظرًا للمجهود الذي قام به وبجانبه جثة السائق المتوفى، اعتدل وقام بوضع الجثة جانبًا لجعلها تستند على أحد الأشجار ثم أخد يركض بقوة في الطريق الذي هو به لكي يذهب للطريق الخارجي لكي يستقل أي سيارة ستقابله وبالفعل ركب مع إحدى العائلات لكي يأخذوه في طريقهم! .. كانوا جالسين يُطالعون اللاسلكي بذهول متعجبين من تأخيره بحديثه معهم! هل ... هل .. هل حدث له شيئٌ سيء .. لما كلهم متسمرين هكذا في أماكنهم؟ أمِن حجم المفاجآت والصدمات التي عاشوا بها للتو؟ كان فيليب يداه ترتعشان ثم ارتمى على كرسيه يحاول أن يلتقط أنفاسه يقوم بتعديل رابطة عنقه! يشعر أنه سيموت! .. كيف يفعل ذلك؟ لماذا يؤنبه ضميره هكذا؟ .. لا لا لا .. إنه ليس إبنه .. لا لا يمكن أن يكون كذلك ولكن شمس قالت أن آسيا على قيد الحياة .. بكى بنحيب عندما تذكر يوم وفاتها .. اليوم الذي مات فيه معنويًا .. لقد تحول من سيءٍ إلى أسوأ! حاول أن يهدأ يمكن أن يكون هُناك عدم توضيح في شيءٍ ما لا يُمكن أن يكون كل ماعاشه مجرد رماد! .. لقد مرت سبعة وثلاثون عامًا على وفاتها أو هو من ظن ذلك .. طالع يديه الإثنتين بعدم فهم وهو يحاول أن يلتقط أنفاسه انتبه أندريه لحالته تلك وأسقاهُ كوبًا من المياه بهدوء .. كان حقًا يرتعش ربت أندريه بهدوء على ذراعيه .. أما شمس كانت تبكي بهيستريا وهي تُطالعهما .. كل مايهمها الآن هو أن يعود أن جواد والآن! لا تستطيع أن تتخيل حياتها بدونه! لا .. بعد أن هدأ فيليب قليلًا من حالته تلك طالع شمس بأعين حمراء من البكاء وأردف وهو يقترب منها بوهن:
- أرجوكِ صوفيا، حبًا بالله إذا كنتِ تعلمين أين توجد آسيا أخبريني.
ظلت تطالعه وهي تبكي ولكنها لم تتحدث وجن جنون فيليب وأردف بغضب وهو يمسك ذراعها بقوة:
- أخبريني أين هي؟؟! أم أن تلك حيلة منكِ أنتِ وجواد لكي أتراجع عن فكرة قتله؟!
أمسكه أندريه من ذراعه يبعده بقوة عنوة عنه وأردف:
- إهدأ فيليب! أنت لست بحالة جيدة.
أردف فيليب بغضب وهو يسحب ذراعه منه بقوة:
- أصمت أنت! إن حديثي معها.
عاد يمسكها مرة أخرى بقوة قد آلمتها ولكنها أردفت وهي تبكي بقهر:
- أنا لا أتذكر.
طالعها بعدم فهم وذهول من إجابتها تلك! وأردف بتشتت:
- ماذا تعنين بأنكِ لا تتذكرين؟؟!
أردف ببكاء:
- كل ما أعلمه أنها من أنقذتني لكي أهرب مِن مَن قَام بخطفي، لقد كانت في ذات المكان الذي كنتُ أنا به.
صُعِق! نعم صُعِق هل هي مخطوفة! هل كل ماتقوله صوفيا صحيح!! .. كادت أن تتحدث ولكنهم جميعًا انتبهوا لدخول جواد للقصر بثيابه المبتلة! صرخت شمس بإسمه عندما رأته وركضت نحوه حتى استقرت بين ذراعيه تضمه بقوة .. كانت تبكي بقهر وهي تضمه بقوة ..
- ماتسبنيش تاني يا جواد! أنا مش هقدر أعيش من غيرك.
ربَت جواد على شعرها بحب وفي ذات الوقت يُطالع فيليب الذي يطالعه في المقابل بغضب لا يُمكن التحكُم به .. ابتعدت عنه تطالعه بحب لتطمئن أنه بخير ..
- متقلقيش يا حبيبتي أنا كويس.
قال تلك الجملة وهو يلتمس ذقنها برقة بابتسامة لطيفة ولكن بملامح مرهقة نظرًا للمجهود القاسي الذي قام به أسفل المياة.
ابتعدت شمس قليلًا جانبًا عندما رأت نظرات جواد وفيليب لبعضهما .. وكل ما تحدث به فيليب كان:
- آسيا فين؟
طالعه جواد بهدوء لا يعلم كيف يُجيبه على سؤاله هذا! ولكنه أردف بهدوء:
- معرفش.
اقترب فيليب نحوه بغضب ولكن أندريه توقف بسرعة بينهما في المنتصف ..
- ابعد أندريه.
أردف أندريه بغضب مكتوم من تصرف أخيه:
- إهدى يا فيليب وفكر بعقل!
أردف بغضب شديد:
- هما خلوا فيها عقل!!! مراتي اللي بقالها سبعة وتلاتين سنة ميته وفجأة يقولولي إنها عايشه؟! ومش بس كده ده بيقولوا إن ده ... *أشار على جواد* .. يبقى ابني أنا! .. عايزني أتصرف إزاي وإنت مش في مكاني!!
كاد أندريه أن يتحدث ولكن جواد من تحدث بدلا عنه:
- نقدر نعمل تحليل DNA زي مانا عملت لما شكيت في الموضوع .. تعالي نعمل التحليل عشان تتأكد.
طالعه فيليب بغضب ولكنه أردف بكلمات آلمت قلب جواد:
- ميهمنيش، اللي يهمني إني أعرف مراتي فين طالما هي لسه عايشه، ده اللي يهمني وبس! عايز أعرف مين اللي عمل فيها كده وأنا هخليه يتمنى الموت بدل المرة مليون مرة بس مش هناولهاله.
أردف جواد بعد صمت دامَ لعدة ثوانٍ يحاول إستيعاب وَقعَ الكلام على آذانه:
- آخر مرة خطفوها مني في الفيلا ومن وقتها مش بلاقيها بس انا قربت و.....
- دورك انتهى لحد كده أنا هوصل لآسيا بطريقتي .. أنا هحرق الأرض كلها عشان ألاقيها.
ثم صعد فيليب لغرفته ليقوم بتجهيز نفسه لكي يخرج ويجد طريقة ليجد بها آسيا .. كان جواد يمكانه غير مستوعب ماحدث كان يتوقع تصرفًا آخر عندما يعلم فيليب أنه ابنه ولكنه قد خذله! ولكنه برر أن صدمة معرفته بالحقيقة قد جعلته يتصرف هكذا وأكيد عندما يهدأ سيضمه ويربت على كتفه ويقول له مرحبًا بك بني.
"رواية/ ثأر الشيطان .. بقلم/ سارة بركات"
هبطت عبرة من مقلتي جواد جاهد أن يُخفيها ولكنه لم يستطع وقام بمسحها بسرعة لكي لا ينتبه له حد .. التفت أندريه يطالع جواد ثم أردف:
- كان في حاجة جوايا بتقولي إنك من لحمي ودمي بس أنا كنت غبي ماسمعتش للي جوايا لإن ببساطة فيليب محبش غير آسيا ومتجوزش غير آسيا وملمسش غيرها! الموضوع بالنسبالنا مش منطقي، اعذر فيليب يا جواد هو بس في صدمة إن آسيا لسه عايشه بس صدقني لما يفوق هياخدك في حضنه.
ظل جواد يُطالعه بهدوء وهز رأسه بهدوء وربت أندريه على كتفه بابتسامة:
- Welcome to our crazy family
ابتسم له جواد ابتسامة سطحية وانتبه الجميع عندما نزل فيليب على أدراج القصر وكاد أن يخرج منه أردف جواد بهدوء:
- مش هتلاقيها
التفت فيليب له يطالعه بغضب:
- أنا مش إنت!
ابتسم جواد بإرهاق وأردف:
- تعرف إيه أنا معرفوش؟
- أنا أعرف كتير! وأعرف مين اللي ليه مصلحة في إنه ياخد مراتي مني، الموضوع قديم بس هو لسه صاحي جواه وانا هوريه!
جواد باستفسار هادئ:
- مين؟
أردف فيليب بابتسامة شيطانية مجنونة:
- مش مهم مين! المهم إن أنا هقدر أجيبها! وهوصل لمكانها انت متعرفش أي حاجة عن حياتي أنا ومراتي فماتتدخلش.
- أنا ابنها وده حقي.
أردف فيليب بغضب:
- وأنا جوزها
أردفت شمس بغضب من طريقة فيليب:
- إنت إزاي كده!! إزاي بتعامل إبنك كده كإنه جاي من الشارع؟؟
أردف أندريه بصرامة:
- صوفيا، صوتك ميعلاش على عمك.
صرخت شمس في وجهه وهي تطالعه:
- هو مش عمي! .. وانت مش أبويا! .. انتوا كتر خيركم قعدتوني عندكم لكن أنا .. انا ماليش غير جواد البني آدم اللي هو بيعامله وحش!
- ده انتوا طابخينها سوا بقا؟ طلعتي عارفة تتكلمي مصري وطلعتي عارفة إنه جوزك.
ذلك ماتحدث به فيليب وهو يطالعها بغضب هي وجواد ..
- مسمحلكش.
ذلك ما أردف به جواد بهدوء وهو يطالعه واستأنف بتوضيح:
- شمس عرفت كل حاجة من يومين بس وكانت عايزة تحكيلك بس أنا اللي رفضت كنت مدي لنفسي وعد إني أجيبلك آسيا لحد عندك!
ذلك ما أردف به جواد بصوت مهزوز وهو يطالع والده الذي يطالعه ببرود لثوانٍ معدودة، التفت فيليب لشمس يُجيب على سؤالها:
- عايزة إجابة لسؤالك؟ اللي هو إزاي بعامل إبني كإنه جاي من الشارع؟ أنا هجاوبك .. ببساطة ومش هتكسف منكم، أنا كنت بتمنى أعيش إحساس لما مراتي تيجي تقولي إنها حامل! أو إني أروح معاها عند الدكتور نتابع الحمل! أو إني أشيله بين إيديا بعد ماتولده وأشوفه بيكبر قدامي عيوني! .. *ثم تحدث بغضب كبير* .. انتوا متخيلين إنتوا طالبين مني إيه؟؟ طالبين مني أصدق إن شاب في السن ده يبقى إبني .. لا مش شاب ده داخل على الأربعينات! ومش بس كده! ده الشخص اللي خان ثقتي فيه وسلمني للبوليس وهو بيضحك في وشي!! إنتوا مستوعبين!، دلوقتي أنا مطلوب مني إيه؟؟!!! مطلوب مني أتخلي عن كل أحلامي اللي اتمنيت اعيشها مع مراتي ومبادئي اللي عشت عليها سنين كتير وأصدق وأتعامل إنه ابني وأخده في حضني! ده اللي انتوا متوقعينه!!!!
هز فيليب رأسه بيأس وإرهاق وقام بمسح عبرة خرجت من مقلتيه رغمًا ثم أردف بهدوء:
- أنا آسف يا جواد ماتستناش مني أكون الأب اللي كنت تتمناه! في أقرب وقت لِم حاجتك وارجع لمصر انت ومراتك ..مبقاش مرحب بيكم هنا! أما بالنسبة لآسيا؛فأنا هرجعها بطريقت.
ثم خرج من القصر واستقل سيارته ولاحقه أغلب رجاله الذين يقومون بحراسة القصر .. تنهد أندريه بضيق ثم أردف وهو يُطالع جواد:
- متصدقش كلامه، ده الدمعة فرِّت من عينه بجد؟ هو بس محتاج يهدى ويستوعِب حجم الصدمة اللي هو مش مصدقها أصلا! إنت متخيل من صدمته مصممش يعمل تحليل DNA؟! ده راح جري يدور على آسيا!
ظل جواد يُطالعه بهدوء ثم وجه حديثه لشمس:
- يلا نمشي ياشمس، أنا حاجز أوضة في فندق و....
قاطعه أندريه بإصرار:
- مفيش الكلام ده! متتضايقش من كلمتين فيليب قالهم! اطلعوا بس وارتاحوا متقلقوش شويه وفيليب هيبقى كويس.
هز جواد رأسه وأخبره بمكان وجود جثة السائِق ثم قام أندريه بإرسال باقي الرجال المتواجدين في القصر ليُخفوا آثار الجثة .. صعد جواد وشمس لغرفته وجلس بفراشه وهي بجانبه تُمسك بيده؛ أما هو فقد كان ينظر للفراغ .. لم يكُن يتوقع أن يحدث كل ذلك ولكنه مُحق حتى هو لا يعلم كيف سيتعامل والده فيما بعد أو كيف ستكون الحياة بينهما .. لم يعيشا لحظاتٍ أبوية سعيدة من قبل! .. لديه كل الحق! كيف سيتعامل فيليب معه على أنه ابنه؟ .. تنهد جواد بصعوبة وتقابلت عينيه مع شمس التي وضعت يدها تلتمس وجنته وتبتسم بحب وهي تطالعه وأردفت بهدوء:
- معلش هو بس مصدوم! ده فيليب.
أردف جواد بابتسامة هادئ وأردف:
- لحقتي تقعدي معاه سنة وحفظتيه.
هزت رأسها وأردفت:
- هو حقيقي من أحسن الشخصيات اللي ممكن تقابلها هو بس في حالة صدمة متزعلش منه.
- وأنا مش زعلان .. أنا بس بفكر.
أردفت بحيرة:
- بتفكر في إيه؟
إحتدت ملامح جواد وهو ينظر للفراغ مرة أخرى:
- بفكر آخد حقي إزاي في اللي حبسني تحت المياة.
اعتدل من جلسته وأردف:
- أنا هروح مشوار مهم، هحتاجك تكوني مع أندريه وأنا على أما أرجع يكون فيليب رجع هو كمان.
تحدث بتلك الجملة وهو يقترب من خزانة ملابسه ويخرج ثيابًا نظيفة ليستحم ..
- تمام.
تحركت ببطئ وهدوء نحو باب الغرفة ولكنه أمسكها من ذراعها يقربها نحوها ليقبلها من مُقدمة رأسها ثم أردف:
- متقلقيش عليا أنا كويس.
استندت برأسها على صدره وأغمضت عينيها وبعد عدة دقائق ابتعدت وهي تبتسم بهدوء:
- هستناك.
- مش هتأخر، أوعدك.
خرجت من الغرفة بابتسامة جميلة؛ أما هو فقد دخل الحمام ليأخذ حمامًا منعشًا وبعدها قام بارتداء ثيابه وتحرك بسيارته من أمام القصر .. كانت شمس جالسة مع أندريه الذي يُطالعها بهدوء .. وكانت مُحرجَةً كثيرًا منه وأردفت باعتذار:
- أنا آسفة لو عليت صوتي عليكم .. أنا مستحملتش أشوفه بيعامله كده مهما كان السبب إيه.
ابتسم أندريه وهو يُربت على يدها بحنان أبوي:
- ماتقلقيش هو الموقف نفسه صعب علينا كلنا .. فكل ردود الأفعال اللي حصلت النهاردة دي مش هتفرق قد ما عيلتنا اكتملت.
ابتسمت له بامتنان بينما أندريه تحدث:
- تعرفي ياصوفيا...
طالعته بتنبيه .. وحمحم مستأنفًا:
- تسمحيلي أناديكي بصوفيا.
أردفت بابتسامة:
- مفيش مشكلة، اتفضل.
استأنف أندريه وهو يُطالعها:
- أنا مبسوط جدا من اللي حصل ده، متستغربيش .. بس أنا مبسوط عشان هبقى معاكِ دايمًا.
طالعته بعدم فهم ولكنه أردف مستأنفًا محاولًا التحكم في حزنه:
- أنا لما عاملتك كإنك بنتي فده كان فعلا نابع من جوايا، أنا كان عندي بنتي كانت جميلة زيك كده كانت في سنين حياتها الأولى، بس هي ماتت بسبب مرض خطير! .. ولما شوفتك فكرتيني بيها وقتها حسيت إن بنتي رجعتلي وإني لقيت عوضي فيكِ، فاتمسكت بيكِ كإنِك نجاتي في الحياة، وده الجانب المُظلِم اللي جوايا واللي مش قادر أحكي لحد عنه، بس أنا حكيتلك.
كادت عبراته أن تنزل ولكنه تحكم في ذلك بل كان متأثرًا فقط بالماضي واستأنف:
- عشان كده أنا فاهم إحساس فيليب .. اللحظة اللي حد قريب منك يطلع عايش بعد ما تكوني عيشتي على كذبه إنه مات وأخد روحك معاه بتلاقي نفسك اتجننتي كإنك كنتِ على أمل إنه يبقى عايش فعلا!
هزت شمس رأسها وأردفت:
- فهمت حضرتك.
اعتدل أندريه وأردف:
- أنا محتاج أطلع أوضتي شويه وهنزل على الغداء.
هزت رأسها وبالفعل تركها وصعد لغرفته أما بالنسبة لشمس فقد كانت تشعر بالضيق بسبب ماحدث اليوم بالكامل، تنهدت بثقلٍ وأمسكت برأسها تشعر بألم في رأسها وفي ذات الوقت تفكر في طريقة تساعد فيليب وجواد أن يكونا على وفاق، استفاقت من شرودها ذلك عندما انتبهة على صوت هاتفها يُصدرُ رنينًا مستمر، وأجابت على الهاتف:
- ألو.
- آنسة صوفيا؟
- نعم هذه أنا، من معي؟
- كان هناك طلبًا طلبتيه عبر الإنترنت منذ عدة أيام .. أنا الآن أمام القصر للتسليم.
- حسنًا سأخرج.
خرجت من القصر وأخذت تبحث عن من ينتظرها بعينيها ولكنها لم تجده .. خرجت خارج بوابة القصر تبحث عنه وجدته يقف على بعد مسافة يبدو أنه يتحدث بالهاتف أشارت له واقتربت نحوه وحينما كانت على بُعد خطواتٍ منه .. خرج بعض الرجال من بين الأشجار وقاموا بتكميم فمها حاولت أن تصرخ وتقاومهم ولكن خارت قواها وفقد وعيها.
...............................................
كان جواد يُطرق على باب شقة مجهولٌ صاحبها حتى قام بفتح باب الشقة للطارق وتفاجأ بلكمة قويةً في وجهه، اعتدل إيهاب وهو يُطالع جواد بعدم استيعاب:
- إنت بعدك عايش لهلّق؟!
اقترب جواد منه بغضب وهو يغلق باب الشقة خلفه:
- مفاجأة مش كده؟ مين اللي بعتك يا كلب عشان تخلص مني؟
ولكن إيهاب لم يتحدث وظل يبتعد خطوات للوراء، ولكن جواد اقترب منه يُمسكه من تلابيبه متحدثًا بغضب جحيمي وهو يلكمه مرة أخرى:
- مين؟!!
ولكنه لم يُجِبه وقام جواد بضربه بقوة حتى أصدر إيهاب أنينًا..
- مين؟!!!
ذلك ما هدر به جواد بغضبٍ وصراخٍ مرة أخرى..
أردف إيهاب بألم وهو يٌغمض عينيه:
- ما بقدر إحكي… رح يقتلني إذا عرف إني قلتلك.
- وأنا هقتلك قبله لو ماقولتليش هو مين.
تنهد إيهاب بألم وأردف بنبرة مرتجفة:
- ماتيوس هو اللي كان بدّو يقتلك… واللي فهمتو إنّو ناوي يقتلكن كلكن.
ظل جواد يُطالعه عندما سمع إسم ذلك الشخص! صديق فيليب هو من فعل ذلك!! ... لحظة! إثنان!! ثلاثة!!! حتى استوعب ما فعله ... ماذا فعل؟؟ إن رجال فيليب ليسوا بالقصر! حيث أنهم لاحقوه حيث ذهب! والباقي ذهبوا تبعًا لأوامر أندريه، وشمس وأندريه همُ الوحيدين الموجودين هناك!! لم يُشعر بنفسه سوى وهو يركض خارج الشقة يركض بأقصى سرعته ليركب سيارته ليذهب إلى قصر فيليب.
في ذات الوقت:
كان فيليب يقف أمام قصر ماتيوس يُطالعه بهدوء .. وكان رجاله يحيطون القصر بسرية تامة .. يُملي عليهم حرصهم على مراقبته جيدًا في الفترة القادمة، حيث أنه قد وصل للتو بعدما خرج ماتيوس من قصره مباشرة! .. أغمض فيليب عينيه يتذكر جيدًا اليوم الذي تقابل فيه مع شمس لأول مرة .. طريق الغابة، حيث أن بداية ذلك الطريق يؤدي الى المدينة التي يوجد بها قصر ماتيوس .. أغمض عينيه بقوة يحاول التحكم بغضبه من أن يقتل ماتيوس .. إنه الوحيد المشكوك به الآن لأن يوجد بينهما موقفٌ قديمٌ لم ينساه سيُريه من العذاب ألوان ولكن ليس قبل أن يجد آسيا! .. انتبه عندما آتته مكاملة هاتفيه من أحد رجاله ..
- وصل السيد ماتيوس إلى مكانٍ مجهول الهوية يبدو أنها مصحة نفسية، ولكن أتاه خبرٌ ما حيث لم يُكمل خمس دقائق في ذلك المكان وخرج منه مُسرِعًا.
- أعطِني العنوان.
وبعد عدة دقائق:
كان فيليب يقف أمام تلك المصحة يطالعها بريبة! أمن الممكن أن يجد شيئًا هُنا ذات صِلةٍ بآسيا؟ أخذَ نفسًا عميقًا ودخل المكان يبحث بعينيه عن شيءٍ يَدُلُه عليها.
أخذ يفتح كل أبواب الغرف الموجودة بتلك المصحة ولكنه لم يجد أي شيء! .. صعد للطابق العُلوي وأخذ يبحث في الغرف التي به أيضًا ولكن لا يوجد بها شيء! كلهم مرضى نفسيين بالفطرة! ولكنه انتبه لغرفة متبقية في نهاية الرواق اقترب نحو الغرفة ببطئ شديد ووقع قلبه في قدمه عندما سمع صوت دندنة يعلمها جيدًا .. دق قلبه بعنف وهو يفتح باب الغرفة خائفًا مما سيراه! ... كانت تجلس على كرسيها تنظر للفراغ بملامحها الباهته والتي شاخَت باكرًا عن المعتاد! بسبب ما رأته بحياتها وسوء التغذية كان هو العامل الأساسي لما حدث لها، كانت تدتدن دندنتها المُفضلة والتي حفظتها منذ الصغر .. تلك الدندنه كانت تغنيها قبل رحيلها عنه! .. هو يتذكرها جيدًا يتذكر ضمتها الأخيرة له .. وقعت عينيه عليها ولم يصدق .. إنها هي! إن آسيا موجودة أمامه!! يا الله إن هذا حقيقي!! ارتعش فيليب وهو يقترب بخطوات هادئة لم تنتبه لها حتى توقف بالقرب منها وهو يُطالِعُها بذهول! .. أردف بهمس سمعته .. تعلم صوته جيدًا صوته الذي لم يَغِب تمامًا عن عقلها!
- آسيا.
صُدِمَت عندما سمعته ورفعت رأسها ببطئ وطالعته وأردفت بعدم استيعاب:
- فيليب!

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا