رواية عطر سارة الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شيماء سعيد

رواية عطر سارة الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شيماء سعيد

رواية عطر سارة الفصل السابع والعشرون 27 هى رواية من كتابة شيماء سعيد رواية عطر سارة الفصل السابع والعشرون 27 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عطر سارة الفصل السابع والعشرون 27 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عطر سارة الفصل السابع والعشرون 27

رواية عطر سارة بقلم شيماء سعيد

رواية عطر سارة الفصل السابع والعشرون 27

بمكتب ضحي سكرتيرة سارة.
دلف محمود بخطوات تدل على اقتراب كارثة، قامت ضحي من محلها وقالت بإبتسامة متوترة:
_ إزاي حضرتك يا محمود بيه الشركه نورت والله ثواني هدي المدام ساره خبر..
نظر إليها نظرة حادة فقالت بخوف:
_ والله يا فندم انا ما ليش دعوه مدام سارة هي اللي قالتلي لما محمود بيوصل ما يدخلش غير لما انا اؤمر بكده... 
حقا ؟!.. حسنا يا صغيرة، أشار لضحي على مقعدها وقال بقوة:
_ اقعدي على الكرسي بتاعك وما حدش يدخل علينا حتى لو كان في ضرب نار جوه مفهوم؟!.. 
أومات إليه وألقت بجسدها على المقعد برعب، فتح باب المكتب بقوة ثم أغلقه فإبتلعت ريقها بصعوبه وهمست:
_ إيه الحظ ده يا ربي بقى انا أفلت من تحت ايد علي اجي اشتغل عند محمود صحيح هفضل طول عمري غبية.. 
بالداخل.
قابلته بابتسامة هادئة، كانت تعلم قدومه خلفها وكانت تعلم طريقة دخوله بعد حديثه مع ضحي، وضعت ساق على الآخر وسندت على ظهر المقعد لتجلس براحة أكثر ثم قالت:
_ أخبار أبلة عايدة إيه يا أبيه بجد قلقت عليها جدا..
أومأ إليها بهدوء ما يسبق العاصفة، ثم عاد للباب وأغلقه بالمفتاح عدة مرات ووضع المفتاح بجيب بذلته، أقترب منها بخطوات بطيئة وخلع جكيته وألقي به على أحد المقاعد بعدها رفع أكمام قميصه إلي منتصف ذراعه وقال:
_ بتلعبي مش كدة ؟!..
ببراءة نفت بحركة بسيطة من رأسها وقالت:
_ العب وانا مين عشان اقدر العب قدامك كل الموضوع اني عرفت قيمتي بالظبط وزي اي ست اصيله رضيت بنصيبي وبحاول الم بيتي ما هو الخراب وحش برضو يا ابيه.. 
_ والله دلوقتي بقيت أبيه وقدام عايده كنت بيبي...
أومأت إليه بخجل أخرجه عن السيطرة وأكملت عليه بحديثها الناعم:
_ طبعاً لأزم تبقى قدامها بيبي ما ينفعش اسرار خلافاتنا تخرج لحد بره، بديك برستيجك قدام الناس كده ابقى غلطت يعني؟!.. 
يكفي دلال، جذبها من فوق المقعد وصرخ بغضب:
_ ايه القرف اللي انتِ عملتيه النهارده؟!..
تخلت هي الأخري عن برودها وقالت بنفس غضبه:
_ قرف ايه اللي انا عملته النهارده ؟!.. عشان عايده هانم زعلت ما انا من يوم ما عرفتكم زعلانه، كل الموضوع ان جيت زرتها وفهمتها إني راضية بوجودها في حياتنا غلطت في ايه انا بقى؟!.. حاولت اطمنها وافهمها ان هي مكانتها ما حدش يقدر يقرب منها في قلبك مين ما كان، اكدت لها على كلامك مش اكتر..
هي تتحدث بموضوع وهو عينه على موضوع أخر، يرن بعقله بسؤال واحد هل رآها أحد غيره بهذا الثوب؟!.. هل مرت بجمالها هذا من أمام رجل غيره؟!.. بل رجال رآها رجال يا إبن علام، ضرب على المكتب بقوة ليدق قلبها بخوف لم تظهره وقال:
_ عايده مين وزفت مين ما تولع، أنتِ مش شايفه نفسك لابسه ايه لفه البلد كلها بقميص نوم ليه جوزك مركب قرنين؟!. ده أنا لحد دلوقتي ما شفتكيش بقميص نوم.. 
حركت كتفها بدلال وقالت:
_ ده فستان أنت بس إللي موضة قديمة..
رفع حاجبه بمعني حقا ثم جذبها من مقدمة ملابسها لتبقي بين يديه وقال بغيرة قاسية:
_ انا لحم مراتي مش رخيص ده أنتِ شيلة إسم كبير عيلة علام، بس طالما مش بتتكسفي تمشي بنص جسمك عريان اكيد مش هتتكسفي تقفي عريانه قدام جوزك.. 
قبل أن تأخذ أي ردت فعل أو تفهم ما ينوي عليه كان شق فستانها نصفين لتبقي امامه بملابسها الداخلية المصبوغة باللون الأحمر..
ماذا فعلت يا محمود ؟!.. قالها لنفسه وهو يلعن غضبه، هذه الفتاة تقوده للجنون، رأي بعينيها قوة غريبة قبل أن تزيل عنها باقي الفستان وتعود لتجلس محلها واضعة ساق على الآخر مردفة:
_ فداك 100 فستان المهم انت دلوقتي مرتاح وحاسس انك اعصابك اهدى ولا محتاج تقلعني الباقي؟!.. 
حدق بها بذهول وقال:
_ أنتِ بتقولي إيه؟!..
_ بقول ايه بس انا عارفه ان حضرتك متعصب جدا وما قدرتش طبعا تطلع عصبيتك دي على عايدة التعبانة ولا معتز العيل اللي بيرضع فقررت تطلعه على ساره الشريره وانا سبتك تطلع اللي انت عايزه تؤمرني بحاجه تانيه يا سيدي.. 
يبدو إنها بالفعل اتجهت لشرب المخدرات، تقوده للجنون وليكون صادق وصلت به الي حافته، أقترب من هاتف المكتب وضغط على أحد الأرقام لياتي إليه صوت ضحي بتوتر:
_ والله يا مدام ساره انا حاولت ما ادخلهوش زي ما حضرتك طلبتي بس هو اللي صمم حقك عليا..
_ اخرسي يا ضحى معاكي ربع ساعه وتجيبي لي فستان مقفول على مقاس سارة..
_ أمرك يا باشا، بس الله يبارك لك فيها يا باشا الفستان الاولاني اخده انا من ساعه ما شوفتها بيه الصبح وعيني بتطلع قلوب..
أغلق الهاتف وهو يسمع رأي امرأة بجمالها إذن ما رأي الرجال ؟!.. عاد بنظره لها وجدها زادت جمال وفتنة فصرخ:
_ الله ياخدني يا شيخة عشان ترتاحي..
رفع حاجبها بتعجب مردفة:
_ هو انت دايما ظالمني كده، لما انت تموت انا هحرق دم مين ؟!.. حياتي مش هتبقى مسلية خالص ربنا يديك طوله العمر يا محمود..
بتعب جلس على أقرب مقعد، خافت عليه ومع ذلك ظلت بمكانها تتابعه من بعيد، ظل على هذا الحال لعدة ثواني قبل أن يسألها بتعب:
_ مش بتثقي فيا ليه يا سارة ؟!..
أهتزت من سؤاله ومن طريقته، حركت رأسها بتعب وقالت:
_ مين قال لك كده ده أنا وثقت فيك بدل المره 1000 وكل مره كنت بتخذلني، ردت عايدة ليه يا محمود ؟!.. مخبي أنك ردتني ليه ؟!.. ليه كل ما تتحط في اختيار تختار اي حد ان شاء الله البواب وانا لأ ؟!.. 
سألها برجاء:
_ لو قولت لك ما ردتهاش هتصدقيني؟!..
_ لو كنت قولتها قدامها كنت هصدقك لو كنت قولتها قدام معتز كنت هصدقك انت دايما قدام الناس بتبقى حاجه ومعايا بتبقى حاجه تانيه بتعيشني في احلام وبعد ثواني بالظبط بتفرج عليك من بعيد معاهم بعرف اني عبيطه وعايشه في مجرد وهم، لو انت فعلا ما رديتهاش قولها قدام الكل، قولهم ان انا دلوقتي مراتك وردتني..
نظر إليها بعجز، صبرت معه كثيرا والان من حقها البسيط معرفة الكل بزواجه منها، التوقيت يسحبه لحافة الهاوية، سألها برجاء :
_ لو قولتلك أصبري عليا شوية كمان هتثقي فيا وتصبري يا سارة؟!.. 
بحديثه الناعم دائماً يفوز بقلبها، والآن لا يكفي لهنا خضوع، ابتسمت بسخرية قائلة :
_ وده ليه لحد ما عايدة تموت خايف عليها؟! 
_ الأعمار بأيد ربنا عايدة مريضة بقى لها أكتر من 17 سنة ولسة عايشة، لكن معتز مراهق وحزين محتاج شوية وقت أكسب إبني وبعدين أفهمه الصح من الغلط عايز أصلح لعب عايدة في دماغه ولو قولت إنك مراتي هي هتستغل ده وهخسر معتز للأبد.. 
ببساطة شديد جعلته يشعر بالخوف أومات اليه وقالت :
_ خد وقتك براحتك بس يا ريت الفترة دي تبقي بعيد عني بلاش تحسسني إني في السر لمزاجك خليني بنت عمك وبس لحد ما تحس انك قادر تقول للكل إني مراتك.. 
ربما أرادت تعجزه ربما أرادت أن يرفض طلبها ويقربها منه أكثر حتى لو رغما عنها، أوما إليها بهدوء فدق باب المكتب قام بفتحه أخذ من ضحى الملابس ثم أغلق الباب، أقترب منها ووضع الكيس أمامها مردفا :
_ البسي هدومك بدل ما تتعبي، ولو عايزة تبعدي عني في فترة وجعي لحد ما أحل مشاكلي ماشي يا سارة هعمل اللي يريحك.. 
_____ شيما سعيد____
بفيلا سارة..
دلفت الخادمة لغرفة ألفت وجدتها تجلس على الفراش وتقرأ بكتاب الله فقالت بهدوء :
_ مدام ألفت مدام حنان تحت محتاجة تقابل حضرتك..
بعد دقائق كانت تقف ألفت أمام حنان، حدقت بها بصمت لتقف الأخرى أمامها بأعين غارقة بالدموع ثم قالت بقهر :
_ وحشتيني أوي يا ماما..
بقلة حيلة وحزن فتحت ألفت ذراعيها لها، حنان مهما فعلت ستظل ابنتها التي تربت على يدها، ألقت نفسها بأحضان زوجة عمها وأم زوجها وبكت حتى شعرت بالتعب من كثرة البكاء، ساعدتها ألفت بالجلوس مردفة :
_ مالك يا حنان ايه اللي عامل فيكي كدة؟!..
_ محمود سابني لوحدي وإنتِ كمان مشيتي مع سارة، والله العظيم يا ماما أنا بحبها زي بنتي وخوفت عليها من خراب بيتها..
طبطبت ألفت على ظهر حنان وقالت بهدوء :
_ مش دايما الخراب بيبقى وحش يا حنان يمكن لو سمعتي كلامي زمان وطلبتي الطلاق من طاهر مكنش هيبقى ده حالك، ابني لما حس إنك دايما موجودة مهما يعمل ساق فيها، جوزك بقى له أربع شهور وأكتر صايع من ست لست وانتِ عارفة كدة كويسة لو كنتي بتحبي سارة فعلا مكنتيش تتمنى ليها حياة زي دي..
حركت رأسها بنفي وقالت :
_ عشان بحبها عايزاها تفضل مع محمود، محمود مش طاهر يا ماما لو كان زي طاهر مكنش صبر على عايدة كل السنين اللي فاتت دي..
زفرت ألفت بضيق وقالت :
_ بقى زيه يا حنان، محمود مش شايف وجع سارة شايف وجعه هو بس لو فضلت معاه هتعيش عمرها كله تحت رجل معتز، طاهر ابني الله يسامحه عقد محمود ومحمود مش عايز معتز يحس نفسه احساسه وفي المقابل سارة بس اللي هتطلع خسرانة..
فهمتها حنان وحزنت على ما وصل له ولدها، ربما لو كانت أخذت موقف بالماضي كانت قدر على إنقاذ أولادها محمود الذي يحمل الكثير وطارق التأه ببحر اللامبالاة، ولكن سارة طوق نجاة محمود الوحيد اذا ابتعدت تعلم انه لم يتحمل فقالت :
_ عندك حق بس محمود كمان حفيدك ووجعه يهمك..
_ ده حتة مني يا حنان مش بس حفيدي عشان كدة الأحسن له يبدأ مع واحدة تانية مش واحدة ابنه كان عينه منها وهيفضل طول العمر يكرها..
_ طيب ارجعي معايا البيت من وقت دخول عايدة المستشفى وأنا خايفة لوحدي..
ابتسمت ألفت بحنان قائلة :
_خليكي معايا أنا وسارة هنا بس الأول تعالي نزور عايدة مهما عملت هتفضل حفيدتي..
_ ماشي...
______ شيما سعيد _______
بعد أكثر من ساعتين بشركة علي.. 
زفر محمود بضيق من صمت صديقه، طلب منه أن يأتي سريعاً وعندما آت تحلى الأخر بالصمت، ضرب على كتف علي بقوة وقال بنفاذ صبر :
_ ما تنطق يا ابني في إيه أنا ورايا مصايب الدنيا هفضل قاعد كدة كتير.. 
تنحنح علي بتوتر وقال :
_ مهو أنا ساكت عشان أنت عندك مصايب الدنيا ومش عايز ازود همك وفي نفس الوقت الموضوع بوخ أوي ومش هقدر أسكت أكتر من كدة.. 
حدق به محمود بقلق وقال :
_ قول في ايه يا علي مش هيبقى أكتر من اللي أنا فيه.. 
أوما إليه علي وقام من محله بخطوات مترددة، أقترب من باب غرفة الاجتماعات وفتحه ثم أشار إليها بالاقتراب، نفت بخوف فأخذ نفس عميق وجذبها إليه بصبر هامسا :
_ أنا جانبك متخافيش واللي احنا بنعمله ده الصح... 
تحركت معه ليأخذ من يدها حتى وصل بها أمام محمود، ظل لعدة لحظات يحدق بها بصمت يحاول استيعاب رؤية شقيقته أمامه بعد سنوات من الغياب، قام من محله بتوهان وقال وهو يمرر يده على وجهها :
_ أروى؟!..
قالها بحنين قالها برجاء ان تكون بالفعل أروى، أومات اليه بتوتر باشتياق بخوف، فتح يديه لها بنداء يحمل الكثير من الحنين، ألقت نفسها على صدره وبكت بكل قوتها بكت وهي أخيراً تعيش شعور الأمان الذي افتقدته، أغلق يديه عليها وأغلق عيناه، وجودها معه الان وشعوره بها كان شي بعيد.
بعد فترة أبتعد عنها فقالت بقهر :
_ حقك عليا يا محمود سيد طلع زبالة أنت طلعت صح مكنش عايز غير الفلوس، أنا أتكسرت بعيد عنك بس كنت خايفة أجي أقولك اللي حصل ليا وأنت مش موجود..
ربما قسوته جعلتها تتقبل ما عاشته بعيدا عنه، سقطت دمعة من عينيه وقال :
_ حقك عليا لو قسيت عليكي بس والله العظيم أنا كنت خايف عليكي يا أروى، فضلت أدور عليكي  لحد ما عرفت انك أتجوزتي الكلب ده لو كنت روحت لك وقتها كنت خرجت بروحك في أيدي..
تدخل علي بالحديث وقال بقلق على صديقه :
_ محمود بلاش أنفعال أنت ضغطك مش مظبوط.
علي!! هنا فقط تذكره، ماذا تفعل شقيقته بشركة علي؟!.. رفع حاجبه بتعجب مردفا :
_ أنت تعرف أروى منين؟!..
_ أروى تبقى السكرتيرة بتاعتي من فترة ولما شوفت إسمها سألتها عنك قالت مجرد تشابه أسماء، بعد فترة لما عرفت إننا أصحاب قالت إنها أختك وبنكم مشكلة فأنا طلبت منها تواجهك الهروب مش حل ووو..
بقوة قال محمود :
_ وايه قوة العلاقة اللي بين سكرتيرة ومديرها عشان تحكي له مشاكل شخصية بالشكل ده؟!..
نظر إليها علي لعله يأخذ منها العون حتى يكمل كذبته وبالفعل تدخلت قائلة :
_ علي طلب أيدي للجواز يا محمود وكان لأزم أقول له الحقيقة وقتها..
بعيون مثل الصقر ظل نظره على صديقه وقال :
_ الكلام ده بجد يا علي؟!
_ أيوة أروى طول فترة شغلها معايا وهي ست محترمة مش هلاقي ست أحسن منها تشيل أسمى وتبقى أم أولادي..
نظر إليها محمود وقال :
_ فين الزفت اللي أنتِ متجوزاه؟!..
نظرت لعلي تلك المرة تطلب منه العون فقال بسرعة :
_ أتطلقت منه من شهرين وشوية، قبل ما تيجي تشتغل في الشركة عندي...
يوجد بتلك الحكاية حلقة مفقودة، أوما لهما بهدوء ثم جذب أروى إليه مردفا :
_ هاتي حاجتك ويلا بينا على بيتك تلمي هدومك وتيجي تعيشي عندي..
بلهفة تعلقت بيده مثل الطفلة الصغيرة وقالت برجاء :
_ أنت سامحتني يا محمود صح؟!..
_ في بيتنا نتكلم يا أروى..
_ بس أنا مينفعش أدخل قصر علام أنت عارف بابا ووو.
صمتت بإشارة من يده وقال :
_ في بيتنا نتكلم يا أروى..
صمتت وقبل أن تخطو خطوة معه قال علي بلهفة :
_ محمود استنى أنت موافق بجوازي منها صح؟!..
اه منك يا علي، لماذا سأله عن قبوله فهو الآن غير قادر على المناقشة، نفي بهدوء وتحرك فذهب علي خلفه مردفا بذهول :
_ معنى كدة إيه أنت موافق يا محمود قولي موافق يا علي عشان أرتاح..
_ لأ يا علي مش موافق ولو أنت أخر راجل في الدنيا كلها مش هسلمك أختي بأيدي..
تركه بذهوله وأخذها وهي الأخرى بحالة من عدم الاستيعاب وذهب، ألقى علي بحسده على أقرب مقعد مردفا :
_ ده رفضني!!!
_____ شيما سعيد _____
بفيلا سارة..
عادت بعد إنتهاء عملها، دلفت لغرفة المعيشة وجدت جدتها تجلس مع حنان ويبدو عليها الحزن، رفعت نظرت إليها بقلق وقالت :
_ مالك يا تيتا شكلك حزين كدة ليه؟!..
_ عايدة تعبانة أوي يا سارة لما روحت لقيت الدكاترة مانعين الزيارة..
لتكون صادقة ليس بداخلها ولو جزء صغير من الشفقة على عايدة، فقالت بهدوء :
_ مفيش داعي تقلقي جوزها وابنها جانبها وهتبقى بخير..
بخجل نظرت إليها حنان قائلة :
_ مش هتسلمى عليا يا سارة؟!..
تحمل بداخلها القليل من الحزن منها ولكن تعلم انها مثل أي أم لا ترى سوا ولدها، ابتسمت إليها بهدوء وقالت :
_ لأ إزاي يا طنط البيت نور..
_ ينفع أقعد في بيتك يا سارة يومين أصلي بصراحة بخاف أنام لوحدي؟!..
ما هذا كيف أن تكون بهذا الانكسار، بحنان طفلة صغيرة ضمتها سارة سريعاً مردفة بعتاب :
_ إيه اللي حضرتك بتقوليه ده؟!.. ده بيتك زي ما هو بيتي وأكتر كمان ايه رايك بقى انك هتنامي جانبي كمان..
ضمتها حنان بمحبة فدلفت الخادمة وقالت :
_ محمود بيه برة قالي استأذن من مدام سارة عشان يدخل..
تعجبت حنان والفت فأبتسمت سارة بسخرية مردفة :
_ قوليله يدخل وأعملي قهوة..
دلف بعد ثواني ومعه أروي، صدم من وجود والدته ونظر لاروي الصامتة ثم زفر بضيق مردفا :
_بتعملي إيه هنا يا ماما؟!..
قالت ألفت :
_ هتعيش معانا هنا يا محمود.
هذا ما كان ينقصه، ألف مصيبة فوق رأسه ومطلوب منه حلهم، أشار لشقيقته ثم قال عينيه على والدته :
_ أروى طاهر علام..
توقع صريخ والدته رفض ما قاله الا إنها ظلت صامته فقالت ألفت بغضب :
_ أنت بتقول ايه بالظبط يا محمود ومين البنت دي؟!..
بهدوء ساعد أروي بالجلوس ثم قال:
_ الله يخليكي مش وقت صدمه بلاش تحسسيني إبن إبنك طول الوقت كان قاعد على سجاده الصلاة، كلكم عارفينه بيعمل ايه بالظبط وكلامي واضح أروى تبقى اختي ومكانها هنا في بيتي.. 
كانت سارة تتابع الحديث بصمت، وضعت يدها على بطنها وكأنها تري القادم من بعيد، أقترب محمود من والدته وقال بحنان:
_ أنا متاكد انك دلوقتي موجوعة بس أروى ملهاش أي ذنب في اللي حصل  غير ان هي كانت نتيجه غلط جوزك وانا مش هخليها تدفع التمن اكتر من كده.. 
أومات إليه حنان بتعب:
_ وانا ما طلبتش منك تخليها تدفع التمن، ده بيتها وبيت اخوها، مش هقدر اقولها إني هبقى امها بس كمان مش هكون عدوتها عن اذنكم هطلع ارتاح شوية.. 
خرجت من الغرفة فقالت أروي بتوتر:
_ محمود أنا مكنتش عايزة اقلب حياتك بالشكل ده انا عندي بيت ممكن ارجع اعيش فيه عادي..
تنهد بتعب وقال:
_ قولت للخدامه تحضر لك اوضه اطلعي ارتاحي يا اروى عشان لسه في بيننا كلام كتير ما تقالش.. 
نفذت طلبه فهي بأشد الحاجة للقليل من الراحة، فقالت ألفت:
_ ايه الحكايه يا محمود البنت شكلها كبيرة وبعدين طاهر يعرف بيها ولا لا؟!
أنفجر محمود بغضب:
_ وهو من امتى ابنك كان بيهتم بحد ولا فارق معاه ايه اللي بيحصل ولا ايه اللي ما بيحصلش؟!.  طول عمره اناني اهم حاجه عنده نفسه، ايوه عارف بيها ومن سنين ورفض حتى يكتبها باسمه انا كتبتها باسمه غصب عنه، لو عايزه تعاتبي حد او تتكلمي مع حد يبقى ابنك مش انا لاني خلاص جبت اخري ومش قادر اتحمل اكتر من كده، انتوا فاكريني إيه جبل؟!.. انا بني ادم.. 
جذب سارة بغضب وصعد بها لغرفة نومها، أغلق الباب عليهما وقال:
_ ناويه تاخديني في حضنك وتخليني انام ولا دي كمان ممنوع لحد ما الكل يعرف..
لو بيدها لأخذته بأحضانها وحملت عنه وجع العالم، لكن بكل أسف هو من بني هذا السور بينهما، حركت رأسها مردفة:
_ محمود أنت تعبان واي كلمه انا هقولها دلوقتي هتزود تعبك، لو محتاج ترتاح السرير اهو اتفضل نام عليه وارتاح لكن انا مش هكون المخده اللي تنام عليها.. 
أومأ إليها بتعب ثم أقترب من خزانة الملابس وسحب منها أحد ملابسها ثم ألقي بجسده على الفراش ووضع منامتها على وجهه مردفاً:
_ اطلعي وأقفلي الباب وراكي..
خرجت من غرفتها وهي تضغط على شفتيها تحاول منع دموعها، دلفت للغرفة المجاورة ووقفت أمام المرايا ويدها تحاوط بطنها:
_ كل يوم بيعدي بيخليني اتاكد انك ما ينفعش تيجي الدنيا انا وأنت مهما حاولنا هنفضل على هامش حياة محمود، وممكن في يوم من الايام تبقى زي اخته كده مش معترف بيك أصلا، اللي هعمله غلط والاكيد انه حرام بس ما فيش بأيدي حاجة تانيه اقدر اعملها انا مش عايزاك تطلع زيي تفضل عيش عمرك كله منبوذ، صدقني يا قلب ماما أمك حتي مش قادرة تدافع عن نفسها هدافع عنك أنت ازاي ؟!.. سامحني يا حبيبي وادعي لربنا يسامحني..
رفعت هاتفها وقامت بإرسال رسالة للخادمة ثم أغلقت الهاتف وانهارت بالبكاء...
____ شيما سعيد ______
بصباح اليوم التالي..
في السادسة صباحاً..
صعدت سارة بأحد سيارات الأجرة ومعها الخادمة، حدقت بها بخوف مردفة:
_ أنتِ متأكدة ان الدكتوره دي كويسه يا حليمة؟!.. 
أومات حليمة وقالت:
_ والله  الدكتوره حلوه أوي والحارة عندنا كلها بتشكر فيها، ما وافقتش تعمل العمليه دي غير عشان خاطري بس فكري تاني يا ست هانم خطوه زي دي كبيره ومحمود بيه.. 
أشارت إليها سارة بالصمت وقالت:
_ مش عايزة كلمة زيادة لحد ما نوصل..
نفذت حليمة طلبها أما هي وضعت يدها على بطنها وبكت بهزيمة، بداخلها شعور قوي بالرفض، تتمني لو تتركه يكبر بداخلها وتأخذه بعيدا عن الجميع..
وقفت السيارة أمام عيادة الطبيبة فنزلت سارة بجسد مرتجف فقالت حليمة:
_ ست ساره لو خايفه وحاسه انك مش قادرة يلا نروح..
ضغطت سارة على كف حليمة وقالت:
_ هبقي كويسة كدة أحسن كتير..
على بعد عدة أمتار كان يقف أحد رجال محمود، تابعها وهي تصعد لهذا المبني فأقترب من احدي السيدات مردفاً:
_ الا قوليلي يا حاجه البيت ده بتاع مين؟!..
نظرت للمراه الى محل اشارته وقالت:
_ دي دكتوره نسا يا ابني بس مش اي دكتوره شغلها كله شمال من تسقيط لعمليات تانيه كده أستغفر الله العظيم..
أبتعد سريعاً وقال بالاتصال على محمود مرة والثانية والثالثة حتي وصل إليه صوت محمود النائم:
_ في ايه يا بني ادم هو في حد يرن على حد الساعه 6:30 الصبح عايز ايه؟!..
_ اسف يا باشا بس الموضوع ما ينفعش يتأجل مدام ساره حاليا في شقه غريبة، سالت واحده من الجيران قالتلي ان دي عياده دكتورة نساء بتعمل عمليات مشبوهه زي الترقيع والاجهاض... 
انتفض جسده من فوق الفراش وعقله يردد جملة واحدة " سارة تقطع آخر خيط بينه وبينها " متي خرج من المنزل ومتي وصل لسيارته لا يعلم، صرخ برعب:
_ قولي العنوان بسرعة..
_ العنوان*****
_ ادخل جوا وقف إللي بيحصل لحد ما أوصل لك..
أغلق الهاتف وقال بتوهان:
_ ليه يا سارة ليه ؟!..
بعد عشر دقائق وصل أسفل العقار، صعد وهو يأخذ أكثر من ثلاث سلالم معانا، دلف للداخل ليجدها نائمة بعدما المخدر، صرخت الخادمة برعب:
_ والله العظيم يا باشا ما حصل لها حاجه هي بس نايمه والدكتوره ما قربتش منها ولا من ابنك.. 
_ إبني ؟!..
_____ شيما سعيد _____

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا