رواية سيطرة ناعمة ماهر ولونا الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سوما العربي
رواية سيطرة ناعمة ماهر ولونا الفصل السابع والعشرون 27 هى رواية من كتابة سوما العربي رواية سيطرة ناعمة ماهر ولونا الفصل السابع والعشرون 27 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية سيطرة ناعمة ماهر ولونا الفصل السابع والعشرون 27 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية سيطرة ناعمة ماهر ولونا الفصل السابع والعشرون 27
رواية سيطرة ناعمة ماهر ولونا الفصل السابع والعشرون 27
وقف صالباً طوله بصعوبة، صوته عاضب جهوري يسأل بحده وحسم:
-ايه القطه كلت لسانكم؟ مش بتردوا ليه؟ ايه الي عايزين تعملوه ده؟
التف ده عزام يقول للموظف:
-امشي انت دلوقتي لينا كلام تاني بعدين.
هم ليتحرك سريعاً ينفذ الأمر وهو متوتر لكنه اوقفه صوت محمد الوراقي:
-أستنى عندك.
توقف بارتباك لهتف محذراً:
-انا بحذرك، وهما كدبوا عليك، ماهر مش عارف ولو عرف هيطير فيها رقبتك، كله الا الشرف، ماهر غشيم ومش بيهزر...خاف على نفسك منه ومني عشان انا مش هسيبك.
=ولا هتقدر تعمل حاجه.
هتف بها فاخر بغضب وتحد كذلك، الصراع بات صراع بقاء لم يعد الأمر كما كان مسبقاً، مجرد رفض لزيجة خان فيها والدتهم، بل والدتهم من الاساس لا تهمهم، الأمر تحول أنا أم الطوفان.
لذا استوحش كل منهما وكشفا عن أنيابهما خصوصاً وقد هدد والدهم الشخص الوحيد القادر على مساعدتهم فوجب عليهم طمأنته.
احتدت عينا محمد يهتف بغضب:
-انت اتجننت ازاي تكلمني كده.
-إتجننت؟!!! مين فينا الي اتجنن واتهطل على كبر يا محمد يا وراقي، مين فينا الي بيسوقنا للهلاك، أصحى...فووووق، فوق بقا من العسل الي انت غرقان فيه ده، احنا هنفلس وبسبب البت الي بليتنا بيها دي.
تدخل عزام يكمل:
-إحنا اصلا لحد دلوقتي وبعد السنين دي كلها لسه بنحاول نفوق من الوقعه الاولانيه الي وقعناها لما الفاجرة امها هربت مع عشيقها، وتيجي كمان خلفتها تضيع الراجل الي بيحرك السوق كله، لأ بقاااا، ده انا مش بس اخفي قسيمة الجواز ده انا أمد ايدي واخنقها بنفسي واخلص منها.
اهتز ثبات محمد وهو يرى ذلك الوجه من أبناءه له علانيه وهتف:
-انت ازاي بتكلمني كده انت وهو انتو اتجننتوا؟
-أنا مش عايز اتجنن زيادة وبحاول الم نفسي والجمها، فاهدى كده وارحم نفسك، انت بقيت عضمه كبيره، المفروض تقعد في البيت وترتاح بقا،ايه الي بينزلك الشغل، اقعد في البيت والبس الجلبيه احسن لك.
-أحسن لي؟!!! هي حصلت ياولاد مجيدة؟!
-ولاد مجيدة ملجمين نفسهم عنك وبنقول بلاش نعمل حاجة تبوظ سمعة العيلة لكن لو فضلت واقف ضدنا هتضطر تخلينا نتصرف تصرفات مش حلوه.
-ايه؟! هتحجروا عليا مثلاً؟!
-أه.
لم يتوقع الرد الصريح فعلى ضغطه وغضبه:
-اه يا قليل الرباية يابن ال...
رفع يده ينتوي صفعه ليوقفه عزام بيد وفاخر بيد أخرى، اتسعت عيناه بذهول...كان بين يداهم...كتفوه...اهانوه في كبره ولم يرحموه.
هما من حارب لأجلهما وضحى ببنته الوحيده لأجل سمعتهما، اتاها الرد قاسي، هو من فضل واختار.
لم يكتفيا بذلك بل اخذ كل واحد منهما يهزه بيده الغلظة مردداً:
-ايه هتمد ايدك علينا.
=شكلك اتجننت على كبر
-احسن لك تسكت وماتتدخلش تاني
=والا...مش هنرحمك...مش هنرحم اي حد ييجي على سكتنا..أنت سامع.
لم يتحمل قلبه وسقط بين أيديهم أرضاً.
نظر عزام عليه بزهول وتبادل النظرة مع فاخر الذي قال:
-تلاقيه بيمثل
بلع عزام رمقه بصعوبه يردد:
-لا لا يا فاخر...أطلب له الأسعاف.
لم يبالي فاخر بما سمعه وانما التف ينظر لموظف السجل المدني يردد:
-انت عارف لو مانفذتش ال...
قاطعه يردد بلهاث:
-هنفذ...هنفذ يا باشوات...هنفذ كل الي تطلبوه.
ان كانوا قد فعلوا ذلك بوالدهم لمجرد اعتراضه فماذا عنه لو اعترض، من سيجابه مثلهم، وافق على الفور، لن يقدر على الرفض وخرج مهرولاً من المكتب فيما مزل عزام أرضا يحاول سماع نبض والده وهو يبحث عن هاتفه:
-النبض ضعيف ممكن يروح فيها انا هطلب له الاسعاف.
تقدم فاخر يجلس على الكرسي ببرود وهو ينظر عليه يقول بترفع:
-اطلب له يا حنين اطلب.
_________سوما العربي_______
كان لا يزال بالماء يضم جسدها له بانسجام،السعاده تلفه من كل الجوانب، لفها ليصبح وجهها لوجهه ثم ردد:
-اه يا شقية طلعتي بتعرفي تعومي وانا الي كنت فاكر أني هقعد شويه اعلمك.
-نووووو.. بابا معلمني وياما روحنا مصايف في احلى حتت في مصر وساعات كان بيسرفنا برا في الصيف.
رفع احدى حاجبيه مردداً:
-أمممم، وأيه كمان بتعرفي تعمليه وأنا لسه مش عارف.
-بعرف اركب خيل.
قهقه عالياً:
-الله...ده انتي بنت عز بقا.
تغيرت ملامحها على الفور وتجهمت ثم سألته بحزن وضيق:
-وانا مش باين عليا ولا ايه؟
لاحظ تغيرها، هوى قلبه بين قدميه وقد أضحى غير قادر على غضبها عنه، وجد نفسه يرد بلهفه بعدما باتت كيفه:
-لأ طبعا باين قوي، انتي اتخلقتي عشان تبقي هانم.
لفت نفسها واتكئت على جسده يرفعها الماء وقالت بصوت متحشرج حزين:
-بابا كان دايماً يقول عليا كده، كان دايما يقول عليا برنسيسه واتخلقت عشان ابقى أميرة والكل يخدمني، كان بيقول كده دايماً صبح وليل زي ما يكون بيحفظني لدرجة اني حفظت وصدقت.
أبتسمت بحنين تكمل كلام خشب جسده:
-كان دايماً بيقول انه مش هيجوزني كده بالساهل لأي حد، مش هيرضى لي باقل من أمير، سفير، أو وزير.
كلامها أثار غيرته ولفها تنظر له يردد:
-بس انتي اتجوزتيني أنا خلاص، وانا مش سفير ولا امير ولا وزير.
رمشت بأهدابها، تشعر بيداه تعصر خصرها من شدة الضغط بتملك، ماهر غيرته نار ومراجل.
شدد عليها بعنف يردد:
-بس انا ماهر الورراقي مش اي حد.
مال على أذنها يهمس:
-وانتي خلاص مراتي.بتاعتي.
ابعتد عن أذنها ونظر بعيناها يخبرها:
-وهتفضلي بتاعتي يا لونا..فاهمه يا عيون ماهر؟!
أيعد حديثه تهديد؟! أم غزل؟! علاقتهم معقده ومتداخله...وهي تعبت من التفسير.
حاولت الإبتسام وقالت:
-فاهمه.
لم يقتنع واقترب منها يقتنص شفتيها بقبله متملكه يخبرها كيف انها ملكه.
ابتعد عنها بصعوبه يلهث يضع جبينه على جبينها وهو مازال يضمها له مردداً:
-أنا روحي فيكي، لو فكرتي بتعدي عني هبهدل الدنيا، وهقلبها حرب، وفي الحرب كل شيء مشروع، الصح والغلط، فاهمه يا لونا.
ابتعدت عنه تهتف بضيق:
-أنت ليه كل شويه تهددني.
-مش بهددك، أنا بعرفك الوضع الي بقيتي فيه، الوراقين مش بيسيبوا حاجه بتاعتهم .
قربها منه عنوه يلصقها فيه، يريها تملكه مجدداً، تأوهت متألمة من ضغطه على ذراعها، ملامحه كانت قاسيه من مجرد الفكرة وهي التي كأنت بأحضانه منذ قليل، مع الخوض في سيرة البعد يتحول كلياً، يستحيل لشخص بوهيمي متخلف ومتوحش.
نظرت لعيناه ترى القسوة والضعف والاحتياج ممتزجان في نظرة، زادت ثقتها ورغم خوفها رفعت كفها تمشيه على خده فيغمض عيناه بتوله وهي تردد بليونه:
-للدرجة دي متعلق بيا وماتقدرش تبعد عني؟!
هز رأسه بلهفه مؤكداً فابتسمت تسأله:
-من أمتى؟
-من اول مره شوفتك فيها.
تجعدت جبهتها مستغربه:
-ازاي؟! ماكنش شكلك بيقول كده خالص، بالعكس.
-مين ممكن يشوف لونا ومايقعش في حبها، مين يقدر يقاومك،بس الكلام اللي كان واصلني عنك كان قافلني منك.
-وايه الي غير كل ده؟
أسبل جفناه بسحر يبتسم، يتذكر:
-ماكنتش بقدر أشيل عيوني من عليكي، لاقيت اني مراقبك طول الوقت، كان ممكن تبقي قاعدة في الجنينة او واقفه في المطبخ وانا براقبك.
اهتزت رأسها ببطء وجهل، غير متذكرة ان ما يشبه دلك قد حديث ليؤكد حديثه:
-بأمارة عشقك ساندويتشات النوتيلا بالموز في العيش العادي.
رمشت اجفانها، هي لم تلاحظه، لكنه هز رأسه يبتسم بحزن لم تلاحظه وللأن كذلك لم تلاحظه وهو.....يشقعهااااااا.
تغاصى عن تلك النقطة وعاد لموضوعه الأساسي وما يهمه اكثر:
-لو فكرتي تبعدي عني يا لونا أو انك تسبيني .....هزعلك.
قال الاخيره وهو يهز رأسه بتأكيد وتصميم.
وكمل:
-هتزعلي وهتخلي شكل علاقتنا وحش.
ناظرته بعينها ليبتسم بسماجة :
-مانا كده كده هرجعك ومش هتعرفي تفلتي مني بس مجرد فكرة الغدر هتخليني اتحول عليكي والوضع هيبقى مش ظريف، فليه بقا من الأول وخليكي حلوة وأرضي بالأمر الواقع.
-الله على رومانسيتك يا ماهر...جايبني البحر ولوحدنا عشان تهددني، انت شايفني هبله يعني ؟! هو انا أدك.
لفها بعيناه ثم قال:
-انا بفكرك بس.
التفت تعوم في الماء تستند بجسدها على ظهره وهي تقول:
-يا ماهر انا اتقرصت واتعلمت خلاص، انا جنبك ولا حاجة ولازم اسمع كلام جوزي خلي الايام تعدي حلوة.
-برافو عليكي.
-يالا بقا خدني وديني عند البرميل الي هناك ده.
كادت أن تسبح ليتبعها لكنه اوقفها ولفها لعنده مردداً:
-براميل ايه؟ يالا نطلع بقا انتي وحشتيني
-بس انا ...
-مابسش بقولك وحشيينيي..
نظر على جسدها العاري يردد:
-وبعدين اكتر من كده تبوشي مني انتي ماطلعتيش من المية من ساعة ما صحينا.
-بحبها
ضرب مؤخرتها بغتته يقول:
-كفايه،ايه! متجوز سمكة بلطية!!
ضحكت بدلال ليحذرها:
-بت..مش هنا، انا ماسك نفسي عنك بالعافيه...يالا ندخل جوا بسرعه.
حملها في الماء وخرج بها تسحرها تلك اللحظه، تشعر بقوته المفرطه وهو يحملها مع علمها ان وزنها ليس بخفيف مطلقاً، نظرة إنبهار أعطتها له كانت أكفل عنده من قول أحبك.
تعلقت في رقبته وهي مبتله ولم يستيع المقاومة، وجدته يميل عليها يقتنص شفتيها يبتلعهم مقبلاً، سحر اللحظة أكتنفها جعلها تطبق على رقبتها وتتجاوب معه بصورة اللهبته وأججت نيرانه، لم يصبر كي يصعد لبلوغ حجرتهما بل ألقاها على الأريكة ليلتهمها..
دق هاتفه المحمول برقم والده، لم يقدر، نظر مره للهاتف ومرة للجميلة الملقاة على الأريكة بإغواء ونظرة ناعسه تقضم طرف إصبعها بأسنانها، تنتظره تفتح له جنتها؛ فلم يقدر إنها تذلذله، ضغط مطولاً على زر جانبي للهاتف ورماه يلقيه في اي مكان، وانضم لجسد جميلته يتنعم بها، يحاول إخماد نيرانه التي تشعلها فيه ولا يشبع أبداً.
________سوما العربي______
وقفا على أعتاب غرفة العناية المركزة في المستشفى ينتظرون خروج الطبيب ببرود، نظر فأخر لشقيقه ثم قال:
-ماتشوف ماهر فين خلينا نعرف هنقوله ايه،
رد عليه عزام ببرود:
-كلمته مش بيرد.
-الخدامه بتقول كان واخد الزفته دي وخرج بيها ومن ساعتها مارجعوش.
-البت كلت عقله .
-هتجيبه من برا؟ ده سلسال، مش فاكر امها عملت ايه في "مختار الكيلاني" لما شافها؟! من مره واحده وجننته، ده كان موافق يدينها تسهيلات هتقف عليه بخسارة لمده اربع سنين قدام بس عشان نجوزهاله وهو اصلا بخيل وكلب جنيه، ولا أم امها الي شيبت محمد الوراقي الي كان معروف عنه انه مصلحنجي و وصولي وبيعبد القرش، ومش عايز بنتهم تعمل كده في ماهر...ده محمد الوراقي ماكنش زي ماهر كمان ابوك طول عمره قلبه حجر ما بالك بقا بماهر ابن نسرين.
-فااااخر.
حذره عزام بغضب...نسرين هي حدود عزام الغير مستباحة لغيره، لكن فاخر ردد:
-قولت لك بلاش تسيبه كتير لامه...أهو شرب منها.
احتدت عينا فاخر والتف له يهدر بغضب:
-قصدك ايه؟
-قصدي ايه؟! هي لو ماكنتش خايبه وقلبها خفيف كانت بصت لك يا عزام؟؟ هنمثل على بعض؟
تضايق عزام من تلميح شقيقه لكنه رد:
-عندك حق، مانا وانت مانتخيرش عن بعض.
-مالنا ماحنا زي الفل اهو..كلم ابنك شوفوا فين واظبطه بقا...فتح عينه على المصلحه، عايزينه يرجع ماهر بتاع زمان، ده كان بالع السوق كله في كرشه.
-اتصلت رن مره وبعدها الموبايل اتقفل وبعدين قبل ما نفكر نكلمه يرجع فكر هنقوله ايه...
-الله....قابل يا معلم...كمال جه.
-انا مش عارف العيال دي طالعه كده لمين...شوفت بقا هتقولوا ايه؟
تقدم كمال مهرولاً تزامناً مع خروج الطبيب من غرفة الفحص لتكن المبادرة من كمال المتلهف:
-خير يا دكتور في ايه؟!
تنهد الطبيب بضيق ثم سأل:
-البقاء لله.
اتسعت عيناهم وبقوا محدقين ببعض كل منهم صدمته غير الاخر.
-اتصل بماهر..كلمه ييجي حالاً.
-كلمته طول ما انا جاي في الطريق تليفونه مغلق.
-والعمل، هو ده وقته.
حاول كمال منع نفسه عن البكاء وقال بتماسك واهي:
-أنا هروح اخرج تصريح الدفن واخلص كل الأجراءات وانتو حاولوا توصلوا لماهر، بلاش نضيع وقت.
ليتقدم فاخر وهو يربط على كتف ابنه ببكاء:
-عين العقل، عين العقل يا حبيبي،اكرام الميت دفنه.
تقدم كمال يدخل لغرفة جده وقال لعمّه و والده:
-هدخل أشوفه
-أدخل انت يا حبيبي احنا مش هنقدر نشوفه وهو كده مش هنقدر.
________سوما العربي______
ابتعد عنها بصعوبه، التحامه بها التحام لا إرادي هو لا يستطيع السيطره على جسده وفصله عنها الا بقوه وصعوبه، ولولا الخوف من إرهاقها ما ابتعد، لونا تجذبة بقوة اكبر حتى من القوة المغناطيسيه، قبلها بعمق يمسح العرق المتصبب على وجهها وصدرها مردداً:
-يخربيتك مش عارف ابعد عنك...انتي تجنني.
كلامه صادق ، خارج من أعماق قلبه برضوح، وما يقوله يكسبها ثقه لا متناهية جديده عليها، يصيبها بالغرور، هيئته وهو يحاول أبعاد جسدها عنه كي يستطيع الانفصال وتلعوزها لرشده من شدة ماهي مهيمنة عليه تعطيها تصديقاً قوياً على تأثيرها لأنها لم تكن تعلم مداه، فتح عيناها على أشياء وصفات بنفسها لم تكن تعلمها.
كل ذلك كان يزيدها غرور، يكسبها نظرة دلال وترفع جديدة عليها وربما تأخرت حتى عرفتها، كان يحق لها ان تعي ذلك مبدراً.
رمشت بأهدابها بكبر وغرور، باتت ذات ثقه عظيمه بنفسها...وداعبت خصلة من شعورها بأصابعها بدلال تنظر له بنظرة ممتزج فيها الاغراء والكبر والغنج ولا مانع من بصيص سعاده.
قربها لأحضانه يمرمغها في جسده يتفوه حالماً:
-ياريت لو مانخرجش من هنا.
ابتسمت له بصمت، بات كلامها قليل..لكن بسمتها الصافية كانت كافيه، موحيه انها تؤيده رأيه لكنها لازالت تحت سحر وقتهما الحميمي.
قرص خدها بنعومه:
-بموت فيكي.
زادت ابتسامتها فضمها له يردد:
-اعملي حسابك لما نرجع هنبدأ في إجراءات اعلان جوازنا...انا متفق مع جدي على كل حاجة.
-بس...انا مابقتش عايزه اعيش هنا..انت وعدتني...انا عايزه ارجع روما.
هز رأسه رافضاً:
-انهي عقل ده الي يقول ابقى انا هنا ومراتي في روما.
اعتدلت تبتعد عنه بضيق تردد:
-بس انت وعدتني.
رد وقد جن جنونه بها:
-لونا انا مابقدرش اقعد من غيرك.
نظر لها برفض فتحايلت عليه :
-عشان خاطري طب حتى لحد ما عقد البيت يخلص.
زفر بضيق ثم قال:
-ماشي يا لونا عشان ابقى نفذت وعدي ليكي بس، نعلن جوازنا وتسافري وبعد كده لينا كلام تاني...ممكن ترجعي لحضني بقا.
ابتسمت تعود لأحضانه، عيناها يملؤها الثقه، كأنها تخبره وهي تبتسم حسناً سأمن عليك وأعود...وقد فعلت.
ضمها له يقول:
-على فكرة
-همم
-انا بعت للراديو الي صاحبتك شغاله فيه وعملت عقد اعلانات لينا في برنامجها لمدة سنتين.
رفعت أنظارها له متفاجئه فقد نفذ دون ان تعاود الطلب لكنه صدمها زياده حين قال:
-من قبل مانيجي هنا اصلا.
ضمها بذراعه الغليظ يحتويها مردداً، انتي مراتي، انا مش بقايضك، بس كان هيجوالي حاجه لو ماكنتش جربت الإحساس ده معاكي.
قالها ثم دفن نفسه في أحضانها وقد اتسعت عيناها من كلامه وهيئته وهو يقوله.
هنا تاكدت كم (دانت لها السيطرة)، كيف وصلت بماهر الوراقي لأن يصبح هكذا بين يديها.
__________سوما العربي______
-نزل نعي في كل مكان، عايزين جنازة مصر كلها تحكي عنها، محمود العربي مش اجدع من أبونا.
رد فاخر على شقيقها و قال:
-محمود العربي كان راجل خّير وطوب الارض بيحبه، اسكت، يارب نلاقي عدد كويس وخلاص مش عايزين نقول كلام مايصحش، أذكروا محاسن موتاكم .
نظر عزام لشقيقه بغضب ثم قال:
-كمال خلص؟
-اه بعت لي كل الاوراق اللازمه و راح يكمل الباقي.
وردت رسالة لعزام، نظر لهاتفه ثم نظر لشقيقه وابتسم يقول:
-حصل.
زغللت عينا فاخر بنصر عظيم وسأل بلهاث كلب:
-بجد
أكد له عزام:
-موظف السجل لسه باعت لي الأوكيه...مافيش في سجلات الحكومة قسيمة جواز بأسم لونا ولا أسم ماهر.
-بس ..افرض ماهر معاه نسخه اصلا.
غمز له عزام مبتسماً يشكر الظروف:
-تؤ....ماكنتش لحقت لسه تطلع من المحكمه ويستلموها..كله تحت السيطرة.
-فاضل بس لما ماهر يعرف...
-هيعمله شويه هوليلة وبعدها نحاول نهديه، ده الأحسن والي عمله كان غلطة.
-ماتنساش جده الي كنت بهدده بيه خلاص.
-ماهر عاقل وعارف المصلحة فين، هيسمع الكلام بقولك.
-ربنا يستر...ولسه لما يعرف ان جده مات..انتو وصلتوا له ولا لسه.
-البيه واخد الحته بتاعته وطلع بيها شاليه الساحل، كمال عرف وبعت له مع واحد من الأمن هناك عشان نقدر نوصله، البيه بينه عامل شهر عسل.
________سوما العربي_______
فتح أكياس الطعام يرتبها ويخرج الملاعق يضعها على السفره بينما يناديها:
-يالا يا حبيبي الاكل هيبرد.
خرجت عليه بمنامة صيفيه بيتيه قصيره ذات "شورت قصير جداً" قد يصيبه بسكته قلبيه؛انخلعت عيناه عليها وهي تخرج من احد الغرف مردده بصوتها المتدلع:
-جيت خلاص.
تقدمت لتجلس بجواره لكنه سحبها لعنده بلهفه وأنفاسه سخينه:
-رايحه فين
-هقعد.
نطقتها تبتسم بكبر ليقول وهو يجذبها لتجلس على قدميه:
-تقعدي هنا يا روحي.
نظرت داخل عيناه بعمق تبتسم وهو لايستطيع زحزحة عيناه عنها يقضم اللحم بأسنانه وهو ينظر لها..
مالت عليه بقطعة اللحم بين شفتيها تطعمه بها، إنها مقدمه على قتله بالاغواء، طامعه بالمزيد لا يكفيها نقطة الهوس التي وصل لها على يدها ترغب في الأبعد.
وماهر المسكين على وشك الاصابه بسكته قلبيه من شدة ما أغدقته فيه، رضاها جنه ونفورها جحيم، لقد ذاق ذاك وذلك وعلم طعم الإثنان.
كان منغمس بطعم شفتيها المحمل بالطعام يتناوله معها، غير مصدق ماتفعله معه لونا وما بادرت على إعطائه رغم علمها بأنه قد نفذ طلبها، ورغم ذلك مازالت مستمرة في المبادرة، فهم عقله بانها راغبه وراضيه.
طار من الفرح، انها أسعد أيام حياته.
دق الباب فرفعها عن أحضانه يقول:
-ايه ده؟ مين هييجي دلوقتى ، استني ثواني و جاي.
ذهب ليفتح الباب وهنا تلقى الخبر الصدمة.
عاد بها للقاهرة على الفور حيث تمت مراسم الدفن ومن بعده أيام العزاء.
وقف في ثالث يوم للعزاء يتقدم صف الصف يتلقى العزاء في جده، المعظم حضر لأجل ماهر وعلاقته معهم، لو على فاخر وعزام ماكان سيحضر مئة شخص حتى.
مال فاخر على اذن شقيقه يهمس:
-فاروق دويدار ماجاش، بس بعت مدير مكتبه.
-كويس نص العمى ولا العمى كله، يومين كده ونروح له.
-كلم المحامي يخلص إجراءات الميراث
-كلمته…بيقول جاي بكره.
نظرا لبعض باستغراب وتوجس يفكران لما قد يحضر المحامي لعندهم.
فيما جلست سما بجوار لونا تعزيها:
-البقاء لله يا حبيتي
-ونعم بالله
-لونا..انا مديري كلمني وبيقول في شركة كبيرة بتاعت عقارات عملت اعلان في البرنامج بتاعي ولما سألت عرفت انها بتاعت اخوالك…انتي الي قولتي لماهر يعمل كده مش كده؟
تهربت لونا في الحديث لا تريد إحراجها فقالت:
-مش وقته يا سما..المهم انه خير وتكون امورك اتظبطت.
-يعني هو ماهر ده طيب؟ هتكملي معاه.
أسبلت جفناها بتعب ثم قالت:
-مش عارفه ، بس هو بقى بيسمع كلامي او بمعنى اصح بقيت بعرف ازاي اخليه يسمع كلامي، هو احسن من غيره وبينه كده بيحبني، بفكر اسلم امري لله وخلاص، ايه رأيك؟
-مش عارفه ، بس شكلك موافقه، يبقى خير وبعدين من الاخر بقا كلهم واحد، لو ليكي دلال عليه وبيعملك اللي انتي عوزاه يبقى احسن من غيره فعلاً .
زمت لونا شفتيها بحيرة ثم قالت:
-هسلم أمري لله وخلاص، وماهر شكله طيب.
صمتت ثواني ثم قالت:
-بس بردو لازم اخد منه فلوسي ويجيب لي بيتي من عمي.
-عين العقل..اقلها عشان تبدأو على مية بيضا.
صباح اليوم التالي
اجتمع الكل في غرفة المكتب وحضر المحامي ليقول عزام:
-خير يا متر…انا طلبت منك اعلام وراثه كنت المفروض تمشي في الأجراءات بدل ما تطلب تقابلنا.
ليجيب المحامي:
-ما طالما في وصية يبقى مش هنحتاج اعلام وراثه.
-ايه؟ وصية؟
-ايوه…فين الأستاذة لونا؟
تعصب ماهر وسأل بحده:
-لونا؟! عايزها في ايه؟
مال عزام على شقيقه يقول:
-انت مش مأكدلي انه ماكتبش حاجه باسم البت دي
-ايوه انا متأكد حبيبي في الشهر العقاري كتار ولو في اي ورقه باسم ابوك جدت كانوا بلغوني
-أمال في ايه؟!!
انتبهوا على صوت المحامي يقول:
-ياريت أستاذة لونا تحضر فتح الوصية والا مش هنقدر نبدأ.
نادوا على لونا التي تقدمت بترقب تجلس وسطهم ليفتح المحامي الوصاية وسكت حديثه كالصاعقه على الجميع حيث قال:
-السيد محمد الوراقي وزع كل تركته بين أحفاده فقط بنات فاخر الي بيتعملوا برا يتحفظ فلوسهم في سبايك دهب لحين بلوغهم سن ال٢١، نصيب چنا عزام الوراقي يبقى مع كمال فاخر الوراقي وتستلم ورثها منه بعد زواجها منه، و الباقي من التركه الموزع بين ماهر ولونا يروح إدراته كلها تحت تصرف لونا.
انتفضوا جميعاً بصدمة ، حديث لا يصدر سوى عن مختل، بالتأكيد مختل وهم لن يقبلوا بذلك…..
يتبع