رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الواحد والثلاثون 31 بقلم صفاء حسني
رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الواحد والثلاثون 31 هى رواية من كتابة صفاء حسني رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الواحد والثلاثون 31 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الواحد والثلاثون 31 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الواحد والثلاثون 31
رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الواحد والثلاثون 31
كانت زهرة وقفة كانت بتتكلم بخجل مع زميلها،
تمر لحظات من الصمت... وفجأة بيرجعو صوت البنات اللي انسحبوا من شوية، راجعين ومعاهم حاجات، وبيضحكوا وبيتكلموا بصوت واضح)
البنت 1 (بصوت عالي وهي شايفة الشاب بيحول يوقع زهرة):
ـ "هو انت لسه بتجري ورا البنات يا يونسر ؟ بطل بقى، زهرة دي مش زي أي حد... دي مش لوحدها أصلاً، عندها أصحاب بيخافوا عليها وبيحبوها!"
يوسف:
ـ " أنا كنت بسأل زهرة، لو تحبي نكمل مشروع التدريب سوا؟ آوى محتاجة مساعدة؟"
زهرة (بلباكة خفيفة):
ـ "ممم... لا شكراً، أنا هظبطه بنفسي، بس لو احتجت هبلغك."
يوسف (بإصرار):
ـ "مافيش إحراج... إحنا زمايل يعني."
زهرة، تحس بنظرة كأنها واخداها في ضهرها، تلف بعينيها حوالين المكان، تشوفه من بعيد بيتابع من الشباك ... واقف، وساكت، وعنيه مليانة كل الكلام اللي مش قادر يقوله.
زهرة (بهمس جواها):
ـ "حتى وانت بعيد... بتحميني بنظرتك...
بس أنا لسه مش عارفة... أحمى نفسي من إحساسي بيك إزاي؟"
زهرة (في سرّها):
ـ "هو شايفني... بس ساكت.
هو وعدني ما يقربش... بس مش قادر ياخد خطوة وأنا مش عارفة أعمل إيه وأنا شايفة خوفه وحيرته
تلف بسرعة، تبص لزميلها وتقول:
زهرة (بصوت متردد):
ـ "أنا آسفة... هستأذن شوية."
الكاتبة صفاء حسنى
تتحرك خطوات سريعة على الممر، قلبها بيدق، ومخها مش عارف هي رايحة تقول إيه، بس حاسة إنها لازم تروح. بتوصل لباب المكتب، ترفع إيدها تخبط... بس مفيش وقت. بتفتح الباب بهدوء وتدخل.
كان عاصي ماشي رايح جاي في المكتب، خطواته سريعة وقلقة. إيده في جيبه، وعينه مش ثابتة. فجأة يقف، يبص من الشباك، يشوف زهرة من بعيد بتتكلم مع زميلها في الكلية. بيضحكوا، وهي بتقلب في ورق معاها وبتشرح ليهم حاجة. لكن نظرت الشاب مش بسيطة
عاصي (بيهمس لنفسه وهو بيشد شعره):
ـ "عادي... زميلها... بيشتغلوا على مشروع، مش أكتر...
بس ليه ضحكتها مش عادية؟
ليه كل ما بشوفها بتتكلم مع حد... بحس إني عايز أروح أقولها: خلّي بالك؟"
يكمل مشيته رايح جاي، بس المرة دي أسرع، باين عليه توتر وغيرة صامتة بتغلي جواه.
عاصي (واقف مكانه وبيكلم نفسه):
ـ "يعني أنا اللي وعدتها إني أديها مساحتها...
أنا اللي قلت هسيبها تبني نفسها...
طب ليه قلبي بيتشد كده كل ما بتكلم حد؟
هي حرة... وهي قوية... بس أنا...
أنا مش قادر أتعامل مع فكرة إن حد غيري يشوف نورها."
عاصي (في سره):
ـ "يعني كل ما تبصي لحد غيري أفضل كده على نار؟
أنا اللي قلت أديها المساحة... أنا اللي وعدت نفسي أكون راجل كبير وعاقل...
بس طلعت طفل بيغير وبيتحرق من جوه كل مرة تضحكي لحد غيري."
(يسند ضهره على الحيطة، يغمض عينيه، بيحاول يستجمع أعصابه... لكن قلبه بيخونه)
ـ "هي زهرة، بس مش أي زهرة... دي زهرتي أنا.
اللي كل يوم بتثبتلي إنها أقوى من أي وجع...
وأنا؟
أنا مجرد راجل بيحبها، وبيحاول يتعلم إزاي يكون على قد حبها."
عاصي كان لسه قاعد مكانه، حاسس بخطواتها، بيرفع عينه... وبيشوفها واقفة قدامه. صمت مفاجئ بيسيطر.
يقف فجأة، يحط إيده على دماغه، كأن تفكيره وجعه، ويتنهد بعمق، وبعدين يقعد على الكرسي.
يحط كوعه على المكتب، ويسند راسه بإيده، ويبص قدامه بشرود.
عاصي (بنبرة داخلية مهزوزة):
ـ "أنا لازم أتعلم أثق فيها...
واثق في نفسي...
أنا مش بحبها وبس...
أنا لازم أحبها بالطريقة اللي تديها أمان مش سجن..."
صفاء حسنى
عند باب المكتب تقطع شرود دق الباب ...
زهرة (بتهمس وهي واقفة قدامه):
ـ "ينفع أدخل؟"
عاصي (بيقوم وهو متفاجئ، لكن صوته هادي):
ـ "إيه؟ حصل حاجة؟"
ـ "الباب مفتوح... وأنتي مش محتاجة إذن."
زهرة (بصوت واطي مرتبك):
ـ "مفيش... يعني، مش عارفة...
كنت شايفك بتبص علينا من الشباك...
خفت تكون متضايق...
ولا يمكن أنا اللي كنت خايفة؟"
عاصي بيقرب منها شوية، بس بيحافظ على المسافة... بيحاول يكون متزن، رغم إنه جواه بركان.
عاصي (بنبرة فيها صراع):
ـ "أنا مش من حقي أزعل...
قلتلك من الأول، ليكي حريتك...
بس الصراحة... لما بشوفك بتضحكي مع حد، بحس...
إن قلبي بيغير حتى لو مش لازم."
زهرة تبص له، وتحاول تبين القوة، لكن عنيها بتلمع بنقطة وجع حنونة.
(زهرة تدخل، تقفل الباب وراها، تقف ساكتة شوية، وبعدين تقول):
ـ "كنت جاية أقولك... أنا مابحبش أبرر، بس اللي شوفته من شوية ماكانش حاجة تستدعي نظرة زي دي."
عاصي (يرفع عينه، نظرة مباشرة فيها شوق مكتوم):
ـ "أنا اللي لازم أعتذر... عيني مش ملكي، بس قلبي كمان مش مطاوعني."
زهرة (بصوت متأثر):
ـ "أنا هنا عشان أتعلم... أكون أقوى... مش عشان أرجع أتوجع من نظراتك وسكوتك."
عاصي (بهدوء):
ـ "وعدتك إني مش هضغط... وهفضل عند وعدي.
بس لو قلبي اتكلم، ماتلومهوش... ده لسه متعلق بواحدة، وعدته إنها مش هتبص لحد تاني، بس أول ما بدأت تتنفس... ابتدت تخطف قلوب الناس كلها."
زهرة (بهمسة):
ـ "ولو رجعتلك؟"
عاصي (بنظرة فيها حب مكبوت):
ـ "يبقى أنا عشت تاني."
زهرة:
ـ "وإنت لما بتبعد... قلبي بيتشد أكتر...
مش عايزك تراقبني، بس كمان مش عايزاك تمشي...
أنا أصلاً... معرفش أرتاح غير وانت حواليا."
عاصي بيتنهد، يبص في عينيها، ويبتسم ابتسامة خفيفة لكنها صادقة.
عاصي:
ـ "كل مرة بنهرب من بعض... بنرجع لنفس النقطة...
بس المرة دي... نفسي نكمل لآخر السطر."
زهرة تنزل عينيها، وتقول بهمس:
زهرة:
ـ "بس السطر لسه فاضل فيه شوية وجع...
ممكن تستنى عليا لحد ما أكتبه كله؟"
عاصي (بصوت واثق وناعم):
ـ "هستنى...
وهسيبلك القلم...
بس وعديني لما توصلي للنقطة... تكوني لسه شايفاني."
يبتسموا الاتنين، ومش لازم أحضان ولا لمس... لأن العيون في اللحظة دي قالت كل حاجة.
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
---
نهار دافي، والشمس بتلمع على بوابة السجن... الباب الحديدي بيتفتح ببطء، وصوت خطوات تقيلة بيقرب... زياد خارج، ملامحه متغيرة، شعره أطول شوية، ودقنه مشذبة على السريع... عيونه فيها حزن سنين، بس كمان فيها نور خفيف... نور الحرية.
واقف قدام البوابة، بياخد نفس عميق كأنه أول نفس من شهور .. بيلف وشه ناحية اليمين، يلاقيها... ياسمين.
كانت واقفة على بعد خطوات، لابسة جينز وبسيطة جدًا، وشها كله دموع بس ضحكتها واسعة قوي، جواها ارتباك وفرحة مش قادرة تخبيها.
ياسمين (بهمس باكي):
ـ "زياد..."
زياد يوقف مكانه، عينه بتلمع، ما بين الذهول والخوف، كأنه مش مصدق إنها لسه مستنياه...
زياد (بصوت مبحوح):
ـ "كنتي... فعلاً هنا؟"
تجري عليه ياسمين، مش بتفكر، مش بتتردد... حضنته بكل وجعها، بكل شوقها... هو اتجمد لحظة، وبعدين لف دراعه حواليها... كأنه بيحضن الحياة نفسها.
ياسمين (من غير ما تسيبه):
ـ "وحشتني... وحشتنا... وكنت مستنية اللحظة دي من يوم ما دخلت... بس مكنتش مصدقة إنك هتخرج."
زياد (بصوت هادي):
ـ "ماكنتش مصدق إن حد لسه بيحبني..."
ياسمين (بضحكة باكية):
ـ "مش بس بحبك... أنا متأكدة إنك ضحية، حتى لو الناس ما صدقتش، أنا صدقت... وقلبى فضل جنبك."
يسيبها شوية ويمسك إيديها الاتنين، ويبص في عينيها.
زياد:
ـ "أنا طالع إنسان جديد... مش هغلط تاني، ومش هسيبك تاني... ولو هبدأ حياتي من أول وجديد، عايز أبدأها بيكي." عايز اكفر عن كل ذنوبي واول ذنب عملته في حقك إن عملت معاكى علاقة فى الحرام ولازم نتجوز
ابتسم ياسمين بخجل، وتشد إيده تمشي بيه بعيد عن بوابة السجن...
---
الكاتبة صفاء حسنى
بعد خروجه من السجن، أنا عايز أزور قبر نيفين
هزت راسها ياسمين بالتأكيد وراحوا مع بعض
مقابر بسيطة، شجر ناشف بيتهز بهوا خفيف، وزياد واقف قدام قبر نيفين، حاطط وردة بيضة على التراب، وعيونه مليانة ندم...
المشهد صامت شوية، مفيش غير صوت خطواته، وهو بيقرب من القبر، ويحط الورد، ويركع على ركبته قدامه... يخرج نفس طويل، ويحط إيده على الحجر.
زياد (بصوت متكسر):
ـ "نيفين... معرفش لو روحك هتغفر لي، ولا لا و لو ربنا هيسامحني، بس... أنا هنا النهاردة عشان أقولك كل اللي مكنتش عارف أقوله وأنا جوه، ولا حتى قبل كده."
يسكت لحظة، عينه بتدمع، ويرجع يكمل.
زياد:
ـ "مكنتش سبب موتك، بس كنت سبب سكوتي... كنت جبان، وضيعت حقي وحقك. كنت خايف أواجه اللي عملوه فيكي، كنت تايه... ضايع..."
يقرب إيده من التراب ويكمل.
زياد:
ـ "بس خلاص، اتسجنت، واتعلمت، وقسيت... واتولدت من جديد. وياسمين فضلت جنبي، وعرفتني يعني إيه الحب الحقيقي... بس إنتِ... إنتِ هتفضلي جرح مفتوح في قلبي، لحد يوم ما نتحاسب قدام ربنا كلنا."
يقوم من على الأرض، ويمسح التراب من على هدومه، ويتنهد تنهيدة طويلة.
زياد (بهمس):
ـ "ادعيلي تسامحيني... وادعيلي أبقى بني آدم يستحق يعيش بسلام."
يمشي زياد، بس كل خطوة بياخدها من القبر، بتكون بداية لغفران جديد... ملامحه فيها ندم، بس كمان فيها تصميم إنه يكون إنسان أحسن.
سألته ياسمين عايز تروح فين
رد زياد نزور أهل نيفين ده وعد وعده لنفسي
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
– بيت أهل نيفين – مساءً – الإضاءة هادئة
الباب بيُفتح بهدوء... زياد واقف على العتبة، ملامحه باهتة، عينه فيها وجع سنين، وياسمين جنبه، إيديهم مش متشابكة، بس القرب بينهم واضح. الأم تطلع تبص، وبعدين الأب يخرج وراه... اللحظة بتكون صامته ومليانة ارتباك.
زياد (بصوت منخفض، وعينه فى الأرض):
ـ "مكنتش أتخيل إنى هقابلكم تاني... بس جيت عشان أقول كلمتين، من القلب."
سكون... الأب بيهزّ راسه، كأنه بيقول له: "كمّل."
زياد (يتنهد، ونبرة صوته تهتز):
ـ "أنا غلطت... غلطت كتير... وضيّعت بنتكم، وضعت نفسي، وضيعت ناس تانية... بس السجن علّمني، وزهرة... زهرة فتحت عنيا على إن فى ناس لسه نضيفة فى الدنيا، ناس زيها... بيضحّوا عشان كلمة حق، حتى لو العالم كله ضدهم."
ياسمين تبص له، عنيها فيها دموع فخر وحزن في نفس الوقت.
زياد (ينظر للأب والأم):
ـ "أنا النهاردة طالع من السجن بس مش نفس زياد... أنا تايب... وبتمنى تسامحوني، مش بس عشان نيفين الله يرحمها... لكن عشان أنا عاوز أعيش بقية عمري إنسان حقيقي."
الأب يقرب خطوة، والأم عنيها بتدمع، بس ما بتتكلمش.
زياد (بيكمل والندم مالي صوته):
ـ "أنا وياسمين... عايزين نبدأ من جديد، والنهاردة جايين نطلب منكم تكونوا شاهدين على بداية دي... نكتب كتابنا فى وجودكم، ونعتبركم أهل لينا... يمكن مقدرش أعوضكم، لكن وعد، إنكم تشوفوا مننا خير."
الأم تبص لياسمين، تدمع وتفتح دراعها ليها... وياسمين ترتمى فى حضنها، دموعها بتنزل بحرارة.
الأم (بصوت متكسر):
ـ "نيفين ماتت... بس لو كانت هنا، كانت هتسامحك، لأنها كانت طيبة... الله يسامحك يا ابني، وربنا يثبّتك."
الأب (بحزم طيب):
ـ "لو كنت فاكر إننا كرهناك، تبقى غلطان... إحنا كرهنا نفسنا جرينى ورا الفلوس كانت النتيجة بنتنا ضاعت ... وأهو ربنا رجّع لك عقلك، ومحدش معصوم."
زياد يغمض عينه والدموع تنزل... يمد إيده للأب، والأب يسلم عليه بحزم.
زياد (بصوت مبحوح):
ـ "متشكر... على إنكم سبب... إن الحكم يتخفف، وإن ضميري يرتاح... وعارف إن زهرة مش هنا، بس هي كانت السبب... وعمري ما هنسى."
ياسمين تبص له، وتقول بهمس وهي ماسكة إيده:
ياسمين:
ـ "إحنا هنبدأ من أول وجديد... مع بعض."
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
الأب يدخل أوضته بهدوء، وبعد لحظات بيرجع شايل ملف كبير، يمدّه لزياد.
زياد (باستغراب):
ـ "إيه ده؟"
الأب (نبرته هادية لكن حاسمة):
ـ "دي أوراق شركة... اشتريتها من فترة، وكنت ناوي أفتحها لبنتي... بس نصيبها تروح ، وعلى رأيي: اللي يسامح، لازم يساعد كمان."
زياد (بيتلبك):
ـ "بس... بس يا عم الحج... أنا مش جاهز، ولسه خارج من..."
الأب (بيقاطعه):
ـ "مش عايز تسمع ماضيك تاني... سمعته كفاية. أنا مش بديك صدقة، أنا بديلك فرصة تثبت إنك فعلاً اتغيّرت... وإنك تستاهل بنتي ياسمين وتجعل ل حياتنى روح ."
زياد يبص للورق، وعنياه تتملي دموع، وبصوت مهزوز بيقول:
زياد:
ـ "أنا هثبتلك ده... هخلي الشركة دي تكبر، وتكون سبب رزق لناس غيري... وتكون فخر ليك ول نيفين .. ولنفسي قبل أي حد."
الأم (بابتسامة دافية):
ـ "الماضي مش بيتنسي يا زياد... بس ممكن نختار نعيشه إزاي بعد كده."
ياسمين تمسك إيده، وتبص له بثقة:
ياسمين:
ـ "وأنا هكون جنبك في كل خطوة... بس إياك تضعف تاني، أو تتهرب... المواجهة هي أول طريق الغفران."
زياد (بيهز راسه):
ـ "وعد... دي بداية جديدة... مش بس لحياتي، لكن لضميري كمان."
زهرة العاصي
الكاتبة: صفاء حسني
الفصل 31 —
بيت الحج محمد ، جو ريفي بسيط، الشمس قربت تغرب، والدخان طالع من براد الشاي على المصطبة. الحج محمد قاعد ماسك سبحة في إيده، ووشه فيه ملامح تفكير عميق.
يقطع شروده صوت خبط على الباب...
أحد الشباب (من رجال عمّه):
ـ "يا حاج محمد ، معلش يا عم، عندي خبر مهم... بس لازم تقعد قبل ما تسمعه."
الحج محمد يرمقه باستغراب، بيقوم واقف وهو بيعدل جلبابه.
:
ـ "قول، هو في إيه؟ خير؟"
الشاب (بتردد):
ـ "ابنك ... بلغ عن حد للشرطة... شافه بعينه وهو بيوزع مخدرات قدام المركز الزراعي."
الحج محمد (بعصبية):
ـ "وإيه علاقة ده بيا؟!"
الشاب (ينزل عينه):
ـ "اللي شافه... كان سليم."
صمت رهيب... الحج محمد يتجمد مكانه، عينه بتترج، وإيده توقع السبحة من غير ما يحس.
الحج محمد (بصوت مخنوق):
ـ "سليم؟ إبن ولدى ؟!"
الشاب:
ـ "أيوه... هرب لما شاف ابنك ، بس كان في ناس صوروه... والموضوع وصل للنيابة."
الحج محمد يقعد على أول حجر جنب الحيط، وهو بيحاول يلم نفسه...
الحج منصور (بصوت مبحوح):
ـ "أنا سكت... وسندته... وقلت يمكن يتصلح... بس ده طلع عار... مش بس خان بنتي... ده خاننا كلنا."
بعد شوية...
يخرج من بيته، ينادي على جاره الكبير، وعلى الراجل اللي كان بيخطب له واحدة من البلد، ويقول لهم بكل حسم:
الحج محمد :
ـ "بلغوا الناس إني اطلق سليم من زهرة . مش هينفع أبدأ
الناس واقفين مصدومين... صوت أذان المغرب يعلو، والحج منصور يرفع عينه للسماء.
تمام، أهو مشهد قوي وصادم، فيه تصاعد درامي عنيف وهيفجّر حالة من التوتر والخطر، وهنختمه بحاجة تخلّي القارئ يبقى متشوق للفصل اللي بعده:
---
زهرة العاصي
الكاتبة: صفاء حسني
الفصل 31 –
ليلة كتب كتاب صالح، والد زهرة، وسط فرحة بسيطة من أهل البلد، زغروطة هنا وضحكة هناك، وولاد بيلعبوا حوالين الكراسي البلاستيك والفرش المفروش في الحوش الكبير.
الحاج محمد واقف جنب ابنه صالح، بيمضوا على قسيمة الجواز، والعروسة قاعدة في هدوء وسط الستات، والناس بتبارك.
كل حاجة كانت ماشية طبيعي... لحد ما اتفتح باب البيت فجأة بصوت عنيف...
ظهر سليم، هدومه متبهدلة، عينه حمراء، ووشه متقلب، ويده مرفوعة... فيها مسدس.
سليم (بيصرخ بصوت مفجوع ومجنون):
ـ "بـتتجوز يا شيب؟! بعد ما طلقتني من بنتك وسفرتها برّا؟! بتتجوز وانت عارف إن بنتك ماشية على حل شعرها؟!"
الناس كلها قامت فجأة، الستات صرخوا، العروسة وقعت في حضن أمها، والرجالة اتحركت تحوش، لكن سليم كان بيهدد أي حد يقرب.
سليم (بصوت هادر):
ـ "اللي يقرب أضربه... أنا مش هسكت... مش بعد ما رميتوني زي الكلب، والبنت اللي كانت لي بقيت بعيد عنى واجبرتونى أطلقها وسفرته ... أنا اللي كنت لازم يتعملى فرح كدة.
صالح واقف، وشه مش باين عليه أي خوف، لكن الجد محمد اتحرك خطوة قدام، ووشه مليان غضب مكتوم.
الحاج محمد (بصوت ثابت):
ـ "خليك فاكر إنك كنت وصمة عار، ووشك ده مش مفروض يدخل البلد دي تاني... ولو رجّللك جابتك، يبقى تتدفع التمن."
سليم (بجنون):
ـ "كلكم هتموتوا... كلكم..."
وفي اللحظة دي...
صوت طلق ناري بيشق الليل... والناس تصرخ، في دوشة، وفيه اللي بيجري، وفيه اللي بيقع...
والكاميرا تتجمد على وش الجد محمد، وهو بيبص لتحت... والدم بيبدأ يظهر في طرف جلابيته...
---
الطلق الناري رجّ المكان... صوت صرخة عالية خرج من واحدة من الستات، وسليم واقف بيتنفس بصعوبة، إيده لسه مرفوعة بالمسدس...
كل الناس بصت للجد محمد، الواقف ثابت زي الجبل... لكن الدم بيقطر من طرف جلابيته...
الحاج محمد (بصوت هادي لكن مخنوق):
ـ "الرصاصة دي... مش أول ألم يعدّي عليّا... بس أوعدك... هتكون آخر وجع منك يا سليم."
الناس اتجمعت حواليه، وصالح جري ناحيته وهو بيصرخ:
صالح:
ـ "يابااااااا!!"
سليم واقف، ملامحه تهتز، كأنه مش مصدق اللي عمله، صوته واطي وهو بيقول:
سليم (بتمتمة):
ـ "ماكنتش... ماكنتش أقصد أأذيك... كنت عايز أرجع اللي راح مني... كنت بحبها..."
وفجأة، ييجي صوت عربية شرطة وهي بتفرمل جامد قدام البيت، وأصوات صياح وضباط بينزلوا...
ضابط (بصوت عالي):
ـ "محدش يتحرك! سلم السلاح يا سليم... إنت مطلوب في قضايا مخدرات وهروب من العدالة!"
سليم يبص حواليه، عينه تدور على الوجوه، كأنه بيدوّر على مخرج... لكن مفيش، الأرض ضاقت عليه.
تتبع
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا