رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم صفاء حسني

رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم صفاء حسني

رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الرابع والثلاثون 34 هى رواية من كتابة صفاء حسني رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الرابع والثلاثون 34 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الرابع والثلاثون 34 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الرابع والثلاثون 34

رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي بقلم صفاء حسني

رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الرابع والثلاثون 34

تحدث عاصي  بعد تفكير ثم يقول له  بنبرة حاسمة.
عاصي:
ـ "يبقى نبدأ المشروع سوا... أنا أجيب خطة تطوير، وإنت تبقى المدير التنفيذي، وزياد معانا شريك. عايزين نفتح شركة تبني مواقع، تحمي بيانات، وتدرب الشباب على الأمن السيبراني."
كريم (بابتسامة كبيرة):
ـ "وتكون أول خطوة نرجّع بيها سمعة البلد في العلم... ونخلق جيل بيفهم التكنولوجيا مش بس بيستهلكها."
عاصي:
ـ "وشركتنا يكون اسمها... "زهرة "... لأن كل حاجة عظيمة بدأت بزهرة ."
كريم يهز راسه بإعجاب.
كريم:
ـ "أنا معاك... قلبًا وقالبًا."وكمان زياد عنده شركة لسه مستلمها من والد نيفين كان يفتحها ل مجال نشوفه 
هز رأسه عاصي أكيد اتصل بيه  وكمان رامى عنده خبرة حلوة اخلي يشركنا 
زهرة العاصي
الكاتبة: صفاء حسني
الصوت بيرن... عاصي بيعمل مكالمة جماعية بالفيديو، وبيظهر زياد على الشاشة، قاعد في مكتبه، شكله مركز ومرتب، لكن أول ما شاف عاصي وكريم بيتصلوا ، استغرب وقلبه  دق بسرعة.
زياد (بنبرة فيها قلق خفيف):
ـ "سلام عليكم... خير؟ مكالمة جماعية كده مرة واحدة؟"
عاصي (بهدوء وابتسامة):
ـ "أيوة يا عم الخير، إحنا بنخطط نعمل مصيبة... بس مصيبة حلوة! شركتك بقت شغلنا الشاغل."
زياد (يتنحنح ويفرد ضهره):
ـ "شركتي؟ لا يا باشا... دي شركة نيفين، وأبوها، وأنا مؤتمن عليها، مش لعبة! هقولكم بصراحة، أي خطوة فيها لازم نبلغ العم عبد المجيد، ولو وافق... يبقى خير وبركة."
كريم (بهدوء):
ـ "وإحنا مقدرين ده... وعارفين قيمه في اللي عمله معاك ومغفرته ليك ، بس الفكرة مش بس نشتغل، الفكرة نبدأ حلم جديد... نخلق بيه جيل جديد."
عاصي (بحماس هادي):
ـ "وزياد، إنت أكتر واحد عارف يعني إيه تتحول من ظلمة لنور... إحنا مش بنلعب، دي زهرة .
استغرب زياد انه ذكر اسم زهرة 
مش فاهم 
واضح كريم  اسم الموقع نسميه زهرة 
عشان يكون أول زهرة بالمعرفة 
عاصي (بابتسامة حماس):
ـ "أنا شايف إن اللحظة دي مثالية...
دلوقتي إحنا مش بس أخوات، بقينا فريق...
كل واحد مننا مر بحاجة علمته يعني إيه نكون في ظهر بعض،
وجِه الوقت نرد الجميل لبلادنا."
زياد (بصوت واثق):
ـ "الفكرة اللي اقترحتها ... لما قلنا نبدأ مشروع تكنولوجي عربي حقيقي،
مش بس نسخة من جوجل ولا من أي منصة،
عايزين نأسس كيان عربي... مش تابع لحد."
رامي (بلهجته الساخره المعتادة):
ـ "بس هنعمل ده إزاي؟ إحنا بنحلم ننافس عمالقة الإنترنت!
منين التمويل؟ مين يدعم؟ ومين يصدق إن مجموعة شباب من بلاد مختلفة يقدروا يعملوا ده؟"
كريم (بهدوء وقناعة):
ـ "المشكلة مش في الفلوس... ولا في الدعم.
المشكلة في النية والنية موجودة.
إحنا عندنا الخبرة... وأنا وزياد وإنتو كل واحد فينا اشتغل على نفسه."
عاصي (بيكمل):
ـ "إحنا هنبدأ من تحت، نطور منصة تعليمية وتوعوية...
بتجمع بين الذكاء الاصطناعي، الحماية الإلكترونية، والأخلاقيات.
والهدف الأساسي: شباب عربي واعي... فاهم يعني إيه تقنية، ويعني إيه ما يبيعش بياناته ولا ضميره."
زياد (بصوت هادي):
ـ "وفي نفس الوقت، نخلق فرص شغل... مشاريع، تطبيقات، دورات،
نقوي الاقتصاد الرقمي في بلادنا ونكسر احتكار الغرب للمعلومة."
رامي (بحماس وهو بيرفع كوباية الشاي):
ـ "يعني هنبدأ بجوجل عربي...
بس بدل ما يبيعوا ولادنا، إحنا نحميهم... ونعلّمهم."
كريم  (وهو بيبص ليهم):
ـ "نسميه إيه بقى؟"
عاصي (بابتسامة):
ـ "نسميه زهرة 
عشان يكون أول زهرة تتزرع في طريق التنوير..."
زياد يسكت لحظة... يلمح صورته مع ياسمين على المكتب، وصورة قديمة لنفين وهي بتضحك.
زياد (بصوت أهدى):
ـ "لو هنعمل ده بضمير، وبأمانة... وأنا أكون الضامن، يبقى أتكلم مع العم عبد المجيد وأفهمه كل حاجة. ولو وافق... نتوكل على الله."
عاصي (بصوت دافي):
ـ "وكل خطوة هتتعمل بإسم الناس اللي علمتنا الغفران، وأدونا فرصة تانية."
زياد يبتسم لأول مرة.
زياد:
ـ "تمام... نبدأ نحضر كل حاجة. بس أول اجتماع هيكون على أرض مصر...  نكتب الحلم بإيدينا."
ـ "أحلى حاجة إننا دخلنا من باب بعيد عن العصابة . ... طول عمري كان نفسي أشتغل في حاجة ليها معنى، حاجة تسيب أثر."
كريم (بياخد نفس عميق وهو بيبص لها):
ـ "وإحنا هنسيب أثر... وهنعمل شغل نضف بيه الساحة اللي كان فيها ناس بتستغل العلم للخراب. دلوقتي وقت البناء."
تقترب زينة من كريم  تلمس كفّه بلطف، وتهمس وهي بتحط رأسها على كتفه:
يغلق الهاتف كريم  معهم وينظر لها بحب 
تبتسم زينة بحب :
ـ "أنا فخورة بيك، يا كريم... وبينا. وسبحان الله زياد وياسمين كمان، اللي بيبدأ من الصفر بإيمان حقيقي."
كريم (بابتسامة دافية):
ـ "وإنتي نور البيت... وعمود شركتنا الصغيرة، اللي بتكبر كل يوم."
تضحك وهي بتشده من إيده ناحية الصالون.
زينة:
ـ "تعالى بقى... لسه فضلنا نركّب النجفة، ونفرش السجادة... وبعدها أقدملك أول فنجان قهوة في بيتنا."
يحضنها كريم بحنان وهو بيهمس:
كريم:
ـ "وفي يوم هنحضّر أول اجتماع في الشركة... ونقول: هنا كانت البداية."
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى 
.... 
مرات الايام الهدوء مالي المكان، وطلبة كتير بتراجع محاضرات. زهرة قاعدة لوحدها على ترابيزة ناحية الشباك، وعينيها على كتاب، بس ذهنها مش مع السطور... بتحاول تركز، لكن قلبها بيقرا كلام تاني.
زهرة (في سرّها وهي بتقلب الورق): ـ "هو ليه لم  بيعدي من قدامي كل يوم؟... كل مرة أحس إني عاوزة أقوم وأقول تعالى أنا بحبك ... بس مابعملش؟"
في اللحظة دي، بيظهر عاصي على بُعد خطوات... بيعدي، وبص عليها بسرعة من غير ما يبين إنه شايفها... لكن في اللحظة اللي بيعدي فيها، بيرجع خطوة، ويحط قدامها كوب كابتشينو عليه اسمها بخط إيده.
عاصي (بصوت هادي): ـ "عارفة إنك بتحبيه من غير سكر... زيّك، بتحبي كل حاجة من غير إضافات... صافية."
بيكمل طريقه، وما بيستناش رد.
زهرة تبص للكوب، وبعدين تقربه من وشها وهي تهمس:
زهرة (بهمس): ـ "وأنا بحبك... من غير شروط."
تبتسم، وتحط الكوب جنب الكتاب... تكمل قراءة، لكن قلبها المرة دي مش تايه، قلبها لقى عنوان.
فضل عاصي يتابع معها واي حاجه تقف فيها يشرحها ليها 
زهرة العاصي
الكاتبة: صفاء حسني
وفي يوم 
زهرة كانت قاعدة على السور، شنطتها جنبها، وبتتفرج على الغروب... كانت ساكتة، بس عنيها بتحكي كتير.
عاصي جه من وراها بهدوء، وقف شوية يراقبها من بعيد... بعدين قرب، وقعد جنبها من غير كلام.
عاصي (بصوت هادي):
تحدث عاصي 
ـ "كل مرة بشوفك فيها ساكتة... بحس إنك بتكلمي السما، مش بتفكري."
زهرة (من غير ما تبص له):
ـ "وأنا كل مرة تقعد جنبي فيها... بحس إني مش لوحدي، حتى لو ما قلتش ولا كلمة."
يسكتوا لحظة، بس قلبهم بيتكلم...
عاصي (بصوت أهدى):
ـ "أنا بحبك يا زهرة...
مش بحبك عشانك حلوة، ولا شجاعة، ولا قوية...
أنا بحبك عشانك إنتي...
بعنادك، بخوفك، بدموعك، بضحكتك اللي لما تطلع... أنا بنسى الدنيا."
زهرة (بابتسامة مرتعشة):
ـ "وأنا...
أنا مش بعرف أقول كلام حلو...
بس كل حاجة جوايا بتتغير لما تبقى جنبي."
يمد إيده، بس ميقربش منها، يستنى...
عاصي (بهدوء):
ـ "ينفع أمسك إيدك؟ بس إمتى ما قولتي لي... “خلاص”؟"
تبص له، وعنيها فيها دموع خفيفة... ترفع إيدها ببطء، وتلمس صوابعه، بس بهدوء شديد كأنها بتطمن قلبها قبل ما تطمن إيده.
زهرة (بهمس):
ـ "مش جاهزة أقول “خلاص”...
بس قلبي بدأ يصدق... إنك عمرك ما كنت بتنسحب... حتى وأنا بدفعك بعيد."
يبص لها، يبتسم...
عاصي (بنبرة فيها وعد):
ـ "أنا مش همشي...
ومهما خدتي وقتك، هفضل أستناك...
بس لو اتأخرتي قوي...
هحاول أجي أدور عليكي...
في قلبك."
زهرة العاصي
الكاتبة: صفاء حسني
زهرة العاصي – الكاتبة صفاء حسني
اقتربت وقت الامتحانات 
وكانت الكافتيريا زحمة كالعادة، طلبة بيذاكروا، وناس بتضحك، وأصوات القهوة بتتعمل في الخلفية.
لكن في ركن هادي، بعيد شوية عن الدوشة...
كان عاصي قاعد على الطاولة، قدامه أوراق وكتاب كبير مفتوح.
وزهرة قاعدة جنبه، ماسكة القلم، ومركزة جدًا في الشرح اللي بيقوله.
عاصي (بصوت هادي وبابتسامة خفيفة):
ـ "شوفي هنا... المعادلة دي بتعتمد على الهاكرز إزاي يخترقوا نظام وهمي، مش حقيقي... يعني وهم بنظّروا، بيكشفوا ضعفك من غير ما يلمسوك فعلًا."
زهرة (بحماس):
ـ "آه فهمت... يعني ده الجزء اللي لازم أركز فيه في بحثي!"
عاصي (بعينيه مليانين فخر):
ـ "فهمتيها من أول مرة... برافو!"
البنات على طاولة قريبة كانوا بيراقبوا المشهد من بعيد، بينهم همسات وتساؤلات:
طالبة ١ (بدهشة):
ـ "هو الدكتور عاصي قاعد يذاكر معاها؟!"
طالبة ٢ (بفضول):
ـ "شكلهم قريبين من بعض... بتهيألي بيحبها ؟"
طالبة 3 تقولهم 
الدكتور عاصي طلب أيد زهرة من جدها وانها  سمعت  الحديث وهما فى الكافتيريا 
---
عاصي سمع الكلام، ورفع عينه بابتسامة وهدوء:
عاصي (بصوت واثق وهو بيبص للطلبة بيأكد المعلومات ):
ـ "فعلا طلبت أيده  ،وهتكون  شريكتي في كل حاجة."
صوت خفيف من البنات: "آآآآه ربنا يسعدكم!" – "أحلى دكتور وأحلى عروسة"
زهرة (همستله وهي وشها محمر):
ـ "ليه قلت كده؟ إحنا متفقين إننا مش نعلن حاجة دلوقتي..."
عاصي (بصوت واطي وهو بيبص في عينيها):
ـ "عشان أنتي تستاهلي الناس تشوفك مكانك، تستاهلي حب حقيقي، وأمان، مفيهوش خوف ولا سر."
زهرة سكتت، لكن قلبها بيخبط بسرعة، حسّت بخجل، بس كمان... حسّت إنها مش لوحدها.
حلو قوي! خلينا نكمل بالمشهد اللي بعده... لحظة دافئة فيها مفاجأة من عاصي لزهرة، ومشروع بيجمعهم لأول مرة، وفيه رومانسية من نوع مختلف — فيها دعم وحلم بيكبر سوا.
زهرة العاصي
الكاتبة: صفاء حسني
الفصل الاخير الجزء الأول 
بعد مرور شهور – قاعة الاحتفالات في الجامعة
زهرة واقفة على المسرح، بتستلم شهادة التكريم من رئيس الجامعة، وسط تصفيق كبير.
رئيس الجامعة:
ـ "الطالبة زهرة محمد، تفوقت في المجال الإلكتروني، وقدّمت مشروع تخرّج مشرف، بنفتخر بيه."
عاصي واقف في الصفوف الأولى، بيصفق بحرارة، وعيونه فيها دمعة فخر مش قادر يخبيها.
زهرة (وهي ماسكة الشهادة، وبتبص ناحيته):
ـ "الفضل لله... وللي آمن بيا وأنا كنت ببدأ من الصفر."
نزلت من على المسرح، وهو استقبلها بنظرة كلها حب وأمان...
عاصي (بهمس):
ـ "دي أول خطوة... ولسه المشوار قدامنا طويل... سوا."
زهرة العاصي
الكاتبة: صفاء حسني
وسط بودابست – في شارع جانبي هادي، فيه كافيهات ومحلات كتب صغيرة
الوقت: قبل المغرب – الدنيا شبه ساكنة، وريحة القهوة بتفوح من المحلات
زهرة كانت خارجة من الجامعة، لابسة بلوفر أبيض بسيط، وشنطتها فيها ورق كتير من المحاضرات...
بتتفاجئ بعاصي واقف عند زاوية شارع، لابس جاكيت جلد ووشه متغطي بنص ابتسامة خبيثة.
زهرة (مستغربة):
ـ "إنت بتعمل إيه هنا؟ مش المفروض عندك سيمنار؟"
عاصي (بثقة):
ـ "أجّلته... عشان في مفاجأة صغيرة مستنياكي."
يمد إيده ليها، وهي تمسكها بخجل وفضول، ويمشوا في شارع ضيق مرصوف بالحجر، لحد ما يوصلوا قدام محل صغير واجهته خشب قديم، وفوقه يفطة مكتوب عليها بخط إيد:
“Light of Truth – مكتبة وقهوة ثقافية عربية”
زهرة تبص له، ملامحها مش فاهمة...
عاصي (بحماس):
ـ "إحنا دايمًا بنقول إن المعرفة هي البداية... وده أول مشروع لينا سوا. مكتبة عربية في قلب أوروبا، فيها كتب، إنترنت، وجلسات نقاش وحوارات، وكل محتوى بيحكي الحقيقة زي ما أنتِ حلمتي."
زهرة عنيها تمتلئ دموع، تمشي جوه المكان وهي مش مصدقة...
الكتب بترص على الرفوف، في ركن معمول لجلسات قراءة، وفيه لوجو بسيط على الحيطة: "لكل صوت حقيقي... لازم مكان يسمعه."
زهرة (بهمس):
ـ "إنت... عملت كل ده؟"
عاصي (قريب منها):
ـ "لأ، إحنا اللي هنعمله سوا. كل كتاب هتختاريه، كل جلسة هتنظميها... كل فكرة طلعتي بيها من الألم، ليها مكان هنا. وده... جزء من حلمك."
زهرة (بصوت مرتعش):
ـ "أنا... حاسة إني بين حلمين... واحد كنت فاكرة هيفضل مستحيل، والتاني واقف قصادي بيقول لي: يلا نبدأ."
عاصي (بهدوء):
ـ "يبقى نبدأ، دلوقتي... سوا."
تمسك إيده وتبتسم، ولأول مرة، تحس إن الماضي اتحول لطاقة... وإن الحلم مش بس بيتحقق، ده بيتشارك.
اقترب منها عاصي وقالها انسي ترجع مصر قبل ما افرجك  على. البلد إلا إحنا فيها 
نفسي اخدك وفرجك على 
بودابست – وقت الغروب –  مع ضفة نهر الدانوب
السماء شبه وردية، والهوى عليل، والأنوار لم تبدأ  تنور بهدوء فوق جسر السلسلة، والمدينة كلها شبه لوحة فنية متحركة...كل ده وانتى فى حضنى ومعايا 
هزت راسها زهرة  بالموافقة وهى ماشية جنب عاصي، لابسة بالطو كريمي خفيف، وشال رمادي ملتف حوالين رقبتها، وحجابها .
زهرة (بابتسامة شبه خجلانة):
ـ "أنا من يوم ما جيت هنا  مفكرتش  اخرج فيها .. متصورتش حلوة كدة كأنى  ماشية في حلم مش شارع..."
عاصي (نظره ناحيتها، وعينيه فيها حنية كبيرة):
ـ "أنا الحلم بالنسبالي هو اللي ماشي جنبي."
تضحك وهي تحاول تبص بعيد، تهرب من نظرة عينه، بس قلبها بيضحك بصوت أعلى من ابتسامتها.
يمشوا سوا لحد ما يقفوا على سور النهر، تحتهم الميا بترقص على أنوار المدينة، والقلعة القديمة باينه فوق التلة، عامله خلفية روائية لأي مشهد حب.
عاصي (بصوت واطي وهو بيبصلها):
ـ "كنت دايمًا بدور على مكان يطمن قلبي... افتكرت إني هلاقيه في بلد، جامعة، شغل، نجاح... بس لما مشيت جنبك النهارده، فهمت إن مكاني كان دايمًا جنبك."
زهرة (بصوت مهزوز من جوّاها):
ـ "وأنا كل ما كنت أفتكر إن مفيش حد يقدر يفهمني... ألاقيك بتقرأني من غير ما أتكلم."
يسكتوا شوية، والهدوء بينهم أصدق من أي كلام...
وبعد لحظة، عاصي يمد إيده بهدوء، وهي تبص له، وبعيونها نفس الرعشة القديمة... بس المرة دي، تقرب وتحط إيدها في إيده.
عاصي (بهمس):
ـ "خدي وقتك... بس أوعديني إننا نكمل المشوار ده سوا، خطوة بخطوة."
زهرة (بصوت ناعم):
ـ "أوعدك... بس تمشي جنبي، مش قدامي."
عاصي:
ـ "وأنا عمري ما سبقتك... أنا بس كنت بستنى اللحظة اللي تمسكي إيدي بإرادتك."
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى 
تأنى يوم فى ساحة الجامعة الهادية، الأشجار حوالين المكان، والجو ربيعي عليل.
زهرة واقفة قدام المبنى الرئيسي، لابسة جاكيت خفيف، وحاملة شنطة كتف صغيرة، بتودع كل ركن من المكان بعينيها.
صديقتها مريم (من لبنان) وهي بتحضنها بحرارة:
ـ "مش هخليكي تمشي بسهولة يا زهرة...
من أول يوم شفتك فيه، حسّيت إنك هتكوني ملهمة في حياتي... وكنتِ فعلًا."
زهرة (بصوت فيه رعشة خفيفة من التأثر):
ـ "أنا اللي اتعلمت منكم كلكم...
كل واحد منكم كان قصة... وأنا شلت القصص دي معايا في قلبي."
جميلة (من غزة):
ـ "هتوحشيني... بس فخورة إنك راجعة عشان تبني وتنوري."
سليم (طالب من المغرب):
ـ "زهرة... أنا عمري ما نسيت كلامك في أول جلسة، لما قلتي:
(مش لازم نكون كبار عشان نعمل حاجة كبيرة)...
الكلمة دي غيّرتني."
زهرة تبتسم وهي عينيها بتلمع بالدموع، تبص وراها تلاقي عاصي واقف بيودع مجموعة من الطلاب.
واحد من الطلاب (مازحًا):
ـ "يا دكتور عاصي، مش عايزينك تمشي! إحنا لسه متعودناش إنك بترجع مصر!"
عاصي (بابتسامة دافية):
ـ "مصر بلدي... بس وجودكم هنا علمني إن العلم له وطن أوسع من الحدود.
هفتقد نقاشاتنا... وسؤالي المعتاد: (فين الحماس؟!)"
*الكل يضحك، وزهرة تبص له من بعيد، وتحس بقلبها بيهدى... 
زهرة العاصي
الكاتبة: صفاء حسني
داخل الطيارة – مقاعد درجة رجال الأعمال – الجو هادي وفيه موسيقى ناعمة شغالة في الخلفية
زهرة كانت قاعدة جنب الشباك، لابسة جاكيت بنى  بسيط، وحجابها المتنساق مع فستانها ، وبتبص على الغيوم من بعيد وهي بتحاول تهدى توترها من أول زيارة ليها لمصر بعد كل اللي فات.
عاصي قاعد جنبها، بيقرأ في ملف صغير بين إيده، مركز جدًا، لكنه كل شوية يبص لها من طرف عينه... لحد ما تفتح الطيارة أبوابها للركاب الجدد من محطة ترانزيت، وتدخل ست أنيقة في أواخر التلاتينات.
الست (بصوت مبتهج):
ـ "يا نهار أبيض! عاصي؟ عاصي كنان السمري مش معقول ؟!"
عاصي رفع راسه بسرعة، وابتسم بحرارة:
عاصي:
ـ "بسنت! مش معقول! سنين والله..."
بسرعة وقفت قدامه، واحتضنته بحميمية أخوية، وزهرة بدأت تتفاجأ وتشيل سماعاتها بهدوء وهي بتراقب المشهد.
تتبع

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا