رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم صفاء حسني
رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الخامس والثلاثون 35 هى رواية من كتابة صفاء حسني رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الخامس والثلاثون 35 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الخامس والثلاثون 35 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الخامس والثلاثون 35
رواية زهرة العاصي زهرة وعاصي الفصل الخامس والثلاثون 35
– على متن الطائرة المتجهة إلى مصر داخل الطائرة، الأضواء خافتة، بعض الركاب نائمين، وبعضهم بيشاهد أفلام أو بيقرا
.
تقترب بسنت (بضحكة):
ـ "لسه زي ما انت، بنفس الحماس في عينيك... سمعت عنك إنك بقيت دكتور جامعي كبير في بودابست عاصمة المجر ، - فى جامعة بودابست للتكنولوجيا والاقتصاد (BME): معروفة ببرامجها الهندسية والتكنولوجية القوية.
ابتسم عاصي إنتي مفيش حاجة بتستخبي عنك
ابتسمت بسنت
طبعا بس مشفتكش من أيام مؤتمر التكنولوجيا اللي في سنغافورة!"لكن متابعة كل حاجه وعرفت إنك رجعت مصر وقاعده سنه هناك نفسي افهم بتخطط ل إيه
عاصي (بابتسامة دافئة):
ـ "وانتي لسه زى ما انتى بتجري وراء الاخبار
رايح على مصر ليه ؟"
ضحكت بسنت
بسنت:
ـ "رايحة مصر عشان أبدأ شغل مع وزارة الاتصالات في مشروع ستارت أب جديد...
انت بقي كنت في مصر ليه وراجع تأنى ليه
إوعى ناوي تفتح فرع من شركتك هناك. وبتختبر الدنيا "
زهرة كانت بتسمع بتأمل... وعنيها بتلمع من الغيرة ، لكنها حاولت تبان هادية.
زهرة (بابتسامة صغيرة):
ـ "هو فعلاً ناوي يعمل كده... وبيفكر يخلي المشروع ممتد، يعني حاجة زى جوجل عربية!"
بسنت (بحماس):
ـ "إنتي زهرة؟ الا وقعت عاصي الكنان ،سمعت عنك كمان... أنك مصدر إلهامه، صح؟"
زهرة خجلت، وبصت في الأرض بخفة، لكن قلبها كان بيطير انها طلعت مجرد صديقة مش حبيبي قديمة
عاصي (بثقة وهدوء):
ـ "هي مش بس مصدر إلهام... دي شريكة في كل فكرة، من أول السطر."
سكت شوية، وبص لبسنت وبعدين كمل بحماس:
عاصي:
ـ "إحنا نازلين نأسس مشروع تقني ضخم في مصر. عايزين نبدأ بثلاث محاور:
منصة تعليمية عربية بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
شركة لتطوير تطبيقات الحماية والاختراق الأخلاقي.
ومرحلة لاحقة... شركة قمر صناعي بتكنولوجيا محلية."
زهرة (بحماس):
ـ "أيوه، ليه لأ؟ إحنا كنا رواد في العلم زمان... جابوا مننا العلماء، والمفكرين، وحتى أدوات الطب والهندسة أصلها عربي. ليه منرجعش؟"
بسنت (بإعجاب):
ـ "لو المشروع ده شاف النور، العالم كله هيسمع بيكم... وإحنا كتير مستنيين الفرصة دي."
عاصي مسك إيد زهرة تحت الطاولة بهدوء، وبص في عينيها وقال لها بصوت خافت:
عاصي:
ـ "نبدأ من مصر... نبدأ كل أحلامنا ."
زهرة ابتسمت، وغمضت عينيها وهي بتهمس:
ـ "ونكملها سوا..."
بعد وقت التليفون أداها إشارة بوقت صلاة العصر
قطعت زهرة حديثهم (بهمس):
ـ "هروح الحمام شوية..."
عاصي (بابتسامة هادية):
ـ "خدي بالك من نفسك."
(تمشي زهرة بهدوء في ممر الطيارة، توصل عند واحدة من المضيفات.)
زهرة (بصوت هادي):
ـ "لو سمحتي، الطيارة فيها بوصلة أو أي حاجة أعرف منها اتجاه القبلة؟"
المضيفة (بابتسامة لطيفة):
ـ "أيوه طبعًا، في مؤشر للقبلة على الشاشة الصغيرة اللي قدام كل كرسي، وفي بعض الركاب بيصلوا عند المطبخ الخلفي، المكان هناك أوسع شوية."
(زهرة تشكرها وتمشي ناحية المكان المخصص، تتوضى بسرعة بمية بسيطة من الحمام، وتظبط الطرحة على شعرها بإحكام... تطلع وتصلي بهدوء، في ركن الطيارة الخلفي، في مواجهة القبلة.)
(في اللحظة دي، عاصي بيلاحظ إنها غابت شوية... بيقلق، يقوم ويمشي بهدوء ويدور عليها. يوصل للركن، يوقف مكانه لما يشوفها بتصلي.)
(يبتسم... وبكل خشوع، يدخل هو كمان يتوضي وفى ركن بعيد شويه عنها يقف وبيصلي ، بهدوء، كأنه بيكمل الدعاء معاها مش وراها بس.)
(من الخلف، كانت بسنت ذهبت خلفهم -فضولها خالها عاوزة تفهم هما انسحبوا ليه مرة واحدة - وهى ماشية في الممر، ووقفت فجأة لما شافت المشهد. عنيها اتعلقت بالاتنين وهما واقفين بيصلوا. كل واحد فى جنب وكان خط مستقيم يبدأ من عند عاصي وينتهى عند زهرة، قلبها دق، ووشها اتبدل بلون خجل واضح. رجعت خطوتين لورا...)
بسنت (بهمس مع نفسها):
ـ "وأنا؟ بقالي سنين بدعى ل ربنا بالتوفيق ... بس الحقيقة؟ أنا ما صليتش من فترة طويلة ..."
(تتحرك بهدوء راجعة ... وهي بتحس إن لحظة شوفتهم كانت دعوة ليها الطريق إلى الله وقاعده مكان زهرة
(زهرة تخلص، وتمسح وشها بيدها وهى تدعي وتسبح خمس دقايق بعد الصلاة
وتبصي على جنبها تلاقي عاصي بيكمل ركعته الأخيرة ... تشهق بخفة وتبتسم، بس بسرعة تمشي قبل ما يحس إنها شافته.)
(عاصي يخلص، يفتح عينه، وما يلاقيهاش... يهمس في سره:)
عاصي (بهدوء):
ـ "حتى صلاتك... بتحسسني إن قلبي في مكانه الصح."
✨ زهرة العاصي – الكاتبة: صفاء حسني
(بعد ما رجعت بسنت لمكانها، وهي قاعدة
رجعت زهرة، لاقيتها أقعدت مكانها لسه ملامحها فيها تفكير وشرود من اللي شافته. بتلف لزهرة بهدوء وتسألها، بصوت ناعم مشاكك، كأنها بتحاول تفهم مش تنتقد.)
ده مكانى يا بسنت
بسنت بخجل (بهدوء):
آسفة ممكن أقعد شويه معاكي عاوزة أسألك فى حاجه
ابتسمت زهرة أكيد اتفضلي
سألتها بسنت
ـ "هو الحجاب... فرض فعلاً؟ ولا عادي زي ما ناس كتير بتقول؟"
(زهرة تبص لها، عنيها فيها هدوء وإحساس، وترد عليها من غير ما تهاجم أو تتكبر.)
زهرة (بابتسامة دافية):
ـ "ممكن أسألك نفس السؤال... بس بصيغة تانية؟"
بسنت (بفضول):
ـ "اسألي..."
زهرة:
ـ "ينفع أصلي من غير الطرحة؟"
(تهز راسها بسنت بسرعة، بعفوية.)
ـ "لا طبعًا... الصلاة ماينفعش من غير ستر."
زهرة (بابتسامة خفيفة):
ـ "ليه لا مش مسموح نقف قدام ربنا بشعرنا، رغم إننا واقفين قدام الخالق، مش بشر؟"
(بسنت تسكت شوية، بتفكر بعمق، لأول مرة تبص للموضوع من زاوية تانية.):
ـ "صح... مفكرتش كده قبل كده... بس فعلاً، لو قدام ربنا لازم نغطيه، يبقى قدام الناس أولى."
زهرة (بصوت ناعم، مليان حب):
ـ "ربنا اللي خلق الجمال، مش ضد الجمال، بس بيحمينا منه... عشان الجمال لو طُرح في مكان غلط، بيتحول لفتنة مش نعمة.
هو اللي حدد العورة في الصلاة، حددها في الحياة كمان...
سترنا مش خنقة، سترنا كرامة، زي ما الراجل ليه ستر، الست كمان...
وكل ما بنحس إننا قدامه، بنحب نكون في أكمل صورة... قلبًا وجسدًا." وهو الخالق ما بالك امام العباد الا هو خلقهم يعني استر نفسي والبسة كوم وحجاب وطويل وفى بعض الأمة قالوا ان السيدة تلبس شراب القدم في الرجل عشان كعبها ميبنش أو هدوم طويل تخبي الكعب، ومن فين بعدها نلبس نص أو ضيق أو قصير
يعني نقف أقدم ربنا إلا خلقنا وعارف كل تفصيلة فينا وإحنا مستورين ،وبعد كده نضيع الستر ده أقدم عباده
ومش اقيم ان كان صلاتك جايز أو لا ،لكن الا بعيد عن ربنا الخالق هو كمان بعيد عنه
(بسنت تبص لها، وعنيها تتملي دموع خفيفة، مش بس من الكلام... من أسلوب زهرة، من رقتها وصدقها.)
(بصوت مهزوز):
ـ "أنا... مش عارفة أبدأ منين مش ملتزمة ب أي حاجه والا صلاة والا حجاب ..."
زهرة (بصوت واثق):
ـ "ابدأي من قلبك... والباقي هييجي لوحده. "
. بتقلب في شنطتها الصغيرة، وتخرج طرحة سادة بلون هادي، كانت محتفظة بيها احتياطي.
زهرة (بابتسامة خفيفة وهي تبص على بسنت):
ـ "خدي دي... صلي بيها العصر، وجربي تحسي بإيه."وحمل البرنامج ده موجود على بلى جوجل بيحدد توقيت الصلاة فى ميعاده وكمان بيفكرك قبل صلاة الفرض إلا بعده وكده تعرف تظبط صلاتك ووقت
ما تكون صادقه مع ربنا هتحسي بالراحة
بسنت (بتاخد الطرحة بتردد، وبصوت منخفض):
ـ "أنا... مش عارفة إيه اللي بيحصلي... بس أنا متلخبطة قوي."
زهرة (بحنان وهي بتربت على إيدها):
ـ "الصلاة مش بس سجدة... دي لحظة صدق بينك وبين ربك.
البسيها، وصلي...
وبعد كده، اسألي قلبك:
عايزة تكملي كده؟
ولا لأ...
والقلب هيرد."
بسنت (بصوت باين فيه التأثر):
ـ "بس أنا مكسوفة... دي أول مرة في حياتي ألبس فيها طرحة!"
زهرة (بهدوء):
ـ "وأجمل حاجه هى أول مرة... تكون بين السما والأرض...
ما بينك وبين ربنا وإنتي قريب من ربنا ."
بسنت تقوم وهي ماسكة الطرحة بإيد بتترعش، وبتمشي بهدوء ناحية الحمام، وعينيها فيها رهبة وفرحة في نفس الوقت. زهرة تفضل قاعدة، تدعيلها بصمت.
بعد شوية، ترجع بسنت... على وشها طرحة بسيطة، ووشها منور بنور غريب... بتبص لزهرة، وتدمع عينيها.
بسنت (بهمس):
ـ "أنا معرفش هكمل ولا لأ... بس وأنا ساجدة...
كنت حاسة إني طايرة...
زي ما قلتيلي... قلبي رد."
زهرة (بابتسامة واسعة ودموع فرح):
ـ "أهو كده... أول خطوة وصلت، والباقي ربنا هيهديه."
في وسط هدوء الطيارة، بعد ساعات من الحديث العميق، زهرة غفلت وهي حاضنة الطرحة في إيديها...
عيون زهرة نامت وحلمت وهى واقفة في مكان مظلم، الأرض تحتيها مش ثابتة، ووشها فيه خوف واضح.
أمامها "نعيمة" و"حسين" قاعدين على كراسي، بيضحكوا بسخرية، صوتهم فيه استهزاء واضح.
نعيمة (بصوت غليظ):
ـ "كنتِ فاكرة إننا سامحناكِم ؟
سامحناكِم على إيه؟
إنكم خطفتوا بنتي مننا؟"
حسين (بضحكة مكتومة):
ـ "كل حاجة حسابها جاي يا زهرة..."
فجأة، المكان اللي حوالين زهرة يشتعل، نار طالعة من الأرض، والدخان بيغطي المشهد.
من بعيد، زهرة تشوف ناس بتحبهم: "جدها محمد"، "زينة"، "عاصي""، "زياد وياسمين"... واقفين على طرف النار، بيبصوا ناحيتها، لكن مفيش حد منهم سامع صراخها.
زهرة (بتصرخ):
ـ "إلحقوهم حتى يساعدهم !
وبعد كده كأنها شافت نفسها وقت المحكمة،
سامعيني! .. أنا بريئة!"أنا مقتلتهش
وبعد كده ترجع ل مشهد النار
تحاول تجري ناحيتهم، لكن النار بتزيد، وكل ما تمد إيدها، يتلاشوا، وكأنهم بيبعدوا عنها أكتر... قلبها بيضرب بقوة، رجليها بتتهز...
فجأة، صوت بيقطع الصراخ والنار...
صوت المضيفة (من بعيد):
ـ "من فضلكم اربطوا الأحزمة، الطائرة على وشك الهبوط."
زهرة تفوق من النوم وهي بتاخد نفس عميق، قلبها بيدق بسرعة. تبص حواليها، تلاقي الطيارة بتهبط، والنور الأصفر اشتغل.
بسنت قاعدة جنبها، بتربط الحزام وبتبصلها بلطف.
بسنت (بابتسامة هادية):
ـ "كنتي بتحلمي؟ شكلك اتخضيتي..."
زهرة (بصوت واطي وهي بتربط الحزام):
ـ "كان كابوس... بس الحمد لله، فِقت... "
وممكن إشارة
الطيارة بتلمس أرض المطار، الهبوط هادي، لكن قلوبهم مليانة نبضات.
زهرة تبص من الشباك، الشمس نازلة على ملامحها، وعينيها فيها لمعة شوق وقلق... كانت ماسكة الطرحة في إيدها، وقلبها بيردد:
دعاء المسافر ورجوع
زهرة (في سرّها):
اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى
وتمسح على وشها
ـ "رجعت يا أمي... رجعت على أول طريق كنتِ بتحلمي أمشيه..."
خلصت الجامعه ودرست فى الجامعة الا كنت احلم اروح عليها ولسه البدايه هتعلم وهطور فى علمى
في نفس اللحظة، عاصي يبصلها من بعيد... كان قاعد على الكرسي القريب منهم ، بيشيل الشنطة من الرف وهو بيراقب رد فعلها. قلبه مطمن إنها رجعت ومعاها حاجة جديدة... سلام داخلي، ونظرة قوة.
المضيفة:
ـ "شكرًا لاختياركم الطيران معنا... مرحبًا بكم في القاهرة."
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
بعد دقائق، يقفوا في صف الجوازات. زهرة بتبص حواليها، بتحس إنها اتغيرت... إنها مش نفس البنت اللي سافرت، كانت دلوقتي ماشية بخطوة ثابتة، حتى لو جوّاها فيه رهبة.
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى
زهرة ماشية جنب عاصي، شنطتها الصغيرة على كتفها، والعيون دايبة في ملامح الناس اللي حواليها. أول ما خرجوا من بوابة الوصول، خدت نفس عميق:
عاصي يبص لها ويسألها بهمس:
عاصي (بابتسامة صغيرة):
ـ "جاهزة ترجعي؟"
زهرة (بنظرة كلها صدق):
ـ "رجعت فعلاً... من بدري، بس كنت مستنيا قلبي يرجع معايا."
بعد ختم الجوازات، بياخدوا شنطهم... وبيمشوا سوا ناحية بوابة الوصول.
يتقدّم منهم "رجل كبير" شايل طفل صغير، وعلى إيده شنطة تقيلة، وزوجته ماشية جنبه وهي حامل وتعبانة.
زهرة تقف للحظة، تتأمل المشهد، قلبها يهزّها... تحس كأنها شايفة نفسها ، أو يمكن حلمها في المستقبل.
زهرة (بهمس):
ـ "رجعنا..."
عاصي (وهو بيبص ليها):
ـ "أه... رجعنا يا زهرة، بس راجعين مختلفين."
يعدّوا على جوازات السفر والإجراءات بسهولة، والضابط يبتسم لهم وهو بيبص على الختم:
الضابط:
ـ "أهلاً بيكم نورتوا بلدكم... بالتوفيق إن شاء الله."
زهرة تبتسم بهدوء، وتحركت بخطوات ثابتة مع عاصي ناحية سير الحقائب.
وهي بتستنى شنطتها، تلفتت ناحية سيدة واقفة مش بعيد، حاملة طفل نايم على كتفها، وبطنها باين إنها حامل، ووشها مرهق.
الطفل فجأة يعيط، والأم تحاول تهدي فيه وهي شايلة الشنطة بإيدها التانية، والا معها بيخلص الاورق
زهرة بسرعة اتحركت ناحيتها، ومدت إيدها:
زهرة (بلطف):
ـ "ممكن أساعدك؟"
السيدة (بتبص ليها بامتنان):
ـ "يا رب يخليكي يا انسة ... هتعبك معايا "
زهرة تاخد الشنطة من إيدها، وتطبطب على الطفل:
زهرة:
ـ "مفيش تعب والا حاجه ... عندك ولاد كتير؟"
السيدة (بابتسامة باهتة):
ـ "ده التاني... بس كنت مع جوزى براء بيشتغل ربنا يعينه ولسه راجعه عشان أولاد فى بلدى زى ما عملت مع أخوه يتولد فى ارض مصر وياخد الجنسية المصرية وبعد شهور هنرجع تأنى وابوى بيخلص اجرات الرجوع ."
زهرة (بصوت مبحوح شوية):
ـ "إن شاء الله تقوم بالسلامة وتتجموع .."
السيدة:
ـ "آمين يا رب... نفسي أربيهم يطلعوا محترمين، ويكون ليهم مستقبل حلو."
زهرة تبص في الطفل وتحس قلبها بيتحرك، كأن كل المشاعر اللي كانت دايسة عليها بدأت تطلع، عن نفسها، وطفلها الا مات قبل ما يجى وهل هتكون في يوم ام .
عاصي يراقب من بعيد، مبتسم بهدوء... يحس إنها مش بس رجعت بلدها، رجعت لنفسها كمان.
لما خلصوا، ترجع زهرة ناحية عاصي والدمعة في عينيها...
عاصي (بهدوء):
ـ "مالك؟"
زهرة (بصوت متأثر):
ـ "كنت دايمًا فاكرة إني مش جاهزة أكون أم...
بس النهاردة حسّيت إن قلبي ممكن يحنّي...
يمكن ربنا فى يوم يكتبها لي ."
عاصي (بابتسامة حنونة):
ـ "لما تيجي اللحظة دي... أنا هكون مستنيها آكتر منك ومعاك ."
تمسك إيده وهي خارجة معاه من المطار، وسط الزحمة...
لكن جوّاهم، سكون ودفا...
في ممر الوصول... الناس ماشية في هدوء، والشنط بتتزاحم على العربيات الصغيرة. زهرة بتوقف لحظة، تبص وراها كأنها مش قادرة تودّع البلد بسهولة.
بسنت بتقرب منها، عينيها فيها حنين.
بسنت (بابتسامة رقيقة):
ـ "كنتي نِعم الصُحبة، يا زهرة... والله كأننا نعرف بعض من سنين."
زهرة (بصوت دافي):
ـ "وأنا كمان يا بسنت...
بسنت تمدي إيدها وتطلب رقمها
يمكن أكتر وقت كنت محتاجة حد يفهمني، ربنا بعتك."
ليا
ـ "هاتِ رقمك... مش هسكتلك لو ما كلمتنيش! المرات الجاية مش هتكون ف مطار... هتكون في بيتي، أو بيتك، فاهمة؟"
زهرة تضحك وتكتب رقمها، وعاصي يراقب المشهد من بعيد مبتسم.
زهرة:
ـ "إن شاء الله... وهفضل أدعيلك، لحد ما تبعتِلي صورة بالحجاب."
بسنت تهز راسها بكسوف، بس عنيها فيها وعد.
بسنت (وهي تحضنها):
ـ "وعد... بس لما ألبسه، هلبسه بإيماني... وانا مقتنعة ."
زهرة تهمس وهي بترد الحضن:
زهرة:
ـ "كده أكون مطمنة."
تبتعد بسنت بخطوات بطيئة، وتلوّح ليهم من بعيد... زهرة ترد السلام وهي عنيها فيها دمعة وابتسامة.
عاصي يقرب منها، ويمشيوا سوا... ومرايتهم تنعكس على الزجاج، كأن بداية جديدة بتتكتب على الأرض اللي بيمشوا عليها.
ركبوا عربية كان متفق عاصي مع كريم يبعتها ليه واخدتهم علي البلد، عشان واثق لهفة زهرة ل جده كانت تتأمل زهرة الطريق،
الجو دافي، وريحة الأرض لسه فيها طين المطر. العصافير تزقزق، والناس في البلد واقفين على جنب الطريق يبصوا ويتهمسوا: "زهرة رجعت!"
قدام البيت، الجد محمد واقف بالعصاية، رغم التعب، عنيه فيها نور.
الجد محمد (بصوت مبحوح من الفرحة):
ـ "حمد لله على السلامة يا ضنايا... قلبي رجع يفرح!"
زهرة تنط من العربية وتجري عليه، تحضنه جامد وهي بتعيط.
زهرة (بدموع ساخنة):
ـ "وحشتني أوي يا جدي... كنت بعدي الايام عشان ارجعلك وصوتك في خيالي كل يوم."
صالح يخرج من ورا الجد، واقف جنب زوجته "سماح" اللي ماسكة إيد بنتها الصغيرة "رحمة".
صالح (بصوت دافي):
ـ "رجعتي يا زهرة... والبيت نور."
عاصي يوقف وراها، ابتسامة خفيفة على وشه، لكنه سايب المشهد ليها. بنت صغيرة (رحمة) تجري على زهرة، وتمسك طرف فستانها.
رحمة (ببراءة):
ـ "إنتِ زهرة؟... جدو بيحكيلنا عنك كتير!"
زهرة تمسح دموعها، وتنزل لمستوى البنت، وتبص في عنيها:
زهرة:
ـ "وإنتِ أكيد رحمة؟... زى ما وصفتها يا جدو فعلا شبه حد وهو صغير ."
ابتسم الجد
شبهك صح
سماح (زوجة صالح) تبتسم، وتبص لزهرة بعين طيبة، وتقول:
سماح:
ـ "أهلاً بيكِ في بيتك يا بنتي... ربنا يكتبلك السعادة من النهاردة."
عاصي ييجي يسلم على الجد، ويمد إيده بكل احترام.
**عاصي:** ـ "إزيك يا حاج؟ ربنا يديمك لينا... ورجعتلك أمانتك."
*الجد يضحك ويشد عاصي في حضنه.*
**الجد محمد:** ـ "الأمانة عندك كانت محفوظة... وقلبي كان مطمن."
صالح طلب من سماح وقال :
جهزى يا سماح الاوضة ل بنتى، واوضة الضيف ل جوز بنتى فى المستقبل
هزت راسها سماح بمحبة عيونى
أهلا وسهلا نورتوا أكيد من عيونى
رفضت زهرة
إنت بتقول إيه إستنى يا طنط سماح، أنا مش غريبة وانتى لسه عروسة
ابتسمت سماح بمحبة
أنا عارفه يا بنتي إنك خايفة أكون انجرحت من كلام ابوك، متخافيش انا بعمل كل حاجه بنفس راضي، مش كفاية أبوك صالح سترنا فى بيته انا وبنتى، اخدمه هو وكل احبابه بحب
ابتسمت زهرة وقالت:
ولو هاجى أساعدك
وفعلا خلصوا وارتحت شوية وجهزت سماح الاكل
الليلة نزل بهدوء على البلد، الفوانيس الصغيرة حوالين البيت منورة، والنجوم بتنقط السما فوقهم زي لمعة أمل.
الكل قاعد حوالين الطبلية، سماح بتحضر الشاي بعد الاكل ، وجد محمد قاعد على كرسيه، ووشه منور برؤية أحبابه.
زهرة قاعدة جنب جدها، ووشها فيه تعب السفر بس قلبها دافي، بترتشف شاي النعناع وهي مستنية تسمع كل حاجة.
زهرة (بصوت هادي):
ـ "احكيلي يا جدي... إيه اللي حصل من يوم ما مشيت؟"
ياخد الجد نفس طويل، ويرجع بظهره للورا... وصالح ينضم للحوار بصوت فيه وجع دفين:
صالح:
ـ "يوم كتب كتابي على سماح... كل حاجة كانت ماشية طبيعي، والفرح بسيط، والناس كلها مبسوطة... فجأة دخل سليم."
زهرة (بعين متوسعة):
ـ "سليم؟!"
الجد محمد (بحدة):
ـ "آه يا بنتي... دخل ومعاه مسدس، ووشه كله حقد. كان ناوي يبوّظ الفرح، واتهمني إني السبب في خراب بيته."
صالح (بأسى):
ـ "حاول يطلق نار... بس الحمد لله الرصاصة كانت سطحية. الشرطة كانت بتراقبه، ولما حاول يهرب... ضربوه بالنار."
زهرة تحط إيديها على بؤها، ودموعها تنزل بهدوء.
زهرة (بوجع):
ـ "كان ممكن يسيبني أموت قبل كده... وكان ممكن ياخدني لتاني حفرة."
الجد يربّت على إيدها:
الجد محمد:
ـ "لكن ربنا كبير، وبيختار لكل ظالم نهاية... وسليم نال جزاءه."
صالح:
ـ "وعثمان... بعد ما فقد ابنه، رجع مع مراته، واعتذروا. قالوا عاوزين يربوا ولادهم تحت سقف البيت ، زى ما ربيت زهرة. حسّوا إنهم غلطوا كتير في تربية سليم، وعايزين يصلحوا اللي بقى."
**زهرة (بهدوء):** ـ "كل حاجة بتتغير... بس الوجع بيظل له أثر."
*وفي لحظة صمت، يرن جرس الباب... سماح تفتح... وتتفاجأ بدخول "حسين ونعيمة" – أهل نيفين.*
*الكل بيقف، زهرة بتتجمد في مكانها، عنيها بتترعش... المشهد اللي كانت بتحلم بيه في الطيارة قدّامها تاني.*
**زهرة (بهمس لنفسها):** ـ "ده نفس الحلم... نفس الضحكة... نفس الوقفة... ده واقع؟ ولا لسه نايمة؟"
*نعيمة تبص ليها بنظرة غريبة... مش واضحة، لا عتاب ولا رضا.*
**نعيمة (بصوت هادي، بس فيه شيء متخفي):** ـ "رجعتي يا زهرة؟..."
تتبع
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا