رواية بنات الحارة الفصل الخامس 5 بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل الخامس 5 بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل الخامس 5 هى رواية من كتابة نسرين بلعجيلي رواية بنات الحارة الفصل الخامس 5 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بنات الحارة الفصل الخامس 5 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بنات الحارة الفصل الخامس 5

رواية بنات الحارة بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل الخامس 5

مقدمه 
في حارة صغيرة، ممكن كلمة تغيّر مصير، وممكن وشاية تولّع الدنيا. بس دايمًا ربنا بيكشف الحق، ولو بعد حين.
الفصل ده عن الظلم... بس كمان عن لحظة الانكسار اللي بتقلب الموازين.
"اللي يزرع الظلم، يحصده ذلّ."
💡 من نسرين لكل بنت
اعملي حدودك مع كل شخص، حتى أقرب الناس. اللي يسكت على الإهانة مرة، هيتهان ألف مرة.
حافظي على كرامتك... هي دي اللي بتبني صورتك قدام نفسك قبل الناس.
                  *الفصل 5*
بطه (وهي مرعوبة) : جبت الفيديو ده منين يا حاج عثمان؟!
عثمان (بهدوء وحزم) : مالكيش دعوة جبته منين، المهم إن كل حاجة بقت واضحة، ولو الفيديو ده وصل القسم، الموضوع هيقلب  ضدك.
بطه (وهي تحاول تخفي توترها) : إنت بتفكر إنك تضحك عليا بالكلام ده؟ محدش يقدر يهدد بطه.
عثمان (يبتسم بسخرية) : تهديد إيه؟ أنا بقولك الحقيقة، وإنتِ عارفة كويس إن لو الناس شافوا اللي في الفيديو ده، مش بس القضية هتتقلب عليكي، دي الحارة كلها هتقلب عليكي.
بطه (وهي بتحاول تلاقي مخرج) : طيب… طيب، إستنى عليا شوية خليني أفكر.
عثمان (بحزم) : مافيش تفكير، يا إما تنزلي معايا دلوقتي نعمل التنازل، يا إما الفيديو ده يروح في أماكن كثيره، وأنا مش مسؤول عن اللي هيحصل بعد كده.
بطه (وهي تبص حواليها بتوتر) : طيب… موافقة، بس مش دلوقتي، بكرة الصبح.
عثمان : لأ، دلوقتي حالًا، قومي غيري هدومك وتعالي معايا، مفيش وقت نضيعه.
بطه (وهي بتقوم بتردد) : حسبي الله ونعم الوكيل، الزمن لف عليا.
عثمان : الزمن بيلف على الكل يا بطه، بس اللي بيلعب بالنار يتحرق بيها.
قامت بطه ودخلت تغير هدومها وعقلها شغال في مليون فكرة، لكنها عارفة إن الحاج عثمان مسكها من نقطة ضعفها، ومافيش قدامها غير إنها تسمع كلامه، على الأقل دلوقتي…
وهما نازلين السلم، شافوهم شباب الحارة جايين عليهم.
ياسر : عملت إيه يا حاج؟
عثمان بص إلى بطة.
عثمان : كل خير، يلا بينا على القسم علشان التنازل، وحضر اللي قلت لك عليه يا أسامة.
أسامة نظر إليه باستغراب.
أسامة : جاهز من ساعة ما قلت.
الشباب مستغربين إزاي بطة ساكتة و مستسلمة.
عثمان : ياسر، كلم عمك حامد يروح القسم علشان يضمن بنته.
ياسر خرج موبايله بسرعة واتصل بعمه حامد.
ياسر : ألو، يا عمي، إحنا في الطريق على القسم، لازم تيجي تضمن زينب .
حامد (بقلق) : إيه اللي حصل يا ياسر؟ حد يشرح لي.
ياسر : كله تمام، هتعرف كل حاجة لما تيجي، بس الحقنا بسرعة.
ياسر قفل الموبايل وبص لعثمان، اللي كان شكله متوتر بس ثابت.
عثمان: يلا نخلص الموضوع ده، مافيش وقت نضيعه.
وصلوا للقسم، وكان الظابط مستنيهم. بطة لسه ساكتة، و عنيها فيها كلام كتير ماحدش فاهمه.
الظابط : تمام، مين اللي هيمضي التنازل؟
عثمان بص لبطة، مستني منها رد…
بطة خذت نفس عميق، و بصت حواليها، حاسّه بكل العيون مترقباها. إيدها كانت تقيلة، وكأن القلم اللي هتمضي بيه وزنه طن. الشباب مستغربين، دي أول مرة يشوفوها ساكتة كده، مافيش صريخ، مافيش عناد، بس فيه إستسلام غريب.
بطة (بصوت واطي و مخنوق) : أنا اللي هوقع.
مدت إيدها للقلم، وأول ما مسكته، رعشتها زادت، لكنها قاومت وكتبت إسمها على الورق. لحظة ما خلصت، حست كإن قلبها وقع على الأرض و اتكسر حتت.
الظابط وهو بياخذ الورق : خلاص، كده التنازل تم.
في اللحظة دي، الباب اتفتح بعنف، وعم حامد دخل بسرعة، وشه مليان غضب وتوتر.
الظابط : في إيه؟ داخل كده ليه يا عسكري؟
أسامة : ماعلش يا حضرت الظابط، ده أبو البنت.
الظابط : آه، تعالى هنا وقع جنب تنازل الست بطة، و اشكرها على اللي عملته مع بنتك، وأتمنى إنك تربي بنتك، وبلاش تخليني أشوفها مرة تانية هنا.
حامد : والله بنتي بريئة.
أسامة : حضرة الظابط، البلاغ ده كيدي، ولو جينا نتكلم بالقانون، الست دي تعدت على زينب، لأن مش بس زينب اللي ضربتها، كل ستات الحارة اتلموا عليها بعد ما طلعت إبنها بريء من قضية قتل مراته.
الظابط : أممممم، آه، هو أنتم من الحارة اللي البنت ماتت فيها وهي حامل؟
أسامة : أيوه، وكنا عاملين عزاء، والست دخلت بكل جبروت بتضحك وتقول "إبني طلع بريء."
الظابط : بس الحقيقة إنه طلع بكفالة وهو تحت ذمة القضية. فاهمه يا بطة؟
بطة : فاهمه يا بيه.
حامد : هتطلع بنتي إمتى؟
الظابط : تخلص الإجراءات و خذها معاك.
نرجع الحارة...
في بيت محمد، خطيب هاجر، دخلت عليه أمه في أوضته.
أم محمد : قوم يا واد، ياللي نايم وسايب أكل عيشك.
محمد : ياما، الواد رجب قايم بشغله، خليني أرتاح.
نسرين بلعجيلي 
أم محمد : يا واد، المال السايب يعلم السرقة.
محمد : أهو قُمت.
أم محمد : كلمت المزغودة هاجر؟
محمد : كلمتها.
أم محمد : عين العقل يا واد، البت خفيفة كده ومش راسية، و هتتعبك و تتعبنا معاها. وكمان بطة مستحيل تديهم فلوس الجمعية، هيجهزوا البت منين؟ ما تشوف لك واحدة عليها القيمة، شغالة و تساعدك على دُنيتك.
محمد : بصي ياما، هاجر عاجباني وبحبها، وبعدين أنا قلت لها الكلمتين دول بس علشان أراضيكي، لكن أنا مش عايز أسيبها بعد اللي حصل.
أم محمد (بتعجب) : حصل إيه يا واد؟؟
محمد إرتبك...
محمد : مافيش ياما.
أم محمد : واد، إنطق.
محمد : ياما، حاجات بسيطة بتحصل بين المخطوبين.
أم محمد : أهو قولت، "بين المخطوبين". هي لسه خطيبتك، ما كتبتش عليها... دخلت عليها يا واد؟
محمد : لا والله، عيب.
أم محمد : عيب؟ لا، برافو عليك، كويس إنك عارف العيب.
أم محمد (وهي تبص له بريبة) : بس شكلك مش مريحني، في إيه يا واد؟
محمد (متوتر وهو يحاول يغير الموضوع) : مافيش يا ما، بقولك حاجات بسيطة، كلام كده بيني وبينها.
أم محمد (بحزم) : محمد، أنا أمك و عارفاك، عايزة أفهم إيه اللي حصل.
محمد قام من على السرير وراح ناحية الشباك، أخذ نفس عميق وبص في الأرض وهو بيتكلم بصوت واطي.
محمد : يعني كم حَضن على كم بوسة لما روحنا نشوف الشقة؟ وأنا وعدتها إني مش هتخلى عنها. وخذي دي بقى، إحنا لازم نغير الإتفاق. هاجر وأهلها مش هيعرفوا يجيبوا معظم الحاجات، وكمان أبوها، بعد اللي حصل في الحارة، ساب شغله.
أم محمد (بتشد طرحتها بعصبية) : أيوه، وأنا مش قلت لك البِت دي مش نافعة؟ لا عيلة تشد ضهرها، ولا فلوس تساعد بيها، و هتفضل  عايش نكد في نكد.
محمد (بحسم) : بس أنا بحبها يا ما.
أم محمد (بسخرية) : حب؟!! الحب ده ينفع لما يكون معاه أكل عيش وبيت يتعمر، مش واحدة هي وأهلها محتاجين اللي يشيلهم.
محمد (وهو بيحاول يسيب الأوضة) : كفاية بقى يا ما، أنا قلت اللي عندي.
أم محمد بصت له وهي حاسة إن الموضوع لسه مخلصش، وإن لازم تلاقي طريقة تخليه يسيب هاجر غصب عنه...
أم محمد فضلت قاعدة مستنيّة جوزها. لما حطّت له العشا وقعدت جنبه.
أبو محمد : في إيه يا وليّة؟؟
أم محمد : مالك يا خويا قارش ملحتي كده ليه؟؟
أبو محمد : محضرة العشا وقاعدة جنبي، يبقى فيه مصيبة.
أم محمد إبتدت تحكي له كل حاجة.
أبو محمد : وانتي بقى بالصلاة على النبي، عايزاه يسيبها ؟؟
أم محمد : أيوه، البت ما تنفعش، الي  تسيب نفسها لخطيبها مالهاش أمان، وكمان بقى سمعتهم وحشة بعد ما أختها اتمسكت. غير إنهم ما عندهمش فلوس يجهزوا البت، ما أنت عارف اللي فيها.
أبو محمد : يا وليّة، إحنا مالنا ومالهم؟ 
Nisrine Bellaajili
أم محمد : مالنا إيه بس يا راجل؟! إحنا لازم نشوف مصلحة إبننا، دي الجوازة دي كلها مشاكل من أولها، وأنا مش عايزة إبني يلبس في مصايبهم.
روايات نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili  
أبو محمد : بس يا أم محمد، إحنا ما يصحش نحكم على البنت بذنب أختها، والولد لو بيحبها ومتمسك بيها، نعمل إيه؟ نكسر فرحته؟
أم محمد : الحب ده ما يأكلش عيش، بعد الجواز هيشوف الويل، وإحنا اللي هنشيل الهم في الآخر. اسمع مني، سيب الولد يفوق قبل ما يقع في المصيبة دي.
أبو محمد : طيب، نكلم الولد ونشوف هو ناوي على إيه، بس من غير ما نضغط عليه جامد، ما ينفعش نخسره.
أم محمد : أهم حاجة يفهم إن الجوازة دي ما فيهاش خير، وأنا واثقة إنه لما يعقل هيشكرني بعدين.
أبو محمد : هنشوف، وربنا يكتب له الخير.
زينب طلعت من القسم بعد ما أسامة خلّص كل الإجراءات. أبوها ساكت طول الطريق. أول ما وصلوا الحارة، كانوا البنات مستنيينها.
الرجالة قاعدين على القهوة.
صفاء : حمد لله على السلامة.
حاولت تحضنها.
حامد جرّها قدام الكل وطلّعها فوق.
نورهان : يا نهار إسود! ده شكله بيخوف، تعالوا نطلع نلحقها.
رحاب : إنتوا ما شفتوش جرّها إزاي؟
البنات طلعوا يجروا.
دخلها جوه الشقة وجرّها على أوضتها.
زينب : بالراحة يا بابا!
شال حزامه من البنطلون ونزل فيها ضرب.
صوتها كان قالب الحارة، الشباب واقفين مش عارفين يعملوا إيه.
جمال : هو الراجل ده متخلّف ولا إيه؟
أسامة : كنت عارف إنه هيعمل كده.
حسن : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ياسر : هنسكت ولا هنعمل إيه؟
أسامة : أي تدخل مننا هيخلّي الكلام يحوم حوالين البنت.
جمال : مش فاهم.
أسامة : تعالوا نطلع من الحارة ونتكلم، هو شوية وهيهدى.
ركبوا العربية ومشيوا.
---------------------------------------------_
فوق في شقة حامد، البنات كانوا بيخبطوا على الباب، وماحدش راضي يفتح.
صفية جريت عنده وقالت بلهفة:
صفية : كفاية، هتموّت البنت.
حامد : سيبيني أربيها، جابت لي الكلام على آخر عمري.
صفية : إتفضحنا في الحارة، واللي كان كان، كفاية، لا يجرى لك حاجة، تعالَ يا خويا.
طلّعته من الأوضة بالعافية.
الشباب راحوا مكتب أسامة.
أسامة : أنا جبتكم هنا علشان نتكلم أحسن بعيد عن الحارة.
ياسر : في حاجة يا أسامة؟
أسامة : أنا بس جبتكم هنا نتكلم بعيد عن الحارة. على قد ما أنا زعلان على اللي بيحصل في الحارة، على قد ما أنا فرحان إننا اتجمعنا من تاني.
جمال : آه والله، عندك حق، وحشتنا لمتنا.
حسن : فهمنا يا أسامة الموضوع.
أسامة : حامد شخصية سلبية زي ما شفتوا. لو كنا طلعنا و تدخلنا، كان هيبقى فيه كلام كتير. حامد من غير مقدمات عايز جمال يتقدم لبنته زينب.
جمال : نعم!!!
أسامة : ماهو قالها بالمفتشر، لازم يتجوزها.
جمال : أنا عمري ما كلمتها ولا بيني وبينها حاجة، لولا اللي حصل اللي جمعنا ببعض.
ياسر : بس ما تنكرش إنها عجبتك؟
جمال : أيوه، بس مش كل واحدة تعجبني أروح أتجوزها.
حسن : البنت غلبانة وصعبانة عليَّا.
هما هينتقموا منها لأنهم شايفين إنها السبب إن بطة مش هتديهم الجمعية.
جمال : ما تحسسونيش بالذنب، أنا ما عملتش حاجة.
أسامة : المهم إختفي اليومين دول من الحارة.
جمال : ده أنا ساكن فيها.
أسامة : قصدي ما تبانش في أي حاجة. وزينب ربنا يتولاها بقى.
ياسر : كلام أسامة صح، إحنا مش هنقدر نغير الواقع.
أبو محمد بعد ما اتكلم مع شيخ الجامع في موضوع إبنه، رجع عند مراته.
أبو محمد : بكرة تبلغي الجماعة بالقرار.
أم محمد: بس يا...
أبو محمد : ما فيش "بس"، وإلا قسما بالله أكون رامي عليكِ يمين الطلاق. الموضوع ده مش هنتكلم فيه تاني.
"يا رب، أرني الحق حقًا وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلًا وارزقني اجتنابه.
واجعل لي مخرجًا من كل ضيق، وفرجًا من كل كرب، ونصيرًا في كل لحظة ظُلم."

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا