رواية بنات الحارة الفصل السادس 6 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحارة الفصل السادس 6 هى رواية من كتابة نسرين بلعجيلي رواية بنات الحارة الفصل السادس 6 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بنات الحارة الفصل السادس 6 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بنات الحارة الفصل السادس 6
رواية بنات الحارة الفصل السادس 6
في ناس بتعدّي علينا كأنهم ضيوف، وناس تانية بيخلّونا نشوف نفسنا في المراية من جديد. ساعات الوجع مش جاي من الضربة، لكن من اللي ضربنا بيها، من وشّه اللي كنا شايفين فيه الأمان.
في الفصل ده، هتشوفوا قد إيه الألم ممكن يغيّر فينا، بس برضو يفتح باب لفرصة تانية... فرصة نعيش بكرامة ونختار اللي يستاهلنا.
الخوف مش ضعف، الخوف صوت بيقولنا خد بالك... لكن الشجاعة هي اللي ترد تقول “أنا واخدة بالي، وهاكمل
كلام نسرين
خليكي دايمًا عارفة قيمتك، حتى لو اللي حواليكي نسيوها، إنتي تستاهلي تُحبّي بكرامة وتتعاملي بإحترام.
بنات الحاره 4cats
بقلم نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili
*الفصل 6*
فتحية : ياما، إيه اللي بيحصل؟
بطة : سيبيني في حالي، تعبانة.
فتحية : إزاي تروحي تتنازلي للبِت زينب؟ وإزاي تبيعي شقتك؟ أنا ما بقيتش فاهمة حاجة.
بطة : يووووه بقى، سيبيني في حالي، أنا مش عارفة أخوكي وصل ولا لأ، وعمك مش بيرد.
إبراهيم : يا فتحية.
بطة : روحي، جوزك بينده عليكي.
(طلعت فتحية)..
فتحية : في إيه يا راجل؟
إبراهيم : هي أمك هتفضل قاعدة عندنا هنا؟
فتحية : إنت بتقول إيه؟ أمي عملت كل ده علشانا مش هي اتخانقت مع نَوارة وأخذت ذهبها وباعته، وادّتني فلوس الجمعية علشان تعمل مشروعك ونعمل اللي بنحلم بيه ؟ جاي دلوقتي تقولي: هي هتمشي إمتى؟ ده جزاتها؟
إبراهيم : هو أنا قلت حاجة؟ أنا بس سألت، وبعدين الفلوس دي سلف، وما قولناش ليها تعمل اللي عملته في نوارة، الله يرحمها.
(هنا طلعت بطة).
بطة : وأنا كنت باعمل إيه فيها يا جوز بنتي؟
(ابراهيم توتر في الكلام)
ابراهيم : يعني الكل عارف إنك كنت شديدة عليها.
بطة : شديدة؟ دي حاجة تخصني، وأنا أخذت ذهبها علشان تتنيل وتعمل المشروع، ودلوقتي عايزة منك شيكات بالمبلغ اللي أخذته مني. الجمعية اللي أخذتوها مش في دوركم، وأنا عارفة إنك مش هتكمل فيها، ما هي عادتك ولا هتشتريها.
فتحية : إيه يا عسل؟ إنتي عايزة مننا شيكات؟
بطة : لا عسل ولا سم، بسببكم إبني ضاع مني، وسِبت الحارة اللي بقالي سنين عايشة فيها.
نسرين بلعجيلي
إبراهيم : ما تقولي لنا إيه اللي بيحصل؟
بطة : أنا داخلة أريح وعايزة الشيكات، وإلا فلوسي تكون جاهزة بكرة.
دخلت الأوضة وسابتْهُم مصدومين من كلامها.
جمال، بعد يوم طويل، راح البيت.
جمال : مساء الخير يا ست الكل.
أم جمال : مساء النور.
جمال : الجميل مالُه مكشّر؟
أم جمال : من عمايلك.
جمال : مش فاهم.
أم جمال : أنا قايمة أسخّن الأكل، وانت روح غير هدومك، لينا قعدة بعد الأكل.
جمال دخل أوضته.
بعد ساعة، كان قاعد بيشرب الشاي مع أمه.
جمال : قولي لي بقى، في إيه؟
أم جمال : إيه اللي بينك وبين زينب بنت حامد؟
جمال : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أم جمال : ما هو الكلام اللي في الحارة مش من فراغ.
جمال : وإيه الكلام اللي في الحارة؟
أم جمال : قولي إنت الحقيقة.
جمال : صلِّي على النبي.
أم جمال : عليه أفضل الصلاة والسلام.
جمال : كل الحكاية، يا أمي إني تدخلت في مشكلة نَوَّارة الله يرحمها، وزينب صاحبتها، وهي اللي كانت جنبها وراحت معايا المستشفى. أما عن القسم، أكيد لازم أقف مع أي بنت في الحارة، خاصة لو أنا شاهد إن البنت مظلومة. وأنا والشباب كنا في القسم. غير كده، أنا عمري ما كلمت زينب، ولا بيني وبينها أي حاجة، ما هو على إيدك، باجي متأخر البيت من الشغل.
أم جمال : طيب ليه الناس بتقول إن في بينكم حاجة؟
جمال : ماعرفش، وبعدين الحارة على طول بتتكلم في حد.
أم جمال : بص يا ابني، البنت كويسة وأخلاقها لا غبار عليها، بس أنا مش عايزة ليك بنت من الحارة، شوف لك واحدة من اللي بيشتغلوا معاك.
جمال : حاضر يا أمي.
أم جمال : ربنا يبعد عنك كل حاجة وحشة ويحفظك من العين يا ضنايا.
مرَّ أسبوع على كل الأحداث.....
زينب تعبت جسديًا ونفسيًا، ومرات أبوها مش بترحمها، مش بس شغل البيت حتى السطوح مش بتطلع له.
البنات، كل واحدة انشغلت بحياتها.
صفاء هتتجنن على ريان اللي ما بيردش عليها ومش عارفة هو فين.
رحاب مقضياها على الفيس، وبعثت طلب صداقة لشباب الحارة.
نورهان نزلت تدور على شغل تشغل وقتها بدل قعدة البيت بس مش لاقيه حاجه .
أم محمد قررت تروح عند بيت حامد وتبلغهم بقرار استعجال كتب الكتاب. راحت من غير ما تبلغهم ولا تديهم خبر.
وصلت الحارة وطلعت العمارة، خبطت الباب.
صفيه : بت يا زينب، إفتحي الباب.
زينب : إيدي مشغولة.
صفيه : إيه يا بعيدة، إلهي تنقطعي،
بت يا هاجر.
هاجر : حاضر يا ماما.
فتحت الباب واتصدمت لما شافت أم محمد، وخاصة إن ملامحها كانت جامدة.
أم محمد : إيه شوفتي عفريب؟
هاجر : لا يا خالتي ، يقطعني إتفضلي.
صفيه قلبها اتقبض لما شافتها، لأنها كانت حاسّة إن وشها ماكنش مبشّر بالخير.
صفيه : يا أهلاً وسهلاً، نورتينا. روحي يا بت إعملي شاي لِحماتك.
هاجر دخلت المطبخ وهي مش قادرة تفهم إيه اللي جاب أم محمد لبيتهم فجأة. قلبها كان مش مرتاح، وكان فيه حاجة غريبة في الجو.
في الوقت ده، صفيه كانت واقفة قدام أم محمد، بتبص في عينيها بحذر.
صفيه : طيب، خير، فيه حاجة؟
أم محمد : أنا جايه أتكلم معاك في موضوع.
صفيه (بتفكير) : خير يا أم محمد، قولي، أنا سامعة.
أم محمد : الموضوع بخصوص كتب الكتاب. إحنا مش عاوزين نأجل أكتر من كده ولازم نكتب في الأسبوع ده .
صفيه حست إن كلامها كان جدي، لكنها مش مستعدة تقبل الضغط ده.
صفيه : بصراحة مش عارفه، حامد لسه مش جاهز، وكل حاجة محتاجة وقت.
أم محمد (بتصميم) : حامد لازم يجهز، مش هينفع نفضل نأجل وخاصه بعد اللي عرفته.
وهما بيتكلموا، هاجر كانت بتحضر الشاي في المطبخ، ولسه مش قادرة تستوعب إن الموضوع ده جاي في وقت زي ده. بعد ما خلصت، دخلت و معاها الشاي، وهي بتلاحظ التوتر في الجو.
هاجر : الشاي يا ماما، إتفضلي.
أم محمد : شكرًا .
صفيه حست إن الحوار ده لازم ينتهي بسرعة، لكن في نفس الوقت كانت حاسة إن الموضوع مش هيمر بسهولة.
أم محمد شربت الشاي ورفعت رأسها لصفية بنظرة حادة.
أم محمد : مش هينفع نأجل أكتر من كده. البنت مش هتفضل مستنيا، لازم نحدد معاد.
صفية حاولت تهدي الوضع، لكن كانت عارفة إنها مش هتقدر تأجل الموضوع ده كتير.
صفية : أنا مش ضد إننا نحدد معاد، بس حامد مش جاهز تمامًا. لازم نفكر كويس قبل ما نأخذ أي خطوة.
أم محمد (بغضب) : لو استنينا كثير، ممكن البنت تندم على التأجيل ده، والوقت مش هيقف علشان نرتب كل حاجة.
في اللحظة دي، هاجر كانت واقفة بتسمعهم وعيونها مليانة تساؤلات. كان واضح إنها مش مرتاحة من الموقف، خاصة إن الموضوع ما كانش واضح ليها.
هاجر : يعني إيه؟ حضرتك عاوزة تقولي إننا نعمل كتب الكتاب من غير ما نكون جاهزين؟
أم محمد (بجدية) : مش مهم تكونوا جاهزين في كل حاجة، المهم إنكم تتخذوا القرار وتكونوا جاهزين من داخل القلب.
Nisrine Bellaajili
صفية اتنهدت، وحست إنها مش هتقدر تماطل أكثر. كانت عارفة إن القرار مش هينتهي بالسهولة دي.
صفية : تمام يا أم محمد، هنشوف. بس خليني أتكلم مع حامد الأول، وإن شاء الله كل حاجة هتكون تمام.
أم محمد لمحت إن صفيه بتحاول تهدي الموقف، لكنها كانت مصرّة على رأيها.
أم محمد : طيب، إحنا مستنيينك. وإن شاء الله الأمور تتظبط بسرعة.
وقامت وطاعت من البيت بين ما كانت هاجر وصفية براقبوها بعينين مليانين بالتساؤل والقلق.
نسرين بلعجيلي
أول ما طلعت أم محمد،
صفية : تعالي يا بت هنا.
هاجر : في إيه؟
صفية : أم محمد كانت بتلمح بحاجة، اللي حصلت قصدها إيه؟
هاجر توترت.
هاجر : ماعرفش.
وأم محمد نازلة على السلم قابلت حامد.
حامد : السلام عليكم.
أم محمد : وعليكم السلام. ياريت يا حامد تفكروا وتردوا عليا.
حامد : في إيه؟
أم محمد اتنهدت.
أم محمد : بص، أنا ما قدرتش أتكلم فوق وأقول لصفية، بس إبني قالي إنه حصل بينه وبين هاجر تجاوزات لما كانوا في الشقة، وأنا زعقت له أنا وأبوه. بصراحة كده ماكنتش عايزة الجوازة دي تتم، بس أعمل إيه؟ حكم القوي. أبو محمد حلف عليا بيمين الطلاق إني آجي وأقول لكم نعمل كتب الكتاب الأسبوع ده، والذخله في معادها.
حامد حس إن الدنيا بتلف بيه وما قدرش ياخذ نفسه.
أم محمد : لا حول ولا قوة إلا بالله. عارفة إن المصيبة دي تقطم الضهر، وأنا عندي كمان بنات، علشان كده قولنا نلم الموضوع.
حامد : ماشي يا أم محمد، يوم الخميس نكتب الكتاب في مسجد الحارة.
أم محمد : سُكِيتِّي؟؟
حامد : ما إحنا هنعمل الفرح بعدين بقى؟ هي مصاريف وإحنا أولى بأي قرش.
أم محمد : ماعلش، أنا عارفة إن دورك في الجمعية راح عليك، ويا عالم لسه فيه جمعية ولا خلاص، هتكمل الجهاز إزاي؟ إحنا مش هنتنازل عن أي حاجة إتفقنا عليها.
حامد اتخنق منها.
حامد : خير يا أم محمد، سلام عليكم.
وطلع بسرعه.
أم محمد حست أنها انتصرت.
أول ما فتح الباب، شاف هاجر وصفية قاعدين. دخل، مسك شعر هاجر.
حامد : وطّيتي راسي يا بنت الكلب! قوليلي، عملتِ إيه مع خطيبك يخليّني مش قادر أرفع عينيَّ على حماتك؟ عملتِ فيَّا كده ليه؟
صفية : يا راجل، ما حصلش حاجة.
حامد : أسكتي إنتِ، تربيتك فاشلة، بنتك طلعت شمال والتاني شمام كان يوم إسود لما اتجوزتكِ، يا وش الفقر.
هاجر كانت بتعيط وبتحاول تفك إيده من شعرها، لكن قبضته كانت قوية.
هاجر : والله العظيم ما عملت حاجة، حرام عليك، سيبني.
صفية قامت بسرعة تحاول تبعده عنها.
صفية : إيدك عنها يا حامد، البنت ملهاش ذنب، إنت بتتهمها ظلم.
حامد زق صفية بعيد وهو بيصرخ.
حامد : أسكتي إنتِ، البنت دي لازم تتربى من تاني، عشان تعرف إن سمعة أهلها مش لعبة.
في اللحظة دي، الباب كان لسه مفتوح، والجيران بدأوا يطلّوا يشوفوا في إيه. صوت صريخ هاجر ملّا المكان، وصفية واقفة في حالة صدمة مش عارفة تعمل إيه.
فجأة، دخل عم حسن، جارهم الكبير في السن، ومعاه إبنه محمود.
عم حسن : إيه اللي بيحصل هنا، يا حامد؟ إنت عاوز تقتل البنت؟!
حامد ساب شعر هاجر بعنف، وهي وقعت على الأرض وهي بتبكي.
حامد : ماحدش يتدخل في اللي مالوش فيه، دي تربيتي وأنا حر فيها.
محمود : تربية إيه اللي فيها ضرب وإهانة بالشكل ده؟ عيب عليك، اتقِ الله.
زينب طلعت من المطبخ وراحت بسرعة تقفل الباب، وشافت رحاب كانت واقفة، بس غضب زينب معاها خلاها ما تبصّش عليها وقفلت الباب.
رحاب حاولت تعرف اللي بيحصل وسألت الجيران، وواحدة قالت لها: "شكل الجوازة باظت."
جوه عند حامد:
عم حسن : إهدى يا راجل، كل يوم والتاني تضرب في بناتك، وخاصّة البِت اليتيمة دي. اللي ما يعرفش إنها بنتك ممكن يقول إنها الشغالة بتاعتكم.
صفية : في إيه يا عم حسن؟ عيب اللي بتقوله ده، أنا بعاملها زي بنتي.
محمود : لا، ما هو واضح جدًا.
عم حامد، أنا طالب إيد بنتك على سنة الله ورسوله.
Nisrine Bellaajili
الكل كان مصدوم من الطلب، وأكتر حد كان زينب.
رحاب ما صدّقت لاقت حاجة تشغلها، اتصلت بمرات المعلم وبلغتها باللي سمعته.
ساعة، الحارة كلها عرفت إن محمد فركش الجوازة مع هاجر بسبب أخلاقها.
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا