رواية بنات الحارة الفصل التاسع 9 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحارة الفصل التاسع 9 هى رواية من كتابة نسرين بلعجيلي رواية بنات الحارة الفصل التاسع 9 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بنات الحارة الفصل التاسع 9 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بنات الحارة الفصل التاسع 9
رواية بنات الحارة الفصل التاسع 9
اليوم الموعود... الكل وصل للمسجد علشان كتب كتاب هاجر ومحمد.
أم محمد كانت بتلبس طرحتها وهي وشها مكشّر.
أبو محمد : يا ولية إفردي وشك أقسم بالله...
أم محمد : كفاية حلفان بقى.
أبو محمد : ما إنتِ مكشّرة والنهارده كتب كتاب إبنك الوحيد.
أم محمد : خلاص يا خويا، أهو هضحك.
أبو محمد : إسمعيني، عندنا بنتين فكري فيهم وفكري في سمعتهم، واللي هتعمليه في هاجر هيرجع في بناتك. عايزك تفرحي وتنقذي سمعة البنت اللي مالهاش ذنب.
أم محمد : حاضر.
أبو محمد : ربنا يهديك يا رب.
أم محمد : هو إنت شايفني كده وحشة؟؟
أبو محمد : لا، إنتِ مش وحشة، بس الناس اللي حواليكي اللي بيصطادوا في المية العكرة.
أم محمد : قصدك إيه؟؟
أبو محمد : قصدي أختك اللي عايزة بنتها تتجوز محمد، بس هو طول عمره شايفها أخته، وحب هاجر ده نصيبه، فبلاش تخليها تبُخ السم بتاعها عندك.
أم محمد : إنت عارف ده الولد الحيلة، وعايزاه يتجوز جوازة الهنا.
أبو محمد : هو بيحبها، يبقى هيبقى جواز الهنا لو إنتِ ضحكتي وباركتي. إوعي تنسي، اللي هتعمليه هيترد ليك في بناتك. لو حطيتِ الجملة دي في دماغك، ربنا حيبارك لينا.
يلا يا أم العريس.
أم محمد : والله يا أبو محمد، قلبي مش مطمن، بحس إن فيه حاجة مستخبية، والبنت دي مش داخلة قلبي.
أبو محمد : يا أم محمد، إنتِ عارفة إبنك كويس، مش صغير ولا متهور وعارف بيعمل إيه. وبعدين هاجر بنت مؤدبة ومحترمة، والناس كلها بتشهد لها.
أم محمد : يمكن، بس أنا أم، وقلبي دايمًا خايف عليه.
أبو محمد : خوفك عليه طبيعي، بس لازم تثقي في اختياره. هو مش طفل، وهاجر عمرها ما كانت سبب مشاكل، بالعكس، دايمًا بتسند وبتصون.
أم محمد : طب وفرضنا حصل نصيب، نعمل إيه؟
أبو محمد : نفرح ونقول "مبروك"، ونقف جنبهم ونساعدهم يبنوا بيتهم على المحبة. إحنا كبار، ولازم نكون قدوة في الخير.
أم محمد : ماشي يا أبو محمد، من إيدك دي لإيدك دي. لو هو مرتاح، أنا كمان هارضى وربنا يسعدهم.
أبو محمد : كده الكلام، هي دي أم محمد اللي بحبها. يلا خلينا نحضر كتب الكتاب ، الدنيا مستنياك تفرحي بإبنك .
في شقة حامد كانت هاجر لابسة عباية لونها أبيض وبتحاول تحط شوية مكياج.
دخلت صفية وهي بتزغرد.
زينب : عيب نِزَغرد.
صفية : حرمت عليك عيشتك. روحي يا بِت شوفي وراكي إيه.
زينب : يعني إيه أشوف ورايا إيه؟ هو أنا مش هنزل معاكم لكتب الكتاب؟ وكمان عيب نِزَغرد، الحارة في حداد على نَوّارة.
صفية : نَوّارة الله يرحمها، الحي أبقى من الميت.
زينب : بس الأصول أصول، ماينفعش نِزَغرد في الحارة، الناس تقول علينا إيه.
صفية : هو إنتِ هتعلّيميني الأصول؟ يلا يا بِت انجري على مطبخك خلّصي الأكل، أهل العريس هيتعشوا عندنا.
زينب : أنا طول اليوم واقفة في المطبخ، خلصت، أروح ألبس أنا كمان؟
صفية : تلبسي إيه؟ إنتِ مش هتنزلي معانا.
هاجر : ليه يا ماما؟ خليها تكون جنبي.
هنا دخل يوسف.
يوسف : يوووووه، الواحد مايعرفش ينام في البيت ده.
صفية : شرفت يا خويا، أهلاً وسهلاً.
يوسف لزينب..
يوسف : روحي إعملي ليا كوباية قهوة أعدِل بيها مزاجي.
زينب وهي مش عاجبها..
زينب : حاضر.
وراحت المطبخ.
صفية : شُفتِ البِت طلع صوتها؟ وقال إيه عايزة تروح معانا.
يوسف : وما تروحش معانا ليه؟ مش أختها؟ ياما حرام اللي بتعمليه في البت.
صفية : شوف مين اللي بيتكلم! بقولك إيه، لازم تنزل تشتغل علشان تساعدنا على جهاز أختك، وكفاية بقى صرمحتك طول الليل.
(يوسف بيحك راسه وهو مِضايق)
يوسف : والله يا ماما أنا مش قاعد كده على قلبي، بس الشغل مش سهل تلاقيه، وكل ما أقدّم يتقفل الباب في وشي.
صفية (وهي بتتنهّد) : وأنا مالي؟ ابوك بيصرف على البيت وعلى جهاز أختك كمان؟ قوم وريني رجولتك بقى.
هاجر خرجت من الأوضة ولبسها بسيط بس شيك، باين عليها القلق...
هاجر : ماما، مش وقته خالص الكلام ده. النهاردة يومي، مش عايزة نكد لو سمحتوا.
الكل سكت للحظة، صوت زينب جاي من المطبخ..
زينب : القهوة جاهزة، أجيبها لك هناك يا يوسف؟
يوسف (بهدوء) : آه، هاتيها، شكراً.
زينب طلعت بالقهوة وهي بتبص لصفيه بطرف عينها، وتدي الكوباية ليوسف.
صفية (بهمس لهاجر) : شايفة؟ شايفة ازاي بتتلكك؟ كإنها مستنية كلمتين حلوين من أخوها.
هاجر (بحدّة) : خلاص يا ماما، كفاية بقى... زينب تعبت، وإحنا كمان تعبنا من كثر الزعل.
بعد ساعة تم كتب الكتاب بين رجالة الحارة. حامد كان زعلان من جواه، مش حاسس بفرحة.
بره المسجد، الستات قاعدين بره في الحارة، فيه اللي فرحانة، واللي لسه حاسة إن الكلام صح.
مرات المعلم رجب جات جنب رحاب.
مرات المعلم : إنتِ كذبتِ عليا؟
رحاب : كذبت عليك في إيه؟
مرات المعلم : قلتيلي إن جوازة هاجر إتفركشت.
رحاب : أنا اللي سمعته قولته ليك،
وبعدين أنا مش عارفة إنتِ مهتمة ليه بأخبار الحارة.
مرات المعلم : مالكيش دعوة، مش براضيك؟؟
نورهان كانت شايفة قرب رحاب من مرات المعلم.
الرجالة طلعت، والستات إبتدوا يزغرطوا، بس إمام المسجد منعهم بسبب حداد الحارة. زينب كانت قاعدة وحزينة.
ياسر انتبه ليها.
حسن : بتبص على إيه؟؟
ياسر : شايف يا حسن زينب لابسة إيه، والبنات لابسين إيه؟
حسن : شايف، بقولك بلاش تبص كثير، لا يقولوا فيه بينك وبينها حاجة.
ياسر ضحك...
رحاب ما شلتش عينيها من على جمال، وهو شافها وبصلها بصّة بمعنى إنه مش طايقها، وفضلت طول الوقت مركّزة هو بيبص على مين، وزينب بتعمل إيه.
ستات الحارة إبتَدوا يباركوا لـ هاجر.
راحت لها أم محمد..
أم محمد : ألف مبروك يا مرات إبني.
هاجر : الله يبارك فيكِ يا حماتي.
وراحت باركت لـصفيّة..
أم محمد : مبروك يا صفيّة.
صفيّة : مبروك لينا يا أم العريس.
أم محمد : ربنا يتمم كل حاجة على خير.
صفيّة : يا رب.
في بيت فتحية...
إبراهيم : أمك راحت فين؟؟
فتحية : ماعرفش، أخذت الشيكات ولمّت هدومها وهي زعلانة مني.
نسرين بلعجيلي
إبراهيم : ماعلش، بكرة تعرف إنك عايزة بس تفرحي وتفرّحيها.
فتحية : ليه مخلِّتنيش أقولها؟
إبراهيم : ما ينفعش، واقضوا حوائجكم بالكتمان، وأمك ما بيتبلّش في بُقّها فولة. لو كنت قلتلها، كانت سيّحت لينا في الحارة والعملية تبوز.
فتحية (بلهفة) : فال الله ولا فالك يا راجل، أنا ما صدّقت الدكتور وافق. إنت شُفت اتبهدلت قد إيه؟
إبراهيم : خلاص يا فتحية، جمعنا الفلوس اللي هنعمل بيهم العملية وربنا يرزقنا بالذرية الصالحة.
فتحية : أنا طول عمري نفسي أبقى أم… وكل مرة كان الأمل بيضيع من بين إيديا.
إبراهيم : وأنا كمان يا فتحية، والله ما في حاجة في الدنيا هتفرحني قد ما أشوفك شايلة ضناي.
فتحية : بس خايفة… خايفة من العملية، وخايفة من النتيجة.
إبراهيم : خوفي معاكي، بس إحنا عملنا اللي علينا، والباقي على ربنا… هو اللي بيكتب المصير.
فتحية : والدكتور قال إمتى نبدأ؟
إبراهيم : الأسبوع الجاي… بس لازم ترتاحي اليومين دول، وتبعدي عن أي زعل.
فتحية : طيب وأمي؟ مش هترجع؟
إبراهيم : هترجع، أول ما تحس إنك محتاجاها، قلب الأم دا ما بيغيبش.
فتحية (بدمعة في عينها) : نفسي تحضر العملية وتبقى جنبي… حتى لو زعلانة.
إبراهيم : هتبقى، وأنا هكلمها، بس بعد ما نطمن عليك… دلوقتي إحنا في مرحلة ما ينفعش فيها أي توتر.
فتحية : حاضر… هاسمع كلامك. بس إوعدني، لو حصللي حاجة، تقولها إني كنت بحبها.
إبراهيم (يمسك إيدها) : إيه الكلام ده يا فتحية؟ إنتِ هتعدي من العملية زي الفل… وتبقي أحسن أم في الدنيا.
فتحية اترمت في حضنه..
فتحية : خايفة يا إبراهيم، البت ماتت وهي حامل، حاسة إن إحنا السبب، وأخويا متهم وهربان، وأمي باعت شقتها وطفشت، إزاي ربنا هيكرمنا بحتة عيل؟
إبراهيم : بلاش كلام عبيط، نوارة ده نصيبها وقدرها، إنها تموت، وإنتِ ما قولتيش لأخوك يضربها، وإن جيتي للحق، أمك وأخوك كانوا مبهدلينها على عينيك، فأخوك ليه الذنب، إنتِ مالكيش ذنب في حاجة، وأمك وراها سر إنها تبيع الشقة وتتنازل لزينب، وكإن هي ظلمت زينب.
فتحية بعدت عنه..
فتحية : إيه اللي إنت بتقوله؟
إبراهيم : الحقيقة اللي إنت مش عايزة تسمعيها، كذا مرة كنتِ بتقوليلي إن نوارة بتصعب عليكِ.
فتحية : خلاص يا إبراهيم، قفل السيرة دي، أنا هخش أنام.
في البلد....
بعد ما بطة وصلت البلد وكلمت رجالة بدران، راحت تنام، وفضلت طول اليوم نايمة من تعب السفر.
راحت لها عنايات.
عنايات : إصحي يا بطة.
بطة : في إيه؟ لسه بدري على ما أروح بيتك، الشمس لسه مغربتش، والحاج قال بالليل علشان العيون.
عنايات : الحاج عايزك في حاجة تانية، يلا قومي.
قامت بطة، لبست عبايتها وحطت الطرحة على راسها، وراحت ورا عنايات. دخلت المندرة، كان الحاج مستنيها.
بطة : سلام عليكم.
الحاج : وعليكم السلام. فيه حد عايزك على التليفون.
بطة بخضة : حد مين؟ أنا ما قلتش لحد إني جاية هنا.
الحاج : خذي بس إتكلمي.
أخذت منه التليفون وهي قلقة.
أحمد : إزيك ياما؟
بطة : يا حبيبي يا ضنايا!
أحمد : ياما، قوليلي مبروك، أنا في ميلانو.
بطة : حمدالله على السلامه يا ضنايا بجد انت هناك ؟؟
أحمد : آه والله العظيم، كنت هموت في البحر، بس ربك ستر، وعمي دفع فلوس كتيرة علشان أوصل بالسلامة.
بطة : الحمد لله، إنت قاعد عند مين؟
أحمد : عند ناس كده، ما تشغليش بالك، بس هما شوية و يودوني مكان كده أعمل فيه لجوء.
بطة : لجوء إيه؟؟
أحمد : ياما ده موضوع طويل، إنتِ بس إدعيلي.
بطة : ربنا معاك يا ابني. محتاج فلوس؟؟
أحمد : حتى لو محتاج، مش هتعرفي تبعثي.
بطة : يا حوستي يا ابني، والعمل؟
أحمد : ماعرفش.
الحاج : هاتي التليفون بقى.
أخد التليفون وقفل.
بطة : هنعمل إيه يا حاج؟ الولد بيقول مش هعرف أبعث له الفلوس.
الحاج : أيوه، مش هتعرفي تبعثيله حوالة. أنا هشوف حبايبي، ياخذوا الفلوس هنا وحد يدهاله هناك. المهم إنه عدى البحر ووصل بالسلامة، تابعي مع المحامي علشان القضية.
بطة : بس لازم تنفذ اللي قولتلك عليه.
الحاج : مش وقته يا بطة.
نرجع الحارة....
هاجر كانت مبسوطة جدًا وكانت قاعدة جنب محمد.
محمد : ألف مبروك.
هاجر : الله يبارك فيك، بس زعلانة منك، فضحت سرنا.
محمد : غصب عني والله، أنا آسف.
هاجر : أنا خايفة من أمك.
محمد : ماتخافيش، طول ما أنا في ضهرك.
مرات المعلم ماقدرتش تصبر، راحت لأم محمد.
مرات المعلم : ألف مبروك.
أم محمد : الله يبارك فيكِ.
مرات المعلم : إلا قوليلي ياختي، هو صحيح الكلام اللي سمعناه؟
أم محمد : كلام إيه؟؟
مرات المعلم : إن، ولا مؤاخذة، البت غلطت مع إبنك وإنتم جوزتوهم علشان تستروا عليهم.
أم محمد أول ما سمعت الكلمتين دول، الدم فار و وقفت.
أم محمد : إسمعوا يا أهل الحارة، مرات المعلم بتقولي إن فيه كلام في الحارة إن ابني غلط مع هاجر وجوزناهم، يقطع لسان أي حد يجيب سيرة مرات إبني على لسانه. البِت صاغ سليم، وبكره بإذنك يا رب، أنا وأمها وستات الحارة نوديها للدكتورة، وأرمي ورقة شرفها في وشكم.
الكل كان مصدوم من كلام أم محمد.
هاجر إيديها كانت بتترعش، أما حامد فكان في نص هدومه.
أبو محمد كان هيتكلم، بس الحاج عثمان وقّفه، أم محمد كملت كلامها.
أم محمد : لولا الملامة كنت زغرت، بس ما ينفعش. أنا مش بصغّر مرات إبني، بس مش أسكت اللي يسوى واللي ما يسواش.
روايات نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili
المعلم رجب ما رضيش إن مراته اتكلمت في شرف حد، وقف قدام الكل وراح جنب مراته.
المعلم رجب : إنتِ طالق..
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا