رواية لعنة الهوي القاتل من الفصل الاول للاخير بقلم سارة علي
رواية لعنة الهوي القاتل من الفصل الاول للاخير هي رواية من كتابة سارة علي رواية لعنة الهوي القاتل من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية لعنة الهوي القاتل من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية لعنة الهوي القاتل من الفصل الاول للاخير
رواية لعنة الهوي القاتل من الفصل الاول للاخير
بعد مرور سنوات ..
أمام المرآة يقف مالك يعدل من ربطة عنقه حينما دلفت والدته الى الداخل وهي تبتسم بحبور ...
اقتربت منه ووضعت كف يدها على كتفه ليلتفت نحوها ويحمل كفها ويقبله قبل أن يهتف بها :
" جيالي بنفسك يا سوزان هانم ...."
" طبعا يا حبيبي ... مش النهاردة فرح ابني الصغير .. انا فرحانة اوي يا مالك ... "
ابتسم لها ابتسامة لم تصل الى عينيه وقد عادت الذكريات السيئة تسيطر على عقله ...
ذكريات متعلقة بماضي ما زال حاضرا داخله وإن أظهر عكس ذلك …
طرد هذه الأفكار من رأسه وعاد بتركيزه ناحية والدته التي قالت بدورها :
" عقبالك يا حبيبي ...."
رد عليها بنبرة مقتضبة :
" لسه بدري ...."
إختفت ابتسامة والدته وهي تقول بلهجة حزينة :
" نفسي اطمن عليك يا مالك ... نفسي اشوفك متجوز وعايش مرتاح مع زوجة تحبها وتحبك ... "
لم يعلق على حديثها بل اتجه نحو الشماعة وحمل سترته من عليها و إرتداها ثم عاد لوالدته وقال مغيرا الموضوع :
" مش يلا بينا ... هنتأخر على المعازيم ...."
" يلا بينا ..."
تأبطت والدته ذراعه وسار الاثنان متجهان الى قاعة الحفل ...
..........................................................................
وقفت منى أمام المرأة تتطلع الى فستان زفافها الضخم بملامح شاردة ... لا تصدق بأنها ستزف اليوم الى حبيبها بعد سنين طويلة عانت فيها الحب من طرف واحد ...
نعم فقد أحبته منذ أول يوم رأته فيه في الجامعة حينما كانت في سنتها الاولى وهو كذلك كان معها في نفس القسم ... لكنه كان مرتبط بإبنة عمه ... ما زالت تتذكر معاناتها وحسراتها على قلبها الذي ظل يعاني مرارة الحب ...
الان لقد انتهى كل شيء ... انتهت آلامها وأحزانها ... فمصطفى بات لها ... وحدها ... يحبها ويريدها وسينالها ...
لقد أخلصت له لسنوات عديدة واستحقت حبه وإخلاصه ...
أفاقت من شرودها على صوت والدتها تسألها :
" موني حبيبتي .... روحتي فين ...؟!"
التفتت نحو والدتها وقالت بينما الدموع تكونت داخل مقلتيها :
" بفكر كنت فين وبقيت فين ...."
" بتعيطي يا منى ..."
" دي دموع الفرح ... انا بس فرحانة اووي ... فرحانة اكتر من أي شيء ..."
ربتت والدتها على وجنتها وقالت بحب :
" تستاهلي الفرحة دي يا حبيبتي ..."
ثم التفتت نحو ابنتها الكبرى وقالت :
" يلا يا سهيلة اسبقينا انتي واحنه هنلحقك على طول ..."
" حاضر يا ماما ..."
قالتها سهيلة وهي تخرج من غرفة شقيقتها وتتجه الى الطابق السفلي حيث يوجد هناك والدها الذي ينتظرهم ليقلهم الى مكان قاعة الحفل ...
...................................................................
في مكان اخر وتحديدا في مطار القاهرة الدولي ...
تقدمت فتاة جميلة للغاية ترتدي فستان اسود طويل ذو حمالات رفيعة ... فستان اختارته خصيصا لهذا اليوم .... كانت تسير بجانبها امرأة كبيرة في السن حيث اتجهت الاثنتان الى خارج المطار وتحديدا الى سيارة سوداء عالية تنتظرهم ...
ركبتا الاثنتان في السيارة ليلتفت السائق نحويهما ويهتف بوجه سعيد :
" حمد لله على سلامتك يا خالتي ... حمد لله على سلامتك يا مرام ..."
ابتسمت الخالة له ولم تنطق بحرف بينما ردت مرام عليه بإبتسامة مقتضبة :
" الله يسلمك يا عمرو .... "
" ماما مستنياكم فالبيت ..."
قالها الشاب الاخر والذي يدعى مازن لتهتف مرام بسرعة :
" انا مش هروح البيت .... "
" امال هتروحي فين ...؟!"
سألها عمرو بحيرة لترد عليه :
" هروح الفندق اللي فيه حفلة جواز مصطفى ....."
تبادل الشابان النظرات قبل أن يهتف مازن بها :
" ملوش لزمة انك تروحي هناك يا مرام.."
لكنها ردت بحزم وإباء :
" لازم اروح هناك يا مازن واشوفهم ..."
هنا تدخلت الأم التي قالت بنبرة متلكأة :
" م ل و ش ل ز و م ت ر و حي ه ن ا ك .... م ش عا و زة م ش ا ك ل...."
( ملوش لزوم تروحي هناك … مش عاوزة مشاكل ..)
ربتت مرام على وجنتها وقالت بلطف :
" متقلقيش يا ماما ... انا مش رايحة اعمل مشاكل ... انا رايحة أبارك لإبن عمي جوازه ....."
ثم عادت ونظرت الى عمرو وقالت بإصرار :
" خدني على الفندق يا عمرو وبعدين خد ماما وروحوا لبيتكم .."
.......................................................................
في احد اشهر الفنادق في البلاد ...
وقف مالك يستقبل المدعوين بجانب عمه ووالدته ... تقدمت ابنة عمه ميرهان منه وسحبته من مكانه متجهة به الى احد أركان الحفلة بينما هو يتأفف بضيق ويهتف بها من بين أسنانه :
" فيه ايه يا ميرهان ...؟! بتجريني وراكي كده ليه ....؟!"
وقفت أمامه وقالت بلهجة غاضبة :
" انت اللي فيه ايه يا مالك ...؟! بتتجاهلني ليه ...؟!"
عقد ذراعيه أمام صدره وقال :
" بتجاهلك ازاي ....؟!"
تشنجت ملامحها كليا وهي تقول بصوت حزين :
" مالك ... انت عارف اني بحبك ... ملوش داعي تتصرف معايا بالشكل ده ...."
تنهد بصوت عالي وقال :
" اظن مش ده الوقت المناسب للكلام ده يا ميرهان .... صح ولا انا غلطان..؟!"
اومأت برأسها ثم قالت مبررة لنفسها ما تفعله :
" اعمل ايه ...؟! مانت عارف اني بدايق اوي لما بلاقيك بتتجاهلني ...."
رفع بصره الى الاعلى بنفاذ صبر ثم قال منهيا الحوار :
" انا لازم اروح استقبل الضيوف ... مينفعش اسيب ماما لوحدها ... عن إذنك ..."
ثم تركها وعاد نحو والدته حينما كاد ان يصطدم بأحداهن ليتراجع الى الخلف في اللحظة الاخيرة وهو يهتف بذهول :
" سهيلة....!!"
ابتسمت سهيلة بخجل وقالت :
" اهلا يا سهيلة ... ازيك ...؟!"
أجابها مذهولا من التغيير الذي طرأ على شكلها بعدما ارتدت فستانا أنيقا ووضعت المكياج الذي ابرز جمالها :
" كويس .... انتي عاملة ايه ...؟!"
أجابته على استيحاء :
" كويسة الحمدُ لله ...."
" عن إذنك اروح اشوف منى ومصطفى واطمن إنهم جاهزين ..."
" اتفضلي .."
قالها فاسحا لها الطريق ثم اتجه نحو والدته وهو ما زال يفكر بسهيلة وتغييرها الملحوظ ...
.................................................................
ولج العروسان الى قاعة الحفل وسط نظرات جميع المدعوين وتصفيقهم ...
جلس العروسان في المكان المخصص لهما بينما اشتعلت الأغاني في ارجاء قاعة الحفل وانشغل بعض المدعوين بالرقص والبعض الاخر في الحديث والترحيب ببعض ...
انزوى مالك في أحد أركان قاعة الحفل وأخذ يدخن سيجارته وهو يتابع ما يحدث بلا مبالاة ...
عادت له ذكرى حفل زفافه من تلك المرأة التي خانته وطعنته في شرفه ... كيف تزوجها وكيف مثلت عليه الحب والغرام ثم خانته؟! ...
توقف عن أفكاره تلك وهو يلمح إحداهن تدلف الى الحفل وهي ترتدي فستان اسود طويل ومغري ...
لم يستطع أن يرى ملامح وجهها لكنه يقسم أنها جميلة للغاية ...
كانت جذابة للغاية بل خطفت أنظار الموجودين بفستانها الأنيق وجسدها الممشوق …
لاحظ تغير ملامح والدته وذهول شقيقه وعروسه في نفس الوقت الذي وقفت به تلك الفتاة أماميهما ليتقدم نحويهما بسرعة ويصل إليها فتلتفت له الفتاة قائلة بإبتسامة واثقة وكأنها علمت بمجيئه :
" ازيك يا مالك ...؟!"
ليردّد هو بذهول :
" مرام ...!"
يتبع
الذهول سيطر عليه ... لم يستوعب في بادئ الأمر أنها هي ... مرام ابنة عمه و شقيقة زوجته الراحلة ... خطيبة شقيقة السابقة ... تلك الصغيرة البريئة دوما ... كم تغيرت ....؟!
أفاق من أفكاره تلك على صوت والدته تسألها بخشونة :
" إنتي ايه اللي جابك هنا ...؟!"
ليوقف والدته بإشارة منه :
" الكلام ده مش وقته .."
إلا ان مرام التفتت نحو سوزان تناظرها بتحدي وهي تهتف بها :
" جيت أبارك لإبن عمي ...."
ورمقت مصطفى بنظرة ذات مغزى جعلته يخفض رأسه أرضا ... تدخل العم في الحوار حيث اقترب منهم وقال محاولا السيطرة على الوضع خصوصا همهمات الناس التي ازدادت بقدوم مرام الصياد الى الحفل :
" مرام حبيبتي ... ايه رأيك تجي تقعدي معانا انا و ميرهان ..."
أطرقت مرام برأسها وقالت :
" حاضر يا عمو ..."
ثم رمت مالك بنظرة أخيرة لم يفهمها قبل أن تتحرك مع عمها الى الطاولة التي يجلس عليها حيث توجد ميرهان التي استقبلتها بسعادة بالغة فهي كانت تجمعها صداقة وطيدة مع مرام ...
جلست الفتاتان بجانب بعضيهما وقد لاحظت ميرهان التغير الكبير في مرام وبرودها معها ولكنها لم تلمها فهي من تخلت عنها ولم تدعمها في محنتها ...
جلس العم أرشد بجانب مرام وقال :
" ازيك يا مرام ...؟! امتى رجعتوا من السفر ...؟!"
أجابته بجدية :
" قبل شوية ... "
كانت علاقة مرام مع عمها جيدة فهو من ساعدها هي ووالدتها ودعمهما معنويا بعد وفاة والدها ...
" عمي انا محتاجة اتكلم معاك بخصوص الشغل والشركة .... انا قررت أدير الشركة معاكم ...."
فهم أرشد على الفور أن إبنة شقيقه عائدة وفِي نيتها شيء ما ...
" تديري الشركة ...؟! "
قالتها ميرهان غير مستوعبة ما تفوهت به صديقتها لترد مرام بتأكيد :
" ايوه أدير نسبة بابا .. متنسيش إني درست إدارة اعمال ...."
نعم لقد اختارت دراسة الاعمال بدلا من الرسم الذي لطالما رغبت به فقط لأجل هذا اليوم ...
اومأت ميرهان رأسها بتفهم وهي الأخرى تفكر بدورها بأن ثمة شيء يدور في عقل إبنة عمها ...
................................................................
في صباح اليوم التالي ...
وقفت مرام أمام المرأة تتأمل بذلتها الرسمية بإعجاب وثقة ... لقد بدت مليئة بالإغراء والحيوية في أن واحد ...
كانت ترتدي بذلة سوداء مكونة من تنورة قصيرة تصل الى ركبتيها وسترة سوداء اللون أسفلها قميص من الشيفون الأبيض مع حذاء اسود ذو كعب عالي أبرز طولها الجذاب ... تركت شعرها ينسدل على ظهرها ليصل الى خصرها ولم تنس أن تضع طلاء شفاهها ذو اللون الأحمر ...
حملت حقيبتها بعدما وضعت عطرها المفضل وخرجت من غرفتها متجهة الى الشركة حيث ستفاجئ مالك بقدومها الى الشركة منذ اول يوم ...
هبطت الى الطابق السفلي في منزل خالتها لتجد والدتها هناك تجلس امام التلفاز وهي تتناول قهوتها ...
" صباح الخير ..."
قالتها بإبتسامة واسعة لتتأمل والدتها هيئتها المشرقة قبل أن تهتف بضيق ونبرة متقطعة :-
" بردوا رايحة الشركة وهتعملي اللي فدماغك …؟!"
أومأت مرام برأسها وقالت مؤكدة كل حرف نطقت به والدتها :
" ايوه ... دي شركتي وحقي وانا لازم اديرها معاهم ..."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
"بيعي نصيبك وخلينا بعيد عنهم … كفاية اللي حصلنا بسببهم .. "
ردت مرام بنبرة مستنكرة لما نطقت به والدتها :
" انتي بتقولي ايه يا ماما ...؟! مستحيل اعمل كده ... انا هشتغل في الشركة واللي مش عاجبه يبيع هو نسبته .."
ثم نظرت الى ساعتها وقالت :
" انا لازم اروح دلوقت عشان تأخرت ..."
ثم طبعت قبلة على خد والدتها ورحلت ....
...............................................................
في شركة الصياد ...
جلس مالك في غرفة الاجتماعات مترأسا الطاولة وبجانبه عمه ومجموعة من مدراء الشركة ...
كان مالك يقلب في احد الملفات حينما استنشق رائحة عطر ناعم يتسلل اليه يتبعه صوت طقطقات كعب حذاء ليلتفت لا إراديا الى الخلف فيجدها أمامه تقف على بعد مسافة منه تناظره بثقة وابتسامة فاتنة ترتسم على شفتيها المغويتين...
" اهلا يا مرام ..."
قالها العم أرشد وهو يقف من مكانه مشيرا إليها أن تتقدم لتسير بخطوات مدروسة نحوه دون أن تبالي بنظرات الاخرين المصدومة ...
جلست بجانب عمها وقالت بأسف :
" انا اسفة عشان تأخرت شوية عن معاد الاجتماع ..."
ليرد العم :
" حصل خير لسه مبدأناش اصلا ..."
ثم التفت نحو مالك الذي ينظر اليه بحيرة واستغراب ليوضح العم له :
" مرام هتشتغل معانا من هنا ورايح .... "
وتكمل مرام بدورها مضيفة على كلام عمها :
" هدير نسبة بابا في الشركة ..."
تطلع مالك الى عمه بنظرات غير راضية قبل ان يتنحنح بادئا الاجتماع ...
مر الوقت سريعا فقد أراد مالك أن ينهي الاجتماع ويتفرغ لعمه ومرام التي يبدو أنها لا تنوي الخير ابدا ...
وبالفعل انتهى الاجتماع بعد وقت ليس بطويل لينفرد مالك بها ومعهما عمه...
خرج الموظفون من قاعة الاجتماعات بينما نهض مالك من مكانه وقال :
" ممكن اعرف ايه معنى الكلام اللي قلته يا عمي ...؟! يعني ايه مرام تدير الشركة معانا ....؟!"
حاولت مرام أن تتحدث لكن عمها أسكتها بإشارة منه وقال بدوره مدافعا عنها :
" حقها ... هي ليها نسبة في الشركة ومن حقها تديرها ..."
" من امتى الكلام ده ...؟! مهي طول عمرها بره واحنا بندير الشركة لوحدنا ..."
قالها مالك بعصبية لتنتفض مرام من مكانها وتقول بعصبية اكبر :
" اولا انا كنت بره لأسباب إنت عارفها ويفضل اني مقولهاش عشان مقلبش المواجع عليك ... ثانيا انا حرة اروح وقت ماحب وأرجع وقت ماحب ... دي شركتي وانا ليا حقوق فيها .... "
ثم أكملت وهي تعقد ساعديها أمام صدرها :
" مش بس الشركة ... لا والقصر كمان ... ولا نسيت ..."
" انا ممكن اشتريها حالا منك ..."
قالها مالك بتحدي لترد بإباء :
" أملاكي مش للبيع ..."
" خلصتوا ...."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
صرخ أرشد بهم بنبرة حادة قبل أن يقف بينهم ويهتف بصوت أمر :
" الكلام ده هعتبر نفسي مسمعتهوش ... متنسوش انكوا ولاد عم ... مرام هتشتغل في الشركة ... وانت هتقبل ده يا مالك ... ومش بس كده هتساعدها انها تفهم شغلها وطبيعته .."
" بس يا عمي .."
قاطعه العم :
" ايه هتعصي كلام عمك يا مالك ....؟!"
صمت مالك ولم يرد بينما نظرت اليه مرام بإنتصار ...
..................................................................
خرج العم تاركا مالك و مرام لوحديهما حيث طلب من مالك أن يشرح لها طبيعة العمل ...
أخذ مالك يشرح لها بعض الأشياء المهمة التي تخص العمل وهي تصغي اليه بتركيز شديد ...
" فيه حاجات مهمة هتحتاجي تروحي المصنع عشان تعرفيها ...."
قالها مالك وهو يغلق اخر ملف لتنهض مرام من مكانها وتقول بحماس :
" طب يلا بينا نروح المصنع ...."
الا ان مالك رد بإقتضاب :
" عندي شغل كتير ... روحي انتي لو عايزة ...."
اومأت برأسها وهي تتجه خارج المكان ثم قررت الذهاب الى المصنع بعدما طلبت من أحد الموظفين مرافقتها ...
ذهبت مرام الى المصنع وجلست في المكتب تقرأ الملفات وحاولت فهم أمور العمل هناك ثم طلبت من الموظف أن يأخذها الى احد مواقع العمل ... وبالفعل أخذها الموظف الى هناك ...
أخذت مرام تسير داخل الموقع وتتحدث مع العمال الذين انبهروا بها وبجمالها ....
في اثناء سيرها سمعت أن مالك قد جاء مع احد مهندسي الشركة الى الموقع فتعمدت أن تخلع سترتها ليظهر قميصها الشيفون عاري الذراعين ولم تنس أن تفك اول ثلاثة أزار من قميصها ليظهر نحرها بشكل مثير للغاية جعل الموظف الذي معها يحملق بها ببلاهة وكذلك بقية العمال بينما أكملت هي سيرها بثقة ...
دلف مالك الى داخل الموقع ليجد احد العمال يتحدث مع زميله وهو يقول :
" وفضلت بالقميص الشيفون ... وفتحت الزراير الفوق وعينك متشوف الكل بقى يبصلها ...."
ليرد الاخر :
" استغفر الله العظيم فيه وحدة محترمة تعمل كده ... وفالموقع هنا .."
" انتوا بتتكلموا عن مين ...؟!"
سألهم مالك بحدة ليجيبه العامل الأول بصوت متردد :
" عن مرام هانم بنت عم حضرتك ..."
" هي جت هنا ...؟!"
اومأ لعامل برأسه ليكمل مالك :
" وقلعت ...؟!"
اومأ العامل برأسه بحذر ليضرب مالك كفا بكف وهو يقول :
" طيب يا مرام ليتلك سودة ... "
***
كانت تقف بجانب الموظف تتحدث معه وتضحك بقوة ... تعالت صوت ضحكاتها بينما جاء احد العمال حاملا العصير لها وعامل اخر يحمل صحن من الطعام الجاهز ...
تقدم مالك نحوها وقد وصله صوت ضحكاتها مما جعل الغضب يزداد أضعافا عنده ...
توقفت عن الضحك حينما وجدته يتقدم نحوها بملامح واجمة ...
" بتعملي ايه هنا ...؟!"
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
سألها بصوت بارد لتجيبه وابتسامة خفيفة ترتسم على ثغرها :
" جيت اشوف الشغل عامل ايه ...؟!"
" اتفضلي يا هانم ..."
قالها احد العمال وهو يقدم العصير لها بينما يقف خلفه العامل الاخر وهو يحمل صحن الطعام ...
نظر إليهما مالك بنظرات متوعدة قبل ان يجذبها من ذراعها ويسير بها قائلا :-
"قدامي ..."
اخذ يسير بها وسط الموقع متجها الى سيارته غير أبها بصوتها العالي المعترض ولا تعثرها لعدة مرات بسبب كعب حذائها العالي ...
أدخلها الى السيارة واتجه الى الجانب الاخر ... دخل الى السيارة ليجدها تصرخ به بغضب :
" انت ازاي تتصرف معايا بالشكل ده ....؟! "
رد عليها بغضب اكبر :
" انتِ تخرسي خالص .... كفاية الفضيحة اللي عملتيهالي فالموقع ..."
" فضيحة ايه ...؟! اتكلم عني بإسلوب كده لو سمحت ..."
تشدق فمه بإبتسامة ساخرة وقال بلهجة متهكمة :
" قالعالي الجاكت وسط العمال وفاتحة ليهم نص صدرك ... فيه فضيحة اكتر من كده ..."
اشتعلت عيناها غضبا وقالت بعصبية :
" احترم نفسك ... إيه فاتحة ليهم نص صدرك دي ...؟! "
ثم اكملت بنبرة قوية :
" انا حرة اعمل اللي انا عايزاه وانت مش وصي عليا ..."
رد عليها بقسوة :
" انا ابن عمك ... ومن حقي احاسبك لما احس انك ممكن تتصرفي بشكل يأثر على سمعتنا ولا عايزاني أسيبك تفضحينا زي اختك ..."
ابتلعت مرام غصة مريرة داخل حلقها وأبعدت وجهها عنه ليدير هو مفتاح سيارته غير مباليا بها ليجدها تستدير نحو بعد دقائق تهدر به :-
" ويا ترى هتحاسبني إزاي … هتقتلني زي غادة …"
أعتصر مقود سيارته بقوة محاولا تجاهل كلماتها بينما كانت هي تصر أن تضغط على أعصابه أكثر فهمست وهي تلوي ثغرها بتهكم :-
" مردتش يعني …!! هتقتلني ولا هتعمل ايه …."
في لحظة مباغتة أوقف سيارته مرة واحدة حتى كادت ترتطم بالنافذة الزجاجية أمامها …
شهقت بصوت مرتفع وهو يقبض على ذراعها يقرّبها نحوه يهدر بأنفاس متصاعدة :-
" راجعة ليه …؟! عايزة إيه يا مرام ..؟! إتكلمي ..!"
رفعت عينيها اللتين توحشتا بنظرة مخيفة لتنطق من بين أسنانها :-
" عشان نصفي الحسابات اللي بينا …..!"
" مفيش حساب بينا .."
قالها وهو يدفعها بعيدا عنه لتهتف بثبات وتحدي :-
" لا فيه … وحساب كبير كمان …."
نظرتها باتت أكثر شراسة وهي تخبره بصراحة مطلقة :-
" وإنت هتدفع ثمن اللي عملته ولسه بتعمله .."
" فوقي يا مرام … أختك اللي عملت وأهي خدت جزائها …."
قالها ببساطة أججت غضبها لتهدر به :-
" إنت بتبرر إجرامك .."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" وأنت بتبرري خيانة أختك …"
صاحت معترضة :-
" أختي مش خاينة …."
" لأ خاينة …"
صاح بقوة أكبر وهو يضيف بعنفوان :-
" وأهي دفعت ثمن خيانتها …"
طالعته بنظرات حاقدة وهي تخبره بوعيد مشتعل :-
" والله هتندم .. صدقني يا مالك …"
همت بالنزول لكنها فوجئت به يخبرها مباغتة :-
" إتغيرتِ يا مرام …."
تمتم بها مندهشا بكم التغيير الذي طرأ عليها وكيف باتت أنثى أخرى لا تشبه سابقتها أبدا ..
كل شيء بها تغير …!
فقدت الكثير من روحها القديمة ..!
فقدت برائتها المعهودة …!
وهدوئها المريح ..!
" ده الطبيعي .."
أخبرته ببساطة وهي تضيف ببؤس خفي :-
" مفيش حاجة بتفضل زي ماهي …"
أضافت وهي تهز كتفيها ببديهية :-
" الكل بيتغير …."
مالت نحوه قليلا تغوص في عينيه لوهلة تهمس بلوعة قلب كاره حد النخاع :-
" بس إنت متغيرتش …."
شملته بنظرة سريعة :-
" لسه زي ما أنت … كل حاجة فيك زي ماهي …"
توقفت لوهلة وأنظارها تنخفض نحو كفيه :-
" ما عدا إيدك اللي بقت ملوثة بدم أختي ……"
وقبلما ينطق بحرف واحد كانت تهبط مغادرة سيارته ولم تكن تعلم إن جملتها الأخيرة طعنت روحه تماما فهي ضربت الوتر الحساس لديه و عبثت بأبشع نقطة مظلمة داخله …
.............................................................
دلفت مرام الى داخل المنزل لتجد أمها وخالتها يجلسان امام التلفاز ويتحدثان سويا ...
لاحظت الاثنتان ملامحها الواجمه فسألتها الام بقلق :
"مرام ، انتي كويسة …؟!"
اومأت مرام برأسها وقالت بسرعة :
" كويسة ... بس مرهقة شوية ومحتاجة ارتاح ..."
ثم اتجهت بسرعة الى الطابق العلوي تاركة والدتها تتابعها بنظرات قلقة ...
في اثناء سيرها التقت بعمرو الذي قال لها :
" مرام ... رجعتي امتى ...؟!"
اجابته بنبرة هادئة :
" لسه راجعه حالا ..."
عاد وسألها محاولا الاطمئنان عليها :
" كويس ... واخبار شغلك ايه ..؟!"
اجابته وهي تتنهد بإرهاق :
" كويس ... هروح اغير هدومي وأنام عن إذنك ..."
ثم تركته وولجت الى غرفتها ... خلعت حذائها ورمته ارضا ثم جلست على السرير لتسيل دموعها من عينيها بغزارة ... لقد أصبحت اخيرا لوحدها وستبكي كما تشاء وتلعن مالك بقدر ما تريد ...
ظلت تبكي حتى شعرت بالاكتفاء فاتجهت نحو المرأة ووقفت أمامها تتأمل ملامح وجهها الحمراء بسبب شدة البكاء ...
مسحت وجهها بباطن كفيها ثم ما لبثت ان حملت الصورة الموضوعة على الطاولة بجانبها ... صورة تجمعها مع اختها غادة ووالديها ... ضغطت على فمها بقوة كي لا تبكي مرة اخرى ثم ما لبثت ان احتضنت الصورة وهي تتمتم :
" مش هنساكم ابدا ... هفضل فاكراكم لاخر يوم فعمري ... ومش هرتاح الا وانا جايبة حقكم منهم واحد واحد ..."
ثم قبلت الصورة وأعادتها الى موضعها ... فتحت بعدها الخزانة وأخرجت منها صور لأشخاص مختلفين .. .اخذت تقلب بالصور تدريجيا قبل ان تقول بينها وبين نفسها :
" دوركم جاي ... واحد ورا التاني ..."
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
دلف مالك الى منزله بنية الصعود الى غرفته لكنه قابل والدته في طريقه والتي رحبت به بسرعة :
" حبيبي .. حمد لله على السلامة ..."
مسك كف يدها وطبع قبلة عليه وقال :
" الله يسلمك ..."
" كنت عايزاك فموضوع ..."
" اتفضلي ...."
قالها بسرعة لترد بجدية :
" فاكر سهيلة أخت منى مرات اخوك مصطفى ..."
تذكرها على الفور فهي من خطفت أنظاره في بداية الحفل لولا قدوم تلك المرام ...
مرام التي عادت ومعها تأججت مشاعر قديمة ظن إنها زالت بمرور السنوات دون رجعة …
" اه فاكرها .. بس ليه بتسألي ...؟!"
اجابته الام موضحة :
" انت عارف انها درست هندسة ... وكانت بتشتغل فشركة كبيرة بس للاسف حصلتلها مشكلة وسابت الشغل هناك فقلت اكلمك يمكن تقدر تلاقيلها شغلانة عندك فالشركة ..."
وجد نفسه يقول بسرعة :
" اوي اوي ... خليها تجي وتشتغل مع فريق المهندسين اللي بالشركة ..."
ابتسمت الام بإنتصار وقالت :
" كويس هبقى أكلم والدتها وأبلغها .... اقولها تجي إمتى ...؟؟"
" بكره لو عايزة ..."
" تمام ..."
قالتها الام وهي تشعر بالسعادة فما تسعى اليه يسير بشكل جيد وبات حدوثه قريبا ...
...................................................................
في صباح اليوم التالي ...
وتحديدا في شركة الصياد ...
كان مالك يجلس على مكتبه يمارس عمله المعتاد حينما ولجت هي الى الداخل ...
رفع مالك رأسه وقد أدرك على الفور أنها هي من رائحة عطرها ... لقد بات يعرفها من عطرها بسهولة ...
وجدها ترتدي بنطال اسود ضيق فوقه قميص ذو لون احمر ناري ... شعرها الطويل مرفوع على شكل كعكة أنيقة وشفاها مطليتان باللون الاحمر المثير ...
تقدمت منه وهي ترسم على شفتيها ابتسامة مقتضبه وقالت :
" صباح الخير ..."
" صباح النور ..."
أجابها بنبرته الرخيمة فقالت مردفة:
" جيتلك عشان اوريك الملف ده بخصوص المشروع الأخير... اشتغلت عليه النهاردة وقلت لازم تشوفه ..."
" هاتيه .."
مدت مرام الملف له ليأخذه ويبدأ بقرائته بينما جلست هي امامه واضعة قدما فوق الاخرى ...
في نفس الوقت دلفت السكرتيرة الى الداخل وقالت :
" مالك بيه ... وحدة اسمها سهيلة بره وعايزة تشوفك ..."
" دخليها حالا ..."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
قالها مالك وهو يغلق الملف ويضعه على المكتب لتلج سهيلة الى الداخل بخطوات مترددة قبل ان ترسم على شفتيها ابتسامة خجولة ...
" صباح الخير .."
قالتها سهيلة على استيحاء ليرد مالك عليها :
" صباح النور ... اتفضلي ...."
رمقتها مرام بنظرة متفحصة من رأسها حتى أخمص قدميها ... كانت فتاة جميلة بوجه أبيض طفولي وملامح هادئة ترتدي بنطال من الجينز عريض فوقه قميص اخضر طويل مع حذاء رياضي ....
نهضت مرام من مكانها وقالت موجهة حديثها لمالك :
" اقدر اخد الملف معايا .....؟!"
" اه خديه ..."
قالها مالك وهو يمد يده لها بالملف لتتناوله منه وتخرج بصمت تاركة مالك وسهيلة لوحديهما ...
" ماما قالتلي إنك سبتي شغلك فشركتك القديمة بسبب خلافات ..."
قالها مالك بلهجة عملية لترد سهيلة:
" ايوه ... وده السي في بتاعي فيه كل المعلومات عني ... "
اخذ منها الملف وبدأ يقلب فيه ثم ما لبث ان أغلقه وقال بإعجاب واضح :
" كل المعلومات الي فيه تؤكد انك مهندسة هايلة ومكسب لينا ..."
إبتسمت سهيلة بخجل فأكمل مالك :
" اعتبري نفسك اشتغلتي معانا خلاص ... "
ثم طلب من السكرتيرة ان تأتي وأمرها ان تصطحب سهيلة معها الى مكتبها الذي أعده لها من قبل ....
...........................................................
مر اليوم سريعا وانتهى الدوام الرسمي في الشركة ...
خرجت مرام من الشركة وهي تسير بخطواتها المتزنة لتتفاجئ بإطار سيارتها النائم ... وقفت بجانب سيارتها وهي تشعر بالحيرة الشديدة لتجد مالك يسير متجها الى داخل كراج الشركة ... سارعت نحو احد الموظفين الذي كان ينوي الخروج هو الاخر وقالت له :
" احمد ممكن توصلني معاك ... عشان الإطار بتاع سيارتي نايم ...."
ابتسم احمد غير مصدقا لما يسمعه وقال بسرعة وفرحة :
" اوي اوي ... اتفضلي ..."
وقبل ان تلج مرام الى السيارة وجدت مالك امامها يسألها بنبرة متحفزة :
" على فين ...؟!"
أجابته ببراءة مصطنعة :
" سيارتي عطلت ... وملقتش حد يوصلني البيت ..."
" تعالي انا اوصلك..."
" اوكي ..."
قالتها مرام بإذعان ثم سارت خلفه تاركة احمد يشعر بالاحباط الشديد فقد اضاع عليه مالك فرصة توصيل هذه الحسناء ...
ركبت مرام بجانب مالك وهي تفكر بأن خطتها نجحت ... فهاهو سيوصلها بنفسها الى منزل خالتها ...
قاد مالك سيارته متجها الى منزل خالتها ليجدها تقول فجأة :
" هو انا ممكن اسألك سؤال ...؟!"
اومأ برأسه دون أن يرد لتقول :
" هو انت ليه متجوزتش لحد دلوقتي ...؟!"
أنصدم مالك من سؤالها ... فلم يتوقع ان يسمع سؤال كهذا منها هي تحديدا .... ألا تدرك أنه كره الزواج وما به بسبب شقيقتها وفعلتها القذره ... ؟!
" مجاش نصيب ..."
اوقف سيارته امام منزل خالتها فهمت بالنزول لكنه اوقفها سؤاله المتعمد :
" وانتي ليه متجوزتيش لحد دلوقتي ...؟!"
التفتت نحوه وقالت وهي تنحني صوبه :
" ملقتش الشخص المناسب ....الشخص اللي يخليني اتجوزه وأنا مغمضة ...."
نظر اليها وقال بسخرية مقصودة :
" للدرجة دي مواصفاته صعبة ..."
اقتربت منه اكثر وقالت بإغواء بينما نظراتها تتركز على شفتيه :
" اوووه كتير ..."
ابتلع ريقه وقال :
" وايه هي مواصفاته بقى...؟!"
عضت على شفتيها وقالت :
" لا مش هقولك ... عشان ده سر خاص بيا ...."
صمت وهو ينظر اليها والى نظراتها المغوية ليتفاجئ بها تنحني نحو شفتيه بنية تقبيله لينحني هو الاخر صوب شفتيها فتتلاقى الشفتان بقبلة طويلة ...
حررت مرام شفتيها من شفتيه ثم خرجت مسرعة غير منتظرة ان ترى ردة فعله ....
اما مالك فلم يصدق ما فعله ... لا يعرف كيف إنساق ورائها وقبلها بكل لهفة ...
ما زال طعم شفتيها عالق بفمه بشكل يجعله يرغب بتكرار تلك القبلة مرارا ...
ما هذه المصيبة التي أوقع نفسه بها ...؟!
تلك اللعينة تحاول ان تجذبه اليها لتنتقم منه ... كل شيء واضح لا يحتاج الى تفكير ... ولكن كيف ينجذب هو اليها بسهولة ...؟! كيف ينساق ورائها بهذه السرعة ...؟!
ضرب المقود بيديه وهو يفكر بأنه أخطأ بشدة ... أخطأ خطئا جسيما ...
اما مرام فولجت الى غرفتها وأغلقت الباب خلفها مستندة بظهرها على الباب ...
وضعت كف يدها على صدرها الذي اخذ يلهث بقوة ...
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
لقد قبلها ... استجاب لها بسهولة .... بينما هي تخطط منذ ايام كثيرة لهذه القبلة ...
إذا ظنها به لم يكن خاطئا وهي تسير على الطريق الصحيح …
خلعت حذائها وأخذت تقفز على الارض بسعادة ... لقد قبلها وبداية شعلة الحب قبلة ...
هي متأكد الان من كونها تركت في أعماقه اثرا عميقا بعد قبلتها تلك ...
وقفت أمام المرأة تبتسم بإنتصار ... فاليوم عليها الاحتفال ...
...............................................................
في صباح اليوم التالي ...
جلس مالك على مكتبه وهو يشعر بالإرهاق الشديد ...
هو لم ينم طوال الليلة الماضية ... يفكر بتلك الملعونة وما فعلته ...
كل ما يتمناه الان ألا تأتي وتريه وجهها ... بأي وجه سيقابلها ... ؟!بل هي بأي وجه ستقابله ....؟!
ما إن انتهى من افكاره تلك حتى وجدها تدلف اليه ..
حملق بها مصدوما غير مصدقا انها جاءت إليه بكل وقاحة ...
مظهرها منمق كالعادة وابتسامة خلابة تعلو ثغرها ...
تقدمت منه وقالت :
" صباح الخير ... شكلك تعبان اوي ..."
ابتسم ساخرا وقد قرر ان يجاريها في لعبتها :
" شوية ..."
" شكلك بيقول انك منمتش كويس ..."
قالتها وهي تقف بجانبه ليومأ برأسه دون رد لتقول وهي تحيط رقبته بذراعيها :
" طب ارتاح شوية ..."
تطلع اليها وقال بحنق :
" ابعدي ايدك عني ... التصرفات دي متنفعش هنا ..."
لتقول بسخرية :
" صحيح التصرفات دي تنفع بالعربيات بس ..."
نهض من مكانه وقال مشيرا إليها بإصبعه :
" خدي بالك من كلامك معايا مرة تانية ..."
احاطت خصرها بيديها وقالت :
" ممكن اعرف انت بتكلمني بالشكل ده ليه ...؟!"
كانت عيناه تراقبنها بإشتعال ليقول اخيرا :
" والمفروض اتكلم معاكِ ازاي ..؟!"
ردت عليه برأس مرفوع :
" بطريقة أشيك من كدة .... متنساش اني زيي زيك هنا .."
ثم اردفت وهي تحتضنه بذراعيها :
" ده غير الي حصل بينا امبارح ...."
ليقول بسرعة :
" اللي حصل بينا امبارح ده تنسيه تماما ... انتِ فاهمة...؟!"
ابتعدت عنه وقالت بعصبية مكتومة :
" يعني ايه أنساه ...؟! انت فاكر الموضوع بالسهولة دي ...؟!"
" مرام ... للمرة الألف ... متتجاوزيش حدودك معايا .."
قالها بنبرة محذرة لتقول :
" انا مبتجاوزش حدودي ...."
" انتِ عايزة ايه مني ...؟!"
سألها بنبرة مشدودة لترد ببساطة وتلقائية :
" عاجبني ... شايفاك رجل مختلف ... شيك ووسيم ... غيور ... جنتل مان ... فيك كل الصفات اللي بحبها ..."
ثم ما لبثت ان حركت إصبعها على رقبته وهي تكمل بلهجة مغوية :
" والأهم من ده انك بتحبني ...."
مسك أصبعها بقوة وقال بنبرة جامدة :
" والكلام ده بناء على ايه...؟!"
أجابته وهي تبتسم بغموض :
" بناء على حاجات كتير أنا وإنت بس اللي عارفينها ..."
صمت لوهلة مصدوما بحديثها وثقتها الزائدة ليجد نفسه يصفق بيديه قبل ان يهتف بها بتهكم :
" برافو ... حقيقي برافو ... عندك خيال واسع ماشاءالله عليه ..."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
لم تبالِ بكلماته وهي تهتف به بنفس الثقة :
" هنشوف .. بكره بنفسك هتجي وتعترف بنفسك إنوا كلامي ده صح و صح جدا كمان ...."
ثم خرجت مسرعة من المكان ليجلس هو على المكتب ويلعن حظه العاثر الذي أوقعه معها وهي التي باتت نسخة مختلفة تماما عن تلك التي عرفها في سنوات مراهقتها و بداية شبابها ...
...............................................................
خرجت منى من الحمام بعد وقت طويل قضته في الداخل حيث اخذت حماما دافئا حاولت من خلاله ان تزيل القليل من همومها وإرهاقها ...
تحركت نحو خزانة الملابس لترتدي شيئا مناسبا حينما لمحت مصطفى يقف في الشرفة ويدخن كعادته ...
تحركت نحو بروب الاستحمام ووقفت بجانبه قائلة :
" انت كويس ...؟!"
التفت نحوها واومأ برأسه دون ان يتحدث لتردف بعصبية كبيرة :
" ممكن افهم فيه ايه ...؟!"
" مالك يا منى ...؟! حصل ايه ...؟!"
قالها ببرود أغاظها لتهتف به بجنون :
" فيه انك متغير من ساعة ما جت ... تصرفاتك كلها مش طبيعية ... معايا ومش معايا ...."
" منى انتِ تجننتي..."
قالها وهو يلج الى داخل الجناح لتذهب خلفه وتقول :
" انا متجنننتش يا مصطفى ... انا بتكلم بجد .... انت عاوز توصل لإيه بِالضبط ...؟! لو لسه بتحبها روحلها ..."
التفت نحوها وقال بغضب كبير :
" لا انتي اتجننتي عالآخر ... وبقيتي بتقولي كلام مش طبيعي ..."
" هو الطبيعي انك هاملني طول الوقت ومش بنتكلم ولا بتقعد معايا... ولا الطبيعي انك ملمستنيش من يوم جوازنا ..."
قالها بحزن مكتوم ليصمت للحظات محاولا استيعاب كلامها قبل ان يكمل بتهكم قتلها :
" قولي كده ... انتي مدايقة عشان منمتش معاكي ..؟!"
رمقته بنظرات متسعة غير مستوعبة لما يقوله قبل ان تهتف بمرارة :
" هو ده تفسيرك لكلامي ..."
هدر بها بصوت عالي :
" مهو مفيش تفسير تاني ... عايزاني انام معاكي ... هنام ..."
أحاطها من ذراعيها ودفعها نحو السرير ثم اقترب منها محاولا تقبيلها لتدفعه بقوة وهي تصرخ به :
" ابعد عني ... "
صفعها بقوة وقال :
" انتِ تجننتي ... بترفضيني كمان .....؟!"
ثم ما لبث ان بدأ يحاول خلع الروب عنها وهي تقاومه بشدة بلا فائدة ...
.................................................................
خرج مالك من مكتبه واتجه الى سكرتيره ليخبرها قائلا :
" مروة ... دي ملفات الصفقة الاخيرة ... راجعيها كويس ..."
اومأت مروة برأسها وقالت :
" حاضر يا فندم ... "
توجه مالك بعدها خارج الشركة ذاهبا الى موقع العمل ...
هناك وجد سهيلة تعمل مع العمال ليتقدم نحوها ويقول :
" ازيك يا سهيلة ...؟! عاملة ايه ...؟!"
اجابته وهي تبتسم بخجل :
" بخير الحمدُ لله ...."
" اخبار الشغل ايه معاكي ..؟!"
سألها محاولا فتح مجال للحديث معها لتتنهد وتجيب :
" كويس جدا ...."
" لو احتجتي اي حاجة بلغيني ..."
تعجبت مما قاله لكنها اومأت برأسها دون أن ترد ليتحرك بعدها نحو العمال محاولا التحدث معهم بشأن أمور العمل ....
انتهى من التحدث معهم ومشاهدة عملهم ليتجه خارج الموقع حينما سمع سهيلة تتحدث في الهاتف وهي تقول بخوف :
" طب انتي كويسة دلوقتي ...؟! طمنيني عليكي يا منى...؟! انا جاية حالا ..."
اتجه مالك بسرعة نحوها ظنا منه ان هناك شيء ما حدث مع أخيه وزوجته وسألها بسرعة :
" مالهم مصطفى ومنى ...؟!"
أجابته سهيلة والدموع تلمع داخل مقلتيها :
" مش عارفة ... هي كلمتني بتعيط وبتقولي تعالي خديني من الفندق حالا ..."
شعر مالك بالخوف هو الاخر فقال :
" طب يلا بينا نروح نشوف فيه ايه ..."
لتتحرك منى بسرعة معه ...
........................................................ .....
اغلقت مرام الهاتف وهي تزفر أنفاسها بضيق ... لقد علمت من المخبر السري خاصتها انه ذهب مع تلك المدعوة سهيلة الى احد الفنادق الشهيرة ...
اخذت تفكر بما يمكن أن يجمعهما سويا ... لماذا يأخذها مالك معه ...؟!
في نفس الوقت دلفت السكرتيرة الى الداخل وقالت :
" مرام هانم ممكن اخد من وقتك شوية ...؟!"
اومأت مرام برأسها وقالت :
" اتفضلي يا مروة ..."
جلست مروة امامها ومدت لها يدها بملف قائلة :
" الملف ده فيه كل تفاصيل الصفقة .. تقدري تصوريه ..."
سحبت مرام الملف منها بسرعة وأخذت تقلب فيه قبل ان تقع عيناها على رقم مهم للغاية حفظته عن ظهر قلب ثم اعادت الملف الى مروة وهي تهتف :
" ملوش لزوم أصوره طالما خدت اللي انا عايزاه .."
" مرام هانم انا كده ممكن اخسر شغلي صح ...؟!"
نظرت اليها مرام قليلا ثم قالت بعملية :
" حتى لو خسرتيه ... انتي هتاخدي المقابل ... صح ...؟!"
" بس ..."
قاطعتها مرام :
" بس ايه ...؟! عايزة الشغل والفلوس ... متبقيش طماعة .."
نظرت مروة اليها بعدم اقتناع لكنها قالت اخيرا :
" معاكي حق .."
تابعت رحيلها بوجوم ثم حملت حقيبتها مقررة الرحيل هي الأخرى لتقابل صديقتها …
هناك إلتقت بأسماء صديقتها المقربة منذ أيام الجامعة لترحب الأخيرة بها بشدة قبلما تتبادلان الأحاديث عندما منحتها أسماء معلومات جديدة تخص مالك …
"يعني مالك باشا مقضيها كل يوم مع ست جديدة وجاي يديني مواعظ …"
قالتها مرام بسخرية لتقول أسماء بجدية :-
" سيبك منه وكلميني عنك … إنتي ناوية على إيه معاه …؟! بتخططي لإيه …؟! وآخرك إيه ..؟!"
طالعتها مرام بنظرة باردة قبلما تخبرها بتقرير :-
" أنا محتاجة أقرب منه جدا … أقرب منه لدرجة أبقى عارفة كل اللي بيدور حواليه …"
" وده هيحصل إزاي …؟!"
سألتها أسماء بإهتمام لتجيب مرام بإقرار :-
" الطريقة الوحيدة لده إني إتجوزه وده اللي هيحصل قريب جدا …."
يتبع
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
في احد الفنادق الراقية ...
كانت منى تجلس على السرير تبكي بصمت وبجانبها توجد حقيبة كبيرة تحتوي على ملابسها ...
سمعت صوت طرقات على باب غرفتها فكفكفت دموعها واتجهت مسرعة نحو الباب لتفتحه فوجدت سهيلة أمامها ...
سارعت سهيلة بالدخول وهي تهتف بقلق :
" مالك يا منى ...؟! حصل ايه ...؟!"
انهارت منى باكية بين احضان شقيقتها التي زاد قلقها أضعافا بعدما رأت شقيقتها بوضعيتها المنهارة ...
بعد فترة قصيرة توقفت منى عن البكاء وأخذت تحكي لسهيلة عما حدث ...
" اغتصبني ...."
جن جنون سهيلة التي هتفت بعدم تصديق :
" أنتي بتقولي ايه يا منى ....؟!"
أومأت منى برأسها وانخرطت في بكاء مرير مرة أخرى ....
حاولت سهيلة تهدئتها فقالت :
" طب اهدي يا حبيبتي ... اهدي ارجوكي ...."
توقفت منى عن البكاء بينما أكملت سهيلة متسائلة :
" طب هو عمل كده ليه ...؟!"
أجابتها منى :
" عشان رفضته ...."
" وأنتي رفضتيه ليه ...؟!"
صمتت منى ولم ترد لتقول سهيلة بحذر :
" اتكلمي يا منى عشان افهم ..."
سردت لها منى تغير مصطفى الملحوظ منذ قدوم مرام ... إهماله لها وعدم اقترابه منها ثم حكت لها ما حدث بينهما من حوار ...
" الندل الجبان ... بيستقوى عليكي ...."
" انا لا يمكن أعيش معاه بعد اللي عمله ... لا يمكن ..."
قالتها منى بإنهيار لتحتضنها سهيلة وهي تهتف بها :
" متقلقيش انا مش هسمحلك تفضلي معاه بعد كده أصلا ...."
ثم أكملت وهي تنهض من مكانها :
" يلا خلينا نخرج من هنا قبل ميجي ..."
.............................................................
خرجتا كلا من منى وسهيلة من الجناح ليجدا مالك أمامهما ...
لقد نست سهيلة أمره تماما فإقتربت منه واعتذرت قائلة :
" آسفة أتأخرت عليك ...."
أجابها مالك وهو ينظر إلى منى :
" ولا يهمك ... ازيك يا منى....؟!"
لم تجبه منى فقالت سهيلة نيابة عنها :
" منى تعبانه ... احنا هنروح البيت فورا ...."
" بيت مين ...؟!"
سألها مالك لتجيبه سهيلة بجدية :
" بيتنا ...."
الا ان مالك عارضها بسرعة :
" مينفعش مكان منى فبيتنا ...."
" انا لا يمكن اروح هناك بعد اللي حصل ..."
قالتها منى بإصرار وخوف ليسأل مالك :
" هو ايه اللي حصل ...؟! مصطفى عملك ايه يا منى ...؟!"
نظرت منى إلى سهيلة بحذر لتهز سهيلة كتفيها وتقول بسلاسة :
" خليه يعرف ... هو اخوه الكبير ... ولازم يعرف عمايل اخوه ..."
شعر مالك بالقلق فسألها :
" اتكلمي يا آنسة سهيلة... حصل ايه ..؟!"
تنهدت سهيلة وأجابته :
" مصطفى اعتدى على منى .... "
اتسعت عينا مالك بعدم تصديق بينما أخذت سهيلة تشرح له أسباب ما حدث بالتفصيل وسط خجل منى الواضح ...
اعتصر مالك قبضة يده بقوة وقال بغضب مكتوم :
" هو فين دلوقتي ...؟!"
أجابته منى :
" معرفش ...."
أخذ مالك نفسا عميقا وقال :
" انا هتصرف معاه واحاسبه بس أنتي مينفعش يا منى ترجعي بيتكم ...."
قالت منى بإصرار :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" انا لا يمكن اروح معاه واعيش معاه بعد كده ... انا عايزة ارجع بيتنا ..."
حاول مالك تهدئتها فقال :
" اهدي يا منى واسمعيني ... فكري بوالدك ووالدتك وموقفهم ... هيقولوا ايه لما بنتهم ترجعلهم بعد فرحها بيومين ... فكري بيهم ...."
" لما يعرفوا اللي عمله جوزها هيعذروها ويشكروها انها رجعت ليهم ..."
قالتها سهيلة بجدية ليقول مالك :
" غلط ... حتى لو هيعذروها... كلام الناس مش هيرحمها ... أنتي تجي بيتنا يا منى معززة مكرمة ... وأنا هتصرف مع مصطفى ... وهجيبلك حقك منه ...."
نظرت منى إلى سهيلة بعدم اقتناع بينما اكمل مالك بترجي :
" لو رحتي بيتكم دلوقتي هتعقدي الموضوع ... ووالدك ووالدتك هيزعلوا جامد ..."
" بس انا مش هقدر اكمل معاه بعد اللي حصل .... مش هقدر ..."
قالتها منى وقد تجمعت الدموع داخل عينيها ليومأ مالك برأسه متفهما ويقول :
" متكمليش ... بس مينفعش ترجعي بيت اهلك دلوقتي ... كلام الناس مش هيرحمك ... عالاقل استني فترة وبعدين اعملي اللي أنتي عاوزاه ...."
صمتت منى ولم تقل شيئا بينما أشار مالك سهيلة قائلا :
" ولا أنتي ايه رأيك يا آنسة سهيلة ....؟!"
أجابته سهيلة بعد صمت :
" اللي تشوفه منى ... أنا معاها بأي قرار ...."
.................................... ........................
في احد النوادي الليلية ...
دلفت مرام إلى داخل المكان وهي ترتدي فستان احمر قصير يصل إلى منتصف فخذيها ...
تقدمت نحو البار ووقفت بجانب أحدهم بعدما طلبت من النادل ان يصب لها القليل من المشروب ...
التفت الشخص الواقف بجانبها إليها بعدما جذب انتباهه صوتها ليتطلع إليها بإعجاب شديد ...
أخذت مرام الكأس من النادل وبدأت في تناوله دون أن تنظر إليه ...
بينما ظل الشاب ينظر اليها بإنبهار قبل ان يهتف في النادل طالبا منه أن يصب له كأسا اخر من المشروب ...
تناول الكأس من النادل والتفت اليها معرفا عن نفسه :
" شريف ...."
رمقته بنظرات متعالية قبل ان تهتف به بإقتضاب :
" أهلا ...."
" مش هتعرفيني عن نفسك ....؟!"
سألها بترقب لتزفر نفسا قويا قبل ان تلتفت نحوه وتهتف معرفة عن نفسها :
" مرام ...."
ابتسم ملأ فمه وقال بإعجاب :
" إسمك حلو أوي يا مرام ...."
منحته ابتسامة خافتة بينما اكمل هو مشيرا إلى حلبة الرقص :
" ترقصي .....؟!"
نظرت إلى حلبة الرقص بتردد لتجده يسحبها من مكانها ويتجه بها إلى هناك ويبدأ في مراقصتها بحرفية جعلتها تستجاب له وتبادله رقصه بحرفية مماثلة ....
انتهيا من رقصتهما أخيرا ليتجها إلى احدى الطاولات ويجلسا عليها ....
وجدته يهتف بها قائلا :
" رقصك حلو اووي ....."
شكرته بخفوت :
" ميرسي ...."
منحها ابتسامة جذابة قبل ان يقول فجأة :
" أنتي بتدرسي ولا بتشتغلي ولا ايه بالضبط ...؟!"
أجابته وهي تهز كتفيها :
" بدرس ....."
" بتدرسي ايه ...؟!"
أجابته :
" إدارة أعمال ... بدرس إدارة أعمال ...."
" حلو ... انا بردوا درست إدارة أعمال ... وحاليا بشتغل فشركة والدي ...."
" بجد ...؟! هو والدك رجل أعمال ...؟!"
سألته متحفزة ليومأ برأسه وهو يجيبها :
" ايوه ... اسمه كمال العقيلي .... سمعتي عنه قبل كده ...؟!"
أجابته بلا مبالاة :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
" لا معرفوش ...."
نهضت من مكانها فجأة وقالت :
" انا لازم اروح دلوقتي ...."
نهض بدوره من مكانه وقال :
" استني أوصلك ..."
لكنها عارضته بسرعة :
" معايا عربيتي ...."
" طب هتواصل معاكي ازاي ...؟!"
سألها بلهفة فشل في إخفائها لترد وهي تغمز له بعبث :
" سيبها للصدفة ..."
ثم تحركت مبتعدة عنه تاركة إياه يتابع اثرها بإحباط ...
.............................................
عادت مرام إلى منزل خالتها متأخرة ... كان الجميع نائما حينما دلفت إلى المنزل .... اتجهت نحو غرفتها وأغلقت الباب خلفها ثم هبطت بجسدها على السرير وأغمضت عينيها للحظات محاولة منها ان تستكين قليلا ...
وبينما هي تفعل هذا رن هاتفها لتزفر أنفاسها بضيق فحتى لحظات الراحة القليلة لم تفلح بالحصول عليها ...
حملت هاتفها لتجد المتصل احد رجالها الذي كلفته بمراقبة مالك ...
أجابت على الاتصال فورا لتستمع منه وتتعرف على اخر تحركاته ...
أخبرها انه موجود على اليخت الخاص به لوحده ويبدو انه سيقضي الليلة هناك ...
اغلقت الهاتف بعدما اخبرها بباقي تحركاته طوال اليوم ...
ابتسمت بشيء من السعادة وهي تحمل حقيبتها وهاتفها وتتجه خارج المنزل ...
وهناك على اليخت الخاص به وجدت نفسها أمامه وجها لوجه وابتسامة مغوية تعلو شفتيها وصدمة حقيقية مرتسمة على ملامح وجهه التي لم تستوعب وجودها بعد ...
فمالذي أتى بها هنا ...؟!
**
وجدها أمامه ... كحورية خرجت من احدى قصص الأميرات الخيالية ... ترتدي فستانا احمرا مثيرا ... تشع انوثة ودلالا ...
اقتربت منه وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها المغوية وقالت بدلال ورقة بينما تضع يدها على صدره :
" العصفورة قالتلي انك هنا ... قلت اجي اشوفك ..."
نظر لها بجمود ثم قال :
" ايه اللي جابك دلوقتي يا مرام ...؟!"
أجابته بنفس الدلال :
" منا لسه قايلالك .. عرفت انك هنا فقلت اجي اشوفك ..."
" وجاية تشوفيني ليه ... ؟!"
سألها بضيق واضح من اقتحامها خلوته لتجيب بلا مبالاة لضيقه :
" وحشتني ..."
ثم سارت الى داخل اليخت ليلحقها ... جلست على الاريكة بإسترخاء وكأن المكان مكانها ثم قالت بإعجاب بينما تقدم هو منها :
" حقيقي المكان جميل اووي ... زوقك رائع .."
" ميرسي ..."
شكرها ببرود لتقول وهي تشير الى الفراغ جانبها :
" مش هتقعد ..."
جلس بجانبها واضعا قدما فوق الاخرى لتقول بنبرة وديعة :
" عندك حاجة تتشرب ...؟!"
نهض من مكانه واتجه نحو الثلاجة واخرج منها عصيرا وضعه في كأس وقدمه لها ...
تناولت العصير منه وارتشفت بضع قطرات قبل ان تقول بإبتسامة :
" تعرف انك بتبقى وسيم اووي وانت مكشر ...."
نظر اليها بصمت لتنهض من مكانها بعدما وضعت العصير على الطاولة ... اقتربت منه وقالت بتنهيدة حارة :
" هتتعبني كتير ...؟!"
" عايزة ايه ..؟!"
سألها وقد بدأ صبره ينفذ لتجيبه بمراوغة :
" عايزة اعرف شعورك ناحيتي .."
توقفت لوهلة قبلما تسأل بخفوت :-
" لسه بتحبني زي زمان ولا …."
انتفض من مكانه كمن لدغه عقرب ليهتف بإنفعال :-
"إنتي جبتي الكلام ده منين …."
نهضت بدورها تقابله بتحدي :-
" تنكر إنوا صحيح …."
التحدي في عينيها إستفزه فقال غير ناكرا تلك الحقيقة
التي ماتت منذ زمن كما ماتت معها أشياء كثيرة :-
" أيوه كنت بحبك زمان بس الكلام ده بقى قديم …."
أوقفته وهي تسأله فجأة :-
" إتجوزت غادة ليه طالما بتحبني …؟! "
توقفت لوهلة تتأمله ببغض وهي تضيف بكراهية لهذا الرجل الذي دمر حياتها وحياة شقيقتها :-
" يعني إتجوزتها وإنت عارف إنها مبتحبكش وبتحب غيرك وفوق كل ده كنت بتحب أختها اللي هي أنا …."
" قلتلك ده كان ماضي وأنا بعد جوازي منها أخلصت ليها عكسها هي …"
" بس هي أخلصت ليك بردوا…."
صاح منتفضا بعصبية شديدة :-
" انتي لسه مصرة …؟! "
سارت نحوه تقابله في وقفته …
بالكاد تبعد عنه خطوتين …
" أيوه مصرة ومش هرتاح لحد ما أثبت برائتها قدامك وقدام الكل …"
عقد ساعديه أمام صدره يهتف هازئا :-
" وبعدها تنتقمي مني صح …؟! "
"بعدها هقتلك يا مالك زي ما قتلتها …."
وفي تلك اللحظة نظرة عينيها أخبرته بأنها تعني ما تقوله حقا…
يتبع