رواية زعيم قلبي من الفصل الاول للاخير بقلم شيماء سعيد
رواية زعيم قلبي من الفصل الاول للاخير هي رواية من كتابة شيماء سعيد رواية زعيم قلبي من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية زعيم قلبي من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية زعيم قلبي من الفصل الاول للاخير
رواية زعيم قلبي من الفصل الاول للاخير
بمنزل راقي به لمحة من التراث رغم بساطته بعروس البحر المتوسط، مكون من طابقين الأول به محلات والثاني خاص بصاحبة المنزل، به شقة كبيرة مكونة من خمس غرف ومطبخ كبير ومرحاض بحجم غرفة...
على أغنية أم كلثوم "أنت خلتني أعيش الحب واياك ألف حب" بدأت السيدة ثريا إعداد وجبة الإفطار في السادسة صباحا قبل موعد ذهابها للمدرسة، وضعت الطعام على المائدة وأردفت بنبرة مرتفعة بعض الشيء :
_ عطر يلا أدخلي صحي الهانم عايزين نفطر..
خرجت عطر من المرحاض وهي تربط رأسها بقطعة سميكة من القماش قائلة :
_ البرد تقيل عليا أوي ومش قادرة أفرهد نفسي مع الست هادية.
رفعت ثريا حاجبها ساخرة من أصغر بناتها، بارعة عطر بتمثيل المرض حتى تهرب به من مصائبها، رفعت سكينة الطعام الصغيرة مشيرة للأخري بالاقتراب قائلة :
_ والبرد ده جالك فجأة كدة، والا عشان باقي على فرحك أسبوع؟!..
بلعت عطر ريقها بتوتر من نظرات والدتها الثاقبة وفرت من أمها بسرعة البرق وهي تزيح عن رأسها قطعة القماش مردفة :
_ خمس دقايق وهنكون عندك يا ماما أنا ورايا كلية ولازم أفطر..
أجابتها ثريا بقوة وهي تجلس على أحد مقاعد السفرة مردفة :
_ طلعي من دماغك ابن أبو الدهب يا بنت بطني وارضي بنصيبك..
أغلقت عطر الباب خلفها بقوة، تبقى أسبوع واحد فقط على تنفيذ حكم الإعدام الذي حكمت به والدتها، رأت هادية مثل عادتها تقف أمام المرايا تتأمل بجمالها الساحر وتغازل نفسها بكل ما لذ وطاب، جزت عطر على أسنانها مردفة بغيظ :
_ أنتِ مالك باردة ومستفزة كده ليه، مش الأولى تقفي جانبي وتوقفي المهزلة اللي ماما عايزة تعملها دي..
تركت هادية الروج من بين أصابعها ودارت بوجهها لشقيقتها الصغرى مخرجة تنهيدة طويلة من أعماق صدرها قبل أن تقول :
_ هو أنتِ خليتي قدام ماما حلول تانية بعد عمايلك السودة، نوح أبو الدهب الكل عارف إنه مطلق مرتين ده غير إن أخوه مطلق أختك وأكبر منك وفوق كل ده جنابك مقفوشة معاه في السطح من أمك بدل المرة اتنين، احمدي ربنا إنها جات على قد جوازك من حسن واحدة غير ماما كانت غسلت عارها بايدها..
شهقت عطر مردفة :
_ عار إيه يا متخلفة أنتِ إحنا كنا بنتكلم مع بعض عادي، وبعدين أنا بحبه ومتأكدة من حبه ليا، اتقدم لأمك بدل المرة عشرة ومفيش فايدة..
ردت عليها هادية ساخرة :
_ مش كفاية اللي حصل في فيروز هتبقى أنتِ كمان متعلم عليكي من عيال أبو الدهب كدة كتير أنا رايحة أفطر..
تركتها بمفردها وخرجت لتلقي عطر بنفسها على الفراش بقلة حيلة، ظلت صامته لعدة ثواني قبل أن تسمع باب الشقة يفتح وتدلف فيروز بعد نهاية عملها فهي كانت تعمل بالمساء بأحد المشافي الخاصة..
دلفت إليها فيروز مردفة بابتسامة حنونة :
_ الصغنن قاعد حزين لوحده ومش بيفطر ليه؟!..
_ ماليش نفس مفيش حد في البيت ده كله حاسس بيا، حرام عليكم أنا مش عايزة أتجوز غير نوح..
جلست فيروز بجوارها على الفراش وحركت يدها على ظهر الأخرى بحنان قائلة :
_ أنتِ لسة صغيرة ومش فاهمة الدنيا يا عطر بس نصيحة مني ارضي بنصيبك، لو نوح ده بيحبك بجد زي ما بتقولي ومش بيلعب بيكي هيعمل المستحيل عشان تبقي على إسمه..
رفعت عطر عينيها لها بالكثير من الأمل مردفة :
_ تفتكري يا فيروز؟!..
_ أيوة طبعاً يلا نفطر بقى قبل ما ماما تقيم علينا الحد وربنا هيحلها من عنده..
_ يلا...
_______ شيماء سعيد _______
على بعد مسافة صغيرة من منزل أم البنات نجد عمارة أخرى ولكنها أكثر فخامة، من الطراز الحديث بمساحة أربع شقق، ملفتة للأنظار بشكل غريب وأسفلها أكبر سلسلة محلات ذهب بمحافظة الإسكندرية..
بداخل المحل الرئيسي، رفع نوح أبو الدهب ساقيه على سطح مكتبه ثم وضع ساق على الآخر وهو يسمع لأحد رجاله الذي يقول :
_ كله زي ما أمرت يا باشا..
رسمت على ملامحه الوسيمة إبتسامة إجرامية وهو يسأله بنبرة صوته الخشنة بطبقة أكبر من باقي الرجال :
_ وعريس الغفلة أخباره إيه؟!..
رد عليه مرتضى بقوة :
_ لما نخلص اللي حضرتك عايزه هيتحاسب يا باشا، لا عاش ولا كان اللي يرفع عينه في حاجة تخصك..
أومأ إليه نوح برضا تام وقبل أن يرد عليه دلف كمال للمحل بهيبته ووقاره، من يراه يستحيل أن يعطي له عمره أبداً قادر على إيقاع أي أمرأة به من نظرة واحدة، أشار نوح لمرتضى بالانصراف ليختفي بنفس اللحظة، قام من مكانه باحترام لوالده ليجلس محله مردفا :
_ ناوي على إيه يا إبن كمال أنا مش مرتاح لك..
أبتسم نوح إبتسامة ماكرة قبل أن يقول :
_المثل بيقول إبن الوز عوام وأنا بصراحة يا وز مش ناوي أسيب حاجة نفسي فيها لحد مين ما كان..
ضحك كمال ضحكة رنانة مردفا بفخر :
_ صح يا واد طول عمري بقول عليك إبن أبوك، بس عايزك تلعبها صح وعلى الهادي..
غمز إليه نوح وهو يتجه لمحل آخر قائلا بذات المغزى :
_ متخافش يا كبير أنا عامل حساب اللي ليك كويس أوي، هاخد اللي يخصني من غير أضرار..
حرك كمال رأسه بمعنى لا فائدة، ثم أخذ نفس عميق وأخرج هاتفه من جاكيته وقام بإرسال رسالة صغيرة عبر تطبيق الواتساب :
_ عايزك بالليل الساعة 11 تكوني في الشقة...
______ شيماء سعيد ______
بمنطقة المعادي بشقة من الطراز الحديث استيقظ خاطر أبو الدهب، الإبن الأصغر والنسخة الحقيقية من والده، تلك العائلة يمكن أن نطلق عليها لقب أسوأ عائلة على وجه الأرض، نظر أمامه بضجر وهو يزيح كف زوجته السرية بعيداً عنه مردفا :
_ جرى إيه يا نوسة أنا بدأت أفصل منك، قولتلك تخفي من وشي لحد ما أصحى بمزاجي..
رفعت له حاجبها وهي تعود خطوة للخلف مبتعدة عن الفراش مردفة :
_ وأنا عملت إيه بس يا سي خاطر، ده نوح باشا برة..
أنتفض خاطر من فوق الفراش بالقليل من التوتر وسحب ملابسه من الدولاب وهو يشير إليها على باب الغرفة قائلا :
_ أطلعي أعملي لنا فطار وبعدها أياكي تخرج من الأوضة فاهمة..
أومأت إليه بابتسامة واسعة وخرجت، بعد دقيقة دلف لغرفة الصالون ليجد نوح ينام على الاريكة بكل أريحية وكأنه بمنزله، جلس خاطر على المقعد المقابل إليه ثم قال بسخرية :
_ معلش لو هقلق منامك يا باشا بس أنت هنا بتعمل إيه؟!..
تكاسل نوح عدة مرات ثم أعتدل بجلسته ورد علي أخيه ببرود :
_ قول للبنت المعفنة دي تشوف لها مكان تاني تقعد فيه الفترة الجاية، الشقة تلزمني..
رفع حاجبه بسخرية وسأله :
_ من أمتا ليك في الجواز اللي في السر، ده أنا ياما قولتلك تفرفش عن نفسك شوية بعد ما طلقت جوز المعيز اللي كانوا معاك..
رفع نوح رأسه بكبرياء وهو يضع ساقا على الآخر قائلا ببساطة :
_ لأ اطمن يا حبيب أخوك المرة دي من غير جواز خالص..
أنتفض خاطر بفزع، من المحتمل إن يكون ينقصهم هم ووالدهم الكثير والكثير من التربية والأخلاق ولكن لكل شيء خطوط حمراء، تحدث بأعين غير مصدقة :
_ لأ عندك يا نوح كله إلا الحرام مالناش فيه، عايز واحدة أتجوزها ولما تزهق قولها مع السلامة غير كدة لأ يا إبن الحاج كمال..
رد عليه نوح ساخرا :
_ يعني كدة هيبقى حلال وبعدين حاج إيه ده أبوك معملش باي باي للكعبة من بعيد..
_ يمكن احنا غلط بس غلط عن غلط يفرق..
قام نوح من على الأريكة بنفس اللحظة التي دلفت بها نوسة بالافطار ليأخذ قطعة من الجبن مجيبا قبل أن يذهب :
_ نفذ اللي بقولك عليه يا خاطر عايز على آخر الأسبوع الشقة تبقى فاضية..
_ آخر الأسبوع؟!.. يبقى الموضوع فيه عطر بنت ثريا، ناوي على ايه؟!..
ألقى عليه نظرة خبيثة وقال :
_ناوي أعمل فضيحة طالما الأصول مش جايبة نتيجة..
______ شيماء سعيد _______
مر الأسبوع سريعاً وأتى اليوم الموعود، حفل كتب كتاب عطر بأجواء عائلية بسيطة بين أهل الحي وبعدها من المفترض تذهب مع زوجها لعش الزوجية، ارتدت فستانا من الستان باللون الأبيض وخرجت بيد والدتها وخلفهما فيروز وهادية، أزالت دمعتها سريعاً قبل أن يراها أحد ولكن رأتها ثريا التي أردفت من بين أسنانها :
_ افردي بوزك ده أنتِ عروسة مش محكوم عليكي بالإعدام..
ابتسمت إبتسامة ساخرة على حديث والدتها التي تتحدث ببساطة وكأنها لم تحكم عليها بالإعدام بالفعل، أرتفعت دقات قلبها أكثر وأكثر مع كل خطوة تقترب بها من زوجها المستقبلي الذي يضحك بسعادة، ضغطت على كفيها وهي تجلس على الأريكة بجواره وتهمس لنفسها :
_ أنت فين يا نوح الحقني..
تقريباً كان يسمعها ووصل بنفس اللحظة ومعه جيش من الرجال، اقتحم البيت بطريقة هجومية، صدم الجميع من هيئة إبن أبو دهب، يقف أمام الجميع عاري الصدر لا يرتدي غير بنطلون من الجينز، اقترب منها بخطوات واثقة وسحبها من بين يدي والدتها مشيراً للمأذون بالرحيل قائلا :
_ بالسلامة أنت يا شيخنا. معندناش حد للجواز..
فر الرجل سريعاً كأنه يهرب من الموت وقفت أمامه ثريا بقوة مردفة :
_ مشيت المأذون ليه يا إبن أبو الدهب؟!.. عطر مش هتبقى على إسمك لو مسكت نجوم السما..
شهقت عطر برعب وهي تحمل مثل شوال البطاطس على ظهره ورجاله تمنع أي شخص من بالاقتراب، وصل بها لباب المنزل وهي تصرخ بكل قوتها ليضربها على ظهرها مردفا :
_ بس يا بت كفاية صداع..
صرخت ثريا :
_ نزل البنت رايح بيها على فين..
_ طلبت الحلال قولتي لأ دلوقتي بنتك معايا وفي الحرام يا أبلة ثريا..
بفيلا راقية خرج صوت ضحكات رجولية رنانة من غرفة المكتب الجالس بها الابن الأكبر لكمال أبو الدهب " فريد" مع شقيقه " خاطر"..للحق فريد وسيم جداً وجذاب بطريقة مدهشة، لديه شخصية رجولية مميزة تجعله مثل المغناطيس، ألقى القلم من يده وهو يضحك على ما فعله نوح، حرك خاطر رأسه بجنون قائلا :
_ أنت بتضحك على إيه يا جدع أنت، الواد أخد البت من نص فرحها ورفض يكتب عليها كمان وأنت وأبوك كأنكم جوا مسرحية ضحك بس..
توقف فريد عن الضحك وغمز لأخيه قائلا :
_ فخور بأخويا يا جدع ده عمل اللي محدش فينا قدر يعمله..
جز خاطر على أسنانه قبل أن يرد عليه بسخرية :
_ هو في زيك رسمت الحب واتجوزت وفي الآخر طلقتها واتجوزت غيرها ده أنت جبروت يا راجل..
أختفت إبتسامته من على وجهه ليعلم خاطر أنه تحدث عن أكثر ما يريد شقيقه الهروب منه، أخرج فريد تنهيدة طويلة، ذكرياته معها سارت أمام عينيه مثل شريط السينما، كل لحظة كانت بين أحضانه، كل لحظة ابتسمت له بها، وها هي لحظة النهاية أتت بذاكرته من جديد، طلقها لأنها تعوق مستقبله كطبيب..
تحدث خاطر بأسف :
_ فريد أنا مكنتش أقصد..
تنهد فريد وقال ببساطة :
_ لأ عادي، فيروز كانت كتير عليا ربنا يوفقها، قوم خلينا نتصرف في المصيبة اللي عملها أخوك العاقل..
_____ شيماء سعيد ______
ترك خاطر بالسيارة وصعد هو لغرفة نومه لكي يبدل ملابسه، رآها تجلس على الفراش بهدوء تنتظره، ألقى عليها نظرة ساخرة واتجه لغرفة الملابس، قامت من فوق الفراش وذهبت خلفه بخطوات سريعة وللمرة الثانية يتجاهل وجودها لتصرخ بعصبية :
_ اللي أنا سمعته ده صح؟!..
خرجت منه ضحكة عالية قبل أن يرد عليها وهو يختار بذلته :
_ بذمتك مش عيب لما تبقي هالة هانم صفوان ورامية ودنك معايا أنا وأخويا، ده عيب في حقك..
حبها له أكثر شيء قلل منها وأفقدها قيمتها، تعبت من غرام هي فقط من تدفع ثمنه وهو يشاهد ويأخذ، وضعت كفها على كفه برجاء :
_ بلاش تروح هناك يا فريد، تقدر تقابل إخواتك في أي مكان إلا هناك..
اقترب منهاورفع أحد أصابعه ليجذب خصلة كبيرة من خصلاتها السوداء هامسا :
_ بتعملي كل حاجة عشان تخليني أحبك وأنسى فيروز، بس ده مش هيحصل طول ما أنتِ نسخة منها حتى شعرك الأصفر اللي غيرتي لونه..
حركت رأسها مردفة برجاء :
_ أنا متقبلة تشوفني فيها بس تبعد عنها يا فريد أرجوك..
حملها فجأة لتتعلق برقبته وسندت رأسها على صدره مغلقة عينيها بخوف، أخذها بخطوات هادئة وخرج بها لغرفة النوم ثم وضعها على الفراش قائلا :
_ لو كانت تلزمني مكنتش أتجوزتك عليها، ولو كنت باقي عليها كنت خليتها على ذمتي حتى لو غصب عنها، أنا شبعت من فيروز يا هالة ريحي قلبك..
سألته بتردد :
_ وأنا هتشبع مني أمتا يا فريد؟!.
_ لما أوصل للمرحلة دي هتأخدي ورقتك يا روحي لا تقلقي..
تركها على الفراش وأخذ هاتفه المحمول ومفاتيحه الخاصة ثم ارتدى جاكيت البذلة ملقيا لها قبلة بالهواء، رن عليه خاطر بعد شعوره بالملل ليقول :
_ سلام يا روحي، نامي بقى لحد ما أرجع لك..
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل بعيد عن الحي.. خاص بكمال أبو الدهب..
استيقظ بضجر على صوت جرس الباب، أخرج تنهيدة طويلة وهو يعلم المعركة التي تنتظره على باب المنزل، تناول كوب الماء الموضوع بجوار الفراش على دفعة واحدة وانحنى ليأخذ بنطلونه الملقى على أرضية الغرفة مردفا بمرح :
_ يااا على الصداع اللي هيحصل دلوقتي..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أخذ نفسا عميقا ليأخذ القليل من الطاقة قبل أن يفتح الباب، وكما توقع وجدها أمامه بطلتها القادرة دائماً على سحب أنفاسه من أعماق قلبه، من أول مرة دلفت بها الحي الخاص به وبيدها بناتها الثلاثة وضعها برأسه وقرر الحصول عليها، وبالفعل حصل عليها إلا إنها مازالت فرسة لا تقبل الترويض..
دفعته من صدره ليعود للخلف عدة خطوات، رفع يده باستسلام مردفا :
_ اهدي ونتفاهم قلة الأدب مش هتجيب نتيجة خالص..
هذا كثير جداً عليها ألا يكفي ما فعله هو معها؟!.. أغلقت الباب بقوة قبل أن تجذبه من قميصه مردفة بشراسة :
_ بنتي فين يا كمال بدل ما أخرج بروحك وروح عيالك في أيدي..
وضع يديه فوق يديها ورد عليها ببساطة حرقت أعصابها :
_ يا واد يا قادر أنت بدوب في شخصيتك القوية دي يا ثريا..
جزت على أسنانها من الغيظ، كل ما تتمناه أن يرحمها الله ويأخذ كمال أو يأخذها هي، أبتعدت عنه بنفور وهي تتحدث بصوت منهار :
_ بطل لعب بالكلام يا كمال، إبنك أخد البنت من الفرح، الله في سماه لو ما رجعت الليلة لابلغ عنك وعنه..
غمز إليها بمكر مردفا :
_ إخص عليكي بجد يا ثريا يهون عليكي جوزك برضو، ده إحنا حتى إمبارح كانت ليلتنا زي الفل..
ثريا شخصية قوية جداً ولم يقدر عليها رجل أو امرأة إلا هذا المغرور، دارت حول نفسها بجنون ولم تجد أمامها حلول إلا الصريخ بكل قوتها، نظر إليها بذهول واقترب منها بسرعة واضعا يده على شفتيها مردفا :
_ بس الله يخرب بيتك هتعملي ليا فضيحة في نص الليل..
عضت على يده بقوة ليبتعد فقالت بقوة :
_ أنت لسة متعرفش أنا ممكن أعمل إيه، اللي يقرب من بناتي أنا أطلع بروحه في أيدي، عايزك تفضل فاكر إني اتجوزتك في السر غصب عني عشان بس البنات تفضل في أمان يا أبو الرجالة غير كدة لأ..
عاد ثلاث خطوات للخلف ليجد مقعد جلس عليه بكل أريحية قبل أن يرد عليها بنبرة باردة :
_ يا ما قولتلك الواد طالب الحلال قولتي لأ، الموضوع بصراحة خرج من أيدي يا ثريا كل اللي أقدر أعمله أصلي وادعي لها تطلع من تحت أيده سليمه أصله يا قلب أبوه من يوم ما طلق وهو محروم وأنتِ أقول فيكي إيه قلبك من حجر..
لا فائدة من رجل مثل هذا، حركت رأسها بنفس بروده قبل أن ترد عليه وهي تذهب من المنزل :
_ ابقى ادعي لابنك لأن موته هيبقى على أيدي، كله إلا بناتي يا أبن أبو الدهب..
رد عليها بقوة بثت الخوف بداخلها :
_ بنتك في أمان طول ما هي تحت أيد نوح، لما يديها لك اعرفي وقتها إنها نهايتها، وخدي بالك كله إلا ولادي يا ثريا.. مش حلوة في حقك لما بناتك تعرف إن أمهم متجوزة في السر..
_______ شيماء سعيد ______
بمنزل خاطر الذي أخذ نوح عطر إليه...
أغلق باب المنزل عليها بإحكام قبل أن يخلع قميصه بهمجية بعده البنطلون ليبقى بشورت قصير، عادت للخلف برعب حتى وصلت للفراش لتصعد فوقه بجسد مرتجف، أشارت إليه بتحذير تمنعه من الاقتراب ليأخذ الحزام من بنطلونه ويلفه حول يده صارخا بغل :
_ بقى أنا يا بت أدخل ألقى ابن **** أيده في إيدك،و المأذون كان ناوي يكتبك له، أمال أنا إيه يا بت..
حركت رأسها بكل الاتجاهات تحاول البحث عن مخرج وبالنهاية نظرت إليه برجاء وقلة حيلة :
_ والله والله يا نوح من قلة حيلتي، أنا قولتلك بدل المرة ألف الحقني ومكنتش بتعمل حاجة..
ضرب بالحزام على طرف الفراش لتنتفض أكثر، دقات قلبها ترتفع بشكل مريب تشعر أن روحها أوشكت على الخروج:
_ كنتي تيجي عندي وتسيبي الدنيا كلها مش تروحي تلبسي فستان فرح يا بت ثريا..
سقطت دموعها وأشارت إليه بيد مرتجفة :
_ أنا عايزة أمشي من هنا يا نوح..
نظراته الاجرامية أوصلت إليها رسالة واضحة، هي على باب نهايتها، جذبها بقوة لتسقط بين يديه، نيران تأكل أعماق قلبه جعلته يقول :
_ هتمشي بس لما أجيب منك حفيد لعيلة أبو الدهب..
لو على موتها لن يحدث ما يريده، أغلقت عينيها بانهيار تام وهي تشعر بشفتيه تقترب منها، لحظة والثانية وشعرت أنها ضعيفة، عاجزة أمامه، نظرت بطرف عينيها بجانب الفراش وسحبت الفازة وعندما لم تجد أمامها حلول أسقطتها فوق رأسه..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بمنزل ثريا..
ضمت فيروز هادية المنهارة بالبكاء، أخذت نفسا عميقا وأصابعها تسير بين خصلات شقيقتها وهي شاردة بعالم آخر، لعنة أولاد أبو الدهب أصابت عائلتها ولو وضعت اللوم على أحد ستكون هي المذنبة الأولى..
ذهب عقلها ببحر من الذكريات متذكرة ليلة طلاقها..
فلاش باااااك...
سقط جسدها المزين بفستان قصير من الستان الأسود على أرضية الغرفة بين الورود، فكان اليوم عيد زواجها الأول فعلت كل شي ليكن الأمر رائعا خالدا بالذاكرة وبالفعل سيظل خالدا، ألقى عليها جملة ظلت دقيقة كاملة تحاول فهمها :
_ أنتِ طالق..
شعور غريب لم تتخيل بأبشع كوابيسها أن تشعر به، جسدها ينتفض من البرودة رغم حرارة أغسطس من حولها، قلبها يضعف وقدرتها على التنفس تقل مع نغزة سامة بمنتصف صدرها، أطرافها بدأت تفقد شعورها بهم، أمر مرعب غير مفهوم، خرج صوتها مثل الغريق الذي يلفظ جملته الأخيرة :
_ ليه؟!..
كانت إجابته الأصعب، لو لم يحبها يوما وكان يلعب بها هل قلبه أيضا خالي من القليل من الرحمة؟!.. نبرته أهانتها :
_ تقبلي تبقي نمرة اتنين؟!..
حركت رأسها برفض لتلك الفكرة وهي غير واعية لما يحدث حولها ليقول بهدوء :
_ ولا أنا أقلبها عليكي يا فيروز أنتِ بالنسبة ليا أغلى من كدة بكتير، عايزك تنسى السنتين اللي فاتوا من حياتك وتبدأي من جديد، كل حقك هيوصل لك..
تركها وذهب أو ربما يكون فر من المواجهة، ظلت ثلاث ليالي بعد تلك الليلة تجلس كما هي دون طعام أو شراب تدلف للمرحاض وتعود بعدها بمحل جلوسها، على أمل عودته على أمل أن يضمها ويعتذر، فاقت عندما أتت إليها والدتها تأخذها مردفة :
_ أنتِ قاعدة هنا بتعملي إيه إبن أبو الدهب فرحه الليلة..
انتهى الفلاش باااااك..
_ تفتكري عطر هترجع يا فيروز..
خرجت من دوامة ذكرياتها على صوت هادية، تنهدت بتعب مردفة :
_ متخافيش عليها عطر بمية راجل وهترجع..
شهقت هادية بقهر :
_ هما ليه بيعملوا فينا كدة عشان إحنا غلابة من غير راجل الراجل ده وعياله شياطين..
فيروز :
_ نطمن على عطر وهنسيب إسكندرية كلها ليهم ونمشي..
صمتت هادية وهي بداخلها رغبة ترفض الهروب بتلك الطريقة، ترفض الهزيمة والخسارة من تلك العائلة، أغلقت عينيها تحسم قرارها بداخل اللعبة مع الإبن الأصغر ومن هنا ستبدأ حرب من نوع خاص..
_____ شيماء سعيد _____
بمحل وجود عطر ونوح، فزعت من سقوطه أمامها، أمسك برأسه وهو ينظر لها بذهول، كيف للعبته الرقيقة ان تخرج من تحت جناحه وتتجرأ عليه؟!.. اشتد عليه الألم ليغلق عينيه مردفا بتقطع قبل أن يقفد الوعي :
_ نصيحة مني تهربي قبل ما أفوق لك..
انهارت ببحر من الخوف منه وعليه، اقتربت منه بخطوات مترددة لتجلس بجواره على الأرض مردفة ببكاء :
_ نوح فوق أبوس أيدك كل ده من فازة أمال لو رشيت عليك مياة نار هيحصل إيه، فتح عينك أنا خايفة..
ارتخاء جسده أسفلها جعلها تنتفض، جذبت خصلاتها ولم تجد أمامها حلول، نطرت إليه بقلة حيلة قائلة :
_ قوم يا حبيبي أنا من غيرك أموت يا نوح..
ببريق من الأمل سحبت هاتفه الساقط بجواره لتحمله وتقوم بالاتصال على والدتها مردفة :
_ ماما أنا عطر..
قدرت ثريا أخيراً أخذ أنفاسها، ردت عليها بنبرة ملهوفة :
_ أنتِ فين يا قلب أمك قوليلي هكون عندك..
ارتفعت شهقاتها وهي تكتم دماء رأسه بكفها مردفة :
_ نوح بيموت يا ماما أنا ضربته ومش عارفة أعمل إيه..
جاء إليها صوت والدتها القوي وهي تقول :.
_ سبيه واهربي..
حركت رأسها بذهول :
_ مستحيل أسيبه يموت..
أغلقت الخط وقامت بالاتصال على الإسعاف، رغم خوفها من السجن إلا أنه عندها أهم بكثير، ضمته لصدرها وقبلت رأسه عدة مرات هامسة :
_ متخافش يا حبيبي الإسعاف جاية، خليك معايا يا نوح أنا ريحة قلبك زي ما بتقولي على طول...
_____ شيماء سعيد ______
بالحي..
دلف فريد إلى محل والده لأول مرة منذ طلاقه لفيروز، وجد كمال يجلس بهدوء وبيده بعض الحسابات، ابتسم فريد على والده وقال بمرح :
_ ولا كأن في مصيبة بتحصل قاعد على المكتب برنس..
ترك كمال ما بيده وضحك مردفا :
_ أخيراً دخلت المكان هتفضل خايف من بنت ثريا لحد أمتا؟!..
جلس على المقعد المقابل للمكتب وقال :
_ عيب عليك يا كبير هو أنا وش خوف برضو، ها ناوي تعمل إيه في إبنك جلاب المصايب..
أجابه كمال وهو يرتشف فنجان القهوة بلذة :
_ الواد نفسه في البت وأمها دماغها جزمة، يبقى اللي مايجيش باللين ييجي بالشدة، نوح ملوش في الحرام البت هترجع سليمة يضمن وجودها معاه مش أكتر..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
حرك فريد رأسه بمعنى لا فائدة، بعدها نظر بطرف عينه للشارع أمامه، وجدها تسير بخطوات سريعة وكأنها تركض خلف أحد، قام هو الآخر وذهب خلفها ليقول كمال بسخرية :
_ وقال عيب عليك يا كبير، الواد ده واخد قلب أمه مش زيي لأ..
بالخارج وقف فريد أمام فيروز يمنعها من تكملة طريقها، رفعت وجهها إليه ويا ليتها لم تفعل، سنوات حياتها وهي مخدوعة بحب أعمى قلبها عن الحقيقة، أرتفع صدرها وهي تحاول كتم أنفاسها، أما هو كان منبهرا من جمالها الذي يزيد كل يوم، مشتاق للمسة شفتيها، لتمرير يده على جسدها الناعم، ليكن صريحا كان يهرب من رؤيتها وها هو يقف أمامها متلهفا، حلت بعينه من جديد، يريدها ليطفئ تلك النيران التي أشتعلت بجسده، شهر واحد فقط بين أحضانها يرتاح قليلا ويأخذ أكبر قدر من الطاقة وبعدها يعود لحياته وزوجته..
سألها بنبرة حانية :
_ أخبارك إيه يا فيروز..
بداخلها غل لو خرج من قلبها لحرقته، ردت عليه ساخرة :
_ أحسن منك ومن عيلتك كلها..
معذورة لذلك تحدث بهدوء :
_ وحشتيني يا فيروز..
طوال حياتها معه وهي بين يديه مثل قطعة البسكويت يفعل بها ما يشاء، لأول مرة يراها بتلك القوة و الكره، عنيفة هي ولكن كل هذا غير مهم يكفي أنه مستمتع :
_ وحشك قطر لما يلهفك أوعى من طريقي..
مسك كفها سريعاً يمنعها من الذهاب لتنظر إليه بحدة محاولة الإبتعاد عنه، زاد من ضغطه على كفها مردفا بوقاحة :
_ أحلويتي بقيتي شبه الكريم كراميل، وأنا بصراحة بضعف قصاد الحلويات..
_ بطل أسلوبك ده، الجو ده خلاص شبعت منه أبعد من طريقي بدل ما ألم عليك الناس كلها..
بالفعل ابتعد وغمز لها قبل أن يعود لداخل محل والده :
_ فوق الجمال كمان شراسة يا بت الموضوع بنا هيبقى محتاج المطافي... الواحد بدأ يتحمس..
______ شيماء سعيد _____
بغرفة هادية..
أغلقت على نفسها الباب بإحكام وهي تفكر وتفكر حتى جذبت هاتفها من فوق الفراش وبدأت في البحث عن صفحة خاطر الخاصة على الفيسبوك، وجدتها ومن هنا شعرت بالقليل من القلق قبل أن ترسل إليه طلب صداقة..
أغلقت بعدها الهاتف وألقت جسدها على الفراش، أولاد أبو الدهب لابد لهم من لعنة حب تصيبهم كما أصابت فيروز وعطر..
______ شيماء سعيد _____
بمنزل خاطر وصلت سيارة الإسعاف لتحمل نوح، تمسكت عطر بيده أكثر وقالت من بين شهقاتها :
_ عايزة أروح معاه أنا مستحيل أسيبه لوحده..
أومأ إليها الطبيب وسألها بهدوء :
_ هو حصل فيه إيه؟!..
أبتلعت ريقها بخوف، لو قالت الحقيقة ستؤخذ للسجن، أزالت دموعها بطرف أكمامها مردفة بنبرة مترددة :
_ الفازةوقعت على دماغه من غير ما يأخد باله..
نظر الطبيب لهيئتها بشك ورد :
_ طيب يلا..
مرت ساعتان على وجودها معه بقلب المشفى، تجلس على المقعد المقابل للفراش الخاص به تبكي دون حديث، لم تتخيل أن تفعل بحبيبها هذا ولكنها كانت مجبرة، نوح غيرته أعمت قلبه وكان سيصل بها للنهاية، رفعت كفها المترجف وبدأت تمر به على ذقنه بحنان، سقطت دمعة منها على كف يده مردفة :
_ حقك عليا، أو حقي عليك، بصراحة مش عارفة مين فينا اللي مفروض يعتذر من التاني يا نوح بس صدقني أنا مكنش عندي حلول تانية...
تقريبا سمعها، بدأ مفعول المخدر يذهب منه بالتدريج حتى وصل لأرض الواقع مرة أخرى، فتح عينيه ورآها بجواره باكية ليرفع يده ممرا أحد أصابعه على خدها الأحمر المتوهج من انفعالها، همس بتعب :
_ اشششش مش عايز أشوف دموعك انتِ عارفة هي غالية عليا ازاي..
أومأت إليه عدة مرات بابتسامة متلهفة :
_ عارفة عارفة يا حبيبي، سامحني يا نوح بس أنت وقتها وضعك مكنش طبيعي خالص..
ابتسم إليها قائلا بتعب :
_ كنت زي المجنون عايز بس أثبت لنفسي إنك ليا ومش هتكوني لحد تاني، لو حد المفروض يطلب السماح هيبقى أنا يا حبيبتي مش أنتِ..
عضت على شفتيها بخجل مع قوله لكلمة حبيبتي، نوح قادر على أخذ روحها من بين ضلوعها من مجرد كلمة صغيرة تخرج من فمه، تحبه وتعترف أنه نقطة ضعفها الوحيدة، أزالت دموعها سريعاً وقالت :
_ أنا مش زعلانة منك بس خوفت أوي يا نوح، أرجوك مش عايزة أشوف منك الوش ده تاني خليك دايما نوح حبيبي..
ضحك بمرح مردفا :
_ ده وش الغيرة يا قلبي مش عايزة تشوفيه اياكي تثيري غيرتي عليكي..
أومأت إليه بطاعة وقبل ان ترد دق باب الغرفة ليأذن نوح للطارق بالدخول، دلف أحد الضباط مردفا :
_ المستشفى بتقول إن اللي حصل لحضرتك بفعل فاعل، عايزين نفتح محضر لو حابب تتهم حد..
رد نوح بتعب :
_ الآنسة عطر هي اللي عملت كدة وأنا فعلاً عايز أفتح محضر لأني مش هسيب حقي..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بمحل أبو الدهب..
دلفت ثريا وهي لا ترى أمامها، أعصابها منهارة منذ إتصال عطر بها ومعرفتها بالقبض عليها، تلك الحمقاء لو كانت هربت مثلما قالت لها لفرت من براثن تلك العائلة، رآها كمال ليشير للعمال بالخروج وأغلق الباب خلفهم، عاد الي مقعده وأخذ رشفة من فنجان القهوة مردفا :
_ طول عمرك ماشية جنب الحيط ومش بتحبي الفضايح جاية لحد باب المحل كدة عادي ومش عاملة حساب للناس.؟!..
صرخت وهي تجذبه من فوق المقعد من مقدمة ملابسه :
_ عشان بناتي أنا أدخل جهنم يا إبن أبو الدهب، اخلص ويلا بينا على القسم..
رفع حاجبه متعجبا ومعجبا للذاذة تلك المرأة وكلما اقترب منها خطوة يود الغوص بداخلها أكثر وأكثر، وضع يده على يدها ثم وضعهما خلف ظهرها مردفا :
_ عيب في حقي لما ايدك تترفع على رقبتي في المحل، استني لما نروح عشان برستيجي..
رغم جبروته وبروده إلا أن دمعتها أمامه قاتلة، سقطت دمعة مقهورة من عينيها، ونظرت إليه برجاء واضح مردفة :
_ خلي عندك شوية رحمة يا كمال وانا عندي أستعداد أعمل لك أي حاجة بس يلا نروح القسم..
رفع أحد أصابعه وأزال دمعتها، لأول مرة سيقف أمام أحد من أبنائه ومن أجل من؟!.. ثريا.. تنهد بهدوء ثم ابتعد عنها قائلا بقوة :
_هخلي الواد يرجع البت يا ثريا ويتجوزوا قدام الحي كله من غير كلام كتير، أما موضوع القسم ده فأكيد أنا مش هروح معاكي أبلغ عن إبني ولا هسمحلك تعملي كدة..
يحلم، يستحيل أن تبقى معه بنفس المكان، تطمئن على ابنتها وبعدها ستأخذهم وتفر بعيدا، مسحت على وجهها قائلة بتعب :
_ أنا مش عايزة أبلغ عن ابنك يا كمال بس قليل الأصل بلغ عن البت وقال إنها فتحت دماغه، بنتي لو نامت ليلة واحدة في الحجز أنا عندي استعداد أفتح كرشه وكرشك أنت كمان، اللي زيك مكنش ينفع يخلف كان المفروض تتوئد أو ما اتولدت..
صدم من فعلة نوح ولكنه فهمها، ماكر ومكره هذا ورثه منه، ضحك بصوت عالي وهي تسبه دون أن تخشى موقفها، عاد خطوة للخلف مع رؤيته للغدر بداخل عينيها وأشار إليها محذرا :
_ اياكي تقربي مني أنا لحد دلوقتي مش عايز أستخدم معاكي العنف..
ردت بقوة :
_ لأ استخدمه..
عدل من موضع ملابسه ورد بكبرياء وهو يخرج من باب المحل :
_ نحل مشكلة البنت بدل ما تنام على البرش وبعدين نتصرف مع بعض..
____ شيماء سعيد ______
بعد عشرة دقائق نزلت هادية من منزلها، ربما ما تفعله خطأ كبير ولكنها أخذت أول خطوة وانتهى الأمر، مرت بخطوات واثقة من أمام المحل الجالس به خاطر، ألقت عليه نظرة سريعة وابتسامة بها الكثير من الدلال..
أخذ الأخر نفسا متلذذا من رائحة عطرها وقام من مكانه ذاهبا خلفها، مرت من أمام العمارة الخاصة بعائلة أبو الدهب، حدقت بالمكان ساخرة يبدو على المنزل من الخارج كأنه قصر ومن الداخل مقبرة انتهت بها حياة فيروز وعطر..
سقط قلبها أسفل قدميها بفزع وهي تشعر بيد تجذها لداخل عمارة أبو الدهب، كتم خاطر صرختها بيده الأخرى ووضع جسدها بينه وبين الحائط أسفل السلم، حدقت به بفزع وعينيها تدور بالمكان تبحث عن مخرج لها، أما هو كان بعالم آخر أتلك الجميلة كانت أمام عينيه طوال السنوات الماضية وهو يبحث بالخارج، أحمق!! ربما كان أحمقا أما الآن فاهي بين يديه ولن يتركها، أقترب من أذنها لتدلف رائحة عطرها إليه تسكره، لا يصدق أن هذا العطر مجرد مسحوق للغسيل ممزوج برائحة جسدها الناعم، أخذ أكبر قدر من الرائحة هامسا بنعومة :
_ اهدي هشيل أيدي ونتكلم كلمتين وهتمشي مافيش داعي للصريخ والفضايح..
أومأت إليه عدة مرات وهي كل ما تريده الخلاص، سحب كفه لتأخذ نفسها المكتوم براحة، وضعت كفها على صدرها تحاول التحكم بتلك الدقات، لا تصدق أرسلت إليه طلب صداقة الأمس ورفضه اليوم يفعل هذا؟!..
اتسعت ابتسامته مردفا :
_ شاطرة كدة بقى نعرف نتكلم..
أبتلعت ريقها بتوتر وأشارت إليه بالابتعاد قائلة :
_ هو أحنا هنتكلم في إيه حضرتك ميصحش كدة لو سمحت ارجع خطوة لورا..
غمز إليها بمكر قائلا :
_ يا بت أطلعي من دول ده أنتِ عينك هتطلع عليا، وبعدين بدل ما نتكلم على الفيسبوك ما نختصر على بعض الطريق..
اللعنة، كيف لم تفكر بتلك النقطة فهو ابن أبو الدهب كتلة من الوقاحة مثل باقي العائلة الكريمة، رسمت على وجهها التعجب قائلة :
_ إيه اللي حضرتك بتقوله ده، طلب الصداقة ضغطت عليه بالغلط لما طلعت ليا في الاقتراحات، عن إذنك لازم أمشى..
وضع يده على ذراعيها يمنعها من الحركة قائلا بهمجية :
_ مهو كل حاجة حلوة أولها غلطة، هطلق الزفتة اللي على ذمتي ونعيش بقي يا جميل..
تحولت، سقط عن وجهها قناع البراءة، نظر إليها منبهرا بحركة يديها حول خصرها وعينيها التي تحول لونها، ردت عليه من بين أسنانها وقالت :
_ مالك فخور أوي إنك ناقص تربية كدة ليه؟!.. وسع من وشي..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ضحك بلذة، هذا ما كان ينقصه بكل علاقاته المرح، تلك الفتاة لذيذة وكأن ثريا وبناتها عصير كوكتيل ممتعة، وضع يده على يديها مردفا :
_ شكلك غيرانة، بس متخافيش هطلقها وبعدها هلزق فيكي لحد ما نجيب كمال الصغير..
تركها وذهب ، ذهب هو ولعنت نفسها على غبائها، ثواني معدودة وابتسمت بخبث مردفة :
_ طيب وماله ما ده اللي كنت برسم عليه من الأول وهو كتر خيره سهل عليا المشوار أوي، قال عايز كمال الصغير ومش لما كمال الكبير وعياله يتربوا الأول، على أيدي هقطع النسل المعفن ده...
____ شيماء سعيد ______
بقسم الشرطة دلفت ثريا لمكان ابنتها متلهفة لتجد نوح يجلس بالخارج وضعا ساق على الآخر يتابع ما يحدث مثل نشرة الأخبار، أقترب منه كمال مردفا بقلق :
_ إيه اللي عمل في دماغك كدة أنت كويس؟!..
رد نوح ساخرا :
_ كويس ايه بس يا أبو الرجالة البت عملت عليا، فخور بيها أوي تربية أيدي..
ردت عليه ثريا بهجوم :
_ بقى عامل نفسك بتحبها وأنت عايز تحبسها يا بحج..
نظر لوالده ثم لها قبل أن يقول بخبث :
_ ما تلم المدام يا حاج كمال بدل ما البنات يعرفوا ووقتها هيبقى شكلك وحش خالص يا مرات أبويا..
حديثه هزها من الداخل، عاجزة عن قول أي كلمة وهي تعلم جيدا إنه يفعلها، كيف ستقف أمام بناتها وتقول إنها زوجة سرية لكمال أبو الدهب، رمقها كمال بطرف عيناه ولأول مرة ينصرها مردفا بقوة :
_ وعشان هي مراتي فهي في حمايتي يا نوح أتكلم معاها بأدب، ويلا روح اتنازل عن التخلف ده أنت عارف عطر مش هتقدر تقعد هنا ساعة كمان..
أوما إليه الاخر بأحترام وهذا نارد ما يحدث، ثم نظر لثريا قائلا :
_ هنخرج كلنا من هنا بس بشرط صغير خالص..
ردت عليه بنفاذ صبر :
_ ما تخلص بقى أنا مش عارفة إيه اللي بيحصل لبنتي جوا..
_ المأذون على وصول نكتب الكتاب ونعيش مع بعض بالحب والا نجيب عيش وحلاوة؟!..
بعد أقل من ربع ساعة بغرفة الضابط صديق فريد جلس نوح وبالمقابل له كمال والمأذون بالمنتصف لتتم مراسم عقد القرآن بين نوح وعطر، اردف المأذون جملته الشهيرة ليقوم نوح من مكانه بسعادة يضمها إليه مردفا :
_ ألف مبروك يا مدام نوح أبو الدهب..
تفاجأ منها عندما أزاحت يده بعيدا عنها بنفور قبل أن تلقى عليه نظرة مبهمة وتذهب لتقف بجوار والدتها مردفة :
_ مش أنت عملت اللي في دماغك أنا هعمل اللي في دماغي يا أبن أبو الدهب، مش هروح معاك في حتة وخلي الورقة اللي معاك تنفعك..
_ ورقة مين يا بت ده أنا قتيل الدخلة أمشي معايا بالذوق..
لا تنكر خوفها من ملامح وجهه الا إنها وضعت يدها بيد ثريا لتشعر بالأمان والقوة مردفة :
_ مش ماشية..
نظر إليها بخبث قبل أن يأخذها من يد ثريا واضعا أياها فوق ظهره ونظر للضابط صديق شقيقه :
_ الا قولي يا غالي مفيش أوضة فاضية ندخل فيها ونخلي الدخلة ميري..
_ في طبعا.. هو أنا عندي أغلى منك يا نوح..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بعد شهر..
بالمشفى الخاصة بفريد..
كان يقف أمام شرفة مكتبه يتابعها وهي تخرج من الباص الخاص بالأطباء بملامح غاضبة، أخذت تعدل من موضع نظارتها الطبية أكثر من مرة بحركات متوترة، مازالت كما هي تهرب خلف نظارتها عند توترها وغضبها، ابتعد عن الشرفة وهو يضع يديه بداخل جيب بنطاله مردفا :
_ مكنتش عامل حساب الرجوع يا بنت ثريا بس أحلويتي في عنيا من جديد..
عاد ليجلس على مكتبه ثم رفع سماعة الهاتف الأرضي وقام بالاتصال على السكرتير مردفا :
_ في دكتورة إسمها فيروز حمدي مع الدكاترة الجديدة عايزها عندي حالا..
وضع السماعة محلها وبعدها سند ظهره على المقعد بكل أريحية، أغلق عينيه ودار بالمقعد ليعطي ظهره للباب وبدأ يعد واحد.. إثنان.. ثلاث.. ثلاثون.. دلفت هي بخطوات متوترة من مقابلة مديرها الجديد، خائفة من فشلها وهي أخيراً وجدت تلك الفرصة التي بحثت عنها سنوات، أغلقت باب المكتب الزجاجي خلفها واقتربت من المكتب بخطوات بطيئة، انتظرت أي رد فعل منه ولكن بلا فائدة، تنحنحت مردفة بنبرة منخفضة :
_ أنا دكتورة فيروز يا دكتور، بيقولوا حضرتك طلبتني..
توقعت شكل رجل وصل لمركز مدير مشفى بتلك الفخامة بأن يكون قصير القامة، أصلع، لديه بطن كبيرة، ومن المؤكد يكون تخطي السبعين عاما، سقطت تخيلاتها من دوران المقعد وظهور فريد أبو الدهب أمام عينيها.
قابلها بابتسامة مشرقة، لولا خطورة ما يريده لقام الآن وأخذها بين أحضانه، أبتلعت ريقها بذهول مردفة وهي تشير إليه :
_ أنت بتعمل ايه هنا؟!..
أجابها وهو مفتون بجمالها، ليكون صريحا زوجته الحالية أجمل بكثير من فيروز ولكن فيروز ساحرة قادرة على جذبه إليها من نظرة عين :
_ ما أنا المدير هنا المستشفى دي بتاعتي..
صرخت به :
_ لما هي بتاعتك طلبت من دكتور صفوت ليه يجيب لك دكاترة ووافقت على طلب تعييني هنا في المستشفى؟!..
قام من على المقعد وذهب ليقف أمامها، أخذ خصلتها الموضوعة امام وجهها ووضعها خلف أذنها ثم سحب نظارتها بين أصابعه مردفا :
_ قولتلك ألف مرة مش بحب حاجة تحجز عينيك عني..
حاولت جذب النظارة وهي تقول بعصبية :
_ بطل بجاحة وهات النضارة وبعدين أنا سألت سؤال وعايزة عليه إجابة..
وضع النظارة في فتحة قميصه وأشار إليها بخبث :
_ اللي عايز حاجة يمد ايده ياخدها أنا معنديش مانع، اعملي زيي لما حسيت إنك وحشتيني جبت للمستشفى فريق طبي كامل عشان بس تبقى معايا عرفتي طلبتك من صفوت مخصوص ليه؟!..
تفاجأت من رده ورفعت عينيها إليه ثم قالت بذهول :
_ طلبتني عشان وحشتك؟!..
أومأ إليها ببساطة قبل أن يبتسم على ملامحها، يعلمها أكثر من نفسها ويعلم أن الفأر وقع بالمصيدة من جديد، وضع النظارة على وجهها بحنان قائلا :.
_ عايز أردك لعصمتي يا فيروز..
______ شيماء سعيد ______
بنفس التوقيت بداخل منزل كمال..
انتهت ثريا من ارتداء ملابسها ثم خرجت من الغرفة لتجده بداخل المطبخ يقوم بعمل فنجان من القهوة، ألقت عليه نظرة سريعة قبل أن تقول :
_ لازم أمشي دلوقتي الوقت أتأخر..
أخذ الفنجان وقام بوضعه على سفرة المطبخ مقتربا منها، أخذ نفسا عميقا وطبع قبلة هادئة على وجهها هامسا :
_ ماليش مزاج تمشي خليكي في حضني النهاردة..
أزاحته بعيدا عنها، كل لحظة تقضيها معه بهذا المنزل تشعرها بالاختناق، إهانة بشعة تعيش بداخلها مع كل لحظة تمر عليها وهي بين أحضانه، بللت شفتيها بطرف لسانها ثم همست :
_ أنت عارف إنه مش هينفع يا كمال هقول للبنات كنت بايتة فين؟!..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
زفر بضيق من تلك الحالة، هي ليست أول امرأة يتزوجها بتلك الطريقة ولكنها الوحيدة التي تزوجها رغما عنها، الوحيدة التي يرفض تركها رغم مرور أكثر من عامين على هذه الزيجة، عاد خطوة للخلف وضرب الطاولة بكل قوته لتسقط أرضا بكل ما عليها مع فنجان قهوته صارخا :
_ بقولك ايه الطريقة دي مش نافعة لما أقولك عايزك يبقى عايزك ولازم تفضلي، تصرفاتك زي العيلة الصغيرة اللي بتهرب من الإبرة بكل الطرق في إيه يا ثريا؟!...
قوية ثرياولكن أمام هذا الرجل بنظرة واحدة من عينه يسقط قلبها أرضا، ضمت نفسها بخوف قبل أن تعود للخلف عدة خطوات، لاحظها هو ليجذبها سريعا بين يديه حتى لا تفر مثل العادة مردفا بغضب :
_ اياكي تتحركي من مكانك وأنا بتكلم معاكي، بتهربي ليه يا ثريا..
حركت رأسها بكل الاتجاهات حتى لا يرى دموعها إلا أن فات الأوان وانهارت باكية وهي تجيبه بنبرة متقطعة :
_ مش مش ب بهرب بس هقول للبنات أنا هنام فين طيب..
رق لها، رغم عشقه لملامحها البريئة ونبرتها المتوترة، يسعد جداً برؤية رجولته الطاغية عليها، امرأة مثل ثريا وقوفها أمامه بتلك الحالة انتصار عظيم له، ومع ذلك رق، رفض هزيمتها، رفع أحد أصابعه ليزيل دموعها مردفا بحنان :
_ هششش بلاش دموع مش بحب أشوفها، ولو على بناتك محلولة اطلعي مؤتمر أسبوع في أي مكان أو المدرسة تطلع رحلة وهناك هنكون سوا اتفقنا؟!..
حركت رأسها بقلة حيلة قائلة :
_ اتفقنا ممكن أمشي دلوقتي؟!...
تركها وعاد لإعداد فنجان قهوة جديد قائلا :
_ مع السلامة يا بيبي..
_____ شيماء سعيد _____
بالشارع..
مرت عطر من أمام محل أبو الدهب وهي عائدة من كليتها، نظرت لنوح الجالس على مكتبه بطرف عينيها وأبتعدت عن المكان بخطوات سريعة، أخذت نفسها براحة بعدما ضمنت عدم رؤيته لها، عشقها لنوح أصبح مثل اللعنة لا تعلم كيف تعيش بداخلها أو كيف تخرج منها..
دلفت لمنزلها ورفعت حاجبها بدهشة من هدوء المكان، قالت بصوت مرتفع :
_ ماما يا عيال أنتوا روحتوا فين؟!.. الله معقولة لسة محدش رجع، بس البت هادية مفيش عندها خروجات النهاردة راحت فين؟!...
دق باب المنزل لتبتسم بسخرية مردفة :
_ يا ريت كنت جبت سيرة مليون جنيه أهي جات، استني يا عبيطة أنا جاية أهو..
ألقت شنطتها على الأريكة الموضوعة بجوار المطبخ وفتحت باب المنزل، تجمدت مكانها بخوف وهي ترى نوح يقف بطلة كانت تخطف قلبها والآن تشعرها باقتراب الخطر، جاءت لتغلق الباب ليضع هو ساقه بحركة سريعة ثم دفعها للداخل وأغلق الباب عليهما مردفا :
_ شهر كامل مش عارف أتلم عليكي وأنتِ حلالي، أعمل فيكي إيه؟!..
عادت للخلف مردفة بتوتر :
_ امشي من هنا لو سمحت يا نوح أنا مش حابة أتكلم كفاية اللي حصل لحد كدة، ماما قربت تيجي وأنا والله مش عايزة مشاكل زيادة..
ضربها بخفة على رأسها بيد وبالاخري سحبها من خصرها لتثبت أمامه مردفا بسخرية :
_ ماما مين يا بت ما تظبطي كدة، الحاجة مش فاضية وراها شغل مهم خلينا في حالنا احنا...
نظرت إليه نظرة حزينة، عيناها قادرة على ارسال العتاب إليه أسرع من لسانها، وجعها كثيرا بالفترة الماضية حتى لو فعل ذلك من أجلها، عضت على شفتيها قائلة :
_ وهو فين حالنا ده اتكتب كتابنا في قسم البوليس وكنت عايز تدخل عليا من غير فرح زي باقي البنات، أنا طلعت قليلة في نظرك أوي يا نوح..
رأي دمعتها وهذا ما يكره رؤيته وضع قبلة حنونة على شفتيها ثم قبل عينيها هامسا :
_ أنتِ ست الكل في نظري والبنت الوحيدة اللي جوا قلبي، عملت كدة عشان أمك مجنونة وكنت عايز أضمن وجودك معايا، هعملك فرح اسكندرية كلها هتتكلم عليه لسنين قدام بس أضمنك يا بت..
تاهت معه بسحر حديثه المعسول ونظراته الحانية، قدر بكلمات بسيطة اقناعها بوجهة نظره، وبالفعل أرسلت إليه ابتسامة لذيذة تعبر عن ميول قلبها ثم ردت :
_ ما أنا دلوقتي مراتك يا نوح عايز ضمان أكتر من كدة إيه؟!...
رفع وجهها إليه بطرف أحد أصابعه وعينيه مركزة على شفتيها المهلكة بالنسبة له، أجابها بخبث :
_ كل ده على الورق وأمك فى أي لحظة ممكن ترجع في كلامها، أنا عايزك يا عطر وأوعدك هعملك الفرح اللي نفسك فيه بس سيبي قلبك يحركك اللحظة دي..
أومأت إليه وهي مغيبة، زوجها حبيبها بين يديها وطلب القرب وهذا بالنسبة إليها بالدنيا وما فيها، ستعيش تلك اللحظة وكأنها الأخيرة بحياتها وبعد ذلك يحدث ما يحدث..
شهقت بخجل عندما حملها مردفا بابتسامة :
_ أوضة النوم بتاعتك فين؟!..
_ هي اللي هناك دي..
أجابته وهي شبه مخدرة ثم سندت رأسها على صدره بعدها أشارت إليه على غرفتها مع أخواتها ليأخذها بكل صدر رحب للداخل ويده تمر على جسدها بطريقة مغرية ليلعب على الوتر الحساس لديها مغلقا الباب خلفهما بساقه.. وبداخله يعلن إنتصاره العظيم.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
وضعها على الفراش وكأنه يملك العالم، ها هو عطره المفضل بين يديه، أخذ نفسا عميقا وهو يدفن وجهه بعنقها ليأخذ أكبر قدر من عطرها، بدأ يرسم لوحته المميزة بشفتيه على عنقها الناعم ومقدمة صدرها، هو يرسم وهي غارقة ببحر الأحلام تائهة بين أحضان رجل خبير.
همس إليها بنبرة شغوفة :
_ أنتِ أحلى واحدة أنا شوفتها..
جملة ساحرة زادت من ثقتها بنفسها كأنثي، أغلقت عينيها دون رد قلبها يرفض الحديث يود فقط ما يحدث الآن، فتح باب الغرفة ودلفت ثريا بتعب أعصاب تبحث عن البنات لتقول لهن على الرحلة، تجمدت بمحلها من هول الموقف..
لم تفكر أو تعمل حساب لأحد أقتربت من نوح لتسحبه من فوق الفراش مردفة بغضب وجسدها بالكامل ينتفض :
_ أنت بتعمل ايه في البنت يا حيوان يا قليل الأصل؟!..
تفاجأ من دخولها هذا، لعنها بعقله هادمة اللذات، كان على قرب خطوة واحدة من الوصول حتى أتت إليه تلك الكارثة، أبعد يدها عنه قائلا بغضب وقح :
_ يلعن أبو كدة طلعتيلي منين أنتِ وبعدين إيه قلة الذوق دي شوفتي حاجة مش عاجبكي أقفلي الباب وأخرجي..
كانت حالة عطر لا تحسد عليها، جسدها انتفض مع رؤية والدتها، اتسعت عيناها من رد نوح والأسوأ عندما خفضت نظرها لترى جسدها شبه العاري، سحبت غطاء الفراش سريعاً لتختفي تحته أما ثريا قالت وهي على مشارف الجنون :
_ ده أنت قليل أصل وكمان بجح و ليك عين ترد عليا..
أجابها بضيق وهو يرتدي قميصه الملقى على الأرض :
_ مردش ليه هو أنا على رأسي بطحة والا تكوني ماسكة عليا زلة، دي مراتي على سنة الله ورسوله مش جايبها من الكباريه اللي على أول الشارع.
ألقت نظرة سريعة على ابنتها التي سقطت دموعها من شدة الخجل، لأول مرة تشعر أنها غير قادرة على رفع عينيها بعين والدتها، أنقذ نوح الموقف وهو يقول :
_ بقولك ايه يا ثريا الفرح يوم الجمعة الجاية استري علينا بقى بدل ما يتعمل وبنتك في السابع..
وجهت حديثها لعطر مردفة :
_ أنتِ موافقة على كلامه عايزة تتجوزي الواد ده بجد؟!..
حقا تود الموت الآن أرسل إليها نوح نظرة نارية جعلتها تحرك رأسها عدة مرات قائلة :
_ أيوة يا ماما موافقة والله نوح طيب وابن حلال وأنا بحبه، عارفة ان حضرتك حكمتي عليه بسبب تجربة فيروز وفريد بس صدقيني نوح غير خالص..
ابتسمت إليها ثريا إبتسامة ساخرة، ابنتها من شدة حبها أصبحت عمياء لا ترى أن أبناء أبو الدهب جميعا مثل أبيهم، أشاحت بوجهها بعيدا عنها وقالت لنوح :
_ ماشي يا ابن كمال الفرح الجمعة الجاية، بس لحد اليوم ده ما ييجي مش عايزة أشوف وشك هنا..
خبيث ابن كمال ها هو وصل لما كان يريده، فهو خطط لكل هذا مع أبيه حتى تأتي ثريا بهذا الوقت وترى هذا المشهد، أومأ إليها قبل أن يلقي على عطر قبلة بالهواء مردفا وهو بطريقه للخارج :
_ وأنا موافق هصبر الأربع أيام دول يا ثريا..
ذهب وظلت هي مع والدتها، قالت ثريا بصوت قوي :
_ ارفعي وشك ليا وبطلي تهربي بعينك مني.
رفعت وجهها ويا ليتها لم تفعل، نظرة الخذلان بأعين ثريا قتلتها لأول مرة تراها ضعيفة هشة بهذا الشكل فتحت فمها قائلة بتردد :
_ ماما أنا..
_ مش عايزة أسمع منك كلام، بس عايزاكي تعرفي إن عشان تعيشوا في أمان أنا دفعت التمن غالي وغالي أوي كمان، نفسك فيه وأهو أنا وافقت هتشوفي عيال أبو الدهب لما بياخدوا اللي هما عايزينه بيبقوا عاملين ازاي، يا خسارة يا عطر يا ألف خسارة كنت فاكرة إنك أذكي من كدة..
خرجت تحاول الفرار من أي حديث آخر وتركت الأخرى تائهة خائفة لا تعلم أهذا الحب سيأخذها إلى باب الجنة أم سيلقي بها بأعماق النار..
_____ شيماء سعيد ______
بمطعم فخم أخذت هادية تتفقد المكان حولها بنظرات متحمسة، أما خاطر الذي كان يجلس بالمقعد المقابل لها كان يتابعها هي، تعبيرات وجهها تجذبه وتشعره كم هي رقيقة لذيذة جذابة، وضع ساقا على الآخر وهو يعد نفسه بمتعة فائقة بالأيام المقبلة من تلك الصغيرة..
أتى النادل لتنتبه على حالها أخيراً مردفة بهدوء :
_ لأ شكراً مش عايزة حاجة يا ريت يا أستاذ خاطر تقول عايز إيه عشان معنديش وقت..
_ واحد قهوة سادة وواحد شاي بلبن.
ذهب النادل وعاد هو للنظر إليها بصمت لتقول بتعجب :
_ أنت عرفت منين اني بحب الشاي بلبن؟!.
رد عليها بابتسامة واثقة :
_ لما بحط حد في دماغي بعرف عنه كل حاجة حتى بيحلم بأيه وهو نايم..
زادها ثقة رغم غروره، هذا ما كانت تود الوصول اليه، تشغل تفكيره وتسيطر على وقته، ها هي أخذت أول خطوة في الوصول لقلب خاطر أبو الدهب، ابتسمت إليه إبتسامة ساحرة ثم سألته بدلال مقصود :
_ يعني أنا كدة قاعدة في عقلك ومربعة..
ضحك من قلبه بملامحها براءة هي بعيدة عنها كل البعد، سألها هو تلك المرة :
_ عايرة مني إيه يا بنت ثريا من غير لف ودوران وبلاش تقولي وقعتي في غرامي مش هصدقك..
ذكي وذكائه يصعب عليها المهمة، حركت كتفها بلا مبالاة بنفس اللحظة عاد النادل ومعه المطلوب، أخذت كوب الشاي بحليب وأخذت منه عدة رشفات مستمتعة ثم وضعته مكانه مردفة ببرود :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ تقدر تقول بلعب، ليا مزاج آخد حق أخواتي.
تعجب من جرائتها وزاده حديثها فضول بالتقرب منها أكثر، أعتدل بجلسته وقال :
_ وهتأخدي حق أخواتك مني ازاي يا هادية؟!..
أجابت بثقة بها الكثير من الكبرياء :
_ هتقع في غرامي وتتمنى قربي كمان يا إبن أبو الدهب بس وقتها هتجوز غيرك وهتبقى نجوم السما أقرب لك مني..
جنون ما قالته ليس له أي تفسير غير أنه جنون، للمرة الثانية تقدر على إخراج ضحكة رنانة من أعماق قلبه، غمز إليها بمكر قائلا :
_ ثقتك في نفسك حلوة وبصراحة عندك إمكانيات تستحق الثقة، بس أنا كمان جامد وممكن بدل ما تبقي الصياد تبقي الفريسة..
تحولت ملامحها للغيظ من حديثه الوقح، تعلم نيته ومع ذلك ترفض الخروج من تلك اللعبة إلا بعد الفوز، أخذت نفسا عميقا وتحدثت وكأنه لم يقل شيئا :
_ مالكش دعوة أنا مستحيل أقع المهم تبقى واثق في نفسك وتقدر تلعب يا خاطر بيه..
_ وماله نلعب أهو على الأقل نبقى على العيلة كلها ومحدش يبقى أحسن من حد..
____ شيماء سعيد _____
بالمشفى..
ظلت بغرفة مكتبها تجلس على المقعد لأكثر من ساعة بعد دخول زوجته عليهما وقطع حديثها معه، إلى الآن لا تصدق أنه يريد العودة إليها بعد كل ما حدث لها بسببه، مشاعر كثيرة بداخلها والأقوى بهم هو شعورها بالخذلان، طلب العودة وبنفس اللحظة دلفت زوجته ليأخذها بين أحضانه مقبلا رأسها وكأنها غير موجودة بالمكان..
ظلت تائهة ولم تشعر بدخوله، أغلق الباب خلفه وجلس على الأريكة قائلا :
_معلش يا فيروز لما هالة وصلت مكملناش كلامنا..
هنا فاقت على نفسها، اعتدلت على المقعد وقامت بارتداء نظارتها الطبية مردفة بنبرة ساخرة :
_ يا سلام ولما أنت من الأول كدة خايف منها، أومال طالب ترجع ليا إزاي؟!..
بالحقيقة فريد أقل أولاد أبو الدهب وقاحة، لذلك شعر بالخجل من سؤالها والخجل الأكبر من إجابته، حمحم ثم قال بنبرة متحشرجة :
_ لأ ما هو هالة مش هتعرف ومفيش حد هيعرف بالرجوع ده..
ثواني مرت عليها بلا كلمة حتى تعبيرات وجهها غير مفهومة بالمرة، هل وصلت به الوقاحة لهنا هل هي رخيصة بنظره لتلك الدرجة، مع كل يوم يمر تندم على وقوعها بحب واحد مثله، خرجت منها الكلمات بخبية أمل كبيرة :
_ يااا ده أنا رخيصة في نظرك قوي، إزاي قدرت تضحك عليا وترسم الحب سنين وأنا زي الهبلة مصدقة، بس أقولك على حاجة رخص برخص بقى مادام نفسك فيا يبقى تدفع يا دكتور..
بالبداية توقع انهيارها، كان يستحمله لأنه يعلم كم هي رقيقة، قدرت بالفعل على ضربه بعرض الحائط صدم من ردها ومن طلبها، سألها بذهول مردفا :
_ يعني إيه أدفع مش فاهم؟!..
تغيرت فيروز مئة وثمانون درجة، وضعت ساقا على الآخر بعدما خلعت نظارتها الطبية وقالت ببرود :
_ طول عمرك ذكي يا دكتور وبتفهم كل حاجة وهي طايرة، عايزة شقة باسمي وعيادة كمان، أظن دول مش كتير عليك ولا خسارة فيا أنت أكتر واحد عارف اني أستحق، مش هطلع كل مرة خسرانة وبصراحة بقى أنت واطي وقليل أصل وأنا لآزم أضمن حقي..
_ موافق أشتري..
_ وأنا موافقة أبيع..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بيوم الجمعة..
بقاعة لطيفة بأحد أرقى الأماكن بمدينة الإسكندرية، نزلت عطر بيد كمال ليسلمها بنفسه لنوح، وقفت ثريا تتابع الأمر أمامها بدموع أغرقت وجهها، خطأ صغير أتى بعده ألف خطأ كبير، حبها من البداية لكمال جعلها تصل هي وبناتها لحافة الهاوية.
أزالت دموعها بكف مرتجف وعادت بالذكريات للخلف، لذلك اليوم الذي تزوجت به كبير عائلة أبو الدهب..
طلقها زوجها لسبب مجهول أو كما قال حتى يأتي بالصبي من أمرأة أخرى، تركها وحيدة مع ثلاث فتيات لتبقى هي الأم والأب، اليوم أنتهت عدتها وانتهى معها آخر خيط يربط بينها وبين أبو البنات..
أعدت نفسها للذهاب للمدرسة بالصباح الباكر، وقفت أمام المرايا تمشط خصلاتها السوداء، دق باب المنزل لتقول بتعجب :
_ خير يا رب مين اللي هييجي في وقت زي ده البنات خرجت...
تركت ما بيدها وبخطوات سريعة وصلت للباب فتحته لتجد أمامها كمال أبو الدهب، سمعته معروفة بالمكان بأنه عاشق للنساء ولتكون صادقة كان دائماً معها شخص محترم حتى بعد طلاقها كان مثل الأب لبناتها، أردفت بقلق :
_ صباح الخير يا كمال بيه خير في حاجة؟!..
رد بنبرة هادئة وهو يشير بعينه للداخل :
_ ينفع أدخل الكلام مش هينفع على الباب..
ابتسمت بتوتر ثم حمحمت قبل أن تقول :
_ على عيني طبعاً أدخلك وأعمل معاك الواجب بس أنا هنا لوحدي والبنات مشيوا..
أجابها بعدما أزاحها للداخل وترك الباب مفتوح، رأى الأريكة الكبيرة الموضوعة بالصالة ليجلس عليها وضعا ساقا على الآخر براحة مردفا :
: اللي جاي لك عشانه مينفعش البنات تسمعه عشان كدة جيت لما اتأكدت أنهم مشيوا، أما بالنسبة لموضوع أننا لوحدنا تقدري تسيبي باب البيت مفتوح..
تركت باب المنزل مفتوح وهي متعجبة من حديث، لا تعلم لما بدأ القلق ينهش بداخلها لهذا الحد وكأن كارثة في الطريق إليها، اقتربت منه وجلست على المقعد الذي على بعد مسافة مناسبة منه مردفة بتوتر :
_ خير يا كمال بيه في إيه؟!.. أنا بدأت أقلق بصراحة...
أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بابتسامة هادئة :
_ هو الموضوع فعلاً مقلق بس هيبقى خير لو عرفنا نوصل مع بعض لحل مناسب..
أومأت إليه بترقب تحثه على إكمال حديثه ليكمل هو بكل أريحية :
_ قبل طلاقك بست شهور حمدي أستلف مني خمسين ألف ولما جه وقت السد رفض يدفع الفلوس بس أدى ليا حاجة تانية مكانها..
شعرت بشيء غريب من طريقته بالحديث والعجيب كانت نظراته إليها، أومأت إليه بتوتر قائلة :
_ طيب أنا مالي بالموضوع ده؟! زي ما حضرتك شايف إحنا منفصلين من تلات شهور وأكتر..
زادت ابتسامته اتساع وهو يقول بثقة :
_ أنا عارف الكلام ده وعارف إن النهاردة أخر يوم في العدة..
تحدثت بنفاذ صبر :
_ طيب لما حضرتك عارف كل ده أنا مالي بمشاكلك معاه؟!..
أخرج هاتفه وفتحه قبل أن يقوم مقتربا منها ليقف خلف المقعد الذي تجلس عليه وقدم لها الهاتف وفتح لها فيديو قائلا :
_ الفيديو ده الحاجة اللي جوزك عارضها عليا قصاد الفلوس، وقالي بالحرف الواحد لو مراتي عاجبتك هنيمها ومش هتحس بأي حاجة هتحصل، دفعت له 100 ألف غير الخمسين مقابل إنه يطلق وينسي إنه شافك في حياته صدفة..
الصدمة شلت حركتها، عينيها مثبتة على الفيديو في حالة من اللاوعي، هل ما تراه حقيقي، هل زوجها صورها فيديوهات مثل تلك وهي بأوضاع خاصة بينهما فقط، سقطت دموعها بخوف، جسدها يرتجف ومعدتها تحثها على إخراج ما بها، شعور بالنفور والتقزز يكاد يأخذ روحها، أغلق كمال الهاتف مردفا بحنان :
_ أنتِ أغلى من إن دموعك تنزل على كلب زي ده، متخافيش مفيش مخلوق شاف الفيديو ده غيري..
رفعت عينيها الحمراء وهي تنظر إليه نظرة مشوشة من شدة البكاء مردفة بخوف :
_ أنت عايز مني إيه بالظبط؟!..
_ عايز أعيش معاكي اللي في الفيديو ده بالحلال يا ثريا..
انتهى الفلاش بااااك..
فاقت من بحر الذكريات الغارقة بداخله ومازالت تدفع ثمنه على تسليم كمال لابنتها لابنه نوح، خرجت منها آه محترقة وهي ترى عطر ترقص بين يديه مثل الفراشة تحلق هنا وهناك..
جاء كمال وجلس على المقعد المجاور لها مردفا :
_ الواد ده مش هيعمل شهر عسل لوحده هنسافر الليلة..
نظرت إليه بطرف عينيها مردفة بتعجب :
_ وهقول للبنات إيه مش اتفقنا نستنى على موضوع السفر ده شوية؟!..
_ لأ أنا راجل برجع في كلامي عادي، حضري نفسك هنسافر بعد ما الفرح ده يخلص..
على الصعيد الآخر بالمكان المخصص بالمرحاض خرجت هادية بعدما عدلت مكياجها لترى خاطر يقف على باب المرحاض، شهقت بفزع مردفة :
_ إيه اللي موقفك هنا أنت عايز الناس تقول علينا إيه؟!...
رد عليها وهو يحدق بها بنظرة غريبة لم تفهمها ثم أقترب خطوة لتعود هي للخلف حتى ضربت ظهرها بالباب خلفها، عضت على شفتيها بوجع ليقول بعبث :
_ مش فارق معايا الناس كل اللي فارق معايا إني بعيش تجربة جديدة وليا فيها مزاج جامد.
وضعت يدها على صدره حتى يبتعد ثم عدلت من وقفتها مردفة بغرور أنثى :
_ كدة أنت بتخسر من أول جولة وده مش صح..
ضحك قائلا :
_ الخسارة لو حبيتك لكن أنا عايزك والراجل بطبعه نفسه حلوة ممكن يأكل أي حاجة مادام بعدها هيشبع..
قدر ببراعة إخفاء الانتصار من على ملامحها وحل محله ضيق شديد، لتكون صادقة لقد ربح بالجولة الأول ولكن هذا لا يعني انتهاء الحرب، ردت ببرود :
_ ما المشكلة ان في أكلات مهما أكلت منها مستحيل تشبع فتقع في حبها وتبقى بالنسبة لك إدمان..
غمز إليها بمكر ثم قال :
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ طيب يا تسيبيني أدوق وأحكم بنفسي، يمكن أشبع ويطلع كلامك غلط..
ردت عليه بابتسامة ساحرة قبل أن تترك المكان وتذهب للحفل بالخارج :
_ الأكل الغالي مش ببلاش يا إبن أبو دهب لو جعان أوعى وعايز تسد جوعك بأي حاجة روح لبتاعت العرفي اللي كنت متجوزها..
أختفت من أمامه ليضرب الحائط بيده، هذه الفتاة تقوده للجنون، عض على لسانه أسفل ضرسه هامسا :
_ وماله نأكل ببلاش لحد ما الغالي يرخص يا بنت ثريا..
______ شيماء سعيد _____
بالخارج كان يجلس فريد بجوار هالة، كانت تتابع الأجواء حولها بصمت، ها هي تشاهد زوجها وعينه مع غيرها، ظلت سنوات تحاول الهروب مفكرة كونها أخذته من زوجته واختفت به عن الأنظار حتى أتى أخيه الأحمق وتزوج شقيقتها، تنهدت بتعب وهو يقوم من جوارها مقبلا رأسها ثم قال قبل أن يذهب :
_ خليكي مكانك أنا هروح أقف من أصحابي شوية وبعدين أشوف نوح..
أومات إليه بصمت وهي تعلم تمام العلم أنه ذاهب لفيروز إلا أنها غصبت نفسها على الإبتسامة مردفة :
_ ماشي يا حبيبي خد راحتك أنا لو زهقت هروح أقعد مع مامي وبابي على الترابيزة بتاعتهم...
أبتعد بخطوات متلهفة لتقول بحزن على حالها :
_ كنت فاكرة انك ممكن تحبني حتى لو جوازنا كان بطريقة غلط، بس ماشي يا فريد ألعب براحتك وارجع لها كمان لو عايز بس المهم بالنسبة ليا إنك تفضل معايا وفي حضني وبس..
بين الأشجار رأها تعبر من جواره بخطوات رشيقة بفستانها الأسود المصنوع من الستان، جذبها لتبقى بين يديه مردفا بعتاب :
_ وحشتيني يا فيروز، من يوم ما اتفقنا نبقى سوا وأنتِ بعيدة..
لمسته تلك تجعلها تود صفعه من أين أتى بتلك القوة حتى يكون على بعد خطوات من زوجته ويضمها بتلك الطريقة، وضعت يدها على ذراعيه قائلة بهدوء :
_ نزل إيدك دي مش من حقك تقرب مني بالشكل ده تحت أي ظرف، وبعدين إحترم نفسك مراتك عنيها لينا..
حرك رأسه بلا مبالاة مردفا:
_ مش فارق معايا غيرك، ركزي معايا يا فيروز هنتجوز أمتا؟!..
ابتسمت على لهفته تلك حتى لو تعلم غايته فيكفي رؤيتها له بتلك الحالة، رفعت يدها ومررت اياها على ذقنه هامسة :
_ طلباتي تتنفذ في نفس اليوم هكون لك..
لا يعلم لما هو حزين بهذا العرض، تمنى لو رفضت العودة إليه بتلك الطريقة، يتمنى لو يرى بها فيروز القديمة البريئة، نفض تلك الأفكار من رأسه مردفا :
_ بكرا الصبح هتبقى كل حاجة أنتِ عايزاها بأسمك بالليل تكوني أنتِ بأسمي يا فيروز..
رفعت حاجبها بتعجب قائلة :
_ بالبساطة دي هتعمل كل ده عشان نتجوز، مش خايف أحسن هالة هانم تعرف؟!..
قهقه بمرح مردفا :
_ طبعاً خايف وبترعش كمان، فوقي يا فيروز أنا فريد أبو الدهب..
أومأت إليه بهدوء :
_ تمام يا دكتور فريد نتقابل بكرا عشان كل واحد ينفذ الجزء الخاص بيه..
_____ شيماء سعيد ______
بغرفة النوم الخاصة بالعروسين، فتح نوح الباب لتدلف عطر بالكثير والكثير من التوتر، جلست على الفراش ليغلق هو الباب بلهفة قبل أن يتقدم منها بخطوات سريعة مردفا :
_ أهو ده اليوم اللي بستناه واللي بحلم بيه..
ابتسمت إليه بخجل وهي تكاد تجرح يديها من شدة الفرك بهما هامسة :
_ أنا عايزة أنام يا نوح..
رد عليها بهمجية :
_ نامت عليكي حيطة يا بت ثريا، إحنا عندنا الست مش بتنام إلا لما جوزها يموت..
شهقت بخوف ووقفت لتبقى أمامه واضعة يدها على صدره مرددة بلهفة :
_ بعد الشر عنك بلاش تقول كدة تاني..
لف يده حول خصرها بنعومة وهمس إليها بحنان :
_ لو سبتيني ونمتي أنا هموت مقهور يرضيكي حبيبك يموت مقهور؟!..
رغم خوفها وارتجاف جسدها الواضح تحت يده الا أنها حركت رأسها برفض، ابتسم باتساع ابتسامة خبيثة منتصرة مثل الطفل الذي ظل يدور حول والده طوال الليل والنهار حتى أتى إليه بلعبة كان يرغبها، دفنت وجهها بعنقه لتخفي ما تشعر به، رفع وجهها إليه مقتربا منها ويده توجهت بنعومة على ظهرها محركا أصابعه على سحابة الفستان ليسقط بعدها أرضا وبعد سقوطه حملت ختم ملكية نوح أبو الدهب...
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل ثريا.
بعدما تأكدت من نوم فيروز وهادية أخذت علبة صغيرة من حقيبتها ودلفت بها المرحاض، أغلقت الباب عليها بإحكام ونظرت للعلبة المغلقة بخوف مردفة :
_ آكيد اللي في بالي مش حقيقي يمكن وصلت لسن اليأس قبل معادي قبل الهموم لكن أكيد مش حامل..
بلعت ريقها وعقلها يحاول بقدر المستطاع تأخير تلك الخطوة، بكف مثلج مرتجف أخرجت أختبار الحمل لتأخذ نفسا عميقا تخفي به خوفها قبل أن تبدأ بعمل الاختبار..
انتهت وألقت بجسدها بجوار حوض الاستحمام والاختبار بجوارها ترفض النظر اليه مرت دقيقة في الثانية في العاشرة حتى أردفت بقلة حيلة :
_بصي عليه وخلصي نفسك يا ثريا مهما كانت الحقيقة مش هتعرفي تهربي منها..
بالفعل نظرت ويا ليتها لم تفعل، أتسعت عينيها ووضعت يدها على بطنها مرددة برعب :
_ حامل من كمال؟!...
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بصباح اليوم التالي بسيارة كمال المتجهة لشرم الشيخ، طوال الطريق وهي صامتة شاردة تشاهد الشارع الخارجي بعيون بها الكثير من الحديث، أوقف كمال السيارة بأول أستراحة وسألها :
_ تحبي تأكلي إيه؟!..
لم تنتبه إليه، نظر إلى حالتها تلك بتعجب، لأول مرة تصمت حتى لو كانت غاضبة، حاول النظر لعينيها ليعلم ما بها الا إنها هربت منه سريعا، رفع حاجبه ورفع يده لذقنها يحثها على النظر إليه قائلا :
_ ثريا حكايتك إيه بالظبط من الصبح مش سامع لك صوت؟!.
ماذا تقول وكيف تقول لا تعلم، نفت برأسها ثم أردفت بنبرة متحشرجة :
_ تعبانة النهاردة شوية مش أكتر، كنت عايز حاجة؟!...
شعور غريب دلف لقلبه من فكرة مرضها، مسح على خصلاتها بحنان ثم أردف :
_ طيب أنزلي كلي أي حاجة وبعدين هأخدك لأقرب دكتور يقابلنا..
طبيب؟!.. يستحيل أن تضع نفسها بموقف مثل هذا، هي الي الان بداخل حالة من الصدمة لا تعلم ما عليها فعله، كيف ستقول اليه والكارثة الأكبر كيف ستقول لبناتها، هل هي قادرة على قتل روح اما قادرة على مواجهة الجميع به؟!.. بالحقيقة هي غير قادرة على فعل أي شيء.
حاولت التحلي بالقوة وقالت بهدوء :
_ مفيش داعي لدكتور يا كمال دول شوية برد مش أكتر، يلا ننزل نأكل هبقي كويسة بعد الأكل..
رغم ان العلاقة بينهما يطلق عليها إسم " تيكويه" الا إنه يعلمها من كلمة، من رجفة كفها، أخذ نفس عميق قبل أن يقول :
_ أنا عارف إنك بتكذبي عليا يا ثريا بس هعمل نفسي مصدق يلا نأكل ولو تعبتي أكتر هنروح للدكتور حتى لو غصب عنك..
أومات إليه بملامح باهتة وخرجت من السيارة، خرج هو الاخر ودلف بها لمطعم هادية على مطل على البحر، مع رائحة السمك الموجودة بالمكان اتي إليها شعور ملح من معدتها بتقيع لتمسك بيده سريعاً قبل أن يجلس على المقعد مردفة :
_ أنا مش عايزة سمك يا كمال يلا بينا نروح أي مكان تاني، بس أنا نفسي في كشري إيه رأيك نجيب من على أي عربية..
صدم من رفضها لاكلتها المفضلة والصدمة الأكبر طلبها للكشري التي كانت تكره ريحته، رجل مثله وبخبرته تغلغل الشك بقلبه بقوة، قام من مكانه مردفا :
_ أنتِ شكلك تعبانة جامد ومعدتك مش مظبوطة الأفضل نروح أي صيدلية قريبة لحد ما نوصل ونروح للدكتور..
_ لأ لأ يا كمال مش عايزة حتي دي هتكون معاك بالاجبار أقولك على حاجة أنا مش أكلة أكل أنت خلينا نغور بقى..
كانت تتحدث بغضب وسرعة حاولت بقدر المستطاع السير بمبدأ " خدوهم بالصوت"، رسمت على وجهه إبتسامة خالية من أي مشاعر قبل أن يجذبها من يدها ويخرج بها من المكان مردفا :
_ العصبية غلط عليكي، نأكل كشري وماله إحنا تحت أمر السلطانة ثريا..
______ شيماء سعيد ______
بمنزل نوح..
أستيقظت عطر من الصباح الباكر بابتسامة مشرقة، أعدت الفطار ووضعته على صينية متوسطة الحجم، دلفت للغرفة بخطوات بطيئة حتى لا تفعل أي صوت ييقظه من النوم، وضعت الطعام بجوار الفراش وذهبت لخزانة الملابس، حركت شفتيها بحيرة مردفة لنفسها :
_ وبعدين يا بت يا عطر عايزة أول ما يصحى من النوم يشوف قمر قدامه، أيوة هي دي تحفة وهو بيحب اللون ده..
قالت ذلك بعدما رأت منامة باللون الأزرق بنصف أكمام، جذبتها سريعاً ودلفت بها للمرحاض خرجت بعد عشر دقائق وهي بكامل أنوثتها من وجهة نظرها، أخذت نفس عميق تحاول التغلب به على خجلها وجلست بجواره على الفراش، أول ما وقعت عينيها عليه أخرجت قلوب وقلبها رفرف وكأنها تراه لأول مرة، مررت أحد أصابعها على ذقته هامسة بنبرة رقيقة :
_ نوح، يلا يا حبيبي أصحى أنا عملت لك الفطار بنفسي..
رنين صوتها جعله يستيقظ بتلهف لينعم بأحضان تلك الجميلة، فتح عيناه لها بابتسامة رجولية قدرت مثل العادة على خطف روحها، ابتسمت هي الأخر إبتسامة خجولة ليقول بغزل :
_ يا صباح الطعمة وهو في حلويات كدة يا ولاد؟!..
دفنت وجهها بداخل عنقه هامسة :
_ بس بقى يا نوح أنت عارف انى شخصية خجولة..
رفع حاجبه إليها بسخرية واضحة قبل أن يقرص أنفها مردفا :
_ بصي بقى يا قلب نوح كنت زمان بعدي موضوع الكسوف ده عشان احنا على البر أما دلوقتي لأزم تعرفي اللي يريحك جوزك يا حبيبتي مش كدة؟!..
أومات إليه ببعض الريبة ليكمل هو بابتسامة واسعة :
_ شطورة عايزك بقى من هنا ورايح أول ما أدخل البيت أحس إني في كبارية النجوم بكل فقراته وعروضه..
شهقت من المفاجأة ثم أبتعدت عنه بعدما ضربت بكفها الصغير على صدره العاري صارخة :
_ إيه اللي أنت بتقوله ده يا وقح أياك تفكر فيا بالطريقة دي..
جذبها وضمها لصدره وهو يضحك عليها بمرح قبل أن يرد عليها ببراءة :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ يا بت أنا بقولك كدة عشان بحبك وعايز نبقى مبسوطين مع بعض، اوعك تسمعي كلام اللي يقول قلب الراجل معدته ده حمار أنا بقولك قلبي فين وعايزك تحفظي عليا..
عضت على شفتيها من شدة خجلها، ما قاله وما عاشته ليلة أمس كان بالنسبة إليها غريب رغم كونه لذيذ، شعرت برجفة ممتعة بظهرها مع حركة يده عليه، ابتلعت لعوبها وقالت ببراء تجعله يشعر بالانتصار :
_ يعني اللي أنت عايزه ده مش عيب ولا حرام؟!..
حرك رأسه نافيا ووضع قبلة حانة على عنقها، خبير وبيده قطعة من العجين بيده هو فقد ستشكل كما يرغب ويحب، ابتسم بحلاوة من كم المشاعر الذي يخوضها على يديها مردفا :
_ مفيش بين أي اتنين متجوزين حاجة حرام، ربنا خلقنا لبعض عشان نبقى لبعض كل حاجة، عايز كل ما أشوفك أحس إني عيني مليانة، أصلي بصراحة بتاع ستات ونفسي استكفي بيكي..
ردت عليه بخوف مردفة :
_ طيب أنا مش بعرف أعمل حاجة..
غمز إليها بمكر وهو يجذبها لتبقى أسفل جسده، ركز عيناه على شفتيها مردفا :
_ أنا هعلمك يا حياتي أنتِ بس سيبي ليا نفسك..
____ شيماء سعيد _____
بمنزل راقي دلفت فيروز خلف فريد، دارت بعينها بالمكان وهي متحسرة على حالها، أهي هي أخذت منه كل طلباتها، العيادة، منزل، مال، يا ليته يعلم انها كانت ترغبه هو، جلست على أقرب مقعد واضعة ساق فوق الآخر قبل أن تفتح هاتفها وتفعل به شيء معين ثم رفعت رأسها عندما سمعته يقول بهدوء :
_ نفذت البند بتاعي وكل حاجة نفسك فيها بقت بأسمك فاضل بقى البند بتاعك أنتِ..
تركت هاتفها على المقعد وقامت لتقف أمامه، ظلت صامته لمدة خمس دقائق قبل أن تقول بتردد :
_ لما كنا بنحب بعض كنت بتضحك عليا يا فريد والا كان في جواك مشاعر ليا فعلاً؟!..
صدم من سأله ليس له أي إجابة لديه وخصوصاً بالوقت الحالي، حاول أن يبقى هادئ كما هو وقال :
_ مش نقفل اللي فات أحسن يا فيروز؟!..
حركت رأسها برفض وهي تنظر داخل عيناه بشكل مباشر، بداخلها شعور يرفض الإجابة على هذا السؤال مازال قلبها الأحمق مرتعب من سماع ما يقتل أي حبل للوصال بينهما، بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي لها بعض التروة بعد شعورها بالجفاف قائلة :
_ هنقفل اللي فات وصدقني هو مش فارق معايا في حاجة أنا بس عايزة أقفله صح وأفهم كانت الدنيا بدور من حواليا إزاي وأنا زي العبيطة..
تنهد بتعب أعصاب قبل أن يقول :
_ أنا معرفش يعني إيه حب بس كنت عايزك وبالنسبة ليا هو ده الشعور بالحب إني أبقى نفسي في واحدة..
قطع آخر أمل لها بكل بساطة، أومات إليه وهي تدور بعيناها بداخل المكان تحاول الهروب مردفة بسخرية من حالها :
_ ولما طلقني واتجوز هالة كنت شبعت مني وعايزها هي مش كدة؟!.. طيب دلوقتي بقي رجعت ليه؟!..
قبل أن يرد عليها بكلمة واحدة وضعت يدها أمام فمه تمنعه من قول أي كلمة تجعلها تنفر من قلبها الذي احب وجسدها الذي كان يلبى رغباته وقالت هي :
_ أقولك أنا أنت حالياً شوفتني فرجعت أحلو جوه عينك من جديد مش كدة فقولت تدلع نفسك يوم في السر وتخسر قرشين مفيش مشكلة، مش دي الحقيقة؟!..
دموعها ألمته ورغم ذلك طغى عليه الكبرياء، ما قالته حقيقة وهو لا يود الهروب منها، جلس على الاريكة مردفا بجدية :
_ وفيها إيه لما تبقى دي الحقيقة؟!.. طالما بالحلال يبقى إحنا مش بنعمل حاجة غلط اللي عايز يأخد حاجة من التاني ياخدها ونخلص..
يكفي، كرامتها سقطت أمام عينيها للمرة المليون، لعنت تلك الدمعة التي وقعت على وجهها لتظهر ضعفها أمامه، دق باب المنزل لتمسح دمعتها سريعا وهي تقول بابتسامة ساخرة :
_ روح أفتح الباب ده أكيد المأذون خليني أنفذ البند الخاص بيا وأخلص بقى..
قام من مكانه بخطوات متلهفة على قربها وفتح باب المنزل صدم من وجود هالة أمامه وهي تقول بقهر :
_ أنت رجعت للبنت دي بجد يا فريد؟!..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
وقف كمال أمام إحدى أكبر المستشفيات بشرم الشيخ، ثم هبط من السيارة وذهب بخطوات هادئة للباب الخاص بثريا وفتحه لها مردفا بابتسامة :
_ أنزلي على مهلك يا حياتي..
ابتلعت ريقها بخوف من طريقته المريبة بالنسبة لها وظلت مكانها ترفض أن تتحرك خطوة واحدة، حرك حاجبه إليها متعجبا من تعلقها بالمقعد وكأنه من أفراد العائلة قائلا :
_ في إيه ماسكة في الباب وكأنه إبن أختك كدة ليه أخلصي أنزلي يا ثريا..
حركت رأسها برفض وهي تقول :
_ أنزل أروح فين إحنا على باب مستشفى هو أنت عيان؟!..
نفذ صبره ليجذبها من كفها المتعلقة بالمقعد يحثها على القيام وهو يقول بنبرة ساخرة :
_ أيوة عيان صحتي من الجري وراكي بقت في الأرض تعالي بقى اطمني عليا بنفسك..
أغلقت عينيها وهي تنفذ طلبه وتضع ساقيها بأرض الشارع ليغلق باب السيارة وصار بجوارها، مع كل خطوة لهما بداخلها ترتفع دقات قلبها لدرجة أنها شعرت بضيق المكان من حولها، ضغط على كفها بحنان كأنه يبث بداخلها الأمان هامسا بجوار أذنها :
_ اهدي وخدي نفسك..
رفعت عينيها إليه ببراءة وكأنها طفلة صغيرة خائفة وتبحث عن حيلة للخروج من ورطتها قائلة بتردد :
_ أنا مخبية عليك حاجة يا كمال خلينا نمشي من هنا وبعدين هقولك كل حاجة بس نمشي من المكان ده أنا خايفة..
أخذ نفسا عميقا قبل أن يرفع كفها المرتجف إليه مقبلا اياه عدة قبلات هادئة حنونة قائلا :
_ هندخل نطمن عليكي وبعدين نتكلم براحتنا يا ثريا..
تلفت أعصابها من طريقته تلك لتبعد نفسها عنه صارخة بخوف :
_ مش عايزة أدخل جوا يا كمال مش عايزة، أنا معنديش حاجة عشان تتطمن عليا....
نفذ صبره من جنونها ليزيد الأمر جنون وهو يميل عليها قليلا حاملا جسدها بين ذراعيه وأكمل سيره بكل هدوء للداخل، صدمت من إصراره على الذهاب للطبيب لتقول بتعب أعصاب :
_ أنا حامل يا كمال..
ارتسمت إبتسامة سعيدة على وجهه دون أن يرد عليها، شعر بانتعاش غريب من فكرة ربطها به إلى الأبد، وصل بها لغرفة الكشف ودلف بلا إذن لتقوم الطبيبة من مقعدها مردفة بغضب :
_ أنت مين يا أستاذ أنت وازاي تدخل من غير إذن ازاي بتوع الأمن سمحوا لك بكدة؟؟.
وضع ثريا على الفراش وجلس هو على أقرب مقعد مردفا ببساطة :
_أنا كمال أبو الدهب أبو الدكتور فريد يا دكتورة..
أبتلعت الطبيبة ريقها لأنها تعلم أن فريد صاحب تلك المشفى من عدة اشهر، اقتربت من كمال ومدت كفها إليه مردفة :
_ أهلاً بحضرتك يا فندم كان لازم انفعل لأني مكنتش أعرف حضرتك مين والمستشفى هنا ماشية بالساعة...
أومأ إليها كمال بهدوء ثم أشار على ثريا قائلا :
_المدام حامل عايزين نتأكد ونطمن على صحتها..
مرت دقيقة كاملة وهو يتابع أقل تفصيلة تظهر على الشاشة بقلب يخفق وكأنه لأول مرة سيكون بها أب، انتهت الطبيبة ليقول بلهفة :
_ هااا حامل صح؟!.
تعجبت الطبيبة من طريقته ولكنها ردت عليه بابتسامة :
_ أيوة يا فندم حامل ألف مبروك..
تركت لهما بعض المساحة حتى تعدل ثريا ملابسها ليقترب إليها قبل أن تنزل فستانها ووضع يده على بطنها مردفا برجفة لذيذة :
_ هنا في إبني يا ثريا، بيكبر كل يوم جواكي..
أبعدت كفه عنها بقوة ثم قالت بملامح غاضبة :
_ عيل ايه اللي بيكبر، إبنك مش هيعيش جوايا أكتر من كدة يا كمال كفاية قلة أدب وقلة قيمة لحد كدة بقى..
_ اللحظة اللي هيموت فيها إبني في بطنك لازم تكون روحك طلعت غير كدة لأ..
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل فريد ظل ثابتا كما هو يشاهد رد فعل هالة بكل هدوء، أخذت فيروز نفسا عميقا وهي ترى الأخرى تسقى من نفس الكأس الذي أسقته لها، نعم هي من قامت بالاتصال عليها وبعثت لها العنوان تشعر بفخر غريب من نفسها.
أسندت ظهرها على المقعد براحة لتدلف هالة عليهم وهي بحالة جنونية، حاولت الاقتراب منها كل ما توده الآن أن تأخذ روح تلك اللعينة التي أقتربت من زوجها، وقبل أن تضع يدها عليها كان فريد الأسرع وهو يبعدها عن فيروز مردفا بغضب :
_ بطلي جنان وارجعي ورا يا هالة مالك و مالها..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
صرخت هالة بوجع وقهر :
_ مالها؟!.. أنت بجد بتسأل مالها دي سرقتك مني..
حرك رأسه بهدوء قبل أن يجذبها تجلس على الأريكة لتكون بعيدة عن فيروز قائلا :
_ هو أنا موبايل عشان تسرقني فوقي يا هالة لو هي وحشة عشان وافقت تتجوزني وإنتِ على ذمتي فأنتِ كنتي أبشع منها بكتير لما عملتي نفس الحاجة وخربتي بيتها..
اتسعت عينا فيروز من وقاحته ولم ترسم رد مثل هذا أبداً شعرت ببوادر الخطر تقترب منها لتقوم من مكانها مردفة ببعض التوتر :
_ طيب همشي أنا بقى حضرتك والمدام حلوا مشاكلكم مع بعض يا دكتور..
لو النظرة تقتل لخرجت روحها بنفس اللحظة، أشار إليها بالجلوس قائلا :
_ اياكي تتحركي من مكانك لحد ما المأذون يوصل يا بنت ثريا..
صمتت وهي تعض على شفتيها بتوتر يبدو أن الخطة فشلت وهذا بحد ذاته كارثة، انتفضت على صرخة هالة وهي تقول :
_ أنت بتقول إيه أنا عملت منك باشا يبقي في الأخر دي نهايتي مش هسكت يا فريد البنت دي هتغور من هنا حالا وأنت هتروح معايا هتحاول تصالحني وأنا مع الوقت هسامح..
أطلقت فيروز ضحكة خرجت دون انتباه من حديث تلك الحمقاء، اقترب فريد من هالة مقبلا رأسها مردفا بحنان :
_ أنا مراعي حالتك يا حبيبتي عندك حق الموقف صعب خصوصاً لو مع ست بتحب جوزها بجنون، الأحسن دلوقتي إنك تروحي بيتنا وأول ما أخلص شهر عسل هرجع لك وهفضل أصالح فيكي زي ما أنتِ عايزة يا حياتي اتفقنا..
رفعت وجهها إليه ببراءة طفلة صغيرة وازالت دموعها بطرف أصابعها قائلة برجاء :
_ بجد يا فريد هترجع ليا وتعمل أي حاجة أنا عايزاها عشان أرضى عنك؟!..
أومأ إليها وهو يقبل أنفها هامسا :
_ طبعا يا حياتي هو أنا عندي أغلى منك، تمشي بقى عشان الليلة متبوظش والا تزعلي حبيبك؟!..
حركت رأسها برفض وهي تقوم من مكانها بخطوات متعجلة ثم حملت حقيبتها قائلة وهي تخرج من المنزل :
_ كله إلا زعلك يا حبيبي ألف مبروك هستناك لما تحس إني وحشتك..
ذهبت أغلقت الباب خلفها لتظل فيروز لأكثر من ثلاث دقائق بلا كلمة واحدة، ما حدث أمامها ليس لديه أي وصف سوا إنه جنون، حاولت القيام هي الأخرى الا إنها شهقت برعب مع سحبه للمقعد الجالسة عليه لتبقى محاصرة بين يديه مردفا :
_ على فين يا قطة بقى عقلك الصغير ده قالك إنك ممكن تضحكي عليا لأ وكمان تاخدي فلوسي وتهربي، عيب يا روزا ده أنا اللي معلمك على أيدي الصياعة وكل الحركات دي حافظها..
ردت عليه بنبرة صوت مرتجفة :
_ فريد هي مراتك طبيعية والا أنت عامل لها سحر؟!..
قهقه بمرح قبل أن يقول بنظرات ماكرة :
_ سيبك منها وركزي في نفسك يا عروسة دي الليلة ليلتك..
ما هذا بالفعل ما هذا كل ما رسمت إليه سقط أمام عينيها ويبدو أنها على وشك إعلان أكبر خسارة، قبل أن تنطق بكلمة واحدة ابتعد عنها وذهب لفتح باب المنزل إليها قائلا :
_امشي يا فيروز.
_____ شيماء سعيد _____
بمكان عمل هادية خرجت من المكان لترى خاطر يقف بسيارته أمامها، أقتربت منه بخطوات سريعة وهي تخشي أن يراه أحد هنا، أشار إليها بابتسامةواسعة وهو يلقى إليها قبلة بالهواء، جزت على أسنانها بغيظ وقالت بعدما وصلت لمحل وقوفه :
_ أنت بتعمل إيه هنا؟!..
حرك كتفه ببساطة قائلا :
_ بصراحة وحشتيني يا بت ثريا مقدرتش أقعد في المحل دقيقتين زيادة وجيت لحد عندك فيها مشكلة دي..
أومأت اليه بسخرية :
_ أنت كلك على بعضك مشكلة يا أستاذ وبعدين هنا مكان أكل عيش مش كورنيش العشاق..
قهقه بمرح وهو يضربها على كتفها مردفا :
_ دمك عسل يا بت، وبعدين بقولك وحشتيني هو ده مش موضح لك حاجة مهمة..
حركت كفها مكان ضربته بألم حاولت اخفائه ثم قالت :
_ إيه هي الحاجة المهمة دي يا ترى؟!..
جذبها سريعا وفتح لها باب السيارة مشيراً لها بالجلوس قائلا :
_ أركبي وأنا هقولك إيه هي الحاجة المهمة..
صعدت بالسيارة ليجلس هو بمكان القيادة وتحرك بها بدأت تشعر بالملل أو لتكون صادقة بالخوف يكفي أنها بسيارة واحدة مع إبن أبو الذهب، ضمت يديها لبعضهما مردفة :
_ هو أحنا رايحين فين بالظبط يا خاطر..
ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن يقول ببرود :
_ شوية وهنوصل وقتها هتعرفي أحنا رايحين فين بالظبط..
حديثه هذا جعل الأمر أكثر سوءا بالنسبة لها، لذلك قالت بنبرة عالية :
_ وقف العربية دي ونزلني مش عايزة أعرف حاجة ولا أروح معاك في حتة..
ظل كما هو يتابع الطريق أمامه ويبث بداخلها الخوف أكثر، أرتجف جسدها وهي تشعر إنها على وشك الدلوف معه بطريق مجهول الهوية، لعنت نفسها فجنونها هو من أدخلها بتلك الدائرة مع عائلة جميع أفرادها مختلين عقليا..
وقف بالسيارة أخيراً بمكان خالي من أي كائنات حية لتقول بخوف :
_ إيه المكان ده إحنا هنا ليه؟!..
_ أنزلي يا هادية..
____ شيماء سعيد _____
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بخطوات مترددة وساق مرتجفة هبطت هادية من السيارة، مد لها كفه نظرت إليه للحظة قبل أن يحرك رآسه بابتسامة جميلة يحثها على ضم يده وبالفعل مدت يدها ليده ليغلق أصابعه عليها بإحكام..
أخذها بخطوات ثابتة وفتح البوابة الحديدية ثم رفع وجهها بأحد أصابعه لتنظر للمكان حولها، شهقت بصدمة من كم الجمال الذي تراه، ورود بكل مكان باللون الأبيض وقلب كبير باللون الأحمر وبداخله إسمها مع كلمة أحبك باللون الأبيض..
مشهد رائع قدر على خطف روحها منها، نظرت إليه لتجده يجلس على ساقه وبيده محبس زواج، أرتفعت دقات قلبها أكثر وهي لا تفهم شيئا مردفة :
_ هو في ايه؟!..
جذب كفها بقوة ووضع خاتمه بأحد أصابعها ثم قام من مكانه ليقف أمامها مردفا :
_ في إن النهاردة أنتِ كسبتي التحدي وأنا خسرت..
رغم حلاوة الموقف أمامها إلا أن أنفها تشعر بالغدر يقترب منها، رفعت حاجبها بتعجب مردفة :
_بالبساطة والسرعة دي بتقول إنك خسران، مش شايف إنها حاجة مريبة يا إبن أبو الدهب ومتدخلش دماغ عيل صغير؟!..
أبتعد عنها خطوة قائلا :
_ يعني إيه الكلام العبيط ده؟!...
_ يعني عيب أنا مش عيلة صغيرة عشان أصدق الفيلم الهندي الحمضان اللي أنت عامله ده، ترسم إنك خسرت لحد ما أقع في حبك زي العبيطة وفي الآخر أبقى من ضمن حريم عيال أبو الدهب زي فيروز وعطر فيه ايه يا ياض ده أنا هادية..
صدم من قوتها والصدمة الأكبر كانت في فهمها للعبته، هذه الفتاة خصم قوي لا يستهان به على الإطلاق، عاد خطوة للخلف يستعيد بها قوته قبل أن يضع يده على كفها الموضوع به الخاتم مردفا ببرود :
_وماله، بس الخاتم ده لو أتقلع من إيدك هنزعل إحنا الاتنين.
نفضت يده بعيدا عنها مردفة بنبرة ساخرة :
_ ما تزعل والا تتفلق الموضوع مش فارق معايا، وبعدين بعد كدة لما تحب تثبتني ابقى هات نص كباب ونص كفتة مع حلة ورق عنب الكوارع وسيب الورد ده للعيال الفافي..
أطلق ضحكة عالية وغمز لها بوقاحة قائلا :
_ أحبك أنت يا عشوائي، ده أحنا هنعمل شغل زي الفل إن شاء الله..
أومأت إليه ونظرت للمكان حولها بانبهار لتدور حول نفسها بسعادة طفلة صغيرة ذهبت لرحلة ممتعة مع والدها، اقتربت منه وألقت عليه حقيبتها مردفة :
_ خد يا واد يا خاطر خلي دي معاك على ما أتصور بقى تعالى قولي هنا المكان الجامد ده أنت تعرفه منين..
حمل الحقيبة وأخذ منها الهاتف قائلا :
_ تعالي أصورك بنفسي، المكان ده بقى يا ستي بآخد عليه البنات قبل ما أضرب معاهم الورقة العرفي..
ضربت على صدرها قائلة :
_ يا ليلتك اللي مش فايتة أنت كنت ناوي تضرب معايا ورقة عرفي..
أجابها ببراءة :
_ أنا عن نفسي معنديش مشكلة لكن أنتِ وأمك عقارب هتقفوا ليا..
حركت رأسها بقلة حيلة إذا كان الأب كمال أبو الدهب فكيف ستكون الأبناء، السؤال المحير لماذا لم يأخذ أحد منهم جينات والدته رحمة الله عليها فكانت إمرأة حنونة محبة للجميع، انتهت من التصوير واقتربت منه لتأخذ هاتفها والحقيبة ليقول لها بهدوء :
_ نظرة عينك أول ما دخلنا المكان كانت مبسوطة كأنك كنتي هتصدقي وده خطر كبير عليكي يا هادية..
ما قاله حقيقة بالبداية كانت سعيدة، قلبها دق وصدرها طارت بها الفراشات، ولكن هذه هي الحياة أجمل ما بها الأحلام، حركت رأسها مردفة :
_ أي بنت أكيد هتبقى مبسوطة بحاجة زي دي بس لما يبقى أبن أبو الدهب اللي قدامها لازم تشم ريحة الغدر..
____شيماء سعيد _____
بالمساء..
على باب منزل ثريا وقفت أمامه وهي مذهولة، لغى الرحلة وأتى بها إلى هنا عنوة، حاولت التخلص من كف يده المحاصر لكفها منذ خروجهما من المشفى، رفع كفه ليضرب جرس الباب فقالت بنبرة لأول مرة تكن بهذا الضعف :
_ مش هنزله يا كمال بس أرجوك بلاش تقول لهم بالطريقة دي أديني وقتي وأنا هعرف البنات..
رفض بحركة من رأسه مردفا :
_ مش قادر أصدقك، أنتِ ست قادرة ملكيش ضمان..
حاولت منع نفسها من قول أي كلمة تخرجها عن السيطرة ولكنها أردفت بغضب :
_ أنت عارف اللي مصبرني عليك بناتي يا كمال اللي لو عرفوا مش هيبقى اللي أخاف منه أو أبقى عليه..
ألقى عليها نظرة سريعة قبل أن يضغط بأحد أصابعه على جرس الباب، ثانية والأخرى وهي تحاول الفرار من بين يديه إلا أن فيروز فتحت لهما الباب بكل أسف، رفعت حاجبها بتعجب من وجود الأثنين معا وقالت :
_ عمي كمال ومع ماما حصل ازاي ده؟!..
دفعها كمال بخفة للداخل وهو يقول بمرح نابع من سعادته بخبر حمل ثريا :
_ أهو حصل والسلام يا غالية وسعي خلينا ندخل..
أعطت لهما مساحة للدخول ليدلف هو لغرفة الصالون ومعه ثريا الخرساء بالمعنى الحرفي للكلمة، جلس على أحد المقاعد وقال :
_ روحي يا حبيبة عمو هاتي هادية من جوا وعطر جاية مع نوح في الطريق، شعرت فيروز للحظة بأن فريد كشف أمرها فخرجت سريعاً وهي مرتعبة تحدث نفسها :
_ هو ممكن فريد يعمل حركة زي دي؟!.. اه والله ده فاقد كل حاجة حلوة ويعمل أبو كدة، لأ لأ بس برضو مش هيقول إن واحدة علمت عليه ببساطة وأخدت فلوسه وخلعت.. صح كدة صح..
قطع جنونها هادية التي خرجت من المطبخ وهي تحمل كوب من الشاي بلبن، أخذ أول رشفة لترى فيروز بحالة غريبة عجيبة اقتربت منها مردفة بسخرية :
_ عقلك خف والا ايه يا دكتورة ده أنتِ كنتي زينة البنات يا حبة عيني..
_ أسكتي سيبك من الندب عليا وتعالي معايا شوفي المصيبة اللي جوا..
أبتلعت هادية ريقها مردفة بقلق :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ مصيبة إيه دي؟!..
_ كمال أبو الدهب جوا مع ماما في الصالون وعياله وعطر جايين في السكة شكل الموضوع مش سهل..
تركت هادية الكوب على الطاولة الموضوعة بالصالة بكف مرتجف، هل أتى لهنا بسبب فعلة خاطر معها بالصباح؟!.. أردفت برعب :
_ جايين ليه دول هو إحنا ناقصين مصايب تعالي نهرب..
نظرت إليها فيروز بشك قبل أن تقرصها من أذنها مردفة :
_ بقى ليا فترة شاكة فيكي يا بت أنتِ حكايتك إيه بالظبط ومخبية إيه؟؟
وضعت يدها محل أصابع شقيقتها وقالت بالقليل من الألم :
_ أه أيدك تقيلة يا غبية وبعدين هخبي إيه يعني تعالي نتنيل ندخل واللي مخبي حاجة هتبان..
أنهت جملتها وفرت من أمامها سريعاً لغرفة الصالون، دق جرس الباب للمرة الثانية لتذهب فيروز بخطوات بطيئة حتى فتحت لتجد فريد أمامها، قالت بتوتر :
_ فريد هو أنت جاي تعترف على اللي أنا عملته معاك؟!..
أومأ إليها بمكر قائلا :
_ أمال أنتِ فاكرة إن الضحك على ولاد الناس حاجة عادية لأ أنا ورايا أب يبلع الزلط...
كل مرة تراه بها تفكر أين كان عقلها عندما وقعت بغرامه لأول مرة، أبتلعت ريقها بتوتر وقالت بعيون بريئة بها نظرة رجاء واضحة :
_ هرد لك فلوسك بس بلاش فضايح يا فريد إحنا برضو كان في بنا عشرة حتى لو عشرة معفنة وأيام شبه ضميرك..
مال عليها وأخذ خصلة من خصلاتها ولفها حول أحد أصابعه مردفا بملامح حزينة أستطاع رسمها ببراعة :
_ بقى أنا عشرتي عشرة سودة يا بت ده أنتِ كنتي أول حضن وأول قبلة أخدتيني بكر..
ردت عليه ساخرة :
_ كنت قطة مغمضة وفتحت على أيدي بطل كذب يا فريد وبلاش تدخل حد بنا..
أخذ نفسا عميقا وهو يتأمل ملامحها كم هو سعيد بجمعها معه بجملة واحدة اشتاق لكلمة " بيننا" كم هي حلوة وهي معه بنفس الخانة، قرب خصلتها من أنفه آخذا أكبر قدر من رائحتها اللذيذة ثم همس :
_ تفتكري سبتك تمشي وأنتِ تحت أيدي ليه يا فيروز مع إن كان ممكن أتجوزك غصب وأنتِ جوا بيتي؟!..
للحظة ضعفت من تلك الحركة التي كان يفعلها بها كثيراً وكانت تغرق معه بسحره، أبتلعت لعابها هامسة بتوتر :
_ ليه؟!..
_ عشان عايزك بالرضا وعن طيب خاطر، عايز لما أبص جوا عينيك أشوف فيها نظرة الدوبان اللي أنا شايفها دلوقتي دي، عايزك بالحب يا فيروز..
ها هي فاقت من لعنة سحره، ابتعدت عنه بقوة لتشهق بألم من خصلتها الموضوعة بيده، تركها وعاد للخلف مرسوم على وجهه نظرة انتصار، عضت على شفتيها وقالت بسرعة قبل أن تذهب من أمامه :
_ عايزك تفضل تحلم باللحظة دي يا دكتور طول عمرك لحد ما في الأخر تموت مجنون فيروز زي مجنون ليلى..
______ شيماء سعيد ______
بسيارة نوح ظلت طوال الطريق صامتة تشاهده وهو يقود السيارة قفط، لأول مرة تخرج معه بعد زواجها منه، ألقى عليها نظرة سريعة ثم غمز إليها قائلا :
_ الحلو سرحان فيا ليه معجب؟!..
أومأت إليه بهيام وقلوب تخرج من عينيها قائلة :
_ مغرمة كمان والله مغرمة..
مع كل لحظة تمر بينهما يشعر بالانتشاء هذة الفتاة قادرة على أخذ تفكيره منه بكلمة واحدة منها، ألقى عليها قبلة سريعة وعيناه على الطريق :
_ يا أخي يسلملي المغرم..
خجلت من غزله اللطيف جداً بالنسبة لها، لم يمر إلا يوم واحد على زواجهما ولكنها تعيش معه عمرها من جديد بشكل أكثر متعة وحلاوة، سألته بتعجب :
_ ده مش طريق المطار مش المفروض عندنا معاد طيارة؟!..
أطلق ضحكة عالية متذكرا مكالمة والده له، يبدو أن الحاج كمال قرر الدخول لساحة الحروب وسيكون الأمر أكثر من مسلي بمراحل، رد عليها بنبرة مرحة :
_ هنروح نسلم على حماتي الغالية قبل ما نسافر أكيد عايزة تتطمن عليكي..
ابتسمت بسعادة قائلة :
_ حبيبي يا نوح قلبك عليا وعلى ماما بس أنا كلمت ماما الصبح..
_ لأ طبعاً لازم تشوفك بعنيها لتقول أكلت منك أيد والا رجل أمك شايفة عيال كمال عيال أبو لهب..
ضحكت من قلبها حتى وصلا على باب منزلها، قالت وهي تفتح باب السيارة :
_ كفاية عليك إني شايفك أحسن واحد في الدنيا.
حرك رأسه بتعجب وهمس لنفسه وهو يسير خلفها :
_صحيح مراية الحب عميا قال أحسن واحد في الدنيا قال ده أنا عيل زبالة وواطي..
وصلوا أخيراً لغرفة الصالون بعدما فتح لهما خاطر الذي وصل من دقائق، همست ثريا لكمال برجاء قائلة :
_ كمال بلاش الطريقة دي أرجوك أنا خايفة..
وضع كفه على كفها أمام الجميع بلا مبالاة، فكرة أن بداخلها قطعة منه تثير جنونه، غمز إليه فريد مردفا :
_ أكيد اللمة الحلوة دي فيها حاجة يا حاج قول التشويق أخد دماغنا إن في علاقة عاطفية بينك وبين الحاجة ثريا..
أجابه كمال بكل هدوء :
_ هي كدة فعلاً كبيرة ثريا فيروز وأنا كبيري فريد إبني عشان كدة أطلب ليا أيد ثريا..
نظر فريد لفيروز المذهولة من الصدمة قائلا بجدية :
_ طبعا سمعتي يا مدام فيروز كمال ابننا طالب أيد بنتكم المحترمة ثريا..
_____ شيماء سعيد ______
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بمنزل ثريا..
حالة غريبة من الجنون حدثت، قام الشباب لاحتضان أبيهم بسعادة أستقبلهم كمال بكل صدر رحب، شعر بالانتشاء من كم المباركات الساقطة على أذنه من تربية يده الطيبة، ليضم الثلاثة بوقت واحد وهمس لهم بصوت وصل إليهم فقط :
_ الجول الرابع جاي في السكة..
نظروا لبعض قبل أن يقول خاطر :
_ يا كبير يا قدوة أنت عارف يا حاج أنا بمشي في الشارع رافع رأسي لأني أبن كمال أبو الدهب وتربية إيده..
نظرت هادية لوالدتها بصدمة منتظرة أن تسمع منها كلمة رفض تريح قلبها ولكن كانت الصاعقة عندما قالت عطر بمرح :
_ إيه الكلام ده ألف مبروك يا ماما..
أين ثريا من كل هذا؟!.. تجلس بجوار كمال كما هي وتضع كفها على بطنها بعجز شديد، هذا الصغير الذي مازال ينبت بداخل رحمها أعلن هزيمتها، غير قادرة على رفع عينيها بعين بناتها، اذا رفعتها لن تتحمل العتاب، الدهشة، وربما ستكون النظرة الأقوى هي الخذلان..
لأول مرة كمال يكون على قدر عالي من المسؤولية، أشار للشباب بالخروج ثم وضع يده على ظهر ثريا قائلا بهدوء :
_ أخرجي معاهم يا ثريا أنا عايز البنات لوحدنا..
رفضت بحركة سريعة من رأسها ليأخذ نفسا عميقا قبل أن يقوم من على الأريكة ثم جذبها من يدها إلى خارج الغرفة وأغلق الباب خلفه، عاد ليجد الثلاث فتيات واحدة خائفة من القادم والأخرى سعيدة بما حدث والإخيرة تأخذ وضع الهجوم، جلس محله مردفا :
_ أكيد مش موافقين صح؟!..
أجابته هادية بغضب :
_ هو حضرتك كنت مستني رد تاني غير ده مننا؟!..
_وليه لأ؟!..
_ بجد بتسأل ليه لأ، يمكن مثلا عشان عملة إبنك الكبير في أختي والا يمكن عشان اللي ناوي يعمله نوح باشا بعد ما أكل بعقل الحمارة دي حلاوة، ده كفاية أوي كم الجوازات اللي اتجوزتها في السر بعد موت مراتك وأيام ما كانت عايشة، أمي ست شافت كتير ويوم ما تختم السواد ده أكيد مش هيبقى بكمال أبو الدهب..
لم يرد بل أشار لفيروز كي تتحدث هي الأخرى وتقول ما بداخلها فقالت :
_ أنا عشت في بيتك فترة، عمري ما شوفت منك حاجة وحشة، لكن دي أمي وكلنا عارفين إن حضرتك مش هتقدر تعيش مع ست واحدة مهما كانت هي مين، بلاش توجع قلبها وقلوبنا عليها وأقفل على الموضوع ده..
تنهد بهدوء، رغم كل ما سمعه إلا إنه مازال على قدر كبير من الثقة والكبرياء، نظر لعطر بابتسامة حنونة مردفا :
_ وأنتِ يا عطر شايفة الموضوع زيهم كدة؟!..
حركت كتفها ببساطة قائلة :
_ حضرتك فعلاً اتجوزت كتير بس أول مرة تأخد خطوة زي دي، أنا مش مهم عندي حاجة غير إن ماما تكون راضية ومبسوطة وطالما جات معاك لحد هنا تبقى هي كمان عايزة، ربنا يوفقكم يا عمو..
ابتسم قائلا بحديث صادق :
_تفتكروا إيه اللي يخلي راجل بالصفات دي ييجي لحد هنا ويتقدم كمان؟!..
_ ايه؟!..
ضحك بخفة يخفى بها خجله لأول مرة قبل أن يقوم ويفتح الباب ليجد ثريا وثلاث شباب يضعون آذانهم عليه، جذبها ليضمها لصدره قائلا بقوة :
_ الحب يا بنات ثريا الحب ، اتكلمنا كتير وسمعت لآراء الكل لكن طبعاً عارفين إن محدش فيكم فارق معايا وإن القرار الأخير هيكون ليا عشان كدة مش عايز أسمع غير كلمة مبروك..
_____ شيماء سعيد _______
بصباح يوم جديد كانت تجلس ثريا بغرفة السفرة بمفردها، وصلت لمرحلة أنها تخشى حتى الدق على باب غرفة الفتيات، حركت يدها على بطنها بحنان قائلة :
_ متزعلش مني بس أنا خايفة أوي من وجودك، وكمان خايفة عليك أنا مش عايزك تبقى زي كمال المصيبة الأكبر لو طلعت بنت بجينات كمال المهببة دي..
فاقت على كف فيروز الذي طبطب على ظهرها، رفعت وجهها إليها مردفة :
_ زعلانة مني يا فيروز مش كدة؟!..
ابتسمت إليها ثم قبلت رأسها بحب قائلة :
_ أنا عارفاكي كويس يا ماما ومتأكدة إن في مصيبة ورا الجوازة دي بس كل اللي أقدر أقوله دلوقتي إني في ضهرك وقت ما تحبي حد مننا يقف جانبك هنبقى كلنا واقفين..
حديث بسيط ادخل بقلبها أمان ودفء لذيذ، وجدت نفسها تلقي برأسها على صدر ابنتها لأول مرة تأخذ حنان بعدما كانت تعطي فقط، خرجت هادية على هذا المشهد قائلة بسخرية :
_ أهلاً بالمصفوعين من أبو الدهب وعياله..
نظرت إليها فيروز نظرة قوية حتى تصمت فقالت ثريا بتعب :
_ سبيها تقول اللي في قلبها يا فيروز أنا مش زعلانة..
لمعت الدموع بعين هادية لتقترب من والدتها سريعاً وألقت بنفسها أسفل قدميها ويدها تضم يد ثريا مقبلة إياها عدة قبلات وهمست لها بنبرة رجاء واضحة :
_ بلاش الجوازة دي يا ماما الراجل ده وحش مش ده كان كلامك ليا من الأول أبو الدهب وعياله نار اللي يقرب منها لازم يتحرق راح فين الكلام ده دلوقتي؟!..
مسحت ثريا على خصلات هادية بكف مرتجف قائلة :
_ ولسة عند كلامي بس لازم تعرفي كويس أوي إني بحبكم ومعنديش في الدنيا أغلى منكم، بلاش عتاب يا هادية خليكم جانبي وبس لأول مرة بقولكم أنا عايزة أسند عليكم ينفع؟!..
حركت الاثنتان رأسيهما سريعاً لتفتح ثريا ذراعيها لهما، دام العناق دقائق طويلة حتى دق الباب، ابتعدت ثريا قائلة :
_ أبدأوا فطار لحد ما أشوف مين بيخبط..
كانت دقات الباب بصوت طبلة، ارتجف جسدها على سماع صوت أبناء أبو الدهب بأغنية " زينة شباب العيلة الحيلة الحلوة دي جابت رجليه" دارت الدنيا بها وأصبحت رؤيتها بسيطة وضعت يديها على رأسها لتحاول التحلي بالقوة والتغلب على تلك الكارثة، فتحت الباب أخيرا لترى كمال وأبنائه و بالمنتصف مأذون محمول على ذراع الثلاثة يسب ويلعن قائلا :
_ يا أستاذ كمال ده غلط الساعة سبعة الصبح مينفعش تأخدني من سريري بالطريقة دي..
قال نوح بهمجية :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ معلش يا مرات أبويا خدي خطوة ورا خلينا ندخل الراجل بدل ما يقع مننا و يدغدغ..
جز المأذون على أسنانه بعصبية مرددا :
_ نزلوني بقى ما أنا معاكم أهو..
أفسحت لهم المجال وهي مصدومة من ما يحدث أمام عينيها، عن أي مأذون يتحدث وهي زوجته بالفعل؟!.. دلفوا ليضعوا المأذون على الأريكة الموضوعة بالصالة، حرك خاطر يده على رأس المأذون :
_ حقك علينا يا شيخنا بس أسلوبك خلانا نستخدم العنف..
_ أنا ساكت بس عشان الحاج كمال راجل محترم أوعوا تفتكروا إني خايف منكم..
ابتسم إليه كمال وقال بهدوء :
_ أنت عارف العيال دي جيل متهور كان الأفضل تيجي معاهم من غير ما ترفض، فيها إيه يعني لما تكتب كتاب الساعة 7 الصبح..
قبل أن يكمل حديثه جذبته ثريا لشرفة المنزل وهي بحالة من الصدمة، كل ما يحدث معها فوق طاقتها بكثير تشعر كأن بينها وبين الجنون خطوة واحدة فقط، رفع حاجبه ببراءة قائلا :
_ مالك يا حبيتي في عروسة حلوة زيك كدة تبقى مكشرة؟!..
عضت على شفتيها بتعب، هي الآن تشعر بالخمول وليس لديها روح للجدال، أشارت بعينيها للخارج هامسة :
_ مأذون إيه يا كمال وإحنا أساسا متجوزين عند نفس المأذون؟!..
أرسل إليها قبلة بالهواء ثم رفع كفه ليمرره بحنان على وجهها مردفا :
_ متخافيش ده مسلسل هنكتب قدام البنات وخلاص على كدة..
_ طيب أشمعنا النهارده وبدري كدة ما كنا نستنى أسبوع والا حاجة الناس هتقول علينا إيه؟!..
قرص وجنتها واليد الأخرى مسح على بطنها مردفا :
_ مش ابن كمال أبو الدهب اللي ينام برة بيته كفاية أوي ليلة أمبارح، وبعدين ده يوم المنى يا ثريا اللي تمشي فيه أيدك في أيدي قصاد الكل ويبقوا عارفين إنك حلالي..
أومأت إليه وهي مسلوبة الإرادة، ستذهب خلفه للنهاية وبعدها ستأخذ حقها منه بطريقة ثريا..
ذهبت خلفه ليقول كمال بهدوء :
_ يلا يا هادية يا حبيبة عمو أدخلي جيبي لنا الشربات..
حركت رأسها ساخرة وألقت نظرة سريعة على والدتها قبل أن تدلف للمطبخ لتعد القهوة، وضعت القهوة على النار مردفة بسخرية :
_ قال شربات قال،، المناسبة دي يلزمها قهوة سادة ويبقى كتر ألف خيري كمان..
شعرت بيد تلتف حول خصرها لتصرخ بفزع وقبل أن يخرج صوتها كان كف خاطر يوضع فوق شفتيها، قاومته بشراسة بعدما علمت هويته ليقول بنبرة مرحة :
_ اهدي على نفسك يا بسبوسة مهما قاومتي مش هتخرجي من حضني إلا لما أقرر..
أغلقت عينيها لعدة ثواني وظلت ثابتة حتى فتحتها بخبث لتضع كفه بين أسنانها صرخ خاطر قائلا :
_ سيبي إيدي يا بت أحسن لك..
بالفعل تركت كفه ليبتعد عنها خطوة للوراء وعلامات الغضب ظاهرة على معالم وجهه، حركت حاجبيها باستفزاز مردفة :
_ بلاش تلعب بالنار تاني يا أبن أبو الدهب أنت مش قدي.
رسم على وجهه إبتسامة لعوبة وتبخر غضبه ليعود ويقترب منها مردفا بمكر :
_ والله وهيتقفل علينا باب واحد دي هتبقى حاجة آخر قلة أدب..
نظرت إليه بعدم فهم مردفة :
_ هو أنت عقلك هفك وناوي تعيش معانا والا إيه؟!..
قهقة بمرح على غبائها وأشار لها على والدتها ووالده بالخارج وهو يقول :
_ لأ الحاجة ثريا بقت مرات أبويا ومكان الست فين؟!..
أجابته بنفس الغباء وهي تتمنى أن يكون ما وصل إليه عقلها مجرد تخيل :
_ فين؟!..
غمز لها بوقاحة قائلا :
_في سرير جوزها سرير أبويا بقى عندنا في الشقة، ومادام هي هتتجوز يبقى هتأخد معاها بناتها، الشقة عندنا على القد يا دوب كل واحد فينا أوضة وعشان كرم أخلاقي هخليكي معايا في نفس الأوضة..
فارت القهوة ليسقط منها القليل على الأرض، أشار لها بعينيه قائلا قبل أن يتركها ويذهب للخارج :
_ القهوة فارت منك إلحقي بقى بلي الشربات...
وضعت كفها على صدرها وهي تكاد تأخذ أنفاسها المسلوبة، عقلها توقف عن التفكير هي الآن على أبواب الحجيم، ستعيش معه تحت سقف واحد كيف؟!..
_ هبقي معاه في بيت واحد؟!...
أما بالخارج جاء المأذون ليذهب فقال فريد :
_ أستنى يا شيخنا أنا دافع فلوس وعايز أكتب أنا كمان..
تعجب كمال ونظر لفيروز ليري تبدل ملامح وجهها فقال :
_ عايز تتجوز مين يا فريد ما انت متجوز..
_ عايز أتجوز هادية..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بمنزل فريد.
أخذت هالة تتابع أحد البرامج على التلفاز بملل شديد وبين كل دقيقة والأخرى تنظر لهاتفها المحمول، الساعة العاشرة صباحاً وفريد من ليلة أمس خارج المنزل، تنهدت بتعب وجملة والدها تعود برأسها من جديد :
_ ده مش حب ده قلة قيمة، شخصيتك اختفت من يوم ما حبيتي البني آدم ده..
ابتسمت على حالها يا ليت والدها يعلم الحقيقة كاملة، دق قلبها مع سماع صوت خطواته تقترب من الغرفة فقامت سريعاً لتفتح الباب مردفة بلهفة :
_ كنت فين كل ده يا حبيبي وحشتني أوي وقلقت عليك أوي أوي..
جذبها بحنان ليضمها لصدره ثم وضع أعلى رأسها عدة قبلات حنونة، أخذت هي نفسا عميقا ثم رفعت نفسها قليلاً ليصل إليها أكبر قدر من رائحة عنقه المميزة، بعد دقيقة كاملة أبعدها عنه مردفا :
_ أنا خطبت..
أتسعت عيناها بذهول، فتاة ثالثة بحياته؟!. تشوش عقلها بعدم فهم وقالت :
_أنت لحقت تزهق من فيروز عشان تخطب بعدها..
ألقى بجسده على الفراش بتعب مشيراً إليها لتاتي بين أحضانه نفذت أمره ونامت على صدره ليقول بنبرة هادئة :
_ أنا متجوزتش فيروز، لكن خطبت هادية أختها النهاردة الصبح..
صدمة جديد حلت على رأسها ما السحر المميز بفتيات تلك العائلة؟!.. أبتعدت عنه وعينيها تبحث عن الإجابة بداخل عينيه هامسة :
_ وهي موافقة تتجوزك بعد اللي أنت عملته في أختها..
أومأ إليها ببساطة وابتسامة حنونة :
_ موافقة وفرحي عليها هيبقى أخر الشهر، بس سيبك من كل ده أنتِ مالك حلوة النهاردة كدة ليه؟!..
نسيت كل شيء وابتسمت إبتسامة بلهاء تدل على مدى سعادتها قائلة :
_ بجد يا فريد أنت شايفني حلوة؟!..
تحرك قليلاً لتسقط من فوق صدره على الفراش وضم خصرها لتبقى مقيدة بين يديه هامسا :
_ أنتِ متأكدة إنك ست حلوة أوي ومش محتاجة رأيي عشان تتأكدي من ده..
نفت بحركة بسيطة من رأسها بحزن ثم قالت :
_ المهم إني أبقى في عينك حلوة مش فارق معايا حاجة تانية..
طبع قبلة خفيفة على جفن عينها مجيبا عليها بقوة :
_ لو مش حلوة في عيني مش هقرب منك، أنا راجل بحب الستات ومش أي ستات لازم تكون حلوة وأوي كمان..
ضمت نفسها إليه برجفة بجسدها من كم المشاعر التي تشعر بها على يده مردفا بذوبان :
_بعشقك يا فريد..
____ شيماء سعيد _____
بمنزل خاطر دلفت إليه نوسة زوجته السرية السابقة لتجده يضرب بأي شيء أمامه بالحائط ابتلعت لعابها بتوتر وعقلها حثها على الرحيل من أمامه قبل أن يتحول عليها، وقبل أن تخطو بساقها خطوة واحدة للخارج جذبها من خصلاتها لتسقط على الفراش صارخا بغضب :
_ اترزعي هنا هو أنا طلبت منك تروحي في حتة..
حركت رأسها سريعاً نافية قالت بنبرة صوت متقطعة :
_ قولي بس مالك يا سيد الناس إيه اللي مزعلك؟!..
ماذا يقول، يقول أنه أخذ أول صفعة بحياته من امرأة؟!.. كيف يقولها؟!.. يغلي يشعر بغليان بأعماق قلبه يحثه على حرق الأخضر واليابس، ابنة ثريا لعبت به والآن وافقت على الزواج من شقيقه..
مع اشتعال جسده خلع قميصه وألقى به على الأرض قائلا :
_ قومي هاتي ورقتين عرفي من جوا ونادى البواب..
أتسعت ابتسامتها من جملته، سيعود زوجا لها من جديد وهذا يوم عيدها، قامت سريعاً لتفعل ما طلبه منها وخلال دقائق كانت بين أحضانه، مررت يدها على صدره هامسة :
_ شكلك مش مبسوط اننا رجعنا يا سي خاطر..
_ لا مبسوط ولا طايقك بس جوايا طاقة مكبوتة لازم تخرج..
رغم غيظها من رده الا إنها صمتت وذهبت معه بأرض ممتعة لا يستطيع رجل أخذها إليها من وسط كل علاقاتها إلا خاطر أبو الدهب، بعد وقت طويل انتهى وكأنه بداخل حرب ولكن نيران قلبه لم تنتهي، زاد الأمر سوءا مع وصول رسالة واتساب على هاتفه أخذ الهاتف ليراها ويا ليته لم يفعل " أكيد أنت حاليا بطلع همك في واحدة من ****** اللي تعرفهم، تعيش وتأخد غيرها يا إبن أبو الدهب"..
اللعنة هذه الفتاة تقوده للجنون، قام من على الفراش مردفا :
_ ماشي يا بنت ثريا أقسم بالله ما حد جايب عينك الأرض غيري عشان تعرفي أنتِ بتلعبي مع مين كويس..
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل كمال..
بغرفة فيروز وهادية، ظلت فيروز صامتة منذ ما حدث، أخذت تضع ملابسها بخزانة الملابس الجديدة وبعدما إنتهت ألقت نظرة سريعة على هادية التي تفرك بيدها بتوتر وقالت بهدوء :
_ أحط هدومك في الدولاب معايا وإلا هتعمليها أنتِ؟!..
هذا الصمت قاسي على قلبها، قامت من على الفراش بخطوات بطيئة وعينيها بالأرض لا تعرف ماذا تقول أو كيف تشرح، وقفت أمام فيروز وقالت بحزن :
_ هتفضلي ساكتة كتير؟!.. أكيد في كلام بنا لازم يتقال مش كدة؟!..
فتحت فيروز ذراعيها لتتعجب هادية من هذا التصرف الا أنها ألقت نفسها بين أحضان شقيقتها وكأنها وجدت أخيراً طوق النجاة، قدرة فيروز على ما يحدث حولها إنتهت، تلك الحرب خاسرة وكل من حولها يخوضها بلا وعي، مررت كفها على ظهر هادية مردفة :
_ اية رأيك يا هادية لو نحجز كلنا عند دكتور نفسي، حاسة إن بعدها هنرتاح كلنا..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أبتعدت عنها هادية بذهول قائلة :
_ أنتِ بتقولي إيه إحنا مش مجانين عشان نوصل للمرحلة دي، لو فعلاً عايزة ترتاحي يبقى لما نأخد حقنا الأول..
فلتت ضحكة ساخرة من فيروز قبل أن تردف :
_ حقنا من مين؟!.. المثل بيقولك اللي ميخافش ربنا خافي منه، عيلة أبو الدهب كلها ماشين غلط من غير ما يحسوا بلحظة ندم واحدة، هادية حبيبتي أنتِ الوحيدة فينا دلوقتي اللي لسة على الشط، أبعدي عن الطريق ده أنا مش عايزة أخسرك..
_ أنا نزلت البحر فعلاً وحالياً يا أما أغرق أو أطلع سليمة..
جذبت فيروز خصلاتها بجنون وقالت :
_ فريد وخدك كوبري وممكن عادي يقعد معاكي يومين ده واطي لكن بعد كدة هيكون مصيرك إيه؟!..
أقتربت هادية من شرفة المنزل ونظرت لخاطر الذي يهبط من سيارته وعلى معالم وجهه حالة من الغضب، رفعت كفها إليه وأرسلت له قبلة بالهواء مردفة لفيروز :
_متخافيش في واحد تاني عايزني ومش هيخلي فريد يقرب مني، المرة دي مش هنخسر يا فيروز ولاد أبو الدهب هما اللي هيخسروا بعض..
جلست فيروز على الفراش قائلة بتعب أعصاب :
_ محدش فينا هيطلع كسبان يا هادية....
_أنا هطلع كسبانة متخافيش..
أنهت جملتها وخرجت من الغرفة، تعلم أن المواجهة صعبة خصوصا مع شخصية مجنونة مثل خاطر ولكنها ستكون أكثر من متحمسة لرؤية رد فعله، بخطوات سريعة وصلت لباب المنزل حتى تفتحه له قبل أن يفتحه هو، رفع رأسه ليراها أمامه تبتسم إليه إبتسامة مستفزة، قائلة :
_ شوفتك وأنت جاي قولت لازم افتح لك الباب بنفسي عشان تحس إن بقى عندك أخوات بنات في البيت..
جاءت إليه بنفسها دون أن يبذل معها أي مجهود، وهو أكثر من مرحب بذلك، لون شعرها البني الغامق لفت نظره ليمد يده مرة واحدة وياخذه بكل قوة ويسير بها لغرفة نومه، وضعت يدها على يده قائلة بألم :
_ شيل أيدك يا حيوان أنت بتوجعني..
أغلق باب غرفته بساقه ثم تركها مردفا ببرود :
_ أدخلي حضري الحمام..
جزت على أسنانها بغيظ قائلة :
_ حمام إيه ما تفوق بدل ما أمسح بيك بلاط الحمام..
_ تؤ تؤ كدة أزعل منك يا هادية، مش الأخوات برضو بيحضروا لبعض الحمام خصوصاً لو الأخ ده تعبان وشقيان..
مستفز ولكنها هي الأخرى تأخذ لقب مستفزة عن استحقاق، أومأت إليه ودلفت للمرحاض ليدلف خلفها مبتسما فقالت :
_ مش كان أولى تستحمى في المكان اللي كنت شقيان فيه؟!..
حرك رأسه بمكر ووضع أصبعه تحت الماء ليقيس درجة الحرارة قائلا :
_ كتر خيرهم عملوا معايا الواجب كمان هطلب منهم يحضروا الحمام هبقي قليل الذوق أوي..
إنتهت من وضع الماء وقالت وهي بطريقها للخارج :
_ طول عمرك بتعرف الأصول، همشي بقى عشان أرن على خطيبي..
قالتها لتخرجه عن بروده هذا إلا أنه جذبها لتسقط معه بحوض الاستحمام مردفا :
_ طول عمرنا أبويا معلمنا لما يكون معانا حاجة نقسمها سوا، وفريد عمره ما عز عليا حاجة نفسي فيها..
______ شيماء سعيد ______
بغرفة كمال..
كان الحال عجيب، الغرفة بأكملها شموع غارقة ببحر من الورد الأحمر، نظرت إليه ثريا بذهول وقبل إن تخطو خطوة واحدة للداخل حملها بين ذراعيه مردفا بحنان :
_ مفيش عروسة تدخل بيتها على رجليها أبداً هشيلك بين أيديا عشان أفضل العمر كله شايلك..
لمس قلبها بجملة بسيطة جعلها ترتجف من حلاوة تلك المشاعر، وضعت كفها على صدره لتحاول النزول إلا إنه تمسك بها أكثر مردفا :
_ بطلي فرك دي ليلة مفترجة...
_ وايه المناسبة إن شاء الله؟!..
وضعها علي الفراش المزين بقلب من الورود قائلا بمكر :
_ مهي الليلة دخلتنا يا عروسة، مش الناس كلها عرفت إنك مراتي يبقى لازم أدخل..
بحركة مفاجأة ضربته على صدره ليفقد توازنه ويسقط أرضا، أصابته حالة من الذهول بسببها جرئتها تلك في التعامل معه، فهي منذ أول ليلة لهما معا هادئة مطيعة رغم قوتها تأتي أمامه وتبقى صامتة، قال :
_ في إيه يا بت مالك جبتي الصحة دي كلها منين..
أجابته وهي تسند ظهرها على الفراش وتضع كفها على بطنها تمرر اياه على طفلها بحنان مردفة ببرود :
_ اتجوزتك عشان الواطي اللي كان قبلك صورني وباع الفيديو ليك، كنت مذلولة طول السنين اللي فاتت دي عشان خايفة من الفضيحة من شكلي أدام بناتي أما دلوقتي بقي معنديش حاجة أخاف عليها أو منها يا أبن أبو الدهب..
اللعنة يبدو أنه فقد سيطرته بالتحكم بها، جذبها من خصرها لتبقى بين أحضانه هامسا بنبرة لعوب :
_ بلاش نبوظ الدخلة ونبقى نحل المشاكل العائلية دي بعدين، تعالي في حضني خليني أحس بطعم السمنة البلدي..
حركت رأسها بنفي وهمست وهي تلعب بزر قميصه :
_أنت دخلت من زمان، تبعد بالأدب والا أصوت وألم عليك البنات والرجالة يا أبو الرجالة؟!..
أبتعد عنها مثل الطفل الصغير الذي حرم من وجبة الايس كريم المفضلة لديه وأردف بحسرة :
_ بس ده ظلم يا ثريا..
أجابته بسخرية قبل أن تفتح حقيبة ملابسها وتأخذ منها منامة النوم خاصتها وتدلف بها للمرحاض :
_أهو مرة من نفسك تبقى مظلوم بدل ما أنت أبو لهب طول الوقت..
أغلقت الباب بوجهه ليحرك رأسه برفض لما يحدث أمامه، هو قتيل تلك الليلة ولن يتركها مهما فعلت، إذا كانت تريد أخذ حقها فهو موافق ولكن إلا الليلة، خلع قميصه بهمجية وخلفه بنطلونه ثم بحركة جنونية ضرب باب المرحاض ليسقط أرضا قائلا :
_تصوتي تلمي عليا الحي كله مش كمال أبو الدهب اللي يتعمل فيه حركة زي دي، الليلة دي بالنسبة ليا يا قاتل يا مقتول يا ثريا..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بعد مرور أربعة أشهر..
بالمشفى الخاصة بفريد، أنتهت فيروز من الكشف على المريض وهي تحاول بشتى الطرق فتح عينيها من شدة الإرهاق، حملت الطفل بحنان وقدمت الصغير لوالدته المنهارة بالبكاء مردفة بهدوء :
_ إهدي يا مدام هو الحمد لله بقى بخير بس لأزم يطاهر لأن كدة غلط عليه..
ردت عليها المرأة بنبرة مرتجفة :
_أنا جوزي سافر من أسبوع ومش عارفة أعمل إيه دلوقتي حتى المستشفيات الحكومية رفضت تقرب من الولد، أرجوكي أعمل أي حاجة وأنا معايا الدبلة هديها للحسابات تحت لحد ما أجيب الفلوس..
أشفقت على حالها وتذكرت موقف شبيه هذا بعدما انفصل والدها عن والدتها، وقتها كانت عطر تحتاج لعملية الزايدة ولم يفعلها أحد إلا فريد ومن ماله الخاص..
حركت رأسها سريعا تنفض تلك الذكريات من داخلها ثم قالت بهدوء :
_ الموضوع محتاج دكتور جراح، إرتاحي هنا خمس دقايق وأنا هتصرق..
ضمت السيدة ولدها لها أكثر ووضعت عدة قبلات خفيفة على رأسه لتبتسم فيروز وتذهب لمكتب فريد، دقت على الباب مرة والثانية حتى وصل إليها صوته الهادي يإذن لها بالدخول، فتح الباب وأقتربت من المكتب بخطوات سريعة قائلة :
_ دكتور فريد في ولد لأزم يطاهر حالا بس والدته مش معاها الفلوس، أعملها وأنا هدفع حساب المستشفى..
أزال نظارته الطبية عن عينيه وأغلق الملف الموضوع أمامه، نظر لعينيها وجد بداخلهما لهفة وخوف، قام من مقعده واقترب منها مردفا بهدوء :
_ أهدى مال وشك أصفر كدة ليه؟!..
وصل إليه رجفة كفها ليضغط عليها بحنان قائلا :
_ في أيه يا فيروز متخافيش هدخل أعمل للولد اللازم وعلى حسابي كمان بس أهدى أنتِ..
أومات إليه عدة مرات وجلست على أقرب مقعد، كيف تقول إن مشكلتها أكبر بكثير من هذا الصغير، أعصابها أصبحت منهارة مع أي شعور بالتوتر يبدأ جسدها بالإرتجاف، رفعت عينيها بتعب لتجد صورة شقيقتها موضوعة على مكتبه، هنا فقط زاد عليها التعب، همس إليها بقلق :
_ أنتِ كويسة والا لأ ؟!.. تعالي أكشف عليكي..
نفت بحركة سريعة من رأسها ثم أجابت عليه بنبرة منخفضة :
_ أنا كويسة روح شوف الولد..
رفضت وهو يقول :
_ ولد إيه دلوقتي أنتِ عندي أهم..
نظرت إليه بلمعة عين دامعة واضحة أمامه مثل الشمس، مازال لديها سحر خاص يجعله ينجذب إليها بلا مجهود، جلس بجوارها وأخذها بلطف أذاب قلبها بين أحضانه وبكل أسف هدأ جسدها وبدأ يدلف إليها شعور الأرتياح رويداً رويداً، وضع قبلة حنونة على خصلاتها مردفا :
_ نامي يا فيروز أنتِ تعبانة ومحتاجة ترتاحي..
كما هي تضع رأسها على صدره وعينها على صورة شقيقتها الموضوعة على سطح المكتب، مر خمس دقائق وذهبت للنوم سريعة، شعر بإنتظام أنفاسها ليقوم بحرص شديد ويفتح لها الكنبة لتتحول لفراش، وضع قبلة حانة على رأسها وذهب ليري الطفل مردفا لنفسه :
_ فيروز تعبانة قوي ومفيش ليها دوا غيري..
____ شيماء سعيد ______
بمنزل أبو الدهب..
خرجت هادية من غرفتها بخطوات بطيئة حتى لا يسمعها أحد ثم أقتربت من خزنة الأحذية وأخذت حذاء من اللون الأبيض، وضعت الحقيبة بحذر ونظرت حولها تتأكد من خلو المكان من أي شخص وخصوصاً خاطر وبدأت في أرتداء الحذاء، شهقت بفزع وهي ترى باب المنزل يُفتح ويدلف منه خاطر..
قامت من مكانها سريعا متذكرة تهديده لها بحوض الإستحمام عندما قالت برعب :
_إيه اللي أنت بتقوله ده أنا هبقي عرض أخوك وحرمة بيته مش تلاجة عشان تتقاسم فيها معاه سبني يا خاطر سبني..
جملتها جعلته يفوق من جنونه بفكرة وضع صك ملكيته عليها لمجرد ضمانها إليه، تركها فقامت سريعا وهي تحاول أخذ أنفاسها وأخر ما سمعته قبل أن تفر من الغرفة :
_ مش عايز أشوفك تاني ولو صدفة يا هادية ده لو عايزة فعلاً تبقى مرات فريد وتفلتي من تحت أيدي لكن لو شوفتك هتبقى أنتِ الخسرانة ومش هيفرق معايا..
نفذت أوامره بالحرف وطوال مدة الأربعة أشهر ترفض حتى التواجد معه على نفس السفرة، حاولت الفرار من أمامه الا إنه قال بابتسامة باردة :
_ أهدى يا هادية أنا مش هعملك حاجة..
إبتلعت لعوبها بتوتر من هذا الإستسلام ثم رفعت عينيها إليه ونظرات الشك واضحة بعينيها مردفة :
_ وده من إيه؟!..
حرك كتفه ببرود قائلا :
_ ولا حاجة كل الموضوع إنك الأسبوع الجاي هتبقى مرات أخويا يبقى لأزم نحل المشاكل اللي بنا هيكون أفضل بكتير خصوصاً عشان شكل علاقتنا الفترة الجاية..
صُدمت من حديثه وصدمتها الأكبر إنه سوف يتركها لفريد، حاولت التحمل على قدميها التي أعطت إليها إشارة بالسقوط، هل بالفعل ستصبح زوجة فريد؟!.. قالت بتردد :
_ ناوي على ايه يا خاطر؟!..
_ مش ناوي على أي حاجة زي ما قولتلك الأفضل إننا نحل المشاكل اللي بنا وكأننا بنتعرف لأول مرة، أنتِ كانت أمنية حياتك تاخدي بتار أخواتك البنات من أولاد أبو الدهب فاظن حاليا تقدري تاخدي بتارك من فريد اللي طلق أختك وإن شاء الله تولعوا أنتوا الاتنين في بعض..
اه يا ملعون وضعها في فك الأسد والآن يفر، شعرت إن العالم يدور من حولها باقي ثانية واحدة متبقية وتفقد وعيها، أخذت دقيقة كاملة ظلت بها صامتة قبل أن تأتي إليها القوة لتكمل أرتداء حذائها مردفة :
_ ماشي يا خاطر كويس إنك طلعتني من دماغك..
أرسل لها قبلة بالهواء مردفا وهو يشاهدها تذهب بخطوات غاضبة :
_ أمانة عليكي أول عيل يبقى إسمه خاطر يا أم خاطر..
عادت إليها روح العناد، لتلتف بوجهها إليه وأقتربت منه بدلال رسمته على معالمها بطريقة محترفة مردفة:
_ هو أنا أطول أسمي إبني على أسمك يا خاطر، بس مش هتبقي حلوة في حقك خالص، إن أسمك إللي بقي علامة لأي بني آدم قليل التربية، يشيله إبني إللي هيبقي متربي أحسن تربية..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
رفع حاجبه بسخرية قبل أن يطلق العنان لضحكته الرنانة مردفا:
_ لأ متخافيش ده هيبقى شايل جينات أبو الدهب مهما حاولتي تربي فيه هتبقي النسوان وقلة الأدب بيجروا في دمه..
_ هتشيلي الشمعة يا خاطر وأنا دخلة على أغنية طلي بالابيض طلي..
أومأ إليها بحماس شديد مردفا:
_ ده إحنا عنينا ليكي هشيلك أنتِ شخصيا لحد أوضة النوم..
______ شيماء سعيد _____
بمنزل نوح..
إنتهت عطر من وضع الطعام على السفرة وهي تبتسم لنفسها بفخر على هذا الإنجاز، أخذت نفس عميق وأصابعها تسير على قميص نومها الوردي هامسة بخجل :
_ نوح بيحب اللون ده قوي وأنا لأزم أبقى دايماً زي ما هو عايز..
دق قلبها مع رجفة لذيذة أصابت عمودها الفقري مع سماعها لفتح باب المنزل، زادت إبتسامتها إتساع وقبل أن تقترب منه أو تنطق بكلمة واحدة دلف دون أي يعيرها أي إهتمام لغرفة النوم..
رفعت حاجبها بتعجب وذهبت خلفه، فتحت باب الغرفة لتجده يزيل قميصه عن جسده بعصبية فقالت بتردد :
_ مالك يا حبيبي في حاجة حصلت في الشغل مزعلاك؟!..
ماذا يقول إنه عقيم؟!.. يقول كما قال الطبيب إليه إنه يصعب عليه الإنجاب تحت أي ظرف؟!.. صمت وأكمل تبديل ملابسه لتقول بقلق :
_ نوح أنا بكلمك قولي مالك؟!..
أنتفض جسدها على أثر ضربه للمقعد الموضوع أمام الفراش، عادت خطوة للخلف بخوف لأول مرة ترى نوح بتلك الطريقة، حاولت التحدث الا أنه سبقها صارخا :
_ أخرسي بقى مش عايز أسمع صوتك، غوري يلا أطلعي برة..
أتسعت عينيها بذهول، ترقرقت الدموع بداخل مقلتها بحزن، جرت خيبتها خلفها بقلة حيلة وتحركت للخارج لتعود على صوته الذي تحول للبرود :
_ مينفعش تفضلي قدامي باللبس ده..
خرج صوتها الباكي :
_ ليه؟!..
مد يده بجيب البنطلون الخاص به وأخرج منه ورقة وقدمها لها، أخذتها منه بكف مترجف وفتحتها وألم قلبها يزيد، تشعر وكأن بداخل تلك الورقة كارثة ستأخذ قلبها الصغير إلى الجحيم، أهتز جدران قلبها وتوقف عقلها عن الإستيعاب، صدمة، خوف، رفض، أشياء كثيرة تحثها على غلق عينيها والهروب من ما هي مقبلة عليه..
طلقها؟!... تخلي عنها؟!.. هل هي الآن تحمل هذا اللقب؟!.. أصحبت إمرأة مطلقة بعد أربعة أشهر فقط من زواجها منه؟!.. لا لا، يستحيل نوح يفعل بها ذلك..
نظرت إليه بنظرات مبهمة ، ذكريات سنوات طويلة تمر أمام عينيها وأولها نصائح والدتها وأخواتها إليها بالبعد عن رجل مزواج مثل نوح أبو الدهب ، عادت خطوة للخلف وشعورها بالاختناق يزداد من رائحة عطره القريبة منها ، أخيراً وجدت الفراش خلفها لتلقي بجسدها على أقرب جهة مردفة:
_ إيه الورقة دي يا نوح ؟!..
رفضت عيناه النظر إلي عينيها ، ربما حان وقت الرحيل ولكن المواجهة أبشع بكثير ، رسم على وجهه إبتسامة باردة قبل أن يقول:
_ ورقة طلاقك ، أنتِ طالق يا عطر..
أهو قالها بلسانه ليثبت الأمر ؟!. سقطت دمعه خائنة من عينيها مسحتها سريعاً وهمست إليه بتردد:
_ طيب ليه إحنا بقي لنا أربع شهور متجوزين..
رده الساخر قتلها ونظرته الوقحة جعلتها تغرق ببحر من الإهانة:
_ كتير عليكي الأربع شهور دول ، زهقت ومحتاج أغير..
برودة غريبة مرت بجميع أطرافها ، بلعت مرارة ما قاله بحلقها ثم أشارت على نفسها بذهول:
_ زهقت مني أنا ؟!..
أن يظهر أمامها باسوء الصور أفضل بكثير من شعورها بالشفقة عليه مع معرفتها بأنه رجل عقيم ، أومأ إليها بقوة قائلاً:
_ أيوة ومن حسن أخلاقي كتبت البيت ده بإسمك تقدري تقولي مكافأة نهاية الخدمة..
بحركة مجنونة جذبت يده ووضعتها على معدتها مردفة بآخر طوق نجاة بالنسبة لها:
: أنا حامل يا نوح
جملة تخيل غبائها انها ستربط بينها وبينه، جملة كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير، أخذ عقله يرددها أكثر من مرة، زوجته تحمل ببطنها جنين وهو لا يقدر على الإنجاب،، كارثة جعلت الدماء تفور برأسه لم يشعر بنفسه إلا وهو يضمن عنقها بيديه الإثنين مرددا بحالة جنونية :
_ حامل يعني إيه حامل، أنا متخنش يا بت ثريا نوح أبو الدهب مفيش ست تقدر تعمل فيه كدة..
شعورها بالهلع والاخنتاق جعلها تصمت وترفض المقاومة، قالها عقلها بكل صراحة " الموت على يده سيكون أفضل الحلول له ولها ولتنتهي تلك القصة إلى الأبد"..
______ شيماء سعيد ______
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بمنزل بمكان شبه خالي بمدنية القاهرة، ظل نوح ثابتا أمامها يتابعها وهي نائمة بصمت، ربما أنفذ حياتها من بين يديه بآخر لحظة إلا أنه مازال يريد أخذ روحها، جلس على أقرب مقعد وهو بحالة معقدة، ملامح وجه شاحبة وعيون يخرج منها شرارات حمراء، أنفاسه ثقيلة ورأسه بداخلها ضجة وصراخات مكتوبة، أغلق عينيها وتاه بعيدا يتذكر زيجاته السابقة وطلاقه المتكرر عندما تأتي لأي منهن فكرة الإنجاب..
كان يهرب دائماً بحجة الملل خائفا من كشف الحقيقة، حاول العلاج سنوات والفشل حليفه بكل مرة، مؤلم الشعور بالعجز والألم الأكبر من شعور الحرمان، ربما يكون مثل الطير لا يحبذ الجلوس بمكان واحد ولا يعترف بالمسؤولية والأطفال مسؤولية كبيرة هو غير قادر عليها، عندما اكتشف الكارثة أصبح شغله الشاغل مشاهدة أي طفل وضمه لصدره..
سقطت دمعة ساخنة من عينه وهو يؤكد لنفسه أن هذا الحلم مستحيل، حاول أن تعتاد يا نوح إنك لن تسمع كلمة أبي أو تحمل بين يديك قطعة منك أبداً، تعالت شهقاته مثل الطفل الرضيع الخائف بمفرده، رجفة ضعيفة أصابت جسده بالكامل مع نبرة صوتها المختنقة وهي تهمس بأسمه :
_ نوح..
يا ليته قادر على تلك المواجهة يا ليته شجاع حتى ينظر إليها، ضغط على عينيه أكثر يمنعها من خوض تجربة أكثر ألما وهي النظر لعطر، ابتلعت لعابها بصعوبة من وجودها بمكان غير منزلها معه، جسدها بالكامل يؤلمها رغم أنه لم يمد يده عليها، آخر ما تذكرته نعته لها بالخيانة، ضغطه على عنقها حتى فقدت وعيها وفقدت معه الأمل بالحياة، تحاملت على جسدها وقامت من على الفراش مقتربة منه مردفة :
_ نوح..
أخذ الأمر منه عدة ثواني قبل أن يرفع وجهه إليها بإبتسامة حنونة قائلا :
_ يا قلب نوح..
ذهلت من هذا التغيير العجيب وعادت للفراش مرة أخرى بخوف مرددة :
_ إنت طلقتني والا أنا كنت بحلم؟!..
جلس بجوارها على الفراش وقال :
_ أنتِ بجد حامل يا عطر؟!..
إذا فهو طلقها بالفعل، كيف تقول أنها قالت هذا فقط حتى تظل زوجته؟!.. عضت على شفتيها وأكملت كذبتها قائلة :
_ أيوة حامل..
حامل... كلمة بسيطة من أربعة أحرف تمنى سماعها لسنوات طويلة وعندما أتت إليه طعنته، هل تلك الصغيرة بالفعل تخونه؟!.. هل كان أمامها مغفل لتلك الدرجة؟!.. قدر شيطانه على اللعب برأسه ليقول ببرود :
_ مبروك..
_ أنتِ طلقتني يا نوح صح؟!..
للمرة الثانية تعيد الجملة وتتمنى لو كذب عليها وقال ما تود سماعه إلا أنه قال بقوة :
_ طلقتك يا عطر خلينا هنا كام يوم لحد ما فرح فريد وهادية يعدي مش عايزين نبوظ فرحتهم..
جذبته من خلف ملابسه صارخة بعصبية :
_ فرحة إيه فيروز كان عندها حق إنتم عيلة قذرة، أنا لازم أروح أقول لهادية الحقيقة قبل ما تقع فيكم هي كمان..
ضحك ساخرا وأردف :
_ إحنا عيلة قذرة يا زبالة أحمدي ربك إني سايبك لحد دلوقتي عايشة، عارفة أنا ليا مزاج إبنك ييجي للدنيا عشان أخد روحه قصاد عينك..
قالت بتقطع :
_ إنت بتقول إيه عايز تموت إبنك عشان مني؟!..
لا لم يتحمل أكثر من ذلك، سقط بكل قوته على وجهها لتسقط بعدها على الأرض، حاولت أخذ أنفاسها بألم وهي تراه يضغط بساقه محل بطنها مردفا :
_ لو مات دلوقتي هبقي برحمك وبرحمه وأنا مفيش حاجة هتشفي ناري إلا لما أحرق قلبك عليه..
ما تمر به الآن على يده مرعب، ابتعد عنها وهو يشعر بالاشمئزاز لتتكور حول نفسها بنظرات نادمة على هذا الحب، يا ليتها قادرة على العودة بالزمن للخلف أو حتى على الهروب من بين براثنه الآن..
______ شيماء سعيد _____
عند هادية..
خرجت من المطبخ وهي تحمل فنجانا من القهوة ثم دلفت به لغرفة المعيشة لتجد فريد يجلس أمام التلفاز بانتظارها، تنهدت بعمق قبل أن تضع الفنجان أمامه على الطاولة بصمت، أرتشف منه عدة مرات قبل أن يقول بهدوء :
_ طلبتي أننا نتقابل ضروري ومن أول ما دخلت وأنتِ قاعدة ساكتة إسمه إيه ده؟!..
كان التردد على ملامحها واضحا جداً لذلك ابتسم إليها بهدوء يحثها على التحدث لتقول :
_فريد أنا عمري ما طقتك في حياتي كلها وقبل ما فيروز تتجوزك قولتلها إنك هتبقى غلطة عمرها..
صدم من جرائتها أو ليكون أصدق وقاحتها، ومثل العادة لو للوقاحة عنوان سيكون أبو الدهب ورجاله، أومأ إليها ببساطة قائلا :
_ إحلويت في عينك بعد تجربة فيروز والا إيه؟!..
رسمت على وجهها إبتسامة باردة فهي تعلم أخلاقهم جميعا ثم قالت :
_ لأ كنت بعاند في خاطر بصراحة وبحاول أحرق دمه بس مادام الموضوع دخل في الجد فأحب أقولك أنا مش لعبة خلينا نفضها سيرة أحسن..
رفع حاجبه بسخرية واضحة وأخذ كوب القهوة ليكمله بهدوء، كانت تتابعه بتعجب من هذا الرد، تعتبر هي مجنونة ووقعت بداخل عائلة تربوا جميعا بإحدى المستشفيات النفسية، زفرت بملل قائلة :
_ ها يا فريد رأيك إيه عايزين نخلص بقى..
أخيراً انتهى فنجان القهوة، قام من محله بخطوات بطيئة أغلق التلفاز وبعدها عاد إليها بنفس البطء، مريب هذا الرجل وقدر على إرعاب قلبها، خرجت منها شهقة خفيفة وعادت للخلف وهي تشعر بشفتيه تضع قبلة أعلى رأسها هامسا وهو يأخذ أكبر قدر من رائحة عطرها :
_ من أول مرة شوفتك حبيت عنادك قوي وكنت أتمنى أروضك إلا إني وقتها كنت جوز أختك، دلوقتي الفرصة دي جات ليا على طبق من ذهب يا هادية ومش ناوي أحلك إلا لما أحس إني عايز كدة، عايزك باقي الأسبوع ده تهتمي بصحتك كويس جداً وتفكري إزاي تكوني زوجة مطيعة للدكتور فريد أبو الدهب..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
هذا الرجل مريض نفسي.. تعترف أنه قدر بكل بساطة بث الخوف بأعماق قلبها، أبتعد عنها وبداخله شعور بالانتشاء رهيب، يعترف أنها أول فتاة تقف أمامه وهذا ما جذبه ليخوض تلك التجربة معها، غمز لها بطرف عينه مردفا :
_ هي القطة أكلت لسانك والا إيه؟!.. عايز أسمع صوتك..
_ أنت طبيعي؟!..
خرجت نبرة صوتها مهزوزة، أومأ إليها وهو ينظر إلى ساعته قائلا :
_ تعرفي يا هادية لو كنتي بتخافي كان هيبقى أفضل لك بكتير، أنا عايزك تفضلي على نفس القوة اللي أنتِ فيها دي لحد ما تعيشي في حضني وقتها بس هتعرفي فايدة الخوف في حياة أي بني أدم..
أستطاع إحياء روح الاستفزاز بداخلها لتقف أمامه بقوة مردفة :
_ روح أتعالج يا فريد هيبقى أفضل لك كتير من الحالة اللي أنت فيها دي، وعايزك تأخد بالك كويس أوي أنا مش فيروز اللي رسمت عليها الحب لحد ما دابت فيك،، أنا هادية..
_ ما أنا عارف إنك هادية ويمكن متحمس جداً للموضوع عشان أنتِ هادية..
عادت للصمت من جديد وهي تجد نفسها بالفعل تائهة بعالم بعيدا عنها كل البعد، ربما الأفضل لها الآن هو إعلان الاستسلام والفرار، همست بتردد :
_ فكرة إن خاطر عايزني مش فارقة معاك للدرجة دي؟!..
ألقى عليها نظرة سريعة ثم أرسل لها قبلة بالهواء وهو يأخذ أشياءه الموضوعة على الطاولة بعجل مردفا :
_ أنتِ اللي مش فارقة مع خاطر يا هادية..
______ شيماء سعيد _____
بمشفى فريد انتهت فيروز من يومها أخذت نفسا أخرجته بإرهاق من أعماق قلبها قبل أن تخلع زيها الطبي وترتدي حذائها الرياضي، أنتفض جسدها وهي ترى باب الغرفة يُفتح وتدلف منه المساعدة الخاصة بها ويبدو عليها الهلع، رفعت حاجبها بتعجب قائلة :
_ في إيه يا مريم وشك بيقول إنك عاملة مصيبة أو حد بيجري وراكي..
ابتلعت مريم لعابها بصعوبة ونظرت للخارج قبل أن تقول وهي تضع كفها على صدرها بمحاولة يائسة منها لأخذ أنفاسها بطريقة صحيحة :
_ موسى الراوي هنا والمستشفى مقلوبة..
سمعت هذا الإسم من قبل ولما لا فهو أكبر رجل أعمال على مستوى عالمي ولكن سبب شهرته الحقيقة زواجه من الفنانات الأكثر أنوثة وجمالا وهذا يجعله دائماً محطا للأحاديث، وما يزيد الأمر جماله الخاطف للقلوب، لديه أكثر من ثلاثين مليون متابع عبر حسابه الخاص على تطبيق الانستقرام، تحمست كثيرا وقامت من محلها بطفولية شديدة تود أن تراه على الحقيقة فقالت :
_ طيب ومالك مرعوبة كدة ليه وسعي عايزة أشوفه على الحقيقة..
أجابتها مريم :
_ مفيش داعي تطلعي من مكانك هو هييجي لحد مكتبك ده جاي عشانك مخصوص..
تجمدت ساقيها بالأرض وقالت بتردد :
_ جاي عشاني أنا مخصوص إزاي هو يعرفي منين أصلاً؟!..
_ إمبارح إبنه كان هنا مع أخته وأنتِ كشفتي عليه مش عارفة حصل إيه عشان ييجي هو بنفسه النهاردة ومعاه جيش حراسة وبيسأل عنك..
ارتعبت من الفكرة، هل حدث للصغير شيء وأتى هنا حتى ينتقم منها؟!.. اللعنة عليكِ فيروز ما هذا الهراء يبدو أن الروايات خربت عقلها، تعلقت بذراع مريم مردفة بتوتر :
_ هو دكتور فريد هنا وإلا لأ؟!..
_ لأ يا دكتور مشي من نص ساعة كدة..
من سينقذها إذن؟!.. للمرة الثانية يتم فتح باب المكتب بلا إذن ولكن تلك المرة دلف خمسة من الرجال يبدو أن لعبتهم المفضلة الملاكمة، عدت خطوة للخلف بخوف لتجد ساقيها تجبرها على الجلوس على أقرب مقعد،يا الله ما هذا؟!..
نعم هو يا سادة " موسى الراوي " دلف لغرفتها بطلة مهيبة، وقور، ضخم، وسيم، قوي، مرعب، جذاب، رجل ساحر بالمعنى الحرفي للكلمة، لديه قوة خارقة تجبر من أمامه على الخضوع إليه، أشار للرجاله بالخروج مردفا ببحة رجولية مميزة :
_ خدوا الآنسة معاكم واستنوا على الباب برة..
نظرت لمريم حتى تظل معها ولكن الأخرى خذلتها وخرجت مع الرجال كما أمر، تعلقت عيناها بالباب متوترة ليمد يده إليها قائلا بوقار :
_ موسى الراوي..
مدت كفها المرتجف بين يده ثم قالت ببعض السكينة :
_ اتشرفت بحضرتك أنا دكتورة فيروز، لو في حاجة أقدر أساعدك فيها مش هتأخر أبداً..
أومأ بحركة بسيطة من رأسه ثم جلس على المقعد المقابل لها مردفا :
_ سادة.
_ نعم؟!..
_ قهوتي سادة..
_ اه تمام طبعاً يا فندم ثواني..
جذبت سماعة الهاتف من المكتب وقالت :
_ واحد قهوة سادة ..
ليجذب منها الهاتف قبل أن تكمل حديثها قائلا بنفسه :
_ واحد قهوة سادة وواحد عصير ليمون..
أغلق الخط وعاد بنظره لها لتردف بتعجب :
_ لمين عصير الليمون ده؟!
أجابها بإبتسامة جذابة جعلتها تتأمل ملامحه رغما عنها :
_ليكي شكلك متوترة جداً الليمون هيهدي أعصابك وهتقدري تتحكمي في جسمك اللي بيترعش ده..
زاد توترها مع حديثه يا ليته لم يبرر، وضعت كفها على وجهها وفركته لعدة ثواني قبل أن ترفع نظرها إليه مردفة :
_ بيقولوا إن حضرتك طلبت تشوفني مخصوص خير؟!..
_هيبقى خير لو فكرتي كويس يا دكتورة..
_يعني إيه ؟!..
_ إياد إبني حضرتك شوفتي حالته بنفسك وأنه للأسف البرد تاعبه جامد، كل اللي محتاجة منك تبقي معاه طول الشهر الجاي تاخدي بالك منه طول فترة سفري..
نظرت إليه مردفة بذهول :
_ هي دي مشاكل الأغنياء اللي بيقولوا عليها، إبنك عنده شوية برد هتحجز له دكتورة شهر؟!..
أجابها بنبرة غريبة لم تفهمها :
_ والله أنتِ اللي عملتي كدة الواد عجبته الحقنة من أيدك هنعمل إيه قدرك تقعي في سكتنا..
_____ شيماء سعيد _____
للأسف أنا قلبي حنين ومش بقدر أخد موقف بس يا ريت يبقي فيه تقدير.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بالمحل الخاص بكمال، كان يجلس وبيده فنجانا من القهوة يرتشف منه بغيظ، أربعة أشهر مروا على زواجه من ثريا أمام الجميع ومن يومها ترفض قربه، جز على أسنانه وهو يتذكر ليلة أمس التي صممت بها على نومه بمرحاض الغرفة لأن صغيره يرفض رائحته بالمكان..
هز رأسه مردفا :
_ ماشي يا ثريا ادلعي أنتِ وإبنك براحتك خالص لحد ما أجيب آخرى وأعمل زي الشباب المراهق واتهجم عليكي، شكلك مش هتيجي غير بالعنف..
رسمت إبتسامة سعيدة على وجهه متذكرا اليوم الذي قرر به إخبار بناتها بالحمل بعد زواجه منها بشهر واحد..
فلاش باااااك..
بغرفة السفرة كانوا جميعا.، كل شخص على مقعده، مالت فيروز على هادية مردفة بسخرية :
_ كل ما الحاج جوزك أمك يجمعنا في قعدة واحدة يبقى وراه مصيبة..
وصل همسها لفريد الذي كان كل تركيزه عليها ليضرب ساقها من أسفل السفرة حتي تنتبه إليه، رفعت رأسها له بنظرة متعجبة ليزيح خاطر الجالس بينهما مقتربا منها هامسا :
_ المرة دي مش مصيبة دي حاجة هترفع رأس عيلة أبو الدهب كلها..
صمتت فيروز بضيق لترد عليه هادية بنبرة ساخرة :
_ هو أنتوا عمركم عملتوا حاجة تشرف عشان ترفعوا رأسكم..
قهقة فريد بمرح وألقى لها غمزة سريعة، لم يتحمل خاطر الصمت أكثر ليبعد كف فريد عنه بغل وأعتدل بجلسته مردفا :
_ يا سلام على تاريخ عيلتكم أنتوا المشرف..
ضرب كمال على السفرة بقوة لينهي تلك المناقشات الحادة، إنتبه إليه الجميع وقالت عطر بحماس :
_ ها يا عمو يا ترا إيه الخبر الحلو اللي قالي عليه نوح، أنا متحمسة جداً..
بعث لها قبلة بالهواء فتلك الفتاة خسارة كبيرة بنوح، رغم أنه قطعه منه إلا أنها مثل البسكوتة الناعمة بأقل ضغطة تنقسم وهذا الشبل مثل اللوح، نفض تلك الأفكار من رأسه ثم ضم يد ثريا الصامتة بين يديه وقال بفخر :
_ أصغر راجل في عيلة أبو الدهب في الطريق..
فتحت فيروز عينيها من الصدمة وحدقت بوالدتها منتظرة منها أي تعقيب أما عطر قامت من مقعدها بفرحة غريبة وضمت ثريا وكمال مردفة :
_ الله هيبقى عندنا بيبي ألف مبروك يا ماما..
هنا أطلقت هادية ضحكتها الرنانة لتغطي على الجميع، هذا كثير جداً عليها، هل سيبقى لها أخ من نسل أبو الدهب؟!.. نظر إليها خاطر قائلا :
_ مالك يا مرات أخويا بنقول نكت؟!..
_ لأ أبوك دايماً بيعمل مفاجأت تقصر العمر..
ساد الصمت بعدها لتنظر الثلاث فتيات لوالدتهن صاحبة الأعين الدامعة، خرجت منهن تنهيدة طويلة وقامت فيروز وجذبت معها هادية ليضممن ثريا إليهن بحب مردفات بجملة واحدة :
_ ألف مبروك يا ماما..
قبلت هادية رأسها مردفة :
_ حقك عليا من الصدمة رد فعلي كان وحش، بس أنتِ عارفة إني بحبك صح؟!..
أومأت ثريا بابتسامة باهتة مردفة :
_ وأنا كمان بحبكم ومعنديش في الدنيا أغلى منكم..
انتهى الفلاش بااااااك..
أخذ آخر رشفة من الفنجان وقام من محله بغضب، يكفي هذا العناد لهنا، الآن فيروز وهادية بالتسوق وهي بالمنزل بمفردها فرصة جيدة جداً له..
أردف بقوة :
_ خد بالك من المكان يا حسن وأنا نص ساعة وجاي..
أومأ إليه الآخر ليذهب بخطوات سريعة للمنزل، اشتاق وأحرقته نيران الإشتياق، فتح الباب ليجدها تضع يدها على بطنها المنتفخة وتبكي بصمت، اقترب منها بلهفة مردفا ويده تمر على صغيره :
_ مالك يا ثريا حاسة بأيه؟!..
زاد نحيبها مثل الطفلة الصغيرة ليضع رأسها على صدره بحنان وأخذ يمسح على خصلاتها بيد والأخرى يمررها على بطنها لعلها تشعر بالقليل من الراحة، مر عشر دقائق على هذا الحال حتى قالت بنبرة مرتجفة :
_ لو ربنا ياخدك أنا هرتاح يا كمال..
صدمته من جملتها تلك، أبعد رأسها عنه قليلاً وسألها بهدوء وهو مازال يمرر يده على بطنها بحنان :
_ للدرجة دي؟!..
أومأت إليه بتعب وعادت لتضع رأسها على صدره، تشعر بثقل رهيب بجسدها، ابتسم بقلة حيلة على هذا الجنون مردفا :
_ نايمة في حضني ليه طالما أنا تقيل على قلبك أوي كدة؟!..
أخذت نفسا طويلا من رائحة عطره وكتمتها بصدرها بمتعة رهيبة، بداخلها شعور باللذة وكأنه أصبح لها إدمان، ثواني معدودة وانهارت بالبكاء مبتعدة عنه وهي تقول بغل :
_ عيانة وأنت عايش حياتك عادي وبصحتك، فخور بنفسك قوي في كل حتة كأنك عملت إنجاز بس أنا حاسة إني مش هقوم منها يا كمال وهسيب بناتي مع عيالك الزبالة..
مسح على خصلاتها مردفا بلهفة :
_ ثريا إياكي تجيبي سيرة الموت على لسانك أبداً ومتخافيش على البنات من يوم ما دخلوا بيتي وهما بناتي وتحت حمايتي..
ردت عليه بقلة حيلة :
_ لو اللي بتقوله ده فعلاً حقيقي وقف جواز فريد وهادية يا كمال، من وقت ما اتجوزتك مبقاش ليا كلمة ولا وجود بقيت بخاف أرفع عيني في عين بناتي وأقول لهم الغلط من الصح، لأني متأكدة إن أول رد هيبقى ما أنتِ أتجوزتي أبوهم وحامل في إبنه، هتبقى الحقيقة بس صدقني أنا مش هقدر أسمعها..
تنهد بتعب، لأول مرة يشعر بضغطه الدائم عليها، لأول مرة يري نفسه بعينيها هي، وضع قبلة حانية على رأسها مردفا :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ أنتِ تعبانة يا ثريا أرتاحي شوية وأنا هقوم أعمل لك أحلى صنية بطاطس من أيدي وخديها مني وعد كل حاجة هتتصلح وهتبقى أحسن من الأول..
أومأت إليه بخمول وبعد أقل من دقيقة ذهبت لنوم عميق ليقوم هو ينفذ ما قاله لها، يعلم أنه عبارة عن أخطاء متحركة ولكنه ليس شيطان مازال بيده الفرصة حتى يبث بداخلها الأمان ويصلح ما أفسده قبل قدوم صغيره منها ويجد والدته تكره والده أو تكره وجودها معه..
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل نوح بالقاهرة، تركها بغرفة النوم ودلف لغرفة أخرى مغلقا على نفسه الباب، لو بقي معها ثانية واحدة سيأخذ روحها بيده، ألقى بجسده على الفراش وأغلق عينيه، يحترق ولا يشعر به أحد، بدأ يعيد كل ذكرياته معها منذ أول مرة رآها بها وهي مع والدها إلى لحظة طلاقه لها، سأل نفسه بتعجب :
_ أنت زعلان ليه ما كدة كدة هي مش فارقة معاك، موجوع لأنها خانتك ومفيش ست تخونك والا إيه اللي واجعك يا إبن أبو الدهب..
لم يتحمل أكثر قام من فوق الفراش وهو يكسر بأي شيء يقع تحت يده وعاد بذاكرته لمرة حاول بها التقرب منها..
فلاش بااااااك..
صعد لسطح منزلها بتلك الغرفة السرية التي يقابلها بها، أغلق باب الغرفة خلفه ليجدها تجلس على الأرض تدفن وجهها بين يديها وتنتحب بنبرة مرتفعة، جلس بجوارها قائلا بلهفة :
_ بتعيطي ليه يا عطر قلبي؟...
رفعت وجهها البريء إليه مردفة :
_ أنا معرفتش أكذب زي ما أنت قولتلي يا نوح وقولت لماما على حبنا بس هي رفضت وقالت عليك بتاع ستات و وحش وبتلعب بيا عشان أنا عيلة صغيرة وعبيطة..
جز على أسنانه بغيظ من زوجة والده اللعينة، هو يريد تلك الفتاة بأي ثمن والست ثريا تخرب خطته، همس لنفسه :
_اهدى عشان البنت متخافش منك ويبقى كلام أمها صح وقتها مش هطول منها حاجة..
غصب نفسه على رسم إبتسامة بسيطة على وجهه ثم قال بحنان :
_ يمكن عشان اتجوزت مرتين قبل كدة وهي زي أي أم هتخاف على بنتها، بس متخافيش أنا مش هسيبك أبداً مهما عملت..
بكلمات بسيطة قدر على أن يؤثر عليها، أزالت دموعها بطرف كم فستانها ثم قالت بنبرة طفولية :
_بجد يا نوح ممكن تخلي ماما توافق على جوازنا..
_ طبعاً بس أنتِ أسمعي كلامي وهي هتقبل..
_كلام إيه؟!..
وضع يده بداخل جيبه وأخرج منه عقد زواج عرفي وفتح حقيبتها وأخذ منها قلما أزرقا مردفا بهدوء :
_ تمضي هنا يا حياتي ووقتها هتبقى مراتي والكل هيقبل جوازنا إجباري..
صدم من زيادة بكائها وصدمته الأكبر عندما قامت من مكانها وقالت قبل أن تتركه بالغرفة بمفرده :
_ اه يا نوح يا وحش، أنا متربية مش عيلة قليلة الأدب، ابقى اتفرج على مسلسلات وشوف اللي بتتجوز عرفي من ورا أهلها بيحصل فيها إيه في الآخر..
اتنهي الفلاش بااااااك...
عطر نقية يستحيل أن تجعل رجل يقترب منها، عطر قطعة من البراءة وشعلة من الحب، يعلمها ويثق بها أكثر من نفسه، ولكن كيف تحمل وهو بنفس اليوم سأل طبيبه الذي قال مازال يريد علاج طويل المدى، سيفقد عقله، خرج من الغرفة وذهب لغرفتها ليجدها كما تركها، حملها بقلب مرتجف ووضعها على الفراش قائلا برجاء :
_ بتحبيني يا عطر صح؟!..
خائفة من بطشه، عاجزة أمام سيطرته ونفوذه، تشعر باليتم وقلة الحيلة، سقطت دمعة أخرى من عينيها مردفة :
_ يا ريتني ما حبيتك يا نوح، أنت غلطتي الوحيدة واللي هدفع تمنها الباقي من عمري..
جعلها تعدل بجلستها ثم وضع كل ثقل رأسه على ساقيها مردفا بتعب :
_ مينفعش تكوني حامل يا عطر ما ينفعش..
صرخت به بقوة وجسدها بالكامل يؤلمها :
_ ليه مينفعش، مش عايز تخلف مني عشان تطلق براحتك ما أنت خلاص شبعت من العيلة الهبلة اللي بتحبك مش كدة، عايز لعبة جديدة لأن الستات والخيانة بيجروا في دمك..
شعر بصداع فظيع يسيطر عليه ليبتعد عنها صارخا :
_ لأني مش بخلف مستحيل أخلف..
تخشب جسدها من أثر هذا الإعتراف، جبل سقط بكل حمله على رأسها ليقسمها نصفين، نظرت إليه ثم إلى بطنها وتذكرت جملتها الغبية قبل أن تسقط بين يديه فاقدة الوعي " أنا حامل يا نوح"..
_______ شيماء سعيد _______
مرت الأيام سريعا وأتى اليوم الموعود يوم زواج فريد من هادية، لم تتحمل فيروز تلك الفكرة ولم تتوقع أن تصبح حقيقة ملموسة، أستيقظت في السادسة صباحاً ومازالت الشمس مختفية ارتدت ملابسها سريعاً وخرجت من منزل أبو الدهب..
ظلت أكثر من ثلاث ساعات تجلس بالشارع أسفل شركة موسى الراوي، اقترب منها أحد أفراد الأمن مردفا بشك :
_ أنتِ حكايتك إيه بالظبط وقاعدة هنا من الصبح ليه لو يلزمك خدمة أو تايهة قولي لكن قعدتك دي هتجيب ليا المشاكل خصوصاً إن باقي على ميعاد صاحب الشركة عشر دقايق..
بللت شفتيها بحرج شديد قبل أن تقول بنبرة صوت خرجت رغما عنها متوترة :
_ مهو أنا مستنية أستاذ موسى..
تعجب الحارس من ردها وقال :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ لو مفيش ميعاد سابق مش هتقدرى تقابليه لو فضلتي قاعدة عندك لحد تاني يوم الصبح الأفضل إنك تمشي..
محق لماذا هي هنا من الأساس، وهو طلب منها أن تبقى مع صغيره ورفضت لما أتت إليه مجدداً؟!.. أومأت إليه وقامت من مكانها تجر خيبة أملها ورائها، كانت تود الهروب من منزل أبو الذهب وهذا أيضاً خطأ، حركت ساقيها مستعدة للعودة الا أن أصبح الطريق فجأة مغلقا من كم السيارات التي دلفت للمكان خلف بعضها..
ذهب الحارس للبوابة بسرعة البرق وخرج موسى من سيارته بعدما فتح له السائق، أغلق زر بذلته ووضع نظارته الشمسية متجها للداخل إلا أنه رآها تحاول الرحيل، غير مساره وذهب إليها مردفا :
_ أهلاً يا دكتورة فيروز كان ليكي حد هنا والا إيه؟!..
مدت كفها لتسلم عليه ولثاني مرة تشعر بالارتجاف أمامه، حاولت أخذ أنفاسها مردفة :
_ لأ بصراحة أنا كنت جاية أقابل حضرتك..
أومأ إليها وأشار للداخل مردفا بجدية :
_ طيب تعالي نتكلم جوا الوقفة دي على الباب مش حلوة خالص..
رفضت مردفة :
_ لأ مفيش داعي أكيد حضرتك مشغول أنا بس كنت جاية أقولك إني موافقة أبقى مع إبن حضرتك طول الشهر ده..
حرك عينيه بأسف قائلا :
_ هو إياد مبقاش محتاج دكتور بصراحة أنا اللي هبقي محتاج كمان دقيقة بالظبط..
نظرت إليه بتعجب وعدم فهم لكلماته إلا إنه أشار إليها بعينه على إحدى البنايات المقابلة له وقبل أن ترى ما يحدث كان ساقطا أمامها بعدما أخذ طلقة نارية..
______ شيماء سعيد ______
مساء بغرفة العروس بأحد الفنادق الراقية بمدينة الإسكندرية.
جلست هادية أمام الميكب أرتست بحزن، حتى الهروب جربته وكشفها فريد وعاد بها للمنزل، اللعنة عليه وعلى شقيقه وعلى ذكر شقيقه فتح باب الغرفة وهو يرتدي بذلة من اللون الأبيض جعلته أكثر جاذبية، رآها بثوب الزفاف ليأخذ نفسا عميقا براحة شديدة قبل أن يقول للفتاة بهدوء :
_ معلش اطلعي أنتِ يا أنسة هقول كلمتين للعروسة وبعدين أدخلي كملي شغلك..
أومأت إليه بهدوء وذهبت ليقترب من هادية بابتسامة قائلا :
_ شكلك حلو أوي في الفستان الأبيض يا هادية..
نظرته واضحة وهو وضعها بفك الأسد ويقف أمامها الآن بكل برود يشمت بها، ردت عليه بقوة ترفض إظهار ضعفها أمامه أكثر من ذلك مردفة :
_ أنت جاي تعمل إيه هنا؟!..
حرك كتفه ببراءة مجيبا :
_ مش أمك مرات أبويا يبقى أنتِ في مقام أختي الصغيرة وعليا ندر بصراحة أوصلك لحد سرير الزوجية بأيدي..
آخر ما تريده الآن حديثه الساخر ونظراته الباردة، أشارت إلى باب الغرفة مردفة من بين أسنانها :
_ أطلع برة يا خاطر فريد لو دخل وشافك هنا هيبقى شكلك وحش أوي قدامه، عينك من مراته حاجة وحشة أوي في حقك..
رفع حاجبه بسخرية ثم ضربها على رأسها ضربة خفيفة مردفا :
_ يعني أنا هيبقى شكلي وحش قدام فريد وأنتِ هيبقى شكلك إيه قدام أختك وأنتِ بتتجوزي الراجل اللي كانت مراته ونايمة في حضنه في يوم، عقلك كان فين وأنتِ بتقبلي بجوازك من فريد وبتحطي نفسك في صورة زي دي، للدرجة دي غبية والانتقام اللي مالوش أي لازمة واكل عقلك.. تقدري تقوليلي قربتي مننا ليه ودخلتي جوا دايرتنا برجلك لما احنا زبالة زي ما بتقولي، وفقتي على فريد عشان تأخدي حق أختك منه والا عشان تقعدي جنبها بعد كام شهر، أنطقي اتخرستي ليه دلوقتي..
أنتفض جسدها بذعر على أثر جملته الأخيرة، هو معه كل الحق هي حمقاء وخسرت كل شي بانتقام أحمق، هربت بعينيها بعيدا عن مرمى نظره مردفة :
_ كنت فاكرة إنك هتقف قصاده عشاني وتقعوا في بعض بس طلعت غبية يا ريت بقى تسبني في المصيبة اللي أنا فيها وتخرج برة أنت كسبت يا سيدي وأنا الخسرانة..
جذبها من خصرها لتبقى بين أحضانه قائلا بنبرة صوت مهزومة :
_ للأسف أنا اللي خسرت وأنتِ اللي كسبتي يا بنت ثريا..
_ يعني إيه مش فاهمة؟!..
_ مش كان نفسك أحبك وتشوفي العذاب في عيني ارفعي عينك ليا وشوفيه يا هادية، مش كان نفسك أخسر أخويا عشانك، أنا خطفت أخويا عشان أبقى العريس..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
سارت ويدها بيده بأحد العيادات الخاصة بالنساء، دقات قلبه وصلت للسماء وهو يراها كيف تنظر إليه، لما أتت به إلى هنا لا يعلم ولما وافق على القدوم أيضاً لا يعلم، نظر إليها بطرف عيناه ليجدها جامدة، ضغط على كفها بيد يده بقوة قبل أن يقول :
_ احنا بنعمل إيه هنا يا عطر؟!.. أنا مصدقك أنتِ مستحيل تبقى وحشة هغير الدكتور بتاعي وهعيد التحليل من أول وجديد أنا متأكد من إن اللي في بطنك يبقى إبني..
خرجت شهقة قوية من بين شفتيها دون ارادتها وهو تقول :
_ ولما أنت واثق قوي كدة مديت أيدك عليا ليه؟!.
ندم والندم يحرقه، كيف يشرح لها شعوره وقتها، يثق بها ويحبها لأبعد الحدود ولكن وقتها عجز عقله عن التفكير، توقفت الكرة الأرضية عن الدوران به، تنهد بقلب يحترق مردفا :
_ كنت مصدوم، حطي نفسك مكاني راجع من عند الدكتور بيقولي علاجك ممكن يأخد سنين، من عحزي قررت أطلق عشان تشوفي حياتك بس صدمتيني بخبر حملك، معرفتش أنا بعمل إيه حقك عليا يا عطر..
أرتجفت شفتيها لتعطي إشارة له إنها على مشارف البكاء، ضمها لصدره سريعا ووضع أكثر من قبلة حانة على خصلاتها، زاد نحيبها لينظر لهم باقي المتواجدين بالعيادة، لم يعطي انتباه لأحد وهمس لها بحنان مردفا :
_ دموعك غالية كفاية دموع، يلا نمشي من هنا وبعدين نبقى نطمن على البيبي في أي وقت..
خبت وجهها بصدره أكثر ولفت ذراعيها حول عنقه مردفة بندم :
_ مفيش بيبي يا نوح..
صدم جديد انتفض جسده على أثرها، أبتعدت عنه مكملة حديثها :
_ لما طلقتني مكنتش هقدر أرجع لماما أقول لها اللي فضلت أحارب عشانه سنين طلقني بعد أربع شهور أصله زهق، كذبت وقولت إني حامل عشان تفضل معايا حتى لو عشان خاطر إبنك مش أكتر، مكنتش أعرف أنك عندك مشكلة وممكن الموضوع يوصل بنا لهنا أبدا..
توقعت ثورة من العصبية، توقعت أي رد حاد الا انها خاب ظنها عندما حملها بين يديه مثل الطفلة الصغيرة وخرج بها من العيادة بلا كلمة واحدة، وضعها على المقعد المجاور إليه بالسيارة وذهب ليجلس محل السائق، بللت شفتيها بطرف لسانها مردفة بتردد :
_ نوح أنت ساكت ليه؟!..
_ المفروض أقول إيه؟!..
_ قول أي حاجة على كلامي..
نظر للطريق أمامه بتركيز شديد، ثم رد عليها بجمود :
_ مفيش كلام أنا طلقتك والقصة خلصت ولو على كلام ثريا أعتبري البيت بيتك لحد ما تقرري حابة تقولي أمتي للكل أننا انفصلنا ومتخافيش أنا هروح أعيش في شقة خاطر..
_ يعني يعني أنت هتسبني يا نوح..
_ قبل ما أنتِ تسبيني يا عطر، أكيد في يوم هيبقى نفسك تبقى أمك وأنا حل مشكلتي في علم الغيب كدة أفضل بكتير ليكي وليا..
_ بس..
قطعها بقوة رغم وجع قلبه الا ان عقله كان يشجعه على تحريرها برغبته قبل أن يتعلق بها ويعلق حياته على وجودها معه وبالنهاية تطلبها هي :
_ مفيش بس إحنا هنا قصتنا خلصت..
_______ شيماء سعيد _______
بنفس التوقيت بحفل الزفاف..
دلف كمال لغرفة هادية ومعه ثريا التي كانت تتحرك بصعوبة غريبة ثقل جسدها يقيد حركتها، اتسعت إبتسامتها وهي ترى صغيرتها قف أمام عينيها عروس بفستان الزفاف..
أقتربت منها بخطوات بطيئة فقامت هادية من مكانها مقتربة من والدتها لتفتح لها ثريا ذراعيها، ألقت نفسها بصدر والدتها تأخذ منها القوة والكثير والكثير من الدعم، همهمت بحب :
_ أنا بقيت عروسة يا ماما..
ضغطت ثريا على ظهرها مردفة بسعادة يشوبها القلق :
_ كان نفسي ليكي في جوازة أحسن من عيال كمال وتربيتهم الزبالة بس أقول إيه عاملين ليا زي العمل الرضى..
نظر إليها كمال بذهول على سبها الصريح له ولاولاده أمام عينه ثم قهقة بمرح مردفا وهو يضع يده على شعرها :
_ هسيب لك الصغير أعملي فيه اللي أنتِ عايزاه يمكن يطلع من أيدك حاجة عدلة، بس عايز أقولك من الأول عشان تبقى على نور دي للأسف جينات مهما حاولتي تعملي..
نظرت إليه بطرف عينيها مجيبة بنبرة ساخرة :
_ اهدي على نفسك مش يمكن تبقى بنت.
رغم كونها بشهرها السادس الا إنها ترفض معرفة نوع الجديد، أبتلعت ريقه من تلك الصدمة وهو يتخيل أن ينجب فتاة تحمل جيناته الوراثة،، أتسعت عيناه وهو يقول برفض :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ لأ لأ مستحيل تبقى بنت، دي هتبقى مصيبة يا ثريا تخيلي لو طلعت زي أخواتها هما بتوع ستات وهي بتاعت رجالة أنا أقتلها قبل ما أشوف اليوم ده..
لم تقدر هادية على الصمت أكثر وفلتت منها ضحكة بقلة حيلة على هذا الجنون، بهتت مع تذكرها لحديث خاطر عن خطفه لفريد وكونه هو العريس المنتظر لتنظر إلى والدتها بتوتر مردفة :
_ ماما خاطر خطف فريد وبقي هو العريس..
أومات إليها ثريا وقالت :
_ عارفة يمكن خاطر مش أحسن حاجة بس على الأقل باين في عينه إنه بيحبك..
أقترب منها كمال أكثر وسحبها من كفها لتبقى أمامه ثم طبع قبلة أعلى رأسها بحب قائلا :
_ غلاوتك أنتِ وأخواتك عندي بقت من غلاوة ثريا، صدقيني من البداية كنت شايف لهفة في عين خاطر ناحيتك وكنت متأكد انه مستحيل يسيبك لغيره ابدا، لو مكنش الموضوع كدة كنت وقفته فريد مش مناسب ليكي ادعي له ربنا يهديه على مراته..
ابتسمت بشعور لطيف، لأول مرة منذ ذهاب والدها يأتي إليها هذا الشعور، قدر على بث الاطمئنان والقوة بداخلها، قالها مبطنة أصبح إليها ظهر الآن، قالت بتوتر :
_ شكرا يا عمو..
مد يده إليها لتضع يدها بين ذراعه مردفا :
_ يلا عشان أسلمك بنفسي للكلب اللي تحت ده..
_____ شيماء سعيد ______
بمنزل فريد..
أخذت هالة نفس عميق وهي تراه ينام بجوارها على الفراش بكل أريحية، فريد بالفترة الأخيرة أصبح غريب الأطوار، ملت من حالة الصمت تلك لتقوم بتوتر :
_ هو مش النهاردة كان فرحك حسب كلامك ولكن المعاد اتأجل..
ظل كما هو يلعب على هاتفه وقال :
_ لأ هو فعلاً النهاردة بس العريس أتغير..
شهقت بتعجب ثم وضعت كفها على فمها مردفة :
_ يعني إيه الكلام ده، هو عادي العريس يتغير يوم الفرح؟!..
أوما إليها ببساطة :
_ كل حاجة عندنا عادي، الواد خاطر طلع نفسه فيها، الغبي بدل ما ييجي يقولي حط لي منوم وحبسني في شقته، نسي تقريبا إن معايا المفتاح صحيت طلعت من الشقة وجيت على هنا، كان نفسي أحضر فرح الغبي ده بس يلا المهم انه مبسوط..
جنون حبها له جعلها تصل لأعلى درجة من الجنون، أبتعدت عنه متوترة وخائفة من ردة فعله ليضحك بهدوء مردفا :
_ أهدى يا حبيبي متخافيش أنا مش مجنون أنا بس كنت زهقان قولت أسلي نفسي شوية..
_ طيب وفيروز ناوي ترجع لها والا الموضوع باظ بعد ما خطبت أختها؟!..
أخذ نفس عميق ثم سألها بهدوء :
_ تفتكري حبك ليا زيادة عن اللزوم عشان كدة متحملة اللي بيحصل والا قليل لدرجة إني مش فارق معاكي؟!..
لأول مرة يسألها مثل هذا، تنهدت بتعب والقت بجسدها تضم وسادتها إليها مردفة بشرود :
_ تصدق معرفش ده حب زيادة فيك والا قلة قيمة زيادة مني.. بس بتسأل ليه؟!..
قام من فوق الفراش وهو يشعر بالضجر، كيف يقول لها انه يود ان تغار عليه، فيروز كانت عاشقة إليه وغيرتها كانت مثل النيران تحرقه لما هالة هكذا؟!.. ربما هو السبب، ظل ثواني صامت قبل أن يقترب منها مردفا بهدوء وهو يضم كفها إليه :
_ يعني عادي أقرب من غيرك؟!..
صمم على جرحها، صرخت بوجهه مردفة :
_ فريد أنا عارفة مكانتي عندك كويس مجرد واحدة أتجوزتها عشان تبقى صاحب المستشفى، يبقى أكيد مش من حقي أعترض ولا أغير..
أعتدل بوقفته والقى عليها نظرة أخيرة قبل أن يخرج من الغرفة قائلا :
_ ده كان زمان أنا دلوقتي جوزك وحقك يا ريت تعرفي كدة..
_____ شيماء سعيد _____
بأحد أكبر المستشفيات كانت تقف فيروز على باب غرفة العمليات بتوتر، لا تعلم ما حدث فجأة سقط موسى الراوي بين يديها وبعد أقل من عشر دقائق أتت سيارة الإسعاف، لما أتت معه ولم تذهب لا تعرف، نظرت حولها وهي تائهة أمامها امرأة بمنتصف الخمسينات أنيقة، قوية، تجلس على المقعد باكية وبجوارها فتاة بنفس الأناقة والجمال يبدو أنها ببداية العقد الثالث، بنفس اللحظة دلف للمكان شاب يشبة موسى إلى حدا ما ولكنه صغير ربما مازال بالثانوية سألها والدته بلهفة :
_ ماما موسى حصل له إيه؟!..
حركت رأسها بتعب ثم بكت وهي تلقى برأسها على كتف ابنتها :
_ مش عارفة يا سيف مش عارفة إيه اللي حصل لابني..
دلف إليها شعور بالشفقة على تلك المرأة وبتأنيب الضمير من نفسها، لو لم يقف معها ما كان حدث معه ذلك، أقتربت منهم بخطوات سريعة ثم قالت :
_ ألف سلامة عليه أنا دكتورة وكنت معاه وقت ما حصل له كدة متخافيش الرصاصة مش في مكان خطر..
جذبتها المرأة إليها وكأنها وضعت طوق النجاة قائلة :
_ إيه اللي حصل له يا بنتي بالظبط..
ترددت قليلاً بقول الحقيقة ولكن بالنهاية قصت لهم ما حدث بكل صدق لتقول شقيقته بغضب :
_ وأنتِ مين وكنتي عايزة منه إيه عشان ينزل بنفسه من العربية ويتكلم معاكي؟!..
أبتلعت ريقها بتوتر من هذا الهجوم لتقول المرأة :
_ أهدى شوية يا مايا..
تحدث سيف تلك المرة وهو يقول بشك واتهام واضح :
_ تهدى ازاي يا ماما، البنت دي وقفت قدامه في الوقت ده عشان ينضرب بالنار كل حاجة كانت مخططة..
أتسعت عيناها برعب وحركت رأسها بنفي لهذا الاتهام مردفة :
_ ايه اللي أنت بتقوله ده مستحيل طبعا أعمل حاجة زي دي..
حتى المرأة التي كانت تدافع عنها تحولت ملامحها، لحظة والثانية آت ضابط الشرطة لسوء حظها، نظر للسيدة باحترام مردفا :
_الف سلام على نوح باشا يا كاميليا هانم، لو حالته تسمح عايزين ناخد أقواله..
نظر إليها شقيقته بقوة وقالت :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ حالته للأسف متسمحش لانه لسة جوا العمليات، بس الأستاذة كانت معاه وكلنا شاكين فيها، يا ريت يا حضرت الظابط يتم التحفظ عليها لحد ما موسى يفوق بدل ما تهرب...
______ شيماء سعيد ______
بحفل الزفاف أخذ خاطر هادية من يد أبيه وهو مسحور من جمالها، يضمها اليه وكأنه فاز بجائزة لم يحصل عليها أحد من قبل، قبل أن يخطو بها خطوة واحدة أردف كمال بقوة :
_ أخدها من أيدي يا رجعت في يوم معيطة منك هقطع أيد اللي أخدتها مني أتفقنا يا إبن كمال..
رفع خاطر حاجبه بغيظ من حديث أبيه، ثم رد عليه بابتسامة سمجة :
_ متخافيش يا حاج ده أنا تربية أيدك والمفروض يبقى في بنا ثقة أكتر من كدة شوية..
حرك كمال شفتيه بقلة حيلة مردفا :
_ مهو المصيبة السودة انك تربية أيدي يلا خدها وأخفي من وشي..
أخذ خاطر هادية لساحة الرقص ليجدها تتحرك بين يديه ببرود، وضع رأسه على رأسها هامسا :
_ مالك بوظك عشرة متر كدة ليه أفردي وشك..
نظرت إليه وهي بالفعل تائهة لا تعلم اذا ما يحدث صحصح أم كارثة ستدفع ثمنها الباقي من عمرها، تنهدت بتعب واضح على ملامحها ثم قالت :
_ تعرف أنا كنت راسمة في خيالي صورة حلوة أوي لفرحي، فستان فرح منفوش وأخواتي حواليا راجل بحبه ويكون هو كمان بيحبني بيت صغير يبقى بسيطة بس في عنيا جنة، كل ده راح على الأرض من يوم ما دخلت نفسي في اللعبة دي..
ضمها إليه أكثر ليقدر على التحكم بها والتحرك بحرية أكبر، شعر بأرتجاف جسدها بين يديه لينزل برأسه على عنقها أخذ نفس عميق من رائحة عطرها مردفا :
_ النهاردة يوم فرحنا يا هادية، أرمي كل حاجة روا ضهرك وأفرحي وبس ممكن..
أثر عليها بكلمات بسيطة لينتفض قلبها بين صدرها يطلب منها هو الاخر السعادة بتلك اللحظات المميزة فقط لا غير، بدأت تتمايل معه مثل الفراشة ليقول :
_ مبسوطة؟!..
_ كعروسة مبسوطة بس كل ما أفتكر إنك العريس اتقفل..
على تربيزة العائلة قالت ثريا بقلق :
_ عطر شكلها مش مبسوطة وفيروز مختفية من الصبح اتصلت بيها قالت مش هتقدر تحضر وهتقضي اليوم في المستشفى..
اجابها بهدوء :
_ ليا قاعدة مع خاطر وعطر بعد الفرح أما فيروز فأكيد مش هتحضر وهي فاكرة فريد العريس..
مرت الساعات سريعاً وانتهى حفل الزفاف، بعد نصف ساعة وصل خاطر بهادية لعش الزوجية، شهقت فجأة وهو يحملها بين يديه فتح باب المنزل باليد الأخرى ودلف بها للداخل، وضعت يديها على صدره مردفة بغضب :
_ نزلي أنت هتعيش الدور والا إيه؟!..
_ هنزلك يا حياتي بس على السرير زي ما وعدتك قبل كدة مش أنا قولتلك هوصلك لحد سرير جوزك عشان تعرفي إني قد كلمتي..
صمتت وتركته يكمل بها الطريق حتى وصل بها للفراش، وضعها وعيونه الماكرة تأكلها أكلنا، أخيراً وصل معها لتلك المرحلة، أبتعد عنها قليلاً وعقله يرسم لتلك الليلة أحلام ربما لم تكون المرأة الأولى بحياته ولكنه على يقين من تميز هذا اللقاء بينهما، بدأت عيناه تتحرك على ملامح وجهها بلهفة، يدرس جمالها المميز فتاة رائعة بشعر أسود وعيون سوداء واسعة، تعبيرات وجهها مصرية تعطي إليها حلاوة خاصة..
توقف عند شفتيها وأصبح غير قادر على البعد أكثر، لذيذة بشكل يجبره على الاقتراب وهو يسير مع الطوفان دائماً، يعلم رفضها من البداية لذلك وضع كفه خلف عنقها ثم ضم شفتيها بين شفتيها بقبلة خارقة للطبيعة من وجهة نظره..
ببداية صدمت حاولت المقاومة إلا إنه رجل يعلم كيف يشعر المرأة بلذة من مجرد قبلة، ذابت معه وذاب معها حتى أوشك رصيدها من الأكسجين على الانتهاء شعر بها وأبتعد لتظل مغلقة العينين هامسة :
_ أنا دلوقتي بس عرفت ليه الستات بتكامل معاك رجل كل عيوبك..
أتسعت عيناه من وقاحتها الا إنه ابتسم وأجابها بوقاحة أكبر :
_ جربي الباقي وقولي رأيك في النهاية..
_عارف الله يرحمها امك يا خاطر..
أوما إليها بترقب لتقول :
_ عندها بقى يا عنيا، يلا أخفي من هنا..
توقعت رفضه الا انه انصاغ إلى أمرها مردفا ببراءة وهو يخرج من الغرفة :
_ ماشي يا حبيبتي هسيبك لحد ما تيجي بنفسك..
_____ شيماء سعيد ______
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بصباح يوم جديد تم نقل موسى لغرفة عادية، بدأ يفتح عيناه رويدا رويدا رأي جميع عائلته أمامها تقلب بنظره بالمكان يبحث عنها بأي ركن داخل الغرفة، أقتربت منه والدته سريعاً وضمت كفه السليم بيدها قائلة بلهفة :
_ موسى حمد الله على سلامتك يا حبيبي قولي حاسس بايه؟!..
تنهد بتعب واضح على ملامحه وأشار لأخيه مردفا :
_ هو أنا جيت هنا لوحدي والا كان معايا حد؟!..
توترت مايا من حديثه وحاولت قول أي شيء تغلق به هذا الموضوع :
_ أنت حاسس بأيه يا موسى قلبنا كان هيقف من الخوف عليك...
أوما إليها موسى بابتسامة ساخرة قبل أن يعود بعينه لسيف مردفا :
_ جيت لوحدي والا مع حد؟!..
أرتجف كف والدته جعله يشعر بشي مريب، ألقى نظرة مرعبة على سيف الذي أردف سريعاً :
_ جيت مع الإسعاف وبنت كدة قالت إنها كانت واقفة معاك عندك العربية في نفس لحظة ضرب النار..
انشرح وجهه ودلف لقلبه لذة غريبة بالانتصار، أتت معه رغم أنها لا تعرفه بشكل جيدا، ولكن السؤال هنا أين تلك الفتاة الجميلة، لأول مرة يفكر بالزواج من عامة الشعب، زواج هل هو قرر الزواج منها بتلك السرعة؟!.. نفض تلك الأفكار قائلا بقوة :
_ وهي راحت فين؟!..
أجابته مايا سريعاً :
_ البوليس شك فيها لأنها وقفتك في المكان ده وفي الوقت ده فتم التحفظ عليها، أرتاح أنت يا حبيبي وكل حاجة هتبقى زي ما أنت عايز بالظبط..
يرتاح؟!.. شقيقته بدأت العابها بوقت مبكر جدا، أنتفض من فوق الفراش وازال جميع الأسلاك الطبية المتعلقة بجسده، حاول سيف الاقترب منه مردفا بخوف :
_ مينفعش كدة يا أبية أنت محتاج ترتاح قولي بس عايز ايه وانا هنفذ في ثانية..
ابعده موسى عن طريقه بحركة واحدة من يده ثم سحب مايا من عنقها إليه لتبقى مختنقة أمامه مردفا بسخرية :
_ لو فاكرة إني مش عارف حكايتك إيه بالظبط تبقى غبية يا بنت الراوي، الكلب اللي بعتيه عشان يخلص مني أنا سبته بمزاجي أما فيروز اللي حبيتي تشيليها الليلة مش هتقعد ساعة واحدة في الحجز..
حاولت وضع يديها على يديه لتخفف من قبضته عليها الا إنه قدر على شل حركتها، توقعت ان تلك الأنفاس أنفاسها الأخيرة بالحياة لتغلق عينيها باستسلام، دفعها بعيدا عنه وهو يعض على لسانها ليتحمل وجع كتفه قائلا بجبروت :
_ مش عايز حد هنا غير سيف..
نظرت إليه والدته برجاء قائلة :
_ خليني معاك يا موسى أكيد في حاجة غلط مهما كانت المشاكل اللي بينك وبين مايا وجوزها دي أختك ومستحيل تعمل كدة..
أخرج ملابسه من خزانة المشفى ليساعده سيف بارتداء قميصه، رمت ثواني من الصمت قبل أن يقول :
_ روح هات إذن خروج من الزفتة دي..
خرج الاخر سريعاً ليقول موسى بقوة :
_ طول ما أنتِ شايفة بتنك وجوزها ملايكة وأنا الشرير يبقى بلاش نتكلم أحسن هنخسر بعض بزيادة وأكيد أنتِ مش عايزة كدة..
أومات إليه عدت مرات ليجد شقيقته تقف بجانب الغرفة بملامح وجهه باهتة وكأن أحد أخذ روحها ليصرخ بقوة :
_غوري من وشي واستني ردي مع المحروس جوزك في بيتك..
______ شيما سعيد _____
بالقسم..
كانت تجلس فيروز أمام مكتب الضابط منذو ليلة أمس لا تفعل شيء سوا البكاء، تم أخذ هاتفها منها لا تعلم كيف ستخرج من هنا، أقترب منها بعد خمس دقائق رجل يبدو عليه الوقار وقال إليها بهدوء :
_ مفيش داعي للخوف يا مدام موسى بيه اتصل بيا عشان أكون مع حضرتك لحد ما يوصل..
أخذت نفسها بأرتجاف شعر ببصيص من الأمل يقترب منها، قامت من على الأرض قائلة بلهفة :
_ أنا عايزة أتصل بأهلي لو سمحت..
أوما إليها المحامي ببعض التوتر ثم قال وهو يقدم لها الهاتف الذي يدق برقم رب عمله :
_ أتكلمي الأول مع موسى بيه عشان يطمن عليكي وبعدين أعملي اللي حضرتك عايزاه..
أخذت منه الهاتف ونظرت الي إسمه المدون على الشاشة بتوتر بللت شفتيها بطرف لسانها وهي تدعو بداخلها ثم ضغطت على فتح المكالمه، أول ما وضعت الهاتف على اذنها وصل إليها صوت أنفاسه الحادة ونبرة صوته المتلهفة :
_ فيروز أنتِ كويسة حصل لك ايه؟!...
وكأنها طفلة صغيرة سمعت صوت والدها وعلمت انها أخيرا وصلت لشاطي النجاة، أترفعت شهقاتها أكثر وأكثر وقالت :
_ أنا اتبهدلت ولولا الظابط طيب كنت نمت في الحجز مع الوحشين، والله العظيم مش أنا السبب في اللي حصل لحضرتك أرجوك تعالي خرجني من هنا وأنا أعودك لا هتشوفني ولا هقول حاجة لحد كانت كلها معرفة سودة على بعضها..
كان خرج من المشفى وخلفه رجاله لم ينتظر السائق ليفتح له باب السيارة وفتحه هو سريعاً، قبض على يده بغل وهو يسمعها ما ذنبها لتعيش ليلة بتلك البشاعة؟!.. أشار للسائق بالحركة وقال لها :
_ كفاية عياط نص ساعة بالكتير وهكون عندك متخافيش المتر هيفضل معاكي لحد ما أوصل أنتِ حالياً في امان..
أجابته بتعب :
_ هتصل بأهلي وهيبقوا معايا بس خروجي متوقف عليك يا ريت متتاخرش..
أمرها بنبرة صوت صارمة :
_ أياكي تتصلي بحد لحد ما أوصل..
نسيت رهبتها وخوفها الذي كان متمكن منها منذ ثواني وقالت بغضب :
_أنت بتتكلم معايا كدة ليه أنا محدش يتكلم معايا كدة، وبعدين هكلم أهلي يعني هكلم أهلي أنت مين أساساً عشان أسمع كلامك..
كاد الهاتف يسقط منها من شدة صوته الغاضب :
_ أدى الموبايل للمتر محسن..
ألقت الهاتف على المحامي بخوف ليقول الاخر بتعجب :
_ خير يا موسى بيه..
_ إياك تديها الموبايل بتاعها أو تخليها تكلم أي حد لحد ما أنا أوصل مفهوم يا محسن..
_مفهوم طبعا يا باشا...
______ شيما سعيد _____
بعد أقل من نصف ساعة..
زاد الشجار بين فيروز وبين المسكين محسن، حرك رأسه بقلة حيلة وهو يراها تحاول التعدي عليه لأخذ الهاتف منه رغما عنه صارخة :
_ بقولك هات الموبايل وهو أنتوا عصابة والا إيه؟!..
وضع الهاتف بداخل حقيبة عمله وقال بنبرة متوترة :
_ يا مدام فيروز أهدى شوية كدة مينفعش وبعدين أقسم لك أننا هنا عشان خاطر حمايتك وعشان خروجك من المكان بسلام..
_ أنا مش عايزة منكم حاجة يا وحش المصايب هات الموبايل أكلمي أهلي خليني أخرج من المصيبة دي..
تخشب جسدها برعب وهو تسمع صوته الحاد من خلفها يقول :
_ ارجعى مكانك حالا..
عادت للخلف بشكل تلقائي ليشير بعينه للمحامي قائلا :
_ أدخل أنت يا متر شوف الحكاية هتخلص على إيه بسرعة..
دلف محسن وهو يحمد ربه على هروبه من بين يدي تلك المجنونة، أقترب منها موسى نظرات مرعبة جعلتها تتمنى الفرار من أمامه، لم يتحدث لتبتلع ريقها مردفة بتقطع :
_ خير حضرتك بتبص لي كدة ليه؟!..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
سحبها من ذراعها لتقف أمامه مردفا :
_ أياكي أشوفك قريبة من راجل على مسافة أقل من 50 سنتي، إيه مش قولتلك اتزرعي في آي حتة لحد ما أوصل هي الكلمة مش بتتسمع ليه؟!..
ما هذه القوة؟!.. ومن هذا الرجل ليتحدث معها بتلك الطريقة؟!.. له هيبة للأسف تجعلها دائماً خائفة وغير قادرة على الوقوف أمامه، لا يا فيروز يستحيل أن تسمحي لرجل يتحكم بكِ بتلك الطريقة يكفي جدا ما فعله إبن أبو الدهب، ردت عليه بغضب :
_أنت مين عشان تتكلم معايا كدة، عايزة اهلي أنت داخلك إيه؟!.
أوما إليها بابتسامة قائلا :
_ مين أهلك تقصدي أهل طليقك اللي كان ناوي يتجوز أختك فراح أخوه اتجوزها، بجد دي عيلة تخلي الواحد يهج..
فتحت فمها بذهول من حديثه وسخريته وقبل أن ترد عليه خرج المحامي مردفا :
_ أتفضل يا موسى بيه عشان المحضر يتقفل..
ضم كفها بيده وجذبها معه للداخل، كانت مذهول من ترحيب الضابط به ومن وقاره المسيطر على الغرفة، لم تفوق الا عندما قال الضابط :
_ يعني مفيش من ناحيتها حتى شك يا باشا؟!..
اجابه موسى بقوة :
_ لو في حد بثق فيه هيبقى هي فيروز قريب جدا هتبقى مراتي..
شهقت بفزع مردفة :
_أنت بتقول ايه..
ابتسم إبتسامة باردة ومال برأسه على اذنها هامسا :
_ بقول تلمي نفسك عشان تخرجي من هنا وبعدين نتكلم
_____ شيما سعيد _____
بمنزل كمال..
ألقت ثريا بجسدها على أقرب مقعد بعدما تخلت عنها قدميها بالوقوف أكثر من ذلك، عاد كمال للمنزل ومعه فريد، ملامح وجهما بمفردها تدل إن صغيرتها ضاعت منها الي الأبد، نظرت إليه بلهفة تتمنى أن تسمع منه أي كلمة تريح قلبها ليقول :
_ متعرفش رقم أي حد من أصحابها يا ثريا؟!..
لم يصل لها كانت متوقعة هذا، رأت فريد أمامها كأنها رأت نيران تحرقها، من أين أتت إليها العزيمة لا تعلم قامت من فوق المقعد وهي بداخل حالة من الجنون ونزلت بكل قوتها على وجهه، اتسعت عين كمال وفريد من تلك الصفعة وقبل إن ينطق أحد بكلمة صرخت بقوة :
_ كل اللي حصل ليا ولبناتي بسببك يا شيطان أنت وأبوك، بس العيب مش عليك العيب على اللي رباك فاسد زيه..
_ ثريا..
صرخ كمال بأسمها حتي تتوقف عن هذا الهراء وتعلم ماذا تقول الا إنها أشارت اليه بالصمت صارخة :
_ عايزك تسكت خالص لأنك السبب في كل ده، كنت ابن فاشل وزوج فاشل وابن فاشل، عيل وحيد فاسد متربي غلط والدلع وصله إنه ميعرفش يفرق بين الحرام والحلال اتجوز بنت عمه الغلبانة وبدل ما يصونها كان بيتجوز عليها كل يوم واحدة، ربنا عوضك عن وحدتك واداك بدل السند تلاتة بدل ما تطلع منهم رجالة خلتهم نسخة منك في كل حاجة، بنتي ترجعي يا كمال وبعدها انت وعيالك من طريق وأنا وبناتي من طريق تاني خالص..
كشفته أمام نفسه بطريقة مؤلمة وأمام من؟!.. أمام ولده، رأيت الكره بعينيها إليه يجعله يشعر بالنقص، لأول مرة يقف بموقف مثل هذا ولكنها معها ألف عذر، حاول الاقتراب منها مردفا بهدوء :
_ أهدى يا ثريا بنتك هي بنتي وأنا مش هسيبها وهوصل لها بس بلاش كلام ترجعي تندمي عليه بعد كدة..
حركت رأسها بسخرية قائلة :
_ ومين قالك اني هندم دي الحقيقة أنت لا تصلح انك تكون أي حاجة في حياة أي حد، أكبر غلطة عملتها في حياتي إني خوفت على بناتي لو شافوا الفيديو كنت خايفة يضيعوا مني وأهم ضاعوا فعلاً وأنا وافقة اتفرج..
كانت نظراتها إليه حادة تظهر بها الكراهية بكل وضوح، رد عليها فريد بقوة :
_ أنتِ في مقام أمي وهعتبر القلم ده من أم لابنها أما فيروز فهي هترجع مش عشانك بس عشاني انا كمان..
_ أنا مش أمك لأني لو كنت أمك كنت عرفت أربيك، وبنتي مش من حقك بنتي محتاجة راجل يعرف قيمتها مش عيل ماشي ورا شوية فلوس وبيغير الستات زي ما يكون جايب طقم جديد فيروز كتير أوي عليك يا ابن كمال..
الأمر خرج عن السيطرة بشكل كامل، فريد شخص غير مهذب بالمرة وسبب صمته الوحيد الآن هو والده، أما كمال يعلم حالتها جيدا ليلة كاملة لا تعلم أين هي ابنتها كارثة تخصه مثلها وأكثر، دق باب المنزل ليكون الفيصل بتلك الجالسة المريبة، أسرعت بخطي ثقيلة وهي تشعر برائحة فيروز بالمكان فتحت الباب وأخيراً قدرت على أخذ أنفاسها وهي تراها أمامها، ولكن ثانية واحدة أين كانت ولما تبكي ومن هذا الذي يلف يده حول خصرها، ألقت فيروز نفسها بين أحضان والدتها باكية لتقول ثريا بخوف :
_ فيروز قوليلي فيكي إيه كنتي فين وليه شكلك كدة؟!..
تدخل موسى بالحديث قائلا برقى :
_ ازاي حضرتك يا فندم أهدي هي بخير بس عملت حادثة بسيطة أمبارح وكانت في المستشفى وأهي قدام حضرتك كويسة جدا..
خرجت شهقة قوية مرتعبة من فم ثريا وهي تشدد على أحضان ابنتها مردفة :
_ أنتِ كويسة يا فيروز ردي عليا يا قلب امك أنا مرعوبة..
أومات إليها فيروز وهي مازالت تدفن نفسها بين أحضانها هامسة :
_ أنا كويسة يا ماما متخافيش عليا..
وصل صوت ذلك الغريب لفريد ليخرج هو الآخر إليهم قائلا بسخرية :
_ وأنت بقى تعرفها منين عشان تيجي بيها لحد هنا..
بحركة سريعة جذبها موسى من بين أحضان والدتها ووضع ذراعه حول خصرها مردفا بقوة :
_ حبيبها..
_____ شيما سعيد _____
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ حبيبها..
كلمة واحدة خرجت منه بكل بساطة أشعلت النيران بقلب المكان، حاول فريد الهجوم عليه بكل قوته الا ان وقف كمال بالمنتصف قائلا بقوة :
_ إياك تعمل مشاكل أرجع خطوة لورا، وأنت يا أستاذ اتفضل نتكلم جوا بدل واقفة السلم دي..
نظرات العداء كانت واضحة بينهما، أما ثريا أخذت نفس عميق براحة ودلفت مع ابنتها للداخل، جلسوا جميعا بغرفة الصالون ليقول فريد بغضب :
_ أنت مين يا جدع أنت..
_ موسى الراوي..
تعريفه لنفسه بتلك الثقة جعلتها تشعر هي الأخرى بثقة، رغم ذهولها من حديثه عنها الا إنها تود أخذ ثأرها من إبن أبو الدهب، موسى الراوي!! من أين تعرفت عليه فيروز؟!. خطورة هذا الرجل معروفة رفع نظره لفيروز مردفا :
_ فيروز أنتِ ساكتة ليه قوليله تبقى حبيبة مين وملك مين..
يا ليته يصمت، مع كل كلمة تخرج منه سيزيد كرهها إليه، بتلقائية عجيبة نظرت لموسى ليبتسم إليها بأمان، لا تعلم كيف أستمدت من رجل غريب الثقة ولكنها حدثت، عادت لتنظر لفريد قائلة بقوة :
_ هو قالك حبيبته فين الصعب في الجملة، وبعدين أنا مش حتة أرض عشان أكون ملك حد يا دكتور أنا الدكتورة فيروز..
زاد ردها جنونها ليحاول الهجوم عليها، قبل أن يقف كمال أمامه كان ملقي على الأرض بلكمة قوية من يد الأخر الذي قال بجبروت :
_ أعمل حسابك إني لحد دلوقتي عامل حساب وجودي في بيتك وقوف أبوك قدامنا غير كدة كنت عملت منك عبرة..
مذهول لا يصدق إن عروسته اللعبة تذهب من بين يديه بتلك البساطة وهو عاجز، قام من محله ليقول كمال بهدوء :
_ روح لبيتك ومراتك يا فريد..
فتح بفمه الا إن أشارت يد كمال كانت واضحة وهو يعيد جملته بنبرة أكثر قوة :
_ سمعت أنا قولت ايه يا دكتور اختك رجعت أهي كويسة روح أنت لمراتك وبيتك..
يشعر بالضياع يحيط به، برجاء أخير تقابلت عيناه بعينيها لعله يجد ما يريح قلبه إلا انها كانت نظرة باردة بها شعور بالفخر والنصر، رأي جملة واضحة تحثه على الرحيل، ذهب من أمامها وهو يسأل نفسه سؤال واحد لو أحبها من أعماق قلبه كان تركها بتلك السهولة أكثر من مرة؟!..
جلس موسى محله ووضع يده السليمة على ذراعه المصاب ببعض الألم لتقول فيروز بقلق :
_حضرتك لأزم تروح بيتك ترتاح أكيد دراعك بيوجعك..
نسي ألمه ونسي من حوله وغمز لها بطرف عينه مردفا :
_ شكلك قلقانة عليا، وقعتي فيا بسرعة يا فيروز وده لو ده على شيء يبقى إني جامد جدا..
شهقت بخجل من حديثه الوقح ليكون الرد الاوقح من ثريا عندما قالت بسخرية :
_ لأ وانت الصادق ده لو دل على شيء هيدل على انها مهزقة وخفيفة ومش عارفة قيمة نفسها عمرها ما جابت ليا حاجة عدل..
_ ايه يا ماما ده؟!..
أخذ كمال نفس عميق قبل أن يقول بهدوء :
_أنت فعلاً شكلك تعبان يا أستاذ موسى ومحتاج ترتاح بس لأزم تعرفي ان بيني وبينك قاعدة طويلة فيروز في مقام بنتي ومش هسلمها لأي حد..
أوما إليه موسى بهدوء وقال :
_ بصراحة يا أستاذ كمال فيروز مش حبيبتي زي ما قولت لإبن حضرتك، هو حب من نحيتي ليها لكن هي معرفش حقيقة مشاعرها نحيتي، بنتكم متربية أحسن تربية لكن إبنك لأزم يعرف إن قربه من فيروز بروحه..
رفع كمال حاجبه قائلا :
_ مش واخد بالك إنك بتهددني بابني جوا بيتي..
قام موسى من مكانه وقال قبل أن يتحرك للخارج :
_ لأ واخد وده مش تهديد ده إنذار عشان محدش يجيب اللوم عليا بعد كدة..
______ شيما سعيد ______
بمنزل نوح.
كانت عطر تجلس على فراشها منذ ليلة أمس، لم يزور النوم عينيها ابدأ فقط تنظر لنفسها بمرايا وهي تسخر على جمالها، الحظ دائماً عدو الجميلات، ليتها لم تحبه، ليتها أخذت بنصائح الآخرين وفرت بعيدا كل البعد عن هذا الحب، شعرت بلمسته على جسدها لتنتفض، سحبها حتى هدأ ارتجافها، وضع رأسه بلا كلمة على فخذها وأخذ كفها فوق خصلاته..
تنهدت بتعب وبدأت تمرر أصابعها بين خصلاته الناعمة، نصف ساعة مرت على هذا الحال، يحاول بقدر المستطاع إشباع روحه من وجودها قبل أن تذهب بعيدا عن عالمه.
وصل إليه همسها الحزين :
_ لما أنت عارف إن عندك مشكلة ممكن تخرب حياتنا كذبت عليا ليه وفضلت ساكت، جاي تتخل عندي دلوقتي بعد ما أخدت اللي أنت عايزه مش كدة..
دفن وجهه بها أكثر وأخذ نفس عميق من رائحتها التي قادرة على ذوبان روحه بها، ثواني وخرجت منه تنهيدة طويلة قائلا :
_ كنت واطي وبضحك عليكي كان كل اللي في دماغي أخدك..
خرجت من بين شفتيها ضحكة متألمة ثم قالت :
_ يااا دة أنا كنت غبية فعلاً زي ما الكل بيقول ويا ترا بقى دلوقتي شبعت فقولت أطلع من الموضوع بالتمثيلية السخيفة..
صدم من تفكيرها، انتفض من فوق الفراش وهو يرفض تلك الفكرة كل الرفض، حتى لو انتهت تلك العلاقة يستحيل ان يتركها تنتهي بتلك الطريقة، وضع يديه على ووجها مردفا بقوة :
_ لأ يا عطر مش دي الحقيقة..
ابعدته عنها بقوة وقامت من فوق الفراش قائلة بغضب ومشاعر الضياع تأكلها :
_ لأ لو سمحت طالما هي كدة كدة بايظة يبقى خلينا مكشوفين بلاش تفضل تكذب وتقول كلام كله رسم وتأليف، أنت زهقت وحابب تخلع فقولت أخلع بشياكة مش كدة..
لهذه الدرجة وصلت الحالة بينهما؟!. يبدو إن الحديث أصبح خطير والنهاية ستكون بشعة، هذا أفضل بكثير نوح اتركها تذهب وهي تكرهك حتى تقدر على العيش، أوما إليها بقسوة قائلة :
_ صح أنتِ ذكية جدا، أنا مش عايزك يا عطر كان ممكن أفضل أخبي عليكي اني مش بخلف لو تلزميني، لكن انا شبعت ومش عايزك في حياتي تاني، هعمل معاكي بأصلي وهسيبك هنا لحد ما العدة تخلص بعد كدة أمك أولى بيكي أبقى اندبي جانبها...
_____ شيما سعيد ______
بغرفة فيروز.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
دلفت ثريا أغلقت الباب خلفها بهدوء وجدت فيروز تجلس على الفراش وبيدها الهاتف، أعتدلت بجلستها وقامت لتقترب من ثريا سريعاً تساعدها على الجلوس مردفة :
_ كنتي أرتاحي شوية يا ماما ونتكلم بعدين..
أشارت إليها ثريا لتجلس بجوارها قائلة :
_ أقعدي يا فيروز أنا مش هعرف أرتاح الا لما أفهم في أيه بالظبط..
أومات إليها فيروز ببعض التوتر ثم بللت شفتيها بطرف لسانها مردفة :
_ مش هكدب عليكي يا ماما، كل اللي حصل قدام حضرتك من شوية مجرد تمثيليه بايخة أنا وفقت عليها في لحظة مجنونة عشان بس أرد قيمتي قدام فريد..
نظرت إليها بتعجب مردفة :
_ يعني إيه الكلام ده؟!..
بدأت فيروز بقص كل شيء على والدتها الا الجزء الخاص بدخولها القسم نومها به ليلة كاملة، انتفضت ثريا من مكانها بهلع رغم وجع جسدها مردفة :
_ وعشان تردي قيمتك قدام فريد تورطي نفسك في كارثة تانية مع واحد زي موسى الراوي، تفتكري ايه اللي يخلي واحد في مكانته يمثل تمثيلية زي دي أو حتى أنه يدور وراكي ويعرف عنك كل ده..
_ مش عارفة يا ماما بجد مش عارفة كل ده ليه؟!.. بس رفضت إبان قدام فريد ضعيفة أو إني كنت هربانة لمجرد إن كان هيبقى العريس، بس كلام حضرتك ده بدأ يوترني المفروض أعمل إيه دلوقتي..
أخذتها ثريا بين أحضانها وقالت بقوة :
_ مش هتعملي أي حاجة أنا اللي هعمل... كفاية أوي لحد كدة مش هخسر تاني يا فيروز كفاية اللي خسرته طول السنين اللي فاتت..
_____ شيما سعيد ______
بمنزل خاطر..
أستيقظ بجسد يصرخ من الألم، نومه على تلك الاريكة القصيرة جعل نصفه بالأرض والنصف الآخر يضم يد الاريكة بقوة حتى لا يسقط من عليها، حرك ظهره يمينا ويسارا ليخرج صوت متألم قبل أن يراها تخرج من المرحاض بعباية منزلية واسعة وتضع فوق خصلاتها رباط سميك، رفع حاجبه بسخرية قائلا :
_ أول مرة في حياتي أشوف صباحية بالقذارة دي..
نفخت فمها ثم قالت بنفس السخرية :
_أهو تجرب حاجة جديدة بدل ما أنت متعود على الصباحية الشمال اللي زيك..
لمعت بعينيه نظرة تسلية واضحة، ليقوم من فوق الاريكة جذبا أياها إليه مرر يده على ظهرها بوقاحة مردفا :
_ يعني هي دي الصباحية اليمين وانا أقول كل الرجالة بتتجوز ليه، متخليك حلو كدة يا حلو..
وضعت كفيها على صدره لتضع مسافة مسموح بها بينهما قبل أن تهمس ببرود :
_ أتجوز أنت كلك على بعض متفرقش معايا، بس خليك عارف إن اللي يأخد هادية ميعرفش يشوف غيرها..
حرك وجهه مردفا بتعجب مصطنع :
_ وده ليه بقى يا ست هادية عندك اية مش عند باقي الستات..
إجابته بثقة ورفعت يدها لذقنه وبدأت تحرك أصبعها على ملامح وجهه بخفة أشعلت الشوق بداخله :
_ عمرك خطفت أخوك عشان واحدة من حريمك قبل كدة؟!..
رفض بحركة خفيفة من رأسه لترفع كتفها بدلال مردفة بابتسامة مميزة :
_ شوفت بنفسك أنا مش أي حد يا إبن أبو الدهب..
أنتهت لعبتها بنصرها لذلك قررت الإبتعاد الا إنه أعجبته تلك اللعبة كثيرا ولابد إن يحرص هدف أقوى منها، شدد على خصرها ليجعلها تلتصق به ومل عليها قليلا قبل أن ينفخ بعنقها نفخة خفيفه أرتجفت بسببها تحت يديه ليقول بمكر :
_ والحلوة طالما كانت عايزة تنتقم وخلاص كانت خايفة تنتقم من فريد واختارت أخوه اللي ملوش علاقة بالموضوع ليه؟!..
تاهت بسحر أنفاسه الساخنة التي تضرب عنقها بلذة ترفرف أشياء غريبة عجيبة بداخل صدرها، لحظة مميزة جعلتها تنسى ما كانت تفعله وتستمتع فقط بهذا القرب المزلزل لها، لم يشعر بحلاوة مثل حلاوة قربها، نعم هو مستغل لأعلى درجة، فرصة توهانها بين ذراعيه فرصة نادرة ولابد ان يستخدمها بطريقها الصحيح، مال على شفتيها ليقبلها بمشاعر حلوة أخذته لعالم خاص من الذوبان..
ماس كهربائي سيطر على الأثنين عاصفة غريبة أخذتهما الي أجمل ما يشعر به الإنسان من لذة، جرس المنزل لعين بالنسبة إليه ومنقذ بنسبة لها، ضربته بصدره ليبتعد مردفا بغيظ :
_ ***** ده باب..
شهقت بخجل من حديثه ومن استسلامها، أحمر وجهها ليقول بمرح :
_ الله ده إحنا طلعنا بنات حلوين وكمان بنتكسف امال لية الوش الخشب ضيعتي علينا الليلة إمبارح على الفاضي..
ماذا تقول؟!.. وقاحة بوقاحة لن تصمت :
_ روح أفتح الباب يا غالي وبعدين نشوف الليلة اللي باظت ده انا هخلي ايامك كلها شبة ضميرك..
قهقة بمرح على حديثها ثم غمز لها مردفا بنظرة تعلم بنظرة " حمدي الوزير" :
_ يا بت أطلعي من دول بقى هتموتي على أيدي الليلة يا بنت ثريا بس عايزك ترني على الإسعاف قبلها بساعتين..
دق باب المنزل بقوة جعلته يسب الطارق بلفظ خارج وذهب ليفتحه وهو يقسم على ضربه مهما كان من هو، ذهبت خلفه متوقعة والدتها الا انها رأت فتاة جميلة تتعلق بعنق خاطر مردفة بحزن :
_ وحشتني يا سي خاطر قولت أجيلك نقضي الليلة سوا..
وضعت يدها على فمها بذهول قائلة :
_ الله يخرب بيتك شمال أنت كمان ليك في الشمال.
انتفض بقوة وأبعدها عنه ليري معالم الشرار واضحة بعين الأخرى فقال بنبرة سريعة وهو يدافع عن نفسه..
_ لأ اوعي تفهميني غلط دي مراتي البت نوسة..
_____ شيما سعيد ______
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ لأ اوعي تفهمي غلط دي مراتي البت نوسة..
هل هو أحمق أم الوقاحة وصلت به إلى ما لا نهاية، أنهى جملته وتنفس بارتياح بعدما دافع عن نفسه أخيراً، أتسعت عينيها من الجملة يقولها بكل بساطة متزوج بغيرها بثاني يوم زواج بينهما، بدأت تتفقد ملامح تلك الفتاة من أول شعرها الأحمر الناري إلى لون الروج الغامق وفمها الذي يأكل علكة بطريقة أستفزتها، نزلت ببصرها حتى وصل إلى فستانها الأسود القصير..
ابتسمت بسخرية وقالت :
_ مراتك؟!..
للحظة سأل نفسه هل قال على نوسة زوجته فعلاً؟!.. دفع نوسة للخارج ببعض القوة ثم أغلق الباب بوجهها، عاد لتلك التي تقف كما هي وقال ببراءة :
_ مش أنا حكيت لك عن البت نوسة قبل كدة؟!..
أومات إليه وهي تقترب منه بخطوات بطيئة ليكون صادق شعر برهبة من الخوف وعاد للخلف، ظلت تقترب وهو يبتعد حتى ضرب ظهره بالحائط، أبتلع ريقه بتوتر وأشار إليها لكي تبتعد عنه الا إنها فصلت المسافة بينهما ورفعت يدها لتضم شعر ذقنه بين أصابعها ثم جذبته بقوة مردفة :
_ اللي أعرفه انك طلقتها إيه اللي جد بقى يا أستاذ؟!..
ضرب على رأسه وقال :
_ الواحد بينسي حاجات غريبة، مش أنا رجعتها لما كنتي ناوية تتجوزي فريد،وقتها مكنتش حاسس بعمل إيه..
رسمت على وجهها إبتسامة ساخرة وشدت على شعر ذقنه أكثر مردفة بنبرة باردة :
_ وده بقى رسمي والا عرفي يا سيد الرجالة؟!..
_ عرفي طبعا محدش إسمه معايا في قسيمة واحدة الا أنتِ يا بنت مرات أبويا..
أومات إليه بنظرات باردة قبل أن تبتعد عنه قائلة :
_ تروح ترمي عليها اليمين وتديني الورقة اقطعها بأيدي بعدها بقى هشوف هعمل فيك ايه..
رفع حاجبه مثل الطفل الصغير وقال بضجر واضح على ملامحه :
_ تعملي في إيه ليه مش أنا هطلقها وهبقي شاطر وبسمع الكلام..
أخر شي تتمناه بتلك اللحظة شعورها بدقات قلبها إليه، ليس به ميزة واحدة ومع ذلك لديه قدرة عجيبة بالسيطرة عليها، يعلم هذا جيدا وبمنتهي الصراحة قال :
_ أنا مستعد أعمل أي حاجة ترضيكي يا هادية..
اهتز جدران قلبها من حلاوة الجملة حاولت أخفاء ضحكتها الا إنها بالنهاية ظهرت ليبتسم هو مع شعور رائع بالانتشاء، سحبها من خصرها لتبقى بين أحضانه هامسا :
_ خلي الشمس تطلع بضحكتك الحلوة..
وضعت يديها حول عنقه مردفة :
_ بتعمل كدة عشان توصلي والا عشان تكمل معايا..
_ شايفة بينهم فرق؟!..
أومات إليه قائلة بتأكيد :
_ الفرق كبير وأنت عارف كدة كويس، خاطر أنا مش عايزة أحبك كفاية عليك قوي إني أبقى مراتك..
صدم صدمة كبيرة من ردها، جعلته يطلع إليها بروح مهتزة، ترفض وقوعها بحبه لكنها تقبل زواجه منها، أخذ نفس عميق ومسح على خصلاتها مردفا :
_ وأنا مش هقرب منك إلا لما تحبيني يا هادية، حتى لو فضلنا كدة باقي عمرنا..
_ هقدر أعيش مع كل نازواتك وأنا مراتك بس لكن لو حبيتك وقلبي دق لك هبقي مستعدة أخرج بروحك لو فكرت بس في غيري مش قربت منها..
أوما إليها بابتسامة أكثر من سعيد وهمس أمام شفتيها بنبرة دافية :
_ ده اللي أنا عايزه حبيني يا هادية..
_ المهم إنك أنت اللي تحبني يا خاطر..
ألقت الأعين بلهيب من حب بدأ يترعرع بداخل كلا منهما، هو يريد الغوص بالغرام وهي رغم بوادر شعورها به ترفضه، رحله عجيبة بين تلك العاصفة الهادية وبين أحد أبناء أبو الدهب، ضمها لصدره بصمت وأغلقت عينيها بلذة هذة اللحظة..
_____ شيما سعيد ______
أعتدل موسى بجلسته على الفراش بعد خروج الممرضة من عنده، نظر لأخيه مردفا :
_ سيف هات الموبايل بتاعي وأنزل قول للممرضة دي تمشي مش عايزها تاني..
تعجب سيف من طلبه وسأله :
_ هي ايه الحكاية بالظبط يا أبيه حضرتك من أمبارح بتعمل تصرفات عجيبة..
نظر إليه نظرة واحدة كانت مثل الطلقة النارية ليقوم من مكانه مردفا بسرعة قبل ان يفر من الغرفة :
_ طلبتك أوامر يا باشا هو أنت أي حد..
أخذ موسى نفسه بهدوء، يعلم أن سيف الشخص الوحيد البريئ بداخل عائلة الراوي، والدته مجرد صورة وبالحقيقة ليس لها أي شخصية أمام مايا وزوجها أما مايا لا يعلم كيف تكون شقيقته التي تربت على يده وكانت ترفض النوم الا بداخل أحضانه، ها هو آت اليوم الذي اتفقت به مع زواجها الد أعدائه على موته..
حرك رأسه بقليل من الصداع ورفع هاتفه وضغط على رقمها بعد عدة مرات أخيراً فتحت الأميرة الخط مردفة بهدوء :
_ السلام عليكم مين معايا؟!..
_ أنا موسى الراوي يا فيروز.
إسمه بمفرده قادر على سلب ثباتها منها، شعرت برجفة لذيذة من نبرة صوته لتتنفس بشكل متوتر، وصل إليه صوت أنفاسها خبير بأمور النساء ونفسها عالي أكبر دليل على تأثيره السريع عليها، إبتسم وسألها :
_ سامعني يا فيروز؟!...
يا ليته يصمت أو على الأقل لا ينطق إسمها بنبرته الرجوليه التي تأخذ قطعة من روحها، حمحمت بتحشرج مردفة :
_ أيوة سامعك يا فندم، اتمنى تكون صحة حضرتك بقى أفضل..
_ معاكي نص ساعه وتكوني عندك في الفيلا هبعت لك السواق..
فتحت فمها لترفض هذا الأمر السخيف الا إنه أغلق الخط بوجهها بكل وقاحة، أتسعت عينيها بصدمة وغيظ من أسلوب هذا الرجل وقالت وهي تعيد الاتصال :
_ إيه الاستفزاز وقلة الذوق دي وكمان مش بيرد، ماشي أنا هروح مخصوص عشان أمسح بكرامتك الأرض..
بعد ساعة كاملة كانت تجلس بغرفة مكتبه بداخل منزله، عضت على شفتيها بغضب وهي تنظر للساعة، منذ عشر دقائق وهي بأنتظار قدومه، قامت من مكانها بنفاز صبر ثم أخذت قلم مع على مكتبه وكتبت على ورقة بيضاء :
" الأسلوب ده عيب أوي وأوعي تكون فاكر اني جيت عشان جنابك طلبت كدة أنا جيت عشان أقل من قيمتك على فقل السكة في وشي"
وضعت الورقة على أحد الملفات وحملت حقيبتها حتى تذهب، أخيراً آت ألقى عليها نظرة سريعة وجلس على مقعده المريح ثم سند ظهره وهو يقول :
_ أااه الواحد بيبذل مجهود رهيب على صحته، أقعدي يا دكتورة كنتي رايحة فين؟!..
انفجرت بوجهه قائلة :
_ كنت هروح لما تبقى تحترم ضيوفك ومواعيد أبقى أطلب تقبلني وفي بيتي..
أشار إليها بالجلوس مردفا ببساطة :
_ أقعدي يا فيروز وبطلي أوفر، أنا راجل واخد طلقة أمبارح بالظبط المفروض تطلعي تطمني عليا في سريري..
شهقت من وقاحته وقالت :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ لأ بقولك إيه قلة أدب مش عايزة أنا شبعت من قلة الأدب اللي في الدنيا كلها..
نظر لتلك الورقة وقرأها بصوت عالي ثم اجابها بقوة :
_ محدش يقدر يقل من قيمتي ده انا أقل من قيمة بلدك كلها، اترزعي عايزك في موضوع مهم..
ردت عليه بعصبية :
_ تصدق إن لأزم يتقل من قيمتك فعلا، لا يا عنيا اوعي تكون فاكرة عشان دكتورة وبتكلم بأدب أبقى عيلة من بتوع مامي ودادي ده أنا فيروز فحاسب في الكلام معايا بدل ما أخلى رجالتك تدخل عشان تخلص من أيدي..
أنتفض جسدها على أثر صقفه إليها بأعجاب، رفعت حاجبها بتعجب لتجده قام من مكانه وجذبها إليه بحركة سريعة قائلا :
_ أهو أنا بقى هموت على حتة عشوائية كدة وأخيراً بقت قدامي..
_ عارف لو اللي فهمته صح هخلي..
وضع يده على فمها يمنعها من إكمال حديثها مردفا :
_ يوم الخميس الجاي الساعة تسعة معاد كويس؟!..
_ ده لايه إن شاء الله؟!..
_ لفرحنا..
أبتعدت عنه مردفة :
_ ومين قالك اني موافقة أتجوزك؟!..
نظر الي ساعته ثم قال ببساطة :
_ عندي اخت واطية جدا أول ما شمت خبر ليكي قررت تزل كمان ربع ساعة بالظبط كام صورة لينا من قدام الشركة ومن القسم وكتبت تحتها " عشيقة جديدة لموسى الراوي" بصراحة أنا أقدر أوقف المهزلة دي قبل ما تحصل بس أنا كمان زي أختي بالظبط عشان كدة هستغل الموقف وهنزل تأكيد للخبر، تحبي بقى في التأكيد أكتب خطبتي والا عشيقتي؟!..
_____ شيما سعيد ____
بعد مرور شهر..
بمنزل كمال أبو الدهب، انتهت فيروز من إعداد الطعام مع والدتها فاليوم عقد قرانها على موسى الراوي، للمرة الثانية تدلف لعش الزوجية ولا تعلم كيف ستكون نهاية تلك التجربة، متوترة، خائفة، مشاعر كثيرة تضرب أعماق قلبها، أصبحت تخشي الرجال وخصوصاً نوع موسى، طوال الشهر الماضي تكتشف به أشياء غريبة عجيبة، أمام الناس حاد، وقور، خشن، أمامها هي وقح بعيون تأكلها، مرح، مراهق، يعشق المدح الكثير به..
انتبهت على صوت ثريا وهي تقول بتعب :
_ كدة كل الأكل استوى، هدخل أرتاح جوا شوية لحد ما الناس توصل..
سألتها فيروز بتردد :
_ ماما أنتِ موافقة على جوازي من موسى والا عشان اللي حصل بسبب نشر أخته للصور؟!..
أخذت ثريا نفسا عميقا قبل أن تبتسم بمحبة مردفة :
_ لما الصور نزلت بقيت زي المجنونة بس لما قبلت اللي إسمه موسى ده شوفت جوا عينيه نظرة طمنت قلبي لو كنت شوفتها جوا عين فريد كنت رجعتك له غصب عنك..
تعالت دقات قلبها ووجدت لسانها ينطق بلهفة خرجت بكل عفوية :
_ نظرة ايه دي يا ماما..
غمزت إليها ثريا وقالت وهي تخرج من المطبخ بخطوات بطيئة :
_ نظرة حب يا نن عين أمك، يلا أطلعي من هنا وجهزي لبسك على ما البنات توصل..
أومأت إليها بشرود، هل حقا بعين موسى الراوي حبا لها أم هو قادر على التمثيل؟!.. عضت على شفتيها وهي تتخيل كيف سيكون رجل مثل بالحب، من المؤكد أنه سيكون مميز لدرجة تخطف الأنفاس، شهقت برعب مع شعورها بيد توضع على فمها وأنفاس عالية يفوح منها رائحة الغضب تضرب عنقها، همس من بين أسنانه :
_ عايزة تبقى لغيري يا فيروز شايفة إن دي هتبقى نهايتي، أنا فريد يا فيروز اللي كنتي بتدوبي من نظرة واحدة من عينه نسيتي فريد اللي جسمك موشوم بإسمه..
لأول مرة لا تغضب منه، لأول مرة لا تخاف من الوقوف أمامه، إبن الراوي بشهر واحد فقط قدر على زرع الأمان بداخلها، بكل قوة أزالت يده من على شفتيها ثم أعطت وجهها إليه مردفة بهدوء :
_ إيه المشكلة لما أتجوز تاني يا فريد ما أنت أتجوزت وأنا على ذمتك وكملت حياتك عادي، فضلت عايش سنين من بعدي وكأني ولا أي حاجة بالنسبة لك اشمعنا دلوقتي حابب نرجع عشان أحلويت في عينك تاني قولت تتسلى يومين و ترميني من جديد، يا ريت تعمل حساب إن في السكة اخواتك واخواتي أنا كمان بلاش نفضل نلعب وحاول تحب مراتك اللي قربت تتجنن بسبب حبها ليك دي وأبعد عن طريقي خالص..
ما هذا الحديث وممن يخرج؟!.. هل تلك فيروز!! تلك الصغيرة التي كانت تتشكل بين يديه بكل بساطة؟!.. فتح فمه لأكثر من مرة لكي يتحدث ولكنه لم يجد كلمة واحدة قادرا على قولها، ظل صامتا حتى قال أخيرا :
_ مش هينفع أبعد عن طريقك زي ما بتقولي، أنا عايزك يا فيروز ودفعت كتير عشان أوصل لك والا نسيتي اللي اخدتيه مني..
ياليته ظل صامتا، حديثه يجعله ينزل من نظرها يوما بعد يوم ضحكت بسخرية قائلة :
_ يااا للدرجة دي اللي جواك ليا كان قليل شوية فلوس بتجري وراها، عموما الفلوس دي حقي والا نسيت إنك طلقتني من غير حق واحد من حقوقي، أنا يدوب أخدت اللي ليا عندك يا ابن أبو الدهب مش أكتر..
_ مش عايز فلوس يا فيروز أنا عايزك أنتِ بس مش لاقي طريقة واحدة تقربك مني، مش هخليه يفرح بيكي يا فيروز..
تركها وخرج لتحرك رأسها بخوف، عقلها تركها ببحر الخوف وتصرف هو وأمر يدها بالاتصال على موسى الذي فتح الخط مردفا بنبرة متحشرجة أثر النوم :
_ يا صباح كل حاجة حلوة على عروستي..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بكت ووصل إليه شهقاتها بكل وضوح انتفض من فوق الفراش وطار النوم من عينيه التي تحولت لكتلة من الغضب مردفا :
_بتعيطي ليه يا فيروز ايه اللي حصل؟!.
خرجت منها شهقة قوية وهي تشكو إليه مثل الطفلة الصغيرة المنتظرة والدها بعد يوم عمل طويل ليأخذ حقها :
_ احميني من فريد يا موسى أنا خايفة وماليش سند غيرك..
طلبها للحماية بتلك الطريقة جعل قلبه يتضخم داخل صدره، شعور باللذة يصعب عليه وصفه ويصعب على أي شخص فهمه، تمالك حاله سريعاً وهمس لها بحنان :
_ قومي اجهزي يا فيروز وافرحي النهاردة يوم للفرح بس، وعايزك تعرفي كويس جداً إنك مع موسى الراوي محدش يقدر يبص لك مجرد بصة مش حلوة لأني هحرم عليه يشوف نور الدنيا تاني، إتفقنا..
أومأت إليه براحة مردفة :
_ أتفقنا..
______ شيما سعيد _____
بعد ساعة بغرفة ثريا أخذت نفسها بثقل وأشارت لعطر بالاقتراب منها قائلة :
_ تعالي هنا جانبي يا عطر..
ابتلعت عطر ريقها بتوتر، نظرات والدتها تشعرها أنها مكشوفة، ماذا ستقول من حاربت الدنيا من أجله تخلى عنها، أقتربت منها بخطوات ثقيلة ترفض أي حديث يؤلم قلبها، جلست بجوار والدتها على الفراش مردفة :
_ مالك يا ماما هو حضرتك تعبانة؟!..
أومأت إليها وقالت :
_ أنا معنديش أي كلام أقوله يا عطر بس أنتِ اللي عينك بتقول كلام كتير..
هربت بعينيها من نظرات والدتها ثم قامت من محلها مردفة بمرح حاولت رسمه بشتى الطرق :
_ إيه يا حاجة هو ده كلام،، ده احنا عندنا فرح وعايزين هيصة جامدة..
_ بتهربي من ايه يا بنت ثريا الواد ده عمل فيكي إيه، بقيتي مطفية يا عطر وقلبي موجوع عليكي، تعرفي اللي مطمني من جوازة فيروز إنها هتبقى بعيد عن عيال أبو الدهب..
ستقول ويحدث ما يحدث علي الأقل يحمل معها أحد هذا الثقل الذي تعيش به، وقبل أن تنطق بحرف دلف نوح للغرفة، نظر إليها وجدها على وشك الانهيار فقال :
_ ايه يا حماتي واخدة البت في أوضتك ليه إنتِ متعرفيش إني مقدرش أعيش من غيرها..
رفعت ثريا حاجبها بسخرية مردفة :
_ من غير ما تقول يا جوز بنتي باين أوي على وشها الهنا اللي هي عايشة فيه معاك..
قهقه نوح بمرح لم يصل لعينه ثم جذب ذراع عطر بخفة وخرج بها من الغرفة مردفا :
_ تعيشي يا غالية أوعدك الأيام الجاية هتكون كلها مبهرة..
دلف بها لغرفة نومه القديمة وأغلق الباب عليهما جيدا، شهر كامل لم تقترب منه لتلك المسافة، رفعت وجهها لوجهه اشتاقت له نعم إلى حد الجنون ولكن هل الاشتياق بمفرده كافي بحالتهم تلك؟!. كان لديه الكثير من الحديث لكن نظرتها أسرته جعلته لا يريد الحديث فقط يريد ضمها إدخالها إلى أعماق قلبه، وها هو ينفذ أمر قلبه، ضمها بشوق مغلقا ذراعيه عليها أخذ نفسا عميقا وكتمه قبل أن يدفن وجهه بعنقها الناعم..
إذا لم يقدر على بعدها شهر ماذا سيكون حاله بعدما تبتعد عنه كل البعد، حالها أسوأ من حاله ارتفعت شهقاتها وهي تضغط على جسده بين يديها أكثر، تريده تريد العيش بكنف حبه، مرر يده على ظهرها مردفا بحنان :
_ بلاش دموع،، دموعك دي أغلى مني بكتير أوي..
ابتعدت عنه قليلا بوجه غارق بالدموع مردفة بعتاب :
_ كل ما أشوفك بتوجع أكتر، نوح لو زهقت مني وعملت التمثلية دي عشان تطلقني من غير عتاب من حد أنا موافقة تتجوز عليا بس سبني معاك أرجوك سبني معاك أنا موجوعة حاسة إن روحي بتطلع مني...
ماذا تقول؟!! وما هو المطلوب منه أن يقوله؟!... رفع أصابعه ومسح على وجهها عدة مرات مردفا بوجع :
_ والله العظيم مش بكذب أنا فعلاً صعب أخلف يا عطر إذا مكنش مستحيل، كنت في الأول أناني ومش فارق معايا إلا وجودك بين أيدي لكن دلوقتي مش هقدر أحرمك من نعمة الخلفة الباقي من عمرك..
حركت رأسها بجنون مردفة :
_ احرمني يا أخي إنت مالك!! أنا مش عايزة غيرك..
ظهرت على ملامح وجهه لهفة غريبة وهو يسألها بتقطع :
_ عطر أنتِ بتتكلمي بجد، فعلاً مش عايزة أولاد؟!..
ضمت وجهه بيديها وهمست بنبرة عشق خالصة :
_ عايزة طبعاً بس منك إنت حتى لو مفيش أمل أحنا هنزرع في بعض الأمل ونفضل عايشين عليه الباقي من عمرنا..
_ هردك لعصمتي يا عطر موافقة؟!..
أومأت إليه بسعادة واضحة وقالت :
_ موافقة يا نوح موافقة بس أوعدك هتشوف على إيدي العذاب ألوان بعدد كل أيام الوجع اللي عشتها بعيد عنك..
_ وأنا كمان موافق أعيش على أيدك وبين إيدك أي وجع مادام هتبقى جانبي، رديتك لعصمتي يا عطر..
بعد أذان العشاء كان المنزل به كل الأحباب والجيران، دلف موسى الراوي بهيبته المعتادة لتتعالى الزغاريد بالمكان، اقترب من كمال الذي قال بابتسامة :
_ أدخل معايا يا عريس عشان تجيب العروسة بنفسك..
أومأ إليه موسى و بداخله الكثير من الحماس لرؤيتها بزيها الأبيض، دلف للغرفة بخطوات سريعة وفتح بابها وهو مصمم على أخذها بين أحضانه بالحال، رفع حاجبه بتعجب مع عدم وجودها بالغرفة، دلف وخلفه كمال الذي أردف بتعجب :
_ هي راحت فين؟!..
لفت انتباه موسى تلك الورقة الموضوعة على الفراش فقرأها :
" فيروز مش بتاعتك يا موسى بيه فيروز لفريد وبس من يوم ما أتكتبت على أسمي، روح بيتك وارتاح هي حالياً في مكانها الطبيعي"
_____ شيما سعيد _____
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
صك على أسنانه من الغضب قبل أن يعصر الورقة بين يده، لم يود أبدا العداء مع تلك العائلة خصوصاً لترابط العلاقات بينهم، الا إنه من أختار الحرب مع موسى الراوي فليذهب الجميع إلى الجحيم، نظر إليه كمال بقلق واضح على معالمه ثم أقترب منه مردفا :
_ فيها إيه الورقة يا موسى؟!..
نظر اليه الأخر بثبات انفعالي ثم وضع يده على كتف كمال مردفا بقوة وهو يتجه به للخارج :
_ إبنك بيحفر على نهايته يا كمال بيه وأنا مكنتش حابب نوصل لكدة ابدا..
وقف أمام الجميع بصالة المنزل ورسم على وجهه إبتسامة هادئة قائلا :
_ يلا يا جماعة نروح لمكان الحفلة العروسة صممت أجيب الكل بنفسي..
ابتسم الجميع أما ثريا سقط قلبها أرضا وهي تحاول فهم حديثه، جذبت موسى بعيدا عن الجميع وكاد عقلها إن يذهب منها أين فيروز وعن أي مكان حفل يتحدث مع انها تركتها منذ عشر دقائق بالغرفة، حدق بها مستفهما لتقول :
_ بنتي فين ومكان حفلة إيه؟!..
أخذ نفس عميق قبل أن ينحي ويضع قبلة بها الكثير والكثير من الأحترام والتقدير على رأس ثريا ثم اجابها بقوة :
_ متخافيش يا أمي هي بالف خير بس ان جوزك لعب معايا لعبة مش حلوة محدش هيطلع خسران منها غيره، اطلعي للناس اللي بره في عربيات تحت هتوصلكم لمكان الحلفة بمجرد وصولكم هبقي أنا وفيروز هناك، ثقي فيا..
لأول مرة يدلف إلى قلبها هذا الشعور بالأمان منذ وفاة والدها، أومات إليه بابتسامة وقالت بهدوء :
_ أنا دلوقتي بس أقدر أقول إني بقى معايا راجل يقف في ضهري وضهر بناتي..
ذهبت للضيوف وأختفت ابتسامته مع ذهابها، أخرج هاتفه ليرد عليه أخيه بجدية :
_ كله زي ما طلبت يا موسى وفيروز في الفندق..
أخذ نفس عميق يشعر قلبه بالانتعاش، وجودها بمكان يخصه أراح قلبه، أما الأخر تنتهي ليلته معها بسلام وسيجعل من وجهه لوحة فنية، حك ذقنه بخشونة قائلا بنبرة صوت فخورة :
_ أنت عارف أنك راجل يعتمد عليك من صغيرك، متخليش حد يرحب بالضيف اللي عندك وخد بالك مع عدي من كل حاجة لحد ما أوصل..
______ شيما سعيد ____
بغرفة كمال أقتربت منه ثريا لتجده يقوم بالاتصال على رجاله وهو يعطي لهم أشد التعليمات حتى يعلم محل ولده، ابتسمت بسخرية وحركت رأسها ألقى عليها نظرة سريعة وهو يحمل جكيت البذلة الخاصة به مردفا بعدما أغلق الخط :
_ نوح وخاطر هيبقوا معاكي في القاعة لكن أنا لأزم أمشي دلوقتي..
لم ينتظر ردها وتحرك بخطوات سريعة لباب الغرفة، وضعت يدها على يده ليقف مكانه وقالت :
_ مش تقول الأول رايح فين وسايب مراتك في كتب كتاب بنتها..
أغلق عيناه لعدة ثواني، يحاول بقدر المستطاع تملك نفسه، يعلم ما تحاول هي الوصول إليه من طريقتها الساخرة بالحديث، سحب كفه منه ثم قال بنبرة حادة :
_ الموضوع مش محتاج سؤال يا ثريا أنا رايح أشوف إبني حصل له ايه بسبب جنانه وحبه المجنون لبنتك، سايب معاكي بدل الراجل اتنين يعني مش لوحدك..
أختفت السخرية من معالم وجهها ليحل مكانها الألم، قهر بشع يتغلغل بداخل أعماقها، عادت خطوتين للخلف وشعورها بخيبة الأمل به للمرة المليون يزيد، تحدثت بنبرة لا يعلم لها معنى رغم ما بداخلها من ألف معنى :
_ رايح تدور على ابنك اللي دمر حياة بنتي وخطفها يوم فرحها عشان يعمل فضيحة، طيب فكرت في طريقك ممكن يكون عمل فيها إيه أو أخدها من البيت إزاي، أكيد لأ لأنها بنت ثريا اللي يا دوب أخرها نوم الباشا في حضنها مش دي الحقيقة؟!..
ضرب باب الغرفة بيده عدة مرات بغضب، ماذا يقول بموقف مثل هذا؟!. هي تأخذ كل تصرفاته على قلبها وكأنها تصطاد الأخطاء وهو علم بأمان فيروز والان الخطر على فريد وحده، نظر إليها ليجد بداخل عينيها نظرات مشتعلة وكأنه عدو لها، زفر بقوة مقتربا منها قائلا :
_ بنتك في القاعة يا ثريا يعني في امان لكن أنا إبني مع راجل زي موسى لا يعرف عقل ولا رحمة، تفتكري ممكن أسيبه يموت..
أومات إليه بكره واضح :
_ يستاهل لانه أساس كل حاجة وحشة حصلت في حياتى وحياة بناتي، لو مكنش لعب على فيروز مكنتش شوفتني غير جارتك وكانت هتبقى بناتي في امان..
لم يشعر بحاله، حالته كانت مخفية من قلقه على فريد وهي ذات الأمر سوء بحديثها الأحمق، لأول مرة يفرغ غضبه بأمراة ومن تلك المرأة ثريا، جذبها من فكها ضغطا عليه بقوة :
_ أياكي تتمنى الموت لابني اللي يفكر بس يبص لعيالي بطريقة وحشة هاخد روحه بأيدي حتى لو الحد ده أنتِ يا ثريا، النظرة اللي جوا عينك دي لما فريد يبقى في أمان هنتحاسب عليها..
وضعت يدها على يده تمنعه من الضغط عليها أكثر، أبتعد عنها بغضب وعاد لضرب بيده بالحائط لتقول قبل أن تتركه :
_ خلاص وقت الحساب خلص..
_____شيما سعيد _____
بحفل الزفاف الصغير الذي تم خلال أقل من نصف ساعة، دلفت عطر بيد نوح وهي سعيدة جدا بالأجواء، نظرت إلى نوح وجدته يدور بعيناه بالمكان وكأنه يبحث عن شيء، رفعت كفها وجذبت وجهه إليه مردفة بغيظ :
_ أنت بتبص فين ممنوع تبص لأي حد في الدنيا دي كلها غيري فاهم يا أستاذ..
ابتسم إبتسامة متوترة، لا يعلم ما يحدث ولكن أبيه طلب منه أن يأخذ محله ويكون وكيل فيروز، بداخله قلق كبير ولكن لابد أن يختفي حتى نهاية هذا الحفل وخصوصاً أمام عطر، قرص انفها مردفا :
_ مش شايف في الدنيا غيرك يا عطر..
ابتسمت بانتشاء قبل أن ينقلب وجهها سريعاً مردفة :
_ايه عطر عطر دي دلعني وقولي كلام حلو زي بتاع الروايات.. قولي يا شوكولاتة زي فاروق المسيري..
تحولت نظراته لأخرى أتت من الجحيم، من هذا الذي تريده زوجته مثله؟!.. ضغط على خصرها لأول مرة يظهر بالعلاقة بينهما مردفا من بين أسنانه :
_ مين ده يا روح امك اللي عايزني أبقى زيه أنطقي..
سعادة ما بعدها سعادة بنبرة الغيرة الواضحة بحديثه وكأنها أمتلكت الدنيا وما فيها، وضعت يدها على وجهه مردفة بهيام :
_ يخرب بيت طعامة أهلك يا اخي، يسلملي الغيران..
_ بت أنطقي بدل..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
وضعت كفها على شفتيه تمنعه من الحديث قائلة :
_ بس بس هو أنت لأزم تفصل مشاعري بالشكل ده، وبعدين ده يا سيدي راجل أعمال دخل الحفلة مع مراته من شوية وسمعته بيقول لها يا شوكولاتة، كانت أحسن مني في إيه عشان تسمع كلام حلو وأنا لأ..
لكل شخص من إسمه نصيب وهي دائما صاحبة رائحة تأخذه لعالم أخر، أخذ نفس عميق من رائحة كفها السخرية على أنفه ثم وضع عليه قبلة حانة قبل أن يبعده عنه مردفا :
_ عشان بحب اسمك عطر، لما بنطقه بفتكر إنك كنتي الحاجة الحلوة اللي دخلت حياتها خليتها أحلى من المسك، اسمك لوحده بنسبة ليا حياة ومش هبطل أقوله حتى بيني وبين نفسي..
نعم هذا ما كانت تريده، أن يعود إلى عشقها من جديد، أن تعيش معه الغرام بلمسة نوح أبو الدهب، زادت ابتسامتها اتساع وقالت :
_ إيه رأيك لو نرقص مع بعض، نفسي أوي نرقص سوا..
حرك رأسه بنفي مردفا :
_ لأ رقصنا رقصة العيال السيس دي يوم الفرح أنا ليا مزاج في الرقصة اللي حلمت بيها بعد أول ما شوفتك ومن بعدها قررت اننا هنكون سوا..
رفعت حاجبها بتعجب مردفة :
_ رقصة ايه دي؟!..
_ بلدي وجبت كمان الشيشة والبدلة السودة أم ترتر مع اغنية أم كلثوم وبكدة يبقى حققت حلمي..
شهقت بخجل مردفة :
_ اه يا قليل الأدب أنت من أول مرة شوفتني فيها كنت بتفكر فيا بالطريقة دي؟!..
أوما إليها ببساطة قائلا بوقاحة :
_ اه.. آمال كنت بتخيلك ناظرة مدرسة..
____ شيما سعيد ____
عند خاطر وهادية، كان هو الأخر سعيد بوجودها بين يديه وكأنه يقول للعالم ها هي أصبحت زوجتي، جلس بجوارها وهو يتابع أقل تفصيلة تفعلها، ضحكتها الرقيقة، جنونها ببعض الأحيان وخجلها الممتع إذا وضع يده بأي جزء على جسمها، قرصت فخذه مردفة :
_ واد يا خاطر..
قهقة بمرح على كلمتها التي قولها إليه منذ الصباح، "واد" أردف بمشاكة :
_ يا قلب الواد..
أشارت إلى نساء الحفل بانبهار واضح على معالم وجهها وقالت :
_ النسوان دي بتأكل كريم كراميل والا إيه وبعدين كلهم إمكانيات وحاجة أخر طعامة..
صدم بالبداية من حديثها هذا، ضيق عيناه بشك وهو ينظر إليها هل هذا فخ تحاول ايقاعه به؟!.. تعبيراتها لا تظهر هذا أبدا حتى لو ليكن أكثر حرصاً، أغلق عيناه مردفا :
_ استغفر الله العظيم يا رب، أنا دلوقتي راجل متجوز ومراتى أجمل ست في الدنيا مستحيل أبص لغيرها طبعا..
خرجت منها ضحكة ساخرة قبل أن تضرب على ظهره مردفة :
_ ربنا يقوي إيمانك، أطلع من دول يا واد أنا شوفت كل الصور القذرة اللي على الفون بتاعك..
أتسعت عيناه بذهول ولأول مرة يشعر بالحرج، تنحتح وهو يلعب بخصلات شعره مردفا :
_ فتحتي الفون ازاي وبعدين دول كنت متجوزهم أنا مستحيل أتفرج على حاجة مش بتاعتي..
أومات إليه ثم رفعت رأسها بكبرياء واضح قائلة :
_ بعد ما طلقتهم مبقوش بتوعك أنت بس اللي بتاعي فاهم والا أعيد من الأول.. وعموما أنا كدة كدة مسحتهم كلهم..
حرك رأسه بقهر مثل الطفل الصغير قائلا :
_ فاهم فاهم، فتحتي الفون إزاي ومسحتي الصور..
أكلمت بنفس الكبرياء والثقة :
_ لا حاجة يا دوب هكرته وأي نفس ليك على الفون هيوصل ليا أشطا يا واد..
_ أشطا يا معلمة..
قهقهت بمرح وضحك هو الاخر معها بسعادة، ضمها لصدره وكأنه يملك العالم بما فيه، يعلم إن الاكتفاء صعب وخصوصاً مع رجله مثله ولكنه من أجلها سيكون لها مهما عاني من صفات الصياعة الخاصة به، وضع عدة بقبلات على رأسها بحنان قبل أن يسمع صوت انثوي يقول من خلفه :
_ مش معقولة نوح...
دار لها ويا ليته لم يفعل، أول خطأ فعله بحياته وربما تكون هي الخطأ الأكبر الذي مازال يعاني منه الي الأن، شعر بالاختناق وهو يراها أمام عينه ليقول بتقطع :
_ مايا..
أومات إليه بدلال وجذبته بجراءة من بذلته لتميل على أذنه مردفة :
_ اممم مايا اللي ضحكت عليها وخلعت حتى من غير ما تعرف إن ليك إبن جوا بطنها..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أبتعدت بعدما زلزلت جسده بالكامل، نظر إليها بالف علامة استفهام الا انها نظرت الي هادية المشتعلة ثم قالت بنبرة خبيثة واضحة :
_ أهدى يا مدام جوزك حبيب الكل عشان كدة خليكي فريش، أتمنى الحفلة تعجبكم..
______شيما سعيد ______
أخيراً دلف بها ويدها تتعلق بذراعه، أخذ نفس عميق وشعور عظيم بالانتصار يتغلغل بدخله، أرتجاف جسدها وصل إليها ليضغط ضغطة بسيطة على كفها يبث بداخلها الكثير من الأمان، جلس بها على طاولة المأذون ليجلس نوح بالمقعد المقابل إليه مردفا بهدوء :
_ أنا هبقي وكيلها..
ابتسم إليه موسى إبتسامة باردة قبل أن يقول بمكر واضح :
_ عارف أكيد كمال بيه عنده موضوع أهم وحله عندي بس لما أفضى من شهر العسل هبقي أحله..
نظر نوح لخاطر بتعجب ليرد الاخر إليه نفس النظرة الا إن موسى قطع هذا التساؤل البصري مردفا :
_ أبدأ يا شيخنا..
كانت أجراءات عقد القرآن تحدث أمام عينيها وهي فقط شاردة، ها هي تدلف بقدميها لعش الزوجية من جدا وبكامل قواها العقلية، موسى رجل من نظرة قادر على خضوع من حوله ماذا سيكون مصيرها تحت يده؟!.. عاشت أوجع كثيرة ولن تسمح لنفسها بالحب مهما حدث وخصوصاً لو مع موسى بكل جبروته..
ساحبة عابرة من الحزن مرت أمام عينيها متذكرة ما حدث منذ قليل، أخذها فريد عنوة من غرفة نومها بعدما خدرها لا تعرف ما حدث بعدها الا وجودها مع موسى بغرفة الفندق يطلب منها الاستيقاظ حتى يتم تجهيزها لحفل عقد القرآن..
فاقت من تلك الدوامة على جذب موسى إليها من خصرها ثم قبل أعلى رأسها مردفا بنبرة حنونة سعيدة :
_ ألف مبروك يا فيروز، كدة أنتِ بقيتي رسمي مرات موسى الراوي..
لا تعلم تسعد بتلك الكلمات أما تشعر بالخوف من القادم، تنهدت وسارت معه لساحة الرقص بدأت تتمايل بين يده لتقول بنبرة مرتجفة :
_ هو ايه اللي حصل في فريد؟!..
كانت إجابته حادة اخافتها على نفسها وعلى فريد :
_ يهمك في إيه؟!..
أبتلعت لعوبها مردفة :
_ أكيد طبعاً يهمني، فريد مش بس كان جوزي لو ده قصدك بكلامك، فريد ابن بابا كمال اللي هو جوز ماما وأبو أخواتي اللي جايين على الدنيا قريب، يا ريت يكون كويس أنا مش عايزة أي مشاكل في حياة ماما أو لحياة أخواتي..
أكمل رقصته معها بهدوء وقال ببرود :
_ أفرحي ده فرحك يا فيروز عقلك الصغير ده المطلوب منه من هنا ورايح الاهتمام بيا بس والباقي عليا أنا لوحدي..
بعد ساعتين دلف لجناحه الخاص، ترك بها الباب مفتوح لتدلف خلفه ثم أشار إليها بالاقتراب منه ونظرات خبيبثة واضحة مثل الشمس :
_ تعالي هنا يا فيروز قربي..
بخطى ثقيلة وضعت قدميها بغرفة نومه، بصبر شديد كان يتابعها ويحاول بقدر الإمكان أزالت أي حواجز بينهما، تأخرت بالوصول للفراش كأنها طفلة صغيرة تتعلم السير وتتعثر بكل خطوة، مل الإنتظار وقلبه يحترق بنيران شوقه لها، قام من فوق الفراش بخفة وجذبها إليه مردفا:
_ أنتِ عارفة إني من يوم ما شوفتك بقت أحلامي كلها أستغفر الله العظيم يا رب ودلوقتي بس بقت حقيقة قصاد عيني..
أتسعت عينيها من وقاحته طالما رأت منه الجانب العملي الراقي والآن تري الوجه الآخر لموسى الراوي، سألته بريبة:
_ حضرتك كنت وعدني أخد وقتي ونتعود على بعض مش كدة ؟!..
قدم شفتيه للإمام ببراءة مردفا وهو يحاصر جسدها بجسده أكثر:
_ قولتلك احفظي ورايا شخصيتي عشان نعرف نتعامل حصل ؟!..
أومات إليه ليقول:
_ طيب يلا سمعي كدة حفظتي إيه ؟!..
_ بتتعصب بسرعة وتهدي بسرعة ، عينك زيغه، بتحب التطبيل.. بس دول..
رد عليها بفخر:
_ شاطرة بتحفظي بسرعة حطي فوقهم بقي إني برجع في كلامي..
خافت من نظراته الواقحة إليها وقالت:
_ مش فاهمة..
_ يعني هدخل النهاردة يعني هدخل لو فضلت أحلم بس هنحرف في أيدك..
______ شيماء سعيد ______
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ بتتعصب بسرعة وتهدى بسرعة ، عينك زايغة، بتحب التطبيل.. بس دول..
رد عليها بفخر:
_ شاطرة بتحفظي بسرعة حطي فوقهم بقي إني برجع في كلامي..
خافت من نظراته الوقحة إليها وقالت:
_ مش فاهمة..
_ يعني هدخل النهاردة يعني هدخل لو فضلت أحلم بس هنحرف في أيدك..
رأت التصميم بعينه واضحا مثل الشمس، هي إمرأة ليست عذراء ولكنها خائفة، خائفة من خوض تجربة مثل تلك، حياة زوجية مع رجل مثل هذا ستكون نهايتها معروفة " الملل" تزوج من أكثر من فنانة مشهورة وبالنهاية مل ماذا سيفعل معها هي؟!..
عادت خطوة للخلف تحاول الإبتعاد إلا أنه كان الأسرع بوضع كفه خلف ظهرها ثم جذبها إليه لتسكن أحضانه، رفع كفه الآخر ومرر إياه على بشرتها الناعمة هامسا :
_ خايفة؟!..
حركت رأسها بنفي وهي تحاول التقاط أنفاسها المتسارعة، تابعها بأعين تلتهم معالمها الممتعة لأي رجل ثم سألها بخشونة أذابت جسدها تحت يده :
_ أمال متخشبة كدة ليه؟!..
_ حاسة إنها خطوة سريعة أوي..
قالت هذا بتردد لعله يعطف عليها ويجعلها تنام بسلام تلك الليلة، أخذ نفسا عميقا ثم مرر يده على خصلاتها بحنان مردفا :
_ ناوية نطلق بعد كدة؟!..
خرجت منها شهقة مستنكرة لتلك الكلمات، رفعت عينيها إليه وقالت بتعجب :
_ في عريس يقول كدة لمراته يوم فرحهم..
رفع حاجبه هو الآخر بنفس التعجب قبل أن يقرص أنفها قائلا :
_ وهو في وحدة تقول لجوزها كانت خطوة سريعة يوم فرحهم برضو..
تنهدت بتعب، هذا الرجل يدور بالكلمات بكل مهارة ويجعلها دائماً تصل لتلك النقطة التي يريدها هو، حركت رأسها بتعب قبل أن تقول :
_ موسى أنا عارفة عنك كل حاجة من الميديا وعارفة كم سيدات المجتمع والممثلات اللي اتجوزتهم، كل دي علاقات إنتهت بالطلاق في أقل من سنة، أنا مش زيهم ولا شبههم أنا بنت بسيطة، الجواز في أول تجربة ليا حط على قلبي علامة سودة لا قد وجع جديد ولا قد كلام الناس عليا لو اتطلقت تاني وبسرعة..
ظل طوال حديثها ينظر إليها باهتمام شديد، كل كلمة تخرج منها تدلف إلى قلبه وتعطي إليه إشارة معينة، يفهمها وربما يكون هو الآخر لديه نفس الخوف، جذبها لتجلس على الفراش وجلس بالمقابل لها مردفا بنبرة جادة :
_ تفتكري في حد ممكن يدخل علاقة وتبقى في نيته الطلاق؟!.
نفت برأسها ليكمل :
_ للأسف يا فيروز الوسط بتاعنا حياته مش بالسهولة اللي الناس شايفاها، مراتي الأولى كانت سيدة مجتمع بتحب تعيش تجارب مجنونة نزلت بدل البيبي أربعة في كل مرة حتى برسم أحلام حلوة أخيراً هبقي أب والنهاية كانت بشعة، لحد ما حملت في إياد حبستها جوا الجناح تسع شهور سبت شغلي وكل حياتي عشان بس أكون معاها وأضمن سلامة إبني وجه إياد للدنيا في نفس اليوم ده هي طلبت الطلاق قالت مش هقدر أتحمل مسؤولية طفل وأحرم نفسي من كل حاجة حلوة في الدنيا وطلقتها فعلاً، وقتها الصحافة طلعتني الزوج الشرير اللي طلق مراته في المستشفى بعد ما ولدت..
ابتلعت ريقها بالقليل من التوتر بعدما شعرت بالصدق داخل عينيه قائلة :
_ وباقي الجوازات؟!..
أجابها بكل براءة :
_ لأ دول كانوا جواز متعة، شوية دلع قدمهم شوية فلوس وبعدها نطلق بكل هدوء ونفضل أصدقاء..
لا تعلم لما انتفض قلبها من محله بنغزة بها بوادر معالم الغيرة، ظهرت بداخل عينيها وهذا جعله يشعر بالانتشاء، مد يده وضم كفها ثم رفعه إلى شفتيه واضعا عليه قبلة عميقة مردفا :
_ زعلتي من الحقيقة؟!..
أومأت إليه مجيبة بصراحة :
_ يمكن زعلت على حظي البايظ في الرجالة، ويمكن خوفت لأني شوفت نهايتي معاك حتى من قبل ما نبدأ، أو يمكن حسيت بوجع لأن قلبي كان بدأ ينسى اللي فات ويدق أول ما يسمع أسمك أو يشوفك..
ابتسم وقال :
_ أول جملتين هعتبر نفسي مسمعتش منهم حاجة، أما آخر جملة ردها عندي..
_ وايه هو الرد ده يا ترى؟!..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ أنتِ حالياً مراتي وأنا عايز أكمل معاكي الباقي من عمري، النهاية محدش هيقدر يكتبها غيرك يا إما تخليني مجنون بيكي أو تخليني مش قادر أدخل البيت، ناوية على إيه يا فيروز؟!..
من أين أتت إليها تلك الجرأة لا تعلم، اقتربت منه بدلال فطري ثم لفت ذراعيها حول عنقه هامسة بنبرة رقيقة بالقرب من شفتيه الرجولية :
_ هخليك مجنون فيروز..
ظهرت إبتسامة جذابة على شفتيه قبل أن يميل على شفتيها الناعمة أخذا إياها بين شفتيه بقبلة لوهلة تخيلتها رومانسية رقيقة، بلحظة أصبحت أسفل جسده وملابس الزفاف مزينة لأرضية الغرفة رفع ذراعه وهو مازال مندمجا معها وأغلق ضوء الغرفة ليترك فقط بصيصا هادئا من النور..
_____ شيما سعيد _____
بصباح اليوم التالي..
بمنزل فريد..
أتى خبر ما حدث لهالة، ضربت رأسها بالحائط عدة مرات، لماذا دائماً يفعل بها هذا؟!.. حبها الزائد له جعلها تصل معه إلى الجنون، ألقت بجسدها على أرضية الغرفة تحاول تنظيم أنفاسها، وضعت يدها على صدرها وألمه يزيد، سقطت دمعة واحدة من عينيها لتزيلها سريعاً مردفة بنبرة متقطعة :
_ إياكي تعيطي فاهمة إياكي أنتِ اللي عملتي في نفسك كدة من البداية، تستاهلي يا رخيصة كنتي مستنية إيه من واحد باع مراته عشان الفلوس ودلوقتي بقي معاه الفلوس وعايز يوصل لها..
هنا قوتها على التحمل انهارت، دموعها نزلت بشكل هستيري، تعالت أصوات شهقاتها حتى وصلت إلى مرحلة الصرخات، دلفت إليها الخادمة بقلق مردفة :
_ مدام هالة هو حضرتك كويسة..
" كويسة" كلمة لم تشعر بها منذ أن رأته بالمشفى لأول مرة، بداخلها شعور مؤلم بعدم الأمان، قلبها مفتقد حنان شحص عليها مفتقد حب، لهفة، رفعت رأسها لخادمتها الخاصة ثم أشارت إليها مثل الغريق الذي يتعلق بأي طوق نجاة، أقتربت منها الأخرى لتلقي بنفسها داخل أحضانها مردفة بحزن طفلة صغيرة :
_ هو أنا وحشة صح يا عزيزة أنا وحشة.
ردت الأخرى بحزن :
_ لأ يا مدام هالة أنتِ مفيش أطيب من قلبك..
ظلت على تلك الحالة عشر دقائق حتى قدرت على استعادة قوتها، ابتعدت عن عزيزة مردفة بضعف :
_ هاتي الموبايل بتاعي من على السرير..
أومأت إليها وأتت لها بالهاتف سريعاً، ضغطت على زر الإتصال مرة والثانية والسادسة حتى أستيقظ موسى من نومه مردفا :
_ خير يا مدام هالة في ايه؟!..
_ إنت عارف أنا عايزة ايه يا موسى بيه، عايزة جوزي..
أعتدل بجلسته ممررا يده على عنقه ببرود مجيبا :
_ جوزك؟!.. تقصدي فريد أبو الدهب مش كدة؟..
_ أيوة..
_ مش مكسوفة من نفسك وأنتِ بتجري وراه في كل حتة، سمعتك بين الناس بقت زي الزفت الكل فاكرك مجنونة من قلة القيمة اللي أنتِ عاملها في نفسك، عموماً هو بخير بنا كلام مهم لما يخلص هبعته لك، سلام..
أغلق الهاتف بوجهها، هالة سيدة أعمال لها وزنها ولكن قصتها مع فريد تجعله يشفق عليها، خرجت آه خفيفة من فم فيروز تدل على استيقاظ جميلته من نومها، نظر إليها بابتسامة قائلا :
_ أنتِ كويسة؟!..
سؤال بسيط جعل قلبها يدق بسعادة، عندما كانت عذراء لم يسألها زوجها هذا السؤال، أومأت إليه بابتسامة خجولة :
_ هتصدقني لو قولتلك عمري ما حسيت إني كويسة قد النهاردة يا ريت يفضل ده أحساسي على طول..
طبع قبلة حانية على رأسها ثم اقترب منها أكثر مردفا بخبث :
_ مادام كويسة تعالي في حضني بقى..
وضعت كفها على شفتيه مردفة بتوتر :
_ خلي فريد يمشي يا موسى أرجوك..
ماذا كان سيحدث اذا ظلت صامتة، اسم هذا الرجل على شفتيها أصابه بالجنون، أبعد كفها عنه قبل أن يضم شفتيها بأصابعه مردفا بهدوء مخيف :
_ قومي استحمي خلينا نفطر والأحسن لينا احنا الاتنين دلوقتي السكوت، أنا مش عايزك تزعلي مني في أول يوم لينا سوا كفاية أنا اتقفلت منك...
انتهى من جملته وأخذ تيشرته الخاص وخرج من الغرفة...
____ شيما سعيد _____
بمنزل كمال..
ظلت ثريا تدور حول نفسها، وضعت يدها على بطنها المنتفخة مردفة :
_ النهاردة أول يوم في السابع وأنتوا دلوقتي كبار يا حبايب ماما فلازم تعرفوا إن بابا وحش جداً هو واخوتكم، متزعلوش مني في اللي هعمله ده أفضل حل ليا وليكم..
صمتت وهي تجده يدلف للمنزل ويغلق الباب خلفه، يبدو عليه الإرهاق والتعب وكأنه كان بداخل حرب، بلا كلمة واحدة جذبها من يدها معه لغرفة النوم، جعلها تجلس على الفراش ثم وضع رأسه على فخذها وأغلق عينيها بتعب، بعد أقل من دقيقة ذهب للنوم سريعاً..
مررت يدها على خصلاته الناعمة ثم همست :
_ البنات بقوا في أمان يا كمال، مبقاش عندي اللي أخاف عليه..
شعر بحركة أصابعها ليفوق من نومه هامسا وهو مازال يغلق عينيه :
_ أنا يا ثريا المفروض تخافي عليا..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
ضحكت بقلة حيلة واضحة وقالت :
_ ده اللي هو إزاي ده أنا عمري ما خوفت من حاجة في الدنيا كلها قدك..
أنتفض من جلسته على أثر تلك الجملة، هل بالفعل هذه هي الحقيقة؟!.. ولما لا وكل شيء بينهما حدث تحت التهديد، رفع عينيه إليها بنظرة بها الكثير والكثير من الرجاء مردفا :
_ كنتي بتخافي مني لكن دلوقتي لأ يا ثريا مش كدة؟!..
وضعت كفها على معدتها وطبطبت عليها بحنان، ربما كانت تود إرسال إعتذار واضح إلى أطفالها دون كلمات تعبر مكتفية بتعبير المشاعر، تنهدت بثقل وهي مقررة إغلاق صفحة أبو الذهب للأبد ثم قالت بهدوء :
_ وأنت كنت عملت ايه عشان أحس معاك بالأمان وأبطل أخاف؟!.. وعدتني إنك هتصلح كل حاجة وهتبقى أب لبناتي بس لما ابنك أخد بنتي أخدها من جوا بيتك ولما جيت تدور دورت عليه هو من غير ما تعرف حصل لها ايه أو ممكن يكون عمل فيها ايه، وقتها بس عرفت إنك مش أمان ليا ولا لبناتي يا كمال، هو أنت بتحبني والا أنا بالنسبة لك إيه؟!..
تألم من حديثها وألمه الأكبر من صدقه، لم يجد ما يعبر به إلا بجذبه إليها داخل أحضانه يعصرها بقوة بين ذراعيه كأنه يود إدخالها بأعماق قلبه مرددا :
_ بحبك والله العظيم بحبك، مكنتش متخيل فريد يعمل كدة ولما موسى قالي عرفت إن فيروز في أمان لكن فريد لأ عشان كدة قولت كلام ملوش لازمة،، أنا آسف يا حبيبتي..
_ وأنا كمان بحبك يا كمال..
جملة ربما تكون بسيطة إلا أنها أنعشت قلبه وعاد بها لأرض الحياة، أبتعد عنها قليلا ثم رفع عينيه لينظر داخل عينيها لتنطفيء سعادته، قدرت من نظرة واحدة على بث الخوف بداخله، نظرة باردة ترسل إليه إشارة خطر واضحة مثل الشمس، سألها بقلق :
_حاسس إنها مش من قلبك..
نفت بحركة سريعة من رأسها ثم مسحت على صدره مثل القطة الصغيرة مردفة :
_ من قلبي بس قلبي موجوع اتحمل وجعه بقى..
_ هتحمل وهعالج وجعك كمان..
رفعت وجهها إليه مردفة بدلال :
_ طيب مستني ايه ابدأ من دلوقتي..
ابتسم بعدما فهم معنى حديثها، حملها لتجلس على ساقه وبدأت يده بلعب دورها بتحرير جسدها من تلك الملابس مردفا :
_ الليلة دي هتبقى أول ليلة رومانسية بنا..
_ طيب وكمال الهمجي؟!..
_ تؤ مش يومه النهاردة...
_____ شيما سعيد _____
بمنزل خاطر..
منذ ليلة أمس وهي ترفض الحديث معه، لا يعلم كيف يتعامل معها وخصوصاً أنها تريد معرفة ما قالته مايا إليه، ماذا سيقول وهو نفسه لا يفهم ما حدث، مل من هذا الصمت والبرود اعتاد عليها دائماً تأخذ حقها بنفس اللحظة.. ثانية هل وصل إليه الآن صوت محمود الليثي يغني إحدى أغانيه الشعبية من الغرفة المتواجدة بها..
أخذ نفسا عميقا ثم أقترب من باب غرفة الأطفال وفتح بابها بلا إذن، صدم ووقف أمامها بجسد متخشب، ما هذا فعلاً ما هذا؟!.. تقف أمام الفراش وهي ترتدي بذلة رقص حمراء مقسمة لقسمين، تتمايل على نغمات الأغنية بمهارة عالية، ابتلع لعابه بصعوبة واقترب منها بخطوات بطيئة يدرس أدق تفصيلة تصدر منها.
ارتفعت حرارة جسده مع وصوله إليها، جذبها من خصرها لتبقى بين يديه مردفا بتقطع :
_ هو.. هو ايه اللي بيحصل هنا بالظبط؟!..
شهقت بدلال، ووضعت كفيها على صدره تمنعه من الاقتراب منها أكثر هامسة بنبرة صوت زادت الأمر سوء :
_ ايه اللي جابك هنا هو مفيش خصوصية في البيت ده خالص..
نفي بحركة بطيئة من رأسه قائلا :
_ لأ مفيش بنا أي خصوصية أحنا الاتنين واحد..
هنا تحولت الفتاة الذي يتساقط منها الدلال لهادية التي يعرفها جيدا، ضربته بصدره ضربة قوية ليسقط على الفراش ثم قالت وهي تجذب روب الاستحمام لتخفي به جسدها :
_ ولما هو مفيش خصوصية يا عنيا البت دي كانت بتقولك إيه خلي وشك يجيب ألوان يا خاطر انطق..
لقد وقع بفخ فتاة لا تصل لمنتصف ذراعه، وجدها تقترب منه بنظرات شريرة، فدفع نفسه لآخر الفراش مشير إليها بتحذير :
_ بقولك ايه مش كل مرة تعملي فيا نفس الموضوع وهخاف منك لا ده أنا خاطر أبو الدهب اظبطي نفسك كدة وخليكي واقفة مكانك أحسن أنا بقولك أهو..
عضت على شفتيها من الغيظ قبل أن تصعد على الفراش بكل همجية ثم جذبته إليها من عنقه مردفة :
_ انجز وقول حكاية البت دي إيه و بطل لف ودوران، وبعدين لو هي مصيبة من بتوعك قولها مرة واحدة وخلينا نخلص بدل ما أعرفها من برة ووقتها رد فعلي هيبقى عنيف..
رفع حاجبه إليها بسخرية وكأنه يقول لها حقا، نظر الي يدها التي تكاد تخنقه ثم قال :
_ يا سلام كل ده ومش عايزة رد فعل عنيف أمال اللي أنا فيه دلوقتي ده اسمه إيه..
أبتعدت عنه قليلا ثم قالت بقوة :
_ ده إنذار بس، ها يا خاطر بيه كانت مراتك بقى والا لسة ناوي تتجوزها بعد ما تخلص مني..
عاد الي جديته، يبدو أن المرح لا ينفع، سحبها لتجلس لعله يقدر أن يسيطر على الموقف وهي بين يديه، أزال طرف الروب عنها وبدأت يده تمر بسحر غريب على مقدمة عنقها مردفا :
_ مش عايز أقولك لأني خايف تبعدي عني، هادية أنا مش هقدر أعيش من غيرك..
ذابت من تلك اللمسة الناعمة، أرتفعت دقات قلبها وصدرها بدأ يرتفع ويهبط لتنظم أنفاسها، وصل إليها صدق حديثه فقالت :
_ قول الحقيقة يا خاطر..
_ مايا كانت أول ست أتجوزها عرفي، كانت وقتها زميلتي في الكلية بعد فترة زهقت وهي كمان زهقت بعدنا عن بعض، بس إمبارح قالت حاجة مريبة..
_ قالت ايه؟!...
_ قالت إنه كان جواها حتة مني كانت حامل يا هادية...
____شيما سعيد _____
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
↚
بمنزل كمال..
استيقظ بالصباح وبداخل قلبه قلق غريب، ربما عدم وصوله لفريد ما جعله يشعر بهذا، تنهد بتعب ومسح على خصلاته الناعمة، فريد لا يحب فيروز وهذا واضح مثل الشمس لما يعرض حياته للخطر حتي يتقرب منها؟!.. أخذ هاتفه من جوار الفراش وضغط على رقم هالة، أجابته بنبرة صوت تائهة :
_ صباح الخير يا عمو..
_ هالة أنا عايز أشوفك النهاردة ضروي أظن إن في كلام كتير بنا لازم يتقال..
فهمت ما يود قوله أو ربما لم تفهم كل هذا غير مهم، نظرت لفريد النائم بجوارها منذ أن عاد بلا كلمة واحدة ثم قالت :
_ تمام يا عمو نتكلم بالليل، فريد رجع من كام ساعة...
أخيراً قدر على أخذ نفس عميق مرتاح، سألها بلهفة وهو يقوم من فوق الفراش حتى يبدل ملابسه بسرعة :
_ بجد يا هالة!! قوليلي هو حصل له إيه؟!.
_ أطمن يا عمو مفيش فيه خدش واحد..
أغلق معها الخط وبدل ملابس نومه بأقل من خمس دقائق وخرج من الغرفة، لابد أن يرى ثريا أولا حتى ينعش باقي يومه، بحث عنها بجميع أركان المنزل بلا فائدة، هنا بدأ يشعر ببوادر الخطر، قلبه أعطى إليه أكثر من إنذار منذ أن فتح عينه وها هو تأكد من عدم وجودها..
يستحيل أن تكون فعلتها وتركته، عاد لغرفة النوم بسرعة البرق وفتح خزانة الملابس ليجدها فارغة، رفع هاتفه سريعاً وقام بالاتصال عليها فردت عليه ببرود :
_ خير؟!..
_ أنتِ فين بالظبط يا ثريا؟!..
نبرته كانت غاضبة وأنفاسه كانت عالية، شعرت بهذا بكل بساطة فقالت :
_ مالكش دعوة، حاليا أنا سبتك وهجيت وعشان أنت راجل محترم يبقى الأفضل تطلقني سمعتك هتبقى زي الزفت قدام الجيران لما يعرفوا إن مراتك هربت..
هذا بالتأكيد جنون، ثريا لن تفعل هذا وحتى لو ضرب عقلها وفعلتها لن يتركها، ضرب الخزانة بقوة حتى سقط بابها على الأرض ثم رد عليها بهمجية :
_ مين اللي ضحك عليكي وفهمك إني محترم ده أنا هجيب و******* عشان تحرمي تقومي من جانبي من غير إذن مش تسيبي البيت..
أغلقت الهاتف بوجهه وهذا ما زاد الأمر جنون لديه، سيذهب إلى بيتها ومع أنه على يقين من عدم وجودها هناك ولكن لن يقطع يقين قلبه مردفا :
_ ماشي يا ثريا ماشي..
____ شيما سعيد _____
بغرفة مكتب موسى ببيته..
عيناه على الملف أمامه وعقله بمكان آخر، هل مازالت تحب هذا الرجل؟!.. سؤال إجابته ستكون قاتلة، لما هي دون عن باقي النساء يرغبها!! لما لم يشعر بالاكتفاء عندما أمتلكها بل أراد المزيد كأن هذا آخر يوم له بالحياة، ترك الملف من يده وخلع نظارته الطبية مردفا :
_ اهدى عليها شوية يا موسى، هي لسة عارفاك من فترة قليلة أديها وقت تحبك وبعدين أقفل عليها وخلي محدش يشوفها إلا بإذنك وبين إيديك..
هدأ قليلا بعدها قال لنفسه تلك الكلمات المشجعة، سمع دقة رقيقة على باب الغرفة فقال وهو يسند بظهره على ظهر المقعد مغلقا عينيه :
_ أدخل..
دلفت هي بخطوات مرتجفة، خروجه من غرفة النوم منذ أمس ولم يعد حتى الآن جعلها تشعر بالكارثة التي فعلتها بأول يوم لهما سويا، أبتلعت ريقها بتوتر وبدأت تقترب منه، وقفت خلف المقعد ورفعت كفيها ببعض التردد وبدأ تمررهما على رأسه، خرجت منه تنهيدة طويلة ومر على هذا أكثر من خمس دقائق فقالت :
_ ارتحت؟!..
قال بهدوء وهو مازال على وضعه مردفا :
_ جيتي ليه؟!..
سؤال بسيط أخجلها بشدة ومع ذلك تغلبت على نفسها مردفة :
_ مش أنت جوزي والست مكانها مكان جوزها..
شهقت بقوة بعدما سحب جسدها وأجلسها فوق ساقيه هامسا :
_ أنا زعلان منك يا فيروز ومش عايز أزعل منك عايز أعوضك وأعوض نفسي بيكي عن كل اللي فات..
بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي نفسها بعض الطراوة قائلة :
_ آسفة...
أعتذار لطيف، انتشى قلبه من وجودها بين يديه، ما هذا يا فتاة قربك بمفرده مهلك، قرب رأسها منه ثم وضع شفتيه على أنفها ثواني وخرج عن السيطرة كل ما وقعت عينيه عليه قبلها بخشونة أذابتها بين يديه، همهمت مردفة :
_ موسى..
_ امممم..
_ إحنا في المكتب.. تعالى نطلع فوق.
ثبتها بذراعه حول خصرها وباليد الأخرى أزاح أوراقه من فوق المكتب، حملها بخفة ووضع جسدها على سطح المكتب هامسا :
_ حلو المكتب، أم الجناح ده قفلني..
_____ شيما سعيد _____
دق خاطر على باب غرفة هادية للمرة المليون، زفر بضيق من رد فعلها هذا، توقع عندما يقول الحقيقة سيمر الأمر مثلما حدث مع نوسة ولكنها وبكل أسف تركته دون كلمة منذ الأمس إلى الآن..
مسح على خصلاته ثم قال بضيق :
_ أفتحي بقى يا هادية عيب كدة..
كانت بالداخل تعيد الحسابات بداخل رأسها وبكل مرة تظهر النهاية أمام عينيها سيئة للغاية، أغلقت باب خزانة الملابس ومعها آخر فستان لها وضعته بداخل حقيبة ملابسها وأغلقتها، أخذت نفسا عميقا ثم اقتربت من باب الغرفة وسمحت له بالدخول..
دلف سريعاً وقال :
_ مستخبية في الاوضة من إمبارح ليه يا هادية،وبعدين شنطة هدومك بتعمل ايه على السرير؟!..
سألها بخوف من الإجابة، لتقول هي بهدوء :
_ ماشية..
هل قالتها بكل بساطة وكأنه لا يعني لها أي شيء، بلحظة غضب ألقى الحقيبة من فوق الفراش صارخا :
_ يعني إيه ماشية ومين سمح لك تمشي، أنا مش هسيبك يا هادية، من البداية لعبتي عشان أقرب منك وأحبك وقتها قولتلك بلاش صممتي وأنتِ عارفة كويس أوي حياتي عاملة إزاي، دلوقتي بقي عايزة تمشي؟!.. لأ يا هادية مش هينفع.. القرار المرة دي بأيدي أنا بس فاهمة أنا بس..
ملامح وجهه بمفردها كانت مرعبة بالمعنى الحرفي للكلمة، ولكنها أرهقت قلبها فوق طاقتها بكثير، معه كل حق ولكن منذ متى وخطأ واحد يدفع الإنسان ثمنه الباقي من عمره؟!.. رفعت رأسها اليه بقوة رغم خوفها الداخلي من نظراته مردفة :
_ أنت كمان كسبت..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
رفع حاجبه بعدم فهم مردفا :
_ يعني إيه؟!..
_ كان نفسك أحبك وأتوجع وده حصل يا خاطر، أنا دلوقتي موجوعة، قولتلك بلاش أحبك عشان أقدر أكمل معاك دلوقتي أنا مش قادرة أبص في وشك ولا أقدر أطمن قلبي..
هل اعترفت بالحب إليه؟!.. نعم لقد سمعها وأطرب قلبه بجمال الكلمة، حاول الاقتراب منها إلا أنها أشارت له بالرفض وعادت خطوة للخلف فقال بحنان :
_ وايه الوجع في كدة بتحبي جوزك وجوزك بيحبك يبقى نفرح ونقرب بدل ما نبعد ونتعذب..
سقطت من عينيها دمعة وراءها ألف دمعة ودمعة، تخلت عنها ساقيها فألقت بجسدها على الفراش، زادت شهقاتها مع أنين قلبها، جلس بجوارها وضم جسدها إليه مردفا بحنان :
_ كفاية دموع، دموعك غالية وأنا قلبي مش حمل وجعك، اللي فات كله راح، بحبك يا هادية وكنت رافض أقرب لحد ما أسمعها منك دلوقتي بقي أنا مش هسيبك إلا وأنتِ في بطنك كمال الصغير..
يا ليته صمت، مع سيرة حديثه الأحمق جعل عقلها يتخيل أشياء مريبة، ابتعدت عنه بكل قوتها صارخة بغضب :
_ هو ده كل اللي في دماغك؟!.. إزاي أبقى معاك في سرير واحد مش كدة، لو أنت آخر راجل في الدنيا وروحي فيك مش هتقرب مني يا خاطر، روح شوف المصايب اللي وراك يمكن فعلاً يطلع لك عيل من الحرام اللي عشت عمرك كله جوا منه...
مهما كانت مكانتها لديه لن يتحمل تلك الإهانة أو يسمح لها بها، قام من مكانه مردفا بغضب :
_ لو كان ده اللي في دماغي كنت أخدتك من أول يوم جواز وبالرضا مش بالغصب يا بنت ثريا، اللي فات مش من حقك تتكلمي فيه دي حياتي قبل ما تدخلي أنتِ فيها غصب عني، دخلتيها وأنتِ عارفة اني كلي مصايب يبقى دلوقتي مش من حقك تقولي لأ...
قامت هي الأخرى رغم ألم جسدها العجيب مردفة :
_ كنت غبية وفوقت طلقني بقى لكن مش هعيش معاك بكل المصايب دي مش هخرج معاك وأنا حاسة إن كل واحدة بتسلم عليها كانت في حضنك قبل كدة، مش هقدر أعيش معاك وانت ممكن يكون عندك طفل من غيري، قولتلك لو حبيتك مش هكمل معاك يوم واحد طلقني بقى بدل ما أرفع عليك قضية..
قالتها بدل المرة اثنين " طلقني" جذبها من خصرها جعلها بين أحضانه عنوة ثم همس بجنون وعشق أعمى عيناه على أرتجاف جسدها :
_ موافق أطلقك بس لما تاخدي لقب مدام الأول مش لما تتجوزي بعد كدة هيقولو ايه طلعت من بيت خاطر أبو الدهب زي ما دخلت وهي قاعدة معاه كام شهر..
فزعت من معنى هذا الحديث، حاولت جعله يبتعد عنها ألا أنه سحب شفتيها بقوة بعد عدة ثواني أصبحت حانية عاشقة لتمر من بعدها ثواني وتحمل هادية لقب زوجة خاطر أبو الذهب بكامل إرادتها..
وضع رأسها على صدره وهو يأخذ أنفاسه بسعادة وانتشاء واضح على معالم وجهه، انكمش جسدها بالفراش وهي تشعر بعدم قدرتها على النظر إليه، مرر يده على خصلاتها هامسا :
_ مبروك يا حياتي..
_ طلقني أظن محدش دلوقتي هيقول حاجة عليك يا إبن أبو الدهب..
ربما يكون معها حق تلك الزيجة خطأ كبير من البداية، قام من فوق الفراش وقال وهو يرتدي ملابسه :
_ أنتِ طالق يا هادية..
_____ شيما سعيد _____
بمنزل فريد..
استيقظ من نومه وجد هالة تنام على المقعد المقابل للفراش جالسة، ليلة زواج فيروز من موسى الراوي أعلن بها خسارته بكل جدارة، ذهبت عروسته اللعبة اللذيذة لرجل غيره، لأول مرة يفكر بتأمل ملامح هالة، قام من محله وجلس على طرف الفراش بالقرب منها، جميلة لا ينكر، تحبه وهذا ظاهر بكل تصرفاتها معه، تبدو عليها البراءة وجد أصابعه تحثه على لمس وجهها الناعم هامسا :
_ إنتِ حلوة أوي يا هالة وخسارة فيا..
على عبثه بوجهها فتحت عينيها بضجر، أنتفض جسدها بلهفة مردفة بنبرة صوت رقيقة لأول مرة أو ربما هو الذي لم يأخذ باله منها من قبل :
_ فريد إنت كويس في حاجة بتوجعك..
أومأ إليها بتعب ظاهر على ملامحه ثم عاد بجسده ليلقي به على الفراش مردفا :
_ إيه اللي يخلي واحدة زيك في جمالك واسم عيلتك تتحمل كل اللي عيشتيه معايا طول السنين اللي فاتت دي يا هالة؟!..
سؤال ربما يكون بسيط وإجابته أبسط بكثير إلا أنها شعرت بالألم، حركت رأسها بخيبة أمل كبيرة وقالت :
_ نفس السبب اللي خلاك رغم كل اللي عملته معاك محبتنيش، هو هو السبب اللي مخليك تجري ورا فيروز وتنزل من نفسك ومني يا فريد..
فيروز على ذكر إسمها تذكر زواجها وسأل نفسه سؤالا صريحا قاله بصوت وصل لهالة :
_ تفتكر لو فعلاً بتحب فيروز يا فريد كنت هتقعد عادي كدة وأنت عارف ومتأكد إنها في حضن غيرك؟!..
كانت الإجابة رغم وضوحها بعيدة عنه كل البعد، يبدو أنه مرهق أغلق عينيه بقوة وفتح ذراعيه لهالة مردفا :
_ هالة ممكن تيجي في حضني عايز أنام وأنتِ بين أيدي..
يا الله على حلاوة طلبه، ألقت بجسدها سريعاً بين يديه وأغلقت عينيها هي الأخرى مستمتعة بتلك اللحظة من أعماق قلبها ربما لن تتكرر همهمت بمتعة مردفة :
_ فريد..
أبتسم :
_ اممم..
_ أنا بحبك..
كلمة سمعها بحياته كثيراً ولم يقلها إلا لفيروز والآن وبكل صراحة سألها :
_ هو الحب ده بيبقى عامل إزاي يا هالة؟!.
تعجبت من حالته الغريبة، لا تفهم ما يحدث معه أو بماذا يفكر، ابتعدت عنه قليلا ونظرت إليه وجدته مغلق العينين ومعالمه تبدو مرتاحة لأقصى درجة فهمست :
_ في البداية قلبك بيدق بسرعة ومشاعرك بتخليك تعمل حاجات مش شبهك، بتتنازل وأنت مبسوط وراضي، وبعدين تبقى مش شايف غير حبيبك نفسك تبقى معاه دايماً بتحس إنك ملكت الدنيا كلها وهو جانبك، لما تحب بجد لو انحطت قدامك ستات الأرض كلها مش هتشوف غير اللي بتحبها يا فريد..
تنهد بثقل وهو يفتح لها باب قلبه، جذبها لتنام على صدره مرة أخرى وقال :
_ يبقى أنا عمري ما حبيت قبل كدة يا هالة..
_ وعشان كدة أنا لسة في حضنك يا فريد..
______ شيماء سعيد _____
بشرم الشيخ..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
دلفت ثريا لفيلا في غاية الجمال والرقي، بدأت تتفقد المكان حولها بتعبيرات منبهرة يبدو أن زوج ابنتها بمكانة مرموقة، أختارت غرفة بالدور الأرضي والقت بجسدها على الفراش بتعب، الآن تشعر بالكثير من الأمان وضعت يدها على معدتها المتتفخة :
_ متزعلوش بس بابا كمال ده راجل واطي وبتاع ستات الأحسن ليكم تبقوا بعيد عنه أصله معرفش يربي وأنا بصراحة خايفة على أخلاقكم يا قلب ماما....
ابتسمت إبتسامة حنونة وأكملت حديثها الهام مع أطفالها حتى دق باب الغرفة، رفعت حاجبها بتعجب هامسة :
_ هو في حد ساكن في البيت ده والا هو مسكون؟!..
عضت على شفتيها بالقليل من الخوف ثم قالت :
_ مين؟!..
_ أنا عايدة الشغالة يا مدام ثريا..
سمحت لنفسها بالخروج براحة وقالت :
_ أدخلي..
دلفت الخادمة وقالت باحترام :
_ موسى بيه بعتني عشان أقعد مع حضرتك وأشوف طلباتك تؤمري بأي حاجة..
ابتسمت بهدوء مع شعورها بأن هذا الغريب ربما سيكون الإختيار الأفضل بحياتها وحياة صغارها، حركت رأسها بنفي قائلة :
_ لأ شكراً روح ارتاحي لو احتاجت أي حاجة هقولك..
خرجت عايدة لتبقى ثريا بمفردها، حملت هاتفها الجديد وقامت بالاتصال على موسى الذي أجابها سريعاً مردفا بنبرة صوت متلهفة :
_ ازيك يا مدام ثريا المكان عاجبك ومرتاحة فيه؟!..
_ الحمد لله يا موسى المكان كويس جداً مش عارفة أشكرك إزاي ع...
قطع حديثها بصوته القوي :
_ كدة هزعل يا مدام ثريا حضرتك والدة فيروز يعني في مقام أمي واخواتها في حمايتي اهتمي بصحتك ولو احتاجتي أي حاجة رني عليا أو قولي للحرس اللي تحت..
_ حاضر يا ابني تسلم..
أغلقت معه الهاتف وذهبت في سحابة نوم عميق ربما اليوم هو أول يوم تشعر بوجود سند لها فلا يوجد أي داعي للقلق..
_____ شيما سعيد _____
بمحل نوح..
كان يتابع عمله بتوثيق بعض الفواتير الموضوعة أمامه، شعر بالملل والاشتياق لقطعة قلبه عطر، ترك الأوراق من يده مقررا الذهاب إليها وليذهب العمل للجحيم..
أشار لأحد رجاله مردفا :
_ واد يا حودة خليك مكاني لحد ما أروح مشوار في السريع وأرجع..
أومأ إليه حودة قائلا :
_ تمام يا ريس..
ذهب لمنزله بخطوات سريعة يغلب عليها حماس طفل صغير، انطفت تلك الابتسامة من على وجهه بعدما رآها تنزل من الشقة مرتدية نقاب يخفي ملامحها ورغم هذا عرفها من عينيها..
ارتفعت دقات قلبه بتعجب وابتعد سريعاً من مكانه ليخفي نفسه وراء العمارة، حاول تمالك حاله ورفع هاتفه وقام بالاتصال على رقمها رآها تفتح الخط بتوتر مردفة :
_ حبيبي وحشتني..
سألها بهدوء :
_ أنتِ أكتر يا روح قلبي، قوليلي حبيبي بيعمل ايه وأنا في الشغل..
أبتلعت ريقها وهذا وصل إليه انتظر أي إجابة تريح قلبه ولكن الأمر زاد سوء مع ردها :
_ خلصت الغدا ونايمة على السرير مستنية حبيبي لما يرجع من الشغل...
ماذا تقولي يا صغيرة وماذا تفعلي من وراء ظهري، عض على شفتيه حتى لا تخرج منه صرخة تحطم الأخضر واليابس ثم قال بهدوء :
_ ماشي هقفل أنا بقى عشان عندي شغل مهم واحتمال كبير أتأخر النهاردة..
أخذت نفسا مرتاحا وقالت :
_ مع إنى مش بحب أقعد من غيرك بس ربنا معاك..
أغلق الهاتف بوجهها فقد فقد قدرته على التحمل، لا يريد أي كلمة كذب أخرى صغيرته تفعل شيئا من وراء ظهره ومع ذلك سيعلم ما هو والآن، ترك سيارته وصعد بأقرب سيارة أجرة خلف سيارتها..
مرت نصف ساعة ووصل معها لعيادة خاصة بالعقم، ابتلع ريقه بعدما علم ما تفعله، تركها تنزل وتصعد وبعد خمس دقائق صعد خلفها، جلس على المقعد المقابل لها مردفا بقوة :
_ بتعملي ايه هنا يا عطر؟!..
انتفض جسدها بفزع ودارت بوجهها إليه، قبل أن تنطق بكلمة واحدة سألها بقوة أكبر :
_ عايز أسمع الحقيقة وشيلي النقاب ده من على وشك، نقاب ربنا مش لعبة...
خائفة من رفع عينيها لعينه ولكن لابد من المواجهة، بكف مرتجف أزاحت النقاب من فوق وجهها ثم قالت بهدوء :
_ جبت التحليل بتاعتك للدكتور وجاية أشوف رأيه الناس كلها قالت إنه ممتاز يبقى فين المشكلة لما نجرب..
جذب ذراعها إليه وضغط عليه بكل قوته قائلا بجنون نابع من شعوره المميت بالعجز :
_ أنا مش هخلف يا عطر جوزك راجل عقيم ليه مصممة طلقتك وقولتلك شوفي حياتك فضلتي ماسكة فيا دلوقتي مش من حقك تقلي مني أو تحسسيني بالعجز...
حركت رأسها بنفي لتلك الفكرة وسقطت دمعة ساخنة من عينيها مردفة :
_ أنا مش بقلل منك أنا بس بدور معاك على أمل، رفضت أقولك عشان لو مفيش أمل فعلاً موجعش قلبك زيادة..
مسح على وجهه وقام من محله مشيراً على غرفة الطبيب :
_ لو عايزة تكملي معايا يلا نمشي ولو عايزة تدوري على العيال وتبقي أم أدخلي للدكتور ولما توصلي لبيت أمك هبعت لك ورقتك..
صدمت من حديثه، لماذا دائماً يطلب منها التضحية من أجله وهو لا يفعل شيئا واحدا من أجلها، حركت رأسها بخيبة أمل كبيرة ثم قالت :
_ مش كل مرة أنا اللي هختار يا نوح المرة دي بقولك أهو يا إما تدخل معايا ونجرب مرة واتنين وعشرة لو في أمل يا إما تمشى وتبعت ورقتي عند أمي..
____ شيما سعيد _____
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بمنزل موسى..
ضمت فيروز هادية المنهارة بالبكاء لعلها تهدأ ولكن هذا زاد الأمر سوء، أرتفعت شهقاتها أكثر وأكثر، من البداية كانت حمقاء وها هي الآن تدفع ثمن غبائها، بكت فيروز هي الأخرى بحزن على شقيقتها، ما يحدث لجميع أفراد عائلتها هي سببه الرئيسي، مررت كفها على ظهر الأخرى مردفة بندم :
_ حقك عليا يا هادية حقكم كلكم عليا..
رفعت هادية رأسها وأزالت دموعها بطرف ملابسها مردفة :
_ وأنتِ كنتي عملتي إيه عشان تعتذري المفروض أنا اللي أعتذر منك، حذرتيني بدل المرة ألف ومع ذلك مشيت ورا دماغي لحد ما ضعت..
هذه المرة انهارت فيروز بالبكاء ونفت حديث هادية بحركة سريعة من رأسها مردفة بتقطع :
_ لأ أنا اللي دخلت عيلة أبو الدهب حياتنا وأهو كلنا ضعنا..
_ كفاية طيبة زيادة عن اللزوم بقى يا فيروز لحد امتا هتفضلي تحملي نفسك كل حاجة بالشكل ده، احنا كبار وفاهمين وأي واحدة فينا دخلت حياة راجل من عيلة أبو الدهب كانت عارفة هي بتعمل ايه كويس ومع ذلك كملت..
أومأت إليها فيروز ثم قالت :
_ طيب اهدي وكفاية عياط قوليلي حصل إيه أنا متأكدة إن خاطر بيحبك طلقك ليه؟!..
خاطر،، آه وألف آه من خاطر، بداخلها نيران تأكل بصدرها، أحبته وهذا أكبر خطأ فعلته بحياتها، ماذا كانت تنتظر منه أو كيف كانت تتمنى أن تعيش معه وهي تعلم ماضيه؟!.. ألف زواج عرفي ترغب بحياة سعيدة كيف؟!. أغلقت عينيها وهي تلعن نفسها بداخلها شعور بالحنين إليه بعد ساعات قليلة من الفراق وهذا لو دل على شيء سيدل أن القادم ليس بهين..
ألقت جسدها على الفراش هامسة :
_ روحي لجوزك يا فيروز أنا محتاجة أنام شوية..
تنهدت فيروز بتعب وقامت من فوق الفراش ثم وضعت الغطاء فوق جسد هادية التي أخرجت شهقة عنيفة جعلت الأخرى تضع قبلة عميقة على خصلاتها مردفة :
_ ماشي يا قلب أختك نامي، عايزاكي تتأكدي إني هبقي في ضهرك في أي قرار تخديه، أحنا هنبقى سند لبعض كفاية ضعف لحد كدة..
ابتسمت هادية مردفة :
_ قلبك قوي بابن الراوي يا فيروز..
_ لأنه راجل يا هادية..
خرجت من غرفة شقيقتها وذهبت لجناحها وجدته يخرج من المرحاض عضت على شفتيها بخجل من جمال عضلات جسده الظاهرة، ألقى المنشفة من يده ثم أشار إليها بالاقتراب لتجد نفسها تنفذ طلبه بلا أي اعتراض، جذبها سريعاً محاوطا جسدها بذراعه ثم همس :
_ أيه الطعامة دي كلها..
أخرجت عيناها قلوب وكأنها مراهقة تقع بغرام زميلها بالصف وتتابع تصرفاته عن بعد، لفت ذراعيها حول عنقه ثم قالت بابتسامة بمقابلها يدفع أبن الراوي الباقي من عمره :
_ شكراً يا موسى..
رفع حاجبه بسخرية قائلا :
_ الله يكرم أصلك واحد بيقول لمراته ايه الطعامة دي تقوله شكراً..
ضحكت مردفة :
_ لأ أنا عارفة إني طعمة مش ده سبب الشكر..
_ أمال سببه ايه يا عزيزة...
_ إنك ساعدت ماما تبعد شوية عن عمو كمال من غير ما تحس بالضغط منه، وكمان فتحت النهاردة بيتك لهادية، بجد شكراً يا موسى على كل حاجة حلوة شوفتها على ايدك من يوم ما عرفتك، وبعدين مين عزيزة دي إن شاء الله..
قرص أنفها بخفة ثم قهقه بمرح على تعبيرات وجهها التي تمكن منها الضيق مردفا :
_ هنزعل من بعض لو سمعتك بتقولي شكراً على أي حاجة بعملها ليكي، من يوم ما دخلتي الجناح ده ووعدتيني إني هبقي مجنون فيروز وأنتِ جزء مني واللي يخصك يخصني وتحت أماني وحمايتي، بالنسبة بقى لعزيزة فدى نوع حلويات زيك كدة بالظبط، ناعمة وطرية وكلها حنية، طعمها حلو ريحتها حلوة بتدوم كدة بتدوم زيك يا عزيزة..
خرجت من بين شفتيها ضحكة مدللة، تشعر معه بأشياء غريبة تجعلها دائماً تخرج عن طبيعتها الخجولة وتفعل أشياء أغرب، عضت على شفتيها بمكر وبدأت بلعب يدها على عنقه هامسة :
_امممم إذا كان كدة فأنت لازم تأخد مكافأة كبيرة جداً جداً على الاسم الحلو ده..
أومأ إليها بحماس مردفا :
_ طيب يلا اديني المكافأة وأنا من أيدك دي لايدك دي يا عزيزة..
همست :
_ غمض عينك يا روح عزيزة وخلي احساسك بس اللي يعيش الموقف..
نفذ طلبها وقبل أن تقترب دق باب الغرفة فسب موسى بضيق صارخا بغضب :
_ مين؟!..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ مامت حضرتك ومايا هنا وسيف بيه في انتظارك يا موسى بيه..
_ روحي وإحنا جايين..
تغيرت تعبيرات وجهه مائة وثمانون درجة، أبتعدت عنه فيروز خطوة للخلف قائلة بتوتر :
_ أنت كويس..
_ لحد دلوقتي اه بس لما نقابل الناس اللي تحت دي مش عارف هبقي كويس والا لأ، فيروز مهما قالوا أنا موجود وفي ضهرك اياكي تقلي من نفسك معاهم إتفقنا..
أومأت إليه مردفة :
_ ماشي وصدقني لو على موقف المستشفى أنا مش زعلانة منهم وعارفة إنهم كانوا وقتها خايفين عليك ومش عارفين بيعملوا ايه..
جذبها من يدها قائلا بجمود :
_ موقف المستشفى ده الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخليني ارحمهم لأن غبائهم خلاكي معايا دلوقتي، يلا ننزل..
_ يلا
_____ شيما سعيد _____
بمنزل كمال..
قلب المنزل رأسا على عقب، كل ما به ينهار قلبه يلومه ويلقي عليه العتاب وعقله قالها صريحة أنت لا تستحق أمرأة مثل ثريا، وهذه هي الحقيقة، دق باب المنزل للمرة المليون ليصرخ بكل قوته :
_ مفيش حد هنا اللي بيخبط يروح في ستين داهية..
بالخارج نظر فريد لخاطر بتعجب قائلا :
_ إيه اللي بابا بيقوله ده؟!..
أجابه خاطر بسخرية :
_ أنا بقى لي ساعة كل ما أخبط يشتم من غير ما يعرف حتى مين اللي على الباب، عموما يا بخته يا عم الوحيد فينا اللي معاه حبيبته وكمان حامل..
ضحك فريد بقلة حيلة على غباء شقيقه وقام بدق باب المنزل من جديد مردفا :
_ كنت قوله إنك خاطر بدل ما التلج أكلك بالشكل ده يا غبي، افتح يا بابا أنا فريد..
ضرب كمال المرايا بالفازة حتى وقعت على الأرض ألف قطعة، لعله يرتاح ولكن كلما فعل هذا يزيد الأمر معه سوء، سمع صوت فريد ابتسم بغل أتى إليه بنفسه حتى يفرغ ما بداخله، ذهب سريعا وقام بفتح باب المنزل مردفا :
_ فريد بيه ومعاه خاطر باشا مرة واحدة ده يوم الهنا تعالوا..
جذبهما مثل اللصوص للداخل مغلقا الباب عليهم بساقه، ألقى الاثنين على الأرض بكل قوة صرخ خاطر بألم مردفا :
_ ايه يابا الأسلوب ده في حد يقابل عياله بالطريقة دي والا عشان جاي لك عيال تانية خلاص..
صرخ كمال بغل :
_ اخرس يا حيوان وهي فين العيال والا أمهم ما كله راح وكل ده ليه عشان الغبي ده..
رد فريد بسخرية :
_ ده بدل ما تطمن عليا تقول الكلام ده يا كمال مكنش العشم يا جدع..
_ أطمن عليك ليه كنت راجع من العمرة، البنت فضلت شهر مخطوبة لما ليك مزاج ترجع لها مستني يوم الفرح عشان تخطفها، بس تعرف العيب مش فيكم أنا اللي نسيت أربيكم..
_ بابا أنا طلقت هادية في ساعة شيطان وعايز أرجعها تاني..
آخر جملة خرجت من الأخين بعدها بدأ كمال بإخراج لهفته على ثريا بهما، لكمة هنا ولكمة هناك ومع ذلك لم يرتاح فألقى بكل ثقله فوق منهما وبدأت عملية الضرب عن قرب..
_____ شيما سعيد _____
بمنزل نوح..
أتى من الخارج وجدها تجلس أمام التلفاز تنهد بتعب فهي صامتة منذ عودتهما من عند الطبيب، جلس بجوارها وهو يحاول البحث عن أي جملة يفتح بها موضوع معها، يبدو أن صغيرته غاضبة للغاية منه ومعها كل الحق في ذلك، تصرفاته الطائشة ما جعلتها تحزن منه بتلك الطريقة..
أخذ نفسا عميقا ثم وضع يده على ظهرها مردفا :
_ غيري الفيلم ده أنا مش بحبه..
تابعت الشاشة أمامها ببرود وأخذت قطعة من الكيك داخل فمها بتلذذ، فقال بغيظ :
_مش بكلمك أنا..
_ امممم نعم خير.
_ الفيلم ده مش حلو هاتي حاجة تانية..
خرجت منها ضحكة ساخرة قبل أن تأخذ قطعة أخرى من الكيك وبعدها رشفة من السحلب الساخن مجيبة ببرود :
_ غريبة مع إن بطل الفيلم ده زيك، كل ما يبقى في مصيبة يسيب البطلة لوحدها ويهرب ولما تطلع عنيها وتحلها يرجع يأخدها بالحضن..
صدم من ردها هذا، أهي بالفعل تراه بهذه الطريقة؟!.. حتى لو لابد أن يأخذ الأمر إلى صالحه حتى يكسب على الأقل عطفها على قلبه المحب إليها فقال :
_إنتِ كدابة يا بت، مين اللي أخدك من وسط كتب الكتاب عشان تبقي مراته وعلى اسمه..
رفعت عينيها إليه بعتاب جعله يلعن نفسه ألف مرة على تلك النظرة ثم أكملت عليه بحزن قائلة :
_ إنت فعلاً اللي عملت كدة، وأنت برضو اللي طلقتني عشان مشكلة هايفة ورجعت بعد ما قلبي بدأ ينسى تخيرني بالطلاق تاني..
جز على أسنانه بغيظ من نفسه، جذب كفها وقبله عدة قبلات عميقة معتذرة مردفا :
_ حقك عليا، عطر أنا يمكن أوقات بقول كلام أرجع أندم عليه بس صدقيني مفيش حد في الدنيا دي كلها فارق معايا غيرك..
أبعدت كفها عنه وأشاحت بوجهها بعيداً عن عينيه اللتان تترجاها بالغفران وهي أمام تلك النظرات ضعيفة، تنهد بتعب مردفا مثل الطفل الصغير الذي يحاول إرضاء والدته :
_ مش أنا طلعت شاطر ودخلت معاكي للدكتور وكشف عليا؟!.. يبقى سامحيني بقى..
_ كويس إنك عملت مرة واحدة في حياتك حاجة صح، وزي ما شوفت الدكتور قال في أمل بس هياخد كام سنة، نتعب إن شاء الله 10 سنين والا نفضل العمر كله من غير عيل ولا أمل واحد نعيش عليه..
أومأ إليها عدة مرات مصدقا على حديثها، حاول الاقتراب منها إلا أنها وضعت كفها على صدره سريعاً تمنعه فقال :
_ ايه يا حبيبتي مش قولتي إني عملت حاجة صح..
ابتسمت بسخرية وقالت :
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ مش معنى كلامي إني عديت اللي عملته يا نوح، لتاني مرة تقرر تطلقني من غير ما تعمل حساب إني بعت الكل عشانك، بس خلاص أنا شبعت من أسطوانة الحب اللي بتعملها بعد كل مصيبة دي..
_ يعني إيه إن شاء الله..
_ يعني لو عايزني أقعد معاك في نفس البيت اعمل نفسك متعرفنيش وتأخد هدومك وتروح أوضة تانية يا إما آخد أنا هدومي وأروح عند أمي...
ما هذا يا صغيرة؟!.. من أين أتت إليكي القوة حتى تقفي أمامي وتقولي تلك الأشياء، رفع حاجبه ساخرا وقال :
_ ومين قالك بقى إن نوح أبو الدهب ممكن يعمل حاجة غصب عنه أو يتحط في إختيار مش عاجبه؟!..
_ محدش قالي وده قراري وأنا وأنت أختار مرة واحدة زي ما دايماً بتحطني قدام الاختبارات الصعبة وتقولي يا أنا يا إما تعمل اللي في دماغك، ناوي بقى تسمع كلامي والا أمشى..
حرك رأسه بقلة حيلة مردفا بضيق :
_ هسمع كلامك ومن النهاردة مفيش كلمة هتمشي في البيت ده إلا كلمتك ارتاحتي كدة..
_ شوية..
_____ شيما سعيد ______
بصالون منزل موسى...
دلف للعائلة الكريمة وهو يدعم زوجته وضم كفها بين كفه بحماية، تعجبت من قيام من في الغرفة بمجرد دخوله المكان، جلس على المقعد المخصص إليه وأجلسها بجواره ثم أشار لسيف قائلا :
_ أقعد يا حبيب أخوك..
أومأ إليه سيف بابتسامة محبة ثم قال بمرح :
_ أول مرة الجلسة العائلية دي تبقى منورة كدة يا مرات أخويا..
ابتسمت إليه فيروز مردفة :
_ شكراً يا سيف ده من ذوقك..
حل الصمت على المكان عدة ثواني ظل بهم موسى يدرس تعبيرات وجه والدته وشقيقته ثم قال :
_ اممم سامع يا ترى ايه سبب الزيارة اللي أنتِ وبنتك متأكدين إنها غير مرحب بيها بالمرة.
أبتلعت والدته تلك الغصة بحلقها ثم قالت :
_ مايا مرفوع عليها قضية من الضرايب يا موسى، أنا متأكدة إنك عارف وإنك تقدر تخرجها منها، خلي كل الخلافات اللي بنا على جنب وطلع أختك من الورطة دي..
نظر لمايا منتظرا حديثها هي، نظرت داخل عينيه بحقد واضح ثم قالت :
_ جوا عينك نظرة انتصار لأني وقعت وجيت لحد عندك، لحد أمتا هتفضل تكرهني كدة واحنا أخوات مش كفاية بقى..
ظل صامتا دقيقة كاملة، حمحمت فيروز بحرج وشعرت إنه لا يرغب بهذا الحديث الخاص أمامها، حاولت فك يدها منه مردفة :
_ طيب يا جماعة عن إذنكم هجيب حاجة نشربها وجاية..
منعها بضغطة خفيفة من كفه ثم قال بنبرة قوية :
_ أقعدي يا فيروز أنتِ جزء مني مفيش حاجة تخصني تستخبى عنك، عصير الضيافة شغلة الخدم مش شغلتك أنتِ يا عزيزة..
قال لقبها الجديد بهمس لم يصل إلا لها، أخفضت بصرها بخجل ليكمل هو حديثه لمايا :
_ كفاية ايه!! مش عشان مشكلة الضرايب أجرتي ناس تخلص مني عشان تورثي..
صرخت بقوة :
_ أنت السبب في كل ده عشان غلطة قديمة رمتني لواحد أنت عارف إنه بتاع ستات وبيعشق الفلوس أكتر من نفسه، حرمتني من ورث بابا وبقيت بآخد منك حقي كأني باخد حسنة، يبقى من حقي لما أحس إني بغرق أعمل أي حاجة تنقذني من السجن...
تخلى عن هدوءه وقام من مقعده جاذبا ذراعها لتقف أمامه بالألم صارخا بقهر :
_ اخرسي تعرفي تخرسي، الغلطة اللي أنتِ بتقولي عليها دي خلتني أحط ايد موسى الراوي في ايد الحقير جوزك، دلعتك وعملت لك قيمة لحد ما سلمتي نفسك لكلب سابك ورفضتي تقولي هو مين وفي النهاية بقيتي كدة، عايزك تعيشي في السجن اللي باقي من عمرك لأني مش ناوي أدفع لك ولا لجوزك قرش واحد من فلوسي..
حاولت أن تبعد نفسها عنه إلا أنه تحكم بها بقوة جعلتها تصرخ من الوجع، اقتربت فيروز منهما وقالت بقلق :
_ خلاص يا موسى اهدى هي موجوعة ابعد وبعدين أتكلموا براحتكم..
نظرت إليها مايا بكره واضح على معالم وجهها، دفعت فيروز بعيدا عنها بقوة على الأرض وقبل أن يصل جسدها للأرض ضمها موسى بقوة صارخا :
_ مايا، جبتي الجرأة منين عشان تحطي أيدك على مراتي..
ردت هي الصريخ بصريخ :
_ مراتك اللي بدافع عنها دي تبقي قريبة الراجل اللي كنت بتقول عليه من شوية ندل، خاطر جوز أختها هو زميلي في الكلية اللي اتجوزني عرفي... وسبني لما عرف إني حامل
_____ شيما سعيد ______
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بجناح موسى..
كانت تقف أمامه مثل الطفل المذنب، طال صمته وزاد توترها، تتذكر جيداً صفعته لشقيقته وهروبها من أمامهم كأنها بالفعل هي المذنبة، عندما آت اسم خاطر سقط قلبها على هادية وبنفس اللحظة قررت الانسحاب من تلك الجلسة العائلية..
صعد بعدها بخمس دقائق وجلس على أحد المقعد بصمت مشيراً لها بالاقتراب، أقتربت بخوف لا تعلم سببه ولكن نظراته كانت كفيلة على ارعبها، أخيراً قرر الحديث بنبرة مريبة :
_ اللي حصل تحت ده اسمه ايه؟!..
ماذا دايماً يسقط عالمها فوق رأسها بعدما تشعر بحلاوة الحب، أبتلعت لعوبها مردفة :
_ مش عارفة أقولك إيه بس بلاش تدخل هادية في الموضوع يا موسى..
شهقت بقوة وهو يضرب الطاولة المقابلة للمقعد لتسقط على الأرض الف قطعة، عادت خطوة للخلف مقررة الفرار ليجذب موسى خصرها فوقعت على ساقه أغلقت عينيها خائفة، صرخ بقوة :
_ أفتحي عينك وبصي لي..
نفذت طلبه وأكمل هو حديثه الحاد :
_ إزاي تقلي من نفسك وتطلعي تجري زي اللي عاملة مصيبة، إذا كان هي فضلت واقفة قدامي بكل بجاحة بتتكلم أنتِ بتهربي ليه؟!..
حدقت به بصدمة، توقعت أي حديث الا ما قاله، فتحت فمها مردفة :
_ هو أنت مش زعلان مني؟!.
_ لأ زعلان طبعا..
عادت الحزن إلى معالم وجهها وتجمعت الدموع بداخل عينيها، وضع كفيه حول وجهها سريعاً قبل أن تبكي قائلا بقوة :
_ إياكي مش مرات موسى الراوي اللي تنزل دمعة خوف من عنيها وهو عايش حتى لو خايفة منه..
عضت على شفتيها تكتم تلك الشهقة مردفة بتردد :
_ أنا مش خايفة منك أنا مش عايزك تزعل مني ولا تسبني يا موسى..
"اه من اسم موسى الذي يصبح مثل اللحن من بين شفتيكي يا عزيزتي " دفن رأسها بصدره مغلقا عليها بقوة حانة، ما هذا وكيف له أن يسقط مغرم بها بتلك السرعة، أحبها نعم هي تلك الحقيقة كل ما يشعر به جديدا عليه ولكنه لذلذ، بحث عن تلك المشاعر كثيرا وكانت الإجابة واحدة "أنت مغرم يا رجل"..
وضع وجهه على خصلاتها يتنفس رائحتها الممتعة مردفا :
_ أنتِ مالكيش دعوة بالموضوع يا فيروز عشان أسيبك، وبعدين أختي محدش يضحك عليها كل حاجة عملتها كانت بمزاجها وبالعند فيا، وحتى لو غصب عنها أنتِ وهادية برة الموضوع، كل المطلوب منك حاجة واحدة بس ولازم تتنفذ..
أبتعد عنه قليلاً تود رؤية ملامحه، ما هذا يا رجل كيف لك أن تكون هكذا؟!.. يشعرها بالكمال يجعلها تعيد ثقتها بنفسها والحب، أبن الراوي رغم كل ما تقوله عنه الصحافة الا ان مميز ومميز جدا، لتكون أكثر صراحة هو الآن الرجل الوحيد بعينيها بهذه الدنيا، بللت شفتيها بطرف لساتها مردفة :
_يعني أنت مش زعلان مني؟!.
حرك رأسه بخفة نافيا ثم وضع قبلة حنونة على شفتيها الناعمة مردفا :
_ لأ أنا مش زعلان أنا بحبك يا عزيزة..
كبيرة الكلمة وخصوصاً لو خرجت منه هو، رفرف قلبهاوكأنه لأول مرة يشعر بالحب، حدقت بعينه بلهفة تتمنى رؤية هذا الحب بداخلها وها هي ترى نظرة الحب التي كانت تتمناها، همست بتقطع :
_ أنت..
_ بحبك، ومفيش أي سبب للحب ده ولا حتى معاد، في مشاعر بتخليني أعمل حاجات غريبة من يوم ما شوفتك، عارف إن مشاعرك ليا ممكن تكون مش حب بس متأكد ان حبي ليكي يكفينا أحنا الاتنين..
وضعت يدها على فمه تمنعه من إكمال حديثه قائلة :
_ مين المجنونة اللي يبقى معاها راجل زيك ومتحبوش أنت تتحب وبس يا موسى..
ضمها براحة شديدة، ربما لم يكن تصريحها بالحب صريح ولكنه مكتفي بما سمعه وشعر به، أبتسمت وقلبها مطمئن وعقلها يقول أخيراً وصل الغريق لبر الأمان، دقات خفيفة على باب الغرفة علمت صاحبها فأبتعدت عن موسى مردفة :
_ ده دودي أكيد..
نظر إليها بتحذير قائلا :
_ أسمه إياد إبن موسى الراوي مش بيدلع..
ضحكت بمرح مردفة :
_ مين قالك كدة ده موسى الراوي بنفسه هيدلع، هتبقى كريم كراميل..
رفع حاجبه بذهول مشيراً لنفسه مردفا بتساؤل :
_ كريم كراميل وأشمعنا بقى.
بكل براءة أجابت :
_ أصلي بحبها أوي، هروح أفتح لدودي بقى..
فرت من أمامه سريعاً وهي تحاول كتم ضحكتها أما هو همس :
_ كدة الهيبة راحت على أيد البنت دي..
_____ شيما سعيد _____
بعد منتصف الليل دلف موسى لغرفة الصالون وهو يفرك عنقه بضيق، يبدو ان أحدهم يضع عينه بتلك الزيجة، يتخلص من شقيقته يأتي إليه كمال أبو الدهب وولده خاطر، عند تلك النقطة ظهرت معالم الشر على وجهه..
أول ما فعله أعطى لخاطر لكمة بوجهه المشوة من ترحيب كمال به ثم جلس على أحد المقاعد مردفا بأعتذار :
_بعتذر يا أستاذ كمال بس أبن ليا معاه حساب كبير..
تخيل كمال انه يقصد مشكلة هادية فقال ببرود :
_ سيبك من خاطر وهادية دلوقتي ثريا فين يا موسى..
أما خاطر فضل الصمت قبل أن يأتي لهنا أرسلت له هادية رسالة مضمونها إن موسى علم إنه من فعل ذلك بمايا، أخذ موسى نفس عميق واجاب ببرود :
_ حماتي في مكان يخصني ومش عايزك تعرف عنها حاجة لما تحب ترجع هبقي أقولك..
ضرب كمال المقعد المجاور اليه بقوة غاضبا :
_أتكلم بأدب أنا في سن أبوك، مراتي هرجعها بالذوق بالعافية هترجع بس أعمل حسابك أنا عملت كبيروجيت لحد عندك وأنت قليت مني..
ظل موسى ثابت والقى بنظره على خاطر قائلا :
_ قليت منك في إيه أنت وولادك أستغليتوا ست وبناتها مفيش معاهم راجل واتسليتوا عليهم، أنا دلوقتي كبير الست ثريا وبناتها يا كمال بيه يعني ليا حق عندك ولو في حد قل من التاني يبقى أنت اللي قليت مني لما لعبت بحاجة تحت حمايتي حماية موسى الراوي..
هنا رفض خاطر الصمت مردفا بقوة :
_ أنت ليك فيروز بس أما هادية ومرات أبويا وعطر دول بتوعنا أحنا..
خرجت ضحكة ساخرة من بين شفتيه قبل أن يقول :
_ هو أنا قولتلك طلق مراتك والا أنت اللي عملت كدة من نفسك، بص يا كمال بيه عشان حضرتك في سن أبويا زي ما قولت من شوية الست ثريا في أحسن حال وفي أمان بس مش حابة وجودك معاها لما تهدي هنبقى نتكلم واللي له حق هيأخده..
لم يعطي لأحد منهما فرصة للحدث وقام من محله مردفا :
_ تعالي ورايا يا خاطر عايزك...
أخذ خاطر نفس عميق وذهب خلفه حتى غرفة المكتب أغلق الباب ثم قال بجدية :
_ لما سبتها مكنتش أعرف أنها حامل..
_ مات..
نظر إليه خاطر بصدمة :
_ هو مين اللي مات؟!..
_ ابنك اللي كان في بطنها..
_ بجد؟!..
رفع حاجبه بسخرية قائلا :
_ لما تضحك على بنت وتكتب عليها عرفي وتضيع شرفها وترميها هتبقى كل مشكلتك في النهاية الحمل عايش والا ميت؟!..
أجابه خاطر بصدق :
_ أقسم لك بالله مفيش بنت لمستها عذراء الا هادية...
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
تغيرت معالم وجه مائة وثمانون درجة، هل ما وصل إليه حقيقي؟!.. مايا حقيرة وهو يعلم ولكن لن تصل لتلك الدرجة، جذبه من عنقه صارخا بغضب :
_ أنت بتقول إيه يا حيوان عايز تطلع نفسك من المصيبة وخلاص..
أبعده خاطر عنه بقوة مردفا :
_ البونية اللي أخدتها منك مش شوية سكتت عليها وقولت حقه لكن أكتر من كدة لأ، أنا لا بخاف ولا بكذب دي الحقيقية ولو عايز تتأكد اديني رقم أختك وهرن عليها وهتسمعها حالا..
فعلها أعطى إليه رقم الهاتف حتى يقطع الشك باليقين، أجابت مايا التي كانت تحفظ رقم خاطر على هاتفها بدلال :
_ كنت متأكدة أنك هتدور على رقمي يا بيبي عشان تعرف أخبار إبنك، ها بقى ناوي تصلح غلطتك إزاي..
نظر لموسى وقال ببرود :
_ غلطة إيه ده على أساس إنك كنتي بنت ما يمكن الواد إبن التاني انا مالي..
_ شاطر يا بيبي هو فعلاً ابن التاني وأحب أقولك إن التاني جوزي حاليا والواد مات في بطني، اثبت بقى إني مكنتش بنت لو تقدر وشوف هتقدر تقف قدام موسى ازاي لاني مش ناوية أسكت هخرب حياتك زي ما سبتني يا خاطر..
أغلق الهاتف بوجهها بلا رد وألقى على موسى نظرة سريعة قبل أن يتركه بمفرده ويخرج من الغرفة..
من حسن حظه وجدها تجلس بحديقة المنزل أمام حمام السباحة، أقترب منها بخطوات بطيئة أشتاق إليها رغم ان الغياب لم يطول، لكنه يرغب بضمها لعله يشعر قلبه بالأمان يريح عقله بوجودها، كل ما يريده الان فقط إثبات إنها أمام عينه، وها هو قرر ضمها مهما كلفه الأمر..
فاقت من شرودها على هذا العناق الحار لظهرها، لم تشعر بالفزع وكأنها تعلم صاحب هذا العناق جيدا، أغلقت عينيها لعدة ثواني مستمتعة بقربه منها ثم همست :
_ جيت ليه؟!..
ابتسم ووصلت إليها تلك البسمة مع نبرة صوته المشتاقة :
_ وحشتني..
_ عشان كدة جيت؟!..
_ لأ..
_ آمال.. جاي عشان موضوع موسى ومايا؟!..
خرجت من أعماق قلبه تنهيدة طويلة، أبتعدت عنه وهو تركها تبتعد وجلس بجوارها مردفا :
_ تخيلي إنسان ماشي طول حياته غلط ويوم ما قرر يمشي صح كل حاجة تتهد فوق دماغه..
حدقت بحمام السباحة أمامها وهي بالفعل عاجزة، كل ما بداخلها عاجز عن التعبير، ما تمر به صعب يا ليتها أخذت من وقتها قليلاً وفكرت بتلك الكارثة التي أدخلت نفسها بها، تحدثت بتعب :
_ تعرف يا خاطر أنا ممكن أسامحك على كل اللي فات، عشان أكون صريحة معاك أكتر مش من حقي اعاتبك عليه لأني كنت عارفة بيه ومع ذلك قررت أقرب..
جذب كفها بلهفة مثل الطفل الصغير، يريدها أن تعود بين أحضانه لأول مرة بحياته يرغب بتكون عائلة يتمنى لو ينجب منها طفل يحمل جيناتها وجمالها، سألها وبداخله كل العزيمة على إنهاء هذا البعد :
_ أنا رديتك يا هادية لعصمتي، يلا بينا نمشي من هنا، مايا طلعت كدابة ومفيش بنا أطفال، عايز ابدأ معاكي من جديد وأنسى كل القرف اللي فات..
يا ليت الحياة بسيطة بتلك الطريقة التي رسمها عقله، جذبت كفها من بين يديه وقالت :
_ المشكلة بنا أكبر من اللي في دماغك بكتير..
تحدث باحباط :
_ إيه هي المشكلة قوليها يمكن يطلع الحل عندي، بلاش نخبي تاني اللي جواه حاجة يقولها يا حبيبتي..
_ الأمان يا خاطر أنا محتاجة أحس معاك بالأمان، عايزاك تحبني حب يحسسني ان الست الواحدة اللي خلقها ربنا، مش عايزة أشك فيك ولا أدور في موبايلك عايزة ابقى متأكدة إنك بتاعي لوحدي ولو قدامك ملكة جمال هبقي في نظرك أجمل تقدر تحسسني بكدة، طمني إنك مش هتخوني..
الي تلك الدرجة هو شوه روحها ودمر صورته بنظرها؟!.. جذبها ليضمنها من جديد بلا كلمة بلا وعود فقط أفعال تجعله ترغب به وبالتكملة معه، قبل راسها بحنان هامسا :
_ حسي بده وخليكي جوا حضني شوية...
_____ شيما سعيد _______
بعد مرور ثلاث ايام..
ذهب موسى لاجتماع هام وتركها بمفردها لأول مرة بعد زواجهما، نزلت المطبخ بحماس سيأتي من العمل يأكل غدائه من يد زوجته، أقتربت من الخادمة مردفة :
_ هو موسي بيحب أكل معين؟!..
_ بيحب شوربة الخضار..
رفعت حاجبها بتعجب وقالت :
_ شوربة خضار؟!.. مستحيل طبعا هو إحنا عيانين، هعمل على ذوقي صنينة بطاطس بالفراخ بعشقها..
بدأت بتنفيذ خطتها بقلب سعيد كلها حماس بانتظار ردت فعله على طعامها، تبدلت ملامحها من صوت مايا الساخرة خلفها :
_ كويس أوي إنك عارفة مكانك حتة شغالة..
نظرت إليها فيروز مردفة :
_ مين اللي فهمك إنك لما تطبخي لجوزك تبقى شغالة..
اجابتها الأخرى بغرور :
_ الطبقة اللي إحنا مش نفس طبقة الخدم اللي أنتِ منها خالص..
حاولت أكثر من مرة التحلي بالصبر وخصوصاً إنها شقيقة موسى " لأجل عين تكرم ألف عين" ومع هذا الأخرى تخطت كل الحدود لذلك ستظهر قوتها مثلما طلب منها زوجها الحنون، تركت معلقة الطعام الخشبية من يدها وقالت ببرود :
_ اممم يمكن عشان كدة جوزك يعرف عليكي السكرتيرة وناوي يتجوزها عليكي..
_ أنتِ بتقولي إيه يا حيوانة أنتِ..
_ أطلعي برة بيتي حالا بدل ما اخلي الأمن يرميكي برة ووقتها هيبقى شكلك وحش أوي..
شهقت بخوف وهي ترى الأخرى ترفع عليها السكين قائلة بغل :
_ أمشي النهاردة لو خايفة على أمك اللي عايشة عند أخويا الليلة الساعة 12 تمشي لو فضلتي هنا ل12 وخمسة هيوصلك خبر موتها..
_ أنتِ كدابة ومش هتقدرى تعملي حاجة..
_ جربي ولما تحضري العزا هتعرفي إن أقدر ويا عالم بها الدور على مين..
تركتها ورحلت وبعدها فرت هي لجناحها مع موسى رنت عليه بدل المرة ألف ولكن بلا فائدة حتى نامت وهي تحمل الهاتف بيدها، ويدها الأخرى تضم بها جسدها المرتجف بانهيار..
مر النهاردة ووصلت الساعة الحاي عشر ونصف، أتت إليها صورة والدتها على شاطيء البحر وهنا لم تتحمل لابد أن ترحل من هنا الان..
بدلت ملابسها وتركت منزل الراوي من باب الخدم وقبل أن تخطو خطوة واحدة فقدت الوعي، فاقت ويا ليتها لم تفوق، فريد أمامها بمكان عجيب، نظراته واضحة ولمساته على جسدها أكثر وضوح، صرخت بكل قوتها خائفة:
_ أبعد عني يا فريد بلاش تخليني أكرهك..
تكرهه هل وصل معها لتلك المرحلة، حرك رأسه برفض لتلك الفكرة، فيروز تخصه تعشقه ولن يسمح لها بالحركة من بين يده، جذب خصلاتها بقوة يعطي لنفسه أشارة صريحة إنها مازالت تحت سيطرته ثم تحدث بنبرة مخيفة :
_ تكرهيني مرة واحدة، مينفعش يا فيروز ربنا خلق جوكي حبي لكن كرهي لأ..
رفعت نظرها إليه بخوف واضح، اين أنت يا موسى لا تعلم، هربت من بيت الراوي خوفاً من مايا وها هي الآن وقعت بين يدي الأسوء، أرتفعت دقات قلبها وزاد صوت بكائها مردفة بخوف :
_ فريد اللي بيحصل ده غلط أنا ست متجوزة وأنت كمان راجل متجوز، أرجوك خليني أمشي من هنا وأنا والله العظيم مش هقول لموسي حاجة..
نظرة خوفها منه، حمايتها بغيره، طلبها للذهاب جميع تلك الأشياء أخذت عقله منه، زاد من ضغطه على خصلاتها وقال بملامح إجرامية :
_ موسى مين اللي بتحمي نفسك مني بيه، فيروز فوقي أنا فريد، فريد يا بت اللي كنتي بتدوبي في أيدي من مجرد بوسة..
_ فوق أنت بقى، شوف وصلنا لفين إحنا مش لبعض أبعد عن حياتي لاني بحب جوزي بحب مو...
لم تكمل جملتها، أطبق على شفتيها يقبلها، أخذت تضربه بكل قوتها تقاوم بكل قوتها وهذا ما ذاته جنون وتحدي حتى يحصل عليها، صرخت :
_ موسى الحقني..
مل من إسم الاخر، وبخبرته كطبيب ضغط ضغطه بسيطة على عنقها لتفقد الواعي وأكمل هو ما يريده، بعد حصوله عليها ستعود إليه ويخرجها إبن الراوي من حياته للأبد..
____ شيما سعيد _____
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
أنتفضت من فوق فراشها بفزع، دارت عيناها بالغرفة لتعلم أين هي..بغرفتها بمنزل موسى!! ارتخى جسدها فسقط هاتفها من بين يديها حدقت به لتجد الساعة الرابعة عصرا إذن كل هذا كابوس،، لكنها كانت تعيشه وكأنه حقيقة ملموسة مازالت نظرات فريد المرعبة تلاحقها بالمكان..
ارتجفت مع فتح باب المرحاض وهنا قدرت أخيراً على أخذ أنفاسها براحة، موسى معها وهذا أكبر دليل على الأمان، اقترب منها وعلى ملامحه تعبيرات القلق مردفا :
_ مالك يا فيروز وشك مخطوف كدة ليه؟!..
_ مايا هددتني أسيبك وأمشي أو تقتل ماما فضلت أرن عليك كتير بس إنت مردتش عليا..
قالتها بنبرة خائفة زادت الأمر سوء، جلس أمامها ثم فتح ذراعيه إليها يحثها على الاقتراب منه مردفا :
_ تعالي في حضني..
طلب أحب من العسل على قلبها، ألقت بنفسها سريعاً بين أحضانه، تعلقت به وهي تعلن أنه طوق النجاة الخاص بها بطلها الخارق، شعر بأنفاسها المضطربة على عنقه ليميل عليها أكثر هامسا :
_ اهدي مايا مش هتقدر تعمل أي حاجة لأنها اتقبض عليها بعد ما خرجت من عندك على طول هي وجوزها، مامتك في حمايتي مش واثقة فيا والا ايه؟!..
قالها بنبرة مرحة ليخفف من حدة قلقها، إبتسمت وبدأت السكينة تدلف الي قلبها رويدا رويدا، طال العناق وطال معه صمتها ليقول موسى بخبث :
_ عزيزة اللي بيحصل ده غلط..
ابتعدت عنه بتعجب ثم عقدت حاجبيها مردفة :
_ هو إيه اللي غلط؟!..
_ قاعد أفعص فيكي بقى لي ساعة وبصراحة بقى جبت آخرى قدامك حل من الاتنين يا تخفي من قدامي يا تسبيني أشوف شغلي بقى..
اتسعت إبتسامتها ، وقح وبكل أسف جعلها غارقة ببحر وقاحته والأكثر من ذلك تعشقها، رفعت كفها ومررت أحد أصابعها على ذقنه مردفة :
_ من امتى الأدب ده بقى موسى باشا يستأذن قبل ما يقل أدبه..
نظر إليها بغرور قائلا :
_ صاحية من النوم مفزوعة وأختي حرقت دمك المفروض بقى أستأذن والا هبقي واطي قوي..
أومأت إليه بنظرات خبيثة، ثم أخذت وضع النوم مغلقة عينيها وجسدها يغطس تحت الغطاء مردفة :
_ إذا كان كدة بقى تصبح على خير يا أبو الذوق أنا فعلاً نفسياً مش مؤهلة..
حدق بها ثانية واحدة وفي الثانية التالية كان ينزل بحمل جسده فوقها، شهقت بتوتر ليثبت وجهها الجميل جداً والمغري جداً جداً بالنسبة له قائلا بوقاحة :
_ قوليلي يا مزة أنا حفظتك كام صفة فيا قبل كدة؟!...
أجابته ببراءة قطة صغيرة :
_ كتير..
_ قوليهم بقى عشان نفتكرهم مع بعض في اللحظة الحاسمة دي..
رمشت بعينها عدة مرات ثم قالت بدلال أذابه بين يديها :
_ بتتعصب بسرعة وتهدى بسرعة، عينك زايغة، بتحب التطبيل، وبترجع في كلامك عادي..
قرص أنفها بفخر مردفا :
_ شاطرة يا ناس ومفيش منك اتنين، حطي عليهم بقى إني واطي..
_ هاااا..
ها ماذا يا فتاة!! فموسي الراوي معك يذهب بعيداً كل البعد عن شخصيته ويخترع ألف شخصية حتى ينتهي بك الأمر بين أحضانه وهذا ما حدث بالفعل، أخذها لعالم حبه حتى تنسى نفسها بين يديه وتتذكر فقط أنها معه وله وهذا كافي جداً حتى يجعلها تضرب بالجميع بعرض الحائط..
_____ شيما سعيد ______
بعد مرور أسبوع بمنزل كمال..
زاده الهم أضعافا، بداخله شعور يؤلمه ولا يستطيع تمييز ما هو، اشتاق إليها، اشتاق إلى إبتسامتها وبكائها، حنانها وغضبها، تفاصيل كثيرة يفتقد مشاعره بها، ثريا كانت نعمة أعطاها الله إليه وربما هو فشل بكل براعة بالحفاظ عليها..
دق هاتفه لينظر للشاشة بملل تحول لبريق من الأمل بعدما رأي اسم الرجل المكلف بالبحث عنها، فتح الخط سريعاً وسأل الآخر بلهفة :
_ عرفت مكانها صح؟!..
_ أيوة يا كمال باشا في شرم الشيخ..
_____ شيما سعيد _____
بمنزل نوح ألقى بكل أدويته على الأرض، أتى من عند الطبيب الذي قال له إن الدواء لم يفعل أي تحسن حتى لو بسيط، كانت عطر بالمطبخ تعد إليه كوب من الحليب، انتفضت على صوت صراخه لتترك ما بيدها وتذهب إليه بخطوات سريعة..
فتحت باب الغرفة لتجد كل شيء رأسا على عقب، وبين هذا وذاك يجلس هو على الأرض بجوار الفراش، شارد بملامح حادة، حزين، عاجز وهذا ما جعلها تتألم، جلست بجواره ومدت يديها لتضمه إليها مردفة :
_لو عايز تبطل العلاج بطل..
كان ضائعا وغريقا وحضنها هو طوق النجاة خاصته، أمان كبير يأخذه من هذا العناق، وهي بين يديه يطمئن على وجودها معه، أخذ نفسا عميقا من رائحة عطرها المميزة، تصلب جسده مع سماعه جملتها ابتعد عنها بنظرات متعجبة وسألها :
_ إنتِ بتقولي إيه؟!..
إبتسمت إليه بعشق، كلما نظر إليها يرى بعينيها نظرة واحدة بمعنى رائع " أنت بالنسبة لي ومن بعدك الطوفان" مررت أصابعها على شعر ذقنه العاشقة له مردفة :
_ اللي سمعته يا نوح، لو مش عايز تكمل إنت مش مجبر، لما صممت على العلاج كنت عايزة طفل منك يربط بنا ويحسسني إنك بتاعي وهتفضل على طول جانبي، بس لو هتفضل طول الوقت بتتعذب بالنتيجة يبقى بلاها خلاص خليك في حضني وبس يا نوح مش عايزة حاجة تانية..
آه يا قلب نوح، أنتِ يا صغيرة قادرة على إعطائي القوة، فتح لها ذراعيه بدعوة صريحة للعناق وهي تعلقت به مثل الطفلة الصغيرة، أغلق كلا منهما يديه على الآخر بكل قوة وكأن لديهما رعب البعد، إبتسمت مع شعورها بقبلاته الساخنة على عنقها الطري..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
مستمتع لأقصى درجة، مطمئن جداً وهي بين يديه بتلك النعومة، حملها وشفتيه تكمل مهمتها وضعا إياها على الفراش لحظة والثانية و تاه الإثنان معا ببحر اللذة بعيداً كل البعد عن حرب المعاناة الحقيقية بحياتهما..
بعد فترة كانت تتوسط صدره مغلقة العينين فقال :
_ هكمل علاج..
رفعت وجهها إليه وعلامات التعجب واضحة على معالمها هامسة بنبرة متوترة :
_ ليه؟!..
بدأت أصابعه تلعب بخصلات شعرها الناعمة مجيبا عليها بنظرات شغوفة، شغوفة جداً :
_ كل ما الدكتور يقولي مفيش تحسن بخاف تسبيني، لكن دلوقتي هكمل حتى لو خلفنا واحنا عندنا خمسين سنة مش هيفرق معايا التعب ولا الوقت طالما ضامن وجودك جانبي...
طفل صغير تدلل كثيراً وأفسده الدلال ورغم هذا مازال بداخله قطعة بيضاء بها براءة خالصة، هذا هو نوح وهذه هي شخصيته المعقدة رغم بساطتها، ابتسمت إليه بحلاوة قائلة :
_ طمن قلبك قول له بحبك يا إبن أبو الدهب..
غمز لها بمرح مردفا :
_ الله ده إحنا بنقول أغاني كمان، طيب يا حبيبة قلب ابن أبو الدهب ايه رأيك نهرب..
رفعت حاجبها بملامح ساخرة وقالت :
_ نهرب ليه وفين هو إحنا علينا تار؟!..
جز على أسنانه بغيظ مردفا :
_ دمك يلطش يا بت، بقى أنا بحاول أبقى رومانسي يكون ده ردك غوري قفلتيني..
_ إسم الله على رومانسيتك يا سي نوح ده أنت شعلة نكد متنقلة في كل مكان أخدتني وردة وفضلت تنكد عليا لحد ما بقيت فجلة..
تفاجأ من هجومها عليه بتلك السرعة فسألها بذهول :
_ أنا نكدي يا بت ثريا..
_ مالها ثريا يا عنيا هجت منك أنت ومن أبوك واخواتك يا عيلة مستفزة...
أنهت حديثهاوقامت بجذب شرشف الفراش لتخفي به جسدها وذهبت من أمامه إلى المرحاض بخطوات غاضبة، حرك شفتيه بتعجب مردفا :
_ هو في ايه؟!..هي عبيطة والا ايه؟!.. بت استني أنا كمان عايز أستحمى...
_____ شيما سعيد ____
بعد ساعات قليلة وصلت سيارة كمال أبو الدهب لشرم الشيخ أمام منزل مكتوب عليه بخط فخم " فيلا موسى الراوي"، أخذ نفسا عميقا يحاول التحكم بدقات قلبه، حبيبته بينه وبينها تلك الجدران يا ليته قادر على هدمها حتى يأخذها بين أحضانه..
أغلق باب السيارة على عجل وبخطوات سريعة اقترب من الحارس مردفا :
_ عايز أقابل مدام ثريا..
تعجب الحارس من معرفته بوجود تلك السيدة بالداخل فالسيد موسى يخفيها كأنه يخفى جريمة، أخرج هاتفه وقام بالاتصال على موسى مردفا بتوتر :
_ باشا في راجل هنا عايز يدخل يقابل ثريا هانم..
_ أدي له الموبايل..
نفذ ما أمره به سيده وأعطى الهاتف لكمال الذي قال بنبرة متلهفة :
_ خليني أدخل أشوفها يا موسى دي مراتي ووحشتني..
_ ماشي يا كمال بيه أدخل بس اعمل حسابك إنك عرفت مكانها ودخلت لها بمزاجي، خد فرصتك وحاول تحافظ عليها..
أغلق الهاتف وأسرع بالدخول إليها، متلهفا على رؤيتها، مؤكدا أنها ستكون رائعة حتي وهي حزينة، فتحت له الخادمة باب المنزل مشيرة إليه على الغرفة دون أن يسألها..
وقف على باب الغرفة عدة لحظات مترددا بفتحه، قلبه يرتجف من الداخل كأنه طفل صغير يخشى من عقاب والدته القاسي، أعطى لنفسه بعض الشجاعة وفتح أخيرا الباب الفاصل بينهما..
ها هي تنام على الفراش ويبدو على ملامحها الإرهاق، اقترب من فراشها وجلس بجوارها هامسا :
_ ثريا افتحي عينك نفسي أشوفها..
رغم عمق نومها رائحته وصلت إلى أنفها وأقلقتها، استجابت لندائه بلا وعي منها، فتحت عينيها لترى ملامح وجهه الشاحبة، وسيم كما هو ولكن الحزن مزين معالمه الرجولية، لحظة والثانية حتى فهمت كونه أمامها بالفعل..
انتفضت مبتعدة عنه ليقول :
_ بالراحة هتتعبي..
أشارت إليه بعدم الاقتراب بغضب قائلة :
_ إنت ايه اللي جابك هنا؟!..
نظر إليها بتعجب مردفا :
_ يعني إيه، ايه اللي جابني يا ثريا إنتِ مراتي، طلعتي من غير إذني وبعدتي عني وأنتِ عارفة إني مقدرش أعيش من غيرك..
رفعت حاجبها بسخرية من حديثه قائلة :
_ إنت مصدق نفسك وأنا بقى المفروض إني أرمي نفسي جوا حضنك وأقولك حقك عليا يا حبيبي معلش سامحني أصلي كنت غبية لما أخدت موقف مرة واحدة في حياتي وقررت أطلع بره سيطرتك، ده اللي إنت عايز تسمعه مش كده بس أنا مش هقولك كده يا كمال هقولك إني فرحانة ومبسوطة جداً ببعدي عنك وعن حياتك اللي كلها غلط في غلط ..
_ وأنا مش عايز أسمع منك كده يا ثريا أنا جاي عشان أقولك وحشتيني كل اللي محتاجه حاليا آخدك جوه حضني وأطمن إنك جنبي و أي حاجة تانية ممكن مع الوقت تتحل..
أنهي حديثه بتنهيدة متعبة ومد يديه بمحاولة بائسة منه بضمها لصدره إلا أنها وضعت كفيها على صدره تمنعه من الاقتراب منها مردفة بقوة:
_ ما فيش حاجة هتتحل إنت هتفضل طول عمرك أناني ومش شايف إلا ولادك وبس ومستعد تدوس عليا أنا وبناتي عشان إنتوا تبقوا مبسوطين، وأنا مش هعمل كده تاني يا كمال ما بقاش عندي اللي يجبرني أفضل تحت رجلك، لأن بقى عندي راجل هيقف قدامك ويمنعك تئذيني وتئذي بناتي..
صدم من حديثها ومعناه، صدمته الأكبر كانت بنظرتها إليه لم يتوقع بأبشع كوابيسه أن تكون محبوبته تراه بتلك الصورة، تقف أمامه وتقولها صريحة أصبح لها ظهر وهذا الظهر ليس أنت، قام من محله من على الفراش ودار حول نفسه بالغرفة، يشعر بالاختناق رجولته وقلبه غير قادرين على تحمل ما تفوهت به حدق بها مردفا بذهول:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ إنتِ سامعة نفسك بتقولي ايه يا ثريا للدرجة دي شايفاني زبالة، مش هكذب وأقول لك إني ملاك لكن أنا حبيتك ووعدتك إنك هتبقي في حمايتي..
ردت عليه بقوة:
_ وبعد ما وعدت عملت إيه نفذت؟!..أول ما بنتي اتخطفت كان كل تفكيرك حوالين ابنك وبس، لكن اللي كان ناوي يعمله في بنتي كان بالنسبة لك ولا حاجة، ولما لقيته تقدر تقول لي حاسبته على اللي عمله والا لأ؟!..أكيد ما عملتش حاجة زي العادة.. أنا شبعت كلام يا كمال لو فعلاً عايزني هديك فرصة تانية ودي مش عشانك دي عشان ولادك اللي في بطني اثبت لي مرة واحدة في حياتك إنك بتحبني بجد مش مجرد كلام وخلاص حسسني وأنا جنبك بشوية أمان يا أخي.. آاااه..
انتبه إليها بعدما كان تائه ببحر تأثير كلماتها عليه، اقترب منها سريعا وهو يراها تضع يدها على بطنها المنتفخة وتبكي بألم، ضمها إليه مردفا بلهفة:
_ في ايه يا ثريا مالك حاسة بايه؟!..
ارتفعت شهقاتها وهي تنظر لخيط المياه الساقط من بين فخذيها مردفة بخوف:
_ الحقني يا كمال أنا بولد..
_____ شيما سعيد ______
بعد نصف ساعة كانت سيارة أولاد أبو الدهب على الطريق لشرم الشيخ بعد اتصال والدهم بهم ، أسند فريد رأسه على مقعده وهو يتابع الشارع أمامه بشرود ، فاق على صوت خاطر الجالس بالمقعد الخلفي:
_ مالك يا دكتور سارح في الدنيا كدة ليه ؟!..
زفر بضيق مخرجا سيجارة فخمة آخذا منها نفسا عميقا قبل أن يقول:
_ تايه في الملكوت..
تعجب نوح من نبرة صوت فريد الجديدة ، يبدو بالفعل أنه بائس حزين ، ألقى عليه نظرة متفحصة مردفا:
_ مالك بجد يا فريد شكلك وكلامك كله غريب ، إنت بتحب فيروز فعلاً ؟!.. طب لو ده حقيقي سبتها تتجوز ليه؟!! اتجوزت غيرها أساسا ليه وطلقتها ؟!.. أنا مش فاهم دماغك يا فريد..
أخرج تنهيدة عميقة من صدره مردفا:
_ أنا نفسي مش فاهم حاجة خالص ، جوايا مشاعر كتيرة فوق بعضها مش عارف هي ايه ولا هوصل بيها لفين ، فيروز كانت حاجة حلوة أوي بحب أقرب منها بحب أشوفها بحب أحس إنها بتاعتي ، لما اتجوزت كان كل هدفي انها تفضل بتاعتي بس لما أخدها مكنش الموضوع فارق معايا ، كان كل تفكيري لما هبص في عين هالة أقولها إيه ، نظرة الوجع جواها قتلتني وخصوصاً إني السبب فيها..
طال صمت الإخوة بعد هذا الحديث فقال بضجر:
_ ما تردوا يا بهايم أنا مش بتكلم معاكم..
أجابه خاطر بسخرية:
_ إنت عبيط يا فريد حب ايه!! فيروز كانت بالنسبة ليك مجرد لعبة يا فريد فاهم يعني إيه لعبة..
ضحك نوح بقلة حيلة مردفا:
_ من رأيي نروح كلنا ملجأ نتربي من أول وجديد..
حرك فريد يده على خصلاته مردفا:
_ حتي الملجأ هيرفض ياخدنا إحنا محتاجين الأحداث..
زاد نوح من سرعة السيارة بحركة جنونية وبدأ يلعب بعجلة القيادة ليقول خاطر بتحذير:
_ نوح بطل جنان وسوق بالراحة..
حرك نوح رأسه بتعب مكملاً نفس جنون قيادته مردفا:
_ أنا إحتمال كبير مخلفش..
_ هاااااا..
شعر بتعب عجيب أصابه ، حاول التحكم بسرعة السيارة إلا أن الأوان قد فات وانقلبت بهم عدة مرات..
_____ شيما سعيد _____
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بالمشفى..
خرجت ثريا من غرفة العمليات مع بنتيها التوأم، دلف كمال للغرفة و قلبه يرتجف و ينبض بكل ما أتته من قوة، حبيبته تنام بملامح مرهقة وبجوارها فراشين بهما أجمل ما رأت عينه..
اقترب من الفراشين بساق ثقيلة، جلس على أرضية الغرفة وعيناه متعلقة بهما، هل هذا الجمال المحلي بكريم البراءة يخصه هو؟!.. أتسعت شفتاه بإبتسامة سعيدة لا تخطت السعادة بكثير، رفع يديه ومررهما على وجنتي بناته، يا الله ما هذا كيف لهم أن يكونوا بهذا السحر؟!..
حرك رأسه بقلة حيلة بنات ثريا وماذا ينتظر من بنات ثريا.. دلفت الممرضة مردفة بهدوء :
_ كفاية عليهم كدة لازم ناخدهم دلوقتي..
نظر إليها بفزع قائلا :
_ تاخديهم وتروحي فين؟!..
_ الحضانة يا فندم مفيش داعي للقلق ساعتين بالكتير وهيبقوا في حضنك وحضن أمهم..
أومأ إليها بقلب مرتجف وعيون تطوف بها اللهفة، مرت بعدها عشر دقائق وبدأت ثريا بفتح عينيها، اقترب من ثريا ومعالم القلق واضحة عليه :
_ ثريا يا حبيبتي أنتِ كويسة قوليلي حاسة بإيه..
_ بناتي..
قالتها وهي بين النوم واليقظة ليضحك كمال مردفا بعتاب :
_ كنتي عارفة إنهم بنات وخبيتي عليا مش كدة..
رأت بعينه فرحة لم تتوقعها، تخيلت أن يثور ويرفض الفكرة خصوصاً أنه يعتز جداً بكلمة أبو الرجالة الملقب بها أمام الجميع،ابتلعت ريقها الجاف مردفة :
_ عايزة مياة عطشانة أوي..
بإبتسامة حنونة مد يده إليها وساعدها على الجلوس على الفراش بشكل مريح، ثم أخذ كوب من عصير التفاح وقربه من فمها مردفا :
_ اشربي العصير ده لحد ما الدكتور يأذن تشربي مياة..
نفذت ما طلبه، كل ما يهمها الآن الارتواء لتعطي لفمها وجسدها القليل من الانتعاش، مسح شفتيها بأصابعه وسألها :
_ حاسة إنك أحسن دلوقتي؟!..
أومأت بحركة خفيفة من رأسها ثم قالت بترقب :
_ إنت مبسوط من البنات والا كنت عايز رجالة..
ضحك ضحكة خفيفة ومسح على خصلاتها الناعمة مردفا بنبرة صادقة وصلت إلى أعماق قلبها بكل بساطة :
_ كنت عايز أي حاجة منك تربطك بيا وتجمعني بيكي، ربنا أكرمني بدل الحتة اتنين ومش أي اتنين نسخة منك في روحك وجمالك، تفتكري إزاي هبقي زعلان وحلمي بقى حقيقة قصاد عيني..
عضت على شفتيها بتوتر، كمال الجديد هذا يجذبها للعشق وهي خائفة، فهمها ليكمل حديثه بقوة :
_ شوفتي معايا الوحش كله، دلوقتي بقي بطلب منك فرصة واحدة بس تشوفي فيها الحلو كله على ايدي، قولي موافقة يا ثريا..
أومأت إليه وقالت بلهفة :
_ هات البنات أشوفهم يا كمال نفسي أشوفهم أوي..
_ أسمعها الأول وبعد كدة أروح أجيبهم وأنا مرتاح..
ضحكت بقلة حيلة، مهما حاول التغيير سيظل كما هو كمال أبو الدهب يعطي أوامر ويجبر من حوله على تنفيذها " تحت التهديد" همست بهدوء :
_ موافقة عشانهم وريني بقى هتعمل إيه عشان أبقى موافقة عشانك أنت يا كمال..
غمز إليها بسعادة :
_ ده أنا هعمل وهعمل وهعمل ده أنا كمال أبو الدهب يا بت أفعال من غير كلام..
_ربنا يستر..
قالتها بنبرة سخرية واضحة مثل الشمس، أتى ليرد عليها بحاجب مرفوع لكن كان هاتفه الأسرع عندما دق، عض على شفتيه بغيظ من هذا المتصل اللعين أشارت إليه ليرد فقال :
_ نرد ونشوف مين بعدين نعرف معنى كلامك ده إيه يا ست ثريا..
حركت كتفها بمعنى ولا تهمني من الأساس، رأي اسم فريد ففتح بغيظ قائلا :
_ يا ابنى هو أنت عملي الوحش في الدنيا لازم تبوظ عليا كل حاجة حتى لحظاتي الحلوة..
توقفت الدنيا من حوله مع سماعه لصوت رجل غريب يقول :
_ صاحب الموبايل عمل حادث هو وأخواته وإحنا حاليا رايحين مستشفى******..
_____ شيما سعيد _____
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بعد مرور أسبوع..
عاد موسى إلى منزله بعد يوم مرهق، فتح باب جناحه الخاص وهو متلهف لرؤيه فيروز، ابتسم بخفة وهو يراها تجلس على الفراش وبيدها هاتفها المحمول تتصفح أحد وسائل التواصل الاجتماعي، جلس بجوارها وسحب الهاتف منها فجأة قائلا بمشاكسة:
_ ولا كأن جوزك دخل..
ألقت عليه نظرة سريعة بطرف عينيها والضيق واضح على ملامح وجهها الجميل فتنهد موسى بالقليل من الحدة مردفا:
_ هو في ايه بجد يا فيروز هنفضل في وصلة النكد دي كتير افردي وشك..
حاولت منع دموعها من النزول وهي تنظر اليه نظرة عتاب آلمت قلبه، بالفترة الماضية عاشت معه أجمل أيام حياتها ورأت على يده العوض الحقيقي، وها هو يظهر لها الوجه الآخر لموسي الراوي، مر أسبوع على ولادة والدتها والحادث الأليم لأبناء أبو الدهب وهي هنا بين جدران هذا الجناح ممنوعة من الخروج تنهدت وقالت:
_ هو أنا لو حاولت آخد موقف وأرفض السجن اللي إنت حاططني فيه أبقى بنكد عليك؟!.. لو سمحت يا موسى انا مش حابة أتكلم في أي حاجة ممكن تضايقني أكتر ما أنا متضايقة..
انتفض جسدها وعادت للخلف بشكل تلقائي عندما ضرب الطاوله المجاورة للفراش بقدمه لتسقط على الأرض ألف قطعة، تعالت دقات قلبها من ملامح وجهه الغير مبشرة بالخير، قام من جوارها وهو يضغط على خصلاته بغل ثم صرخ بها مردفا بغضب نابع من النيران المشتعلة بداخل صدره:
_ سجن!! شايفة إن القصر الطويل العريض ده بالنسبة لك سجن؟!.. دلعي ليكي وسكوتي على إنك عايزة تروحي لطليقك وتعملي تحليل عشان تدي له كليتك بقيتي بتسمي ده سجن؟!..احمدي ربك إنك عايشة بعد ما قولتي الكلام الهايف ده، مش من حقك تزعلي يا فيروز سامعة مش من حقك تزعلي، عايزة تروحي لابن أبو الدهب تدي له كليتك للدرجة دي حياته مهمة بالنسبة لك، وأنا ايه ولا حاجة ما قدرتش أعمل لك أي حاجة تخليكي تطلعيه من قلبك وتحبيني أنا...
احتلت الصدمة معالمها لم تتوقع أن يكون هذا تفكيره، هل كان يحمل كل ما قاله بقلبه لمده أسبوع كامل ومع ذلك يدللها ويحاول إخراجها من حزنها؟!.. قامت من فوق الفراش بنظرات حزينة وقالت:
_ هو أنت شايف إني لما أعرض المساعدة يبقى لسه له مكان في قلبي؟!.. أنا عملت كده عشان مراته اتصلت بيا وكانت منهارة بعد ما كلهم عملوا التحليل وطلعوا ما ينفعوش، فريد بالنسبة لي ما بقاش حاجة بس ده مش معناه إني أسيبه يموت وممكن يكون في إيديا حياته..
جذبها من ذراعيها لتبقى بين يديه، نظرات عينيه بمفردها قادرة على إيصال ألف نظرة بألف معنى اليها، ابتلعت لعابها بتوتر لأول مرة تقولها صريحة. " هي خائفة من موسى" ضغط على ذراعيها بكل قوته قائلا من بين أسنانه:
_ صدقيني لو كنت شوفت في عينك نظرة خوف واحدة عليه كانت هتبقى نهايتك يا فيروز فاهمة..
أومأت إليه مردفة:
_ سيب ايدي يا موسى إنت بتوجعني، غيرتك مخلياك مش شايف الحقيقة وبتقول حاجات هترجع تندم عليها بعد كده، وعلى فكرة أنا هروح المستشفى وهعمل التحليل ولو كليتي تنفع هديها له يا موسى، لأن دي روح بني آدم...
تقف أمامه... وتتحدى؟!.. مهما كانت مكانتها بقلبه لم يخلق بعد الذي يقف أمام موسى الراوي،، ابتعد عنها مردفا بجبروت :
_ مش همنعك و مش هقول لحد من الحراس يمنعك، بس عايزك تعرفي ان دي هتبقى النهاية وهيبقى إنتي اللي اخترتيها، لأن اللي زيك ما ينفعش يبقى ليها في حياتي مكان..
دفعها لتسقط أرضا وخرج من الجناح والقصر بالكامل، تركها بمفردها تعاني من ألم خوفها على فراقه وألم ضميرها الذي يحتم عليها مساعدة فريد رغم كل ما حدث وما سوف يحدث، تركت لعينيها الحرية بالبكاء، لم تتوقع ان يصل بينهما الأمر إلى الاختيار بين الحياة معه وبين الفراق، بكت وقلبها يصرخ بها قائلا
" أصبحت عاشق لموسى ولا أرغب الرحيل".. بكف مرتجف مسحت على عينيها مردفة:
_ ليه كدة يا موسي معقولة عزيزة حبيبتك هانت عليك؟!..
_____ شيما سعيد ____
بالمشفي.
دلفت هادية للغرفة الخاصة بحالة خاطر، أخذت نفسا عميقا براحة شديدة وهي تراه أمامها نائما بسلام، مرت عليها أسوأ سبع أيام بحياتها وهو بداخل غرفة الإنعاش لا تستطيع رؤيته إلا من الحاجز الزجاجي..
تنهدت بتعب نفسي قبل أن يكون جسدي مقتربة بخطوات ثقيلة من فراشه، جلست على أرض الغرفة ومدت كفها المرتجف ليضم كفه المعلق به سائل المحلول، وضعت قبلة مشتاقة على كف يده وهي تعترف لنفسها أخيرا بأنها عاشقة لخاطر أبو الدهب..
قربت أنفها أكثر منه، تريد أخذ أكبر قدر من رائحته ليطمئن قلبها وتتأكد أنها معه وأنه بين يديها، همست بنبرة صوت يتغلب عليها البكاء:
_ خاطر قوم لو ليا عندك خاطر، أوعدك إني هسامحك على كل اللي فات وهنبدأ مع بعض من جديد حياة حلوة زي ما أنت كنت عايز، بس بلاش تفضل مغمض عينك كده فريد ونوح حتى اونكل كمال التلاتة محتاجينك جنبهم، وأنا كمان محتاجاك جنبي مش قادرة أقف على رجلي وأحس إني مسنودة وإنت بعيد، تعرف قربي منك كان أكبر غلطة عملتها في حياتي تقدر تقول إن هي غلطة الشاطر اللي بألف بس برضو أجمل غلطة عملتها ومش ندمانة عليها، ولو اتعاد بيا الزمن تاني هعملها، بلاش تفضل واجع قلبي عليك كده والله العظيم ما قادرة استحمل..
مرت ساعة تليها الثانية والثالثة والرابعة وهي تجلس بجواره، تتأمله وتتفحص أي حركة تصدر منه لعله يستجيب إلى ندائها عليه ويفتح عينيه، مسحت على خصلاته مردفة بنبرة منهكة :
_ طول عمرك تاعب قلبي كده، بتتصرف غلط وأنا اللي أشيل الليلة على دماغي ما تقوم بقى وتخلي عندك دم يا خاطر، قوم واجه مشاكلك عشان نرجع نكمل مع بعض مش إنت كان نفسك نكمل مع بعض..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
سمعت أخيرا همهمة بسيطة تصدر منه، ليرفرف قلبها بفرحة مقتربة منه حتى تتأكد، وها هي تسمع اسمها من بين شفتيه، نعم .. نعم ... لقد قال هادية، مررت يدها على وجهه بحنان وأجابته بنبرة متلهفة:
_ أنا سامعاك يا حبيبي وجنبك يلا فتح عينك عشان خاطري فتح عينك ارحمني بقى..
طلبت منه الرحمة.. وهو اعطاها لها على طبق من ذهب، فتح خاطر عينيه بعد عدة محاولات فاشلة، ونظر اليها رغم تشويش رؤيته بعد أسبوع كامل بداخل غيبوبته إلا أنه ابتسم اليها وأعاد لها روحها مردفا:
_هادية..
_ يا روح هادية وقلب هادية وكل حاجة حلوة رجعت لي لما شوفتك يا خاطر، بلاش تعمل فيا كده تاني وأنا أوعدك إني مش هبعد عنك ولا هعمل أي حاجة تزعلك..
عض على شفتيه يحاول التحكم بهذا الصداع الذي يكاد يفتك برأسه وسألها متعجباً:
_ هو في ايه بالظبط من امتى وأنتي راضية عني قوي كده..
بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي إليه القليل من الطراوة مردفة:
_ فضلت طول الأسبوع اللي إنت كنت فيه جوة الغيبوبة بسأل نفسي سؤال واحد بس هو لو جرى له حاجة لا قدر الله هيبقى إنتِ حياتك عاملة ازاي؟!.. طيب الدنيا تستحق إن احنا نفضل مخاصمين بعض ونجري ورا بعض من غير ما نعمل ذكريات حلوة نعيش عليها،، اكتشفت إن ما فيش أي حاجة تستحق إن احنا نضيع عمرنا عليها غير إننا نبقى جنب بعض نعمل بيت وعيلة وذكريات وعزوة وده اللي هنعمله أنا وإنت من هنا ورايح.
حاول التغلب على تعبه وسألها بقلق:
_ هو فريد فين؟!..
أبتلعت لعابها بتوتر مردفة:
_ إنت تعبان ارتاح شوية وبعدين نبقى نتكلم..
لم يعطي أي اهتمام لتعب جسده وقام من نومته بقوة آلمته فاقتربت منه مردفة:
_ اهدى بس إنت تعبان عايز تروح فين؟!..
_ جيبي لي الدكتور يطلعني من هنا حالا عايز أبقى جنب اخواتي ولو قولتي إنت تعبان يا هادية هقوم من غير ما الدكتور يجي...
_____ شيما سعيد_____
بالخارج كانت تجلس ثريا على أحد المقاعد وبجوارها هالة وعطر تضم كلا منهما على صدر ويبكوا الثلاثة بصمت، كمال منذ ما حدث وقع أرضا وأخذ الغرفة الرابعة بجوار أبنائه، كل شيء بلحظة واحدة أصبح رماد..
سقطت منها دمعة ساخنة وهي تنظر لباب الغرفة المغلق بعذاب قلب، كان معها وبين يديها وفجأة سقط أمامها دون أن تقدر على فعل أي شيء له، ومع كل هذا الوجع لابد أن تبدو أمامهم أقوى، حركت يديها على ظهر الإثنتين مردفة :
_ كفاية دموع اللي جوا دول محتاجين نبقى معاهم أقوى من كدة مش نقع جنبهم..
بكت عطر أكثر وهالة قامت من محلها فجأة وهي ترى الطبيب يخرج من العناية الموجود بها زوجها، اقتربت منه مردفة بتوسل :
_ طالما طلعت أنفع، أرجوك خد مني أنا..
حرك الطبيب رأسه بقلة حيلة مردفا :
_ يا مدام حضرتك حامل في الشهر التالت دي مغامرة فيها خطر عليكي وعلى إبنك..
بملامح من يراها يشفق عليها قالت بتوسل :
_ لو سمحت هكتب تعهد إني المسؤولة الوحيدة عن النتيجة مهما كانت هي..
نظر إلى السيدة ثريا التي تحاملت على ألم جسدها واقتربت من هالة مردفة بهدوء :
_ لو بتحبي فريد فعلاً يبقى لازم تحافظي على الحتة اللي جواكي منه.. لازم لما يفوق يفرح بالخبر ده..
حدقت للطبيب بنظرات متوسلة :
_ طيب خليني أشوفه يا دكتور علي الأقل أرجوك..
أومأ إليها بحزن على حالتها المغزية، بخطوات أشبه للركض دلفت لغرفته وجدته نائما لا حول له ولا قوة، عضت على شفتيها لتكتم دموعها هامسة :
_ فريد يا حبيبي، تعرف إن عندي خبر حلو أوي ليك، أنا حامل اه والله العظيم حامل هيبقى عندنا بيبي حلو أوي شبهك كدة بالظبط يا روحي، بس محدش متطابق معاك غيري، عشان كدة هاخد منك الإذن نضحي بالبيبي ده وبإذن الله لما ترجع لينا بألف خير نجيب غيره يا فريد موافق صح؟!..
جاءها الرد من صوت هاديء من خلفها :
_ لأ يا هالة أنا اللي هدي لفريد..
هل هذا صحيح هل أتى من لديه الأمل الوحيد المتعلق عليه حياتها؟!.. أخذت نفسا مرهقا وهي تبتسم بالقليل من الأمل
بعد أربع ساعات..
لحظات من الجحيم مرت على الجميع أمام غرفة العمليات، الجميع بانتظار النتيجة ، ربما ستكون قاسية ولكن بالفعل وقوع البلاء أقل قسوة من إنتظار ما هو قاتل..
انتهت قدرة ثريا على تحمل ما يحدث ألقت بجسدها على أقرب مقعد ، اقتربت منها عطر بخطوات مرتجفة مردفة:
_ هيبقوا كويسين صح أرجوكي يا ماما أنا عايزة أي حاجة تطمني..
حدقت ثريا للفراغ بضياع قائلة:
_ أنا كمان محتاجة حد يطمني الأوضة دي جواها كل إللي ليا يا عطر..
وصل موسي الراوي وخلفه رجاله ، قلبه يحترق وعقله يحثه على الانتقام ، اقترب من ثريا مردفا بترقب:
_ فيروز فين!؟ عملت إللي في دماغها ورجعت لإبن أبو الدهب..
____ شيما سعيد ____
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
بمنزل ثريا القديم.
_ بتعملي إيه هنا يا فيروز؟!..
قالها موسى بنبرة صوت حادة بعدما علم بعدم وجودها بالمشفى، لم يبحث عنها كثيرا توقع وجودها بمنزلها، رغم قصر مدة زواجهما إلا أنها أصبحت أمام عينيه مثل الكتاب المفتوح..
مع أول دقة ليده على باب المنزل علمت أنه هو، فتحت له بصمت وظلت على هذا الوضع لأكثر من دقيقة، عادت خطوة للخلف مع اقترابه منها مشيرة إليه بتحذير ألا يخطو إليها خطوة واحدة إضافية إلا أنه جذبها لتبقى بين ذراعيه مردفا :
_ ها مش ناوية تقولي سبتي بيت جوزك وجيتي هنا تعملي إيه يا مدام فيروز؟!..
حدقت به بنظرة قوية ثم قالت :
_ مشيت لأنه بيتك وأنا مش عايزة أقعد في أي مكان خاص بيك يا موسى..
رفع حاجبه بمعنى حقا قائلا من بين أسنانه :
_ عشان بغير عليكي أبقى وحش ومش عايزة أي مكان من ريحتي؟!..
جسدها منذ حديثه وهو يرتجف، للحظة شعرت أنها بالنسبة إليه لا شيء وهذا قهرها، عضت على شفتيها بقوة تمنع نفسها من البكاء لكنها فشلت بكل جدارة، حاول إزالة دموعها إلا أنها ضربته بصدره عدة مرات متتالية صارخة :
_ إياك تقرب مني سامع إياك، مش عايزة أسمع منك أي مبرر يوجع قلبي أكتر كفاية عليا أوي الكلام اللي قولته، البيه شايف نفسه كتير عليا طيب وماله، ناوي علي ايه بقى تطلقني زي كل الجوازات اللي قبل كدة؟!.. عادي بقي ما أنت خلاص شبع....
وضع يده على فمها يمنعها من وضع أي كلمة إضافية تخرب عليهما حياته معها، التقت الأعين بنظرة عتاب واضحة وبكل منهما حديث يؤلم قلبه، همس إليها بنبرة يائسة :
_ عايزة تبعدي ليه يا فيروز؟!.. مش قادرة تحبيني صح معقول بعد كل اللي عمله فيكي..
صمت بالفعل لم يقدر على التكملة أو وصف ما بداخله، ما يشعر به لو خرج من بين شفتيه سيكون القشة التي ستقسم ظهر علاقته بها إلى الأبد، فهمت ما يود قوله، تنهدت بتعب وأكملت بدلاً عنه :
_ بلاش نوصل بالعلاقة بنا لهنا يا موسى أرجوك، أنا حبيت أساعد شخص بين الحياة والموت مش أكتر، يمكن تفكيري كان غلط أو أنت اللي فهمتني غلط بس الأكيد إن لو قلبي بيدق لراجل، الراجل ده هيبقى إنت يا موسى..
طالما تخيل مشاعره عند اعترافها الصريح بحبه وبكل مرة تظهر معه نتيجة مختلفة، وها هو الآن يعيشها على أرض الواقع، مختلفة عن الخيال، أقوى من توقعه، قلبه أراد الخروج من بين ضلوعه حتى يضمها إليه، عاد فجأة وبلا سابق إنذار لسن المراهقة ومشاعر الحب النارية به.
ترقبت ردة فعله بملامح متوترة، رغم ما حدث بينهما قبل أن تأتي لهنا إلا أنها وجدت أن هذا الوقت الأفضل حتى تأخذ علاقتهما مسارها الأروع، بللت شفتيها بطرف لسانها ليضع هو قبلة عليها مردفا :
_ معنى كلامك هو اللي أنا فهمته يا فيروز صح؟!..
أومأت إليه مردفة بالقليل من الحزن :
_ بحبك يا موسى، بس إنت قولت كلام كتير أوي وجع قلبي وحسسني إني مش غالية عليك ولا ليا مكان في قلبك..
أومأ إليها مؤكدا على حديثها ثم قال بقوة :
_ أيوة يا فيروز أنتِ مالكيش مكان في قلبي، أنت قلبي كله على بعضه، بلاش عتاب في كلام قولته من غيرتي خلينا في الكلام الحلو اللي إحنا بنقوله دلوقتي ده..
حركت كتفها بدلال مردفة :
_ ويا ترى بقى إيه هو الكلام الحلو ده يا موسى باشا؟!..
_ إني بحبك يا عزيزة...
_____ شيما سعيد _____
بالمشفي..
ظلت ثريا تحدق بباب غرفة العمليات وهي تسأل نفسها للمرة الأولى بحياتها هل عدم وجود كمال معها سيؤثر عليها؟!.. الفكره بمفردها جعلتها تبكي، لطالما تمنت بعده والآن تخشى من تلك اللحظة، ربما لأنه بدأ بإظهار حبه لها أو لأنها بدأت تكتشف مشاعر بداخلها إليه غير مشاعر الكره..
كمال تغلب على صدمته وقام على قدميه حتى يكون المتبرع لولده، ونوح بالغرفة المجاورة لهم لا يوجد به قطعة واحدة سليمة، أما خاطر ربما يكون الأقل ضررا وها هو الآن يضم زوجته إليه ليكون الداعم الوحيد لثريا وهادية..
همست هادية بخوف:
_ هما اتأخروا جوا كده ليه يا خاطر بقى لهم أكتر من ساعتين ونص؟!..
أغلق عينيه وأسند رأسه على كتفها بتعب مردفا :
_ مش عارف يا هادية بس اللي أنا متأكد منه إن أبويا وفريد فيهم قوة تهد جبال وما حدش فيهم هيستسلم للنهاية دي..
أومأت إليه بأمل ثم نظرت لوالدتها مردفة:
_ إنت وماما محتاجين راحة، أنا هفضل موجودة وأول ما يطلعوا من العمليات هاجي أقولكم، لكن وقفتكم دي غلط كبير جداً عليكم كفاية هما مش هيبقى اللي جوه وانتوا كمان...
_ أنا كويس يا هادية وواخد مسكن، مش هتحرك من هنا غير لما أطمن على أبويا وأخويا لو مامتك تعبانة دخليها ترتاح..
لا فائدة... يبدو أن العناد طبع بتلك العائلة ومن الواضح أكثر أن ثريا أصبحت نسخة طبق الأصل منهم، قبل أن تنطق هادية بحرف واحد أشارت إليها مردفة :
_ هادية أنا مش هسيب جوزي روحي اطمني على البنات في الحضانة وتعالي..
أتت النجدة من عند الله مع فتح باب غرفة العمليات، كانت ثريا الأسرع بالوصول إلى الطبيب متسائلة بلهفة:
_ عاملين ايه يا دكتور أرجوك قول كلام يطمنا..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
_ الحمد لله يا مدام اطمني العمليه إلى الآن نقدر نقول إنها نجحت، الاتنين كويسين جداً لما يفوقوا هنعمل شوية أشعة وبعدها أقدر أطمنكم وأقول لكم ألف مبروك..
لم يشعر خاطر بنفسه إلا وهو يسجد أرضا، وعيناه تبكي، بكاء فرح، بكاء نصر، بكاء شكر، لم يفكر عقله إلا بشيء واحد أن الله أعطى لهم فرصة جديدة للعيش بين يديه وعلى طاعته فهمهم:
_ الحمد لله يا رب الحمد لله..
_____ شيما سعيد ____
بغرفة نوح..
كانت تجلس عطر على المقعد المقابل للفراش وبيدها كتاب الله الكريم وبين كل شهقة والثانية تمسح دموعها، عاد إليها نبض قلبها من جديد مع سماعها لاسمها من بين شفتيه، أغلقت الكتاب سريعا واقتربت منه بدقات قلب متلهفة مرددة:
_ نوح إنت سامعني يا حبيبي لو فوقت وسامعني رد عليا..
_ عطر.
_ أنا جنبك وإنت كويس وأوعدك إن احنا نبقى كويسين بس إنت لازم تقوم..
نفذ طلبها رغم صعوبة الأمر عليه وفتح عينيه مردفا:
_ آسف..
كلمة واحدة نطقها، ربما تكون للمرة الأولى ولكنها صادقة، خرجت من أعماق قلبه لتصل إلى قلبها المغرم به، تنهدت ثم مررت كفها المرتجف على وجهه مردفة:
_ بتعتذر على ايه يا حبيبي ؟!..
أخذ نفسا عميقا لعله يقدر على التنفس بشكل منتظم، ثم أجابها بنبرة صادقة:
_ على كل حاجة يا عطر من أول ما شوفتك وحبيتك وإنتِ بتخسري، من غيري كانت حياتك أحسن بكتير، مشاكلك كترت ووجعك بقى أضعاف أنا آسف على كل ده، وآسف لأني مش هقدر أبعد، هبقى أناني معاكي يا عطر لأني لو بعدت هموت وأنا عايز أعيش.
رسمت على معالم وجهها إبتسامة سعيدة من بين دموعها ثم وأمأت إليه عدة مرات مردفة:
_ وأنا كمان عايزك تعيش يا نوح، عايزة أعيش معاك كل حاجة حلوة مش عايزة أحس الإحساس اللي أنا حسيته الأسبوع اللي فات ده، حافظ على نفسك لأن حياتك مش من حقك لوحدك ده حقي أنا كمان والمرة دي مش هسامحك والله العظيم مش هسامحك لو خسرتك يا إبن أبو الدهب..
رد اليها الإبتسامة بأخرى أكثر من رائعة قائلاً:
_ حقك عليا، فريد وخاطر عاملين ايه أنا السبب في الحادثة كانت كل حاجة سودة في عينيا وهما دفعوا التمن معايا هما كويسين صح؟!..
بتلك الحالات مسموح بالكذب خصوصا لو كانت الحقيقة ستجعله بحالة صحية سيئة وهذا ما تريد البعد عنه كل البعد، ابتلعت لعابها ثم قالت بنبرة صوت حاولت أن تكون قوية بقدر المستطاع :
_ هما الحمد لله كويسين جداً إنت بس عشان كنت السواق اللي الدنيا باظت معاك على الآخر..
أخذ نفسه براحة قائلاً:
_ مش مشكلة الحمد لله إن هما كويسين وأنا كمان بقيت كويس..
ضمت يده السليمة إلى صدرها مقبلة اياها عدة قبلات ثم رفعت عينيها لتنظر بداخل عينيه وهنا فقط اطمئن قلبها على وجوده معها فقالت:
_ كنت الأول الكل بيقول عليا مجنونة بحبك، لكن بعد الفترة اللي فاتت دي أنا بقيت مهووسة بيك..
ماذا يقول لإمرأة مثلها ، وماذا فعل بحياته حتي يعطيها الله إليه؟!.. أشار إليها لتقترب منه أكثر ليضع رأسها على صدره وشفتيه تعطي لخصلاتها عدة قبلات عاشقة هامسة:
_ تقولي ايه بقي لواحد كان من الأول مهووس ؟!.. كلمة بحبك بقت قليلة أوي يا عطر ، مشاعري ليكي تستاهل كلمة أكبر وأقوي من كدة ، بس تعرفي إنك رزقي الحلو في الدنيا ومن هنا ورايح هعمل كل حاجة عشان تبقي رزقي الحلو في الجنة..
أبتعدت عنه مردفة بمشاكسة:
_ ده على أساس إنك هتدخل الجنة بكل مصايبك إللي فاتت دي ؟!..
أومأ إليها ببراءة مردفا:
_ يمكن ربك كريم وكبير.. وحتي لو دخلت النار هتبقي معايا ريحي نفسك..
حركت رأسها بمعنى لا فائدة وقالت:
_ مفيش فايدة فيك..
____ شيما سعيد ____
مر شهر كامل..
بغرفة فريد..
أشار لهالة بيده حتى لا تعطي له معلقة أخرى من الطعام مردفا بابتسامة مرهقة:
_ خلاص كفاية بجد يا هالة مش قادر..
مدت شفتها السفلى بطريقة لذيذة ثم وضعت المعلقة بطبق شوربة الخضار مردفة:
_ وبعدين معاك يا فريد أكلك ده مش هينفع صحتك محتاجة تاكل كويس وتاخد علاجك..
ببراءة غريبة وبعيدة عنه كل البعد نظر اليها ثم قال:
_ ما أنا شاطر وبعمل كل اللي أنت بتقولي عليه يا هالة..
أعطت إليه إبتسامة لطالما رآها ولكنه بدا يشعر بها بتلك الأيام فقط أصبحت مصدر سعادته وأساس راحته، جذب كفها لتقترب منه واضعا يده خلف عنقها مردفا:
_ إنتِ حلوك قوي يا هالة يا بختي بيكي كل ما أبص في وشك بعرف إني راجل محظوظ ومحظوظ قوي كمان..
رفعت حاجبها بسخرية لذيذة وقالت:
_ يا سلام يا اخويا دلوقتي بقيت في نظرك أحلى ست في الدنيا أمال زمان كنت محتاج تكشف نظر..
ضحك بخفة قائلا:
_ لازم تفصليني وتخرجيني عن المود عشان ترتاحي بس إنتِ فعلاً حلوة قوي وأنا زمان ما كنتش محتاج أكشف نظر أنا كنت محتاج أتخبط على دماغي عشان أعرف قيمة اللي في ايدي، إنتِ كمان يا هالك كنتي محتاجة خبطة قوية عشان تبقي أقوى من كده وتقدري تدافعي عن حقك وتقولي الحاجة دي بتاعتي....
لأول مرة بحياته يراها بتلك الشراسة، لفت يديها حول عنقه وضغطت ضغطة خفيفة قبل أن تقول بنبرة تحذيرية يفوح منها رائحة التهديد الصريح:
_ لأ ما أنت خلاص بقيت شاطر وعارف إنك بتاعي ومن حقي، وأوعدك يا روح قلبي إن لو عينيك الحلوين دي بصت لأي ست في الدنيا غيري هحط صوابعي الاتنين فيهم، فتلم واعمل حسابك إن جاي لك عيل في السكة محتاجك جنبه تسنده بدل ما تتسند عليه بعد ما أعميك..
ضحك من أعماق قلبه، ربما هذا ما كان يريده شعوره بغيرتها عليه، تعلم من صغره أن الغيرة أساس الحب والبرهان الأقوى عليه ومع ذلك كانت دائماً محبة ومطيعة، تفعل ما يأمرها به وتتحمل ما لم تتحمله امرأة، ربما يكون لا يستحقها، إلا أن القدر جعل نبتة صغيرة تطرح بأعماق رحمها لتعطي إليه فرصة من ذهب حتى تأخذ منه الحب المستحق، ويتعلم معها المعنى الحقيقي للمشاعر..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
↚
جذبها أكثر ليغلق يديه عليها يضعها على صدره لو يقدر لفتح قلبه وجعلها بداخله إلى الأبد همس بنبرة محبة:
_ طيب بمناسبة الجو الشاعري اللي احنا عايشين فيه في المستشفى ده ما تقومي تقفلي الباب وتيجي تطمني عليا بضمير يا عالم اللي تأثرت الكليه بس ولا وإلا...
وضعت يدها على فمه بسرعة تمنعه من تكملة وقاحته مردفة:
_ اسكت تعرف تسكت هو أنت ما ما تسترش في حتة أبداً ..
غمز إليها قائلاً:
_ يا بت بحبك وعايز أعبر لك عن حبي أبقى غلطان..
_ لأ مسك.... ايه أنت قولت إيه ؟!..
_ بحبك يا هالة..
توقع ألف رد فعل إلا بكائها، انهارت بالبكاء ورنين كلمته يتردد بداخل أذنيها لتقول بنبرة متقطعة:
_ إنت قولت إن إنت بتحبني بجد يا فريد؟!..
أومأ إليها هامسا:
_ بحبك يا هالة وعايز أعيش عمري كله معاكي، تقبلي نسيب البلد دي ونسافر ونبدأ أنا وإنتِ من جديد بعيد عن فلوس أبوكي وعن كل حاجة وحشة عشناها هنا؟!..
_ موافقة أسيب الدنيا كلها عشانك وأبدأ معاك في أي حتة بس تحبني يا فريد..
_ بحبك..
______ شيما سعيد ______
بعد مرور عشر أعوام..
بأول أيام شهر رمضان المبارك، تجمعت عائلة أبو الدهب بمنزل الراوي، دلف موسى لغرفة السفرة وفيروز تعلق ذراعها بين ذراعه ويدها الأخرى موضوعة على بطنها المنتفخة، إبتسم بوقار للجميع قبل أن يقترب من كمال مقبلا يده مردفا :
_ كل سنة وإنت طيب يا حاج كمال..
_ وأنت طيب يا ابني أتأخرت كل ده فين؟!..
أقترب من والدته وفعل معها بالمثل ثم أجاب بهدوء وهو يساعد فيروز على الجلوس :
_ في الشركة يا حاج ما أنت عارف محدش مضمون ممكن أسيب له مالي..
أومأ إليه كمال مصدقا على حديثه لتقول فيروز بتعجب :
_ نوح وعطر فين لحد دلوقتي المغرب قربت تأذن؟!..
أجابتها هادية التي كانت تضع يدها على يد هذا المتحرش :
_ في الطريق بيقولوا عندهم مفاجأة عايزين نعرفها..
قطعت حديثها مع سماعها لحديث خاطر المنحرف :
_ بقولك إيه يا كنافة المغرب تأذن من هنا نطلع نرتاح في أي أوضة لحد التروايح..
جزت على أسنانها مردفة :
_ أسكت أحسن لك بدل ما أعلى صوتي وعمو كمال يسمعك وقتها هيمسح بيك الأرض..
نظر إليها بضجر وقال بنفس الهمس :
_ عيلة فقر بس لينا بيت يلمنا ووقتها بقى شوفي عمو كمال هيعمل لك ايه يا أم كمال..
دق هاتف كمال ليقول بنبرة سعيدة :
_ ده فريد بيرن من دبي فيديو كول يلا كلنا نكلمه..
تجمع من بالغرفة للحديث مع فريد إلا ابن الراوي وحرمه المصون، جذبها للخارج لتقول بتعب :
_ بالراحة يا موسى أنا في التاسع ومش قادرة أجرى، اهدى على نفسك مش هيطلع من الموبايل هو..
جذبها لتبقى بين يديه ثم همس إليها بغيرة :
_ حتى لو بينك وبينه ألف ميل مش من حق حد يسمع صوتك غيري فاهمة يا أم الرجالة..
إبتسمت على هذا اللقب وخصوصا إنها أنجبت إليه ثلاث أولاد غير ريان، جاءت لترد عليه دلفت عطر وخلفها نوح بسعادة تشع من ملامح وجهيهما لتقول فيروز :
_ كنتوا فين إنتوا الاتنين انطقوا..
جذبتها عطر ودلفت بها لغرفة السفرة مرة أخرى ثم أشارت لنوح مردفة بلهفة :
_ قول إنت الخبر ده يا حبيبي..
أومأ إليها بحماس طفل صغير ثم قال بنبرة مرتفعة وكأنه يود إيصال الخبر للعالم بأكمله :
_ عطر حامل...
بهجة سيطرت على المكان بين الأحضان الحارة والمباركات الخارجة من القلب، إبتسمت ثريا بسعادة مردفة :
_ أخيراً يا بناتي شوفتكم فرحانين واطمنت عليكم عقبال ما أطمن على ورد وجوري..
ضم موسى فيروز إليه هامسا :
_ عايز بعد ما تولدي تجيبي ليا بنت شبهك يا فيروز..
حركت رأسها بقلة حيلة مردفة :
_ كان على عيني احنا عملنا كل اللي نقدر نعمله والدكتور قالك خلفتك كلها ولاد يا أبو الرجالة..
_ مدفع الإفطار أضرب...
____ شيما سعيد ____
تمت بحمد الله
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا