رواية بنات الحارة الفصل التاسع عشر 19 بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل التاسع عشر 19 بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل التاسع عشر 19 هى رواية من كتابة نسرين بلعجيلي رواية بنات الحارة الفصل التاسع عشر 19 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بنات الحارة الفصل التاسع عشر 19 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بنات الحارة الفصل التاسع عشر 19

رواية بنات الحارة بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل التاسع عشر 19

هاجر : زينب!!!
صفية : أيوه يا أختي، البت مقرّطسانا كلنا 
طلعت تليفونها وابتدت تصوّر..
هاجر : بتعملي إيه؟!
صفية : باجهّز فيديو  لأبوكِ علشان ما يقولش إني بفتري عليها.
هاجر : بالله عليكِ ما تعمليش مشاكل.
لكن صفية لما تحط حاجة في دماغها، ماحدّش بيعرف يوقفها.
في الكافيه…
كانت زينب قاعدة مرتبكة، مش عارفة تبص لفارس في عينيه.
فارس بهدوء وابتسامة خفيفة : مالك يا زينب؟
زينب بصدق : أنا أول مرة أقعد في كافيه مع راجل.
فارس إتفاجئ وبصّ لها باستغراب.
فارس : معقولة؟!
زينب : أقسم بالله.
فارس بابتسامة إعجاب: يبقى أنا محظوظ جدًا.
جت النادلة بالكارت ووقفت جنبهم.
النادلة : إتفضلوا حضرتكم، تحبوا تطلبوا إيه؟
زينب : أنا مش عايزة حاجة، شكراً.
فارس بهدوء : أنا هاخذ قهوة سادة، وزينب، لو تحبي عصير مثلاً؟
زينب بخجل : لا والله، شكراً.
بعد لحظة صمت..
زينب : طيب أنا لازم أرجع المحل، الحاج مستنيني.
فارس بلباقة : تمام، بس ممكن قبل ما تقومي، أقولك حاجة؟
زينب بصوت واطي : إتفضل.
فارس : أنا مش جاي أضيع وقت، ولا ألعب، أنا شفت فيك حاجة تخليني أحب  أبدأ من عندك و اتعرف عليكي  لو تسمحيلي.
زينب ما ردّتش بس قامت وهي على وشها ارتباك وخجل.
وهي عند باب الكافيه، قابلت صفية هي وهاجر. قلب زينب وقع في الأرض من الصدمة.
صفية : أهلاً أهلاً! بتعملي إيه يا بِت؟
هاجر بتوتر : وطِّي صوتك يا يا خالتي .
صفية : أوطّي صوتي ليه يعني؟!
فارس سمع الصوت ولف يشوف مين.
زينب بقلق : إنتِ بتعملي إيه هنا؟
صفية أعلى صوت: ربنا جابني هنا علشان أشوف وساختك.
زينب بتحاول تسيطر على الموقف : وطِّي صوتك ويلا نطلع برا.
صفية شافت فارس جاي عليهم.
صفية : قوليلي يا دَلْعَادي، هو صاحب المحل بيسرحكم في القهاوي؟!
زينب بعصبية : إخرسي، وعيب اللي بتقوليه. 
صفية كانت شايلة غِلّ من ناحيتها، وقامت نطّت على شعر زينب.
صفية : إنتِ تقوليلي اخرسي؟ العيب عليكِ يا قليلة الرباية. 
فارس راح بسرعة يفصل صفية عن زينب، والدنيا كلها اتلمّت حوالين المشهد، الكل اتفرج.
الحاج طلع من المحل وهو سامع الأصوات، ووراه أسماء بتجري.
الحاج منفعل: في إيه يا وليّة إنتِ؟!
صفية بصوت عالي: ولولوا عليك يا راجل يا عايب يا شايب. بقى بتسرّح البنات في القهاوي على الرجّالة؟!
الحاج : إخرسي، أقطع لسانك، وليه ما تختشيش؟
فارس : عيب اللي إنتِ بتعمليه، إنتِ مين أصلًا؟!
صفية : أنا أمها.
زينب : إنتِ مش أمي، ولا عمرك هتكوني أمي.
هنا جه صاحب الكافيه وطلّعهم بره علشان الشوشرة. الحاج كان فاض بيه ومش طايق صفية من صوتها العالي.
راحوا المحل...
الحاج : لو سمحتِ يا زينب، إنتِ عارفة أنا بعزك قد إيه، بس مش عايز مشاكل في أكل عيشي.
زينب : أنا آسفة يا حاج، آخر مرة والله.
الحاج : لا يا بنتي، الموضوع مش سهل، الست دي إتهمتني أبشع اتهام.
هنا حامد وصل لأنه كان قريب من مكان المحل.
حامد : في إيه؟ وإيه الفيديوهات اللي إنتِ بعتّيها يا صفية؟
صفية بصوت عالي : صورتها لك فيديو علشان تصدق، البت فجرت بعد ما بقت عايشة لوحدها، شوف، أهي كانت قاعدة مع راجل وآخر قلة أدب.
فارس : إنتِ إزاي بتحكمي كده؟ووطًِي صوتك وإنتي بتتكلمي، صدّعتيني.
حامد : اللي شوفته ده بجد يا زينب؟!
الحاج : إسمعوا بقى، آخر كلام، واطلعوا من المحل. زينب شغالة هنا، وأخلاقها لا يعلى عليها، والأستاذ فارس زبون عندنا. طلبيته اتأخرت، خليت زينب تجهزها وتوديها ليه الكافيه اللي كان قاعد فيه. بس حرمك المصون عايزة جنازة وتلطم فيها، بس بعيد عني.
زينب، بكرة عدي عليا خذي حسابك، مالكيش عيش عندي. وإنتِ، تكملي لي فلوسي، وإلا هبلّغ البوليس، لأنك ما سددتيش اللي عليكِ، وكمان اتهمتيني.
صفية اتخضّت من كلامه.
حامد : يلا، إديله الفلوس.
صفية : أصل، أصل الفلوس يا خويا انسرقت، آه، اسأل حتى البت هاجر.
زينب ما قدرتش تستحمل، أخذت شنطتها وطلعت.
فارس كان عايز  يجري وراها، بس ماكانش عايز يزيد الطين بلة.
زينب طلعت من المحل وهي ماسكة دموعها بالعافية، قلبها مقبوض، مش مصدقة إن أهلها سابوها تتبهدل بالشكل ده. مشيت بسرعة، مش عايزة حد يشوفها ولا يسمع صوت وجعها. عدّت من قدام الكافيه، ولا بصّت وراها.
فارس كان واقف بيبص من بعيد،
حاسس بغصة في قلبه، بس ما اتحرّكش.
قال لنفسه : "الوقت مش مناسب، مش عايز أزودها عليها"
دخل جوه الكافيه تاني، قعد على نفس الكرسي وهو شايل هم البنت اللي دموعها وجعت له قلبه.
في البيت...
زينب دخلت شقتها، قفلت الباب وراها بهدوء، بس أول ما قفل، وقعت على الأرض تعيط. خذت نفسها بالعافية، وهي بتفكر :
"ليه كل ما أفرح شوية، الدنيا تضربني على وشي؟ أنا عملت إيه علشان أستاهل كل ده؟"
في بيت صفية...
صفية كانت قاعدة وهاجر واقفة قدامها.
هاجر : يعني إنتِ مش ناوية تسيبيها في حالها؟ كفاية اللي حصل.
صفية : دي تستاهل أكتر، فضحتنا،
مافيش بنت تطلع تقعد مع راجل في كافيه.
هاجر : بس الراجل ده ماحدش في الحارة يعرفه، والمحل أصلاً بعيد عننا ولا حد كان هيشوفها لولا إنك طلعتِ وراها.
صفية بعند : ما أنا لازم أشوفها ماشية على الصراط المستقيم ولا لأ. تفتكري إني هسيبها؟ دي لازم تتربى.
هاجر : إنتِ فضحتينا أكتر منها. عملتِ مشكلة في محل ناس مالناش بيهم دعوة، والحاج طردك وقالك كلام ماسمعتهوش قبل كده، وكمان خسرنا شغل زينب.
صفية : و أنا مالي؟ هي اللي بتغلط تدفع التمن. بكره تعرف إني أنا صباعي مش بينداس عليه.
زينب  دموع في عينيها، ما كانتش عايزة فارس يشوف البيئة بتاعتها، وكمان إتصدمت من الحاج لما قالها تسيب الشغل عنده.
في المحل، حاولت أسماء تهدي الوضع على قد ما تقدر، وشرحت لفارس الوضع، اللي هو كمان تدخل وكلم الحاج علشان يرجعها شغلها.
رجعت أسماء بدري من الشغل بطلب من الحاج علشان ما تسيبش زينب لوحدها.
فتحت الشقة لقتها ظلمة، راحت على طول أوضتها وولعت النور.
زينب : إقفلي النور، عايزة أنام.
أسماء : إنتِ مش نايمة أصلاً، قومي، أنا جبت بيتزا، خلينا ناكل ونتكلم.
زينب : مش عايزة أتهبّب، عايزة أنام.
أسماء : بلاش دلع، قومي.
زينب بعصبية..
نسرين بلعجيلي 
زينب : دلع؟ هو فين الدلع اللي إنتِ بتتكلمي عليه؟ إنت السبب، إنت اللي فضلتِ تزني عليا علشان أروح أقابله وأتكلم معاه.
أسماء : يعني في الآخر أنا اللي غلطانة؟!
زينب : أيوه، لأني أصلاً ما كنتش بافكر فيه ولا عايزة أديله أمل، بس إنتِ فضلتِ مُصرة. شُفتِ اللي حصل؟ سِبت شغلي، الحاجة الوحيدة اللي بارتاح فيها، واتفضحت.
أسماء : مش هازعل من كلامك، عارفة إنك مضغوطة، اللي حصل مش سهل. وعلى فكرة، أنا مش ندمانة إني قلتلك قابليه، لأنه بجد راجل يستاهل. إنتِ ما تعرفيش هو عمل إيه علشانك.
زينب توثرت، الفضول أكلها تعرف، بس ما حبتش تبين.
زينب : مش عايزة أعرف.
أسماء : ماشي، أطلع أنا آكل لأني ميتة من الجوع.
أسماء دخلت المطبخ، فتحت العلبة، طلعت قطعة بيتزا، وقعدت تاكل وهي ساكتة.
في أوضة زينب، كانت قاعدة على السرير، ضهرها للحيط، وعينيها في السقف، قلبها مقبوض، ودماغها مشوشة، بس كلام أسماء مش بيروح من دماغها.
"هو عمل إيه علشاني؟ ليه كانت بتقول يستاهل؟ هو قال حاجة؟ عمل حاجة؟"
مسحت دموعها بسرعة، قامت من على السرير، طلعت للأوضة التانية.
زينب واقفة عند باب المطبخ :
هو عمل إيه؟
أسماء بهدوء : مش كنتِ لسه من شوية بتقولي مش عايزة تعرفي؟
زينب بنبرة أهدى شوية: أنا بس محتاجة أفهم.
أسماء : فارس لما عرف إنك سبتِ الشغل، جري على الحاج، وحاول يقنعه يرجعك. قال له إنك بنت محترمة، وإن اللي حصل ده سوء تفاهم، وإنك مالكش ذنب. حتى عرض عليه إنه يساعده في شغل المحل مقابل إنه يسامحك.
زينب بصتلها، وهي مش مصدقة.
زينب : ليه؟ هو يعرفني من إمتى علشان يعمل كده؟
أسماء : علشان شكله حبك.
زينب اتلخبطت، وسكتت.
أسماء كملت : وعلشان كده بقولك، ما تندميش إنك قابلتيه، بس كمان ما تخليش اللي حصل يكسرك، إنتِ أقوى من كده، وأنا جنبك.
زينب نزلت دمعة على خدها، بس ابتسمت ابتسامة صغيرة، وقالت بصوت خافت.
زينب : أنا جعانة.
أسماء بضحكة: أهو كده، تعالي كلي، البيتزا هتبرد.
زينب قعدت، وخذت أول قطعة.
أسماء : عايزة تسمعي أغنية؟
زينب : بس من غير نكد.
أسماء : يعني هقفل الموبايل ما كله نكد في نكد .
ضحكوا الاتنين، وكانت أول ضحكة في وش زينب من أيام.
هاجر راحت شقتها مع صفية علشان يشوفوا الحاجات اللي ناقصة ويشوفوا الحاجات اللي جابها العريس.
صفية : إيه ده يا بت؟
هاجر : في إيه؟؟
صفية : مش ده اللي اتفقنا عليه، بصي الدولاب والسرير.
هاجر : مالهم بس؟ ما هم حلوين.
صفية : إتوكسي يا بت، دول جاهزين مش معمولين وكمان حاجة رخيصة، شفتِ هما علشان المطبخ عملوا فينا إيه؟ ولا أمه الحرباية وقفت لنا على واحدة ونص ولا اتنازلت عن حاجة من الجهاز؟
هنا ما كانوش متوقعين وجود محمد وأمه، اللي أول ما شافت صفية ركبها ميت عفريت.
أم محمد : هي مين الحرباية يا ولية يا معفنة؟
صفية : أنا معفنة؟ فشر يا حبيبتي، قال معفنة.
محمد : صلي على النبي.
أم محمد : شايف مجايبك يا خويا؟ أهو ده النسب اللي يشرف.
صفية : وماله نسبنا يا أختي، إحمدي ربنا إننا وافقنا على المعدول إبنك. شايفة نفسك علينا ليه؟؟
أم محمد : حقي أشوف نفسي لأني بنت أصول ومِتربية كويس وأعرف الحلال والحرام والصح والغلط.
هاجر : عيب اللي بتعملوه ده، إحنا مش في وقت خناق.
صفية : أسكتي إنتِ واركني على جنب. بتقولي إنك بنت أصول؟ هي الأصول بقى تقول إنكم ما تنفذوش الاتفاق؟ مش إنتِ وقفتِ على الراجل والصنايعي لحد ما خلص المطبخ وكلفنا شِئ وشويات؟ ليه تغيّري أوضة النوم اللي اتفقنا عليها؟
أم محمد : بكيفي ومزاجي، واحمدي ربنا إني أصلاً راضية أكمل في الجوازة المهببة دي.
صفية : نعم نعم؟ يا ولية يا خرفانة! إنتِ بقى اللي راضية؟ ولا إحنا اللي راضيين بيكم؟ إوعي من وشي الساعة دي، أنا عفاريت الدنيا بتتنطط قدامي.
أم محمد : والله ده بيت إبني، أقعد فيه براحتي زي ما أنا عايزة. إنتِ اللي جاية هنا.
صفية : أستغفر الله العظيم.
أم محمد : أيوه أيوه، إستغفري كثير علشان ربنا ينظف السواد اللي في قلبك.
صفية : لا، إنتِ زوّدتيها خالص.
أم محمد : بصي، أنا لولا حلفان جوزي عليّا، بنتك ما تدخلش بيتي ولا تاخذ ابني، بس حكم القوي بقى، وأنا ست تحترم كلمة جوزها علشان راجل، مش زي الدلدول جوزك اللي شايف بهدلة بنته ومش قادر ينطق قدامك.
اسمع يا واد، لو عايز البت دي، إذبح ليها القطة من أول يوم علشان ما تبقاش نسخة من حماتك.
صفية ماقدرتش تسكت أكتر من كده، راحت ناطّة على أم محمد، جابتها من شعرها....

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا