رواية جحيم الديب حور ومراد الفصل التاسع عشر 19 بقلم مينو
رواية جحيم الديب حور ومراد الفصل التاسع عشر 19 هى رواية من كتابة مينو رواية جحيم الديب حور ومراد الفصل التاسع عشر 19 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية جحيم الديب حور ومراد الفصل التاسع عشر 19 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية جحيم الديب حور ومراد الفصل التاسع عشر 19
رواية جحيم الديب حور ومراد الفصل التاسع عشر 19
الشاب بص فجأة نحية الحيطة، عينه اتوسعت، وصوته اتخرّج من زوره بصريخ مفزع:
– إييييييييييييييه ده!!! قنبـ.لة… القنبلة هتنفجر!!!
مراد اتلفت بسرعة، وعينه وقعت على العدّاد الأحمر… بيعد تنازلي… خمس دقايق!
اللحظة دي كانت كأنها صفعة على وشه، النبض زاد، النفس اتقـ.طع، والكهف كله بقى كأنه بيتنفس دخان.
بص على أسر، وشه اتبدل، ملامحه ارتجفت لما شاف إن رجليه متكتفة بسلاسل حديد تقيله ومقفولة بقفل صدّي.
– أسر!! متقلقش أنا هفكك! لازم نخرج دلوقتي حالًا!
أسر بصله بصدمة وقال وهو بيصرخ:
– لااااااا مش هتلحقني! سيبني اهرب انت… مراد اهرب بالله عليك… الكهف هينفـ جر!!
مراد بص له وعينه بتلمع غضب وألم:
– انت اتجـ.ننت؟ أسيبك؟ أقسم بالله ما همشي غير وانت معايا!
إيده كانت بترتعش وهو بيدور على أي حاجة يفك بيها السلسلة، مسك حجر صغير وبدأ يضرـب في القفل، والعرق بينزل من جبينه بغزارة ووشه مليان دـم، والعداد مستمر
الشرارات بدأت تفرقع من أطراف الحيطة… صوت غريب بدأ يخرج من الجدران كأنه تنفّس بركان…
الحرارة بتعلى، والناـر فعلاً بدأت تلعب على الحيطان، كأن اللهب بيجري جوه الشقوق، بيبلع الهوا… ريحة حريقة وبارود مالية المكان…
مراد صرخ بعصبية:
– افتكر أي حاجه يا أسر! افتكر مفتاح، رقم، كلمه… أنا مش هسيبك تموـت تاني!
أسر كان بيعيط، ومخه مشوش، بس فجأة صرخ:
– المفتاح في جيب الواد اللي ضرـبته في جيبه الوراني!!
مراد جري بسرعة وخرج، قلب جسم الشاب، وفعلاً لقى المفتاح…
جري وهو بيترنح على رجله، وفك السلسلة بسرعة، وشد أسر من إيده بكل قوته.
العداد استنزاـف الوقت ومفيش غير ثواني وهما
بدأوا يجروا، والكهف بيرتج، والسقف بيهتز…
الهواء بقى ناـر، والدـخان بيخنق، والشرار بينط من الجدران… صوت الانفـــ.جار بيقرب، وعداد النهاية بيجري…
في آخر ثانية قبل ما يخرجوا من فتحة الكهف…
انفجـــ ــار عنـ يييف هز الدنيا…
اتنطروا في الهوا من شدة الضغط…
اترموا على الأرض، أجسا دهم طارت كأنها ورق في عاصفة.
مراد وقع على الأرض، بس وهو بيقع حس بحاجة حا دة غرـزت في بطنه…
كان جزء من سلك حديد قديم، طالع من تحت التراب، مصدّي ومتني، بس حا د كالسـ.يف، دخل شوية في جنبه، فتح له جرـح بسيط بس نازـف…
صوت أنينه خرج وهو بيضغط على الجرـح، بس أول حاجة عملها… بص على أخوه.
– أسر… أسر انت كويس؟
أسر حاول يقوم وهو بيكح من التراب، وبصله بعين خايفة ومليانة وجع:
– انت مجنوـن يا مراد… مجنوـن إنك رجعتلي…
مراد ابتسم وهو بيقع جنبه وقال:
– مجنوـن بحبك… ومش هسيبك تاني… مهما حصل.
أسر وهو بيحاول يقوم، إيده كانت بتترعش، وركبته مش شايلة جـ سمه… التراب مغطي وشه، والدموع خالطت العرق والدـم، قرب من مراد وهو بيزحف وقال بصوت مبحوح:
– مراد… انت بتنزـف… في دـم.
مراد اتحامل على نفسه، ضغط على الجرـح اللي في جنبه وقال بصوت متقـ طع:
– جرـح بسيط… بس انت… انت كويس؟
أسر هز راسه، ودموعه نازله، قال وهو بيكتم شهقاته:
– أنا كويس علشان انت رجعتلي، بس انت… لو جرالك حاجه تاني، أنا اللي هموـت.
مراد ابتسم وهو بيكتم ألمه وقال بخفة دـمه المعتادة:
– ما أنا موـت قبل كده ورجعت… هتموـت تاني يعني؟! خلاص بقى خلينا نعيش شويه.
أسر ضحك غصب عنه وسط الدموع، وفضل ماسك إيد مراد جامد…
– إحنا لازم نمشي من هنا، المكان كله باين عليه مش هيسكت، الأرض بتتهز، وفي حاجات بتتشقق حوالينا.
مراد حاول يقوم، بس تعثر، أسر سند عليه، وسحبوا بعض، وفضلوا يبعدوا عن الكهف، وكل خطوة بتمشي بيهم كانت كأنهم بيبعدوا عن الموـت ببطء.
بعد حوالي ربع ساعة مشي وسط الرمل والتراب… لقوا عربية مراد على البعد، أسر قرب منها بصدمه:
– دي عربيتك صح ؟
مراد تنهد وهو بيتمسّك في الباب:
– اه ربنا ستر، الحمد لله انها متسرقتش… وده معناه إن لسه قدامنا فرصة نكمل… ونبدأ من جديد.
دخلوا العربية، ومراد كان مرهق، عينه بتفلت منه، بس أسر قال بحزم:
– أنا هسوق… إنت مش هينفع تمشي كده، سيبني أكون أخوك الكبير المرة دي.
مراد بص له بفخر واعتزاز وضحك بخفة:
– بقيت راجل يا أسر… كبرت وأنا مش معاك… بس أوعدك من النهاردة مش هبعد تاني.
ركب أسر وبدأ يتحرك، والسيارة ماشية ببطء وسط رمال الصحرا… وفي الخلفية، بقايا الكهف بتتحول لتراب وناـر…
بس هما بقوا بعيد، وبقوا مع بعض.
الليل نزل، والسماء سوـدة، بس قلوبهم بتنور من جوه… لأن اللي ضاع منهم رجع، واللي اتكـ.سر جواه فرصة يتصلح.
مراد بص من الشباك، والدمع في عينه، وهمس لنفسه:
– واخيرا قصتي مع وجعي خلصت باقي اتخلص من عامر الكلـ.ب..
أسر وهو بيسوق باقصي سرعه كان بيطير عشان يشوف أمه وفي نفس الوقت عشان يلحق اخوه، وفعلا وصلوا والعربية وقفت على بوابة المستشفى، أسر طفى الموتور بسرعة، وخرج يجري وفتح الباب لمراد اللي كان بيكتم وجعه، ماسك جنبه، لكن عينيه مليانة لهفة…
أسر بقلق وهو بيشد مراد وقال:
– لازم استدعي حد يجي يشوفوك .
مراد بإصرار ورفض وتعب:
– لا لازم اشوفها الاول أنا جاي عشان اطمن عليها .
أسر باستغراب:
– هي مين دي ؟؟
مراد أبتسم ابتسامه باهته :
– مراتي اللي دلتني علي مكانك وانا انقذتك بسببها بص حوارات كتير تعالي ندخل الاول .
أسر بقلق :
– بس انت بتنزـف جامد لازم تتعالج الاول بلاش كبر.
مراد هز رأسه بالنفي وابتسم بتعب:
– مش هدخل اوض الا لما ادخل اشوفها وبعدين بصله وقال ومامتك لازم تشوفك عشان تعرف انك عايش يلا تعالي .
أسر ملقهاش منه رجا ، وشاله من دراعه وسنده ، وساعده لحد لما دخلوا مبني المستشفي وقربوا من اوضتي كانت الأنوار هادية، صوت خفيف للقرآن بيطلع من جنب السرير…
أم مراد قاعدة بتقرأ في المصحف، جنب حور اللي نايمة بهدوء، ملامحها شاحبة، بس وشها مرتاح…
أم مراد رفعت عينيها على صوت الباب، ولما شافت مراد داخل، وشه باين عليه التعب، قامت بفزع وقالت بلهفة:
– ايه ده مال وشك ومتبهدل كدا ليه وبعدين بصت علي جنبه شافته بينزـف وضرـبت علي صدـرها بدهشه وقربت منه:
_ يلهوي ابني مالك بس يا دكتور يا دكتور ..
مراد بصوت هادي وألمه باين في نبرته، وهو بيحاول يطمنها رغم التعب اللي مالي جسمه: – اهدي يا أمي، أنا كويس زي الحديد، وماسك طولي أهو... سيبك مني دلوقتي.
ابتسامة بسيطة طلعت على وش مراد، بس عنيه كانت باينه فيها الوجع، حاول يخرج من الجو بعفويته المعتادة، وقال وهو بيغزها هزار:
– بصي ورايا كده… متتخضيش، ده مش متسول من محطة رمسيس…
ضحك خفيف خرج منه رغم الألم اللي في جنبه.
أم مراد اتفزعت شوية، وبصت على الشاب اللي ورا مراد بنبذة خوف وحذر، وقالت بضيق وهي بتحاول تستوعب:
– بس يا ولد… عيب، معلش يا ابني، حقك عليا… هو هزارك تقيل كده ليه؟ بس شكرًا إنك جبته، خد يا حبيبي مشي حالك بيهم، وربنا يسترك ويكرمك في حياتك الجايه.
أسر رفع حواجبه باستغراب ودايق من كلامها، وقال بصوت باين فيه الاستغراب والسخرية:
– خدي يا حجة! أنا مبشحتش… مستورة معايا الحمد لله… كمان طلعتني شحات في نظرها؟ منك لله.
مراد حاول يكتم الضحك، بس الألم كان باين في ملامحه، وقال بسخرية وهو بيبص عليه:
– خلاص، ولا تزعل نفسك يا باشا… اللي قدامك ده يا أمي مش متسول، ده الإنسان القديم، جاي من العصر الحجري… جبتهولك في الحقيقة بدل ما تشوفيه على النت.
وضحك مراد من قلبه رغم الوجع اللي في صدره، ضحكة فيها شوق وحب
أسر اتدايق بهزار مراد اللي ما بيخلصش، وقال بنبرة فيها ضيق مفتعل:
– لا كده كتير… مش هنخلص من التحفيل الممل بتاعك ده، وربنا ما أنا قاعد فيها! وخدي يا حجة فلوسك دي… هاتي علاج لابنك، محتاج يعالج الظرافة اللي فيه… راجل كبير وتافه!
مراد بص له وهو بيضحك ومش قادر يوقف سخريته، وقال بصوت حازم بس فيه ضحكة صغيرة:
– خد ياض… رايح فين؟ أنا اديتك أوامر إنك تمشي؟ تعالي أعرّفك على أمك يا خروف.
لف لامه بابتسامة دافية، بس فيها وجع ودموع متعلقة في طرف عنيه، وقال:
– والآن، مع المفاجأة الكبرى… سمير سمكرة شعوره متنطورة!
ضحك مراد بصوت عالي، بس ضحكته كانت بتقـ طع من الألم اللي في جنبه، فضل ماسك جنبه بإيده وهو بيحاول يثبت نفسه، وأسر اتخنق بجد، وقال بنفاد صبر:
– مخدناش فعلاً من الظريف إلا الدـم التقيل… أنا ماشي يا عم!
بس مراد وهو حاسس بالدوخة بتزيد عليه، عينه راحت على حور اللي نايمة على السرير، كان نفسه يقوم ياخدها في حضنه ويحضن فيها الحياة اللي رجعتله، اتنهد بتعب وقال بصوت واطي وموجوع:
– اللي قدامك ده أسر… ابنك.
هو ما طلعش ميـ.ت ولا حاجة… طلع عامر الكلـ.ب خطفه، بقاله خمس سنين!
واحنا طول الوقت ده… عايشين على كذبة ملهاش رجلين.
الحقيقة؟ ابنك أهو، قدامك.
قوليله الحمد لله على السلامة وعيشي معاه… السنين اللي فاتت لازم تتعوض.
ام مراد وشها اتسمر وكأن مايه بارده نزلت عليها وجمدتها في مكانها ..
ام مراد وهي مش مصدقه :
– ده أسر ابني ؟؟؟
مراد وهو بيكتم الوجع وهز رأسه بصوت مخنوق:
– اه هو ياامي بس كبر وبقا راجل يعتمد عليه .
أم مراد صرخت بصوت ما اتسمعش من سنين، ورمت نفسها في حضنه، وهي بتنهار من العياط، وحضناه جامد كأنها بتحاول ترجعله عمره اللي راح وقالت:
_يا حبيبي يا بني يا حبيبي خمس سنين بدعيلك ربنا يرحمك وانت عايش يا ضنايا اااه يا حبيبي منك لله يا عامر منك لله..
مراد وقف يتفرج… ودموعه بتنزل من غير ما يحس والوجع شدت عليه اكتر وطبطب علي أسر وهو وشه بيعرق وبيحاول يتمالك التعب وقال:
– حمد الله على السلامه يا اخويا تتهني في بي...تك مراد مكملش جملته..و مسك دراعه و وقع علي الارض أغمي عليه وأم مراد اتخضيت هي وأسر ، عدت خمس ساعات، ومراد بدأ يفتح عنيه بتعب، حاسس بجسمه تقيل والوجع لسه في كل حته، شاف الأجهزة مركبه في إيده، وبص حواليه، لقى أمه نايمه على الكرسي جنب السرير، وأسر نايم على الكنبة، مرهق من التعب.
استغل اللحظة، وقام بشويش، رجليه بتترعش وبيعرج بخطواته البطيئة، وخرج من الأوضة، قلبه بيرشد خطاه… راح على أوضة حور.
دخل، وشافها نايمة على السرير، ملامحها هادية، لكن تعبانة. قرب منها، وقعد على الكرسي جنبها، عينه فيها حب ولهفة، وقال بصوت يسمعها:
– وحشتيني أوي يا حور… أنا رجعت، ومعايا أسر… بفضلك انتي. لو مكنتيش في حياتي، مكنتش هعرف إن أسر عايش أصلاً… انتي ربنا خلقك تكوني ليا، عشان تفتحيلي الطرق اللي كانت مقفولة… جيتي عليا بخير، بس لسه شايل ذنبك، ومش عارف هعوضك ازاي بعد اللي حصل… انتي ضحيتي بنفسك عشاني، وخدتي من عمرك وسعادتك… أنا فعلاً أناني.
أنا كنت سامعه، وقلبي بيرتعش، ولساني اتكلم وأنا مغمضة عنيا:
– إنك تفضل جنبي ومتسبنيش… وسعادتي هي سعادتك.
فتحت عيني بالبُطئ، وقولت:
– أنا عايزاك انت… حياتي هتتغير بيك… خليك جنبي.
مراد ابتسم وهو ماسك إيدي وقال بحب:
– عمري ما هسيبك… انتي وش الخير والسعد عليا… أنا بحبك ومقدرش اخليكي تروحي مني… وانتي متسبنيش… ونبني حياتنا بصفحة جديدة… موافقة؟
ابتسمت وقولت:– أكيد موافقة.
مراد فرح وقال:
– عايز أخدك في حضني...
أنا ضحكت بخجل وقولت وأنا بزق نفسي بشويش:
– تعالي جنبي…
مراد ضحك، وقام بوجع وكشر من الألم، وأنا خوفت عليه وقلت بسرعة:
– مالك؟ انت كويس؟ انت اضرـبت في وشك كتير كده… وماسك جنبك كده ليه؟
رد بهدوء، وهو بيخبي الألم بابتسامة:
– مفيش حاجة… أنا كويس أهو. هو المحارب لما يخش حرب بيطلع منها سليم؟ لأ، بيطلع مجروـح… بس أنا مش بموـت بسهولة، عندي سبع أرواح… زي القطط!
ضحك، وقرب مني، وخدني في حضـ.نه وهو مستمتع بريحتي وباـسني بكل حب في كل وشي وقال:
– نفسي اعبرلك بحبي بجد اللي بعمله مش كفايه عايزاكي تكوني مبسوطه بصي احنا نخرج من المستشفي بكرا ونطير علي بيتنا عشان مش قادر استحمل اكتر من كدا..
وشي احمر من الكسوف جامد ،وقلبي دق جامد ومراد حس بيا وقال بابتسامه:
– كفايه وشك ملامحه طارت من الكسوف اهدي ده انا لسه معملتش حاجه حتي اومااال لما اعمللللل بقااا هتختفي وانا ملزوم ادور عليكي تاااني عشان مضعيش مني بقولك ايه بوـسيني هنا..مراد شاور علي شفاـيفه وانا ضرـبته علي صدـره وقولت بضيق:
– بس بقا عيب ..
مراد علي صوته وقال بسخرية:
– عيببب ايه ياام عيييب ده حتي العيب لسه مجاش وو..
كتمت بوقه بايدي وقولت بحذر وصوت واطي:
–بس اسكت اسكت فضحتنا ..
مراد اصر علي طلبه وقال بحزم :
– يبقا تنفيذي طلبي ولا هعلي صوتي اكتر وميهمنيش حد هاااا هتبوـسي ولا هعلي صوتي ؟
جزيت علي سناني ببرود وانا بقرب من وشه ومتوتره منه لاقيته بيضحك علي شكلي وقال:
بوـسي ...بوـسي يلا مستنيه ايه قربي اكتر ..
فضلت ابعد واقرب من وشه وانا مكسوفه منه مراد ملقاش مني عقاد نافع، واستغل قربي منه وقرب دماغي بايده جامد، وباـسني وقعد كتير، كأنه بيعوض أيامه، وحبه، وشوقه وانتظاره، لفترات طويله، وسط الغموم، والمشاكل ،والعوائق اللي في حياته ولما صدق لاقي وقت الراحه ،بعد المسابقه في أحداثه المشغوله بحياته الشخصيه .
مراد بعد عني وهو بياخد في نفسه ومديني مساحه اخد نفسي ، أنا اتكسفت جامد وقلبت وشي وقولت:
– انت قليل الادب قوم من جنبي يلا قوم..
زقيته بضيق على خفيف كده وأنا بتظاهر إني متضايقة، بس فجأة سمعته بيتأوه، وبصيت عليه لاقيته ماسك جنبه ووشه متعوج من الوجع.
قولت بقلق:
– مالك؟! أنا آسفة والله… انت اتمزقت في جنبك؟؟
مراد ضحك بوجع وقال وهو بيغمز:
– أهو ده آخر الحب عندكم… تمزيق بالأيد!
أنا أصلاً جلدي رقيق وجسمي حساس… ده حتى دكتور التخدير زمان قالي: جسمك بيتأثر من الهمسة!
ضحكت وأنا ماسكة ضحكتي بالعافية، وهو كمّل وهو بيعمل نفسه موجوع:
– انتي مزقتيني بايدك الناعمه دي… ده حتى الحرب العالمية ما عملتش فيا كده، وجيتي انتي جبتيني الأرض لا أنا تعبان تعبان اوي مش قادر اااه جنبي بموـت ..
أنا اتخضيت عليه معرفش أنه بيهزر وقولت:
– اجبلك الدكتور طيب انت كويس ؟؟
مراد وهو بيتظاهر بالوجع وقال بخبث:
– لا لا متجبهوش أنا مش عايز افتن علي مراتي أنها مزقتني هيقول عليكي ايه مفتريه وايديكي صلبه لا أنا مرضاش بكدا بس انا تعبان اوي مش قادر اااه..
شهقت بارتباك وقولت بخوف:
– بطل هزار والدلع ده انت بتضحك عليا ..
مراد بردو مكتفاش من التمثيل وفضل يتألم قدامي لحد لما رجعت خوفت عليه وقولت :
– طب أنا هعملك ايه طب يا مراد أنا بجد مش قد الكلام ده بطل هزارك البايخ ده ياا مراد مراااد انت بتوه مني ليه مالك..
مراد قفل عنيه قدامي وهو بيتالم ومره واحده ساب جسمه !
جسمي ارتجف جامد من الخوف والقلق وانا بزقه وقولت :
– مراد مراااد ... مراد قوم يا مراد لا لا انا لازم انادي علي الدكتور ؟؟! يا دك... مكملتش كلامي وشدني في حضـ.نه وقال:
– انتي هايجه كدا ليه ده انا غفلت عيني عادي متخافيش أنا صحتي احسن منك ممكن عشره هدوء وننام شويه !!.
اتكلمت بضيق واضح :
– انت رخم اوي بجد الحاجات دي مفيهاش هزار أنا مش هصدقك بعد كدا
مراد ضحك جامد وقال بسخرية :
– خايفه عليا ؟!
اتكلمت بضيق :
– اومال اخاف علي مين انا مليش غيرك دلوقتي انت حبيبي وجوزي واخويا وابويا انت ملجئي الوحيد جرـح منك تساوي عشره عندي وروحي هي روحك انت كل حاجه حلوه في حياتي مقدرش ابعد ثانيه حتي عنك .
مراد ضمني اكتر في حضـ.نه وقال:
وانا مقدرش ازعل حبيبتي مني تاني وعمري ما هضايقها ولا حتي اجي عليكي انتي حته مني يا حور بحبك ..
اتنهد مراد بحب وعدا اسبوع وكنا في البيت وبجهز في الاكل
مراد كان واقف في الصالة، لابس ترينج نضيف وبيبص على السفرة اللي مش عارف يرتبها، وكل شوية ينادي:
– يا بنتي يا حوور! الأكل اتحرق ولا اتحبس؟! أنا بحتضر جعان هنا.
أنا من المطبخ وبضحك:
– قربت يا باشا، ياريت تظبط السفرة بدل ما تفضل تصرخ زي جدتك لما بتلاقي الفاتورة!
مراد:
– أنا ظابط السفرة بس مش شايف فيها نفسي… ناقصها حبيبة القلب تطل وتنوّرني.
رنت جرس الباب، مراد فتح وهو بيقول:
– أهو الضيوف جم، أوعي تكوني نسيت العصير!
فتح الباب واتفاجئ… أسر واقف حالق دقنه وشعره لامم، لابس قميص ومكوي… شكله متغير خالص!
مراد بص له من فوق لتحت، وسكت 3 ثواني كأنه بيحاول يفهم اللي قدامه وقال بجدية:
– استنى كدا… إنت أسر؟ ولا محمود كهربا؟!
أسر ضحك وقال:
– يا عم أنا أسر! مش عاجبك شكلي؟
مراد وهو بيقفل الباب وبيبص له بتركيز:
– لا بس صراحة… هو انت حلقت ليه؟ ده شكلك كأنك طالع من إعلان مزيل عرق مش من كهف!
أسر حط إيده في جيبه وقال بضحك:
– يا عم قول إن شكلي حلو ومتغاظ.
مراد بتريقة وهو بيقرب من السفره:
– لا شكلك زي طالب تمريض دخل أول يوم تدريب واتخض من المشرحة فحلق دقنه وهو بيعيط.
أنا خرجت من المطبخ بالطبق وقولت بدهشه:
– إيه ده! أسر شكلك متغير! حلو يعني… بس متغير.
مراد وهو بيشاور عليا وبيقول بنرفزة هزار:
– حتى مراتي لحظت! يا عم الناس لسه بتتعرف عليك تاني، إرجع شكل الكهف الله يكرمك، كنت مرعب بس كان ليك هيبة.
أسر وهو بيقعد على السفرة: – إنت اللي محتاج ترجع شكلك الطبيعي، شكلك لسه مضرـوب من فوق لتحت ولسه بتتحفل.
أم مراد دخلت وقالت:
– إيه الهزار ده يا ولاد، إنتو لسه خارجين من مصـ.يبة!
مراد وهو بيهزر:
– ما هو يا أمي ده بيعمل مصاـيب بشكل أنيق، اللي يشوفه يقول شغال موديل، واللي يعرفه يقول ده بيكهرب أي مكان يخشه.
الكل قعد يضحك، وأنا قاعدة بحب أبص على مراد، وهو بيهرج، وبشوف الضحكة راجعة لعينيه واحدة واحدة…
وفي وسط الضحك، مراد بصلي وقال بصوت واطي وهو بيغمز:
– مش قولتلك، البيت ده ناقصه الروح… وهاهي رجعت يا روحي .
الجو هادي، ومراد بيبصلي وأنا بضحك، بس فجأة ملامحه جدّت شوية، وقام من على الكرسي بهدوء.
مراد:
– استنوا كلكم… في حد كده ناقص.
الكل بصله باستغراب، وأنا بقول بفضول:
– ناقص؟ مين يعني؟ إحنا كلنا هنا!
مراد قرب مني، ومسك إيدي وقال بهدوء وبصوت واطي:
– كنت وعدتك إنك مش هتعيشي لوحدك تاني… ولا حتى أوجاعك القديمة.
وأنا ببصله باستغراب، لقيت جرس الباب بيرن.
قمت وأنا قلبي بيدق، ومراد وقف ورايا، فتحنا الباب…
ولقيت... بابا واقف! جنبه ماما، وأخويا!
أنا اتسمرت في مكاني، عيني دمعت قبل ما لساني ينطق ووو
ووووو يتبع
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا