رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل العشرون 20 بقلم بتول عبدالرحمن
رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل العشرون 20 هى رواية من كتابة بتول عبدالرحمن رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل العشرون 20 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل العشرون 20 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل العشرون 20
رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل العشرون 20
إسلام قرب منه، هز كتفه يحاول يفوقه، صابرين كانت حاسه انها هتتجنن
الممرضة دخلت بسرعة ومعاها جهاز قياس الضغط، قاست ضغطه بسرعة وكان واطي جدًا، بصتلهم وقالت
"هو فقد وعيه بسبب انخفاض الضغط... محتاج محلول فورًا."
جابوا ترولي بسرعة، شالوه عليه، وصلّوا المحلول في إيده، اتنقل لغرفة الملاحظة، كان نايم ووشه شاحب جدًا، إيده متعلقة فيها المحلول، وبيتنفس ببطء.
صابرين قربت من الباب تبص عليه، قلبها واجعها وهي شايفاه بالمنظر ده، بس الممرضة طمّنتهم
"هيفوق بعد ما ضغطه يتحسن بإذن الله، هو بس محتاج وقت وسوائل تعويض، الكميه اللي اتبرع بيها كانت كبيره "
صابرين فضلت واقفه قدام باب أوضة الملاحظة، عينيها مليانة قلق وهي بتبص على تيم، شافته وهو نايم ووشه شاحب جدًا، المحلول متعلق في إيده، وكان بيتهز بخفة مع نفسه البطيء.
إيناس قربت منها، لمست دراعها بخفة وقالت بصوت هادي
"هيبقى كويس إن شاء الله... محدش بيعمل اللي عمله ده غير وهو قلبه كبير."
صابرين أخدت نفس طويل، وحاولت تمنع دموعها تنزل، وقالت بصوت مبحوح
" ربنا يستر "
بعد ساعة، تيم كان فاق، المحلول خلص، والدكتور دخل يطمن عليه، بص للمؤشرات وقال
"تمام كده، الضغط رجع طبيعي، بس بلاش تقوم بسرعة أحسن ليك"
تيم اكتفى بهزة راس بسيطة.
خرج الدكتور من غرفة الملاحظة، شاف صابرين واقفة قدام الباب، قربت منه بسرعة، صوتها كله قلق ولهفة
"دكتور... طمني، تيم عامل إيه؟!"
الدكتور ابتسم ابتسامة بسيطة وقال بهدوء
"اطمني يا مدام، هو كويس الحمد لله، الضغط رجع طبيعي، لو عايزة تدخليله اتفضلي."
صابرين قالت بسرعة
"شكرًا يا دكتور."
دخلت الأوضة بسرعة، لقت تيم قاعد على السرير، المحلول خلاص اتفصل، شكله تعبان شوية، أول ما شافها حاول يظبط قعدته وقال بهدوء
"ماما..."
صابرين وقفت قدامه، بصتله بحدة وقالت بصوت مخنوق
"إيه اللي عملته في نفسك ده يا تيم؟! ليه كده؟!"
تيم حول نظره بعيد عنها وقال بنبرة هادية وهو بيحاول يقفل الكلام
"مفيش يا ماما، الموضوع خلص... حد محتاج وأنا كنت أقدر أساعد، خلاص."
صابرين قربت خطوة وقالت
" بس ده غلط عليك، كان ممكن تحصل مضاعفات اكتر من كده"
تيم رجع يبصلها وقال بنبرة ثابتة
"بس محصلش، وأنا كويس أهو... سيبي الموضوع يعدي."
حاول يقوم من على السرير، هي مدت إيدها تمنعه وهيا بتقول
"استنى يا تيم، الدكتور قال خليك شويه"
رفع عينه ليها وقال بهدوء
"أنا كويس يا ماما، خلاص... عايز أخرج."
مشي على مهله ناحية الباب، فتح الباب وخرج، أخد نفس عميق وهو بيبص للممر، مشي بخطوات ثابتة ناحيتهم، أول ما شافوه واقف، كلهّم وقفوا بسرعة، ايناس قربت وقالت
"إنت كويس يا حبيبي؟"
اسلام قرب وقال بصوت هادي
"عامل إيه دلوقتي؟ كويس؟"
تيم وقف مكانه، نظرهم كلهم عليه، هو مش بيحب يكون محور اهتمام أو شفقة، عدل وقفته وقال بنبرة جافة، صوته هادي بس قاطع
"أنا بخير... مفيش داعي لكل ده."
بص على إسلام وهو بيكمل بنفس النبرة
"ركز في أختك، هي اللي محتاجة الاهتمام دلوقتي."
قاطعهم خروج الدكتور من غرفة العمليات، إيناس قربت بسرعة وقالت
"دكتور... طمني... فريدة؟"
الدكتور أخد نفس وقال
"الوضع استقر الحمد لله، وقفنا النزيف، وهي عدت مرحلة الخطر."
إيناس دموعها نزلت بسرعة، قالت
"الحمد لله... الحمد لله يا رب."
إسلام قرب خطوة وقال
"ممكن نشوفها؟"
الدكتور هز رأسه وقال بنبرة هادية
"لسه مش دلوقتي، هي تحت تأثير البنج ومش هتفوق دلوقتي، خلوها ترتاح، وأول ما تصحى هندخلكم واحدة واحدة، إحنا دلوقتي هننقلها اوضه عاديه "
فريـدة اتنقلت أوضة عادية.
لحظة ما خرجت من العمليات، تيم شافها، عينه ثبتت عليها، قلبه رق بطريقة غريبة وهو شايفها على السرير، وشها كان شاحب، وأنفاسها هادية، شاف الدم اللي على ضمادتها، واتنقل جواه إحساس غريب معرفش يشرحه.
إيناس جريت عليها بسرعة، كانت عايزة تمسك إيدها، بس الممرضين منعوها، قالتلهم بصوت متوسل
"ثواني بس... عايزة أطمن عليها."
بس الممرض قال
"مينفعش دلوقتي."
اتنقلت الأوضة، والدكتور قال إنها ممكن تفوق على الصبح
تيم كان واقف باصص من الشباك عليها، مش قادر يبعد عينه عنها، عايزها تفتح عينيها وتكون بخير
إسلام كان واقف بعيد بيراقبه، ومش فاهم ليه تيم قلقان عليها بالشكل ده، بس قرر إنه ميشغلش باله دلوقتي، كل اللي يهمه دلوقتي إن أخته تبقى بخير.
جه الصبح أخيرا، لسه الوضع زي ما هو باستثناء صحاب فريده اللي جم اول ما عرفوا، وحسام اللي عرف وقرر يكون موجود، وسالي
الكُل كان موجود.
إيناس قاعدة على الكرسي قدام باب الاوضه، شكلها مرهق جدًا وصابرين قاعده جنبها.
إسلام قاعد على الأرض جنبهم وتيم كان واقف بعيد ويونس واقف جنبه ومعاهم حسام
سالي كانت قاعدة جنب إيناس وصابرين
أصحاب فريدة كانوا واقفين بعيد والكل مستني والجو مشحون
خرج الدكتور وقال بصوت ثابت
"مفيش داعي للزحمة دي، خلّوا عيلتها بس تفضل، الباقي ممكن ييجوا في وقت تاني على مدار اليوم"
صحاب فريدة بصوا لبعض، كانت نظراتهم كلها قلق، بس فهموا وسابوا المكان بهدوء، يسر كانت واقفة مترددة، باصة لفريدة من بعيد، مش عايزة تمشي.
إسلام قرب منها وقال بصوت هادي
"مفيش داعي يا يسر... لما تفوق إن شاء الله هكلمك على طول."
يسـر بصتله شوية بس هزت رسها ومشيت مع الباقي.
صابرين بصت لتيم ويونس وقالت
"خدوا سالي وامشوا، انتوا هنا من بالليل"
تيم رفع عينه بسرعة وقال بحدة
"لاء"
صابرين بصتله باستغراب بس سكتت، قالت ليونس بصوت واضح
"امشي انتي يا يونس مع سالي."
يونس قال
" لما تفوق يا ماما حتى، نتطمن عليها وبعد كده نمشي"
أما حسام، فكان واقف، مش عارف يتصرف، كان عايز يفضل، لكن إسلام قرب منه وقال
"مفيش داعي لوجودك، شكراً إنك جيت، هبقى اطمن الكل لما تفوق"
حسام هز راسه ومشي مضطر
تيم واقف لسه عند الشباك، يونس قرب منه وقال
" بقالك كتير واقف، متعبتش؟!"
تيم قاله بإيجاز
" لاء"
يونس قاله باستغراب
" وواقف ليه اصلا؟ ايه اللي جابرك؟!"
تيم بصله وقال بحده
" لما تفوق ابقي وقتها اقعد، بطل رغي بقا"
يونس زفر وقال
"ومن إمتى يهمك يعني؟ ده إنت حتى مش بتحبها ولا بتقبل وجودها."
تيم رفع عينه ليونس وقال بنبرة هادية
"مش وقته الكلام ده."
يونس سابه ورجع يقعد، أما تيم فضل واقف، وكل ما حد يقوله يقعد، كان بيرد بنفس الإجابه
" انا كده مرتاح"
مرت لحظات من الصمت، فريدة حركت إيدها ببطء على السرير، روموشها اتحركت وعينيها فتحت شوية، غمضتهم وفتحتهم تاني وهي بتاخد نفس بسيط كأنها بتحاول تستوعب المكان.
تيم شافها بتفوق، قلبه دق بسرعه وقال بصوت واضح
"فاقت."
الكل رفع راسه بسرعة، ايناس قامت بلهفه، إسلام قرب للباب، بيحاول يشوفها كويس من ورا الإزاز، وقال بصوت هادي
"الحمد لله يا رب."
الممرضة عدت جنبهم وقالت
"ممكن تدخلوا تشوفوها، بس ٥ دقايق بس"
إيناس دخلت الأول بسرعه، كانت خطواتها سريعة، قربت من السرير، إيدها لمست إيد فريدة بهدوء، وقالت بصوت ناعم
"حمد لله على السلامة يا قلبي."
فريدة بصتلها بنظرة مرهقة، صوتها كان واطي جدًا وهي بتقول
"ماما..."
إيناس ابتسمت ابتسامة فيها راحة، حركت إيدها على شعر فريدة بحنان.
إسلام دخل وراها، قرب منها وقال
" وقعتي قلبي عليكي، كنت حاسس اني هموت"
فريدة ابتسمت بخفة، غمضت عينيها تاني وهي بتحاول تريح نفسها
يونس قرب منها، وقف عند طرف السرير وقال بخفة وهو بيرفع حاجبه
"ايه يا ديدا، عملتي حادثة علشان نجيلك زيارة جماعية ولا إيه؟"
فريدة ابتسمت بخفة، وقالت بصوت واطي وهي بتحاول تضحك
"عشان أعرف مين بيحبني فعلاً."
سالي وقفت جنب إيناس، قالت بابتسامة
"حمد لله على السلامة يا فريدة."
صابرين قربت شوية وقالت
"ربنا يحميكي يا بنتي ويقومك بألف سلامة."
تيم كان واقف بره، إيده في جيبه، باصص عليهم من الشباك، ملامحه عادية، بس عينه كانت ثابتة عليها، دخل بهدوء بس وقف عند الباب، ساند ضهره على الحيطه وايده في جيبه، عينيه ثابته عليها، كان بيراقبها وهي بتتكلم مع الكل، وهي كانت مركزة معاهم ومش واخدة بالها إنه موجود أصلًا.
إسلام كان واقف جنبها، سألها بهدوء
" في حاجه بتوجعك؟!!حاسه بتعب؟!!"
فريدة حركت راسها بنفي وقالت
"أنا كويسة... متقلقوش."
وسط الكلام والضحك الخفيف، فريدة لفت عينيها في الأوضة، نظراتها وقعت على تيم اللي كان واقف في آخر الأوضة، ساند نفسه على الحيطة وعينيه عليها.
لما شافته، ابتسمت بخفة، ابتسامة هادية جدًا
تيم حس إنها أخيرًا شافته، اتحرك من مكانه خطوة صغيرة، حمحم بخفة وقال بصوته الهادي
"حمد لله على سلامتك."
وبعدين لف وخرج من الأوضة بهدوء، وقفل الباب وراه.
فريدة فضلت باصة ناحية الباب اللي خرج منه لحظة، ابتسامتها لسه موجودة على وشها، بس كانت ابتسامة خفيفة، رجعت تبص للي حواليها بسرعة علشان محدش ياخد باله، بس قلبها دق جامد للحظة، مش قادرة تنكر إنها كانت مستنية تشوفه وأنها كانت بتدور عليه بعينيها
وهي مركزة مع كلام إسلام ويونس حواليها، رجعت تبص ناحية الباب تاني يمكن يدخل
رجعت تنفخ بهدوء، وركزت مع باقي الموجودين.
لما تيم خرج من الأوضة، وقف شوية في الكوريدور، أخد نفس عميق، وحس إنه مش فاهم نفسه.
مرر إيده في شعره بتوتر، وهو حاسس بقلبه بيدق بسرعة غريبة، محصلتش معاه قبل كده.
حاول يقنع نفسه إنه طبيعي، بس في الحقيقة، كان جواه صراع ملهوش ملامح واضحة، حاجة مش عارف يفسرها ولا يسميها.
مشاعر متلغبطة، مش عايز يعترف إنها موجودة أصلًا.
حس إنه محتاج يهرب من المكان ده شوية، خرج من الكوريدور، راح عند الكافيتريا، طلب قهوة وهو مش مركز يمكن تفوقه شويه
عند فريده
الدكتور دخل الأوضة بعد شوية، بص عليهم وهم حوالين السرير وقال بنبرة هادية لكن حاسمة
"كفاية كده يا جماعة... هيا محتاجة ترتاح دلوقتي، ممكن ترجعولها بالليل، بس لازم دلوقتي تسيبوها ترتاح."
إيناس قالت بسرعة
"حاضر يا دكتور."
إسلام قرب من فريدة وقال بابتسامة
"هجيلك بالليل إن شاء الله، خلي بالك من نفسك يا دودو."
فريدة ابتسمت وقالت بصوت واطي
"حاضر."
سالي قربت منها وقالت
"هجيلك بكرة."
فريده هزت راسها وايناس باستها قبل ما يخرجوا من الأوضة، صابرين كانت بتدور على تيم بس مش موجود، طلعت موبايلها بسرعة ورنت عليه
رد بصوته الهادي
"أيوه يا ماما."
قالت
" إنت فين يا تيم؟!"
قال بهدوء
"أنا بره، قدام الاستقبال."
قالت
"تمام، استنى عندك هننزل دلوقتي."
يونس وسالي سابقوا، صابرين ودعت إيناس وقالت
" هاجي بالليل"
ايناس هزت راسها وقالت
" انا هكون موجوده"
صابرين مشيت واسلام خد ايناس وروحوا
صابرين نزلت كانوا تيم ويونس وسالي واقفين قدام عربية تيم مستنيينها
يونس قال وهو بيتحرك ناحية موتسيكله
" انا هسبق انا، هاجي بسميره"
صابرين قالت بابتسامه بسيطه
"ماشي يا حبيبي، خلي بالك بلاش تهور"
سالي قالت وهيا بتبص لصابرين
"أنا هرجع مع عمو سليمان، هتيجي معايا ولا مع تيم؟!"
صابرين قالت وهيا بتحط ايديها على كتف سالي
"روحي انتي، انا هروح مع تيم"
سالي هزت راسها وقالت
" تمام"
ركبت صابرين جنب تيم في العربية، قفلت الباب وهو كان بيشغل العربية، سكتوا لحظة، صوت المكيف هو اللي مالي العربية، كانوا ساكتين، الطريق هادي وتيم سايق وعينيه قدام، بس عقله في مكان تاني.
صابرين بصت عليه، شافت إيده اللي بتشد وترخي على الدريكسيون، وصدره اللي بيتحرك بسرعة وهو بيحاول يتحكم في نفسه، أخدت نفس، قررت تفتح الكلام، بصوت هادي جدًا قالت
"تيم..."
رد وهو مركز قدامه
"هممم"
سكتت لحظه، وبعدين قالت
"أنا عارفه... عارفه إنك بتحب فريدة"
إيده اتجمدت على الدركسيون، قلبه دق بسرعه جدا، حس بجفاف في حلقه، حاول يرد، بس مفيش كلمة طلعت،
هو نفسه مش فاهم إيه اللي بيحسه كل ما يشوفها، كل ما تكون قريبه منه او حتى سيرتها تيجي
صابرين كملت بصوت هادي
"أنت مش عارف تقول إيه دلوقتي... صح؟ مش عارف حتى اللي جواك ده إيه... بس أنا عارفاه."
كان ماسك الدريكسيون بإيد جامدة، قال بصوت واطي وهو بيحاول ينكر
"مفيش حاجة يا ماما."
صابرين بصت من الشباك وقالت بثبات
"تيم"
سكتت شويه وبعدين قالت
" كل دي مشاعر حب، إنت بتحبها فعلا يا تيم."
كان بيتنفس ببطء، وشه مفيهوش أي تعبير، قال بجمود
"مش... مش قصدي."
ردت بسرعة
"أنا عارفة... بس ده بيحصل غصب عنك، علشان كده لازم توقفه قبل ما يكبر أكتر، مينفعش يا تيم... مينفعش تدّخل أي واحدة حياتك، إنت عارف السبب، وإنت مش من حقك تحب... ومش من حقك تدي حد أمل أو حتى تدي نفسك أمل، وجود أي واحده في حياتك ده خطر، خطر على الكل وأولهم عليا انا"
تيم حس إن الكلام بيدخل في قلبه زي المسمار البارد، هو عارف... وعارف السبب، بس مش قادر، ليه بيحس إنه محتاج يشوفها كل يوم؟ ليه كل الأحاسيس الغريبه دي، ضغط برجله جامد على البنزين غصب عنه، العربية زودت سرعتها ثواني وبعدين هدى تاني، قال بصوت مبحوح وهو لسه باصص قدامه
"عارف..."
صابرين قالت بحزم
"لو كنت أعرف إنك هتتعلق بيها كده، أو هتحبه مكنتش سمحتلها تدخل البيت أصلا... فريدة مينفعش تبقى في حياتك يا تيم... مهما كان."
بلع ريقه بصعوبة وقال رغما عنه
"مش هشوفها تاني."
كلمه قالها ومش عارف تأثيرها ممكن يكون إيه عليه، هل هو فعلا مش هيشوفها تاني؟ هل هيقدر يرجع يعيش حياته تاني؟
بس دلوقتي... كان لازم يختفي.
كان لازم يبعد.
عند فريده
الممرضه عندها بتتطمن عليها قبل ما تديها مسكناتها
الممرضة سألتها فجأة
"انتي متجوزة؟"
فريدة هزت راسها وقالت بصوت واطي
"لاء"
الممرضة سألتها تاني
" طب مخطوبة؟"
فريدة استغربت وسألتها
"لاء...ليه؟"
الممرضة قالتلها
"أصل في واحد اتبرعلك بلترين دم، قولت اكيد انتي مراته مثلا عشان التضحيه دي"
فريدة رفعت راسها بسرعة وقالت بزهول
"إزاي لترين؟ دي كمية كبيرة جدًا، انتي أكيد غلطانة."
بصتلها وقالت ببساطة
"اتبرع بأربع أكياس دم ليكي لوحدك ولوحده، شكله بيحبك أوي."
فريدة اتصدمت وقالت بتفكير
"إسلام... أخويا؟"
سكتت لحظة، وبعدين همست
"بس إسلام مش نفس فصيلتي..."
بصت للممرضة وقالت
"اسمه يونس؟"
الممرضة هزت راسها وقالت
"لاء، يونس معرفش يتبرع... اللي اتبرع اسمه تيم... أو تميم باين "
فريده اتسمرت، وبصت للسقف وهي مش قادرة تستوعب، تيم اتبرع عشانها بلترين دم؟ ليه؟ ليه يعمل كده؟ ده ممكن يعرضه للخطر
الممرضة قالتلها
"كان كل شوية يسأل عليكي، وأصر نسحب منه علشان نلحقك بالرغم من تحذير الدكاتره ليه"
فريدة فضلت ساكتة، عقلها مليان أسئلة، ليه تيم يعمل كده؟ ازاي اصلا؟
قاطع شرودها خبط الباب بهدوء، دخل حسام وهو شايل بوكيه ورد، ملامحه باين عليها التوتر وقال بصوت واطي
"ينفع أدخل؟"
فريدة رفعت عينيها ليه، ابتسمت ابتسامة خفيفة وقالت
"طبعا"
دخل بخطوات هادية، كان ماسك بوكيه ورد صغير، قرب شوية وقال بابتسامة وهو بيديهولها
"حمد الله على السلامة."
ردت وهي بتاخده بابتسامه
"شكرا."
وقف لحظه وبعدين قال بحرج
"لما عرفت إنك عملتي حادثة جيت على طول... بس قالولنا نمشي، فاستنيت بصراحة برة لحد ما كلهم مشيوا... وجيت أهو، مكنتش هقدر أمشي قبل ما أتطمن عليكي.... بصراحه يعني"
بصتله لحظة وقالت
"بجد؟!... شكرا يا حسام."
هز راسه بخفة، عينيه اتحركت ناحية الأرض وبعدين رفعها ليها وسألها
"إنتي عاملة إيه دلوقتي يعني؟"
قالت بابتسامة هادية
"الحمد لله... أحسن."
سكتوا شوية، اللحظة كانت هادية وفيها لمحة ارتباك، حسام عدل وقفته وقال
"طيب... حمد الله على سلامتك مرة كمان، لو احتاجتي أي حاجة... معاكي رقمي، أي حاجة تحتاجيها، كلميني هكون عندك."
ابتسمت فريدة وهزت راسها بخفة وقال
"إن شاء الله."
ابتسم هو كمان، وبعد لحظة صمت قصيرة، رجع خطوتين لورا وقال
"سلام"
هزت راسها تاني، وهو طلع من الأوضة بهدوء، والجو رجع لسكونه.
اليوم كان مليان زيارات لفريدة، كتير جم يتطمنوا عليها ويشوفوها.
بالليل
كانت إيناس قاعدة جنب فريدة في الأوضة، النور خافت وفريده نايمه، موبايل إيناس رن برقم غريب، بصتله وفصلته بسرعة بس الموبايل رن تاني، فصلته فرن تالت... نفس الرقم.
إيناس أخدت نفس، بصت لفريدة وخرجت بهدوء
ردت وهي متحفزة
"ألو؟"
سمعت صوته اللي عارفاه وحافظاه كويس، صوته كان هادي وفيه تردد
"إيناس... أنا في المستشفى"
إيناس اتشدت، ووشها اتغير وقالت
"إيه اللي جابك هنا يا علي؟!"
علي قال بصوت هادي، كأنه بيحاول يهديها
"جيت أتطمن على فريدة"
إيناس عضت شفايفها، بصت بعيد وقالت بحدة وهي بتحاول تسيطر على صوتها
"علي، مش هينفع فريدة تشوفك دلوقتي، مش وقت زيارتك دي."
علي سكت لحظة، وبعدين قال بصوت متردد
"إديها فرصة تعرفني... يمكن تتقبل علاقتنا، يمكن يكون ده الوقت المناسب."
إيناس بصت في الأرض، سكتت شويه بس رفعت راسها وقالت بحسم
"مش وقته... لو سمحت يا علي، امشي دلوقتي، أرجوك."
علي حاول يرد، لكن صوت إيناس كان قاطع، فيه رجاء
"امشي بجد يا علي، مش دلوقتي."
فضل ساكت لحظة، وبعدين قال بصوت واطي
"ماشي، هسمع كلامك دلوقتي بس"
قفل المكالمه وإيناس فضلت واقفة مكانها تاخد نفس قبل ما ترجع تفتح باب الأوضة وتدخل لفريدة تاني.
عدّت الأيام بسرعة، فريده خرجت من المستشفى، رجعت البيت، كانت بتتحسن يوم عن يوم، أما تيم فاختفى تماما، مظهرش ابدا من اخر مره، وكأنه انسحب من حياتها بهدوء، بس سايبها في حالة تساؤل مش قادرة تهرب منها.
كانت سالي قاعدة مع فريده
الجو كان هادي، بس سالي كسرت الهدوء وقالت وهي بتبصلها
"فريدة... عايزه اقول حاجه بس متردده"
فريده قالت بعد ما اتعدلت
" قولي، في ايه؟!"
سالي قالت
" تيم؟ تفتكري ليه عمل كده؟!"
فريدة قالت باستغراب
"عمل إيه؟"
سالي زفرت وقالت بهدوء
"اتبرع ليكي بالدم واتوتر جدا وكان عاوز يطمن عليكي بأي طريقه... انتي فاكرة ان ده عادي؟"
فريده سكتت لحظه، هيا نفسها عايزه تعرف إجابة الاسئلة اللي في دماغها، اصلا مش بتفكر غير في كده، بس غيابه الايام اللي فاتت برضو مخليها مستغربه، مش قادره تفهمه بالظبط بس حركت راسها وقالت
"متهيألي كان بيساعد... يعني أي حد مكانه كان عمل كده..."
سالي ابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت
"لاء يا فريدة... تيم لو كان عايز يساعد كان ممكن يتبرع مثلا بكيس، مش ب ٤ ويعرض حياته للخطر"
فريده قالت
" قصدك ايه يعني؟!"
سالي قالت بخبث
" قصدي أن تيم، احتمال كبير يكون حبك"
يتبع......
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا