رواية بنات الحارة الفصل العشرون 20 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحارة الفصل العشرون 20 هى رواية من كتابة نسرين بلعجيلي رواية بنات الحارة الفصل العشرون 20 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بنات الحارة الفصل العشرون 20 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بنات الحارة الفصل العشرون 20
رواية بنات الحارة الفصل العشرون 20
محمد وهاجر اتصدموا من اللي بيحصل وحاولوا يحوشوهم عن بعض. صفية كانت عاملة زي الثور اللي كان مربوط وفك حباله، كانت بتضرب ولا تبالي. لحظة، محمد شاف أمه يا عيني، شعرها كله في إيدين صفية. محمد قام زق صفية، وقعت على ضهرها.
صفية : يا ابن الكلب، تمد إيدك عليا؟؟
محمد : إطلعي بره حالاً، وإلا أكون مطلق بنتك بالثلاثة، يلا غوري.
أم محمد : إرمي عليها اليمين، شوف أمك حصل لها إيه. يلا طلقها
هنا دخل أبو محمد بعد ما سمع المصرّية، أخد نسخة مفتاح الشقة ودخل.
أبو محمد : إستنى عندك يا واد، إوعى ترمي اليمين
أم محمد بتبص له بصدمة وهي شعرها كله منكوش، وجلابيتها متقطعة.
أم محمد : خليه يطلقها، شُفت الولية عملت فيّ إيه؟ لولا إنك حالف عليّا كنت موتها.
صفية كانت بتنهج من الألم، الوقعة كانت شديدة، وخاصة مع وزنها الزائد. أما هاجر، كانت الدموع ماليه عينيها، وخايفة من اللي جاي.
أبو محمد : مش أنا نبهت عليكِ ما تطلعيش لما حماة إبنك تكون هنا؟؟
أم محمد : أنا طلعت أشوف لو محتاجين حاجة.
أبو محمد : طب شوفي جبتلنا إيه، فضايح وقلة قيمة، قدام الناس اللي ما يهمناش رأيهم، بس في الآخر كل كلمة بتفضل محفورة في الذاكرة.
محمد كان واقف بيبص لأمه ولصفية، مش مصدق إن الموضوع كله اتطور كده.
محمد : أنا مش قادر أصدق إن كل ده بيحصل عشاني. أنا اللي غلطان، غلطت لما دخّلت أمّي وأبوي في كل حاجة.
صفية وهي على الأرض، بتحاول تقوم.
صفية : مش هاسكتلك يا محمد، إنتَ وأهلك، كلكم، كلكم تستاهلوا تتحرقوا.
أبو محمد بص لها بغلّ.
نسرين بلعجيلي
أبو محمد : أسكتي، قبل ما أودّيكِ القسم بشكوى رسمية بالتعدي على مراتي. بهدلتينا في شقتنا، وجيتي برجلك، ولسه بتتكلمي.
محمد (بصوت هادي بس حاسم) : كفاية يا با، الموضوع لازم يخلص.
أم محمد : يعني إيه؟ هتطلقها؟
محمد : لأ. بس من النهارده، ما فيش زيارات، ما فيش تدخل، وكل واحد يلتزم حدوده. وأنتِ يا صفية، لو فكرتِ تعمليها تاني، هابلّغ البوليس بنفسي.
هاجر بصت لمحمد بعين كلها خوف وامتنان في نفس الوقت. كانت بتحبه، بس كانت ضايعة وسط مشاكل مالهاش ذنب فيها.
هاجر راحت شقة زينب وهي بتعيط.
فتحت لها أسماء الباب، دخلت و اترمت في حضن أختها.
زينب : مالك حبيبتي، فيكِ إيه؟
رحاب : أكيد المخفي سابها.
قالتها رحاب بكل حدة.
هاجر : فال الله ولا فالك.
رحاب : أومال جاية كده ليه؟ والدموع في عنيكِ.
هاجر : هو إنتِ فاكرة إني هاتكلم قدامك؟! إنتِ تسمعي الخبر من هنا، تألفي عليه مليون حكاية وتنشريه في الحارة. أنا مش عارفة هما مصاحبينك ليه، إنتِ من جواكِ سودا.
رحاب قامت كإنها عايزة تضربها، بس زينب مسكت أختها ودخلتها أوضة النوم. ويا ويلي، رحاب كانت بتغلي مع البنات.
زينب وهي بتقفل الباب وبتبص في وش أختها : تعالي قوليلي مالك، إيه اللي حصل؟ بابا عمل فيكِ حاجة تاني؟ ولا أم محمد؟
هاجر بصوت بيترعش : أنا تعبت يا زينب، تعبت بجد. كل حاجة ماشية بالعافية، ومش قادرة أعيش في البيت ده تاني.
زينب : محمد؟ حصل بينكم حاجة؟
هاجر : لا.
و ابتدت تحكي.
هاجر: هو حاول يهدي الوضع بس أمّه عايزة تربي فيّا، شايفاني ولا حاجة. وبعد الخناقة، محمد واقف تايه، مش عارف ياخذ موقف. وأنا مش هتحمل أكتر من كده، حاسّة نفسي مضغوطة في قفص.
زينب : طب اسمعيني، دلوقتي إنتِ هنا، وأنا معاكِ. إرتاحي النهارده، خذي دوش، وكلي لقمة، وبكرة نتصرف.
هاجر بصوت مكسور : أنا نفسي أهرب، نفسي أعيش من غير خوف، من غير ما حد يمد إيده عليا، أو يهينّي كل شوية .
زينب حضنتها : والله ما هسيبك.أنا اللي اتربيت على إيدين الظلم، مش هارضى أختي تعيش نفس العذاب.
هاجر : هو أنا غلطت إني حبيت محمد؟ كان طيب، بس دلوقتي، بقى شخص تاني لما أهله بيتدخلوا.
زينب : الحب مش غلطة، الغلط إننا نسيب نفسنا نتهان بإسمه.
هاجر : بصي الصراحة أمي هي السبب.
زينب : من غير ما تقولي ما أنا عارفة. تعالي نطلع للبنات نقعد معاهم وخفّي مع رحاب.
هاجر : أنا مش طايقاها خالص.
طلعت زينب وهاجر...
رحاب كانت بتبص ليها بغل كبير.
نورهان : بنات، جاتلي فكرة.
أسماء : قولي.
نورهان : أنا دوّرت على شغل و مش لاقية، بس فكرت نعمل كلنا مشروع.
رحاب : مشروع حتة واحدة؟
صفاء : يا لهوي منك يا رحاب، أسكتي خليها تكمل.
رحاب : كمّلي يا أختي.
نورهان : إحنا كلنا عايزين حاجة تسندنا، كلنا عايزين نشتغل، ففكرت نعمل مشروع أكل. كل واحدة فينا بتعرف تعمل حاجة، نعمل أكل وحلويات بيتي ونبيعها.
زينب : آه والله فكرة، أنا الأكل الثقيل سيبوه عليّا، محاشي، طواجن، مكرونات.
صفاء : وأنا بقى الحلويات عليّا، كيكة، بسبوسة، جاتوه، أي حاجة تتاكل بالسكر أنا شاطرة فيها.
أسماء (بتردد) : أنا مش بعرف أطبخ أوي، بس ممكن أساعد في الترتيب، التغليف، التوصيل حتى.
نورهان : ممتاز، كلنا لينا دور، وأنا باعرف أعمل سوشيال ميديا كويس، أفتح صفحة وأصمم لوجو، ونتفق مع حد يطبع لنا منيوهات وكروت.
رحاب (بصوت ساخر) : يعني بقيتوا فجأة شركة أكل؟ طب ورأس المال منين يا شاطرين؟
زينب (بحزم) : إحنا بنتكلم على فكرة يا رحاب، ولو اتفقنا نقدر كل واحدة تبدأ بحاجة بسيطة من بيتها.
صفاء : وبعدين يا ستي، اللي مش عايزة تشارك تسيبنا نحاول بدل ما تحبطينا بكلامك.
رحاب (بتنهد) : ماشي، بس أنا مش ضامنة حاجة.
نورهان : ماحدش طالب منك تضمني، إحنا بنبدأ بخطوة، ولو نجحنا نكمل. أهم حاجة نساعد بعض.
أسماء (بخجل) : ممكن نبدأ من السطوح؟ يعني كأنها مطبخ صغير، ولو زاد الطلب نوسع بعدها.
زينب : فكرة حلوة، والمهم إننا نبقى قلب واحد.
نورهان : يبقى نتقابل بكرة بعد الظهر، كل واحدة تجيب معاها وصفة أو فكرة نبدأ بيها.
صفاء : متفقين.
رحاب (بصوت هادي) : ماشي، هاشوف، يمكن أعمل ساندويتشات أو سلطات.
زينب (بابتسامة) : بس كده؟ أهو كده الكلام.
في البلد، بطه قررت تزور بنت عمها فتنة.
فتنة : أهلاً وسهلاً، ليكِ وحشة.
بطه : وحشتيني يا بت الإيه.
فتنة : ياه، بقالنا كثير ما تقابلناش.
تعالي اقعدي.
بطه راحت على أول كنبة وقعدت عليها.
بطه : أهي قعدة، إحكيلي بقى، دنيتك ماشية إزاي؟
فتنة : مافيش يا ختي، أهي الدنيا ماشية، والشغل ماشي.
بطه : الحاج قال لي إن الفترة دي الشغل واقف.
فتنة : آه، قصدك الشعب إياه؟ أيوه، بعد بنت المركوب ما فضحت إبني العين بقت علينا.
بطه : إحكيلي اللي حصل.
فتنة إبتدت تحكي ليها، وبطه مصدومة.
بطه : شوفي ياختي، مقصوفة الرقبة بدل ما تشكر ربنا على النعمة اللي هي فيها، تقوم تفضح الواد؟ ياختي، عجايب بنات آخر زمن.
فتنة : وإنتِ، صحيح اللي سمعته؟ مرات إبنك ماتت؟
بطه : آه ياختي، الله يرحمها، أهي ارتاحت وراحت، وبسببها طفشت من الحارة.
فتنة : تعالي معايا المكتب، الموضوع شكله كبير، ما ينفعش نتكلم هنا، الحيطان ليها ودان.
بطه دخلت معاها المكتب.
فتنة : إتكلمي وفضفضي.
بطه إبتدت تحكي لها كل حاجة.
فتنة : إنتِ بتقولي إيه؟؟
بطه : زي ما بقولك، جوزك وجوزي الله يرحمه كانوا مشرفين في الفيديو، لا، والصوت والصورة واضحة.
فتنة : دي مصيبة، والموضوع ده عَدّى عليه سنين.
بطه : أنا اتصدمت زيك، ومش عارفة جاب الفيديو منين، وليه فضل ساكت طول السنين دي. بعت له الشقة وطلعت من الحارة وجيت على هنا.
فتنة : يعني إنتِ عملتِ خير في بنت يتيمة، يحصل فيكِ كده؟! صدق اللي قال: خيرا تعمل، شرا تلقى.
بطه : أنا عايزة بس أطّمن على الواد الحيلة، وساعتها لازم أعرف الموضوع ده أوله من آخره.
فتنة : لازم أقول لجوزي، الموضوع ده ما يتسكتش عليه
بطه (بقلق) : وإنتِ شايفة الحاج هيصدق؟ ده موضوع قديم، وممكن يتقلب عليّا بدل ما يجيب لي حقي.
فتنة (بحزم) : الحاج لو شاف الفيديو، مش هيسكت، ده راجل لسه بيحسبها صح وغلط، وده مش موضوع صغير. خليني أنا أتكلم معاه، ونتصرف بالعقل.
بطه : أنا مش عايزة غير إني أطمن على الواد، ده دمي ولحمي، ولو طلع ليه حق، هاخذه.
فتنة : طب اسمعي، خليكِ هنا النهاردة، وأنا هكلمه بالليل، وأشوف ردة فعله. بس بالله عليكِ، ما تتكلميش قدام حد، الحيطان ليها ودان.
بطه : ماشي، بس لو اتأذيت من القصة دي، هتبقى في رقبتك.
فتنة (بحزم) : ما تقلقيش، إحنا نخلص الموضوع ده على نظافة.
---
بالليل، في مكتب بيت الحاج اليزيدي.
الحاج قاعد على الكرسي الهزاز، بيشرب شاي ووشه فيه ملامح تعب. فتنة دخلت بهدوء وقعدت جنبه.
فتنة (بصوت واطي) : حاج، في موضوع لازم تعرفه، كبير وخطير.
الحاج (من غير ما يبص لها) : خير يا فتنة؟ إيه اللي مزعجك؟
فتنة : فاكر المرحوم جوز بطه؟
الحاج (بيتنهد) : أيوه، الله يرحمه، كان راجل طيب، بس حياته كانت دايمًا فيها أسرار.
فتنة : الأسرار دي لسه بتطاردنا لحد النهاردة. بطه شافت فيديو فيه هو وإنت.
الحاج (اتجمد في مكانه) : نعم؟!
فيديو إيه؟ بتتكلمي عن إيه يا وليّة؟!
فتنة (بحذر) : فيديو قديم، واضح فيه إنكم كنتم في شغل مش نظيف، واللي مسك الفيديو بعت لها نسخة.
الحاج (قام واقف) : إنتِ بتقولي إيه؟! مين اللي بعث؟ وإزاي؟ ودي جات منين أصلاً؟!
فتنة : بطه ما قالتش، بس شكلها متدمرة، وسايبة الحارة وجاية ليك مخصوص. واضح إن فيه حد لسه ماسك عليكم حاجة.
الحاج (بيهمس لنفسه) : مستحيل الفيديو ده كان المفروض اندفن من زمان.
فتنة (بترقب) : يعني إنت متأكد إنه كان موجود فعلاً؟
الحاج (بصوت خافت وغضب) : آه، بس اللي كان عنده اتدفن، وأنا اتأكدت من كده. يبقى مين اللي رجّعه تاني؟!
فتنة : يبقى بعث الفيديو قبل ما يدفن.
الحاج : بس برافو عليها بطه، إتصرفت صح. خليها قاعدة معانا، وأنا هشوف موضوع الفيديو ده، وكمان أروّق على ابنها، في إيطاليا حبايبي كتير.
فتنة : ربنا يخليك لينا ويطوّل في عمرك. أقوم أفرّح بطه.
---
في أوضة حنان...
عصام : مالك لاوية بوزك كده؟
حنان (بدموع) : أهلي وحشوني يا عصام، حرام عليكم اللي بتعملوه فيّا.
عصام (بتوتر) : إنتِ اللي عملتِ في نفسك كده، وبعدين ده قرار أمي، وأنا ماقدرش أعارضها. مشي دنيتك يا حنان.
حنان : أمشي دنيتي إزاي؟! بقولك أبويا وأمي وحشوني.
عصام لف وشه وقال : ما أنا قلت للحاج يشوفلك حل، بس طول ما إنتِ مش ساكته، مش هتعرفي تعيشي.
حنان قامت من على السرير وقالت : عيشتكم دي مش عايزاها، أنا خلاص قلبي مات.
سكت عصام وخرج من الأوضة، وسابها تغرق في دموعها
نزل عصام السلم وهو مكشّر، دماغه مولّعة من الزن والنكد اللي مالي البيت. أول ما وصل تحت، قابل أمه في وشه.
فتنة قالت له : مالك يا واد؟
قال بعصبية مخنوقة : حنان عايزة تشوف أهلها، بالله عليكِ يا ما، إرحميها وارحميني من النكد كل ليلة.
فتنة بصّت له وسكتت لحظة، بعدين قالت : ماشي يا حبيبي، روح، كنت رايح فين؟
قال : نازل أشم هوا.
كملت فتنة طلوع السلم وهي عاملة نفسها متفهمة، وشها هادي لكن جواها حاجة تانية خالص.
وصلت قدام أوضة حنان، وخبطت خبطة خفيفة، وبصوت ناعم قالت : عايزة تشوفي أهلك؟ من عينيا الإثنين.
وفتحت الباب.
حنان أول ما شافتها اتخضّت، كأنها شافت ملك الموت واقف على بابها.
وشها شحب، والدمعة نزلت قبل ما تنطق بكلمة.
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا