رواية بنات الحارة الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل الواحد والعشرون 21 هى رواية من كتابة نسرين بلعجيلي رواية بنات الحارة الفصل الواحد والعشرون 21 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بنات الحارة الفصل الواحد والعشرون 21 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بنات الحارة الفصل الواحد والعشرون 21

رواية بنات الحارة بقلم نسرين بلعجيلي

رواية بنات الحارة الفصل الواحد والعشرون 21

كل يوم في الحارة بيكشف وش جديد، وكل سكوت وراه ألف وجع.
يمكن الناس شايفة إن البنات ضعاف، بس الحقيقة إنهم أقوى من اللي بيظلموهم.
في وسط الظلمة، دايمًا بيطلع صوت، صوت مقاومة، وصوت حكاية بتتكتب من أول وجديد.
كلام نسرين :
مش لازم تكوني كاملة علشان تبقي قوية. كفاية تكوني بنت عارفة قيمتها، ورافضة تتكسر مهما كانت الجراح.
أنا كتبت الرواية دي علشان كل بنت تتعلم تقول "لأ"، وتعرف إن صوتها عمره ما كان عيب، ولا ضعف.
                  *الفصل 21*
زينب قررت ما تروحش المحل، وفضلت نايمة لحد ما سمعت تليفونها بيرن.
زينب : ألو؟
فارس : صباح الخير.
زينب باستغراب : مين معايا؟؟
فارس : ناسية صوتي؟
زينب سكتت، حست إنه فارس.
فارس : أنا فارس يا زينب.
زينب : حضرتك جبت رقمي منين؟
فارس : ما بلاش رسميات يا زينب، جبته من صاحبتك أسماء.
زينب : طيب، عايز إيه؟
فارس : عايز أتعرف عليكِ.
زينب : تتعرف عليا؟ ليه؟ هو إحنا شفنا بعض في حفلة مثلا؟
فارس : لا، بس اللي حصل امبارح خلاني أشوف فيكِ حاجة مختلفة، حبيت أعرفك أكثر لو تسمحيلي.
زينب : بص يا أستاذ فارس، أنا مش في مود تعارفات ولا صداقات، وبعدين مش حلو إنك تاخذ رقمي من ورايا كده.
فارس : معاك حق، بس كنت خايف ترفضي لو طلبته قدامك، وبصراحة كنت حابب أتكلم معاكِ بهدوء.
زينب : أنا آسفة، مش فاضية للكلام ده دلوقتي.
فارس : طب ممكن نكون أصحاب؟ مافيش ضغط، مجرد كلام عادي.
زينب سكتت لحظة : خليني أفكر، ولو لقيت إن فيه حاجة تستاهل، هاكلمك.
فارس : تمام، أنا هاستنى، ويومك سعيد يا زينب.
زينب : مع السلامة.
قفلت زينب التليفون وهي قلبها متلخبط، مش عارفة زعلانة أكتر من اللي حصل امبارح ولا من فارس اللي دخل حياتها فجأة.
قعدت تبص في السقف، وبالها شارد، لحد ما دخلت عليها أسماء.
أسماء : صحيتِ؟
زينب من غير ما تبص : آه، التليفون صحاني.
أسماء بضحكة : فارس، صح؟
زينب بحدة : إنتِ ليه اديتيه رقمي؟
أسماء : يا بنتي ده واحد نظيف ومحترم، وباين عليه عايز يقرب بالحلال، إنتِ مالك واخذة جنب كده ليه؟
زينب : مش وقته يا أسماء، مش مستعدة لأي حاجة دلوقتي.
أسماء بهدوء : براحتك، بس ما تضيعيش فرصة ممكن  يكون فيها خير.
زينب ما ردتش، بس كلام أسماء فضل بيرن في ودنها.
بعدين افتكرت إن أسماء مش في الشغل، وراحت عندها.
زينب : إنتِ ما روحتيش الشغل؟
أسماء : رحت، بس أخذت إذن وعلى بالليل مسافرة البلد.
زينب باستغراب : خير؟ فيه حاجة؟
أسماء بتنهيدة : أختي سرقت تليفون جوزها وكلمتني وهي بتعيط، قالتلي إلحقيني، ومن ساعتها وأنا مش عارفة أركز في أي حاجة. أخذت إذن من الحاج، هاروح أقعد يومين وارجع.
زينب بقلق : طب كلمتِ المحامي؟
أسماء : تقصدي أستاذ أسامة؟
زينب : أيوه، هو.
أسماء : حاضر، هكلمه. على فكرة، متحمسة أوي للمشروع بتاعنا، عايزة أحضر معاكم أول اتفاق. قومي اغسلي وشك على ما أعمل الفطار.
في أوضة ضلمة، ضيّقة، كانت حنان قاعدة على السرير، بتعيط بحرقة. صوت أنفاسها متقطع، وجسمها بيرتعش من اللي حصل ليها. اللحظة اللي كسرت فيها جواها كانت لسه بتدور في دماغها كأنها بتتكرر من أول وجديد.
...فلاش باك يبدأ...
الباب اتفتح بعنف، كأن في زلزال داخل الشقة. فتنة دخلت، ووشها مليان غِل، عينيها بتلمع بشر، والشرّ طالع من نبرة صوتها قبل حتى ما تتكلم.
فتنة : إبني نازل مكشّر ليه؟
حنان بصوت خايف بيتلخبط : ماعرفش.
فتنة قربت منها، وشها بيقرب بسرعة، ومسكتها من شعرها بكل غل، شدت راسها ورا بكل قسوة.
فتنة : مش أنا قولتلك تنسي أهلك؟ قلت ولا ما قولتش؟
حنان بصوت متقطع من الخوف والألم : آه... آه...
فتنة ما استنتش، كانت بتغلي. 
فتنة : فتحتِ السيرة ليه تاني؟ نكدتِ على إبني ليه؟
حنان بتحاول تبعد نفسها : شعري، إبعدي إيدك عني.
نسرين بلعجيلي
فتنة عنيها ولعت أكثر، وصوتها بقى مسعور : بتكلميني كده؟ ابعدي إيدي؟ حاضر.
ونزلت عليها بالقلم على وشها، القلم فرقع في الهوا. خد حنان إحمر، ودموعها نزلت من الصدمة.
ما اكتفتش فتنة، شدت شعرها تاني وجرتها لتحت، زي ما تكون جرّة خيشة مش إنسانة.
فتنة : إسمعي كويس، أهلك تنسيهم خالص لو عايزة تعيشي هنا. إنتِ هنا خدامة لإبني، بس، فاهمة ولا لأ؟
حنان بصوت مكسور : حرام عليكِ.
الكلمة دي كانت زي الشرارة اللي فجّرت فتنة أكتر.
راحت نازلة ضرب على وش حنان تاني، قلمين يمين وشمال، وبعدها رجعت تشد شعرها، ووقعتها على الأرض زي خرقة مرمية.
فتنة : حرمت عليكِ عيشتك. إنتِ مش بنت ناس، جايالي صدقة. وأنا أربيكِ بطريقتي. لو سمعت إنك فتحت بقك على إبني تاني، والله لأدفنك هنا وماحدش هيسأل فيكِ.
حنان بتعيط بدموع بتنزل زي السيل، نفسها بيطلع ويدخل بصعوبة، قلبها بينهار، وكرامتها بتنداس تحت رجلين ستّ فقدت كل إنسانية.
فجأة الباب الخارجي اتفتح، بطه دخلت، وقفت متسمرة من المنظر اللي ما كانتش تتخيله حتى في كوابيسها.
حنان مرمية على الأرض، شعرها منكوش، خدودها مورّمة، وفتنة واقفة فوقيها بتضرب فيها.
بطه بصوت مصدوم وهي بتصرخ : كفاية هتموتي البنت في إيدك وتروحي في داهية.
فتنة رفعت راسها، ونظرت لبطه بنظرة كلها وقاحة وبرود :
في دي أروح في داهية؟ قولي كلام غير ده، يا بطه. دي ارمي قرشين على أبوها واتاوي   جتّتها في اي حته لا من شاف ولا من دري ، مش فارق معايا، مش شغلانة.
حنان بصوت بيطلع من جرح : حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ.
الجملة دي كانت كإنها سم دخل قلب فتنة، عقدت وشها، وعينيها ولعت نار.
فتنة : بتحسبيني يا بنت الكلب؟
ونزلت تاني على وش حنان بالقلمين، شدّت شعرها بكل قسوة، جرجرتها على الأرض، وكل ده وهي حريصة ما تلمسش بطنها، بس بتمزق وشها وكبرياءها.
وحنان فضلت تبكي، مش بس من الضرب، لكن من الإهانة، من القهر،  من الظلم،  من بيت اتقفل عليها وهي عايشة كإنها ولا حاجة.
بطه : خلاص يا فتنة، يلا سيبيها. إوعى تعملي اللي حصل ليا.
فتنة : لا يا بطه، دي مالهاش حد يسأل فيها، أبوها كلب فلوس، قرشين يسكتوه. دي مسنودة على حيطة مايلة. بس إنتِ خليتِ عليكِ شهود في الحارة، هنا بالفلوس ماحدش شاف حاجة.
بطه : خلاص كفاية، تعالي معايا.
فتنة بصّت على حنان وقالت :
إسمعي الكلمتين دول، لو جا إبني ونكدتِ عليه أو بس قلتِ له حاجة، هتشوفي مني اللي مش هيعجبك. ولو فكرتِ تهربي أو تروحي لأهلك، هطلّعك بفضيحة. أقولهم بتخوني إبني، الفلوس تعمل كل حاجة. أأجر أي راجل أنيمه جنبك على السرير وأفضحك.
وطلعت.
...نهاية الفلاش باك...
حنان حاولت تقوم تاخذ شاور سخن من كثر ما جسمها بيوجعها، بس وجع روحها أقوى.
عند البنات، كلهم اتجمعوا.
رحاب : ناويين تسمّوا المشروع إيه؟
نورهان : ممممم، "بنات الحارة – الأكل السريع".
زينب : مش طويل شوية؟
فايزة، مرات أخو نورهان : لا، حلو، وبيدي إحساس بالثقة وبيخلي الناس تاخذ مننا.
رحاب : بصوا، نسميه كده "بنات الحارة – 4Cats".
أسماء : يا دي القُطط اللي ماسكة فيها.
كلهم إبتدوا يضحكوا.
هاجر : بس أول مرة تعجبني حاجة تقولها رحاب.
زينب بسرعة قبل ما الحرب تبتدي.
زينب : بس إحنا مش 4.
رحاب : لا، إحنا 4 طول عمرنا. الحارة فيها بنات ياما، بس إحنا اللي مع بعض في الحلوة والمُرة. رحاب، صفاء، زينب، ونورهان، من وإحنا عيال بضفاير لحد النهاردة. فيه بنات دخلوا وخرجوا، بس إحنا الأساس، والباقي إضافات.
أسماء حست بحرج كبير.
صفاء : يعني نبتدي فوق السطوح؟
زينب : ليه ما نكونش هنا؟ البيت فيه كل حاجة، السطوح عايز يتجهز.
نورهان : أيوه صح، أول فترة نبتدي هنا، لحد ما ربنا يكرمنا ونجهز السطوح بفريزر وبوتاجاز وكل اللي ونحتاجه.
أسماء حاولت تبان عادي، لكنها كانت مخنوقة من جواها. قامت بسرعة على المطبخ وقالت :
أنا هاعمل شاي، تحبوا تحطوا معاه بسكويت ولا نعمل حاجة حلوة كده على السريع؟
رحاب ببرود : لا يا شيخة، كفاية إنك موجودة.
نورهان بصتلها بحدّة : رحاب، مش وقت الكلام ده.
رحاب : ما أنا باهزر ياختي، هو كله كده بقى حساسية؟
زينب بحسم : خلاص، كفاية بقى. إحنا عايزين ننجح، واللي مش قادرة تمشي على روح الفريق تقول من دلوقتي.
صفاء : عندكم حق، كل واحدة فينا ليها طبع، بس لازم نحترم بعض.
هاجر بهدوء : إحنا مش ناقصين خناقات، لو كل واحدة حطت نقطة سودة في قلبها من دلوقتي المشروع ده مش هيقوم له قومة.
نورهان : خلاص، نركّز بقى. محتاجين نبدأ بتجربة أول أسبوع. أنا هعمل صفحة فيسبوك ونعمل صور للأكلات اللي كل واحدة شاطرة فيها.
زينب : وأنا هبدأ أحضر شوية وصفات من بتوع أمي الله يرحمها، كانت ست بيت شاطرة، وناس كثير كانت بتحب أكلها.
صفاء : وأنا هاعمل الحلويات، وحاول أكلم ماما تساعدني أول كام يوم.
أسماء بصوت هادي : وأنا موجودة لأي حاجة حتى لو مش باعمل أكل، قلبي معاكم.
نورهان : كلنا هنكمل بعض، وكلنا هنا عيلة، مش مجرد بنات حارة.
رحاب سكتت، وبصّت في الأرض، لكن ما علقتش.
زينب : خلاص، بكرة نبدأ تحضير أول يوم، ونجرب نبيع في الحارة، واللي ينجح نطوره.
صفاء : والله أنا متفائلة، بكره هيكون يوم جديد.
نورهان : يوم لبداية الحلم.
وكلهم بصّوا لبعض، وفي عيونهم أمل وشوية خوف، بس في الآخر، كانت دي أول خطوة.
بعد ما خلصوا قعدتهم، راحت أسماء لمكتب أسامة.
أسامة : إتفضلي.
أسماء : أنا آسفة، جيت من غير ميعاد، بس اتصلت بحضرتك وكان تليفونك مقفول.
أسامة : أكيد فصل شحن وماخدتش بالي.
أسماء : ربنا يكون في عونك. طيب، أنا رايحة البلد، بس حبيت أقولك إن أختي كلمتني من رقم جوزها، وقالتلي وهي بتعيط "إلحقيني"، والتليفون اتقفل، ومش عارفة أعمل إيه.
أسامة : وريني كده.
أسماء فتحت تليفونها، وشاف إن المكالمة ماعدتش ثواني.
أسامة : طيب، إنتِ حسيتي بإيه؟ وليه عايزة تروحي البلد؟
أسماء : صوتها كانت بتعيط، وكلمة "إلحقيني" أكيد وراها حاجة، بس شكل حد خطف منها التليفون، وعايزة أروح أشوفها.
أسامة : آخر مرة قولتيلي إن حماتها رفضت تفتحلك الباب.
أسماء : أيوه، بس أعمل إيه؟
أسامة : طيب، أنا هاعمل مكالمة ونشوف نتصرف إزاي.
أخذ أسامة التليفون الأرضي وابتدى يتصل بحد، وهو بيبص لأسماء اللي كانت قاعدة قدامه وقلبها طاير من القلق.
أسامة : أيوه يا أستاذ حسن، إزيك؟ محتاج مساعدتك في موقف ضروري، واحدة ست خايفة على أختها، اتصلت بيها وهي بتعيط وقالتلها "الحقيني" وبس، وبعدين الخط اتقفل....... أيوه من نفس البلد......  تمام، هستنى مكالمتك.
قفل الخط وبص لأسماء.
أسامة : واحد صاحبي هناك، راجل محترم ومش بيتأخر. هيشوف لنا الوضع هناك وهانعرف نتصرف.
أسماء : يعني حضرتك شايف أستنى؟ ولا أسافر؟
أسامة : ما تسافريش لوحدك. لو في خطر حقيقي ممكن تقعي في مصيبة. نستنى منه خبر، ولو فيه حاجة، نتحرك سوا وبشكل قانوني.
أسماء دموعها قربت تنزل، بس مسحتها بسرعة.
أسماء : أنا مش قادرة أسيطر على نفسي، مش مرتاحة خالص، وحاسة أختي في مصيبة.
أسامة بهدوء : وأنا حاسس بيكِ ومش هسيبك لوحدك. ثقي إننا هنتصرف صح، وبالطريقة اللي تحميها وتحميك.
رنت رسالة على تليفون أسامة.
أسامة : لحظة.
فتح الموبايل، وابتدى يقرأ الرسالة، ووشه بدأ يتغير.
أسامة : دي مش رسالة تطمن خالص.
أسماء : في إيه؟ حصل حاجة؟
أسامة : صاحبي بيقولي إنه  حد راح البيت والباب اتفتح له ثواني، وسمع صوت خناق، وناس بتزعق، وبعدين الباب اتقفل بسرعة.
أسماء بصوت مخنوق : يبقى أكيد فيه حاجة حصلت.
أسامة : خلينا نجهّز، هنروح سوا، بس هنمشي بخطة.
روايات نسرين بلعجيلي Nisrine Bellaajili  
اللي بيكسرك مرة، مش لازم تديه فرصة يكسر فيك العمر كله.
قوتك في قراراتك، مش في سكوتك....
اللهم ارزقنا القوة في أضعف لحظاتنا، وامنحنا نورًا نهتدي به وسط الحيرة والضياع.
اللهم لا تجعل لأحدٍ علينا سبيلًا، واكتب لنا نصرًا يُذهل من ظنّوا بنا الضعف...
نسرين بلعجيلي 
يتبع ......

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا