رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثاني والعشرون 22 هى رواية من كتابة بتول عبدالرحمن رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثاني والعشرون 22 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثاني والعشرون 22 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثاني والعشرون 22

رواية استثنائية في دائرة الرفض بقلم بتول عبدالرحمن

رواية استثنائية في دائرة الرفض الفصل الثاني والعشرون 22

فريدة مدت إيديها على الخط الرفيع اللي باين بالكاد على الحيطة، كانت بتتحسسه ببطء، قلبها بيدق بسرعة، وأنفاسها متلاحقة، ضغطت بإيديها عليه كأنها بتدور على أي بروز أو مفتاح، بس الباب مكانش بيتحرك، كان ثابت وكأنه جزء من الحيطة فعلًا.
في اللحظة دي، سالي دخلت بسرعة وهي بتقول بصوت واطي
"فريده؟؟!! بتعملي ايه؟!!!"
فريدة قالت وهي بتبصلها بسرعة
"ده... تقريبًا باب، في باب هنا يا سالي"
سالي قربت ولمست الحيطة وقالت بذهول
"باب؟ بس ازاي؟ مش باين إنه باب أصلًا، ده كأنه حيطة عادية، باب ايه يا فريدة"
فريدة ردت بسرعة وهي بتبلع ريقها
"درجة اللون مختلفة بشعرة، لو ركزتي هتلاقي فرق بسيط، يمكن فرق درجة واحدة، بس واضح للي بيركز، وفي خط رفيع هنا كمان، حطي ايدك"
سالي بصتلها وقالت وهيا بتلمسه 
"إزاي عرفتي؟ الفرق يكاد يكون معدوم اصلا سواء باللمس أو اللون"
فريدة ردت بسرعة 
"شغلي بيعتمد على الملاحظة والدقة، لازم ألاحظ التفاصيل الصغيرة... غير كده انا عارفه الباب ده بس بيكون مختلف، ده احدث بكتير، بس مش وقته دلوقتي، ده بيتفتح إزاي؟"
سالي بصت في ساعتها وقالت بصوت متوتر
"فريدة... فاضل دقيقة! لازم نخرج فورًا."
فريدة بصت للبدل اللي شالتهم وقالت
" طب ساعديني نرجعهم مكانهم بسرعة."
اتحركت بسرعة وهي بترتب البدل في مكانها بدقة، وسالي بتساعدها، صوت أنفاسهم كان عالي، وقلبهم بيدق بسرعة جدًا.
أول ما رجعوا كل حاجة، خرجوا بسرعة من الأوضة، وسحبوا الباب وراهم بهدوء، وهم بيتنفسوا بصعوبة، ونزلوا تحت قعدوا.
سالي قالت وهيا لسه مزهوله
"لو ده باب فعلًا، إحنا قربنا جدًا."
فريدة بصتلها وهي بتحاول تخفي قلقها
"بس بيتفتح إزاي؟ أنا حاولت ومفيش فايده... صعب جدًا."
سالي قالت وهي بتفكر
"أكيد تيم مش هيسيبه يفتح بسهولة يعني، طبيعي يكون في شفرات أو نظام حماية مثلا"
فريدة قالت وهي بتتنهد
"والعمل؟"
سالي رفعت عينيها بسرعة وقالت بحزم
"هنراقبه ونشوفه بيفتحه إزاي."
فريدة هزت راسها وقالت
"ولو مش بيفتحه أصلًا؟ وبعدين هتراقبيه إزاي يا سالي؟"
سالي قالت بإصرار
"هركب كاميرات في الدريسينج وهراقبه، أنا فاضية ومعنديش حاجة، هفضل قاعدة أتابعه، يوم ورا يوم، لازم أعرف بيعمل إيه وهعرف إزاي بيفتحه، هموت من فضولي، مش قادره اصدق اني ممكن اعرف السبب اخيرا بعد كل ده"
فريدة قالت 
"أكيد هنلاقي حل... بس محتاج وقت اكيد وصبر"
سالي ابتسمت وقالت
"وليكن، المهم قدرنا نوصل لحاجة، بجد... عمري ما كنت هاخد بالي، إنتي عبقرية."
فريدة ابتسمت وقالت
"أنا أخدت بالي من فرق الدرجات، قبل ما أدخل الكلية عملولنا اختبار قدرات بيعتمد بنسبة كبيرة على الملاحظة، فكان لازم أركز دايما، الملاحظه في أبسط الحاجات أساس وظيفتنا"
سالي ضحكت وقالت
"بجد كويس، إحنا كده عدينا الجزء الأصعب."
فريدة قالت وهي بتسحب شنطتها
"فاضل المستحيل."
سالي ضربتها بخفة وقالت
"حرام عليكي يا شيخة... ليه تعقديني كده."
فريدة قالت وهي بتستعد تمشي
"والله ما أنا اللي بعقد... أخوكي اصلا أكبر معقد في الدنيا."
سالي قالت وهي بتضحك
"في دي معاكي حق."
فريدة قالت
"أنا همشي دلوقتي قبل ما حد ييجي، وخصوصًا أخوكي، مش عايزة أشوف خلقته تاني."
سالي ودعتها بابتسامة، وفريدة خرجت من البيت وهي بتتنفس بعمق، وقلبها لسه بيدق بسرعة... يمكن اخيرا هتعرف سبب عقدته وليه الشخصيه دي، والأهم ليه بيبعدها عنه.
كانت ماشيه ناحية عربيته بس قبل ما تكمل سمعت صوت باب عربية بيتقفل بهدوء، رفعت عينيها بسرعة وشافته، تيم... كان لسه نازل من عربيته، واقف بيقفل الباب وبيبصلها مباشرة، في اللحظة دي حسّت إن قلبها بيقف، وشه ثابت جدًا، ملامحه صعبة تتفهم، وعينيه السوده كانت مركزة عليها، فريدة بصت بعيد عنه، رفعت شنطتها على كتفها، وكملت بخطوات ثابتة كأنها مش شايفاه أصلًا.
راحت ناحية عربيتها بسرعة، فتحت الباب وركبت، قلبها لسه بيدق، وإيدها بتترعش على الدركسيون، دورت العربية ومشيت، وهو كان واقف مكانه بيبصلها، عينيه بتتابعها لحد ما العربية اختفت من قدامه.
بعد ما مشيت من قدامه دخل البيت، لقا سالي قاعده 
دخل وسأل ببرود وهو بيبص حواليه
"هيا فريدة كانت هنا بتعمل إيه؟"
سالي قالت وهي بتحاول تبان عاديه
"كانت جاية تقعد معايا شويه عادي."
تيم قال وهو بيهز راسه
"طيب."
سالي وقفته قبل ما يطلع أوضته وقالتله بحده بسيطه
"فيها مشكلة يعني؟!"
تيم لفلها بنظرة باردة وقال
"لاء، مجرد سؤال."
سالي قالت وهي مكتفة إيديها
"أوعى تكون ضايقتها بكلامك يا تيم، فريدة كانت جايه ليا أنا."
تيم بص بعيد وقال ببرود
"مليش دعوة بيها أصلاً، كل اللي عايزه إنها تبطل تظهر قدامي مش أكتر."
سالي بصتله وقالت وهي بتحاول تتمالك أعصابها "وهي أصلاً مش قاتلة نفسها عليك، دايمًا بتقولي إنها مش بتحب تتكلم معاك أو تشوفك، بس أوقات بتكون مضطرة، وبسبب شخصيتها الاجتماعية بتعاملك زي أي حد، مش بتتعمد تعاملك إنت بالتحديد"
سكتت لحظة وكملت
"حتى اسأل يونس على معاملتها معاه، وبسبب معاملتك معاها بقت مش حابه تشوفك أبدًا، حتى قبل ما تيجي اتأكدت إنك مش في البيت، ولما قولتلها إنك قربت توصل... مشيت على طول علشان متشوفكش."
تيم وقف مكانه لحظه، ملامحه ثابته ونظراته فضلت ثابتة عليها بدون كلمه.
لكن جواه...
كأن الكلام دخل غصب عنه، حس بضيق جواه، كلامها علق معاه رغم إنه كان دايمًا بيقول لنفسه إنه عايزها تختفي من حياته، بس فكرة إنها بتهرب منه فعلًا... كانت تقيلة على قلبه
شد نفس وهو بيحاول يطرد الأفكار دي من دماغه، عدل وقفته وقال بصوت هادي وبارد كالعاده
"تمام."
قال كلمته ومشي بخطوات ثابتة ناحية أوضته، بس جواه كانت فيه حاجه حاكماه، حاجة عمره ما حب يعترف بيها، حاجة اسمها "خوف من اختفائها فعلًا"
سأل نفسه، ليه بيعمل كده في نفسه، كل مره يحس إن وجودها بيسحبه ناحيتها غصب عنه بيحاول يهرب، يبعد، يخليها تكرهه، بس مش قادر يمنع نفسه من مراقبتها حتى لو من بعيد، مش قادر يمنع قلبه إنه يدق لمجرد إنه يشم ريحتها في المكان.
إيه اللي بيعمله في نفسه ده؟
وليه أصلاً؟
ليه مش عايش ودافن نفسه كده؟ 
كل ده بسبب وعد وعده زمان ومكانش عارف أنه هيتعذب اوي كده علشان يقدر ينفذه؟
شد نفس طويل وهو بيحاول يقنع نفسه إنه مش فارق معاه وجودها من عدمه وإنها لو اختفت مش هتفرق، وإنه عايزها تختفي، بس جواه كان في صوت تاني بيقوله العكس
عند فريده 
كانت في عربيتها لسه، طلعت موبايلها بسرعه ورنت على حسام وبعد ثواني رد بصوته العادي
"أيوه يا فريدة؟"
قالت وهي بتحاول تثبت صوتها
"ازيك يا حسام، أنا جاهزه دلوقتي... ابعتلي اللوكيشن "
سكت لحظة قبل ما يرد
"تمام، هبعتهولك دلوقتي، وهستناكي هناك."
قالت بسرعة قبل ما تقفل
"تمام، هشوفك هناك."
قفلت المكالمة، أخدت نفس طويل، فتحت المابس واتحركت مع اللوكيشن
وصلت فريدة، دخلت لوبي لفندق كبير، الديكور راقي والإضاءة دافية، ناس قليلة حواليها، كل حاجة هادية ومنظمة.
شافت حسام واقف بعيد، ماسك موبايله وهو بيبص عليها أول ما دخلت، ابتسم لها ابتسامة خفيفة وقال
" اخيرا شرفتي المكان، كنت فاكرك هتغيري رأيك في آخر لحظه"
فريدة رفعت حاجبها بخفة وقالت
"انت مكنتش بتزهق اصلا؟"
ضحك وهو بيقول
"لاء أنا مش من الناس اللي بتزهق بسهولة، خاصة لو معاكي"
قادها بهدوء ناحية ترابيزة في ركن هادي، فريدة قعدت وقالت
"المكان شيك أوي."
قال بسرعة وهو بيعدل قميصه 
"اهم حاجة تكوني مرتاحه."
قالتله بهدوء 
" الراحه مش بالأماكن الغاليه بالنسبالي" 
ابتسم وقال 
" مش مهم، ادينا بنعرف بعض"
فتح المنيو وقربه ليها وهو بيقول 
" تحبي تطلبي ايه ؟!" 
رجعتله المنيو بهدوء وهيا بتقول 
" على زوقك" 
ابتسم وقال وعينيه فيها لمعه خفيفه
" تمام، يبقى على زوقي"
اختار طلبه وعرضه عليها 
بصتله بخفة وقالت
"عادي، تمام."
سكتوا لحظة، وهي كانت بتبص حواليها، هو فضل ساكت، بس كانت عينيه عليها باستمرار، ملاحظ كل حركة منها.
قال بابتسامه واسعه
"عارفة... بقالي كتير بتخيل اللحظة دي"
رفعت عيونها وقالت بهدوء
"مفيش داعي تتخيل، إحنا هنا أهو."
ابتسم وقال
"آه... صح."
قعدوا يتكلموا كلام خفيف وحسام كان بيحاول يعرفها اكتر، وهي كانت بتجاوب عادي، وهو كان كل شوية يحاول يفتح كلام تاني، بس بيرجع يغيره بسرعة لو حس إنه هيكون تقيل عليها.
الأكل جه والجرسون حط الأطباق بعناية على الترابيزة.
حسام قال وهو بيشاور على الطبق
"جربتي ده قبل كده؟"
فريدة هزت راسها بالنفي وقالت وهي بتمد إيدها بالشوكة
"لاء، بس ريحته حلوة."
ابتسم وقال
"ده من الحاجات اللي بحبها هنا، لو معجبكيش قوليلي نطلب حاجة تانية."
قالت وهي بتضحك ضحكة خفيفة
"مش للدرجادي يا حسام، مفيش داعي"
ابتسم وهو بيحرك شوكته في طبقه وقال بسرعة وكأنه بيحاول يغير الكلام
"بس بجد، حابب إنك تكوني مرتاحة."
فريدة بدأت تاكل بهدوء، ومرة تبص للأكل ومرة تبص للي حواليها، وهو كان بيبصلها أوقات، وأوقات يبص في طبقه عشان ميحرجهاش، لكن عينيه كانت بتلمع كل مرة يشوف ضحكتها الخفيفة أو نظرتها السريعة له.
حسام قال بعد لحظة صمت
"على فكرة... وجودك هنا النهاردة فرق معايا."
فريدة بصتله، شافت نظرة صادقة في عينيه لكنها بسرعة ردت بابتسامة صغيرة وقالت
"المهم تكون مبسوط، بالرغم من إني نفسي أعرف سبب المقابلة."
اتوترت ملامحه للحظة، بس حاول يخفي توتره وقال بسرعه وهو بيعدل قميصه
"عادي... يعني احنا صحاب زي ما قلتلك قبل كده، وانتي بجد مهمه."
بصتله باستغراب فلحق نفسه بسرعة وقال وهو بيحاول يضحك بخفة
"قصدي، وجودك يعني بيكون مهم، بحس إنك بتدي إينيرجي لكل اللي حواليكي"
ابتسمت ابتسامة خفيفة جدًا، وقالت بصوت دافي
"شكرًا يا حسام بجد."
سكت لحظة، وبص بعيد وهو بيحاول يسيطر على ارتباكه، فضل ساكت بعدها وشوية بشوية رجع يفتح كلام عادي عن شغلها وعن حاجات بسيطة عنها، كان واضح إنه مبسوط، لأنه أخيرًا قابلها بعد كل المحاولات.
بعد شويه فريده بصت في ساعتها وقال
" اتأخرت، بجد شكرا على كل حاجه، كان يوم جميل"
حسام ابتسملها، ونظراته كان فيها حاجة دافية وهو بيقول
"أنا اللي بشكرك إنك وافقتي تيجي، ومبسوط إنه كان يوم حلو بالنسبالك"
خرجوا من المكان، اتمشوا شوية لحد العربية، حسام بصلها وقال
"خلي بالك من نفسك.. وابقى طمنيني لما توصلي."
قالت وهي بتفتح باب العربية
"حاضر... شكرًا يا حسام."
ابتسم وهو بيحاول يثبت ملامحه وقال
"يومك سعيد يا فريدة."
ركبت العربية وقبل ما تتحرك، بصت في المراية الجانبية، لقته واقف لسه في مكانه، بيبص للعربية، فحركت العربية بهدوء ومشيت.
تاني يوم 
فريدة كانت في شغلها، واقفة عند الكاونتر في المستشفى، سرحانة وهي بتقلب ملفات في إيدها من غير تركيز.
جت يسر جنبها وسألتها
"مالك؟ في إيه؟"
فريدة مردتش، لسه سرحانه لحد ما يسر خبطتها في كتفها وقالت بحزم
"فريدة؟"
فريدة رفعت عينيها ليها وقالت بصوت واطي
"إيه؟ بتقولي حاجة؟"
يسر زفرت
"إيه اللي واخد عقلك؟"
قالت وهي بتحاول تبتسم 
"مفيش... كنت بفكر في حاجة، ف إيه؟"
يسر قالت بنظرة قلقة
"شايفاكي من الصبح مش على بعضك."
ضحكت فريدة ضحكة قصيرة وقالت
" مفيش حاجه بجد، سيبك مني دلوقتي... قوليلي، عاملين إيه في البيت؟ وإنتي عاملة إيه؟"
سكتت يسر لحظة، وبصت في الأرض قبل ما تقول
"التفكير مش سايبني في حالي... مفيش أي أخبار عنها، وعدى أكتر من شهرين أهو... محدش قادر يجيب سيرتها في البيت عشاني، بس أنا أصلاً مش ببطل أفكر فيها، وبفكر ليه عملت كده؟ ليه بصتله هو؟ واشمعنا هو؟"
صوتها بدأ يتهز وهي بتكمل
"ولو هو عايزها هيا، ليه مجالهاش هيا من الأول؟ ليه يعملوا فيا كده؟ ويا ترى هي دلوقتي عايشة إزاي؟ هو أصلاً مش مسؤول بما فيه الكفاية، ومستحيل يقدروا يكملوا لوحدهم، وأمه وحشة أوي يا فريدة... مش عارفة إزاي قدرت تعمل كده، خصوصًا لو هي راحِتلها، هتهينها جامد لأنها خلاص معندهاش أهل ممكن يقفوا ليها."
فريدة بصتلها وقالت بهدوء
"طب وإنتِ هتعملي إيه يعني؟ هو إنتي اللي قولتلها تهرب معاه؟ هي مش هتستحمل وهترجع اكيد"
يسر رفعت عينيها بسرعة وقالت
"هترجع إزاي يا فريدة؟ إنتي متخيلة إنها هترجع عادي كده؟ أنا مش عارفة هي ممكن تعمل إيه أصلاً."
قبل ما ترد، سمعت فريدة صوت يونس وراهم بيقول بخفة
"هاااي."
لفت بسرعة وقالت بدهشة
"يونس!"
ابتسم يونس وقال
"فريدة، مش عايز أفضل بالبتاع دي، فكيهالي بقى عشان خاطري."
يسر بصت لفريده وقالتلها
"هسبقك أنا طيب."
يونس بصلها بسرعة وقال 
"إيه ده! عسر! إزيك؟ مخدتش بالي إنك واقفة."
يسر بصتله بقرف ومشيت، فريدة قالتله وهي بتحاول تخفي ضحكتها
"بطل بقى ترخم عليها."
يونس رفع حاجبه وقال
"هي معندهاش لسان ولا إيه؟ مفيش غير نظرات بس!"
فريدة قالت
"فكك منها، قول كنت عايز إيه؟"
قال بسرعة
"عايز أفك البتاع ده، لما ماما شافته عملتلي فيلم، بالرغم إني حاولت أداري والله"
فريدة رفعت حاجبها وقالت
"تشيل إيه يا حبيبي؟ إنت لسه عامله من يومين، بطل هبل."
قالها بتذمر
"مش طايقه يا ستي، أعمل إيه؟"
ردت عليه
"استحمله بقى، بعد شهر ولا حاجة أبقى أفكه."
قال بتنهيدة
"نفسي في جسم ضد الكسر بجد، علشان أقدر أعيش حياتي طبيعي."
ضحكت فريدة وقالت
"إنت مش بتستخدم البروتكتيف بادز اللي بتحطهم قبل ما تسوق يحموك؟"
قال بسرعة
"لاء طبعًا، الحرية غير."
قالت بابتسامة
"هي غير فعلاً، بس كده إنت مش حر بالدرّاع ده."
رد وهو بيغير الموضوع
"فكك مني، مالها صاحبتك دي زهدت الدنيا كده ليه؟"
سألته 
"مين؟ يسر؟"
رد
"آه هي عسر."
ضحكت وقالت
"فاكر صاحبتي اللي كنت رايحة أحضر كتب كتابها قبل كده؟"
يونس فكر شوية وقال
"آه فاكر."
فريدة قالت
"كانت هي."
قال وهو بيحاول يفتكر
"وقولتي إنه متمش؟"
هزت راسها وقالت
"آه متمش... علشان أختها هربت مع خطيبها."
يونس قال بصدمة
"ده بجد؟! قولتي الجمله خبط لزق صدمتني"
قالت وهي بتزفر
"أمم... شوفت بقى ظروف الناس صعبة إزاي؟ يعني لو أخوك مثلاً هرب مع خطيبتك، شوف ممكن تعمل إيه."
ضحك يونس وقال بثقة
"الحمد لله تيم عمره ما يعمل كده، أصلاً مش بيتعامل مع أي بنت، يقوم يوم ما يتعامل، يتعامل مع خطيبتي أنا مثلًا؟"
قالت وهي بتبص بعيد
"كل واحد وظروفه بقى."
عند ياسمين
كانت بتزعق، صوتها عالي وهي واقفة في نص الصالة الصغيرة
"يعني إيه يا محمد؟! أنا مش قادرة أشتغل وظيفتين طول اليوم، وانت رامي كل حاجة عليا!"
محمد كان قاعد على الكنبة، حاطة إيده على راسه، وقال بصوت مخنوق
"هتسيبي الشغل يعني؟ هتسيبي الشغل وإحنا يادوب مكملين الإيجار والأكل بالعافيه؟"
ياسمين قالت بصوت اعلى
"أنا مش هقدر، فاهم؟! مش هقدر، أنا بشتغل شيفتات طويلة وبروح مهدودة، وإنت... إنت مش قادر تكمل في وظيفه حتى، دي مبقتش عيشه "
قال بملل
" هتصرف في البيت يا ستي بس بلاش تسيبي الشغل"
كانت هترد، بس الباب خبط فجأة.
ياسمين بصت للباب بقلق وقالت
"مين ده دلوقتي؟"
قامت تفتح الباب وهي بتزفر، اتصدمت لما شافت أم محمد واقفة قدامها وبتبص لياسمين بنظرة كلها احتقار.
قبل ما ياسمين تلحق تستوعب، أم محمد زقتها ودخلت البيت وقالت ببرود
"وسعيلنا يختي."
ياسمين وقفت مصدومة مكانها، محمد أول ما شاف أمه ابتسم، جري عليها وهيا حضنته بشدة، قالت وهي بتبعد عنه وبتبصله
"إنت خاسس كده ليه يا ضنايا؟ هي مش بتأكلك؟ قول يبني، مش بتاكل كويس؟"
محمد قال بسرعة وهو بيحاول يهدي الموقف
"أنا كويس يا أمي."
أمه بصتلها بقرف وقالت بصوت عالي
"كله من البومة دي، هي السبب في كل اللي إنت فيه!"
ياسمين فتحت بقها علشان ترد، لكن محمد بسرعة قال
"ياسمين...مش هنقدر ندفع إيجار البيت أكتر من كده... هنروح نعيش مع ماما في البيت"
صدمتها كانت فعلا كبيره منه، أمه قالت بشماتة
"وأنت كمان بتعرفها يا ضنايا؟ دي حرمتك مني كل الفترة اللي فاتت، قال ايه؟ مش هتقدر تعيش مع حد، بتشرط عليك، ودلوقتي هتقدر تتكلم أصلًا ولا تعترض؟ مش ناقص غير الفلتانه"
ياسمين قالت بغضب وصوتها بيترعش
" هو في ايه؟ انتي مفكره نفسك مين علش..." 
محمد قاطعها بصوت عالي
" ياسمين؟!"
صرخت ياسمين
"ياسمين إيه وزفت إيه؟! إنت بتقول إيه؟!"
أم محمد قالت بسخرية وهيا بتحط إيدها في وسطها
"اللي سمعتيه يا ضنايا... ولو مش عاجبك، الباب يفوت حمار، ده لو عرفتي تروحي فين أصلًا، مش هتلاقي حد يلمك غير ابني"
فضلت ياسمين واقفة مكانها، ودموعها على وشك النزول، ومفيش غير صوت نفسها العالي اللي كان مالي المكان، ومحمد واقف مش قادر يبص في وشها.
عند فريده 
كانت راجعة البيت، وصلت، وهيا بتركن عربيتها لمحت عربية غريبة راكنة، عرفت أن في حد عندهم.
دخلت البيت بسرعه بس كان في هدوء، دخلت الصاله، بس شافت شخص مكانتش مستعده تشوفه ابدا وحست بالضيق...
يتبع......

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا