رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والعشرون 27 بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والعشرون 27 هى رواية من كتابة مريم محمد رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والعشرون 27 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والعشرون 27 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والعشرون 27

رواية هيبة نديم وليلي بقلم مريم محمد

رواية هيبة نديم وليلي الفصل السابع والعشرون 27

_ أين أنت _ :
أخيرًا نطق لسان "نديم".. بكل برودة أعصابٍ ردد:
-تمام يا حضرة الظابط.. سليمان بيه عنده حصانة ومحدش يقدر يتهمه.. تمام
لكن رياض بيه بقى. أنا بتهمه بالتعدّي عليا في بيتي إنهاردة والكاميرات مصوّراه. وكمان بتهمه بخطف بنت عمي
ومش هامشي من هنا إلا وهو سابقني على قسم الشرطة عشان أحرر ضده بلاغ رسمي!
ران الصمت المطبق من حوله ..
اعتلت ثغره ابتسامة بالكاد تُرى، بينما نظرة مستوحشة راحت تمسح مناظرهم بهدوءٍ فتّاك، آل"نصر الدين" قد بوغتوا حقًا ..
جميعهم يحدقون به كأنما على رؤوسهم الطير، ثم تبادلوا النظرات فيما بينهم، حتى قال "زين" رافعًا أحد حاجبيه وهو يخاطب جده باقتضابٍ:
-وماله يا جدي. مافيهاش حاجة.. هاتيجي معايا في عربيتي ونروح القسم كلنا ..
وأدار رأسه ناظرًا مباشرةً إلى "نديم" وتابع:
-ونحرر المحضر في مكتب مروان بيه. ده ليا في ذكريات.. كان مكتبي في يوم من الأيام.
انبعث صوت "رياض" ثابتًا جامدًا كالصخر:
-إللي تشوفه يا ولدي.. إللي تجول عليه هانفذّه.
أومأ "زين" آخذًا بيد جده، تبعهما "سليمان نصر الدين" قائلًا:
-أنا جاي معاك يا عمي.. ماتجلجش.
كان "نديم" رافعًا بصره لأعلى، صوب إحدى النوافذ، خيّل إليه أن طيفها ربما مرّ هناك، ظل يحدق لبرهةٍ، حتى أحس بيد عمه تشدّه برفقٍ وسمعه يقول بصوته العصبي:
-يلا يا نديم!
أدار رأسه رامقًا إيّاه في صمتٍ هادئ.. ثم سار معه مستبقًا البقيّة إلى سيارته ...
__________________________________________________________________
حالة إنهيارٍ تام ألمّت بها ..
بمجرد أن لفت نظرها طيفه عبر زجاج النافذة المقوّى، قفزت عليها محاولة فتحها، لكنها مغلقة بإحكامٍ، ضربت اللوح الزجاجي بيديها ورجليها، أصابها الجنون وهي تراه بالأسفل ..
إنه هنا، جاء لأجلها، لكنها لا تقدر على بلوغ ذلك المعتقل لتصل إليه ...
-نـديــــــــــــم.. نــديـــــــــــــــــم.. نـــديـــــــــــــــــــــــم.. أنا هنــــااااااااااااا. يا نــديــــــــــــــــــــــــــــــم ...
لكن لا حياة لمن تنادي ..
لا يسمعها، لا يراها!
لم يكن وحده، كان أبيها بجواره، لكنها لم تنادي، لم تصرخ إلا بأسمه ..
لكنه أبدًا لا يسمعها ..
حتى رأته يرفع رأسه فجأةً متطلعًا ناحيتها، تقسم أنه نظر إليها، فأشرقت عيناها بسعادة وهي تتقافز بمكانها صارخة بأسمه أشدّ ..
إلا أنه ما لبث أن أشاح بوجهه مغادرًا برفقة أبيها، غادر ببساطة، وغادرت الشرطة معه، وبقيّة هؤلاء الذين يدّعون أنهم أهلها ..
تفاقم إنهيارها حتى سقطت فوق الأرض مجهشة ببكاءٍ مرير، لا يمكنها أن تصدق مدى بشاعة الكابوس الذي تعيشه، كابوسٍ لا تستطيع الصحو منه ..
___________________________________________________________________
كان البيت هادئًا.. حتى عندما وفدوا إليه رجلا بيت آل"الراعي" مطالبين بربيبتهما ..
إلا إنه الآن كان أبعد ما يكون عن الهدوء، ولو كان ظاهريًا!
اقتحمت القصر بعد رحيل كباره بدقائق قليلة، ابنة الكهل الكبرى، وتدعى "غنيمة" ..
جاءت برفقتها بضع من النسوة، وشاب عشريني يرتدي الزّي الصعيدي، جلباب داكن وشالٍ من الصوف ألقاه حول عنقه ..
استقبلتها السيدة "رؤيا" والدة "زين" بحفاوةٍ يغلفها القلق:
-أهلً أهلًا يا حجة غنيمة.. القصر نوّر يا حبيبتي.
-بوي فينه يا رؤيا؟ .. سألتها "غنيمة" محتدة قبل أن تستهلّ أيّ كلام
جاوبتها "رؤيا" بثباتٍ مفتعل:
-الحج رياض راح مشوار مع سليمان وزين ابني.. مش هيأخروا يا حبيبتي. على ما تطلعي أوضتك ترتاحي وآ ا ..
-مافيهاش راحة! .. قاطعتها "غنيمة" للمرة الثانية بحدة أكبر
أجفلت "رؤيا" ملقية نظرة صوب "شهد" ابنة صهرها "سليمان" والخطيبة المتوقعة لـ"زين" قريبًا ..
-فين بت دهب؟
عاودت "رؤيا" النظر نحو "غنيمة" قائلة بتوتر:
-فوق يا حجة.. أوضتها فوق جنب أوضة الحج رياض.
أومأت "غنيمة" مرارًا، ثم نظرت إلى ابنها قائلة بصرامةٍ:
-مشّي يا كرم. كلّم جدك شوفه فين وروحله.. إللي هايجرى هنا ماينفعش راجل يحضره. ده شغل حريم.
أطاعها "كرم" مرددًا بصوته الغليظ:
-أمرك ياست الناس.. بالإذن.
واستدار مغادرًا  ..
بينما تتطلّع "رؤيا" إليها متسائلة بإجفالٍ مستمر:
-خير يا حجة. فهميني إيه ده إللي هايحصل؟ ومين الستات دول؟
غنيمة بحزمٍ: مالكيش صالح يا رؤيا. ده بيت النصراوية. يعني بيتي. وكل إللي فيه يلزمني. تجعدي وتتفرجي وماسمعش صوتك. مهما شوفتي ولا سمعتي.. مفهوم؟
تسمرت "رؤيا" عاجزة عن الرد، لتهدر بها الأخيرة زاجرة:
-مـفهـــوم؟؟؟
أنتفضت "رؤيا" مفزوعة وهي تردد:
-مفهوم يا حجة. مفهوم طبعًا.. البيت بيتك انتي حرة!
شمخت "غنيمة" بأنفها دون أن تحيد عنها، ثم نظرت نحو "شهد" قائلة بلهجةٍ آمرة:
-بت يا شهد.. اطلعي جِدامي.. وديني لبت دهب.
شهد ببراءتها المتكلفة:
-حاضر يا عمتي.. أتفضلي معايا.
وتقدّمتها "شهد" نحو الدرج، تبعتها "غنيمة" معها النسوة ذوات الأردية السوداء، بينما بقيت "رؤيا" بالخلف تدعو وتتضرّع بأن يمر هذا اليوم بخيرٍ وسلام ..
إلا إنها تشك.. في وجود امرأة جبّارة كـ"غنيمة".. فإن أبيها بكل ما يملك من سلطة وبطش.. لكنه أحيانًا كثيرة لا يقدر عليها ..
فما بال المسكينة.. "ليلى"!!!
______________________________________________________________
لم تكن "ليلى" قد أدركت بعد ما يدور حولها ..
جسدها ما زال غارقًا في آثار الخطيئة، وروحها ممزقة بين ذنبٍ لا تعرف كيف ارتكبته، وخوفٍ لم تختبره بهذا الشكل من قبل، لم تمضِ سوى ساعات منذ نُزعت من بيت الأب الذي احتضنها لسنواتٍ، واقتيدت عنوة إلى بيت الجدّ الذي لم تره من قبل ..
والآن وأخيرًا.. ينفتح عليها باب الغرفة الموصد من الخارج كما تُفتح بوابة إلى الجحيم ..
دخلت سيدة متشحة بالسواد أولًا، وجهها جامد، هرِم، ملامحها غليظة وقاسية، محيّاها لا يحمل أيّ أثر للشفقة ..
خلفها ثلاث نسوة، تتشابه وجوههن في التجاعيد والغلظة والعيون الخالية من الرحمة!
قالت السيدة بنبرة قاطعة:
-إجفلي الباب يا أم سعيد!!
أُغلقت إحداهن الباب، وانسحب الضوء الأخير من الخارج، وظلّت "ليلى" جالسة بمكانها أسفل النافذة، تنظر إليهن وكأنها ترى أشباح وليس بشر ...
-إنتي.. إنتي مين؟ .. تساءلت "ليلى" وهي تتحامل على نفسها لتقوم واقفة
اقتربت منها خالتها في الواقع، ثم قالت وقلبها كأنه حجر:
-أنا غنيمة. بت العمدة رياض البكرية. فخره وشرفه. أنا كبيرة البيت ده بعد أبوي.. أنا إللي جدرت أمسح عار أختي بجوزي وعيالي. أنا خالتك للأسف. وجيت أمسح عارك انتي كمان. أدام أبوي مصمم يرجعك.
هزت "ليلى" رأسها وهي تبسط كفّها فوق بطنها غريزيًا في حركة دفاعية:
-أنا ماعرفكيش! انتي مش خالتي. أنا ماليش خالات ..
غنيمة بسخرية: ياريت كان صوح.. بس هانعمل إيه؟ قدرك. زي ما هو قدر إللي في بطنك يموت على يدي أنا!
عبست "ليلى" بشدة مرددة بحدة:
-هو مين ده إللي يموت يا ست يا مجنونة انتي؟ طب جرّبي تقربي لي كده. ده أنا أكلك بسناني. إللي بتتكلمي عنه ده يبقى إبني. أنا ليلى مهران الراعي يا شوية مجانين. مرات نديم الراعي. وإللي في بطني ده ابنه وإبني!!!
ضحكت "غنيمة" وهي تقول بازدراءٍ:
-إبنك؟ ولد الحرام أكرم له يموت. يا خاطية. كنّي باصّة لدهب. طالعة شبه أمك يابت في كل حاجة. وفاجرة كمان كيفها!
لم تحتمل سماع المزيد من الترهات، همّت "ليلى" بالهرب، لكن النساء حاصرنها كجدار من اللحم الغليظ ..
حاولت أن تفلت من بين أيديهن، دفعت واحدة بذراعها وهي تصرخ:
-ابعدوا عني! أنا حامل!
صاحت خالتها وهي تشير نحوها بلا أدنى شفقة:
-مسكوها كويس. ماعيزهاش تفلفص منيكم ..
أمسكت بها واحدة من الخلف وقد أفلحت بأن تطرحها أرضًا، شدّت ذراعيها بقوة حتى شعرت "ليلى" وكأن كتفها سينخلع، بينما الأخرى أمسكت بساقيها لتمنعها من الركل ..
لم تتوقف "ليلى" عن الصراخ، جسدها يُشدُّ في الاتجاهات كلها، يؤلمها، ولكنها لا تكترث سوى لتلك الحياة الصغيرة التي تحملها في أحشائها، أرادت لو تفديها بعمرها، أن تموت هي أولًا قبل أن يمسس جنينها سوء ...
-سيبوني.. حرام عليكوا.. أنا عملت إيه.. أنا ماعرفكوش.. سـيبووووونـي ...
بدأت إحداهن تفتح كيسًا صغيرًا، وتخرج منه أداة معدنية ملتوية، صدئة بعض الشيء، تلمع تحت الضوء الخافت للغرفة، ومعها زجاجة بها سائل غريب الرائحة ..
اقتربت منها، والسيدة "غنيمة" تمسك بوجه "ليلى" وتجبرها على النظر في عينيها قائلة بصوتها الغليظ:
-اسمعيني كويس.. إللي هايحصل دلوق هاينجدك من مصير لو كان بيدّي كنت صممت عليه. إللي في بطنك هايموت بدالك. وتحمدي ربك.. ده مش جتل. ده تطهير!
صرخت "ليلى" مرةً أخرى بصوت كأن قلبها ينفجر عير حنجرتها:
-لأ. لأااااا مش هايموت. موتوني أنا الأول. موتوني أنا. يا نـديــــــــم ..
لكن صوتها لم يجد سبيلًا للوصول خارج جدران الغرفة المغلقة ..
أحسّت بيد القابلة وهي ترفع ساقيها، وتمسك الأخرى بالسائل وتسكبه بين فخذيها، سائل حارق، بينما "ليلى" لم تتوقف لحظة واحدة عن المقاومة بشراسة، بكل ما أوتيت من قوة ..
لكن أين قوتها الضئيلة من قوة سواعد النسوة البدينات المخيفات؟
-وجع يوم أرحم من فضيحة عمر! .. قالتها "غنيمة" بقساوة
ثم أعطت الإشارة بالبدء ..
وسط صراخ ليلى وارتجاف جسدها كله. كان الألم لا يُحتمل، عنفٌ بدائي، وحقد لا تفسير له، وصرخات تتكرر حتى اختلطت بالدم والدوار والغثيان، بينما صرختها الأخيرة تضج بالغرفة كلها:
-نـــديــــــــــــــــــــــــــــــــم!
يتبع ....

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا