رواية بنات الحارة الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم نسرين بلعجيلي
رواية بنات الحارة الفصل التاسع والعشرون 29 هى رواية من كتابة نسرين بلعجيلي رواية بنات الحارة الفصل التاسع والعشرون 29 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية بنات الحارة الفصل التاسع والعشرون 29 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية بنات الحارة الفصل التاسع والعشرون 29
رواية بنات الحارة الفصل التاسع والعشرون 29
حامد كان قاعد قدام البيت على الرصيف، ماسك حجر صغير في إيده بيلعب بيه في الأرض، ووشه في الأرض.
الحاج عثمان عدى عليه، وقف قدامه وقال : مالك يا حامد؟ وشك باين عليه همّ قد كده.
حامد رفع وشه بالعافية وقال بصوت واطي : أنا مكسور يا حاج عثمان، أنا راجل وعيب يتقال عليا كده بس، أنا مكسور.
الحاج عثمان قعد جنبه وقال : ليه يا راجل؟ خير؟ عشان اللى حصل؟
حامد اتنهّد وقال : البنت بنتي اليتيمة سايبها تاكل عيش مُر في بيتها، وسايب الولية تعمل فيها اللى هي عايزاه وأنا واقف باتفرج.
الحاج عثمان : ما هو إنت اللي سايبها يا حامد، البت محتاجاك توقف جنبها، تشيل عنها، مش تدي ظهرك وتمشي.
حامد : أنا غلطان، والله العظيم غلطان، كنت باقول أسكت، أمشي البيت، بس السكوت دمر كل حاجة، ودمرني أنا قبلها.
الحاج عثمان حط إيده على كتفه وقال : ما هو يا حامد الراجل لما يسكت على الظلم يبقى مش راجل. إحنا عارفين إن قلبك طيب، بس الطيبة ساعات بتوجع أكتر من القسوة.
حامد دمعة وقعت من عينه وقال : نفسي أرجع الزمن و أوقف صفيه عند حدها، بس خلاص فات الأوان.
الحاج عثمان : لا والله ما فات، طول ما انت عايش تقدر تصلح. قوم يا راجل، قوم لزينب وبوس راسها، وقولها أنا معاكِ عشان اللى مامعهوش غير أبوه، يبقى يتيم مرتين لما أبوه يسيبه.
حامد بص للحاج عثمان بعين مكسورة وقال : هاروح لها، هاروح لها وأقولها سامحيني.
الحاج عثمان قام وقال : يلا قوم، الراجل مايتعزش غير قدام الحق، وزينب حقها عليك قبل أي حد.
حامد مسح دموعه وقام، لكن خطواته كانت ثقيله،، قلبه مليان ندم، ولسانه ثقيل مش عارف يقول لزينب إيه بعد العمر ده كله.
نسرين بلعجيلي
في غرفة زينب بعد ما شافت صفية وفي إيديها الإزازة.
زينب : عايزه إيه؟
صفية لاحظت خوف زينب.
صفية : تروحي بكره معايا عند شيخ الجامع وتقولي قدامه إنك متنازله عن حقك وإنك مسامحة في جهازك لأختك.
زينب : أنا مش فاهمه ماله شيخ الجامع بالموضوع ده.
صفيةة: أيوة أيوة، إعمليوهم عليا.
زينب : أنا والله ماعرفش حاجه.
صفية : هصدقك مش مشكله. يرضيكِ بيت أختك يتخرب وإنهم يروحوا يجيبوا ليا البوليس ؟ طالبين مني أرجع الفلوس، يبقى تروحي معايا وتتنازلي.
زينب فضلت ساكته شويه و حست إن فيه حد بيحاول يفتح الباب بحركة سريعة اخدت تليفونها من على الأرض ، ضغطت على المكالمة الجماعية في شات 4 Cats.
أول واحده فتحت كانت رحاب.
زينب أول ما شافت المكالمة اتفتحت، وقفت بسرعة وخبت التليفون تحت المخدة.
زينب : ومين قالك إني مسامحه في جهازي؟
صفية ضحكت بغل : لا يا حبيبتي، هتسامحي غصب عنك وإلا أشوه وشك. عارفة اللي في إيدي ده؟ دا مية نار، أصبه عليكِ يخلي وشك يتشوه. كده كده إنتِ وحشة، لما أصبه عليكِ تبقي أوحش. وكده ضمنت إنك مش هتتجوزي. أصله مين هيتجوز واحدة وشها محروق.
رحاب إتجننت أول ما سمعت الكلام ده، ونزلت تجري من البيت وهي فاتحة السبيكر والتليفون في إيدها. كانت لابسة بيچامة حملات Hello Kitty قصيرة وواصلة لركبها.
نزلت تجري وعدّت على القهوة اللي كان عليها شباب الحارة واقفين. كلهم شافوها وهي بتجري بجنون.
جمال وقف وقال : في إيه؟ مالها البت نازلة كده؟
حسن قال وهو مستغرب : شكل فيه مصيبة، بص البنات كمان بيجروا وراها، صفاء ونورهان لابسين عبايات وشكلهم يخض.
حسن وقف نورهان في نص السكة
حسن : في إيه؟؟
نورهان وهي بتلهث : إلحقونا، صفية عايزة تحرق زينب بمية نار.
أول ما سمع جمال الكلام، جري بأقصى سرعته ناحية بيت زينب.
رحاب وهي بتطلع السلم بسرعة، قابلت حامد.
رحاب : بسرعة، صفية هتحرق بنتك.
الحاج عثمان كان شايف الكل بيجري في الحارة، وابتدى يحس إن فيه مصيبة.
رحاب فضلت تخبط على الباب بكل قوتها، وأسماء كانت في سابع نومة و مش حاسة بحاجة.
ما صفيه سرقت نسخه المفتاح اللي كانت مع حامد مخبيها لي الطواريء
صفية سمعت خبط الباب وعينيها لمعت بالشر.
صفية : هتنزلي ولا عايزاني أعمل اللي أنا ناوية عليه؟ ولا بلاش كلام، أنا هعمله وخلاص. أنا مش فارق معايا حد، لا حارجع فلوس، ولا طايقة أبوكِ ولا الحارة دي كلها.
أنا هامشي، بس لازم ابرد ناري منك.
في اللحظة دي، أسماء صحيت على صوت الدوشة وجريت تفتح الباب، إتصدمت أول ما شافت الكل واقف برا.
رحاب جريت على باب أوضة زينب، صوتها بيترعش من القلق والخوف.
جوه، صفية كانت واقفة قدام زينب وعينيها كلها حقد.
صفية : عارفة، كان نفسي أعمل ده في أمك، كان نفسي أحرق وشها اللي كانت فرحانة بيه، بس أهي راحت بعد ما اتعذبت.
زينب بصتلها بذهول وقالت : ياااااه! كله ده سواد في قلبك على أمي؟ شكلها كانت أحلى منك بكثير.
صفية بصوت كله غل : هي مين اللي أحلى مني؟ أمك كانت شحاته وجات هنا تدرس، عارفة ليه أنا ما خلتكيش تكملي تعليمك؟ علشان ما تبقيش زي أمك.
برا، حسن قال وهو متعصب : نكسر الباب.
أسماء لمحت رحاب وهي لابسة بيجامة قصيرة، فدخلت بسرعة الأوضة تجيب لها حاجة تسترها قبل ما الحارة كلها تتلم.
جمال كسر الباب في اللحظة اللي كانت صفية شايلة فيها الإزازة، عينيها كلها شر وغل، والنية السودة متعلقة في وشها.
رحاب صرخت بأعلى صوتها وجريت نطت على صفية، في لحظة الإزازة وقعت من إيدها، واتدلدق شوية من مية النار.
في جزء من الثانية، الشر طلع يرتد مية النار طارت على إيد صفية، الشرخ بتاع السائل وهو بينزل على جلدها كان بيسمع كأن نار بتنزل على شحمة جلد حي.
و فجأة...
صفيه : آآآآاااه، آآآآاااه، يا إيدي، يا لهوي.
صوتها كان عالي، وجلدها بقى أبيض مش طبيعي، وفي لحظة المية اللي فوقه بقت دم، الجلد بيتهرى، وريحتها، ريحة الجلد المسلوخ مالية الأوضة كلها تخنق النفس.
رحاب وقعت على الأرض، باصة ليها والرعب مالي عينيها.
زينب متجمدة مكانها، دموعها نازلة، والمخدة لسه في حضنها.
جمال كان واقف مشدوه وقال بصوت متوتر : مَيّة بسرعة، هاتوا مَيّة يا ناس.
نورهان جريت من المطبخ وجابت كوبايه مية وسكبته على إيدها، المية نزلت مليانة دم وجلد ميت، الريحة بقت كأنها موت جوة الأوضة.
صفية كانت بتعيط وصوتها بينقطع : إيدي راحت، إيدي بتتحرق، أنا بولع يا ناس.
أسماء كانت بتترعش، مش عارفة تعمل إيه. صوت صفيه كان كإنه طالع من قاع جهنم.
الحاج عثمان طلع فوق ولقى الحارة متجمعة وقال بصوت كله رجولة : عربية تاخذها على المستشفى فوراً، دي مش هتستحمل، دي نار ربنا نزلت عليها قبل نار جهنم.
جمال شالها بالعافية، وهي عمالة تعيط وتصرخ : يا إيدي، يا وجعي، إلحقوني أنا هموت.
الحارة كلها سكتت، ماحدش قادر يتنفس، كله بيبص للمنظر. زينب كانت مرعوبة، ماسكة في المخدة كأنها كانت هتتدمر.
رحاب بصت لزينب وقالت بصوت بيترعش : ربنا كبير، شُفتِ؟ الشر عمره ما بيكسب.
الحارة كلها بقت بتوشوش وعيونها في الأرض.
في اللحظة دي الكل فهم إن ربنا ما بيسيبش، واللي بيفكر يأذي حد، الشر بيرتد عليه.
الحق بيجي حتى لو اتأخر، بيجي ثىقيل ويعرف طريقه كويس.
زينب كانت في حالة صدمة ورهبة وخوف، وكانت بتترعش.
بعد ما نقلوا صفية المستشفى، راح معاها حامد والحاج عثمان.
هاجر عرفت باللي حصل، ونزلت على شقة زينب، لقت البنات واقفين جنب زينب.
هاجر : حرقتِ أمي يا زينب؟ للدرجة دي بتكرهيها؟ عايزة تكسري فرحتي وأنا فرحي بكره؟ حرام عليكِ.
رحاب : إنتِ بتقولي إيه؟!
هاجر : اللي بيتقال في الحارة، وأنا بقولها كده: إنتِ يا رحاب اللي حرقتيها.
رحاب قامت بسرعة، وراحت ماسكة شعر هاجر وقالت : يا بت إنتِ طالعة شيطان زي أمك اللي وقعت في شر أعمالها. دي كانت هتحرق وش أختك زينب، بدل ما تعيطي وتروحي ورا أمك المستشفى، جاية تِتِّهمي الناس بالباطل؟! لا ولسه بتفكري في الفرح كمان.
صفاء قربت من رحاب وقالت : سبيها يا رحاب.
نورهان : إصحي يا هاجر، أمك شيطان، إتهجمت على زينب وكانت عايزة تحرقها.
هاجر : بس دلقتوا عليها مية نار.
رحاب : غوري يا بت من هنا، روحي ورا أمك، يلا إطلعي من هنا.
هاجر فضلت واقفة لوحدها، وبعدين طلعت من الشقة.
البنات طلعوا زينب من الأوضة اللي ريحتها بقت وحشة.
في المستشفى
الممرضين بيحاولوا يمسكوا إيدها بالعافية عشان يضمدوا الحروق،
وهي مش قادرة تسكت، بتصوت وتلعن وتدعي على الكل.
صفيه : آه يا إيدي، آه يا ولاد الحرام، آه يا بنت الكلب يا زينب،
دي نحس، دي وشها وحش دي بومه . يا ناس أنا هتشل.
الدكتور جه بسرعة وقال للممرضة.
الدكتور : الإسعافات الأولية بسرعة، الحرق من الدرجة التانية، جهزوا عشان نعمل تنظيف للجرح، وإياكم حد يسيبها تلمس الإيد دي تاني.
صفيه دموعها سايلة وصوتها بيقطع.
صفيه : مش أنا اللي كنت عايزة أعمل فيها كده، والله العظيم كنت بهددها، البت دي نحس.
حامد كان واقف بعيد، ووشه كله غل وقرف.
حامد : ما إنتِ شيطانة، شيطانة زي قلبك، ووشك هو اللي رجعلك نارك.
الحاج عثمان كان واقف جنبه وقال بصوت واطي
الحاج عثمان : ربنا اسمه الحق، واللي كان ناوي يحرق حد النار لازم تاكله هو.
صفيه : آه يا إيدي، أنا هبقى عاهة و مشوهه . أنا مش حاقدر أعيش كده. يا دكتور، إلحقني، إيدي بتوجعني
الحاج عثمان : اللي حصل ده نتيجة طمعك وشيطان نفسك
الدكتور : لازم تتابعي العلاج، غير كده هتفقدي الحركة في صوابعك.
صفيه : لاااااا، لا يا ربي أنا اتحرقت، أنا اتحرقت.
الممرضين غطوا إيدها بلفافات بيضا، والدكتور طلب يحجزوها للمتابعة. وصوتها كان لسه بيملا المستشفى كله
صفية : آه يا حظي! يا نحس الدنيا! يا خراب بيتي!
فضلت صفية في المستشفى يومين، بين الألم والخوف. كل ما تلمس إيدها تحس النار لسه بتاكل فيها.
أما الحارة...
الفرح إتأجل لحد آخر الأسبوع، وشيخ المسجد شدد الكلام.
شيخ الجامع راح لصفيه البيت و هددها
شيخ الجامع : لو ما رجعتيش الفلوس يا صفية، هخلي زينب ترفع عليكِ قضية، وأخلي المحضر يتحرر بإنك اعتديتِ عليها.
نسرين بلعجيلي
صفية كانت موجوعه وحاسة إنها لوحدها في معركة خسرانة. كلمت أختها تجيب لها الفلوس اللي كانوا معاها، لكن لما وصلت الفلوس لقتهم نص المبلغ، أختها سرقت النص التاني.
صفية شدت شعرها من القهر، ودموعها بتنزف
صفية : الكل باعني، الكل واقف معاها، بنت جوزي اللي كل الحارة معززاها، وبنتي؟ بنتي لسه في الضياع. أنا لوحدي والدنيا بتوريني ظهرها.
كانت شايفة إن كل حاجة بتتسحب من تحت رجليها، والوجع في إيدها كان بيفكرها كل دقيقة إنها خلاص
اتكسرت.
النهاردة الفرح، والحارة كلها بتساعد في التجهيزات.
الوضع متوتر بين زينب وهاجر، اللي حصلت لها مشاكل مع أهل جوزها، خصوصًا حماتها اللي كانت عايزة توقف الجوازة، لكن شيخ الجامع تدخل علشان يحل الموضوع.
أما حامد، فكان حاسس بكسرة وقهر بعد كل اللي حصل.
وصفية لما كانت لسه في المستشفى، لما حامد دخل الأوضة لقى ذهب كثير وسط هدومها وفلوس. فضل واقف مصدوم، مش عارف مصدر الحاجات دي منين.
ولما طلعت من المستشفى، جه عندهم شيخ الجامع علشان يحلوا الموضوع، فاعترفت إنها كانت داخلة جمعيات كثير طول السنين اللي فاتت، وكانت بتاخذ من مصروف البيت. واعترفت كمان إن واحدة من قرايب أم زينب كانت بتبعت لها حوالة 2000 جنيه شهريًا، بس ماحدش يعرف مين الست دي، ولا حتى حامد عرف.
وقالت إن بقالها سنة الفلوس ما بقتش توصلها، يعني 20 سنة وهي بتاخذ الفلوس من غير ما حد يعرف.
الكل كان مستغرب مين بيبعث؟ وليه؟ وماحدش قدر يعرف.
الشيخ بلغ الحاج عثمان بالموضوع، وطلب منه يكتم عليه لحد ما يعرفوا الحكاية.
صفية كانت في عالم تاني، كل حاجة ضاعت منها، حامد كان عايز يطلقها، لكن شيخ الحارة قاله يستنى لما يعدي الفرح.
أخذوا الذهب وثمنوه، وخذوا منه حق زينب قدام رجالة الحارة، والحاج عثمان بقى متكفل بيه لحد ما زينب تتجوز. ولقوا كمان وسط الذهب حاجات تخص أم زينب، حامد عرفها، شبكتها وهدايا من أهلها.
الحاج عثمان عاينهم عنده، وقال حيسلمهم لزينب في جوازها، واتفقوا ما يبلغوش حد باللي حصل.
زينب فضلت تحت تأثير الصدمة، وفارس حاول يخفف عنها بعد ما لجأت له.
هاجر مش عارفة تفرح، وهي شايفة أمها قافلة على نفسها الأوضة وبتعيط من الوجع.
حامد سدد ديونه كلها، وحس إنه ارتاح، بس فضلت جواه علامة استفهام، مين كان بيبعث الفلوس؟
في الحارة، كانوا بيركبوا الزينة والأنوار.
واحد من الرجالة قرب من شاب وقاله.
الراجل : هي دي؟!
الشاب : إستنى أطلع الصورة.
آه هي دي. على بركة الله.
الراجل : إستنى مش دلوقتي.........
الظلم نار، بترجع تحرق اللي ولعها، والحق له ألف طريق بيرجع منه.
اللهم اجعل لنا في كل ظُلم حكمة، وفي كل قهر جبر، ولا تجعل قلوبنا تميل للانتقام، بل رُدّ لنا حقوقنا بعزتك وعدلك، وأبدل ضعفنا قوة وصبرا.
اللهم اجعل كل يد نَوَت الأذى مشلولة عن الشر، وردّ كيدهم في نحورهم يا أعدل العادلين.
يتبع .......
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا