رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثلاثون 30 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثلاثون 30 بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثلاثون 30 هى رواية من كتابة سعاد محمد سلامة رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثلاثون 30 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثلاثون 30 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثلاثون 30

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة بقلم سعاد محمد سلامة

رواية طوفان الدرة طوفان ودرة الفصل الثلاثون 30

بمنزل مرعي
تتمدد على فراشها الصغير، رغم إرعاق وتعب اليوم بالعمل لكن جفاها النوم، ها هو
عاد الخوف يدب في قلبها مرة أخري تشعر بصقيع على صدرها…جذبت الدثار علها تستمد بعضً من الدفئ،لكن الخوف هو سبب شعور البرد لديها…
يسألها عقلها المنهك:
ماذا ظننتِ
أحقًا اعتقدتِ أن ابتعاده، انخراطه في الجيش، كان نهاية الحكاية.
والجواب:
كنتِ موهومة فى غفله… رسمتِ وهم أنكِ اتنعّمتِ بالراحة،
صدقتِ أن مطاردته لكِ انتهت، وأن المجرم اختفى من حياتك … لكن الكابوس رجع تاني.
واعتراض عقلها:
ازاي فكرتي بكده ناسيه أنه سبق دخل سجن الأحداث
خرج كما دخل، من غير عقابٍ رادع يليق بقاتل، يوقفه عن افعاله الإجرامية
تنهدت بآسف وأسي وهي تُخبر نفسها:
واضح إن الشر لا بيموت، لا بيرحل،
بل يختبئ… يتخفّى كذئب ينتظر الظهور أمام فريسته،ينتظر اللحظة المناسبة ليعود
أشد قسوة، أكثر دهاء، أكثر غطرسة… يزرع الهلع فى قلب فريسته يموتها بيه قبل ما يلتهمها…
فى خضم ذلك الخوف الجاثم على صدرها، حاولت طرد تلك الأفكار من رأسها، لكن هلع قلبها وإنتفض جسدها حين صدح رنين
رن هاتفها،
تجمدت خلايا جسدها للحظات قبل أن تجذب الهاتف … نظرت على الشاشة…كان رقمً غير مُسجل لديها…فكرت بعدم الرد لكن خشيت من تكرار الرنين يوقظ أختها….، قامت بفتح الخط
سرعان ما شعرت، بنبضات قلبها تتقاذف داخل صدرها بدرجة غير مألوفة حين سمعت ذلك الصوت البغيض …يتردد عبر سماعة الهاتف يخترق وجدانها وهو يسخر منها بنبرة قوة:
فاكراني… أوعي تكوني نسيتي صوتي.
رغم أن الصوت منخفض..لكن كان عميق، ساخر… بل مستقوي برعبها أمامه
صمتت
ثوانٍ طويلة، تتنفس فيها رعبًا بدل الهواء.
ثم جاء الصوت مره أجري…جعل الدماء تتجمد في عروقها،
ذلك الصوت الذي كانت تتمنى أن لا تسمعه أبدًا مرة أخرى…
أرادت أن تغلق الهاتف، أن تصرخ، أن ترمي الهاتف من النافذة،
لكن ليس فقط يدها تحجرت على الهاتف كذالك قدميها تصنمن
وصوت نبضات قلبها أعلى من أي شيء…ربما يصل صوت تلك النبضات له عبر الهاتف تجعله يستلذ بتأثير ذلك الهلع لديها، ينتهز ذاك للوصول الى غايته، بينما هي
ابتلعت ريقها بصعوبة، وانسحبت للخلف على الفراش تشعر كأن الجدران تتقلص حولها،
وكأن الغرفة ضاقت فجأة أكثر من ضيقها… لحظة ارتجفت يداها،
سقط الهاتف منها، فوق الفراش لم تشعؤ به وهي تُحدّق في اللاشيء…
لكن عقلها كان يرسم كل خيالات ممكن حدوثها … وعقلها يعيد حديثه:
نايمة على السرير الخيش معايا هتنامي على سرير من حرير.
كيف علم ذلك هو
– يراقبها؟
-متى سيُهاجم؟
رجع الخوف، لكنه هذه المرة لم يأتِ وحده…
عاد ومعه ماضي أكثر من عام من الصمت، وكل الصرخات التي كتمتها يومًا… هي الشاهدة على قتله لإثنين… لو كان بيدها لكانت شهدت عليه، ربما كانت إستراحت منه، لكن الخوف، هو المُحرك بحياتها دومً، والدها ليس سندًا يحميها…
والسؤال بعقلها:
لو يعلم أن ذلك المجرم الذي تسبب فى عدم نيله العقاب المُستحق،حاول إنتهاك شرفه هل كان شهد بالباطل…
والجواب مفقود او بالأصح لا تود الأعتراف أن والدها طماع وقد يبيع أي شئ مقابل المال حتي شرفه
دموعها تسيل وحالة الشرود بدأت تزول…نظرت لهاتفها التقطته بيد مرتجفة،
كأنها تمسك بيدها جمرة مُشتعلة
تفحصت الرقم مرة، ثم مرة، ثم ضغطت على سجل المكالمات… سريعًا حذفت المكالمه…
كأنها بذلك ستمحي ذلك الهمس الذي ما زال يدوي في أذنيها،كأن صوته التصق بروحها.
نهضت بخطوات غير ثابتة،توجهت نحو النافذة…فتحتها بهدوء، رغم النسمة كانت ربيعية تميل للبرد لكن شعرت كأن يخنقها الهواء،جالت يمينًا ويسارًا، الشارع كان خاليًا… هادئًا أكثر مما ينبغي…. الهدوء المصطنع قبل صخب العاصفة القريب قدومها… فهل تصمت وتنحني لتلك العاصفة ربما تكسرها،أم تشتد أمامها وتمحو الخوف وتبحث عن من تستقوي به أمامها.
❈-❈-❈
بأحد المقاهي بالبلدة
كان مرعي يجلس بكبر وغطرسة يضع خرطوم الأرجيله بفمه ينفث الدخان بضجر… ينظر حوله بإشمئزاز كأن من حوله رعاع وهو لا ينتمي إليهم، لو كان أخذ “مختار غُنيم”أعطى له حقه فى ميراث قريبه لكان الآن ذو شأن آخر… يجلس بين الصفوة.. لا هؤلاء العاملين والفلاحين البسطاء، بنظره رعاع…
فجأة نفث دخان من فمه يضع يده على صدره يسعل بشدة…للحظات،حتى إبتلع ريقه وهو ينظر الى تلك اليد الممُدودة له بكوب المياة،أخذها وإرتشف القليل ثم وضع الكوب على الطاولة أمامه ثم رفع وجهه ينظر الى أعلى تفاجئ بذلك الواقف وعيناه الخبيثة تتبعته عيناه حتى جلس بالمقابل له قائلًا:
إيه شكلي إتغير للدرجة اللى متخليكش تعرف أنا مين.
إبتلع ريقه،وتحدث بحشرجة صوت:
لاء شكلك متغيرش بس مستغرب وجودك هنا فى قهوة بلدب زي دي يا وليد.
بغطرسة وغرور كاد يُجبره أن يقول”وليد بيه”لكن هنالك هدف برأسه لا داعي للتعالي عليه الآن…نظر حوله بإشمئزاز مُتأففً قائلًا بغطرسة:
وكنت عاوزني أقابلك فين…
توقف ثم نهض واقفً يقول له بأمر:
قوم نشوف مكان نضيف نقعد نتكلم فيه.
بالفعل نهض معه بعدما دفع لعامل المقهي ثمن ما شربه…
سارا معًا حتى وصلا الى سيارة وليد التي كانت بمكان قريب جلسا بها، بغرور تفوه وليد:
من كام شهر طلبت منك طلب وحصل ظروف وقتها بس أنا منستش الطلب.
توتر مرعي قائلًا:
إنت اللى بعدها دخلت الجيش و…
قاطعه وليد:
أيوه دخلت الجيش، وخلاص كلها شهر بالكتير وهستلم هنا هكمل بقية فترة التجنيد فى مكان قريب من هنا، وزي ما إتفقنا قبل كده، في أول أجازة نتمم كل شئ.
لمعت عين مرعي حين أخرج وليد رزمة من المال ومد يده بها له قائلًا:
خُد دول عربون قراية الفاتحة… خلاص كفاية تأخير يا مرعي، المرة دي كل حاجة لازم تتم على الساكت.
تردد مرعي لحظة، يشعر أز المبلغ أثقل من يده، ثم رفع عينه لـ وليد، يبحث عن طمأنينة بين نبرة صوته ونظرة عينيه، لكنه لم يجد سوى جمودٍ بارد.
تلاعب وليد بحدة ناعمة مغلفة بنبرة تهدبد:
إنت أكتر واحد عارف إن لو خلفت وعدك معايا، أو حد عرف بإتفاقنا وقتها ممكن أعمل إيه.
لوهلة تذكر مرعي وهو يراه يُطلق الرصاص على مختار وحسام كأنه يطلق الرصاص على جماد أو حمامة طائرة لا إنسان… هو صاحب قلب جاحد…أومأ قائلًا بإمتثال:
لاء متقلقش الموضوع هيفضل سر،بينا لحد ما يتم الجواز.
زفر وليد بظفر قائلًا:
تمام…كمان متقولش لا لمراتك ولا لـ زينة خليها مفاجاة وقتها.
أومأ عزمي بإمتثال…فتح باب السيارة وترجل منها وقف يراقب الطريق بعدما غادر وليد وضع رزم المال بجيب داخلي لجلبابه وسار يضع يده فوق ذلك الجيب، يترقب حوله حتى وصل لمنزله عاد ينظر حول المنزل ثم دلف يغلق خلفه الباب بالقفل كأنه يعتقد أن هنالك من رأي وليد وهو يعطيه المال وربما تعقبه، لكن كان ذلك خيالًا أو ربما بقايا ضمير.
❈-❈-❈
بالقاهرة
نظرة غضب لولا إحساسه بالخطأ وأنها امرأة ما كان تردد وصفعها، لكن حاول تمالك غضبه ومازال يمسك يدها يسحبها خلفه حتى وصل أمام الڤيلا الداخلى توقفا بالحديقة بعدما سلتت روزان يدها من قبضته، تنظر له عينيها بهن نظرة شماته، بينما تفوه طوفان بغضب:
روزان كان بينا إتفاق من قبل ما نمضي الورقتين إن اللى يحس إن العلاقة بينا إنتهت التاني يتقبل الموضوع ودي وبإحترام وتحضُر
تهكمت بضحكة سخرية موجعة لقلبها قاىلة بحنق وتكرار:
“إحترام.. وتحضُر”
ده مش موجود فى الواقع، بالذات فى حكاية زي حكايتنا، إنت طلبت تتجوزني أنا روزان اللى كان رجال أعمال وأصحاب نفوذ بس يتمنوا مني إشارة وافقت اتجوزك عرفي، عارف ليه يا طوفان عشان حبيتك من أول مرة شوفتك فيها، مكنتش بارع فى إدارة الاعمال بس لفتت نظري وإتمنيتك، لكن إنت…
توقفت ضحكتها الساخرة ترا بعينيه نظرة برود…تسأل بلوعة:
ليه قلبك ما اتحركش، محسيتش مرة بلهفتك عليا، حتى وإنت معايا عالسرير، كنت زي المغصوب… ليه يا طوفان قلبك محسش بيا، ليه هي بالذات قلبك بيتلهف عليه، شوفتكم مع بعض فى أول جوازكم عاالبحر، عرفت إنها ضربت عليك الرصاص، قولى واحدة إتمنت ليك الموت، ليه قلبك عاوزها أوي كده، حققت معاها اللى كنت بتمني أحققه معاك طفل يجمعنا، حتى ده كنت بتبقي حريص إن ميحصلش حمل.
ألقت عليه وحده اللوم كأنها يومً وعدها بشيء، كانت علاقتهما الخاطئة واضحة، لكن لم يحسب حساب أن تتمكن منها كل تلك المشاعر تنفس بقوة ثم نظر لها قاىلًابنبرة جامدة، دون أي تردد علها تفيق من تعلُقها بمشاعر واهية: روزان إنتِ وافقتي من الأول قولتلك إني معنديش أي مشاعر لا غصبتك ولا وعدتك بحاجة مش هقدر أوفي بيها… من أول يوم كنت واضح.
هزّت راسها بمرارة وقالت:
فعلًا كنت واضح.. كنت بارد، كنت قاسي، بس قلبي إتشد لك … حسّيت إنك الراجل اللي يستاهل أراهن على إنى انول قلبه… طلعت من الرهان خسران..قلبك كان مشغول .
تعمد النظر لها، بنظرة نفور حاول يخفيها لكنه فشل قائلّا بمحاولة هدوء :
إنتِ بتخسري نفسك يا روزان .. بتحاولي تكسبي قلب عمره ما كان ليكِ،إنتِ اللى رسمتى الوهم براسك،وكفاية يا روزان صدقيني حتى لو دُرة عرفت بجوازنا مش هنفصل عنها ولا هي هتنفصل عني،بينا مشاعر وطفل .
صُدمت من ثقته بمشاعره ومشاعر زوچته رغم انها كانت تتوقع ذلك … لكن كانت تحاول
جزت على أسنانها قائلة بانهزام فقط لتكسب وقت فهي لن تستسلم وترفع الراية :
تمام يا طوفان هنشوف رد فعلك بعد ما نتيجة الصورة اللى وصلت لمراتك أكيد… دلوقتي إنت عارف إن وقتي مش ملكي.
غادرت وهو تشعر بانهزام ساحق، لكن بداخلها شُعلة أخيرة.
بينما طوفان سريعًا، أخرج هاتفه وقام بالاتصال على هاتف دُرة…
يخفق قلبه بقلق بالتأكيد الصورة وصلتها عقلية درة مُتسرعة لن تُفكر كعادتها.
للغرابه هاتف دُرة يُعطي خارج النطاق… شعر بخفقان زائد، هو لم يتحدث مع دُرة منذ صباح اليوم… كان برأسه الاتصال بها بعد العودة الى الڤيلا لكن لم يتوقع حضور روزان ولا ما فعلت، وتلك الصورة التى لا يعلم فحواها ولا رد فعل درة… عاود الاتصال بترقُب لكن الهاتف يُعطي خارج نطاق الخدمة…
وضع الهاتف جواره وجلس قليلًا، ثم عاود الاتصال، نفس الرسالة، شعر بالقلق، قام بالإتصال على والدته
ردت عليه، بعد حديث قليل سمع بكاء صغيره شعر باستغراب سائلًا:
نوح معاكِ، لسه صاحي.
أجابته ببسمة حنون:
أيوة درة سابته وقالت هتروح مشوار، زمانها على وصول… أهي وصلت.
شعر طوفان بريبه وترقب، بينما درة اقتربت مُبتسمه من وجدان قائلة:
نوح صاحي توقعت أرجع القاه نايم.
تبسمت وجدان، بينما عادت ترد على طوفان الذي قال بترقب:
اديني درة أكلمها.
بالفعل مدت وجدان يدها بالهاتف لـ درة قائلة:
خدي كلمي طوفان.
أخذت درة الهاتف من وجدان، بمجرد أن سمع صوتها تسأل سريعّا:
درة بتصل على موبايلك بيدي خارج نطاق الخدمة ليه.
ضحكت قائلة:
موبايلي وقع وإتكسر وبقي أشلاء وتقريبًا كده مش هيشتغل تاني… وهعوز واحد جديد.
استغرب طوفان سائلًا:
ليه إيه اللى حصل.
أجابته:
أنا كنت أنا وماما عند الدكتورة وإحنا طالعين وقفنا نستني طلوع الاسانسير الموبايل رن، طلعته من الشنطة لسه هفتحه وقع من إيدي تحت الأسانسير دشدشه.
كأن القدر شاند طوفان الذي تنهد بإرتياح بلتقط أنفاسه ثم تسأل:
وكنتِ عند دكتورة ليه.
أخفضت صوتها وهي تنظر نحو وجدان التي إنشغلت مع الصغير،قائلة:
كنت عند الدكتورة عشان تحدد لى وسيلة منع حمل.
ضحك طوفان قائلّا:
أه تصدقي نسيت…
توقف طوفان ثم تعمد الوقاحة قائلّا:
كويس إنك روحتي للدكتورة،عشان لما أرجع متتحججيش تاني وتبعدي عن حضني هايفة من تأثيري عليك طبعًا ممكن تضعفي و….
حاولت إخفاء ضحكتها وهمست قائلة:
طوفان بطل أسلوبك مامتك واقفه بلاش تحرجني قدامها ويلا بالسلامه، وبلاش تنسي تجيب لى فون جديد إعتبره هدية ولادة نوح الكل جابلي هدايا معداك.
ضحك طوفان عن قصد بوقاحة قائلّا:
ونوح مين السبب إنه جه عالدنيا مش أنا يعني أنا كمان محتاج هديه لما أرجع.
-طوفان…
كفايه يلا بقي روح نام عشان تصحي فايق وتخلص شغلك وترجع لهنا بسرعة.
ضحك طوفان قائلّا:
تمام متنسيش تبوسي نوح وإنت كمان.
تنهدت قائلة:
طوفان خلاص إقفل بقي إنت مش مُرهق من الشغل خدلك شاور ونام.
ضحك طوفان قائلّا:
هاخد شاور بارد أهو يرطب جسمي.
ضحكت درة غصبّ… أغلقت الهاتف وأعطته لـ وجدان ثم أخذت الصغير منها قائلة:
هروح أنام أنا ونوح تصبحي على خير.
قبلت وجدان الصغير قائلة:
وإنتِ من أهله.
ذهبت درة بالصغير، تنهدت وجدان بسعادة…
بينما أغلق طوفان الهاتف وضعه جواره وهو يتنهد بإرتياح، فالقدر اليوم كان فى صالحه، لكن لن يظل ذلك دائمً عليه أخذ خطوة وإخبار دُرة بزواجه من روزان، ربما وقتها خفت حِدة رد فعلها… الغير متوقعة، أو ربما تتسرع دُرة برد فعل…برد فعل غير متوقع ، لكنه على الأقل سيكون قد واجهها بالحقيقة بدلًا من أن تكتشفها من غيره.
أسند طوفان رأسه للخلف، عيناه تحدقان في السقف يشعر بتزاحُم في عقله يلوم نفسه يخبرها أنه
بالتأكيد أخطأ حين تزوج روزان… لكن الظروف وقتها كانت قاسيه وذلك الزواج كان هروبً… كذالك
صوت داخله تمرد عليه:
كان لازم تفكر قبل ما تخطي الخطوة دي… مكنش لازم تسرع فى رد الفعل…
تنهد بأسف يشعر ان القدر دائمًا يضعه في مواجهات حاسمة دون أن يستعد لها.
❈-❈-❈
شقة ابتهاج
كان عزمي مُمَدّدًا على الفراش، شاردًا، يسبح في دوامة من الأفكار المتشابكة، يشعر بتزاحم المشاكل برأسه حتى كاد يختنق من كل شئ حوله يود الهروب من تلك الدائرة … لم يكن حاضر الذهن، بل كأن روحه تائهة بين خيبات مر بها…
فاق حين شعر بيد إبتهاج تُلامس صدره، بنعومة وجرأة…
رفع عينيه ببطء، نظر لـ ابتهاج التي تُمَسّد على صدره بإغراء سافر، نظرتها تحمل الكثير من الزيف… ابتسامتها التى تتسع بثقة من تظن أن لها أثر عليه..
شدّ أنفاسه، لم يُبدِ رد فعل مباشر، لكن عينيه قالت الكثير…
صراع بين التعب والرغبة، بين الحاجة للاحتواء والاشمئزاز من أسلوبها…
توقفت يد ابتهاج للحظة، كأنها تراقب رد فعله، وعينيها تُحدّقان فيه بجرأة،
همست بنعوم مُتعمّدة :
شكل دماغك مشغولة محتاج لحد يخرجك من اللي شاغل بالك…قولي إيه اللى شاغلك أوي كده…يمكن تلاقي عندي الحل اللى يريح راسك.
ظل عزمي ساكنًا، لم يتحرك، لكن عينيه لم تغفلا عن تلك النظرة التي رآها كثيرًا فى عين تلك الأفاقه
تنهد بهدوء يشوبه البرود والتهكم:
حلالة المشاكل إنتِ.
ابتلعت طريقته الجافة تبسمت بنعومة مُصطنعة تستفزه وهي تقترب أكثر، حتى أصبحت أنفاسها تلامس وجه، تتعمد إغراؤه وكادت تضع قُبلة فوق شفتيه، قائلة بإغراء:
جرب وشوف
تهكم عزمي
وفجأة، اعتدل في جلسته وهو يزيح يدها عن صدره بهدوء لا يخلو من الحسم، نظر لها نظرة ثابتة قائلّا بإمتهان لها:
جربت وشوفت… أنا زهقان، قومي حضرلي الشيشة يمكن انسي… كل اللى عاوزه هو النسيان.
عبست ملامحها قليلًا، ولمعت في عينيها نار خفية، لكنها أخفتها خلف ابتسامة مصطنعة: واضح زي ما قولت إن مزاجك مش رايق النهارده.
نهض من على الفراش، ، وتركها جالسة علي الفراش ثم قال وهو يسير نحو الباب:
مزاجي مش رايق … قومي هاتيلي الشيشة يمكن النفخ يطلع الكبت اللى جوايا.
فتح الباب وخرج، تاركًا خلفه سكونًا ثقيلًا، وامرأة لا تعرف الهزيمة…نهضت بعده دقائق وذهبت الى تلك الغرفة تحمل الأرجيلة تنظر له مازال عابسً، جلست أرضًا لجواره تدلل عليه بخبرة، لكن هو كل ما يريده تلك الأرجيلة فقط، يُنفث الدخان… حاولت سحبه للحديث، لكن هو كان أخبث منها ،لكن بلا وعي منه تحديث أمامها عن طوفان قائلّا:
طوفان…
طوفان قدر يوصل لكل اللى إتمناه، إتجوز اللى كان بيحبها، خلف منها، حياته هادية، بقي كبير العيلة وكلمته سيف على رقابهم… وأنا من زمان أوي اتنازلت عشان خاطر أبقي الكبير وفي الآخر…
توقف يضحك على خيبته… ثم تحدث بندم:.
ياريتني عملت زي طوفان وجرفتهم كلهم معايا تحت أمري، لكن نوح كان أقوي…
توقف يضحك بشدة قائلّا بحنق من تدابير القدر:
نوح لو يعرف إن أكتر واحدة كان معارض إن طوفان يتجوزها هي اللى جابت له الولد ورجعت إسمه يتنطق من تاني…تعرفي طوفان ليه سمى إبنه “نوح”.
صمتت تسمع هزيانه:
عشان يبقي الإبن البار… رغم قسوة نوح عليه، أنا شوفت نوح وهو كان هيصفع درة بالقلم وطردها هي وخالها من الڤيلا … مع ذلك سامحت…
توقف وعاد يضحك:
لاء مسامحتش هي عاوزه تبان إنها…
توقف يسعل ثم أكمل بتوهان:
تبان إيه…
عاد يمِن بغِل على:
طوفان محظوظ اتجوز من اللى حبها وأنا مصيري أتجوز من سامية، عمرها ما حسستني إني ليا مكانه دايمًا تتفاخر بعيلتها وأخوها سيادة النايب، دايمًا بومه عمرها ما أستقبلتني ببسمه زي اللى شوفت درة بتبتسمها لـ طوفان
تعرفي مش درة ضربت طوفان بالرصاص… بس حسيت وقتها إنها مش عاوزاه يموت وهو كمان كان مرحب بكده إنها تضربه بالرصاص يمكن تحس براحة قلب وترجع من تاني له وتنسي اللى حصل… أنا شوفت الفيديو…
الفيديو كان معايا.
توقف عزمي… بينما تحكم فضول ابتهاج سائلة:
فيديو إيه.
نظر لها بتوهان يُبعثر خصلات شعره كأنه نسي نظر لها سائلًا:
فيديو إيه.. أنا مصدع عاوز أنام…
لم يستطع النهوض تمدد مكانه أرضًا تركته ابتهاج وهي تشعر بزيادة الغِل والحقد على طوفان، تنفست هواء كأنه مسموم برياح قاصفه، لكن بداخلها قرار لابد من أخذ تارها من طوفان والهدف أصبح إثنين
زوجته وإبنه.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع
بالمصنع
-زي ما قولتلك إيه اللى مش فاهمه.
انتقض جلال ونهض واقفً بتفاجؤ وعاد يسأل يود تأكيد النفي عله سمع خطأ:
قول تاني قولت إيه.
أخفى طوفان بسمته وعاد يؤكد قوله:
بقولك فى مهندس بيشتغل هنا فى المصنع، شاف خلود وعجبته وهو عارف انها قريبتي فطلب مني اتوسط وأكلم أهلها، هو من عيلة كويسة و….
قاطعه بغضب جم قائلًا بتعسُف ورفض ثم لوم لـ طوفان :
وإيه…ده مستحيل، بقي أنا جايبها تشتغل عندك هنا عشان في الآخر تجيب لها عريس، ماشي يا طوفان حسابك معايا بعدين.
مازال طوفان يحاول كبت بسمته فها هو من كان يدعي دائمًا إن خلود بالنسباله مثل شقيقته… الآن ظهرت حقيقة مشاعره
غضب وغِيرة من مجرد إقتراح عريس ، فضحته انفعالاته أكتر من أي اعتراف.
رفع طوفان حاجبه بخبث قائلًا:
أنا قولت عريس مش عدو جاي يحتل داركم
إيه يا جلال الراجل غرضه شريف شافها وعجبتها و….
تجمدت ملامح جلال، الغضب غلف صوته كذالك ملامحه:
طوفان قفل عالسيرة دي و…
قاطعه طوفان بنبرة ناعمة كذالك لاذعة ومفاجئه تكشف حقيقة قلبه وقسوة ما مر به سابقًا:
إنت بتحب خلود
حب حقيقي مش حب قرايب، بلاش تضيع وقت وخد خطوة الارتباط
بلاش تبقي زيي مستسلم للوقت ممكن تضيع منك فى غفلة وقتها هتعيش الندم فى كل لحظة، أنا لولا القدر كان زماني عايش بائس، رغم كنت أتمني جوازي أنا ودرة يكون بشكل تاني، بدون منغصات وأوجاع الماضي فوق قبل فوات الآوان بلاش تسيب الوقت يسرقك
تنهد وهو يتكئ بظهره على المقعد
تذكر قبل أكثر من عام مواجهة درة له بذلك الفيديو الذي كان
بداية الفُراق الذي ما زال صداه يصفع قلبه حتى الآن…
نظرتها له وقتها ، نظرة امرأة طُعنت فى كبريائها… ليته تحدث وقتها، لكن
صمته كان اعترافًا، وبداية إنهيار عاشه لوقت وحيد يتحمل بقسوة.
🌹🌹

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا