رواية عطر سارة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم شيماء سعيد

رواية عطر سارة الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم شيماء سعيد

رواية عطر سارة الفصل الثالث والثلاثون 33 هى رواية من كتابة شيماء سعيد رواية عطر سارة الفصل الثالث والثلاثون 33 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية عطر سارة الفصل الثالث والثلاثون 33 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية عطر سارة الفصل الثالث والثلاثون 33

رواية عطر سارة بقلم شيماء سعيد

رواية عطر سارة الفصل الثالث والثلاثون 33

بشركة محمود علام..
رفع عينيه عن الأوراق الموضوعة أمامه عند وصول رائحة عطرها إليه، راها تقف على باب المكتب بمعالم وجه حزينة، للحظة كان سيسير خلف قلبه ويأخذها بين أحضانه ليتحكم به عقله ويعود بنظره لعمله، ضمت شفتيها بحزن وأغلقت الباب خلفها ثم أقتربت منه بخطوات بطيئة حتى وصلت بجواره، جلست على ظهر المكتب مردفة بدلالها المحبب إليه:
_ وحشتني..
لم يجيب فزادت من الجرعة هامسة:
_ بحبك..
تعالت دقاته من نبرتها المهلكة لكل حصونه، ضغط على القلم بين يديه حتى يظل على ثباته، رفعت يدها مررت أحد أصابعها على مقدمة عنقه وبدأت بالغناء بنعومة:
_ حقك عليا،، حقك عليا سامحني، ده أنا جرحي ليك إللي جارحني..
يا الله ما تلك الحلاوة، لأول مرة يعيش معها هذا الشعور، هو يتدلل وهي تزيد من دلاله بصدر رحب، أبعد رأسه عنها وهو مستمتع يود أن يكتشف معها المزيد، لتميل برأسها عليه مردفة:
_ مش لما أنا ببقي زعلانة بسيب لك نفسي عشان تصالحني.. دلوقتي بقي مطلوب من محمود باشا علام يسيب نفسه ليا على الآخر لحد ما أصالحه..
أخيراً تحدث رغم نبرته الجافة ولكنها شعرت ببريق أمل يقترب منها:
_ مش هتعرفي..
ردت عليه بحماس:
_ لأ طبعاً هعرف بتقول كدة ليه ؟!..
_ لأنك بتعرفي تجرحي بس يا سارة متعرفيش تداوي جروح..
رفضت بحركة بسيطة من رأسها وقالت:
_ جرب مش هتخسر..
قالتها وقامت من مكانها ثم مدت يدها إليه منتظرة منه إن يعطي يده لها، تنهد بتعب ورفع عينيه بها وجدها تنظر إليه برجاء تتمني منه عدم خذلانها، وقد كان نفذ طلب عينيها دون أن تقوله وضم يدها بيده فقالت بإبتسامة مشرقة:
_ أمشي معايا وسيب ليا نفسك خالص لأخر اليوم..
_____ شيما سعيد ____
بشقة معتز..
خرج من المرحاض وهو يستر جسده بمنشفة حول خصره، زفر بضيق عندما راها مثلما تركها تضم الشرشف حول جسدها وتحدق بنقطة مجهولة الهوية، شعر بثقل يحتل قلبه وهو يراها ضائعة، تائهة تبحث عن شئ تعلم أنه ذهب ولم يعد..
أقترب منها وبيده منشفة أخري يجفف بها خصلاته وقال:
_ من كفاية نواح بقي ؟!.. 
هي بعالم أخر لا تسمعه ولا تراه، بعالم بعيداً عنه كل البعد تتذكر فقط ليلة وفاة والدها ووعدها إليه " أرتاح يا حبيبي أنا وحيدة اه بس أوعدك أرفع رأسك واسمك طول ما أنا عايشة"..
اليوم أصبحت رأس والدها الغائب أسفل التراب، اليوم سقط إسمها ومعه إسم خالد عمران، والدها كان رجل به كل صفات الرجال رحل وتركها تكمل مسيرته وابن علام بلحظة جنون أنهي كل شيء..
صورها بأوضاع بشعة، يريد منها ما هو ابشع، رنين كلماته تضرب برأسها " عايزك تقربي من أبويا بأي شكل لحد ما يروح سريرك إزاي معرفش وبعدها مالكيش دعوة هو من نفسه هيصلح الغلطة دي ويتجوزك، وقتها أنا همسح الصور وأنتِ كمان هتنقذي سمعتك"..
بعدها دلف للمرحاض وتركها بحالة من الصمت المريب، فاقت على صوته الغاضب يقول:
_ هتفضلي عاملة نفسك ميتة كدة كتير ؟!..
سألته:
_ أنت إزاي طلعت وسخ كدة ؟!.. وأنا إزاي طلعت غبية بالشكل ده عشان عيل زيك يخليني أحبه ويضحك عليا ؟!..
" يخليني أحبه" جملة بسيطة من كلمتين جعلت شئ بداخله يتحرك، شئ يطلب منها أخذها لأقرب مأذون حتي تصبح ملكه، أهتز وقلبه بداخله يصرخ مردفاً " لا أريد غيرها"..
تذكر أخر حديث له مع والدته الحبيب تذكر رجائها الباكي قبل خروج روحها:
_ عايزة حقي يا معتز، حقي من واحدة حرمتني أموت في حضن جوزي، أوعدني تخليها تشرب من نفس الكأس إللي شربت منه، أوعدني تموت بحسرتها زي ما أنا هموت دلوقتي..
كان تائه وعاجز، يراها تبكي وتصرخ وتطلب منه الأخذ بثأرها قبل أن ترحل وجد حاله يقول:
_ أوعدك يا أمي..
قالها لتفتح ذراعيها إليه ضمها وأغلقت عينيها بعدها، ماتت بين يديه مقهورة على زوجها، مع تذكره هذا ذهبت الرحمة من قلبه وقال ببرود:
_ أنا مش غصبك على حاجه لو مش عايزه تنفذي أنتِ حرة، وقتها أنا كمان هبقي حر وانزل الصور براحتي خالص.. 
جلس بجوارها على الفراش ورفع يديه للاعلي مردفاً:
_ نكتب إيه بقي على العنوان؟!.. سمية عمران بأحضان رجل مجهول وإلا إبنه الراحل خالد عمران بفراش عشيقها ؟!.. 
حدقت به بمعالم كره واضحة وقالت:
_ حيوان..
_____ شيما سعيد _____
بفيلا سارة..
دلف خلفها لغرفة النوم حتى جعلته يجلس على الفراش ثم عادت لباب الغرفة وأغلقته عليهما، كان يتابعها بفضول يود إن يعلم ما يمكنها فعله حتي تنول رضاه، رفع حاجبه بذهول وهي تخلع ملابسها عنها قطعة وراء الأخري ببطء يشغله فأبتلع ريقه مردفاً:
_ أنتِ بتعملي إيه ؟!..
كانت ترتدي أسفل فستانها قميص عبارة عن خيوط حمراء زادها روعة وجمال، جسد أبيض ناعم يليق به اللون الأحمر بشكل مبهر، تعلم تأثيرها عليه وتعلم كم يحب دلالها فقامت باستعمال أكبر قدر لديها من الدلال، أقتربت منها ثم رفعت ذقنه بأحد أصابعها مردفة بنبرة ناعمة:
_ مش اتفقنا قبل كدة نبقي عيال بالنهار و ***** بالليل ؟!..
أومأ إليها وهو مغيب فحركت كتفها مردفة:
_ دلوقتي هنفذ الإتفاق بس مع تغيير المواعيد هيبقي إللي أنت عايزه بالنهار وبالليل توديني سينما..
ما هذا يا صغيرة قلبه لا يتحمل هذا القدر، كانت لا تفعل شيء ويقع بها كيف سيبقي على موقفه والآن وهي تفعل كل شئ، همس بنبرة متحشرجة:
_ وكلامك إمبارح راح فين ؟!..
_ في داهية..
_ نعم ؟!..
_ أي حاجة ممكن تبعدني عنك تبقي في داهية يا محمود..
قامت من فوق ساقه فحاول أخذ نفسه وقبل أن يأخذ شهيق كانت فتحت أغنية شهيرة " الجو هادي" وبدأت تتمايل معها..
أرتفعت دقات واتسعت عينيه بذهول، فعلتها من قبل بطلب منه وتحت خجلها الآن الأمر مختلف بشكل مهلك لقلبه، قطعة البسبوسة خاصته تفعل أشياء عجيبة تقوده للجنون، قررت تكمل عليه فأقتربت من أريكة كبيرة موضوعة بالغرفة وأخذت من خلفها آخر شيء ممكن أن يأتي بتفكيره " شيشة" وضعتها أسفل ساقه وهسمت:
_ شد يا معلم..
_ هااا..
_ شد..
قالتها بنعومة نفذ أمرها بعدها بكل صدر رحب، أخذ منها أول نفس لتعود هي تكمل عملها المحبب لقلبه، حلاوة لحظات جعلته يعيش بداخلها، أجواء تمني أن تعيشها ولكن لم تكتب إليه وقتها وكتبت له على يديها..
ترك ما بيده وقام ليحملها بين يديه هامسا:
_ لحد كدة كتر ألف خيرك أشوف شغلي أنا بقي..
_ شوف يا حودة براحتك خالص..
أخذ منها التصريح بأخذ راحته وأخذها بالفعل، مر بينهما وقت طويل غير محسوب فقط يبث كلا منهما للآخر طريقته بالشوق..
ضمها لتنام على صدره فهمست:
_ سامحتني صح ؟!
خرجت منه تنهيدة طويلة وضم جسدها إليه أكثر حتى يشعر بنعومته تحت يديه ثم قال:
_  مش زعلان منك يا ساره لاني عارف ومتأكد انك اوقات كتيرة جدا بتقولي كلام من غير ما تفكري فيه، وعارف كمان اني محدش حقك من معتز ولا عايدة ودي بالنسبه لك حاجه كبيره، بس عايدة كانت مريضة يا سارة ومرضها كان اكبر عقاب ليها، اما بقى بالنسبه لمعتز فأنا هسالك سؤال واحد ولو جاوبتي عليه هعمل في معتز كل اللي انتِ عايزاه عشان اريح قلبك.. 
رفعت رأسها الي باهتمام شديد منتظرة سؤاله فقال:
_ لو فرضت معاكي ان أنا مش أبو فاطمة وهي ليها أب تاني والبنت من غيرتها اذتني ووقعت بنا وحاولت تشوه صورتي هتقدري تاذيها؟!.. 
كان سؤال مرعب بالنسبة لها، وضعت نفسها محله وعجز عقلها عن التفكير، فاطمة قطعة من قلبها كيف لها أن تؤذيها او تفضل احد عليها، علمت الآن ما يعيشه محمود بسببها علمت ما يمر به معتز ولما يكرهها، ترقرقت بعينيها الدموع وقالت:
_ أنا آسفة..
_ على إيه يا بسبوسة ؟!..
_ على غبائي، حطيت نفسي مكانك وللحظة حسيت ان لو وجودك هيضايق بنتي هدوس على قلبي واطلعك بره حياتي عشان بنتي تفضل عايشه مبسوطة، والله العظيم انا مش بكره معتز بس دايما بحس انك بتحبه أكتر مني بحس انك لو اتحطيت في اختيار بيني وبينه مش هتتردد لحظه في انك تختاره هو، وده حصل كتير قبل كده يمكن الستات تفكيرها مختلف عن الرجاله شويه وقلبها اللي بيحركها بشكل كبير، يمكن انا عاطفيه زيادة عن اللزوم وشايفة ان المفروض ابقى رقم واحد في حياتك، بس لما فكرت شويه صغيرين عرفت ان في قبل ناس تانية اولى انه يبقوا رقم واحد...
وضع أصبعيه أمامها شفتيها وقال:
_ أنتِ رقم واحد في مكانك وما فيش حد في الدنيا اولى منك بيه وهو رقم واحد في مكانه، عايزك تنسي الدنيا كلها وتفكري في حاجة واحدة بس..
إبتسمت بحب قائلة:
_ إيه هي بقي ؟!..
سحب يده من أسفلها لتسقط على الفراش ثم رفع جسده قليلاً ليبقي فوقها وبينهما مسافة صغيرة، وضع قبلة رقيقة على وجهها وقال بحنان:
_ إني بحبك وأي حاجة عملتها أو هعملها هتبقى في مصلحتنا احنا الاتنين مش في مصلحتي لوحدي، مش هعمل حاجه توجعك ولا تاذيكي انا بعمل كل حاجه عشان افرحك لو فهمتي ده هنرتاح ومفيش قوة ممكن تبعدنا..
لفت ذراعيها حول عنقه مردفة:
_ بحبك ومش عارفة اعملك إيه أكتر من كدة ؟!..
_ مش عايز الاكتر حبيني وبس..
رنين هاتفه أخرجه من لحظته الممتعة مع بسبوسته، زفر بضيق مبتعدا عنها ونظر لشاشة الهاتف وجد إسم على ففتح الخط مردفاً:
_ خير يا وش السعد؟!
_ بص بقى يا ابن علام انا بقى لي اكتر من تمن شهور بتحايل عليك عشان اتجوز البنت وانت ولا انت هنا واختك كمان سايقه الجنان فانا جبت اخري معاكم وكتر ألف خيري، اختك خطفتها وفرحنا بالليل هبعت لك عنوان الفندق تيجي عشان تبقى وكلها مش ناوي تيجي هخلي عم حسن البواب يبقى الوكيل مكانك.. 
أغلق الهاتف بوجهه دون أن يسمع ما يمكن لمحمود قوله، ظل محمود يحدق بالهاتف بذهول فتوترت سارة واقتربت منه مردفة بقلق:
_ مالك يا حبيبي مين اللي كان بيكلمك وقال لك ايه خلاك بالشكل ده؟!.. 
جز على أسنانه من الغضب وألقي بالهاتف على الأرض مردفاً:
_ قومي غيري هدومك خلينا نغور في داهيه من هنا، لما اشوف ابن 60 *** ده راح فين..
_ انت بتتكلم عن مين ؟!..
_ عن الكلب إللي إسمه على راح خطف البنت وبيقولي فرحه عليها الليلة..
أبتلعت ريقها بتوتر وصممت فنظر إليها مردفاً بشك:
_ انتِ كنتي تعرفي ولا ايه؟!..
نفت بحركة سريعة من رأسها وفتحت هاتفها على موقع الفيسبوك وقالت:
_ لا والله العظيم أنا ما اعرفش أي حاجه غير الاخبار اللي على فيسبوك دي وكنت فاكرة انك تعرفها.. 
جذب منها الهاتف ورأي عنوان معظم المواقع " حفل زفاف أسطوري لشقيقة رجل الأعمال محمود علام على راجل الأعمال علي الحسيني "
_ اه يا**** ده أنا هشرب من دمه النهاردة..
وضعت سارة يدها على يده مردفة:
_ ممكن تهدأ شوية يا محمود طول الشهور اللي فاتت دي أكدت ان علي بيحب اروى فعلا ومستحيل يبص لغيرها، سيبهم بقى يفرحوا ويعيشوا حياتهم أروي بعد كل اللي شافته ده مع راجل يحبها بجد.. 
صرخ بغضب:
_ بس مش بالطريقه دي مش أنا اللي اختي تتاخد مني بالطريقه دي..
_ عندك حق يا حبيبي هو أسلوبه زي الزفت، عدي النهارده على خير واقول لك على حاجة ناخدها معانا واحنا مروحين وذل فيه زي ما أنت عايز لحد ما ترتاح بس فرحها النهاردة عشان خاطري.. 
_____ شيما سعيد ____
بالمساء بالفندق..
دلف علي للجناح المجهز للعروس، أخذ نفس عميق قبل أن يقترب منها وهي تجلس على أحد المقاعد ترفض اقتراب خبيرة التجميل منها، جلس على المقعد المقابل إليها وقال بهدوء:
_ مش موافقة تخلي الميكب ارتست تقرب منك ليه مش باقي على الفرح الا ساعة ؟!.. 
نظرت إليه بغضب مردفة:
_ أنت بتهزر يا علي ولا فاكرني واحدة من الشارع عشان تتعامل معايا بالشكل ده؟!..
ضغط على يده ليتحكم بردود أفعاله وقال:
_ وأنا عملت ايه يبين انك من الشارع؟!..
أنتفضت من فوق المقعد بغضب وصرخت:
_ أنت بتسالني بجد؟!..  حابسني هنا من امبارح وعاملي فرح ومعزيم من غير ما تاخد رأيي ولا رأي اخويا وجاي تقولي عملت إيه؟!.. أنا مش موافقه على اللي بيحصل ده يا علي والجوازه دي حتى لو تمت هتبقى بالغصب وباطل... 
يكفي لهنا حنان يبدو إنها تحتاج للوجه الآخر لعلي الحسيني حتي تعلم أمام من تقف، وقف أمامها وقال بقوة:
_ لو مش عايزة الجوازة دي تتم ما عنديش مشكله همشي بس وقتها الفضيحه هتبقى من نصيبك أنتِ واخوكي يا أروى هانم، لما كل المواقع تتكلم عن العريس اللي ساب عروسته يوم الفرح، هتدخل له دلوقتي الميك اب ارتست يا تبقي زي أي ست محترمه وسيبيها تشوف شغلها يا تقولي لها تمشي وقتها هعرف ردك وامشي أنا كمان... 
صدم من حديثه ومن طريقته بالحديث، شعرت للحظة إنه سيظل كما هو دون تغيير، غصة مريرة أصابت قلبها وظهر هذا على معالم وجهها، نظرة واحدة من عينيها جعلته يعود عن طريقته، جذبها من خصرها ووضع قبلة حنونة على رأسها مردفاً:
_ حقك عليا أنا قليل الادب ودبش في الكلام بس ده من لهفتي عليكي يا أروي..
ظلت صامتة فقط تعاتبه بنظرات عينيها فهمس:
_ لأ الله يبارك لك انا مش قد نظره من العيون الحلوين دي.. أنتِ بجد مش عايزة تكوني مراتي يا أروي..
حركت رأسها بحزن طفلة صغيرة ضائعة وقالت:
_ عايزة بس في نفس الوقت مش عايزة أخسر محمود أنا ما صدقت يكون ليا أهل وضهر يا علي..
مسح على رأسها بحنان مردفاً:
_ ومين قال لك انك هتخسري محمود يا مجنونة؟!  محمود هيجي وهيبارك لك وهيسلمك ليا بايده، هو كان خايف عليكي مش أكتر وكان بيعذبني شويه لكن هو ما عندوش أغلى مني ولا منك، مبسوط بجوازنا أكتر ما احنا الاتنين مبسوطين فكيها بقى وخلينا نفرح..
بسعادة قالت:
_ بجد ؟!..
_ بجد يا حياتي قولي موافقة بقي..
_ موافقة..
____ شيما سعيد ____
دلف محمود لحفل الزفاف ومعه باقي أفراد عائلة علام حتى حنان صممت على الحضور معاهم، كانت سارة تتعلق بذراعه ومعتز بجواره ومعه طارق، همس طارق لمعتز بذهول:
_ هو في إيه الواحد لسة راجع من السفر الصبح بالليل يطلع عنده أخت وفرحها النهاردة ؟!..
إجابه معتز بنفس الهمس:
_ أسكت عشان محمود باشا حالف يعمل منك عبرة قدام العيلة كلها فعدي يومك وبعدين نشوف هنهربك من تحت أيد الأسد إزاي..
أبتلع طارق ريقه وصمت، مررت سارة يدها على يد محمود وقالت:
_ حبيبي أفرد وشك الناس كلها بتبص عليك..
_ أنا وشي شكله كدة لو مش عاجبك اطربق الفرح ده على دماغك الحلوف صاحبه..
ضغطت على يده بسرعة تمنعه من الحركة مردفة:
_ لأ لأ لأ أنت كدة زي القمر وتعجب الباشا.. ممكن أروح لأروي عشان تحس إن في حد جانبها اليوم ده..
أومأ إليها فذهبت أقتربت منها حنان وقالت بتوتر:
_ استني يا سارة هطلع لها معاكي..
إبتسمت إليها سارة وجذبتها مردفة:
_ من ساعة ما عرفتك وأنتِ طيبه مع الكل يا طنط الا انا.. 
قالتها بمرح فقالت حنان:
_ يا بنت اتلمي بدل ما أتحول حما شريرة وانيم الواد عندي..
_ لأ لأ كله إلا حودة خدي فاطمة عندك..
صعدت لغرفة العروس لتنبهر من جمالها، قالت سارة بذهول:
_ ما شاء الله قمر يا رورو..
نظرت إليها أروي بتوتر وقالت:
_ بجد يا سارة شكلي حلو وأنا عروسة ؟!..
ضمتها إليها بحنان:
_ ومفيش عروسة في جمالك..
رفعت أروي رأسها لحنان بتوتر، منذ دخولها لقصر علام تحاول عدم إزعاج حنان، رأت حنان بعينيها شعور بالحنين لعناق أم ففتحت ذراعيها إليها دون حديث، ألقت أروي بنفسها داخل أحضانها فهمست حنان:
_ إياكي تعيطي أنتِ النهاردة عروسة واليوم ده يومك..
_ شكرا انك جيتي..
ضربتها حنان بخفة مردفة:
_ شكرا في عينك هو في بنت بتقول لأمها شكرا انها حضرت فرحها؟!..
أبتعدت عنها قليلاً وهمست بذهول:
_ أمها ؟!..
_ طبعاً أمها أنتِ من النهاردة زيك زي محمود وطارق عندي بالضبط..
وعلى سيرة محمود دق على الباب ودلف، أبتسم إليها وبداخله شعور غريب، كأنه أب وهذا زفاف أبنته، أدمعت عينيه وسحبها لحضنه مردفاً:
_ فضلت اطفش فيه طول الشهور اللي فاتت عشان أشبع منك على قد ما اقدر لا هو رضا يطفش ولا انا قادر اشبع منك.. 
سألته بحزن:
_ ما تزعلش مني يا محمود أنا ما كنتش عايزة أعمل أي حاجة المرة دي غصب عنك بس والله العظيم علي هو... 
وضع يده أمام شفتيها قائلا:
_ اششش مش عايز اسمع اي حاجة احنا دلوقتي هنفرح وبس..
_____ شيما سعيد _____
بالاسفل كان يقف علي أسفل الدرج لتنزل هي متعلقة بيد محمود من طرف وطارق بطرف الآخر، كانت رائعة الجمال بفستان زفافها الراقي وحجابها البسيط، قلبها أخذ يرفرف بين صدرها تشعر وكأنها تملك العالم بما فيه، بين يدي أخواتها وامامها ما اختاره الله لها ماذا تريد أكثر..
وصلت لعلي الذي قام بالسلام على طارق ثم أقترب من محمود وضمه مردفاً:
_ حقك عليا بس بحبها وأنت أكتر واحد عارف الحب بيعمل في صاحبه إيه..
أومأ إليه محمود مردفاً:
_ عارف يا علي عارف..
_ قولي مبروك من قلبك يا محمود عشان فرحتي تكمل..
أبتسم إليه محمود بحب وقال:
_ ألف مبروك يا صاحبي، لو كنت لفيت الدنيا كلها مكنتش هلقي حد اطمن على اختي معاه غيرك..
زاد على من ضمه وبعدها أقترب من حلمه وقبل رأسها مردفاً:
_ أخيراً بقيتي بين أيدي يا بنت علام..
على بعد مسافة أقترب معتز من سمية التي أتت للحفل بأمر منه قائلا:
_ شاطرة أنك جيتي..
حدقت به بغل مردفة:
_ عايز إيه مني تاني يا حيوان أنت..
ببرود قال:
_ تنفذي المطلوب يا حلوة وإلا تحبي صورك الجامدة في وسط الفرح..
ردت عليه بغضب:
_ أنت إزاي كدة أنا لو نفذت كلامك واتجوزت أبوك زي ما بتقولي هيبقي باطل وزنا محارم..
سحبها من خصرها وعقله يرفض فكرة اقتراب والده منها، ضغط عليها بقوة جعلها تشهق وقال:
_ لو لمس شعرة واحدة منك هطلع بروحك في أيدي، ودلوقتي تنفذي المطلوب منك بس..
أنتهي عقد قرآن علي وأروي وبدأت رقصة العروسين، أقترب معتز من سارة مردفاً:
_ ممكن اتكلم معاكي شوية سارة ؟!..
أومات إليه بهدوء وذهبت منه بنفس اللحظة أقتربت سمية من محمود بخطوات مرتجفة وهي تحمل بيديها كوبين من العصير مردفة:
_ حبيت أشرب معاك ده لو مافيش مشكلة عندك طبعاً..
أخذه منها محمود وأخذ أول رشفة مردفاً:
_ أكيد مفيش مشكلة يا سمية أقعدي شوية وهتيجي سارة تقدروا تقعدوا مع بعض..
أبتسمت إليه بتوتر وأخذت هي الأخري رشفة، حديث وراء الأخر وبعدها وضعت يدها على رأسها بتعب وقالت:
_ اه مش قادرة..
نظر إليها محمود بقلق:
_ مالك فيكي إيه ؟!..
_ مش قادرة من الواضح إن سكري علي ولازم أروح أخد العلاج..
ساعدها محمود بالقيام مردفاً:
_ أنتِ عندك سكر ؟!.
_ أيوة، ممكن توصلي البيت مش هقدر أسوق..
نظر حوله يبحث عن معتز أو طارق ولم يجد أحد فسندها مردفاً:
_ تعالي أوصلك لحد العربية وهخلي السواق يوصلك البيت..
وصل بها لسيارتها وجدها تغلق عينيها باستسلام، وضع بالسيارة وصعد محل السائق مردفاً:
_ سمية أفتحي عينك لحد المستشفي متخافيش..
حركت رأسها برفض مردفة:
_ لأ أنا عارفة حالتي مش محتاجة مستشفي أروح البيت وهأخد العلاج هبقي بعده كويسة أرجوك..
مر عشر دقائق ووصل بها لمنزلها، فتح لها باب السيارة وساعدها على النزول سارت معه حتى وصل بها لغرفة نومها، وضعها على الفراش فقالت:
_  العلاج في الحمام..
دلف المرحاض وبدأ يبحث فوضع يده على خصلاته هامسا:
_ هو فين الزفت ده سارة لو حست إني مش موجود هتولع فيا..
زفر بضيق وشعر بثقل برأسه فخرج إليها مردفاً:
_ فين العلا...
لم يكمل كلمته فقد بدأ مفعول المنوم بعد ربع ساعة من أخذه، سقط بجسده على أرضية الغرفة..
بعد عدة ساعات فتح عينيه وجد نفسه عاري وهي بجواره تخفي جسدها بالكامل أسفل الغطاء وتبكي فسألها برعب:
_ في إيه هو حصل بنا حاجة ؟!..
لم تجيب فقط تبكي فصرخ بها:
_ انطقي أنا لمستك قربت منك ؟!..
بحسرة أومات برأسها وهمست:
_ أيوة..
مستحيل هذا مستحيل ردد برفض:
_ سارة لأ سارة..

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا