رواية خليل الروح مريم وياسين الفصل الثامن 8 بقلم مريمه
رواية خليل الروح مريم وياسين الفصل الثامن 8 هى رواية من كتابة مريمه رواية خليل الروح مريم وياسين الفصل الثامن 8 صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية خليل الروح مريم وياسين الفصل الثامن 8 حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية خليل الروح مريم وياسين الفصل الثامن 8
رواية خليل الروح مريم وياسين الفصل الثامن 8
' اسفه يا جدي ، انا مش موافقة .
وتركتهما خلفها ، جالسين بين صدمة لا تُفهم ، وسؤال لم يُطرح
نظر لجده بصدمة وهو يقول
' طب ليه؟ ماخدتش وقت في التفكير حتي !
كان يتكلم بألم ، مثل طفل تركته أمه في منتصف الطريق إلي المنزل ، ولم يعلم لماذا فعلت بقلبه هذا .
ربت الجد علي كتفه وقال بمواساة
' نديها وقتها يا ولدي ، يمكن المفاجأة هي اللي عملت فيها كِده ؛ هنسيبها شوية ونتكلم تاني.
قال بتصميم :
' وتالت وعاشر يا جدي ، أنا مش هتراجع عشان رد بايخ وبدون اسباب كِده .
الجد بتأكيد لكلامه وفرحه لتمسك حفيدة بحفيدته الغالية
' جدع يا ولدي ، وأنا في ضهرك وبأذن الله ربنا يحنن جلبها .
"كيف للقلب أن يرفض شئ يُريده بشدة ، هل يمكن للإنسان أن يجرح ذاته مثل هذا الجرح ؟!"
كانت تجلس في غرفتها منذ تركها لهم ، ساكنة مكانها لا تتحرك ، ولكن هناك بداخلها عاطفة من المشاعر المتناقضة ، عاصفة لا تهدأ ولا تستكين ، لماذا لا يهدأ قلبها؟ كانت تظن أنها بإجابتها تلك سوف ترتاح وتهدأ ، وإذ بقلبها ومشاعرها اقاموا حرب ضد عقلها وافكارها ..
خرجت من سكونها علي صوت اتصال ، القت نظرة علي شاشة الهاتف فوجدت جدها سليمان ، تنهدت واخدت نفس عميق في محاولة لإخراج صوتها طبيعي ، وفتحت المكالمة وقالت بابتسامه
° جلب مريم ، اتوحشتني والله .
اتاها الرد :- يا بكاشة ، لو اتوحشتك صُح، كُنتِ جيتي شوفتيني .
قالت بهدوء :
' حجك عليا والله ، أنا بفكر اجي اقعد الاسبوعين دول عِندِكم لعند لما فرح عمر واد عمي يُخلص .
قال بلهفه:
' بيتك هينور يا حبيبة جدك ، يلا اجهزي وانا هبعت حد من العيال ياخدك .
قالت بتردد:
' بس أنا ماقولتش لجدي ، وحُصل موقف كِده فانا مش عايزاه يفكر اني ماشية من البيت عشان كِده .
سألها :- حُصل إيه، حد زعلك ؟
قالت سريعًا :
' لا لا والله ، ماحدش بيزعلني ، بس هي حاجة كِده هقولك عليها بعدين .
سكت لثواني وقال :
'طب خلاص أنا هصلي العصر في المسجد جنبكم ، وهعدي اخدك ، وهتصرف مع ابن خالتي .
قالت بابتسامة:- ماشي يا جدي ، هستناك .
............
عصراً في بيت الجد زهران
دخل الجد سليمان من باب المنزل واستقبله حمزة الذي كان يجلس في حديقة المنزل
حمزة بترحاب :- يا مُرحب ، وانا اجول الدار نورت .
الجد سليمان بضحك :
' العيلة كُلها كالمنجية كِده ، الدار منوره بيكم يا ولدي .
حمزة وهو ياخذ بيده :
' والله منور صُح ، تعالي نخش جوه ، ده جدي وجدتي هيفرحوا جوي .
قال وهو يدخل معه :
' محدش منكم صلي في المسجد ليه ، ده انا جولت هقابلكم فيه.
رد بهدوء :
' صلينا في المسجد اللي علي اول البلد ، جدي كان حابب يصلي فيه انهارده .
كان سيرد فقاطعه صوت الجدة وهي تقول بفرحه لقدوم اخاها
' سليمان بنفسه عِندِنا ؟ ده احنا ندبح عجل دلوقت.
ضحك وقال وهو يطبع قبله علي رأسها :
' جولت اجي اشوف خيتي اللي مطنشاني دي.
قالت بلهفة:
' لا والله يا خوي ، بس إنتَ عارف مابقدرش اتحرك كتير .
قال بمرح رغم كِبر سنه:
' كبرتي وعجزتي إنتِ وجوزك ، اتعلموا مني كيف تفضلوا شباب.
تعالت ضحكاتها هي وحمزة ، وقاطعهم خروج الجد زهران من مكتبة
قال بترحاب شديد ومحبة لصاحبة وإبن خالته والأخ الأكبر لزوجته
' يا مُرحب يا مُرحب بواد خالتي ونسيبي .
اقترب منه واحتضنه واكمل
' الدار منوره بيكَ يا سليمان ، أنا كُنت ناوي اجيلك بعد صلاة المغرب.
الجد سليمان بابتسامه:
' ماحبتش اتعبك يا خوي وجيت .
قال بفرحة:- نورت بيتك والله ، تعالي نقعد في المكتب .
اخذه واتجه للمكتب بعدما طلب منهم احضار القهوة .
بداخل المكتب
الجد زهران :- عايز اجولك علي حاجة مُهمة .
الجد سليمان بتساؤل:- خير يا زهران قلقتني ، قول .
بدأ يحكي لما ما حدث بينه وبين مريم وياسين ورفضها السريع بدون اسباب.
الجد سليمان بحيره:
' والله يا خوي ماعرفش اجولك إيه؟ ياسين زين الرجال ، دين واخلاق وعلام وابن اصول ، أنا موافق عليه ، بس الرأي رأيها.
الجد زهران بضيق :
' رفضت بسرعة البرق يا خوي ! أنا استغربتها جوي ، دي مريم اللي بتحب تبجي هادية في قراراتها ، تيجي عن قرار زي دِه وتقفلها في وشنا كِده !
الجد سليمان بعد سكوت دام لثوانٍ معدودة:
' خير يا خوي خير ، أنا هاخدها تجعد في بيتها اسبوعين كِده ، تفكر براحتها وتصفي دماغها.
الجد زهران بسرعة:
' جول كِده، إنتَ جاي تاخدها تقعد جارك وتسيبني لحالي؟
الجد سليمان وهو يضحك:
' براحة علي نفسك يابوي مالك ؟ مش بيتها وتجعد فيه براحتها ، وكمان إنتَ ناسي إن فرح واد عمها بعد عشر ليالي ، محتاجينها معانا .
الجد زهران برفض :
' لا لا اسبوعين كتير ، هما ليلتين تقعدهم عِنِدِكم وتاجي .
رد عليه بحزم وهو يُنهي الجدال:
' زهران ! ماتعملش زي العيال ، بت ابني هتيجي معايا دلوقت وتقعد في بيت ابوها براحتها وتيجي براحتها ، ومش عايز اعتراض ، انا سايبهالك بمزاجي .
سكت ولم يجادله كثيراً ، هو يعلم أن مكانها الأصلي عنده
فقال بهدوء:
' ماشي يا واد خالتي ، هبعت حد يجولها إنك هنا عشان تجهز.
اشار له بالجلوس مرة اخري وهو يقول
' خليك مُطرحك ، حبيبة جدها عارفة إني جاي وهتلاقيها نازلة دلوقت.
' ده أنتوا متفقين بجي؟
الجد سليمان بضحك:- مالكش فيه يا راجل يا عجوز ...
قاطع كلامهم دخولها وهي تقول بمرح
° جلبي مايتحملش الفخامة دِي كِلتها ؟ سليمان والزهران قدامي مع بعضيهم؟!
ضحكوا بصوت مرتفع علي حفيدتهم
الجد سليمان :- والله انا اللي جلبي مايحملش جمالك يا جلبي.
اقتربت منه وطبعت قبله علي يديه وقالت :- حبيبي يا غالي.
الجد زهران بضيق مصطنع:- شوف البت نازله حب في الراجل ولا كأني موجود ؟
اقتربت منه واحتضنه وقالت :- مانتَ واخد الدلع كله ، سيبني ادلعه شويه.
' يابخت اللي مريم تدلعه ، السلام عليكم يا حاج سليمان .
كان دخوله بمثابة زلزال علي كيانها ، نظرت ارضاً بعد جُملته
فاتجه هو ليسلم علي جدها
الجد سليمان :- وعليكم السلام يا دكتور ، عامل إيه يا ولدي؟
قال :- مش بخير والله يا جدي ؟
الجد سليمان بتساؤل :- ليه يا ولدي ، مالك؟
' محتاج مُسكن للقلب!
الجد زهران بمشاكسه:- مانت دكتور يا واد ، اكتب علي نوع المسكن واحنا نطلبه ونجبهولك.
قال بحزن :- طلبته والله ، بس هو رفض يعالجني.
الجد سليمان بضحك:- ليه يا ولدي ، جولي علي اسمه وانا ادورلك عليه واجيبهولك.
قال وهو يغمز للجد :- الاسم من اربع حروف ، ومحل السكن قلب ياسين الزهران .
تعالت ضحكات اجدادها ، وهي تقف تتمني الارض تنشق وتبتلعها
صمتت لثواني ثم قالت وهي تبتعد بنظرها عنهم
' يلا يا جدي عشان منتاخرش ، هستناك برا .
وهربت من امامهم لتستطيع التنفس
ما هذا الرجل الذي اقتحم حياتها بلا موعد !
هي ..هي وافكاره البلهاء السبب في رجوعه .
قالت وهي تنظر للسماء :
° اللهم اختر لي ولا تُخيرني ، حلها من عندك يارب عشان مريم تعبت من التفكير .
انتظرت جدها لدقايق حتي خرج ومعه ياسين وجدها زهران
كان يرتسم علي وجهه ملامح الحُزن بسبب ذهابها من المنزل
ولكن هل له حق الاعتراض ؟
همس بداخله:- مليش حق اجولها خليكي ! هي تمشي وتسيب ياسين هيطق .
الجد زهران وهو يحضتنها:
' خلي بالك من نفسك يا بتي ، وكلمني كل يوم.
° حاضر يا حبيبي ، ماتقلقش عليا.
وبعدما سلمت علي جدها ، اخذها جدها سليمان وذهبوا الي بيتهم ، وتتركوا ورائهم قلب يتألم من فراقها .
...............
التفكير الزائد يقتل النفس ، أن تظل تفكر مراراً وتكراراَ بدون أن تصل لقرار ، هذا ابشع انواع التفكير علي الإطلاق .
خمسة ليالي وهي في بيت والدها رحمة الله عليه
خمسة ليالي تحاول عدم التفكير في الأمر ولكن باتت كل محاولتها بالفشل ، ولكن مهلاً؟ لمَ لم تلجأ إلي ربها مثلما تفعل دائماً!
انتبهت لنفسها وقالت بصدمة:-
' أنا مصلتش استخارة ليه؟ كِيف هملت الاستخارة في أمر زي دِي؟
عمالة افكر واحسبها في دماغي وشايله من بالي أن المدبر هو الله عزوجل ! ما خاب من استخار ، ده الاستخارة فيها تسليم وتفويض كامل لله ، وربنا بيختار الخير دايماً ، حتي لو مش باين في دلوقت .
قامت سريعًا وذهبت للوضوء لكي تلجأ إلي ربها ، وبعد دقايق كانت انتهت من صلاتها وجلست تدعوا الله كثيراً ، أن يُريح قلبها ويرزقها الأمان وراحة القلب ، وبعدما انتهت من هذه الجلسة ، كان قلبها يشعر بالراحة ، مجرد تفويضك الأمر لله يُشعرك بالراحة التامة .
...........
صباحا في بيت الزهران .
كان يجلس مكانها علي سطح المنزل ، التقط مصحفها الموضوع علي منضدة بجواره ، وبدأ يقرأ بِه ، وبعد فترة اغلقه وهو يبتسم عندما تذكر حوارهم وهو يطلب منها ان تحفظه قرآن مع الاطفال ، ورفضها لذلك
وهو بالفعل نفذ اقتراحها ان يحفظ مع عمه عبدالله ، ومنذ ذلك الوقت وهو مستمر في تكمله حفظ كتاب الله ، تنهد وقال
' يارب حنن جلبها بجي عشان تحفظني القرآن ، وتعملي اكل بالليل عشان بجوع كتير .
حمزة ضاحكاَ من ورائه:
' عايز تتجوز البت عشان تعملك اكل يا ياسين ؟ ده انا كده احذر بت عمتي واجولها اوعي تتجوزيه.
القي في وجهه الوسادة وهو يقول بضيق:
' مش محتاجة تحذير ياخوي ، هي مقفلاها .
ضحك وقال :- عارفة مصلحتها البت دي ، مين يستحملك اصلاً.
نظر له نظرة تحذيرية فصحح كلامة
' قصدي يعني ...بص هي مريم بحالات كتير ، ممكن اللي كان ماسك الشيفت وقتها قال لأ ، وممكن اللي يمسك الشيفت لما تفاتحها تاني في الموضوع يقول آه.
' إنت كِده بتصلح اللي جولته في الأول ؟ ياريت كانت تبجي موجودة وتسمعك .
قال سريعاَ:
' اوعي تجولها يا ياسين ؟ دي بتحل ليا أي مشكله تُحصل في اللاب ، وبتعملي حاجات كتير بحتاجها في الشُغل.
' آه يا بتاع مصلحتك ، اتجوزها بس وانا اخليها تقطع علاقتها بيك، إنت والعيال اللي تحت دول.
قال بمرح وهو يجري من امامه:
' ولا تقدر ، دي المريوم حبيبة جلبنا دي .
استفزته الجملة كثيراً ، وذهب سريعاً وراء أخيه وهي عازم علي تربيته من أول وجديد.
...................
بداخل بيت سليمان كانت الاوضاع مُغايرة تماماً
فقد اقترب زفاف احفادهم ، لذلك تسمع دائماً اصوات الزغاريط تصدر من بيتهم ، والشباب يدقون الدفوف ليلاً ونهاراً.
بداخل غُرفة واسعه من غُرف المنزل كانت تقف وبيدها دُف تدق عليه ، وبجوارها اختها وبنات اعمامها وحريم المنزل
قالت بصوت مرتفع :
' ١ ، ٢ ،٣ ، يلااا
فردوا عليها تلقائياَ
" يا أبو اللبايش يا قصب ....عِندِنا فرح واتنَصَب "
اكملوا غُناء وهي تدق الدُف كعادتها في افراح منزلهم التي لا يتم بها تشغيل المعازف أو تلك الاغاني وما يُسمي بالمهرجات ، ولا يكون بها اختلاط بين الرجال والنساء ، وهذا كان أفضل ما بالأمر ، لكي يأخذون راحتهم ويفعلون ما يُريدون.
" لم يقل لكل الأسلام لا تفرح وتقيم افراح ، بل ديننا دين سُرور ..
افرح واقم حفلات وحفلات كيفما تُريد ، ولكن لا تغضب الله الذي اعطاك تلك السعادة ؛ زينوا افراحكم بترككم لتلك المعازف والأشياء "
' مررريم !
توقفوا عندنا سمعوا طرقات علي الباب ، فقالت
° مين !
اتاها الرد
' أنا معتز ، اجهزي وتعالي جدك عايزك .
نظرت لهم بضيق وقالت
° ايه بجي الفصلان ده ، هنزل واجي نكمل ، خليكم مكانكم.
وقفت تتأكد من حجابها الذي كان عبارة عن عبائه بسيطة وخمار
اتجهت لأسفل فوجدت جدها سليمان يجلس ومعه ياسين!
همست نفسها:
' اثبتي يا بت يا مريم ، ده واد عمك ، عادي يعني .
اقترتب منهم والقت السلام واتاها الرد منهم
جدها سليمان وهو يقوم :
' واد عمك عايز يتحدد معاكِ في حاجة يا مريم ، اقعدي اسمعيه وانا جاركم إهنه.
القي عبارته وذهب لمقعد يبعد عنهم وجلس عليه .
' هتفضلي واقفه؟
انتبهت له وهزت رأسها بلا وجلست امامه .
قال بابتسامه:
' كيفيك يا بت عمتي؟
ردت بهدوء :
°بخير الحمد لله يا واد خالي ، اخبار اللي في الدار إيه؟
' مابيشفوش طعم الراحة في بُعدك!
نظرت له بتحذير وقالت:
' انتبه لكلامك يا دكتور ، أنت اه واد عمتي ، بس الكلام اللي من تحت لتحت دِه ماينفعش معايا.
قال بضحك:
' طب ما نخليه ينفع يا بت الحلال ، منشفه دماغك ليه؟
صمتت فقال بهدوء:
' بصي يا مريم أنا سيبتك تبعدي وتاخد فرصتك في التفكير ، وبخصوص ردك يومها ، ولا يهز فيا شعره ، ماكنش ردك النهائي ، وماكنش الرد اللي أنا مستنيه ، ف لوسمحتِ ، ممكن تشاركيني افكارك وتجولي لي رفضتي ..خايفة من إيه يا مريم ؟
نظرت له بهدوء ثم نظرت لجدها فهز رأسه لها لكي تتحدث
تنهدت وقالت:
' بص يا دكتور ، إنتَ الف واحده تتمناك والله ، بس أنا..
قاطعها
' وأنا ماعيزش الف واحدة ، أنا رايد واحدة ونفسي تفتح جلبها وتقولي مخاوفها .
وضعت وجهها بيد يدها واخذت نفس عميق ثم عادت لوضعها وقالت:
' بس مفيش زعل ؟
' ومين يزعل من المَريمة؟!
ابتسمت ثم قالت:
' في حاجات كتير مخوفاني ، يعني الخوف العادي من الجواز والمسؤولية ، إني هبجي مسؤولة عن بيت وأسرة وأنا حتي الآن مش قادرة أبجي مسؤولة عن نفسي مسؤولية كاملة ، خوف من إنك تيجي في يوم وتبجي عايز تسافر تاني ومتبقاش حابب العيشة إهنه زي ما قولتها وإنت مسافر قبل سابق ، خوف من عصبيتك وخوف من عنادي وإني ماحبش اخد اوامر من حد ، فاكيف هيجي حد كِده ويقرر عني كُل شئ ، خايفة من...
تنهدت ثواني واكملت :- خايفة إنك تمل في يوم من تعبي ، ياسين انا بيجي عليا وقت وبتعب جوي ، وبفضل نايمة ومابقدرش اعمل شئ ، آه أنا متابعة وكلي وشربي والعلاج ومهتمة بنفسي ، بس بيحصلي كِده كُل مده ، والخوف الأكبر بجي إن عيالي يورثوا السكر مني ، أو إن اصلاً اوجه صعوبه في الحمل بسبب المرض .
صمتت بعدما القت جميع مخاوفها في وجهه ، ابتسم ابتسامه هادئة وقال:
' كُل دِه في جلبك ؟ يمكن دلوقت ماقدرش امحي كُل مخاوفك دي ، بس هجولك إني هبجي معاكِ في المسؤولية ، أنا مش هتجوزك واشيلك الليلة كُلها لحالك يا مريم ؟ لاا بالعكس ده انا اللي هبجي سايق المركب بمساعدتك ، الجواز حياة بيعشها الأتنين مع بعض ، مش واحد بس اللي هيعيش ! وبخصوص نظرتك عن نفسك وإنك مابتقدريش تشيلي مسؤولية؟ مين جالك كِده ؟ اللي أنا شايفه إنك بت بتعرف تبجي كُل حاجة ، أبنه باره باهلها ، ست بيت مفيش في شطارتها، طالبة ممتازة ، مُعلمة قُرآن تلاقي ، واحدة ناجحة في شغلها تلاقي ، بت عارفة قيمة نفسها ، بتعرف تسيطر علي الامور وبتتعامل بحكمة وهدوء ، وغيره كتير ، إنتِ قد أي مسؤولية بتشيلها لوحدك يا مريم ، مابالك باللي هنشيله مع بعض ؟
صمت ثواني واكمل :- أنا مش هسافر واسيبك لحالك يا مريم ، وده وعد مني ، وانا هتجوزك عشان نقرر مع بعض ، نفكر ونتشارك مع بعض ، مش عشان اقرر عنك ؟ آه ممكن يجي وقت اخد قرار وإنتِ تبجي رافضاه ، بس صدقيني وقتها هبجي شايف حاجة أنتِ عامية عيونك عنها ....وأنا كنت عيل مابيفهمش والدنيا عامية عينيه لما قال ماحبش العيشة إهنه ، الوضع تغير وياسين تغير ، وياسين اللي قدامك مايبعدش ولا يمل ابداً ، إنتِ مافكيش شئ يتعايب ، بتتعبي كُل قد إيه ؟ خايفه من الاسبوع اللي في السنه اللي حالتك بتسوء فيه؟ ده انا اشيلك فوق راسي ، إزاي تفكري إني ممكن اسيبك لسبب زي دِه؟
وماقدرش امنع مخاوفك من المستقبل بخصوص الحمل والكلام دِه ؛ أنا بس هجولك إن دي حاجات بتاعة ربنا ، في يده هو ، واللي في يد ربنا مايتخفش منه ولا عليه، من حقك تخافي خوف طبيعي ، بس مش من حقك توقفي حياتك عشان حاجات في علم الغيب.
ساد الصمت لثواني بينهم، لا تُنكر أنه رتب افكارها ومشاعرها ، والأهم من ذلك شعور الأمان الذي تشعر بِه الآن .
اقترب منهم الجد وهو يجلس معهم ويقول:
' طلعتوا اللي في جلبكم ولا لسه ؟
ياسين بمرح:
' والله اللي في الجلب كتير جووي ، بس هنسمع واحده الزم حدودك تجيب اجلي.
ضحك هو والجد ، وهي ابتسمت وهزت رأسها بقلة حيلة من أفعالة
فقال الجد وهو ينظر لها :
' الواد دِه طلب يدك مني ، وأنا من رأي توافقي أهو نكسب فيه ثواب، قولتي إيه يا حبيبة جدك ؟
ياسين سريعا:
' اه والله ده أنا غلبان حتي .
نظرت له تارة ولجدها تارة ، ثم قالت وهي تستعد للمغادرة
° وانا ماحبش اتخلي عن الثواب برضه ، نكسب فيه ثواب ومالوا .
يُتبع....
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا