رواية الفنا العشق من الفصل الاول للاخير بقلم الست ورد

رواية الفنا العشق من الفصل الاول للاخير بقلم الست ورد

رواية الفنا العشق من الفصل الاول للاخير هي رواية من كتابة الست ورد رواية الفنا العشق من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية الفنا العشق من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية الفنا العشق من الفصل الاول للاخير

رواية الفنا العشق من الفصل الاول للاخير بقلم الست ورد

رواية الفنا العشق من الفصل الاول للاخير

"ممكن تهدي مش كدا" 
"أهدي ليه ها اهدي ليه قولي أنا عملت ايه علشان تقولي اهدي" 
أكملت حديثها بصراخ
"انطق قولي أنا عملت ايه علشان ابقي كدا" 
اخذها داخل احضانه تحت مقومتها وصراخها الذي اتعبها
"ابعد عني ابعد عني أنا بكرهكم وأنت أولهم أبعد عني" 
....... 
في بيت متوسط الحال جلس الأب علي الاريكه الموضوعه امام التلفاز فنده علي ابنته الصغيره وأردف 
"نعم ي بابا" 
"تعالي ي حبيبي عاوزكِ في موضوع مهم" 
قعدت بجاوره بقلق 
"في ايه قلقتني" 
" جوز اختك الله يرحمها اتقدملك "
كادت أن تتكلم ولكنه قاطعها بإشاره منه
"استني أكمل كلامي وهو عاوز واحده تربيله ابنه وأنتِ عارفع أنه مش هيأمن ان واحده تربي أبنه" 
"طب ما يجيبه هنا وبليل غيث يروح مع والده" 
"ما هو ايهم مسافر وهيستقر في دولته" 
"بصراحه ي بابا أنا مش شايفه ايهم غير جوز اختي غير كدا لأ وأنا اصلا معرفهوش يعني أنت عارف أنه بيساقر وفين وفين لمي بيجس هنا هو وأختي الله يرحمها فبصراحه مش موافقه أنا أسفه" 
غضب من حديثها وأردف بعصبيه
"يعني ايه مش موافقه عاوزه تكسري كلمتي قدام الراجل" 
"لأ حقك عليا بس أنا قلبي يتكسر ويتوجع مافيش مشكله صح" 
صفعه نزلت علي وجهها وأردف بعصبيه 
"أنتِ هتصاحبيني ولا ايه اجهزي يلا علشان كتب كتابك النهارده قال مش موافقه قال نتألم معاهم باللين يعارضوا" 
صدمه وأحلت عليها صرخ بوجهها
"قومي قزي من قدامي قومي" 
قامت من مجلسها ودخلت غرفتها وأنفجرت في البكاء أمسكت هاتفها ورنت علي صديقتها 
"أنا في مشكله ي جاسمين" 
"مالك ي ورد قلقتيني عليكِ" 
"أبويا عاوز يجوزني ايهم جوز رفيف وأنا مش موافقه ي جاسمين" 
"طب اهدي أنا جيالك اهدي ممكن" 
... 
"ورد" 
ارتمت ورد داخل أحضانها وهي تبكي 
"بس ي حبيبي عامله في نفسك كدا ليه ي ورد مش ده حبيبك" 
أنتفضت ورد من مجلسها وصرخت فيها
"متقوليش حبيبي ده جوز أختي مش أكتر ي جاسمين" 
"أختك ماتت ي ورد" 
"بس هو حبها هو مش أنا هو عاوز يتجوزني علشان أربيله أبنه مش أكتر ي جاسمين أنا مش رفيف ولا هبقي رفيف" 
أمسكت بيدها وأخدتها داخل أحضانها
"أهدي كدا لو سمحتي أهدي متعمليش في نفسك كدا ي ورد يمكن ربنا استجاب دلوقتي لدعائك لسبب ما هيحصل قريب ربنا بيأخر الدعوات لوقت افضل واهو دعوتك في جفون الليل استجابت ي ورد اهدي ي حبيبي وصلي علي النبي كدا" 
"أنا تعبت أوي ي جاسمين تعبت أوي بجد" 
"ربنا يريح قلبك ي عيوني ويرزقك الطمأنينه ويكون ليكِ الزوج الصالح" 
.... 
لبست دريس أبيض رقيق وهاديء وتركت العنان لشعرها البني المموج قليلا من الاسف ووضعت لها جاسمين بعض  الميكب الخفيف 
"هتفضلي تعيطي بقي أبوكِ هيجي يكمل عليكِ اهدي بقي وأنتِ هتسرقي قلبه بجمالك ده" 
أبتسمت من بين دموعها، جاء والدها وأردف بقوه
"المأذون وصل يلا خلصي" 
خرجت معه ومعها صديقتها، رفعت رأسها رأته يقعد بهيبته المعتاده وتسريحه شعره التي كانت تسحرها ومازالت يبدو أن قلبها عاد بأن ينبض بإسمه مره أخري 
نزلت رأسها في استحياء عندما رفع نظره نحوها قعدت بجانب والدها قبل أن يبدأ المأذون أوقفه ايهم وأردف.... 
.. يتبع.. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
نزلت رأسها في استحياء عندما رفع نظره نحوها، جلست بجانب والدها، وقبل أن يبدأ المأذون، أوقفه أيهم وأردف:
"أنتِ موافقة؟"
رفعت رأسها إليه باستغراب، فأعاد صياغة السؤال مرة أخرى:
"أنتِ موافقة؟"
نظرت إلى والدها الذي وجه إليها نظرات تهديد، ثم حولت بصرها إلى صديقتها التي شجعتها بعينيها، فأردفت باستحياء:
"موافقة."
لاحظ أيهم نظراتها، ما أثار غضبه بشدة، وبدأ المأذون في عقد الزواج بينهما.
بعد مرور دقائق قال المأذون كلمته المشهورة:
"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير."
وقف والدها وأردف:
"يلا يا بنتي، روحي مع جوزكِ."
تجمعت الدموع في عينيها، لا تزال لا تعلم سبب كره والدها لها.
نهضت باستحياء نحو من يُلقب الآن بزوجها. وعندما وقف أيهم، مد يده لها، فنظرت إليه دون أن تدري لماذا شعرت براحة غريبة في عينيه.
أمسكت يده بتردد، لكنه أمسكها بقوة، وخرج إلى الخارج، فتبعته حتى وصلا إلى السيارة.
فتح لها الباب المجاور لمقعد السائق، فجلست بهدوء، ثم توجه إلى مقعده وانطلق بالسيارة دون أن ينطق بكلمة واحدة.
أوقف السيارة أمام البحر، فنظرت إليه باستغراب وقالت:
"وقفت هنا ليه؟"
أجاب وهو يخرج من السيارة:
"علشان نتكلم، انزلي."
ترددت قليلًا ثم سألته:
"نتكلم في إيه؟"
وقف أمام السيارة وأردف:
"اطلعي علشان نتكلم."
خرجت من السيارة وأغلقت الباب خلفها، فأمسك يدها بلطف وقادها نحو كرسي عريض كان موجودًا هناك.
"هنقعد هنا، عاوزك في موضوع."
"اتفضل."
"أنا عارف إن جوازنا حصل بسرعة، ومكنّاش عاملين حسابه، ولا تعرفيني ولا أعرفك."
أردفت بصوت منخفض بالكاد وصل إلى مسامعه، فارتسمت ابتسامة على وجهه:
"طب كويس إنك تعرف."
"يا ستي، عارف والله."
احمرّت وجنتاها فضحك عليها، ثم أكمل حديثه:
"تعالي نعمل ديل."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
نظرت إليه بفضول وسألته:
"ديل إيه؟"
"نكون أصحاب ونفهم بعض، لو قدرنا نتعايش مع بعض، تفضلي على ذمتي، ولو معرفناش، يبقى كل واحد يروح لحاله."
سكتت قليلًا محاولة استيعاب كلامه، ثم مد يده لها فأمسكتها
"موافقه" 
.... 
بعد مرور دقائق، كان يفتح باب شقته وهي تمشي خلفه. اتسعت ابتسامته عندما سمع صوت ابنه الصغير يصرخ بحماس:
"بابــــــي!"
فتح أيهم ذراعيه ليحتضن الصغير، فركض إليه الطفل وارتمى بين أحضانه، بينما قبّله أيهم بحب.
ابتعد عنه الطفل وركض نحو خالته، صارخًا بسعادة:
"خالتو ورد!"
"حبيب قلب خالتو، يا حبيبي!"
حملته بين ذراعيها وضمته إلى صدرها بحب:
"وحشتني خالص!"
قبّلت وجنته بحب وأردفت وهي ما زالت تحمله:
"وأنت كمان يا حبيبي، علشان كده جيت أشوفك!"
"بجد؟"
فرحت بسعادته بشدة، لم تكن تتخيل أنه يحبها لهذه الدرجة:
"والله!"
"وهتلعبي معايا؟"
"وهلعب معاك!"
"يعيش خالتو يعيش!"
ضحكت ورد وهي تردّ على أيهم:
"التشبيه عنده بايظ!"
ضحك أيهم وأخذ ابنه منها:
"يلا يا بطل، علشان تروح تنام."
أمسكت ورد كتفه بتلقائية وسألته:
"هو أنت كنت سايبه لوحده؟"
"لا، خالتو يسريّة كانت موجودة، بس هي لسه ماشية."
"بس أنا ما شفتهاش!"
"في باب تاني مشت منه."
ثم أكمل حديثه:
"لو عاوزة تاخدي لفّة في الشقة، خدي لفة."
نظرت إليه بحماس كما لو أنها لم تكن تبكي قبل ساعات قليلة.
سارت في أرجاء الشقة بانبهار، فشعرت برعشة خفيفة عندما اقترب من أذنها وهمس:
"على فكرة، أنا غيرت ديكور الشقة كلها."
شعرت بقشعريرة تسري في جسدها من قربه، لكنها ابتعدت عنه بتلقائية، وأردفت وهي تغيّر مجرى الحديث:
"هنام فين بقى؟"
رفع إحدى حاجبيه باستغراب، فأردفت بخبث:
"إيه؟ مش قلت هنبقى أصحاب بس؟"
أجابها بكلمات جعلتها تشهق من الصدمة...
.. يتبع.. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
رفع إحدى حاجبيه باستغراب، ثم ترك ابنه ينزل ليذهب إلى غرفته، فأردفت بخبث:
"إيه؟ مش قلت هنبقى أصحاب بس؟"
أجابها بكلمات جعلتها تشهق من الصدمة:
"أنا قلت كده."
"لأ أمي، قولي هنام فين؟"
"هتنامي في أوضة الأطفال."
"وأنت هتنام فين؟"
"في الأوضة الكبيرة."
"طب يلا، باي."
قالتها واتجهت ناحية الغرفة الكبيرة وأغلقت الباب خلفها، تحت أنظاره المصدومة.
خبط كتفه بيده وهو يتمتم بغيظ منها، وكاد أن يذهب إلى غرفة الأطفال، لكنه توقف عندما سمع صوت الباب يُفتح في الغرفة الكبيرة.
سحب أنفاسه عندما رآها ترتدي ملابسه التي كانت غارقة بها، فأردف وهو يضحك:
"إنتِ عاملة في نفسك كده ليه؟"
مطت شفتيها بحسرة:
"اتريق، اتريق، ليك يوم!"
"هلبس هدومكِ؟!"
"الله أعلم، يمكن!"
"طب طلعتي ليه؟"
"أكيد مش علشان سواد عيونك!"
اقتربت منه قليلًا وأردفت بصوت خافت حتى لا يسمعها أحد:
"جعانة أوي، ماعندكوش أكل؟"
"لأ عندنا، هتلاقيه في التلاجة."
ابتسمت وتركت مكانها متجهة إلى المطبخ، فتحت التلاجة وأخرجت بعض الطعام، بينما كان يقف عند الباب يضع يديه في جيوبه وهو يشاهدها.
رفعت أنظارها إليه، متجاهلةً شعور الفراشات الذي اجتاح بطنها بسبب وقفته، ثم أردفت:
"أعملكَ معايا؟"
"لأ مش جعان"
هزت كتفيها بحركة تلقائية وهي تُعد السندوتشات وتصنع كوبًا من الشاي:
"أنت حر."
ثم رفعت نظرها إليه مجددًا وسألته:
"عندكم نعناع؟"
"في الدُلفة التانية."
حاولت أن تصل إليه، لكنها لم تستطع. شهقت عندما شعرت به يقف خلفها ويجلب لها البرطمان.
مال على أذنها وهمس بصوته المميز:
"أوزعه؟"
نظرت له ورددت بتلقائية:
"نخلة!"
ابتعدت عنه بسرعة، تحاول أن تتنفس بهدوء، وتتصرف بطبيعية. مدّ يده بالبرطمان، فأخذته منه ووضعت القليل منه في كوبها.
أمسكت بسندوتشها، وعندما كادت تأكل منه، خطفه منها وأخذ قضمة بتلذذ:
"طعمه تحفة!"
نظرت له بغضب:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
"أنا قلت لك أعمل لك، وأنت رفضت، بتاخده مني ليه؟!"
أخذ لقمة أخرى وردد بعدما ابتلعها:
"جُعت، مجُعش؟"
أخذت سندوتشها الآخر وكوب الشاي ودخلت غرفتها وأغلقت الباب وراءها، فتمتم وهو يبتسم:
"مُبهِرة!"
------
في صباح اليوم التالي، ضحكت ضحكة خفيفة بين نومها عندما شعرت بصغيرٍ يدغدغها. فتحت عينيها لتجد "غيث" يضحك وهو يقول:
"ورد، قومي يلا!"
نهضت ورد بعدم استيعاب، فهي لا تتذكر أحداث الليله الماضيه
"غيث، أنت بتعمل إيه هنا؟"
"إنتِ اللي جيتي مع بابا امبارح يا ورد إنتِ نسيتي؟"
ثم مال عليها وهمس بصوت منخفض:
"وبابا قالي إنك بقيتِ مراته يعني بقيتِ ماما!"
ابتسمت قليلًا وسألته برقة:
"وأنت عاوزني أكون ماما ولا ورد؟"
"أنا بحبك، فهقولك يا ماما، علشان ماما الحقيقية طلعت فوق فوق السما!"
أخذته بين أحضانها بمشاعر مختلطة، وعندها دخل عليهم أيهم وهو يربع يديه قائلاً:
"بقي أنا باعتك تصحيها، تقوموا تحضنوا بعض؟!"
ابتعد غيث عن ورد وركض إلى والده قائلاً بحماس:
"ورد قالت لي أقولها يا ماما، وأنا مبسوط أوي يا أيهم!"
حمله أيهم وقبّل وجنته بحنان:
"ربنا يفرحك كمان وكمان يا حبيبي!"
نظر إلى ورد بشكر، فابتسمت له، ثم أردف:
"يلا قومي، إنتِ لسه قاعدة؟!"
ضحكت ورد بخفة وهي تنهض:
"آه، عندك مانع؟"
تركته وتوجهت إلى الحمام الموجود في الغرفة، فتمتم ساخراً:
"شايفك بتستخدمي حاجتي من غير ما تستأذني!"
فتحت الباب قليلًا وأردفت بمكر قبل أن تغلقه مجددًا:
"عندك مانع؟"
"عندي كتير والله!"
---
خرجت من الغرفة فوجدتهم يجلسون على طاولة الإفطار، فابتسمت بخفة وسألت:
"ما بتاكلوش ليه؟"
"مستنيين حضرتك اقعدي يلا!"
جلست وأخذت فطيرة، ثم أردفت بمرح:
"شكلي هتعود على الدلع ده!"
غمز لها أيهم وأردف بنبرة ماكرة:
"من حق الجميل يتدلع!"
احمرت وجنتاها خجلاً، فشرعت في تناول الطعام حتى تتجاهل كلماته المعسولة. ثم قال أيهم بينما يأكل:
"ابقي شوفي الدولاب!"
"ماله الدولاب؟"
"تعبان وعاوز حد يداويه!"
ضحكت بسخرية:
"هه ظرافة!"
نهض من مجلسه وهو يمسح فمه بمنديل ناعم:
"يلا، بالأذن أنا خارج، لو احتجتي أي حاجة، رني عليّ!"
مال على ابنه وقبّل وجنته:
"يلا، مع السلامة يا بطل!"
ثم وجه حديثه لها بابتسامة ماكرة:
"مع السلامة يا مُبهِرة!"
احمرت وجنتاها خجلاً، فضحك عليها وخرج. ثم تمتم الصغير بحماس:
"أمال لو قال لك يا مزة، هتعملي فينا إيه؟!"
ولكن أيهم لم يلاحظ تلك السيارة المسرعة التي تتجه نحوه...
..يتبع..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ذهبت إلى الغرفة لترى ماذا يوجد في الدولاب.
فتحته وانبهرت بما بداخله، حيث كان ممتلئًا بالملابس الجديدة لها.
"بسم الله ما شاء الله، كل ده ليا؟!"
فتحت ضلفة أخرى فشهقت عندما رأت أنها مخصصة للأحذية، حيث كانت مليئة تمامًا، أما الضلفة الثالثة فاحتوت على العديد من الحقائب من ماركات معروفة جدًا.
رن هاتفها، فارتسمت على وجهها ابتسامة بلهاء وردّت بسرعة عندما رأت اسم المتصل:
"أنا مش عارفة أقولك إيه بجد..."
لكنها جمدت مكانها عندما جاءها صوت آخر عبر الهاتف:
"السلام عليكم."
أبعدت الهاتف عن أذنها ونظرت إلى الشاشة مجددًا. نعم أنه رقمه
"وعليكم السلام، مش ده رقم الأستاذ أيهم؟!"
"صاحب التليفون عمل حادثة، وعربية الإسعاف أخدته المستشفى حالًا."
كادت أن تقع من الصدمة لولا أنها جلست على السرير وهي تحاول استيعاب الأمر، ثم سألت بصوت مختنق:
"المستشفى إيه؟!"
بمجرد أن علمت العنوان، ارتدت ملابسها بسرعة وخرجت مسرعة إلى الخارج، ركبت سيارة وأعطت السائق العنوان، بينما في داخلها كانت تدعو أن يكون بخير.... 
..... 
وصلت إلى المستشفى بسرعة، واتجهت مباشرة إلى الاستقبال:
"السلام عليكم، لو سمحت أيهم الدمهوري فين؟!"
"في الطابق الثاني، الغرفة رقم *."
لم تشعر بقدميها وهي تصعد الدرج بسرعة. قلبها كان يخفق بجنون، هل هو بخير؟ هل تأذى كثيرًا؟!
لحظات وكانت تقف أمام غرفته، فتحت الباب بعنف وهي تلهث من الركض.
وقعت عيناها عليه، كان مستلقيًا على السرير، بدا متعبًا بعض الشيء لكن ليس كما تخيلت. رفعت نظرها إليه، فوجدته يحدّق بها بصدمة!
لم يكن يتوقع أن تأتي إليه... أو ربما...
اقتربت منه وأردفت بصوت مرتعش:
"أنت كويس؟!"
جلست بجانبه وهي تتفحصه جيدًا، أمسك بيدها ليطمئنها:
"اهدي أنا كويس، محصلش حاجة، مجرد خدش بسيط."
لكن عينيها وقعتا على يده، كانت متجبسة! نظرت له بقلق وسألته بحزم:
"أمال إيدك ليه متجبسة؟!"
أخذ نفسًا عميقًا وأردف بهدوء:
"ورد، اهدي أنا بخير، والله."
رفعت أنظارها إليه، ما زال القلق يكسو ملامحها، لكنه ابتسم لها ليطمئنها، وحقًا هذا أراحها كثيرًا. هناك شيء ما بداخلها تجاهه لكنها لا تعلم ما هو بالضبط.
وهو أيضًا يشعر بشيء غريب تجاهها، لكن لا يمكن أن يكون أكيد لا، فهو كان يحب زوجته بشدة، حتى رحلت.
.... 
بعد عودتهما إلى المنزل، وقفت عند باب الغرفة وقالت له:
"حمدلله على السلامة."
"الله يسلمكِ."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ثم أضافت وهي تنظر له: 
"ادخل غير هدومكَ، وأنا هجهز الغداء."
نظر لها بدهشة:
"أنتِ بتعرفي تطبخي؟!"
أردفت بمرح وهي تتجه نحو المطبخ:
"عيب عليك، ده أنا كنت بايتة في المطبخ ده!"
ابتسم لها وهو يدخل غرفته لتغيير ملابسه، لكنه لم يستطع منع نفسه من التفكير لماذا كانت رفيف تكرهه فيها؟! لماذا كانت تصر على أن ورد ليست جيدة؟!
بعد دقائق، كان الطعام جاهزًا، فنادته:
"يلا يا أيهم، الأكل اتحط!"
خرج من الغرفة بعد أن غيّر ملابسه بصعوبة بسبب يده المصابة. جلس إلى الطاولة واستنشق الرائحة الشهية قائلاً بإعجاب:
"الريحة تحفة، تسلم إيدكِ!"
ضحكت قائلة:
"دوق وقولي رأيكَ."
بدأ في الأكل، وبعد عدة لقيمات قال بدهشة:
"لا بجد، هايلة! نفسكِ حلو أوي في الأكل!"
"بالهنا على قلبكَ!"
نظر حوله ثم سأل:
"أمال فين غيث؟"
"غيّرت له هدومه ولقيته نام."
رفع رأسه نحوها وسألها باستغراب:
"طب، وإنتِ مش بتاكلي ليه؟!"
هزّت رأسها قائلة بهدوء:
"لا الحمد لله، مش جعانة."
أخذ قطعة من اللحم ومدها نحوها:
"طب كُلي الحتة دي."
مدّت يدها لتأخذها، لكنه أبعدها بخبث:
"افتحي بقكِ!"
احمر وجهها من الخجل، لكنها فتحت فمها على استحياء، فوضع القطعة بداخله وهو يبتسم قائلاً:
"شطورة.
.... 
مرت الأيام، وأصبحت العلاقة بينهما جيدة. في المساء، كانت ورد تجلس على الأريكة، تحتضن الصغير غيث، ويأكلان الفشار وهما يشاهدان فيلم كرتون.
اقترب منهما أيهم وجلس بجوارها قائلاً:
"بقولكِ..."
"ها؟!"
"بصيلي."
أجابت وهي تتابع التلفاز:
"قول يا أيهم، سامعاك."
"مش بتفكري تروحي لوالدكِ؟ بقالنا شهرين مع بعض، وعمري ما سمعتك بتتكلمي عنه."
توقفت عن الأكل ورفعت عينيها نحوه:
"وجودي مضايقك؟!"
أجابها بسرعة:
"لا، مش القصد، بس قصدي يعني مش بتفكري تشوفيه؟!"
نظرت بعيدًا وقالت بصوت هادئ لكنه يحمل ألمًا قديمًا:
"هو اللي خلاني محبش أشوفه، ولا حتى أقعد معاه."
نظر لها باستغراب وسأل:
"إزاي؟! رفيف الله يرحمها كانت بتقول إن علاقتكم كانت حلوة جدًا مع بعض!"
نظرت له بصدمة، كأنها سمعت اسمًا غريبًا عليها:
"رفيف مين؟! رفيف أختي؟!"
هز رأسه إيجابًا وقال:
"أيوه، رفيف أختكِ."
ضحكت بسخرية وقالت:
"يمكن سمعت غلط يا أيهم ده أبويا كان يطيق العمى ولا يطيقني!"
ظل ينظر إليها بدهشة، فاسترسلت قائلة وهي تحدق في التلفاز:
"طول عمره بيكرهني، كان دايمًا بيعمل حاجز بيني وبين رفيف، وكان بيحبها أوي يا أيهم كان نفسي يحبني زيها، وده خلاني أدور علي الحب في مكان تاني ..."
سكتت فجأة، لكنه كان بستمع اليها بتركيذ :
"كمّلي بس إيه؟!"
نظرت له ثم سرحت للحظات في ملامحه، قبل أن يقطع شرودها بسؤاله:
"هاه؟! روحتي فين؟!"
أخفضت رأسها وقالت بصوت ضعيف:
"مفيش بعد إذنك."
قامت وذهبت إلى غرفتها، بينما ظل هو يحدّق في مكانها، وعقله يدور بسؤال واحد...
هل كانت تحب شخصًا آخر وأُجبرها على الزواج منه؟!
يتبع...
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
"أنتِ كنتِ بتحبي شخص قبل كده؟"
نظرت له بعمق وأردفت:
"يفرق معاك؟"
حاول أن يتحكم في عصبيته التي لا يدري من أين أتت، ثم أخذ نفسًا عميقًا وأجاب:
"أيوه، يفرق معايا."
أخذت نفسًا هي الأخرى، ثم أردفت بصوت هادئ لكنه يحمل في طياته الكثير:
"أيوه حبيت قبل كده."
وقف أمامها وأردف بنبرة خافتة لكنها واضحة:
"كنتِ بتحبيه أوي؟"
أدمعت عيناها وهي ترفع نظرها إليه، ثم همست بصوت مرتجف:
"كنت بعشقه، كنت بدعي إنه يكون من نصيبي، بس اكتشفت إنه بيحب واحدة غيري. حاولت أطلّعه من قلبي، بس ما عرفتش، جاي دلوقتي تعاتبني على حاجة من زمان؟"
أمسك بكتفيها برفق وأردف بحنو:
"أنا مش بعاتبكِ، أنا بتناقش معاكِ بس إنتِ أخدتي الموضوع بجدية أوي."
أشاحت بوجهها بعيدًا، ثم همست بصوت خافت:
"ممكن تسيبني لوحدي؟"
كان على وشك التحدث، لكنها قاطعته قائلة بترجي:
"ممكن تسيبني لو سمحت؟"
نظر إليها للحظات قبل أن يتركها ويخرج من المنزل بأكمله، لكنه لم يستطع منع نفسه من إلقاء نظرة أخيرة عليها قبل أن يغادر.
لا يعرف لماذا أراد أن يعرف من هذا الرجل الذي أحبته، ما بكَ يا رجل؟ لا تخبرني أنك تغار...
تمتم بين نفسه:
"أنا أنصهر من الداخل من فكرة إنها تحب حد غيري."
لا يعلم إلى أين يذهب، لكنه وجد نفسه يقف أمام منزل والدها...
"السلام عليكم."
"وعليكم السلام، إزيك يا بني؟ ادخل أتفضل."
دخل أيهم وهو يشعر بحرج لا يدري في أي حوار يبدأ الحديث معه ، لكنه جاءته فكرة، فأردف بهدوء:
"أنا كنت جاي آخد حاجة تخص ورد."
ابتسم والدها وقال:
"كويس إنك جيت، تعالَ دي غرفتها."
دخل أيهم إلى الغرفة، وفجأة غمره شعور غريب... شعور بالحنين والاطمئنان.
كانت الغرفة بسيطة ومرتبة، وعلى الحائط زُيّنت بفيونكات وردية لطيفة. ابتسم لا إراديًا وهو ينظر إلى أنحاء الغرفة، حتى وقع نظره على مكتبها الوردي. جلس على كرسيها وفتح أحد الأدراج، ليجد بين يديه دفترًا صغيرًا بغلاف وردي مزين بفيونكة لطيفة.
فتح صفحاته، فوجد أول صفحة مكتوبة بخط يدها:
"وكأنك صفحة بيضاء فتحتُها لأول مرة، لا خطَّ فيها ولا نقش، لكني أشعر أنني قرأتها ألف مرة من قبل. لا أدري ما فيك يجذبني، أهو الحضور الذي يسبق الكلمات، أم الهدوء الذي يشبه سكينة البحر قبل أن يبوح بأمواجه؟
لم نلتقِ من قبل، ولم أعرف عنك سوى هذا الشعور الذي تسلل إلى روحي كنسيمٍ هادئ في ليلة صيفية، لكنه يكفيني. يكفيني أن أراك، أن أتحدث إليك لأول مرة، وأنا أشعر أنني أعرفك منذ زمن، وكأنك قصة كُتبت على هامش أيامي، ولم أدرك وجودها إلا الآن."
وفي نهاية الصفحة، كان هناك تاريخ مكتوب:
"18-12-2018"
"يبدو أن القادم ليس هينًا."
..يتبع..
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
"كانت كلماتنا الأولى انعكاسًا خفيًا لما يضج به قلبي تجاهك. لا أدري إن كان إعجابًا عابرًا أم شيئًا أعمق يترسّخ في أعماقي، لكنني على يقين بأن هذا القلب الأحمق سيسقط يومًا ما أسيرًا لك. ما أجهلك بحقيقة مشاعري! تظنني مجرد صديقة وفية، تبوح لك بآلامها، تحدّثك عن أب لم يهبها الحب يومًا، بينما يغفل عقلك عن أنني أودّ لو أبوح لك بشيء آخر، شيء أشد عمقًا وأقسى وقعًا. يا لي من بلهاء! لقد اعتدت أن أوثّق لقاءاتنا، أن أخلّد لحظاتنا بالتواريخ، لكنك، بغير دراية منك، سرقت مني هذا الشغف، حتى نسيت أنني كنت يومًا أسيرة التفاصيل." 
"7:1:2019"
كان يقلب بين الأوراق، يشعر بوخزة غيرة تنهش في قلبه، لا يدري لمَن هذا الكلام، لكنه أدرك أنه كتب بإحساس جارف. شعر بحاجة لمعرفة المزيد، فتناول آخر ورقة، علّه يكتشف الحقيقة، لكن الصدمة شلّته وهو يقرأ:
"لست قادرة على الكتابة، ولا على البوح، ولا حتى على الصمت. كل ما في داخلي يصرخ، كل ما في قلبي يتهاوى، لكن كلماتي تخونني كما خانني هو. حبُّ عمري، ذلك الذي وعدني يومًا بأنه لي، بأنه لن يكون لغيري، كسر وعده اليوم، ووقف أمام الجميع ليخطب أختي!
أشعر بجبل يجثم فوق صدري، بثقل لا يرحل، وكأن الهواء قد صار سميكًا، يمنعني حتى من البكاء. ماذا فعلتُ لأستحق هذا؟ بأي ذنب أحببته؟ أعطيته قلبي دون تردد، لكنه لم يكن أهلًا لهذا الحب، لم يكن قادرًا على أن يكون لي كما كنت له.
اليوم، لم يخلف وعده، بل أوفى به، لكن ليس لي، بل لها."
"5:2:2020"
ارتجف قلبه وهو يقرأ السطور الأخيرة، قبل أن يهمس بصوت بالكاد يُسمع:
"أنا مش فاهم حاجة..."
مسح شعره بيديه بحركة لا إرادية، يحاول أن يستوعب الصدمة. تذكر شيئًا كان يخشى وجوده، فبدأ يقلب في أنحاء الغرفة بجنون، يبحث عنه. كاد أن يطمئن عندما لم يجده، لكن عينه وقعت على صندوق صغير في دولابها، كُتب عليه:
"رسائل بلا عنوان"
أغمض عينيه بقوة، يعلم جيدًا ما الذي قد يجده بداخله، لكنه لم يستطع منع نفسه من فتحه. عبس وجهه وهو يرى الرسائل، وعرف فورًا رائحتها.
كانت رسائله هو!
تذكر حديثهما ذات يوم:
"أنا بحب أوي الرسائل الورقية، بحسها بترجعني لجو الألفينات الأبيض والأسود."
ومنذ ذلك الحين، كان يرسل لها رسائل معطّرة برائحته.
"لو هتبعتلي رسائل، ابقى حطلي من برفانك، ريحته بتجنن."
ما زالت كما هي، تحتفظ بها وكأنها كنز. لكن كيف؟! كيف لم يتزوجها؟ هذا التفكير كاد يصيبه بالجنون!
نظر إلى الصندوق المليء بالرسائل والمذكرات، ثم أغلقه بعصبية، وحمله معه وهو يغادر المنزل بسرعة. حمد الله أن عمه لم يكن موجودًا، فهو لا يحتمل أي حديث الآن.
ركب سيارته، وانطلق مسرعًا نحو منزله، بينما عقله لم يكفّ عن الصراخ بسؤال واحد:
"هل هي تملك الجواب؟"
..... 
"ورد يا ورد!"
صرخ بأعلى صوته عليها.
أردفت بخضة، فهي لأول مرة ترى عصبيته تلك. اقتربت منه بخوف.
"في إيه؟ قلقتني!"
ضعف أمامها، وهو لا يعرف لماذا يضعف أمامها فتغيرت نبرته للأهدي، رفع يديه بالصندوق الخاص بها. 
"ممكن أعرف ده إيه؟"
شحب وجهها مما رأته، فأعاد صياغة السؤال مرة أخرى:
"ممكن أعرف ده إيه؟"
أرادت أن تجمع الكلمات التي ذهبت عن حلقها.
"دي إيه؟ معرفش ده إيه!"
رفع إحدى حاجبيه وأردف:
"والله؟"
"أنت عاوز إيه يا أيهم؟"
"عاوز أعرف ده إيه؟"
"يفرق معاك في حاجة؟"
اقتربت منه للغاية وأكملت بسخرية:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
"وبعدين، أنت ليه محسسني إنك مش عارف، وأنت عارف كل حاجة من البداية؟"
"عارف إيه؟ أنا مش عارف حاجة، وأنا جايلك الوقتي علشان أفهم فيه إيه!"
أكمل حديثه بعدما أخذ نفسه:
"الرسايل دي المفروض كنتِ باعتها لرفيف، بتعمل إيه عندك؟"
عضت على شفتها السفلى كحركة تلقائية وهي تحاول ألا تبكي.
"أمال ليه كاتب اسمي فيها؟"
لم تقدر على كتم مشاعرها أكثر من هذا، لم تقدر ولن تقدر على فعل ذلك.
"خلتني أحبك واتعلقت بيك، بقيت بحكيلك كل حاجة وأنت بتحكيلي، ولا كنت بتسلى عليا؟ وعدتني إنك هتتجوزني، لكن رُحت اتجوزت أختي! قولي، أنا عملت فيك إيه علشان تعمل فيا كده؟ قولي! أنا حبيتك، قلبي المهزق حبك، ليه كسرت قلبي؟! أنت عامل زي اللي يقتل القتيل ويمشي في جنازته! وأنت عملت كده، قتلت قلبي وجاي بكل بجاحة تقولي عاوز أفهم؟!"
مسح على وجهه، وهو حقًا لا يعلم أي شيء مما تخبره به.
"ممكن تهدي؟ مش كده!"
"أهدي ليه، ها؟ أهدي ليه؟ قولي، أنا عملت إيه علشان تقولي أهدي؟!"
أكملت حديثها بصراخ:
"انطق! قولي، أنا عملت إيه علشان أبقى كده؟!"
أخذها داخل أحضانه رغم مقاومتها وصراخها الذي أنهكها.
"ابعد عني! ابعد عني! أنا بكرهكم، وأنت أولهم! ابعد عني!"
"هشش، اهدي علشان خاطري."
حملها، فشهقت من الإحراج، ووضعها على الأريكة. فتعدلت في جلستها بخجل منه. جلس بجوارها، وأمسك يديها، وباليد الأخرى مسح دموعها.
"أنا حرفيًا مش فاهم مالك، بس هسمعك الأول."
"تسمع مني إيه؟ تسمع مني إنك جرحت مشاعري وقتلتني بسكينة تلمة؟!"
"يا بنت الحلال، أنا مكلمتش غير بنت واحدة غير رفيف!"
قامت من مجلسها بغضب وأردفت:
"متجننيش! إزاي وأنا كنت بكلمك على أساس إني ورد مش رفيف يا أيهم؟!"
مسح على وجهه، وأمسك بيدها، وأجلسها على الكنبة مرة أخرى.
"تعالي اقعدي، علشان كل حاجة داخلة في بعضها أصلًا، تعالي."
أكمل حديثه بتذكير:
"أنا فعلًا كنت بكلم رفيف الأول على أساس إنها ورد!"
أصدرت صوتًا يدل على سخطها منه.
"والله العظيم، بعد ما قولتلها إني هتقدملك، قالتلي عاوزة أعترف لك باعتراف. قولتلها قولي، قالتلي إنها رفيف مش ورد، وإن ورد دي أختها، فهي خافت تقول اسمها في الأول. يومها، أنا فاكر، فضلت زعلان منها ومضايق لمدة شهر، بس في الآخر اتصالحنا، وقالتلي إنها عمرها ما هتعملها تاني."
أكمل حديثه وهو يأخذ نفسه:
"وكمان فاكر التاريخ، كان يوم 7/3/2019، قولتلها بعدها إني هتقدملك، قالتلي حاليًا مش هتعرف، لأن أختها اللي هي أنتِ، في غيبوبة! مش هكدب عليكي، لقيت كلامها كله اتغير، وطريقتها ما حبتهاش، بس قولت يمكن علشان كذبت عليا في موضوع اسمها. حاولت كذا مرة أفركش، بس قولت يمكن هتتغير بعد الجواز، بس للأسف ما حستش بأي ذرة حب ناحيتها! كنت هطلقها، بس قالتلي إنها حامل، وبعد ما ولدت ماتت، ربنا يرحمها!"
شهقت بصدمة مما سمعته، وهي تحاول أن تبعد ما تفكر به الآن. أمسك بيدها وأردف:
"والله، ده كل اللي حصل، أنا ما كدبتش عليكي، ولا كلمتك حتى، وأنا ما شوفتكيش إلا كذا مرة بس!"
"وحبيتك فيهم، وقلبي كان بيدق بسرعة لما يشوفك، كان نفسي تبقي مراتي وأم عيالي."
أردف هذا بينه وبين نفسه، لم يقوَ على إخبارها بهذا.
"أنا كده فهمت كل حاجة... كده فهمت كل حاجة!"
أردفت بتلك الكلمات بانهيار حقيقي.
أخذها في أحضانه وأردف:
"اهدي واتكلمي، اهدي لو سمحتي!"
"أنا فعلًا كنت في غيبوبة! عملت حادثة بعد آخر مرة كلمتك فيها، كانت يوم 1/3/2019، أنا فاكرة اليوم ده. بعدها فوقت من الغيبوبة اللي دامت شهر، ولما فوقت، قالولي إن رفيف اتقدملها عريس، كنت مبسوطة أوي بيها. بس بعدها بيومين، أنت اتقدمت، وكانت الصدمة إنك أنت العريس! يومها دخلت في حالة اكتئاب محدش كان يعرف سببها غيري، بس اتضح إن رفيف كانت عارفة، وكانت بتتعمد إنها تكلمك قدامي!"
"يعني أنتِ ورد اللي كنت بكلمها، مش رفيف أختك؟!"
هزت رأسها بانهيار تام، لا أحد يعلم لماذا كانت تفعل رفيف ذلك.
"علشان كده لما قلبي شافك، دق ليكي أنتِ وبس، نطق باسمك بس! أنا كنت عبيط، مش فاهم حاجة، مش فاهم إني حبيت ورد مش رفيف، كنت حاسس بالخيانة، بس ما قدرتش أشيلك من قلبي!"
دق قلبها من حديثه الذي لمس قلبها للغاية، وأردفت:
"تقصد إيه؟!"
أخذ نفسه وأمسك يديها بقوة.
"قصدي إني عمري ما حبيت، ولا هحب غيرك! أنا اللي طلبتك للجواز علشان بحبك، مش علشان تربي غيث! أنا اللي أخدت رفيف وسافرت علشان ما أضعفش قدامك، ويبان قدام الناس إني بحبك!"
"بس أنت إزاي حبتني، وأنا شبهها؟! أنت ناسي إني توأمها؟!"
ابتسم وأردف بحب:
"هتصدقيني لو قلتلك إني لما بشوفك، قلبي بينبض بقوة، ولما بشوف رفيف، قلبي ما كانش بيدق!"
أمسك بيديها، ووضعها موضع قلبه.
"بلاش وجع قلب أكتر من كده، ونرجع حبايب زي الأول."
أردف آخر كلماته، وأخذها داخل أحضانه، فتشبثت داخله بقوة.
.. يتبع.. 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
"الأخير"
-اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد ﷺ-
.....
بعد مرور سنة كاملة..
هي الآن لا تستطيع العيش بدونه، كان ما حدث صدمة هائلة لهما؛ بعد أن انكشف كل شيء، بقي السؤال الأهم بلا إجابة... لماذا فعلت شقيقتها هذا؟
لم يكن أحد قادرًا على تقديم إجابة؛ لأن من تملكها لم تعد موجودة لتفصح.
شعرت ورد بالحزن في البداية، هي أختها في النهاية، ولكن إرادة الله سبقت كل شيء، واسترد أمانته قبل أي شيء آخر.
لقد كان هذا الموقف عقابًا لهما، فالعلاقة التي لا ترضي الله، لم تُرضِ أحدًا منهما في النهاية، بل عذّبت قلبين منذ بدايتها.
لم يكن متوقعًا أن ينتهي بهما الأمر إلى الزواج، ولكن الله أراد أن يرحمهما، فكان لهما ذلك.
إلا أن هذا ليس ما يحدث دائمًا في الواقع…
ــــــــــــــــــــ
"يـا غيث!"
ضحك الطفل الصغير وهو يركض، مختبئًا خلف الستائر ومقاعد الغرفة.
وقف أيهم علي عتبه الغرفه وأردف بخبث: 
"مزعل البطيخ... قصدي مزعل ماما ليه يا غيث؟"
استدارت للخلف ورفعت حاجبها في تهديد مصحوب بابتسامة فأردف وهو يغمز لها: 
"في إيه يا وحش إنتَ؟"
"هتجننوني... أو يمكن فعلًا جننتوني! أنا هروح بيت أبويا وأفضل هناك."
قالتها بانهيار وهي تخرج الي خارج الغرفة بعينين مغتاظتين.
جلس أيهم على الكنبة وهو يتابع الموقف بابتسامة، ثم أشار إلى صغيره كي يقترب منه.
"مزعل ماما ليه؟"
خفض غيث رأسه خجلًا، فأردف أيهم وهو يعاتبه بلطف
"مش ماما تعبانه؟ ولازم نهتم بيها علشان تجيب لنا نونـ."
قاطعه غيث بإبتسامه:-
"نلعب بيها" 
ضحك أيهم من براءة ابنه وقال:
"ونلعب بيها كمان... بس بشرط."
تلألأت عينا غيث بالسعادة وسأل بحماس:
"إيه هو؟"
رد أيهم مبتسمًا:
"تروح تبوس ماما وتقولها أنا آسف... وتاخدها بالحضـ"
لكنه لم يكمل جملته، فقد اندفع غيث راكضًا ناحيه والدته
اقترب الصغير منها، بينما كانت تنظر إليه بحزن، وقال بصوته الرقيق: 
"مامي، أنا آسف، متزعليش مني. هسمع كلامك ومش هزعلك تاني، علشان أنا بحبك."
طبع قبلة على وجنتها، ثم ضمها بشدة، فابتسمت ورد وسط دموعها، وضغمته بقوة إلى صدرها: 
"وأنا بموت فيك يا عيون ماما إنت."
اقترب أيهم بهدوء وقبّل رأسها بحنان وهمس: 
"ربنا يديمكِم ليا."
.....
في المساء، جلسوا سويًا أمام التلفاز، يشاهدون فيلمًا عربيًا قديمًا، وطبق الفشار يتوسطهم.
مدّ أيهم يده إلى بطنها المنتفخة، وتساءل بنبرة مداعبة:
"صحيح، هتتولدي أمتى؟ حاسس إنك بقالك قرن حامل!"
التفتت له واردفت بخوف: 
"مش عارفة والله، أنا كمان حاسة كده! دا أنا عديت التاسع من أسبوع، وحاسة إني فيا طاقة أكتر من قبل ما أحمــ"
صرخت فجأة بصوتٍ مرتفع من شدة الألم، مما أربكه.
"في إيه؟ مالكِ؟"
قالت وهي تصرخ: 
"شكلي بولد يا أيهم! بطني بتتقطع!"
هب أيهم واقفًا مذهولًا، يتلفت حوله بلا حيلة: 
"ما انتي كنتِ زي القردة من شوية!"
زفرت ورد بغضب وسط أوجاعها: 
"نقك ده جايبني ورا... أخلّص هولد!"
صرخ أيهم وهو لا يعلم ماذا يفعل: 
"أعمل إيه؟ أولدك يعني؟!"
"تولدني إيه! اتصل على الدكتورة بسررررعة!"
اتصل أيهم على الفور، ومن حسن الحظ أنها أجابت سريعًا.
"آسف يا دكتورة، بس شكلها بتولد!"
"خليها تكلمني."
تناولت ورد الهاتف وأخبرتها بالأعراض، فأجابتها الدكتورة بقلق: 
"بسرعة يا أستاذ أيهم، شكلها بتولد فعلًا!"
أغلق المكالمة وبدأ في مساعدتها على ارتداء إسدالها بسرعة، ثم أعطاها المفتاح، وحملها نحو السيارة.
قالت ورد رغم ألمها: 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
"شيلني حلو!"
ضحك أيهم وهو يلهث من توتره:
"تقتليني يا حبيبتي، والله!"
ضربته بخفة على صدره: 
"افتحي بسرعة العربية!"
فتحت السيارة وهي تحاول تمالك نفسها من الصراخ، فوضعها في المقعد الخلفي وأغلق الباب، ثم انطلق بأقصى سرعة ممكنة.
في دقائق قليلة، كان أمام باب المستشفى، وطاقم التمريض في انتظاره بالترولي. وضعها فيه وهو يهمس:
"اهدي يا حبيبتي... اهدي."
صرخت بأعلى صوتها من الألم: 
"طَلَّقْني! طَلَّقْني!"
أجابها بتوتر: "حاضر، هطلقك... بس أنتِ تطلعي بالسلامة."
أمسكت بيده بقوة، ودموعها تنهمر: 
"خليك معايا يا أيهم... أنا خايفة أوي!"
شد على يدها بقوة وردّ بحنان: 
"متخافيش... أنا معاكِ."
...... 
بعد ساعات بسيطة صرخ أيهم:
"هما ليه لسه جوه؟ بيعملوا إيه دول؟"
خرجت ممرضة من الداخل، فاندفع ناحيتها:
"ها، مراتي عاملة إيه؟"
"مش عاوز تشوف ابنك؟"
"مراتي فين؟ أنا مش هشوفه غير لما مراتي تكون موجودة."
ابتسمت له الممرضة وأردفت:
"هتطلع أهي، متخافش."
.....
أردفت بها الممرضة عندما انتهت من عملها:
"بس زوج حضرتك بيحبك أوي."
أجابت بتعب واضح عليها:
"مش فاهمة."
"كل شوية يطمن عليكِ ويجيب ده وده، ده زي ما بيقولوا يا مدام واقع من الدور العاشر."
اتسعت ابتسامتها بتعب، لقد عوضها الله بزوج مثله.
دخل أيهم وهو يحمل غيث، الذي صرخ عندما رأى والدته:
"مامي!"
نزل من حضن والده عليها، فلم يستطع أن يصعد للسرير، فحمله أيهم بدلًا من ذلك:
"براحة يا غيث، علشان ماما لسه تعبانة."
هز الطفل رأسه، وحضن والدته برقة، فقبلت وجنته بخفة:
"مش عاوز تشوف النونة؟"
هز رأسه نافيًا وأردف بطفولة:
"تؤ تؤ، عاوز أشوفك إنتِ الأول، والنونة حاجة بسيطة."
فجاءت الممرضة بالطفل، فخرجت هي وزميلتها بعدما وضعت الطفل مكان قلب والدته.
اقترب منهم أيهم، ونظر للطفل هو وغيث بانبهار:
"ده صغير خالص."
ضحكت ورد من طريقته الطفولية:
"شُفت بقى؟"
أردف وهو ما زال منبهر بما يشاهده:
"يعني أنا كنت كده؟"
حمله أيهم وأردف:
"بس إنت كنت أحلى."
اقترب أيهم من ورد وقبّل أعلى رأسها:
"ربنا يديم وجودك في حياتي يا نور عيني."
أردفت بمشاعر ولا تستطيع إخفاءها:
"ويديمك ليا يا أبو ليل."
"بحبكِ."
"وأنا بموت فيك."
دخل عليهم شخص آخر، حيث كان والدها يحمل في يديه باقة من الورد
"بابا!"
أردفت بها في سعادة، فتقدم ناحيتها وقبّل أعلى رأسها:
"حمدلله على سلامة بنوتي الجميلة."
"الله يسلمك يا بابا."
"أنا مش قصدي عليكِ، قصدي على بنتي... حفيدتي."
شهقت من حديثه، فضحك أيهم وأردف:
"خليه هو في حبيبته، وأنا خليني في حبيبتي."
ضحكت بخفة، وأردف غيث:
"وأنا أخليني في مين يا أيهم؟"
"خليك مع أختك يا قلبي."
قالها أيهم بعبث، فضحكت ورد بخفة وهي تنظر له بحب واطمئنان، ثم رفع يديها التي كان يمسكها وقبّلها بحب.
..تمت بحمد الله..

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا