رواية مغرمة بك للابد من الفصل الاول للاخير بقلم سلوي عوض

رواية مغرمة بك للابد من الفصل الاول للاخير بقلم سلوي عوض

رواية مغرمة بك للابد من الفصل الاول للاخير هي رواية من كتابة سلوي عوض رواية مغرمة بك للابد من الفصل الاول للاخير صدر لاول مرة على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك رواية مغرمة بك للابد من الفصل الاول للاخير حقق تفاعل كبير على الفيسبوك لذلك سنعرض لكم رواية مغرمة بك للابد من الفصل الاول للاخير

رواية مغرمة بك للابد من الفصل الاول للاخير بقلم سلوي عوض

رواية مغرمة بك للابد من الفصل الاول للاخير

المقدمه 
في صعيد مصر، وتحديدًا في محافظة الأقصر، حيث تمتزج الطبيعة الخلابة بمشهد نهر النيل الساحر، وعلى ضفافه في البر الغربي، حيث تمتد الأراضي الخضراء المزروعة بخيرات الله، نبدأ حكايتنا.
تدور القصة حول أسرتين مختلفتين في كل شيء. الأولى، أسرة يعقوب أبو الحجاج الهلالي، عائلة غنية عريقة ذات أصول ممتدة وتاريخ حافل. أما الثانية، فهي أسرة عياد أبو سويلم، عائلة بسيطة تعاني من قسوة الحياة. يعمل عياد بجهد يومي في أرضه الصغيرة التي تبلغ مساحتها فدانين فقط. يزرعها هو وأولاده ويعيشون على ما تجود به الأرض من حصاد.
بين الغنى والفقر، وبين الرفاهية والكفاح، تتشابك حياة الأسرتين، لتكونا محورًا رئيسيًا لأحداث قصتنا التي تكشف عن صراعات القدر وتعقيدات العلاقات الإنسانية.
____________________________________
تعريف الشخصيات 
الأبطال:
• غنوة: بطلة القصة، فتاة صعيدية طموحة، مرحة، ومتمسكة بعاداتها وتقاليدها.
• يونس: البطل، شاب صعيدي . رجل أعمال ناجح يقسم حياته بين القاهرة والأقصر، يتميز بشخصية قيادية ورزينة، ويُعتبر كبير عائلته رغم صغر سنه .
عائلة غنوة:
• عياد: والد غنوة، رجل صعيدي رجل عايش رزقه يوم بيومه .
• رفايزه: والدة غنوة،  سيدة قوية تحافظ على تماسك الأسرة.
• محمد: الأخ الأصغر، شاب طموح يسعى لتحقيق ذاته.
دياب: الاخ الاكبر عصبي جدا لكنه يحب اهله جدا .
عائلة يونس:
• يعقوب أبو الحجاج: والد يونس، كبير البلد، له هيبة كبيرة في القرية.
• الحجة دهبية: والدة يونس ،سيدة طيبة القلب ومساندة قوية لزوجها.
• عيسى: الأخ الأكبر ليونس، ، متزوج من إنعام وله دور بارز في إدارة أعمال العائلة.
• ممدوح: الأخ الأوسط، عمره ، متزوج من صدفه ابنة خاله، رجل عملي وهادئ.
• فريدة: أخت يونس الصغرى، مدللة العائلة ومرحة.
باقي الشخصيات تظهر تدريجياً حسب تطور الأحداث.

في صعيد مصر، تحديدًا محافظة الأقصر، نجد الأرض الخضراء التي تحيط بالمنازل البسيطة، ونجد بطلتنا غنوة، الفتاة الجميلة ذات البشرة القمحية والشعر الأسود الطويل والعيون السوداء المكحلة طبيعيًا. كانت غنوة تطعم الطيور في عشة صغيرة عندما نادت عليها والدتها: غنوة، يا غنوة!"
 غنوة: "نعمين إيا أماي؟"
الأم: "وكلتي الطير؟"
غنوة: "وكلته."
الام:"تعالي أصلحي الملجة، عشان زمان أبوكي وخواتك راجعين من الأرض."
غنوة:"حاضر، اديني جاية أهه."
خرجت غنوة من عشة الطيور ودخلت المنزل.
 الأم: "جبتي الطير اللي جولتلك عليه؟"
 غنوة: "وأنا هعمل كل حاجة في نفس واحد!"
ضحكت الأم: "أمال أجيب مين يعمل؟ أُتأجرلك ناس يخدموكي؟"
ضحكت غنوة: "أجل، منيها يعني "
 الأم: "طب، خلصي. روحي هاتي فروجتين حلوين عشان ندبحهم ونتعشى بيهم."
غنوة:"أنا هصلح الملجة، روحي انتي!"
قالت الأم بنبرة صارمة: "خلصي، روحي، وما تطلعيش حسي."
غنوة:"أنا تعبت بجى، مشجياني طول النهار!"
الام: "خلصي يابت! لازمن تتعلمي شغل البيت كله. بكره يا خدك كلب ويقولوا خايبة، مش عمرانة، وما تعرفش تعمل شغل البيوت. آه، نسيت أجولك، بعد ما تجيبي الطير تدبحيهم وتنضفيهم وتجيبي شوية فريك أخضر، وتكبسي الفروج. وأوعاكي الفريك يعجن."
غنوة: "معيزنيش كمان أروح أروج عند الجيران؟!"
الأم: "هتخلصي الطير وتعملي عليهم إتارة ملوخية ناشفة، وتركي كام بطاطساية، واعمليهم بجوطة وادفعيهم في الفرن."
صرخت غنوة: "وانتي هتعملي إيه بجى؟!"
الأم: "أنا خبزت وتعبت."
غنوة:"يا سلام! ما خالتي أم رجيه ساعدتك، وانتي ما فيش وراكي غير الأوامر!"
الام: "خلصي، أحسن مجوملك أكسر عضمك."
غنوة "جايمة أهه. انتي متوكدة إنك أمي؟!"
 الأم بحدة: "له، مرت أبوكي!"
ثم أضافت : "آه يا مخلفة البنات، يا شايلة الهم للممات."
دخل الزوج الحاج عياد مع ولداه دياب ومحمد، 
 دياب: "مالك يا أما، حسك عالي ليه؟"
 الأم: "أختك مطلعة حسي ومجنناني!"
ضحك الحاج عياد : "مالك بأمك يا غنوة؟"
 الأم: "جلع، يا أخوي، جلع فيها!"
ضحك دياب: "إن ما كانش يجلع ست البنته، هيجلع مين أمال؟"
 غنوة: "جبتولي الحاجة الحلوة؟"
الحاج عياد: "آه، يا حبيبتي، جبتلك."
أخرج الحاج عياد لفافة من جيبه وقال: "خدي يا غنوة."
فرحت غنوة وأخرجت لسانها لأمها وقالت: "أبوي حبيبي جابلي غزل البنات، وانتي له!"
ضحك دياب وأخرج ورقة أخرى وقال: "خدي ديه كمان."
فرحت غنوة : "الله! جلاب! جيبته منين ده؟ ده بيتباع في جنا!"
 دياب: "كت موصي واحد صاحبي عليه."
غنوة بفرحة: "ربنا يخليكم لي يا رب. وأنت يا محمد، ما جبتش حاجة؟"
 محمد: "جبتلك لبان. وأوعاكي تطرجعي بيه، عشان عيب البنته تقعد تطرجع. وكمان خلي بالك عشان بيلزج في الخلج."
 غنوة : "أنا هبلة، إياك؟"
محمد ضاحكًا: "له، العفو."
نادت فايزة: "حضري الطبليّة وخلصي."
 غنوة: "حاضر."
 فايزة: "طجّشي جحرود واغسلي بصل أخضر، وهاتي حتة جبن أخضر."
 غنوة ساخرة: "وها أجيب فول من الجُسط؟ حاجة تانية؟"
 فايزة: "وهاتي رغفان من اللي لسه خابزاهم دلوك."
غنوة: "حدش خبز غيرك! كل شوية خابزة، خابزة! ما كنوش رغيفين خبزتيهم دول؟!"
ضحك دياب : "إنا مش جعان. كلت خيارتين واجفين على جلبي. هبجي أتعشى معاكم. هريح شوية أحسن."
بعد الغداء، قامت غنوة بتحضير الشاي، وبعدما شربوه، نادت الأم مجددًا: "إيه، مش كلتي وشربتي الشاي؟ هتتصمبعي مكانك؟ جومي حضري العشا."
ردت غنوة وهي تتنهد: "ميته! أغور من البيت ده بس ياربي!"
فايزة: "بكره تجولي ولا يوم من أيام بيت أبوكي."
غنوة: "أتجوز بس ومش هجول."
فايزة بلطف: "يا بت ده انتي نوّارة البيت والبلد كلها!"
بدأت غنوة تمثل التعب : "معرفاش يا أماي. راسي وجعاني، شكلي داخلني برد."
 الأم بقلق: "اسم الله عليكي يا حبيبتي. روحي ريحي، وأنا هعمل العشا."
 غنوة: "كده هتتعبي يا أما."
 فايزة بحنان: "له، يا حبيبتي. ريحي انتي، وأنا هجيبلك برشامة ريفو وأعملك لايسون."
_____________________________________
في منزل العمدة يعقوب أبو الحجاج:
كان العمدة يجلس في مندرته الواسعة، وبجواره ابنه الكبير عيسى.
 عيسى: "إيه يا أبوي، هنعمل إيه في الجُصب؟ هنودوه مصر ولا نوزعه على التجار هنا؟"
رد الحج يعقوب: "هنودو نصهم مصر، ونصهم وزعوهم على التجار هنا عشان منزعلوش حد."
 عيسى: "حاضر يا أبوي."
 الحج يعقوب: "إيه يا ولدي، فيش حاجة جاية في السكة ولا حاجة؟"
عيسى: "لسه، ربنا ما أذنش يا أبا."
تأفف الحج يعقوب : "يا ولدي، ليك تلت سنين متجوز، كيف يعني ما تخلفش لدلوك؟!"
 عيسى بأسف: "ما على يدك يا أبوي. لفينا على كل الحكما، والنتيجة هي هي. أنا ومرتي صحتنا زينة ومافيش مانع إننا نخلف، بس نصبر شوية."
 يعقوب بنبرة حادة: "لازم تتجوز! نفسي أشوف عيالك جبل ما أموت. خيك الأصغر منك عنديه، صلاة النبي، ولدين وبنية!"
عيسى بحزم: "له، يا أبوي! أنا بحب مرتي ومش هتجوز عليها!"
 يعقوب بغضب: "بتجول إيه؟! انت بتكسر كلامي؟ يلزمني يمين كبير، لو متجوزتش لا تبجى ولدي ولا أعرفك!"
 عيسى بانكسار: "ليه كده بس يا أبوي؟"
يعقوب بغضب: "أنا خلصت كلامي خلاص. جوم من هنا، وشيّعلي مندوح خيك. هو اللي ولدي بصح!"
 عيسى : "حاضر يا أبوي. هشيع مندوح وأغور أنا من جدامك."
____________________________________
دخل عيسى المنزل ليجد ممدوح يحمل ولده الصغير منذر على يده.
 عيسى: "يا ممدوح!"
ممدوح: "نعم يا أخوي؟ عايزني في حاجة؟"
 عيسى : "روح شوف أبوك عايزك."
نظر ممدوح لعيسى : "طب سلم على منذر."
 عيسى وهو يبتسم: "لامؤاخذة يا منذر، أصل جدك عكنن علي."
 ممدوح : "لسه جصة الخلفه برده؟"
 عيسى: "واحنا ورانا غيرها؟ روح انت كلم أبوك، وهات منذر يطلع معاي لمرت عمه."
 ممدوح لمنذر وهو يحمله: "روح مع عمك يا حبيبي."
أخذ عيسى منذر وصعد إلى غرفته حيث زوجته إنعام. ناداها: "يا إنعام، فينك انتي؟"
ردت إنعام بصوت مرتفع من داخل الغرفة: "أنا أهه يا عيسى!"
دخل عيسى وقال وهو يحمل منذر: "بصي يا إنعام، الواد منذر بيضحكلك."
نظرت إنعام لمنذر بملامح متجهمة وقالت: "انت جايب الواد ديه هنا ليه؟"
ابتسم عيسى وهو ينظر لمنذر: "حرام عليكي، حد يكره الملاك ديتي!"
 إنعام بحدة: "غوره! أنا بكرهه هو وأمه وخواته!"
 عيسى : "حرام عليكِ! هم عملوا إيه عشان تكرهيهم بالشكل ده؟"
 إنعام وهي غاضبة: "بسببهم، أمك وأبوك عيسمّموني بالكلام ليل نهار! لما خلاص هطفش من الدنيا بحالها!"
نظر لها عيسى بنبرة ضعيفة : "تطفشي وتهمليني؟! انتي عارفة إني ماجدرش أعيش من غيرك!"
اقتربت إنعام منه وقالت بصوت هادئ: "وأنا كمان ماجدرش أعيش من غيرك، يا جوزي وحبيبي."
عيسى : "صح، ماجدرش تعيشي من غيري؟"
إنعام : "صح الصح."
عيسى بحنان: "يبجى متجوليش كده تاني، أهمل ومهملش."
ابتسمت انعام بمكر: "طب غور الواد ديتي، عشان نجعد لحالنا احنا الاتنين. ولا موحشتكش الجعدة معاي؟" 
عيسى : "حمامة! هوديه وأجيلك."
نزل عيسى السلم مسرعًا وهو يحمل منذر، ليقابل صدفة، زوجة ممدوح.
 صدفة باستغراب: "مالك يا عم عيسى، بتجري كده ليه؟"
نظرت إلى منذر وقالت محذرة: "حاسب الواد، عيوجع منك!"
عيسى : "متخافيش، مش عيوجع ولا حاجة، ما أنا شايله أهه. خوديه بجى، خليني أطلع لمرتي."
في اللحظة دي:
خرجت الحاجة دهبية، والدة عيسى، من المطبخ وهي تمسح يديها بمنديل. نظرت لعيسى وقالت: "إيه يا عيسى، واجف كده وراكش مصلحة تعملها؟"
عيسى بابتسامة خفيفة: "له يا أما، ده أنا كت بدي منذر لامه عشان أطلع لمرتي."
دهبية وهي تهز رأسها: "خير ياك المعدلة رضيت عليك؟ روحلها يا خوي."
ثم أخذت منذر منها قائلة بحنان: "تعال يا منذر لجدتك، تعال يا غالي، يا واد الغالي والغالية، بت أخوي الولادة اللي فرحتنا وجابت الواد والبت. مش أرض بور زي اللي جاعدة فوج دي. "دي مبتحطش يدها في شي، كنا خدامين اللي خلفوها."
في اللحظة دي:
كانت إنعام، زوجة عيسى، واقفة فوق في الدور الثاني، تسترق السمع من غير ما حد يحس بيها. اشتد غضبها وقالت في نفسها وهي تكتم غضبها: "والله لا أربيكم كلكم. وبكره تشوفوا!"
لتري زوجها يصعد السلم، فتقول له: "استعوجتك جولت أندلي أشوفك".
 ليضحك عيسى ويرد: "وأنا أجدر أتأخر على ست الغوالي كلهم؟". 
 إنعام: "كت واجف مع أمك بتحددت ف ايه؟".
عيسى: "له عادي فيش حاجة. المهم جوليلي إيه أخبار سهرتنا؟".
إنعام: "دجيجه أجيبلك عصير البرتكان اللي عصرتهولك بيدي".
عيسى: "تسلم يدك ويخليكي لي".
إنعام: "أمي حددتني وجالتلي نروحو بكره لحكيمة جديدة".
عيسى ؛ "والله خايف أجولك تزعلي مني".
إنعام: "حد يزعل من روحه؟ جول ولا يهمك".
عيسى: "أصلك أبوي اتحددت وياي وجالي إني لازمن أتجوز عشان الخلفه".
إنعام: "تتجوز؟ هو جالك كديه؟ ما إحنا روحنا لدكاترة كتير وجالوا إننا مفيناش حاجة ونجدرو نخلفو".
عيسى: "والله أنا ما عارف أعمل إيه. ده أبوي حلف علي".
إنعام: "أجولك أنا. أروح بكره للدكتورة وأشوفها هتجول إيه".
عيسى: "طيب تمام".
إنعام: "طفي النور بجى. رايده انعس هبابه".
عيسى: "مش جولتي رايده تجعدي معاي ونسهروا؟".
إنعام: "معدتي وجعتني. هريح شوي وبعدين أبجى أصحي ونسهروا".
عيسى: "طب أنا هنزل أشجر علي الجنينة أجيبلك حاجة منيها".
إنعام: "آه، هاتلي تين. نفسي هفاني عليه جوي".
عيسى: "من عيني حاضر".
لينزل عيسى، وتستغل إنعام الفرصة لتتصل بوالدتها عديلة.
إنعام: "أماه، شفتي الراجل الدجال بتاعك؟ ما جابش نتيجة. المحروج يعجوب، عاوز عيسى يتجوز علي لجل يخلف. كيف مندوح وأمه كمان ف الرايحة والجايه تجلع صدفه أم الولاد راحت، أم الولاد جات".
أمها: "اجفلي دجيجه أكلمه وأرجعلك تاني".
لتتحدث عديلة مع الدجال:
عديلة: "خبر إيه عاد؟ كل اللي طلبته ختّه، والبنية حماها وحماتها رايدين يجوزوا جوزها عليها".
الدجال: "اسمعي الحديت ديتي زين".
عديلة: "سمعاك"."لما نشوفو أخرتها معاك.
الدجال: خلي بتك تعمل حالها عيانة وبترجع ودايخة. وطبعا هيجيبوا لها الدكتورة بتاعت الوحدة" الدكتورة ديتي بت خالتي. أنا هكلمها وأخليها تجول إن بتك حبلى".
عديلة: "اتجنيت؟ انت إياك! وهنعمل إيه بعد كديه؟".
الدجال: "أنا هتصرف. لكيش صالح انتي".
عديلة: "والله شكلك هتودرنا معاك".
الدجال: "خلصي مفاضيش. أنا ليكي".
لتغلق عديلة الهاتف مع الدجال وتتصل بابنتها لتقص عليها ما قاله.
إنعام: "كيف يا أما؟ لو كشفوني هيطلجوني من عيسى".
عديلة: "جمدي جلبك ومتخافيش. بس أوعاكي تغلطي. تعملي حالك بترجعي ودايخة. ونادمي على صدفه سلفتك، وهي مهبلة. هي اللي هتجولهم إن كانك حبلى وتخليهم يجيبوا الدكتورة".
إنعام: "طب. اجفلي وربنا يستر".
لتتصنع إنعام التعب، وتدعك عيونها حتى تحمر، وتمثل الدوخة، ثم تتظاهر بأنها تتقيأ وتنادي على صدفه. لتصعد صدفه على الفور، وتجدها على هذه الحالة.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
لتتصنع إنعام التعب وتدعك عيونها حتى تحمرّ، وتمثل الدوخة وتظاهر بأنها تتقيأ، لتنادي بصوت مرتفع على صدفه، التي أسرعت بالصعود إليها على الفور.
صدفه: مالك فيكِ إيه يا إنعام؟
إنعام: معرفش يا صدفه، برجع ودايخة ونفسي طامه على جوي.
صدفه: صح والله؟ ألف مبروك، انتي كده حبله يا سلفتي.
إنعام: صح والله؟
صدفه: أنا هنزل أبلغ عمي والجماعة، وآخد الحلاوة منهم.
تنزل صدفه مسرعة، وهي تزغرد بفرحة:
صدفه: لي لي لي لي!
تسمع الحاجة دهبيه الزغاريد، فتخرج مستفسرة:
دهبيه: اجنيتي ياك، 
صدفه: لو عرفتي اللي فيها، يا أما هترقصي من الفرحه.
دهبيه: خير يارب.
صدفه: إنعام حبله
دهبيه: بجد مين جالك 
صدفه: إنعام دايخة ونفسها طامه عليها، ووشها مصفر وعيونها محمرين.
دهبيه: شيّعوا للدكتورة، تاجي بسرعه.
صدفه: حاضر، هنادي ممدوح عشان يشيّعلها.
فعلاً، تنادي صدفه على ممدوح، الذي كان جالساً بجوار والده.
ممدوح: فيه إيه حسك عالي ليه؟
صدفه: شيّع للدكتورة، إنعام حبله، وأنا هروح أبلغ عمي واخد منه البشارة.
تخرج صدفه إلى حديقة المنزل، لتنادي على الحاج يعقوب:
صدفه: أبا الحج، أبا الحج، هات البشاره.
يعقوب: بشارة إيه ياك، يونس اتصل وقال إنه جاي؟
صدفه: لا 
يعقوب: تبجي حبله.
صدفه :لا مش انا الي حبله إنعام هي اللي حبله.
يعقوب: مين جالك؟
صدفه: هو انتو متعرفوش تفرحوا؟ كل ما أجول لنفر فيكم، يجول لي مين جالك؟ هروح أبلغ عم عيسى، هو اللي هيديني البشارة بصح. يا ابوي نسيت، شيّع حد ينادي على الدكتورة.
يعقوب : يارب تكون حبله نفسي اشوف خلف عيسي جبل ما اموت
صدفه: أبوي بالله عليك افرح.
يعقوب: طب روحي بلّغي عيسى، هو في جنينة الفاكهة.
تجري صدفه كالمجنونة إلى جنينة الفاكهة، لتجد عيسى جالساً حزيناً.
صدفه: عم عيسى مالك جاعد كده ليه وشايل طاجن ستك؟
عيسى: همليني لحالي، كله بسببك. عما تسرسبي عيله زي الأرنبه، وأبوي عاوزني أتجوز على إنعام عشان الخلف. ارتاحي بجى.
صدفه: الله يسامحك، وأنا اللي جايبة لك البشارة.
عيسى: بشارة إيه، انتي بياجي منك غير الهم؟
صدفه: خلاص مش هجولك على الخبر الزين اللي جايباه.
عيسى: ياك حامل تاني انتي؟ جصدي رابع؟
صدفه: لا، مرتك هي اللي حبله.
عيسى: مناجصش.
صدفه: وحياة ولادي إنعام حبله، وأبوي يعجوب شيّع للدكتورة.
عيسى (والدموع تنهمر على وجهه): بتتحدتي من عقلك انتي؟
صدفه: وحياة ربنا زي ما بجولك.
عيسى: وانتي مين جالك؟
لتبدأ صدفه تقص عليه ما حدث ، ليذهب معها إلى المنزل وهو يبكي من شدة الفرحة. يصل عيسى ليجد أمه تحمل دهبيه الصغيرة.
الحجة دهبيه : مبارك يا ولدي، مرتك حبله والدكتورة جايه في الطريج، ممدوح خيك راح يجيبها.
عيسى : ممصدجش يا أما. حديت كيف الصح؟
دهبيه : اللي عنده مش بعيد يا ولدي، اطلع لمرتك، اجعد معاها لحد ما الدكتورة تيجي، وأنا حددت حماتك ف التلفون، وجايه هي وحماك.
يصعد عيسى إلى الغرفة عند إنعام ليجدها تمثل التعب.
إنعام : الحجني يا عيسى، مجدارش، بطني وجعاني جوي.
عيسى : سلامتك يا غالية، صدفه جالت لي إنك حبله.
إنعام : باين كده.
تأتي الدكتورة وتصعد معها صدفه.
الدكتورة: لو سمحتوا، مش عاوزه حد في الأوضه غير المريضة.
يخرج عيسى ومعه صدفه، ويقف وهو على أحر من الجمر منتظرًا. بعد عشر دقائق، تخرج الدكتورة وتبتسم:
الدكتورة: مبروك، المدام حامل ف شهر، ألف مبروك، بس لازم تفضل في السرير، متعملش حاجه لغيت ما الحمل يثبت.
تزغرد صدفه من الفرحة:
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
صدفه: لي لي لي لي! مش أنا بشرتك؟ هات بجى البشارة.
يخرج عيسى كل ما لديه من مال ويعطيه لصدفه:
عيسى (بفرحة): خدي يا وش الخير، يا جلابه الهنا، وصّلي الدكتورة، وأنا هطمن على مرتي.
يدخل عيسى الغرفة ليجد إنعام مستلقية.
عيسى (بفرحة): ألف مبروك يا أم الولد، ألف مبروك يا غالية. والله لأعمل ليلة لسيدي أبو الحجاج تتحاكي بيها لجصر كلها.
إنعام (بتمثيل ): يبارك لي في عمرك يا أبو الولد. عاوز واد ولا بنية؟
عيسى: كل اللي يجيبه ربنا زين، اللهم لك الحمد والشكر.
إنعام: بس أنا حاسة فيا واد، وهسميه يعقوب على اسم أبوك.
عيسى (بفرحة): تجومي بالسلامة يا أم يعقوب.
عيسى: أنا نازل أفرّح أبوي، وامي جالتلي إن ناسك جايين.
إنعام: صح؟ مين خبرهم؟
عيسى: أمي هي اللي خبرتهم.
ينزل عيسى وينده على صدفه.
عيسى: صدفه
صدفه: نعم يا عمي
عيسى: عايزك تاخدي بالك من إنعام، من أكلها وشربها، ومعاوزش حد من الخدم يعملها حاجه. إنعام بجيت مسؤوليتك من دلوقتي.
صدفه: من عيني، حاضر
يلتقي عيسى أمام المنزل بحماه وحماته ومعهم والده.
عديله: مبروك ياجوز بنتي، ألف مبروك. الحمد لله ربنا عوض عليكم. عجبال ما تشيل عوضك على يدك
عيسى: يبارك في عمرك يا أم الغالية
الحج محسب: مبروك يا ولدي، فينها بنتي؟ عاوزين نباركلها
عيسى: فوق في الأوضه
يعقوب: مبارك يا ولدي. ربنا حجج حلمنا، وهشوف عوضك قبل ما أموت. ولو موت، هبجى فرحان إن ربنا عوض عليك بالخلف الصالح
عيسى: إن شاء الله، واد، وهسميه يعقوب على اسمك يا أبوي
يعقوب: تعيش يا ولدي، ويجعل ربنا الخلف وذريه صالحه
عديله: خليك انت يا محسب هنا مع الحج وجوز بنتك على ماأطلع أطمن على بنتي وأنادم عليك.
تصعد عديله السلم وتطرق الباب.
إنعام: مين؟
عديله: أنا أمك يا نضري.
إنعام: خشي يا أما.
تدخل عديله وتغلق الباب خلفها.
إنعام: سكي الباب زين.
عديله: سكيته.
إنعام: اديني تبعتك أهوه، جوليلي بجى هنعملو إيه لو الأمر انكشف.
عديله: بس يا بت اجطعي من جلبك واسكتي.
إنعام: اديني سكت، جوللي بجى.
عديله: إحنا هنجوله إنك ضعفانه ولازما تاجي تقعدي في بيت أبوكي عشان أنا أخد بالي منك.
إنعام: وفكرك عيسى هيهملني كده بالساهل؟ ده ميغمضلوش جفن إلا وأنا نايمه في ريحه.
عديله: مش وجت سهوكه دلوقتي.
إنعام: وبعدين؟
عديله: الشيخ فهمني على كل حاجه.
إنعام: خلينا ماشين ورا الجدال بتاعك لما نشوف أخرتها.
عديله: أخرتها عسل، وولدك هيبجى في حجرك، وتبجي انتي صاحبة كل ديتي.
إنعام: ياريت يا أما دوله، كل ما صدفه تحبل وتجيب عيل، يمرروا عيشتي، وخصوصي دهبيه الملعونة، بنت أخوي. ولاده بنت أخوي، بطنها عمرانه على طول، تحبل وتجيب عيال لما جهرتني.
عديله: بس عيسى واقف في صفك وبيحبك.
إنعام: لولا العملات اللي عملناها، كان هملني من زمان. لكن أنا على طول بذجيه العمل في البرتكان.
عديله: بس يا بت، المنتول الله يجيدهولك. حد يسمعك!
إنعام: ما إحنا قاعدين لحالنا أهوه، 
عديله:طيب ريحي انتي، وأنا هنزل أشوفهم بيعملوا إيه.
إنعام: هما قاعدين فين؟
عديله: تلجاهم قاعدين في السجيفه.
تنزل عديله للأسفل لتجدهم جالسين يتناولون الشاي والقراقيش.
دهبيه: يا صدفه، سوي هبابه شاي وجيبي جرجوش لام إنعام.
صدفه: حاضر يا أما.
الحج يعقوب: أنا هتصل بيونس عشان ياجي ويفرح معانا.
دهبيه: ده وحشني جوي.
ممدوح: طبعا يونس هو اللي على الحجر.
عيسى: أمال إيه، أبوك مسكه حالنا كله هنا وفي مصر، وخلاه كبيرنا كلنا، وأنا أكبر منه في السن.
يعقوب: صم خشمك منك ليه؟ يونس مولود كبير، والكبر مش بالسن بالعجل يا ناصح. منك ليه تقدروا تقولولي مين اللي مراعي مصالحنا من زمان، ومخليه يمسك كل شئ؟ مين اللي فلح في العلم ودخل الجامعة ورفع راسنا؟ مش يونس بردك؟ وانتو يادوبك كل واحد فيكم خد الإعدادية.
ممدوح: بس أنا خلفتلك الواد والبنت، وهو مراضيش يتجوز.
عيسى: وأنا كمان مراتي حبله.
دهبيه: مجولنا خلاص. دج على يونس يا يعقوب وخليه ياجي.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
يتصل الحاج يعقوب بيونس ليبلغه بهذا الخبر السعيد.
الحاج يعقوب: ألو، كيفك يا ونيس أبوك؟
يونس: الحمد لله يا أبوي، كيفكم إنتو وعاملين إيه؟
يعقوب: كلنا بخير ورايقين الحمد لله.
يونس: وكيفها ست الكل؟
يعقوب: مليحة والله يا ولدي،
يونس: وخواتي وحريمهم والبت فريدة 
يعقوب:كله يسلم عليك. أنا بتصل بيك عشان أخبرك بخبر جميل، مرات أخوك حبلى.
يونس: ماهي على طول بتحبل وتخلف، إيه الجديد؟
يعقوب: له، مش صدفة، إنعام مرات عيسى هي اللي حبلى.
يونس: جد يا أبوي؟ والله فرحت جوي جوي، الحمد لله ربنا عوض صبرنا خير.
يعقوب: عقبال جوازك، وأشيل عوضك على يدي، ده كلهم كوم وعيالك انت كوم تاني.
يونس: ربنا يديمك فوق راسنا يا أبوي.
يعقوب: هتاجينا ميته عشان هنعملوا ليلة لأهل الله.
يونس: هفوت بكرة وهآجي بعد بكرة إن شاء الله.
يعقوب: تاجي بالسلامة، أنا هجول لأمك، هتفرح جوي بجيتك، كانك بجيت ولا هلال العيد عنديها.
يونس: ربنا يحفظكم ويخليكم لينا يارب
يغلق يونس الهاتف مع والده ليتصل بهشام، سكرتيره وصديقه الوحيد.
يونس: تعالي يا هشام، عايزك.
هشام: بتتصل بيا وأنا في المكتب اللي جنبك؟ بصراحة أنا مكسل أجيلك، قول عاوز أيه في التليفون.
يونس: اخلص يا ظريف.
هشام: شكلك رايق، إيه؟ في ميعاد مع مزه ولا حاجة؟
يونس: اخلص يا زفت، قولت.
هشام: جاي أهو، أقفل. دايماً مرمطني معاك.
يغلق يونس الهاتف مع هشام، ليقول في نفسه:
يونس: عيل هايف، مافيش وراه غير الحريم.
يدخل هشام.
هشام: خير إن شاء الله؟
يونس: خير يا أخويا، اصرف للموظفين شهر مكافأة.
هشام: ليه شهر بحاله؟ كسبنا صفقة ولا حاجة؟
يونس: لاء، أصل أخويا عيسى جاي له طفل في السكة إن شاء الله.
هشام: بجد؟ ألف مبروك، فرحت له جداً، كان نفسه يبقى عنده طفل. عقبال ما نفرح بيك إنت كمان.
يونس: هو أنا بقيت محور الكون؟ الكل عاوز يفرح بيا. متفرح بنفسك إنت الأول يا أخويا.
هشام: أنا بحب أعيش حر طليق، بلا جواز بلا هم. أنا كده مرتاح. أروح أجيب لنفسي واحدة تنكد على اللي خلفوني؟! روحت فين؟ جيت منين؟ وأنت راجع من الشغل هات معاك جبنة ولبن وفينو، أصلي تعبانة ومعملتش عشا، تعالي خرجني، تعالي فسحني. ولو قولت لها مش فاضي تقلب لي وشها. مافيش أحلى من الحرية.
يونس: يخرب بيتك، كل ده؟ طيب روح يا خفيف شوف شغلك، وشوف لي صفقة الخشب أخبارها إيه؟
هشام: لسه محطوش الأسعار.
يونس: خلي بالك، أنا مسافر البلد وهقعد يومين، يعني تترزع في الشركة وتاخد بالك من أكل عيشك، وياسيدي أجل كل حاجة تخصك لحد ما أجي.
هشام: يعني هقعد يومين من غير معجباتي؟
يونس: هشام، خليك محترم يومين بس.
هشام: أمري لله، سافر إنت يا ريس ومتشيلش هم.
يونس: مالكش دعوة بالموظفات، دول بنات ناس بعيد عنك ومحترمين.
هشام: وهو أنا كلمت واحدة فيهم؟
يونس: أنا مش عاوز أزعلك، إنت عارف إنت عملت إيه.
هشام: والله ما عملت حاجة.
يونس: وبالنسبة لتقى الموظفة الجديدة، مش عارف عملت معاها إيه؟
هشام: يا باي، ديه بت رخمة ودمها تقيل.
يونس: قصدك محترمة.
هشام: ما أنا كمان محترم.
يونس: محترم أوي، رايح تقول لها إن أنا عامل اجتماع في الديسكو الساعة 12 بليل؟
يضحك هشام: ديه طريقة جديدة للشقط؟
يونس: وراس أبويا، لو ما احترمتش نفسك، لأكون معرفك مجامك. أديني جولتلك أهه، اللهم بلغت، اللهم فاشهد.
يضحك هشام: مالك قلبت صعيدي كده ليه؟ يبقا اتنرفزت يا حلو؟ عشان كده العرق الصعيدي طلع؟
يونس: هملني، روح اصرف المكافأة للموظفين.
هشام (متجنبًا يونس): حاضر يا ريس، عن إذنك.
_______________________________________
في منزل غنوة بالصعيد
 كانت غنوة جالسة في غرفتها لتسمع صوت طرق على الباب.
غنوة: خش يا اللي بتخبط.
رُقيّة: أنا رُقيّة يا غنوة.
غنوة: ما تخشي يا حلوة، يعني محتاجة إذن إنتي 
رُقيّة: لسانك طويل جوي.
غنوة: تعالي اجعدي جاري.
رُقيّة: إنتي جاعدة لوحدك ليه؟
غنوة: أصلك الصراحة أمي كانت عاوزاني أعمل الوَكْل، فعَملت حالي عيّانة.
رُقيّة: بت شياطين إنتي.
غنوة: مش أحسن ما أدبّس في الهم ده كله لوحدي.
رُقيّة: تعالي نطلع نجعد برا في الهوا، الأوضة هنا حر جوي.
غنوة: آه الأوضة حر، وبرا هوّا.
رُقيّة: بطلي يا بت.
غنوة: تعالي حتى ننادمو دياب يجعد معانا.
رُقيّة (يحمّر وجهها خجلًا): هو فين؟ صح نفسي أشوفه، ليا يومين ما ريتهوش.
غنوة: يا حنينة يا عيني.
رُقيّة: بطلي بواخة بجى، بكرة توجعي في العشق ونشوفك هتبجي عاملة كيف.
غنوة: بس يا مخبلة، بلا حب بلا كلام فاضي.
رُقيّة: العشق كلام فاضي؟ جومي طيب.
تخرج الفتاتان إلى خارج الغرفة.
فايزة: رَوَّجتي شوية يا غنوة؟
غنوة: لسه يا أما، حاسة حالي تعبانة شوية.
فايزة: خديها يا رُقيّة واطلعوا لبرا.
رُقيّة: حاضر يا خالة.
يدخل دياب فجأة، ليرقص قلب رُقيّة فرحًا.
دياب: إزيك يا رُقيّة؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
رُقيّة: الحمد لله، كيفك إنت يا دياب؟
دياب: بخير، الحمد لله.
فايزة: خد البنات وخليهم يشموا هوّا.
دياب (بفرحة): حاضر يا أما. تعالوا يا بنات.
غنوة (بهمس لرُقيّة): رزقك في رجليكي.
يخرج الثلاثة إلى الخارج.
دياب: تعالوا نجعد تحت النخلة، وأجيبلكم عصير قَصَب.
غنوة: يا أخي، حرام عليك، مفيش غير القصب؟ ناكله ونشربه عصير؟ هاتلنا عصير مانجه، جوافة، أي حاجة غير القصب.
دياب: من عيني. أجيبلك إيه يا رُقيّة؟
رُقيّة: اللي تجيبه كله زين.
دياب: اتعلمي من صاحبتك يا أم الهنا.
غنوة: طاب صاحبتي مخبلة.
دياب: بس يا غنوة، ما تجوليش كده على عروستي.
رُقيّة (مندهشة): بجد؟ بجد هتتجوزني يا دياب؟
دياب: بجد، أمال إيه؟ بكرة نجرى الفاتحة مع خالتي أم رُقيّة.
غنوة: الله الله على الأخبار الزينة، يعني ما جولتليش وخبرت أمك على كده؟
دياب: ما أنتي مفهماش، أنا اللي جولت لأمك تشيع لرقيّة عشان تيجي تجعد معاكي، وبعد كده نخلينا نخرجوا.
غنوة: بجى بترسم وتخطط من غيري؟ ماشي براحتك.
رقيّة: هي أمي عارفة على كده؟
دياب: طبعًا عارفة من عشية.
رقيّة: بس ما جالتليش حاجة.
دياب: جولت نخليها مفاجأة.
رقيّة: أحلى مفاجأة.
غنوة: بت يا رقيّة، أبقي اتعدلي يا بت، إنتي وانتي كيف الغفير مخيمر، لا حُلي ولا طُلي.
رقيّة: تلجاكي متغيظة مني عشان هتتخطب وأنتى لأ؟
غنوة: ده أنا هبجى أخت جوزك وأعرفك شغلك زين.
دياب: ولا تجدري تتكلمي معاها، ده أجطع رقبتك.
غنوة (ممثلة الزعل): من دلوك، من جبل ما تدخلي البيت، هتفرجي بيني وبين أخوي يا جادرة.
رقيّة: والله أزعل منك بجد.
غنوة: له بضحك معاكي يا صاحبتي، ده أنا وانتي هنتفقوا على دياب، صح يا ديبو؟
دياب: بس يا طجطوجة.
غنوة: اسمي غنوة، وبطل تجول طجطوجة ديه، والله أحاربك.
دياب: بجولك يا رقيّة، أوعاكي تحطي أحمر ولا أخضر في وشك، أنا عايزك كده زي الجمر، ما تتبعيش البت ديه.
غنوة: الحق عليا، عاوزاها تنور ووشها يلعلط.
دياب: له هي كده مليحة وعجباني، أطلعي منها انتي بس.
غنوة: وأنا مالي، صح مخيرين مع بعضكم. روح بجى، هات العصير ولا هتجضيها سبيل للغندورة اللي جدامك ديه؟
رقيّة: بكره لما غنوة تعرف العشق، نشوف هتبجى عاملة كيف.
دياب: عشق إيه ده بس يا بت منك ليها؟ إحنا عندينا كده بردك؟
رقيّة (بزعل): كتر خيرك يا دياب، وأنا بجول إنك هتبجى راجلي وعزوتي وسندي وأنا مجطوعة، ماليش حد. يعني اللي بيننا ده مش عشق؟
دياب: له، ما تزعلش يا نَوارة جلبي. أنا قصدي يعني إن غنوة تعشق مين؟ ومين يستاهل خيتي؟
غنوة: يخرب مطنك، كل ما تيجي تكحلها تعميها خالص. جاك روبه كبير وماعرفش تتحَدّتت. وانتي يا ست رقيّة، هو ما يقصدش، هو بس خايف عليا ،طب انتي هو هيجوزك لكن خايف لحسن اعشج واحد ويضحك علي
دياب: أهو هو كده. الله ينور عليكي
غنوة : وعليك روح بجى، نشفت ريق أبويا من الحديت، هات العصير ده، نهار ممعديش.
دياب: همك على بطنك دايمًا. هودي هبابه، هجيب رايح أجيب.
رقيّة: خليك جاعد أحسن، ما عايزنيش حاجة، إحنا تمام.
غنوة: خليكي ف نفسك انتي، أنا عشطانه.
رقيّة: طيب، هتغني ف الفرح؟
غنوة: بس يا فجريّة، أبوي وخواتي ما يعرفوش إني بغني.
رقيّة: ليه يعني؟ ده إحنا هنبجى بنته في بعضينا، وبعدين انتي حسك حلو جوي.
دياب: عارف إنك بتغني، وبسمعك. أبجي غني ف جراية الفاتحة، بس حسك عينك حد من الرجّالة اللي جاعدة يسمع حسك.
رقيّة: هو في حد جاي معاكم؟
دياب: آه، شيخ الجامع وكام راجل من معارفنا، وأنا ومحمد أخوي وأبوي.
رقيّة: تاجو تنوروا الدنيا بحالها.
دياب: تسلمي يا ست البنته.
غنوة: أنا هجوم أروح، ده انتو بجيتو ماسخين جوي. عشطانه يا ناس، أغنيلكوا؟
دياب: تعالوا نروح وازجيكم عصير واحنا مروحين.
غنوة: له، أنا هروح لحالي، جعانة وعشطانة.
رقيّة: والله لو مشيتي لحالك، انتي حرة، مش هعرفك تاني.
غنوة: طيب، قوموا، وانتو عاملين زي جوز الحدادي كده.
دياب: يابت، همّد يدي عليكي، اخشعي بجى شوية.
غنوة (تضحك): خلاص، خلاص.
_____________________________________
(في منزل غنوه كان محمد اخيها يتحدث في الهاتف)
محمد: ألوه، إيه يا فريدة، مروحتيش المدرسة النهارده ليه؟ ده فضلت واقف ساعة عشان تطلعي من المدرسة، كل صاحباتك طلعوا وانتي لأ. وآخر ما زهقت، سألت صاحبتك، جالتلي فريدة إجازة النهارده.
فريدة: معلش يا حمادة، أصل عندنا مناسبة سعيدة عشان كده قولت أساعد معاهم.
محمد: خير، فيه إيه؟
فريدة: أخويا عيسى جايله نونو صغير.
محمد (بفرحة): جد! ربنا يرزقه الذرية الصالحة، عم عيسى راجل طيب ومتواضع جوي. ده ساعات بييجي يقعد معانا في الأرض ونعمله شاي ويشرب معانا.
فريدة: إحنا كلنا ولاد تسعة يا حمادة، والفقر ما يعيبش صاحبه، كفاية أدبكم وأخلاقكم، وعم عياد راجل محترم. أنا بحبه جوي، عشان كل ما يشوفني يديني غزل بنات ويقولي "إنتي كيف غنوة بتي".
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
محمد: واحنا كمان عندنا مناسبة سعيدة، دياب أخويا هيجرا فاتحة على رقيّة بنت أم رقيّة.
فريدة: ألف مبروك، رقيّة غلبانة وطيبة ويتيمة وقليلة الأخ والاخت.
محمد: احنا هنبجى ناسها وأهلها، عجبال اللي في بالي يا رب، وربنا يقرب البعيد.
فريدة: بس بجى بتكسف انا ، 
محمد:تعرفي، أحسن حاجة عملها أبوي إنه علّمنا أنا وخواتي.
فريده: أكيد، العلم بيدي قيمة للإنسان. 
محمد:أنا جدمت على وظيفة أشتغل فيها عشان أساعد مع أبوي ودياب في مصاريف البيت. انتي عارفة إن الفدانين اللي حيلتنا يادوب معيشينا.
فريدة: إيه رأيك تتحدّت مع عيسى أخويا؟ يكلمك يونس أخويا وتشتغل معاه في الشركة في مصر؟
محمد: أخاف أجوله يكسفني ويردني .
فريدة: كلمة أنت بس، وإن شاء الله مش هيكسفك.
محمد: كلكم طيبين، لكن عم مندوح دائمًا يزعج وجالب خلجته وبيعاملنا كأننا شغالين عنده.
فريدة: سبحان الله، مع إن مرته طيبة جوي، بس هو مندوح كده شايف نفسه فوج الخلج.
محمد: استني أشوف مين بيرن عليّ، خليكي معايا.
فريدة: ماشي.
(محمد يعلق المكالمة ويرد.)
محمد: ازيك يا عم عيسى؟ كيفك وأحوالك؟
عيسى: الحمد لله يا حبيبي، بجولك يا محمد، هنعمل ليلة لأهل الله عشان إن شاء الله جايني عيل مرتي حبلى.
محمد (بفرحة): ألف مبروك، يجي على خير ويتربى في عزكم إن شاء الله.
عيسى: تعيش يا حبيبي. عشان كده عاوزك توقف معايا واحنا بنوزع اللحمة بتاعت الذبائح على الخلج.
محمد: من عيني، حاضر. ميته إن شاء الله؟
عيسى: بكرة بإذن الله. يكون يونس أخوي جا بالسلامة.
محمد: أجيلك على عيني، بس بعد المغرب. هسيبك عشان جراية فاتحة دياب خيي بعد العشا إن شاء الله.
عيسى: ألف مبروك، على مين؟
محمد: رجيّة، بنت المرحوم عبد السلام الكاشف.
عيسى: يا زين ما اختار، بنت أدب وأخلاق. ربنا يتمم على خير وعجبالك إن شاء الله.
محمد: ربنا يبارك في عمرك يا رب، ويجي الجمر ولدك على خير إن شاء الله، ويكون سليم معافى بإذن الله.
عيسى: يسلم خشمك يا محمد.
محمد: أجيك ميته؟
عيسى: بعد صلاة الفجر إن شاء الله. وعلى العصر تروح تشوف حالك، ولا أقولك، أنا هاجي معاكم وأوقف مع دياب في ليلته.
محمد: كتر خيرك يا عم عيسى، طول عمرك صاحب واجب.
عيسى: هجفل أنا معاك دلوقتي عشان أشوف الجزارين وأبيت عليهم.
(محمد يغلق الهاتف مع عيسى.)
محمد: انتي كل ده على الخط، ما قفلتيش؟
فريدة: مش جولتلي خليكي معايا على الخط؟ كنت بتكلم مين كل ديتي؟
محمد: مش هتصدقي، ده عم عيسى خييك
فريدة ترتبك :خير، فيه إيه؟
محمد: مال حسك اتغير ليه؟ ده كان عاوزني أوقف معاه وهو بيوزع اللحمة على الناس عشان فرحة حبل مرته.
فريدة: عقبالنا يا حمادة.
محمد: اللهم آمين. عم عيسى طيب جوي، ده جال إنه هيجي معانا الفاتحة بتاعت دياب أخوي.
فريدة: جد والله؟
محمد: آه والله. تعرفي، لما يجي معانا، هيكبر بينا جوي.
فريدة: انتو كبار بأدبكم وأخلاقكم. أقولك أنا هدحلبه في الكلام واعرف منيه أنه جاي معاي واتحننه اني اروح معاه.
محمد: ياريت، نفسي أشوفك جوي.
فريدة: ما أنا هبجى تحت معاهم وهما بيوزعوا اللحمة عشان أشوفك.
محمد: تمام جوي كده، وأنا هلبس الخلجات اللي على الحبل كلهم عشان تشوفيني مليح.
فريدة: أنا بشوفك بجلبي يا حمادة.
محمد: ربنا ما يحرمنيش منك ولا من قلبك، يا أحلى حاجة حصلتلي.
فريدة: طيب، أجفل بقى عشان الباب بيخبط.
محمد: سلام يا جمر.
فريدة: سلام يا حمادة.
(فريدة تفتح الباب وتجد صدفة أمامها.)
فريدة: خشي يا صدوف.
صدفة: خدي خلي دهبية الصغيرة معاكي على معمل وكل لأنعام.
فريدة: من جلة الشغالين عندنا يعني؟
صدفة: معلش، أصلك عم عيسى موصيني على وكلها وشربها.
فريدة: وانتي ميتة هتاخدي بالك من نفسك؟ طول النهار هالكة نفسك شغل، وتخدمي الكبير والصغير، وموخداش بالك من نفسك خالص.
صدفة: انتي عارفة يا بت عمتي، أنا بحب أعمل كل حاجة بإيدي.
فريدة: والست أنعام هانم هتقعد فوج لغاية ما توضع ولا إيه؟
صدفة: ميجراش حاجة، ادعيلها ربنا يكملها حملها على خير.
فريدة: يارب يكملها حملها على خير. تعالي يا دودو، إحنا نلعب وأسرحلك شعرك وأعملك ديل حصان صغير.
صدفة: عجبال منشيله. عوضك يا رب يا فريدة.
فريدة: ادعيلي أنجح الأول.
صدفة: النجاح والعريس مع بعض.
(تسمع صدفة ممدوح ينادي عليها.)
ممدوح: صدفة!
صدفة: جاية أهه يا ممدوح.
(تنزل صدفة.)
صدفة: خير يا ممدوح، كنت عاوز حاجة؟
ممدوح: تعالي طلعيلي غيار عشان رايح مشوار مع واحد صاحبي.
صدفة: حاضر، من عيني.
ممدوح: فينهم عويلاتك؟
صدفة: دهبية مع فريدة، ومازن ويعجوب الصغير مع عمتي في أوضتها.
ممدوح: هما ناس أنعام مشوا؟
صدفة: أمها قالت لعم عيسى إنها عاوزة تاخد أنعام معاها، وعم عيسى قالها له خليها قاعدة هنا والكل يخدموها، وبعد كده مشوا، وهي جاية بكره بدري عشان الدبيح.
ممدوح: طيب تمام. 
صدفة: هتتأخر برا أنتِ على كده؟
ممدوح: له، هاجي بدري.
صدفه: تجي بالسلامة.
ممدوح: متناميش عشان رايد أتحّدث معاكي في شي مهم.
صدفة: خير، جلجتني.
ممدوح: لما أجي هتعرفي.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
صدفة: خير، قلقتني.
ممدوح: لما أجي هتعرفي.
صدفة: تاجي بالسلامة.
(تذهب صدفة لتحضر الطعام وتقدمه لأنعام.
أنعام: تعبتي نفسك ليه بس يا سلفتي؟
صدفة: تعبك راحة، وأنا في ديك الساعة لما أخدمك يا سلفتي.
أنعام: يديكي الصحة يا رب.
صدفة: اشربي بجى اللبنات دوله، وكلي الأكل كله عشان يعقوب الصغير يجي على خير ويكون بصحة زينة.
أنعام: اتعبلك نهار فرح ولادك.
صدفة: تعيشي يا خيتي، أنا هنزل بجى أسبّح العيال وأنوّمهم. عاوزاش مني حاجة؟
أنعام: له، كتر خيرك.
(تنزل صدفة لتجد الحجة دهبية جالسة.
دهبية: كنتي عند أنعام بتعملي إيه؟
صدفة: كنت بطلّع لها العشا يا عمة.
دهبية: يا بت، انتي هتعيشي وتموتي مهبّلة كده؟
صدفة: ليه بس؟ عملت إيه أنا؟
دهبية: مخليتيش ليه واحدة من اللي بيشتغلوا عندينا تطلع لها العشا؟
صدفة: أصلك عم عيسى جال لي أخد بالي منيها.
دهبية: وانتي مالك خدامة انتي؟
صدفة: حرام يا عمة، حبلى وتعبانة.
دهبية: ما انتي حملتي مرتين، مخدمتكيش هي ليه؟
صدفة: اعملي الخير وارميه البحر يا عمة.
دهبية: أنا تعبت معاكي، طيبتك الزايدة دي مطمعه الناس فيكي.
صدفة: يا عمة، جولي يا باسط.
دهبية: بت، روحي من قدامي كانك رايحة!
صدفة: معيّزاش حاجة مني؟
دهبية: له.
صدفة: هروح أسبح العيال وأنوّمهم.
دهبية: روحي يا بت، ربنا يديكي على قد قلبك الأبيض.
صدفة: اديني خدت دعوة زينة منك أهه.
(لتضحك دهبية.)
دهبية: فيش فايدة فيكي يا بت أخوي.
(تذهب صدفة لتحمم الأطفال، ثم ينامون. بعدها تصعد إلى غرفتها.)
صدفة: أخش أسبح أنا جبل ما ممدوح ييجي. انعس هبابه، وبعدين أسبح.
(يغلبها النوم. بعد ساعة يأتي ممدوح ويجد أن الكل في البيت قد نام. يدخل غرفته، ويجد صدفة مستغرقة في النوم على الكرسي بملابس متسخة.)
ممدوح: جينا للجرف، والهم جبر يلم العفش كله.
(يخلع العباءة عن كتفيه ويرميها على السرير، ثم يخبط صدفة على كتفها خبطه شديدة.)
ممدوح: انتي يا بت، قومي فزي! نايمة كيف بالخلج الزبط ديتي؟
صدفه: لمؤاخذه يا مندوح، أصل راحت عليا نومه.
ممدوح: تجومي تنامي بالمنظر ديتي؟
صدفه: معلش ما أنا شجيانه طول النهار ف البيت ومع العويلات.
ممدوح: وحد جالك اخدمي؟ مافيه ميت زفت خدامه عندينا تخدمي انتي ليه؟
صدفه: هجوم أسبح أهه.
ممدوح: طفي النور، عاوز انعس هبابه وصحيني علي الفجر عشان الدبايح. الزفت جبر يلمكم كلكم.
صدفه: وأنا عملت ايه طيب؟
ممدوح: اتكمتي يابت انتي، سديتي نفسي عن الدنيا بحالها.
لتبكي صدفه من غير صوت
صدفه: أعمل ايه بس ياربي، مبعرفش أجول له لحد يطلب حاجه مني. ربنا يهديك علي يا مندوح.
ممدوح: طفي النور ديتي، ومتناميش جاري بمنظرك ديتي، جاكي صاروخ يندلي علي راسك يخلصني منيكي.
صدفه بحزن: حاضر أنا هعجد صاحيه الفجر، جاعد عليه ساعتين ولا تلاته.
ممدوح: بطلي رط، جولت عاوز انعس جاكي الحزون.
صدفه: عملت ايه أنا لكل الدعاوي ديه؟
ممدوح: ده باينه يوم ممعديش. اطلعي لبرا الأوضه ونوحي براحتك.
لتخرج صدفه من الغرفه وتنزل أسفل المنزل وهي تبكي لتجد فريده جالسه تأكل.
صدفه: بسم الله الرحمن الرحيم، ايه نزلك من أوضتك دلوك؟
فريده: أصلي جوعت جوي، جولت أعملي شندوتش.
صدفه: مجولتلك تتعشي، جولتي ملكيش نفس.
فريده: وجتها كت شبعانه، تعالي اجعدي معاي نحكو وجوليلي مالك بتبكي ليه. وتعالي كليلك شندوتش معاي.
صدفه: له معيزاش، بشمانه علي الآخر، أعملك عصير ولا حاجه؟
فريده: تعالي اجعدي جاري، وأنا لو عوزت حاجه هجوم أعملها لنفسي.
لتضحك صدفه.
صدفه: من ميته انتي بتعملي حاجه لنفسك؟
فريده: تعالي بس اجعدي وجوليلي مالك.
صدفه: مندوح منكد علي وبيعاملني عفش، نفسي أعرف جصرت في ايه أنا؟ وكله وشربه ولبسه وعياله، كل حاجه على سنجه عشره. يبجى ايه اللي ناجص تاني بس يا ناس؟ حد يجوللي.
فريده: أنا هجولك يا بت خالي.
صدفه: انتي يا صغيره اللي هتجوليلي؟
فريده: اسمعي مني أنا أحسن ومتستجليش بي.
صدفه: له والله يا بت عمتي عمري مستجل بيكي واصل، بس أصلك لسه صغيره جوي على الحديت ديتي.
فريده: هي مش بالسن على فكره، أنا هقولك. انتي ست بيت وأم ممتازه، لكن معلش يعني جوزك ليه عليكي حجوج، يعني تاخدي بالك من نفسك، من لبسك، تتذوجي، تتعدلي. مشيفاش إنعام عامله ايه ف نفسها؟ كأنها عروسه جديده كل يوم، وعيسى أخوي مبيطيجش يبعد عنيها لحظه واحده. وانتي طول النهار خبيز وكنيس وجري ورا العيله، وكل اللي عاوز حاجه تعمليها له، وموخداش بالك من نفسيكي خالص. متزعليش مني، يا بخت من بكاني ولا بكا علي، ولا ضحكني وضحك الناس علي.
صدفه: ما انتي عارفه إني بحب أعمل كل حاجه بنفسي والله ببجى مرتاحه أكتر.
فريده: عارفه يا حبيبتي، بس احنا الحمدلله ربنا موسعها علينا، وعندينا اللي بيخدمونا، يبجي تاخدي بالك من نفسك بجى.
صدفه: حاضر بعد الدبايح والليله اللي هنعملوها لاهل الله، أعشي الناس وأخلص ترويج، وبعد كده أبجى أخد باللي من نفسي.
فريده: يووووه مافيش فايده فيكي. يكون في علمك، جوزك فيه الطمع، غني وواد ناس وشكله حلو، والمضاريب خرابين البيوت كتير. أنا بلغتك وانتي حره بجى. أنا هطلع أنام أحسن، ولا أجولك هعمل جهوه عشان أصحصح. أعملك معاي؟
صدفه: خليكي انتي مرتاحه، وأنا أعملها.
فريده: روحي يا صدفه من جدامي الله يحن عليكي، هتفجعي مرارتي.
صدفه: الحج عليا، عاوزه أريحك.
فريده: نفسي انتي اللي تريحي روحك.
صدفه: أنا بحبكم وبحب أخدمكم.
فريده: عارفه يا حبيبتي، بس نفسك ليها حق عليكي.
صدفه: حاضر، حاضر... الساعه كام دلوك؟
لتنظر فريده إلى الساعه التي في يدها.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فريده: باقي على الفجر ساعه.
صدفه: تمام، أروح أخبط على عم عيسى أصحيه عشان يغير ريجه جبل الجزارين مياجو، وبعدين أصحي مندوح.
فريده: عيسى مرته هتصحيه، روحي انتي شوفي جوزك.
صدفه: إنعام تعبانه وحبله، خليها نايمه حرام.
فريده: ديه لسه حامل ف شهر، لحقت تتعب؟
صدفه: تعرفي عم عيسى هيجيب مغنيين يغنو ف الليله اللي هيعملها لاهل الله، وهيعمل حلقه ذكر، ديه هتبجى هيصه.
فريده: صدفه، وجعتي دماغي، روحي شوفي وراكي ايه.
صدفه: ماشي يا خيتي.
فريده: مش هتغيري هدومك؟
صدفه: خليهم، ياخدوا الدعكه بتاعت النهارده وبعدين لو فوجت أسبح وأغير.
فريده: أنا طالعه أوضتي أحسن.
صدفه: مالها البت ديه؟ حد كلمها؟
لتقول: أروح أحلب الجاموسه عشان يفطرو.
لتذهب إلى الزريبه، لتجد إحدى الخادمات تهم لتحلب الجاموسه، لكن الجاموسه ترفصها.
لتضحك صدفه: حننيها الأول يا نجلاء.
نجلاء: هي مش عاوزه حد غير حضرتك يجرب منيها، حتى أمي بردك عملت معاها كده.
صدفه: طيب وسعي انتي، أنا هحلبها، وروحي انتي جهزي باقي الحاجه. اعجني وخلي أمك وسعاده خيتك يساعدوكي، عندينا ناس كتيره النهارده.
نجلاء: الحجه الكبيره جالت النهارده هنوكل الناس عيش طابونه، خبيز ايه اللي هيكفي بلد بحالها يا ست صدفه؟
صدفه: خلاص، اعجني على قد الفطير اللي هنعملوه عشان أستاذ يونس جاي النهارده.
نجلاء: حاضر، أنا عجنت والعجين خمر، أحمي الفرن بس وأخبز على طول.
صدفه: بعد ما حلبت الجاموسه، قالت لنجلاء: خلي سعاده تفور اللبنات على ما أصحي ممدوح.
________________________________________
لتصعد صدفه إلى شقتها لتوقظ زوجها، ثم تدخل غرفة النوم وتضيء الكهرباء.
ممدوح: طفي النور ديتي، عيوني وجعتني.
صدفه: أنا جولت أصحيك عشان تغيّر ريّجك جبل الجزارين مياجو.
ليفتح ممدوح عيونه ليجدها أمامه.
ممدوح: خدي هنا يا هتيره، انتي لساكي جاعدة بخلجاتك، مغيرتيش ،حاجه تعرّ ايه يا أبوي الحريم الظوبطه ديه!
صدفه: ما أنا جولت كده كده خلجاتي هيدهلو ف الدبيح والخدمه، فجولت أغيّر بعد الليله والهرجه متخلص.
ممدوح: ليه؟ من جلة المايه ولا من جلة الخلج عندك؟ انتي حرمه معفنه لوحديكي! وبعدين مين جالك اخدمي؟ عمرك شوفتي إنعام مرت أخوي بتجضي حاجه ف البيت؟ ولا انتي غاويه تعرّيني وسط خواتي؟
صدفه: الله يسامحك... عاوز حاجه مني؟
ممدوح: غوري من خلجتي بريحتك ديه!
صدفه: ما أنا كنت عما أحلب الجاموسه عشان تفطرو.
ممدوح: صبرني يا رب... يا تاخدها يا تاخدني، الله يحل عليكي بالشلل!
صدفه: طب هتلبس إيه؟ أطلعه من الدولاب؟
ممدوح: حسك عينك تمدي يدك على حاجتي، أنا هطلعها لنفسي كأني عازب متجوزتش.
صدفه: ليه طيب؟ خليني أطلعلك غيار.
ممدوح: جولت غوري! اتجلبي على تحت، معايزش المحك جدامي النهارده واصل.
صدفه: الله يهديك، اديني نازله أهه.
______________________________________
تنزل صدفه إلى الأسفل لتجد أحد الغفر ينده على عيسى.
صدفه: خير يا عجيب؟
عجيب: أصل محمد واد عياد أبو سويلم عاوز عيسى بيه، وأنا رنيت على جنابه لجيتُه نايم.
صدفه: طب ضيفه على ما عم عيسى يجوم من النوم.
وفي هذه الأثناء، ينزل ممدوح من شقته وعلى وجهه الغضب.
ممدوح: انتي يا زفت يا صدفه! فين الساعة الدهب بتاعتي؟
صدفه: معرفاش، كانت مع مازن بيلعب بيها.
ممدوح: كيف يعني تسيبي حاجه غاليه كده للعيال يلعبوا بيها؟
ليجد الغفير عجيب واقفاً.
ممدوح: خير انت كماني، لسه ما اصطبحناش.
عجيب: مافيش يا بيه، محمد أبو سويلم عاوز البيه عيسى.
ممدوح: فين هو؟
عجيب: واقف برا.
ممدوح: خليه ياجي.
لينده عجيب على محمد.
عجيب: تعالي، كلم البيه.
يدخل محمد.
ممدوح: خير يا محمد، إيه جابك من الفجر كده؟
محمد: أصلك الحاج عيسى قال لي تعالي أوجف معايا، عاوزك.
ممدوح: روح انت، ولما ندبح هنبعت لكم اللحم على بيتكم، أو ابجى هات ناسك وتعالوا كُلوا مع الناس، مش تاجي توجفلنا من الفجر كانك مداينا.
وفي هذا الوقت، ينزل عيسى ليسمع ممدوح وهو يوبخ محمد، فينهره بصوت عالي.
ممدوح: انت بتقول إيه، حجك علي يا محمد؟
محمد: أنا ماشي يا عم عيسى، أنا جيت لجل خاطرك انت بس.
لينصرف محمد.
ويذهب عيسى وراه.
ممدوح: يا محمد!
لينده ممدوح عليه.
ممدوح: سيبك منه، ده شحات وعينه فارغه.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
عيسى: يا أخي انت ايه معندكش هبابة دم؟ حتى الراجل جاي يساعدني، كتر خيره، تجوم تكسر نفسه كده؟ ما هو ربنا زي ما اداك قادر ياخد منك. مالك متكبر على الناس ليه؟ إحنا كلنا ولاد تسعة يا ولد أبوي.
ممدوح: خلصت ولا لسه؟
عيسى: له، خلصت. ربنا يهديك يا مندوح.
ممدوح: مجنون أنا بجطع في خلجاتي!
وفي هذه اللحظة يدخل يونس.
يونس: السلام عليكم يا ولاد يعقوب الهلالي. واجفين كده ليه؟
عيسى: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. ليحتضنه عيسى. يعني ما تجيش غير لما أبوك يحنن فيك عشان تاجي؟
يونس: طيب اديني فرصة أسلم على ممدوح.
ممدوح: أهلاً يا يونس.
يونس: كأني كنت بايت في حضنك؟
ممدوح: يلا! هي جت عليك انت كمان. أخوك الكبير عامل حالة، بيربيني من أول وجديد.
يونس: مالكم فيه إيه؟ هي ديه حمدالله على السلامة؟
عيسى: لمؤاخذة يا خيي، حقك عليا أنا.
يونس: مفيش حاجة، بس قولولي مالكم؟
عيسى: أخوك قايم يخانج دبان وشه.
ممدوح: وإنت جايب لنا ليه الواد ديتي يساعد من جلت الرجالة عندنا؟
عيسى: جول يا صبح يا مندوح!
ممدوح: أنا طالع أتخمد وفايتهالكم مخضرة، ده بقى مرار طافح!
في وقت لاحق...
يونس: في إيه؟ وماله مندوح بجى عصبي كده ليه؟
صدفة: مندوح مبجاش طايج خلجاته على جسمه يا أستاذ يونس.
يونس: خلاص يا أم يعقوب، ربنا يهديه.
عيسى: عن إذنك يا يونس، أروح أطيب خاطر محمد، ما ذنبهوش حاجة، هو كتر خيره كان جاي يوجف جارنا. مندوح فاكر الناس عبيد عنده، وكل الناس محتاجاله.
يونس: استنى يا عيسى، أنا جاي معاك.
عيسى: له، خليك انت. انت جاي تعبان من السفر.
يونس: اكسب ثواب وأطيب خاطر محمد.
عيسى: ماشي يا أخوي.
ويستفيظ كل من في المنزل.
الحاج يعقوب: صباح الخير يا صدفة.
صدفة: صباح الخير يا أبا يعقوب.
يعقوب: حدش لسه جام من النوم من أهل البيت؟
صدفة: له، كلهم صحيوا. ده حتى أستاذ يونس وصل وخرج مع عم عيسى.
لتسمع الحجة دهبية الحديث...
الحجة دهبية: يونس وصل؟ وبتقولي خرج مع عيسى؟ راحوا فين في الفجر كده؟
صدفة: أصلك يا عمة حصلت حاجة كده...
يعقوب: متتحدتي يا بتي، فيه إيه؟
لتقص لهم صدفة كل ما حدث.
______________________________________
وفي منزل عياد أبو سويلم...
دياب: مالك يا محمد؟ وشك مدخن كده ليه؟
محمد: له يا أخوي، سلامتك، مفيش حاجة.
دياب: مش كنت رايح تساعد عيسى الهلالي في الدبايح؟
محمد: أصلك لجيتهم لسه مجاموش من النوم.
دياب: ويجوموا بدري ليه؟ ناس أكابر، حداهم الخدم والحشم. في بيتهم وأرضهم الكراوة شغالين. يجوموا ليه من فجر ربنا؟
محمد: ربنا يزيدهم، بأمانة، كلهم متواضعين معادا مندوح داخل عليه دم .
دياب: مالناش صالح بيه. إحنا في حالنا وهو في حاله.
تستيقظ فايزة من النوم لتجد أولادها جالسين على الكنبة.
فايزة: صباح الخير يا أولاد.
محمد ودياب: صباح النور يا أما.
فايزة: صحوا أبوكم عشان يصلي بينا الفجر جماعة.
محمد: حاضر يا أما، هصحيه. أمال فينها غنوة؟
فايزة: بايتة عند رقيّة عشان الفاتحة اللي هنجروها. عجبالك يا محمد؟
محمد: في حياتك يا أمي إن شاء الله.
فايزة: دياب، هتجيب لرقيّة حلق دهب ودبلة عشان الناس كلها تعرف إنها بقت على اسمك.
دياب: منين بس يا أما؟ ما انتي عارفة اللي جاي على قد اللي رايح.
فايزة: متشيلش هم، خلاص هديلك حلق جدتك، وأنا بعت امبارح شوية طيور، خد تمنهم وهات الدبلة.
محمد: وحج الطيور هيكفي يا أما؟ ده الدهب غالي.
فايزة: ما أنا كنت عاملة جمعية صغيرة مع الحريم وجبضتها، خدهم مع تمن الطيور، يجيبوا دبلة زينة.
دياب: يقبل رأس أمه. ربنا يخليكي لينا يا أما.
فايزة: بفرحة. ويخليكم لي يا حبايبي. يلا بقى، صحوا أبوكم. وأنت يا محمد، متنساش تروح للحاج عيسى عشان توقف معاه.
يسمعون خبطاً على الباب.
فايزة: مين هيجينا دلوقتي؟ استر يا رب.
دياب: متتخضيش كده، يمكن بتك المخلولة.
فايزة: بتي تيجي من الفجر كده؟
محمد: ما انتي عارفة إنها ميتخافش عليها، قلبها جامد زي إخوتها.
دياب: هنقعد نتحدتت ونسيب الباب كده؟ أنا هروح أفتح.
يفتح محمد الباب ليجد عيسى أمامه.
محمد: مرتبكاً. عم عيسى، أنا جيت لحضرتك، لقيتك نايم.
ليفهم عيسى أن محمد لم يبلغ أهله بما حدث.
عيسى: لما قالولي، قلت أجيك بنفسي أخدك.
ليجد يونس يقف وراء عيسى.
محمد: مرحباً، الأستاذ يونس بنفسه كمان؟
دياب: وسّع يا واد، خلي البهوات يدخلوا.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
عيسى: معلش، مستعجلين، وألف مبروك على جراية الفاتحة، وأنا إن شاء الله هجيك.
دياب: الله يبارك فيك، هتكبر بينا.
عيسى: متقولش كده، إنتوا إخواتي.
يونس: وأنا كمان جاي، وربنا يتم التمام على خير.
فايزة: ادخلوا يا بهوات شرفونا نفطر سوا.
يونس: كتر خيرك يا أمي، في الأفراح إن شاء الله.
فايزة: جيتكم حدانا أكبر فرحة.
عيسى: تسلمي يا أم الرجالة.
عيسى: هتيجي معانا يا محمد؟
محمد: آه طبعاً.
دياب: طيب أفطر الأول.
عيسى: هيفطر معانا إن شاء الله
يذهبون إلى منزل الحاج يعقوب
عياد: صباح الخير، أمال مين كان عندنا يا فايزة؟
فايزة: دول ولاد الحج يعقوب، جايين ياخدوا محمد عشان يوجف معاهم في الدبايح.
الحج عياد: عجيبة، مندوح جه عندنا؟
دياب: له، ده عم عيسى والأستاذ يونس، جايين عشان يحضروا الليلة.
الحج عياد: ربنا يسعد الناس كلها. وانت يا عريس، متجيش النهارده الأرض. روح للحلاج وبعدها روح للخياط هات جلابيتك. ربنا يتمملك بخير يا ولدي، وعقبال خواتك.
دياب: في حياتك يا أبوي، وعقبال حجك انت وأمي إن شاء الله. بس أنا هروح الأرض وأرجع بعد الظهر عشان محمد مش جاعد يساعد معايا شوية.
عياد: ماشي يا ولدي، نصلي ونفطر ونتوكل على الله. يا فايزة، خدي الألف جنيه دي، واجطعي لحم ووديه عند أم رقيّة عشان الناس تتعشى. الناس على قدهم.
فايزة: حاضر، من عيني. يخليك لينا يا رب، وتعيش وتواجب.
_____________________________________
في منزل الحج يعقوب:
وصل عيسى ويونس ومحمد.
يونس: يدخل ليسلم على والده ووالدته.
الحج يعقوب: حمد الله على السلامة يا غالي.
يونس: تسلم من كل شر يا أبوي.
الحجة دهبية: نورت بيتك يا يونس. عجبال لما نعملولك يا رب.
يونس: في حياتك يا أمي انتِ وأبوي إن شاء الله.
تنزل فريدة.
يونس: فريدة! حبيبة جلبي اللي نصها مصري ونصها صعيدي.
فريدة: يونس! عصرك وزمانك. اتوحشتك يا مسكّر. جبتلي إيه معاك؟
يونس: جبتلكم كلكم حاجات حلوة جوي.
يدخل محمد وعيسى إلى المنزل.
عيسى: حضّروا فطور، خلونا نفطر.
محمد: إزيك يا عم الحج؟ إزيك يا حجة؟
الحج يعقوب والحجة دهبية: بخير يا ولدي، الحمد لله. كيفك انت وناسك؟
محمد: زانين الحمد لله. إزيك يا آنسة فريدة؟
يحمر وجه فريدة وتتلعثم في الكلام.
فريدة: بخير يا أستاذ محمد، كيفك انت؟
يأتي ممدوح فجأة.
ممدوح: بت يا فريدة، واقفة كده ليه؟ اطلعي وغوري على فوج.
الحج يعقوب: مالك ومال خيتك على الصبح يا مندوح؟
عيسى: ما هو لازم ينكد في يوم مفترج زي ده.
ممدوح: كلمتك أنا؟
يونس: بس يا جماعة خلاص، في إيه؟
ممدوح: أنا هطلع شجتي أحسن.
يونس: مش تجف معانا؟
ممدوح: لا يا خوي، كفاية انتو. أنا طالع أنعس.
يونس: لا يا خوي، خليك عشان خاطري، واستنى، خد الهدية بتاعتك.
ممدوح: هجعد عشان خاطرك.
تأتي صدفة بالفطور.
صدفة: الفطور جاهز. تعالوا غيروا ريقكم.
يونس: أمال فين الولاد يا صدفة؟
صدفة: هطلع أهه، أصحيهم عشان يسلموا عليك.
يونس: وحشوني جوي.
عيسى: يلا يا محمد، تعال أفطر عشان نشوف اللي ورانا.
ممدوح: هو هيجعد معانا على السفرة كيف؟
يونس: ومايجعدش ليه؟
ممدوح: خلاص، أنا مش جاعد في البيت كله.
الحج يعقوب: محتداً. يا واد، ليه ليه؟ خلي عندك دم. لمؤاخذة يا محمد يا ولدي، هو ممدوح كده، معجبهوش حاجة.
عيسى: هاتوا الفطور في المندرة، أفطر أنا ومحمد.
محمد: بالهنا عليكم. أنا هروح أساعد الجزّارين.
ممدوح: روح يا خوي، وابجى إديلهم الروس والرجلين والمعاش بتاع الدبايح ياعيسى.
عيسى: والله يا ممدوح نخلص الليلة ديه، وبعدها أعلمك شغلك.
صدفة: ما تهاود يا مندوح، مالك بس فيك إيه على الصبح؟
ممدوح: غاضباً وإنتِ مالك يا بت المحروج؟
دهبية: صدق بالله، انت واد ممربايش، وحدش جادر عليك. ذنب المرحوم خالك إيه تحرجه في تربته؟
صدفة: سيبيه يا عمة، ما هو كل يوم يحرجلي الميت والصاحي.
يعقوب: بغضب الله! الله! حدش عامل لي أي احترام! ربنا يعدي اليوم ده على خير، وبعدين نبجى نشوف حكايتك إنت يا مندوح.
ممدوح: أنا مهمل البلد كلها وماشي.
يعقوب محتداً : بتجول إيه؟ تعال اترزع جار خواتك. إنت مالك؟ فكرت نفسك كبير علينا ولا إيه؟
صدفة: أنا طالعة أصحي عيالي عشان ييجوا يسلموا على عمهم ويفطروا بالمرّة.
يعقوب: أمانة عليكي يا بتي، هاتي فريدة وانتي نازلة معاكي، وطيبي بخاطرها.
صدفة: أنا بطيب بخاطر الدنيا كلها، ومش لاجية حد يطيب خاطري.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
لتصعد صدفة لتوقظ أطفالها، وتدخل الغرفة لتجد دهبية الصغيرة تضحك لها.
صدفة: انتي وخواتك اللي مصبريني على اللي أنا فيه.
 مازن الصغير، وهو توأم دهبية: شيليني يا ماما أنا ودود.
صدفة: تعالوا يا حبيبي، نصحو عجوب أخوكم، عشان عمكم يونس جاه من مصر وجاب لكم حاجات حلوة كتير.
ليفرح الأطفال وينزلون إلى الأسفل مع والدتهم.
يونس: حبايبي، تعالوا. اتوحشتكم جوي جوي. تعالوا يا له، خدو الهدايا من عمكم.
ليخرج لهم يونس الألعاب.
صدفة: تعيش وتجيب يا أستاذ يونس.
يونس: خدي، جبتلك العباية ديه.
لتفرح صدفة بالعباية.
دهبية: البسيها النهارده في الليلة.
يونس: مجبتيش فريدة ليه؟
صدفة: حاضر، هطلع أنادي عليها.
فريدة، نازلة على السلم: أنا أهه يا أما.
يونس: تعالي، خدي هديتك.
لتحضنه فريدة.
فريدة: ربنا يخليك ليا يا أخوي.
دهبية: ربنا يفرحه زي ما فرحنا.
لتنزل إنعام على السلم، ممثلة التعب.
إنعام: أهلا يا يونس، حمد الله على سلامتك.
يونس: الله يخليكي يا إنعام. مبروك على الحمل، إنشاءالله يجي ينور الدنيا.
إنعام: وأنا، ليش هدية؟
يونس: لا، طبعًا. أحلى هدية ليكي ولعيسى.
___________________________________
وعند عيسى، أتوا الجزارين وبدأوا في تقطيع اللحم وتوزيعه على أهل البلد. ليدخل عيسى.
عيسى: عاوزكم تسوو اللحم عشان أهل البلد يتغدوا، عشان المغنيين وبتوع الذكر جايين كد شويه.
ليرى إنعام أمامه.
عيسى: إيه اللي نزلك من فوق؟ بس لو عاوزه حاجة، حدديني في التلفون وأنا أجيبها لك. مش قلتلك خدي بالك منها يا صدفة؟
إنعام: أنا زهقت من الرجده، قلت أنزل أقعد مع الجماعة وأسلم على يونس بالمرة.
عيسى: أديكي سلمتي. اطلعي ارتاحي بقى.
صدفة: اطلعيها لفوق، واعمليها فطور.
صدفة: حاضر يا عم عيسى.
إنعام: أوامرك يا أبو عجوب.
ليفرح عيسى، قائلاً:
عيسى: ميته يا جي، بس 
دهبية :كل كام شهر ويجي ينور.
____________________________________
وعند غنوة، كانت جالسة مع رقية.
رقية: " تفتكري بيتنا يشرف؟"
غنوة: "البيت بناسه يا عروسة أخوي. تعالي بجى أعدلك خلجتك ديه."
رقية: "له دياب جالي محطش أحمر ولا أخضر."
غنوة: "خليكي كده، أحط أني؟"
ليسمعوا خبط الباب.
أم رقية: "تعالي افتحي الباب يا رقية."
رقية: "حاضر يا أما."
لتفتح الباب وتجد أم دياب أمامها.
رقية: "تعالي يا خاله نورتينا."
فايزة: "بنورك يا عروسة ولدي. أمك فين؟"
أم رقية: "تعالي يا خيتي، أنا أهه."
لتدخل فايزة.
فايزة: "خدي يا أم رقية كيلين اللحم دول والخضار والفروج ده عشان طبيخ الفاتحة."
أم رقية: "كلفتي نفسك ليه بس؟"
أم دياب: "أزعل منكِ؟ البت بتنا والواد ولدنا، والفرحة فرحتنا. تعالي يلا، أنا هساعدك ونعمل الوكل مع بعضينا."
وكان الظهر قد أذن.
فايزه: "بت يا غنوة."
غنوة: "نعم يا أما."
فايزة: "تعالي روحي أرض عمك شعيب، هاتلينا شوية ملوخية خضر نطبخهم."
غنوة: "هو شجا هنا وهناك؟"
فايزة: "خلصي يا بارده. العصر جرب."
غنوة: "حاضر."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وعند يونس.
يونس: "أنا ها أخد الفرس بتاعي واطلع أشم هوا ف البلد. انتو عارفين مبحبش الدوشة."
ليذهب يونس إلى الإسطبل ويأخذ "عزيزة" فرسته الخاصة، ويخرج إلى البلد حيث الزروع ومنظر الخضرة الجميل. لكن يستوقفه صوت عذب لإحدى البنات تغني:
"جاي من بلاد بعيدة... لا زاد ولا مايه."
يونس: "ف بلاد الشوج... آه يا ولد الهلالية... يا عزيزة يا بنت السلطان."
ليعجب يونس بالصوت جدا، لكنه لا يرى صاحبته. لينادي عليه أحد أهل البلد.
الرجل: "أستاذ يونس."
ويونس في ملكوت آخر، يبحث بعينيه عن صاحبة الصوت العذب.
الرجل: "أستاذ يونس!"
لينتبه إليه.
يونس: "أهلا عم شعيب."
عم شعيب: "تعالي، انت جار أرضي. نورتي، واشرب معاي الشاي."
يونس (محاولا إنهاء الحديث): "معلش خليها مرة تانية، أنا لسه جاعد شوية."
وفي هذه اللحظة تخرج غنوة دون أن يراها يونس، ليحاول سماع الصوت مرة أخرى، لكن دون جدوى.
يونس: "معلش، أنا هروح أوجف مع عيسى، وأبجى تعالي عشان تحضر الليلة."
وبالفعل، يذهب يونس إلى المنزل وعقله مشغول بصاحبة الصوت.
 ويبدأ المنشدين والمغنيين في الوصول إلى المنزل، ويبدأ الإنشاد والغناء. ويتوافد أهل البلد ليحتفلوا مع الحج عيسى بفرحته، وتبدأ الخادمات والغفر في وضع الطعام لأهل البلد.
الحجة دهبية: "اطلعي يا صدفة، شجتك. غيري خلجاتك والبسي الجلابية الجديدة، واتسبحي واتعطري، وحطي هبابة أحمر ف وشك عشان جوزك يفرد خلجته."
صدفة: "طب والوكل؟"
دهبية: "لكيش صالح الحريم والرجالة كتير، وسيبي عيالك وخلصي يلا."
لتذهب صدفة إلى شقتها، تستحم وتلبس العباءة الجديدة، وتضع رائحة الكولونيا على جسدها. ولكن لأنها عفوية، تضع المكياج بطريقة عشوائية، فتصبح مثل البلياتشو. تنزل تبحث عن فريدة لتأخذ رأيها، لكن فريدة كانت تقف مع محمد دون أن يراها أحد في الإسطبل.
محمد: "اتوحشتك جوي، وعشانك استحملت مندوح أخوكي."
فريدة: "حجك عليا أنا يا حمادة، معلش، هو مندوح أخوي كده طبعه عفش."
محمد: "ميته بس نتلموا ف بيت واحد."
فريدة: "أخلص الثانوي وتاجي تتجدم على طول."
محمد (بحزن): "وفكرك ناسك هيرضوا بس؟"
فريدة: "وميرضوش ليه؟ ده انت زينة شباب البلد."
محمد: "انتي بتجولي كده بس عشان عيونك الحلوة شايفاني، لكن الحجيجة مره. ده احنا بنكمل عشانا نوم، وحالنا على كده، وبيتنا لسه بالطين."
فريدة: "أنا أعيش معاك، إن شاء الله، ف عشة وهبجى مبسوطة."
محمد: "تعرفي أن دياب هيخطب رقية وهيتجوزوا ف الأوضة اللي فوق؟"
فريدة: "ألف مبروك، عجبالنا."
محمد: "يارب يا غالية."
______________________________________
وعند صدفة.
تخرج وسط الحريم، وهي تشعر أنها جميلة. لتبدأ الحريم في الضحك عليها.
إحداهن: "امنا الغولة."
أخرى: "لأ، ده مضحكاتية جايبينها الهلالية عشان تضحكنا."
وهي فاكرة أنهم بيضحكوا عادي. تدخل إلى المنزل لتجد ممدوح.
صدفة (تضحك): "إيه رأيك ف مرتك بجى؟"
ممدوح: "يخرب مطنك! مالك عاملة كيف العفريتة كده؟ إيه اللي عاملاه ف حالك ده؟ عرتيني! وإيه الريحة ديه؟ حاطة الكالونيا بتاعت الحلاجة بتاعتي؟"
لتدخل عديلة أم إنعام وتبدأ في الضحك.
عديلة: "سلام قول من رب رحيم! مين العفريتة ديه؟"
صدفة: "أنا صدفة يا خالة."
عديلة (بلؤم): "والله فكرتك عفريتة اللي مشخبط وشك كده. ياك فاكرة نفسك كده حلوة؟ كتي طلعتي لإنعام بنتي تعلمك اللبس وكيف تبجي حلوة. مش شكلك يخوف كده. ذنبنا إيه تخلعينا كده؟"
ممدوح: "عاجبك كده المجلتة ديه؟ عاجبك تعريني وتكسفيني كده؟ غوري من خلجتي! الله يجازي اللي كان السبب. غوري! ربنا ياخدك ويخلصني منكِ! أروح فين بس يا ربي منيها دي؟"
صدفة: "وأنا عملت إيه بس؟ أنا جولت أتذوجلك."
ممدوح: "قسما عظما لو ما غورتي لتكوني طالج بالتلاتة! جاكي عيارين يفوتوا ف صدرك، ولا ياكلك كساح يكون محمل بهايم! غوري!"
لتذهب صدفة من أمامه وهي تبكي.
_______________________________________
وعند محمد وفريدة.
يسمعان صوت صهيل الخيل.
فريدة: "في حد جاي، اتداري انت يا محمد."
محمد: "حاضر، بس حاولي تاجي جراية الفاتحة."
فريدة: "ماشي، بس اخرج انت من الباب اللي ورا."
محمد: "حاضر."
ليخرج محمد، ويدخل يونس ليجد فريدة.
يونس: "إيه اللي موجفك هنا؟"
فريدة: "حسيت حالي مخنوقة، جولت أجي أجعد مع الخيل."
يونس: "ولا تجعدي مع فريدة المهرة."
فريدة (تضحك): "حاجة زي كده."
فريدة: "يونس، خيي حبيبي
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
 يونس،:عاوزة إيه؟"
فريده: "أصل أنا سمعتكم وانتوا بتحددوا إنكم هتروحوا الفاتحة بتاعت رُجية بنت أم رُجية ودياب وواد عم عياد."
فريدة: "أيوه، هنروح، الواد واجف معانا من جبل الفجر، وأخوكي كسر بخاطره، وروحنا جبناه وكبر لينا، وجاه معانا. أجلها نجامله ونكبرو بيه."
فريدة: "طب، خدوني معاكم."
يونس: "إحنا رايحين رجالة، وبعدين هو أنتي تعرفي حد حداهم؟"
فريدة: "آمال إيه، غنوة اختهم، هي صح؟ أكبر مني."
يونس: "تعرفيها منين؟"
فريدة: "أصلها كانت معايا في المدرسة، بس هي كانت سبجاني بسنتين، وخدت الثانوية العامة، وقعدت في البيت عشان ظروفهم عفشه يعني وكده. بس إيه، يا يونس، جميلة جوي جوي، وحسها جميل. في المدرسة كانوا مسمينها نفرتيتي من جمال عيونها وشعرها."
يونس : "اتحشمي يا بت، بتعاكسي قدامي وكمان بت."
فريدة (تضحك): "والله ده كل الناس بتقول عليها كده، مدرس التاريخ كان بيقول عليها ملكة فرعونية هربانة من عصر الفراعنة."
يونس: "للدرجة دي؟"
فريدة: "والله، وأكتر."
فريدة : "خدوني معاكم، بجى وحياة غلاوة أمك عندك."
يونس: "يارب، زنانه أوي. ماشي، هناخدك معانا علشان تفرحي."
فريدة: "يادوبك، أطلع ألبس علشان أجهز."
يونس: "وأنا كمان هطلع اغير علشان أروح أعمل الواجب، وأجي أنام وأرتاح."
____________________________________
داخل المنزل، تطلع عديله لشقة إنعام وهي تضحك بهستيريا.
إنعام: "مالك يا أما، إيه اللي مضحكك جوي كده؟"
عديله: "لو شفتي منظر سلفتك، كتي وجعتي من الضحك، كأنها مهبلة،
انعام:  صدفه دي مخبلة وعاملة حالها كيف الخدامة. لكن بتك قاعده في شقتها، والكل بيخدمها، ."
عديله: "الليلة خلصت على خير، جوزك زمانه طالع. خدي جبل ما يطلع، حطيله العمل ديتي تحت المرتبة، واللي في الورجة ديتي ازجيهوله كله، فاهمة؟"
انعام: "طب، والحبل هنعملو إيه؟"
عديله: "جولتلك الشيخ هيتصرف."
انعام: "ماشي."
عديله: "أنا هندلي، اجعد مع حماتك شوية واروح.
انعام:"فينه أبوي؟"
عديله: "أبوكي جاعد مع حماكي."
انعام: "هو أبوي يعرف حاجة؟"
عديله: "أجنيتي إنتي! إياك له، طبعا ميعرفش."
عديله: "جفلي، بجا على الحديث ديتي." آه صح. هاتي فلينة من بتوع جوزك يكون عرجان فيها."
إنعام: "ليه؟"
عديله: "خلصي، هاتيها وانتي ساكتة."
إنعام تضع الفانلة في شنطة لتعطيها لأمها.
عديله: "حطي عليها جلابية من جلاليبك عشان محدش ياخد باله."
انعام: "طب متاخديها وانتي ماشيه أحسن لحسن تنسيها وانتي جاعدة معاهم تحت."
عديله: طيب زي بعضه
___________________________________
عديله تنزل لتجد الحجة دهبيه جالسة مع عيسى.
عيسى: "هي فينها صدفه؟"
دهبيه: "مش عارفه، تلجاها هنا ولا هنا؟ إنت عايزها؟"
عيسى: "اه ، عاوزها توضب زياره زينه ناخدها معانا أنا ويونس عشان جراية فاتحه دياب أخو محمد."
دهبيه: "وماله يا ولدي، خيركم وخير أبوكم، خد اللي عايزه."
عديله: "ولزمتها إيه؟ تروحوا بنفسكم كده؟ هتجرؤوا أهل البلد عليكم."
عيسى: "يا حماتي، كلنا ولاد تسعة، ومحمد واجف معانا من جبل الفجر. يبقى لازم إحنا كمان نوقف معاه."
عديله: "وهتهمل مرتك وحديها؟"
دهبيه: "وحديها كيف؟ وكلنا جاعدين قدامك أه."
عديله: "مش قصدي، بس لو احتاجت حاجة مين يعملهالها؟"
عيسى: "صدفة بتعملها كل حاجة."
دهبيه: "بحده، ياك صدفه خدامة اللي خلفوها."
عديله: "بلؤم، كتر خيرك يا أم عيسى."
دهبيه: "كلنا حبلنا وولدنا، وحدش خدمنا. ياك بتك هتجيب اللي متجابش."
عيسى: "كلام إيه ده يا أما؟ وفيها إيه لما صدفه تاخد بالها من مرتي هي صدفه كانت اشتكتلك؟"
( تأتي صدفه )
صدفه: "له والله يا عم عيسى، أنا ما تحددتش. ده أنا أخدمها برموش عني، وربنا يجومها بالسلامة."
عيسى: "كتر خيرك يا بت خالي، معلش، الله يراضيكي. عاوزك تجهزي زيارة زينه ناخدها معانا."
صدفه: "الاستاذ يونس جالي وجهزتلكم زيارة تشرف."
عيسى: "والله ما عارف أودي جمايلك فين."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
صدفه: "جمايل إيه يا عمي، الله يرضي عليك."
لتنزل فريده مرتديه فستان أحمر مشجر وطرحة بيج وترتدي كامل دهبها.
فريده: "ايه رايكم فيا؟"
عيسى: "اللهم بارك جمر يا خيتي."
دهبيه: "علي فين كده إنشاء الله؟"
فريده: "ها اروح مع خواتي جراية فاتحة رجيه. يونس جالي تعالي معانا."
دهبيه: "خلاص، روحي مع خواتك."
يونس (ينزل مرتديًا جلابية رصاصي وعليها عباية رمادي، ومرتدي العمّة الصعيدي):
دهبيه: "صلاة النبي، الله أكبر. خايل جوي في الصعيدي يا هلالي يا صغير."
عيسى (يضحك): "يعني يونس ياخد الجلعة كله لحاله."
دهبيه: "ما أنتوا يا ما اتجلعتوا."
فريده: "أمال مندوح فين؟"
عيسى: "مش عارف، صدفه معرفهاش. قاعدين مظهر ع أصحابهم، ولا يامي حاجة."
دهبيه: "يلا بينا، اتأخرنا."
عيسى: "بت يا فريده، تجعدي مع الحريم وتكوني هادية."
فريده: "حاضر يا أما."
____________________________________
ليذهبوا إلى منزل أم رقية ويجدوا محمد في انتظارهم.
محمد: "والله جيتكم ديه غالية جوي علينا، شرفتونا وكبرتوا بينا."
عيسى: "متجولش كده يا حماده، أنت أخوي الصغير."
كيف يونس؟
لينظر محمد إلى فريدة:
محمد: "نورتينا يا آنسة فريدة."
فريدة: "فريدة بنورك."
عيسى: "محمد خد فريدة ووديها عند الحريم."
محمد: "حاضر، تعالي يا آنسة، اتفضلي."
لتذهب معه فريدة داخل المنزل.
محمد: "طالعة زي الجمر، الله أكبر عليكِ."
فريدة: "بس بجى لحد يا خد باله."
محمد: "مجادرش معبرش عن اللي جوايا من ناحيتك يا ست البنته.
لينده محمد على غنوة:
"بت يا غنوة تعالي رحبي بالآنسة فريدة وخديها تجعد معاكم."
غنوة: "أهلا فريدة بت الناس الأغنية."
فريدة: "أهلا بنفرتيتي."
محمد: "نفرتيتي؟ كيف؟"
غنوة: "لساكي فاكرة يا فرفورة."
محمد: "مالكم يا بنته؟ فيه إيه؟"
غنوة: "اطرج انت دلوقتي وبعدين أقولك."
يتركهم محمد وتدخل غنوة وفريدة عند السيدات.
فايزة: "الله أكبر، الست فريدة بنفسها نورتنا."
فريدة: "اسمي فريدة بس يا خالة فايزه:"
فايزه: "يا مرحب يا مرحب بست البنت،
 أم رقية: الفرح النهاردة بقت فرحتين بمجيتك يا ست البنته."
فريدة: "بفرحة والله، أنا اللي فرحانة إني معاكم، وفرحتي هتكبر أكتر لما غنوة تغني."
رقيه: "مهي هتغني؟ إحنا خدنا الإذن من دياب." غني بجى."
غنوة: "تسمعوا إيه؟"
فريده : "يونس غنيوة يونس ."
غنوه: حاضر .
 يونس في بلاد الشوق آه يا ولد الهلالية
بتونسني دموع العين وأنا سايب أهاليّ
آه يا ولد الهلالية لا عليّ ولا بي
يا عزيزة يا بنت السلطان لو يتغير الزمان
وقابلتيني في أي مكان
كنت أعشق من غير ما تقولي يونس
أنا يونس
 ليشعر يونس بنفس الصوت ونفس الأغنية، ويشعر أن قلبه يدق بسرعة.
دياب: "خش يا محمد خلي أم كلثوم توطي صوتها."
عيسى: "أم كلثوم مين؟"
ليضحك محمد: "دي غنوة خيتي بس واخداها الجلالة شويه."
عيسى: "خليها تغني يا أبويا، حسها حلو جوي."
محمد: "الناس بس هيجولوا علينا إيه؟"
عيسى: "فرحانة لفرحة خيها."
يونس بسرحان: "فعلا صوتها جميل."
عيسى: "إيه يا أخويا؟"
يونس: "هاه؟ له ولا حاجة."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ثم في قراءة الفاتحة نجد الحج عياد ينده على محمد قائلاً:
"يا محمد، جولهم يوطوا صوتهم هبابه عشان نقرأ الفاتحة."
محمد: "حاضر يا أبويا."
عياد: "اتفضل يا حج عيسى، حضرتك والأستاذ يونس، اجرو معانا الفاتحة."
عيسى: "مبارك يا أبو دياب، ومبارك ليك يا دياب."
عياد: "الله يبارك في حضرتك يا رب."
ثم يقول شيخ الجامع: "نجرو الفاتحة على بركة الله."
وبالفعل يقرأون الفاتحة.
عياد: "يا محمد، جولهم يزغرتو."
ويبدأ الجميع في المباركة.
عياد: "خلي أمك تجيب العروسة عشان تلبسها الدبلة والحلج."
دياب: "خش يا محمد، هاتهم."
وبالفعل يدخل محمد ويحضر العروسة ومعها والدته.
غنوة: "هطلع معاكم."
محمد: "عيب عليكِ، خليكي جاعدة مع الأنسة فريدة."
غنوة: "طيب يا أخوي، شكلنا هنجرو فاتحة تاني قريب."
محمد: "بس يا ظريفة."
ليخرج محمد ومعه رقية ووالدته ليلبس دياب الدبلة لرقية ويعطي الحلق لوالدته.
عيسى: "خدي يا أما، لبسيها الحلج."
ليتحدث عيسى قائلاً: "بسم الله ما شاء الله، ألف مبروك يا عروسة."
ويخرج من جيبه ظرفاً به مبلغ ليعطيه لدياب.
عيسى: "مبروك يا عريس، واسمحولي بجى الشوار بتاع العروسة عليّ."
عياد: "كتر خيرك يا حج عيسى، مستورة الحمد لله."
عيسى: "أنا عارف إنها مستورة، بس أنا بجامل عروسة أخوي."
عياد: "كتر خيرك يا حج عيسى."
يونس: "وأنا هدية مني، الفرح هيتعمل في أي مكان تحبوه."
عياد: "ده كده كتير جوي علينا."
عيسى: "والله مفيش حاجة تكتر عليكم، أنتم دايماً واقفين معانا، وربنا يديم المعروف بينا إن شاء الله."
ثم تدخل رقية وهي فرحانة وتقول:
"شفتوا يا بنته، الدبلة بتاعتي والحلق كمان!"
غنوة: " الف مبروك .
فريده: مبروك عقبال الجواز، ودي بقى هديتي."
تخرج فريدة خاتم ذهب شكله ثمين.
رقية: "كلفتي نفسك ليه؟"
غنوة: "يتردلك في الفرح ولو أننا مش هنجدرو على تمنه."
فريدة: "والله ازعل وامشي، إحنا خوات يا بنته."
غنوة: "إن كان كده يبقى ماشي."
فريدة: "يبقى تغني بجى."
غنوة: "اغني تاني."
فريدة: "أه، خلينا نرقص."
غنوة: "تسمعوا إيه؟"
فريدة: "الغنيوة اللي بتجول بحبه مهما حصل، بتاعة محمد منير."
غنوة: "شكلك وجعتي في الحب يا بت الأكابر."
فريدة: "غني يا فالحه."
غنوة: "وهتحكيلي؟"
رقيه وفايزة وأم رقية والحريم: "مالكم يا بنته بتتوشوشوا في إيه؟"
غنوة: "له ولا حاجة، عاوزيني أغني؟"
فايزة: "غني يا بتي، عجبال فرح الحبايب."
لتبدأ غنوة في الغناء مرة أخرى، ويصل صوتها إلى يونس الذي دق قلبه سريعًا مع نغماتها. ثم ينده عياد على يونس وعيسى:
عياد: "اتفضلوا العشا يا بهوات."
تسكت غنوة وتبدأ في تحضير العشاء.
يونس في سره: "ده وجت عشا... الله يسامحك يا عم عياد."
ويبدأ الجميع في تناول العشاء، ويونس ينظر في كل الأنحاء عله يرى صاحبة الصوت الجميل، لكنه ينهي العشاء دون أن يراها.
عيسى: "يا محمد، نادم على فريدة، خلونا نروّح."
عياد: "ما لسه الوقت بدري!"
عيسى: "بدري من عمرك! كفايانا كده، خلي العريس يجعد مع العروسة."
دياب (مسرعًا): "هتمشوا؟ خليكم منورينا ومكترينا."
عيسى: "معلش، نرجع في الأفراح، وبعدين عاوز أروح أطمن على الجماعة."
دياب: "ربنا يطمنك يا رب وينولك اللي في بالك."
__________________________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فريدة: "بت يا غنوة، هاتي رقمك عشان نبقى نتحددتو."
غنوة: "أنا حداي تليفون فيه نت كمان، إخواتي جابوهولي بالجسط، وعندي كمان واتس."
فريدة: "طيب عندك فيسبوك؟"
غنوة: "له.ديابومرضيش."
رقية: "ليه؟ هو فيه إيه بوك ديتي؟"
لتضحك غنوة: "بوك يبجى فيه فلوس؟"
فريدة (بجدية): "بجِد بجى، مرضيش ليه؟"
غنوة: "جالي هتهملي اللي وراكي وتجعدي على التليفون."
فريدة: "طيب هاتي الرقم وابجى أكلمك، ولو عملتي الفيس، اعمليلي طلب صداقة وأجبلك، ونبقى نتكلم يا بت. الفيسبوك ديتي جميل وبيخليكي تعرفي ناس زينة كتير ويبجوا إخواتك وأصحابك."
غنوة: "خلاص، هخلي محمد يعملي فيس."
تسلم عليهم فريدة وتخرج مع محمد وتذهب مع إخوتها إلى منزلهم. وبمجرد وصولهم للمنزل، يجدوا ممدوح جالسًا في جنينة المنزل مع أحد حراس البيت.
ممدوح: "كتو فين كده كلكم بربطة المعلم؟"
عيسى: "كنا بنحضّروا جراية الفاتحة بتاعت دياب أبو سويلم."
ممدوح: "والبت دي إيه وداها معاكم؟"
عيسى: "اتكلم عن أختك زين."
ممدوح: "ليه؟ هي أختي مش بت 
يونس: وبعدين معاك يا مندوح؟ وطّي حسك شويه، أبوك يصحى."
ممدوح: "خليه يصحى ويشوف الرجالة المحترمة اللي واخدين أختهم يلفوا بيها في البيوت من غير خشي ولا حيا!"
عيسى: "تصدج أنك قليل الأدب ومش مرباي؟"
ممدوح: "أنا مش مرباي؟ ولا أنت وأخوك اللي قللتوا قيمتنا! صحيح يا ولاد، أكبر ما فيهم عيل!"
ليصفعه عيسى بالقلم على وجهه.
ممدوح: "بتضربني بالجلم يا جوز الست؟! يا اللي مليكش كلمة؟ والله لأبندجك يا عيسى وأيتم عيلك اللي جاي."
يونس: "مندوح، كفاياك قلة أدب!"
ممدوح: "ما ناقصش غيرك أنت يا بتاع مصر! والله عال، مبقاش غير المصغرة هما اللي يتكلموا! ما هو الحج مش عليك، الحج على أبوك اللي عملك كبير علينا!"
فريدة: "مجراش حاجة لكل ديتي، وبعدين أنا واخده إذن أبوي وأمي."
ممدوح: "والله يا بت لو كلمه تانيه، أدفنك مطرحك! ولا عاوزة تدوري على حل شعرك زي الحلب!"
عيسى: "وبعدين معاك؟ حدش جادر عليك؟ أنت عاوز إيه بالضبط؟"
يونس: "سيبك منه يا خيي وتعالى نخش جوه، وأنتِ يا فريدة اطلعي فوق مالكيش صالح بيه، واصل الصباح رباح ونعرف ماله ديتي."
ممدوح: "أقولك مالي؟ أجنيت؟ عجلي طار منكم ومن عمايلكم!"
_____________________________________
(في منزل رقيه)
عياد: "خش يا محمد، نادم على أمك وخيتك. خلونا نروحوا الليلة. الحمد لله عدت على خير. نروحوا نناموا عشان عندنا شغل مع الفجر."
محمد: "ودياب هيروح معانا؟"
عياد: "خليه جاعد مع عروسته، ويبجى ياجي براحته."
محمد: "حاضر، عجبالي بجى أنا كمان."
عياد: "لما نربوا جزين جزين، نخلصوا من فرحة خيك وندوروا عليك."
يدخل محمد لينادي على والدته وأخته:
محمد: "يلا بينا يا جماعة. مبروك يا رجيه، مبروك يا عروسة أخوي."
رقيه: "الله يبارك فيك يا حماده."
غنوه: "أنا هروح، وانتي أبجي تعالي بكره. نجعدوا نتحددوا ونكلموا فريدة."
ليفاجأ محمد: "تكلموا فريدة؟ كيف؟"
غنوه: "ف التليفون. هنكلمها ف التليفون، ما هيّ خدت رقم تليفوني."
محمد: "ماشي، يلا بينا."
محمد: "دياب، أبوك بيقولك خليك أنت جاعد مع عروستك، وابجى حصلنا براحتك."
دياب: "كتر خيره أبويا، بيفهم والله."
______________________________________
يذهبوا إلى منزلهم:
غنوه: "شوفت يا أبوي؟ فريدة بت الحج عجوب جابت خاتم شكله غالي جوي هدية لرجيه."
عياد: "كتر خيرها، ما الغالي ميجيبش إلا الغالي. ده بردك عيسى، أدي نجوط كبير لخيك دياب، وجال شوار العروسة كله عليه، والأستاذ يونس بردك جال هيعمل الفرح على حسابه."
فايزة: "والله الحج عجوب وولاده ناس زينة ومحترمين."
دياب: "عندك حق يا أما معاده مندوح."
عياد: "احنا ف حالنا، وهو ف حاله يا ولدي. يلا نخشوا نناموا، تصبحوا بالخير."
_____________________________________
محمد يتصل بفريدة:
محمد: "عامله إيه يا غالية؟ كنتي زي الجمر النهارده."
فريدة: "الحمد لله. أنتو روحتوا؟"
محمد: "أه، وسيبنا دياب مع عروسته، صح؟ شكراً على الهدية بتاعت العروسة."
فريدة: "العفو على إيه؟ احنا بنته ف بعضينا."
محمد: "صح. البت غنوة جالتلي إنها خدت رقمك. أوعي تكون ضايجتك."
فريدة: "له، أنا اللي خدت رقمها."
محمد: "طيب، أنا حسبتها ضايجتك وطلبته منيكي."
فريدة: "له والله، غنوة ديه عسل جوي، وأنا بحبها."
محمد: "ومبتحبيش خيها؟"
فريدة: "طاب اجفل بجى، عشان في حد بيخبط على الباب."
لتغلق فريدة الهاتف وتقول لنفسها: "كان لازم أجوله كده عشان ما كسفنيش. أنام بجا أحسن."
_____________________________________
في منزل رقية:
دياب: "مبروك عليا نوّارة البلد كلها."
رقية: "يباركلي في عمرك يا رب."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
دياب: "تعرفي؟ الحج عيسى اداني خمس آلاف جنيه نجطة، وجال شوارك كله عليه. وأخوه أستاذ يونس هيتكفل بالفرح كله."
رقية: "هما غناي جوي كده؟"
دياب: "يا بت دول معاهم ملايين. ربنا يزيدهم."
رقية: "إيش عجب؟ يعني هما معاهم كل الفلوس دي واحنا فُجريين، مالقيناش اللقمة؟"
دياب: "احمدي ربك يا رُجيه."
رقية: "حمداه وشاكراه."
تتثاءب رقية:
رقية: "أنا عاوزه أنام."
دياب: "طيب يا جلبي، أنا هروح بجى عاوزة حاجة مني؟"
رقية: "كنت عاوزه فلوس عشان أجيب جلابيتين."
يخرج دياب الظرف ويعطيها خمسمائة جنيه:
دياب: "خدي، هاتي اللي عاوزاه."
رقية: "وانت هتعمل إيه بالباقي؟"
دياب: "هديهم لأبوي عشان يسد قرشين كانوا عليه."
رقية: "طيب تمام."
يذهب دياب إلى منزله، بينما تدخل رقية غرفتها لتنام.
تحدث نفسها:
رقية: "البِت فريدة لابسة لبس زين، وباين عليها العز. وادّتني خاتم غالي جوي. وخواتها اللي نجطوا بفلوس كتير وهيجيبوا الشوار بتاعي. غير اللي هيعمل الفرح على حسابه. وأنا طول عمري ف الفجر جال. ودياب يديني خمسمية جنيه عشان أجيب جلاليب. ده تلجي فريدة بتجيب بيهم قلم أحمر. هو أنا هعيش ف الفجر طول عمري يا ربي؟"
تصمت قليلاً، ثم تقول لنفسها:
رقية: "أنام أحسن ما مخي يطج."
لكن التفكير يستمر:
رقية: "آه يا بت يا رُجيه، خسارتك ف الفجر ده. انتي عاوزه حد يكيلك بالدهب."
ثم تتردد:
رقية: "بس أنا بحب دياب."
تعاود التفكير:
رقية: "وهآخد إيه من الحب ده؟ ديتي مفيش غير الفجر والعوز. وهيسكني ف أوضه ف بيتهم القديم. أنا عاوزه أسكن ف بيت مبني بالمسلح. أنا مش أقل من غيري. ألبس الدهب والخِلج الغالي. وآكل الرومي والديُوك اللي بناكلها ف العيد بس. حتى يوم السوج بناكل البيضة بياضه."
تتنهد وتقرر:
رقية: "نامي يا رجيه واحلمي بالعز وأكل الوز."
____________________________________
ثم يأتي الصباح على الكل، وتستيقظ صدفة وهي تتساءل:
صدفة: "هو ممدوح منامش هنا؟ يا ترى تلجاه نعس تحت؟ الله يهديه."
تنزل إلى الأسفل لتجد الحجة دهبية والحاج يعقوب جالسين:
صدفة: "صباح الخير عليكم."
دهبية ويعقوب: "صباح النور."
دهبية: "معلش، اتأخرتِ النهارده في النوم؟ عشان تعبتِ عشيّة جوي؟"
صدفة: "براحتكِ يا بتي."
صدفة: "ديجيجة وأحضر الفطور على ما الجماعة ينزلوا."
يعقوب: "روحي يا بتي. إلا جوليلي، صح فين جوزكِ؟"
صدفة (بلعثمة): "مش عارفة، تلجاه هنا ولا هنا."
ينزل عيسى:
عيسى: "خير يا أما، خير يا أبوي."
دهبية: "خير صباحين يا ولدي."
يعقوب: "كيفك يا عيسى؟ روحتوا الفاتحة؟"
عيسى: "آه يا أبوي، روحنا واتبسطنا جوي. ربنا يفرح الناس كلها."
يدخل ممدوح بعصبية:
ممدوح: "بت يا صدفة!"
صدفة: "نعم."
يعقوب: "طب جول حتى صباح الخير!"
ممدوح: "بتجول إيه يا أبا؟"
يعقوب: "ولا حاجة يا ولدي."
ممدوح (لصدفة): "روحي طلعي الجلابية البني والعباية بتاعتها، ولمعي الجزمة زين. خليها أنضف من وشك العفش ديتي."
صدفة: "الجزمة أنضف من وشي؟"
دهبية: "اسكتي انتي يا صدفة. إيه حكايتك يا ممدوح أفندي؟ طايح ف مرتك ليه؟ كمنها مؤدبة وبت ناس."
يعقوب: "والله خسارة فيك. وف جلة أدبك ديه."
ممدوح: "أنا حر أنا ومرتي. شالها، أجطع من جسمها وأرميه للكلاب. حدش ليه دخل بينتنا."
دهبية: "ليه، فاكرها مجطوعة؟ إياك!"
يعقوب: "متخلينيش أجوم أمد يدي عليك وانت كبير وعندك عيال!"
ممدوح (لصدفة): "عاجبك كده يا وش الغم؟ هتوجعي بيني وبين أبوي وأمي؟ غوري من جدامي، الله يحل عليكي بالموت ويا كلك ديب أعور!"
صدفة (بحزن): "الله يسامحك... سيبيه يا عمتي، أنا خلاص جتتي نحست منه ومن كلامه."
يعقوب (بغضب): "والله يا بتي، انتي خسارة فيه. اللي جالع رأسه وعادم ناسه ديه."
ممدوح (بصوت عالي): "خلصي، غوري، مفايجش أنا."
دهبية (مستاءة): "ليه وراك الديوان؟"
ممدوح: "له يا أما، هنزل لجصر أجيب حاجه من هناك."
دهبية (تسأله): "حاجه إيه اللي هتجيبها ديتي؟"
ممدوح: "هجيب جماش يا أما، هفصل عبيان وجلاليب."
يعقوب: "واش عجب لجصر يعني؟ ما فضل الخياط عنديه خلج زين وطول عمره بيفصلنا، ولا هو أي رمح وخلاص؟"
ممدوح: "وايه المشكلة يعني؟"
يعقوب: "روح، ربنا يهديلك حالك."
عيسى: "أمانة يا صدفه، ابجي اطلعي شجري على إنعام وشوفيها لو عاوزه حاجه."
صدفه: "حاضر، أخلص طلبات مندوح وأشوفها يا عم عيسى، من عيني حاضر."
دهبية: "يا عيسى، ابجى شيّع مرتك عند ناسها يخدموها." صدفه مش هتخدم حد تاني."
عيسى: "ليه يا صدفه؟ هي إنعام زعلتك؟"
صدفه: "له يا عم عيسى، أنا متكلمتش واصل والله."
عيسى: "أهي صدفه نفسها راضيه يا أما."
ممدوح: "ما صدفه متنفعش غير خدامه، غير كده له."
دهبية: "اتحشم يا واد انت!"
ممدوح: "أنا بجول الصح، ديه متنفعش تبجى هانم، ديه آخرها تخدم علينا وبس."
ممدوح (لصدفة): "ياله خلصي، انتي لسه هتتحددتي!"
تذهب صدفه لتحضر له طلبه، ثم تمسك الحذاء وتبدأ تلمعه وهي تبكي، دموعها تسقط على الحذاء.
صدفه (لنفسها): "ربنا يسامحك يا مندوح، عاوز الجزمه تبجا أنضف من وشي."
يدخل ممدوح الغرفة.
ممدوح: "خلصتي ولا لسه؟"
صدفه (تمسح دموعها): "خلاص أهه."
ممدوح: "بتجوجي ليه انتي يا بومه؟"
صدفه: "له، مافيش حاجه."
ممدوح: "بطلي جويج، هتجيبلنا الفجر، مرا فجريه جاتك الهم."
صدفه (بحزن): "أنا عملت ايه لكل الدعاوي ديه؟"
ممدوح: "وياريت في حاجه محوّجه فيكي، جلدك تخين كيف جلد الورنه، جاكي المرض العفش عشان أخلص منيكي."
صدفه: "ليه؟ حرام عليك... ومين يربي العيله؟"
ممدوح: غوري موتي انتي بس، وأنا أجيبلهم ست الستات تربيهم." هاتي الخلج خليني ألبس وأغور من خلجتك."
يرتدي ممدوح ملابسه ويخرج من المنزل.
_______________________________________
في منزل رقيه 
عند رقيه: "أنا هروح أجيب الجلاليب وحدي، على الله الفلوس تكفي."
رقيه (لنفسها): "أجيب من فين؟ أروح أجيب من عند أم عنتر، عنديها خلج زين."
تذهب رقيه، وفي الطريق كان ممدوح يقود العربية بسرعة، والأرض مبتلة.
رقيه: "مش تفتح كده! غرجتني."
ينظر ممدوح ويوقف محرك السيارة وينزل ليرى رقيه أمامه.
ممدوح: "بت، مين انتي؟"
رقيه: "ومالك انت؟"
ممدوح: "معرفانيش أياك؟"
رقيه: "له، محصليش الشرف جبل سابج."
ممدوح: "أنا ممدوح الهلالي."
رقيه: "أهلا بحضرتك، اللي ميعرفك يجهلك، وأنا رقيه بت المرحوم عبد السلام الكاشف."
ممدوح (بدهشة): "الله أكبر! بجى الجمر دي تبجى خطيبه دياب العفش؟"
رقيه: "بتجول حاجه؟"
ممدوح: "انتي خطيبه دياب، واد عياد أبو سويلم؟"
رقيه: "أيوه، أني."
ممدوح: "خساره فيه الفجري ديتي."
رقيه (بمسكنه): "نصيبي."
ممدوح: "رايحه فين يا جمر؟"
رقيه: "هجيب حاجه."
ممدوح: "تعالي، اركبي معاي أوصلك."
رقيه: "له، الناس تجول عليا ايه؟"
ممدوح: "ده اللي يتكلم عليكي أجطع لسانه. تعالي، اركبي يا جمر."
تركب رقيه معه بالفعل.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ممدوح: "تعالي، اركبي معاي أوصلك."
رقيه: "له، الناس تجول عليا ايه؟"
ممدوح: "ده اللي يتكلم عليكي أجطع لسانه. تعالي، اركبي يا جمر."
تركب رقيه معه بالفعل.
بعد أن ركبت رقية السيارة مع ممدوح، بدأ الحديث بينهما:
ممدوح: مالك يا عسل؟ مكسوفة مني ولا إيه؟
رقية: الصراحة، ما كانش يصح أركب معاك العربية. تلجاك بتقول في نفسك "رقية ديه رخيصة وركبت معايا العربية على طول".
ممدوح: عيب عليكي! أنا أجول كده بردك؟ ده إنتي غالية جوي.
رقية: وحضرتك محترم، عشان كده ركبت معاك.
ممدوح: ممكن أسألك سؤال؟
رقية: اسأل براحتك.
ممدوح: هو إنتي ليه وافقتي تتجوزي دياب؟ المجمل ديتي ده فجري ومحليتوش غير جملياته.
رقية: ما إحنا فجرا زي بعضينا. وأنا يعني مين كان هيخدني غيره؟
ممدوح: يعني إنتي ما ريدهوش؟
لتفكر رقية:أصل محدش اتجدم لي غيره، وأمي وافجت على طول.
ممدوح (بخبث): يعني إنتي مش عشجاه؟
رقية: عيب الكلام ديتي! عشج إيه يا بيه؟ إحنا فجرا جوي. كل همنا لقمة العيش، وواحد ولد حلال يتجوزني ويسترني.
ممدوح: يعني لو جاكي واحد غني ورايد يتجوزك ويعيشك في سرايا، بس متجوز وحداه مرة وعيال، توافجي عليه؟
رقية (مسرعة): وموافجش ليه؟ الشرع حلل للراجل أربعة، المهم يكفيهم ويعيشهم زين.
ممدوح: طب ودياب؟
رقية: دياب ديتي زيه زي غيره. أهو عريس اتجدم لي، وأمي وافقت عليه. بتقول يعني أهو زينا فجري، مش هيعايرني بفجري.
ممدوح: صوت تلفونك ده.
رقية: آه، صح.
لتخرج رقية التليفون لتجد دياب يتصل بها.
رقية: معلش، هرد عليه.
لترد رقية على دياب:
دياب: كيفك يا حبيبتي؟ عاملة إيه؟
رقية: زينة، الحمد لله.
دياب: فينك أمال؟
رقية: ما أنا روحت أجيب الجلاليب اللي إنت اديتني حقهم.
دياب: وحديكي مختيش غنوة ولا أمك ليه؟
رقية (معللة): عشان أعملك مفاجأة.
دياب: طاب، ما تتأخريش، ولما تخلصي حددتيني.
رقية: حاضر.
لتعلق رقية الهاتف مع دياب، فيتحدث ممدوح:
ممدوح: بجي، الجمر والعسل كله تمسك عدة قديمة ومكسرة؟ كيف ديه؟
رقية: على قدنا بجى.
ممدوح: لا، أنا لازم أجيبلك عدة غالية، وأشحنلك كارت كبير كمان عشان أتحددت وياكي.
رقية (بخبث): ليه يعني؟ تجيبلي عدة وتحددت معايا؟ جالولك على بت حرام إياك؟
ممدوح: يا ست الكل، أنا أجولك لازم نتجابلو ونجعدو نتحددتو.
رقية: ليه طيب؟
ممدوح: متعرفيش الحب من أول مرة؟ أهو أنا بجى وجعت في هواكي يا رقية.
رقية: ممدوح بيه، أنا وحضرتك كيف؟
ممدوح: اسمي ممدوح بس. ولو حساني تجيل على جلبك، كأني ما اتكلمتش معاكي واصل. بس كيف وانتي شجلبتي حالي؟
(تضحك رقية)
رقية: للدرجة دي؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ممدوح: وأكتر بكتير يا جمر إنتي.
رقية: طيب أنا هنزل هنا.
ممدوح: كيف يعني؟
رقية: عشان ما أتأخرش على أمي.
ممدوح: خلاص، قولي لها ما لجيتش خلج النهارده، وبكره هندلي بدري.
رقية: وهقول لدياب إيه؟
ممدوح: خلي أمك تقوله إنكم رايحين مشوار، وابجي قولي لها هجيبلك جلابية زينة.
رقية: وعرفت منين إن أمي هتوافج تكذب على دياب؟
ممدوح: إنتي وشطارتك بجى. أجولك، قولي لها إنك جابلتي واحدة من صحباتك حالتهم مرتاحة جوي، وهتديكي خلج كتير من غير فلوس.
رقية (ضاحكة): والله أمي طماعة وهتوافج.
ممدوح: وبكره من بدري نتجابلو، وأفسحك فسيحة زينة.
ممدوح: (يخرج مبلغًا ماليًا من جيبه) خدي اركبي وانتي مروحة.
رقية: ما أنا معايا وهركب توكتوك بخمسة جنيه، البيت جريب.
ممدوح: معايزش حد غيري يشوفك، اركبي وروحي على طول. آه، استني، هاتي رقم التلفون عشان أبجى أطمن عليكي على ما أجيبلك عِدة زينة.
رقية: هات تلفونك أسجلهولك.
(يعطيها ممدوح الهاتف)
رقية: الله! ده تلفون آيفون من الغالي.
ممدوح: بكره يكون معاكي واحد زيه بالظبط.
رقية: يا مري، ده غالي جوي.
ممدوح: ما يغلاش عليكي يا جمر.
رقية: وهجول إيه لأمي؟
ممدوح: روحي دلوك وبكره لما نخرجو هنتحددتو في كل حاجة.
رقية: طيب، سوج على مهلك.
ممدوح: خايفة عليا يا جمر؟
رقية: أمال إيه؟
(يضحك ممدوح، وتوقف رقية توكتوك وتذهب إلى المنزل)
أم رقية: معوجتيش يعني؟
رقية: أما عاوزة أجولك حاجة، بس خايفة منكِ الصراحة.
أم رقية: جولي يا بتي، تخافيش.
(لتقص عليها رقية كل ما حدث)
أم رقية: (بفرحة) تبجى باضت لك بيضة دهب في الجفص. انتي خابرة مندوح وناسه حداهم إيه؟
رقية: وجاللي هيجيبلي تلفون آيفون يا أما.
أم رقية: يعني إيه؟
رقية: ده تمنه فوج الخمسين ألف يا أما. مش دياب إداني خمسميت جنيه وجاللي هاتي جلابيتين بيهم.
أم رقية: أوعاكي تضيعي ممدوح ديتي من يدك، فاهمة؟
رقية: طيب، ودياب؟
أم رقية: خلي انتي مندوح بس يعوز يتجوزك، وسيبي دياب عليه هو.
رقية: وفكرك مندوح هيتجوزني؟
أمها: اتجلعي انتي بس عليه، يا بتي، ده مرته موخداش بالها منه وعلى طول مهملة فيه وبتلبس عفش.
رقية: مين جالك انتي؟
أمها: يا بتي أم سامية، جارتنا بتخدم حداهم في الدار وبتحكيلي على طول على صدفه، وإن مندوح طول النهار يدعي عليها دعاوي كتير جوي.
رقية: متوكدة يا أما؟
أمها: أه وحياتك يا بتي. يلا وجعيه، خلينا نجبو على وش الدنيا بدل الفجر اللي هرس كبدنا ديتي.
رقية: عندك حج يا أما.
أمها: بس أوعاكي تجوليله إنك عرفتيني حاجة.
رقية: ليه بجى؟
أمها: عشان يعمل حساب إنه لو عرفتي، الدنيا هتتجلب عليه. ولو ناوي على جواز يسرع.
رقية: وهنجوله إيه لدياب على خروجه بكره؟
أمها: انتي تكلميه، ياجي يتغدى معانا، وأنا هجوله إن بت خالتي بعافية وهنروحولها بكره.
رقية: وانتي هتخرجي معانا؟
أمها: له يا ناصحة، أنا هجعّد في البيت وأجفل على حالي لغاية انتي متاجي.
رقية: ما هو هيحددني في التلفون.
أمها: خشي كلمي مندوح وجوليله يستناكي بكره على أول الطريج، وعرفيه إنك هتخربي التلفون عشان دياب ما يتصلش عليكي. ولما ياجي دياب، ابجي جوليله التلفون خرب وخد صلحه، وكده كده مندوح هيجيبلك تلفون جديد وخليه يجيبلك خط جديد تكلميه منه هو بس.
رقية: الله على مخك يا أما! ده انتي بتخططي كيف بتوع العصابة.
أمها: بس يا بتي، كله لمصلحتنا.
وفعلاً، بتتصل رقية بممدوح، وهو بيكون داخل البيت وبيكنسل عليها، وبعدها يطلبها تاني. الميعاد والمكان واللي هيحصل
ممدوح: براوه عليكي يا جمر، انتي.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
رقية: هجفل معاك عشان اتحددّت مع دياب إنه ياجي.
ممدوح: خليه يغور بسرعة وما يجعدش كتير، عما أغير عليكي يا رقية.
رقية: حاضر يا راجلي.
(تغلق رقية المكالمة)
ممدوح: (يقول لنفسه بابتسامة) جالتلي يا راجلي... وحسها رجيج وحلو. مش البومة اللي متجوزها.
(يدخل ممدوح المنزل وهو يغني: "أول مرة تحب يا جلبي، وأول يوم اتهني...")
(يجد صُدفة أمامه)
ممدوح: بسم الله الرحمن الرحيم، هما بيطلعوا ميته؟ إيه اللي مجعدك كده؟ وفين أمي وأبوي وخواتي؟
صدفة: كلهم طلعوا يطمنوا على إنعام، وأنا كنت داخلة أجهز الغدا. هتاكل؟
ممدوح: اسميها تاكل؟ غوري، جاتك الكريرة! ما تعلمتيش تتحددّي مع راجلك واصل؟
صدفة: وأنا جلت إيه؟
ممدوح: غوري جهزي الوكل.
صدفة: حاضر.
(يصعد ممدوح إلى شقته، يدخل غرفة أولاده ليجد دهبية الصغيرة تضحك له)
ممدوح: تعالي يا دودو.
(يحملها ويلعب معها ثم يضعها على السرير)
ممدوح: أسبح وأندلي أكل لجمه معاهم، وبعدين أجعد أفكر في البت رقية العسل. يا أبوي على شعرياتها ولا جوامها كيف الغزالة، مش الجرادة اللي أمي دبستني فيها. جبر يلم العفش كله!
____________________________________________
وفي منزل الحج عياد، كان عياد جالس مع زوجته فايزة وبنته غنوة.
غنوة: أبوي؟
عياد: نعم يا غنوة؟
غنوة: ينفع يا أبوي أمي تزعجلي عشان كنت جاعدة على السطح بغني؟
عياد: آه ينفع. ميصحش يا بتي تغني وحد يسمع حسك، عيبة كبيرة.
(يرن تليفون دياب، ينظر دياب للشاشة)
دياب: ديه رجيه بتتصل، أشوفها.
(يرد على التليفون)
دياب: إيه يا رجيه، جبتي الخلج؟
رقيه: له، أمي بتجولك تعال اتغدا معانا.
دياب: حاضر، جاي.
فايزة: فيه حاجة؟
دياب: له، دول عاوزني أتغدا معاهم.
غنوة: خدني معاك يا خيي!
فايزة: يا بتي متبقيش بارده، خليكي حسيسة. هو رايح لخطيبته يجعد معاها. وبعدين الناس طابخين فروجة، تروحي تاكليها إنتِ منيهم؟
غنوة: خلاص، خلاص، معيزاش. أغور ف حتة.
فايزة: جومي صبني المواعين ونشري الخلج بلا جلع ماسح.
غنوة: حاضر، جايمة أهه.
عياد: روح يا ولدي لخطيبتك، وخدلهم اتنين كيلو برتكان ولا حاجة.
دياب: حاضر يا أبوي.
(يُخرج دياب مبلغًا من جيبه ويناوله لأبيه)
دياب: صح، خد يا أبوي.
عياد: إيه دول يا ولدي؟
دياب: ديه النُجطة بتاعت عيسى الهلالي. أديت بس خمسميت جنيه منهم لرجيه تجيب خلج، والباقي أهو زي ما هو.
عياد: خليهم معاك يا ولدي.
دياب: له يا أبوي، خدهم، أهو يسدوا اللي علينا.
عياد: تعيش يا ولدي، ديما حامل همنا.
______________________________________
وفي منزل الحج يعقوب، كان الجميع في شقة عيسى يجلسون مع الحجة دهبية والحج يعقوب، ومعهم فريدة.
دهبية: أدينا جينا نجعد معاكي في شجتك. عيسى جال إنك بعافية. مالك فيكي إيه؟ اجمدي كده، مش سلفتك صدفه خلفت أهي مرتين، ومرة منهم توم، وكانت بتقضي كل حاجة. مالك منعنعه كده ليه؟
إنعام (بتمثيل): والله يا أما، علطول دايخة. أول ما شهور الوحم تخلص علي، هنزل أقضي كل حاجة.
عيسى (مقاطعًا بحزم): تقضي إيه؟ أنا مش مستغني عنك، لا أنتي ولا ولدي اللي في بطنك. حدانا الخدم كتير، والدكتورة جالت تريحي. ولا إيه يا أما؟
دهبية :  اللي يريحك يا ولدي.
يعقوب: تقومي بالسلامة إن شاء الله يا بتي. هنندلوا نتغدى. هتندل معانا يا عيسى، ولا هتاكل مع مراتك؟
عيسى: هاكل هنا.
يعقوب: براحتك يا ولدي. أمال خيك يونس فين؟
عيسى: يونس نعسان، جال صحوني على الغدا.
يعقوب: ابجي صحي خيك يا فريدة.
فريدة: حاضر يا أبوي.
(تذهب فريدة لتوقظ يونس، وبالفعل يستيقظ يونس ويتناول الجميع الغداء.)
بعد الغداء، قال يونس:
يونس: أنا هاخد الفرس وأتمشى شوية. عيزنش حاجة مني؟
دهبية: سلامتك يا غالي.
(يذهب يونس إلى الإسطبل ويأخذ فرسته المحببة إليه، عزيزة، ويخرج بها.)
________________________________________
وفي منزل عياد، كانت غنوة تنهي أعمالها المنزلية.
غنوة: أنا خلصت يا أما كل حاجة. ممكن بقى أروح أجعد مع رجيه شوية؟
فايزة: روحي، وخدي معاكي كام رغيف وحِتّتين جبن قديم. مساكين غلابة.
غنوة: ما كلنا غلابة يا أما.
فايزة: صح يا بتي، بس البركة في أبوكي وخواتك. هما مساكين، ما عندهمش حد يجري عليهم. معاش عمك عبدالسلام قليل، يادوب معيشهم على الكَدّ.
غنوة: حاضر يا أما.
(تذهب غنوة في طريقها إلى بيت رقيه، لكنها تقول لنفسها):
غنوة (لنفسها): هروح أجيب لبان وحاجة ساقعة. معايا ميت جنيه، أبوي اداهالي من ورا أمي.
(تذهب إلى البقال لتشتري اللبان والحاجة الساقعة، وتمشي في طريقها. فجأة تسمع صوت صهيل خيل):
غنوة: الله، أنا بحب الخيل جوي.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
(تنظر خلفها وهي تفتح اللبان، فيسقط وشاحها عن شعرها. يراها يونس من قريب، فيندهش ويقول لنفسه):
يونس (في سره): سبحان الله...
غنوة: انت متنح كده ليه يا جدع؟ انت مين؟ كأنك غريب عن البلد. ولو غريب، جاي منين؟ وواد مين انت؟ انطج!
يونس (بضحك): إيه كل ده؟ حيلك حيلك، رغّاية جوي انتي وسؤالاتك كتير. مالك انتي أنا مين ولا منين؟
غنوة (بتحدي): بجولك إيه يا جدع؟ انت روح، كأنك رايح.
يضحك لها يونس 
غنوهذ: بتضحك ليه؟ مجنون انت اياك ؟
يونس: يا بت بس لسانك طويل جوي. ليه كده؟ وبت مين انتي؟
غنوة: ما تعرفنيش؟ أنا غنوة بت عياد أبوسويلم. مين انت بجى يا حضرة المحقق؟
يونس: أنا يونس، يونس الهلالي.
غنوة: انت واد الحج يعقوب، وأخو عم عيسى وفريدة؟ على فكرة، فريدة خيتك صاحبتي. بس انت بردك كأنك مجاعدش هنا على طول.
يونس: شكلي هجعد يا صبيه.
غنوة (بعصبية): اللهم طولك يا روح. اسمي غنوة، ووسع بجى خليني أمشي. جال صبيه جال!
يونس (يضحك): جميلة وغلباوية.
غنوة: له ومجنونة. وممكن أحدفك بالطوب. مش عشان واد الحج يعقوب تضايج الخلج!
يونس (مستمتع): عن إذنك يا صبيه.
غنوة (في نفسها): يا أبوي، يا أنا! يا أما، الواد جمر جوي. يخرب بيت أبوه...
لتقول غنوه: يا مري ، الإشارب وجع من على راسي. زمان الناس بيجولوا عليا مهبّلة.
لتأخذ الوشاح من الأرض وتذهب إلى منزلهم.
فايزة: حالًا روحتي لرُقيّة وجيتي؟ وجايبة الحاجة معاكي تاني ليه؟
غنوه بسرحان: ايه بتجولي حاجة يا أما؟
فايزة: بت؟ إنتي مالك، فيكي إيه؟
لتتذكر غنوه ما حدث وتقول: معلش يا أما، أصل وأنا رايحة عند رُقيّة جوم راسي وجعني جوي وحسيت حالي مصدّعة، فجولت أعاود تاني.
فايزة: جُلتلك كذا مرّة لما تتسبّحي، تنامي على طول. إنتي اتسبّحتي وجعدتي في الهوا؟ خشي ريحي على مغليلك ورج جوافة عشان البرد.
غنوه: أنا معنديش برد، بجولك مصدّعة.
فايزة: ما هو البرد هييجيكي، حتى وشك محمرّ. تعالي كده... وه يا بتي، جتّتك جايدة نار. يا أبويا، لو تسمعي الكلام! دايمًا عاملة زي الشريك المخالف. خشي ارجدي على سريرك على مغليلك، وأنا هأعملك ورج الجوافة وأسلقلك فروجة تشربي شُربتها.
غنوه: إيه كل ديتي يا أمي؟
فايزة: اسمعي الكلام يا بتي، متوجعيش جلبي.
لتدخل غنوه غرفتها وتجد تليفونها يرن باسم فريده.
غنوه: أيوه يا فريده، عاملة إيه؟
فريده: زينة، الحمد لله. ممكن أسألك سؤال؟
غنوه: اسألي.
فريده: فين محمد؟ من الصبح برن عليه ومش بيرد عليا.
غنوه: وإنتي عاوزة محمد أخويا ليه؟
فريده: بعدين، بعدين، بس طمنيني عليه.
غنوه: محمد أخويا مش هنا، ده راح يساعد عم شعيب في أرضه.
فريده: يعني هو بخير؟
غنوه: آه، بخير. فهميني بجى فيه إيه بينك وبين محمد خيي؟
لتدخل فايزه الغرفة على غنوه.
فايزه: بتتحددتي مع مين؟ وإيه اللي مشجلب حالك كده؟
غنوه: ديه فريده يا أمي، بنت الحج يعقوب.
فايزه: بس أنا سامعاكي بتجولي محمد.
غنوه: آه، آه، بجول على الغنيوة بتاعت محمد منير. أصل فريده بتسألني على اسم الغنيوة بتاعت الفرح وبتسأل بتاعت مين، فجولت لها محمد منير.
فايزه: رايجين إنتو جوي! بتتصل بيكي عشان تسألك على الغنيوة؟ بنت فاضية والله.
غنوه: خلاص بجى يا أمي، خليني أكلم البت.
فايزه: طيب، اشربي ورج الجوافة، يدفي صدرك. وأنا هأعملك أتاره شوربة فروج عشان تروجي.
غنوه: حاضر، وهدفي نفسي. خلاص بجى يا أمي.
فايزة: خايفة عليكي يا نضري.
غنوه: ربنا يخليكي ليا يا أمي. عن إذنك بجى، أشوف البت اللي على التلفون.
لتخرج فايزة من الغرفة.
غنوه: لمؤاخذة، أمي بتحبنا زيادة عن اللزوم. جوليلي بجى يا فريده، إيه حكايتك مع محمد أخوي؟
فريده: فيكي من يكتم السر؟
غنوه: فِبير، بس جوليلي.
فريده: أصل أنا ومحمد يعني بنحب بعض ومتفقين على الجواز.
غنوه: كيف يعني؟ إحنا فين وإنتو فين؟
فريده: محمد زينة شباب البلد.
غنوه: أجولك الحديت مينفعش في التلفون. تعالي اجعدي معايا شويه، وبالمرّة تشوفي حماده.
فريده: هجول لأمي وأجيلك.
غنوه: وأمك هتوافق؟
فريده: ومتوافجش ليه؟ دي أمي بتعزكم جوي وبتجول عليكم كلكم مؤدبين. وبعدين محمد صاحب عيسى أخوي وعالطول جاعد حدانا.
غنوه: ماشي. جوليلي وتعالي.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وبالفعل نزلت فريدة إلى والدتها وأخذت منها الإذن، وعندما خرجت من المنزل قابلت يونس، أخاها امامها.
يونس: يونس، على فين يا فرفورة؟
فريدة: هروح أجعد مع البت غنوة شوية عشان زهجانه.
يونس: هو انتي متعودة تروحيلها على طول؟
فريدة: له أول مرة أروح لها، أصل أنا خدت رجمها في الفرح وجولنا نبقى نودوا بعضينا.
يونس: متمعلي خدمة لأخوكي حبيبك وخليها تيجي هنا في يوم ونركب خيل سوا.
فريدة: بس يمكن متوافجش، أجولك ممكن أجولها تجيب محمد أخوها معاها كده هيا توافج.
يونس: تمام.
فريدة: أفهم بجى فيه إيه؟
يونس: الصراحة أصل أنا قابلتها واتكلمنا سوا.
فريدة: يعني كنتوا متواعدين؟
يونس: يا متخلفة، لا طبعًا. أنا وهي اتقابلنا صدفة وهي عرفتني بنفسها وأنا عرفتها بنفسي.
فريدة: أممم طيب ده باين هيبجى فيه جصة وحدوتة.
يونس: أخلصي يا فريدة ومتحكيش كتير.
فريدة: وهو أنا جُلت حاجة؟
_____________________________________
(في منزل رقية)
 كان دياب جالسًا مع رقية، التي لم تكن ترحب به إطلاقًا.
دياب: إيه يا رجيه، مجبتيش الجلاليب ليه؟
رقية: بلويه بوذ، العبايات اللي عجبتني الواحدة بستميت جنيه يعني تمن الواحدة أكتر من اللي انت عطيتهوني.
دياب: معلش كنتي نجيتي حاجة مهاودة على كدنا.
رقية: يعني عاوزني ألبس خَلَج عفش، متجيب ألف جنيه من اللي معاك عشان أجيب حاجة عليها القيمة.
دياب: والله أديتهم لأبوي يسدوا من اللي علينا.
رقية: خلاص خليني أنا جاعدة بالجديم. آه، صح. التلفون بتاعي خرب خالص، ابقى خده صلحه، كتر خيره. شاشته مكسورة ولزقاه بلزق أهو، خلاص خرس.
دياب: هاتيه، أبقى أصلحه عند روماني.
أم رقية: أبقى هات لها واحد غيره يا دياب.
دياب: والله يا خاله لو في مش هعز عنها، أنا نفسي أجيب لها الدنيا بحالها بس العين بصيرة واليد قصيرة.
أم رقية: بجولك إحنا بكرة رايحين مشوار واحدة قريبتي بعافية، وهاخد رجيه معايا.
دياب: وأنا هطمن عليها كيف؟
أم رقية: ماهي معايا يا ولدي يعني هيجرالها إيه؟
دياب: طيب بس أبقوا طمنوني.
تتصل غنوة بدياب أثناء جلوسه في المنزل:
دياب: خير يا خيتي، عاوزه حاجة؟
غنوة: انت عند رقية ولا مشيت؟
دياب: له لسه جاعد.
غنوة: أصلي برن عليها، تلفونها مجفول.
دياب: خرب، تلفونها خرب، عاوزاها ف حاجة؟
غنوة: أه، فريدة بت الحج عجوب جاية تجعد معايا وجُلت رقية تاجي تجعد معانا.
دياب: طيب اجفلي انتي، ولو رقية هتاجيكي هجيبها وأجيلك.
بعد انتهاء المكالمة، يسأل دياب رقية:
دياب: تروحي عندينا تجعدي مع غنوة والست فريدة بت الحج عجوب؟
رقية نظرت إلى أمها التي بادرت بالرد:
أم رقية: وماله يابتي روحي اجعدي مع البنته شوية غيري جو، بس ادخلي غيري والبسي حاجة عليها القيمة.
رقية: حاضر.
دخلت رقية لتبديل ملابسها، وتبعتها أمها إلى الغرفة وقالت لها بنبرة منخفضة:
أم رقية: اهي جاتك على الطبطاب، اجعدي مع فريدة وأبقى اعرفي منها كل حاجة عن مندوح.
أم رقية: أه واسمعي كماني، عاوزاكي تتصاحبي عليها عشان تجدري تدخلي وتطلعي عنديهم وكلهم يحبوكي، خليكي رشجة في الحديت معاها.
تاخدي وتدي كده وخليها تحبك.
رقية: حاضر يا أما.
لتخرج رقية من غرفتها.
دياب: انتي هتطلعي كده؟
رقية: وفيها إيه يعني؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
دياب: غطي شعرك، باين كله.
رقية: طيب هغطيه.
دياب: تعالي أوصلك البيت عندينا.
وتذهب رقية إلى منزل غنوة لتجد غنوة ومعها فريدة.
رقية: ليكي بدري جاية يا فريدة؟
فريدة: له بجالي خمس دقايق.
غنوة: تشربوا إيه يا بنات؟
فريدة: له متتعبيش نفسك، أنا جاية أجعد معاكي وشبعانة أكل وشرب.
لتضحك غنوة: تجعدي معايا وله تطمني على محمد؟
فريدة: وبعدين معاكي بقى؟
رقية: أفهم بجى فيه إيه؟
غنوة: أصل فريدة باينلها هتبقى سلفتك.
رقية: كيف يعني؟
غنوة: غبية جوي انتي، محمد وفريدة بيحبوا بعض.
رقية بخبث: آه، قلتيلي، وإيه كمان؟
فريدة: خدو بجى التجيلة.
رقية: هو فيه أتجل من كده؟
فريدة: آه، يونس أخوي معجب بغنوة.
غنوة بكسوف: كلام إيه اللي بتجوليه ده يا فريدة؟
فريدة: بأمارة لما الإشارب وجع من عليكي في الطريق.
رقية: قولي بجى حصل ميته ده، بجيتي تدسي مني أخبارك وأنا بقولك على كل حاجة.
غنوة: أخبار إيه انتي كمان؟ ده أنا كنت رايحة ليكي في الطريق وجابلته صدفة.
وحكت لهم غنوة على اللي حصل.
رقية بلؤم: وإيه أخبار صدفة مرات أستاذ مندوح خيكِ؟
غنوة: واش عجب صدفة يعني؟
رقية: عشان متواضعة ونفسها مش كبيرة، لمؤاخذة، زي مرات الحج عيسى.
فريدة: صح كلامك يا رقية، بس يا عيني ملهاش حظ ولا بخت، مندوح أخوي على طول مشندل عيشتها ومنكد عليها، وتملي محاربها.
غنوة: ليه بس؟ ديه حتى طيبة.
فريدة: بصراحة هي مش واخدة بالها من نفسها خالص، ودائمًا مهملة في نفسها وفي أخوي، وشكله كده زهج منها.
رقية: بس يعني الله أكبر، انتم عندكم خدم كتير جوي، ليه تخدم هي؟
غنوة: يابت، هتحسدي الناس، صلي على النبي في قلبك.
البنات: عليه الصلاة والسلام.
رقية: ما أنا قلت الله أكبر.
لتضحك فريدة: مفيش حسد ولا حاجة.
رقية: قالولك عليا حسادة وعيني عفشة يا ست غنوة؟
فريدة: غنوة بتضحك معاكي يا رقية، فيه إيه . أجولكم تيجوا نروح بيتنا ونركب خيل؟
غنوة: أمي مش هتوافج.
فريدة: أنا هجنعها.
رقية: وأنا هروح معاكي.
غنوة: طيب، ودياب هيقول إيه؟
رقية: ودياب هيقول إيه يعني؟ ما احنا رايحين مع فريدة أهو، بنتة في بعضينا.
غنوة: خلاص يبقى مش هنجوله هنركب خيل عشان محدش يزعل مننا.
فريدة: خلاص، هنجوله هنتمشى في جنينة الفاكهة بتاعتنا.
رقية: والله برافو عليكي يا بت يا فريدة.
فريدة: بس أوعوا لو جابلتوا صدفة واحدة منكم تجولها إننا جبنا سيرتها.
غنوة: له طبعًا، أحسن تزعل منيكي، ربنا يهديلها سرها ويهدي جوزها عليها.
فريدة: اللهم آمين.
وبالفعل تخرج غنوة من الغرفة ومعها فريدة.
فريدة: لو سمحتي يا خالة، ممكن غنوة تيجي معايا حدانا، نقعد في جنينة الفاكهة بتاعتنا؟
فايزة: بس يا بتي، أبوها يمكن ميرضاش هو ولا إخوتها.
فريدة: ما أنا جيت حدّاكم أهو، ولا أنا عفشة أجي عنديكم وغنوة متيجيش عندنا؟
رقية: وافقي بقى يا خالة، أنا كمان هروح معاهم.
فايزة: خدي إذن أمك وخطيبك.
رقية: حاضر يا خالة.
فريدة: ها يا خالة، موافقة؟
فايزة: اصبري كده شوي، عمك عياد ومحمد جايين ودياب طلع على السطح، اركبي يا رقية نادميه.
لتصعد رقية إلى سطح المنزل.
دياب: تعالي يا غالية، أوريكي أوضتنا اللي هنتجوز فيها.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
لتنظر رقية وتجد غرفة صغيرة جدًا ومبنية بالطوب اللبن.
رقية بدون نفس: آه، حلوة زينة.
دياب: هي على قد الحال، صح؟ لكن هتلمنا.
رقية: أنا طلعت عشان أقولك بعد إذنك يعني، إحنا هنروح مع فريدة بيتهم نتفرج على جنينة الفاكهة بتاعتهم.
دياب: انتي رايدة تروحي؟
رقية: نفسي أتفرج عليها.
دياب: يعني منفسكيش يبقى عندك جنينة زي فريدة وبيت زي بيتهم اللي عامل زي الجصر؟
رقية بخبث: له طبعًا، أوضتنا دي هي الجنة بتاعتنا، بس أنا نفسي أتفرج على الجنينة بس عشان بيجولوا زارعين فيها فاكهة غريبة كتير.
دياب: خلاص، روحوا، بس متأخروش.
رقية: حاضر، وإحنا في الطريق هنعدي على أمي نعرفها.
وفي الطريق:
وفعلاً البنات بيخرجوا عشان يروحوا عند بيت فريدة.
رقية: استنوا هنا يا بنات عشان آخد إذن أمي.
وتدخل رقية لتبلغ أمها أنها ستذهب مع فريدة إلى منزلهم.
لتفرح أم رقية جدًا.
أمها: اسمعي الحديت زين، تقعدي عاقلة ومؤدبة، وتحاولي تصاحبي صدفة، وتاخدي رجمها عشان هي اللي هتعرفك كل حاجة عن مندوح. ولو شفتي إنعام، اقعدي، وقولي لها إنها جميلة جوي، وإنها ست البلد كلها، عشان تحبك. وخدي الحجة دهبية تحت باطك، ويا سلام كمان لو تعرفي تخلي عويلات مندوح يحبوكي.
رقية: يا سلام! كل ده يحصل في الهبابة اللي هجعدهم هناك؟
أمها: حاولي يا رقية، مش هتخسري حاجة.
رقية: حاضر، هروح أنا بقى، البنات واقفين برا.
أمها: روحي يا بتي، ربنا يحبب فيكي خلقه يا رب، وتبقي مقبولة عند العبد وعند الرب، يا بتي بطني.
______________________________________
في بيت الحاج يعقوب:
تظهر إنعام متعبة وتتحدث بصوت ممثل التعب.
إنعام: يا صدفة... يا صدفة...
صدفة: نعميني.
إنعام: جعانة جوي وهبطانة وحاسة روحي رايحة.
يدخل عيسى من الخارج ويسمع حديث زوجته.
عيسى: كده برضك يا صدفة؟ سيباها بالجوع ده؟ أنا موصِّيكي عليها.
صدفة: حجك عليَّ يا عم عيسى، بس أصلك...
دهبية: تقاطعهما أنا اللي جُلت لها متجبش حاجة لمرتك، الخدامين موجودين، يا تخدم حالها، يا تروح حدا أمها.
يظهر الغضب على وجه عيسى.
عيسى: كتر خيرك يا أما.
إنعام: بتمثيل أنا بس كنت عشمانة في صدفة، هي كيف خيتي؟
عيسى: خلاص يا بت الناس، جهزي حالك، هتروحي تجعدي حدا أمك كام يوم.
تدخل فريدة بوجه مبتسم.
فريدة: متجمعين عند النبي إن شاء الله، الكل.
عيسى: كنتي فين؟
فريدة: كنت عند غنوة بنت عم عياد.
عيسى: آه، أخت محمد ودياب؟
فريدة: آه، وجبتها معايا هي والعروسة، واقفين برا، هروح أجيبهم يسلموا عليكم.
إنعام: خلاص يا عيسى، أنا هأجعد وأبقى أروح حدا أمي لما يمشوا. مناقصينش حد يجيب في سيرتنا.
دهبية: روحي هاتيهم يا بتي، عيب يوجفوا برا.
في مدخل البيت:
تدخل فريدة البنات إلى البيت، وتنظر رقية بإعجاب إلى المكان.
رقية في نفسها: أدي البيوت ولا بلاش، مش العشة بتاعة دياب اللي مفكر نفسه بنى لي قصر. يا سلام لو اتجوزت مندوح وعشت هنا، وأبقى ست البيت كله.
فريدة: رقية، روحتي فين؟ تعالي سلَّمي على أمي وحريم إخواتي.
رقية: لمؤاخذة، أصلي اتاخدت شوية.
تُسلِّم رقية وغنوة على الحجة دهبية.
دهبية: صلاة النبي، بلدنا فيها بنات حلوة كده؟
إنعام: ليه؟ هو أنا عفشة ولا إيه؟
ينزل ممدوح من شقته فيتفاجأ بوجود رقية في المنزل.
ممدوح في نفسه: إيه اللي جابها هنا دي؟ تكونش جاية تشتكي لأمي مني؟ معقول؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ينزل ممدوح من شقته فيتفاجأ بوجود رقية في المنزل.
ممدوح في نفسه: إيه اللي جابها هنا دي؟ تكونش جاية تشتكي لأمي مني؟ معقول؟ انزل اشوف في ايه احسن. (ينزل ممدوح)
الحجة دهبية: تعالي يا مندوح، سلم على البنته الجُمرات دوله، تلجاك متعرفش هما مين
ممدوح: لا يا أما، معرفهمش.
دهبية: غنوه، بت الحج عياد أبو سويلم، خيت محمد ودياب. وديه رُجيه، بت المرحوم عبدالسلام، وتبجى عروسة دياب.
ممدوح: مرحبًا، أهلًا بيكم، نورتوا البيت.
صدفه: ايه يا مندوح، جاعد ولا رايح بكان؟
ممدوح: جاعد، اطلعي هاتي العويلات يسلمو على ضيوفنا.
إنعام: خبر ايه يا مندوح؟ مشايفينكش اياك!
ممدوح: لمؤاخذه يا مرت أخوي، أصلك مش بعاده تجعدي هنا على طول، جاعده ف شجتك، تجوليش خايفه على الكنز ياخدوه منيكي؟
(تضحك رقيه فجأة، تحاول كتم ضحكتها)
دهبية: اضحكي يابتي، ربنا يحلي أيامكم.
إنعام: (بغضب) طب، عاوزين حاجه مني؟ هطلع اريح. (ثم تقول بتضايق) أمانه يا عيسى، ابجى خلي صدفه تعملي كوبايه شاي، راسي وجعاني.
عيسى: (بلهفة) اسم الله عليكي يا حبيبتي، بس الشاي غلط عليكي عشان الحبل، اجولك هخليها تعملك عصير جوافه وتحطلك عليه لبن عشان عجوب الصغير يتغذى.
إنعام: اللي تشوفه، عن ازنكم. (تنظر لممدوح، وممدوح لا يعلق)
دهبية: يا فريده، خدي صحباتك فرجيهم على الجنينه.
فريده: بعد إذن خواتي، ينفع نركب خيل؟
عيسى: وهيعرفو البنته يركبو خيل؟
فريده: يونس أخوي هيبجى معانا.
ممدوح: وأنا هجيب عجوب ولدي ونركب خيل معاكم.
(تنظر له والدته بتساؤل)
دهبية: من ميته يعني؟
ممدوح: من ميته ايه يا أما؟
دهبية: له ولا حاجه، ربنا يهديك يا ولدي.
عيسى: عوزاش حاجه مني يا أما؟
دهبية: أعوذك بخير يا ولدي، على فين؟
عيسى: أبوي جاعد مع التجار، هروح اجعد معاهم وابجى جار أبوي.
دهبية: بس ديه شغله مندوح.
ممدوح: خلي عيسى يروح، أنا جسمي واجعني، وبعدين إحنا التنين واحد يا أما.
دهبية: ربنا يخليكم لبعض يا ولدي.
(يضع عيسى عباءته على كتفه ويخرج، ثم تنزل صدفه ومعها يعقوب ولدها لتعطيه لوالده، ويأخذ ممدوح ولده ويذهب إلى اسطبل الخيل، ليجد يونس يتحدث مع البنات.)
ممدوح: ايه يا يونس، رحبت بضيوفنا؟
يونس: أصحاب فريده مش ضيوف، دول أصحاب بيت.
(يضحك ممدوح ويقول)
ممدوح: خد عجوب الصغير، ركبه الفرسه.
يونس: بس كده؟ عنينا ليعجوب باشا.
فريده: تعالي يا غنوه، أفرجك على الفرسه بتاعتي، أخوي يونس مسميها فريده على اسمي.
غنوه: بجد؟ فرسه اسمها فريده؟
يونس: استنوا، أنا جاي معاكم، عشان الفرسه بقالها كتير محدش خرجها من مكانها، فممكن تضايق من وجودكم، لكن أنا من وقت ما جيت وأنا باخد بالي منها.
(يذهب يونس هو والبنات إلى مكان الأحصنة، ويتركون ممدوح ورقيه وحدهم.)
ممدوح: معجول يا أبوي، أشوف الجُمر مرتين النهارده؟ كان أمي دعيالي يا جُمر انتي؟
رقيه: ده خيتك وغنوه جالولي تعالي معانا، والصراحة أنا جولت فرصه أشوفك. انت متعرفش من وجت ما ريتك حصلي ايه؟ خليتني نفسي أشوفك على طول.
ممدوح: يا أبوي، يا أما، يا أنا، على الكلام الزين اللي يشجلب العجل!
(تضحك رقيه بخفة)
رقيه: اسم الله عليك، من شجلبه العجل يا سيد الرجاله كلهم.
ممدوح: يا بت الإيه، عملتي فيا ايه؟
رقيه: ده أنا أغلب من الغلب نفسه، عملت ايه أنا بس؟
ممدوح: عجبك البيت؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
رقيه: آه، جميل جوي، بس اسمحلي يعني، اجولك حاجه؟
ممدوح: جوللي يا جُمر.
رقيه: الصراحه يعني، مرتك... يعني لبسها ظبط جوي، ومش لايجه عليك. حجك عليّ، أنا بجول اللي شُفته.
ممدوح: ديه همي التقيل، وعاراني وسط الناس.
رقيه: المفروض مرتك تبجر دايمًا على سِنجه عشرة، وكل الناس تحلف بجمالها.
ممدوح: ما أنا خلاص لجيتها، وهخليها ست الكُفر كله.
رقيه: (بلؤم) ربنا يوفجك، تلجاها بت عُمده ولا بت تاجر كبير؟
ممدوح: له.
رقيه: أمال مين؟
ممدوح: تبجى انتي يا جُمر، بس بكره لما نتجابلو، هفهمك كل حاجه.
رقيه: (بذهول) انت متوكد من حديتك ديتي؟
ممدوح: جُولنا، بكره افهمك.
(يتركها ممدوح ويذهب، وتظل رقيه واقفه تفكر في كلامه، ثم ننتقل إلى مكان يونس وغنوه مع الأحصنة.)
يونس: متاخدي عجوب يا فريده، وخلي عنديكي دم.
فريده: بس كده؟ انت تؤمر.
(تأخذ فريده يعقوب وتذهب عند باقي الخيل.)
يونس (لغنوه): بتعرفي تركبي خيل؟
غنوه: آه طبعًا بعرف، وممكن أسبجك كمان!
يونس: يا أبوي على الغرور!
غنوه: مش غرور ولا حاجه، ديه ثجه بالنفس.
يونس: تاجي نتسابجو؟
غنوه: ولو كسبتك؟
يونس: تغنيلي غنوه.
غنوه: أنا اللي هبجى كسبانه!
يونس: كسبتي ولا خسرتي، هتغني.
غنوه: يا سلام!
يونس: هو كده.
غنوه: وأنا موافجه.
يونس: حد جالك جبل سابج انك جميله جوي؟
غنوه: (بكسوف) حدش يجدر يجُوللي كده.
يونس: طب، أنا بجُولك... إنك جميله جوي، ودخلتي جلبي وجعدتي فيه.
غنوه: ده باين جعدتك في مصر علمتك جله الحيا.
يونس: بقولك أنا معجب بيكي ودخلتي جلبي، تجوليلي جله حيا؟
غنوه: ياك مفكر حالك أول ما تجولي كده هوجع من الفرحه؟ يكون في علمك، أنا بت ناس، صحيح إحنا فُجرا، لكن ناسي مربيني جوي. يعني أنا مش من البنته الخفيفه اللي توجعها بالكلام المزوج؟
يونس: أنا بقولك إحساسي من أول ما سمعت صوتك وانتي بتغني في أرض شعيب، الصوت خدني، قلبي طار، والصوت لمس إحساسي. وكمان سمعتك وانتي بتغني في خطوبه أخوكي، وأول ما شوفتك خدتي قلبي. إيه، متعرفيش الحب من أول نظره؟ أنا بقى عشقت صوتك.
غنوه: بجولك إيه، بلا حب بلا كلام روايات.
يونس: انتي بتقري روايات؟
غنوه: آه طبعًا. يكون في علمك، أنا بعد ما خلصت الثانوي وظروفنا ماكنتش تسمح إني أدخل الجامعه، ثقفت نفسي بنفسي، وقريت في كل المجالات، وبعض السواعي بكتب شعر وبكتب خواطر.
يونس: وكمان بتحبي الكينج منير وحافظه كل أغانيه؟
غنوه: أيوه.
يونس: طب غنيلي غنوه ؟
غنوه: بعد المسابقه.
يونس: طب غنوه صغيره؟
غنوه: حاضر.
(تبدأ غنوه بالغناء بصوت دافئ مليء بالإحساس)
غنوه:
يا بنت يا أم المريله كحلي
يا شمس هاله وطاله من الكوله
لو جُولت عنك في الغزل جوله
ممنوع عليا وله مسموحلي؟
أنا أحب أجول الشعر في الحلوين
والحلو أجوله يا حلو في عيونه
ولو ابتديت بشفايفك النونو
ميكفنيش فيهم سبع دواوين!
غنوه: كفايه كده.
يونس: الله عليكي! والله، أنا عشقتك يا سمرا، يا بنت بلدي، يا زينه!
غنوه: فيش غنوه بتجول كده!
يونس: ده إحساسي ناحيتك.
غنوه: أنا همشي.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
(تلتفت غنوه وتجد رجيه قادمه نحوها.)
غنوه: فين رجيه؟ بارجيه.
(يونس يحاول إيقاف غنوه قبل أن تهرب منه)
يونس: استني طيب يا مجنونه!
غنوه (بغضب): له، انت حديتك ديتي عيب! جاي من مصر تلعب ببنات الصعيد؟ له! حاسب وخلي بالك، إحنا ناكلو كبد اللي يجل أدبه علينا. بنات الصعيد يعني العزه والشرف كله!
يونس: هو حد جالك إني مش صعيدي؟ ده أنا صعيدي جوي، وأخاف على بنات بلدي، لكن اللي أحبها، أشيلها في عيوني وجلبي. يا ست البنات، يا صعيديه، يا اللي خطفتي جلب يونس الهلالي، اللي كل البنات تتمني نظره منه! اهو يونس بجى وجع فيكي انتي يا مجنونه!
(غنوه تحمر وجنتاها فجأة وتهرب من أمامه، متجهه نحو فريده.)
فريده (بتعجب): مالك يابت؟ فيكي إيه؟
غنوه (متوترة): أروح، عاوزه أروح.
(في هذه الأثناء، تقترب رقيه منهما.)
رقيه: كنتي فين؟ كنت بدور عليكي!
غنوه: يلا، نروح.
فريده: طب، مكلتوش ولا شربتو حاجه.
غنوه: له، متشكرين. يلا يا رقيه، ولا هتجعدي؟
رقيه: له، يلا بينا، بس نسلمو على الجماعه الأول.
غنوه (بضيق): جولت يلا يا زفته.
رقيه: طيب خلاص.
(تخرج الفتاتان خارج المنزل، ورقيه شاردة في كلام ممدوح، تكلم نفسها بصوت خافت.)
رقيه: معجوله العز ده كله هيبجى ليا وحدي؟
غنوه (تنتبه لشرودها): سرحانه في إيه يا رقيه؟
رقيه: له، مافيش، جوعت بس. متاجي تروحي معاي؟
غنوه: له، أنا هروح بيتنا.
رقيه: طيب ماشي.
(تصل غنوه إلى منزلها، فتجد أخيها محمد يتناول العشاء.)
غنوه: جوم يا محمد، عاوزاك.
فايزه : طاب اجعدي، كلي.
غنوه: بعدين يا أما ، عايزه محمد.
فايزه: عايزه خيكي في إيه؟ سيبيه ياكله لجمه.
غنوه (تهمس لمحمد): أصل عم عيسى كان عاوزه.
(محمد يلتقط الإشارة ويفهم أن هناك أمرًا مهمًا، فينهض.)
محمد: هجوم أكلمه وارجع أكمل.
غنوه: تعالى، كلمه فوق السطح.
فايزه: تطلعي السطوح؟ وبعدين تتعبي من البرد وتجعدي تجوليلي بطني وجعاني، راسي وجعاني؟
غنوه: خلاص، مطلعاش. تعالى في أوضتي.
(يدخل محمد معها الغرفة.)
محمد: مالك يابت؟ اللي شجلب حالك كده؟
غنوه: كلم بس فريده، طمنها عليك، وبعدين نتحددتو.
محمد: فريده؟
غنوه: خلص بجى، طمنها، البت جالتلي إنها هتتجن عليك. بطل برودك وطمنها!
محمد (يبتسم بخفه): حاضر.
غنوه: استني، حددتها من عندي، خلي عنديك مخ.
محمد: ماشي، رني انتي عليها.
(تتصل غنوه بفريدة.)
فريدة (بقلق): إيه يا غنوه؟ ليه مشيتي على طول كده؟
غنوه: خدي بس، محمد جاه أهه، كلميه.
(فريدة تفرح جدًا عند سماع صوت محمد.)
محمد: أيوه يا فريدة.
فريدة (معاتبة): كده بردك؟ تسيبني مشغوله عليك طول اليوم؟ لولاش غنوه طمنتني!
محمد: حقك عليا، سامحيني، كنت بساعد عم شعيب.
فريدة: غنوه جالتلي.
محمد:. وانتي كيف تعرفي غنوه اللي بينتنا؟
فريده : غنوه خيتك وصاحبتي، متخافش، مش هتجول لحد.
غنوه: أطرج أنا أحسن وأسيبكم تتحددتو.
_____________________________________
(في منزل رقيه)
رقيه (بحماس): يا أما، البيت هناك كبير وجميل جوي، أنا انبهرت باللي شفته!
الأم: صح يابت؟
رقيه: آه والله يا أما، وخدي المفاجأة! مندوح جاللي إنه هيتجوزني!
الأم (مندهشة): جد يا رجيه؟ جالك كده؟
رقيه (بسعادة): جد وحياتك يا أما! وجاللي لما نتجابلو هيفهمني على كل حاجه.
الأم : ربنا يجعله من حدك ومن نصيبك، يا رب.
_______________________________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
أما يونس، فكان جالسًا مع والدته يتحدث معها.
دهبية: ميته يا يونس، هتفرح جلبي وتتجوز يا ولدي وأشيل عيالك كيف عويلات مندوح، واهي إنعام كمان حبلى.
ممدوح (مبتسمًا): شكلك هتفرحي جريب جوي يا أما.
وهنا يدخل الحج يعقوب ومعه عيسى.
يعقوب: معجول اللي الحديت اللي سمعته ديتي؟ نويت تتجوز يا يونس؟
عيسى: والله باينله الفرح هيدخل بيتنا يا أولاد.
يعقوب: هي مين وبت مين؟
عيسى: أكيد بت سفير وله وزير يا أبوي، أو راجل أعمال كبير جوي، ده يونس الهلالي مش أي حد.
يونس: حيلكم حيلكم، أنا بجول بفكر بس.
دهبية: لسه هتفكر؟ ده أنا فرحت يا ولدي وجولت خلاص.
يونس: اعتبري إني لجيتها يا أما، بس اصبري شوية.
يرن هاتف يونس، فيجد أن المتصل هشام.
يونس: أهلا يا إتش، أخبارك إيه؟
هشام: يا سلام، ده انت بارد أوي يا أخي! سافرت وسيبت كل حاجة فوق دماغي، ولا حتى اتصلت ولا سألت!
يونس: معلش بقا يا صاحبي.
هشام: طيب جاي أمتى؟ الشغل متعطل.
يونس: لاء، أنا لسه قاعد شوية.
هشام: اخلص يا يونس، لو ماجيتش هاجيلك أنا.
يونس (ضاحكًا): والله فرصة لوجدع، تعالي، قضيلك يومين معانا.
هشام: ونسيب أكل عيشنا بقى ونقعد جنب بعض؟
يونس: أكل عيشنا؟ هو إحنا بنشوي درة؟ تعالي بس، وسبب الشغل لمدام نهى، هي بتمشي الشغل أحسن منك ألف مرة.
هشام: كده برضه؟ تاخدني لحم وترميني عضم؟
يونس: يخرب عقلك يا ابني، اعقل شوية.
يسمع يونس صوت ضحكة رقيعة.
يونس: انت فين يا هشام؟
هشام (مترددًا): أنا... أنا...
يونس: بقول فينك يا حيوان؟
هشام: ده أنا بكشف وبعمل علاج طبيعي.
يونس: انت مش هتتلم يا كلب وتحترم نفسك؟
هشام: وهو أنا عملت حاجة؟ بقولك علاج طبيعي!
يونس: طيب يا هشام، تعالي انت بس بكره، وأنا هعالجك كويس.
هشام: لا خلاص، أنا حرمت وتوبت على إيدك، آخر مرة كسرتلي رجلي.
يونس (ضاحكًا): عشان تحترم نفسك وتبطل رمرمة.
يغلق يونس الهاتف مع هشام، بينما يصعد عيسى إلى شقته ليجد إنعام تمثل التعب والزعل.
يونس: مالك يا نعومة جلبي؟
إنعام (متضايقة): يعني عاجبك عمايل أمك وكلامها الماسخ معاي؟
عيسى: متاخديش عليها، مرا كبيرة.
إنعام (بحدة): يا سلام! تقوم تقول على البنتة العفشين دوله، جال بلدنا فيها بنات حلوين له، وكمان تقول صدفة مش هتخدم حد! كأنها مفرحناش بولدنا اللي جاي! أنا خايفة يسجطوني.
عيسى (مستغربًا): اتجنيتي ياك يا إنعام؟ إيه حديتك الماسخ ديتي؟ ده أمي أكتر واحدة فرحانة لحبلك.
إنعام: مش قصدي... ما هي مش طايجاني أهيه، صح؟ خد العصير، اشربه وبل ريجك.
عيسى (مبتسمًا): ما انتي بجالك يومين ناسياني يا نعومتي.
يشرب عيسى العصير، ثم يدخل السرير لينام، لكن فجأة يشعر بشيء تحت المخدة، فيضع يده ليجد عملاً سحريًا.
عيسى (مصدومًا): إيه ده يا إنعام؟!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
عيسى (مصدومًا): إيه ده يا إنعام؟!
عيسى (بغضب): إيه اللي تحت المخدة ديتي؟
إنعام (بلجلجة): أصل...
عيسى: عاملالي عمل يا إنعام وحطاه تحت المخدة؟!
إنعام (بتمثيل البكاء): له عمل إيه؟! أنا بردك بتاعت عملات؟! أنا معرفش جاه منين، وحدش بيدخل هنا غير صدفة، وأنا مبتحركش من مكاني.
عيسى (بصدمة): يبجى صدفة اللي عاملاه وحطته هنا؟
إنعام: مش جولتلك عاوزين يسجطوني؟ مصدجتش! آه طبعًا، صدفة عملت كده عشان محدش يشارك عيالها في العز ديتي كله.
يصدقها عيسى وينزل إلى الأسفل غاضبًا، وينادي بصوت عالٍ على أهل المنزل.
عيسى (منفعلًا): انزلوا كلكم! تعالوا شوفوا اللي عاملة حالها غلبانة وطيبة وبتخدم الكل! عملت عمل لمرتي، عاوزه تسجطها!
ينزل الجميع إلى الأسفل بسرعة.
يعقوب (بقلق): فيه إيه؟ مالك؟ جرصتك حيه؟
عيسى (بغضب): آه، جرصتني حيه، والحيه تبجى الست صدفة، مرت ولدك!
صدفة (مصدومة): عملت إيه أنا بس؟
عيسى (بصوت مرتفع): معرفاش! عملتي عمل لإنعام عشان تسجط، ودستيه تحت المخدة! يا فجرك يا بت! صحيح إنك فاجرة وعينك غليضة!
دهبية (باندهاش): إيه الحديت ديتي يا ولدي؟!
في هذه الأثناء، تتصل إنعام بالخادمة عنايات، وتطلب منها أن تشهد بأن صدفة أرسلتها إلى الدجال لتحضر العمل الذي وُجد تحت المخدة.
عنايات (بتوتر): أخاف يا ست إنعام...
إنعام (بتهديد): هديكي خمسة آلاف جنيه، ولو مجولتيش، هجول إنك انتي اللي عملتي العمل، واخلي عيسى يحبسك ويجطع من جسمك!
عنايات: له، حاضر حاضر.
إنعام: تخشي وسطيهم، وتجولي: "أنا أشهد بالحج، وتروحي جايله كل اللي جولتهولك"، فاهمة ولا له؟
عنايات: فاهمة، فاهمة.
في هذه الأثناء، كان يعقوب يتحدث مع عيسى بغضب.
يعقوب (منفعلًا): اتحددت مع مرت خيك حديت محترم؟ متنساش إنها بت خالك، ورباية أمك، يعني انت كده بتغلط في أمك!
الخادمة عنايات (مقاطعة): بعد إذنكم يا بهوات، عاوزة أجول حاجة. الست صدفة بعتتني للشيخ، وادتني طرحة من حدا الست إنعام، وادتني فلوس كتيرة، وجالتلي: "روحي وديهم للشيخ، وهاتي الحاجة اللي هيديها لك، وتعالي، وأوعاكي تخبري حد!"
صدفة (تصرخ بغضب): كدابة! وحياة عيالي كدابة! حسبي الله ونعم الوكيل فيكي!
ممدوح (بصوت غاضب): انتي عملتي كده يا حجودة؟! يا غلاوية؟ معيزااش خيي يفرح بخلف مرته؟
دهبية (بانفعال): البت ديه كدابة!
عنايات: له، أنا ممكن أحددت الشيخ، وتسألوه براحتكم.
كانت إنعام قد جهزت كل شيء مسبقًا، فأعطت عنايات رقم الشيخ، وقالت لها: "أنا هخبر الشيخ، وهبعتلك رجمة، واتفج معاه يرد عليكي ويجول إيه."
ممدوح: اتصلي يابت انتي بالشيخ ديتي!
وبالفعل، تتصل عنايات بالدجال، ليأخذ ممدوح التليفون، ويفتح السماعة الخارجية.
الشيخ (على الهاتف): بت يا عنايات! كويس إنك اتصلتي! جولي لستك صدفة، العمل بتاع جوزها وحماها وحماتها جاهز! وكمان وجف الحال بتاع الأستاذ يونس! وكماني إنعام هتسجط النهارده، وهياجيها نزيف!
الكل كان في ذهول تام...
في التوقيت ده، إنعام كانت مرتبة كل حاجة، وكانت مخبية دجاجة، وذبحتها، وغرقت نفسها وملابسها بالدم. فجأة، صرخت بعد ما حدفت الدجاجة بعيد، ليسمع كل من في المنزل صوت صراخها.
عيسى طلع السلم مسرعًا، وهو مذهول من المنظر.
عيسى (بقلق): إنعام! مالك يا إنعام؟!
إنعام (بتمثيل وإعياء مصطنع): إلحقني يا عيسى، بسجّط ولدنا! جولتلك هيسجّطوني، مصدّجتش!
ممدوح على طول اتصل بالدكتورة، اللي هي قريبة الدجال، والدجال كان فاهِمها كل حاجة.
ممدوح (بانفعال): إلحقينا يا دكتورة! مرت أخوي بتسقط، إلحقينا بسرعة!
عيسى (يصرخ): والله لو مرتي وولدي جرالهم حاجة، ما رحمك يا صدفة!
صدفة كانت بتبكي، وتحلف بولادها إنها عمرها ما تعمل كده، وإنها كانت فرحانة إن عيالها هيجيهم ابن عم.
صدفة (تبكي بانهيار): والله العظيم ما عملتش حاجة!
إنعام (بتمثيل واستفزاز): حرام عليكي يا صدفة، ليه تعملي فيّا كده؟ ليه تحرميني من ولدي، وتعملي لنا عملات، وتأذي الكل؟
ممدوح: تاجي بس الدكتورة، وبعدها يحلها الحلال!
بعد دقائق، وصلت الدكتورة، وقالت للجميع:
الدكتورة: لو سمحتم، كلكم برا، عشان أكشف على المريضة.
وبالفعل، خرج الجميع من الغرفة.
دهبية (بحدة): انتي عملتي كده، صح، يا صدفة؟ انطقي بالحج!
صدفة (بانكسار): انتي تصدجي فيّا كده، يا عمتي؟
الحاج يعقوب: معيزش أسمع صوت حد، غير لما تخرج الدكتورة!
بعد عشر دقائق، خرجت الدكتورة والكل منتظر الخبر.
الدكتورة (ببرود): للأسف، فقدنا الطفل.
عيسى (مذهول): بتجولي إيه؟!
الدكتورة : المريضة أكلت أو شربت حاجة فيها برشام الستات، اللي بياخدوه عشان يسقطوا الحمل! مين المسؤول عن أكلها؟ ده كان ممكن يموتها!
عيسى : وهي زينة دلوقتي؟
الدكتورة: للأسف، حالتها الصحية مش مطمئنة، بس أنا إديتها حقنة توقف النزيف، وكويس إن ده حصل في الأول، يعني مش هنحتاج نعمل عملية تنظيف. بس خدوا بالكم منها ومن حالتها النفسية كويس.
بعدها، خرجت الدكتورة، واتصلت بالدجال.
الدكتورة: أنا كده تمام، عملت اللي عليّا.
الدجال: عدي عليا، خدي فلوسك، عشرين ألف بحالهم.
الدكتورة: قليلين!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
الدجال: ما انتي واخدة خمسين ألف قبلهم، لما جُلتِ إن إنعام حامل! تعالي بس، وخديهم، وهجيب لك فلوس تاني!
الدكتورة: ماشي، أنا جاية لك.
أغلقت الهاتف، بينما في منزل الحاج يعقوب، كان عيسى منفعلًا.
عيسى: أديكم شوفتوا بعنيكم، وسمعتوا بودانكم! صدفة هي اللي كانت بتعمل الأكل والشرب لإنعام، وكانت بتجضي لها كل حاجة!
عيسى (ينظر إلى أمه دهبية): حتى انتي، يا أما، اتعاركتي مع إنعام، وجُلتِ إن الخدامين كتير، وكل واحدة تجضي لنفسها، لكن صدفه كانت بتجضي لإنعام! صح ولا غلط؟ بكدب أنا؟!
دهبية (بصوت منخفض): له، يا ولدي، كلامك كله صح.
ممدوح (بعصبية): صدفة، انتي طالق بالتلاتة! ومن النهارده، مش هتتسمي مرتي ولا على ذمتي! وعيالك تنسيهم، أنا هجيب لهم حد يربيهم، مش واحدة زيك بتاعت عملات، والله أعلم إيه بينك وبين الدجال!
صدفة (تصرخ بانهيار): بتطلجني، يا مندوح؟! وأنا مظلومة؟! الحجني يا أبا!
الحاج يعقوب (بحسم): انتي مخلّيتيش لنفسك فرصة تانية، ولا خليتي حد يقدر يدافع عنك!
صدفة (تنظر إلى دهبية): اتكلمي، يا عمة، ده أنا رباية يدك!
دهبية (تصيح بغضب، قبل أن تصفعها على وجهها): جرستيني، وفضحتيني، يابت أخوي! الله يلعنك في كل كتاب!
عيسى (بحزم): البت ديه متبيتش في البيت هنا، ولا دجيجه!
عيسى (بغضب شديد): والله لو جعدت لأخد، مرتي و أمشي، ومتعرفوش طريجنا فين!
يعقوب (بحزم): روحي يا صدفه، لمي حاجتك وهملينا!
صدفة (تبكي بانهيار): مظلومة والله، مظلومة، يا ناس!
كل ده، ويونس كان بيشوف اللي بيحصل، لكن عقله مش مصدق.
صدفة (تتوسل إلى ممدوح): أروح فين بس؟ انتو عارفين إن ناسي كلهم ميتين! أحب على رجلك يا ممدوح، رجّعني خدامة لعيالي!
الحاج يعقوب (بقسوة): هي كلمة جولتها! هملينا وغوري، ومالكيش عيال حدانا!
فريدة (بحزن): طيب هتروح فين بس؟ خليها لحد الصبح، وبعدين نبقى نشوف!
يونس: هملها يا أبوي، وأنا الصبح هغوّرها من البلد بحالها!
عيسى: له! تمشي دلوك!
ممدوح: وأنا معاك يا خيي!
يونس: تعالي يا صدفه!
صدفة (تصيح بانهيار): علي فين؟ هتوديني فين؟!
كان بكاءها يقطع القلوب، وهي بتصرخ:
صدفة: ولادي! حرام عليكم! مش ههمل ولادي!
يونس (بحزم): جولت تعالي معاي!
دهبية (توقف يونس): استنى يا يونس!
ثم تتوجه لزوجها، يعقوب: عشان خاطري يا يعقوب، خليها بايتة والصبح تغور من هنا!
عيسى (بغضب): أما
 دهبية :جولت إيه يا يعقوب؟!
يعقوب (بحزم): خلاص، خليها تندلى، تبات مع الخدامين، وجبل طلوع الشمس تغور في داهية!
يعقوب (يأمر الجميع): يلا، كل واحد يخش مطرحه! خدها يا يونس، خليها تترزع تحت!
يونس: حاضر يا أبوي.
ينزل يونس مع صدفة للأسفل...
صدفة (بانهيار): انت مصدج اللي حصل، أستاذ يونس؟!
يونس (بهدوء): اسمعيني زين، ساعتين كده، وأنا هنزلك عشان أقولك هنعمل إيه.
صدفة (بتوسل): يعني انت مصدجني؟
يونس: أكيد طبعًا، بس ما فيش في إيدي دليل، اللعبة اتحبكت عليكي أوي... المهم، أنا معاكي، متخافيش، وربنا معانا.
صدفة: هروح فين؟ وهياخدوا عيالي مني!
يونس: قولتلك متخافيش، المهم، زي ما قلتلك، بعد ساعتين نتكلم. أو أقولك على طول، احنا هنمشي، هتسافري مصر بالطيارة.  فين جواز سفرك وحاجتي؟
صدفه: فوج!أول مرة ركبت طيارة في حياتي لما طلعت العمرة مع عمتي دهبية، اللي صدجت اللي اتجال عليا! وربي يعلم إني مظلومة.
يونس: قولي يا رب... المهم، في حد تبعي هيقابلك في المطار، وهيودّيكي البيت عندي.
صدفة: عيالي، يا أستاذ يونس!
يونس: في عينيَّ، متخافيش! قولتلك، أنا لازم أثبت إنك بريئة من كل ده.
صدفة (بدعاء): شاله يخليك ويحميك يا رب... كده برضه؟! آخِرِت صبري عليك يا مندوح؟! تطلجني؟! حسبنا الله ونعم الوكيل!
يونس: بقولك، اللي عمل الحكاية حبكها على الآخر... ادخلي انتي الملحق بتاع الخدم، وزي ما قلتلك، ساعتين وتخرجي على طول.
صدفة (تبكي بشدة): حاضر.
_______________________________________
في شقة عيسى
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كان عيسى حزينًا مهمومًا بما حدث، ولما أصاب زوجته، معتقدًا أنها فقدت الجنين.
إنعام (بتمثيل التعب، بصوت ضعيف): عيسى، حنّ عليك... أنا عاوزة بيت أسكن فيه لحالي!
عيسى : مخلاص، صدفة هتمشي.
إنعام : أرجوك يا عيسى، أنا لو جعدت هنا هتجن! حرام عليكم، ولدي... لو جعدت، هفتكر ولدي اللي جتلوه جبل مياجي للدنيا!
ثم تمثل الانهيار، وتضع يدها على بطنها كأنها تتألم...
عيسى (مستسلمًا): خلاص يا حبيبتي، حاضر، هنمشو.
إنعام (بتصميم): بيت أبوي كبير، وديني أقعد مع أمي، هي الوحيدة اللي هتخاف عليّ.
عيسى: حاضر، يا بت الناس، تروحي بس وأودّيكي.
إنعام (بتوسل): دلّوك يا عيسى، حاسة حالي لو جعدت أكتر من كده هموت هنيّه!
عيسى: انتي تعبانه، مش هتقدري.
إنعام: له، هجدر، حتى لو انت تشيلني!
عيسى (بتنهيدة): حاضر.
إنعام: هتعمل إيه مع عنايات؟
عيسى: هجطع خبرها!
إنعام (بخبث): مذنبهاش حاجة، طول عمرها بتخدمنا، كله من العجربة مرت أخوك! أقولك، أنا هاخدها معاي بيت أبوي، تخدمني هناك.
عيسى (مصدوم): حدّيت إيه ديتي؟ كيف يعني؟!
إنعام (بهدوء خبيث): متخافش، عشان تبقى تحت عين أمي على الأجل.
عيسى (بتردد): حاضر يا إنعام، انتي عارفة إني مجدرش أرفضلك أي طلب.
إنعام (بابتسامة نصر): ربنا يخليك لي، ويعوضنا عن ولدنا اللي راح.
عيسى: يارب يا إنعام.
_______________________________________
في ملحق الخدم
أم سامية (بحزن وعدم تصديق): أنا ممصدجاش اللي حصل! حضرتك يا ست صدفة أحنّ وأطيب واحدة في الدنيا، كيف يصدّقوا فيكي كده؟ الموضوع ديتي فيه حاجة مش طبيعية بتحصل!
صدفة (تبكي بانهيار): أمانة عليكي، خلي بالك من عيالي! أمانة عليكي، أوعاكي حد يكرهم فيّ، ولا يجولهم حاجة عفشة عني!
أم سامية (تدمع عيناها): أنا بعد منك ليش؟! جعاد مع الناس الظلمة دول؟!
صدفة (بتوسل): لو ليا خاطر عنديكي، تجعدي عشان عويلاتي!
أم سامية (تمسح دموعها): حاضر، هجعد عشان خاطرك، وربنا إن شاء الله ينصرك عليهم!
صدفة : انتي كيف المرحومة أمي
أم سامية : عارفة يا بتي، أنتي هتروحي فين؟
صدفة: أستاذ يونس كتر خيره، جالي هيجعدني عنده في بيته اللي في مصر.
أم سامية (بنبرة جادة): اسمعي الحديت ديتي زين! انتي ليكي خال عايش على وش الدنيا، وكمان غني جوي وواصل جوي!
صدفة : إني ليا خال؟ كيف ديتي؟ وليه مبيسألش عليا؟ ومحدش جالي عليه ليه؟
أم سامية : أنا هجولك على كل حاجة، يا بتي، وأمري لله...
ثم تنظر أم سامية إلى صدفة بحزن، وتأخذ نفسًا عميقًا قبل أن تبدأ الحكاية:
أم سامية:
بعد وفاة أمك وأبوك وعمتك لما كنتوا كلكم رايحين إسكندرية تصيفوا، المستشفى كلمت الحج عجوب، وجالوله محدش طلع حي من الحادثة غير البت الصغيرة، اللي هي انتي.
جامت عمتك جالت له: إحنا هنجول لحكيم أبو رسلان، اللي هو خالك، إنك انتي كمان بعد الشر موتي في الحادثة. عشان أبوكي، الله يرحمه، كان سايب أرض وفلوس كتير، والحج عجوب كانت ظروفه على كده.
وعشان خالك، من بعد موت أبوكي، حرم الصعيد على نفسه...
عمتك هيّا وجوزها جالوله:
إن أبوكي مسابش حاجة غير خمس فدادين بس، وعمتك جالت له:
"أنا ظروفي عفشة، وانت حالتك مرتاحة، سيب لي الأرض ديتي والبيت."
وسمعت بعد كده إن خالك  يعني بعيد عنك اتوفى... لكن عياله موجودين، وغناي جوي!
روحي لهم يا بتي، وسيبك من أستاذ يونس! دوله عيلة كلها ظلمة، وبلاص المش مينضحش عسل واصل!
صدفة (بتردد وحيرة): وهما يعرفوني كيف؟ ولا أنا هعرفهم كيف برضك؟
أم سامية (تمد لها صورة قديمة): خدي يا بتي... ديه صورة المرحومة أمك وأبوك وانتي معاهم وانتي صغيرة.
لو دججتي في أمك، هتلجيها نسخة منيكي!
وكمان اللي أعرفه، إن مرت خالك عايشة، وكانت صاحبة أمك جوي، وبتحبها جوي!
والحمد لله، انتي متعلمة، وتعرفي تروحي أي بكان. وديتي العنوان بتاعهم، أنا عارفاه من زمان، من وقت ما كنت بخدم عند أمك وأبوك، الله يرحمهم.
صدفة (بقلق): ما يمكن مشوا من العنوان ديتي؟
أم سامية: بتي سامية وجوزها شغالين حداهم في البيلا بتاعتهم، هما جاعدين في حتة اسمها 6 أكتوبر في مصر.
وهخلي ولدي يوصلك للجطر، وتاخدي بعضك وتروحي بيت خالك! ولاده هما بس اللي يجدرو يوجفوا لعجوب وعياله.
صدفة (بشك): ومين جالك بس إنهم هيصدقوني أو يجبلوني؟
أم سامية (بثقة): هيصدقوكي يا بتي، وخصوصي لما تجوليلهم إنك مش عاوزة حاجة منهم غير إنهم يوجفوا جارك!
وبعدين، ما أنا جولتلك إنك حتة من أمك في الشكل، بس أمك كانت شديدة، لكن دهبية!
منيها لله، هيّ وجوزها، كسرو نفسك من انتي صغيرة...
الحسنة الوحيدة اللي عملوها معاكي، إنهم علموكي وودوكي المعهد بتاع التجارة، وانتي كنتي شاطرة ومتفوقة.
صدفة (بحنق ومرارة): الله يجازيهم! جوزوني مندوح أبو قلب أسود!
أم سامية (بحنان وحزم): عيلة خالك وأمهم هما سندك بعد ربنا! متخليش حد يعرف لك طريج، ولا حتى يونس! حتى لو كان قلبه عليكي، مش هتاجي عنده زي ناسه.
صدفة (بتنهيدة مستسلمة): حاضر... كتر خيرك يا خالة!
أم سامية: أنا هنادي على عصران، ولدي، وهو هيركبك الجطر، وخدي العنوان، أهو معاكي.
وهحدد سامية في التلفون، عشان تستناكي!
ثم تخرج بعض النقود، وتضعها في يد صدفة:
أم سامية: خدي دوله، يا ست صدفة، خليهم معاكي.
صدفة (بامتنان، لكن بكرامة): له، كتر خيرك! يونس هيجيب لي ورجي وحاجتي، وهيديني فلوس.
أم سامية (بجدية): له! انتي هتمشي دلّوك، جبل يونس ما ينزل من فوق! لسه جدامه شوية.
ولو سال عليكي أنا هعمل حالي نعسانة... ولو سال، هجوله نزل عليا النوم، ونمت، ومحسيتش بحاجة! والله أعلم انتي روحتي فين...
صدفة (بنظرة وداع وامتنان): ربنا يخليكي، يا خالة...
ثم تضم الصورة إلى صدرها، وتحمل حقيبتها، وتنظر إلى الباب، مترددة بين الماضي الذي تحاول الهروب منه، والمجهول الذي ينتظرها.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وبالفعل، خرجت صدفه من المنزل ودموعها تنهمر، تتمتم بصوت مبحوح:
صدفه: "يا ترى يا زمن، لسه مخبّيلي إيه تاني؟ على عيني يا عيالي فراقكم، لكن حكم الزمن نافذ. استرها معايا يا رب، أنا ماليش غيرك، استرها معايا ومع عيالي، احميني واحميهم من شر خلقك."
عصران: "يلا يا ست صدفه، عشان أوصلك المحطة قبل ما الحج يرجع."
صدفه: "حاضر يا عصران."
ركبت صدفه السيارة، وألقت نظرة أخيرة على البيت، كأنها تودعه للأبد.
صدفه: "أمانة عليك يا عصران، خلي بالك من عيالي."
عصران: "متقلقيش يا ست الناس، عيالك في عيوني، وأمي كمان هتاخد بالها منهم. خلي بالك انتي بس على نفسك، ولما توصلي بالسلامة طمنينا. خيتي، حداها تلفون، وهنتحدد فيديو أنا وهي وأمي بعد شوية، وهي عنديها علم. ربنا يستر طريقك يا رب."
في المنزل، كان يونس قد خلد إلى النوم بعد كل ما حدث، ولم يستيقظ إلا بعد ثلاث ساعات. كانت صدفه في القطار الذي تحرك بها بعيدًا، بينما رجع عصران إلى البيت، ودخل إلى الملحق الخاص بالخدم، ونام بعد أن طمأن والدته على صدفه.
بعد فترة، نزل يونس من غرفته وذهب ليطرق على باب الملحق، لكن لم يجبه أحد. نادى على عصران، لكنه لم يرد، فأخرج هاتفه واتصل عليه.
يونس: "ألو، أيوه يا عصران؟"
عصران (بنعاس): "يونس بيه؟"
يونس: "افتح الباب."
قام عصران بسرعة وفتح ليونس، الذي دخل إلى الملحق.
يونس: "صحّي أمك، خليها تبعتلي ستك صدفه."
عصران: "حاضر يا بيه، اتفضل حضرتك."
دخل يونس وجلس في الصالة، بينما ذهب عصران ليطرق على باب غرفة والدته.
عصران: "أماه، أماه، يونس بيه عاوز ست صدفه."
خرجت أم سامية وهي تتثاءب.
أم سامية: "فيه إيه يا بني، عاوزينها ليه؟"
عصران: "يونس بيه عاوزها."
أم سامية: "حاضر، هخش أصحيها."
دخلت أم سامية غرفة صدفه، نادت عليها، لكن لم يأتِ أي رد. اقتربت من السرير فلم تجدها، فخرجت بسرعة.
أم سامية: "الست صدفه مش هنا."
عصران: "يمكن في الحمام، خشي خَبّطي عليها."
دخلت أم سامية، نادت عليها، لكن لم يأتِ أي رد، ففتحت باب الحمام، وكان فارغًا.
يونس (بقلق): "تكون راحت فين؟"
عصران: "يمكن في الجنينة."
يونس: "الجو برد، هتعمل إيه في الجنينة؟ نروح ندور عليها."
أم سامية: "دقيقة، لقيت ورقة على السرير اللي كانت نايمة عليه."
يونس: "هاتِيها."
أخذ يونس الورقة وبدأ يقرأها :
"السلام عليكم، أنا صدفه، سبت البلد ومشيت، وسِبت كل حاجة، حتى عيالي. حرمتوني منهم، لكن ربنا حافظهم وحارسهم. وأنا حجّي عند الله، وحسبي الله ونعم الوكيل فيكم كلكم. ربنا يوريني فيكم يوم. والحمد لله على كل حال."
كور يونس الورقة في يده، والغضب بدأ يظهر في عينيه.
يونس (بصوت منخفض لكنه غاضب): "ليه بس كده يا صدفه؟ روحتي فين؟ والله يعلم أني كنت هقف في ضهرك وأرجّعلك حقك من كل اللي ظلموكي. يا ترى روحتي فين بس؟"
التفت ناحية أم سامية.
يونس: " مشوفتهاش وهي ماشية؟"
أم سامية: "هي جالتلي إنها هتنام، وأنا كمان نعست، ومحسيتش بحاجه واصل."
يونس: "راحت فين بس؟ لا معاها بطاقتها، ولا فلوس، ولا أي حاجة. أنا لازم أطلع أدور عليها. يا رب تكون لساها في البلد."
عصران: "أنا جاي معاك يا بيه، ربنا يطمنا عليها."
وخرجوا بسرعة في محاولة للبحث عن صدفه قبل فوات الأوان.
وبالفعل، ركب يونس سيارته ومعه عصران، وانطلقا من المنزل ليبدآ البحث عن صدفه في كل مكان قد تخطر على بالهما. جابا الشوارع، المحطة، والمواقف، لكن دون جدوى، كانت وكأنها اختفت تمامًا.
______________________________________
وفي المنزل، نزل عيسى ممسكًا بذراع زوجته إنعام، التي كانت مستندة عليه، تعبها النفسي والجسدي واضح في ملامحها. خرجا ليجدا بوابة المنزل مفتوحة، وسيارة يونس غير موجودة.
عيسى (بتعجب): "الباب مفتوح كده ليه؟ حتى عربية يونس مش هنا... يا ترى راح فين؟"
إنعام (بغلّ وحقد): "مش قال هيغور؟ اللي متتسماش... يا رب ياكلها ديب، ولا ألاجيها ميتة موتة من عند ربنا زي ما قتلت ضناي!"
ثم بدأت في التمثيل، وكأنها تبكي بحرقة، بينما في داخلها كانت تتمنى زوال صدفه بأي شكل.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
إنعام: "غورني من البيت ده يا عيسى، يلا!"
لم يكن لعيسى رأي أمام غضب زوجته، فأسرع ليفتح سيارته، وساعدها على الجلوس في الخلف.
عيسى: "ريّحي ظهرك، لحد ما نوصل عند ناسِك."
إنعام: "حاضر، ريّح قلبك دنيا وآخرة، يا رب."
______________________________________
وفي هذه اللحظة، كان يونس وعصران لا يزالان يجوبان الطرقات بحثًا عن صدفه، دون أي أثر لها. الليل كان يمر ثقيلًا، والخوف بدأ يتسلل إلى قلب يونس، لكنه لم يكن مستعدًا للاستسلام.
أما عيسى وإنعام، فقد وصلا أخيرًا إلى منزل أهل إنعام. طرق عيسى الباب، وبعد لحظات، خرجت عديلة، أخت إنعام، بنصف وعيها من النوم.
عديلة (بتعجب وضيق): "خير؟ إيه اللي جايبكم في نصاص الليالي كده الصباح رباح 
لتدقق الأم النظر في ابنتها وهي تراها في حال يرثى لها، فتقول بقلق:
الأم: "يا مري! يا بتي مالك؟ حالك مبهدل كده ليه؟ بتي مالها يا عيسى؟ فيها إيه؟"
فيروي لها عيسى كل ما حدث، بينما تمثل إنعام الصدمة والحزن، وتشاركها أمها التمثيل، فترد بغضب:
الأم: "كده برضك يا عيسى؟ تعملوا في بتي كده؟! هي دي الأمانة اللي أمناك عليها؟ اسم الله يا قلب أمك!"
أما إنعام، فتنهار وسط بكائها المصطنع، وهي تصرخ بألم مزيف:
إنعام: "سُجّطوني يا أما! سُجّطوني! كتلوا ولدي ف بطني يا أما!"
الام: " مجُلتلك تعالي اجعدي حدانا، جُلتِلي مجدرش أبعد عن عيسى دقيقة واحدة! اهو يا بتي، خلي عيسى ينفعك ناسك يا عيسى! كتلوا حفيدي! كان قصدهم يخلصوا على بتي!"
عيسى : "بعد الشر عليها يا حماتي، متجوليش كده، ده أنا كت أموت وراها!"
عديلة : "بعد الشر عليكم انتو الاتنين، خشوا ريحوا جوه!"
لكن عيسى كان له رأي آخر، فاعتذر لحماته قائلاً:
عيسى: "معلش يا حماتي، أنا هروح، وابجى أجي أشجر على إنعام."
عديلة: "ليه يا ولدي؟ ما البيت هنا واسع ويساعي من الحبايب ألف!"
عيسى: "معلش، هبجى أجي في الليل، خلي بالك من إنعام انتي بس."
إنعام : "متنساش تشيع البت عنايات!"
عيسى: "حاضر، هشيعها لكِ الصبح، تكون عندكِ، عاوزه حاجة تانية؟"
إنعام: "خلي بالك من نفسك زين."
عيسى: "ربك هو الحارس."
ثم غادر عيسى، وما إن أغلق الباب خلفه، حتى انفجرت إنعام في ضحك خبيث، وهي تلتفت إلى أمها:
إنعام: "خلاص كده، أنا خلصت من موضوع الحبل، ومن صدفه كمان!"
ثم اقتربت من أمها هامسة:
إنعام: "عارفة يا أما، لولا جاتني الفكرة دي، كان زماني روحت في داهية! أول ما عيسى لجي الحجاب، جُلت على نفسي: يا رحمن يا رحيم، بس إيه؟ جاتني الفكرة الجهنمية! وزين إنكِ أديتيني رقم الشيخ، وهو جرد وواد حرام، سبك الموضوع معايا!"
عديلة (بفخر): "كل دي زين! بس بردك لازماً تحملي، وخصوصي بعد ما صدفه غارت!"
إنعام (بلا مبالاة): "يلا في داهية!"
عديلة: "أنا هرتب لكِ حكاية مليحة مع الشيخ، حتى لو نسرقو عيل يكون لسه مولود، ودول كتير في المستشفيات!"
إنعام (بتعجب): "كيف يا أما؟!"
عديلة: "إنتِ ملكيش صالح، اعملي اللي أجولك عليه بس! وهشرط على عيسى لما نعمل موضوع الحمل ديتي، إنكِ تجعدي هنا معايا، وجعادك هنا هيسهل كل حاجة!"
إنعام : "تمام كده! بس مخي وجعني النهاردة من كتر الصراخ!"
الأم: "خشي نامي، وابجي اصحي براحتك!"
إنعام: "وعلى إيه يا أما كل ديتي؟ أنا وافجتك على موضوع الحبل اللي كده وكده عشان يعرفوا إن أجدر أجيب عيال، لكن دلوك جاتني فكرة زينة! أنا هخلي عيسى يوافج نعمل عيال أنابيب، ناس كتير عملتها ونجحت!"
عديلة (بفرحة): "عافية عليكي! أيوه كده، شغلي مخك! جدعة بتي! لما ياجيكي في الليل ابجي جولي له، ونخلي الدكتورة جريبة الشيخ هي اللي تعملها! روحي نامي بجي وريحي، ولا أجيبلك حاجة تاكليها؟"
إنعام: "له، أنا هنعس."
في وقت لاحق، بعد أن استغرقت إنعام في النوم لبعض الوقت، أفاقت على صوت أمها، التي كانت تفكر بعمق، وسألتها بصوت يشوبه الاستغراب:
عديلة: "صُحِّ، جُولي لي يا إنعام، ليه معملتيش عيال الأنابيب ديتي من الأول؟ وكنا ارتحنا بدل اللفة الطويلة الماسخة دي!"
إنعام: "عشان حاجتين يا أما! الأول، كانوا هيعايروني ويعايروا عيالي، ويجولوهم: يا عيال الأنابيب! والحاجة التانية، إن كان لازم صدفه تهمل البيت، عشان كل حاجة تبجى ليا وحدي، عشان حتى يونس، لو فرضنا واتجوز، هيعيش في مصر! عرفتي يا أما؟"
عديلة : "يا بت الكلب!"كلب إيه؟ ده إنتي كده بت إبليس نفسه!"
إنعام : تربيتك يا اما "كفاية رغي بجى يا أما، هخش انعس! ولو عيسى جاه في أي وجت، جوليله إني بعد الشر عليا، تعبت وبطني وجعتني، وفين فين لما نومت بعد ما شربت حلبة وحجن مسكنة، فاهمة يا أما؟"
عديلة : "بعد الشر عليكي يا حبيبتي."
لتدخل إنعام غرفتها، تستلقي على السرير، لكنها لم تكن تنام، بل كان عقلها يعمل بكل خبث، تفكر وتخطط لما هو قادم.
______________________________________
أما يونس، فقد أنهكه التعب من كثرة البحث عن صدفه، ليعود إلى المنزل محبطًا، فيجد والده ووالدته جالسين في الأسفل.
دهبية (بقلق): "كنت فين على الصبح كده؟"
يونس (بحزن): "كنت بدور على صدفه، قلبت الدنيا عليها ملجيتهاش!"
يعقوب : "يعني مشت؟"
يونس (بغصة): "آه مشت، وسابت جواب، وبتجول إنها مش راجعة تاني، وبتحسبن علينا كلنا، بتجول إننا ظلمناها وذنبها في رقبتنا كلنا."
في تلك اللحظة، نزلت فريدة غاضبة، غير قادرة على تحمل ما يحدث.
فريدة (بانفعال): "أنا كمان مش مسامحاكم على اللي عملتوه فيها! كلكم عارفين إن إنعام مفتريه وظالمة، وعارفين كد إيه صدفه كانت فرحانة بحبل إنعام، كيف يعني تسجّطها؟!"
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
لكن قبل أن تكمل حديثها، نزل ممدوح بغضب وقاطعها.
ممدوح (بصوت حاد): "أخرسي يا بت! إنتي صمّي خالص، مسمعش نفسك!"
فريدة (بتحدي): "لا، هتكلم! كلكم ظَلَمة! وصدّجوني، حق صدفه هيخلص مننا كلنا! افتكروا كلامي زين… كما تدين تُدان!"
ثم نظرت إلى والدتهاوقالت: "عندِك بَت يا أما!"
دهبية (بغضب): "آخرسي يا بت وغوري على أوضتك! يعني كلنا عايبين عليها؟ يا تجعدي تفطري بأدبك يا تغوري على أوضتك!"
فريدة : "هغور على أوضتي أحسن." وبالفعل، تطلع فريدة إلى غرفتها، لكن قبل أن تغلق الباب، تسمع بكاء دهبية الصعيره .
لتدخل الشقه 
فريده: بتبكي ليه يا دودو 
دهبيه : ماما
ثم يستيقظ يعقوب الصغير ومازن ويبكون ماما ماما
فريدة : "ماما جايه يا حبايبي تعالوا أغيرلكم وأوكلكم."
وبالفعل، تأخذ الأطفال إلى الحمام ثم تنزل بهم إلى الأسفل.
الأطفال (بصوت واحد): "ماما ماما!"
ممدوح (بصوت غاضب): "أمكم ماتت!"
 يعقوب الصغير : "ماما؟ لا!"
ممدوح : "أنا غاير من وشكم، جاكم الهم أنتو وأمكم!"
يخرج ممدوح من الغرفة، بينما يونس يدخل.
يونس : "تعالوا يا حبايبي نلعب مع الحصان."
الحجة دهبية : "أم سامية! إنتي يا مرا، حضري الفطور وبعد كده تعالي سكتي العويلات، راسنا وجعانا."
أم سامية : "حاضر يا ست الحجة."
_________________________________________
وفي غرفة غنوة، كانت تستفيق لتقول:
غنوة : "صباح الخير عليكي يا غنوة."
لتجد أمها بجانبها تحاول أن توقظها.
أم غنوة : "إجنيتي ياك يا بت، بتصبحي على نفسك؟"
غنوة : "صباح الخير عليكي يا ست الحبايب."
أم غنوة : "جومي حضري الفطور وتعالي عشان عندنا غسيل."
غنوة : "هو كل يوم شجى؟"
أم غنوة : "ده بت كسيلة، كسل وعوزة عشرة يخدموكي!"
غنوة : "خليهم اتنين بس."
أم غنوة : "طيب جومي، بطلي جلع."
فغنوة تقوم لتحضير الفطور.
دياب : "ها يا أبوي، هتعوز حاجه مني؟"
الحج عياد : "أنت وراك حاجه؟"
دياب : "كت بس هودي تلفون رجيه يتصلح."
عياد : "أديه لمحمد يصلحه، وانت تعال معايا عشان نزجّو الأرض النهاردة، وانت عارف خيك مالوش في زجيه الأرض."
دياب : "حاضر، خد يا محمد التلفون، صلحه وابجى فوت على رجيه أديهولها، وخد الخمسين جنيه دي، وابجى هات لها أي حاجه وانت رايح."
غنوه :يخلص التلفون ويكلمني اروح معاه
فايزة : "يابت، انتي عاوزه تحوسي في البيوت على طول؟ اجعدي في بيتنا، هبابه!"
غنوة : "كده يا أما أنا بحوس في البيوت؟"
فايزة : "مش كتي في بيت الحج يعقوب امبارح؟ أنا محبش فطفيط البنت في البيوت!"
غنوة : "بس يا أما
فايزه :كلمه وجولتها خلاص يبجي تسمعي الكلام من اول مره
______________________________________
ممدوح خرج من المنزل وهو يفكر في نفسه: "أروح فين أنا دلوقتي؟ عيشة بجت زهج، أحسن حاجة أروح أشتري حاجات وأروح عند البت رجيه في البيت. وحشتني المضروبة. أخد لهم إيه؟ أه، اجيب فاكهة وحلويات ولحم وأروح أفطر وأتغدى عندهم. بس أمها هتجول عليا إيه؟ لأ، هقولها إني جاي أبارك على الخطوبة. ولو كترت، هقولها الحجيجة، وهي مرا طماعة. ماهتصدق."
وبالفعل يذهب ممدوح ليشتري الحلويات والفاكهة وأشياء أخرى كثيرة. وبعد ساعة، يسمع طرقًا على الباب.
رقيه : "مين؟ مين؟"
لا رد.
( لتفتح الباب لتجد ممدوح أمامها )
 رقيه: "بفرحه سي مندوح"!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ممدوح: "أيوه يا رقيه، الدنيا ضاقت بيا، ملجيتش مطرح أروح، قلت أجيكي. هتدخليني ولا أمشي من على الباب؟"
رقيه: "وه وه  يا سي ممدوح! بيتك ومطرحك، ولو أن بيتنا مش كده، المجام عندنا."
ممدوح: "البيت بناسه، يا جمر إنتي
 أم رقيه :، مين يارجيه اللي من الصباح الفتاح ديتي؟"
رقيه: "ده سي ممدوح الهلالي، يا أما!"
أم رقيه: "قوليله ياجِي، يخش! أهلا وسهلا بالكبير، واد الناس الأكابر، خش يا باشا، نورتنا وكترتنا وعليت مجامنا بين أهل البلد كلهم!"
ممدوح: "متقوليش كده يا خالة، مجامك عالي. "خدي يا رقيه الحاجة دي، واعملي لنا فطار مع بعض."
رقيه: "يا فرحة جلبي! معجول سي ممدوح سيد البلد كلها هيفطر معايا، أنا هاين على... أرجص وأزغرت!"
ممدوح: "ليه ده كله؟ يعني شيفاش نفسك؟ إنتي جمر، كيف ده أجمل واحدة في البلد!"
رقيه: "شكرًا، تعيش وتخليك لي."
أم رقيه: "همي يا رجيه، حضري الفطور!"
وبالفعل، تدخل رقيه لتحضر الفطور، وأم رقيه تقول: "شجّه عزيزة وغالية، يا باشتنا
 ممدوح: الله يكرم أصلك يا خالة."
أم رقية جمبر يا باشتنا، واقف ليه؟ تعالي جمبر جاري ليجلس ممدوح بجانبها. أما رقية فتعد الفطور ثم تدخل لترتدي جلابية نظيفة وتمشط شعرها وتقرص خديها ليحمرا ثم تضع الطعام.
"اتفضل الفطور بآلف هنا وشفا."
أم رقية بلؤم: "مسرع غيرتي خلجاتك يا بت، كل ما تجضي مصلحة تجري تغيري، ده لو مش إنت جاعِد يا ممدوح بيه كانت اتسبحت، أصل بتِّي نِظيفة جوي، وتلجأها على طول تشف وترف."
مد يدك وافطر يا سيد الناس.
تمد رقية يدها على رغيف العيش لتقطعه وتغمس الفول ثم تعطي اللقمة إلى ممدوح.
"اتفضل مطرح ميسري يمري."
ممدوح: "هتوكليني بيدك ياك 
رقية بتمثيل الكسوف: والله لو عليا أكلك واشربك بيدي."
أم رقية بتمثيل أيضًا: "بت اتحشمي البيه يجول عليكي ايه
ممدوح: "الجمر تعمل اللي عايزاه."
ليمِد يده.
رقية: "مقولنا، أنا اللي هوكلك."
أم رقية: "وبعدين فيكي يعني؟"
ممدوح: "سيبيها يا خالة، مهي بكراه هتبجي مراتي."
أم رقية: "مرتك؟ مرتك كيف؟" وتمثل أيضًا: "لمؤاخذة يا سي مندوح، بتِّي مخطوبة، وحتى لو مش مخطوبة إحنا منخطفوش راجل من مراته."
ممدوح: "بس أنا معنديش مرا."
رقية: "كيف يعني؟"
ممدوح: "خلاص طلجتها بالتلاتة."
رقية: "طلجتها ميته، وكيف؟"
ممدوح: "هقولك بس، اعمليلي كوبايه شاي، تجيله حبر."
رقية بدلع : "له شاي تجيل إيه، إنت تكمل وكلك وأنا هعملك شوية أعشاب جايباهم يروجو بالك."
ممدوح: "خلاص شبعت."
رقية: "كيف ديه؟ جومي يا أما علجي على البكرج بتاع الشاي."
أم رقية: "حاضر يا بتّي."
تتركهم أم رقية وحدهم.
ممدوح: "يا أبوي حمار خدودك ديتي رباني ولا حاطه الأحمر بتاع البنت؟"
لتمسح رقية خديها له: "رباني، مش بيجولو حمار وحلاوة."
ممدوح: "وأي حلاوة؟ ده حلاوة حلوة جوي."
رقية: "كل اللقمة دي من يدي؟"
ليفَتح ممدوح فمه لتضع رقية اللقمة في فمه.
ممدوح: "شهد الوكل من يدك، شهد مكرر يا جمر إنتِ."
رقية: "احكيلي بجى إيه اللي حصل."
يبدأ ممدوح في الحكي لرقية.
__________________________________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
 أما عند صدفه فهي قد وصلت إلى القاهرة وفي طريقها إلى العنوان الذي أعطته لها أم سامية. وبعد ساعة وصلت إلى الفيلا حيث تعمل سامية وزوجها وهي أيضًا فيلا خالها. لتبلغ إحدى الحراس أنها تريد سامية زوجة الجنايني، وبالفعل يتصل الحارس بالإنتركم لتأتي سامية لتسلم عليها وترحب بها.
سامية: "أمي فهمتني على كل حاجة، تعالي يا ست صدفه، خشي جوه الست هالة مرت خالك جاعدة جوه."
صدفه: "إنتِ جولتليها حاجة؟"
سامية: "له، بس لما تدخلي هي هتعرفك وحديها."
صدفه: "كيف ديه يعني؟"
سامية: "تعالي خشي، وإنتِ تعرفي."
تدخل صدفه الفيلا لتجدها فيلا جميلة مرتبة مفروشة فرش على أحدث طراز. لتبلغ سامية مدام هالة بقدوم ضيفة تريد أن تراها.
هالة: "متعرفيش مين؟"
سامية: "سامحيني يا ست الناس، حضرتك لما تشوفيها هتعرفيها."
هالة فزورة دي.
سامية: "تعالي حضرتك بس."
تخرج هالة من غرفة المكتب وتكون صدفه واقفة ووجهها موجه عكس اتجاه المكتب.
هالة: "أهلا وسهلا بحضرتك. خير، كنتي عاوزاني في حاجة، ومين حضرتك؟"
لتلتفت صدفه إليها.
هالة باندهاش: "مش معقول، فاطمة، فاطمة إزاي؟ إزاي؟ فاطمة اتوفت، بس الشبه ده مش معقول، إنتِ نسخة منها! إنتِ مين؟"
صدفه: "أنا صدفه، بت فاطنة اللي عمتي وجوزها جالولكم إني متت في الحادثة معاهم."
هالة: "يارب إزاي، أنا في حلم مش معقول."
صدفة والله، أنا اللي مش عارفة، أنا في حلم ولا علم؟
هالة: "تعالي كده معايا على فوق."
صدفة: "فوج ليه؟"
هالة: "هوريكي حاجة، تعالي، متخافيش."
تصعد صدفة معها إلى الدور الأعلى، لتفتح هالة غرفة مقفولة وتضيء الكهرباء، ثم تزيح الستار عن برواز كبير، وتمسح التراب من عليه.
صدفة: "مش معقول ديه! أنا؟"
هالة: "أنا برضه هتجنن، إنتِ فعلاً بنت فاطمة اللي قالولنا إنها ماتت ولا إنتِ بنت نصابة بتستغلي الشبه اللي بينك وبين المرحومة فاطمة؟"بس لا، قلبي بيقول لي إنك فعلاً بنت فاطمة.
صدفة: "بصي، أنا ممعيش أي ورق ولا أي حاجة تقول أنا مين، كل اللي أقدر أقولهولك كلمي الخالة أم سامية وهي هتقولك كل حاجة. بس حني عليكي، نفسي أريح هبابه في مكان إن شاء الله حتى خشم الباب برا مجدراش أجف على حالي ومفهماش حاجة."
هالة: "لا يا بنتي، إنتِ هتنامي في أوضتي عشان قلبي عمره ما كذب عليا." ،سامية لو سمحتي، اتصلي بوالدتك، وإنتِ يا صدفة خشي الأوضة اللي جنب ديه، ريحي ويحلها ربنا."
وفعلاً، صدفة بتدخل الأوضة وبمجرد ما تقعد على السرير كأنها مغمى عليها من التعب، لكنها راحت في نوم عميق.
سامية: "أمي على التلفون مع حضرتك."
هالة: "إزايك يا أم سامية؟"
أم سامية: "الحمد لله، خليكي حضرتك معايا." دجيجة:
 "لتخرج الي الملحق الخاص بالخدم لتقول اسمعي ياست الكل الست صدفه صح تبجى بت الست فاطمه والله العظيم بتها لكن عجوب منه لله هو ودهبيه جالولكم أنها ماتت ف الحادثه واني لوجت جريب جوي مكنتش فاهمه حاجه كل اللي  دهبيه كانت بتجوله أن الست صدفه بت اخوها لكن اخوها مين معرفش عشان لما جولتها أن بتي ساميه شغاله حداكم جالتلي آنها بتجول علي الست صدفه كده لكن هي بت واحده صحبتها وماتت وهي خدتها تربيها وسمتها علي اسم بت اخوها اللي اتوفت لكن من سبوع سمعتهم بيتكلمو هي وعجوب وبتجوله خلي ولدك مندوح يتعامل مع صدفه زين متنساش أنها بت اخوي صح وانا وافجتك علي اللعبه عشان ناخدو كل حاجه وان خال الست صدفه كره البلد بعد موت خيته وبتها وهمل كل حاجه لينا لكن يا ست هانم انا خوفت اتكلم لحسن يعملو حاجه ف ولدي لكن لما حصل اللي حصل مع الست صدفه جولتلها علي اللي سمعته واديتها العلوان وجولتلها تندلا مصر ليكم خلي بالك منيها ديه طيبه جوي وياما عملو فيها وكفايه أنهم حرموها من عيالها 
هالة: "فهميني براحة."
أم سامية: "حاضر، لتقص أم سامية كل ما حدث."
هالة: "معقول في كده؟ على العموم، إنتِ تصرفتي كويس ومتقلقيش. صدفة خلاص بقت في أمان، ولما ترتاح هنشوف هنعمل إيه. بس إنتِ خلي بالك من ولادها،
 أم سامية: دول في عيني."
هالة: "ياااااه ، معقول كل ده يحصل؟ أنا حاسة إننا في فيلم عربي قديم. أنا هتصل بفاطمة بنتي عشان تيجي وتفهم معايا إيه اللي حصل ده."
وبالفعل، تتصل هالة بفاطمة.
فاطمه: "لولو حبيبتي
 هالة :خلصتي شغلك ولا لسه؟"
فاطمة: "أخوكي ساحلني معاه، تقوليلي جاريه جايبها من سوق عكاظ."
هالة: "وهو خالك فين؟"
فاطمة: "في مكتبه، قولي له يخف عليا شويه. ده أنا بنت ناس يا ناس."
هالة: "طب، ادخلي له وقولي له يجي معاكي حالاً على البيت."
فاطمة: "بجد؟ أخيرًا هتعتق!
هالة: "يابنتي، انتي بتجيبي الألفاظ السوقية دي منين؟ ده انتي خريجة مدارس إنترناشيونال ومديرة لأكبر شركة عقارات وتداولات مالية في الشرق الأوسط كله."
فاطمة: "يووه، هو إحنا منعرفش نهزر معاكِ أبداً يا شابة؟"
هالة: "بطلي هبل وادخلي لخالك، خليه يجيي. أنا عاوزاه."
فاطمة: "انتي بجد عاوزاني أدخل على وجيه بيه الأيوبي وأقول له 'أختك عاوزاك'؟ ده ممكن يعمل مني شاورما فراخ على لحمة على بني آدمين! اتصلي بيه أنتي يا اختي وقوليله."
هالة: "روحي، طول عمرك فاشلة. أنا هكلمه، قفلي. بس انتي عيلة غلسة."
فاطمة: "انتي ناسيه إني أم أحفادك؟"
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
هالة: "فاطمة، اقفلي بقا خليني أكلم خالك."
فاطمة: "حاضر."
وتغلق فاطمة التليفون مع هالة لتتصل هالة بأخيها.
هالة: "أيوه يا وجيه."
وجيه: "عاملة إيه يا هالة؟"
هالة: "تمام الحمد لله."
وجيه: "ثواني بس يا هالة، أمضي الورق ده."
هالة: "أنا عايزاك ضروري."
وجيه: "روح أنت دلوقتي، وسيب الورق، همضيه بعدين."،خير يا هالة، قلقتيني في إيه؟"
هالة: "لما تيجي هتعرف، بس تيجي حالاً وتجيب فاطمة معاك. أنا كده كده هبعت أجيب ولادها وهتصل بجوزها كمان في شغله عشان عايزاكم كلكم."
وجيه: "طب، أفهم طيب."
هالة: "مش وقت فهم دلوقت، بقولك تعالي."
وجيه: "حاضر، حاضر، جاي."
هالة: "سلام."
ثم تنادي هالة على سامية.
هالة: "سامية."
سامية: "نعم ياست هانم."
هالة: "خلي عادل السواق يروح يجيب يارا وتيم من فيلا فاطمة هانم ويجيهم على هنا."
سامية: "حاضر ياست هانم، أي خدمة تانية؟"
هالة: "أه، ادخلي المطبخ وأدي خبر لعثمان الطباخ، إحنا عندنا ضيوف على الغدا، خليه يعمل كميات تكفي."
سامية: "أقول له كام نفر؟"
هالة: "قوليله 10 أفراد ويعمل حسابكم أنتو كمان."
سامية: "حاضر."
هالة: "وأنا هتصل بهاني ابني يجيب ولاده ومراته."
ثم تتصل هالة بابنها.
هاني: ست الحبايب بنفسها بتتصل بيا." "إيه يا ماما؟ فيه حاجة؟"
هالة: "ماتسألش كتير، هات مشيرة وأسر وسما وتعالوا، مش عايزة أي سؤال. لما تيجوا هتعرفوا."
هاني: "حاضر، هعدي عليهم وأجيبهم من النادي وأجيلك."
هالة: "متتاخروش."
هاني: "حاضر."
ثم تغلق هالة التليفون مع ابنها وتقول لنفسها: "لما ييجوا، كل حاجة هتتعرف."
______________________________________
( في الصعيد منزل رقيه )
ممدوح: "يا خالة أم رقية، أنا عايز أكتب على رقية السبوع اللي جاي، وهجيب لها اللي محدش جابه. تندلي معايا لجصر، تنجي الشبكة اللي على عجب عينها، شوارها كله هجيبه، الشجة بتاعتي هفرشها وأوضبها عشان تليق بست العرايس."
رقيه: "طب، ودياب هنعمل فيه إيه؟"
ممدوح: "لو مجاش بالذوق ياجي بالعافية، هو يعني كان كتب عليكِ؟ ده حياله حتت دبلة معفنة."
أم رقية: الناس هيقولوا علينا إيه؟"
ممدوح: "حد يجدر يفتح خشمه؟ دي هتبقى مرت ممدوح الهلالي، عارفه يعني إيه؟"
رقيه: "آه، طبعًا عارفين سيدي وتاج راسي وسيد البلد كلها. بس يا أما ناس إيه؟"
ممدوح: "تمام، همشي أنا بشوف اللي ورايا."
رقيه: "مش جولت هتتغدى معانا ده أنا هعملك الوكل بيدي."
ممدوح : "تسلم يدك، هبقى أفوت عليكم في الليل، نسهر ونتهرجو شويه."
رقيه: "طب، خلي بالك على نفسك يا نور عيني."
ممدوح: "يا غلبك يا مندوح، الجمر خايفة عليك." "حاضر يا بت، يا جمر انتي."
رقيه: "مع السلامة يا سيد الناس."
يغادر ممدوح منزل رقية، فتغلق الباب خلفه، ثم تجد أمها تضحك بشدة وتقول لها:
أم رقيه: "عافية عليكِ يا يا روجة، ده هتروجينا يا بتي والله، وباضت لكِ في الجفص، يا بت عبدالسلام!"
رقيه: "أنا خايفه من دياب يا أما، يعمل معانا عركة؟"
أمها: "دياب مين، ديتي؟ أبو مركوب قديم وجلابية مجرحة! ده مندوح بيه الهلالي، يا واكلاني!"
رقيه: "على رأيك يا أما."
_______________________________________
(في منزل الحج عياد)
غنوه: "أما أنا خلصت كل حاجة وزهقت بجى!"
أمها: "وأعملك إيه أنا طيب؟"
غنوه: "أجولك تيجي نروح نجعد مع رقية وأمها فايزة؟"
أمها: "أجولك نفوت على أبوكِ وخييكِ في الأرض، كده كده هما مش هيجوا غير على نص الليل، على ما ييجي دورهم في الزجية."
غنوه: "طب، ليه من صباح ربنا؟"
أمها: "ما أنتي عارفة، أبوكِ بيحب يساعد الناس."
غنوه: "صح والله، أبوي طيب جوي، ربنا يكرمه ويعينه زي ما بيساعد الناس."
أمها: "أجولك ناخدلهم إيه وإحنا رايحين؟"
غنوه: "هما مين؟"
فايزه: "مخك تخين جوي! هناخدوا وكل لأبوكِ وخييكِ، ورجيه بجى ناخدلها إيه؟"
غنوه: "طب، ما تجولي كده من الأول، خديلهم أي حاجة."
فايزه: "أجولك، أدبحلهم فروجة ونشتري كيلين بطاطس على كيلين طماطم وجذاذة زيت. مساكين يا بتي، غلابة والله. يا رب، انت عالم، لو معاي أكتر من كده كُت وديت الدنيا بحالها. أم رجيه عشرة عمري، ورجيه عروسة الغالي."
غنوه: ربنا يكرمنا ونجيبولها الخير كله يارب
___________________________________
 في منزل خال صدفه، كان الجميع قد حضر
وجيه: "إيه يا هاله؟ مجمعانا كلنا ليه؟ وجايبانا على ملّى وشنا كده؟ في إيه؟"
نظرت هاله للجميع بجدية، ثم تنهدت وقالت بصوت واضح: "اسمعوا كلامي كويس... صدفه بنت فاطمه طلعت عايشة!"
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وجيه  : "إنتي بتقولي إيه يا هاله؟ إزاي؟ ما إحنا كلنا عارفين إنها ماتت في الحادثه!"
هاله : "لأ، ده الكلام اللي ضحكوا علينا بيه.. لكن اللي حصل غير كده تمامًا. صدفه عاشت، واتحرمت من أهلها، واتظلمت ظلم مالوش آخر، وعرفت الحقيقة بعد سنين!"
فاطمه: "ماما، انتي متأكدة من اللي بتقوليه؟
وجيه: "انتي اتسرعتي يا هالة، ما جايز تكون واحدة نصابة أو حد من أعداءنا زاققها علينا."
هاني: "كلام خالي صح يا ماما."
فاطمة: "أكيد كلامك صح يا خالو."
هالة: "خلاص، خلصتوا كلام كلكم؟ لأ، هي فعلاً صدفه بنت فاطمة الله يرحمها. أم سامية كلمتني وعرفتني كل حاجة، دي حتى نسخة بالكربون من المرحومة فاطمة، وكمان قلبي بيقوللي كده."
وجيه: "على العموم، اديني ساعة زمن وأنا هعرف كل حاجة."
هالة: "هتعرف منين؟"
وجيه: "بطريقتي، هي مش اسمها صدفه؟ وانتي عارفة تاريخ ميلادها حتى لو بالتقريب؟"
هالة: "آه، بس هي معاهاش أي أوراق تثبت هويتها، سابت كل حاجة في البلد. مفيش غير صورة ليها مع والدها وفاطمة."
وجيه: "تمام، هعمل تليفون."
ليتصل وجيه بأحد أصدقائه في الداخلية...
وجيه: "تيمور باشا، حبيبي!"
تيمور: "وجيه بيه بنفسه بيتصل بيا؟ مش مصدق نفسي!"
وجيه: "لأ، صدق. المهم، كنت عاوزك في خدمة ضروري وترد عليا في أقل من ساعة."
تيمور: "حاضر، عيوني."
يعطيه وجيه اسم صدفه بالكامل وتاريخ ميلادها، ويطلب منه التأكد مما إذا كانت صاحبة الاسم عايشة أو متوفية.
تيمور: "حاضر، هعمل تليفون وارجعلك بسرعة."
هالة: "مفيش داعي لكل ده، هي فعلاً بنت فاطمة."
وجيه: "معلش، زيادة تأكيد."
بعد نصف ساعة من القلق، يتصل تيمور بوجيه...
وجيه: "إيه الأخبار يا تيمور؟"
تيمور: "صاحبة الاسم عايشة، ومافيش أي شهادة وفاة باسمها. وعايشة في الأقصر، ومتجوزة ابن عمتها من أكبر عائلات الأقصر."
وجيه: "شكرًا يا حبيبي، تعبتك معايا."
وجيه: قريب ان شاء الله.
هالة: "هاه يا وجيه، تيمور قالك إيه؟"
وجيه: "تمام، فعلاً طلعت بنت المرحومة فاطمة يعني بنت عمتكم يا ولاد."
هالة: "مش قولتلكم قلبي حاسس؟ تعرفوا إن صدفه شبه المرحومة فاطمة أوي؟"
فاطمة: "وهي فين دلوقتي يا ماما؟"
هالة: "نايمة فوق في أوضتي، البنت حالتها صعبة أوي."
هاني: "إزاي بنت عمتي يحصلها كل ده وإحنا منعرفش؟"
هالة: "لأ، مش وقت غباءك خالص يا هاني، بقولك قالولنا إنها اتوفت بعد الحادثة في المستشفى، وطبعاً دهبية هانم قالت لباباك الله يرحمه إنهم كلهم اتوفوا في الحادثة، واترجته إنه يسيبها هي وجوزها وأولادها يعيشوا في البيت بتاع عمتك، قال إيه حاجة من ريحة أخوها، ولأننا مش محتاجين حاجة سابلهم الأرض وما أخدش ورثه في عمتك وساب لهم كل حاجة. ومن وقتها لغاية باباك ما اتوفى منعرفش حاجة عنهم خالص.
وبعد خمس سنين من وفاة عمتك وجوزها، باباك اتوفى لأنه تعب فجأة، واكتشفنا إنه كان عنده فيروس في الكبد من وهو صغير أيام ما كان عايش في البلد، وطبعاً زمان كان في إهمال، لكن الفيروس كبر وتمكن منه، وده اللي كان سبب وفاته.
وطبعاً قبلها وصاني إنه يندفن في مدافن عائلتي هنا في أكتوبر، قال عشان لو اندفن في البلد هيبقى صعب علينا نزوره، وكمان مبقاش له حد هناك. لكن سبحان الله، بعد السنين دي كلها تطلع صدفه عايشة!
إنتو عارفين أنا كنت بحب فاطمة قد إيه، وعشان كده صممت أسميكي على اسمها يا فاطمة."
فاطمة: "أنا هطلع أصحيها، نفسي أشوفها أوي، أنا مشفتهاش من لما كان عندها تلت سنين، وأنا كان عندي تمن سنين، وهاني كان اتناشر سنة. وكانت عندها لدغة في حرف الراء، كانت بتقول عليه غ."
هالة: "ولسه عندها نفس اللدغة."
فاطمة: "وحشتني أوي، كنا بنلعب مع بعض دايماً، وكانت بتقول لهاني دايماً: أنت أخويا، وفاطمة أختي، وطنط هالة وخالو أصحابي."
هالة: "سيبيها نايمة."
فاطمة: "لأ، هطلع أجيبها وأجي."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وبالفعل تصعد فاطمة وتدخل الغرفة لتجد صدفه صاحيه تبكي على حالها.
فاطمة: "صدفه حبيبتي، انتي صاحية؟"
صدفه: "مين حضرتك؟"
فاطمة: "انتي لسه لدغة زي ما انتي!"
صدفه: "أمر ربنا."
فاطمة: "أنا بقى فاطمة بنت خالك، وكنا زمان على طول مع بعض لما كنتوا بتيجوا زيارة."
صدفه: "أهلاً بحضرتك."
فاطمة: "حضرتي إيه؟ انتي أختي! هاتي حضن بقى.
لتقرب عليها فاطمة، ثم تتفاجأ:
فاطمة: "يا نهار أبيض! انتي شبه عمتو أوي!"
صدفه: "أه، ما أنا شُفت صورتها، كان نفسي أمي وأبوي يكونوا عايشين دلوقتي."
فاطمة: "الله يرحمهم يا حبيبتي، ويرحم بابا كمان."
لتحتضنها صدفه.
فاطمة: "بصي، أنا مش بحب النكد، كفاية عياط بقى، وتعالي انزلي، العيلة كلها متجمعة على شرف استقبالك."
صدفه: "عيلة مين؟"
فاطمة: "خالو، وهاني أخويا وزوجي العزيز، ومشيرة مرات هاني، وولادنا كمان، يلا بقى ننزل!"
صدفه: "معلش سامحيني، أصلي بتكسف جوي."
فاطمة: "جوي جوي؟ طيب قومي، حد يتكسف من أهله؟"
لتشدها فاطمة من يدها وينزلوا تحت.
هاني: "مش معقول، عمتو فاطمة!"
هالة: "مش قولتلكم على الشبه اللي بينهم؟"
ليرحب بها الجميع.
فاطمة: "شفتي يا مشيرة؟ بقالي أخت أنا وهاني وانتي لأ!"
مشيرة: "وأختي أنا كمان!"
وجيه يقول في سره: هو في حد بالبراءة دي؟
وجيه: "أنا وجيه، أخو هالة."
صدفه: "أهلاً بحضرتك."
هالة: "حضرتك إيه ده أكبر منك بعشر سنين بس، ومغلبني، كل ما أجيبله عروسة يرفض لما عنس جنبي!"
لتضحك صدفه:
صدفه: "كل ديتي وعنس؟ ده فاته القطر ودهسه كمان!"
ليضحك الكل على لهجتها وعفويتها.
مشيرة: "ده انتي عسل أوي! ممكن تعلِّميني أتكلم زيك؟"
صدفه: "الله يخليكي يا هانم!"
مشيرة: "هانم إيه؟ أنا أختك!"
هالة: "صدفه، أنا مش عايزة أقلب عليكي المواجع، سامية حكيتلي كل حاجة."
صدفه: "تعرفوا إيه اللي أنا مش فاهماه خالص؟"
الجميع: "إيه؟"
صدفه: "عمتي كانت دايماً تشكر فيا، وتقول بت أخويا، بت أخويا، وتدافع عني، ولما أقولها طيب، أبوي وأمي مكنش ليهم إخوات؟ كانت تقول لي: لأ، أنا بس عمتك الوحيدة، وأمك كانت مقطوعة من شجرة. ولما خلفت عجوب ولدي، فرحت جوي، وقالت: مرت الصغير خلفت جبل مرت الكبير، بت أخويا ولاده!"
فاطمة: "سوري، بس يعني إيه عجوب؟"
هالة: "يعقوب يا فاطمة، بس في الصعيد بيقولوا عجوب."
مشيرة: "عندك ولد بس؟"
صدفه: "لأ، عندي دهبية ومازن، فردة جوز."
فاطمة: "ترجمي يا ماما هالة!"
هالة: "يعني توأم!"
صدفه: "اسم عليكي يا مرت خالي، بس سامحوني، أنا جيت كركبت حياتكم، حقكم عليَّ، بس مليش حد غيركم أروحلُه."
هاني: "انتي أختنا، وده كمان بيتك قبلنا إحنا."
وجيه: "إن شاء الله ولادك هيرجعولك، ده وعد مني."
صدفه: "وحياة أمك بتتكلم جد؟"
فاطمة: "الله يرحمك يا صدفه، ملحقناش نقعد معاكي!"
صدفه: "ليه؟ أنا موت وأنا معرفش؟!"
فاطمة: "حد يقول لوجيه بيه، أكبر رجل أعمال، اللي الدنيا كلها بتعمله حساب، وحياة أمك!"
صدفه: "طيب أجوله بذمت أمك يعني؟"
فاطمة: "انتي تسكتي أحسن!"
وجيه بضحك : "انتي اللي تخرسي يا فاطمة، صدفه تقول اللي هي عايزاه!"
ليضحك الجميع على عفوية صدفه.
_______________________________________
في الصعيد 
فايزة: خلصتي يا غنوة؟
غنوة: متصبري شوية، جربت أخلص.
فايزة: تصدقي إنك رَشلة؟
غنوة: ليه يعني؟
فايزة: ده أنا كان زماني نضفت عشر فراريج.
غنوة: تعالي  كمّلي إنتِ، إنتِ أصلًا مبيعجبكيش حاجة.
فايزة: يابت عاوزاكي تبقي بَت رشجة كده وتخلصي على طول، عشان لما تتجوزي ناس جوزك يفرحوا بيكي ويجولوا "بِت بيوت ومرباية صح".
غنوة: أهو خلصت أهوه.
فايزة: جَدعة بتي! يلا يا أمورة، حطيهم في كيس، وأنا خلصت، وكل أبوكي وخيك، نفوتوا نودّي لهم الوكل ونقول لأبوكي إننا هنجضي النهار عند أم رجيه، ولما محمد يخلص، كده كده هيفوت على رجيه يديها التلفون بتاعها.
غنوة: خلصي بجى يا أما.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فايزة: يلا يا أم لسانين.
(يخرجون، وفي طريقهم يشترون الخضار لـ أم رقيه، ويمرون على عياد في الأرض)
فايزة: الله يعينكم ويقويكم، جبنالكم الوكل أهوه، وهنفوت على أم رجيه نجعد معاهم طول النهار ونتغدى هناك كمان.
عياد: تتغدوا كيف بس يا أم دياب، انتي عارفة المرا حالها على كده.
فايزة: وديه تفوتني؟ ، خدتلها فروجة وخضار و زيت ورغفان كمان.
عياد: طول عمرك صاحبة واجب.
دياب: بت يا غنوة، السلام أمانة لرجيه.
غنوة: حاضر يا أخوي، هسلملك على المرجرج.
دياب: أخرسي يابت، حدش يجلعها غيري.
غنوة : شايفة ولدك يا أما؟
فايزة: خيك بيضحك معاكي، يلا بينا، عاوزين حاجة مننا؟
دياب: أما تعالي على جنب، عايزك.
فايزة: خير يا ولدي؟
دياب: لو معاكي فلوس، ابجى ادي رجيه.
فايزة: آه، باجي معايا تلتميت جنيه من النقطة الفاتحة بتاعتك، كنت هجيب منهم دقيق وحبة فروج صغيرة، أسعيه أهو يأكلوا خير البيت وينفعونا بناكلوا منيهم.
دياب: خلاص، اديها مية، وأنا أجيبلك الدقيق، صبر على ما يفرجها ربنا.
فايزة: عيني، حاضر.
(تذهب غنوة وأمها إلى منزل أم رقيه، ويصلون إلى البيت، حيث تكون رقيه ووالدتها في الداخل)
رقيه: الباب بيخبط يا أما، شوفي مين.
أم رقيه: مين هياجينا؟
رقيه: افتحي وانتي تعرفي، يدي مفضياش لتفتح.
(تفتح أم رقيه الباب لتتفاجأ بفايزة وغنوة أمامها)
أم رقيه (بارتباك): أهلا أهلا، تعالوا خشوا، نورتي يا أم دياب، نورتي يا غنوة.
أم دياب: بنورك يا خيتي، أمال فين عروسة ولدي؟
أم رقيه: جوه.
(تنده على بنتها)
أم رقيه: يا رجيه، تعالي، خالتك أم دياب وغنوة هنا.
غنوة: أنا هخشلها.
أم رقيه: خليكي، هي جاية.
(لكن غنوة تدخل دون أن تستمع إليها، وتتفاجأ بما تراه داخل الغرفة)
غنوة: الله أكبر! إيه كل ديتي؟ تفاح أمريكاني، موز، جوافة، رواني، بسبوسة، فطير مشلتت، وحلويات كتير جوي! وساجع؟ كل ديتي منين؟ وجعتوا على كنز؟
رقيه (بارتباك): كنز إيه يا عبيطة؟ ده ناس صحاب أبوي، لما عرفوا بجراية فاتحتي اتجمعوا كلهم وجابوا الحاجات دي.
غنوة (بفضول): ناس مين؟
رقيه: صحاب أبوي، يابت، كان بيعملهم شغل.
غنوة: شغل إيه؟ أبوكي كان بوسطجي؟
رقيه (بعصبية): هما جالوا إنهم صحباته، وجم، نطردهم يعني؟ بطلي بجى سؤالاتك وتعالي نجعد معاهم برا.
(تخرج الفتاتان، لتستقبل فايزة رقيه بحفاوة)
فايزة: عروسة الغالي، تعالي في حضني.
(تسلم عليها رقيه من دون نفس)
فايزة: خدي يا رجيه فروجة وخضار على ما جسم، وعندك زيت، جولنا نتغدى معاكم أنا وغنوة.
أم رقيه: آه وماله يا خيتي، أهلًا وسهلًا بيكم، جومي يا رجيه وضبي الغدا.
(تأخذ رقيه الحاجة من فايزة وتدخل المطبخ، وطبعًا غنوة وراها)
غنوة (مندهشة): عنديكم لحم أهه، كتير، وإيه ديتي؟ جبن رومي ولانشون؟ وإيه كل ديتي، يابت؟ جوليلي، شكلكم سرجتو سريجة؟ جوليلي، الحج، يابت، الجزمة؟
رقيه (بتردد): الصراحة، أمي باعت حلجها وجابت الحاجات ديه عشان نعزمكم، انتوا خيركم علينا.
غنوة (باندهاش): خير إيه يا عبيطة؟ انتي عروسة الغالي!
(تخرج غنوة من المطبخ وتذهب إلى أمها بسرعة)
غنوة: شفتي يا أما اللي حصل؟
أم رقيه : حصل إيه؟
غنوة: خالتي أم رجيه باعت حلجها اللي حيلتها، وجابت وكل وحلويات ولحم كتير عشان يعزمونا.
فايزة: أخص عليكي يا خيتي، كده برضك تفرطي في الحلج اللي حيلتك عشان تعزمينا؟ مالكيش حج واصل، وإحنا غرب عن بعض؟
أم رقيه: غرب مين؟ ده انتوا أهلنا، احنا لينا غيركم؟
غنوة: طيب، جايبين جبن رومي ليه؟
رقيه: يابت، شفت طريقة مكرونة بشاميل ورجاج صينية في التلفزيون، جلت أعملهم عشان ندوجهم مع بعض.
فايزة : معدولة، عروسة ولدي، جَدعة بتي!
رقيه: تسلمي يا خاله
 فايزه. تخرج المية جنيه لتعطيها لرقيه. "خودي يارجيه دياب ولدي جاللي اديهالك عشان لو نفسك ف حاجه يا بتي."
رقيه: "تعيشي يا خاله فايزه."
فايزه: "جولي يعيش دياب. كله خيره وخير أبوه."
أم رقيه: "عن إذنكم، بيتكم ومطرحكم. تعالي معايا يارجيه."
لتدخل رقيه الغرفه مع والدتها
 أم رقيه، وبعدين في  الحزانه دول، جالو هيجضو النهار."
رقيه: "آه، أمال ايه، مش جايبين فروجه عيانه وشويه حاجات."
وفايزه بتمد يدها وتديني مية جنيه. وجال ايه "ادعي لدياب خيره وخير أبوه. ناس بارده والله. فرضنا عاوزين ننامو."
أم رقيه: "يا مري، لو مندوح جاه وهما جاعدين، هنعملو ايه؟"
رقيه: "معرفاش يا أما. ده لو جاه، كل حاجه هتتخربط. لو كان التلفون معايا كنت كلمته."
أم رقيه: "أجولك، احنا نعملو حالنا عاوزين نجيلو شويه ونجعدو. نتاوبو كل شويه، يمكن يحسو علي دمهم ويمشو."
فايزه: "هما مالهم دول دخلو جوه وغابو ليه؟ وشكلهم كده مش مريحني. معرفاش، حاسه في حاجه."
غنوه: "إيه يا أما؟ هتعملي حما على البت من دلوك؟"
غنوه أيضًا يشوبها القلق لكنها تحاول تهدئه أمها.
فايزه: "لا والله يا بتي، لا حما ولا حاجه. بس انا جلبي مش مطمن."
غنوه: "بقولك تلجاهم بس مكسوفين عشان يعني جبنالهم وكل. لو ماكانوش مكسوفين ماكانتش خالتي أم رجيه باعت حلجها."
فايزه: "أم رجيه حلجها ف ودنها يا بتي."
غنوه: "يا أما، أنا بعض الظن اثم. أجولك يلا نمشو."
فايزه: "احنا جولنا لابوكي. هنجضو النهار هنا."
غنوه: "نفوتو عليهم ونجولوهم إني راسي وجعتني وعاوزه أروح أريح. كان داخلني برد."
فايزه: "عندك حج؟ يلا بينا."
لتنده غنوه علي رقيه: "يارجيه تعالي، عاوزاكي."
رقيه: "جايه."
غنوه: "إحنا هنمشو بجى."
أم رقيه تخرج من الغرفه لتستمع الي غنوه وهي تقول إنهم هيمشو.
أم رقيه: "طيب يا حبيبتي، على راحتكم، مع السلامه."
ينظرون فايزه وغنوه لبعض.
فايزه: "طب بالسلامة، احنا بجى."
ثم يخرجان من المنزل.
غنوه: "ايه ده يا أما؟ كأنهم طردونا بالذوق."
فايزه: معرفاش يابتي حالهم غريب ليه .
(في الطريق)
تري غنوه عربية ممدوح تتجه ناحية منزل رقيه.
غنوه لنفسها : "له له، تلجاه رايح بكان وطريجه من هناك."
"بس أنا لازم أتأكد." 
"أما أنا نسيت تلفوني عند رجيه، هعاود أجيبه."
فايزه: "ماشي، وتاجي علي الأرض، وأوعاكي تجولي حاجه جدام خيك ولا أبوكي."
غنوه: "حاضر."
وبالفعل تعاود غنوه إلى منزل رقيه، لكنها تقف خلف شجرة لتري ممدوح يصف عربيتة ومعه أشياء كثيرة وينزل أمام منزل رقيه.
ممدوح يطرق الباب 
رقيه: "مين تاني؟"
ممدوح: "أنا مندوح، يا جمر انتي افتحي."
أم رقيه: "الحمدلله إنهم مشو، ولا كانت هتبجى فضيحة كبيرة."
لتفتح رقيه الباب لممدوح، وهي بشعرها وتبتسم له، وتقول: "عن إذنك الحاجات ديه يا سي مندوح."
غنوه، التي كانت تراقب من بعيد، مستغربة: "إيه ده؟ البت رقيه بتفتح الباب لمندوح وبشعرها كمان؟ وإيه الحاجات اللي جايبها ديه كلها؟"
وفجأة، ياتي محمد من خلفها
محمد: "يا غنوه، واجفه كده ليه؟"
ترتبك غنوه وتبدأ تتلعثم: "أصل، أصل...".
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
محمد: "يا غنوه، واقفه كده ليه؟"
ترتبك غنوه وتبدأ تتلعثم: "أصل، أصل...".
محمد: أصل إيه مالك يا بت فيه إيه؟
غنوة: أصل أنا وأمك كنا عند رُجية ومشينا، وبعدين أنا افتكرت إني نسيت تلفوني عندهم، لكن لما جربت لقيتني سمعت صوت رسالة من تلفوني فافتكرت إن التلفون معايا وكنت راجعة تاني.
محمد: ومشيتوا ليه بدري؟ ده دياب اتصل بيَّ وجالي إنكم هتتغدوا عندهم، وجالي أفوت أتغدى معاكم لما أجيب تلفون رُجية، وأنا جبته وجيت أهو.
غنوة: ما إحنا مشينا عشان خالتي أم رُجية لقيناها عيانة جوي ونايمة، ورُجية شكلها خدت الدور منها، بيكحوا هما الاتنين كحة عفشة.
محمد: تجوموا تهملوهم؟ طب كنتوا عملتولهم شوية مَرقة.
غنوة: آه ما إحنا عملنا فروجة وشربوا مَرقتها ولجيناهم هيناموا، فجولنا نروح.
محمد: مش ديه عربية مندوح واد عجوب؟
غنوة: فينها ديه؟
محمد: أهي هناك، أهي راكنة جريب جوي من بيت أم رُجية.
غنوة: ما أنت عارفه وعارف بروده ونفسه الكبيرة، فاكر البلد كلها بتاعة أبوه، يوجف مطرح ما يوجف.
محمد: على رأيك، طب أنا أعمل إيه في التلفون ديتي؟
غنوة: هاته وأنا أبجى بكره أجيبهولها.
محمد: ماشي، خدي، تعالي نفوتوا على أبوكي ودياب في الأرض ونروحوا.
غنوة: ما أنا كنت لسه هناك، تعالي نروحوا أحسن.
محمد: خلاص روحي إنتي، وأنا هفوت عليهم وأجي وراكي.
غنوة: على إيه؟ أنا جاية معاك.
وبالفعل يذهبوا هما الاثنين إلى الأرض.
محمد: الله يساعدكم، هغير جلابيتي وأجي أوجف معاكم أهو.
دياب: جبت التلفون بتاع رُجية؟
محمد: آه، جبته واديته لغنوة عشان جالت لي إن رُجية وأمها عيانين عندهم نزلة برد.
دياب: إنتي مخبلة يا بتي؟ مش جولتي إنك إنتي اللي عيانة؟ مش جولتوا يا إما إن بَتك هي اللي عيانة؟
فايزة تنظر لغنوة بمعنى "أعمل إيه وأقول إيه".
غنوة: أصلك إحنا مرضيناش نخرعوك على رُجية.
دياب (بلهفة): يعني رُجية عيانة؟ اسم الله عليها، تعالي يا محمد، أوجف انت مع أبوك وأنا رايح أطمن عليها.
غنوة: ما هما ناموا يا خيي، وبعدين هتروح كده وخلجاتك غرقانة مَيَّة وربراب؟
دياب: خلاص، هروح أغير وأسبح واروحلها.
غنوة: طيب يا خيي، إحنا هنجعدوا هنا معاهم شوية.
يذهب دياب مستعجل عشان يلحق رُجية.
فايزة: يا دياب يا ولدي، نسيت المحفظة والمفاتيح.
دياب: معلش يا أما، راسي اندارت.
ويأخذ دياب أشياؤه ويذهب، أما غنوة فتقف بعيدًا عن أمها لتتصل بفريدة.
فريدة: إزيك يا غنوة؟
غنوة: الحمد لله.
فريدة: اسكتي على اللي حصل عندنا!
غنوة: مش وجتي دلوقتي، بسرعة اتصلي بمندوح خيي، خليه يمشي من عند رُجية.
فريدة: وإيه ودي مندوح خيي عند رُجية؟
غنوة: مش وجتي دلوك، بسرعة كلميه خليه يمشي، عشان دياب أخوي رايح على هناك، ومتعرِّفيهوش إن أنا اللي جولت لكِ.
فريدة: أنا هخلي يونس يكلمه.
غنوة: بسرعة، الله يخليكي.
فريدة: حاضر، هخلي يونس يصرف.
لتغلق غنوة الهاتف مع فريدة وتقول: استر يا رب.
أما فريدة، فتتصل على يونس، لكنه لا يرد، فتذهب مسرعة إلى غرفته وتجده يغط في نوم عميق.
فريدة: يونس، جوم يا يونس، جوم بسرعة!
يونس: فيه إيه؟
فريدة: بعدين أجولك، أهم حاجة اتصل على مندوح، خليه يمشي من عند رُجية خطيبة دياب، عشان دياب رايح عندهم دلوك، جول لخيك يمشي، مش ناقصين فضايح.
يونس: أنا مش فاهم حاجة.
فريدة: اتصل بس، وبعدين أفهمك.
يونس: حاضر.
ليتصل يونس بممدوح.
ممدوح: خير يا يونس، عاوز إيه؟ انت سيبت شغلك في مصر وهتجرفنا هنا؟
يونس: مندوح، همل بيت رُجية وامشي، عشان دياب جاي عليكم في الطريق.
ممدوح: ميجي دياب ولا جرد؟ أنا هخاف منه يعني؟
يونس: امشي يا ممدوح، مش عايزين فضايح.
ممدوح: لا، مش ماشي، وأحب أعرفك إني هتجوز رُجية الأسبوع الجاي.
يونس: انت اتجننت؟ إيه، ملكش كبير؟ ومتعرفش حلال وحرام؟ البنية مخطوبة!
ممدوح: لا، رُجية رايداني أنا، مش دياب المجمل ديتي، اقفل بقى، جلبت مخي.
ليغلق ممدوح الهاتف في وجه أخيه، فيعاود يونس الاتصال، لكن ممدوح يغلق الهاتف مرة أخرى.
ممدوح: اديني جفلت المخروب، أما أشوف بقى هتعملوا إيه!
يونس: أخوكي مش هيهمل بيت رُجية، وبيقول هيتجوزها.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فريدة: يا مري، وانتَ على ما تروح له، البيت بعيد عنينا، أنا هكلم غنوة تتصرف.
يونس: وغنوة مالها؟
فريدة: ما غنوة هي اللي جالت لي!
________________________________________
أما عند دياب
وصل إلى منزله في سرعة البرق، ليقول:
دياب: لسه هسخن مايه أسبح... مايه ساقعه أحسن.
وبالفعل، استحم بماءٍ بارد، وارتدى ملابسه على عجل، ثم خرج مسرعًا في طريقه إلى بيت رُقيّة.
وفي الأرض، كانت غنوة جالسةً تقضم أظافرها من القلق، بينما كان محمد ينظر إليها متعجبًا.
محمد (يتمتم لنفسه): البِت ديه فيها حاجه مش مظبوطة...
وهنا، يرن هاتف غنوة، فترد بسرعة.
غنوة: مشي خلاص يا فريدة؟
فريدة: مِراضيش يمشي... وبيقول إنه هيتجوز رُقيّة وهي موافقة.
يسقط الهاتف من يد غنوة، وتلطم خدها بصدمة.
محمد (بقلق): فيكي إيه يا بِتّ؟ مالك؟
فايزة (مذعورة): مالك يا غنوة؟
غنوة (تلتقط أنفاسها): تعالَ معاي يا محمد بسرعة!
محمد: فيه إيه؟
فايزة: يا جي معاكي على فين؟
وفي هذا الوقت، كان الحاج عياد مشغولًا بمساعدة جيرانه في سقي أرضهم، فقد كان معروفًا بحبه للناس وخدمتهم، لذا كان الجميع يحبونه ويحترمونه.
غنوة (متظاهرة بالإعياء): مروحة يا أماه... بس دايخة، عايزة محمد يسندني.
فايزة: أجي معاكم؟
غنوة: لا، خليكي إنتِ ونسي أبوي.
فايزة: أبوكي مشغول.
غنوة: خليكي بس قاعدة... هروح ألبس حاجه وأجي.
وبالفعل، خرجت غنوة مع محمد... لكنه بدأ يشكّ في الأمر.
محمد: احنا مش مروحين؟ أمال رايحين فين؟
غنوة: أصل الصراحة... ممدوح واد عجوب عند رُقيّة، وأنا كلمت فريدة عشان تكلمه يمشي قبل ما دياب يروح عندهم وتبقى عركة وفضيحة... بس ممدوح مراضيش يمشي، وقال إنه هيتجوز رُقيّة وجفل التليفون.
محمد (منصدم): إنتي اتجنيتي؟ صح؟ بتخترفي؟
غنوة: والله أبدًا يا خيي... أنا كدبت عليك، أنا وأمي كنا عندهم وطردونا بالذوق.
محمد (يصرخ): إيه؟ طردوكم ؟
غنوة: مش وقتها يا محمد... يلّا خلينا نلحقه قبل دياب.
محمد (بحزم): أما نشوف... أنا ممصدقش حديتك، بس اديني رايح معاكي.
وبالفعل، أسرعا إلى بيت رُقيّة.
________________________________________
عند بيت رُقيّة
كانت رُقيّة تسمع طرق الباب، فتهمّ بالقيام، لكن ممدوح يمنعها.
ممدوح: خليكي كيف تفتحي الباب وراجلك جاعد؟
تضحك رُقيّة ضحكة خليعة، بينما يفتح ممدوح الباب ليجد محمد وغنوة أمامه.
ممدوح (بتهكم): خير؟ عايزين إيه يا حلو منك ليها؟
محمد: انت إيه اللي جابك هنا؟
ممدوح: بيت عروستي... وأجي و جت ما أحب.
وفجأة، يسمع الجميع صوت دياب قادمًا.
دياب (بسخرية): إيه ده؟ انت هتتجوز حماتي؟... إياك بس، كبيرة عليك.
ممدوح: زين إنك جيت، انت كمان، عشان أقول الكلام مرة واحدة... عروستي تبقى رُقيّة بت أم رُقيّة على سن ورمح.
دياب (بصوت يرتجف من الصدمة): مش وقت الضحك ديتي... أوعي من خشم الباب، خليني أطمن على عروستي، عيانه.
ممدوح (يضحك بسخرية): مين قالك عيانه؟ اسم الله عليها... من العيا والرقدة!
ثم ينادي:
ممدوح: رُقيّة! يا مرجرجة! تعالي شوفي الواد المجمل ديتي بيجول عليكي "بعد الشر، راقدة وعيانة".
تخرج رُقيّة، بشعرها غير مغطى، أمام الجميع.
دياب (بذهول): رُقيّة... إيه ده؟ إنتِ جاعدة جدامه بشعرك كيف؟
ممدوح: مخبّل انت؟ إياك، بجولك عروستي... إيه، طرشت؟
رُقيّة (بتلعثم): مخلاص يا دياب... جالك عروسته
ثم تخلع الدبلة من يدها وترميها عليه.
رُقيّة: خد دبلتك... اهيه... وفارجنا بجى!
تخرج أم رُقيّة، وتقول بحدة:
أم رُقيّة: ما جالتلك... فارجنا؟ منا ناقصينش فجر! بتي هتتجوز ممدوح بيه... سيد البلد... وسيدك انت وناسك.
"ليغلي الدم في عروق دياب
غنوه: انتو بتهزرو ياك؟ هزاركم ماسخ جوي جوي
محمد: صح والله، شكلهم بيهزرو
ممدوح: وانتو مين عشان اهزر معاكم؟ غورو بجى، عاوز اتكلم ف مستجبلي انا وعروستي
ليدفع دياب ممدوح ليقع ممدوح علي الأرض، ثم ينقض عليه دياب ويلكمه يمينا ويسارا
رقيه: ياخلج يا هوو! دياب واد عياد اتهجم علينا في بيتنا وبيضرب مندوح بيه
غنوه: سيبه يا دياب، هيموت في يدك! حن عليك يا خيي، سيبه
ورقيه تضرب دياب علي ضهره ليترك ممدوح، وغنوه تبعدها عن أخيها لتقول لها
غنوه: يا واطيه، يا جليله الأصل، يا خاينه العيش والملح
لتأتي ام رقيه ومعها عصا لتهم أن تضرب دياب على رأسه
محمد: حاسب يا دياب!
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ليبعد ممدوح دياب عنه ليخرج طبنجته ويصوبها علي دياب، ويمسك دياب يده، ليحاول محمد فض الشجار خوفا من أن يصاب أخيه بطلق ناري، لتخرج رصاصه من طبنجه ممدوح لتستقر في قلب محمد ليقع ف الحال علي الأرض
لتصرخ غنوه
غنوه: اخوي! اخوي!
دياب لممدوح: كتلت اخوي والله مههملك واصل يا مندوح، وهجتلك انت والفاجره ديه
ممدوح: كلمه تانيه وهخليك تنام جار خيك
غنوه: محمد! محمد! جوم يا محمد، جوم ياشجيجي!
محمد قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة: غنوه، جوللي لابوي وامي اني بحبهم جوي، وجربي يا غنوه، عاوز اجولك حاجه ف ودنك
غنوه: انت هتجوم وتبجى زين ياخيي! شيله يا دياب، خلينا نودوه مشتشفي
محمد: مش هتلحجو...
ليحمله دياب
محمد: جربي يا غنوه...
لتقترب غنوه من أخيها
محمد: جوللي لفريده اني حبيتها جوي، بس خليها تحب وتتجوز، وانا خلاص ماشي... مع السلامه يا دياب، امانه عليك اوعاك تجرب من مندوح ولا من رجيه، هملهم ل ربنا ياخيي، اوعدني انك متاخدش تاري من مندوح
دياب ببكاء: والله لا خلص علي عيلته نفر نفر
محمد: اوعدني يا خيي، خليني اموت مرتاح، اوعدني يا دياب...
دياب: اوعدك يا حبيبي
محمد: هتوحشوني جوي جوي، امي وأبوي وانت يا دياب، وانتي يا غنيوه...
أشهد أن لا إله الله واشهد أن محمد رسول الله
ليغلق محمد عينيه إلى الأبد
غنوه: محمد! له يا محمد، جوم يا خيي! أمانه عليك، جوم! جوم يا حماده! مين هيجلعني بعدك؟ مين هيجبلي اللبان والحلويات؟ جوم يا حماده!
أما دياب، فكان يبكي بحرقة
دياب: جوم يا محمد! جوم ياشجيجي! كسرت ضهر خيك يا محمد! جوم يا حماده، جوم يا خيي! طب هجول لامك وابوك ايه؟ اجولهم ولدكم وخيي راح عشان كلبه متسواش؟ باعت العشره والحب؟ اجولهم محمد فداني بروحه عشان مموتش أنا، مات هو؟
ممدوح: مكفايه نواح منك ليها وغورو من هنيه، يلا
لتصرخ غنوه بأعلى صوتها
غنوه: أخووووي!
ليتجمع أهل البلد حولهم
أهل البلد: فيه ايه؟ فيه ايه؟
دياب: وعدي لأخوي هو اللي نجدك من تحت يدي، يا مندوح الكلب! أما انتي يا رجيه، الحساب بينا طويل
ليحمل أخاه على يده ويذهب إلى الأرض، وأهل البلد خلفه، وغنوه في حالة توهان، وسيدتان من أهل البلد تسندانها
أما عند رقيه وممدوح...
ممدوح: رجيه، تعالي انتي وامك معاي
أم رقيه: علي فين دلوك الحكومه تاجي ويبجى تحجيج ومرار ليه بس كتلته؟
ممدوح: تعالو معايا، هتجعدو عندينا، وههعجد علي رجيه
أم رقيه: وناسك هيوافجو؟
ممدوح: خلاص، هعجد عليها الأول وبعدين نروحو بيتنا
رقيه: أنا خايفه جوي يجرجروك ف حديد، يا نضري
ممدوح: له يا جمر، متخافيش، ديه اسميه دفاع عن النفس، أنا واحد جاعد مع مرتي، وهو وأخوه اتهجمو علينا
رقيه: ربنا يستر من اللي جاي
ممدوح: خايفه من دول؟ عيله نفرين وطفايه؟ طول ما أنا جنبك متخافيش واصل، يلا بينا على الجاضي نكتبو الكتاب
أم رقيه: طب نصبر لما نعرفو هيجرا ايه
ممدوح (بحده): جولت متخافوش، خلصو، اركبو العربيه
وممدوح بكل برود ودم بارد بيغني:
"وجننتيني يا بت يا سمرا.. وخدتي عجلي مني يا جمره..."
أما دياب، فكان يحمل أخيه على يده ويبكي، وملابسه ملوثة بدم محمد، وغنوه تبكي وتحدث نفسها
غنوه (بذهول): له، أنا ف كابوس؟ محمد زين، فيش حاجه حصلت، أيوه، محمد زين...
والنساء يسندنها، وإحداهن تقول:
إحدى النساء: مايعظمش على اللي ربنا، يا بتي، اطلبيله الرحمه
____________________________________________
في منزل يعقوب...
جاء أحد أهل البلدة مسرعًا:
الرجل: الحجنا ياحج يعقوب! الحجنا، !
سعفان الغفير : فيه ايه يا واكل ناسك؟
الرجل: مندوح بيه كتل محمد واد عياد أبوسويلم!
سعفان (بصدمة): يخرب مطنك، بتجول ايه؟
الرجل: والله كتله صح، وأهل البلد كلهم رايحين مع الميت على أرض عياد
فيدخل سعفان إلى المنزل مسرعًا
سعفان: الحجنا يا حج يعقوب، في واحد من أهل البلد برا بيجول ممدوح بيه كتل محمد واد عياد أبوسويلم!
يعقوب (بذهول): بتجول ايه يا حزين؟
يونس ينزل على السلم بسرعة، وهو رايح يلحق ممدوح قبل ما دياب يوصل
يعقوب: الحج يا يونس، مندوح كتل محمد واد عياد أبوسويلم!
يونس (بصدمه): ايه؟ كيف وميته؟ أنا كنت رايح الحجه عشان متجومش عركه بينه وبين دياب!
أما فريدة...
تحاول الاتصال بغنوه، لكن غنوه لا ترد، فتتصل بمحمد، لكن الهاتف يرن دون رد
فريدة (بقلق): أنا هنزل أشوف فيه ايه
وبالفعل تنزل، لتجدهم في حالة ذهول
فريدة (بخوف): مالكم؟
يعقوب: مندوح كتل محمد واد عياد أبوسويلم!
فريدة (بذهول): مين كتل مين؟
يعقوب: بجولك خيك، مندوح، كتل محمد واد عياد أبوسويلم!
لتقع فريدة على الأرض مغشيًا عليها
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فريدة (بخوف): مالكم؟
يعقوب: ممدوح قتل محمد واد عياد أبوسويلم!
فريدة (بذهول): مين قتل مين؟
يعقوب: بجولك خيك، ممدوح، قتل محمد واد عياد أبوسويلم!
لتقع فريدة على الأرض مغشيًا عليها
دهبية كانت خارجة من المطبخ لتقول:
دهبية: والله صدفة جطعت بيا، كانت خدماني أحسن من الخدم اللي عندينا.
لتجد بنتها مغشيا عليها.
دهبية: مالها خيتك يا يونس؟
يعقوب: ولدك مندوح جرسنا وركبنا العار، كتل محمد واد عياد أبو سويلم.
دهبية: كيف ديه؟ بتتحدد من عجلك انت ؟
يعقوب: اهو الغفير جدامك اسأليه، ويجولك البلد مجلوبة برا علينا.
يونس: أنا هطلع أشوف فيه إيه.
دهبية: له يا ولدي، خليك.
يونس: له يا أما، لازم أعرف فيه إيه.
دهبية: استر يا رب، وإيه علاجه؟ مندوح ولدي بمحمد ديتي.
يونس: ولدك كان عند رجيه، عروسة دياب، ولما كلمته وجولتله "عيب وامشي من عنديهم"، جالي له وهتجوزها.
دهبية: يا خيبتي، يا تحستي، يا مراري!
يعقوب: فوج خيتك الأول، وبعدين ابجى روح.
____________________________________
والآن وصل دياب وهو يحمل أخيه على أرضهم، وأهل البلد كلهم حوله.
فايزة: وه، دياب، ولدي شايل مين كده؟ وأهل البلد كلهم جايين وراه ليه؟
ليقترب دياب، لينزل محمد على الأرض أمام والده ووالدته.
فايزة: ماله خيك يا ولدي؟
دياب (ببكاء شديد): محمد اتكتل... محمد مات يا أما.
فايزة: له، تلجاه نايم بس!
عياد: إيه الدم ديتي يا ولدي؟
دياب: مندوح كتل محمد، كله بسبب الفاجرة... بت الفاجرة، رجيه!
تقترب فايزة من محمد وتقول:
فايزة: محمد، ولدي، جوم... بطل جلع... جوم بجى يا حمتو... جوم يا حمتو!
دياب: مات يا أما... مات!
فايزة: ولدي... له، ولد بطني! جوم يا ضناي، يا نن عين أمك! جوم متولعش النار في حشاي! جوم يا زرعة عمري! جوم يا حبيبي، يا واد جلبي، يا غالي!
لتترك غنوة السيدات، وتجلس بجانب جثة أخيها.
غنوة: يا حمادة، يا صاحب السعادة، يا سكر زيادة... جوم بجى، أهيني غنيتلك الغنيوة اللي بتحبها... جوم بجى، متخلعش جلوبنا عليك!
أما عياد، ففي حالة ذهول، وجالس يقول:
عياد: لله الأمر من قبل ومن بعد... إنا لله وإنا إليه راجعون... لله ما أخذ، ولله ما أعطى.
أما فايزة، فتبكي وتضع الطين على وجهها، وغنوة جالسة بجانب الجثة تغني:
غنوة: يا شجرة مضللة عليا، وكلت النبج منك... جطعوكي يا شجرة، ولا عدت أعرف أجرب منك! كتلو محمد... كتلو أخوي يا أما!
فايزة (بصراخ): ولدي يا محمد... يا حرجة جلبي عليك يا ضناي! خدتوه مني ليه؟ جطفتوا الزرعة بدري ليه؟!
______________________________________
( في القاهرة في أكتوبر )
يرن تليفون سامية.
سامية: سامية، الو، يا أما، عاملة إيه؟
أم سامية: الحمد لله، بس الدنيا هنا والعة. فين ستك؟
سامية: كلهم جوه البيلا.
أم سامية: طب، خشيلها بالتليفون بسرعة.
سامية: فيه إيه، طيب؟
أم سامية: وأنا بحددها هتعرفي.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
لتدخل سامية إلى هول الفيلا، لتجدهم ما زالوا مجتمعين، وصدفة تقص عليهم حكايتها.
ساميه: بلهفة: ست صدفة، الحجي، أمي عاوزاكي على التلفون. بتجول الدنيا مولعة هناك.
صدفة: استر يا رب عيالي.
لتأخذ صدفة منها التليفون.
هاني: افتحي الاسبيكر يا صدفة.
لتفتح صدفة الاسبيكر وتقول:
صدفة: خير يا أم سامية، فيه إيه؟
أم سامية: مندوح كتل محمد، أخو غنوة.
صدفة: محمد اللي كان بيجي يساعد عم عيسى؟
أم سامية: آه، كتله.
صدفة: كتله؟
أم سامية: آه، ضربه بالنار ومات.
صدفة: ليه طيب؟
أم سامية: بيجولوا عشان مندوح عاوز يتجوز رجيه، خطيبة دياب.
صدفة: خبر إيه يا أم سامية؟
أم سامية: والله العظيم، زي ما بجولك كده، أنا هجفل دلوقتي مع حضرتك وعيالك في عيني، متجلجليش.
صدفة: خلي بالك عليهم.
لتغلق صدفة الهاتف.
فاطمة: سبحان الله، ده انتي الواحد يخاف منك تدعي عليه، تلاقيكي دعيتي على جوزك حصله كده.
صدفة: له، والله، أنا مبدعيش على حد.
وجيه : صدفة ممكن تقوليلي تعرفي إيه عن القتيل؟
صدفة: معرفش غير اسمه محمد، واد عياد أبو سويلم، خيته اسمها غنوة، وخيه اسمه دياب.
وجيه: تمام أوى ، طيب، أنا عندي مشوار كده هعمله وهجيلكم بليل.
هالة: هتسيبنا كده وحق الغلبانة ديه؟
وجيه: صدفة، أنا هجيبلك حقك وهجيبلك ولادك.
هالة:  إنت ناوي على إيه؟ فهمني.
وجيه: بعدين، صدفة، إنتِ قولتي إن يونس أخو ممدوح ده شركاته هنا في مصر، مش كده؟
صدفة: أه، ليه؟
وجيه: لأ، مافيش، أنا جاي بليل. سلام.
ليخرج وجيه من الفيلا، ليتصل بالتليفون.
وجيه: أيوه يا حسن، عاوزك تعرفلي فين مخازن شركة الهلالي جروب؟
حسن: حضرتك دي موجودة في طريق مصر إسماعيلية.
وجيه: متأكد؟
حسن: أيوه، ابن خالي شغال هناك والمخازن جنبهم.
وجيه: عاوز المخازن دي تتحرق يا حسن، وتتحرق حالًا، ومتقوليش معرفش. ليك عندي مليون جنيه ليك لوحدك غير الرجالة اللي هينفذوا العملية.
حسن: اعتبره حصل معاليك.
ليغلق وجيه الهاتف
_____________________________________
 في الصعيد في منزل الهلالي
 يستيقظ عيسى من النوم ليقول:
عيسى: يااااه، أنا نومت كتير قوي.
ليسمع صوت هرج ومرج في الأسفل، ليقول:
عيسى: فيه إيه تحت؟ تلجى مندوح عامل مشكلة زي عادته. اندلِ أشوف فيه إيه.
وبالفعل، ينزل عيسى إلى الأسفل ليجد فريدة ممددة على الأرض مغشي عليها، والكل حولها في حالة ذهول.
عيسى: مالها فريدة؟ وانتوا مالكم واقفين كده ليه؟
دهبيه: مندوح كتل محمد، واد عياد أبو سويلم.
عيسى: مندوح كتله ليه؟
يعقوب:  كتله. موته ضرب الواد بالنار، والواد مات فيها.
عيسى: محمد ده كان صاحبي وأخوي، والله مهسيبك يا مندوح.
يعقوب: يا أخوي، جول نفوجو، خيتك الأول.
ليحملها عيسى.
 أما يونس جالس على الكرسي يفكر فيما سوف يترتب على ذلك، ليقول:
يونس: دياب أكيد هياخد بالتار منينا. منك لله يا مندوح، دخلتنا في حرب، الله أعلم هنخرج منها إزاي.
دهبيه: محاوله لتفويق فريدة.
دهبيه: جومي يا فريدة.
يعقوب: شمميها، ريحة ولا بصلة ولا حاجة.
وبالفعل، تشم دهبيه بنتها كولونيا لتفوق فريدة.
دهبيه: اسم عليكي يا بتي، خوفتي علي خيك.
فريدة: بتعب، هو صح يا أما؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
دهبيه: صح يا بتي، خيك موته بطلجة نار.
فريدة: تصرخ: محمد! له يا حبيبي! خيي، كتلك، وكتل
 فرحتنا! موت حبيبي! ليه يا مندوح؟ محمد غلبان!
محمد حبيبي وكنا هنتجوزو "
 دهببه: بس يابت اجطعي من جلبك واخرسي خالص
 فريده: له مش هسكت منكم لله كلكم ظلمه ومفتريين ده ذنب صدفه اللي ظلمتوها وانا مش هسكت علي كتل محمد جتلتو فرحتي منكم لله لتظل تصرخ
 يعقوب: البت ديه تتحبس هنا ف الاوضه واوعاكم حد يطلعلها وكل ولا شرب خليها تموت بعارها الفاجرة ديه دهبيه :والمدرسة طيب
 يعقوب: اللي جولته يتنفذ فهمتي
 دهبيه: حاضر حاضر 
يعقوب: جاكم النار تولع فيكم كلكم فيش وراكم غير الهم اطلعي خلصي خليني اجفل عليها واهيني جولت وحذرتك 
دهبيه: حاضر بس هنعملو ايه مع مندوح 
يعقوب: انا هحلها 
ليخرجوا من غرفة فريدة ويغلق والدها عليها الغرفة بالمفتاح لينزل إلى الأسفل، ليجد يونس جالسًا مكانه يفكر.
يعقوب: مالك انت كمان؟
يونس: فكرك يعني يا أبوي إن اللي حصل ديتي هيعدي بالسهل؟
يعقوب: قصدك إيه؟
يونس: التار يا أبوي، دياب هياخد بالتار.
(ليدخل ممدوح مع رقية ووالدتها)
ممدوح: خشي يا عروسة، خشي يا حماتي، بيتكم ومطرحكم.
يونس: يا أخي، انت معندكش دم ولا دين ولا ضمير.
ممدوح: اخرس يا واد، انت ما اسمعش نفسك. غور على مصر، جاعد هنا ليه؟
يونس: انت فاكر أن دياب مش هياخد بتاره منينا؟
ممدوح (وهو يضحك بصوت عالي): دياب مين ديتي ده؟ أنا ملبسوش مركوب في رجلي.
يعقوب: تار مين وياخده من مين؟ ده أنا أبندجهم واحد واحد، جبل ما يدهم تتمد على من عيالي.
ممدوح: عافية عليك يا أبوي. رحب بجى بعروسه ولدك الجمر ديه.
يعقوب: انت بارد يا واد انت.
ممدوح: ليه بس؟ اتجوزت يعني؟ أنا عملت إيه؟
أم رقية: خلاص يا بتي، تعالوا نرجع دارنا.
يعقوب (يقول في نفسه وهو ينظر لأم رقية بإعجاب): المرا دي مش باينلها متجوزة ومخلفة البت دي كلها، والله مرا فرسة واجفة، كيف الجمل؟
يعقوب: له مش قصدي. مبروك عليكم. باركلهم يا أم عيسى.
دهبيه: علي إيه؟ مناجصش كمان غير الشحاتين يخشوا بيتنا؟ وبتهم تتجوز ولدي بعد ما كان متجوز بنت أخوي؟
أم رقية (بحده): شحاتين ليه؟ جايين نقولولك حاجة لله؟ وبعدين بنت أخوكي اللي بتجولي عليها دي ما كانتش مريحة ولدك، أما بنتي، اسم الله عليها، هتريحه وتخدمه برموش عينيها. يلا يا بتي، يا رجيه، البيت اللي محدش يحترمنا فيه نهملوه. مطربج على رأس صحابه.
يعقوب (في نفسه): اهو أنا جاي عاوز مرا شديدة. كيف المرا دي. 
ليتحدث ده بيتكم يا ست أم رجيه. واللي مش عاجبه، هو اللي يهملنا ويغور. مناجصينش مرض احنا.
دهبيه: قصدك إيه؟
يعقوب: قصدك اللي سمعتيه.
كل هذا يحدث وعيسى يبكي على محمد، ويونس يفكر في الثأر.
ثم يرن هاتف يونس.
يونس: إيه يا هشام؟
هشام: الحقنا يا يونس، المخازن بتاعتنا كلها ولعت. الخشب كله يا يونس، بيتنا اتخرب، إحنا مسددناش حق البضاعة وأخدين عرابين من التجار اللي كانوا هيشترو الخشب، وماضيين شروط جزائية.
يونس: اتحرقت إزاي؟
هشام: مش عارف. المباحث هناك. الكارثة مش في كده. الكارثة إننا ما آمنّاش على الخشب ده. قولتلك نأمن، قولتلي مش مهم إحنا كده كده هنسلمه بعد أسبوع، وفي الأسبوع ده مش هيجرى حاجة.
يونس: أنا لازم أنزل مصر.
هشام: أرجوك بسرعة.
يونس: أنا هاجي طيران.
يغلق يونس الهاتف.
دهبيه: إيه اللي اتحرج يا ولدي؟ فيه إيه؟
يونس: المخازن يا أمي، المخازن بتاعتنا كلها اتحرقت، وماكنتش مأمن عليها.
دهبيه: يا مري، يا مري على الخراب اللي جانا. وش العروسة، الخير على جدوم الواردين.
يعقوب: بس يا مره، انتي روحي شوفيلك مصلحة اعمليها، وانت يا ممدوح خد مرتك وحماتك واطلعوا شجتك. وانت يا عيسى كفاياك نواح وبكاء. الحريم روح شوف الأرض هتجعد تنوح. جارنا وانت يا يونس روح شوف حالك، وابجى طمنا يا ولدي.
يونس: أنا كده كده لازم أنزل أشوف المصيبة دي، وبعدين نبقى نشوف هنعمل إيه في موضوع محمد عيسى :الله يرحمه كان زينة الشباب. أنا هروح وأوجف معاهم في الدفنة والجنازة.
يعقوب: تروح فين؟
عيسى : زي ما سمعت يا أبوي.
وبالفعل يخرج عيسى وهو يبكي على ما حدث لصديقه الشاب الصغير الخدوم. 
أما ممدوح، الموضوع كله مش في باله. كل اللي يهمه رقية.
ويصعد يونس إلى غرفته ليحضر شنطته ليذهب إلى القاهرة.
________________________________________
 ( في  أرض عياد )
غنوه: والله ماهسيب حجك يا محمد، والله لاخد بتارك يا أطيب خلج الله .
عياد: روح خيك يا ولدي عشان نجهزوه وندفنوه.
فايزه: يا عيني عليك يا ولدي، خرجت من دارك على رجلك وراجع على ضهرك. يا ضنايا، يا حش وسطيا، يا حرجة قلبي عليك وعلي شبابك يا محمد.
غنوه: متبكيش يا أما، والله ليندموا كلهم على قتل محمد. هما قتلوا محمد بس، هما قتلونا كلنا. لكن ورحمة محمد، لاخد بتاره من كل الهلالية.
دياب: بس يا غنوه، أخوكي وصاني إننا ماخدوش بالتار.
غنوه: وصاك انت؟ أنا له، ومحدش هيرجعني.
فايزه: صوح هتبردي قلبي على خيك صوح هتاخدي بتاره.
غنوه: عهد عليا يا أما، لاخد بتار محمد، وأحزنهم كلهم. ،صدجيني يا أما،
 عياد : له يابتي  سيبيهم لربنا، إحنا مش كدهم.
غنوه: له يا أبوي، إحنا كدهم وكدود، وربنا معانا.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
غنوه: عهد عليا يا أما، لاخد بتار محمد، وأحزنهم كلهم. ،صدجيني يا أما،
 عياد : لا يابتي  سيبيهم لربنا، إحنا مش كدهم.
غنوه: لا يا أبوي، إحنا كدهم وكدود، وربنا معانا.
عياد: ندفن المرحوم، ويحلها ربنا بعد كده. حنّ عليكم، خلونا في حالنا، ماعوزش اتكوي بنار حد تاني فيكم. كفاية نار محمد اللي جايده نار في جلبي.
غنوه: زي ما جولت يا أبوي، ندفن محمد، ويحلها ربنا.
دياب: ليه كتفتني بوعد يا محمد؟ ليه يا خوي؟ الله يرحمك يا شجيجي وشجيج روحي.
فايزه تمسح دموعها وتتحدث بقوة:
فايزه: دياب، كفاية عديد وعويل. مش هننوح على محمد تاني. تار محمد أمانة في رقبتك يا غنوه، وإن جاني الأجل ومت، أوعاكي تنسي تار محمد.
غنوه: عهد عليّا يا أما، لاخد تارك يا محمد مهما كلفني الأمر ، بينا يا دياب، نغسلوه وندفنوه.
فايزه: له، ولدي شهيد، والشهيد ما يتغسلش. هيدفن على حاله كده زي ما هو.
عياد: أمك كلامها صح يا دياب، هندفنوه على حاله.
غنوه: جلابيتك ما تتغسلش يا دياب، هتجعد كده بدم الغالي، ولما ناخد بتاره نبجى نغرجوها بدم الهلالية. والله لا حزنهم كلهم نفر نفر، راجل ومره.
عياد: يلا يا ولدي على الجبّانة، ندفن الغالي.
دياب ببكاء شديد: حاضر يا أبوي.
وبالفعل، يذهبون إلى المقابر لدفن جثة محمد وسط صراخ وعويل أهل البلد.
غنوه بصوت عالي: ماعوزاش بكا، حدش يبكي على خيي، خيي عريس في الجنة، والحور العين مستنينه. إياكم تنوحو ولا تبكو، سامعيني زين؟
أهل البلد يتهامسون بينهم: يا عيني، يا ربي، البت باينها اجنت، مسكينة الحكاية واعره جوي، الله يكون في عونهم. والهلالية فجر وجادرين، ربنا ينتقم منهم.
_____________________________________
عيسى يذهب إلى منزل أهل إنعام، ليقابله حماه الحج محسب
محسب: مالك يا عيسى؟ فيك إيه وبتبكي ليه؟ خلاص يا ولدي، ربنا بيعوّض عليكم إن شاء الله.
عيسى: انتو متعرفوش اللي حصل في البلد؟
محسب: لا يا ولدي، أنا ما طلعتش من البيت النهارده واصل.
عيسى: عشان كده! مندوح خيي كتل محمد ولد عياد أبو سويلم! كتل ولدي! كت عامله ولدي البكري، يعني مرته كتلت ولدي اللي في بطن إنعام، وهو كتل محمد ولدي!
تخرج انعام من الداخل وهي مذهولة:
انعام: مندوح كتل محمد؟ صح؟ معجولة ديه! وكتله ليه وكيف؟
عيسى: كتله عشان المحروجة رُجية، عشان يتجوزها!
إنعام (بصدمة): ميتجوزها؟ ما هي خطيبته؟
يدخل مندوح، فيتحدث عيسى بحدة:
عيسى: له يا إنعام، مندوح هو اللي عاوز يتجوزها!
إنعام: مندوح خيك اتجن! يعوز يجيب زبالة البلد ويتجوزها؟
عيسى: هو لسه هيتجوزها؟ ماهو اتجوزها خلاص، وودّاها بيتنا، والعجب إن أبوي رحب بيها وبأمها! وكمان يونس مخازنه اتحرقت، كأنها دعوة شيخ مرار جات لنا!
انعام : إيه ده بس يا ربي؟
عيسى: أنا جولت أجي أطمن عليكي، وأفوت أشوف ناس المرحوم.
إنعام تصرخ وتتمسك به:
إنعام: له! مش هتروح! أنا مش مستغنية عنك! يكتلوك؟
عيسى: يكتلوني ليه؟ مالي أنا؟
محسب: كيف مالك؟ مش الكاتل يبقى خيك؟ اقعد يا ولدي، ما ينفعش تروح!
إنعام: يروح فين؟ والله لو خرج من هنيه، لا موت نفسي!
عيسى: تكتلي نفسك ليه؟ تموتي كافرة؟
إنعام: أمال أعيش لمين أنا بعد ما يكتلوك؟ يا نضري!
عديلة تتدخل لتهدئتهم:
عديلة: بعد الشر عليكم انتو الاتنين! وه! حديت إيه الماسخ ديتي؟ محمد، ربنا يرحمه، راح عند ربنا، اترحم عليه يا عيسى وخلاص! عمره يا ولدي مكتوبله يموت في الساعة دي، على يد مندوح، ولا غرقان حتى! نصيبه يا ولدي!
عيسى وهو يزفر بحزن: ونعم بالله العلي العظيم... طب أروح أوجف معاهم حتى.
إنعام تمسك به بحزم: يا عيسى، مهتطلعش من هنيه واصل!
عيسى مستسلماً: خلاص، اديني جاعد معاكم. آه، وربنا يسترها من عنده، والله محمد ديتي جطع جلبي، كنت بحبه... يلا، أمر الله بجى.
______________________________________
في 6 أكتوبر – بيت هالة
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
هالة: إيه يا صُدفة، فُكي كده يا حبيبتي.
صدفة: حاضر حضرتك.
هالة بضحك: حضرتك إيه؟ قوليلي يا ماما زي فاطيما.
صدفة بتنهيدة: اسمها فاطينة.
يضحك الجميع، وهاني يعلق: أيوه قوليلها، انتي بقى يا طينة.
فاطمة بامتعاض: بس يا غلس، أنا اسمي فاطمة يا صُدفة، والدلع فاطيما.
صدفة: إحنا عندنا فاطنة جلّعها بطّة.
هاني يضحك: كاك كاك، يا أولاد، من النهاردة عمتو اسمها كاك.
صدفة : لمؤاخذة يعني في اللي هجوله، انت فاكر نفسك دمياتك خفيفين، بس الصراحة يعني، انت دمياتك تجال جوي، يلطشوا يعني، متزعلش مني في اللي بجوله، يا واد خالي، أنا بجول الحج 
فاطمة :أوووبا. صدفه تضرب ولا تبالي نييهههه هات جاروف ولم كرامتك من علي الارض يا هنوش .
صدفة: لمؤاخذة يعني يا مرت خالي، هو انتي كتي فين؟
هالة باستغراب: كنت فين إزاي؟
صدفة: لمؤاخذة يعني، ومتزعليش مني، أنا أجولك أحسن محد غريب يجولك.
هالة بقلق: في إيه؟ فهميني.
صدفة: يعني كتي فين، وعيالك دول صغيرين، أصلهم الصراحة ممرباينش واصل، عما يلُجشوا عليكي وانتي جاعدة ولا في أي احترام ليكي.
هالة : عاجبكو كده؟
فاطمة : أصلها كانت بتسبنا وتروح النادي.
صدفة : أهو هو ده بجى اللي أنا مبحبهوش، كان لزمًا تجعدي مع عيالك وتربيهم أحسن من النادي، ولا إيه بجى؟ تلجوا المرا تجبر وتجعد جال في سخام الطين اللي اسمه النادي، مع شوية حريم مجاطيع زييها، ويجعدوا يجرو جال، ويروحوا كماني للمزين يجصوا شعورهم، وتبجى المرا كبيرة وملونة شعرها أحمر كده زيك يا مرت خالي، لامؤاخذة يعني، أوعاكي تزعلي مني.
هالة تضحك: أزعل منك ليه؟ طالعة مدبّ زي أمك بالظبط، ترمي الكلام ومتعرّفش رايح فين.
مشيرة وهي تضحك: والله دمك خفيف وعسل أوي يا صُدفة.
صُدفة : الله يعسل أهلك، وانتي كمان ، إيه اللبس الجُصير ديتي يا بت؟ الدنيا ساجعة عليكي ولا انتي مبتحسيش؟ وانتَ يا واد يا هاني، محكمتش على مرتك ليه وملبسها خلج طويل محشم؟ إيه المراد ديتي، يا ربي بس؟
هاني يضحك: أوعاكي تزعلي منها يا مشيرة، هي بتوعيكي.
فاطمة بضحك : ده انتي شركتينا كلنا يا صُدفة!
مشيرة بتساؤل: انتي متعلمة يا صُدفة؟
صُدفة بفخر: آه متعلمة، أمال إيه؟ المحروج يعقوب علمني لغاية المعهد التجاري، جُلتله أخش الجامعة خشّ عليه دم يجلبه مرضيش! ده كت ممكن أبجى دكتورة ناجحة وشاطرة! طب ده أنا عما أولد العنزة، وأحلب الجاموسة، وأجرص رغفان، وأفطر مشلتت، وأعمل كل حاجة! ده أنا معدولة جوي! حجاش اللي كساح يعدي على صدره، مندوح البقرة بس هو اللي كرهني في عيشتي! جال عاوزني كل ما أعمل حاجة أسبح! طب ده أنا طول النهار كنت بجضي في البيت كيف البهيمة، لو كنت كل ما أجضي عاوزة أسبح، كان زماني بجيت كيف بروة الصابونة!
هاني ينفجر ضاحكًا: يخربيتك يا مشيرة! بتسأليها ليه؟ إدينا عاوزين مترجم!
صُدفة : مترجم ليه؟ بتكلم لوندي أنا ولا إيه؟ العيب مش عليّ، العيب على ناسك، لو كانوا علموك لُغوة بلدك، لكن له خلوك مفالحش في حاجة واصل!
هالة : هاني ابني طيار قد الدنيا.
صُدفة ت: صوح ده! طب يعني الطيارة مجابتكش ولا مرة تشوف بت عمتك الغلبانة دي؟
هاني : ما احنا مكنّاش نعرف إنك عايشة يا حبيبتي.
صُدفة : آه صوح ده! المضاريب جالولكم إني بعد الشر عليّا موت وأنا صغيرة؟ يلا، ربنا ينتجم منيهم!
هالة وهي تلاحظ ملابس صُدفة: اطلعي يا صُدفة، خدي شاور.
صُدفة وهي ترفع حاجبها: انتي مخلفة حد تاني غير عيالك اللي ممربينش دول؟ وشور ديتي متربي ولا زييهم كده؟
هالة تضحك: قصدي اطلعي استحمي وغيري لبسك ده، وخدي أي حاجة تعجبك من دولابي، أو ادخلي جناح فاطمة أو جناح مشيرة، خدي اللي يعجبك.
صدفه: انتي عاوزاني ألبس زيكم كده؟ له طبعًا!
هالة : هتلاقي لبس كتير طويل ومحتشم، البسي حاجة منه.
صُدفة باستسلام: طيب، حاضر، ماشي.
فاطمة بفضول: صُدفة، مش انتي اتعلمتي؟
صُدفة ترد بفخر: آه.
فاطمة: يعني بتعرفي تقري وتكتبي؟
صُدفة: بعرف، آه.
فاطمة: أنجلش وعربي؟
صُدفة تضحك بسخرية: بت يا فاطنة، عيشي عيشة أهلك!
فاطمة تضحك: مش قصدي! طب، بتعرفي إنجليزي؟
صُدفة: على كده يعني، أعرف أجول بابا، فاظر، ماما، ماظر.
فاطمة بضحك: كمّلي!
صُدفة: مهما، دول اللي أعرفهم!
فاطمة تنفجر ضاحكة: يا شيخة!
صُدفة : بعرف يا بت، بس أخاف تحسدوني.
فاطمة وهي تهز رأسها: لا انتي الصراحة ذكية وتتحسدي! روحي، روحي استحمي.
صُدفة ساخرة: جاهلة! اسمها آخد شاور، صوح يا مرت خالي؟
هالة تضحك: صوح يا صُدفة.
ثم يرن هاتف هالة فجأة، فنظرت إلى الشاشة لتجد اسم وجيه. 
هالة: والله فاتك نص عمرك، صُدفة ضحّكتنا ضحك السنين، البنت دي مش ممكن! واخدة نفس خفة دم فاطمة بالظبط.
وجيه : طيب يا ستي، اضحكوا انتوا، وبلاش أنا.
هالة: مش كده كده جاي؟
وجيه : لا، معلش، جالي سفر.
هالة : سفر فين؟ وسفر مفاجئ يعني؟
وجيه: لما أرجع إن شاء الله هتعرفي. وبطّلي إلحاحك ده وخوفك عليا، أنا مش صغير!
هالة : طيب خلاص، مش هسأل.
وجيه: سلام بقى.
هالة بصوت خافت بعد إنهاء المكالمة: سلام... ربنا يهديك يا وجيه يا رب.
في مكتب وجيه 
أنهى وجيه المكالمة مع هالة، ثم اتصل فورًا بمدير أعماله أسعد.
وجيه بلهجة حازمة: خليهم يجهزولي طيارتي الخاصة، مسافر الأقصر، ومش عاوز حد ياخد خبر بالسفرية دي.
أسعد: حاضر يا فندم.
أغلق وجيه الهاتف وألقى نظرة على مكتبه، قبل أن يبتسم بسخرية وهو يتمتم: "كده هنبدأ نسخّن يا ولاد الهلالي!"
لكن فجأة، عبس وهو يهمس لنفسه: "بس مش عارف إيه اللي مخليني عاوز أجيب حق صُدفة... وليه مهتم بيها أوي كده؟"
ثم ضحك مع نفسه كالمجنون وهو يتذكر كلامها العفوي، قبل أن يتمتم بقلق: "مالك يا وجيه؟ فيك إيه يا ابن الألفي؟ ربنا يستر!"
______________________________________
في الصعيد 
في منزل يعقوب – غرفة فريدة
في غرفة فريدة، كانت تبكي بانهيار تام، تمسك هاتفها وتقلب في صورها مع محمد. صورة لهما وهما يجلسان على الحنطور، أخرى لمحمد وهو واقف في الأرض بوقاره المعتاد، وثالثة له وهو يركب الحصان. كانت تمسح على الصور بأطراف أصابعها كأنها تحاول استعادة لمسته.
فريدة بصوت مخنوق: معجولة اللي بيحصل ده! معجولة محمد راح؟
قبل أن تنهار أكثر، احتضنت هاتفها كأنه هو، وهمست وسط شهقاتها: "حرموني منك يا حمادة... حرموني منك وانت روحي وعقلي وقلبي... حرموني منك وماهانش عليهم حتى يسيبوني أودعك... يا أغلى الناس... يا عمري كله."
____________________________________
في شقة ممدوح 
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
كان ممدوح يتحدث مع أم رقية وهو يحاول إرضاء الجميع.
ممدوح بابتسامة متصنعة: خشي يا حماتي، ريّحي في الأوضة الجوانية، وأنا ورقية هنخش أوضتنا... عرسان جداد بجى، وهنعملوا الدخلة.
لكن رقية لم يعجبها كلامه، نظرت له بحدة، وقالت بتهكم:
"مين دوله اللي هيعملوا الدخلة؟ انت عاوزني أنا رقيتك أنام على عفش واحدة غيري نامت عليه؟ له وكمان أخش ف السكة كده من غير فرح ولا زغروتة ، "وأنا اللي فاكرة إني غالية عندك! حتى خيط في إبرة ما جبتليش!"
شعر ممدوح بالارتباك، فحاول تهدئتها سريعًا:
"حجك عليا، من بكرة نغير الأوضة، وكماني نجيب لك كل اللي نفسك فيه يا جميل! ونعملوا أحلى فرح للقمر يا قمر إنتِ!"
لكن رقية لم تكتفِ بذلك، بل نظرت له بتحدٍ، وقالت:
"وكمان عيالك، خلي حد يقعد بيهم! أنا عاوزه أجلعك يا سيد الناس، حتى أمي كماني تجعد ف شقة خصوصي ليها، عشان نبقى براحتنا يا سيد الرجالة!"
ضحك ممدوح بانتصار، وهو يهتف بسعادة: "يا سعدك يا هناك يا مندوح! القمر بيجلعك!"
ثم بدأ يغني لها بحماس: "خدي أقولك يابت، خدي كله عشانك يابت!"
أما رقية، فبدأت تتمايل كأنها ترقص له، فرفع حاجبه بدهشة وقال بضحكة: "بتعرفي ترقصي؟"
رقية بتفاخر: "وهو فيه حد بيرقص أحسن مني؟ أنا أحسن من أي رقاصة في البلد، كيف البنت اللي اسمها صوفيا دي!"
ضحك ممدوح بحرارة: "يا لهوي عليا وعلى أمي! باينها هتتعدل يا مندوح!"
رقيه: بس لسه في حاجه ناجصه
ممدوح: الجمر يطلب ومندوح ينفذ
رقيه: ورجه طلاج صدفة بكره بالكتير تكون عندي، والبلد كلها تعرف انك طلجتها
ممدوح : من عيني يا نور عيني
 رقيه :تسلم عينك يا دوحه
ممدوح: بس بجى يا ابت الا جلبي، جايد نار من حبك
رقيه : سلامةجلبك يا جلبي انت
________________________________________
بعد أن تم دفن محمد إلى مأواه الأخير، قال عياد:
"يلا بينا نروحو، كتر خيركم يا رجاله، حدش يعزيكم في غالي".
وبالفعل، يذهب عياد وأولاده وزوجته إلى منزلهم، ليسمعوا طرق الباب.
فتح دياب الباب ليجد شخصًا غريبًا على الباب.
دياب: "مين حضرتك؟"
عياد: "مين يا ولدي؟"
دياب: "معرفش يا أبويا، واحد غريب عن البلد".
عياد: "دخله يا ولدي، تلجاه حبيب المرحوم خيك، انت عارف كان حبايبه كتار".
ليدخل الرجل.
دياب: "خير حضرتك؟"
الرجل: "أولًا البقاء لله، ثانيًا أعرفكم بنفسي، بس ياريت الأسرة كلها تكون موجودة".
غنوه: "إحنا كلنا موجودين، منجصش غير المرحوم محمد".
الرجل: "أنا وجيه الألفي، وليا تار عند عيلة يعقوب الهلالي، وجاي أحط إيدي في إيديكم، وبعرض عليكم كل إمكانياتي تكون تحت أمركم، وندمر عيلة الهلالي مع بعض".
غنوه: "تار إيه اللي ليك عندهم؟ وبعدين، باين عليك واد ناس وماشاء الله حالتك مرتاحة".
وجيه: "أنا أخو مرات خال صدفه، مرات ممدوح أو طليقته".
غنوه: "واحنا دخلنا إيه بيكم؟"
وجيه: "لو سمعتوا اللي هقوله، هتفهموني".
عياد: "قول اللي عندك".
يحكي وجيه "كل ما حدث لصدفه، واتهامهم لها بقتل ابن عيسي وطردهم لها في وقت متأخر من الليل، وعدم معرفة أسرة خالها بوجودها".
عياد: "يا ستار يا رب، فيه ظلم كده؟! 
فايزه:  ينتقم منهم، ربنا".
وجيه: "عرفتو ليه أنا هنا؟"
دياب: "بس أنا وعدت محمد إني ما أخدش بالتار منيهم".
وجيه: "مش كل التار دم".
غنوه: "كيف يعني؟"
وجيه: "يعني هندمرهم كلهم".
غنوه: "أنا معاك، وأعمل أي حاجة وأحرج جلوبهم زي ما حرَّجوا جلوبنا على الغالي".
عياد: "يا بتّي، التار آخره نار ومرار".
دياب: "وأنا كمان معاك".
فايزه: "وأنا معاكم كمان يا بيه".
وجيه: "يبقى لو حد بلغ والمباحث عرفت، مش هتتهموا حد".
دياب: "يا بيه، حدش عرف من الحكومة بدليل أننا دفنا المرحوم، وأهل البلد يخافوا يبلغوا من جبروت عجوب ومندوح".
وجيه: "طب والطب الشرعي، عملوا فيه إيه؟".
دياب: "له عادي، جولنا إنه عور نفسه وهو بينضف الطبنجة، وكله مشي عشان خايفين من عجوب زي ما قلت لحضرتك".
وجيه: "وأنا بدأت، وحرقت كل مخازن يونس ابنهم".
دياب: "الله أكبر عليك".
وجيه: "أنا ليّا طلب عشان نقدر نحطم العيلة ديه، لو موافقين تمام، مش موافقين خلاص".
غنوه: "جول،
 وجيه :غنوه تتجوز يونس؟ أنا عرفت إنه ميال ليكي".
دياب: "حديت إيه ديه؟ كيف يعني ميال ليها وهو يعرف غنوه منين؟".
دياب: "صدفة حكت إنه قال لها إنه عاوز يخطب غنوه لما سمع صوتها يوم قراءه الفاتحة المشؤومة ديه، وبعد كده شافها عندهم، وقال لصدفة تكلمها، بس صدفه اتكسفت تكلمها، فحكى لأخته فريده اللي كانت مرتبطة هي والمرحوم محمد ببعض".
دياب: "بتجول ايه انت.
 وجيه : كلامي صح يا غنوه؟".
غنوه: "كلامك كله صح، محمد الله يرحمه كان بيحب فريده ورايد يتجوزها، وهي كمان بتحبه".
وجيه: "صدقت يا دياب، يبقى لازم غنوه تدخل البيت عشان ندمرهم كلهم".
دياب: "يعني محمد لما وسوسك في ودنك كان بيقولك على فريده، جالك إيه؟".
غنوه: "جالي وقال لي إنه حبها، ومحبش غيرها، وإنها لازم تحب بعديه وتتجوز".
عياد: "طب ما البنية كانت بتحب المرحوم، اهي".
وجيه: "دي حرب يا حج، يعني كل شيء فيها مباح. لو موافقين تمام، مش موافقين اعتبروني كأني مجيتش خالص، والبقاء لله في محمد".
غنوه: "له موافقين، كلهم لازم يدفعوا التمن، كبير صغير".
وجيه: "بس أولاد صدفه خارج الاتفاق".
غنوه: "له دوله جطط صغيرين، صح، أبوهم ملعون، لكن صدفه غلبانة واتظلمت زيينا".
وجيه: "نقرا الفاتحة على الاتفاق ده".
عياد: "يا ولاد، سيبوهم منهم لله".
غنوه: "وحياة دم محمد الغالي، لانتقم منهم".
وجيه: "وأنت يا دياب؟".
دياب: "وأنا كمان معاك، وهربي الفاجرة رجيه".
وجيه: "رقيه وإنعام لهم ترتيب تاني، واتمنى تشرفوني في مصر عشان لازم نقعد مع بعض وقت أطول ونرسم الخطة".
فايزه: "أنا عاوزة أقولك حاجة مهمة جوي وهتنفعك يا بيه".
وجيه: "قولي يا حجة. 
فايزه :عجوب هو اللي دبر الحادثة بتاعت ناس صدفه؟".
 "دبرها هو ودهبيه،
( الكل بصدمه  بتقولي إيه )
فايزه: "والله زي ما بقول لكم".
وجيه: "حضرتك متأكدة؟".
فايزه: "أه، هحكيلكم كل حاجة".
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فايزه: "أنا عاوزة أقولك حاجة مهمة جوي وهتنفعك يا بيه".
وجيه: "قولي يا حجة. 
فايزه :يعقوب هو اللي دبر الحادثة بتاعت ناس صدفه؟".
 "دبرها هو ودهبيه،
( الكل بصدمه  بتقولي إيه )
فايزه: "والله زي ما بقول لكم".
وجيه: "حضرتك متأكدة؟".
فايزه: "أه، هحكيلكم كل حاجة".
عياد: أمانة عليكي يا أم دياب، خلي الجروح ساكتة، متجلبيش علينا المواجع.
دياب: مواجع وجروح إيه يا أبوي؟ دخلنا إيه إحنا بالكحيوة ديه؟
عياد: لينا دخل يا ولدي، ودخل كبير كمان. متحكيش حاجة يا أم دياب، ربنا ينتقم منهم بعدله.
فايزة: لازم يعرفوا كل حاجة، عشان وقت الانتقام جه ،ولازم انت كمان حجك ييجي.
دياب :حج هو أبوي كمان؟ ليه عندهم حج؟
فايزة: أيوه يا ولدي، بس الظالم بينسى، أما المظلوم، له...
عياد: بكفاياكي عاد، أنا ربنا عوضني بيكي عنها.
غنوة: متقولي يا أما، فيه إيه؟
فايزة: هقول كل حاجة يا بتي، وجيه الوقت.
وجيه: اتكلمي يا حجة، أنا سامعك.
فايزة: كنا بنات صغيرين، وفاطنة كانت بنت العمدة، وحداهم شيء وشويات، لكن كانوا طيبين جوي، وفاطنة كانت متواضعة معانا جوي. أمي كانت بتخبز عندهم، وكنت بروح حداهم مع أمي.
وفي يوم، أمي تعبت جوي، فالعمدة كتر خيره عالجها وصرف عليها وعلينا لغاية ما خفت، بس الدكاترة قالولها بلاش مجهود. فبجيت أنا أخبز الخبايز وأوديهم حدا بيت العمدة.
جام العمدة قال: "يابتي، بدل الروحة والجيّة كل شوية، هتجعدي انتي وأمك حَدانا في ملحق الخدم."
أمي فرحت جوي، وعشنا معاهم، وكانت فاطنة تحبني وتعاملني كيف أختها.
وفي يوم، العمدة قال عندنا عزومة، "ساعدوا اللي في المطبخ وكتروا الرغفان، عشان في ناس جايين يصطلحوا مع بعضهم ونغدوهم بالمرة."
والناس دول كانوا عياد...
غنوة: أبوي؟
فايزة: آه، أبوكم كان هيصطلح مع ناس عروسته، اللي هي كانت دهبية. كانوا مخطوبين، وعياد كان جايبلها شبكة زينة تملي العين، بس دهبية باعتها طول عمرها، محدش يجدر عليها.
ولما جوم بيت العمدة، جات هي وأخوها. لكنها كانت عينها بيضة، محدش يجدر عليها.
ولما جعدوا مع العمدة، أخوها، اللي هو أبو فاطنة، قال: "ادوني مهلة، أجيب الشبكة، أول ما تجيني فلوس، هجيبها على طول."
عياد قاله: "خلاص..."
العمدة: عداك العيب.
دهبية: معوزاهوش، أنا رايدة واحد تاني، وبالعربي هتجوزه هو.
أخوها كان هيضربها، لكن عياد قالها: "ليه يا دهبية؟ مش إحنا بنحب بعضينا وهنتجوزو؟"
دهبية: "انت مخبل ومدروشلي فيها!"
أخوها ضربها، والعمدة شالها من تحت يده، وقال لعياد: "خلاص يا ولدي، هي مريداكش، هتتجوز واحدة معوزاكش."
أخوها قالها: "حطيتي راسي في الطين، منك لله!"
أما التاني، ديتي، كان عجوب، واد تلفان، بتاع بنات، ومفيش وراه غير إنه يسبسب شعراته، ورايح جاي موضب شكله وحاله.
عياد: "يا حضرة العمدة، أنا كنت عامل جمعية بخمس تلاف جنيه وشايلها مع دهبية، تجيبهم وتجيب الشبكة وتروح لحال سبيلها. الهدايا والمواسم، معوزهاش."
دهبية بكل فُجر: "ملكش عندي حاجة، ومطرح ما تحط راسك، حط رجليك!"
أخوها وطّى رأسه وقال: "أنا هجيبهمولك يا عياد، وحجك عليّ، إني وشي منك في الأرض."
أما المرحوم أبو صُدفة، وهو خارج، كانت فاطنة قاعدة في الجنينة، بص عليها، وطوى وشه في الأرض. الله يرحمه، كان واد حلال ومؤدب جوي، وعياد كان هيتجن.
العمدة: "اللي باعك بيعه، ونادم عليّ. تعالي يا فايزة!"
رُحت المندرة عندهم وقلت للعمدة: "حضرتك نادمت عليّ، الأكل خلاص جرب يجهز."
العمدة: "مش عشان الأكل!" وبص لعياد: "إيه رأيك في بنتنا؟ مرباية على يدي، وكيف بنتي تمام، لو قلت آه، أجوزها لك، وأديك كمان فدانين أرض تزرعهم، ويبجوا ليك بدل شغلك في أرض الناس."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
عياد بص لي وقال: "تحت أمرك يا عمدة، مدام تربيتك، أتجوزها وأنا مغمض!"
العمدة: "خلاص، نعملوا خطوبة، وبعد سنة الجواز."
أنا وافقت، وعياد وافق، ونادمت عليا فاطنة: "بت يا فايزة، شوفتي الجمر اللي كان حدا أبوي؟"
قلت لها: "مين فيهم؟"
قالت لي: "اللي خرج الأول مع البت الباردة ديه."
فقلت لها: "ده يبقى أخوها!"
قالت لي: "باين عليه مؤدب جوي!" وبصت لي، ولما عيني جت في عينه، حط وشه في الأرض.
قلت لها: "ده زين ومحترم، ومتطلعش منه العيبة!"
وحكيت لها اللي حصل.
عدّا يومين، وسمعنا إن دهبية اتجوزت عجوب، وأخوها وافق غصب عنه. اتجوزته بفلوس عياد، وعاش معاهم في بيتهم.
وبعد شهر، العمدة قالي: "موافجة تتجوزي عياد بعد سنة، ولا نجربوا الميعاد؟ نفسي أفرح بيكي وبفاطنة قبل ما أموت، وولدي كمان مسافر، معارفش هياجي ميته!"
العمدة: "بجولك يا فايزة، فاطنة بنتي، مفيش حد في حياتها، عشان كل اللي يجيها ترفضه."
فايزة: "أجولك الحج يا أبا العمدة؟"
وحكيت له على اللي فاطنة قالتهولي...
راح جالي: ياريت يا بتي، ديتي زين ومؤدب، بس اجوله تعالي اجوزك بتي؟
أنا جولتله: وفيها إيه يعني؟
جالي: خلاص، انتي ليكي معاه كلام؟
جولتله: آه، بس مش كتير.
جالي: طب متجوليله انتي؟
جولتله: حاضر يا أبا العمدة.
جالي: حضرلك الخير يا بتي.
وروحت كلمته، وطار من الفرحة، وجاللي: بس انتي عارفة إني على قدي جوي.
جولتله: ليكش صالح، روح للعمدة وهو هيوافج.
جالي: عليكي.
جولتله: كلنا على الله.
وراح للعمدة يخطب فاطنة، ووافج العمدة، وحالوا فرحكم بعد سنة مع عياد وفايزة. وبجينا احنا الأربعة مخطوبين، وكنا حبايب وأصحاب جوي. وسمعنا إن دهبية خلفت عيسى، وبعد تسع شهور جابت المحروج مندوح.
ولما اتجوزنا كلنا، جات الفرح وعيالها واحد في يدها والتاني على باطها. لكن العمدة اتوفى، فاجلنا الجواز سنة كمان. هي كانت خلفت دهبية ولد وسمته يونس. وعدت السنة واتجوزنا كلنا، وجعدنا أنا وعياد في ملحج تاني في بيت العمدة اللي يرحمه، بناهولنا جبل ميموت. وفاطنة وجوزها جعدوا في البيت.
وبجت دهبية كل يوم والتاني جاية، لغيت ما في يوم جات وجالت إنها هتطلج من عجوب. كنت أنا خلفت دياب، وحبلى في المرحوم محمد. ولما خيها جالها فيه إيه، جالتله: الحالة ضيقة جوي وما راضيش يشتغل. واتاريهم متفجين مع بعض، لكن خيها كانش يعرف. وصالحها على عجوب. وفاطنة جالتلها: اديها جرشين، بس هو مرضيش، جالها: مالك ومال خيك، أمانة عندي. لكن هي اتحننته واديت دهبية جرشين، وجالها: عيشي، انتي اللي اختارتيه وصممتي.
وبعدين جاه أخو فاطنة ومرته، وكان معاه ولد وبنت، وكانت ست طيبة جوي. وأخو فاطنة كمان كان زين جوي، وحالته صلاة النبي مرتاحة.  كتب كل حاجة باسم خيته، وجالها: معيزش حاجة، وجوزك مدام صاينك ومتجي ربنا فيكي يبجى خلاص، أنا كده مطمن عليكي.
وطبعًا دهبية عرفت، فبجيت تجرب جوي. وكان فاطنة معاها صدفه، ما صدفه من دور دياب ولدي. وكانت دهبية معاها تلت ولد، وبعد تلت سنين جابت فريدة. وأنا خلفت بعديها غنوة، وفاطنة خلفت ولد وسمته براهيم على اسم العمدة الله يرحم الجميع.
دهبية كلتها النار، وجات جعدت في بيت العمدة، وجابت عيالها، وشويه وجاه وراها عجوب. وبجت تجرب من فاطنة جوي، وفاطنة كانت طيبة جوي هي وجوزها. وبعد كده جالو: هنروح المصيف، وراحوا المصيف، وحصل اللي حصل، وكلنا حزنا جوي، وبكينا على فاطنة وجوزها وعيالها.
ودهبية كانت تمثل الزعل والحزن، وفي يوم كنت في البيت، كنت رايحة أدخل الرغفان اللي خبزتها، سمعت دهبية وعجوب بيتكلموا.
عجوب بيجولها: شوفتي؟ أهي الحكاية عدت، وحدش عرف إننا جطعنا فرامل العربية، وخيك وفاطنة والواد ماتوا. أما صُدفة، هنجولوا إنها ماتت في الحادثة، وبعدين نبجى نجولوا إنها بت حد جريبنا، وناخد كل حاجة. بس جوليلي، ليه فكرتي نموتهم؟
دهبية: عشان الواد كان هيجش كل حاجة، ونجعدوا احنا في الفجر نمصمصوا صبعتنا من الطبيخ الجارف، وهما ياكلوا المحمر والمشمر له! وكمان يجيبوا الواد؟! أهو، غاروا هما والواد.
ولما شافتني بسمعهم، ندهتلي وجالتلي: الحديت ديتي يطلعش برا، إلا والله أجتلك، عيالك وجوزك كمان يغوروا من البيت ديتي، وتروحوا تجعدوا في بيتكم، واحمدي ربنا إني مهاخدش الأرض منكم!
وحكيت اللي حصل لعياد، جاللي: خلاص نلموا حالنا وعيالنا ونمشوا، وجعدوا في البيت، وخدوا كل حاجة، وبجوا كبار البلد. وكله حرام في حرام، لكن أنا كنت بروح أشوف صُدفة، بس من غير ما يعرفوا. لغيت ما دهبية عرفت وحرمتني أروح هناك تاني. عيشنا إحنا في البيت ديتي، وكل خوفنا كان على عيالنا من اللي ما يعرفوش ربنا دول.
لكن لما المرحوم محمد كبر، وبجي رايح جاي مع عيسى، خوفت عليه من عيسي، جولت: هيطلع زي ناسه. لكن عيسى طالع زين وطيب زي المرحوم خاله، حجاش مرته العجربة. بس 
وجيه : كل ده حصل 
عياد :آه يا بيه، لكن ربنا هيجيبلنا حاجتنا منهم،
 دياب: أنا كرهي وحقدي عليهم زاد أكتر بكتير من الأول.
 غنوة : يعني، كل اللي هما فيه أصلاً بتاع صُدفة.
فايزة : آه يا بتي، فاطنة الله يرحمها كانت ونعم الأخت، وجوزها كمان كان غير أخته. واصل كان دايمًا ياجي عندنا، وعاملني كيف خيته. هو وفاطنة كانوا يحبوا بعض جوي.
وجيه: لو سمحتم يا جماعة، انتو لازم تيجوا معايا مصر عشان نشوف هنعمل إيه.
دياب: ناجو معاك يا بيه.
وجيه: قول وجيه 
دياب: إيه رأيك يا أبا نروح 
عياد :اللي تشوفوه. بس الأرض يا ولدي
 دياب :هنسيبها لعم شعيب، وفهمه يجول إننا أجرنا الأرض، وروحنا نعيش عند ناس جرايبنا.
عياد: فين يا بيه في مصر؟
وجيه:  في أكتوبر. هتعيشوا في بيتي هناك، وهتكونوا جنب صُدفة، وكمان عشان غنوة توقع يونس ويتجوزها.
عياد: يا ولدي بس.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
 وجيه :ديه حرب يا حج، وكل شيء متاح في الحرب.
دياب: حاضر يا بيه.
 وجيه : بيه تاني، احنا أخوات وهدفنا واحد، وإن شاء الله هننتقم من الكل.
وجيه: همشي أنا دلوقتي، بس الأول هات رقمك يا دياب، ولما تقرروا تيجوا مصر، كلمني قبلها بيوم، وشوفوا تيجوا بالعربية ولا طيران.
غنوة: طيران كيف؟
وجيه: متخافيش ديه طيارتي أنا.
دياب :ربنا يزيدك من نعيمه يا رب.
عياد: متخليش حاجة توقفنا. قاعدين في بلدنا على الأجل، جار المرحوم محمد. 
فايزة تبكي وتنوح مرة تانية، كتلوك صغير يا واد، بطني كتلوك، ومفرحتش بشبابك يا زينة الشباب.
غنوة:  أما من النهاردة، فيش بكا ولا نواح. إحنا هناخد تـار الغالي .
دياب: وأنا معاكي يا خيتي، مدام فيش دم 
وجيه: القتل المعنوي أشد وأصعب بكتير.
عياد: خلاص، اللي أنتوا عاوزينه نعمله. أهم حاجة عيالي يبقوا بخير. كفاية علينا نار محمد.
_______________________________________
أما في منزل يعقوب وبالتحديد في غرفة فريدة، نجد فريدة تحدث الهواء كأن محمد واقف أمامها تتخيله يتحدث معها.
فريدة: "محمد حبيبي، جيت ميتة ودخلت هنا؟"
الخيال: "طلعت من غير ما حد يشوفني، كلهم مشغولين في الدبايح، قلت أجي أشوفك يا حبيبتي، أصلي اتوحشتك."
فريدة: "تعالي جاري على السرير."
وتتخيله يجلس بجانبها.
فريدة: "مش جلت هتتحدد مع عيسى أخويا عشان جوازنا؟"
الخيال: "يا جلب محمد، وجالي كمان أجي أعيش معاكم هنا."
فريدة: "جد يا محمد؟"
الخيال: "جد، الجد يا عمري."
لتسمع صوت باب الغرفة يفتح، لتجد أمها وأم سامية ومعهم الأكل، ليختفي الخيال.
فريدة: "جيتوا ليه؟ محمد كان قاعد معايا وقال لي إنه كلم عيسى أخويا على جوازنا وعيسى وافق."
دهبية: "محمد؟ مين محمد؟ مات ودفنوه خلاص."
لتصرخ فريدة بصوت عالي
دهبية : بس! يا واكلاني، أبوكي هيسمعك ويعرف إنّي فتحتلك الباب. هيسندل عيشتي."
فريدة: "طب بتقولي محمد مات ليه؟"
دهبية: "انتي يا أم سامية، محمد صح مات."
أم سامية: "صح يا بتّي، سي مندوح ضربه بالنار ومات."
لتصرخ فريدة صرخة تهز أرجاء المنزل: "كدابين ولفافين وبرامين، محمد كان قاعد جاري دلوقتي حرام عليكم! ليه كده؟ 
دهبية : يا مري البت اتجنت!"
ليصعد يعقوب على صوت صراخ فريدة ليقول: "الله الله! فتحتيلها الباب؟ برضك كلامي مبيتسمعش وبتصرخ ليه بت المركوب ديه؟"
فريدة: "صح يا أبا، محمد مات."
يعقوب: "آه غار في داهية."
لتصرخ بصوت أعلى، ليخرج ممدوح من شقته: "فيه إيه يا أما؟
 دهبية : جراير عمايلك اختك بتصرخ عشان قتلت محمد."
ممدوح: "وتصرخ ليه؟"
فريدة: "محمد حبيبي وكنا هنتجوزه وكان قاعد معايا دلوقتي على السرير."
ليقترب ممدوح منها، سمعيني، جولتي إيه؟
فريدة: "محمد حبيبي وكنا هنتجوزه."
ليصفعها ممدوح، قلم تلو الآخر، ثم يؤمر أم سامية: "اجري يا مرا، انتي هاتي حبل نكتفها الخاطية دي."
يعقوب: "كفاياك يا مندوح."
ممدوح: "جولت غوري."
لتنزل أم سامية وتأتي له بحبل ليكتف فريدة أخته، ثم يقول: "هاتوا المفتاح."
يعقوب: "المفتاح كان معايا وامك سرجته مني."
ممدوح: "المفتاح يا أما؟ يا أكتلها دلوكت وجسماً بالله اللي هيخش عليها، لاكتلها وأكتله معاها لو كان مين! هتجيبلنا العار يا خاطية!"
ويكتف أخته ويسألها: "كان بينك وبين الواد دي إيه؟"
فريدة: "حبيبي."
ويزداد ممدوح في ربط الحبل.
فريدة: "حتى لو كتفتني تاني، محمد هيجي يقعد معايا، محمد حبيبي ونور عيني."
بعد التكتيف، ينهال على أخته ضربًا، حتى ترفع أمه يده: "كفاية هتموت في يدك يا ولدي."
يعقوب: "عافيه عليك، خليه يربيها الخاطية دي."
ممدوح: "أم سامية، مش كنتي بتولدي الحريم؟"
أم سامية بخوف: "إيوه يا بيه، خلاص اكشفي عليها، شوفيها بت بنوت ولا له."
دهبية: "هي حصلت لكده؟"
ممدوح: "له، نستني لما الفضايح تبان، وبطنها تكبر."
دهبية: "عيب عليك الكلام ده! أختك أشرف من الشرف."
يعقوب: "إحنا هنطلع، وانتي يا مرا، اكشفي عليها واطلعي، جوليلنا الحج."
ام ساميه بخوف: " كيف بس يابيه وحضرتك مربطها كده ."
ممدوح : "هفكها اكشفي عليها ونادمي علي يا اكتلها واغسل عارنا يا اكتفها تاني الجارشه ناسها دي ."
وبالفعل بيخرج ممدوح ويعقوب 
دهبيه : خليني معاهم ف الاوضه 
ممدوح : اه عاوزه تداري علي بتك العايبه اطلعي يا اما ام ساميه : مش هتفكها يابيه
 ممدوح :تعالي افكهالك ربنا ياخدها ويريحنا منيها ويفك ممدوح فريده
 ممدوح: انا طالع برا اهه اكشفي عليها خلصي
 ام ساميه: بخوف حاضر يا بيه
 فريده ببكاء وبها الم من كل شيء الم نفسي والم عضوي من أثر ضرب أخيها لها :" انتي هتعملي كده صوح يا خاله ."
 ام ساميه: "غصب عني يابتي ربنا شاهد ووكيل انك مربايه زين ده انتي ربايه يدي بس حكم الجوي ."
فريده : "طب ازجيني عشطانه جوي."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
 لتذهب ام ساميه الي لتحضر لها الماء
 فريده : "جيالك يا محمد جيالك يا حبيبي."
ثم تقذف من الشرفه محاوله إنهاء حياتها 
______________________________________
في أكتوبر ، نجد صدفه تآقلمت بسرعة مع زوجة خالها وباقي العائلة، لنجدها تتحدث مع زوجة خالها:
غنوه: "جوليلي يا مرت خال ."
هاله: "نعم يا ديفو، أقولك إيه؟"
صدفه: "ريفو مين؟ جالولك برشام صداع؟ "أنا الفاتحة، ازمج منيكي."
لتضحك فاطمة ومشيره على حديثها.
مشيره: "لا ماما بتدلعك."
فاطمة: "ديفو مش ريفو، أما باقي الكلام ماما تترجمه."
صدفه: "شوفوا الحديت يا أولاد، أروح أقف خشم الباب وأقول بووو يا خلج، ياهووو ."
هاله : "بس يا مشمش، شوفي يا صدفه، لازم تتعلمي تتكلمي زيينا كده، مش همشي وراكي، أنا أترجملك. كنتي عاوزة تقوليلي إيه؟"
صدفه: "كنت عاوزه أقول انتو دايمًا قاعدين كده، لا شغله ولا مشغله."
فاطمة: "يا بنتي، أنا بشتغل في شركتنا، مديرة علاقات عامة، بس أخدت أجازة عشان أقعد معاكي. وكمان هجيب جوزي وولادي، وهاني ومشيره كمان، وأولادهم، يعني كلنا هنيجي نقعد معاكم هنا في الفيلا. أصلنا حبيناكي أوي والله."
صدفه: "تبكي وتقول: وأنا كمان حبيتكم وحبيت عيالكم جوي." ، "وانتي يا مشيره، بتشتغلي ولا عواطليه زي حالتي؟"
مشيره: "لا، طبعًا عندي مصنع لملابس الأطفال، أولاد وبنات."
صدفه: "صح والله."
مشيره: "أه والله. 
هاله : وانتي يا صدفه، من غير دلع، ما عندكيش هواية أو أي حاجة تعمليها؟"
صدفه: "بصي ياستي، أنا الحمد لله، أحسن واحدة تعمل خلج العيال بفننه، وأفصله كمان."
فاطمة: "يا واد يا جامد."
مشيره: "يعني لو قلتلك ترسمي فستان للأطفال لبنتي وتفصليه، تعرفي؟"
صدفه: "أه، طبعًا، ده سهل عليا جوي."
مشيره: "من فضلك يا فاطمة، هاتي ورق وقلم رصاص لصدفه، نشوف تصميمها."
فاطمة: "خدي يا فنانه، أبدعي بقى."
وبالفعل، تبدأ صدفه في رسم فستان للأطفال وتبدع في الرسم.
صدفه: "شوفي بجي  يا مشيره؟"
مشيره: "مستحيل! ده هايل."
بعد إذنك يا ماما، ممكن أخد صدفه معايا المصنع تنفذ التصميم ده؟
هاله: "تروحي يا صدفه."
صدفه: "ده أنا لو خرجت من البيت، أقول يا وحداني."
تضحك فاطمة
 صدفه : بت، أنتي هو أنا كل ما أقول كلمة تجعدي تضحكي، أراجوز قدامك." "أنا ياك، صحيح، متخافيش من الهبلة، خافي من خلفتها."
تضحك هاله: "أنتي مش معقولة يا صدفه، عملتلك حاجة؟"
صدفه: "لمؤاخذة، أصل بتك دي، مايعه."
مشيره: "هاه، تيجي المصنع معايا؟"
صدفه: "أجي أضيع؟"
ثم تمسح دمعة فرَّت على خدها من عينها.
هاله: "مالك بس يا بنتي."
صدفه: "عيالي وحشوني جوي، نفسي أشوفهم وأخدهم في حضني، وأسبحهم زي زمان، وأحكيلهم حواديت أمنا الغولة وأبو رجل مسلوخه، والعب معاهم، ولما يظبطوا خلجهم، أديهم بالمداس وبالخماسي على وشهم."
هاله: "ده أنتي أم شريره بقى!"
فاطمة: "بتعملي في عيالك كده؟ يا خبر، ده لو منظمه حقوق الطفل عرفوا كده، مش بعيد يعدموكي."
صدفه: "يعدموني ليه؟ بربيهم، مش أحسن ما يطلعوا مايعين زيكم كده."
مشيره: "مش هتروحي المصنع معايا؟"
صدفه: "له، هاتي الجماش، وأنا أجصه وأبره، وأخيطهولك، وأبجي عيدي عليه في المصنع بتاعك."
مشيره: "حاضر ياستي تحت أمرك، تحبي تعمليه بألوان إيه؟"
صدفه: "بناتي يعني، ألوان فاتحة، مزهزه."
مشيره: "تمام، حاضر، هاتصل بالمصنع وأجيلك توب قماش بحاله، اعملي فيه اللي أنتي عايزاه."
صدفه: "كتر خيرك
 مشيره : تاني مقولنا أخوات بقى."
صدفه: "حاضر خوات والله."
هاله: "طيب، تتغدوا إيه النهاردة؟"
فاطمة: "محاشي بقى، وحمام وبط، بتاكلي الأكل ده يا صدفه؟"
صدفه: "بت، يا فاطمة، بتاكلي يا خيتي، والأكل واكلك وحارساش غير بطنك، واللي يشوفك يقول مجوعينك، وانتي عاملة كيف عود الجصب كده؟"
فاطمة: "عشان بعمل رياضة وبحرق كتير."
صدفه: "جولتيلي كمنك باينش عليكي الوكل."
هاله: "احنا عندنا هنا أوضه مجهزه للرياضة فيها كل الأجهزة الحديثة."
صدفه: "فلوسكم كتيره يا خيتي."
هاله: "صدقه، احنا لازم نخليكي زيّنا."
صدفه: "زيّكم؟ اللي هو إزاي يعني؟"
هاله: "ليدي، يعني سيدة مجتمع."
صدفه: "وحد جالك إني راجل؟"
هاله: "شغلي مخك شويه، لازم جوزك يشوفك ويتجنن عشان يرجعك."
صدفه: "له، يا مرت خالي، اللي يبيعني رخيص، مشترهوش."
فاطمة: "إنتي بتحبي جوزك؟"
صدفه: "بصي، هو جوزي وأبو عيالي."
فاطمة: "قصدي، حب رومانسي؟"
صدفه: "عاوزه الصراحة، عمري ما حسيت ناحيته بأي مشاعر من دي، كت لما أشوف الأفلام والتمثيليات وأشوف كيف البطل والبطلة بيحبوا بعضهم، وأقول له، ليه يا مندوح مش بتقوللي كلام حلو؟" يجوللي اطلعي طلعلك كساح يعدي صدرك جاتك ترله يكون صاحبها زهجان من الدنيا يعدي عليكي رايح جاي ف الاول كنت فاكراه بيهزر معاي لكن كان دايما جدام الناس يجلل مني واللي يحب واحده يخاف عليها من الهوا الطاير ويعليها جدام الناس ".
فاطمة: "إيه ده كله؟ ده إنتي فيلسوفة."
صدفه: "أنا متعلمة، وكنت بجعد مع فريده وهي بتقرأ روايات وسواعي، يعني كنت أخدها منيها دس أجرها وأرجعها تاني زي ما تقولولي كده. كنت نفسي أعيش اللي البطلة كانت بتعيشه."
فاطمة: "مش بقولك رومانسيه يا صدفه؟"
صدفه: "لكن ماليش بخت، لما كنت ف المدرسة كانت عمتي دايمًا تقول لي، 'أوعاكي تتحددتي مع الواد، اجطع شلجك'. ولما دخلت المعهد برضك، بس كنت بروح على الامتحانات وبعد كده جوزوني مندوح، يلا، الله يجازيهم كلهم
_________________________________
في الصعيد 
أم سامية تدخل الغرفة لكنها لا تجد فريده، فتصرخ بقلق:
"ست فريده، الحجوني ملجياش! الست فريده!"
ممدوح يركض نحوها بسرعة، غاضبًا:
"هربتيها؟"
أم سامية تجيب بلهفة:
"والله، طلبت مني أزجيها، روحت أجيب المايه، رجعت ملجيتهاش."
ممدوح ينظر من الشرفة ليجد فريده ملقاة على الأرض في الجنينه، تصرخ من الألم وتبكي.
ممدوح ينزل إلى الأسفل ويتجه نحو الجنينه، ثم يقول:
"رميتي نفسك ليه يا خاطيه؟ عشان منعرفوش، حجيجتك حطيتي راسنا في الطين."
فريده تتألم بشدة.
عيسى يدخل مهرولاً، وهو يركض نحو فريده:
"مالك يا بت؟ أبوكي فيكي إيه؟"
ممدوح (غاضبًا): "الخاطيه فرطت في شرفنا لصاحبك المجحوم محمد."
عيسى : "اتجنيت؟ أنت إياك بعد كده! خليني أشوف خيتك، أوديها مستشفى يشوفوا مالها، يجيبوا دكتور لها ولا حاجة. وانت كيف البهيمة كده؟"
ممدوح: "مش هتطلع من البيت، جبل منعرفه! بت بنوت ولا حطت راسنا في الطين؟"
عيسى :"طب، شيلها معايا خلص 
 ليحمّلاها إلى ملحق الخدم."
ممدوح (متوجهًا إلى أم سامية):
"انتي يا مرا يا أم سامية، دخلنا البت عنديكي، خشي اكشفي عليها وخلصي."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ممدوح: انتي يا مرا يا أم ساميه دخلنا البت عنديكي، خشي اكشفي عليها وخلصي.
أم ساميه: حاضر يا بيه 
عيسى : والله بعدين لاربيك على اللي بتعمله ديتي بس افوجلك.
(بعد عشر دقائق، تخرج أم ساميه)
ممدوح: طلعت ايه؟ وجولي الحج احسن ما اديكي طلجه اخليكي تفرفري كيف الفروج.
أم ساميه: شاهد ربنا ووكيل الست فريده بختم ربها زي الفل.
ممدوح: عارفه لو بتكدبي هيبجى يومك مطين على رأسك. هنروح المشتشفي وكل حاجة هتتعرف.
أم ساميه: له يا بيه الست فريده صاغ سليم.
عيسى: متجفل خشمك ديتي جطع لسانك كيف تجيب سيره خيتك بالكلام العفش ديتي. انت ايه بهيمه ده حتى البهيمه بتفهم عنيك. جبر يلم العفش كله مش كفاية. كتلت الواد الغلبان اللي لابيهش ولابينش. عاوز ايه تاني ياخي غور بجى وهملنا.
ممدوح: اهمل مين واغور فين ياك فاكر نفسك كبير عليا. بجولك ايه بعد عني احسن، روح خلفلك حتت عيل بدل ما انت مجطوع من العيله ومعندكش واد يسند ضهرك وتتعكز عليه لما تكبر. انا بجى عندي ولدين وبنيه. روح دور على بت صغيره تخلفلك.
عيسى: اخص عليك بتعاير خيك وبعدين ممرتي كانت حبله ومرتك اللي سجطتها.
ممدوح: اه حملت بعد تلت سنين ولا يكون انت يعني اللي مجصر معاها.
عيسى: اخرس جطع لسانك من لغلوغه. انا هتصل بيونس يجي يشوف اخوه بيعمل ايه.
ممدوح: ياك هتخوفني بيونس؟ طب ده انا حتى عما اترعش من سيرته. امانه عليك متجلوش لحسن ياجي يضربني.  مش ناجص كمانى الا العيل ديتي 
عيسى : هم خلينا نودو الغلبانه ديه المشتشفي.
ممدوح: انا هجهز العربيه عشان اشوف اخرتها معاكم.
عيسى: غور وبطل رط كتير.
ممدوح: اديني غاير معذور، انت جليل العيال.
عيسى: جولت مترطش كتير.
وبالفعل يذهب ممدوح ليحضر العربيه.
عيسى: حجك عليا يابت ابوي، اطمن بس عليكي واخدلك حجك منيه المفتري ديتي.
كل هذا وفريده تتألم. وهنا يتصل عيسى بيونس.
عيسى: أيوه يا يونس هملت الدنيا هنا مولعه وروحت مصر 
يونس بحزن: أنا ممشيتش بمزاجي، أنا يعتبر اتدمرت.
عيسى: مش وجته ياخيي، اختك رمت نفسها من البرندا ورايحين بيها المستشفي. ومندوح مولع الدنيا هنيه، لازم تاجي يونس.
يونس: وفريده عملت كده ليه؟
عيسى: مش وجت الحديت دلود ،بجولك تعالى حالا.
يونس: حاصر، أنا جاي طيران.
عيسى: تمام، تاجي بالسلامة. هجفل أنا معاك دلوك عشان الفجري ديتي جاب العربيه.
_____________________________________
(في القاهره) ( في شركة وجيه )
يأتي اتصال لوجيه 
المتصلة: وجيه بيه عندي اخبار مهمة لحضرتك.
وجيه: خير، قولي يا نهي.
(نهي سكرتيره يونس)
 نهي: سمعت يونس بيه بيتكلم مع أخوه في التليفون وعرفت أنه مسافر الصعيد حالا، تقريبا عندهم مشكله.
وجيه: معرفتيش مشكله ايه؟
نهي: اللي سمعته أنه يونس بيه بيقول لأخوه، وفريده ليه ترمي نفسها من الفرنده.
نهي: تمام، هيتحولك مبلغ حالا على المحفظه بتاعتك، وكل ما تجيبيلي خبر هيوصلك مبلغ.
نهي: شكرا لحضرتك، خيرك سابق.
وجيه: عاوزك بس تفتحي ودانك وعينيك وتعرفيني أي حاجه بتحصل.
نهي: حاضر يا افندم.
ليغلق وجيه التليفون مع نهي ويتصل بدياب.
وجيه: دياب، هنغير في الخطه شويه.
دياب: كيف يعني؟
وجيه: غنوه فين؟
دياب: اهي جاعده جاري.
وجيه: هاتها طيب.
دياب: خدي يا غنوه، وجيه عايز يتحددت معاكي.
غنوه: هات ، أؤمرني يا غالي.
وجيه: اسمعيني كويس، يونس جاي البلد عشان في مشكلة عندهم. تقريبا أخته حاولت الانتحار. عاوزك تقابليه وتحاولي تعرفيه أنه مالوش ذنب في اللي حصل من أخوه، وانك عارفه إنه مش راضي عن اللي حصل، وتحاولي تخليه يصدق الكلام ده.
غنوه: حاضر، ولو إني نفسي أكل كبدهم كلهم، بس زي بعضه كله يهون عشان ناخدوا بتارنا.
وجيه: برافو عليكي. على العموم، أول ما يوصل عندكم، أنا هعرف وهبلغكم بكل تحركاته. تمام؟
غنوه: تمام.
وجيه: سلام وسلميلي على الحج والحجة.
غنوه: الله يسلمك.
وجيه (محدثا نفسه): هو أنا بعمل كل ده ليه؟ عقله عشان هاله وجوزها الله يرحمه. قلبه لأ، انت حبيت صدفة، عقله بقى الالفي اللي كل البنات هنا وبره بيتمنوا نظرة منه، يوقع في حتت بت صعيدية. القلب الحب مالوش كبير، ولما بيدق مبيختارش يدق لمين. بس ديه متجوزه، القلب لأ، جوزها طلقها بالتلاتة واتجوز كمان.
وجيه: بس بقى خلاص، انتو الاتنين. أنا بساعدها عشان غلبانه والدنيا جايه عليها واتحرمت من ولادها.
 وربنا يقدرني وأجيب لها حقها وانتقم لها من كل اللي ظلموها.  وراجعلها ولادها.
______________________________________
في الصعيد - منزل عياد
عياد: لسه برضك عاوزين تاخدوا بالتار؟
غنوه: ما احنا اتحددنا في الموضوع ديتي كتير يا ابوي، وخلاص خلصنا. لازم ناخدوا حقنا من الظلمة اللي ميعرفوش ربنا دول.
عياد: ربنا يسترها عليكم يا بتي ويحفظكم بعينه التي لا تنام.
فايزه: أهم حاجة يا غنوه خلي بالك من نفسك يا بتي. أنا مرضيش انك تتحددي مع يونس، لكن نار المرحوم محمد حارجه جلبي جوي.
دياب: تخافيش يا أما، والله لننتقم منهم، وربنا هيعينا ويساعدنا عليهم إن شاء الله.
عياد: آمين يا رب.
______________________________________
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
في منزل محسب
عديله: وه يا انعام، هتجعدي كتير كده عندينا؟ ارجعي يا بتي بيتك. لا المحروجة اللي اسمها رجيه ديه تاخد مكانك.
انعام: ده أنا كنت أولع فيها النار ،جال رجيه جال مناجصش إلا الشحاته بت الشحاتين ديه، بس صدجي يا أما، عنديكي حج، لازم ابقى جاعدة هناك على الأجل، أتسلى عليها شوية،
 عديله : وتاخدي جوزك وتعملي عملية أطفال الأنابيب ديه.
انعام: ماشي، هكلم عيسى ياجى ياخدني
( وبالفعل تتصل انعام بعيسي )
انعام: تعالى وروحني البيت، شجتي، وحشتني.
عيسى: أنا رايح على المستشفى ليقص لها كل ما حدث.
انعام: أخص عليك يا ممدوح، أنا هحصلك على المستشفى.  اسم الله عليها، فريده حبيبتي
 عديله :مالها فريده كمان وبتحبيها جوي.
انعام: لازم أقول كده عشان عيسى يا أما.
عديله: أيوه برضك، مالها
 لتقص انعام عليها ما قاله لها عيسى
عديله: يلا خلينا نخلص منهم كلهم.
انعام: يارب يا أما، بس بعد ما أخلف الواد.
عديله: ميته بس.
______________________________________
وهنا يصل عيسى إلى المستشفى وهو يحمل فريده على كتفه، وهي تصرخ. ليقابله أحد العاملين.
العامل: ثواني يا عمده، هجيبلك التروللي.
ويحضر العامل التروللي ويأخذ فريده إلى غرفة الكشف.
عيسى: طمني يا دكتور، خيتي مالها؟
الدكتور: إيه اللي عمل فيها كده؟
عيسى: وجعت.
الدكتور: هنعملها أشعة، وبعد كده هنشوف هنعمل إيه.
ممدوح: أشعة ليه يا دكتور؟
الدكتور: عشان نعرف لو في كسور لا قدر الله، وعلى ضوء الأشعة هنتصرف.
ممدوح: ياكش تموت ونخلصو منها جطعه.
عيسى: مش جولتلك ألف مرة تخرس خالص.
ممدوح: طيب لما نشوف آخرته ايه معاكم؟
الدكتور: عن إذنكم، ننقلها لغرفة الأشعة.
عيسى: اعمل اللازم يا دكتور.
ويأخذ الطبيب فريده إلى غرفة الأشعة.
______________________________________
( في القاهره )
وجيه يتصل بأحد رجاله في الأقصر: "عاوزك تخطف البنت اللي اسمها عنايات ديه، وأول ما تبقى تحت إيدك كلمني، أقولك تعمل إيه."
الرجل: "أوامرك يا بيه."
وجيه: "مش عايز غلطة يا جاد."
جاد: "في حاجة كمان عاوز أقول لحضرتك عليها."
وجيه: "خير يا جاد."
جاد: "حضرتك أنا عرفت لحضرتك إن انعام مرَت عيسى وأمها شغالين مع دجال، وهو اللي مخلي عيسى مدهول كده وميقدرش يرفض طلب لإنعام. وعرفت كمان إن الدكتورة بتاعت المستشفى تبقى قريبة الدجال ديه وشغالة معاه كمان."
وجيه: "كده كل حاجة ابتدت تبان قدامي. تمام يا جاد، خلي رجالتك مستمرين في المراقبة وبلغني بأي جديد. وأهم حاجة عنايات ديه."
جاد: "حاضر تحت أمرك."
ويغلق وجيه التليفون مع جاد. ثم يأتي له اتصال آخر ليعرف أن يونس وصل الأقصر، فيغلق ويطلب الاتصال بدياب:
وجيه: "دياب، بلغ غنوه أن يونس وصل البلد عشان تخرج هي، ولازم تخليه يشوفها ويكلمها."
دياب: "تمام، حاضر."
ويتحدث دياب مع غنوه:
دياب: "يونس في البلد ولسه واصل، اطلعي عشان تتحددي معاه."
غنوه: "تمام، اهو، وجت الانتجام جاه. يا ولاد الهلالي، وحجك جاي يا محمد."
في تلك اللحظات، غنوه تخرج من المنزل وتقرر الذهاب إلى أرض عم شعيب لتجلس هناك انتظارًا لمرور يونس. تقول في نفسها: "أنا هروح أجعد جدام أرض عم شعيب عشان يونس كده كده هيعدي عليها عشان على أول الطريق."
_______________________________________
في المستشفى، الطبيب يخرج ليبلغ عيسى: "للأسف في كسر في اليد اليمنى والرجل الشمال، وهنضطر نجبس عشان ما يحصلش مضاعفات."
عيسى : "اعمل اللي تشوفه صح يا دكتور."
ممدوح : "عاوز دكتوره ست حالًا."
عيسى يهدده: "لو اتكلمت تاني هجطع شلجك، فاهم؟"
ممدوح  بعصبية: "ما انت طول عمرك مدلدل ومتعرفش حاجة عن الرجولة، يا دلدول انعام ."
انعام كانت في المستشفى وتسمع ما يقوله ممدوح، فترد عليه: "مالك ومال مرته، مش كفاية اللي مرتك عملته فيّا؟"، وتقول لخيك الكبير: "مدلدل، عيسى راجل وسيد الرجالة على الأجل، ما راحش اتجوز شحاته بت شحاتين."
ممدوح يصرخ: "أخرسي، جطع لسانك. رجيه مرَتي ستك وست البلد باللي فيها."
عيسى يحاول تهدئتهم قائلاً: "كفاياكم بقى، نطمن على فريدة الأول، وبعدين ابجو اردحوا وفردوا لبعضيكم."
_____________________________________
وفي أرض شعيب، كانت غنوه جالسة في انتظار يونس. وبالفعل، يونس اقترب من الأرض حيث تجلس غنوه.
غنوه: "استاذ يونس."
يونس، متلهفًا: "غنوه."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
غنوة: "أستاذ يونس."
يونس (متلهفًا): "غنوة!"
(ينظر إليها بقلق) "جاعدة كده ليه يا غنوة؟ ومال هدومك مبهدلة كده ليه؟ روحي بيتكم يا بت الناس، أو حتى تعالي أروحك."
(غنوة تجلس على الأرض، فؤادها يبكي، وعيناها شاردة)
غنوة: "مستنية محمد خيي، هو جالي استناه هنيه في أرض عم شعيب."
يونس (يتنهد بحزن): "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم... محمد، ربنا توفاه، والأمانة راحت عند اللي خلقها."
غنوة (تصرخ بانفعال): "كلكم كدابين! بتكدبوا عليّ ليه؟ محمد جاي، خيي بخير وزين، وجايب لي لبان وحلاوة!"
(يونس يطبطب عليها محاولًا تهدئتها)
يونس: "اهدي يا غنوة، وادعيله بالرحمة... محمد خلاص مبقاش موجود معانا."
غنوة (بعيون دامعة): "ليه بتجول كده، يا يونس؟"
يونس (بأسى): "عشان دي الحقيقة، استهدي بالله... محمد اتكتل، وللأسف اللي قتله مندوح أخوي، الله يجازيه."
غنوة : "طب قتله ليه؟ ده محمد طيب وزين، وعمره ما أذى حد!"
يونس: "أمر الله... مندوح أخوي غبي ومتسرع، وأنا ما فيش في إيدي حاجة أعملها، لكن والله مستعد، لو على التار، خدوه مني أنا... الحياة مبقتش فارقة معايا."
غنوه: "اسم الله على شبابك... وناخده بالتار منك ليه؟ إنت ذنبك إيه بس؟ هو يعني بجد... محمد راح؟ خلاص كده؟"
يونس: "حرام كده، متعترضيش على أمر الله."
غنوة : "لله الأمر من قبل ومن بعد... بس هروح أجولهم إيه؟"
يونس: "غنوة، لازم تفوقي... محمد الله يرحمه، وانتو دفنتوه، ومتقطعيش قلبي عليكي، بكفاية فريدة!"
غنوة (بقلق): "فريدة؟ مالها فريدة؟"
يونس (ينظر إليها بحزن): "فريدة... رمت نفسها من البراندة."
غنوة : "كمان فريدة هتروح منينا؟ ليه كده بس، يونس؟ مبقتش عارفة حاجة!"
يونس : "غنوة، فريدة كانت هي ومحمد أخوي بيحبوا بعض ومتفقين على الجواز... أكيد لما جاها الخبر، يا عيني، مستحملتش ورمت نفسها."
غنوة : "هما كده كده مكنش ينفع يتجوزوا؟"
يونس : "والله لو كان محمد عايش، كنت جوزتهم لبعض!"
غنوة : "وهو إحنا كد المجام بردك، يونس؟"
يونس : "ليه بتقولي كده؟ طيب أنا... لولا اللي حصل، كنت هتقدملك واخطبك وأجوزك!"
غنوة : "تتجوزني؟! أنا؟"
يونس : "بس خلاص بقى، بعد اللي مندوح الله يجازيه عمله، مينفعش نتجوز."
غنوة : "الله يرحمك يا محمد..." (ثم تنظر له) "بس لو انت عاوز تتجوزني، اني موافقة... أتجوزك!"
يونس : "جد يا غنوة؟ 
غنوة : " جد الجد ،وهو أنا أطول؟ أفندي زي الجمر زيك، ومتعلم، وعقله متفتح!" بس انت عاوز تتجوزني ليه؟"
يونس : "عشان معرفش إزاي دخلتي قلبي، وفجأة لقيتني حبيتك!" ،بس تفتكري أهلك هيوافقوا عليا؟"
غنوة : "تفتكر انت أهلك اللي هيرضوا بيا؟"
يونس : "ديه مشكلتي، وأنا أقدر أحلها وأخليهم يوافقوا! وبعدين أنا اللي هتجوز، مش هما."
غنوة : "وأنا كمان ناسي مش هيوقفوا في طريق سعادتي!"
يونس : "يعني عندك مشاعر لي؟"
غنوة : "أمال هوافق أتجوزك ليه؟"
يونس : "بس لازم نصبر عشان وفاة محمد، الله يرحمه..."
غنوة : "محمد ده خيي، وموته كاويني أنا وناسي! وحدينا... يبقى تطمن على فريدة وتيجي تقابل أبوي، ولو ناسك وافقوا، نتجوز... بس من غير فرح، ولا زمر، ولا طبل."
يونس : "ونستعجل ليه؟ نستنى حوول المرحوم محمد!"
غنوة : "لسه هنقعد سنة بحالها؟ أنا بقول تفهم ناسك أننا لازم نتجوز وبسرعة، عشان دياب ميفكرش ياخد بالتار... يعني نعقد دلوقتي، وبعد أسبوع نتجوز!"
يونس : "انتي بتحددي منيكي لنفسك، وناسيه ناسك؟"
غنوة : "ملكش صالح بناسي، خد نمرة تلفوني، ولما تجهز، ابقى كلمني."
يونس : "تمام، طيب خلي بالك من نفسك!"
غنوة : "وانت كمان!"
يونس : "عن إذنك بقا، أروح أطمن على خيتي."
غنوة : "إذنك معاك، وأنا كمان مروحة."
(يونس يذهب إلى المستشفى، وغنوة تتوجه إلى منزلها، ثم تتوقف فجأة وتنظر إلى الهاتف بقلق)
غنوة : "دياب، رن لي على وجيه!"
دياب: خير يا غنوة؟
غنوة: ما انت هتعرف وأنا بحكي لك.
دياب يتصل بوجيه
وجيه: دياب، خير يا غالي؟
دياب: غنوة معاك، يا وجيه بيه.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وجيه: تاني بيه؟ ما علينا... خير؟
غنوة: الصيد وجع في الشبكة!
وجيه: إزاي؟ 
تحكي غنوة كل ما حدث بينها وبين يونس
وجيه: برافو عليكِ، شدّيتي ورخّيتي... خليكي زي ما انتي كده تمام! وأنا كمان شغال من ناحيتي ومش ساكت. وعرفت عنهم حاجة مهمة...
غنوة: إيه؟
وجيه: يقص عليها حكاية الدجال وإنعام ووالدتها! 
كمان عنايات الخدامة، لما تروحي تعيشي في بيتهم، هتكون تحت أمرك. المهم دلوقتي، بعد ساعة كده، كلمي يونس كأنك بتطمني على أخته، وقولي له إن أهلك ناويين يسيبوا الصعيد كله وهيعيشوا في مصر عند حد قريبكم، وهيأجروا الأرض.
غنوة: ليه؟!
وجيه: عشان يخافوا ويوافقوا على الجواز! هيعتقدوا إن دياب بيبعدكم عشان ياخد بالتار منهم، لكن لو انتي متجوزة ابنهم، دياب مش هيقدر يقتل حد من نسايبه، عشان ميأذوش أخته. قولي لدياب يثبت الكلام ده صح، وإنكم بكرة هتكونوا عندي في مصر. هبعت لكم عربية أو طيارة.
غنوة: خليها طيارة أحسن وأسرع، وكده كده هنجول إننا سافرنا بالقطر... هو يعني حد هيدور ورانا؟!
وجيه: تمام... تحبوا تقعدوا في بيت لوحدكم ولا معانا في الفيلا؟
غنوة: له، مش هما يومين بس وهنرجع الصعيد تاني.
وجيه: هترجعوا لما يونس يبلغك إن أهله وافقوا على الجواز. وبعدين، الفيلا أحسن، عشان تقعدي مع صدفة وتعرفي كل حاجة عن العيلة الملعونة دي!
غنوة: بس اسمع، بلغ الجماعة عندك إن محدش يعرف بقصة الانتقام دي، ولو حد من عندك سألنا عن علاقتنا بيك، نقول أي حاجة!
وجيه: تمام، نسيّبها على ربنا، ونقول إنكم عرفتوا إن صدفة قاعدة عندنا فجيتوا تسلموا عليها. وأبوك ودياب يروحوا معاك ويقعدوا في أي مكان، وأنا عارف إن صدفة هتمسك فيكم عشان تقعدوا اليومين عندها.
وجيه: وياريت كمان يعرفوا إن أنا ودياب نعرف بعض من زمان... اتقابلنا فين، ولا أي حكاية تربطنا!
غنوة: هقولك... دياب أخويا كان بيشتغل في مصر بشهادته!
وجيه: هو دياب متعلم؟!
غنوة: آه، كلنا الحمد لله متعلمين! أنا خلصت الثانوية العامة، ودياب معاه دبلوم صنايع.
وجيه: خلاص، دياب يقول إنه اشتغل شوية عندنا في مصنع الموبيليا.
غنوة: بتقول فيها؟ ده دياب بيرسم أوض نوم جميلة، وبيعمل... بتعمل إيه يا دياب؟!
دياب: فورم أوض، يا غنوة!
وجيه: تمام أوي! خلاص، اتفقنا... عاوزهم يتجننوا العيلة الملعونة دي!
غنوة: ربنا ينتقم منهم إن شاء الله!
وجيه: تمام... بكرة إن شاء الله، العربية هتيجي تاخدكم على المطار على طول.
غنوة: إن شاء الله... مع السلامة!
تغلق غنوة الهاتف، بينما دياب ينظر لها بإعجاب
دياب: بجيتي بتفنني وتخططي، يا غنوة؟!
فايزة: كتر النواح يعلم البكا، يا ولدي!
عياد: يساويها ربنا، إن شاء الله...
_________________________________________
وفي المستشفى، نجد أن فريدة تجلس على كرسي متحرك نظرًا للكسر الذي في قدمها، والذي يصل إلى ما بعد الركبة، وأيضًا ذراعها مجبس وبها بعض الكدمات.
ممدوح بتهكم: اشليتي، ياك ما كنتيش غورتي؟ موتي وارتاحنا منك!
عيسى بغضب: يا أبوي، على الواد دي! مجولنا يا تخرس يا تغور وتهملنا! متفجعش مرارتنا بجى يا أخي! يا ستار يا رب! منك إيه دي؟ شيطان انت؟ يخرب بيت اللي خلفوك يا شيخ!
ممدوح وهو يتجه للمغادرة: أديني مهملكم وماشي أهه!
في هذه اللحظة، يقترب يونس منهم، ليجد ممدوح يرمقه بسخرية: أهو النغَة جالوعة أبوه جاه أهه! جيت تجري تشوف العايبة دي، يا بتاع مصر؟
يونس ببرود: ماله ديتي على كده؟
عيسى يرد باستياء: همله، سيبك منيه، هو هيغور دلوك.
يونس يقترب من فريدة، ينظر لحالتها بحزن، ثم يقول: سلامتك يا فريدة... ليه يا بت أبوي عملتي في حالك كده؟
فريدة بعينين ممتلئتين بالدموع: محمد فين يا يونس؟ انت تعرف مكانه؟
يونس يتنهد، يحاول يغير الموضوع: مش وقت الحديت دي، نروح الأول ترتاحي، تاكلي لك لقمة، وتغيري هدومك، وبعدين نبقى نتكلم.
فريدة بصوت ضعيف: طيب... هتجيب لي محمد؟
يونس يربط على يدها بحنان: بعد ما نروح، تاكلي، وتاخدي علاجك، وتريحي كمان... هجيبهولِك.
فريدة تنظر إليه برجاء: صُحّ؟
يونس بحزم: صُحّ، يا خيتي، نروح بجى.
فريدة تستسلم وتومئ برأسها: حاضر...
________________________________________
في أكتوبر
 نجد أن صدفة صممت فستانًا للأطفال على الطبيعة من توب القماش الذي أحضرته لها مشيرة، وكان الفستان في غاية الروعة والجمال.
صدفة: جولك بجى يا مشيرة؟
مشيرة بانبهار: عارفة، لو مكنتيش خيطتيه قدامنا مكنتش صدقت إنك انتي اللي عملتيه!
صدفة بابتسامة واثقة: وأعملك أحسن منه ألف مرة كماني!
فاطمة: بجد... إبداع يا صدفة!
هالة: ده انتي ممكن تنافسي أهم المصممين عندنا!
صدفة بتردد: عجبكم صُحّ؟ ولا بتجبروا بخاطري؟
الكل: والله تحفة فنية!
مشيرة بحماس: إيه رأيك بقى تيجي تمسكي قسم الأطفال عندنا في المصنع، وبالمرتب اللي تحدديه؟
صدفة بأسف: سامحيني... أنا معنديش استعداد أطلع وأجابل ناس وأشتغل.
هالة مبتسمة: أنا عندي الحل! صدفة ترسم وتقص القماش، وأنا أخده المصنع يتفصل.
مشيرة: موافقة! هااااه، إيه رأيك يا صدفة؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وهنا يدخل وجيه: إيه الاجتماع النسائي ده؟
هالة بفرحة: مش هتصدق! شوف صدفة عملت الجمال ده!
وجيه وهو يتأمل الفستان: بجد انتي اللي نفذتي التحفة الفنية دي يا صدفة؟
صدفة: أيوه أنا! مالكم مستغربين ليه؟
فاطمة لنفسها: أنا هنكشها شوية... ثم قالت بمكر: أصل الصراحة يا ديفو...
صدفة : بت يا طينة! انتي جُلتلك متجوليش ريفو ديه تاني! وبعدين ليه مش باين عليا؟ مش أحسن منيكي انتي، يا اللي متعرفيش تجيبي لنفسك كباية مية، وكل حاجة يا دادة دادة! أنا عارفة جوزك مستحملك كيف ؟ وكماني إيه! بتاكلي قد عشرة، وفي الآخر عاملة زي عود القصب، ناشفة ومحطبة! بت ماسخة كده، لكيش طعم!
ثم نظرت إلى هالة: علميها الأدب والتربية شوية يا مرت خالي، بدل ما انتي وراكيش طول النهار غير الرغي في التلفون، وسخام الطين اللي اسميه النادي!
ضحك وجيه بصوت عالٍ على كلام صدفة، وكانت ضحكته رنانة.
هالة بدهشة: يخرب عقلك يا صدفة! وجيه أخويا أول مرة في حياته يضحك بالشكل ده!
صدفة باستغراب: وانت كماني بتضحك ليه؟ حد جالك؟ مجنونة أنا؟ بجطع في شعرياتي ليضحك وجيه حتى نزلت دموعه من الضحك!
وجيه وهو يضحك: خلاص، خلاص، مش قادر! معدتي وجعتني من الضحك! حرام عليكي!
فاطمة ممازحة: هي كده على طول يا خالو!
صدفة متذمرة: الله يجطعك يا إنعام، انتي وممدوح وناسكم كلهم! خليتوني جيت جعدت في بيت المجانين دول! يامرك يا صدفة!
وجيه وهو ما زال يضحك: خلاص، خلاص، مش هنضحك تاني! بس يا جزمة منك ليها!
صدفة : اخس عليك وعلى قلة أدبك! بتجول لخيتك الكبيرة اللي ربتك وتعبت عليك بعد ما ناسك ماتوا، وخلتك شحط كبير كده؟ جزاتها يعني؟
ضحك وجيه أكثر: انتي مش ممكن! حاجة مستحيلة يعني! وبعدين هالة مربتنيش!
صدفة باندهاش: يعني انت على كده مش مرباي؟
وجيه وهو يضحك: انتي مين اللي قالك إنها ربتني وكبرتني والكلام ده؟
صدفة بثقة: من التلفزيون!
وجيه بضحكة ساخرة: هما قالوا في التلفزيون إن هالة هي اللي ربتني؟
صدفة: بالذمة! انت زي ما بيجولوا رجل أعمال وكبير، وابصر ليك كلمة عند الكبارات داخل مصر وخارج مصر، الفاتحة! معارفه! خدت انت الشهادة ديتي كيف؟
وجيه وهو يضحك: وهي ديه كمان بياخدولها شهادة؟
صدفة: طيب، بطل ضحك بس، وأنا أفهمك! في التمثيليات دايمًا الأهل بيموتوا، والأخت الكبيرة هي اللي بتربي خيها! فهمت ولا لسه؟
كاد وجيه أن يقع من شدة الضحك، ثم قال: مش ممكن! المادة الخام لخفة الدم والعفوية!
_______________________________________
في الصعيد - منزل يعقوب...
في شقة ممدوح، الأطفال يبكون. 
رقية تقول: "أما أنا، راسي وجعتني من العيلة دوله. نادمي على حد يجي ياخدهم."
ام رقيه: "هو في حد عبرنا ولا طلع لنا يجولنا؟ عايشين ولا ميتين؟ حتى 
رقية : روحي بس."
أم رقية: "حاضر يا رقية"
، وفتحت باب الشقة ونزلت إلى أسفل المنزل لتجد يعقوب يشرب القهوة.
يعقوب: "عاوزة حاجة يا ست الكل؟"
أم رقية: "أصل العيلة بيبكوا فوج ومعرفناش نسكتهم."
يعقوب: "أنا جاي معاكي، استني بس. ناديت على أم سامية تحضرلكم الوكل. باين عليكم ما اتغديتوش."
أم رقية: "والله ما دوجناه ."
يعقوب: "إزاي يا أم رقية؟ ودي تاجي عاد الا جوليلي.
أم رقية: "نعمين."
يعقوب: "أم رقية دي كبيرة عليكي؟ أمال إنتي اسمك إيه؟"
أم رقية: "خيريه، اسمي خيريه يا سيد الناس."
يعقوب: "يا ووش الخير كله."
تذهب أم رقية لصعود السلم وتضحك، ثم تدخل على رقية.
 رقية: "بتضحكي ليه كده يا اما ؟"
ام رقيه: باينه يعجوب عينه مني.
رُقية: "صح يا أما،
 أمها : صح يانضر امك.
رقيه: احكيلي جالك ايه وايه الي حصل .
لتقص عليها امها ما حدث.
ثم يسمعوا طرق الباب، فذهبت أم رقية لفتح الباب لتجد أم سامية ومعها صينية كبيرة مليئة بالطعام.
أم رقية: "خشي، حطي الصينية عندي.
ام ساميه: عجوب بيه بيجولكم استنوه هو جاي ياكل معاكم."
لتضحك ام رقيه وتنزل ام ساميه وتترك الباب ليدخل يعقوب 
أم رقية: "تعالي يا غالي، بيتك ومطرحك."
يعقوب: "المطرح وناس المطرح كلهم تحت أمرك يا خوخه."
خيريه: "بتجلعني؟"
يعقوب: "اللي زيك لازم تتجلع."
ثم دخلت دهبية.
دهبية: "آه وماله، جلعها يا عجوب، جلعها زين جوي."
يعقوب: "دهبية إنتي هنا من ميتى؟"
"دهبية:  "من وجت مجولت للمرا المتكلشه ديه ياخوخه والله عال يا عجوب ياكبير البلد يا ابو الرجاله جاعدلي مع الشحاته بت الشحاتين وبتجلعها كماني ياراجل عيب علي شيبتك ده انت جد حتي ، وانتي يا مرا انتي خدي بتك ديه وغورو من هنيه لحسن انده علي الحريم يرموكو برا البيت واضربكم بالمركوب الجديم".
خيرية: مالها مرتك ياحج اجنت ياك حد كلمها دي.
 دهبية: "جن لما يخربطك انتي وبتك وناسك كلهم ولا ناس مين يا مجطوعه يا ربايه الجوع.
 خيريه: له بجولك ايه الزمي حدك ياك فاكراني هخاف منيكي يبجى متعرفنيش زين ولا تعرفي انا اعرف ايه
 دهبيه: والله عال مبجاش الا الشحاتين كماني". 
خيريه : الشحاتين اللي بتجوللي عليهم دول مافيش واحده منيهم كتلت ولا بلاش خليني ساكته احسن لجل عيون الغالي 
دهبيه : "جصدك ايه وتعرفي ايه انتي يابت المحروج.
 خيريه: "له خليكي كديه بنارك وعشان تعرفي زين لو جرالي حاجه زي المرحمين فيه غيري يعرفو السر الكبير الله يرحم الجلابيه الجديمه والمركوب اللي الأرض كلته يا ام عيسى حطيى بجى عجلك ف راسك  وعن اذنك بجى جعانين والوكل علي كدنا اه وابجي سكي الباب وراكي".
 يعقوب : "ف نفسه ايه المرا الجوية ديه يا ابوي ديه خلت دهبيه مجدراش لا تصك ولا ترفص".
 يعقوب:" بجولك ايه يا خوخه تتجوزيني."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
يعقوب:" بقولك ايه يا خوخه تتجوزيني."
خيرية: له يا أخوي كفايانا من بيت الغول، واحد هبجى! أنا وبنتي، مش شايف مرتك عاملة إزاي؟
يعقوب: وهيّ قدرت تتحدّد معاكِ، ما انتي حرجتي دمّياتها أهو، وخليتيها صمت خالص، وخدتي حقك.
رقية: وافقي يا أما، عشان نعيش مع بعضنا،  وأبوي عجوب هيعمل لكِ اللي عاوزاه.
يعقوب: من عينيّا الاتنين.
خيرية: خلاص، بس بشرط.
يعقوب: آمري أمر.
خيرية: أنا وبنتي نبقى ستات البيت كله، وتقعد في شقّة لحالي.
يعقوب: ناخد شقّة عيسى، كده كده مراته راحت عند ناسها ومش هتيجي تاني.
خيرية: فرش جديد، ومصاغ كله جديد في جديد، ودهبية ديه متقعدش معايا واصل.
يعقوب: موافق.
_________________________________________
وفي الطريق، كان يونس وعيسى، وفريدة ومعها إنعام جالسين في الكنبة الخلفية.
إنعام: بقولك يا يونس؟
يونس: خير؟
إنعام: متعرفش صدفة غارت على فين؟
يونس: لا والله.
عيسى: وإيه لزمتها السيرة العفشة دي؟
إنعام: أنا محجوجه لك، أنا قصدي لحسن تعمل حاجة عفشة وتجيب لكم العار.
يونس: إنعام، صدفة زي أختي، ومش عايز أسمع منكِ كلمة عفشة في حقها، سكتك مرتك يا عيسى.
(يأتي اتصال لإنعام)
إنعام: خير يا أما؟
أم إنعام: الحِجيني، أبوكي معرفش ماله، وقع في الأرض. هاتي عيسى وتعالي!
إنعام: حاضر، جايين أهو.
عيسى: خير، فيه إيه؟
إنعام: أبويا تعبان جوي!
عيسى: يونس، نزّلنا عند بيت حمايا، جدع يا أخوي، وكمل انت على البيت، وأنا هشوفه ماله وأجيلك على طول.
يونس: تمام، ربنا يطمنكم عليه.
وبالفعل، يصل عيسى ومعه إنعام إلى منزل والدها.
إنعام: أبوي! أبوي! مالك يا أبوي؟
عديلة (تبكي): تعالي يا إنعام، إحنا هِنيه في الأوضة.
(تجري إنعام على الغرفة لتجد والدها ممددًا على السرير.)
إنعام: مالك يا أبا؟
محسب: الحمد لله إنكم جيتوا جِبِل ما أمشي.
إنعام: تمشي فين؟
محسب: خلاص يا بتي، حان الأجل.
عديلة: متجولش كده يا محسب!
محسب: خلي بالك من مرتي وبنتي يا عيسى، عاهدني على كده.
عيسى: بَطّل جَلَع، وقوم بجى، عاوز تعرف غلاوتك عندينا؟ طب يا سيدي، غالي... وغالي جوي كمان.
محسب: الله يرضى عليك يا ولد الأصول، ويرزجك بالخلف الصالح. (ثم يقول الشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.)
(وهنا يفارق محسب الحياة، لتصرخ عديلة.)
عديلة: فوتنا ليه يا محسب!
عيسى: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، الله يرحمك يا عم محسب، عشت طول عمرك في حالك.
إنعام: الله يرحمك يا أبوي.
عديلة: ابكي على أبوكي يا إنعام!
إنعام: أبكي؟ يعني هو البُكا هيرجّعه؟ خلاص بجى، فين أوراج أبوي يا أما، قبل ما حد من إخواته ييجي ويسأل على الورث؟
(تمسح عديلة دموعها وكأن شيئًا لم يكن.)
عديلة: ويسألوا ليه؟ مالهم هما؟
إنعام: عشان ما خلفتيش ولد، حقهم يورثوا معانا، صح يا عيسى؟
عيسى: والله أنا بستعجب عليكم، إنتو في إيه ولا في إيه؟
عديلة: مرتك عندها حق، في الآخر يجوا إخوته ياخدوا كل حاجة على الجاهز.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
عيسى: أنا رايح عشان أعمل إجراءات الجنازة.
إنعام: خلصي يا أما، هاتي الأوراج.
عديلة: حاضر. (تخرج عديلة الأوراق من الصندوق الخاص بها.) خدي، شوفي كده.
(تقرأ إنعام الورق لتُصاب بذهول.)
إنعام: إيه ديتي يا أما؟ أبوي كتب كل حاجة باسم إخوته؟
عديلة: وإحنا يا بتي؟
إنعام: فاضل لنا البيت ديتي وخمس فدادين بس!
عديلة: وباقي الحاجات؟
إنعام: الورج أهو جدامك!
عديلة: الله يحرجك، راجل روح! الله ينتقم منك، إن شاء الله تتشوي في نار جهنم شوي!
إنعام: ليه كده يا أبوي؟
عديلة: طول عمره عامل حاله طيب، واتاريه طلع تعبان.
إنعام: جفلي على الحديت ديتي، دلوقتي كده كده محدش عارف غيرنا، إحنا هنبصّموه على كل حاجة هاتِ ورجة فاضية والبصامة.
عديله: طيب ".
إنعام: خلصي يا أما، هِمّي!
عديلة: ولا أقولكِ، اصبري نشوف الفلوسات الأول، نِخفِيها، وكمان دهباتي، كنت شايلاهم معاه.
إنعام: تعالي نشوف، أنا ما عَرْفَاش، إنتي جاعدة معاه كيف وما عَرْفَاش حاجة؟
عديلة: يا بتي، والله ما بانش عليه، وتِلاجيه كَتَب الوصية دي عشان عارف عمتكِ بدرية شرانية كيف.
إنعام: والله لو اتكلمت، لأحطها مطرحها.
عديلة: ما انتي عارفة أبوكي كان طيب كيف، كلمة تجيبه وكلمة توديه، ما هي خدت نص البيت واهي بجيت لازجة فينا، ولما اتحددت مع أبوكي، قال لي: "هتجطعيني من إخواتي؟"، ولا كمان عمكِ مجدي، ملعون أكتر وأكتر!
إنعام: هاه، لَجيتي الفلوس؟
عديلة: له.
إنعام: طب، ودهباتك؟
عديلة (تصرخ): وه يا مَري! دهباتي فينهم؟
إنعام: أمال إنتِ كنتِ جاعدة مع حد تاني؟! إياك بجولكِ، هاتي يا خِيتِي الورجة والخَتَامة، خلينا نختموه!
عديلة: أموت وأعرف فين الحاجة!
(يسمعون صوت الحجة بدرية ومعها أخيها مجدي.)
بدرية: تختموا مين يا عايبة، منكِ ليها؟!
عديلة: إيه اللي جابكم؟
بدرية: عيسى كتر خيره جاه وجالنا إن محسب، الله يرحمه.
مجدي: أخوي لِسّه جتته مابردتش، وانتوا بتدوروا عشان تختموه على الورث؟! آه يا عجارب منكِ ليها!
إنعام: مالنا، وإحنا حرين فيه!
بدرية: اتكلمي زين مع عمكِ وعمتكِ يا جليلة الرباية!
إنعام: أنا مرباية غصْب عنِّيكم!
بدرية: وَسّعي منكِ ليها، خلينا نودّع أخوي.
عديلة: هَمِّلونا وغُوروا، إحنا اللي هنعمل كل حاجة.
مجدي: جولتِ وسّعي منكِ ليها!
(يدخل بنات بدرية، فتقول إنعام بسخرية.)
إنعام: جايين تودّعوا خيكم، ولا جايين ملهوفين على الورث؟ ريّحي نفسكِ، أبوي كتب لي كل حاجة باسمي!
بدرية: مش وقته الحديت دي، ندفن المرحوم خيي وبعدين نتحاسب.
إنعام: تدفني مين؟! خدي خيكِ وعيالكِ وفارجونا، صحيح الجرايب عجارب!
(تنقض عليها بنات بدرية ويضربنها حتى تسقط على الأرض، تصرخ إنعام من الألم.)
عديلة: بتي، سيبوها يا بُت منكِ ليها!
(تصفعها بدرية بالقلم.)
بدرية: اخرسي يا مرة، انتي ومسمعش نفسكِ!
عديلة: جايين تضربونا في بيتنا، وأخوكي لسه جتته ما بردتش؟!
مجدي: جُلت اخرسوا، انتوا اللي جليتوا أدبكم!
إنعام: قطعوا شعرياتي في يدهم، يا أما، الحِجيني!
عديلة: دلُوك ياجي عيسى ويعلمكم الأدب، عشان مديتوا يدكم على مرته!
بدرية: حد كلمها يا بُنَيّات؟
البنات: لا، يا أما، هي اللي عملت في حالها كده من حزنها على خالي، الله يرحمه.
مجدي (بغضب): أوعوا لي بجى كده! (يأخذ الأوراق التي تثبت أن محسب كتب لإنعام البيت وخمس فدادين.)
بدرية: أهوينا خدنا الورجات، ويكون في علمكِ، كل الدهب عندي! جُلت لمحسب، "بنتي جاييها عريس، وعاوزاها تلبس دهب كتير عشان نتشرفوا جدامهم"، وخيي الله يرحمه جاب لي الدهبات، وفوجيهم مبلغ كبير، جال لي "شوري بِتِّك بيه"، وخلاص على كده. الدهبات بجوا من نصيب بناتي!
إنعام (بغضب ودموعها تسيل): أنا أكتلكم واحدة ورا التانية!
بدرية: علموها الأدب يا بناتي!
(ينهال عليها الضرب مجددًا، تصرخ إنعام من الألم بينما بدرية تقترب من عديلة.)
بدرية: اسمعي يا بتاعت العملات، انتي اللي كنتي كاسرة نفس خيي ومشجلبة حاله بالعملات، تجعدي انتي وبِتِّك زي المركوب القديم، وتاكلوا كمان المركوب في خشمكم!
(إنعام تصرخ من الألم، يدخل عيسى فجأة، يحدّق فيهم بغضب.)
عيسى: أنا حضرت كل حاجة! (ينظر لإنعام بقلق.) مالك يا إنعام؟
بدرية (بابتسامة ماكرة): مسكينة بِتّي، من حزنها على أبوها، لطمت وجطعت شعرياتها هي وأمها، واجولهم حرام، مسامعينش الحديت؟
(تنظر إنعام إلى بدرية بغضب لكنها تصمت خوفًا.)
عيسى : معلش يا إنعام، ده حال الدنيا.
__________________________________________
في منزل يعقوب
يعقوب: تعالوا نروح نكتب الكتاب، يا خوخة، يلا يا رقية، هِمّي البسي!
(يأتي ممدوح ويصعد إلى شقته، ليجد والده جالسًا يتسامر مع خيرية ورقيه .)
ممدوح: خير، أمال أبوي مهمل الدنيا تحت وجاعد هنيّه؟
رقية : له، وفي مفاجأة كمان! أبوي يعقوب هيتجوز أمي.
ممدوح (مذهول): كيف دي؟!
رقية: وه زي الناس، إيه، هتوجف في طريقهم؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
ممدوح: له طبعًا، يتجوزوا.
يعقوب: طيب، يلا نروح نكتب الكتاب ونخشوا على طول.
ممدوح (بجدية فجأة): انت عرفت إن أبو إنعام اتوفى؟
رقية (متذمرة): إيه الحظ ديتي بجى، يعني مش هنعملوا فرح؟!
خيرية: خلاص بجى، الفرحة في الجلب، إحنا أنا وعجوبتي نكتبوا النهارده ونخشوا، وانتوا كمان خشوا النهارده، والحاجة تيجي بعدين.
ممدوح (بفرح): عافية عليكي يا حماتي!
رقية: بس يا أما...
ممدوح: خلاص بجى، نفسنا نفرح!
يعقوب: حدش يرجّع كلمة خوختي!
(تنهض رقية وتتجه لخيرية بخبث.)
رقية: عن إذنكم، تعالي يا أما، عاوزاكي.
خيرية: تعالي يا بتي.
(يذهبان بعيدًا.)
رقية: لازمتها إيه السرعة ديتي؟
خيرية: يا مخبّلة، لازم نلحّجوا! انتي لازم تخلي مندوح تحت رجليكي، وأنا كمان أخلي يعقوب تحت رجلي، قبل ما إنعام المحروجة تيجي، ولا يعقوب يرجع في كلامه، فهمتي؟
رقية (بخبث): آه، خلاص، يبجى نخشوا بكرة، على ما نوضبوا على الأجل.
خيرية: صُوح يا بتي، تعالي نروح لهم.
(تعودان إلى الغرفة.)
يعقوب: خير، عملتوا إيه؟
رقية (بخبث وابتسامة ماكرة): ماشي يا أبا، اللي تشوفه، بس خلي الدخلة بكرة، عشان نتوضبوا ونبجى عرايس يملوا العين.
(يضحك يعقوب وممدوح.)
ممدوح: ماشي، النهارده من بكرة مفرّجتش!
في منزل يعقوب
(تنزل خيرية ويعقوب متجهين إلى المأذون، لكن فجأة يظهر يونس خارجًا من غرفة فريدة.)
يعقوب (بحدة): كنت ف مجعد  البت ديتي بتعمل إيه؟
يونس : بعدين يا أبوي، بعدين ده انت حتى مسألتنيش على الحريق اللي حصل عندي، ولا حتى قولتلي حمد الله على السلامة! وبعدين، انتو رايحين فين؟ وفين أمي؟
يعقوب : هتجوز، أنا وأم رُجيّة. إيه، عندك مانع؟
يونس (مستعجبًا، ثم يضحك بسخرية): مانع ليه؟ كل واحد حر يعمل اللي هو عاوزه... خلاص بقى، وأنا كمان هتجوز غنوة!
ممدوح (بعصبية): على جثتي! مش ناقص إلا أخت العايب محمد، اللي لف دماغ المحروجة اللي جوه ديتي!
يونس (بغضب، وصوت ثابت): احترم حرمة الميت، محمد خلاص.
رقية (بخبث وهدوء): خليه يتجوزها.
خيرية (مصدومة): أدّبتي انتي؟ يتجوزها كيف؟
رقية (تغمز لها جانبًا، بصوت منخفض): بعدين أفهمك، بس خلي انتي يعقوب يوافج... لمصلحتنا.
خيرية (بتفكير، ثم تهز رأسها بموافقة باردة): وماله، يا ولدي، غنوة بتنا.
يعقوب (ينظر إلى خيرية، متأكدًا من قرارها): انتي موافقة يا خوخة؟
خيرية (بتصنع الهدوء): وماله.
يعقوب (بإيماءة حاسمة): خلاص، اتجوزها يا ولدي.
يونس (يبتسم بنصر، وهو ينظر إلى ممدوح): أنا هتجوزها عشان ينسوا تار محمد، فهمت، يا ممدوح أفندي؟... انت تكتل، وأنا ألمّ وراك.
ممدوح (يستوعب خطورة كلام يونس، فيصمت ثم يتمتم بتهكم): مخلاص بجى... آه، صُوح! محسب، أبو إنعام، مات، وإحنا مفاضينش نروح نعزي. ابجى روح انت، اوجف جار خيك.
يونس : يعني انتو مش هتعملوا الواجب؟
ممدوح : كفاية انت تعمله، هملنا بجى، ووسع الطريق، خلينا نشوف حالنا.
يونس (ينظر لهم بعدم تصديق، ثم يسأل فجأة): فينها أمي؟ سألت حدش جاوبني!
يعقوب (بجفاف): أمك جاعدة في المجعد بتاعها، وموافجة على الجواز.
(ينظر يونس حوله، وكأنه لا يعرف هذا البيت بعد الآن، يتمتم لنفسه بحسرة وتهكم.)
يونس (بصوت منخفض، لكنه مليء بالمرارة): والله... ما بجيت فاهم حاجة، في البيت المخربط ديتي.
( في غرفة دهبيه )
(يدخل يونس إلى غرفة والدته ليجدها جالسة وحدها في الظلام.)
يونس (بقلق): وه يا أمي، جاعدة في العتمة كده ليه؟
 دهبية : ولع النور يا ولدي وتعالي.
يونس: أما انتي عرفتي إن بتك رمت نفسها من البرندة ويديها ورجليها اتكسرو؟
دهبية : ميته الكلام ديتي !.
يونس: أمال انتي كنت فين؟
دهبيه : انا راسي كانت واجعاني خدت برشامه منومه ونومت محسيتش بالدنيا.
يونس : عشان ابوي هيتجوز ام رجيه وكيف تسكتي يا اما علي كده.
دهبية ( محاوله اخفاء ما بداخلها من خوف من ناحيه خيريه  ) : خليه يتجوز، يا ولدي. أبوك فاكر نفسه لسه صغير وعاوز يتجمل، وأنا كبرت، خليه يتجوز يا ولدي. هو غيران من مندوح، يعني إيه؟ اللي خدته الجرعة تاخده أم الشعور.
يونس : اللي يريحك يا اما علي العموم انا كمان هتجوز غنوه .
دهبيه: يا أمي، اعملي اللي يريحك، بس تعالى وديني عند بتي، أطمن عليها.
يونس: مالك يا أمي؟
 دهبية : مجدارش أوجف على رجلي يا ولدي، ده بس عشان مخدتش علاج الأعصاب.
يونس: ليه يا أمي مخدتهوش؟ خلي بالك من صحتك يا أمي.
دهبية : حاضر يا ولدي، تعالي نروح نطمن على فريدة.
(يسند يونس والدته ويذهبان إلى غرفة فريدة، حيث يجداها تبكي.)
دهبية (بتنهيد، وهي تقترب من فريدة): اسم الله عليكي، ليه عملتي في حالك كده يا بتي؟
فريدة (بدموع): جبت محمد معاك يا يونس؟
دهبية (بغضب قليل): محمد تاني؟ خليكي في نفسك، هخليهم يعملولك فروجة زينة، تاكليها وتشربي شوربتها، وتاخدي علاجك وتنامي.
فريدة (بتعب، وكأنها ليست مستعدة للحديث عن شيء آخر): ليش نفسي يا أما؟
دهبية : الجرح يحب الوكل يا بتي، وانتي لازم تأكلي وتتجوتي. 
فريده : وهتجيبولي محمد؟
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
يونس : محمد هياجي، بس لازم ياجي يلجاكي صحتك زينة.
دهبية : إيه الحديت اللي بتقوله ده يا ولدي؟
يونس : خلاص بجى يا أما. تعرفي يا فريدة، أنا هتجوز غنوة.
فريدة : صوح! غنوة صاحبتي واخت الغالي.
يونس: خفي انتي ياله بجى. 
فريدة :حاضر حاضر .
دهبيه: فريده انا هبيت معاكي هنيه ف الجاعه بتاعتك عشان ابجى جارك.
فريده : السرير كبير، وهياخذنا إحنا الاتنين، بس أبوي مش هيزعل عشان هتهملي جاعتك؟
يونس : له له، مش هيزعل ولا حاجة. 
دهبيه: اصلك أبوكي.
يونس: أما !.
فريدة: في حاجة ولا إيه؟
يونس : له يا حبيبتي، مفيش حاجة. أنا رايح جاعتي أريح شوية.
فريدة : ماشي يا خيي، أبجى سلملي على غنوه، وخليها تسلم على محمد.
يونس (بحزن واضح): طيب حاضر.
(يخرج يونس متجهًا إلى غرفته ليقوم بالاتصال بغنوه.)
________________________________________
في غرفة غنوه:
(غنوه تجيب على الهاتف.)
غنوه: كيفك يا يونس؟
يونس : رايج الحمد لله. أنا كلمت الجماعة هنا على جوازنا، وكلهم وافقوا. بس الحج محسب أبو انعام اتوفي. هروح الواجب و بعد الجطعانيه ( بعد 3 ايام العزا ) وأجي أتجدملك. آه صوح! نسيت أقولك، أبوب هيتجوز أم البت رجيه.
غنوة : بتجول ايه !.
يونس : زي ما بقولك كده. ده حتى دلوقتي بيكتبوا الكتاب.
غنوه : براحتهم ، يونس أنا نسيت أقولك كمان، إحنا نازلين مصر عند ناس جرايبنا عشان حالة أمي وأبوي النفسية.
يونس : هتجعدوا كتير؟
غنوه : له، هما يومين.
يونس : تاجو بعد يومين عشان نتجوزو ونقعد هنا أسبوع وبعدين نروح على مصر.
غنوه : إن شاء الله.
بعد إغلاق غنوه للهاتف، تتصل بوجيه.
غنوه: وجيه، أخبارك إيه؟
وجيه: الحمد لله، كلنا بخير. 
غنوه: مش عجوب  هيتجوز أم رجيه؟ يونس لسه جايلي حالاً، وقال لي كمان إن ناسه وافقوا على جوازنا.
وجيه : عسل أوي! مدام وافقوا بسرعة كده، مفيش داعي لنزولكم مصر، خليها بعدين.
غنوه : حاضر، اللي تشوفه.
وجيه: بقولك يا غنوه، عاوزك تسحبي يونس في الكلام، تعرفيلي مين موجود عندهم في البيت، ولو عرفت إن مافيش حد، تطلبي تقابليه وتقوليله إنكم مش هتسافروا مصر عشان لما قولتلي للجماعة عندك إنك إنت وهو هتتجوزوا وأهله وافقوا، الجماعة عندك فرحوا وأجلوا سفرهم لمصر.
غنوه: خير، ليه؟
وجيه: عشان هرجع ولاد صدفة، لو لقيناهم هخطفهم، يعني وديها ضربة تانية ليهم.
غنوه: ياريت، ونبجي ضربنا عصفورين بحجر، جننا مندوح الله يحرجه ورجعنا العيلة.
وجيه : لو كده، كلميه واعرفي منه، وكلميني.
غنوه تتصل بيونس وتخبره بما قاله لها وجيه، وتبدأ بالتساؤل عن فريدة وأوضاع المنزل.
غنوه: طيب أنا عاوزه اجابلك، ينفع؟
يونس: طبعاً ينفع، أنا قاجد لحالي، أمي قاعدة فوق مع فريدة وعيسى ومرته عند بيت أبوها عشان الواجب، والباقي راحوا يكتبوا كتاب أبويا وأم رجيه.
غنوه: أمال فين عيال مندوح؟
يونس: بتسألي ليه؟
غنوه: أصلك تلجي. يا نضري حدش جاعد بيهم.
يونس: عندك حق والله، أنا حتى جيت لقيتهم قاعدين لوحدهم تحت، وممدوح قال لي هيجعدو في المجعد التحتاني عشان مرته قالت عاوزة تجعد براحتها.
غنوه: ربنا يرجعهم لأمهم بالسلامة.
يونس: أنا هتجنن مش عارف راحت فين، بس ربنا يطمنا عليها يا رب.
غنوه: طيب تعالي نتقابل دلوك.
يونس: فين؟
غنوه: في أرض عم شعيب عشان بحب أقعد هناك.
يونس: تمام، جايلك حالاً.
غنوه تغلق مع يونس، ثم تتصل بوجيه لتملي عليه ما حدث.
 وجيه : تمام، عطليه على قد ما تقدري.
غنوه:  حاضر.
وجيه يتصل بعزام ليُعطيه تعليمات.
عزام: أوامر يا بيه.
وجيه :  عنايات فين؟
عزام: راحت بيت الهلالية، وجاعده مع الخدم، مستنية الجديد.
وجيه: كلمها، خليها تخرج الولاد برا البيت وانت جهز رجالتك وروح خد الولاد، وهبعتلك عربية توصلهم المطار. بس أوعى تغلط في حاجة قدامك ساعة من دلوقتي وأنا هتلاقيني في مطار لقصر عشان أرجع الولاد.
عزام: لو أي حد من الغفر عمل حاجة، اتعامل.
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
وجيه: لا، مش هيلحقوا. أنت هتخلي عنايات كأنها بتلاعبهم وتخرج بيهم من البيت من غير ما حد ياخد باله.
عزام: أوامر يا بيه.
عزام يتصل بعنايات ليُبلغها.
عنايات: أنا هتصرف.
عزام: أوعاكي حد يشوفك.
عنايات حاضر.  استنى، هو البيه مش هيءذيني.
عزام: هيأذيكي ليه؟
عنايات: مش إنت سجلتلي صوت وصورة وأنا بحكي؟ اتفاجي مع إنعام.
عزام: ما تخافيش، خلصي بقى وبطلي رط.
عنايات: حاضر، بس تجل جيبك.
عزام: ماشي، بس خلصي. وأنا هكون جار البيت. اديني الو، أجي أخد العيال.
_______________________________________
يونس يذهب مسرعًا إلى لقاء غنوه ويخرج من المنزل، تراه عنايات وتقول في نفسها: "كده أجدر، أطلع العيال لعزام. ربنا يسترها معاي وأخد جرشين منه، أهمل البلد كلها يعني، أنا ليا مين فيها؟"
عنايات: "للأولاد تعالوا نلعبوا.
 يعقوب الصغير : مازن مش بيعرف يمشي، شيليه!"
تحمل عنايات مازن وتاخذ دهبيه ويعقوب في يدها.
عنايات: "تعالوا نلعب في الجنينه الورانية عشان حدش يشوفنا."
الاطفلل: "هلنلعب الغميضة؟"
عنايات: "آه."
وبالفعل، تأخذ عنايات الأطفال إلى الباب الخلفي وتخرج بهم دون أن يراها أحد.
كان عزام ورجالته في انتظارها ليأخذوا الأطفال. يعطيها عزام مبلغًا كبيرًا من المال ويقول لها:
عزام: "اخفي من البلد حالًا."
عنايات: "ههمِل البلد كلها."
ويأخذ عزام الأطفال.
عزام يتصل بوجيه:
عزام: "الأمانة معايا يا بيه."
وجيه: "بجد برافو عليك. ليك عندي مبلغ أكبر من اللي اتفقنا عليه. هاتهم وتعالى على المطار حالًا."
عزام: "كتير خيرك يا بيه. كله من خيرك. إحنا نخدمو من غير أي حاجة."
ويصل يونس إلى غنوه ليجدها جالسة في انتظاره.
غنوه: "إحنا لازم نكتب كتابنا دلوقتي. تعالي نروح بيتنا عشان دياب عايز يجعد معاك."
يونس بقلق: "ليه؟"
غنوه: "عشان يتفج معاك على كل حاجة."
يونس: "حاضر."
ويذهبان إلى منزل عياد.
وفي نفس الوقت، يصل عزام إلى المطار ويقابل وجيه. يعطيه الأطفال.
وجيه: "برافو عليك يا بطل. خد دول بقى وأنا هوصل مصر وأكلمك."
ويهيم الأطفال في التساؤل.
يعقوب: "إحنا رايحين فين يا عمو؟"
وجيه: "رايحين لماما."
ويتصل وجيه بهالة.
وجيه: "هالة، عايزك توضبي البيت عشان أنا جايب معايا ضيوف مهمين أوي."
هالة: "ضيوف مين؟"
وجيه: "بطلي فضولك وتعملي زي ما بقولك."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
(في الصعيد)
 نجد يونس قد وصل إلى منزل غنوه. يطرق يونس الباب لتفتح له غنوه، فتقول:
"تعالي يا يونس، خش بيتك ومطرحك."
يونس: "دياب أو والدك حد منهم موجود عشان يصحش ادخل البيت لو مافيش راجل؟"
غنوه: "أنا عمري ماكنت هجولك تعالى والبيت مفيهوش راجل." دياب "جاعد."
غنوه: "دياب، يا دياب، يونس جاه."
ليخرج دياب من غرفته قائلاً: "أهلاً وسهلاً، واجف على الباب ليه؟ يا راجل، هو انت غريب؟"
يونس: "ماغريب إلا الشيطان."
ليدخل يونس، فقال له دياب: "اجعد يا يونس، تشرب إيه؟"
يونس: "مافيش داعي."
غنوه: "همله براحته، يكون في علمك احنا فجراً، اه، لكن نضاف جوي من برا ومن جوا كمان، والحمد لله عندنا كل حاجة خير، أبوي وأخواتي، اللي واحد منهم راح."
دياب: "إيه عازته الكلام ده؟"
يونس: "لو سمحت يا دياب، سيبها تخرج كل اللي جواها."
غنوه: "أنا مجصديش حاجة."
يونس: "طب اسمعيني يا غنوه، كويس أوي، والكلام هقوله وخيك موجود."
"يا بت الناس، أنا حكاية جوازنا ده، أنا ممجتنعش بيها، وأصل مش عشان غنى وفجر، لا سمح الله، لأن كل حاجة بيد ربنا سبحانه وتعالى، لكن عشان مداخلش مخي إنك موافقة تتجوزيني، وأخوي لسه قاتل أخوكي، لكن أنا في بيتكم أهه، ولو عايزين تقتلوني وتاخدوا مني بالتار، أنا جدامكم وحدي وأعزل، ممعاييش أي حاجة. ولو يعني عشان إحنا صعايدة ومنقتلش عدونا، لو جانا لغيت بيتنا. أنا بقولكم، أنا هطلع ودياب كمان يطلع معايا، ولما نبعد عن البيت، خد بتارك مني يا دياب، وأنا هكتب إقرار على نفسي إنّي انا انتحرت."
غنوه: "خلصت كلامك؟ على العموم، أحب أقولك، إنت الفت حدوته لحالك وحكمت علينا. لكن لو ماعندكش رغبة تتجوزني، خد واجبك وامشي، وعليك أمان الله منينا كلنا."
دياب: "مش إحنا اللي ناخد التار منك، وانت مالكش ذنب. وأقولك الحقيقة، أنا نفسي أقطع مندوح خيك وأرميه للكلاب، لكن للأسف أنا مكتف ومربوط بعهد أخده عليا."
غنوه: "جصده أخده علينا المرحوم محمد خيي."
يونس: باستغراب "عهد إيه؟"
دياب: "عهد إننا ماناخدوش بالتار منك، والحاجة التانية إنّي لازم أتجوز فريده خيتك."
يونس: "تتجوز مين؟ بتجول إيه أنت؟"
دياب: "اسمعني، ورحمه محمد. حتى غنوه متعرف بالحديت ده، أنا لسه عارف من ساعة، وما حكيتش لأي مخلوق عليه."
يونس: "حديت إيه ده؟"
دياب : غنوه هاتي محصف عشان يونس يحلف عليه."
يونس: "لا يجوز الحلفان إلا بالله."
دياب: "يبقى أحلف بالله."
يونس: "أحلف على إيه؟"
دياب: "إنك متأذيش فريده، ولا تيجي جنبها."
يونس: "فهمني، فيه إيه؟"
دياب: "قلت أحلف."
يونس: "أنا أصلاً مجدرش أجي جنبها ولا أأذيها، فريده دي أختي الوحيدة."
دياب: "طب شوف كده الورقة دي."
يونس: "ورقة إيه؟"
دياب: "شوفها أنت بس."
ليقرأ يونس الورقة: "إيه ده؟"
دياب: "مشايفش ولا معارفش."
غنوه: "فهموني، فيه إيه؟"
دياب: "دي ديتي عقد عرفي بين محمد وفريده."
غنوه: "يا نهار أسود، كيف حصل ده؟ وميتى؟"
دياب: "من تلت شهور."
يونس: "الفاجرة المجرمة! أنا لازم أقتلها، حطت راسنا في الطين زي مندوح مجال.
دياب: "أنا بجولك هصلح غلطه المرحوم خيي واتجوزها. هتكسب إيه يعني من الفضايح؟"
يونس: "إزاي بس؟ إزاي حصل كده؟ فريده العيلة الصغيرة الجطة المغمضة تعمل كده؟"
غنوه: "أنا عرفت دلوك. هي رمت نفسها من فوج ليه ."
يونس: "وانتي كنتي تعرفي بكده؟"
غنوه: "لا والله معرف. وأنا لما جولتلك نسرع في الجواز عشان خوفت دياب يجل عجله ويفكر ياخد بالتار. والصراحة أنا خايفة على خيي التاني يروح مني، مش عشان عايزة أنتقم منك ولا حاجة."
يونس: "أنا مخي وجف، مش عارف أعمل إيه. المصايب كلها بقيت فوق راسي. أعمل إيه بس؟"
(تخرج فايزه من الغرفة)
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
فايزه: "أجولك تعمل إيه؟ لازم تتجوز غنوه وتجوز خيتك لدياب عشان توقف الفضايح والدم."
دياب: "أنا عاهدت محمد إني مش هاخد بتاره. يا أما فايزه : ونسيت واد عمك اللي جاعد في مصر هو صح جاعد في مصر بس مخه في التار أكتر من أي حد. نسيت إنه نزل مصر خصوصي عشان ياخد بتاره من عيلة فيصل الأسناوي. ولما حددت أبوك وعرف بموت محمد الله يرحمه، فضل يسأل أبوك مات إزاي. وأبوك حكاله وحلف ليجي ياخد بالتار. وديتي مخه عفش جوي وحدش جادر عليه. أنا بجولك اهه، اعمل معروف يا ولدي وجف بحر الدم ديتي."
يونس: "أنا خلاص يا خاله، معارفش أعمل إيه وأسوي كيف ."
فايزه: "أنا جلبي محروج على ولدي، ومعيزاش جلب أم يتحرج على حد من عيالها، كيف حرجه جلبي يا ولدي؟ وفريده كيف غنوه"وأنا مرضاش ليها الفضايح. أنتو كلكم تتجوزوا ونجفل على الخبر. ماجور."
يونس: "وتفتكروا إن حد من عيلتي هيوافق؟"
دياب: "صدقني الموضوع لازم يتلم، الله أعلم وصلوا لفين مع بعضهم برضك. خيتك صغيرة ومحمد الله يرحمه كان يحبها جوي، يمكن خاف حد يتجوزها غيره. الله أعلم، بجى خوي مات وسره معاه."
فايزه: "أمانه عليك يا ولدي، ما تتحدتش معاها في حاجة. أنا سمعت إنها رمت نفسها من البرانده."
يونس: "آه، ويدها ورجلها اتكسرت، بس مش عارف هجيبهالهم إزاي."
"البيت عندنا بقى حالته حاله. أبويا زمانه اتجوز أم رجيه، ومندوح اتجوز رجيه اللي كانت خطيبتك. أنا خلاص تعبت."
دياب: "أنا خطبت رجيه مش عشان بحبها. أنا خطبتها عشان أمي جالتلي غلابه زينا وتعيش."
فايزه: "هو الحج عجوب هيتجوز خيريه. والحجة دهبيه عملت إيه؟"
يونس: "كمان أمي موقفها غريب، مستسلمة للأمر كده. وكأن مش جوزها اللي هيتجوز. كل حاجة متلخبطة."
والست فريده ديه كمان."
دياب : "يعني هنعمل إيه دلوك؟" "أنا جولت أتنقلها كام شهر وأطلجها عشان لو كانوا يعني..."
يونس: "خلاص خلاص، أنا هتصرف. جهزي نفسك يا غنوه. بكره هجيب المأذون ونكتب الكتاب. وانت يا دياب، أنا هاصرف في موضوعكم انت وفريده. وكتر خيرك."
دياب: "كتر خيرى على إيه؟ أنا بصلح غلطة لازم تتصلح."
فايزه: "أوعاك يا يونس يا ولدي تعمل حاجة في خيتك. أنت ولا حد من ناسك، هتبقى جرسة وفضيحة يا ولدي."
يونس: "يحلها ربنا يا خاله، أنا لازم أمشي علشان أقدر أتصرف."
دياب: "ماشي، ربنا يسترها."
يونس: "بدل بكره، أنا مرايحش الواجب بتاع أبو إنعام. هجيب المأذون وأجي."
دياب: "خليك جاعد، أنا هكلم المأذون اللي جارنا. هو صح بيكتب للفجرا اللي زي حالاتنا. أما انتو بتروحوا البندر تكتبوا كتابكم."
يونس: "تاني غني وفجر كلمه يا دياب. وأنا هكلم أمي وأعرفها .
(يونس يتصل بوالدته)
يونس: "إيه يا أمي، عاملة إيه؟ دلوقتي إنتي وفريده؟"
دهبيه: "خيتك تعبانة يا ولدي، ومافيش على لسانها غير محمد وبتخرف وتجول كده يا محمد تهملنا بعد ديتي كله. أنا خايفة يا ولدي يكون كان في بينهم حاجة كده ولا كده."
يونس: "اسمعيني زين يا أمي، ولازم توقفي جاري."
دهبيه: "خير يا ولدي، فيه إيه؟"
يونس: "بتك كات متجوزه المرحوم محمد."
دهبيه (تضرب على صدرها): "يا مرى يا فضيحتي! بتجول إيه؟"
يونس: "زي ما بجولك كده."
دهبيه: "أبوك لو عرف هيشندل عيشتي ويجول لي: اتفرجي على ربايتك، ومش بعيد يزعجنا من البيت. غير الجرس والفضايح، أنا هكتلها وأرتاح. اللي جابت لنا العار ديه."
يونس: "استهدي بالله يا أمي."
دهبيه: "وابوك لو عرف هيسمي علينا."
يونس: "اسمعي زين يا أمي، أنا عايزك تاخدي الختم بتاع أبوي."
دهبيه: "ليه يا ولدي؟"
يونس: "عشان هجوزها دياب."
دهبيه: "كيف بس؟"
يونس: "معنديش حل غير ده، وهي كده كده قاصر وتحت وصاية أبوها والمأذون. أنا هظبطه."
دهبيه: "بس باين أبوك لسه مجاش من كتب كتابه مع المدعوجة اللي طلعتلنا في البخت."
يونس: "أنا هخلي المأذون جاري، أول ما أبوي يجي. اعملي كل جهدك وخدي الختم."
دهبيه: "هتاجي تاخده؟"
يونس: "له شيعية مع عسران، لفيه في ورقة زين، وجوليله وديه لي في بيت عياد. وأنا هخليه يشهد على الجواز، وأشيعولك معاه تاني."
دهبيه: "يا ولدي، لحسن عسران."
يونس: "متخافيش يا أمي، عسران أنا ضامنه. وأنا كمان هكتب كتابي على غنوه."
دهبيه: "ليه بسرعة كده يا ولدي؟"
يونس: "بعدين هجولك يا أمي."
دهبيه: "استني كده، فيه صوت ضحك عالي تحت، باين لهم جم."
يونس: "طيب، خدي أبويا على الجاعة بتاعتكم، جوليله عاوزاك في حاجه."
دهبيه: "اجفل دلوك وربنا يستر."
(تغلق دهبيه الهاتف مع يونس وتخرج من الغرفة لتجد زوجها وخيريه يضحكون وممدوح ورقيه يصعدون السلم ليدخلوا شقتهم)
دهبيه: "مبروك يا عجوب، تعالى عاوزاك."
يعقوب: "وجته ديتي؟ إنتِ إيه مبتشميش؟"
دهبيه: "عاوزاك عشر دقايق بس، هديك هدية للعروسة."
خيريه: "بفرحة، صوح يا ضرتي."
دهبيه: "أه، صوح، أمال إيه؟ تعالى بجى يا عجوب."
انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا
يعقوب: "اديني جاي أهه."
(يصعد يعقوب السلم ليدخلوا شقتهم)
دهبيه: "تعالي خش الجاعه."
يعقوب: "الجاعه ليه؟ عاوزه إيه؟"
دهبيه: "جولت هدية للعروسة."
يعقوب: "أمري لله، نخشو الجاعه."
(يدخل يعقوب الغرفة)
يعقوب: "فين الهدية ديتي؟"
دهبيه: "اصبر بس."
(تخرج دهبيه صندوق الدهب الخاص بها وتُعطيه الخاتم)
يعقوب: "ماشي، تسلمي يا أم عيسى."
دهبيه: "صح كده، عاوزه الختم بتاعك."
يعقوب: "عاوزه ليه؟"
دهبيه: "يونس عاوزه، مش عارفه هيختم على إيه كده، وجالي أجولك."
يعقوب: "خدي أهه."
دهبيه: "طلعته كده من غير متكلم ولدك
 يعقوب :يا مره شمي وحسي. عروستي قاعده تحت على نار، ودخلتي عليها دلوقتي."
دهبيه: "طب، روح يا أخوي."
لينزل يعقوب: "خدي يا خوخه هدية أم عيسى." 
خيريه: "إيه الرضا ديتي؟ كله، أنا خايفه من مرتك تكون عملالي عمل ولا حاجه." 
يعقوب (يضحك): "هي سلمت خلاص من جمالك يا خوختي. وبعدين هي كبرت وعجزت. تعالي بجى، خلي حد من الخدم يطلع الشنط ديتي ويعملولنا وكله زين عشان النهارده دخلتنا." 
خيريه (بمياعة): "بس بجى يا عجوبتي، بتكسف." يعقوب: "أهو، أنا بجى ادفع نص عمري في عجوبتي دي." 
خيريه: "سلامه عمرك يا عمري وجلبي." 
يعقوب: "يا أبوي يا ولاد علي المربة بالجشطة ديتي."
لينده يعقوب: "تعالي يا مرا، يا اللي اسميكي أم ساميه، طلعي الشنط دول فوج واعمليلنا وكله زين وكل عرسان." 
أم ساميه: "معلش يا أم رجيه، أصلي راسي وجعاني." خيريه: "إيه أم رجيه ديه، فاكراني خدامه زييكي؟ يعجبك كده يا عجوبتي." 
يعقوب: "من هنا ورايح تجوليلها خيريه هانم." 
أم ساميه: "حاضر يا حج." 
خيريه: "غوري على فوج، وأوعاكي توجعي حاجه سامعه ولا له، اجطع شلجك." 
أم ساميه: "حاضر من عيني."
 خيريه: "عاوزه حمام وبط ولحم يا عجوبتي." 
يعقوب: "حاضر، لينده على أحد الخدم. بجولك يابت، اعملو حمام وبط ولحم عشان العروسة، وهاتو فاكهه من الجنينه."
أم ساميه: "حاضر يا بيه."
لتنزل أم ساميه.
خيريه: "حطيتي الحاجات؟" 
أم ساميه: "أه يا هانم."
 يعقوب: "روحي ساعديهم في الوكل، خلصي." 
أم ساميه: "حاضر يا حج."
خيريه: "تعالي نطلعوا شجتنا إحنا بجى."
 يعقوب: "تعالي يا مربي بالجشطة انتي."
وعندها تسمع دهبيه صوت غلق الشقة، تنزل وتنده على عسران.
دهبيه: "عسران!" 
عسران: "نعم يا حجه?"
 دهبيه: "بسرعة على بيت عياد أبو سويلم، ودي اللي في الورجه ديتي ليونس ولدي." 
عسران: "حاضر يا حجه."
وتتحدث دهبيه نفسها: "يا خيتي، عيلة ممدوح ماباينش خالص، تلجأهم نايمين مهججتهم المحروجة. بت المحروجة من شجتهم، يلا، وأنا هوجع راسي ليه؟ ده حتى أمهم هملتهم وابوهم مش على باله، طول عمري شايله هم الكل. أطلع أنا أشوف المدعوجة اللي جابتلنا العار ديتي. كمان كلها خلفه توجع الجلب، ولا اللي عامل حاله صغير ديتي، كماني يلا ياكش يتحرجوا كلهم بجاز وسخ. آه، بس لو أعرف بس بت المركوب خيريه دي عرفت اللي مخباي، كيف يكون عجوب جال له؟ بس كيف يجولها؟ هيودر روحه يعني."
_________________________________________
وعند بيت عياد، كان عسران وصل ومعه الختم والمأذون، والجميع في انتظاره.
يونس: "جبت الأمانة؟" 
عسران: "أهي يا بيه." 
يونس: "طيب اجعد عشان تشهد على جوازي من غنوه." عسران: "حاضر يا بيه."
وبالفعل، يكتب يونس كتابه على غنوه.
يونس: "فضيلة الشيخ، هنكتب كتاب خيتي على دياب، وأنا وعسران هنشهدو." أبوي: "شيع الختم بتاعه أهه." المأذون: "فين العروسة؟" 
يونس: "قاعدة جوه وموافقة."
 المأذون: "ناخد رأيها."
 يونس: (يخرج حفنة من المال) "اكتب يا شيخنا، بجولك موافقة بس مكسوفة، وديتي ختم أبوي أهه." المأذون (يفرح بالمال): "ويكتب كتاب فريدة على دياب، وعسران شاهدا مع يونس."
ثم ينصرف المأذون.
يونس: "عسران، خد الختم رجعه لامي، وأوعاك تجيب سيره باللي حصل لأي مخلوق." 
عسران: "حاضر يا بيه."
ثم ينصرف عسران ويدخل دياب غرفته، ويأخذ والدته ووالده معه ليتركا مساحة ليونس وغنوه ليتحدثوا.
يونس: "مبروك يا غنوه، كان نفسي جوازنا يكون في ظروف أحسن من ديه، لكن أمر الله، أهم حاجة إنك بجيتي مراتي. بجيتي." غنوه: "يونس..."
(تنظر له غنوة ولم ترد )
يونس: انا همشي بجى
غنوه: ما انت جاعد شويه
يونس: معلش الايام جايه كتير، بس عاوز اروح اشوف البيت وأحوالهم، ربنا يستر على أمي ميجراش ليها حاجه
غنوه: طيب تمام، وابجى طمني اول ما توصل
يونس: صح، عاوزه تطمني عليا يا غنوه؟
غنوه: تاني يا يونس؟
يونس: خلاص خلاص، انا ماشي
ليخرج يونس من منزل غنوه ليفكر فيما حدث، ليقول في نفسه:
انا ايه اللي عملته ديتي؟ انا حاسس حالي معارفش افكر ف حاجه، وكل حاجه من حواليا متلخبطه... هروب، صدفه، حرق المخازن، وجواز ابويا، وقبل كل ده كتل مندوح لمحمد، ولا موضوع فريده ديتي كماني؟ انا حاسس ان كل حاجه حصلت غصب عني... بس كنت هعمل ايه؟ بس كان لازم اجوز فريده لدياب عشان العار ميلاحقناش طول العمر... بس محدش لازم يعرف بأي حاجه حصلت... وربنا يقدرني بجى علي اللي جاي.
______________________________________
في منزل عياد
غنوه: تعالو ياجماعه، يونس مشي
ليخرجو جميعهم، تقول غنوه محدثة دياب:
غنوه: فهمني بجى موضوع الورجه ديه، وازاي محمد الله يرحمه اتجوز فريده و ميتى؟
دياب: ومين جالك أنهم اتجوزو؟
غنوه (بصدمه): أمال ايه؟
دياب: وجيه جاللي نستغلو المشاكل اللي حاصله عنديهم ونزورو الورجه، ويونس كده كده متشتت ومخه مش ف مطرحه، ووجيه جاللي لزما نضربو علي الحديد وهو سخن، وفريده خدمتنا لما رمت حالها من البرانده، فوجيه جاللي فرصه عشان يفكرو إن كان في حاجه كبيره بين محمد الله يرحمه وبينها.
غنوه (بغضب): تجومو تفترو علي محمد وفريده بالكدب؟
فايزه: مالك يابت بطني حنيتي ليهم ولا ايه؟
غنوه: مين هما يا اما؟
فايزه: ناس جوزك
غنوه: انتي عارفه يا اما ان جوازي من يونس كان عشان انتجم منيهم كلهم لمحمد خيي اللي ناره حارجه جلبي.
عياد: الانتجام مافيش من وراه غير الخراب.
فايزه: ياك اللي اتكتل ديتي مش ولدك؟ ضناك اللي كتله مندوح الفاجر ف عز شبابه؟
عياد: لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.
دياب: انا كماني هروح اعيش حداهم ف بيتهم.

انضم لجروب التليجرام ( هينزل فيه الرواية كاملة ) اضغط هنا
للانضمام لقناة الواتساب اضغط هنا